![]() |
مختل عشقيا
الفصل الاول حتي الفصل الخامس والأخير
المقدمة
بقلم دينا ابراهيم/ وسام اسامه
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
العشق لا تكفيه اقوال ...
العشق افعال الجنون....
العشق كالبحر ونحن نسعي للغرق به ...
العشق كالعاصفة يضرب كيان الذات ...
العشق يقودنا الي اي مكان....
في العشق لا تملك نفسك .....
العشق اختلال يدير عجله قيادته طرفان ...
دفاعا عن عشق لعاشق مختل عشقيا !!!!!
الفصل الاول والتاني
مع اشراقه الشمس وحرارتها اللاهبة في منتصف الصيف....تململت في الفراش وهي تسمع صوت زوجها ينادي بأسمها ويتحدث لها....
وضعت الوسادة علي رأسها وهي تعاود النوم ، تتأفف من تسلط الضوء عليها...
بينما زوجها يقف امام المرآه يهندم الكراڤت الخاصة به وقد يأس ان تستفيق زوجته وتحادثه قبل ذهابه للعمل....
ارتدي حذائه اللامع وهندم خصلاته ...استعد للذهاب الي العمل وهي مازالت نائمه!!
اتجه نحو فراشها ليهزها برفق قائلا...
-رنا ..انا رايح الشغل لما تصحي كلميني....
رفعت يدها عاليا فجأة ليرجع الي الخلف بريبه...ثوان وحركت يدها يمين ويسار بوضع الوداع لتقول بصوت ناعس...
-مع السلامه يا حبيبي اقفل الستاير وارفع درجة التكييف ...
زفر بسخريه ليقول ..
-ستاير...الله يرحم شهر العسل الفطار والهدوم المتحضره...شكلي اخدت مقلب!!
خرج بعد ان طبع قبله علي وجنتها وخرج سريعا بينما هي مازالت تغط في نوم عميق اغاظه بشده .....
..........
بعد ساعه من النوم استيقظت علي صوت جرس هاتفها المتواصل ...
وضعت الهاتف علي اذنها بعد ان رأت اسم صديقتها...
-الو يا لوجي !!
-لوجي ايه و هباب ايه ...الهانم نايمة وانا هتنقط مستنياكي !!...
-ايه يابنتي !! اهدي في ايه ؟!
-يانهارك مش فايت وكمان نسيتي !!!...
اعتدلت رنا وهي تفرك عيناها بحنق لتردف...
-يابنتي وطي صوتك اللي زي العرسة ده وفهميني نسيت ايه بالضبط ؟!...
-هعيط منك بجد ..انهارده هعمل بروفه لفستان الفرح ،، انا وانتي ياهانم فرحي اللي هو بعد بكره ولا نسيتي ده كمان يا صديقه العمر !!...
خبطت علي رأسها بحرج لتردف...
-اوبس !! والله تاهت مني دي اصل امبارح شديت مع خالد عشان بيغظني وفضلت سهرانه اناكف فيه ؛ ده انا حتي نمت والله ومشفتهوش وهو نازل وزمانه اتشل مني !!...
-خلاااااص الله يهدك انتي وسي خالد افضلي احكي قصه حياتك وضيعي المعاد...بنت انتي قدامك بالظبط 15 دقيقه وهكون تحت البيت تبقي جاهزة انتي فاهمه !!
اغلقت الهاتف بينما ضحكت رنا علي توتر صديقتها ...انتفضت من الفراش لتدلفت سريعا الي المرحاض تلقي بالماء علي وجهها وتأخذ لمحه الي نفسها في المرآه...
ضحكت لتردف في نفسها...
-الحمدلله اني مصحتش ل خالد وشافني الصبح وانا شبه عم برعي كده !!
اسرعت الي خزانتها ترتدي اول فستان رأته واخرجت حجاب رقيق مناسب للونه ....
كل هذا لم يوقف محاولاتها في مهاتفة زوجها لتخبره بخروجها ....
انقطع الاتصال دون جدوه مره واثنان وثلاثة ...قذفت الهاتف بغيظ علي فراشهم لتردف...
-بقي كده مش بترد عليا طيب يا خالد انا بقي هنزل وزي ما تعمل اعمل !!
..............
في مكان عمل خالد....
دلف الي اجتماع مع مديره و زملاءه وترك هاتفه بالمكتب ولم ينتبه اليه ....ظل عقله مشغولا بزوجته الجميلة المجنونة وما فعلته به بالأمس بعد ان مازحها بانه يبحث عن زوجه جديده تعوضه " الدلع " علي حد قوله ...
كان يحارب ابتسامته فقد اذاقته المر ليله امس من وسائد واشياء تقذفها اليه الي امتناعها عن تحضير العشاء وغيره كمعاقبه له علي اقواله....
................
في المول.....
-يوووة بقي ممكن تفردي وشك ده شويه اكيد مسمعش التلفون يا رنا مش جريمه !!
ولا انتي زعلانه بجد عشان جينا مع خطيبي واخويا انا قولتلك انهم بيعملوا بروفه علي البدل بتاعتهم في نفس المول ومتوقعتش ان هيبقي في مشكله !!...
اردفت لوجي بحنق من عبوس صديقتها ....لتردف رنا بغيظ...
-لا يا لوجي عمره ما عملها انا متأكدة انه بيعاندي عشان امبارح...
واصلا مش زعلانه اللي حصل حصل جينا وخلاص بس انا متأكدة انه هيتضايق ، وعارفه بقي يتحرق ....
-لا بجد انتوا تبقوا تافهين اوي لو دي خناقتكم !! ...
-يلا مش هفكر فيه اصلا وريني الفستان تاني كده ....
اتسعت ابتسامه لوجي وهي تدور بفستان العمر للمرة الالف لصديقتها ...
ضحكت رنا علي سعادة صديقتها وتركتها لارتداء فستان العرس السواريه الذي اختارته لها لوجي لتحضر به زفافها ....
................
في مكتب خالد....
خرج خالد من اجتماعه ليجد 15 مكالمات من زوجته ...قلق وامسك الهاتف يحادثها سريعا...
رن مره واثنتان وفي الثالثة رد عليه صوت انثوي مألوف له ولكن ليس بصوت زوجته .....
توترت لوجي عندما تكرر اتصال خالد علي هاتف رنا ولم تستطع الابتعاد واخبارها وهي بين يد الخياطه....
اتخذت قرار حتي لا تزداد فجوه خلافهم و فتحت الهاتف...
-الو يا استاذ خالد . .
-احم الو مين معايا ؟
-انا لوجي انتيمه رنا ...
-ايوة ايوة ازي حضرتك ..مبروك علي الفرح مقدما...
ضحكت لوجي لتردف...
-الله يبارك فيك ميرسيي جدا ....
-اومال فين رنا ؟
ردت لوجي بكل عفويه...
-بتقيس الفستان جوا وانا مش عارفه اناديها عشان بظبط فستاني انا اسفه والله بس قلت ارد عشان حضرتك تطمن....
شحب وجهه ليردف بهدوء وغضب غفلت هي عنه...
-انتو مش في البيت ؟
-لا احنا في مول......في محل.....للعرايس....
-طيب تمام ابقي قوللها تتصل بيا ...مع السلامه....
-مع السلامه !!
............
شهقت لوجي عندما ضربت الخياطة المقص بشكل خاطئ فتمزقت قطعه من القماش ....
-يانهار اسوووود !!
كادت لوجي تقتل الخياطة بعد ان اجتمع الجميع ورنا حولهم لمصالحاتهم و تهدئه الامور .....
ربتت رنا علي ظهر صديقتها الباكيه لتردف ....
-ممكن تهدي بقي والله هيتصلح ومش هيبان اصلا انتي موتره نفسك ليه بس !!
جففت لوجي دموعها عندما اتصل خطيبها يستدعيها للخارج فقد اشترطت عليه عدم الدخول ورؤيه فستانها لأنه فال سيء ...
بعد ان انهت المكالمة نظرت الي رنا....
-تعالي ناكل ونرجع تاني عشان مستنينا برا ...
رنا برفض فلا حاجه الي زياده اخطاءها يكفي ما سيفعله بها خالد ان علم انها خرجت من الاساس....
-لا انا مش جعانة روحي انتي اصل.....
-رنا بليز مش اللي هنعيده هنزيده ده مجرد اكل مش هتبقي انتي والخياطة !!
قاطعتها لوجي بحنق فتنهدت بقله حيله وتبعتها رنا ...اتجه الاربعه الي قسم الطعام في المول....
اما خالد فقد استأذن من عمله واخذ سيارته وهو عاقد النية علي قتلها .....
لا يصدق ان عنادها ومزاحه معها بالأمس اوصلها الي هذا الحد ....
ان كانت تظن حبه و دلاله لها ضعفا فهي مخطئه تماما وسيريها كيف تعصي كلمته .....
دلف الي المول وهو يشعر بغيظ شديد توجه الي اسم المكان الذي اخبرته عنه صديقتها ليتفاجأ بذهابهم ولكن الخياطة اخبرته بأنهم يتناولون الطعام في المول وعائدون.....
توجه سريعا الي قسم الطعام ليتفاجأ بما هو اسوء وهو جلوس زوجته مع صديقتها ورجلين غريبين ....غلت الدماء في عروقه اتظن نفسها في موعد مزدوج....
كانت تبتلع قضمه من الخبز عندما ظهر بملامحه الغاضبة والمريبة امامها ...
وقفت اللقمة في حلقها وسعلت بشده ليتنقل هو بعيونه بين الرجلين وصديقتها ليعود اليها مره اخري ويردف بهدوء قاتل...
-قومي معايا !!
ليتحدث اخ لوجي باستغراب...
-ايه ده في ايه !!
رمقه خالد بنظره غاضبه وهو يحاول تمالك نفسه ليردف بحده...
-قومي معايا !!!!
نظرت بحرج بجوارها لتردف لوجي بسرعه فقد نست ان تخبر صديقتها باتصال خالد ولا بد انه غاضب منها ...
-استاذ خالد اهدي و اتفضل معانا !!
نظر لها خطيبها ثم وجه اخيها السؤال الذي يراوده...
-مين ده ؟
لم ينتظر خالد حديثهم وامسك بذراعها يجذبها بعنف من مقعدها ويجرها خلفه ....
-ايه اللي بتعمله ده ممكن تهدي شويه ...
لم يبالي بها واستمر في طريقه وهو يري النيران تشتعل امام اعينه .....
حكم قبضته علي يدها وهو يخرج من المول وكأن اناس الارض وجنها يلاحقونه...
ليفتح باب السيارة ويدفعها داخلها ...اتجه الي الجهة الأخرى ليركب ، بدأ في القيادة لتقول بنبره عالية ووجهه احمر من شدة الغضب...
-خالد ايه الي بتعمله دا بتجرني وراك زي المعزة ولا كأن بني ادمه الي معاك ؟!..
كلمه هادئة خرجت من فمه قائلا..
-اخرسي يا رنا !!
ازداد غضبها لتقول شبه صارخه....
-اخرس!! انتا الي فرجت علينا الناس وبتقولي اخرس !!
تلك المرة ازداد انقباض يده علي عجله القيادة حتي ابيضت مفاصله ليقول صارخا....
-بقولك اخرسي احسنلك !!
دمعت عيناها من منظره المرعب وصرخته بها لتتيقن انه سيصب جم غضبه عليها عندما يصلا الي منزلهم.....
لتقول بنبره باكيه...
-لا مش هخرس وديني لماما !!
هتف بها بغضب عارم...
-اخرسي يارنا بدل ما اخبطك قلم يخرسك ولا هينفعك ماما و لا غيرها!!
زاد خوفها لتقول بصراخ وهي تحاول فتح باب السياره...
-وديني لماما يا خالد بقولك !!
التفت اليها بعينين غاضبتين لتشيح بوجهها الي الزجاج سريعا داعيه الله بأن يمر اليوم علي خير...
لحظات ووقف امام بنايه لتنظر وتجدها بناية والديها...خرجت من السيارة سريعا وهي تبكي بقهر ليتبعها ويقف جوارها عند باب المنزل....
ثوان وفتح الباب بعد ان طرقت رنا الباب ليدخل كل منهم ونظرات والدتها القلقة تفترسهم لتقول بوجل وهم يجلسوا...
-مالكو يا ولاد في ايه...مالك يا رنا بتعيطي ليه؟
اتجهت رنا الي احضان والدتها وهي تبكي بقوه ، بينما شتم خالد بخفوت بأحد الالفاظ البذيئة ..لتقول والدة رنا...
-يا ابني في ايه البت منهاره ليه ؟!
ثوان وخرج والد رنا ليقول بقلق...
-في ايه ياام كريم ؟!.....
الفصل الثالث
امسكت رنا هاتف والدها بخفيه وهرعت للاختباء في غرفتها واخرجت هاتفها وهي لاتزال تبحث عن رقم عبدالله في هاتف والدها لتنقله اليه...
ثواني واتمت مهمتها وذهبت بهدوء تضع هاتف والدها في مكانه ، دلفت غرفتها واغلقت بالمفتاح حتي تتفرغ لإتمام مهمتها التي ستتسبب بمقتلها علي يد خالد لا محال !! ..
رن الهاتف مره قبل ان يجيب الرجل علي الجهة الأخرى...
-ااالووو ....
رفعت شفتها العليا باشمئزاز لا ارادي لتردف بهدوء مصطنع ودلال مدروس ..
-الو استاذ عبد الله ؟
تغيرت نبرته الي اخري اكثر رقه ليردف..
-اممم ايوة انا مين معايا ؟
-انا رنا ....حضرتك فاكرني..
تنهد كأحد ابطال افلام الابيض واسود القديمة بينما تنازع هي حتي لا تقفل الخط في وجهه الدميم....
-فاكرك طبعا و انتي تتنسي بردو!!
سعلت بتوتر لتردف ..
-بابا قالي ان حضرتك عايز تتجوزني ؟
-ايوة و كل مطالبك مجابه بس انتي توافقي ياست الحسن ...
لوت وجهها علي مدي سخافته و رتابته لتردف...
-احم انا موافقه بس في مشكله...
-خيررررر بس ...ايه هي ؟؟
-اهلي مش موافقين غير لما العدة تنتهي والصراحة يا استاذ عبدالله حضرتك عريس لوقطه بعد جوازتي المهببه الاولانيه انا عايزة حد يسعدني ...
-طيب وبعدين اعمل ايه ؟؟؟
ابتسمت بمكر لتردف بدلال مخلوط بحزن...
-مفيش غير انك تيجي بكره وتصر ان الخطوبه تتم وكتب الكتاب يبقي بعد العدة ...
-خطوبه ؟؟!
علت نبرتها بحده قليلا قائله....
-ايوة خطوبه في حاجه ؟
تنحنح بتوتر ليردف باستسلام...
-لا لا مفيش خطوبة خطوبه وماله ، بس انتي تساعديني بقي يابت الناس !!
-طبعا طبعا ...عن اذنك بقي يا استاذ عبدالله ....
اغلقت الهاتف بابتسامه نصر يرافقه قهر داخلي لا تعرفه سوي انثي مجروحه لتتمتم في نفسها....
-مبقاش انا رنا لو مخلتكش تلف حوالين نفسك يا خالد !!!
............
في اليوم التالي.....
دق الباب بعد صلاه العصر ....
-روحي يا رنا افتحي الباب...
-حاضر يا ماما...
عدلت ثيابها وحجابها وحاولت رسم الابتسامه والقبول علي وجهها....فتحت لتجد عبدالله امامها بابتسامه واسعه وعيون هائمه لتشير اليه بالدخول قائله...
-ده استاذ عبد الله يا ماما ....
نظرت الي الارض و كأنها تشعر بالخجل ليأتيها رد والدها من غرفته سريعا...
-طيب ادخلي جوا انا طالع اهوه ...
ثواني وخرج والدها واستأذنت هي بالدخول...
والد رنا وهو يشير له بالجلوس...
-اهلا يا استاذ عبدالله شرفتنا ...
-اهلا بيك يا ابو كريم ...
فرك والد رنا بيده علي ركبتيه يرغب في سؤاله عن سبب مجيئه الا ان عبدالله دخل سريعا الي صلب الموضوع...
-انا عارف اني جاي من غير معاد بس انا عرفت خلاص ان رنا اتطلقت والصراحه انا مش شايف سبب للتأجيل اكتر من كده....
رد والد رنا سريعا ..
-انت عرفت منين ، وبعدين حتي لو لازم نستني العده لما تخلص !
-مش مهم منين المهم اني عرفت....
وماله نلبس دبل دلوقتي وكتب الكتابه لما العده تخلص قلت ايه ؟؟
ضرب والد رنا كف علي كف بذهول ليردف..
-يا استاذ عبدالله بالعقل كده البت لسه متطلقه اروح اقولها اتجوزي علي الاقل اديها فرصه !!
وقف ليجلس علي الجانب الاخر من والدها ليردف بثقه...
-احنا فيها اسألها ولو رفضت تمام نأجل ولو وفقت يبقي بكره هجيب الدبل ونلبسها ...
دلف والدها يحدثها فوافقت علي الفور بشكل اصدم والدها الذي يحكي لها عن ذلك الرجل المجنون ومتوقع منها الرفض الا انه لم يجد سوي القبول والترحاب...
ضرب كف علي كف مره اخري ولم يجد مفر من هذه الزيجه ليردف...
-طيب علي الاقل اكلم خالد اقوله ...
وقفت بسرعه لتردف بغضب...
-تقوله بتاع ايه ما هو طلقني خلاص ولا انتو عايزين حياتي تبقي متعلقه بيه !! ايه مش من حقي افرح واعسش واتبسط زي باقي الخلق انا مش قولتلكم امبارح انه كلمني واكدلي انه طلقني والورقه هتوصل بعد اسبوع !!!...
-بس يابنتي الاصول.....
-بابا اصول ايه اللي بتتكلم عنها والله لو عملت كده وكلمته لاولع في نفسي بجاز واريحكم مني !!
كاد الرجل ان يجذب شعر رأسه من عنادها فخرج بقله حيله يوافق علي مطلب عبدالله و تحديد الخطوبه في الغد ....
..............
في منزل خالد....
دلف من العمل باحباط شديد كعادته في تلك الشهور الثلاث ليرمي ببضع اوراق عمله علي الأريكة ويتجه للاستحمام و النوم ليتناسي همومه ...
فقد ظلت رنا تحيط بتفكيره وعقله طوال وقت العمل ... تنهد بأسي ، كم اشتاق لها ولضحكتها التي ملئت هذا البيت يوما ....
شعر باختناق فقد امل ان يعود يوما من العمل ويجدها بانتظاره....والرجوع عن ما في عقلها ...
لا يزال مصدوما انها طلبت الطلاق حقا !!
القي بالمنشفة بغضب ليرتدي ملابسه ويأمر قلبه بالتوقف وترك جسده وعقله المسكين ليجد السكون والراحة ....
استلقي بتعب علي الفراش وبالطبع مرت ساعات من التفكير بها وبكل مكان تجولت به في هذه الغرفة وكل ذكري تمت بينهم ليزفر باختناق ويضع الوسادة علي رأسه للنوم ...
............
شعر بيد ناعمه تدلك ظهره المتعب بخفه ....فتأوه بخفوت وهو بين النوم والصحوة ....
ليتلوا تلك اليدين شفاه تطبع قبلات مخطوفه برقه حتي وصلت الي رقبته ثم همست بأذنه ...
-حبيبي اصحي !!
استدار ليجد وجه رنا المبتسم يطالعه ...
..رفع اصابعه بشوق وعدم تصديق يمررها برقه علي وجهها ...
-رنا اخيرا ...افتكرتيني...
امسكت يده ومالت عليها تقبلها بحب قائله....
-انا علي طول فكراك ...انت اللي نستني ...
نظر الي عيونها بألم وحب...
-انا عمري ما اقدر انساكي يا حبيبتي!!
ابتسمت له لتقترب منه وهي تغمض جفونها وتقبله بنهم وشوق نابع من قلبيهما وافتراق دام كثيرا .....
شعر بأصابعها تتخل خصلات شعره تجذبها ليرن هاتفه فجأه و ........
انتفض بخضه وهو يرمش وينظر حوله بعدم استوعاب !!
اين ذهبت ، كانت بين احضانه الان ؟!
تنهد بقله حيله كان مجرد حلم وامنيه يرغب بها بشده ....نظر الي المنبه شزرا علي الاقل كان يتركه ينعم بتلك اللحظات ...
القي الغطاء بغضب عندما وجد الساعة تشير الي السادسة صباحا و يوم جديد في عمله وبلا حياة و متعه ......
.............
اما عند رنا .......
اتصلت والدتها ووالدها ببضع افراد عائلتها المقربين لحضور حفل الخطوبة مع استغراب الجميع من تلك الخطوة.... فبعد حب دام 7 سنوات من حب في الجامعة ينتهي بزواج سنتين لينتهي الامر سريعا بينهم والأسواء انها تتزوج من رجل مزعج يكبرها باعوام عديده....
بعد ان انهت مخططها بقيت الخطوة الاهم في صباح يوم خطبتها اتصلت ب هدير ....
-الو يا هدير ازيك يا حبيبتي ؟
-الو انا الحمدلله يا رنا وانتي يا قمر ازيك وازي خالد....
لمعت عينيها بنصر لتردف...
-انا زي الفل تمام وخالد مش عارفه اصلنا انفصلنا من فترة...
جاءها صوت هدير المذهول من الجهة الأخرى ...
-نعم !!!! انفصلتوا امتي وازاي انا لسه مكلماكي من يومين ...
ضحكت بهدوء مصطنع ...
-من زمان اكتر من 3 شهور بس مكنتش حابه اتكلم دلوقتي بس خلاص انا اتخطيت مرحله خالد وبتصل اعزمك علي خطوبتي انهارده !!!
-خطوبتك !!!! رنا انتي بتهزري مش كده !!!
زادت ضحكات رنا لتردف ...
-طيب والله العظيم خطوبتي النهارده...
علي العموم انا عزمتك عشان الخطوبه و ورايا ميه حاجه انتي عارفه بقي يا قلبي معلش مضطره اقفل سلام .....
دق قلبها بسرعه وهي تدعوا الله ان تسير خطتها كما تريد وان يصل الخبر الي خالد لينقذها من تلك المصيبه التي توشك علي ارتكابها بنفسها !!!
(حد يقتل البت دي😂)
بالفعل لم تكدب هدير خبر واسرعت بالاتصال بزوجها لأخباره بهذا الخبر الصادم !!
بالطبع لم يصدق زوجها ولكن بعد الحاح من زوجته الفضولية اتصل ب خالد يستشفي صحه الامر ....
-الو ازيك يا خالد اخبارك ايه ؟
رد خالد بملل ...
-الحمدلله وانت ؟
-احم كويس الحمدلله ....هي رنا عامله ايه ؟
اعتدل في جلسته ليردف بحنق مستتر...
-وبتسأل علي رنا ليه ؟
-لا لا ابدا اصل هدير بتخرف وبتقول كلام غريب...
سرد له صديقه كل ما اخبرته به هدير ليشعر خالد بحياته تنقلب رأسا علي عقب وباللون الاحمر ينتشر حوله وفي صميمه....
جز علي اسنانه قائلا...
-لا طبعا مفيش حاجه من دي ...دي بتهزر مع هدير بس انت عارف هزار الحريم ...
-اه والله عارفه ربنا يهديهم ...طيب مش هعطلك انا مع السلامه ...
-مع السلامه ....
اغلق الهاتف وهو يحاول التنفس من انفه رغبه في تمالك اعصابه ولكن دون جدوي ...هب واقفا يجذب سلسله مفاتيح سيارته ...
مقررا الذهاب اليها والتأكد بنفسه فأن صح ما سمعه سيقتلها بيده المجردة !!!
تتزوج وهي في عصمته سيكون اخر يوم في حياتها التعيسة !!!
............
وقفت بتوتر عند نافذه غرفتها علي امل رؤيه خالد او اي احد من طرفه ....
حاربت دموعها التي تتنافس معها للتساقط....
فهي متأكدة انه يعلم فمن المستحيل ان توقف هدير ثرثرتها بسهوله ،، لكنه لم يظهر بعد هل مل منها فعلا ولم يعد راغب بها كزوجه له وانتهي ذلك الحب الذي لطالما كنه لها .....
وضعت رأسها بين كفيها تبكي بحرقه علي استسلامه وتخليه عنها مع اول مشكله كبيره تواجههم ....
الان يبقي لها خيبه الامل والرجاء وعليها تحمل عواقب افعالها ...فهي لن تخطب لعبدالله ابدا ولن تلبس خاتم في يدها سوي خاتم خالد حتي وان كانت خدعه !! ....
بكت علي حياتهم معا وحبها له التي لا تستطيع التخلي عنه او نسيانه ....بدأت تجفف دموعها وتعد نفسها لمواجهه الجميع والغاء تلك الخطبة اللعينة ....
سمعت اصوات غريبه في الخارج ودقات عنيفة فتوجهت الي المرآه تعدل شكلها وتزيل الكحل الاسود السائح علي وجهها من دموعها ....
لينفتح الباب بقسوه وعنف وتصل الي مسامعها جمله ....
*البيت بيولع انزلوا بسرعه*
-تعالي بسرعه يا رنا البيت بيولع ...
نظرت الي والدها بصدمه قبل ان يأتي رجل ضخم البنيه وشبه يقتلع والدها من مكانه ليردف...
-مفيش وقت تعالي انتي ورايا وانا هسند الحج ....
هرعت تاخذ حجاب ترتديه بسرعه وهي تلحق بوالدها المنزعج من الرجل ويطالبه بالابتعاد عنه وانه يستطيع النزول ....
لتباغتها يد تغطي فمها وهي تهبط اول الدرج امام شقتهم ..وبذراع اخري تحيط خصرها وتحملها من علي الارض...
امتلئ قلبها بذعر وهي تحاول الصراخ وتري الجميع يهبط امام عينيها وخاطفها يصعد بها الي اعلي المبني المحترق !!!
الفصل الرابع
ظلت تحرك يدها وساقها بعنف محاوله الهروب حتي وصلا الي السطح وادارها ذلك الخاطف لتصبح وجها لوجه مع زوجها !!!
انعقدت ملامحها بغضب وشراسه وهي تردف...
-انت بتعمل ايه يا مجنون البيت بيولع !!!
ليردف بعيون قاتله مظلمه ...
-ده انا اللي هولع فيكي وفي اهلك !!
انتفضت عيونها بذعر لتحاول تخطيه والهرب منه بعد ان تذكرت ما كادت تفعله لاجتذابه اليها ....
اوقفها وهي تصرخ وتحاول الافلات منه ..فما كان منه الا ان ضربها برأسه في رأسها مرتين قبل ان تهدأ و تغيب عن الوعي قليلا....
امسكها قبل ان تسقط يحملها بين ذراعيه وهو ينظر الي سقف البنايه امامه ويبقي التحدي في قفزة من هذا العلو وهي بين احضانه دون السقوط ...
زفر بحنق قبل ان يمسكها جسدها بين ذراعيه ليقفز بها الي المبني المقابل ويسقط علي ظهره وهي فوقه حتي لا يصطدم جسدها وتتأذي ....
سخر عقله من هذا التفكير فقد تفننت هي في ايذائه نفسيا ولكن قلبه يأبي ان تتعرض هي لذلك الأذى ..ولكن ذلك القلب سيأخذ راحه من هذه اللحظة !!!
نزل من البناية التي ينتهي درجها في الشارع الخلفي المقابل لبنايتها حيث يركن سيارته ليضعها والتوجه سريعا الي مقعد القيادة ليبدأ معها رحله العقاب....
اما عند منزل رنا فقد اكتشفوا اختفاءها وان البنايه لم يحدث بها اي حريق وانها مجرد خدعه ....
ليبقي اللغز الاكبر اين رنا وكيف اختفت !!!
رن هاتف والد رنا في هذه االحظه ليردف وهو علي وشك البكاء من ذعره علي ابنته فما حدث ليس بطبيعي وهؤلاء الرجال اختفوا ...
-الو ...
-الو رنا معايا...
-خالد !!!!رنا معاك ليه انت مش طلقتها !!!!
شد علي قبضته الممسكة بعجله القيادة قبل ان ينفجر بوالدها كالبركان ...
-لا طبعا مطلقتهاش ...
-ازاي يعني مطلقتهاش رنا قالتلي انك طلقتها ...
-مطلقتهش يعني مطلقتهاش يعني جنابك كنت هتجوز مراتي لواحد تاني وهي علي ذمتي يعني انت ......
توالت كلماته البذيئة والغاضبة والتي تنصب بالكامل علي والدها فحتي ان رغبت في خداعة كان عليه الاتصال به والتأكد من الامر والا يسير خلف امرأه حمقاء كزوجته ....
بعد ان انهي وصله اهانته لوالدها المسكين الذي شعر بجسده يتخدر مما يسمعه .....
اغلق الهاتف بغضب في وجه خالد لينظر بغضب الي الجميع ...
-كل واحد يروح علي بيته بنتك يا هانم اللي معرفناش نربيها وسمعتني اللي عمرى ما سمعته لسه علي ذمه جوزها وهو اخدها ...
بكت والدتها وحاولت الاعتراض والمطالبة بابنتها ولكن والد رنا صاح بها لتستفيق وانه لن يقبل بعودتها وان مكانها مع زوجها عله يضع قليلا من التربيه بها والتي فشل في تعليمها اليها ....
ذهبت العائله والجميع يتحدث عما شاهدوه للتو والمجنون الذي خطف زوجته والمجنونة التي اوشكت علي الخطبة لرجل اخر وهي متزوجه .. الامر الذي لم ولن يشاهدوا مثله ابدا !!!....
..............................
في السيارة.....
انطلق بها خالد و طوال الطريق لا يري الا غضبه وهو يتوعد بما سيفعله بها ....
بدأت تستعيد وعيها لتشهق برعب ولكنه كان اسرع منها....
-اقسم بالله لو طلع منك نفس واحد هديكي بالقلم علي وشك فااااهمه !!
نظرت له بذعر وهي تنظر حولها و تبتلع ريقها بخوف....
-انت موديني فين !!
-في داهيه ان شاء الله متخافيش !!
اعتدل في جلستها لتقول بشجاعه ...
-نزلني ....
ابتسم ابتسامه بثت في قلبها الرعب ليردف بجنون تترجمه عيونه وملامحه ....
-انزلك !! ضحكتيني ...انا تعملي فيا كده يا رنا ده انا هخليكي تندمي علي اليوم اللي اتولدتي فيه !!
صرخت بغيظ وحنق...
-انت مجنون !!!! عايز مني ايه تاني مش قلت هتطلقني !!!
ضرب المقود بقبضته ليصرخ...
-ايوة مجنون ، وهطلعوا كله علي جتتك ....
ضربت ذراعه بغضب قائله ببكاء...
-ارحمني يا اخي عايز مني ايه تاني !!
ابعد يدها بغضب مماثل وهو يجذب حجابها المفكوك من علي رأسها ...
-حطا ده ليه هااااه حطاه ليه ، فكره ربنا دلوقتي ومفتكرتهوش لما كنتي هتتجوزي واحد وانتي علي ذمه واحد تاني...
علا صوت بكاءها وصرخاتها الغاضبة لتردف وسط شهقاتها....
-انا مش علي ذمه حد انت قلت هتطلقني واتصل بيك !! اتصلت يا خالد ولا لا قولي وانت معبرتنيش...
ليعلو صوته بحده وهو يشعر باختناق انفاسه ....
-اخرسي بقي !! اخرسي هموتك مش قادر اسمع صوتك انتي واحده خاينه و زباله !!
-نزززززلني ....نززززلني بقولك !!
جاءها الرد منه بصفعه غاضبه علي وجهها ...شهقت ونظرت له بصدمه وهي تمسك وجهها بألم و اجهشت في البكاء ....
وضع اصبعه علي فمه بتحذير واصبغت عيونه باللون الاحمر ليقول ...
-اخرسي يا رنا ..اصبري عقابك لسه متخلنيش ابدأو دلوقتي !!......
ظلت تبكي بحرقه فلم تتوقع منه تلك القسوة اهذا جزاء حبها ورغبتها في جذبها اليها ....
نظرت من النافذة تبكي بصمت بينما ظل يتابعها هو بنظرات محطمه ويلعن قلبه الذي يرق لتلك الساحرة الخبيثة...
امسك المقود بغيظ حتي لا تمتد يداه لمواساتها ....
بعد مرور 4 ساعات اوقف السياره...
فتحت عيونها بضعف لتجده ينظر لها بسواد غلب السواد الحالك المحيط بها سمعت صوت تخبطات مألوف ولا تعرف مصدره....
فتح باب السيارة لينزل فسبقته هي بخوف وفتحت بابها واطلقت ساقيها للريح ....
قلبها يدق بعنف خوفا من رده فعله ولكنه باغتها بصوته العالي ...
-رنااااا اقفي احسن لك !!
لم تستمع له واسرعت قليلا وهي تشعر برمال حريريه ثقيله تحت قدميها ..رمال بحر !! هذا يفسر صوت التخبطات العالي لا شك انها الامواج .... تأوهت عندما سمعت خطواته خلفها و اسرعت و لكنه كان اسرع منها ...
واحاطها بذراعيه بشكل اخرج الهواء من شفتيها ليحملها في الهواء وسط ذهولها لتهبط علي اكتافه ...
اخذت تضرب بيدها وقدمها حتي يتركها بينما حاول هو السيطره عليها بغضب ليردف..
-اثبتي بقي متخلنيش اتغابي عليكي !!
-مش عايزة ابقي معاك سيبني يا اخي !!
انزلها عند باب شاليه !! تتذكر هذا المكان انه شاليه الخاص بهم في العجمي بالإسكندرية !! لتردف بصدمه ...
-احنا في إسكندرية!!
استغل توقف حركتها من الصدمة لفتح الباب سريعا ودفعها الي الداخل !
-ااااه انت عايز مني ايه ، ايه افتكرتني دلوقتي!!
هز يده وهو يضم اصابعه بحركه تشير الي الصبر ليردف بهدوء...
-افتكرتك لا هو انا هقدر انسي بردو مصدر النكد والازعاج في حياتي !!
ارتعشت شفتيها بحزن لتعض عليها بغيظ من ضعفها امام كلماته لتقول بهدوء وهي تحاول مسح دموعها قبل النزول واهانتها .....
-لو سمحت كفايه اهانه لحد كده ، طالما انا مصدر الازعاج والنطد طلقني.. جايبني هنا ليه؟!!!..
ابتسم ابتسامه تشع ظلاما وغضب ليردف..
-هطلقك من عنيه الاتنين بس قبل ما اطلقك بقي......
توقف حديثه وهو يخلع حزام بنطاله ليردف مستكملا...
-لازم احط التاتش بتاعي ولا ايه !!
نظرت له بخوف ووجه شاحب ...مالذي ينوي فعله بها ؟
-انت هتعمل ايه !!
اقترب منها لتبتعد هي سريعا خلف احدي الطاولات لترفع يدها بتحذير عندما ثني الحزام في يده لتتأكد نواياه..
-اقسم بالله يا خالد لو الزفت ده جه علي جسمي لاوديك في داهيه ...
هز رأسه بلا مبالاه ...
-داهيه ؟ هو في داهيه ابعد منك !
ظلت تبتعد حتي استسلمت لبكائها فلا مهرب لها منه وهو يلحق بها بهدوء صياد مستمتع بانهيار فريسته .....
-انت بتعمل ليه كده ؟
تسمر مكانه ليجز علي اسنانه بغضب...
-بعمل كده ليه !!! يعني للدرجه دي عندك برود و لا مبالاه !! انتي مش حاسه بالمصيبه اللي عملتيها ده غير قله الربايه اللي انا هعوضهالك ان شاء الله !! ...
حاولت التوسل اليه بهدوء ومحايله مصطنعة فهي تعلم ما فعلته ليجن جنونه هكذا ...
-طيب عشان خاطري...ممكن تهدى ونحلها براحه ...انا معملتش حاجه صعبه يعني...
-والله العظيم !! قولي والله كده معملتيش حاجه صعبه ، وانك مخلتنيش اعيش اسود 3 شهور في حياتي...
وقفت لتنظر له بحده والم ....
-وانت كنت فين اصلا في ال 3 شهور دول ....
-مش مهم !! المهم اني طلعت رخيص اوي عندك وانا مش بكره في حياتي قد اني انخدع في حد احبه ويخوني ....
اقتربت منه وقد تناست خوفها منه لتنظر له شزرا وتضحك بسخريه.....
-ده انا !! مش انت اللي بعتني من زمان اوي ورمتني زي الكلبه عند اهلي ....
قاطعها خالد بغضب ....
-انتي اللي روحتي لاهلك مش انا اللي رميتك يا رنا ، انتي اللي محبتيش تعترفي بغلطتك و اصريتي علي العناد وانا بقي هوريكي العناد معايا بيودي فين !!
كانت كلماته تشتد وتزداد حده وهو ينطقها ليمسكها من خصلات شعرها بقوه و يجذبها خلفه و يدفعها علي الاريكه ...
ليردف بهدوء لا يتطابق مع قطرات العرق المنصبه علي حاجبه...
-ارفعي رجلك !!!!!
انكمشت علي نفسها بذعر لتردف بهستريا...
-انت مجنون يا خالد اعقل انا مش صغيره عييييب كده !!
هز رأسه وانقض عليها يجذب ساقيها من اسفلها فقد اتخذ قرارا بتأديبها ولن يهدأ حتي يؤديه ....
انهال علي قدميها ضربا وهو يتذكر ما اقدمت عليه حتي نزلت الدموع من عينيها...
ابتعد بعد مده يلهث وانفاسه مضطربه مش شده انفعالاته الجسديه وصراعات طباعه و قلبه ...
رمي الحزام بجوارها و هي تضع رأسها بين كفيها تبكي بمراراه وتفرك قدمها بالم وذهول....
جلس في مقابلتها يستعيد انفاسه ...يتفحصها بمشاعر غير محدده ليهز رأسه رافضا الشعور باي مشاعر تجاهها ...فما فعله لم يكن بالهين او البسيط .....
ليردف بألم وجرح كبير في رجولته يرفض الالتئام....
-شفتي وصلتينا لايه !!! لو كنتي عايزة تطلقي و مش طيقاني اوي كده مقولتيش ليه من الاول ومعذبتنيش الوقت ده كله معاكي !!
رفعت يدها وهي تمسح دموعها بحزن وألم ولم تجيبه ...هز رأسه بخيبه امل واردف...
-انتي تكسبي يا رنا .... انا هطلقك !!!
وقف بحده واتجه الي باب الشاليه ليخرج ويتركها وحيده....يحتاج بعض الهواء ليستعيد افكاره واعاده رص جدرانه فوق قلبه ولن يسمح له باللين ....
جلس علي الدرج امام الباب فهو يخشي ان تتصرف بجنون وتهرب في مثل هذا الوقت من الليل والطقس القارص .....
جنونها هذا لا حد له !! لم يكن ابدا بالقاسي او المجنون ولكن زوجته استطاعت اخراج ذلك الجنون واسوء ما فيه ...
تستحق ذلك لن يسمح لنفسه بالشعور بالذنب فإي امرأه تتجه للزواج وهي علي ذمه رجل اخر ....مجرد التفكير بالأمر يجعله يرغب في العودة وضربها مره اخري !!!
اعتدلت وهي تمسح دموعها التي ترفض التوقف لتخرج شهقاتها بحده وألم ....اخطأت في حقه وحق نفسها ولكن الحب يفعل ذلك بالمرء لم تتحمل بعاده وعقابه ليسيطر علي عقلها جنون عشقها له ...
انكمشت اكثر علي نفسها تفرغ الدموع وشحنه الاسي بداخلها بحرقه .....
كم هي رخيصه لديه بسهوله يتخلي عنها و بسهوله يطلقها و يترك لها العنان !!
دلفت الي المرحاض بعد مده ببطء واقدام تحرقها...
اغتسلت ورفعت شعرها الي اعلي لتنظر الي انعكاسها بالمرآه .....هل اخطأت الي هذا الحد الذي يدفعه للتخلي عنها؟!!!
لا لن تقبل بالاستسلام لم تفعل كل هذا ليتخلي عنها بسهوله ... خرجت وهي عازمه علي الوقوف في وجهه وتحديه ....فليقتلها اولا قبل ان يتركها...
توجهت الي الخزانة ففستانها البائس يضايقها ويرهقها اكثر مما يحدث لها ....وجدت فستان منزلي قطني قصير نسبيا .....
دلف خالد في هذه اللحظه بحاجبين معقودين وملامح هادئه ليراها متجهه الي الاريكه وقد غيرت ملابسها ليقول....
-البسي هدومك انا هروحك وقبلها هنعدي علي المأذون ونخلص من الليله دي كلها .....
تسمرت مكانها للحظه ثم تجاهلته وتوجهت الي الاريكه تجلس عليها وهي تعقد ذراعيها بملل....
ارتفع كلا حاجبيه بذهول من سخافتها ليردف...
-ما تقومي !!!
حركت كتفاها ببرود لتقول..
-لا مش قادره !!
ليجز علي اسنانه بغيظ قائلا ....وهو يقترب .....
الفصل الخامس والاخير....
-انتي ايه يا شيخه معجونه بمايه عفاريت ....مكفكيش العلقه الاولانيه ولا ايه !!
ابتلعت ريقها بتوتر وخوف مخفي لتقول...
-انا حره !
-اه حره لا حره دي هناك عند امك مش عندي وبعدين مستعجله ليه قومي معايا هديكي حريتك بعيد عني يا ستي !!
ابتسمت بصفار واستفزاز لتردف....
-تؤ ماليش مزاج دلوقتي واصلا احنا بعد نص الليل مأذون ايه ده اللي فاتح !!
صمت ثواني ليردف بثقه...
-اعرف واحد هيخدمني دلوقتي ممكن تقومي...
-خالد مش هطلق انا !
خرجت منه ضحكه مذهوله ليقول...
-مش ايه ياختي !!!
تثاءبت لتبتسم قائله وهي تمشي بخطوات واثقه بدلال .....
-زي ما سمعت كده مش هطلق انا يا خالد ....
هز رأسه بلا تصديق ليردف ..
-تطلقي ايه انتي اتلحستي ولا جنانك صورلك ان العصمه في ايدك ولا حاجه !!
اضطربت دقات قلبه و انفاسه وهو يراها تتبختر بذلك القميص القبيح الخالي من الأثارة ولكنه تفننت في اظهار مفاتنها و كل ما احبه يوما بها !!
ابتسمت بثقه وعلي دراية كامله بالرغبة التي اغرقت عيناه .....
-لا مش العصمه قلبك هو اللي في ايدي وحبي ليك هو اللي جنني !! ...
اعطاها ظهره لبردف بغيظ واعصاب مشدوده ...
-ده كان زمان دلوقتي انا قلبي ملكي مش ملك حد ، كان زمان قبل ما اعرفك علي حقيقتك !!
اقتربت منه بتمزق من اتهاماته ولكنها تستحق اكثر من ذلك وضعت يدها علي كتفه لينفضها بغضب ويقول....
-متلمسنيش وانجزي يا رنا انا مش قادر اتنفس الهوا اللي بتتنفسي !!
نزلت دموعها لتديره لها بعنف لتردف...
-للدرجه دي بقيت قاسي و كرهتني !!
نظر لها بلا مشاعر وداخله يصرخ ....
-انتي السبب يا رنا !!
بكت بحرقه وهي تحتضنه بينما يحاول هو السيطرة علي مشاعره المختلطة لتقول بحزن...
-لا يا خالد انت بتحبني ارجوك متقولش كدا انت عارف انك بتحبني واني بحبك ومقدرش علي بعادك !!
هز رأسه بعنف وهو يبعد ذراعيها من حوله يمسكها بين قبضتيه ليردف باتهامخ...
-عشان كده كنتي هتتجوزي ...بطلي كدب و قرف بقي...
صرخت بغضب وهي تمسك بقميصه ...
-انت عارف اني عملت كده عشانك ..انت الي بتتلكك !!
-اتلكك !! انتي بجد مش مستوعبه اللي عملتيه انا كان ممكن ارفع عليكي قضيه اوديكي في داهيه انتي كنتي هتغضبي ربنا مش انا لوحدي !!
اردفت بسرعه وبدفاع...
-لا والله العظيم ابدا مكنت هعمل كده ...عمري يا خالد والله العظيم ...انا عملت كل ده عشانك انت ...عشان ترجعلي وتهتم بيا ..عشان بحبك يا خالد !!
ضحك بسخريه ليردف..
-بتحبيني !! طريقتك في الحب مميزة الصراحه !!
احتضنته رغما عنه وهي تبكي وتقول بضعف...
-كفايه بقي عشان خاطري ..... انا عملت كده عشان ترجعلي ...انا اتصلت بيك كتير و ......
قاطعها بحده...
-اتصلتي بيا وانا مردتش ...مردتش يا رنا عشان المفروض لو بتحبيني زي مابتقولي وعايزاني ترجعي بيتك !!!
-ارجع وانت مش عايزني وسايبني عند اهلي كل ده !!
امسكها من فكها لتنظر اليه وهي تحتضنه ...
-انتي اللي طلبتي ده يارنا وزي ما طلبتي واصريتي تروحي لاهلك ...كان المفروض لو عايزة بجد ترجعي بيتك ؛ انتي فاكره اني اللي عملتي من الاول ده كان سهل عليا اتقبله وغيابك ورميتك ليا ده كله و لا كأني جوزك و لا كأني حب حياتك زي ما بتقولي....
نظرت الي عيونه المشعة بالألم وخيبه الامل لتمسك يدها الضاغطة ع وجهها لتجذبها الي شفتيها تقبله بحزن و خفه ....
-انا عارفه اني جرحتك بس انت كمان جرحتني بلاش تظلمني عشان خاطري !!
قالتها بضعف وهي تحاول الامساك بنظراته لتصل الي ذلك الحب وذلك الرجل التي امضت 7 سنوات تحت جناح عشقه !!
ظلت دموعها تتساقط وشفتاها ترتعش بمهستريه مزقت قلبه تمزيقا ليزفر بحنق وهو يشعر بجسدها يتهاوي من بين يديه ليرفعها سريعا....
تنهد وهو يرفعها الي صدره باستسلام لقلبه الذي يبكي ويتمزق مطالب بغفرانها....ليزداد بكاءها وهي تتمسك به وكأنه حبل النجاة ...
-والله العظيم عشان بحبك ، عشان بحبك مكنتش قصدي انها توصل لكده ...انا اسفه عشان خاطري خلاص متسبنيش انا هموت من غيرك !!
قالتها وشهقات بكاءها يتخلل كل كلمه والأخرى ...
ضمها الي صدره اكثر وهو يشعر بدموعه تندفع لترافقها رحله ندمها....
-هشششش كفايه عياط !!
هزت راسها بعنف لتنظر له بأمل وبراءه لتردف..
-يعني سامحتني ومش هطلقني ؟!
ابتسم نصف ابتسامه علي ترقبها ليهز رأسه بالنفي ....
-لا مقدرش استغني عنك اصلا !!
احتضنته بفرحه وبقي الاثنان في عناق طويل صامت يعوض شوقهم لتبعد رأسها قليلا وهي تحتضنه لتقول بعتاب.....
-كده هونت عليك تسبني كل ده ، ده اللي بحبك ومقدرش علي بعدك ...لا و كمان عايز تطلقني.... لا انا بجد زعلانه منك !!!!
اطلق ضحكه مدويه في المكان علي جنونها فهي منذ لحظه واحده كانت تتوسل للحصول علي رضاه وان يسامحها والان يصبح هو الملام !!!!
اهلا بعالم حواء سيدي العاشق !!
قربها منه قبل ان تبتعد ليردف وسط ضحكاته ...
-مجنونه والله !!! بس بحبك …لو كنت عايز اطلقك مكنتش جبتك هنا من الاول كنت رميت ورقتك وريحت نفسي .....
ابتسمت له بدلال لتردف....
-ياسلام بتحبني وقدرت تبعد عني 3 شهور مش كده !!
قرص اذنها قليلا ليردف ...
- انتي اللي روحتي يا رنا وياريت متفكرنيش عشان بتعصب دول كانوا اسود 3 شهور في حياتي....
ابعدت وجهها وهي تمط شفتيها وتبتعد عنه خطوه ....
-اه بأماره المول اللي نزلت تتفسح فيه وتشتري بدل عشان حفلاتك مع صحابك !!
قالتها وهي تضيق عينها بغيظ ولوم ...ليعقد هو حاجبيه بتعجب ليقول..
-اتفسح ايه وحفلات ايه !!! انتي ناسيه ان كان في حفله كبير في الشركه ....الحفله يا هانم اللي مفكرتيش فيها ولا فيا حتي وعارفه انها معمه وسبتيني اروح لوحدي !!!!
قالها وهو يعقد ذراعيه ويشعر بغضبه يتولد مره اخري ....عضت علي لسانها بحرج فقد تناست الامر تماما....
اقتربت منه تطوق عنقه بأسف لتردف ...
-احيييييه !! انا نسيت بجد صدقني دي مقصدتهاش فعلا ...
نظر الي التوتر علي ملامحها فمال يقبل جبينها برقه .....اغمض كلاهم عيناهما للحظات ليبتعد قائلا...
-حصل خير وبطلي تنبري بقي وتفكريني لو علي العتاب انا شايل في قلبي كتير بس مش وقته ....
ابتسمت له بحرج وهي تحاول اظهار ملامح البراءة....
-خلاص بقي ميبقاش قلبك اسود وادي راسك اهيه ياسيدي...
قبلت رأسه بطفوليه لتبتسم بشده قائله ....
-متزعلش بقي...
ابتسم بمشاغبة وهو يحيطها بذراعيه ويقربها اليه ....
-لا انا زعلان...
خرجت منها ضحكه رنانة لطالما افقدته صوابه لتردف وهي تقبل وجنته اليسري...
-اموووواه لا متزعلش !!
ارتفع جانبي وجهه في ابتسامه واسعه ليردف...
-مش عارف ...حاسس اني زعلان شويه بردو...
قبلت وجنته الاخري وسط ضحكاتها وسعاده قلبها بعودتها اخيرا بين ذراعيه لتردف...
-طيب و كده ؟!
اغمض عين بتفكير ليردف...
-جربي تنشني في النص كده....
ضحكت بدلال لتضربه بخفه علي صدره قائله بمشاغبه...
-طيب ما تجرب تنشن انت !!
لمعت عيناه ولم تكمل كلمتها لينهال علي شفتيها في قبله عميقه يشبع بها شوقا طال كثيرا بينهم ...امسكته بكلتا يداها بقوه وكأنه سراب سيختفي ان تركته بينما ترك هو لنفسه العنان و حريه التجول علي ممتلكاته بكلتا يداه .....
مرت دقائق طويله قبل ان يبتعد وهو يقبلها قبلات خفيفه كضربات الفراشه .....وضعت جبينها علي صدره لتلتقط انفاسها لتردف بعد لحظات بوجنتين حمراء كالفراولة ....
-يلا نروح بيتنا !!
-نعم !! اقسم بالله ما هسيبك وبعدين ده بيتنا بردو ....
نظرت حولها بخجل وتوتر لتردف...
-ده الشاليه معفن والسرير مليان تراب !!
ابتسم بمكر ليردف...
-مركزه مع السرير ليه ؟
الجمها سؤاله لتردف بتلعثم...
-عشان هنام ازاي يعني ....
ضحك بشده علي توترها لتدفعه بعيدا قائله...
-تصدق انك رخم !!
مال الي الامام من شدة الضحك المستمر بلا توقف فبعد سنين زواج لا تزال تخجل منه ....لتردف هي بغيظ....
-يا رخم بقي ، اقولك يلا نروح نطلق انا مش عايزة اشوفك ....
اختفت ضحكاته في لحظه وهو يضيق عينيه بتحذير و غيظ ليردف...
-خدي تعالي...بتقولي ايه ؟
خرجت منها ضحكات قلقه لتردف بتوتر...
-بهزر يارمضان ايه ما بتهزرش !!
اقترب منها وهي تبتعد ببطء...
- بتهزري و رمضان هاه !! بتبعدي ليه تعالي !!
انفجرت ضاحكه لتهرع سريعا الي احدي الغرف وتحاول غلق الباب قائله....
-يالهووووي لا مش جايه انا مش جايه !!
لحق بها سريعا ودخل الاثنان في صراع بين غلق وفتح الباب ليفيض به بعد لحظات ويدفعه بشيء من القوة لتسقط وضحكاتها تلازمها لم تتوقف للحظه ...
مال يرفعها من الارض ليشاركها ضحكاته قائلا
-اضحكي !! ده انا هطلعوا عليكي دلوقتي ....
وضعها علي الفراش لتنتفض باشمئزاز ....
-الترررراب.......
قاطعها وهو ينبسط بجوارها و يجذبها اليه ملتهم شفتيها في عناق حامي يتوعد بالكثير والكثير ليغيبا طويلا بسعاده بين اشواق وحب ينسيها نفسها واسمها وليس الأتربة فقط !!!
العشق لا تكفيه اقوال ...
العشق افعال الجنون....
العشق كالبحر ونحن نسعي للغرق به ...
العشق كالعاصفة يضرب كيان الذات ...
العشق يقودنا الي اي مكان....
في العشق لا تملك نفسك .....
العشق اختلال يدير عجله قيادته طرفان ...
دفاعا عن عشق لعاشق مختل عشقيا !!!!!
النهاية ❤
تمت بحمدالله
تعليقات
إرسال تعليق