
حلقة_خاصة_ج١
حكايتي_مع_الأسد
الحـــورية
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
يجلس مع رؤساء جميع شركات الجوهري بعد ما حدث الفترة الأخيرة من تدهور للشركة بسبب تسريب أهم صفقة للشركة، لم يتهاون فيما حدث و من تسبب في ذلك نال جزاءه، و ها هو اليوم يجتمع بالكل بعدما عاد اسم الجوهري مرة أخرى بفضل الجميع بإذن الله ... تكاتف الجميع و تعاون من أجل أن تقف الشركات مرة أخرى و قد حدث بالفعل و حصلت مجموعة الجوهري على مشروع كبير ستقوم بتنفيذه .
لأول مرة يضع هاتفه على الصامت ولا يقوم بإغلاقه ككل مرة، منذ بداية الإجتماع و هاتفه يضيء يعلن عن اتصال من زوجته، حاول تجاهله أكثر من مرة و لكنها تصر و تعيد الإتصال مرة أخرى، أخيرا قرر أن يرد التأكيد شيء ضروري يجعلها تتصل كل هذه المرات رغم علمها بهذا الإجتماع الهام.
استأذن من الجالسين و هو يلتقط الهاتف من على الطاولة:_
_بعتذر منكم، بس لازم ارد.
ما أن وضع الهاتف على أذنه هبا واقفا و تشنجات ملامح وجهها، وهتف بحدة متسائلا:_
_أهدي و بطلي عياط عشان أفهم.
تخلى كل أولاد أعمامه عن مقاعدهم و التفوا حوله لمعرفة ماذا حدث.
أما هو ما أن استمع إلى ما حدث هتف بها صارخا وهو يجري إلى الخارج و الجميع خلفه:_
_يعني أية مش لاقيهـــــــا؟؟ أنتي نايمة على نفســـــك......
هرول الجميع خلفه تاركين الإجتماع دون أى كلمة، فقط طلب أسد من السكرتيرة أن تعتذر منهم و تنهى الإجتماع، ثم لحق بابن عمه بسرعة متجها إلى الدرج كي يلحق به قبل أن يذهب إلى أى مكان، و قبل أن يركب سيارته قبض على يده بقوة متسائلا بحدة:_
_ ممكن نفهم في أية ؟؟ و بتجري ليه كدة واحنا مش فاهمين حاجة بنجري مع سيادتك بس.
حل معصمه من قبضه ابن عمه قائلا بعصبية و هو يحتل مقعد القيادة:_
_عيون في النادي و حياة ضاعت منها، ممكن امشي بقى.
قالها بعصبية وهو يبعد أسد و يغلق باب السيارة بقوة كادت تحطمه، و في أقل من ثانية كان أسد يحتل المقعد الجانبي له منطلقين بسرعة كبيرة إلى النادي و الباقي خلفهم.
في النادي...
أخذت مكة و تاج الأولاد إلى سيارة الأخيرة و جلسوا بها، بينما عيون و تمارا و جنة كل منهم ذهبت إلى اتجه تبحث عن "حياة"، الجميع في حالة من الهلع و الخوف الشديد، حياة لم تكن طفلة مشاغبة، و لا تحب أن تترك والدتها ، أو التواجد مع أشخاص لا تعرفهم، كيف اختفت بهذه الطريقة، و لا يدرون أنها سارت خلف لعبتها المفضلة، بعدما وجدتها بيد ولد صغير يسير بجانب والده، بينما والدتها كانت منشغلة بهاتفها اللعين الذي استحوذ على معظم وقتها، قررت أن تترك شغلها فترة و تتفرغ لأولادها بعدما رزقها الله بـ فجر و حياة .. و بدلا من أن تهتم بهم، نال منها الهاتف و مواقع التواصل الإجتماعي.. تلك البرامج المزيفة الخادعة التى تسرق الوقت و العقول و لا نشعر إلا بعد فوات الأوان، نفيق على صفعة قوية ربما لا نعود بعدها مرة أخرى كما كنا.
حلقة_خاصة_ج١
حكايتي_مع_الأسد
الحـــورية
كانت تبحث عنها و هي تسير بصعوبة من كثرة الدموع بعينيها، الندم يأكلها على ما اقترفته بحق ابنتها و عائلتها كلها، و الأصعب هو ما ينتظرها من زوجها .. لا يهم، لا يهم الآن ألا أن تجدها و بعدها يحدث ما يحدث، أخطأت و لابد أن تنال ما تستحق.
كانت تمارا تسأل كل مَنْ يمر أمامها و تريهم صورتها على الهاتف مع وصف ملابس الفتاة، إلى أن تعرف عليها أحد المارة و أخبرها قائلا:_
_كان في واحد شايل البنت و داخل بيها العيادة بتاعت النادي ...
لم تنتظر إلى أن ينهي حديثة و اتجهت مهرولة إلى العيادة و عقلها يتساءل، من هذا الشخص و لماذا أخذها إلى العيادة؟ من إعطاءه الحق من الأساس أن يتحرك بالفتاة دون أخبرهم..
ما أن دخلت العيادة سألت فتاة الإستقبال:_
_في بنت صغيرة جاءت مع واحد، لابسة فستان أبيض ؟
أجابت الفتاة بهدوء :_
_أهدي، أيوة رجلها مجروحة و مع الدكتور بيغير على الجرح.
حاولت الفتاة أن تطمئنها وهي تنظر إلى واحدة من الغرفات الثلاثة الموجودة، و لكنها لم تهدأ بل هلعت من فكرة أنها مجروحة، تركت الفتاة قبل أن تتكلم و اقتحمت الغرفة دون استأذن، لتجد ابنه أخيها تبكي و يجلس بجانبها رجل عريض يحاول تهدئتها و يمنعها من رؤية ما يفعلها الطبيب، بجانبه ولد صغير و لكنه يكبر الفتاة، "حياة" تبكي برقة كعادتها و صوت منخفض..
ما أن فتحت تمارا الباب و رأت هذا المنظر تخطت الجميع حتى الذي كاد يتوقف قلبها من رؤيته، و اتجهت إلى حياة تأخذها بين أحضانها، تقبل وجهها بكل انش به، تطمئن البنت و تطمئن نفسها معها انها بخير.
بعد ثواني قليل انتبهت تمارا على صوت الطبيب قائلا:_
_هي بخير الحمد لله و مفيش داعي للقلق دا كله، بابها كان معها ...
قاطعته بحدة عدائية و هي تنظر إلى هذا الشخص الذي يقف مكانه كالتمثال منذ أن رأها:_
_مش بابها، و لا نعرفه أصلا، و شكرا لحضرتك..
التفتت إلى الفتاة مرة أخرى، قامت بحملها برفق، و بطريقها إلى الخارج توقفت أمامه رغم شعور الخوف الذي ينهش بها من الداخل قائلة بنبرة مرتبكة:_
_إيـ..اك، إياك تقرب منها مرة تانية.
ألقت هذه الكلمات بوجهه و انصرفت سريعا من أمامه، آخر ما كانت تتوقعه هي مقابلته مرة أخرى، و الأسوأ أن ابنته اخيها معه، هل كانت صدفة؟ أم أنه يعرف من تكون و متعمدا أن يأخذها ؟؟؟؟؟... و لكن ذهوله و صمته يعني أنه هو الآخر تفاجئ بها...
ابتعدت عن العيادة قليلا و توقفت تلتقت أنفاسها، قلبها يكاد يتوقف من شدة و قوة ضربته المتلاحقة، آخر ما كان يخطر ببالها هو رؤيته مرة أخرى، لن و لم تنسى ما فعله معها آخر مرة جمعتهما معا.. مجرد رؤيته جعلتها تموت رعبا من التواجد معه، و لو كان معهما العالم كله.
أخيرا استطاعت السيطرة على نفسها لتنظر إلى حياة و تسألها بهدوء :_
_عمو اللي جوه هو اللي جرحك؟ و لا إية اللي حصل و ليه مشيتي مننا ؟؟؟.
بالجانب الآخر داخل العيادة فاق من ذهوله على نبرة صوتها الحادة رغم خوفها الواضح منه، لهذا الدرجة أصبح مصدر خوف لها .. شكر الطبيب و أمسك بيد ابنه متجها إلى الخارج كي يلحق بها، وقبل أن يصل إليها اخرج هاتفه وقام بإعطائه لابنه قائلا و هو يشير إلى مكان مخصص للجلوس :_
_خد العب زي ما تحب و أنا هتكلم مع طنط و اجيلك على طول.
حلقة_خاصة_ج١
حكايتي_مع_الأسد
الحـــورية
فعل الطفل ما طلبه منه والده أما هو اقترب منها ليجدها تسأل ابنتها هذا السؤال الأحمق، هل أصبح سيء لدرجة أن تشك أنه قام بخطف فتاة صغيرة لأنها فقط تقربها..
ارتجف جسدها رعبا متراجعة للخلف بعدما استمعت إلى سؤاله رغم نبرته المنهزومة:_
_للدرجة دي؟!.. هو أنا بقيت حــ...قير في عينك أوى كدة؟ .. متخيلة إني ممكن اخطف طفلة...
قاطعته بحدة وشفاتها ترتجف بوضوح:_
_أيــوة، بعد اللي عملته معايا اتوقع منك كل حاجة.
ثم أكملت بعصبية :_
_وبعدين أنت أساسا مش في بالي عشان أفكر فيك.
مرت السنوات و كل منهما بدأ حياة جديدة رغم ما بداخله، و لكنه لم يسامح نفسه لحظة واحدة على ما فعله بحقها، ما أصعب أن يكون الحبيب هو العدو! .. ما أصعب الكارهية بعد المحبة! ..
ها هي حبيبته الأولى و الأخيرة تقف أمامه خائقة، ترتجف رعبا رغم تظاهرها أنها طبيعية، كل خطوة بحياته الحالية تجعله يكره نفسه أضعاف مضاعفة بسبب ما اقترفه من مصائب..
أخذ نفسًا طويلا كاد يودي بحياته لولا أنه أخرجه بألم متنهدا بحسرة:_
_أنا آسف على كل اللي عملته بحقك يا "تمارا"، و اقسملك بالله إني ما اعرف أنها بنتك، هي كانت مجروحة على الأرض و أنا اخدتها على العيادة من غير ما اعرف هي مين.
_مش هتفرق كتير.
قالتها تمارا بعدم اهتمام، و استدارت لترحل و قبل تتحرك خطوة واحدة، مد يده يضعها على كتفها يمنعها من التحرك، ما أن شعرت بيده على جسدها فزعت بقوة وهي تستدير تنظر له مرة أخرى صارخة بوجهه:_
_إياك تلمسني تانــــي.
رفع يديه الاثنين بخوف من صوتها و الفزع يشكل ملامحه، لم يقصد افزعها بهذا الشكل، يبدو أن ما فعله قديما دون وعي، يعي نتائجه الآن..
هتف بضعف و ندم حقيقي:_
_أنا آسف ، طالب منك تسامحني قبل ما تمشي، بس محتاج اسمعها منك.
وقبل أن تجيبه رأت أخيها و زوجها يأتون نحوهما..
تفتكروا أية اللي هيحصل لما أسد يشوف آسر ؟؟؟
واخيرا اتمنى قراءة ممتعة