أخر الاخبار

سلسلة حينما يتمرد القدر الرواية الاولي بعنوان "حامل بالخطأ" سابقًا حاليًا "حدث بالخطأ" 🌺🌺روايه حدث بالخطأ🌺🌺 بقلم ♥ دينا العدوي ♥ البارت الاول

 


سلسلة حينما يتمرد القدر                        

الرواية الاولي بعنوان "حامل بالخطأ" سابقًا

 حاليًا  "حدث بالخطأ"  

🌺🌺روايه حدث بالخطأ🌺🌺             

   بقلم ♥ دينا العدوي  ♥ 

البارت الاول 

,ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البارت الاول                            

" حينما يتمرد القدر "                            

عزيزي القارئ قبل البداية دعني احدثك قليلًا عن تلك الحكاية؛ قد يخيل لك عقلك ان تلك الرواية خياليه!، اصبت انها كذلك!؛ قبل ان اتعمق في بحثي عن الامر، لأتفاجئ مثلك الأن ان تلك الحادثة وذاك الخطأ حدث بالفعل... 

لكن قبل البدء أريد ان اؤكد لك أمرًا ان ابطال الرواية من خيال المؤلف وليست لها وجود بالواقع، فلم يتم الاعلان عن هوية الحالات التي تعرضت لذاك الخطاء، لذا فاض خيالي برسم شخصيات أبطالي وتخيلي لذاك الخطاء انه ربما يكون تدابير من القدر حتى تتولد قصص عشق رسمها بعناية، فلولا ذاك الخطاء ما التقوا ولا اقتحم العشق قلوبهم، لن أطيل عليكم بثرثرتي التي قد تصيبكم بالفتور فبعضكم او اغلبكم قد يتخطاها ، لذا لأبدئ بسرد الاحداث لك كما رسمها عمق خيالي؛ لكن لا تنتظر الانبهار من اسلوب كتابتي البسيط، فأنا لست ألا هاوية لا تجيد السرد و التنعت فيه، لذا اغفر لي هفواتي، فأنا لست ألا امية جاهله عن أساسيات الكتابة والآن يجب أن اغلق فمي عن الثرثرة مجددًا ولنبدء الحكاية حيث أخترت ان تتم أحداثها بين البلد الذي تمت فيها الحادثة ( هولندا) وموطني( مصر) وخاصة بأحدي قرى الصعيد ربما (....)، او ربما الافضل أن لا نذكر اسم بلد بعينها، حتى لا نتعرض لبعض الهجوم والاقاويل الغير صحيحه بأنني اتقصد اتهام بلده ما وساكنيها بالجهل والتخلف وغير ذلك، لما يدور برواية من احداث تمس تلك النقطة وهذا قطعًا ما لا أقصده طبعًا، فمؤكدًا بكل بلده هناك هذا المتعلم وذاك الذي يتبع الخرافات ويقع في ظلام الجهل، يبدو انني مجددًا انخرطت في ثرثرتي واصبتكم بالفتور، لذا لنبدأ احداثنا أعزاءي.... 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                            

في أحدي قري الصعيد، هناك حيث ذاك القصر الذي يتوسط مساحات شاسعة من المناظر الطبيعية الخلابة قصر عائلة السيوفي، ذاك القصر الذي ما ان يقع بصرك عليه، حتى ترى بوضوح سافر الأصالة والعراقة التي هو عليها، فقد شيد منذ سنوات عديدة وتم ترميمه مجددًا محافظًين فيه على لمسة الماضي، ذاك القصر الذي شاهد الكثير لسنون عدة، يتوارث نشأة جيل يليه جيل اخر، حتى تلك اللحظة... 

يتوسط الطابق العلوي شرفة ضخمه لأحدى الغرف ذات الطابع العصري والغربي، التي تخص كبيرهم "ادم السيوفي وزوجته" التي كانت تتوسط ذاك الفراش الوثير، غارقة في نومها، بينما شعرها الأسود الفحمي مشعث علي وسادتها، ملتف جسدها بشرشف ابيض من الحرير،..                           

مرت لحظات وفتح باب المرحاض، خرج هو عاري الصدر ملتف بمنشفه بيضاء حول خصره وبيديه منشفه صغيره أخري، يجفف بها خصلاته الطويلة، والفحمية، فتتشعث علي جبينه، تعطيه هاله من الجاذبية، تتجه انظاره الي تلك النائمة بابتسامه تظهر من خلالها نقرات وجهه (غمازات) التي تزين محياه، تعطيه سحر خاص به وحده ، تزيد من وسامته المهلكة للأنفاس، تعلقت عينيه بها للحظات يتأملها بحبًا ومشاعر صادقه ، تتمني أي أنثي أن تراها بأعين حبيبها وزوجها، من ثم يشيحها عنها مجبرًا فقد تأخر، توجه صوب خزانة ثيابه، بعد عدة دقائق كان مرتديًا حله رمادية اللون وقميص ابيض، أتجه نحو المرأة ، مشط خصلاته للخلف ونثر عطرة الرجولي الخاص به علي جسده وارتدي ساعة معصمه، حتى طالع ذاته برضا، لتنحدر عينيه عليها يطالعها بزجاج المراءة، وجدها ما تزال غافيه، تلك الكسولة التي يعشقها.... 

استدار متوجه نحوها يجلس علي الفراش بجانبها، يطالعها ويمسد علي خصلاتها بحنان، يخرج تنهيدة معبأة بالعشق فهو عاشق متيم مأسور بها منذ الصغر، فهي مدللته أبنة عمه، تلك التي لم يرى انثى سواها ولم ينبض قلبه لغيرها 

مهما ألتقى من نساء، قلبه يستهوها هي ولا غيرها، شرد بكل ذكرى جمعته معها منذ الصغر، وما ان انتهى من شروده حتى زفر لاعنًا العشق الذي يصيب الإنسان بسهامه ويجبره على الانصياع لرغبته بنيل عشق من استهواها قلبه، ثم انحنى نحوها يقبل وجنتيها، ونهض متجهًا إلى الخارج، هبط الدرج متوجهًا إلى غرفة الطعام ، وجد كلًا من شقيقه، وزوجته، وشقيقته الصغرى، وزوجها، وامه وزوجة عمه جالسون بانتظارهما، جلس معهم وباشروا بتناول الطعام مترأس هو الطاولة، قائلًا:-

- صباح الخير..

اجابوها الجميع، بينما رمقت والدته الدرج باستنكار قائلة:-

- هي نيرة لسه ما صحيتش!..

اومئ براسه لها نافيًا، ثم اشاحه عنها نحو ظافر، متجاهلًا برمة فاها بضيق، قائلًا:-

- ظافر عملت آية في صفقة الاغذية العضوية كله تمام!.

اومئ له ظافر قائلًا:-

- كله تمام يا آدم، وحددنا ميعاد تسليم الفواكه للمصنع بتاع عيلة الزين...

اومئ آدم قائلًا:-

- تمام جدًا، هانت كلها كام شهر والمصنع يجهز ونصنع احنا محصولنا بنفسنا....

اومئ ظافر قائلًا:-

- ان شاء الله يا أدم، أنا متفائل بالمصنع دا، حقيقي انت دماغك الماظ، فكرة زراعة المحاصيل العضوية دي كانت مميزة وخاصة الاراضي الغربية اللي تم اصلاحها مخصوص من اجل المشروع...

اومئ له بصمت وعيناه اتجهت نحو شقيقه نادر الغير مبالي والذي يتناول طعامه قائلًا بحده:-

- وأنت يا نادر، لحد إمتي هتفضل كده، بقالك اكثر من ست شهور متجوز ولسه بتدلع ومقضيها سفر من هنا لهنا، اظن كفاية كده وتنزل الشغل تقف جانبنا شوية!..

هتفت سناء والدة نيرة وظافر قائلة بابتسامه مبهمة: 

- في ايه يا ادم هو ظافر مقصر في الشغل ولا حاجه!، سيب الولد يعيش حياته شويه، وبعدين الشغل مش هيطير..

لم يعير ادم حديثها ادنى اهتمام واستطرد قائلًا وهو ينهض من على الطاولة بحده:-

- نادر من بكره تنزل الشغل مع ظافر ودا اخر كلام، وهتكون مرافق ليه عشان تتعلم الشغل مفهوم!..

اومئ له نادر بصمت، بينما زوجته سيدار اجابته بابتسامه جميله:-

- ما تقلقش نادر ان شاء الله هينزل بكره في ميعاده، وأنا واثقه أنه هيجتهد عشان تفتخر بيه.. 

ارتسمت بسمه على محياه ادم من حديث سيدرا، تلك الجميلة والرقيقة التي يحمد ربه على وقوع شقيقه بعشقها، يثق تمامًا انها قادره على تغيره ووضعه بالطريق الصحيح، بينما نادر استدار لها، يطالعها بنظرات عشق، يلتقط كفها مقبلًا اياه بواله، مومئًا لها برأسه هامسًا بصوته الاجش:-

- أنا لو هنزل أشتغل واجتهد، هيكون عشانك انتِ يا سيدرا، عشان تكوني فخورة بيا...

اشاحت وجهها عنه بخجل، بينما ادم اتجه صوب مكتبه، يتابع بعض اعماله العالقة وهو يبتهل الى الرحمن بدوام سعادة شقيقه وهديته...

بينما ظلت سناء ترمق سيدرا بضيق، لا تعجبها ولم تتقبلها يومًا، تشعر أنها تخفي وجهًا أخر لها، ابنة القاهرة والاحياء الشعبية تلك، التي جلبها نادر لهم، مفضلًا أياها عن بنات اخواتها الأنيقات، لذا رمقتها بنظرة ضيق وازدراء، ثم تأففت تنهض من على الطاولة، متوجه حيث غرفة ابنتها التي ما تزال نائمه، غير مباليه لما حولها، تابعتها نظرات ظافر، الذي تأفف بدوره لفعلتها تلك، لكنه التفت ما ان شعر بربته حنونه على كفيه، ادرك هوية صاحبتها جيدًا، من ستكون سوى ميار تلك الجميلة التي تعشقه ويا ليت قلبه يمنحها من العشق ما تستحقه، ابتسم لها بحنان حينما وجدها تعطيه شطيرة مربى الفراولة التي تدرك تفضيله لها، بالله عليه كيف له أن لا يعشقها ألي الأن وهي تعطيه كل تلك المحبة والاهتمام، تدللهُ كطفلها الصغير، غبي هو وقلبه من صقيع مؤكدًا!..

جذب الشطيرة منها متناولًا اياها قائلًا بنبرة ضيق من اهتمامها الزائد والذي يجعل من عذاب الضمير يختلجه:-

- هتفضلي تأكليني، حد قالك عليه طفل صغير 

ثم جذب الشطيرة ووضعها بحده أجفلتها، لينهر ذاته ما أن التمعت عينيها بالعبرات، فأسرع جاذبًا اياها، يهتف بها بنبرة اخرى حانيه قائلًا:-

- انا قصدي هتفضلي تأكليني ومش هتكلي 

ثم ألتقطها مجددًا، يقدمها لها قائلًا:ـ

- يلا كليها يا حبيبتي.. 

ارتسمت ملامح محياها بسعادة تنجلي بوضوح لفعلته تلك، وكلمته التي جعلت قلبها يهدر نبضاته، ثبتت ناظرتها عليه تطالعه كالبلهاء، فهي تعشقه بجنون منذ الصغر، تحلم به زوجًا لها، تدرك جيدًا انه لم يبادلها العشق، وأنه أُجبر على الزواج منها، لكنها تكتفي بالقليل منه، يكفي أنه لها ومعاها، زوجها هي، يعود أليه بنهاية ليلة، لتنعم بدفيء قربه وتغفو وهو يضمها بين يديه، بيقين أنه ذات يوم يحن، ويخنع لكل هذا الحب، حينما يتسلل إلي شغاف قلبه ويمتلكه..

بينما هو نظراتها تلك تدغدغ مشاعره وتنفخ اوداجه، تجعله دونًا عنه يميل لها، مكتفيًا بحبها هي له، لذا هتف قائلًا بابتسامة وهي تناظره هكذا دون ان تزيح ببصرها عنه قائلًا:-

- ميار حبيبتي مش وشي اللي لازم يتاكل..

تداركت ذاتها واشاحت ببصرها عنه، ليميل عليها قائلًا بعبث:-

- بس لو عجبك وحابه تكليني ما عنديش مانع، بس للأسف مش دلوقت عشان تأخرت...

اختضب محياها بحمرة الخجل، وانكبت تطالع صحنها، متظاهرة بتناول الطعام، ليقهقهه هو عليها، وينهض مودعًا اياها، ألا انها اصرت مرافقته حتى باب القصر، فقام بتقبيل كلتا وجنتيها الحمرتين، ثم غادر الى الشركة...

بينما كان نادر كفه يحتضن كف سيدرا من اسفل الطاولة، محرجًا اياها وهي تحاول ان تفلته منه، لكنه لا يقبل، بينما يقوم هو بأطعامها تحت نظرات والدته الممتعضة لحال والديها، كلاهما خاضعان لزوجتيهما، لذا نهضت من على الطاولة بضيق، قائلًة بصوت جهور :-

- نعيمه هاتي القهوة بتاعتي في التراس..

ثم توجهت صوبه، بينما سيدرا طالعته بنظرة معاتبه، لم يهتم لها واستمر بأطعامها غامزًا لها بعبث، يعطيها لقمه من مربى الفراولة، والتي لوثت جانب شفتيها، وبلحظه باغتها وهو يميل مزيلًا لها بطريقته الخاصة، والتي جعلتها تنتفض متفاجأه، تطالع حولها تتأكد من عدم وجود احد حولها قد رأيهما ، لتزفر بالارتياح لخلو المكان، بينما تلكزه بكتفه بضيق، جعلت قهقهته تصدح عاليًا وهو يلعق شفتيه معبرًا عن لذة مربى الفراولة أو شيئًا أخر... 

***

بالأعلى بعدما خرج أدم من الجناح بدقائق حتى تململت نيرة بفراشها، وافرجت جفونها عن مقلتيها، ما أن صدح صوت هاتفها ينبأها بوصل رسالة، اعتدلت جالسه على الفراش بتأفف للحظات، وهي تلتقطه، وهله وارتسمت ابتسامه على محياها و قامت بالرد على مرسلها، ثم نهضت مسرعة تلتقط منشفتها وتدلف للمرحاض..


                                          


              

                    


بتلك اللحظة اقتحمت سناء والدتها الغرفة الخالية، حتى انتبهت لصوت قطرات الماء، فتوجهت حيث الأريكة بالغرفة تجلس واضعه قدم على الاخرى، تنتظر انتهاءها، بعد لحظات خرجت نيرة برداء الحمام ومنشفه فوق رأسها، شهقت بفزع ما ان وجدت والدتها جالسه امامها، وهله واستعبت وجودها، فتوجهت صوب المرأة، تزيل منشفة خصلاتها وبدأت بتجفيفها" بالأستشوار " متجاهله اياها، فلا رغبه لها بتعكير مزاجها بالصباح، بينما اغتاظت سناء ونهضت متوجه لها وهي تهتف بها قائلة بنبرة ضيق:-

- عملتي إيه في اخبار جديدة!، لسه ما حملتيش!.

تأففت نيرة بضيق منها ومن أفعلها تلك قائلة بنبرة باردة:-

- لسه يا ماما

احتدت ملامح سناء، ورفعت يديها تجذبها بعنف لتطالعها قائلة:-

- يعني ايه لسه!، وأيه البرود اللي انتِ فيه دا!، كلميني عدل، انت وعيه لكل اللي بيحصل حواليكِ، نادر اتجوز ومراته المسهوكه دي مش مرتاحة لها، أكيد مخططه تحمل وتجيب هي الوريث الأول اللي يشيل اسم العيلة ويأخذ كل حاجه، وأنا لا يمكن اسمح لها تنفذ مخططها، انتِ لازم تجيبي انتِ الوريث فاهمه!..

اشاحت وجهها عنها بضيق، تومئ لها برأسها بصمت حتى تريحها، بالنهاية هي ايضًا راغبه بطفل، بل وتسعى لذلك دون علم احدهم، ومؤكدًا ليس لما تريده والدتها، فاستطردت الاخرى قائلة:-

- احنا لازم نروح لدكتورة نشوف التأخير منين!، هسأل على دكتورة مناسبه واحجز لنا ميعاد عندها واقولك عليه.. 

تركتها نيرة ودلفت تبدل ثيابها دون ان تجيبها، بينما نظرت الاخرى اثرها بضيق للحظات وعادت تجلس على الأريكة بانتظار انتهاءها،... 

بعد عدة دقائق خرجت نيرة و عادت تمشط خصلاتها بلا مبالة بوالدتها التي تسترسل بحديثها حتى انتهت وخرجت، لتفعل عي المثل وتهبط الدرج للأسفل صائحة بسنيه حتى أتت اليها، فهتفت قائلة:-

- اعملي فنجان قهوة ليا 

اومئت لها وكادت ان تخطو للداخل، لكنها اوقفتها مستطرده:-

- ادم مشى ولا لسه هنا!.

اجابتها سنية قائلة:-

- في غرفة المكتب يا هانم 

اومئت لها، فأردفت قائلة:-

- خلاص ألغي القهوة، بينما هي توجهت نحو المكتب تكاد أن تطرقه، ألا أنها تراجعت عن هذا، لا رغبه لها بالمواجهة معه الان ، فقد تأخرت على موعدها، لذا قررت محادثته في وقتًا اخر، وغادرت تصعد سيارتها وتقودها حيث وجهتها.. 

بعد مرور ساعه، خرج أدم من مكتبه وقد أنهى عمله هنا وسوف يتوجه ألي مجلس البلدة لمناقشة بعض الامور العالقة، لكنه اراد رؤية زوجته اولًا، والاطمئنان عليها قبل ذهابه، فاستدعى سنية قائلًا:-

- شوفي نيرة هانم صحيت كده!..

اجابته على الفور بذهابها، قطب ادم جبينه وارتسم الضيق على محياه لأنها لم تخبره على غير العادة مرددًا بذهول:-

- خرجت!.. 

كانت سناء حينها تهبط الدرج وانتبهت لما يحدث، لعنت ابنتها بداخلها، بينما توجهت نحوه مسرعة قائلة:-

- آه خرجت يا ادم راحت للكوافير، هي كانت قالت لي قبل ما تمشي لما رحت عندها الاوضه، وأنا فكرت انك في الشركة، وقولت لها كده... 

طالعتها سنية بدهشه، لكنها اطبقت فاها فلا رغبه لها ان تُطرد من عملها، بينما اومئ لها بضيق يعتمل صدره لفعلتها تلك، ثم خرج هو الاخر يستقل سيارته ألي وجهته....

في بيت صغير بضواحي القرية، كانت سارة بمطبخه تعد طعام الغداء قبل ذهابها الى العمل، فقد نهضت مبكرًا كالعادة 

تنهي اعمال المنزل ثم تعد الفطار وتضعه على الطاولة، وتبدء بتجهيز طعام الغداء قبل استيقاظ حماتها حتى لا تسمعها وصلتها اليومية، ما ان انتهت حتى اسرعت ألي الداخل، تتجهز لكِ تذهب ألي العمل كمعلمه للمرحلة الابتدائية بمدرسة البلدة، لكن قبل ذهابها انحنت تقبل جبين زوجها وتوقظه بلطف من نومه، رفرف بجفونه عدة مرات حتى فتحها، ونهض قائلًا:-

-صباح الخير يا حبيبتي 

ابتسمت له بعشق قائلة:-

- صباح الخير يا حبيبي، يلا قوم خد حمامك، انا جهزت هدومك ألبس وافطر، انا حضرت الفطار برا على السفرة.. 

طالعها بامتعاض قائلًا:-

- افطر لوحدي يا سارة!..

تنهدت قائلة:-

- هتفطر مع مامتك يا عمر، وأنت عارف إني بحاول اخرج قبل ما تصحى وتبدأ بوصلتها..

لمعت عيناه بنظرة شجن وهتف قائلًا:-

- معلشي يا سارة استحمليها عشان خاطري، عارف إنك مالكيش ذنب تستحملي كل دا، بس...

وضعت انامله على فاها تمنعه من الاسترسال قائلة بنبرة حب:-

- حبيبي أنا مش بقول كده عشان ازعلك او تقول معلشي، أنا بس بحب اتجنبها عشان المشاكل، وبعدين ذنب إيه وأستحمل ايه، أنا كفاية عليا اننا جانبك وبشوف نظرة الحب دي في عينيك وكل حاجه تهون بعدها.. 

ابتسم لها ونهض من على الفراش يجذبها الي صدره يضمها أليه بقوة قائلًا:-

- ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي ويحقق حلمنا عن قريب والعلاج يجيب نتيجة ويكون عندي طفل منك يا سارة، دي امنية حياتي... 

ابتعدت عنه قائلة:-

- أن شاء الله يا حبيبي، يلا انا لازم امشي قبل ما تصحى..

وخطت باتجاه الباب، اوقفها قائلًا:-

- فطرتي يا سارة!، وما تكذبيش.

عضت لسانها واستدارت له قائلة:-

- لا انشغلت بشغل البيت 

كاد ان يعنفها، إلا انها تابعت قائلة:-

- بس هفطر اي حاجه في الشغل يا عمر 

وأسرعت من امامه متوجه ألي باب المنزل، لكن بتلك اللحظة فتحت حميدة باب غرفتها واوقفتها قائلة:-

- على فين من بدري كده يا هانم، من غير ما تستني ما اصحى وتحضري الفطار ولا المفروض أنا الست الكبيرة المريضة اخدم جوزك وأنا مش قادرة حتى اخدم نفسي...

كالعادة وصلة كل صباح رغم علمها انها تنهي كل شغل المنزل قبل ذهابها، إلا انها لا تكف عنها كل صباح، جذت ساره على نواجذها وسحبت شهيق يليه زفير وهتفت قائلة بنبرة خافته، حتى لا تعطيها فرصه لاختلاق مشكلة:-

- انا خلصت كل شغل البيت كالعادة قبل ما امشي وحضرت الفطار والغدا كمان، اي حاجه تانية ناقصه..

لوت فاها بازدراء قائلة:-

- وكأنك بتمنينا باللي بتعمليه، دا فرض عليكِ يا متعلمه يا بتاع المدارس انك تخدمي جوزك وتشوفي طلبات بيتك، تعالي شوفي مرات ابن دليله جراتنا، قايمه بكل الشغل غير عيالها الثلاثة..

هدئت من ذاتها واومئت لها قائلة:-

- عارفه يا حجه عشان كده بعمله بكل حب مش بمن ولا حاجه ويلا عن اذنك عشان تأخرت...

ثم استدارت تخرج وتهم بغلق الباب، لتستمع اليه تهتف قائلة وهي تشوح بيديها:-

- تأخرتِ علي أيه!، وكأنك مهمه اوي، بلا نيلة دا حتى ما انتِ عارفه تجيبي حتة عيل تربيه وتفرحي قلبي بولاد أبني بدل ما انت مقضيها هنا وهنا كده...

تجاهلتها كليًا واغلقت الباب وهي تكبت في ذاتها، لقد تعبت من مرشح كل يوم منها، الا يكفي ما تعانيه هي، لتزيد هي عليها، لكنها مجبرة على الاحتمال من اجله هو حبيبها وزوجها، ثم ذهبت باتجاه الطريق، لتجد صديقتها رانيا تنتظرها كعادتهما للذهاب معًا ألي مقر عملهما

*****

الظلام يحوم من حوله وهو يقتادها ألي تلك البقعة المنشودة مجبرًا وخلفه والده وعمه، يعطيه عمه السكين بيديه يأمرانه بقسوه بغسل عاره بيديه، جذبها منهم بأنامل ترتجف وعيونه مسلطه عليها، تطالعه بنظرة انكسار وهو بلحظه كان رشق السكين بصدرها، حينما صاح به عمه بغضب اجفله، تناثرت دمائها ملوثه وجهه وثيابه، ويديه، ارتسمت ملامح الذعر والاستنكار لفعلته على محياه، لا يصدق أنه فعلها!، ازهق روح شقيقته الكبرى بيديه، تلك الشقيقة الحنونة، التي غدر بها احدهم واوهمها بالعشق، حتى سلمت له شرفها ودنسته ودنستهم بفعلتها تلك، جثى على ركبتيه تزامنًا مع سقوط جسدها النازف بفعل سكينه الحاد، انسابت العبرات بقهر على وجنتيه يلومها على فعلتها تلك بهما، تزامنًا مع انسحاب روحها، اغشيت العبرات عينيه، مانعه اياه من الرؤية، رفع كم جلبابه يزيحها، لتضح الرؤية، لينهلع حينها وهو يرى جثة شقيقته استبدلت بصغيرته الوحيدة، انهلع قلبه حينها وهو يطالعها غريقة بدمائها، فاقدة لروحها، لا يستعب أنه لم يستطع حمايتها هي الاخرى، اخذ يصيح ويصيح، حتى انتفض من على الفراش مستيقظًا شاعرًا بالاختناق، ثم اخذ يلتقط انفاسه ما أن ادرك انه مجرد كابوس، ذاك الكابوس الذي يراوده ويؤرق مضجعه منذ أن ولدت أبنته، وهو يرى ذاته يزهق روحها بذات الطريقة لارتكابها ذات الخطيئة التي اجترمتها شقيقته، والتي أودت بحياته عن نصابها، لتجعله هاربًا من وطنه الى تلك البلاد الأجنبية هربًا من السجن، ليصاب بالرهاب من تلك الفكرة التي باتت عقدة نفسيه تلازمه، نمت بداخله حتى ألتقى بها وعشقها ثم قتلها بقلبه تلك الحقيرة الخائنة أيضًا والدتها، بعدما ولدتها علم انها تخونه مع صديقًا له، جعلت الشكوك تراوده من ان تكون الصغيرة جودي ابنته هو، ليخضعها لفحص ابوة تبين فيه انها أبنته هو، بعدما تخلص منها كقمامه، اخذ صغيرته الرضيعة واستقر بتلك البلد الأجنبية (هولندا) والذي جعلته يحطاط كثيرًا لاختلاف ثقافته عنها وعن قطنيها، لذا أبتاع هذا المنزل وحوله ل سجنًا لها، وتبدل هو من والدها ألي سجانها، يحجم من اختلاطها بالعالم الخارجي، دراستها منزليه وحدودها الحديقة لا تلفاز ولا تخالط احد غيره هو وتلك المربية التي تهتم بها والتي كانت راهبه بالدير وبصعوبة اقنعها لتهتم بتربية ابنته... 

نهض من فراشه بخطوات مثقله، قدماه تقوده حيث غرفتها، فتح بابها وجدها نائمه كالملائكة، أنها تشبها كثيرًا، قد تكون نسخه منها، وكأن القدر راغبًا بتذكيره بها وبفعلتها وفعلته الشنيعة، لتتجسد شقيقته بصغيرته جودي، انها تمتلك ذات الملامح البريئة والخصلات الفحمية، وعينيها السوداوية الكبيرة، أخذ يتأملها و تلك العقدة النفسية تتأزم بداخله، فالصغيرة قد كبرت واوشكت على اتمام الثمانية عشر من عبيرها، انه ذات العمر التي ارتكبت فيه شقيقته خطيئتها، لذا هو عليه أن ينهي قلقه ويزوجها، ربما لأحد ابناء أخوته من البلد، عليه محادثتهم قريبًا بهذا الأمر، ليزيح ذاك الثقل الذي يجثم على روحه، بأن يطمئن عليها وهو يراها زوجة احدهم، انهى شروده واغلق الباب برفق عائدًا ألي غرفته، حتى يرتدي ثيابه ويتوجه ألي عمله...

****

في ذات الوقت

كان هو مستلقي على فراشه بغرفته المعتمة، التي لا ترى ضوء الشمس من ستائره القاتمة التي تنسدل على شرفته عيناه شاخصه على مقعده المتحرك الذي بات يلازمه منذ ثمانية أعوام، تحديدًا منذ تلك الحادثة التي نتج عنها ان يكون قعيدًا، فقد كان الشاب المدلل، من اعتاد أن يقضي وقته بين النساء وشرب الخمر ولعب الميسر والمخدرات ، ينتقل من انثى الى اخرى، يسلب منهن ما يرغب، ثم يحطم قلوبهن ويتركهن بلا مبالة، حتى تلك الليلة الذي اصرف فيها بشرب الخمر والانتشاء بعدم حطمت احدهن قلبه وارتشف مما كان يسقيه لهن، ليقود سيارته وهو فاقدًا لوعيه، فيرتكب حادثه كبيرة، اودت بها ألي حالته تلك، والتي لم يبتأس والده من شفاءه ابدًا، انتقل به الى هذه البلدة الأجنبية (هولندا) واصطحابه من طبيب ألي اخر، ألي ان فقد هو الأمل وعارض رغابته بمتابعة العلاج وها هو يجلس هنا بغرفته ليلًا ونهارًا، لا رغبه له برؤية أحد، يشعر بالذل والمهانة، فها هو لا قدره له على الحركة إلا بمساعدة أحدهم، يبقى هكذا موضعه، ينتظر قدوم احدهم لمساعدته على الجلوس او الاستلقاء او... 

حتى بات يقضي ليله يتحصر على شبابه، مقيدًا من قبل والده، كالشاه يقوده هو، وهو بلا حيلة ينساق خلفهم مسلوب الارادة، لا يستطع منعهم، دمعه خانته هبطت على وجنتيه حزنًا على حاله، مدركًا أن كل ما أصابه هو عقاب من الله له على ما اقترفه، يحمده انه لم يسلب حياته منه في تلك اللحظة ليموت على ذنبه هذا، معطيًا أياه الفرصة للتوبة ....

***

في الاسفل كان والده "سليمان" بمكتبه، يهاتف احدهم بملامح متجهمه، توضح أن ما يقوله الاخر يغضبه، تجعدت ملامحه بلحظه واقتتمت عيناه، يبدو أن الطرف الآخر قال شيء أفقده لجام غضبه، ليصيح به قائلًا:-

يعني إيه مفيش أمل!، يعني ابني كده خلاص هيروح من ايديه، مستحيل اسمح بدا، ابني لازم يخف فاهم!... هدئت ملامح وجهه قليلًا، لكنه عقدها بتفكير ما أن هتف الشخص الاخر بشيء ما يبدو انه لقى استحسانه، فاستطرد قائلًا:-

متأكد من كلامك دا!، يعني ابني بكده في احتمال يشفى!. ارتاحت ملامحه وعاد حاجبيه الى ما كان عليه وهو يستمع ألي الاخر موافقًا على حديثه، ثم اغلق الهاتف وهو يعقد العزم على فعل ما قال، حتى يصح ولده وينقذه من الموت الذي يحوم حوله، وصعد اليه يطمئن عليه، قبل ذهابه ألي شركته الخاصة الذي قام بافتتاحها هنا، في طريقه قابل زوجته تهبط الدرج بكامل أناقتها وبصحبتها ابنه الاصغر تيام البالغ اثنين وعشرون عامًا، اردف قائلًا:-

- خير يا شاهي انتِ هتروحي فين من الصبح كده!..

اجابته قائلة:-

- هروح النادي يا سليمان عندي ميعاد مع اصحابي وبعدين هنعمل shopping . 

اومئ لها وهو يناظر تيام قائلًا:-

- وأنت رايح فين!..

اردف تيام قائلًا:-

- ولا لأي مكان يا pos ، انا بالبيت النهاردة فاضي 

هتف قائلًا:-

تمام وانا هطلع أشوف أسر شويه، تعالى معايا يا تيام 

حاول تقنعه يخرج شويه يغير هوا، بدل حبسته دي 

اومئ له تيام قائلًا:-

- اوك داد 

ثم صعد خلفه، بينما هبطت شاهي الدرج دون اهتمام، متوجه ألي الخارج....... 

****

ولج رُحيم الى غرفة صغيره حتى يوقظه فقد تأخر، توجه ألي الفراش وهتف قائلًا بنبرة حانيه:-

-يلا يا حبيبي تأخرت على مدرستك وانا كمان تأخرت على شغلي...

لم يستجب من الوهلة الاولى، حتى عاود اوقظه، تململ الصغير في فراشه حتى نهض بتكاسل يفرك بيديه جفونه، حتى يستفيق قليلًا، فمازال النعاس يتشبث بأهدابه، ثم نهض من الفراش بمساعدة رُحيم الذي يجذبه ألى المرحاض شبه نائم، حتى ينظف وجهه واسنانه، بعد دقائق انتهى وخرج، اخذ يساعده بارتداء ثيابه، ثم تركه يحضر حقيبته وتوجه الى مطبخ منزله يعد له طعامه ويسكب له كوب الحليب، انتهى الصغير وتوجه الى والده يجلس على طاولة المطبخ وهو يطالع الحليب بامتعاض، لكنه ارتشفه مجبرًا، حتى يصبح قويًا كوالده، وألتهم شطيرته، وكذلك فعل رُحيم وتناول وجبته التي تتكون من كوب حليب، يكسر عليه بيضتين ويقلبهما ويرتشفه دفعه واحده، مما يقزز الصغير من فعلته تلك، ليرمقه رُحيم بغمزه قائلًا بينما يتفاخر بعضلات ساعديه :-

العضلات دي مش بتتبني كده من فراغ يا حبيبي..

اومئ له الطفل مؤكدًا، يناظره بأعجاب، طالما كان والده قدوته ومثله الاعلى، راغبًا بأن يصبح مثله ذات يوم، ببنيه رياضيه وجسد ممشوق ويصبح ضابط قوي، يلقي القبض على المجرمين...

انتهى الصغير من فطوره وكذلك والده وغادروا المنزل، يصعدا السيارة ويقودها حيث مدرسة صغيره، الذي قبلهُ 

سريعًا قبل ان يهبط، كاد أن يتحرك، لكنه توقف عندما رأى صغيره يهرول مسرعًا اليها ما ان رآها برفقة صديقتها، فتنحني نحوه وتضمه اليها بحنان، ثم تقبل وجنتيه وبأناملها تداعب خصلاته البنيه، التي تعب في تمشيطها له، لكنه ابتسم وغامت عينيه، بينما افكاره تنحرف تلقائيًا لمسار اخر وهي تفعلها له هو الآخر بذات الطريقة تقبلهُ هو، ثم ازاح تفكيره مسرعًا مستغفر ربه، فتلك المرأة ما ان يقع بصره عليها، حتى تنحرف أفكاره مرغمًا، فهي جميلة بطريقة مغريه لقلبه، رغم أن جمالها هادئ، ألي أن قلبه يراها اجمل نساء الكون، كم تمنى لو كان محظوظ بقربها، لكن هذا عقابه أن يراقبها من بعيد وهي تهتم بطفله، أو بالأصح طفلهما، فقد طلب نقله ألي هنا خصوصًا من أجلها، زفر ببتأس شاردًا بماضيه، وتلك البقعة السوداء به، والتي تنهش ذكرياتها به ألي الأن دون رحمه، لكنه يستحقها، فاق من شروده على رؤيته لهم قد دلفوا ألي داخل المدرسة، ليتحرك بسيارته مغادرًا حيث مقر عمله ....

***

تململت جودي في نومها، ما أن اغلق والدها الباب، حتى استيقظت تمامًا، ثم نهضت من فراشها، تباشر بروتينها اليومي، اغتسلت ثم ارتدت ثيابها، وخرجت تهبط الدرج حيث المطبخ، لترى المربية التي تعتني بها، ورغم تشددها معها ومعاملتها القاسية، الا انها تحبها كثيرًا، لأنها تعلم ان تلك طباعها وليست تتقصد فعل ذلك معها، لذا قبلتها وهي تلقي الصباح عليها، لتأمرها بالجلوس وتناول فطورها، لتخنع لها جودي وتتناوله، وما ان انتهت حتى أسرعت للحديقة حيث ازهارها المحببة حتى ترويها وتهتم بها، وما ان انتهت حتى خان وقت درس الموسيقي، فهي تتعلم العزف على البيانو في العطلة الصيفية، ثم تعكيها المربية أحد الكتب لتبدئ بقراءتها، وهكذا كان يومها، ما بين زهورها والقراءة ودروس الموسيقى والرسم، أو المذاكرة... 

حياتها روتينية للغاية ومملة ولا تجرأ على الاعتراض، تشتهي الخروج من المنزل وتكوين صداقات، إلا انها ممتنعه عن هذا، فقط ربما تصطحبها المربية معها ألي الدير، أو حينما تلتقي احد عائلتها بالحديقة، والتي تسعد جودي حينها كثيرًا لرؤيتهم والجلوس معهم والاستماع ألي أحاديثه.... 

كان اليوم يبدو روتيني كمثيل ايامها الفائتة، غير مدركةٍ أنه سينتهي بها وهو يقتادها الى حياة أخرى وعالم آخر قد يبدو طريقه واعرًا ومؤلمًا ... 

يتبع

ملحوظة 

لا داعي للأرتباك والشعور بالضياع فالبارت الاول ما هو الا لتعريف جميع ابطال الرواية 

وبعد ذلك سوف يتم الربط والتمهُل في سرد الاحداث حتي ياخذ كل كابلز القدر ادوره بالرواية 


تكملة الرواية من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close