
الفصل_الأول والتاني
سَمُّ_الخِيَاط
مريم_إسماعيل
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
الرواية قبل اى شئ بتتاقش قضية مهمه وهى التشدد ، والانحلال وازاى الاثنين بيأثروا في حياتنا بدمار ، النماذج المطروحه مش كتير بس موجودة أنا من فئة ملتزمه اتمنى ذلك ، لكن كمان وجود انماط متشددة بتخلي بعض الناس اللي معندهمش خلفيه دنيه ينظروا لينا نظره أننا جاهلون أو سبب خراب أو فساد ، اتمنى محدش يحكم عليا ولا علي الرواية إلا في النهاية 👌
ذات يوم وشمس مشرقة ، كان يوم حار جدا ، كأن العالم علي صفيح ساخن ، لا الأدق مصير هذه العائلة هو من يتحدد الآن .
أمام سجن طره خرج للحياه بعد سنوات ، صحيح هى ليست سنوات عجاف ، لكن اليوم داخل المحبس عمر كامل ، نظر للشمس الحارقه ،وتسأل هل تبرأ من ذنبه ؟ أم إن هناك كفارة لم يدفعها بعد ؟ مرت حياته سريعه أمام عينه من ضحك... وحزن... سعادة... وبكاء .. عشق.... وفراق ، ولا يعلم إلي الآن كيف وقع اسير هذه الخطيئة!
..............
في قصر فخم يترجل رجل ذو لحيه كبيرة وجلباب قصير ، وخلفه رجل آخر من الواضح أنه ابنه يحمل نفس ملامحه وتراز ملابسه ، بينما ترجل اربع نساء يرتدون ملابس سوداء ونقاب اسود ينظرون أرضا ، دلفوا الي الدخل ، بينما ينظر الخدم إلي هيئتهم ويتسألون بين أنفسهم ، من هؤلاء وكيف أصبحوا أصحاب مال وثروة! في لحظة ؟ وأين هؤلاء من اسيادهم القدامي رحمهم الله .
دلفوا الي الداخل جحظت عين كبيرهم بغضب شديد وصرخ بصوت زلزل المكان بأكمله.
" كل الحاجات دى تتشال وتتحرق ؟
نظر الخدم بعضهم البعض لا يفقهون ماذا يريد منهم ؟ وما الذي يريد أن يحرقه ؟
اعاد حديثه بغضب حارق واشار بسبابته إلي الصور والتماثيل علي الجدران
" دا يتشال مشفش ليهم اى أثر ، وبعدها كلكم تشموا تاخدوا فلوسكم وتتوكلوا علي الله."
همست بنت منهم
" الجو حر جدا ، خلي الرجاله دى تخرج ؟
نظر لهم بحسم
" كل الرجال الأجانب تخرج بره ؟
قطبوا جبينهم
وادردف كبير الخدم
" مفيش اى اجانب هنا كلنا مصرين ، أحمد بيه الله يرحمه كان رافض اى حد يشتغل هنا مش مصري."
استغفر ناصر ربه ونظر له بهدوء
" قصدى كل الرجاله الغريبة ، شرعا أنتم اجانب."
اؤما له وادار رأسه ليخرج وقال له قبل ذهابه
" حضرتك هنا في تكيف مركزى للمكان كله ، مجرد بس ما تدوس."
قاطعه بصرامه
" اتفضل اطلع ومش عايز حد هنا اطلاقا."
خرج جميع الخدم وبدأت البنات في رفع نقابهم ، كانوا بنتين فائقات الجمال ، والأخرى سيدة جميلة لكن اثار الزمن ظهرت عليها .
نظر لهم ناصر
" فاطمة أنت وحفصة فين زوجك أنت وهى ؟
الفصل_الأول والتاني
سَمُّ_الخِيَاط
نظرت فاطمه له بقلق
" إيهاب عنده شغل مهم هيخلص ويجي."
ام حفصة اردفت بنبرة لم تروق لوالدها
" وأنا قاسم بيكمل بيع العفش ، وهيجي!
اؤما لهم
" طيب يلا مع امكم واختاروا اوض ليكم ؟
اقترب من ولده
" وأنت يا محمد خد ام ابراهيم واختار اوضه ليك ، ولإبراهيم."
نفذ محمد في الحال قرار والده ، نظر ناصر رأي زوجته تنظر للمكان بهيبه وخوف
" وحدى الله يا ام محمد! هتعدى زى ما كل اللي فات عدا ؟
نظرت له بقلق
" بس أنس ، كدا بقي لوحده ؟
اسودت عين ناصر واردف غاضبا
" أنس قرر من زمان ، من يوم ما كسر كلامي وسافر ، وبعدها كسره تاني لم مرضيش بعائشة بنت صاحب عمرى وصغرني قدام الراجل ، واخرها لم عمل أول جريمه علي وجه الأرض ، بس لولا أن ربك ستير ، كان زمان الراجل مات ، وبعد دا كله لم اخوه راح يزوره مرة واتنين كان بيرفض ، أنس خلاص مبقاش مننا مبقاش من عائلة السبيلى ."
نظرت له بدموع هى لا يهمها كل هذا كل ما تريده فقط ابنها فلذه كبدها ونور عينها ، غير ذلك هو بالنسبه لها مجرد هراء .
................
في مشفي كانت فتاه جالسه مستلقيه موصول بها اجهزة كثيره والاخبار في التلفاز تعلن وصول المالك الجديد لشركات السبيلى ، المنقذ لألأف العمال ، لكن هل سيفقه أمور البورصه ، والمال ، أن أنه سيزيل ما جناه أحمد السبيلى وتنهار أقوى مؤسسة منذ سنوات ، كان يتابع الاخبار رجل ينظر لهم بقلق استمع في نفس الوقت لهمهامت بجواره نظر لها كأنه غارق وحصل علي طوق النجاه اقترب منها ونظر لها بقوة وسعادة
" جنة ، وأخيرا قومتى أنا كنت قربت أيأس ، بس الحمد لله كدا مفيش حاجة ممكن تهد تعب أحمد السبيلي ، طول السنين اللي فاتت ."
نظرت له بقلق واردفت بإعياء شديد
" حياه؟!
نظر لها بإطمئنان
" متخافيش معاها بيبي سيتر ، واخده بالها منها من يوم اللي حصل"
نظرت نحو التلفاز وهى ترى الأخبار ثم نظرت له بدموع متجمعه في مقلتيها
" مفيش حد خالص؟
نظر لها بأسف وحزن
" مع الاسف، الحادثة كانت كبيرة ومحدش ربنا كتب ليه الحياه ."
أشارت نحو الرجل الذي ظهر في التلفا ، فهم مرادها
" دا ناصر السبيلى يبقي ابن عم والدك ، وبقى هو الوريث الوحيد ونظر لها نظرات ذات مغذى بس دا طبعا قبل ما ترجعي للحياه تاني يا جنه !
جاءت للتحدث تريد أن تعلم أكثر واكثر، نظر لها بهدوء
" نطمن عليكي الأول وبعدها أنا معاكي هعلمك كل حاجة ، وهنفهم سوا ونبعد اى أذى عن مجموعة السبيلى ، واللي كانوا ومازلوا بيسعوا ورا تدميرها ."
اغمضت عينها بإرهاق وتذكرت حادثها كانت ذاهبه للمطار لاستقبال والدها وعائلته ، واخيرا سينتهي العذاب وتصبح تنتمي لعائلة حقيقة ، في الطريق وصل إليها خبر وفاتهم جميعا ، وقفت بسيارتها بصدمه وظلت دموعها متحجرة لا تعلم ماذا يحدث ؟ هل ماتوا حقا ؟ أن أنها كذبة يتهرب بها منها ؟ هل ستظل هكذا كلما شعرت بالأمان ضاع منها في عشيه وضحاها ، فاقت من شرودها هذا علي اضاءه قوية وصوت عالي كانت سياره كبيرة اصتدمت بها وجرفتها ، اغمضت عينها وقتها بإستسلام نعم كفي ما عنته في هذا الدنيا ، لكن في لحظة وهى بين الموت والحياه تذكرت حياه هى لا تريد لها حياه مثل حياتها ، ولا ضياع مثلما ضاعت كفي تخلي الجميع عنها هى لن تتخلي عنها مطلقا .
عادت من شرودها كان أنهى الطبيب فحصه وطمئن " فريد" عليها وعادت هى للشرود مرة أخرى تذكرت عندما التقت به لأول مرة كيف جذبها هدوؤه .... وسامته.... رجولته .... اخلاقه ..... تذكرت كيف تطورت هذه العلاقه ؟ وكيف كانوا سويا ؟ وكيف تركها ؟ والأهم كيف لم يعد ؟ نعم هى من طلبت منه أن يغادر ؟ لكن ليس كل ما نطلبه نتمناه ؟!
نظرت لفريد بحسم
" عايزة اشوف حياه ؟ ودلوقت ؟!
اؤما لها وتحرك لتتفيذ امرها ، وقبل أن يغادر نظر لها بحسم
" لازم نقوم بسرعه ناصر السبيلى ، مش هيعرف يعمل اى حاجة وهيهد المعبد علي الكل ."
اغمضت عينها وخرج ينفذ ما امرته به .
........................
وصل انس لمنزلهم القديم رأي أناس أغراب يدخلون اغراضهم نظر لهم بقلق
" سلام عليكم ؟ أنتم مين؟!
نظر له شاب من عمره تقريبا
" أنا وائل ودول اهلى بننقل بيتنا الجديد ."
نظر للمكان أكثر من مرة ونظر له بقوة
" بيتكم ازاى ؟ أنت متأكد دا بيت اهلى أنا ."
رفع الشاب كتفه بعدم فهم
" معرفش والله ؟ بس عموما دا بيتنا اشترناه من الحج ناصر من اسبوع كدا ."
قطب جبينه بعدم فهم
" باع البيت طيب راحوا فين؟
دار حول نفسه وظل يسأل الناس عن عائلته ، لكن الكل اقر أنهم لا يعلموا عنهم شئ هم استغربوا عندما وجدوا ازواج اخواتها يبيعون اثاثهم ، وعندما سألوهم أهل الشارع ، كان ردهم أنها خصوصية ولا يسمح لأحد بالتدخل في حياتهم .
جلس علي رصيف المنزل وهو يري أناس اخرين يسكنون مكان عائلته واخواته .
...................
بعد ساعات
في القصر تسكن الجميع مكانهم نرى النموذج الأول الذى صنعه التشدد والتعصب بدون وعى وفهم ما يريده الله ورسوله منا ، نحن القوارير الذي اوصاكم بنا رسولنا الكريم ، ما يحدث داخل قصر السبيلى نماذج نعم قليلة لكنها موجودة ، الواسطيه فكل شئ رحمه ... وحياه... وكرامة .... الواسطية اساس دين جميل شوه بعض المتشددين وليس الكل ، منا من يخلو بنفسه يكون اقرب لله ومنا من يكون اقرب للشيطان ، الفرق بين المؤمن والمؤمن الخلوه ، وكيف ربيت ابنائك علي خشيه الله ام خشيه الإنسان .
الفصل_الأول والتاني
سَمُّ_الخِيَاط
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإِذا خلوا إِلى شياطينهِم قالوا إِنا معكم إِنما نحن مستهزِئون}
بأكد تانى دى مجرد نماذج ومنا من نحسبه علي خير وهو اتقي واقرب لله بتوكله وتعقله وتدبره
...........
النموذج الأول " حفصة"
كانت حفصة داخل غرفتها ترتدى ملابس عاريه من الواضح أنها للنوم فقط ، وكانت تتأكد أن أحد لا يراها وفتحت هاتفها ووضعته علي وضع الصامت ، ثم فتحت بيانات الهاتف وأجرت مكالمه فيديو بشخص ما ، عندما ظهر هو الآخر وأطلق صفير عالى نظرت له بذعر
" وطي صوتك ، لسه معرفش مين هنا ممكن يسمعني ؟
" وحشتيني يا قمرى ؟
نظرت له نظرات ذات مغذى
" أنا اللي وحشتك ! ولا حاجات تانيه ؟
عض شفتيه بوقاحه
" طول عمرك حفظاني يا قمرى ، امال أنا بقول مليش غيرك ليه ."
استلقت علي السرير وبدأت في فعل ما تفعله معه كما تعودت من سنوات .
بعد وقت لا تعلم مداه
اغلقت الهاتف وخبئته اسفل سريرها ، وابتسم بهم ودموعها تزرف بقله حيله
" مبقاش ليا عين اطلب السماح بس أعمل إيه ؟ محدش بيسمعني ولا حتى شايفين احتياجاتى حق ، شايفين أن جوزى صح ، ودايما بسأل نفسي هو لو هو اللي مش واخد حقوقه كان هيبقي نفس رد والدى والدتى عليه نفس ردهم .
" دى اسرار مينفعش تخرج بره ؟ حرام أنك تحكي خصوصياتك مع زوجك ... اتقي الله ربنا هيسعدك ، وغيرهم وغيرهم ، حاولت كثيرا أن ابعد تفكيري عن هذا لكن ليس بيدى حيله ، لا اعلم هل أنا طبيعيه ؟ أم بي شئ ؟ هل نهايتي النار ؟ لا اعلم اى شئ سوى أن عقلي عندم اريد يتوقف عقلي عن التفكير .
دلف زوجها وهو ينظر لها بإشمئزاز
" هو دايما لبسه كدا ، هو ايه مفيش وراكي غير كدا وبس ."
اغمضت عينها بألم شديد ونظرت له بقهر
" لا أنا كنت هنام افتكرت أنك هتتأخر ."
" طيب قومى البسي لبس عدل !
هبت بغضب حارق
" أنا هدخل الحمام ، واسيب ليك الاوضه كلها ."
نظر في آثارها بعدم فهم
" ودى مالها دى "
واخرج المال من جيب جلبابه ، واصبح يبحث عن مكان يخبئ المال عن زوجته ، سحب كرسي صغير ووضع المال فوق الخزانه الكبيرة
وجلس وهو يزفر بإرتياح .
....................
النموذج الثانى
" فاطمة"
استلقي ايهاب جوارها بهمدان ونظر لها بسعادة غامرة
" يلا نامي يا قلب ايهاب ، يا بطوط يا جامد ."
نظرت له بدلال
" أنت هتنام يا ايهاب ايه دا ؟
نظر لها إيهاب
" معلش النهاردة كان يوم متعب وبعدين ما أنا كنت كويس برضه متنكريش ."
نظرت له بغضب
" لا قصدك كنت كويس لنفسك ، أنا فين ؟ عايزة اللي أنت عودتني عليه ؟
نظر لها بإبتسامه علمتها هى ، اولت له ظهرها وفعل ما حرمه الله ، وبعدما غفي في نومه بعمق ، جلست هى تنظر نحوه وتتذكر أول مرة طلب منها هذا زعرت وتهربت منه ، واليوم التالى صعدت لوالدتها تشتكي منه ومن ما يريده
وكان رد والدتها صادم قبل أن تسمع حديثها
" هو إيه حكايتك أنت واختك ، قولنا دى اسرار حرام الكلام فيها ، وبعدين جوزك لو طلب ايه توافقى وأنت مغمضه ، خصوصا أنه عمره ما هيطلب حاجة حرام ، وكلام تاني في اسراركم مش عايزة اسمع ."
وتركتهم وخرجت نظروا لبعضهم البعض وهمست كل منهم علي حدى
" هنسكت حاضر ، هنسكت ونسمع الكلام ومش هنحكي اى حاجة خاصة بينا تاني ."
زفرت بألم شديد ، بعد قرارها هذا استمعت لزوجها يفتى لزوجه بوجوب الطلاق من زوجها لانه يجبرها علي هذا الفعل الذي يفعله هو ، وعندما سألته قال جمله غريبه الناس عايزين الشيخ ايهاب ومعاك جوزك فهمتى ، لا لم تفهم اى شئ ، سوى أنها اتغمست اكثر واكثر ، لكن دائما تنمنى أن يحدث شئ يغير كل هذا ."
...............................
النموذج الثالث
" محمد"
كانت زوجته تقف أمامه تنتظر أن يملى عليها اى طلبات ، نظر لها بجفاء وبغض
" مش عايز حاجة يلا نامى ، وبكرة من بدرى تبقي مع اخواتى وامى فاهمه ."
اؤمت برعب واندست علي سريرها ونامت وهى تتذكر يوم زواجها وعندما طلب منها أن تحضر طعام له ، واتأخرت ضربها بقوة بحجه أنه يقومها ، ولم يتدخل احد ، الوحيد الذى تدخل يومها هو أنس عندما سمع بكائها ونال ما لا يرضيه تتذكر جملته جيدا
" البيت دا كله مبني علي خوف انسان بحجه الحرام والحلال والحقيقه وأننا كلنا محتاجين نتربي ."
يومها صفعه والده بقوه وحرمه من الطعام ثلاث ليالي ، وبعد محاولات منها ومن اخواته والدته وافق علي مسامحه أنس ، لكن أنس لم ينسي هذه الذكرى ابدا .
........................
في مسجد كان يجلس أنس وهو شارد الذهن جلس جواره رجل ذو لحيه ورحمه
" وحدى الله يا ابنى ."
ردد انس بإيمان
" لا إله إلا الله ."
ابتسم الرجل بسماحه
" ايوة كدا ، ونعمه بالله ."
الفصل_الأول والتاني
سَمُّ_الخِيَاط
نظر له انس بضياع
" أنا تايه يا عم الشيخ ؟ مبقتش عارف الصح من الغلط ، مبقتش عارف اروح ولا ارجع ."
" التوه حلها التوبة يا ابني ، ارجع لربك واسمع أوامره ، هتلاقي نفسك اللي تاهت من كتر المعاصي ، الصح والغلط معروفين من يوم ما الدنيا بقت دنيا ، بس احنا دايما بنرمي التهمه عليها ، مع إن العيب فينا يا ابنى ، اللي يخليك لم تضيق بيك تدخل بيت ربنا وتلجا ليه معناه انك انسان كويس ، محتاج تفهم .
نظر له كأنه غارق
" فعلا أنا طول عمرى كنت عايز افهم ، وبرضه مفهمتش ."
اخرج الشيخ مصحف صغير ووضعه بين يده
" دا دستور وقانون وتربيه واخلاق ، بس اللي يتدبره صح ،ويفهم منه مش ياخد اللي علي هواه ، الهوى حكم النفس أن القرآن حكم إلهي للبشر جمعاء .
ارتاح لحديثه لأول مرة منذ سنوات لم يكره الحديث حول الدين والقرآن الكريم وسنه الرسول الكريم
" ادبر معناه افهم واعقل واتوكل ."
ابتسم بهدوء وفتح المصحف الشريف ووقعت عينه علي آيه قرآنيه زلزلته من الداخل
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
تذكر كثيرا والده كان دائما يكرر ايات العذاب والقبر وجهنم ونسي أو غفل تمام أنه رحيم غفور ، نعم من هنا سوف اتلافي كل اخطائى واهم واكبر خطأ هى أنت يا " جنة"
...................................
#الفصل_الثانى
#سَمُّ_الخِيَاط
#مريم_إسماعيل
في المسجد
انتهى أنس من صلاة الفجر وجلس يتذكر ما مر به طوال الفترة الماضية ، انتبه الشيج لشروده وجلس جواره
" تقبل الله يا أنس يا ابني ؟
نظر له بقله حيلة
" معقولة ربنا يتقبل صلاتي ؟
امتعض الشيخ من طريقه حديثه
" اعوذ بالله ليه بتقول كدا يا ابنى ، عيب أنت بالذات يا أنس تقول كدا ، ولا مش عارف أنت اسمك علي اسم مين ، دا في حديث عن الرسول صل الله عليه وسلم ييقول
عن أنس بن مالك وأبي هريرة -رضي الله عنهما-
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل- قال: «إذا تَقَرَّبَ العبدُ إليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا، وإذا تَقَرَّبَ إليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وإذا أتاني يمشي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».
نظر له براحه له
" معقول ربنا هين كدا ؟
" دا الرحيم الرحمن يا ابنى ؟
تذكر حديث والده دائما في الماضي وتكررت جملته في أذنه
" ربنا دا جبار ، عظيم ، لازم نخاف منه فاهمين."
شعر الشيخ أن ما به اثار تربيه دينيه خاطئة
" عارف يا ابنى ، في ناس بتختار السكة الصعبه لربنا ، علشان لم توصل تحس أنك عملت إنجاز ولازم تحافظ عليه ، فتبقي بدل ما تكون هين ولين ذو عقل ، تبقي مجرد متطرف مش شايف غير جانب جهنم من الكوباية ."
نظر له يحثه علي استرسال حديثه اكمل هو
"الإسلام يا ابنى ارحم الأديان السماوية، لأنه دين للعاصي قبل المؤمن ، وإلا مكنش دخل فيه اكثر ناس بتكرهه من يوم وجوده لغاية الآن "
نظر له بدموع وخزى
" أنا عاصي ، عصيت ربنا عملت كبيرة من الكبائر ."
نظر له بثقه
" وتوبت !
كرر الكلمة ورائه بثقل
" توبة! هى سهلة كدا ممكن تعيش عمرك كله ومتتقبلش ."
نظر له واثقا بربه
" وممكن تموت وأنت بتلفظ بتوبتك وتتقبل ، الفرق مش توبتك الفرق هنا ."
واشار نحو قلبه " توبتك هنا ونيتك هنا وايمانك هنا .*
شعر كأنه يستمع عن دين جديد
" ازاى ؟
* سمعت قصة الراهب الزاني."
ارتعش أنس بعدما استمع الاسم ، اؤما له
" اه طبعا عارفاها."
" وعارف إزاى وقع في الرزيلة ."
اؤما له بثقه
" اه لم اتعرف علي بنت اغرته !
ابتسم بهدوء ونفي حديثه
" لا سببه أنه كان راهب بدون علم !
قطب جبينه بعدم فهم
" يعني إيه ؟!
" العلم مع الدين شخص سوى ، ومؤمن بحق ."
" علم ! يعني من حقي اسال واستفسر ؟
" طبعا امال ربنا وهبك العقل ليه ؟ والنعمه اللي فضلك بيها عن باقي سائر خلقه !
" بس دايما كنت بسمع بلاش نسأل ، حرام ؟
نفي بإبتسامه هادئة
" اعرف عن ربك ما شئت ، ربنا عايزك تبقي مؤمن بيه بعلم علشان إيمانك بيه يكون قوى ، صحيح في حاجات مينفعش نسأل ليه ؟
حرك رأسه بتوهان
" ازاى ؟ نسأل ومنسألش ؟
" ينفع نسأل ليه ليه الظهر اربع ركعات ؟ لكن ينفع نسأل ايه احكام ربنا الواجب ..... الجائز .... المشروع ... الحرام
هبسطها ليك ممكن ببساطه تعرف اركان الصلاه ، والسنه لصلاه ، لكن منعرفش ليه ربنا حدد الظهر اربع ركعات ، في حاجات ربنا احتفظ بيها ليه ودا لعله محدش علي دراية بيها غيره .
" طيب سؤال كمان ؟
اؤما ليه بإيجاب
" قول يا ابني ؟
" ربنا عارف إن الانسان ممكن يغلط أو يعمل الذنب دا ، ومع ذلك يدخلك النار ، طيب ليه ؟ولا دا من الممنوع السؤال عنه !
ابتسم له
" لا طبعا اسال ، في حديث عن الشيخ الشعرواى بيقول فيه لم اتسأل عن الموضوع دا ، هقولك مثال
عندك ولدين عارف كل واحد ميوله إيه ؟ عارف لم يخرجوا من فيهم هيروح المسجد ومين هيقف مع صحابه ، لم تدى لكل واحد ٥ جنيه تبقي عارف مين رايح يجيب حلويات ومين هيحوشهم ويتبرع بجزء صح !
اؤما له بإيجاب وتركيز في حديثه
" لم ابنك اللي اللي يجيب حلويات سنانه تبوظ ويروح للدكتور ، والتاني سنانه سليمه أنت قولت ليهم اعمل أو لا ، أنت كنت عارف بس مقولتش ليه ، صحيح كله مكتوب بس دا الدعاء بيغير القدر ما بالك بتوبتك !
وحاجة كمان
يقول ربنا في سورة النحل..
(أتَى أمرُ الله فلا تستعجلوه) .. يقول ربنا أن الأمر أتَى "فعل ماضي" ثم يقول لا تستعجلوه.. كما لو كان الفعل في المستقبل، و لا غرابة في ذلك فهو ماضٍ عنده و مستقبل عندنا.
ألا يتكلم الله عن جميع المستقبل على أنه ماض !!
و عن أحداث الآخرة بأنها ماض !!
يقول سبحانه.. (و نُفِخَ في الصُور) و هو حدث من أحداث يوم القيامة، يتكلم عنه ربنا بصيغة الماضي!
(و انشقت السماء فهي يومئذ واهية) - "الحاقة - 16"
و الله يستعمل لها الفعل الماضي.
(و فُتِحت السماء فكانت أبوابا و سيرت الجبال فكانت سرابا).. كانت سرابا.. مع أنها لم تحدث بعد.. و كلها أفعال ماضية مع أنها مستقبلية.
(و أُزلِفت الجنة للمتقين و بُرِّزَت الجحيم للغاوين) "الشعراء 90-91"
أفعال ماضية لأحداث مستقبلة في الآخرة..
كل شئ عند الله تحصيل حاصل.. و حُضور.. و آن.. و حضرة معرفية شاملة.
لا يوجد حدث و يحدث و سوف يحدث.. و إنما كل شئ حدث و انتهى الأمر.
- د.مصطفى محمود
- من كتــاب "كلمة الســر"
" بس أنا غفلت عن ربنا ! ووقعت في الذنب وانا عارف أنه ذنب ؟
اجابه بإبتسامته التى اصبحت ثمه من ثماته
في مقولة مُريحة جدًا للشيخ الشعراويّ تقول: "وإنَّ العبد ليغفل عن ربِّه حتى ينساه فَيرسل الله مِنَ البلاء ما يذكرهُ به حتى يعود العبد يحبُّ الله، فَيحبُّه الله، فَيرفع عنهُ البلاء ويرزقهُ رزقًا طيبًا".
نظر له بلهفه
" طيب ازاى اتوب وابقي عملت اللي عليا علشان ربنا يقبل تبتي إن شاء الله ؟
" أول حاجة لازم تعرفها يا أنس يعني إيه توبة ، أنت عرفت أن محلها القلب ، يعني أنت من داخلك عايز تتوب وعارف أنك عاصي ، وطمعان في رضا ربنا عليك ،
التوبة هي: الرجوع إلى الله تعالى، وترك المعصية والندم على فعلها والعزم على عدم العودة إليها. وهي واجبة على كل مسلم من جميع الذنوب، كبيرة كانت أو صغيرة ،التوبة أمر واجب على كل مؤمن، في كل حال، ومن كل ذنب. والتائب يحبه الله، والتوبة من أسباب الفلاح في الدنيا، وأن الله يقبل التوبة من عباده ويتجاوز عن الذنوب مهما عظمت.
شعر بسعادة غامرة أنه سيكتب له الله التوبة له من ذنبه إن شاء الله ، ونظر له مركزا لكل حرف ينطقه .
" التوبة ليها شروط ، زى كل ركن في الإسلام ليه شروط والقبول دا متتروك لله ، يشترط في التوبة عدة أمور هي :
الندم على فعل المعصية، حتى يحزن على فعلها ويتمنى لو لم يفعلها.
الإقلاع عن المعصية فورا، فان كانت في حق الله تركها، وإن كانت في حق المخلوق تحلل من صاحبها، ويكون ذلك بردها إليه أو بطلب المسامحة منه.
العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية مستقبلا."
فهم معني حديثه جيدا نظر له الشيخ بحب وثقه في رحمه الله عزو جل التى وسعت كل شئ
" عارف كمان أن التوبة ليها فضل ؟
قطب جبينه بنفي
" للتوبة فضائل عظيمة، تعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة منها:
محبة الله للتائب.
تزكية النفس: أي طهارة النفس وتنقيتها من الآثام والخطايا، وعدم الوقوع في المعاصي، والندم على ما كان منها.
سعة الرزق: وفي ذلك ذكر القران الكريم ما قاله النبي هود «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ»[2]
رفع البلاء عن الناس بالتوبة.
التوبة تجلب الراحة النفسية للتائب وايضا الطمأنينة."
نظر للسماء بدموع
" يالله كم أنت رحيم ؟ لكن الخطأ ليس خطأى بل خطأ ما تربيت عليه ؟
" يا ابنى لازم نعبد ربنا بحق ؟ وعلم ! اعقلها وتوكل فهمت يا أنس ."
نظر له بسعادة ، جعله الله يقع فى أحضان هذا الشيخ الجليل ، ليكون سبب في توبته وتقربه من الله ، بعلم وحق المعرفه .
...........
سطع نور الصباح دلاله علي يوم جديد للجميع منهم من سيتغير للاحسن ومنهم من يتغير للاسوء ، ولله في خلقه شؤون .
عرض الشيخ علي أنس أن يحصل له علي عمل ومسكن وبالفعل خرج معه ، أولا لشراء طعام الأفطار ، رأي التلفاز مفتوح علي قناه تذيع عن حادث أحمد السبيلى وعائلته لكن لم يعيره اهتمام ، رأي جرنال قديم عليه صورة يعرفها جيدا سحب الجريده ونظر بها رأي صورة والده وأخيه واعلي الصورة بالخط الكبير
" ملاك السبيلى الجدد !
جحظت عينه بصدمة
ونظر للشيخ بتيه
" دول اهلي ؟ دا اخويا و دا ابويا ؟!
نظر له بعدم فهم
" متأكد يا أنس ؟
نظر له بثقه
" طبعا متأكد هتوه عن أهلي ؟
" طيب يبقي خير يا ابنى هو دا اللي خلاهم باعوا كل حاجة ؟ تعالى معايا أفطر واشرب الشاى ، وروح ليهم !
نظر له بأسف
" حقك عليا يا شيخ بس فعلا أنا امى واخواتي البنات وحشني جدااا ، لازم اروح ليهم وبسرعه ."
تفهم موقفه ولهفته
" أنا موجود في اى وقت محتاجني فيه ، واخرج من جيبه بضعه من المال
" خليهم معاك موصلات أنت متعرفش الطريق خد تاكس يا ابني بدل البهدلة ."
كان سيرفض أنس عرضه ، لكنه قطعه بصرامه وحب حقيقي
" أنا زى والدك مترفض ليا طلب ، يلا يا ابني اتوكل علي الخلقك ربنا يسر لك كل عسير ، ويفتح عليك خير الفتح . "
امن أنس ورائه وتحرك بسرعه لوجهته ، ووصل بالفعل صدم من هو المنظر لكن الأهم ليس المنظر ، الأهم وما يفعله المال بعائلته ! هل سيفرقهم ؟ أن يكون سبب نجاتهم ؟
....................................
في مجموعات شركات السبيلى بعد اسبوع من الأحداث
وصل ناصر السبيلى ومن خلفه أولاده محمد وأنس ينظر لهم الجميع بإشمئزاز لديهم طراز خاص في ملابسهم ، وطريقتهم ، بينما أنس لا يعلم ما الذى يفعله الآن فوالده ينوى تصفيه جميع هذه الشركات ، وصلوا لغرفه الاجتماعات وبعدما اصطفوا وجلسوا جميعا نظر ناصر
" فين استاذ فريد ؟ هو اتصل وطلب يقابلنا النهاردة علشان نظبط التصفيه اللي اتفقنا عليها ؟
نظر له بعدم علم
" معرفش حضرتك هو بلغ أنه علي وصول ؟
جلسوا جميعا في انتظاره بينما وقف أنس شاردا ينظر من الشباك .
وقفت سيارة كبيرة أمام مبنى الشركة ترجل هو أولاً بينما فتح الباب الخلفي ومد يده خرجت هى في كامل انقاتها وزينتها ، نظرت له تارة وللمبنى تارة أخرى ، نظر لها بعينها طمئنها ودلفت معه للشركة والكل يتسأل من هذه ؟ وما عملها مع مديرهم الاستاذ فريد ؟!
وصلوا لغرفة الاجتماعات بينما كان الجميع يجلس في قلق ما عدا أنس ومازال شاردا ، دلف فريد أولا ومن خلفه هى لكن لم تظهر من بنيه الجسدية الكبيرة
" اسف عن التأخير ! بس كان لازم اجيب معايا الضيف دا ؟
خرجت من ورائه اغض ناصر ومحمد نظرهم في ثواني معدودة بينما رفعت هي حاجبها مستنكرة فعلتهم هذه
اردف فريد بهدوء
" جنة أحمد السبيلى ، بنت أحمد بيه ؟
صدم محمد وناصر ، بينما التفت هو علي إسم جنه فقط لم يسمع باقي الاسم او الصفه .
تجمدت مكانها عندما وقعت عينها عليه وجحظت عينها ولكن ما سرعان أن فاقت من اثر هذه الصدمه بينما هو لا يصدق اهى بحق ؟ كان الآن فقط يفكر كيف له أن يسافر ليصلح غلطته معها ! ليراها أمامه ؟ لكن مهلا ماذا تفعل هنا ؟ هل علمت بوجودى ؟ ام ماذا ؟
لاحظ فريد صدمة الجميع فقرر الإسم والصفه مرة اخرى بينما هو جحظت عينه واقتربت منه هى بقوة لا يعلم سببها ولا حتى هى !
مدت يدها بهدوء قاتل وغرور كبير
" واضح انهم مش هيسلموا ؟ وأنت !
نظر ليدها الممدودة تاره ولها هى تارة اخرى ، مد يده بهدوء
" أنس السبيلى ؟
ابتسمت بسخرية مريرة
" جنة السبيلى ! اهلا بيكم في مجموعة شركاتى !
جحظ محمد ونظر لها
" شركاتك ! ازاى ؟ وبعدين أنت بنته إزاى وكلهم ماتوا ؟
تولى فريد الرد بينما هى جلست مكانها ، علي رأس الطاولة
" جنه هانم تبقي بنت أحمد بيه طول عمرها عايشة في لندن ، لسه راجعه من سنتين بس مصر !
نظر له محمد بعدم فهم
" ايوة برضه ازاى ؟
" ببساطه كنت بنته ، بس كان خايف يعلن دا ، ففضلت في لندن ، لغاية ما قرر يعلن عنى ورجعت ، بس الظروف الي حصلت وبعدها الحادثه أجلوا دا ، بس حسن حظى كان في وصيه مع استاذ فريد وشهادة ميلاد وبطاقه شخصية تثبت أنا مين ؟
كان رد جنه عليهم مثل الصاعقه ، بينما هو شاردا فيما مروا فيه ؟
محمد لفريد بغضب
" وضعنا حاليا إيه ؟
رفعت حاجبها
" وضعكم ! ولا أى حاجة لأن بإختصار أنا المالكه لكل دا ؟ ما عدا الثمن ودا برضه كان في وصيه بابا ، لو فقوتوا من الصدمة نشتغل ؟ ام لو لسه ممكن تروحوا وبليل نتقابل ونتكلم ؟
نظر لها انس
" بليل ؟
أكد فريد حديثها
" ايوة جنه هانم شنطها وبنتها سبقوا علي القصر ؟
شعر أن قدمه خانته ، ابنتها لديها ابنه ! كم عمرها ؟ وما اسمها ؟ والسؤال الأهم هل هى ابنتى ؟ ام ابنه رجل اخر ؟!
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق