![]() |
بقلم شيماء الجندي
الفصل السادس عشر حتي الفصل العشرون
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
البارت السادس عشر
الجزء السادس عشر
الفصل السادس عشر "معشوقي "
افترشت بجسدها ذلك العشب الأخضر بعد يوم مرهق كعادتها منذ إصابته بالحادث ..هاهو يمر شهر ونصف على تقلباته المزاجية معاها أحيانا تشعر به يصدقها .. يعاملها بلطف خفي ...وأحيانا أخرى يظهر قسوته وذلك يكون فور اجتماعه بتلك الأفعى التي لم تكل أو تمل من الايشاء بها بالكذب .. أرهقها التظاهر بالقوة التي لم تكن عليها سابقا .. أغمضت عينيها بهدوء أسفل تلك الإضاءة الخافتة محاولة استجماع أفكارها شعرت بحركة خفيفة علي الأرضية.... وكأن ظل أحدهم فتحت عينيها لتراه يقف متكأ إلى عكازه يمد يده بالهاتف لها مرددا بهدوء ظاهري :
-فين المكان ده ؟!!
حدقت به باندهاش ثم اعتدلت واقفة تمسك الهاتف مقلبة بالصور التي يعرضها لها ...إنه مرسمها الذي أهداها إياه ... تلك الصور جمعتهم هناك عضت على شفتيها وهي تفكر كيف تقول أنه أهداها إياه ... لقد شدد عليها الطبيب بتلك الفترة الحرجة .. عدم تعرضه لصدمات .... نظرت له تقول بهدوء مماثل له :
-ده المرسم بتاعي !!
كادت أن تنصرف لكنه فاجأها بنبرته الغاضبة يقول :
-شهاب اللي جابهولك ... اللي أعرفه إنك ماتقدريش تمتلكي مكان زي ده بفلوسك ...
توقفت بمحلها وهي لاتعلم كيف تخرج من مأزقه ذلك ليفاجأها بإكمال كلمااته مرددا ورماديتيه ماجت بغضب شديد :
-طبعا ماهو لازم تطلعي بأكبر فايدة ..... !!
أغمضت عينيها بألم ... ها هي تعود معه إلى نقطة الصفر مجددا ... اتهاماته لن تنتهي طوال فترة مكوثه هنا ... بينها وبين تلك الأفعى. .. سوف يظل مشتت معهااا .... عقدت حاجبيها حين واتتها تلك الفكرة وابتسمت بهدوء تلتفت له مقتربة منه تضع يدها أعلى صدره تهمس بأذنه بخفة...
-لا مش شهاب اللي جايبه !! تحب تعرف مين !!
لم يجيبها بل حدق بها بصمت مريب بعد أن تشنجت عضلات صدره ليبتلع رمقه وهو يراها تميل علة أذنه قائلة:
-لو حابب تعرف أنا رايحة هناك دلوقت ... ممكن أروح معاك نفك جبس رجلك وبعدها تيجي معايا !!
راق له اقتراحها لكنه حدق بها لحظات ليعتدل منصرفا وهو يقول ببرود :
-إنتي اللي هتيجي معايا مش أنا اللي جاي معاكي !!
عقدت حاجبيها ولم تفهم مغزي كلماته كفترته الأخيرة معها ...لتتجه خلفه تتجهز هي الأخرى والخوف قد بدأ بالتسلل إلى قلبها ..
لم يكن بحسبانها أنه يتفق مع تلك الشمطاء لتأتي معهم . بل وتجلس ملتصقة به تمارس دلالها المبالغ به عليه والمدهش أنها تراه يطاوعها بل ولاحظت بطرف عينيها وهي تجلس مقابلهم بتلك السيارة أنه يلقي عليها نظرات من حين لآخر ...
عضت على شفتيها وقد بلغ التوتر منها مابلغ ... لن تتركه تلك المرة يحاول إهانتها ..لم تتحمل عذاب جديد ... إن حاول التفكير بمسها سوف تصارحه وليحدث ما يحدث ... رفعت ذراعيها تحتضن جسدها بتوتر واضح إلى أن وصلت السيارة إلى عيادة طبيبه .
انتهى الطبيب مسرعا من فك الجبس ملقيا تعليماته عليها لتومئ له بصمت تتبع إياهم بعد أن تولت الشمطاء أمر الانصراف معه مستغلة انشغال "رنيم" مع الطبيب .. كادت أن تهبط خلفهم لكن تلك اللافتة جذبت انتباهها لتحدق بها لحظات ثم انصرفت وهي تدعو أن يمر يومها بسلام ولا تقتل تلك الأفعى ..
اتجهت إلى السيارة لتراه وحيدا بها ينتظرها ... تشنجت خلجاتها حين جذبها لتجلس بجانبه يحيط خصرها بإحدى ذراعيه مشيرا إلى السائق بالتحرك ... ارتبكت بشدة حين لاحظت أنه لم يزح نظراته عنها وكأنه يلتهمها كعادته قبل الحادث ..تنهدت بهدوء وهي تفتقد تلك الأوقات لتفيق حين شدد على خصرها وهو يترجل مزيحا إياها أمامه هابطا من السيارة أمام مرسمها .....!!
اتجهت معه إلى الداخل ليغلق الباب من خلفهم وهو يشير إلى السلالم مباشرة قائلا باندهاش وهو يعقد حاحبيه :
-ايه ده هو في دور فوق !!
اومأت له موضحة وهي تزيح خصلاتها بتوتر شديد مرددة:
-آه في دور متجهز فوق زي شقه منفصله !!
اقترب منها يهمس لها أمام شفتيها وهو يجذبها من خصرها ملتصقا بها:
-وياتري فيه مكان أقدر آخد شاور فيه !
عقدت حاجبيها مرددة بتأكيد لتنهي ذلك القرب المهلك لها تحاول فك يده عنها وقد توترت أنفاسها ....
-أيوه أكيد !!تحب تشوفه !!
اعتدل يجذبها من يدها برفق يسير نحو الدرج وقد لاحظت تلك الابتسامة التي تتراقص على شفتيه لتصرخ بهلع حين استدار فجأه يحملها علي كتفه صاعدا بها الدرج مسرعا وهو يبتسم لها قائلا :
-أيه ياروحي بتصوتي ليه بس...!!
ارتعبت مما يحدث ووجدت نفسها بين أحضانه فوق فراشهم يجذب رأسها بقوة ملتهما شفتيها بعنف كاد يدميها .. اتسعت عيناها من فعلته لكن سرعان ما تغلب شوقها إليه على جميع مشاعرها ..لتحيط عنقه تبادله قبلاته وهي تحاول مجاراة عنفه اللاهب لها هامسا من بين قبلاته :
-بحبك يارنيم..... بحبك بشكل مايتوصفش !!
اتسعت لبنيتها وحاولت الابتعاد لتفهم لكنه شدد من احتضانه لها
-متبعديش عني .... أنا مصدقت افتكرت !!!
اأحاطت عنقه بقوة شديدة تتشبث به وهي لا تعرف كيف توضح مدى فرحتها بعودته لها مرددة وهي تضع يديها أعلى وجنتيه موزعة قبلاتها الرقيقة الناعمة بسرعة جنونية قائلة قبل أن تضع شفتيها أعلى شفتيه:
-وأنا بموت فيك و أموت من غيرك ياقلب وروح وعقل رنيم !!!
ابتسم لكلماتها التي لامست أوتار قلبه
-أنا اللي أموت من غيرك !!!
لتصمت شهرزاد عن الكلام المباح وترتفع أصوات العشق فقط من حولهم ويده تعزف أرق المقطوعات فوق جسدها ...
الفصل السابع عشر "حقيقه"
فتحت لبنيتيها بذعر حين لم تشعر بدفء جسده .. انتفضت جالسة وهي تجذب الغطاء لجسدها تداري ما كُشف منها بأيدي مرتعشة ...راودتها جميع الأفكار السيئة ، لقد أفاق وتركها .. هل كانت تحلم !!... لا إنها بالفعل بغرفة المرسم ... هل لم يتذكر ... هل أخطأت الفهم !!!
ارتعشت شفتيها وامتلئت عيناها بالدموع ... دموع الخوف ... دموع الفقد ... انفتح الباب فجأه رأته يرتدي بنطاله فقط يتقدم منها وهو ينهي محادثته الهاتفية ... ليجلس بجانبها جاذبا إياها لأحضانه عاقدا حاجبيه حين رأى عينيها ممتلئة بالدموع لتعقد ذراعيها حول خصره مخبأة وجهها بعنقه تستنشق رائحته الرجولية ... تشنج جسده من تصرفاتها العفوية ضمها إلى صدره بقوة مرددا بصوت أجش بعد أن ابتلع رمقه وهو يربت على ظهرها بلطف :
-اهدي ياحبيبتي مالك !!
عضت على شفتيها بخجل وهي لا تعلم بما تجيبه فمن الواضح أنها ظنت به الظنون بلا داعي ... لكن ماعاشته لم يكن هينا عليها .. لم تجبه فضلت الصمت على أن تتفوه بشئ بدأت تهدأ تدريجيا داخل أحضانه لتسمع صوته الرجولي الماكر يقول :
-كنتي فاكرة إني سيبك ومشيت !!
عضت على شفتيها بقوة وصعد اللون الأحمر إلى وجنتيها بشدة ليحتضن جسدها مطلقا ضحكاته عائدا إلى الخلف وهو محتفظ بها بأحضانه ممسكا يدها يقبل باطنها ثم جبهتها لتبتسم بهدوء مغلقة عينيها تحاول حفر تلك اللحظات وهي داخل أحضانه بعقلها ... ذلك الدفء الذي تشعر به الٱن بالعالم كله .. لا تعلم لما ذكرها بأبيها الٱن .. هل من اشتياقها أم دفئه وحمايته لها ...!!
شردت دقائق وهي تستمع إلى دقات قلبه و أصابعها تسير برفق على صدره أفاقت حين أمسك أصابعها بعد أن اضطربت أنفاسه لأفعالها العفوية تلك ليكسر صمتهم قائلا بنبرة صارمة قليلا :
-مش عاوزة تعرفي الذاكرة رجعتلي امتي ؟! و إزاي؟!
عقدت حاجبيها ثم رفعت عينيها التي تتساءل فضول واضح ثم اعتدلت تخرج من احضانه وهي
تقول باقتضاب :
- ازاي ؟؟َ
نظر إليها لحظات قبل أن يجذبها مره أخري لأحضانه وهو يسرد عليها ما حدث قبل هبوطه إليها بالحديقه ...
Flash Back
أمسك "أيهم" هاتفه وهو ينظر إلي تلك الصوره عاقداً حاجبيه بصدمه وذاك الصداع يكاد أن يفتك به حين بدأت الصور تتلاحق بمخيلته بتتابع مُدهش ليضطرب عقله وتشوش الرؤيه لديه وهو يرفع يده ليضغط علي رأسه بقوة ، هرع إليه "سيف" وهو يسنده هاتفاً بقلق :
-مالك ياأيهم أنت أخدت الدوا ؟؟!! أسال رنيم ؟؟؟
وكأنها يجبره علي التذكر حين نطق اسمها أمامه ليعقد حاجبيه بقوه وهو يهمس بتوتر :
-رنيم ؟! دااا أناا عارف المكان دااا ..
نظر "سيف" إلي الصوره لحظات قبل أن يهز كتفيه بلا مبالاه وهو يقول بعفويه :
-طبيعي تبقي عارفها ماهو أنا وأنت شوفنا المكان ده سوا وأنت تاني يوم روحت اشتريته علي
طول واديته هديه ..
قطع كلماته حين استوعب مايتفوه به ليقف أخيه الذي كان يستمع إليه بتركيز واضح لحظات قبل أن يهتف بصوت متحشرج :
- رنيم ؟؟!
رفع يديه يضغط علي رأسه بقوه وهو يهتف بغضب وقد بدأ وجهه بالتعرق :
- أيواا .. الشركه ..خرجناا سوااا .. رنيممم؟؟؟؟؟؟
رغم تلك الغبطه التي راوته من بوادر عوده ذاكرته لكن هيئته اقلقته كاد أن ينصرف ويستدعيها لأنها تتابع أدويته لكن أمسك "أيهم" يده يوقفه عن الحركه وهو يرفع عينيه يحدق به بصدمه واضحه ....
Back
عقدت حاجبيها وسالت دموعها أعلي صدره وهو تهتف بغضب :
- أنت قعدت تهزأ فياا في الجنينه وأنت فاكر كل حاجه ؟؟! مش كفايه اللي عملته وأنت فاقد
الذاكره يعني ؟؟!
اختنق صوتها بكلماتها الأخيرة لينتابه شعور بالحزن عليها دائما يعاندها القدر ... كان يريد تعويضها ليأتي ذلك الحادث المدبر له ويكون أشد الصفعات قسوة لها .. رفع رأسها بأطراف أصابعه ناظرا إلى لبنيتيها ثم رفع أصابعه تعبث بخصلاتها وهو يقول وقد ارتفعت أنفاسه الغاضبة عاقدا حاجبيه :
-أوعدك مش هتتكرر تاني ... مجرد مااتأكد من اللي حصل كل حاجة هتنتهي وإنتي هتساعديني في ده !!
نظرت له باندهاش تعقد حاجبيها برقة قائلة:
-أنا !! إزاي !!!
تنهد محاولا تجميع كلماته بعناية ثم قبلها بلطف أعلى شفتيها وقال:
-مش إنتي بتثقي فيا !
أومأت بالموافقة على الفور لينظر لها بابتسامة واسعة قائلاً :
-أنا الفترة اللي جاية مش محتاج فيها غير ثقتك دي يارنيم و أوعدك هخلص كل حاجة و أقفل كل الدفاتر القديمة ونبدأ مع بعض حياة جديدة بعيدة عن كل ده !
عقدت حاجبيها بقلق تردد بتوتر بالغ :
-فترة أيه !!وهتعمل أيه يا أيهم ..كفايه كده أنا مبقتش مستحملة !!
سار بأصابعه أعلى وجهها يقول بهدوء علها تطمئن:
-رنيم مفيش داعي للقلق ده .. الحادثة كانت مدبرة وده كان واضح وأنا مش ممكن أسكت واتفرج علي اللي عمل كده لازم أربيه ....
أقلقتها أكثر نظراته التي تحولت إلى الوحشية حين ذكر مهاجموه .... ذكرها بابن عمها.... يريد الانتقام ... هل يريد أن يكون شبيه لابن عمهاا ... انسلتت من أحضانه تمسك قميصه الملقى بجانبها ترتديه بأصابع مرتعشة وهي تقول بوجل :
- عاوز تنتقم يعني .... !!!
عقد حاجبيها يعتدل بغضب مزمجرا بها حين فهم مدى خوفها :
-اسمها آخد حقي .. أظن ده أقل شيء عاوزاني أسيب اللي عمل فيا كده ...!!
لم تجيبه فقد سيطر عليها الرعب ... هو يحاول بشتى الطرق ليبعدها عنه .... تخشى فقدانه وها هو يغامر بنفسه مرة أخرى ... لن تطيعه أبدا بذلك ..... أغضبه صمتها ليهب واقفا جاذبا ذراعها ينظر إليها و أعينه تموج بغضبه وقد سيطر عليه نوبه انفعال شديدة يشدد من قبضته فوق ذراعها صائحا بها بعد أن رأى ذلك الرعب بأعينها:
-ردي عليا أنا بكلمك .... عاوزاني أسيب حقي !!
صاحت به غاضبة هي الأخرى و قد بلغ رعبها حد السماء :
-أيوه سيييييييبه ولو عملت كده أنا مش هكمل معاك.... أنا مستحملتش كل ده عشان تسيبني في الآخر تاني !!
لم يهتم بباقي كلماتها كل ما اهتم به إصرارها أن يترك حقه ليصيح منفعلا وهو يجذبها إليه بغضب ممسكا ذراعها الآخر بقوة يهزها بعنف :
-مش هتكملي معايا !!!! أنا قولتهالك قبل كده بس يظهر ماخدتيش بالك......هيفرقنا الموت يارنيم.... أيه خايفة عليه للدرجة دي .... !!!!!!
اتسعت عيناها بصدمة تنظر له باندهاش مرددة وهي تحاول التملص من قبضتيه القوية قائلة ...
-مين هو ده اللي خايفة عليه سيبني يا أيهم !!!
أمسك بها بقوة دافعا ظهرها إلى الحائط من خلفها لتصرخ متألمة ...نظر لها وقد سيطر غضبه عليه ...غيرته أعمته سوف تجنه هل تحمي ابن عمها ..أتهدده بالابتعاد !! ليقول جازا علي أسنانه:
-بتستهبلي صح !!! اللي قتل أبوكي وأمك ... وقتل أخويا ...وكان عايز يقتلني .... ابن عمكككك !!!
اتسعت أعينها بهلع تنظر له بصدمة شديدة ارتعشت شفتيها وكفت عن الحركة تنظر الى عينيه وقد نست هجاء الحروف .. من قتل من !!!! أبيها وأمها !!! شهااب !!!! هو!!!!!
ماذا يقول .... أي تراهات يلقي بها ... غامت لبنيتاها بالدموع أبيها حبيبها لم يمت بغتة بل حادث !!!! خارت قواها تحاول استيعاب ماسمعت للتو ، شعرت بالدوار والأرض تميد بها وتسحبها غيمة سوداء لتسقط مغشيا عليها بأحضانه....
اتسعت عيناه بهلع يحملها مسرعا إلى الفراش وهو يهتف باسمها برعب نادما على تسرعه بإخبارها لكنها استفزته ...غيرته عليها ضللت خطاه ... مرت به الدقائق وهو يحاول إفاقتها وأخيرا استجابت له لكنها صامتة تنظر إلى الفراغ بصمت وكأنها لا تشعر به هتف باسمها لم تجبه .. أدرك مدى صدمتها ليحيط جسدها رافعا إياها يجلس جاذبا إياها لأحضانه ليلتصق ظهرها بصدره محيطا خصرها بقوة محاولا طمأنتها بحديثه اللين يهمس لها بكلماته وصوته العميق لانتشالها من تلك الصدمة هاتفا باسمها لتبدأ دموعها بالهطول ولحظات لتتحول إلى شهقات مرتفعة وانتفاضات بأحضانه ليشعر بالأسى لفعلته تلك ...لم يكن ليتحدث هكذا ويخبرها بتلك الطريقة الفظة .. عدلها لتواجهه لكنها نكست رأسها تبكي بقهر لما سمعت .... ليحيط وجهها وقد أدمعت عيناها هامسا بأسف :
-أنا آسف مكنش ينفع أقولك بالشكل ده... عشان خاطري اهدي ... !!!
أنهى كلماته وهو يغلفها بأحضانه ليمر الوقت بين شهقاتها ودموعها الصامتة إلى أن ذهبت بنوم عميق .... راقبها إلى أن خلدت إلى النوم ليريحها بالفراش برفق ساحبا جسده خارج الفراش وبيده هاتفه .....
الفصل الثامن عشر"ثقه"
وقفت أمام المرآه وهي تغلق أزرار سترتها بشرود تام لم تشعر بدخوله إلى الغرفة ولامحاوطته لجسدها لثم رقبتها بشغف وهو يصفف خصلاتها بيده ناظرا إلى انعكاسهما بالمرآة لتحدق بانعكاسه بهدوء وهي تذم شفتيها بتوتر ، دارت بجسدها تضع يديها أعلى ذقنه مغمضة عينيها و أصابعها تعبث بذقنه ثم فتحتهما تنظر إلى وجهه الذي تزين بتلك البسمة من فعلتها الرقيقة لتقول بعد أن وضعت قبلة صغيرة بجانب شفتيه تقول بعد أن زفرت أنفاسها :
-تعالى نمشي من هنا يا أيهم !!
عقد حاجبيه على الفور يحدق بها بصدمة واضحة يقول بتوجس وهو يتمنى أن يكون مخطأ بفهمه ...
-ماحنا ماشيين أهو ياقلبي ..وراجعين القصر .. !! مش إنتي لسه مطمنة على الولاد وآآآ...
قطعت حديثه وقد بدأ جسدها بالارتعاش تقول بحزن شديد وقد تشنجت ملامحها :
-أيهم أنا عاوزة أمشي من البلد هناا .. !!
كادت أن تستكمل كلماتها لكن يديه التي تحيط خصرها ضغطت عليها بقوة بالغة جعلتها تتأوه بألم صارخة هي لاتتحمل أي لمسات أنحاء جسدها تؤلمها وبشدة ... خفف من ضغطته على الفور ليحيط خصرها برفق مدلكا بيده أثر فعلته مقبلا شفتيها باعتذار واضح يهمس بأذنها باعتذاره قائلا:
-مقصدش يارنيم ... بس بلاش تضغطي على أعصابي الفترة دي ... إنتي متعرفيش خوفك وأنا جنبك بيقتلني إزاي.... !!!! محدش هيقدر يقربلك طول ما أنا عايش !!!
تنهدت وقد بدأت دموعها بالهطول تصرخ به غاضبة:
-أنا مش خايفة على نفسي ... افهمني بقي ..... أنا مرعوبة عليك انت يا أيهم .... انت مش شايف عملوا فيك أيه وفي بابا وماما وشهاب ... عشان خاطري يا أيهم لو بتحبني خلينا نبعد عنهم ... أرجووك ...!!!
انهارت تماما بأحضانه تبكي بقهر شديد ها هو يعود معها لنقطة الصفر لقد ظلت ساعات لتستوعب ماحدث لعائلتها .. انهيارها هكذا يقطع نياط قلبه .... فليذهب العالم إلى الحجيم وتهدأ هي الآن ..... ضمها بقوة يربت علي رأسها ويده الأخرى تسير فوق ظهرها المتشنج محاولا تهدئتها بكل السبل ... فلم تهدأ إلا حين قال بإرهاق :
-خلاص يارنيم ... هعملك اللي إنتي عاوزاه ... بس اهدي ياحبيبتي !!!
خرجت من أحضانه تنظر إليه بعدم تصديق تفتح أعينها على وسعها لموافقته الصادمة لها قائلة بلهفة :
-بجد يا أيهم .... هنمشي من هناااا .... مش بتضحك عليااا !!!!
ابتسم حين توقف سيل دمعاتها يقول وهو يري ابتسامتها الرقيقة واضعا يديه أعلى وجنتيها مقبلا إياهم برفق ثم اقترب من شفتيها وهو يقول بلين:
-بجد ياروح أيهم ... بس بشرط ... !!
حدقت به تقول بابتسامة مشرقة وهي تحيط عنقه تدفن جسدها بأحضانه :
-اشرط زي مانت عاوز .... موافقة على كل شروطك !!
اقترب من شفتيها يلتهمهاا بقوة ثم قطع قبلته يهمس لها بأذنها و أنفاسه الساخنة اللاهثة تداعب بشرتها الحليبيه ....
-مش هتعيطي تاااني نهائي يارنيم ما أنا مش متجوز بنت أختي الصغيرة ... !!!
عقدت حاجبيها وكادت أن ترد عليه بغضب لكنه التقط شفتيها مرة أخرى بشفتيه ثم هبط إلى رقبتها وهو يقول:
-مش هتقولي لأي حد إن الذاكرة رجعتلي ... أنا في كام حاجه عاوز أتأكد منها !!!
تعالت أنفاسها واشتعلت وجنتيها بشدة من أفعاله لتقول بصوت مبحوح وهي تحاول إفلات نفسها ...
- لا كله إلا ده ... أنا مش هستحمل زفتة صافي دي تقرب منك تااااني !!!
احتضن جسدها وهو يجذبها إليه بابتسامة واسعة قائلا ....
-محدش هيقرب مني غيرك ياروح أيهم !!!
لم تستطع مقاومة ابتسامتها حين غمز لها بإحدى عينيه هاسما لها :
-بموت فيكي ياااارنيم !!! بحبك أوووي !!!!
استقبلت قُبلاته اللاهبة بصدر رحب ... ذلك الشعور معه لا يماثله أي شيء آخر ... لا تريد أي شيء سوى حياة معه ومع طفليها بعيدا عن تلك الأوجاع ....
-***-
وصلا إلى القصر أخيرا بعد عدة تنبيهات منه مشددة بما سوف يفعلانه بالفترة المقبلة استمعت إليه باهتمام بالغ وهي تعده أن تنفذ ماطلبه بشكل حرفي متجنبة أية أخطاء .. بالفعل دخلا إلى القصر معا وهو هادئ... أما هي سيطر الوجوم على وجهها وصعدت إلى الأعلى على الفور كتنفيذ لما طلبه .... لم يمر وقت وكان معها بجناحهما كما وعدها ... مرت أيام بين استعدادات خفية منه تركت له جميع الأمور على أمل بالابتعاد ... تحملت فظاظة الأفعى ووالديها حتى لا تفسد ما قاربت على فعله لتأتي تلك الليلة التي كانت بها بأحضانه داخل فراشهم ....
عاد إلى الخلف يستند بجسده إلى الوسائد من خلفه محيطا جسدها بذراعه والأخرى تسير علي ذراعها بشرود مقبلا شفتيها ووجنتيها بين حين وآخر ، لاحظت شروده الصامت فلم تشأ إزعاجه ببادئ الأمر لكن طالت المدة وهو على حاله ... إلى أن أتى ذلك الاتصال له هب من جانبها يرتدي بنطاله مسرعا متجها إلى الشرفة وهو يقول :
-دقايق وجايلك ياحبيبتي ... مكالمة شغل مهمة ... !!!
ثم خرج لم ينتظر ردها .. لأول مرة تقلق هكذا تجاهه هو شارد منذ عودته من الخارج ... والآن أقلقها بفعلته عضت على شفتيها وقد طال انتظارها لترتدي قميصه ثم تتجه إلى الشرفة لتستعجله ، تسمرت بمحلها حين استمعت إلى كلماته يقول :
-لاطبعا مش هسافر .... كان لازم أقول كده لرنيم عشان تهدى ... هي فاهمة إني برتب كل حاجة عشان نسافر ... خلص اللي قولتلك عليه بكره بالكتير .. ده هيساعدنا أوي لو حصل .... تمام !!
لملمت خصلاتها متجهة بسرعة إلى الحمام تغلقه خلفها تفتح الصنبور ليغطي على صوت بكائها ... كان يكذب .. كان يهاودها كالأطفال كما وصفها ... هي لا تستحق ذلك .. لا تستحق خداعه هكذا .... لما يفعل بها ذلك لما يريد الابتعاد كالجميع استمعت إلى طرقاته العالية وهو يقول بقلق :
-رنيم حبيبتي إنتي هنا !!!
أغمضت عينيها ثم اتجهت إلى كابينه الاستحمام لتريح جسدها وهي ترد باقتضاب :
-أيوه !!!
مكثت مدة طويلة لعله يكون قد خلد إلى النوم حتى لا تراه وتنفجر به الغشاش المخادع ... هل يظنها حقا طفلة .. حسنا هي لن تستمع إليه مرة أخرى وليحدث ما يحدث ... خرجت وهي تلف جسدها ببورنصه الخاص حين لم تجد سواه ثم اتجهت إلى الفراش على الفور بإرهاق و أغمضت عينيها لتفيق بعد دقائق على قبلاته المتناثرة أعلى وجهها حدقت به دقائق ثم أشاحت بوجهها حين اقترب من شفتيها ... تعقد حاجبيها بغضب منفجرة به :
-لما انت شايفني عيلة أوي كده اتجوزتني ليه !!!
عقد حاجبيه بعدم فهم مندهش من هجومها الغير مبرر بالنسبه إليه يشير إلى نفسه قائلا باندهاش ...
- أنا ... أنا شايفك عيلة !!!
اشتعلت من ادعائه عدم الفهم لتصيح غاضبة :
-أيوه انتتتتت !!! لما انت مش ناوي تسافر كذبت عليا لييييييه !!
ضيق عينيه لحظات ثم أردف بعد أن رفع أحد حاجبيه يقول بغضب واضح :
-إنتي بتتجسسي على مكالماتي !!!
تجمعت الدموع بعينيها تقول بحزن بالغ :
- أنا كنت خارجة أشوفك أخرت ليه وسمعتك من غير ما أقصد !!
كاد أن يبتسم حين ذمت شفتيها هكذا كالأطفال تبرر فعلتها بحزن .... لما لا يلتهمها الآن .... وتقول هي ليست طفلة ... بل هي أجمل طفلة بالعاالم ... سيطر على ملامحه وهو يقترب منها منتقيا كلماته بعناية ...
- رنيم أنا مكدبتش عليكي .... إنتي كنتي منهارة ساعتها وكنت بحاول أهديكي ... أنا ضاعفت الأمن وأفراد الحراسة . .ومحدش هيقدر يلمسك آآآ !!
وضعت أصابعها أعلى شفتيه وهي تقترب منه مستغلة نقطة ضعفه تجاهها تحيط خصره بقوة واضعة رأسها أعلى قلبه تقول بصدق بالغ لامس ذاك القلب المُتيم بها :
-أفهمك إزاي إني مش خايفة غير عليك ..... عشان خاطري يا أيهم ابعد عنهم .... انت متعرفش أنا بحبك قد أيه ولما بيحصلك حاجة أنا بموت من الرعب إزاي ... لو بتحبني بلاش ... !!
احتضن جسدها يعود إلى الخلف بها وهو يردد ... زافرا أنفاسه بهدوء مقبلا خصلاتها الناعمة:
-رنيم أنا خلاص مسكت كذا حاجة على ابن عمك وعمك ... يعني كلها مسألة أيام وهينتهوا من حياتنا .... مش إنتي بتثقي فيا !!!
أومأت على الفور بالإيجاب ليبتسم لها قائلا:
-أوعدك كل حاجة هتنتهي ف الكام يوم الجايين ....!!!!
الفصل التاسع عشر " بُني "
أمسكت الملعقة الصغيرة تضعها بفاه الصغيرة مداعبة وجنتيها وهي تراقب بطرف عينيها صغيرها الآخر الذي أصر على الإمساك بملعقته ورفض تماما أن تطعمه مثل شقيقته .. لتبتسم بهدوء من الواضع أن جينات تلك العائلة انتقلت جميعها إلى صغيرها .. أنهت إطعام الصغيرة وهي تقبل وجنتيها لتطلق الصغيرة ضحكاتها تملأ بها الأرجاء تداعب بيدها الصغيرة وجنة أمها برفق .. ابتسمت "رنيم" ثم وضعتها بهدوء تسندها إلى الوسادة لتعاون ذلك الصغير المتمرد بطعامه ... أبدى لها تمرد شديد ببادئ الأمر ثم سرعان ما ذاب تمرده مع ابتسامتها المشرقة وملاطفتها الامويه له ...
جلس "أيهم" فوق الأريكة ينهي محادثة برسائل نصية من الواضح أنها مهمة للغاية ثم رفع رأسه يراقبها بشغف وهي تلاطف الصغار وتلك الضحكات تملأ الغرفة لترتكز نظراته عليها بتلك القطعة النبيذية التي تحدد تفاصيل جسدها الفاتن وتكشف عنه بسخاء شديد خاصة حين جلست بأريحية هكذا ليرتفع الرداء إلى منتصف فخذيها كاشفا عن سيقانها البضة .. استقام واقفا ثم اتجه إليها يقبل الطفلين مداعبا الصغيرة التي بدأت بالتثاؤب لتجذبها رنيم لأحضانها تمسح على خصلاتها الناعمة ... جلس خلفها ثم جذبها إليه ليلتصق ظهرها بصدره لاثما رقبتها بشفتيه الدافئتين ..
-أيهم ..الولااد !!
رفع خصلاتها بأصابعه ثم ارتفع برماديتيه يرمقها بنظرات شغوفة ذائبة يضع إبهامه أعلى شفتيها ويده تدلك رقبتها برفق لتعض على شفتيها بقوة وتنظر إلى طفلتها التي ذهبت بثبات عميق داخل أحضانها ثم إلى طفلها الذي نام أعلى الوسادة التي وضعتها له ..ابتسم حين وجدها بقمة توترها هكذا ... يروق له خجلها ووجنتيها التي تشتعل لتزيدها بهاء ليهمس أمام شفتيها :
-مالهم ..!!
ارتفعت بعنينيها تنظر إليه بتوتر ولم تستوعب عن أي شيئ يتحدث لتقول:
-هاا .. مين !!
ابتسم ثم اقترب من شفتيها أكثر يهمس لها بمكر :
-الولاد ياقلبي !!
رمشت بعينيها عدة مرات ثم حاولت التملص منه برفق وهي تحتضن صغيرتها خشية إفاقتها وتقول :
-ناموا و عمر بهدل نفسه عايزه أغير له .. !!
شدد من احتضانه لها جاذبا إياها إليه بقوة يقول عاقدا حاجبيه بغضب طفيف :
-رنيم إنتي بقالك أكتر من أسبوعين مهملة فيا جداا واهتمامك كله بالولاد .. أنا مش بلحق أقعد معاكي .. !!
كتمت ضحكاتها علي هيئته الغاضبة ثم رفعت كتفيها تقول بابتسامة مشاغبة:
- آه فعلا أنا كنت مهملة جدااا فيك .. !! سيبني بقي أقوم أنيم الولاد !!
لم يخرجها من أحضانه بل حاوطها أكثر لاثما ثغرها وهو يهمس لها :
-لا !!
تململت الصغيرة بين أحضانها لتتسع أعين "رنيم" من استيقاظها .. وتعقد حاجبيها تقول بجدية شديدة:
- اهو هيبدأوا يصحوا تاني .. !!
أفتلها من أحضانه بهدوء ثم استقام يحمل الصغير بين يديه برفق بالغ يتجه به إلى غرفتهم لتتبع خطواته وتضع الصغيرة بفراشها بعد أن هندمت ملابسها ... لتلتفت وتجده ينزع ملابس الصغير برفق ويمسك بقطعة نظيفة ليبلسه إياها .. ابتسمت ووقفت بمحلها تتأمله بشغف وهو ينهي مهمته بهدوء وروية ثم طبع قبلة صغيرة أعلى وجنة الصغير والتفت ليجدها تستند إلى الكرسي الوثير تعقد ذراعيها أسفل صدرها تنظر إليه بتلك النظرات التي تفيض بعشق خالص له ... غمز لها وهو يتقدم منها يضع يده أعلى خاصرتها يدفعها برفق للخارج وهو خلفها مغلقا الباب بهدوء ثم بلحظة أدارها داخل أحضانه يلتقط شفتيها ملتهما إياها ثم رفعها بين ذراعيه متقدما بها إلى فراشهم ... أحاطت عنقه بقوة تبادله قبلاته اللاهبة وضعها و جلس فوق فراشهم وهو يحتفظ بها باحضانه ثم فصل قبلتهم ليلتقطا أنفاسهم وهمس أمام كريزتيها :
-عاوز بيبي !!
شحب وجهها على الفور وتبدلت ملامحها تبتلع رمقها وهي تدحرج عينيها بأرجاء الغرفة .. عقد حاجبيه مندهشا من انطفائها المفاجئ وتوترها هكذا ليقول بهدوء ظاهري محاولا فهمها :
-مالك يارنيم .. اتوترتي كده ليه .. مش عاي..آآآ !!
قاطعته علي الفور تقول بسرعه حتي لا يسيئ فهمها :
-أنا نفسي في ده أكتر منك ... بس .. بصراحة أنا خايفة !!
ضيق عيناه وهو لازال على صمته يحدق بها منتظرا تفسير وقد بدأ يرى تلك النظرة المذعورة داخل حدقتيها لتكمل وهي تنظر إلى رماديتيه بحزن :
- انا مش ممانعة ولا باخد أي موانع يا أيهم .. بس أتمنى مايحصلش دلوقت ... أتمنى أن أمورنا تستقر الأول ونبعد عن هنا وبعدها هعمل اللي انت عاوزه ... أنا كنت ببقى مرعوبة على الولاد وأنا معاهم في البيت ... فتره حملي في عمر وجوان كانت مرعبة .. مكنتش بخرج وشهاب كان حاطط حراسة في كل مكان حواليا ...
وضعت يديها أعلى ذقنه وقد تجمعت الدموع بمقلتيها خشية عدم فهمها و أكملت :
-مش عايزه أبقى خايفه وأنا جوايا حتة منك يا أيهم .. أنا مبقتش مطمنة وبالقوة دي غير لما انت دخلت حياتي ... مش عاوزه أشوف أي حاجة صعبة تاني ... أنا خسرت كتير أوي يا أيهم مش عايزه أخسر تاني ... !!
أمسك يديها متنهدا بهدوء مغلقا عينيه وهو يقبل باطن يديها برفق جاذبا إياها إلى صدره ويده تسير أعلى ظهرها مقبلا خصلاتها بشرود ... قبعت بأحضانه بعض الوقت .. طال صمتهم لتظنه حزن من حديثها نادته متنهدة بحرارة :
-أيهم !!
همس لها بهدوء :
-عيون أيهم !!
ابتسمت ثم اعتدلت تواجهه بنظراتها وكادت أن تتحدث لتجده يمسح خصلاتها واضعا قبلة أعلى وجنتها قائلا:
- مش زعلان منك يارنيم .. بالعكس .. أنا مش عايز غير راحتك بس ياحبيبتي ... !! أنا افتكرت مكالمة مهمة هعملها و أرجعلك ..
ثم وضع قبلة أخرى أعلى شفتيها النديتين واستقام يمسك هاتفه يخرج إلى الشرفة مغلقا بابها خلفه أسفل نظراتها الخائفة من القادم ....
-***-
وقفت ترتدي ملابسها وهي تتمتم بغضب لذلك الجالس بالفراش عاري الجسد ينفث دخان سيجارته ببرود تام وقالت :
-اسمعي كلامي وامشي ورايا ... ومااخدتش منك أي حاجة أيهم رجعتله الذاكرة وبيمثل علينا وفرحان بنفسك أوي وانت بتقولي ده .. !! إزاي مخدتش بالي .. كان بيضحك علياا !!
ابتسم لها "ناصف" وهو يقف مرتديا بنطاله ينظر إليها باحتقار :
-ماخدتيش مني أي حاجة ده إنتي كل حرف قولتيه أخدتي قصاده فلوس قد كده ... وبعدين مالك هتموتي أوي عليه كده وهو راميكي مش شايفك أصلا ... !!
اشتعلت نيرانها لتحدق به بغضب قائلة:
- كله من الكلبة اللي انت هتموت عليها ... إحنا في الهوا سوا ياحبيبي .. !!
جذب خصلاتها يصيح بها بغضب وهو يشدد من قبضته حولها قائلا :
-كله إلا رنيم ... إياكي تغلطي فيها تاني .... رنيم مش بتكرهني .. هي بس بتعاندني عشان خايفة من ابن عمك و أول ما أخلصها منه هترجعلي .. !!
اتسعت أعينها بغضب تصيح:
-تخلص مين .. انت وعدتني مش هتقرب من أيهم تاني ... !!
أفتلها بغضب وهو يقول مبتسما بخبث ومكر :
-ومين قال إني هاجي جنب أيهم بس ... ! أنا هبص على الأهم المرة دي !! رنيم بنفسها هتيجي لحد عندي .. !! بس مساعدة صغيرة منك يااقمر وكل واحد فينا ياخد اللي هو عاوزه ...
نظرت له بتوتر ثم تنهدت تستمع إلى مخططه الجديد لتعاونه به بصدر رحب للغاية...
-***-
أنهت "رنيم" أعمالها بالشركة وجلست تنتظر مروره عليها كما أمرها مرت ساعتان وهي تنتظر هكذا بغرفة استقبال ضيوفه رافضة دعوة مساعدته بدخولها إليه .. انفتح الباب وخرج لها بدى شديد الوسامة هكذا أزرار قميصه العلوية محلولة ليظهر صدره العضلي خصلاته الحريرية يهبط بعضها أعلى جبينه يمسك سترته بيد والأخرى يعبث بها بهاتفه .. أغلق الهاتف يتقدم منها معتذرا لها يقبل وجنتيها ثم باغتها بتقبيل شفتيها أمام المساعدة... يال جرأته .. اتسعت أعين "رنيم" تسبقه إلى الخارج وقد اكتست وجنتاها بالحمرة ليتبعها بابتسامة هادئة ..
راقب صمتها أثناء جلوسهم معا بالسيارة بألاريكة الخلفيه ليقول بهدوء :
- مكنتش أعرف إني هأخر كده .. خلاص بقى متزعليش ..!!
تأففت بغضب ثم نظرت له تقول بغضب شديد :
- أنا مش فاهمه انت جايب الهدوء ده منين ... أنا كنت عاوزه أجي بدري للولاد ... والمربية مش بترد ولا سيف .. ولا أي حد .. بقالهم ساعة.... وأنا مرضيتش أزعلك و أمشي عشان تطلع تحرجني ف الآخر وتتت.. يوووه !!!
ابتسم وجذبها إليه يقبل شفتيها بغتة مرة أخرى وقال :
- قصدك دي !! هو أنا كده عملت حاجة !!
كادت أن تبتسم لكن توقفت نبضاتها حين وقعت عيناها علي ذلك المشهد ..أفراد أمن .. شرطة ... دااخل القصر ... ماذا يحدث .. توقفت السيارة ليعقد هو الآخر حاجبيه ويهبطا معا لتتوجه مسرعة إلى ذلك الجمع ... تنظر إليهم بهلع .. ارتعبت حين نظر لها الجميع بحزن وكأنهم يواسوها بشخص ماا... لما ينظرون هكذا .. ماذا يحدث .. توجهت إلى "سيف" على الفور تنتظر منه أن يشرح مايحدث لترى دموعه تسبقه .. رافعا قطعة صغيرة ملوثة بالدماء بيده .. يعطيها لها وقد اجهش بالبكاء .. اتستعت لبنيتاها ... تلك القطعة تعرفها جيداا .. أجل .. لقد ألبستها لصغيرها "عمر".... ابنهااااااا ... لقد ألبسته ذلك قبل ساعات ... أمسكت القطعة تقلبها بيدها .... بأعين متسعة لتتسع عيناها لقد توقفت نبضاتها بالفعل .... أين ابنها ... هي تحلم .. تلك القطعة لاتخصه ... لا لا هذا هراء ... لم يمت نظرت إلى "سيف" الذي يحمل طفلتها الباكية بأحضانه تقول بصوت متحشرج :
-فين عمر !!
نظر أرضا يبكي بصمت لتجول بالوجوه من حولها تسأل الجميع باندهاش ...
-عمر .. عمر ابني فين !!
وصلت إليه تحدق به وهي تستمع إلى الضابط يجيبها قائلا :
- للأسف اللي جيه كان متعمد يقتل الولد وياخده من المكان عشان مايسيبش أي أثر ليه .. القطعة دي وقعت منه لما الخدامة حاولت تلحق الولد .. !! البقية في حياتك !!
ظلت تحدق به بصدمة... وهي تردد :
-فين ابني يا أيهم ... فين عمر ... !!!
اقترب منها وكاد أن يحيط جسدها لكنها صرخت به:
-انتتتتت السبب ... قولتلك نمشي ... انت اللي قتلته ... لااا لاااا أنا اللي قتلته .. أنا اللي سمعت كلاااامك .... أنا عايزه ابنييييييي ... عايزه عمرررر!!!
صرخت باسمه عدة مرات لتسقط مغشيا عليها بأحضانه هبط بها أرضا ودموعه تهبط عليها وعلى ابنه ...ابنهما ... أمانة أخيه ....