اسكريبت ( لُطف )
ناهد_خالد
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
-يا آنسه لطيفه أنا مش عاوز أسمع أصلاً ! ,بقالي ساعه بسمع قصه مليش علاقه بيها لو سمحتِ شوفيلي الورق يلا .
-لُطف .. اسمي لُطف أيه لطيفه دي أنت هتهزر معايا ؟
رفع حاجبيهِ بدهشه مُشيرًا لنفسه وهو يقول :
-أنا ! أنا الي ههزر برضو !
أشاحت بيدها بلامباله وأكملت بإمتعاض :
-معرفش أنت مستعجل ليه ! على فكره الإستعجال في الحياه مش كويس وهيخسرك كتير .
-ماشي أنا عاوز أخسر .. ممكن الورق ؟
التقطت هاتفها من فوق المكتب وهي تقول :
-هطلب فطار أطلبلك معايا ؟
نظر لها بعدم تصديق وهو يضرب كفًا بالآخر متراجعًا في مقعده باستسلام يبدو أنها لن تتركه قبل أن تصيبه بالشلل !
--------
-ايه يابني كل ده كنت فين ؟
قالها زميله بالمكتب بعدما عاد أخيرًا واستطاع الخلاص منها , زفر أنفاسه بضيق وهو يقول :
-البنت الي في الأرشيف دي هتشلني.. دي مش ممكنه .
ضحك بشده وهو يقول :
-لُطف ! دي حكايه , عندها طاقه رهيبه في الكلام , معلش يا زين قدرك جه معاها عشان تخلصلك شغلك .
رفع حاجبه باستهجان متسائلاً :
-هي كده مع الكل ؟
أومئ له زميله " طارق" وهو يقول :
-هي بنت مرحه واجتماعيه .. بس زياده حبتين .
نفى برأسه معقبًا :
-حبتين ! قول تلاته ... أربعه , دي مش ممكنه .
هز رأسه بيأس وهو يتذكر كيف قضى ساعتان كاملتان عندها كي يحصل على الأوراق التي يريدها .
------ ( بقلم ناهد خالد )------
-يا لُطف يا حبيبتي كده غلط , طريقتك دي هتخلي الناس تفهمك غلط .
قالتها " سهام " صديقتها في العمل , فردت عليها بضيق :
-يا سهام أنا بتعامل عادي والله , يعني أنتِ عارفه أني طول الوقت قاعده لوحدي من بعد وفاة ماما ومبتكلمش مع حد خالص وحتى مليش أصحاب فبطلع طاقتي المكبوته في الكلام معاهم .
-أنتِ بتتعاملي عادي بس مش الكل هيفهم ده خصوصًا إن معظم زمايلنا رجاله , وكمان الي قولتيه ده محدش هيقتنع بيه ومش سبب كافي لكلامك الزياده معاهم .
-سهام أنتِ عارفه أني مبتكلمش زياده ولا حاجه كل الحكايه أني وأنا بدور على ورقه لحد في الأرشيف ممكن نفتح كلام في موضوع معين ونتكلم عادي كزمايل في الشغل , والموضوع كله بيخلص أول ما بلاقيله ورقه .
قالت " سهام " بهدوء :
-طب وزين ؟
توترت ملامحها وازدردت ريقها بارتباك :
-ماله زين ؟
-اهو زين ده بقى أنتِ أوفر معاه بجد , يعني ايه تقعديه قدامك ساعتين عشان ياخد ورقه لا وتفضلي تفتحي مواضيع ملهاش لازمه ومتدوريش على الورق غير لما صبره نفذ منك !
فركت كفيها بتوتر وقالت بصدق :
-ما أنتِ عارفه أني بحبه يا سهام , ودي أول مره ييجي مكتبي بعد ما اتنقل من مكانه الأولاني وبقى يحتاجني في شغله .
-وده الي بتكلم عليه , الفتره الجايه هيجيلك كتير , كل مره هتقعديه قدامك نص يوم ! ثم هو يفكر فيكِ ازاي دلوقتي , لما أول مره يتكلم معاكِ وتفضلي ترغي معاه كده ؟
ردت بحزن :
-أنا عارفه أني زودتها معاه , بس ... مش عارفه أقولهالك ازاي أنا حقيقي مكنتش عاوزاه يقوم , كنت حاسه أني بحلم وهو مش قدامي وبكلمه , أنا بقالي 3 سنين بشوفه من بعيد مفيش مره اتكلمنا ولا حتى بصلي .
-يا لُطف أنا خايفه عليكِ مش عاوزه حد يفهمك غلط , حاولي تقللي تعاملك مع الناس وخصوصًا زين عشان مياخدش عنك مفهوم غلط .
أومأت برأسها بإقتناع تام وقالت :
-أنتِ صح ... أنا هقلل الكلام معاه خالص لأحسن ياخد عني فكره وحشه .
قالت " سهام " بارتياح :
-جدعه , هو ده الصح .
-------------
-بس بقى ومسكوا في خناق بعض ووقفوا الطريق .... كان يوم غريب .
كان يضع كفه على وجنته مستندًا بكوعه على المكتب وهو يستمع لحديثها عن مشاجره ما حدثت أثناء قدومها للعمل وهو يومئ لها برأسه من حين لآخر حتى انتهت فتنهد بسعاده وهو يقول بلهفه :
-عدت على خير ... الورق بقى ممكن ؟
أومأت له وهي تبحث له في الأرشيف عن الورق الذي يريده لكن تذكرت شئ ما فالتفتت له تسأله :
-أنت هتروح فرح محمد ونوره زمايلنا يا زين ؟
نفى برأسه يقول :
-لأ , مش فاضي يومها , أصلاً اتفاجأت أنهم هيتجوزوا مكنتش أعرف أنهم مخطوبين .
تركت ما بيدها وهي تلتف له بإهتمام وتقول :
-أنت متعرفش قصتهم ؟
نفى برأسه يقول :
-قصة أيه ؟
رفعت حاجبيها تفاعلاً مع حديثها وقالت :
-دي قصتهم عجيبه استنى هحكيهالك .
مسح وجهه بكف يده وهو يُغمغم بحسره :
-أنا الي جبته لنفسي .
-------
-يابنتي أنتِ معندكيش دم ! ده الي اتفقنا عليه ؟
قالتها " سهام " وهي تلتف حول المكتب محاوله إمساك " لطُف " التي تحاول الفرار منها ..
-يا سهام هو الي سألني على قصتهم مش أنا الي حكيت من نفسي .
-ياشيخه ! على أساس إني مش عرفاكِ صح ؟
جلست على الكرسي وهي تقول بتنهيده :
-أنا تعبت منك يا لُطف أنتِ مفيش فايده فيكِ , طبيعتك وإندفاعك ده مش هيتغير .
ردت " لُطف " بحزن :
-أنا مش مندفعه , أنا بتعامل معاه هو بس بزياده , وأنتِ عارفه ليه .
هزت " سهام " رأسها بيأس وقالت :
-وطريقتك دي هتخليكِ تخسريه مش العكس .
--------
مرت أيام والوضع كما هو عليه يبدو أن " سهام " كانت مُحقه ولا فائده معها مهما تحدثت حول الأمر " لُطف " ستبقى كما هي لن تتغير ..
-اتفضل الورق جهز .
قالتها بابتسامه بعدما أنهت الحديث معه كالعاده فبادلها الإبتسام بهدوء فقد أعتاد على طريقتها ولم يعد صبره ينفذ كالعاده , أخذ منها الورق واتجه لمكتبه تزامنًا مع دخول " سهام " التي قالت ما إن خرج :
-رغيتوا ساعه ولا اتنين النهارده ؟
نظرت لها بابتسامه وهي تقول بمرح :
-مبعدش يا جيمي ..
زفرت " سهام " بضيق وقالت :
-أتمنى أستاذ زين ميكونش زهق منك ومن رغيك .
-لا مزهقش .
-ياسلام ! وهو لو زهق هيقولك ؟
هزت رأسها بضيق وهي تقول :
-سهام أنتِ بجد كتلة نكد , دورك في الحياه تنكدي عليا .
-الحق عليا أنا غلطانه يا ستي أصلاً الكلام مفيش منه فايده .
أشاحت بنظرها عنها فوقع بصرها على هاتفه فقد تركه فوق مكتبها ..
-ايه ده نسي موبايله ... سهام خلي بالك من المكتب هروح أدهوله وأرجع .
-متتأخريش .
قالتها " سهام " قبل أن تخرج فأومأت لها موافقه ..
-------
-فلت منها أخيرًا ؟
قالها زميله " مصطفى" بمرح وهو يدلف الغرفه حين وقع بصره على " زين " جالسًا فوق مكتبه وكان هذا تزامنًا مع وصولها وكادت تدلف للمكتب لكنها توقفت حين استمعت لمصطفى يُكمل :
-لُطف دي تصدع بلد .. الحمد لله أني مبقاش ليا شغل معاها .
أحست برعشه تسير في جسدها من وقع كلماته عليها لا تتخيل أنه سعيد لأنه لم يعد يعمل معها ! رغم أنها لم تكن تتحدث معه كثيرًا كانت مجرد مواضيع عابره أثناء بحثها له عما يريد !
تنهد " زين " وهو يقول :
-أنا حقيقي مش عارف أحلل شخصيتها , بس الأكيد أنها غلط , مفيش بنت تتكلم بالطلاقه دي مع أي حد يقعد معاها حتى لو أول مره تشوفه ! الحقيقه أني أول مره اتكلمت معاها خدت عنها إنطباع سئ جدًا وقلت أنها من البنات الي بتحب تعمل علاقات مع الشباب وكده وتصاحب ده وده , بس أوقات بحس إن الموضوع مش كده وإنها طبيعيه زياده عن اللزوم .
رد " طارق" بهدوء:
- هي اجتماعيه زياده ياجماعه في ناس كده.. عادي يعني اكيد يا زين متقصدش تصاحب ولا الكلام ده وزي ما قلت طبيعتها كده.
رد " مصطفى" نافيًا :
-طبيعية ايه يا طارق مفيش حاجه اسمها كده , كل واحده بتعمل حاجه هي عارفه هي بتعمل ايه وعاوزه توصل لفين , والله أعلم بالنوايا بقى , ربنا يهديها .
ارتد جسدها للخلف بصدمه وهي تستمع لحديثهم القاسي عنها هل أصبحت موضع الحديث بينهم الآن وكلاً منهم يحلل شخصيتها؟ , كيف يروها هكذا؟ , وكيف لم تلاحظ نظراتهم لها أم أنهم أجادوا التصنع ! , لا تعلم لكن كل ما تعلمه الآن .. أن سهام كانت على حق ! والجميع قد أخذ فكره سيئه عنها .......
يتبع
ده اسكريبت قصير ان شاء الله يعجبكم♥️هنكمل بكره لو لاقيت تفاعل كويس ♥️
تعليقات
إرسال تعليق