expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

سوق_إبليس بقلمي_ولاء_رفعت_علي ༺الفصل الأول༻ كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 

سوق_إبليس
بقلمي_ولاء_رفعت_علي
༺الفصل الأول༻
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات 

الحلقه الاولي 

الدنيا كالسوق حيث ينصب الشيطان رايته، هنا المال المتحكم الأول و الأخير و لكل شىء ثمنه و قدره، لا تخدعك المظاهر فكم من وجوه يرتسم عليها الخير و الطيبة و يتضح إنه مجرد قناع يخفي أسفله الشر بعينه، لا تتعجب يا عزيزي فهذا سوق إبليس. 

منذ عشر سنوات... 

في قرية صغيرة بمحافظة الدقهلية، أمام إحدي البيوت القديمة التي تم بناؤها بالطوب اللبن، يلهو الأطفال و يلعبون لعبة التخفي «الأستغماية» 


يصيح إحدي الأطفال: 

"خلاويص". 


يجيب الأطفال في صوت واحد: 

" لسه". 


و في زاوية خلف سور قديم، تختبئ ذات الضفائر السوداء الطويلة و بجوارها طفل آخر. 

و علي مقربة تنادي سيدة ثلاثينية علي ابنتها: 

"سندس، بت يا سندس روحتي فين؟". 


كادت الصغيرة تنهض لتلبي نداء والدتها لكن أوقفها الطفل الأخر و أخبرها: 

"خليكي مكانك، الولاه هيما هيعرف مكانا". 


هزت رأسها بالموافقة و قالت: 

"ماشي". 


أنتهي الولد الذي يدير اللعبة من تكرار الكلمة التي كان يرددها ثم ذهب ليبحث عن أقرانه، لاحظ وجود سندس و الطفل الأخر، بينما هما كانا يوليا ظهرهما إليه. 


"مسكتكم". 

صاح بها الصغير و يمسك بيد كل منهما، و كان هذا المشهد تراقبه هذه المرأة من خلف النافذة و نظرات عيناها تنضح بالشر و التوعد. 


ظهر من ورائها رجل يسألها: 

"واقفة عندك بتعملي إيه يا يسرية؟". 


أشارت إليه و أخبرته بإتهام زائف: 

"تعالي أتفرج و شوف بنتك مقصوفة الرقبة أم ست سنين مستخبية ورا السور مع ولدين". 


أجفلته كلماتها بصدمة، ركض ليري ما تخبره إياه، فوجد ابنته تمسك بيد الطفل و بيدها الأخري تنفض عبائتها من الغبار حيث كانت تجلس علي الأرض، لم ينتظر أن يري بقية المشهد فأسرع للحاق بصغيرته تحت كلمات شقيقته سوداء القلب: 

"ياما قولت لك بنتك لازم تعملها العملية و مراتك الإسكندرانية تقولك لاء، خليها لما تجيب لكم العار ". 


و في الخارج رأت المرأة الأخري ابنتها برفقة الطفلين، أسرعت نحوها: 

"بت يا سندس، اللي موقفك هنا مع الولاد؟". 


رمقتها الطفلة ببراءة و قالت: 

"كنا بنلعب إستغماية". 

جذبتها من يدها الصغيرة و وبختها: 

"حسك عينك أشوفك مرة تانية تلعبي مع الصبيان، مش ناقصين كلمتين من ابوكِ و لا عمتك الحرباية يحرقوا دمي". 


ما زالت ترمق والدتها ببراءة: 

"حاضر يا ماه". 


و كادت تقترب والدتها من منزلهم وجدت زوجها يقف و كأنه في إنتظارهما، علي وجهه إمارات الغضب: 

"بنت الـ... دي كانت بتعمل إيه مع الصبيان؟". 


و قبل أن تجيب لاحظت وقوف شقيقته خلف النافذة، أدركت أن هناك بلاء سوف يحدث بسبب تلك الأفعي التي تقطن معهم منذ سنوات بعدما أنفصلت عن زوجها بسبب عدم قدرتها علي الإنجاب، و منذ أن وطأت قدمها منزل شقيقها حولته جحيماً من فرط المشاكل المستمرة و التي تشعل نيرانها. 

حدقت إليه بإمتعاض: 

"هاتكون بتعمل إيه يعني، كانت بتلعب مع العيال أستغماية ". 


جذب ابنته من يدها بعنف: 

"البنت مش هاتعتب باب الدار تاني و لا عايزاها تطلع لخالتها!". 


رمقته بغضب عارم: 

"عمرك ما هاتتغير يا عبد الحي طول ما أنت ماشي ورا أختك العقربة اللي جت خربت بيتنا من يوم ما دخلته". 


صاح يحذرها: 

"ملكيش صالح بأختي، و لو مش عاجبك أمشي بس لوحدك من غير بنتك". 


أجابت بلوم و عتاب حاد: 

"بقي دي أخرتها أخص عليك، و أنا اللي مضيعة صحتي عليكم و بتمرمط في خدمة البيوت و استحمل إهانة ده و نظرات دي علشان أساعدك و أقف جمبك، كنت بحسبك راجل... 


"أنا راجل غصب عنك و عن أهلك". 

قالها و يهوي علي خدها بلطمة قوية أمام أعين ابنتهما التي أختبأت خلف والدتها بخوف من والدها. 


صرخت زوجته و قالت: 

"أقسم بالله ما أنا قاعدة لك فيها تاني ". 


همت بالذهاب فأوقفها بجذب يد ابنته مرة أخري و أخبرها: 

"لو هتغوري عند أهلك روحي لوحدك، بنتي ما تخرجش من دار أبوها". 


نظرت إلي ابنتها التي تمسكت بطرف عبائتها و قالت بتوسل: 

"ما تسيبنيش يا ماه مع أبويا و عمتي ". 


"و عمتك عملت لك إيه يا مقصوفة الرقبة، اللوم مش عليكِ، اللوم علي أمك اللي معرفتش تربيكِ". 

كانت يسرية التي خرجت من المنزل للتو، فأجابت والدة سندس: 

"أنا مش هرد عليكِ لأنك ست كبيرة و شكلك خرفتي، و عموماً أنا سايبة لك الدار أشبعي بيها أنتِ و أخوكِ ". 


و قد كان تركت المنزل و ذهبت إلي إحدي معارفها، فليس لديها سوي شقيق يعيش في بلدة أخري و أخت لم تعلم عنها شئ منذ أن وقعت ضحية لإحدي الشباب،  خدعها بوهم الحب و سلب منها عذريتها و نتج عن هذا حمل أكتمل حتي الولادة و بعدما وضعت ولدها في المشفي تركته و هربت. 

ـــــــــــــــــــ

و في اليوم التالي كان البيت في هدوء الذي يسبق العاصفة، حتي طرق الباب و ذهبت يسرية لتقوم بفتحه، ظهرت إمرأة ذات جلباب أسود مخيفة الملامح. 


"فين العروسة؟". 

كان سؤال تلك المرأة فأشارت إليها الأخري نحو إحدي الغرف: 

" نايمة جوه الأوضة دي،  تعالي معايا". 


دخلت يسرية الغرفة و خلفها المرأة، أقتربت من ابنة شقيقها و لكزتها: 

"أصحي كل ده نوم". 


أستيقظت سندس بفزع تتلفت من حولها: 

"في إيه يا عمتي، امي رجعت؟". 


حدقت الأخري إليها بإزدراء و شر: 

"اللهي ما ترجع تاني". 


انتبهت الصغيرة إلي السيدة التي تنتظر خلفها، أرتعدت فرائصها من ملامحها المخيفة و زاد خوفها نظرات عمتها إليها تخبرها بأن هناك كارثة سوف تحدث لها فسألت بعفوية و براءة: 

"مين دي يا عمتي و بتعمل إيه هنا؟". 


و بعد قليل دوت صرخات سندس بين كل جدران المنزل، تستغيث و تنادي والدتها بأن تأتي لتنقذها من براثن تلك الوحوش الآدمية 

"أماه،  ألحقيني يا ماه". 


لم تكتف عمتها بما تفعله بها المرأة الأخري بل أخذت تهوي علي خدها لطمة تلو الأخري لكي تجبرها علي الصمت، و ما أن قامت السيدة بمسك المبضع و بدأت بعملها أطلقت الصغيرة صرخة عارمة بدأت تخبو رويداً رويداً حتي فقدت الوعي! 

ــــــــــــــــ

علمت والدة سندس بما حدث مع إبنتها بعد أن أخبرها إحدى جيرانها، ذهبت علي الفور و أخذت تطرق الباب بقوة، جاء إليها صوت يسرية الغليظ: 

"أصبر يالي علي الباب". 


و بمجرد أن فتحت، دفعت الأخري الباب و دخلت بعنف: 

"عملتوا في بنتي إيه يا يسرية!". 


صاحت يسرية بصوت جهوري حاد: 

"هيكون عملنا فيها إيه يعني، ما هي متلقحة عندك جوة الأوضة زي القردة". 


حدقت إليها شزراً ثم ذهب لتطمئن علي ابنتها فوجدتها تغفو و علامات الخوف بادية علي ملامحها و كأنها تري كابوساً مُزعجاً، وضعت والدتها يدها تلامس خدها بحنان: 

" سند... 


انتفضت الصغير بذعر و خوف تردد: 

"سبيني في حالي يا عمتي". 


عانقتها والدتها و قلبها يعتصر ألماً، تربت عليها و تمسد ظهرها: 

"ما تخافيش يا قلب أمك، أنا هنا و مش هخلي حد يقرب منك تاني، منهم لله عمتك و أبوكِ، اللهي أشوف فيهم يوم". 


رفعت سندس رأسها عن صدر والدتها و برجاء تخبر والدتها بملامح باكية يملؤها الشجن : 

"ما تسبينيش تاني يا ماه، عشان خاطري، أنا خايفة عمتي هاتموتني". 


"ما تخافيش يا حبييتي أنا مش هاسيبك هنا تاني، هاخدك و نروح في أي حتة، بس نبعد عن هنا". 


دفعت يسرية الباب و سألتها بتهكم: 

"واخدة بنتك و رايحين علي فين يا أمينة؟". 


نظرت إليها الأخري بازدراء قائلة: 

"ملكيش دعوة بيا و لا ببنتي، أنا هاسيب لك الدار خالص يكش ترتاحي أنتِ و أخوكِ ". 


ضحكت يسرية بسخرية و رمقتها بإستهزاء: 

"هاتروحي تقعدوا فين عند أختك الهربانة!، و لا أخوكِ اللي مش لاقي ياكل و لا يأكل عياله و مراته!، أنا عن نفسي بتمني أخويا يطلقك النهاردة قبل بكرة، بس للأسف قلبه رهيف و قال إيه بيحبك و ما يقدرش يستغني عنك". 


أشارت أمام وجهها بسبابتها قائلة بتحذير و تهديد معاً: 

"لأخر مرة بحذرك ملكيش دعوة بيا و لا ببنتي، وحقي و حقها لو معرفتش أخده منكم في الدنيا هاخده في الأخرة بإذن الله". 


كادت تذهب فوقفت و أردفت: 

"أبقي قولي لأخوكِ يبعت لي ورقتي علي بيت أخويا". 


و بالفعل رحلت أمينة من المنزل و معها ابنتها سندس، ظنت إنها قد تخلصت من جحيم شقيقة زوجها الذي لا يملك أمره سوي بأوامر من شقيقته، لا تعلم بأن أحياناً هناك جحيم هيناً عن جحيم أكثر وحشية في انتظارهما! 


الحلقه التانيه من هنا

تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close