هايدي_إبراهيم
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
- صاحب محل الورد بيعاكسك؟!
هزيت راسي بأيوة فأبتسم بابا وقالي:
- لا دا إحنا نشوف حل معاه.
مسك أيدي ولبسني شنطة المدرسة وقالي:
- تعالي
أبتسمت وأنا ماسكة أيده وماشية معاه لحد ما وصلت لمحل الورد، نده بابا عليه طلع الرجل الوسيم زي ما بقول عليه، عمو في سن بابا بس هو وسيم ولمَا طلع بابا سلم عليه بأحضان وترحيب!!
- أهلًا أهلًا يا محمد عاش من شافك يا صاحبي
حضنه بقوة وقاله:
- ليك واحشة يا عادل بالله.
- مش معقول دى بنتك؟
- أيوة هي، أنتَ بقا صاحب محل الورد اللي بتعاكسها
بقهقهه وضحكة عالية:
- أنتَ عارف يا محمد عمري ما أشوف الجمال وأسيبه.
عقد حواجبه وهو بينزل لمستوايا وبيقول:
- شبه نهال أمك الله يرحمها، تاخدي وردة يا وردة؟
ضحمت بكسوف وأنا ماسكة هدوم بابا من تحت ومستخبية وراه، فجأة دخل علينا ولد تقريبا أكبر مني لأنه أطول مني شوية وقال:
- أنا كل ما أجي ألاقيك بتعطي ناس غريبة ورد!!
قربت منه بصيت في عيونه جامد وصرخت:
- هو دا الولد اللي شد شعري في الباص
- محصلش
- لا حصل أنتَ كداب، أنتٕ عارف الكداب بيروح فين؟!
بإبتسامة ثقة - عارف وأنا مش كداب لأن شعرك شبك في زرار القميص، أعمل أي أنتِ شعرك منكوش بقا.
وفجاة تلقائي أيدي جات على شعري وقولت:
- بابا أنا شعري منكوش؟
- لا يا حبيبتي هو زياد كده بيحب يهزر.
وفجأة جري زياد على بابا وحضنه وقاله:
- مش بتيجي ليه يا عمو محمد؟!
قاله:
- والله لولا الشغل هتلاقيني أنا وسديم هنا كل شوية
- لا أنا عايزك أنتَ مش عايز البتاعة دى.
ابتسم وقال:
- على فكرة سديم طيوبة ومتأكد لو عرفتها هتحبها
وفي نفس الوقت أنا وهو قولنا:
- مستحيل..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابتسمت وأنا ماسكة أيد بابا وبخطو أول خطواتي برا الأوضة، وذكريات الطفولة بتتردد قدامي بإبتسامة صافية.
- هو أصلا مش بيعرف يذاكر لنفسه علشان يذاكرلي؟!
- يا سديم زياد بيطلع من الأوائل زيك وأكيد هيعرف ولو معرفش أسألوا أنتم الأتنين الميس بتاعتكم
- يووو.
قربت خطوتين من المحل وأنا باخد نفس، أخر مرة قولت مش هسأله في حاجه بس بابا!!
دخلت للمحل وأنا ببتسم:
- إزيك يا عمو عادل؟
- إزيك يا سديم عامله أي؟
- الحمدلله، زياد موجود يا ترى؟
طلع وهو بيمسح ءيده وبيقول:
- أي جابك عندنا؟
- أنا ماشية
- استني استني.
ابتسم وهو شاددني من الشنطة وبيقول:
- بهزر
اتنهدت وقولتله:
- في مسألة واقفة معايا.
قعدنا على الترابيزة وجاب حاجته وأقلامه أخدت قلم زي عادتي وربطت بيه شعري وقولتله:
- ها؟
- هحلها بس بشرط
- أي هو؟
- تعزميني على آيس كريم
- موافقه.
وبالفعل حلها ونزلنا اشترينا أيس كريم واتمشينا علي البحر، أطفال؟
- أطفال..
اتنهدت وأنا ماسكة الطرحة وبدي بوكيه الورد لصحبتي وبظبط وقفتي، بصيت لبابا اللي عطاني نظرة ثقة ونزلت بالكوتش الأبيض أبو دانتيل خطوة خطوة، والزكريات بتظهر قدامي
- حلو الحجاب عليا صح؟
- حلو جدا
- طول عمري حلوة
- فعلًا
- بتقول ايه؟
- ولا حاجه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
- على فكره أنا مبقتش صغيره
- أنا قولت إني مش موصلك يعني مش موصلك، حفلة ميلاد أي اللي تخلص 12 بليل؟
- أنتَ مالك؟!
- أبوكي قالك أي لما سألتيه؟
أخدت نفس وقولت:
- لا، بس أنا اقنعته إنك هتوصلني
- وأنتِ فكرك هوافق
- يوو مش رايحة
- يكون أحسن.
كانت دايما الخناقات مبتفارقناش توم وجيري، مش بنبطل أبدًا لكن الحلو إن مع كل خناقة كان بيصالحني بشكل مختلف.
- أنا عارف إنك مش طايقاني بس نحط الكلام دا على جنب وأقولك إن أنا جبت كتاب زُمردة اللي بتحبيه
- أحلف؟
- وعندي مفاجأة تانية.
وقفت مكاني وابتسمت وقولتله:
- أي هي؟
- في حفل توقيع للكاتبة قريب من هنا في ساقية الصاوي هنروحه.
- وه وه أنا كُنت متخانقة معاك ليه أصلا؟
أخدت نفس وأنا واقفة قدامه بطلته بالبدلة السودا وبعيونه العسلي وكسر الغمازة اللي في وشه، حطيت أيدي في ايده وأنا على اسمه، مراته..
أفتكرت اخر حاجة حصلت لما كان جايلي عريس
- مش موافق
ضحكة بابا عِلت وقال:
- زياد يا إبني دا جاي لسديم مش ليك!!
-آه بس أنا مش موافق
- ودا من أي بقا؟
- ما مش معقول يا عمي يكون عندك عريس جاهز وشيك وحليوة زيي لا وكمان ابن صاحبك وتديها لحد تاني
شهقت من الصدمه وبصتله فأبتسم بخبث وقال:
- ولا أي!!
ابتسم والده وهو بيقول:
- احنا كنا جايين نتكلم معاك في الموضوع ده يا محمد، زياد طالب أيد سديم على سنة الله ورسوله.
ضحكت وأنا برجع من زاكرتي على لمسة كفوف أيدي في أيده واحنا بنرقص
( وصحيت وياك على يوم عيدي، حضنك قلبي ولمسك أيدي.. ")
