![]() |
العابثة_الصغيرة
بقلم سولييه_نصار
الفصل الاول والتاني
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
مقدمة (خيانة لا تغتفر )
تجمد مكانه وهو يستمع لتلك الأصوات التي تخرج من غرفة نومهما... لقد تحققت مخاوفه وشكوكه ..... زوجته تخونه وبمنزله لقد تأكدت هواجسه....اخبرها انه سيسافر في رحلة عمل ولكنه اتي ..اتي ليتأكد من تلك الشكوك التي تحرق روحه يوما بعد يوم ....احتشدت الدموع في عينيه وأخرج سلاحه وهيأه ثم اتجه لغرفة النوم وقد قرر أن ينهي حياتها...يزهق روحها بيده... فتح الباب بغتة لتصرخ نيرمين وهي تغطي جسدها بينما تجمد رائد وهو يطالع عشيق زوجته والذي لم يكن إلا أخيه!!
-كريم! انت!!
-استني يا رائد هفهمك. صرخ كريم بتوسل
انسابت دموعه المحتشدة... خيانة زوجته كسرت قلبه ولكن خيانة أخيه بالأخص كسرت روحه... الاثنان استغلوه لذلك لم يتردد بل رفع السلاح لتصرخ نيرمين بينما دوي صوت الرصاص منهيا كل شئ..
جلس علي الأرض وهو يلهث أخرج هاتفه واتصل بالشرطة بينما الفراش مغطي بدماء زوجته وشقيقه
الفصل الأول (أمل جديد )
-ده قتل أختي يا باشا ازاي يأخد براءة؟ فين العدل؟ فين القانون!.
قالتها سميرة وهي تبكي.. زفر الضابط بضيق وقال :
-يا استاذة سميرة دي جريمة شرف.. أستاذ رائد قفش أختك مع عشيقها وقتلهم وكمان بلغ علي نفسه .. قانونا ميتحبسش.
-يعني برضه مش هتحسبوه ولا هتحققوا العدل.
-يا آنسة عدل ايه... أستاذ رائد قانونا مش مجرم... يعني اعذريني واحد يلاقي مراته في حضن عشيقها عايزاه يعمل ايه ياخدها بالحضن.
اغتاظت سميرة ونهضت وهي ترتدي نظاراتها وتخرج من مركز الشرطة... ضحك الضابط بسخرية وقال:
-اللي اختشوا ماتوا.. أختها كانت زانية بدل ما تتكسف بتبجح! .
.....
وقفت سميرة جوار مركز الشرطة وهي ترتدي نظاراتها وتقول :
-إن مكانش الشرطة هتجيب حق أختي فأنا هجيبه!
.........
بعد مرور أربع أشهر
جلس علي الطاولة.. عينيه متجمدة لا تحمل أي مشاعر يكلم سائقه بحده أصبحت ملازمة له مؤخرا :
-كم مرة قلتلك أن مفيش ست تدخل البيت ده... أنا طلبت راجل يعمل شغل البيت ويطبخ وأنت جيبتلي ست.
- بس يا بيه ...
زعق به رائد وهو يضرب علي طاولة الطعام بعنف:
-من غير بس يا منعم.. أنا عايز شغال راجل... والله لو جيبتلي ست المرة الجاية هرميك أنت وهي برة الفيلا.
-حاضر يا بيه... أمرك.
ذهب منعم من إمامه ليشرع رائد بتناول الطعام دون شهية... علي الرغم من وجهه المتجمد إلا أن الضجيج في عقله لا يهدأ.... منظر المرأة التي أحبها أكثر من حياته بين أحضان أخيه لا يفارقه.. يجلده بقوة... يذكره بسذاجته وغباؤه... لكن تلك الأيام قد ولت... رائد الغبي ذلك مات بنفس الرصاصة التي قتلهما بها... هو الآن شخص جديد تعلم أن الأفضل أن تموت علي أن تثق بأمرأة
.......
-ده بدل ما تدافع عني يا علي... قولتلك أن الراجل حاول يتحرش بيا... كان مفروض تضربه بأي حاجة علي نفوخه... حسسني إني مخطوبة لراجل يا أخي مش كيس شيبسي !
نظر إليها علي بضيق وقال :
دعاء احترمي نفسك أنا راجل غصب عنك وبعدين محصلش حاجة لده كله.. الراجل كان بس بيلطف معاكي... وبصراحة المعلم سلامة اتحمل كتير يا دعاء... انت ساكنة لوحدك انتي واخوكي بعد ما أمك ماتت وابوكي سابكم واتجوز وبطل يسأل عليكم... لا بتدفعوا للراجل ايجار وهو مقدر... فمتقفيش علي الواحدة... ارتحتي دلوقتي لما طردك من البيت
خلعت دعاء محبسها وقالت :
-ليها حق منال لما قالت عليك خرونج... آسفة يا علي مقدرش اتجوز واحد أنا أرجل منه.
القت الخاتم بوجهه ثم ذهبت.
..........
في بيت منعم.
-وحدي الله يا دعاء بس... انتي زعلانة ليه كويس أنك خلصتي منه!
-أنا مش زعلانة عليه يا منال... أنا اصلا مكنتش بحبه... هو قعد يزن عليا كتير لحد ما وافقت عشان اخلص من صداعه... أنا زعلانة علي حظي... أمي ماتت وابويا سابني.. قرايبي مبيسألوش عليا... وكل شغلانة لازم تحصل معايا مصيبة مع الزباين واتطرد... ودلوقتي بقيت من غير بيت أنا واخويا.. قوليلي اعمل ايه... أعيش فين... وأكل من فين أنا وأخويا.
ضربتها منال علي كتفها وقالت :
-بطلي هبل يا بنت انتي واحنا روحنا فين... مش احنا عيلتك ولا ايه... انتي هتعيشي معانا وتاكلي معانا... طب والله انتوا مونسيني .. كده كده ببقي زي القرد لوحدي لحد ما أبويا يجي
ربتت دعاء علي كفها وقالت:
-ربنا يخليكي يا منال... بس لحد أمتي يعني هقعد عندك أنا وبسام... مينفعش لازم ألاقي شغل واعتمد علي نفسي.
-دوري علي شغل معنديش مانع... بس ابقي هنا... علي الأقل يا ستي لحد ما تدبري بيت.
تنهدت دعاء بتعب وقالت :
-أصلا معنديش حل تاني.
.........
-ابوس ايديك يا سميرة يا بنتي بلاش... ده قتل أخوه عارفة يعني ايه أخوه.. يعني مش هيتردد يقتلك زي ما قتل أختك... يا بنتي مش عايزة اخسرك انتي كمان متحرقيش قلبي.
أمسكت سميرة كف والدتها وقالت :
-ودم أختي يا ماما.... دم بنتك يروح هدر
-بنتي هي اللي خانت... دي خانته مع أخوه وفي فرشته يا بنتي... أي راجل هيعمل كده
-يعني انتي مسامحاه!!
اجهشت والدتها بكاءا وقالت :
-لا طبعا.. أنا قلبي محروق علي نيرمين صحيح غلطت بس بنتي وانا قلبي محروق عليها... قلت أخيرا اتجوزت واحد بيحبها وهيسعدها بس نتيجة غلطها ماتت.. وأنا خايفة عليكي... أنا أم يا سميرة أم يا بنتي وخسرت واحدة مش عايزة أخسر التانية.
أمسكت سميرة كف والدتها وقبلتها وقالت :
-متقلقيش يا ماما مش هيحصلي حاجة... أوعدك أنا بس هاخد حق أختي
-طيب هتاخديه ازاي
لمعت عينيها السوداء بحقد وقالت :
-بكرة تعرفي يا ماما
............
في المساء.
وصل منعم لمنزله ليجد منال بصحبة دعاء.. أبتسم بطيبة وقال بحنان أبوي :
-ازيك يا دعاء يا بنتي اخبارك ايه.
-كويسة يا عمي
قالتها دعاء بإرتباك... لتمسك منال كفها وتقول
:-دعاء هتقعد معانا فترة يا بابا
-تنور يا بنتي بس هو حصل حاجة؟
-أيوة يا ابويا الحاج سلامة الله يحرقه حاول يتحرش بيها ولما صدته طردها هي واخوها من البيت.
ظهر النفور علي وجه منعم وقال :
-حسبي الله ونعم الوكيل راجل ناقص صحيح..
ربت كل كتف دعاء بحنان وقال :
-ولا يهمك يا بنتي اقعدي هنا زي ما انتي عايزة أنا ابوكي ومنال أختك وده بيتك.
لمعت عيني دعاء بالدموع وقالت:
-جميلك ده عمري ما هنساه
-بطلي هبل يا بنت انتي.. ويالا يا منال جهزي أكل أنا هموت من الجوع.
-ثانية ويجهز يا ابويا
نظر منعم حوله وقال :
-صحيح فين اخوكي بسام
-نايم يا عمي
.....
بعد دقائق.
كان الجميع ملتف حول طاولة الطعام الصغيرة عندما تكلمت منال :
-صحيح يا بابا أنت اتأخرت ليه علي غير العادة
بلع منعم طعامه وقال :
-كنت بدور علي شغال لرائد بيه... مشي الشغالة القديمة ومن ساعتها وهو لايص مش لاقي شغالين عدلين.
فكرت دعاء قليلا ثم قالت بسرعة:
-انا ممكن اشتغل يا عمي... أنا ليا في شغل البيت اووي المهم بس اشتغل.
عبست منال وقالت :
-ايه اللي انتي بتقوليه ده يا دعاء؟!! عايزة تشتغلي خدامة وفي بيت راجل اعزب انتي اتجننتي ولا حصلك ايه؟
-مالها الخدامة يا منال مش شغلانة وخلاص عاجبك ابقي كده من غير شغل
-يا ستي شوفي أي شغلانة تاني مش حبكت دي يعني... ما الشغل كتير بس انتي دوري
زت دعاء رأسها وقالت :
-خليني اجرب الشغل ده الأول مش هخسر حاجة
مرر منعم نظراته بينهما هما الإثنين بطريقة مضحكة وقال :
-هو انتوا بتغنوا وتردوا علي بعض... مين قال اصلا أن رائد بيه هيرضي يشغل دعاء
قالت دعاء بإستنكار :
-وليه ميشغلنيش إن شاء الله
-رائد بيه عايز شغال راجل مش ست المرة اللي فاتت لما جيبتله خدامة كان هيطردني أنا وهي
نظرت دعاء بحيرة وقالت :
-وده ليه إن شاء الله؟!
-هو متعقد من الستات لسبب خاص
-ايه هو؟!
-دي أسرار بيوت يا بنتي مقدرش اطلعها.. المهم أن للاسف انتي متنفعيش.
احنت دعاء رأسها بحزن وظلت صامته لدقائق فجأة لمعت في عقلها فكرة... فكرة مجنونة للغاية نظرت لمنعم وقالت :
-أنا عندي فكرة حلوة
-ربنا يستر
قالها كلا من منال ومنعم في وقت واحد.
الفصل الثاني(اللقاء الاول)
كانت تسير بجانب منعم وهي تعدل من وضع الشارب الصغير... نظرت الي منعم وقالت:
-أظن كده خلاص اتعدل.
نظر إليها منعم بخوف وقال :
-بصراحة أنا خايف.. ياريتني ما سمعت كلامك يا دعاء شكلك هتودينا ورا الشمس
نظرت إليه دعاء وقالت بتسلية :
-متخافش يا أبو منال مش هيحصل حاجة... أنا اتنكرت كويس
ضحك منعم بسخرية وقال :
-صحيح بدليل أن أم معتز بتاعة الخضار شكت فيكي صح؟! أنا عارف إني هجيب لنفسي المصايب... رائد بيه لو اكتشف أنك بنت والله ليعلقني أنا وانتي في المروحة.
-متقلقش إن شاء الله مش هياخد باله.
قالتها دعاء لتطمئنه ليردد هو بخوف :
-يارب ميخدش باله.
........
بعد نصف ساعة كانا قد وصلا لمنزل عائلة غنيم. نظرت دعاء إلي الفيلا الصغيرة حجما وقالت:
-هو ده بيت المحروس... اومال ايه بقا رائد بيه راح رائد بيه رجع... وهو عايش في علبة كبريت... أنا افتكرت أنه عايش في قصر.
أمسك منعم ذراعها وقال :
-طب يالا يختي وبلاش لماضة قال قصر قال.
..........
ولج كلا من دعاء ومنعم للفيلا
تخصرت دعاء وقالت:
-اومال فين الب...
انحشرت الكلمات في فمها عندما رأته ينزل الدرج ... اتسعت عينيها وهي تمررها عليه بذهول... كان وسيم... وسيم كلمة قليلة عليه... كان يشبه تماما أبطال الروايات التي كانت تقرأ عنهم.... طويل وعريض.... عينيه سوداء حادة يغلفها الجليد وشعره اسود كجناح الغراب... كان مثالي بل أكثر من مثالي... لهثت وهي تمسك كف منعم وتقول :
-مين الصاروخ ده يا عمي؟!!
-الله يخربيتك اكتمي!
-يا أخويا ما تنطق مين القمر اللي طل علينا ده في عز النهار.
كاد منعم أن يبكي بسبب غباءها... تلك الفتاة سوف تتسبب بقتله أكيد... انحني قليلا ثم همس :
-ده رائد بيه اللي هتشتغلي عنده خدامة .
-يا دي الهنا اللي أنا فيه... أنا هشتغل عند الصاروخ ده
-يا يت اتهدي بقا هتفضحينا!!
ضحكت دعاء وقالت :
-ما هو بصراحة انت جايبني اشتغل عند واحد موز... هي الرجالة في مصر احلوت أمتي... ده أنا كنت مخطوبة لشبشب.
كتم منعم ضحكته وقال :
-في دي عندك حق.
نزل رائد ووقف أمام منعم وهو يرمق دعاء بنظرات غريبة متفحصة...
-مين الشبر ونص اللي انت جايبهولي ده يا منعم.
كاد منعم أن يرد إلا أن دعاء سبقته وقالت :
-أنا دعاء...
-ايه!!! قالها رائد مذهولا لترد دعاء وتقول محاولة تخشين صوتها
-ايه!! أنا قلت ايه
-يخربيتك. همس منعم ليقول رائد بخشونة :
-ازاي اسمك دعاء وأنت شاب!
ازدرد منعم ريقه وهو يدعو الله أن يمر هذا اليوم على خير والا يقطع رائد رأسه.. نظرت إليه دعاء وردت بسرعة:
-أقصد أن أسمي داوود وأنا الخدام الجديد... هو انت مش كنت طالب خدام راجل
-أيوة طلبت... بس مين دعاء بقا. قالها رائد بشك لترد دعاء بسرعة وهي تضحك :
-أهلي كان نفسهم يسموني دعاء ولحد دلوقتي بينادوني بالاسم ده
-أهلك بينادوك بإسم بنت!
-كان نفسهم يجيهم بنت ويسموها دعاء فجيت أنا للأسف.
ظهر النفور علي وجه رائد وقال :
-ليه للاسف.... فيه حد عاقل يحب خلفة البنات.. كلهم صنف زبالة.
ضمت دعاء شفتيها بغضب وبإرادة من حديد سيطرت على الشتائم التي كادت تخرج من فمها.. هي بحاجة لذلك العمل ومضطرة لتحمل هذا الوسيم!
نظر رائد إلى منعم الشاحب وقال :
-مالك يا منعم فيه حاجة
-لا يا بيه تعبان شوية
_لو حابب تروح...
قاطعه منعم بسرعة :
-لا يا بيه هبقي كويس
هز رائد رأسه وقال وهو ينظر إلي داوود
-يا تري داوود يعرف نظام الشغل يا منعم
هز منعم رأسه وقال :
-أيوة يا بيه فهمته كل حاجة.
-تمام... بص يا داوود الفيلا صغيرة مش هتتعب كتير انت هتساعد عم كريم في ترتيبها بس كل أمور الأكل والمطبخ عليك عشان عم كريم مبيعرفش يطبخ.... هتبدي شغل من تسعة الصبح عشان أنا بفطر الساعة عشرة بالضبط وهتخلص شغل الساعة عشرة بعد العشا بتاعي... هديك ألفين جنيه شاملة سكنك عندي والأكل أما بقا لو عندك شقة برة ومش عايز تسكن هنا هتأخد ألف زيادة تمام.
تهللت اسارير دعاء وقالت بصوت حاولت جعله خشن:
-أكيد تمام يا بيه... أنا عندي سكن برة
-تمام كده اتفقنا على كل حاجة
-طيب تحب احضرلك فطار يا بيه
هز رائد رأسه وقال :
-لا يا داوود انا هفطر في الشركة.. يالا يا منعم عشان توصلني الشركة
........
وقفت سيارة رائد إمام الشركة... وترجل رائد منها واتجه للشركة التي أصبحت له بالكامل بعد أن قتل شقيقه... كانت من بعيد تجلس هي بسيارتها تراقبه وعينيها السوداء يظللها الحقد.... ابتسمت بشر وقالت بنبرة لا تخلو من الغل :
-دورك قرب يا رائد.... نهايتك هتبقي علي أيدي.
.......
ولج رائد إلي الشركة وسط همهمات العاملين بها... ليتوقف فجأة وينظر إليهم ويقول مهددا :
-اللي بيحب يتكلم كتير ياريت يطلع برا شركتي ويتكلم هنا مكان شغل وبس...
عاد الجميع إلي عمله بهدوء بينما قال لصديقه وسكرتيره الخاص :
-تعالي يا لؤي وجيبلي ورق كل الصفقات اللي وقفت المرة اللي فاتت.
هز لؤي رأسه وهو يلتقط الملفات ويدخل خلفه.....
. جلس رائد علي مكتبه بأريحية وقال :
-هما هنا لسه بيتكلموا علي اللي حصل.
هز لؤي رأسه وقال ضاحكا :
-لا دلوقتي انشغلوا بموضوع المدير اللي مشى كل البنات اللي عنده في الشركة وشغل رجالة مكانهم.
لم يبتسم رائد بل غرق في أفكاره مجددا... يتذكر كيف كان إنسان محب وطيب وكيف تحول لهذا الوحش الذي قطع عيش فتيات كثيرة بسبب عقده.... هي من فعلت به هذا... هي من جعلته يكره جميع النساء... ينفر منهم ويحتقرهم..
نظر لؤي إلى صديقه بشفقة وقال :
-انسي يا رائد
التمعت عيني رائد بالدموع وقال :
-انسي ايه يا لؤي.... أنسي الخيانة.... أنسي واحدة حقيرة فرشتلها الأرض ورد وراحت تخوني مع أخويا... أنا قتلت أخويا بإيدي عشانها يا لؤي... قتلت كريم بسببها
-كريم خانك يا رائد.... زيها بالضبط
مسح رائد دموعه وعاد الجليد مرة أخري ليغلف عينيه وقال :
-ممكن تقفل الموضوع ده لو سمحت يا لؤي
-حاضر هسيبك دلوقتي تراجع الملفات
ثم غادر دون أي كلمة.
فتح رائد الملفات ثم أخذ يراجع الأوراق محاولا أن يمحي من عقله مشهد زوجته وشقيقه.
..........
في الليل.
مسحت عرقها بعد أن انتهت من تحضير الطعام.... ابتسمت برضا وهي تنظر إلى أصناف الطعام المختلفة وشعرت أن تعبها قد اختفي... كانت فخورة بنفسها... لطالما كانت مدبرة منزل جيدة وكيف لا تكون وهي من تولت أمور المنزل ورعاية شقيقها في سن مبكر.... نزل رائد الدرج لتنحبس أنفاسها مرة أخري وهي تراه... للمرة الأولي تري رجل يبعثر دقات قلبها لتلك الدرجة... تعلقت عينيها بشعره المبتل وقميصه الاسود المفتوح قليلا وقالت هامسة "عمار يا مصر "... عقد رائد حاجبيه وقال: بتقول حاجة يا داوود؟! هزت دعاء رأسها وقالت :
كنت بقول أن كده خلصت كل حاجة وعم كريم قالي أنه هيلم الأطباق حضرتك عايز مني حاجة قبل ما أمشي.
-آه استني. أخرج من جيبه مبلغ من المال وقال :-خد دوول يا داوود
-بتوع ايه دوول يا بيه
أبتسم لها لأول مرة مما جعل قلبها يقفز في حلقها وقال :
-اعتبرهم مكافأة أو هدية بمناسبة يومك الأول في الشغل.
اخدتهم دعاء منه بخجل...رفعت عينيها البنية إليه عندما لمس كفها دون قصد واحمرت وجنتها... ما الذي يحدث لها بالضبط... بإرتباك أخذت المال ثم هربت من أمامه..
.............
دخلت دعاء احدي الحمامات العامة ثم ازالت الشارب وباروكة الشعر ليظهر شعرها القصير... ثم خرجت وركبت سيارة أجرة لتعود للمنزل.
......
دخلت دعاء الحارة وهي تحمل كعكة صغيرة لتحتفل مع منال وعم منعم وشقيقها بنجاح أول يوم لها عندما اوقفها علي
-دعاء
زفرت بضيق وهي تقول :
-يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم... خير
أبتسم علي ونظر إليها وقال :
-وحشتيني
-ما تخلصني يا عم روميو مش فاضية لمياعتك
حمحم علي وقال بثقة:
-أنا شايف أن الموضوع بينا كبر...أنا مقدر أنك متضايقة شوية عشان كده هسامحك علي اللي قولتيه ومستعد ارجعلك...
ضحكت بسخرية وقالت :
-ايه الكرم ده بس أنا هعيط
-ده عشان خاطرك بس مع أن أمي حلفت إني مكلمكيش تاني بس أنا لأول مرة أقف قصادها علشانك.
اغتاظت دعاء ثم أمسكت الكعكة ووضعتها علي وجهه وقالت:
-طيب روح لأمك يا روح أمك
انتهي الفصل