أخر الاخبار

الشيطان العاشق الجزءالاول حتى الجزء الحادي عشر والاخير بقلم مني الفولي كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 


الشيطان العاشق

الجزءالاول حتى الجزء الحادي عشر والاخير 

بقلم مني الفولي

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


الحب هو الشئ الذي حير العالم وغير الكون ولكن هل يمكن للحب ان يغير الشيطان ولا اقصد شيطان الجن بل شيطان الانس وهو اشد وافظع من شيطان الجن فماذا يحدث اذا عشق الشيطان هل يدمر ام يحقق الاماني هل يكن امن وامان ام يكن نار ودمار فبطلنامن شياطين الانس كل من حوله يخشي اذاه, يتلاعب بالجميع لمصالحه الشخصية, حني تقع هي اسيرة لاحدي مكائده, لينقلب السحر علي الساحر ويصبح اسير هواها, فهل سيظل كما هو شيطان ام ان هواها سيصلح ما افسدته السنين , انتظروني مع الشيطان العاشق

الشيطان العاشق

الجزء الأول 

فى أحدى الشقق الفاخرة بحىي راقي يدخل مازن للغرفة ليجد يوسف مازال نائما. 

ـ فيصيح به: يوسف, يا يوسف أصحى يا أخي.

ـ يوسف بنعاس: بس بقى يا مازن, ده احنا لسه نايمين. 

ـ مازن بحدة: الشغل ملوش دعوة بده, بدل مش قد الشرب بتقل ليه. 

ـ يوسف بضيق: أنت اللى دماغك مصفحة, أنا اللى غلطان عشان قولت لك تبات معي, روح أنت وأنا هاصحى واجى.

ـ مازن بسخرية: أه مانا عارف.

وخرج من الغرفة وأغلق بابها وراءه بحدة.

*************************

فى الشركة 

مازن مستغرق بالعمل ليدخل عليه يوسف صائحا: الحقني يامازن, الحقنييييي.

ـ مازن بعصبية: أنت يابيه هو ده اللى جاى ورايا, أنا قربت أروح, وكمان جاي تهزر.

ـ يوسف بلهفة: لا مش بهزر, بجد لازم تلاحقني, أنا اتهزأت.

ـ مازن باستنكار: اتهزأت!

ـ يوسف: تصدق أنا اتهزأ ومن بنت, لو الشلة عرفت أن فلانتينو اتهزأ هيبقى موقفي ايه.

ـ مازن: اه قول كده, مش قولنا الكلام ده ممنوع فى الشركة. 

ـ يوسف باعتراض: لا ماهى مش شغاله عندنا, هي صحيح كانت خارجة من الشركة, بس أنا متأكد أن دى أول مرة أشوفها, وكمان مظاهرها مش عميلة [باعجاب] لبسها بسيط ومحتشم, بس مزة.

ـ مازن بتعجب: وأنت كان ناقصك مزز عشان تبص للىي بتقول عليها دي.

ـ يوسف بعبث: لا ما انا لقيتها قدامى أقولت أروش على السريع, بس فوجئت أنى اتهزأت [بحيرة] الغريب بقى أنها لا علت صوتها, ولا خرجت لفظ خارج [بغيظ] تقدر تقول قصفت جبهتي بمنتهى الهدوء وهى بتتكلم عن الأخلاق وأشباه الرجال [بغضب] ولا نظرات الأحتقار اللى كانت بتبصلى بها، هموت يا مازن لو ما أخدتش حقى.

ـ مازن: طيب مقلتيش ليه أنك صاحب الشركة، وهي اللى كانت سبيلت لك.

ـ يوسف ضاحكا: قلت لها وعملت نفسى كنت باكلمها عشان لو محتاجة خدمة من المكان، وناديت واحد من الأمن اترسم عليه قدامها عشان تتأكد، بصت لى بمنتهى الاشمئزاز وقالت { لكل داء دواء الا الحماقة أعيت من يداويها } ووقفت ميكروباص وركبته بكبرياء ولا كأنه ليموزين.

ـ مازن ببرود: المطلوب.

ـ يوسف بلهفة: تعرف لي دي مين وسيب الباقي عليا.

ـ مازن بسخرية: يعنى أنزل أسأل الأمن بتاع الشركة، اللى هزأت يوسف بيه قدامك دي تطلع مين. 

ـ يوسف بلوم: يعني عايز تفهمنى أن حاجة زي دي الشيطان هيغلب فيها، يعني ان مكنتش صاحبك وشريكك.

ـ مازن بجدية: دماغ الشيطان للبزنيس، وأظن النتايج بتوصلك وأنت نايم أو بتجري ورا المزز، انما الهبل ده تخصصك أنت يا فلانتينو. 

ـ يوسف بضيق: ماهو دماغ فلانتينو تشتغل لما أعرف أجيبها، انما يعني هارسم على الهوا [مستعطفا] ومش هيجيبها الا دماغ الشيطان. 

ليومأ مازن برأسه نافيا. 

ـ يوسف باستسلام: أوك، بيزنس اذ بيزنس، عايز ملف كامل عنها وأنا تحت أمرك.

ـ مازن بخبث: عشرة فى الماية زيادة عنك في أرباح المناقصة اللى كسبنها النهارده.

ـ يوسف صائحا: كتير. 

ـ مازن هازئا: هو فعلا الأربعين فى الماية كتير عليك بما أنى أنا اللى قمت بالمناقصة كلها بس أنا مسامح.

ـ يوسف مغتاظا: اتفقنا.

ـ مازن ببرود: أتفقنا.

فتح حاسوبه ليتطلع لشاشته المتصلة بكاميرات المراقبة ليوقفها على صورة لفتاة غير واضحة الملامح ولكنها ترتدى ملابس محتشمة وبسيطة ولكن أنيقة بنفس الوقت، ليدير الجهاز لمواجهة يوسف.

ـ مازن: هي دي؟

ـ يوسف بلهفة: ايوه هى.

يعيد تشغيل التسجيل حتى يجد الفتاة تدلف لأحد المكاتب وتتحدث لدقائق لاحد الموظفين، ثم تنصرف بعد ايصاله لها لباب مكتبه، يغلق حاسوبه ويتصل بالسكرتيرة ليقول بهدوء : ابعتى لى المحاسب اللى اسمه ماجد عبد الله. 

ـ يوسف: هتسأله عليها؟

ـ مازن هازئا: أه هاقول له عرفنا على حبيبتك عشان فلانتينو قرر يتسلى شوية.

ـ يوسف بحدة: وأنت عرفت أنها حبيبته منين، مش يمكن أخته.

ـ مازن هازئا: عمرك شوفت واحد بيوصل أخته ويفضل باصص عليها وعلى المكان اللى مشيته منه لفترة حتى بعد ما تختفى من قدامه.

ـ يوسف بحنق : لا.

يدق الباب ليقطع حديثهم ليأمر مازن الطارق بالدخول، ليدخل شاب مرتبك قائلا: السلام عليكم، تحت أمر حضرتك يا مازن بيه. 

ـ مازن بحدة: بيه أيه بقى، لما فى يوم واحد يجيلك أربع زيارات شخصية، تبقي أنت اللى بيه، وحولت الشركة لكوفى شوب لك ولأصحابك.

ـ ماجد بارتباك: أربعة أزاي يا فندم، أنا فعلا النهارده جاتنى زيارة شخصية بس هى واحدة بس و ماخدتش أكتر من عشر دقايق، وكمان دى أول مرة تحصل من فترة طويلة.

ـ مازن بحدة: يعنى الأمن هيتبلى عليك، مكتوب فى كشف الزيارات اهو ثلاث رجال وسيدة زيارات خاصة للمحاسب ماجد عبد الله.

ـ ماجد بتوتر: هو فعلا خطيبتى جات زارتنى النهارده لأول مرة وبسبب قهرى والله، لأن النهارده لازم نروح نتعاقد على الشقة والا الحجز هيضيع علينا، بس مجنيش أى زيارة غيرها، ممكن حد من العملا الأمن سأله طالع لمين قاله أنه طالع لى وهو أفتكر أنها زيارات شخصية.

ـ مازن بتهديد: انا هاصدقك المرة دى، بس أى ملاحظات تانى عنك مش هتكون بمصلحتك، ومشاكلك الشخصية دى تحلها بعيد عن الشركة، أتفضل على شغلك.

شكره ماجد وخرج مسرعا وهو يحمد الله على لطفه به فمقابلة الشيطان الذى يرتجف رؤسائه لذكر أسمه ليس بالأمر السهل خاصة وهو غاضب.

ـ يوسف ضاحكا بشماته: ده أنت رعبته، بس يستاهل عشان يخطب الصاروخ دى [بعبث وهو يغمز لمازن بعينيه] لا وجايب شقة بالحجز دى تستاهل قصر.

ـ مازن بتأفف: طيب ياريت بقى على شغلك، عشان أنا كمان أشوف شغلى وملفها يبقى عندك بأقرب وقت.

ليلتقط هاتفه بعد خروجه محدثا أحد مساعديه: محسن فى محاسب أسمه ماجد عبد الله عندنا هنا عايز ملف كامل عنه وعن خطيبته، وخصوصا خطيبته، هما غالبا هيتقابلوا النهارده، عايزك زى ظله من أول ما يخرج من الشركة، وكمان هما هيركبوا ميكروباص حد يركب معهم وكل اللى هيتقال يجينى.

******************************

أمام احدى الشركات الهندسية

يقف ماجد بانتظار خطيبته، فتخرج فتاة رائع الجمال، شديدة الرقة والأناقة رغم احتشامها ، لتقف أمامه مندهشة من وقوفه بانتظارها.

ـ الفتاة بخجل وهى تنظر للأرض: السلام عليكم.

ـ ماجد بحب: وعليكم السلام، أزيك يا جميلة.

ـ جميلة بدهشة: خير يا ماجد فى حاجة.

ـ ماجد مشاكسا: زورتينى فى الشغل الصبح، قلت واجب أرد لك الزيارة.

ـ جميلة بعتاب: ماجد.

ـ ماجد ضاحكا: طيب، اهدى، جاى أخدك نروح سوا واحنا بنمضى عقد شقتنا.

ـ جميلة بارتباك: لا طبعا ما ينفعش.

ـ ماجد برجاء: ليه بس ياجميلة أنا مش مصدق نفسى أصلا أن اليوم ده جه وعايزك معايا، عشان أصدق أنى مش باحلم.

ـ جميلة بخجل: الحمد لله، بس مش هينفع، احنا عمرنا ما خرجنا مع بعض وأنت عارف أنه ما ينفعش، بالعكس المفروض نلتزم أكثر عشان ربنا يبارك لنا فيها.

ـ ماجد ضاحكا: والله كنت متأكد أنك هتقولى كده، ورغم أنى كان نفسى فعلا تكونى معايا، لكن ريحت نفسى ورحت اتعاقدت، بس مقدرتش أنك متكونيش أول حد يشوف العقد.

ـ جميلة بسعادة: الحمد لله، والشكر لله، مبروك يا ماجد.

ـ ماجد بسعادة: الله يبارك فيك يا قمر، مبروك علينا، عقبال ما أبارك لك واحنا فيها سوا.

أحمرت وجنتها بشدة وهمست بحياء: بإذن الله، عن اذنك.

أعترض ماجد طريقها ضاحكا : عن أذنى فين، هو أنت عزلتى وأنا معرفش، ولا نسيتى أن باب شقتك قصاد بابنا بالضبط، احنا هنروح سوا.

ـ جميلة بحياء: لا مش هينفع.

ـ ماجد بحزم: لا هينفع احنا طريقنا واحد وهنركب سوا الميكروباص زى أى اتنين، ومتخافيش أنا أستاذنت مامتك أنى هافوت عليكى وهنرجع سوا. 

ـ جميلة بابتسامة: بدل ماما وافقت، ماشى، أتفضل قدامى.

ـ ماجد بابتسامة: ليدز فيرست.

ليركبا معا احدى مركبات النقل الجماعى وهما فى قمة سعادتهما، يجلسا متجاورين لا يفصلهما سوى حقيبتها التى وضعتها بجوارها، يخرج لها العقد فتمسكه وتقرأه بفرحة عارمة.

ـ ماجد معاتبا بصوت منخفض: أنا كمان فرحان به قوى، بس ده مش معناه أنى موافق على أنت عملتيه، أنا بس مرديتش أبوظ علينا فرحتنا، أنا أضطريت أسمع كلامك لأنك أقسمتى علي والوقت كان ضيق فعلا بس يومين وهاتصرف ونصلح الوضع.

أستمر حديثهم دون أن يلاحظ أي منهما ذلك الشخص الجالس خلفهما ساندا يده التى تحمل هاتفه النقال على خلفية مقعدهما.

******************************

بعد يومان بمكتب يوسف. 

يدخل مازن بهدوء ليضع ملف أمام يوسف قائلا: كل اللى محتاج تعرفه عن ست الحسن والجمال.

ـ يوسف بفرحة: يا مازن أنت ياجامد، طيب ملخص كده على السريع.

ـ مازن بسخرية: طول عمرك كسلان، عامة أسمها جميلة شريف محمد، خمسة وعشرين سنة، والدها متوفى وهى عندها خمس سنين وعاشت من معاشه البسيط هى وأمها والمريضة، جارة ماجد من زمان وبيحبوا بعض من زمان برضه، خريجة هندسة وبتشتغل فى شركة مش كبيرة قوى، محترمة وكله بيشهد بأخلاقها وتربيتها أتقدم لها عرسان كتير، منهم اللى غنى، لكن رفضتهم كلهم عشان ماجد رغم أن ظروفه صعبة ولسه مجوز أخته لأن والده متوفى وهو الأخ الكبير، كل اللى حوشه دفعه حجز للشقق بتاعة الشباب اللى بالقرعة وجات له فعلا بس كانت هتضيع منه لأنه معهوش دفعة التعاقد، وهى جات هنا عشان تديله فلوس لأنها أتصرفت من غير ما حد يعرف، باعت الشبكة وخدت سلفة عشان يقدروا يمضوا العقد. 

ـ يوسف بدهشة: أنت جيبت المعلومات دى كلها ازاى. 

ـ مازن بزهو: دى مش مجرد معلومات، لو كنت بطلت كسل وفتحت الملف كنت هتلاقى كارت ميمورى بصوتهم والحوار ده كله وكمان وهو بيعاتبها أنها أتسرعت وهو كان هيحاول يتصرف، واللسان اللى هزأك اتحاول لكمانجة وهى بتقوله بكسوف أن الدنيا كلها ما تغلاش عليه [وبسخرية] صحيح مفيش ما بينهم كلام حب ولاغزل بس صوتهم لوحده يحسسك بجو شادية وعماد حمدى وتحس بقلوب وفراشات بتطير وأنت بتسمع.

ـ يوسف بغل: لا وحياتك ده هو اللى هيطير، وبكرة تشوف وتسمع بنفسك، الكمانجة وهى بتعزف بأسم فلانتينو.

******************************

بعد مرور ثلاثة أشهر.

فى شقة يوسف.

حفلة صاخبة بها العديد من الشباب من الجنسين، تتعالى أصوات شجار لينتبه مازن من شروده ليجد يوسف يتشاجر مع احدى الفتيات فيضع كأسه جانبا ويذهب اليهم. 

ـ مازن بحدة: أيه يا يوسف، أيه يا سوزى، أنتوا مبتزهقوش، فرجتم الشلة عليكم، مش معقول كل يوم جنانكم ده.

ـ يوسف بضيق: قولها دى بقيت لا تطاق. 

ـ سوزى بصراخ: أنا اللى لا أطاق ولا أنت اللى أتغيرت وبقيت حد تانى، هاتجنن وأعرف أيه اللى حصلك.

ـ مازن مهدئا: هيكون حصل له أيه يعنى ياقمر شوية مشاكل فى الشغل، وبكرة تعدى.

ـ سوزى بغضب: أنت فاكرنى عيلة صغيرة، أنت صحيح الشيطان، بس أنا كمان سوزى عزام وميضحكش عليا بسهولة، وبدل قلت كده ودافعت عنه تبقى أنت عارف أيه اللى غيره ويمكن شريكه فيه كمان، وبكرة أفكرك، ودفعت يوسف بصدره وخرجت غاضبة. 

مازن وهو يسحب يوسف الى الشرفة مغلقا الباب وراءهما وهو يصيح بوجهه: أنت اتجننت أنت مش عارف دى مين وبنت مين وأبوها ممكن يعمل أيه.

ـ يوسف بعصبية: تولع هى وأبوها هيعمل أيه يعنى، ولا يقدر يقول حاجة، هيقول أيه، هو وبنتى متصاحبين وعايز يسيبها، لا طبعا ولا يقدر يعمل حاجة. 

ـ مازن بلوم: وليه بس كده طول عمرك بتلف ترمرم وبعدين ترجع لها، وهى عارفة وراضية، أيه اللى أتغير المرة دى.

ـ يوسف بهستريا : عشان المرة دى مش رمرمة يا مازن، أنا عايزك تفهمنى، أنت بالذات لازم تفهمنى، لأن أنت اللى هتساعدنى، أنا عايز دماغك كلها معايا، عايز الشيطان يشتغل وهاديك كل اللى أن عايزه بس تجوزنى جميلة.

ـ مازن بدهشة: تتجوزها، أنت أتجننت.

ـ يوسف بلهفة: بس ياريت تقدر تخليها توافق، وخد اللى أنت عايزه، اتفقنا.

ـ مازن: ماشى يا يوسف بس الكلام والاتفاقات مش هتنفع وأنت فى الحالة دى، بكرة فى الشركة نتكلم، دلوقتى نخرج للى بره وكفاية فضايح، وياريت سهرة النهاردة تخلص بدرى.

******************************

خرجت جميلة من شقتها للذهاب لعملها، وجدت ماجد يصعد الدرج بسرعة مرتديا زى أفراد الأمن.

ـ ماجد زافرا بارتياح: الحمد لله أنى لحقتك، زميلى اتأخر وفضلت مستنى لما أستلم منى الوردية.

ـ جميلة بضيق: مش هينفع كده يا ماجد، مش كل يوم هتوصلنى.

ـ ماجد بنزق: أيه جميلة أنا بمشى وراكى وما بنتكلمش نهائى، ولا مكسوفة أن بوصلك بهدوم الشغل وزمايلك المهندسين يعرفوا أن خطيبك فرد أمن، بعد ما كان محاسب.

ـ جميلة بصدمة: أنا يا ماجد، أنا تفكر في كده، وبعدين أنا مش ممكن أتكسف من شغلك، بالعكس أنا مفتخرة أنى خطيبي رجل، ضحى بشغله، ومضحاش بي وقبل عرض مديره بالفلوس والترقية وعقد العمل.

ماجد بندم: أسف يا جميلة، طبعا ما قصدتش وعارف أنك مش كده خالص، بس أنا هاتجنن كل ما أفكر أن الحيوان ده فضل أكتر من شهر يضايقك ويغريكى وأنت مقوليتش، لحد ما أتجرأ أنه يجى يعرض علي خلو رجل فيكى.

ـ جميلة بعتاب: وأقولك ليه وأنكد عليك وأنا قادرة أوقفه عند حده، وأديك أهو من ساعة ما قالك وسيبت الشغل، وأنت عصبي ومتوتر، لدرجة أنك فسرت زعلى على تعبك كل يوم وأنت بتوصلني وأنت لسه جاى محتاج تنام وبتيجى تاخدنى وأنت خايف تتأخر على الشغل بأنى مكسوفة منك ومن شغلك.

ـ ماجد بحنان: خلاص بقى يا قمر، أنا أسف، غصب عنى، من خوفى عليكى لأنى عارف الناس دول أخلاقهم أزاى، ده غير أنى مضغوط، شغلى صعب ودخله قليل يدوب بيكفى البيت عندى، وده وجعنى بعد ما كنت فاكر ربنا هيقرب البعيد لما أستلمنا الشقة.

ـ جميلة عابسة: خلاص يا ماجد، يالا لو هتوصلنى عشان وقفتنا على السلم كده متصحش.

ـ ماجد مشاكسا: وأنا مش هنزلك الا لو فكيتى التكشيرة دى، وياريت متفوكهاش، ونفضل واقفين لحد ميعاد ورديتى.

ابتسمت جميلة برقة فاصطنع الحزن قائلا: بالسرعة دى ، للدرجة دى مش طايقنى.

ضحكت برقة وهى تهرول من أمامه هابطة الدرج، ليهبط وراها مبتسما، سعيدا لنجاحه فى استرضاءها. 

******************************

الشيطان العاشق 

الجزء الثانى

فى الشركة

دلف يوسف لمكتب مازن وتكلم بجدية بدون أن يجلس: فكرت فى اللى طلبته منك امبارح.

ـ مازن: مالك يابنى، داخل سخن كده ليه طيب أقعد الأول.

يوسف بحدة: مش محتاجة كلام، يا أه، يا لا.

ـ مازن بدهشة: لا ده الموضوع بجد، وأنا اللى قلت أنك مزود فى الشرب والصبح هتفوق.

ـ يوسف بنزق: لا يا مازن مش الشرب هو الى تاعبنى، عقلى هو اللى تاعبنى.

ـ مازن بحيرة: عقلك ولا قلبك، أيه حبيت أم لسان طويل؟

ـ يوسف بحدة: حب أيه بس يا مازن، انا لا عمرى حبيت ولا هاحب.

ـ مازن: امال ايه القصة يا فلانتينو؟

ـ يوسف بحقد: هطق يا مازن هاتجنن، فى الوقت اللى عملت المستحيل عشان ألفت نظر الست جميلة، أغريتها بل ما تحلمش به، مفيش حاجة قدرت تبعدها عن الجربوع بتاعها، واليوم اللى قررت أنها وش فقر وطلعتها من دماغى، وحبيت أصالح سوزى لانها كانت حاسة انى هاملها فى الوقت اللى كنت بطارد فى الهانم، أرجع الاقيها سكرانه طينه فى حضن واحد من الجرسونات ونازلة فيه بوس والولد مرعوب، وعمال يبعد ويقولها ميصحش ياهانم وهى مصممه تبوسه عشر بوسات زى ما حكموا عليها بعد ما خسرت لعبة بتلعبها مع الشلة.

ـ مازن: وهى أول مرة تتجنن لما تشرب انت عارف ان وسطنا ما بيهتمش بالحاجات دى، و انت من امتى قلبت ابن بلد وبتهتم بالحاجات دى، ولا بتلكك وعايز تسيبها.

ـ يوسف بحدة: مش بتلكك، ساعتها سحبتها من أيدها سلمتها للبودى جارد يروحوها وكانت هاعاقبها يومين وانتهينا، وفعلا اتقابلنا وقضينا يوم تحفة فى شقتى، انا شربت قليل لأنك مسافر وكان عندى اجتماع بدرى، بس هى تقلت وعرفت منها حاجة قلبت تفكيرى كله.

ـ مازن بفضول: حاجة أيه؟

ـ يوسف بتوتر: سبب طلاق نانى وجاسر.

ـ مازن بسخرية: قصدك عشان جيمى مطلعش ابن جاسر.

ـ يوسف بدهشة: أنت عرفت ازاى!

ـ مازن بغرور: مبقاش الشيطان لو معرفش.

ـ يوسف بنزق: وياترى تعرف انهم ميعرفوش عن ابو الولد غير أنه امريكى اسمه مارك ومراته اسمها جانيت، وأنهم أتقابلوا فى بار بباريس فى رأس السنة وتقلوا فى الشرب ولما فاقوا لاقوا نفسهم كل واحد مع مرات التانى، ومتكلموش فى الموضوع وتقريبا نسيوه وفرحوا لما نانى طلعت حامل، وأنت عارف جاسر كان بيحب جيمى قد أيه، لغاية ما جيمى تعب وساعاتها عرفوا أنه مريض بمرض وراثى والفحوصات أكدت أن جيمى مستحيل يبقى ابن جاسر، و افتكروا الحكاية القديمة، دلوقتى بس عرفت ليه الفنانين اللى خاربينها على الشاشة معظهم متجوز ستات محافظة ابعد ما يكونوا عن الوسط الفنى.

ـ مازن بهدوء: لو عايز تتجوز واحدة محافظة ده تغيير مقبول ومفيش مشكلة، شوف واحدة من مستوانا، لكن تروح تتجوز واحدة بيئة بتحب واحد شغال عندك ده بقى تغيير مش مفهوم. 

ـ يوسف بحقد وبحروف تقطرغلا: لا أنا متغيرتش، بس لما جربوع زى ماجد يرتبط بواحدة مش شايفة فى الدنيا غيره، وانا اتجوز واحدة أول ما بتشرب ما بتميز، لما يبقى الجربوع ده يخلف ويفرح وأنا أفضل أسأل نفسى الحمل ده منى ولا، لما الجربوع ده يقضيها مع مراته وهو مطمن، واحنا لازم نستخدم وقاية، يبقى لا طبعا. 

ـ مازن ساخرا: كده أنا أطمنت أنت فعلا متغيرتش, لسه انانى وعايز كل حاجة، متعه سوزى وامان جميلة، وبالمرة تكسر انف اللى رفضتك وفضلت عليك جربوع زى ما بتقول وتحافظ على سمعتك كفلانتينو.

ـ يوسف بنزق: أفهم من كده أنك هتساعدنى ولا لا.

ـ مازن: زى ما انت ماتغيرتش فانا كمان ماتغيرتش، ولو انت فلانتينو فانا الشيطان، يعنى بيزنس اذ بيزنس.

ـ يوسف بلهفة: وانا مكنتش سكران امبارح لما قولت لك  خليها توافق وخد اللى أنت عايزه. 

ـ مازن بعملية: اتفاقنا.

ـ يوسف بسعادة: اتفاقنا.

******************************

فى شقة جميلة

يجلس ماجد يفترسه القلق بعد أن أخبرته جميلة برغبة والدتها بالحديث معه، ورفضت الأفصاح عن السبب، ولكن ابتسامتها الخجولة طمأنت قلبه بعض الشئ، ليقطع أفكاره دخول والدتها بابتسامة حانية زادت من أطمئنانه فقال بمرح: أيه يا ماما خليتى جميلة تقبض على ليه.

ـ الأم بمرح: وحشتنى يا ماجد، ماصدقت أن جميلة قالت لى أنك الشهر ده ورديتك هتبقي الصبح، قلت تيجى تتغدى معنا ونتكلم شوية.

ـ ماجد بابتسامة: مش مرتاح لك يا قمر، حاسس أن الغدا ده فخ، وأن نتكلم شوية هى مربط الفرس.

ـ الأم ضاحكة: بقى كده يابن نبيلة، ماشى، اذا كان عاجبك، أيوه سربت جميلة تحضر الغدا وهاستفرد بك.

ـ ماجد مبتسما بقلق: أنت تؤمرينى، ومن غير غدا وحركات، تعالى ياماجد هاجى علطول.

ـ الأم بابتسامة: تسلم لى يابنى [بجدية] بس سيبك من الهزار وعايزين نتكلم جد شوية، أنت وجميلة لازم تتجوزوا فى خلال شهرين ثلاثة بالكتير، جميلة مبتخبيش عنى حاجة، وقالت لى عن الكلب اللى رجع يلف حواليها تانى، والناس اللى بتحس أنهم ماشيين وراها، والرسايل الغريبة اللى بتيجى على تليفوناتكم أنتم الاتنين.

ـ ماجد: ماتقلقيش يا ماما، أنا مبسبهاش وكمان حولت لوردية النهار عشان ابقى مطمن عليها.

ـ الأم بقلق: وأنت شايف أن ده كفاية.

ـ ماجد بارتباك: في أيه تانى ممكن أعمله.

ـ الأم بحزم: تتجوزوا، هو طمعان فيها على أساس أنكم مجرد مخطوبين، ولو أتجوزتوا الوضع هيختلف.

ـ ماجد بارتباك: منين يا ماما، احنا محددين الجواز بعد سنتين، وأنا ظروفى

ـ لتقاطعه بحزم: أنت جاى تكلمنى عن ظروفك يا ماجد، ليه عارفك امبارح، ده أنا اللى مربياك يا بنى، والباب فى الباب،  ومن غير حساسية، أنت كمان ظروفك أتغيرت، يعنى مرتبك قل كتير وقل تانى لما نقلت لوردية الصبح عشانها، وأفتكر كده بقى صعب حتى أنكم تتجوزوا فى الميعاد المتحدد.

أراد أن يتفوه برد ولكنها منعته بحزم وهى تقول: اسمعنى الأول وفكر بكلامى الأول وبعدين رد، أنت لما أتقدمت لجميلة و أنا عرضت عليك تسكنوا معي أنت رفضت وصممت تجيب شقة، والحمد لله جبتها،وكان ممكن نستنى لميعادنا الطبيعى بس فى الظروف الجديدة دى، العقل بيقول

أنكم تتجوزوا فى اسرع وقت، الفلوس اللى معاك هات بها أوضة نوم، وجهازها أنا شايله من زمن. 

ـ ماجد بتردد: بس جميلة تستاهل

ـ الأم مقاطعة بحزم: جميلة تستاهل تتجوز الأنسان اللى بتحبه وتعيش فى أمان، وأنا هبقى مطمنة عليها معاك يا ماجد، وبعدين ده وضع مؤقت، أجروا شقتكم سنتين أو ثلاثة، وايجارها على مرتبكم أنتم الاتنين هتصرف منهم على بيت واحد بدل اتنين، واللى تحوشوه جهزوا به نفسكم واحدة واحدة، وقبل ما ترجعوا بيتكم يكون أخوك أتخرج والحمل خف من على أكتافك.

ـ ماجد بشرود: بجد أنا مش عارف أقولك أيه ياماما.

ـ الأم بابتسامة: متقولش حاجة، أنا ونبيلة أتكلمنا واتفاقنا أن جوازكم بعد العيد، حدد أنت وجميلة الميعاد بالظبط، وأعمل حسابك على كده.

ـ ماجد بفرحة لم يستصع أخفاءها: اللى تشوفوه يا ست الكل.

تدخل جميلة للغرفة ناظرة للأرض، تدعوهما للغداء بكلمات خجولة ، ليعلم أن حبيبته أستمعت لموافقته، من أحمرار وجنتاها، لتزيد سعادته بفرحتها المرسومة على وجهها.   

******************************

بعد شهر بمنزل جميلة.

سيدة فى العقد السادس تبكي بانهيار قائلة : أبوس رجلك يابنتى وافقى.

ـ جميلة ببكاء: ازاى بس ياماما نبيلة, أنت عايزنى أسيب ماجد.

ـ السيدة بانهيار: وهو فين ماجد، فاين ابنى ضهرى وسندى، مرمى فى السجن ياعين أمه، أبوس أيدك رجعيه لى، البيه قال لو وافقتى هيخرج فى نفس يوم كتب الكتاب، وكمان هيوديه فرع الشركه فى الامارات، وانت بنتى يا جميلة وعارفة ان أنا وأخواته ملناش غيره، وسجنه معناه خراب البيت كله يبقى لازم يرجع.

ـ جميلة بألم: والثمن بيعى.

ـ السيدة بتوتر : مش بيع ده جواز من باشا قد الدنيا، وبعدين انت كده كده مش هتتجوزى ماجد، وبمرارة، ولا ناويه تستنيه خمسة وعشرين سنه لحد ما يخرج، أبوس أيدك بحق العشرة والعيش والملح شوفى حالك وخلى ابنى يشوف الحمل اللى على كتافه.

******************************

داخل زنزانة بأحد أقسام الشرطة

يدخل ماجد للزنزانة عابسا

ـ أحد الشباب المحتجزين: برضه الاجراءات مخلصيتش.

ـ ماجد بقهر: قولت لك ماصدقتنيش، أنا إجراءات أخلاء سبيلى مش هتم، الا بعد ما يكتب الكتاب ويسافر الكلب الجبان، ومش هيرجع من شهر العسل الا بعد ما يطمن أنى سافرت وأستلمت الشغل بالفرع هناك، وسحبوا باسبورى وأطمن أنى مش هقدر أرجع .

ـ الشاب: يعنى هو واحد زى ده، هيخاف منك أنت على أيه، ما سبق وداسكم أنتم الاتنين وعمل اللى عايزه.

ـ ماجد وهيدور بالغرفة كأسد حبيس وهو يلكم الحائط بقبضته: الحرامى دايما جبان وعارف أن اللى معه مش حقه، و عارف أن صاحب الحق أقوى مهما كان ضعيف، وهو عارف أنه قدر يبعدنا بالظلم، لكن القلوب ملوش حكم عليها.

ـ الشاب: يعنى خايف تلعبوا بديلكم من وراه عشان كده حدد اقامتك بعقد عمل. 

ـ ماجد بمرارة: الخاين فاكر كل الناس زيه، ميعرفش قيمة الجوهرة اللى خدها، جميلة لا يمكن تخون ولو حتى بالتفكير.

ـ الشاب: ما يمكن خايف منك أنت.

ـ ماجد بحزم: ده عشان فاكر كل الناس زيه، جميلة دى بنتى، وشرفها من شرفى، لما أخويا قالى أن ماما بتضغط عليها عشان توافق تتجوزه، ماحاولتش أتصل بها بأى شكل، مع أنى واثق أنى لو قلت لها ترفضه، كانت هترفضه لو السيف على رقبتها، لكن ماقدرتش مش عشان أخرج، عشان كنت متأكد أنه مش هيسيبها، ولو ماطلهاش بالحلال هياخدها بالغصب، وساعتها متأكد أنها هتموت ولا يمكن تستحمل حاجة زى دى.

ـ الشاب بدهشة: للدرجة دى.

ماجد بحنق: وأكتر لو على الكلب ده فكبيره يحاول يلف عقلها بكلمتين ويزغلل عينيها وهو بيشخلل بفلوسه، وهى أكبر من كده بكتير، لكن الحركات الأخيرة دى عمايل شيطانه، الكلب شريكه، وده بقى لو حط الموضوع فى دماغه هيعمل اللى عايزه، حتى لو يوسف نفسه صرف نظر، المهم محدش يبقى قدر على الشيطان.

ـ الشاب : ربنا ينتقم من كل ظالم.

ـ ماجد بحب: ربنا يحفظها وينجيها من شرهم.      

******************************

مكتب مازن بعد ثلاث شهور.

ـ مازن: مبروك ياعريس.

ـ يوسف بسعادة: الله يبارك فيك أوعى تتأخر أنت هتشهد على عقد الجواز. 

ـ مازن: أكيد.

بعد أنصراف يوسف بساعه أستمع مازن لأصوات صاخبة خارج المكتب فتح بعدها بابه عنوه لتدخل سوزى تتبعها سكرتيرته محاولة منعها  وهى تصرخ قائلة: عملتها وارتاحت يامازن، أثبت أنك الشيطان فعلا وجيبتها تحت رجليه.

أشار مازن للسكرتيرة بالانصراف قائلا ببرود: اهدى ياسوزى، احنا فى الشركة وأنت عارفة انى مبحبش خلط الأمور.

ـ سوزى بغضب ويدها ترتعش: أنا يسيبنى ويروح يتجوز بنت شحاته، والدنيا كلها عارفه اننا فى حكم المخطوبين.

ـ مازن ببرود: وجيانى انا ليه.

ـ سوزى بحدة: لانى متأكدة أن لك يد فى الموضوع ده، يوسف ما يتجوزش، يثبت بنت ماشى لكن جواز لا، أكيد أنت اللى وقعته كده، أكيد منسيتش أنى فضلته عليك فى يوم. 

ينظر لها مازن بغضب ويخرج هاتفه من جيبه ويقوم باجراء اتصال بعد أن شغل مكبر الصوت مازن: أيوه ياعم فلانتينو، سوزى مبهدلة الدنيا هنا ومصممه أنا اللى  جوزتك.

ـ ليصله صوت يوسف: قولها أن أنا اللى سبتها وانك ملكش دعوة، سيبتها عشان مبقاش زى جاسر وابنى زى جيمى، عشان ولادى ميطلعوش زينا تربية خدم، عشان أسيب البيت وانا مطمن أن محدش غيري هينام فى سريرى، مازن، الو، الو، مازن، الو.

ظن أن الخط قطع فانهى المكالمة وهو لا يعلم أن مازن هو من ضغط على كاتم الصوت سريعا حتى لايستمع لسباب سوزى له بافظع الالفاظ وهى فى شدة الأنهيار، ليحتويها مازن بحضنه مهدئا: أهدى بس ياسوزى، أنت سوزى عزام، مايصحش الموظفين يشوفوكى وانت فى الحالة دى، تعالى نمشى من هنا دلوقتى.

******************************

فى جناح بأكبر الفنادق

كانت جميلة تجلس محاطة بأشهر خبيرة تجميل ومساعديها، حيث أصر يوسف على أن تمضى ليلتها بالفندق الذى سيقام به حفل زفافهما.

ـ جميلة بعصبية: أعملى اللى أنت عايزه، هى كلمة واحدة هانزل بالحجاب يا مش نازلة خالص.

ـ خبيرة التجميل بغضب: مش ممكن حضرتك من أول اليوم مش متعاونة نهائي، ده غير الميك اب اللى صلحناه كذا مرة بسبب الدموع، ودلوقتى عايزة تبوظى شغلى كله وتغطيه بالكاب ده، حضرتك عارفة الفستان ده تصميم مين.

ـ جميلة بحدة: ميفرقش معايا، حضرتك مستنية يوسف يتصل بك زى ما بلغتى اللى رد على تليفونه، من فضلك خدى فريقك وأنتظروا تليفونه برا.

أنسحبت خبيرة التجميل هى وفريقها وهى حانقة، ولكن مضطرة للصمت لمعرفتها بمكانة العريس وأسرته بالمجتمع، تناولت جمياة هاتفها المحمول وأجرت مكالمة.

ـ جميلة وهى تحاول التظاهر بالهدوء: الو، السلام عليكم، ..ماما نبيلة وحشتينى،.. لسه الاجراءات مخلصيتش، .. متقلقيش يا ماما أن شاء الله هتخلص النهارده بعد ما نسافر، .. لا أبقى طمنى ماما أنا كتابى هيتكتب بعد ساعتين ومش هينفع، ..لا خلاص أنا بس كنت بأطمن عليكم، ..ربنا يفك حبسه ويسافر بألف سلامه، .. ربنا يخليكى لينا يا ماما ومنتحرمش من دعاكى، .. وعليكم السلام. 

    زفرت بألم وهى تحاول الا تنهمر دموعها مرة أخرى مفسدة زينتها

******************************


فى شقة مازن.

سوزى ممدة على الاريكة تشرب من كأس بيدها ومازن يجلس على الكرسى المواجه لها ينظر لها بغموض و يحثها على الشرب كلما فرغ كأسها، ليرن هاتفه برقم يوسف ليبتعد عن مجلسها ليجيب مازن بخبث وهو ينظر لجسد سوزى من بعيد بشهوة: لا معلش خلى أى حد تانى من الشلة يشهد، بجد مش هاقدر اجى، لا يعنى حاجة كده على غفلة، سافر بس انت وانبسط ولما ترجع من شهر العسل هاحكى لك، وانهى المكالمة وعاد لسوزى التى وقفت مترنحة فساعدها مساندا ليدخل بها غرفته ويغلق الباب.

******************************

فى جناح الفندق.

تجلس جميلة باكية وبجوارها يوسف يربت عليها مهدئا

ـ يوسف بهدوء: أهدى ياجميلة، أنا مش هاغصبك على حاجة تانى، خدى وقتك لحد ما تتعودى عليا براحتك [بتهديد] لكن حتى لو فضلنا كده فترة، لازم تبقى فاهمة أنك خلاص بقيتى مراتى، ومينفعش تحاولى تتصلى بماجد تانى، أنا عارف أنى أجبرته يسيب البلد، كمان هو مش هيقدر يسيب الشغل فى الشركة بالامارت والا هلبسه قضية تانية، طول ماهو هناك وانت هنا محترمة جوازنا، انتم فى امان، غير كده أنتم الأتنين خسرانين. 

ـ جميلة بقوة رغم دموعها المنهمرة: مش أنا اللى تخون حتى لو بالتفكير مش اتصال، مهما كانت الطريقة اللى ارتبطنا بها لانى باحافظ على شرفى عشانى مش عشان اي حد تانى لان ربنا لما يحاسب هيحاسبنى انا، وعشان كده مفيش داعى للوقت لانك خلاص بقيت جوزى ومعنديش استعداد اتحاسب على هجرك، لكن باستئذانك تسيبنى النهارده لانى فعلا تعبانة، ومش قادرة ومحتاجة انام. 

ـ يوسف بسعادة: ربنا يكملك بعقلك ياقلبى، نامى ياجميلة نامى ياحبيبتى. 

******************************

بعد شهرين بالشركة.

ـ مازن عاتبا: يعنى انبسطت، وقعدت تطول فى الاجازة ورميت الحمل كله على.

ـ يوسف بسعادة: قدها وقدود يا ميزو، بس من ناحية انبسطت، بصراحة انبسطت جدا، اه كنت عارف ان الموضوع هيبقى مختلف، بس ماكنت متخيل أنه هيبقى بالجمال ده، وأكمل بنشوة، صفحة بيضا نضيفة انت أول واحد بيكتب عليها، اللى على مزاجك، قطة مغمضة بتفتح عينيها على أيدك وما تشوف غير اللى أنت توريه لها، بجد متعة رهيبة، ولا كسوفها يا مازن، تخيل شهرين متجوزين ولسه بتتكسف بشكل رهيب.

ـ مازن هازئا: يااااه، كل ده وهى متجوزك غصب وكمان بتحب واحد تانى ولا انت نسيت.

ـ يوسف بتحدى: لا يا ميزو واضح أنك أنت اللى نسيت أنى أنا فلانتينو، مش هاقولك أنها بتحبنى، لكن هى بتحترم نفسها جدا وبتعبر الجواز علاقة مقدسة، والباقى علي أنا، مدلعها ومهنيها وبكره أنسيها أسمها.

ـ مازن ساخرا: ده ايه الثقة دى.

ـ يوسف متفاخرا: أيوه واثق وواثق قوى كمان، بصراحة هى طلعت أحسن من أحلامى، كنت متخيل انها هتتمرد ومش هتنسي احنا اتجوزنا أزاى، لكن فوجئت بها شايفة أنى بقيت جوزها بغض النظر عن طريقة الجواز، وبدل وافقت وجب عليها طاعتى، تخيل صحيت مرة قبل الفجر كده ملاقيتهاش جنبى وسمعت همهمة، عقلي قالي بتكلم حبيب القلب، أتسحبت وأنا ناوى لها على نية سودا، لقيتها فى دنيا تانية, عمالة تصلى وتدعى ربنا.

ـ مازن بفضول: بتدعى عليك.

ـ يوسف بسعادة: بتدعيلى، قعدت تدعيلى بالهداية وصلاح الحال، وكانت بتقول حاجة كده زى ان قلبها مش بايدها وأن ربنا يرزقها حبى وينزع اى حد تانى من قلبها، او يرزقها الرضا، وانها هتعوضنى بالطاعة وحسن العشرة. 

ـ مازن بدهشة: تعوضك.

ـ يوسف متفاخرا: اه والله وفعلا بتدلعنى جدا ومهنيانى، ومهتمة بنفسها وشياكتها قوى، دى بتلبس فى البيت لبس أشيك بكتير من البنات اللى نعرفهم مع انه بسيط ومش براند، لكن جمالها وأنوثتها بيخليهم سينيه، وميك اب بسيط بس يهوس، ولا البرفيوم بتعاها  Victorias  Secret رغم أنى شميته كتير جدا قبل كده لكن بحسه مميز عليها وكأنه نوع جديد أو كأنه أتعمل مخصوص عشانها، لا وبتهتم بي وبراحتى، وبتصمم تخدمنى بنفسها.  

ـ مازن بدهشة: كمان، ده أنت بقيت شهريار بقى مش فلانتينو وبس، عقبالنا يا سيدى.

ـ يوسف هازئا: لا الصنف ده بعيد عنك قوى، دى ملاك ياحبيبي ملاك، وانت الشيطان، يعنى أبعد لك من نجوم السما.

ـ مازن بحدة: وهو انت اللى ملاك. 

ـ يوسف بغرور: بس انا فلانتينو ملك القلوب [هازئا] يعنى أنت معرفتش تلفت نظر سوزى اللى كانت مدوراها، هتلفت نظر بنوتة محترمة زى جميلة [باستنكار] مستحيل طبعا، بس يعنى لو هافف عليك ترتبط سيبك من عينة جميلة دى خالص،  وهندور بعيد ليه، أهى سوزى دلوقتى وحيدة ومصدومة وعندها فراغ عاطفى، واهى فرصتك، وأكيد مش هترفض المرة دى.

ـ مازن بحدة: ده على اساس أنى بلم زبالتك، لا متشكر جدا، متشغلش نفسك بي، وأنا فعلا بافكر ارتبط، وأوعدك أن اللى هرتبط بها هتبقى مفاجأة الموسم.

ـ يوسف هازئا بتحدى: اما نشوف، هسيبك أنا بقى لحسن القمر وحشنى، سلام.

وتركه وهو لا يعلم بأنه قد اشعل النيران بقلب شيطان، فقد ضغط على النقطة التى تؤلمه وتؤرقه، هو يعلم بنفور النساء منه بسبب عمليته الشديدة وكذلك لذلك اللقب الكريه الملتصق به، فهو الشيطان، فمن تلك التى ترضى بأن تكون رفيقة الشيطان، صحيح أن أطلاقه عليه كان من باب المديح على عبقريته فى ادارة اعماله، وحصوله على مايريد بأى وسيلة كانت، خاصة بوسائله الشيطانية، ولكن بعد فترة من تداول لقبه، أصبح ينسب اليه وكأنه حقيقة، حتى أن احدى رفيقاته القليلات، أخبرته حين الح فى معرفة سبب رغبتها فى انهاء علاقتهما، بأنها تخشاه وترتعب حين تنظر لعينيه، فلديه نظرة مخيفة حتى أنها تظن أنه الشيطان فعلا، أو كما يقولون أن العين مرآة الروح وأعماله الشيطانية أنعكست على نظرة عينيه، وحين تكرر الأمر اكتفى هو بالعلاقات العابرة أو العلاقات مدفوعة الأجر التى يشبع بها شهواته، ولكن ظل بركن خفى بقلبه أمل بالحصول على رفيقة تبادله مشاعر لا يحسن التعبير عنها، وكانت تلميحات يوسف له عن الأمر الوحيد الذى أخفق به، تحدى جديد للشيطان، والشيطان لم يخسر أبدا فى أى من تحدياته، وسيريه أنه سيحظى برفيقة ستكون مفاجأة للجميع، وعلى الأخص يوسف، فهو لن ينجح فقط فى الحصول على رفيقة من نوع جميلة كما تحداه، لكن تلك الرفيقة ستكون جميلة نفسها، حتى لا يجرؤ على السخرية منه مرة أخرى.

******************************

الشيطان العاشق

الجزء الثالث

فى غرفة نوم مازن، ينام وسوزى فى احضانه دافنة رأسها بصدره.

ـ مازن: حبيبتى.

ـ سوزى: اممممم.

ـ مازن: هو حد من الشلة عارف اننا متصاحبين.

ـ سوزى وهى ترفع رأسها اليه بتوتر : ليه هو أنت قلت لحد.

ـ مازن بهدوء: لا يا قلبى أنا كنت عايز أأكد عليكى أن الموضوع ده يفضل سر مابينا.

ـ سوزى بارتياح لم تستطع أخفاءه: ليه يا مازن [بكذب] يعنى أيه المشكلة لما يعرفوا.

مازن مخفيا خيبة أمله فهو متأكد من ارتياحها لعدم معرفة أحد بأنها رفيقة الشيطان: عشان سمعتك يا قلبي، محدش هيصدق اننا ارتباطنا يوم جواز يوسف، وهيتخيلوا ان انفصالكم كان بسبب خيانتنا، وبدل ماهو اللى خانك وباعك بعد الفترة دى كلها، هيبقى الضحية اللى صاحبه وحبيبته خانوه. 

ـ سوزى بسعادة: عندك حق، ربنا يخليك لي.

مازن محاولا أخفاء غضبه لسعادتها: طيب يا قلبى غيرى هدومك وروحى أنت لأن يوسف يمكن يعدى عليا ننافش الشغل اللى تم فى غيابه.

ـ سوزى بلهفة واضحة: هو رجع، وياترى ندم وعرف الورطة اللى ورطها لنفسه، ولا لسه مشبعش من البيئة اللى أتجوزها.

ـ مازن متحكما بأعصابه: أه رجع، يالا ياقلبى لحسن يشوفك هنا.

هبت مسرعة تحاول الهروب بأقصى سرعة قبل أن يراها أحد موصومه بعلاقة مع الشيطان. 

******************************

بعد انصراف سوزى ورؤيته لنفورها منه ومن علاقتهما ولهفتها على عودة يوسف وأخباره، زاد اصراره على تنفيذ مع عزم عليه، فتح خزينته وأخرج ذلك الملف الذى أعطاه له مساعده حين أمره بمراقبة جميلة عله يجد به نقطة ضعف يجبرها بها على الزواج من يوسف وقد أخبره وقتها أنه ليس لها نقطة ضعف سوى حبها لماجد فلم يهتم بمطالعة الملف وصب اهتمامه على ماجد ووقت عمله بالشركة حتى وجد تلك الطريقة التى زجت به فى السجن، تصفح الملف فلم يجد به سوى معلومات عادية عن فتاة بسيطة ملتزمة ومجتهدة بعملها، كما وجد ذاكرة الكترونية وضعها بحاسوبه المحمول، ليراها أمامه لأول مرة، كانت فتاة شديدة الجمال ملابسها انيقة ولكنها محتشمة وبسيطة فى نفس الوقت، تتحرك بخطوات نشيطة ولكن متحفظة، كان الفيلم المصور  يظهرها فى اماكن ومواقف مختلفة، أظهرت جوانب عدة من شخصيتها فهى تتبتسم بسعادة و تواضع للبسطاء، وتساعد من يحتاج للمساعدة، تنظر بحدة وردع للمتطفلين والمشاغبين، اما أكثر ماجذبه مشاهدها مع ماجد لم يكونا يخرجون سويا بل هى لحظات للقاءات مصادفة بحكم الجيرة بينهما كانت مشاهد أبعد ما يكون عما يعرفه عن الحب، لم يكن بها اى نوع من التلامس ولا حتى مصافحة، كما أنها لم تكن تنظر لعينيه أبدا وهو يحادثها، كانت دائما ناظرة لأسفل بينما ماجد ينظر لها باعجاب وحب، يهمس ببعض الكلمات فتشتعل وجنتيها بلون شديد الاحمرار وتفر من أمامه هاربة، كان يشعر بمتعة كبيرة وهو يشاهد هذا الفيلم وكأنه بوابة لعالم جديد لم يراه من قبل، وتحمس أكثر لتنفيذ خطته، فالنتيجة لن تكون فقط كسر غرور فلانتينو والتغلب عليه فى مضماره، بل والتمتع ايضا بصحبة تلك الرائعة المختلفة.

******************************

فى منزل يوسف.

قبيل فجر اليوم التالى أستيقظت جميلة على صوت وصول رسالة على هاتفها، فتحتها لتجد نصها {هتقومى تصلى} فزعت وهى تنظر ليوسف النائم بخشية، خوفا من أن يستيقظ ويرى الرسالة، فحتما لو رأها لأذى ماجد فلابد أنه مرسلها، ولكن هى مرسلة من رقم محلى، وماجد الأن يقيم بالخارج، وقطع سيل أفكارها أشعار بوصول رسالة أخرى تقول {طبعا مش ماجد.  انا عاشق} شعرت برعب كأنها مراقبة ومسحت الرسالتين وهى ترتجف، لتسمع اذان الفجر فتذهب للوضوء وهى تسلم أمرها لله.

******************************

فى منزل مازن

كان يجلس على فراشه مبتسما وهو ينظر لهاتفه، سعيد ببداية تنفيذ اول خطوة فى خطته للوصول اليها، هى خطة لطالما نفذها لصالح غيره، جمع المعلومات وارباك الضحية، الفرق أنه فى السابق كان يلجأ للمراقبة أو متابعة وسائل التواصل الاجتماعى التى تضع عليه الغافلات من المعلومات أكثر مما يحتاج فيجد الصور والعمل وأحيانا رقم التليفون بل وتتطوع بعضهن بتوضيح مفاتيحهن الشخصية ونقط الضعف و طريقة الوصول اليهن، فتلك تشتكى الوحدة بعد سفر الزوج وأخرى خيانته أو سوء معاملته وفتيات يشتكين من غدر حبيب أو أفتقاده للرومانسية، أما هذه المرة فمصدره أعم وأشمل وأقرب، مصدره هو زوجها نفسه، ذلك الغبى الذى تنهال المعلومات من فمه تفاخرا وهو لايعلم أنها طريقه للخزى والأهانة التى يستحقها لتحديه الشيطان.

******************************

فى فجر اليوم التالى بعد وضوئها واستعدادها للصلاة أستمعت لاشعار وصول رسالة فتحتها لتجد {أدعيلى أنا كمان فى صلاتك يا يرزقنى حبك يا ينزع حبك من قلبى.  عاشق}

******************************

فى منزل مازن.

ـ شاب: ايه يا مازن، من يوم رجوع يوسف والسهرة كل يوم عندك، مش احنا متوعدين كل مرة عند حد.

ـ مازن بخبث: وفيها أيه يا شادى، هو أنتم ناقصكم حاجة، أنا بس مش عايز أحرج يوسف يمكن ظروفه أختلفت.

ـ شادى هازئا: أه قصدك أن المدام مسيطرة، ومانعه الحفلات عندها.

ـ فتاة بسخرية: أيه ده معقولة فلانتينو أتبرمج وبيمشى على التعليمات، فينك ياسوزى.

ـ يوسف بحدة: بطلوا استظراف ياجماعة، ومش فلانتينو اللى يتبرمج ياست ماهى، ومن بكرة الحفلة عندى وهنرجع لنظامنا القديم.

تنحى مازن بيوسف جانبا وقال: ايه يابنى ليه كده، ما عندى وعندك واحد، انت حتى مديتش جميلة خبر وكده ممكن يحصل ما بينكم مشاكل.

ـ يوسف بنزق: كده كده المشاكل موجودة من يوم ما رجعنا  ورجعت أسهر معكم، وهى منكدة علي عيشتى وبقت كئيبة تخيل بتفضل تعيط لحد ما أرجع ولو رجعت سكران بتصمم تنام فى أوضة تانية، الأوضة الى أنت كنت بتنام فيها لو السهرة طولت، نكد بنكد بقى ماسيبش حد يقول على فلانتينو أتبرمج. 

ابتسم له مازن بود كاذب: ماضيقش نفسك، هما كلهم يحبوا النكد زى عينيهم، اشرب، اشرب ولا يهمك.

وأخذ يعرض عليه الشراب حتى ذهب الى بيته مترنحا.

******************************

فى بيت يوسف

كانت جميلة تجلس منكمشة على سرير الغرفة الأخرى التى لجأت اليها عند عودة يوسف مترنحا بشدة أكثر من كل الأيام الماضية حتى أنه أحتاج لمساعدتها لتبديل ملابسه ودخوله الفراش، كانت خائفة ولا تجد من تلجأ إليه تشعر بأنها مراقبة، ولا تعلم من يراقبها وكيف، فالخدم ينصرفون مبكرا، وقد كانت وحدها تبكى كالمعتاد عندما وصلتها تلك الرسالة {دموعك غالية متنزلش على رخيص،   عاشق} 

فانتابها القلق وزاد بكاءها وظلت بانتظار يوسف لعل وجوده يطمئنها، ليخيب أمالها ويعود لها بتلك الحالة، ويزيد اضطرابها بعد برها بقسمها وتركه وحده بالغرفة لتجد رسالة تدل على رؤية مرسلها لها فقد كان نصها  {لو فتحتى الفرندا هنا هتلاقى الفيو أحلى من أوضته بكتير.   عاشق}

******************************

فى اليوم  التالى توافد أصحاب يوسف على منزله وأستقبلتهم جميلة ببشاشة وذوق وتم التعارف بينهم وعندما حان دور مازن

ـ يوسف باسما: ده بقى مازن، الشيطان.

ـ جميلة بفزع: أيه.

ـ يوسف ضاحكا: متخافيش مش شيطان بجد، هو صحيح عينيه تدى على كده، بس احنا بنسميه كده عشان دماغه سم، هو شريكى بالوراثة الشركة كانت بين بابا وباباه واحنا أستمرينا شركا بعد ما مسكناها، لاننا بصراحة منسجمين جدا هو بدماغه وانا بعلاقاتى، ورجالة العيلة اللى منتشرين فى أهم المناصب، تقدرى تقولى هو المخ وأنا العضلات.

ـ جميلة بابتسامة: شرفتنا يا أستاذ مازن، أسفة يوسف أكيد بيهزر، واضح أنه بيحبك جدا.

ـ مازن مبتسما وهو ينظر لعينيها: سيبك من يوسف، المهم أنت متكونيش خايفة منى.

ـ جميلة بضحكة رقيقة: وأنا هاخاف من حضرتك ليه، أنا بس أتفاجأت بالأسم، لكن الذكاء نعمه مش عيب، يعنى هما اللى غلطانين المفروض كانو سموا حضرتك جينس أو العبقرى مش الأسم البشع ده.

ـ مازن وقد سحرته ضحكتها ورقتها وحنانها: اعمل أيه بقى مفيش حد فيهم بيفهم زيك، ظل مركز على عينيها فاصابها الأرتباك وتشاغلت بتحضير أكواب العصير.

ـ لتقول ماهى هازئة: أنت هتشربينا عصير.

ـ جميلة بحيرة: أنت تحبى تشربى أيه.

ـ ليضحك يوسف وهو يضمها اليه مقبلا وجنتها: لا ياقلبي ملكيش دعوة أنت بالشرب، أنا محضر كل حاجة، وفتح حقيبة بجواره مخرجا منها زجاجات الخمر، تمعن مازن بوجهها، كانت وجنتاها قد احمرتا خجلا عندما أحتضانها يوسف أمامهم ليتحول ذلك الأحمرار لاحتقان غاضب على ملامحها المصدومة حين رأت زجاجات الخمر، لتمتص صدمتها سريعا وتتمتم بخفوت: عن اذنكم، وتتوجه لغرفتها مسرعة مغلقة الباب خلفها.

وجلس مازن متعمدا على المقعد المواجه لباب لغرفتها

******************************

فى مكتب يوسف.

ـ يوسف: خلاص يا مازن أعتذر أنت للشلة، مش هاقدر اسيبها النهارده كمان أنا وعدتها نتغدى سوا، من يوم ما اتصدمت انى جبت خمرة البيت، وهى مخصمانى وصالحتها امبارح بالعافية وجيبت لها فستان كب أحمر هتجنن وأشوفه عليها وزمنها موضبة نفسها على الأخر، مش معقولة أروح للشلة والأحمر ينادينى، وحشة فى حقى كفلانتينو.

ارتفع رنين هاتف يوسف فهتف: شوفت اديك عطلتنى والقمر بيستعجلنى، رد على الهاتف، وداعبها بكلمات ساخنة فأخرج مازن هاتفه وكتب لها رسالة جديدة {خدودك بتنافس فستانك فى لونه، بطلى كسوف.   عاشق} 

أرسل رسالته وهو واثق من تأثيرها الصادم عليها، ولكن هذا ما أراده تماما، منذ رأها من يومين وقد وقع تحت تأثير عينيها وقد أزعجه هذا بشدة فمن المفروض أن يأثر هو عليها لا العكس لذا فقد قرر الاسراع بخطواته لتصبح هجومية، فستكون رسائله التالية أكثر جراءة وحميمية حتى تفقد السيطرة فيبدأ بالهجوم المباشر والمواجهة، قطع تفكيره  انهاء يوسف لمكالمته ومحادثته قائلا: خلاص سلام أنا بقى وسلم لى على الشلة.

ـ مازن بخبث: يوسف بعد بكرة ميعاد السهرة عندك، لو مش هتقدر قولى أمهد للشلة من دلوقتى، لأنهم بصراحة ناوين يطلعوا عليك سمعه ومستنين لك غلطة خصوصا، أنهم بيقولوا أنك مقدرتش تخليها تضايفهم، ولا حتى تخرج من الأوضة، أول ما أبتدوا شرب.

ـ يوسف بذعر: لا طبعا، أوعى تقول لهم أى حاجة، السهرة فى ميعادها، وأنا هتصرف معها، وهى مش هتقدر تعمل مشاكل، وشوية شوية هتتعود.

ـ مازن بخبث: أنا كنت عايز، أحافظ على سمعتك كفلاتينو

ـ يوسف بغرور: كله الا سمعتى، متخافش، سلام.  

ـ مازن: سلام.

أخرج هاتفه ليبعث اليها برسالتين دفعه واحدة لا يفصل بينهم سوى دقائق {برفيوم Victorias  Secret عليكى غير وكأنك أنت اللى بتعطريه} و {رغم أن الميك أب بتاعك هادى لكن يجنن}.

وصل يوسف لمنزله ووجد جميلة بابهى زينة كما كانت هناك مائدة معدة بطعامه المفضل أجلسته عليها وهى مبتسمه بوجهه ورغم ذلك كانت متوترة وقلقة.

ـ يوسف: ايه القمر ده، مقدرش على الجمال ده كله. 

ـ جميلة بتوتر: اهلا يايوسف، حمد لله على السلام.

ـ يوسف: هو القمر لسه زعلان ولا ايه.

ـ جميلة: لا خلاص يايوسف، احنا اتفاقنا هنفتح صفحة جديدة

ـ يوسف: مال الجميل سرحان ليه.

ـ جميلة بتردد: يوسف، هو انت بتتكلم عليا مع حد [بتلعثم] يعني بتحكي لحد عنى وعن تصرفاتنا مع بعض [بخجل] خصوصا الحاجات الخاصة.

يوسف بحماسة معتقدا بان ذلك سيسعدها: طبعا ياقلبي، ده مفيش حد من اصحابى الا بيحسدنى عليكى، من كتر ما بحكى عن جمالك وانوثتك وقد ايه انا مبسوط معاكى.

ـ جميلة بصدمة: يا نهار أسود.

ـ يوسف بحيرة: ليه بس ياقلبي، المفروض تنبسطى.

جميلة بصدمة وهى تحاول التحكم فى نبرتها التى خرجت حادة رغما عنها: أنبسط، أنبسط أنى أتفضحت، ورجالة غريبة تعرف خصوصياتى  [بهدوء على قدر ما أستطاعت] بص يا يوسف، أنا مقدرة فرق التربية والثقافات اللى مابينا لكن الموضوع ده مش قابل لأى تفاوض، الموضوع ده مش بس غلط وعيب لا ده حرام كمان ومن الكبائر، واللى بيتكلم فى الحاجات دى قدام الناس سواء رجل أو ست الرسول عليه الصلاة والسلام شبهه كأنه شيطان قابل شيطانة وعملوا علاقة قدام الناس فى الشارع.

ـ يوسف بدهشة: مش للدرجة دى.

ـ جميلة بنفاذ صبر: طيب بعيد عن حكم الدين، مش انت عملت المستحيل عشان تتجوزنى عشان انا محترمة، وعايزنى أفضل كده وتبقى مطمن على بيتك فى غيابك.

ـ يوسف: طبعا ياقلبى أنا واثق فيك.

ـ جميلة بهدوء: بس أنت مابتساعدنيش على ده. 

ـ يوسف باستنكار: أنا.

ـ جميلة: هو أنت عمر ماحد حكالك على بنت وبقيت تحاول تتعرف عليها.

ـ يوسف بتلقائية: كتير.

ـ جميلة: وأنت كمان لما بتحكى لأصحابك عنى ممكن حد فيهم يفكر فى ويحاول يتعرف على، وبدل ما تساعدنى أحافظ على شرفك بتعرضنى لسخافات وضغوط.

ـ يوسف بدهشة: بصى أنا عمرى ما بصيت لها من الزاوية دى، بس فعلا أنت معاكى حق، خلاص الموضوع ده أنتهى وبجد مش هكرره تانى.

ـ جميلة بأسف: لا يا يوسف للأسف هيتكرر.

ـ يوسف بحدة: أنت بتكدبينى.

ـ جميلة بهدوء: لا طبعا، بس بصراحة، أنت مش بتبقى فى وعيك لما تشرب، أنا بروح الأوضة التانية لأنى ببقى خايفة منك.

ـ يوسف بنزق وهو يرمي بملعقته: يوووه يا جميلة ما بتزهقيش، قولت لك كل واحد حر أنا مغصبتكيش لا تشربى ولا تقعدى معنا، ليه أنت عايزة تتحكمى في وفى بيتى، ولعلمك بعد بكرة السهرة عندى، لأننا مش بنلعب، السهرات اللى مش عجباكى دى هى اللى بيتم فيها أهم صفقاتنا، وأنا مش هغير نظام حياتى عشان سيادتك، واياكى تفكرى تحرجينى قدامهم لأن مش أنا الرجل اللى ينفع يتقال عليه أن واحدة ست غيرته وبتتحكم فيه [بغرور] أنا فلانتينو اللى كل بنات مصر بتتمنى منى نظرة [بحدة] وأنا غلطان أنى أعتذرت عن سهرة النهاردة، وأنا فاكر أننا هننبسط ونسيت أنك ست نكدية، واتجه للباب وقبل أن يخرج التفت اليها، ونامى النهاردة فى المخبأ، لأنى هرجع سكران. 

******************************

بعد يومان بشقة يوسف، سهرة صاخبة ومعظم الحاضرين يترنحون من شدة السكر، مازن يجلس وكل تركيزه على باب غرفتها المواجه له، ويتابع فى نفس الوقت حركات شادى المريبة وهو يقترب من بابها بتروى وعلى مراحل وهو غافل عن مراقبة مازن له وكل اهتمامه موجه ليوسف الى أنه وجده منشغل تماما فدلف لغرفتها بسرعة وأغلق الباب خلفه، شعر مازن بانقباض بقلبه وهم بالقيام ولكن قبل أن يتحرك من مكانه كان الباب يفتح للمرة الثانية وشادى يخرج بسرعه وقد ابتلت ملابسه وتوجه مباشرة لباب الشقة خارجا وهو يحاول الابتعاد عن الانظار قدر الأمكان، تنفس مازن الصعداء وهو يبتسم بسعادة وأخرج هاتفه ليبعث لها بأول رسائله التى تخبرها بشخصيته فقد قرر أنه بعد الان اللعب سيكون باوراق مكشوفة فهو لم يعد بقادر على الصبر أكثر من ذلك {تفتكري لو كنتى فى حمايتى أنا كان يقدر كلب زى ده يتجرأ على أوضتك.     شيطان عاشق}

بعد لحظات من ارسال رسالته وجد بابها يفتح فتح صغيرة بهدوء وعيونها المتلصصة تنظر من خلالها حتى يقع نظرها عليه، فيبتسم بوجهها وهو يومأ برأسه ايجابا، لتتحول بسمته لضحكة عندما يجدها تغلق بابها بسرعة.

******************************

  بعد ثلاث ايام ببيت ماهى

ـ ماهى: الجو اليومين دول حر موت، ايه رايكم نطلع كلنا بكرة على الساحل نقعد لنا يومين. 

معظم الحاضرين بأصوات متداخلة: والله فاكرة جامدة، أوك، قشطا.

ـ ماهى: خلاص أتفقنا ننهى السهرة بدرى شوية وكله يروح يستعد ونتقابل بكرة الظهر.

ـ مازن بخبث: أنت صدقتى، المتحمسين دول عشان السهرة فى أولها وكلها ساعتين ويبقوا مش قادرين يقفوا حتى، وهايروحوا مش شايفين قدامهم وهيصحوا على العصر، مش يجهزوا الظهر، أضمنلك تحبسيهم هنا للظهر بتاعك

ماهى بحماسة: وااااوو، شيطان فعلا، عندك حق احنا كده كده بنسهر للصبح، ننام كلنا هنا وأول ما نصحى ننطلق وكل واحد فينا فيلته هناك فيها كل اللى هيحتاجه.

ـ يوسف باعتراض: بس أنا لازم أمشى، وهاجى على ميعاد الأنطلاق.

ـ ماهى بدلال: ليه ياجو، ده أنت كنت أول واحد بيدوس معى فى أى جنونه. 

ـ مازن بخبث: سبيه براحته يا ماهى ومتضغطيش عليه ظروفه مابقتش زى الأول. 

ـ يوسف بحدة: مش حكاية مش زى الأول، بس جميلة لوحدها ومتعرفش أنى مسافر. 

ـ ماهى بدهشة: وووااوووو، أنت رايح تأخد الأذن يا جو،  وبتزعل لما أقول أنك أتبرمجت، ده أنت أتفرمت وتعمل لك دونلود من جديد.

ـ يوسف بنزق: بطلى سخافة ياماهى مش فلانتينو اللى يأخد الأذن.

ـ ماهى بتحدى: أثبت لى.

ـ يوسف بعند: أوك هبات عندك وهسافر معكم، وهقعد أربع أيام مش أتنين. 

ـ ماهى بسعادة: يااااس.

ـ مازن بهدوء: طيب رحلة سعيدة يا شباب. 

ـ ماهى باستنكار: أنت رايح فين، ده أنت صاحب الفكرة

ـ مازن بهدوء: أنا قلت لك أزاى تنفذى فكرتك صح، لكن ماقلتش أنى رايح معكم، وخصوصا ويوسف رايح ومينفعش احنا الأتنين نسيب الشركة فى نفس الوقت. 

ـ ماهى: طيب كمل السهرة معنا وبعدين أمشى.

ـ مازن: أنتم المفروض هتخلصوا السهرة بدرى عشان تبقوا فايقين بكرة، وأنا كمان مصدع سلام.

ـ ماهى باستسلام: سلام.

******************************

الشيطان العاشق

الجزء الرابع

فى غرفة جميلة.

جميلة تجلس على سريرها وهى تبكى منذ أن تلقت مهاتفة يوسف التى أخبرها فيها بعدم أستطاعته العودة لعدة أيام بسبب رحلة عمل مفاجئة، ونظرا للاصوات الماجنة التى كانت تسمعها حوله أثناء المكالمة أستطاعت أستنتاج

نوع العمل الذى سيسافر من أجله، ومع ذلك رفض أقتراحها بأن تقضى أيام سفره لدى والدتها، متحججا بأنه ليس من الأصول أن تذهب بدونه الى البيت الذى تسكنه أسرة خطيبها الأول، شهقت مذعورة حين شعرت بظل يسقط عليها لترفع رأسها بفزع لتجد مازن يقف بجوار سريرها ينظر اليها بشغف قائلا: أنا مش قلت لك أن دموعك غالية متنزلش على رخيص.

أنتزعها صوته من صدمتها لتقول بصوت مرتجف: أنت دخلت هنا ازاي.

ـ ليهمس بصوت كالفحيح: حد برضه يسأل الشيطان دخلت ازاى [بانبهار] هو أنت صحيح حلوة كده ازاى.

لتنتبه بفزع لهيئتها أمامه فقد كانت ترتدى بما يسمى بالهوت شورت جينيس وبدى أحمر بحمالات رفيعه وكان شعرها الطويل مسترسلا على ظهرها، فهبت فزعة تنتزع شرشف الفراش تستر به جسدها كله.

ـ ليقول ضاحكا: بتغطى أيه ياقمر ما أنا شفت خلاص.

تحاول التظاهر بالشجاعه وهى تقول: أتفضل أطلع بره، أحسن أصوت والم عليك الناس.

ـ مازن ضاحكا: يا جامد [بغمزة ايحائية] جامدة قوى، بس هو أنت متعرفيش أن يوسف عامل الشقة كلها عازلة للصوت عشان الخصوصية. 

ـ جميلة بصوت مرتجف: أنت عايز أيه.

مازن بعيون تتأملها وكأنها تخترق الشرشف: ولاحاجة بس لقيت أن فى السهرة بتبقى الدنيا دوشة ومش بنعرف نتكلم وخصوصا وأنت مبتخرجيش من الأوضة، قلت أجى على رواقة ونتعرف براحتنا وأعرف اجابة السؤال اللى مردتيش عليه.

ـ جميلة بحدة: أنت بتستظرف، بتتسحب زى الحرامية، وتتهجم على بيتى من غير استئذان، عشان نتكلم ونتعرف

مازن بخبث وهو يقترب خطوة فيزيد انكماشها على نفسها ويزداد تمسكها بالشرشف: أنا متسحبتش أنت اللى محستيش عشان بتعيطى [بوقاحة] وأنا أتهجمت عليكى ولا دى دعوة مستترة. 

ـ جميلة بصدمة: أيه.

ـ مازن بغمز: زعلتى عشان فهمتك علطول.

ـ جميلة بحدة: أنت أكيد مش طبيعي. 

مازن بشرود وهو يقترب خطوة: حد يشوف الجمال ده كله ويفضل طبيعى.

ـ جميلة بشجاعة زائفة: خليك مكانك.

ـ مازن منتبها من شروده: ولو قربت هتعملى أيه، متخافيش، قلت لك جاى أتكلم ونتعرف وبس، وهامشى، بشرط.

ـ جميلة بحيرة: شرط. 

ـ مازن: تسمعينى للأخر، وتردى على ونتناقش، وتجاوبينى على السؤال وبعدها هامشى علطول.

ـ جميلة بحدة: مناقشة أيه وأنا على السرير وبالمنظر ده

ـ مازن بهدوء: نخرج نقعد بره، ومالك كده ده أنا شايف عنيكى بالعافيه.

ـ جميلة: هاتمشى علطول، وعد.

ـ مازن: وعد. 

لم تجد جميلة مفر من مجاراته حتى تجد وسيلة للفرار من حصاره، جلس هو على مقعده المعتاد فجلست هى على أبعد مقعد ممكن. 

ـ مازن بهدوء: مرتاحة كده.

ـ جميلة بحدة: أكيد لا، أيه وجه الراحة وأنت مقعدنى نتكلم بالتهديد وأنا ملفوفة بملاية زى اللى عاملة نصيبة. 

ـ مازن بنظرة وقحة: لو مضايقكى فكيها. 

ـ جميلة بنفاذ صبر: عايز أيه.

ـ مازن بهدوء: تجاوبى على السؤال اللى مردتيش عليه.

ـ جميلة: ممكن أعرف أيه هو السؤال عشان مش فاكرة أنك سألتنى عن حاجة.

ـ مازن: تفتكري لو كنتى فى حمايتى أنا كان يقدر كلب زى ده يتجرأ على أوضتك.

ـ جميلة بغضب: مش المفروض لا كون تحت حمايتك ولا حمايته عشان ميحصلش اللى حصل، المفروض أنى مكنش موجودة فمكان زى ده مع ناس زيكم، عشان أبقى فى امان

ـ مازن بهدوء: وجودك هنا ومعنا، خلاص بقى أمر واقع وأتفرض عليكى، السؤال وأنت فى الواقع ده الأحسن تبقى تحت حماية يوسف اللى بعد ثالث كأس مبيشوفش قدامه ومخدش باله حتى من اللى دخلك، ولا تحت حمايتى أنا. 

ـ جميلة بحزم: أبقى تحت حماية جوزى، لأن موافقتى أنى ابقى تحت حمايتك متفرقش كتير عن أنى كنت أرحب بالحيوان اللى دخلى.

ـ مازن هازئا: جوزك ده على اعتبار أنى معرفش أن جوازك كان تضحية.

ـ جميلة بصدق: أى كان سبب الجواز، لكن بقى جوزى وربنا هيحاسبنى عليه، ومافيش سبب فى الدنيا يبرر الخيانة، حتى خيانتك ليه، أنت صاحبه، شايف أنه يستاهل تعمل فيه كده.

ـ مازن بهمس: فكرى بطريقة عادلة هو أغتصب حقك فأنك تعيشي الحياة اللى عايزها، وعيشك حياة أنت رافضها، وحتى الحياة دى مش قادر يحميكى ولا يسعدك فيها، يبقى من أبسط قواعد العدل أنك لو مضطرة تكملى فى الحياة اللى فرضها عليكى والا يدمر حبيبك أنك تعشيها سعيدة وفى أمان، ولو على الخيانة فهو كمان بيخونك ولا أنت مش عارفة هو هيقضى اللى كام يوم الجايين ازاى، ورغم كده ما فيش خيانة ولا حاجة، هو أجبرك تتجوزيه، وأنا هاجبره يطلقك ونتجوز، منتهى العدل.

ـ جميلة: المفروض لو انا مخطوبة حرام تطلب منى أسيب خطيبى فما بالك وأنا متجوزة، لو دى مش خيانة أمال الخيانة تبقى أيه [بسخرية] وحكاية أنه بدل خانى يبقى حقى أخونه، ده على أساس أنى بحفظ نفسي عشانه وبس مش عشان ده أمر ربنا لى بحفظ العرض وأن الزنا من الكبائر [بهمس] عارف أنت ليه بتتكلم كده مع اننا لوحدينا لانك مش بتوشوش أنت بتوسوس، أنت فعلا شيطان بتزين المعصية وبتلاقى لها مبررات. 

بقدر سعادته حين نفت عنه لقب الشيطان فى لقاءهما الأول أحرق وصفها لو بالشيطان قلبه، هو يسعد بهذا اللقب من أى شخص سواها ولكن منها شعر وكأنه طعنه بقلبه، طعنة المته فأوعز له شيطانه بأن يرد لها الالم مزينا له الأمر، مجسدا له بشكل رائع، فهى من النوع الذى لابد أن تخضعه للأمر الواقع ليتقبل أى أمر تريده، وهذا ما فعله يوسف ونجح فى ترويضها، أجبرها على الزواج فخضعت للأمر الواقع وهاهى تجلس مدافعة عنه كزوج حقيقي له حقوق، لذا لما لا يفرض وجوده عليها لتتقلبه كما تقبلت يوسف، لو نالها الأن غصبا، ستتوسل اليه هى أن يتزوجها، معلوماته عن وسطها أنهم يقدسون ارتباط العلاقات الحميمة بالزواج فأن تمت خارج هذا الأطار فهو عار لا يمحوه غير الدم أو الزواج أصابته فكرة زواجهما بالنشوة والحماسة، وقف نظرا لها بشهوة وخرج صوته محشرجا وهو يقول: أنت اللى أخترتى، أنت شايفانى شيطان، والشيطان مبيحفظش وعود، قبل أن تستوعب الأمر كان قد وصل اليها ويده تقبض على الشرشف منتزعا اياه، وحين حاولت الوقوف دفعها لتسقط أرضا ليسقط فوقها محاولا نزع ملابسها، لم تجد حل غير أن تنهش وجنته بأسنانها، ليبتعد مصدوما متألما وهو يسب، حاولت أستغلال الفرصة واللجوء لغرفتها لغلق بابها وربما الوصول للشرفة للأستغاثة بالمارة، ولكنه تغلب على صدمته بسرعه ليلحق بها ممسكا بها من شعرها قبل ان تصل لباب الحجرة دافعا اياها لتلتصق بالحائط خلفها محاصرا لها بجسده وهو يحاول تقبيلها، ليفاجأ بها تركله بين قدميه ركلة قاسية، ينحنى على أثرها متألما لتدفعه عنها وتفر هاربة اللى أقرب الأبواب اليها وهو باب المطبخ، تحامل على نفسه ووقف متتبعا لها، ليجدها تقف مرتجفة بجوار الموقد وشعر برائحة غريبة تتسرب الى أنفه، كان سيقترب الا انه وجدها تشهر قداحة أمام وجهها وهى تقول بصراخ هستيرى: لو قربت هاولع فينا سوا، وقف متسمرا مكانه من الصدمة للحظات، ليقول بعدها بهدوء: سيبى الولاعة اللى فى ايدك دى، وبطلى شغل عيال.

ـ جميلة بهستيريا: قرب وهاوريك جد ولا لعب عيال. 

أخفته تلك الشرارات المتقدة بعينيها فحاول تهدئتها قائلا: أهدى يا جميلة، واقفلى الغاز ده، كده غلط.

ـ جميلة بصراخ: و أنك تغتصبنى ياحيوان هو ده الصح وظلت تصرخ فتركها حتى تهدأ.

ـ مازن بهدوء: يعنى أنت مش عارفة أن الانتحار حرام.

ـ جميلة بهدوء: ومين قال أنى هانتحر،بما أن مفيش صوت بيخرج، التسرب بطئ هيعمل ولعه صغيرة هتعمل اشارة ضوئية زى بتاع السفن، ده غير أن انذار الحريق هيشتغل فى العمارة كلها، وهيلحقونا بسرعة.

ـ مازن محولا افزاعها: بس أكيد قبل ما يوصلوا لنا هنتصاب بحروق، يعنى جمالك هيضيع.

ـ جميلة بثقة: مش أحسن ما شرفى يضيع.

كان يتحدث معها وعينيه تقيم الموقف كاملا، ليحسم أمره محددا أهدافه الثلاث، الشرشف الثقيل الموضوع على المائدة الخاصة بالخدم، محبس الغاز الموجود خلفه بجوار الباب، وأخيرا أنبوب الأطفاء المجاور له.

ـ مازن بهدوء: خلاص ياجميلة اهدى أنا خارج أهو، ليرجع بظهره للخلف بتروى وعندما يصل للمحبس وبخفة يرجع يده للخلف ويغلقه ويمسك بأنبوب الأطفاء و بحركة سريعه مفاجأة يتجه بسرعة اليها ولكنها كانت منتبهه متوقعه غدره فأشعلت القداحة لتمسك النيران بشعرها وستارة النافذة بالمطبخ، فى نفس الوقت الذى أمسك هو بالشرشف الثقيل ملقيا به فوقها ليمنع الهواء عن النيران فتنطفئ وأستخدم الانبوب لأطفاء الستارة لينتهى الأمر بلحظة قبل أنطلاق أجهزة الأنذار وهو مازال محتضنا لها، وهى مازالت تحت الشرشف تصرخ وتقاومه وهى تسعل بشدة، لتفلت من يده وتجلس على الأرض ملتصقة بالموقد وهى متكومة على نفسها تدفن رأسها بين قدميها وهى ترتجف ويسمع صوت نحيبها العالى، أقترب يحاول نزع الشرشف للاطمئنان على حالتها، ولكنه توقف عندما أصابتها حالة من الهستريا فقد أخذت بالصراخ وهى تغرز أظافرها بيده مدافعه عن نفسها وهى تظنه يحاول أكمال ما كان ينتويه، ليبتعد وهو يقول مهدئا: خلاص أهدى ياجميلة والله ما هاعملك حاجة، عايز بس أشوف حصلك أيه [ليتعالى صريخها لسماع صوته الكريه] هشش هششش مش هلمسك خلاص هقعد بره وهاتصل بدكتورة تيجى تشوفك.

خرج ليجرى مهاتفة وهو يقول لمحادثته: شاهى، تعاليلى حالا فى شقة يوسف، لا دلوقتى حالا، وهاتى معكى شنطتك، وحاجات لحد أتعرض للحرق، وكحة تقريبا بسبب الطفاية، وكمان اى مهدئ عندها هيستريا وعمالة تصوت، انهى المهاتفة ليعود اليها ليقف فى أبعد مكان عنها وفى الوقت نفسه يسمح له برؤيتها، ليقول من بعيد، أنا هو بعيد يا جميلة، الدكتورة جاية حالا، أرجوكى أهدى، نطق جملته الأخيرة لتفاجأه دموعه بالانهمار لأول مرة بحياته، ولكن لم تكن دموعه فقط هى أغرب ماحدث له فى هذه اللحظة بل ذلك الخافق بصدره الذى ظنه مات منذ زمن ليبعث من جديد مرتجفا لكل ارتجافة تصدر عنها متألما لكل تأوه أو نحيب يسمعه منها، هو كان يدرك أن تأثيرها عليه مختلف منذ رأها ولكنه لم يستطيع تفسير ذلك التأثير أوأنه كان يحاول أنكار أحساسه الى أن وجدها والنيران تشتعل بها امام عينيها ليوقن وقتها أنه قد وقع أسير هواها، فلأول مرة يهتم بأى شخص سوى نفسه حتى أنه كان مستعدا أن يحتضنها مطفئا نارها بجسده غير مهتم سوى بانقاذها، قطع أفكاره طرقات على الباب، ليذهب مهرولا لفتحه، ليجد شابة جميلة يدخلها وهو يهمس لها: شاهى أوعى تعرف أنك أختى، أنت دكتورة وبس

ـ شاهى بصدمة: أنت كنت بتعيط. 

ـ مازن: بطلى عبط، ده من الطفايا حرقت لى عينيا.

ـ شاهى: أوك، طيب ممكن أعرف الموضوع بالضبط.

ـ مازن: واقفة فى المطبخ النار ولعت ومسكت فى شعرها والستارة، طفيتها بمفرش والستارة بالطفايا، معرفتش النار عملت فيها أيه لأنها مستخبية تحت المفرش ومنهارة وعمالة تكح.

ـ شاهى: أوك، وهى فين دلوقتى. 

ـ مازن: هى منهارة على الأرض فى المطبخ [بتوتر] بس هى خايفة منى ورافضة وجودى.

ـ شاهى بحدة: ليه، أوعى تكون عملت لها حاجة من عمايلك.

ـ مازن : لا ياشاهى دى حاجة تانية، شوفيها وهافهمك كل حاجة.

تركته ودخلت اليها لتناديه بعد دقائق، ليجد جميلة تصرخ وتقاومها وترفض الأستماع لها أوالتحرك معها. 

ـ شاهى: مازن، أمسكها أديها المهدئ مش قادرة أتفاهم معها ولا أسيطر عليها، ليزداد صراخ جميلة بدخوله اليها، لينفطر قلبه حزنا على خوفها منه والحالة التى أوصلها اليها. 

ـ مازن بحدة: سيبيها يا شاهى من فضلك وأخرجى انتظرى بره.

ـ شاهى: بس لازم ت

ـ مازن مقاطعا بحدة أكبر: بعد أذنك يا دكتورة قلت لك أستنى بره.

لتخرج وهى تهمهم ببعض الكلمات الحانقة، ظل بعيد ولكنه نزل بمكانه جالسا على الأرض ليكون بمستواها، ونظر لوجهها الذى يختفى معظمه خلف شرشف المائدة، ويرفع يديه مستسلما، وهو يقول بحنان: أنا بعيد أهو ومش هلمسك تانى، مش هامسكك عشان تخدى الحقنة، ولو خايفة تخديها وتنامى وأذيكى، متخديهاش، لو هديتى مش هنبقى محتاجينها [للمرة الثانية وبدون سيطرة منه يجد دموعه تنهال ليقول وصوته يغالب دموعه] أسف يا جميلة أسف، والله ما هاضايقك تانى، ولا هاجرحك ولو بنظرة، بس سامحينى [تشجع حين وجدها قد هدأت قليلا وأنتظم تنفسها بعض الشئ فأكمل] سامحينى وأنا هاعوضك، حمايتك وسعادتك اللى كنت بساومك بهم على الخيانة، دول تحت رجليكى من غير مقابل، وفوق منهم أحلامك أوامر، شاورى بس وأنا على التنفيذ [زداد بكائه وهو يقول] أرجوكى أنت مش عارفة حزنك وخوفك منى عاملين فى أيه، الشيطان ولأول مرة فى حياته يعيط عشان زعلك [برجاء] خلى الدكتورة تساعدك وتشوف حروقك، وتطمنى عليكى، وانا هامشى، والله ما هارجع، وأنت أقفلى بالمفتاح وسيبي المفتاح فى الباب، وحتى والله لو سبتيه مفتوح هقف عليه حارس [يمسح دموعه بيده كطفل ويقول باغراء] طيب لو سبتيها تهتم بيكى هاثبت لك كلامى وهاحقق لك أول أوامرك، أنا كنت بره لما يوسف كلمك وسمعت لما طلبتى تروحى لمامتك وهو رفض، خلى الدكتورة تساعدك وهاخليه يوديكى زى ما انت عايزة [أسعده أن يتوقف ارتجافها وترفع عينيها لتنظر لعينيه بتساؤل فأكد لها بأمأة من راسه وهو يقول مؤكدا] جربينى ولو مقدرتش مش هتشوفى وشى تانى [أسعده سكونها التام، فقام وهو يحاول محو أثار دموعه ونادى قائلا] دكتورة شاهى [لتدخل اليه شاهى متبرمة] المدام هتيجى معاكى من فضلك ساعديها. اتجهت شاهى اليها فوجدها ترتبك وهى تتمسك بالشرشف خوفا من أن يظهر جسدها حين تنهض فخرج ووقف ناظرا للحائط معطيا لها ظهره، ليشعر بها وهى تمر سريعا من وراء ظهره ليبتسم بسعادة ويزفر بارتياح، لتخرج له شاهى بعد دقائق فيهتف بها: سيبتيها ليه. 

ـ شاهى: دخلت تاخد شاور ورفضت أكون معها ساندتها ودخلت. 

ـ مازن باهتمام: شوفتى حروقها.

ـ شاهى: شعرها هو اللى أتحرق من تحت، تقصه وتساويه، وفى شوية حروق ظاهرية فى كتفها ودراعها، هاهتم بهم لما تخرج، وأن شاء الله مش هيسيبوا أثر. 

شعر بغصة بقلبه فقد فتنه شعرها حين رأه وأنبهر بشده طوله ونعومته بين يديه عندما جذبها منه وأحزنه أن يكون السبب فى أفساده وحزنها فقال بغضب: متساويهوش أنت، هاتصل بمتخصصة تيجى تظبضه [نظر للفوضى حوله] وكمان هاجيب حد ينضف البهدلة دى، وأنت باتى معها. 

ـ شاهى بحدة: هو أيه اللى أبات معها، و أقول لشريف أيه، أنت عارف أنه محرج على أورط نفسى فى تصرفاتك، وأنه واخد موقف منك ومن طريقة حياتك.

ـ مازن بغضب: وبيبقى فين موقفه ده لم بيبعتك جرى أول ما تقابلكم مشكلة فى شغلكم، وهو عارف كويس أنى هاحلها بطريقتى اللى واخد منها موقف.

ـ شاهى: انا اللى.

قاطعها بصوت غاضب ولكن منخفض وهو ينظر لها بطريقة ارعبتها: اللى قولته هيتنفذ، وبلاش تجربى زعلى [بتهديد] ولو أنا شيطان فانت وجوزك مش ملايكة، وعلى فكرة انا كمان عارف تصرفاته كلها بس سايبه يعيش دور المستقيم. 

ـ شاهى بصوت مرتعد: كله شغل فيه تجاوزات، بس أنت بتعدى كل الخطوط الحمرا.

ـ مازن بحدة: وكلكم بتفرحوا بده لو لكم فيه مصلحة، من زمان قوى من أيام بابا وأول ما ذكائى ظهر محدش وجهنى أستخدمه صح وكنتم مبسوطين باى تجاوزات تفيد البيزنس مهما كانت وبتعترضوا بس لو التصرفات دى لمزاجى، ولو أنا شيطان فانتم اللى خليتونى كده، فبلاش دلوقتى تعملوا ملايكة لأنى ما قابلت ملاك غير اللى جوه دى [أمسك ذراعها بقوة ونظراته تزداد حدة وصوته يزداد غضبا] وهتباتى معها وتحطيها فى عينيكى وهتوصليها الصبح لبيت أهلها [وبتهديد] واياكى، اياكى، تتكلمى معها عنى بطريقة متعجبنيش، مفهوم ولا مش مفهوم [أومأت براسها ايجابا برعب، فترك ذراعها ولان صوته وهو يقول] ولو عرفتى تكسبى ثقتها وتصحبيها ليكى عندى هدية كبيرة، يالا ادخلى لها.

فرت مسرعة من امامه، فاخرج هاتفه وأتصل بمصففه الشعر وخادمته، ثم اتصل بيوسف

ـ مازن: الو، أيوه يا يوسف،.. كنت عايز أعرف عملت الحاجات اللى طلبتها منك عشان أتابع انا الباقى لو طولت فى الرحلة، .. ترجع بالسلامة، صحيح كلمت جميلة بلغتها بسفرك، .. واتخانقتوا ليه بس، .. أنت غبي يا يوسف، كده بتحسسها انك معندكش ثقة بنفسك، وقلقان من حتة جربوع مش موجود اصلا، .. وأنت تفتكر أهله ممكن يبصوا فى وشها بعد ما اتسببت فى حبسه وغربته، .. أيوه طبعا كده هى تنبسط منك وممكن هى اللى تقلق وتحس انها مش فارقة معك وتتعدل، .. خلاص كمل سهرتك انت ورحلة سعيدة.

وأغلق الهاتف وهو يبتسم لتتسع بسمته حينما يسمع رنين هاتفها يصدر من غرفتها.

******************************

بعد مرور ساعتين.

ـ شابة: خلاص يا باشا المكان زى الفل.

ـ مازن: خلاص يا منال روحى، وخدى بكرة أجازة عشان سهرتك. 

ـ منال بسعادة: انت تأمر يا باشا عن أذن حضرتك. 

لتخرج من باب الشقة ليفتح فى نفس الوقت باب غرفة جميلة وتخرج منه شابة رائعة الجمال شديدة التزين قائلة: أوك مازن باشا، خلاص ظبطته وبقى تحفة.

ـ مازن بقلق: يعنى ماباظش يا مدام روكا.

ـ روكا بدلال: لا كده أزعل منك، روكا تمسك حاجة وتبوظ، وبعدين هو أساسا كان رووعه مش محتاج اى عناية هو بس أجزاء فى أطرافه اتحرقت وأنا شيلتها وكمان عملت لها قصة روعة.

ـ مازن بلهفة: طيب وعملتى اللى قلت لك عليه. 

ـ روكا بابتسامة وهى تخرج كيس صغيرة من حقيبتها: ايوه طبعا، دى كل الأجزاء اللى قصيتها، وزى ما أمرت من غير ما تاخد بالها.

تناول الكيس بلهفة وسعادة وأخرج مبلغ ضخم أعطاه لها وأوصلها الى الباب ثم عاد ليقف وراء بابها وهو يفتح الكيس ويدس أنفه بداخله يشم رائحته بنشوة ويخرج منه خصلة يقبلها بحنان ثم يخبئ الكيس بجيبه وينادى بهدوء: دكتورة شاهى.

لتخرج له شاهى بهدوء فيسألها: هى عاملة أيه دلوقت.

ـ شاهى بتبرم: دى المرة المليون اللى تسألنى وأقولك أنها زى الفل وأن من ساعة يوسف ما كلمها وقالها حاجة فرحتها وهى هادية ومتعاونة، وكمان مدام روكا ظبطت لها شعرها بطريقة تجنن وبقى شكلها يهوس، صحيح كانت زعلانة وهو بيتقص بس لما شافته عجبها، وهو لسه طويل قوى برضه.

ـ مازن بارتياح: طيب الحمد لله، ادخلى قولى لها أنى ماشى وأسأليها اذا كانت عايزة أى حاجة منى.

ـ شاهى بنفاذ صبر: حاضر.

وذهبت وعادت وهى تقول: بتقولك شكرا.

ـ مازن بهيام: قولى لها تصبح على خير.

وخرج بشرود دون أن يلقى عليها التحية.

******************************

الشيطان العاشق

الجزء الخامس


فى غرفة جميلة

جميلة تجلس على سريرها وهى تبكى منذ أن تلقت مهاتفة يوسف التى أخبرها فيها بعدم أستطاعته العودة لعدة أيام بسبب رحلة عمل مفاجئة ...... ونظرا للاصوات الماجنة التى كانت تسمعها حوله أثناء المكالمة أستطاعت أستنتاج

نوع العمل الذى سيسافر من أجله ...... ومع ذلك رفض أقتراحها بأن تقضى أيام سفره لدى والدتها ...... متحججا بأنه ليس من الأصول أن تذهب بدونه الى البيت الذى تسكنه أسرة خطيبها الأول ........ شهقت مذعورة حين شعرت بظل يسقط عليها لترفع رأسها بفزع لتجد مازن يقف بجوار سريرها ينظر اليها بشغف قائلا : أنا مش قلت لك أن دموعك غالية متنزلش على رخيص

أنتزعها صوته من صدمتها لتقول بصوت مرتجف : أنت دخلت هنا أزي

ليهمس بصوت كالفحيح : حد برضه يسأل الشيطان دخلت ازاى ...... وبانبهار ...... هو أنت صحيح حلوة كده ازاى

لتنتبه بفزع لهيئتها أمامه فقد كانت ترتدى بما يسمى بالهوت شورت جينيس وبدى أحمر بحمالات رفيعه وكان شعرها الطويل مسترسلا على ظهرها ....... فهبت فزعة تنتزع شرشف الفراش تستر به جسدها كله

ليقول ضاحكا : بتغطى أيه ياقمر ما أنا شفت خلاص

تحاول التظاهر بالشجاعه وهى تقول : أتفضل أطلع بره ....... أحسن أصوت والم عليك الناس

مازن ضاحكا : يا جامد ....... وبغمزة ايحائية .......  جامدة قوى ....... بس هو أنت متعرفيش أن يوسف عامل الشقة كلها عازلة للصوت عشان الخصوصية 

جميلة بصوت مرتجف : أنت عايز أيه

مازن بعيون تتأملها وكأنها تخترق الشرشف : ولاحاجة بس لاقيت أن فى السهرة بتبقى الدنيا دوشة ومش بنعرف نتكلم وخصوصا وأنت مبتخرجيش من الأوضة ....... قلت أجى على رواقة ونتعرف براحتنا وأعرف اجابة السؤال اللى مردتيش عليه

جميلة بحدة : أنت بتستظرف ....... بتتسحب زى الحرامية وتتهجم على بيتى من غير استئذان ....... عشان نتكلم ونتعرف

مازن بخبث وهو يقترب خطوة فيزيد انكماشها على نفسها ويزداد تمسكها بالشرشف : أنا متسحبتش أنت اللى محستيش عشان بتعيطى .... وبوقاحة .... وأنا أتهجمت عليكى ولا دى دعوة مستترة 

جميلة بصدمة : أيه

مازن بغمز: زعلتى عشان فهمتك علطول

جميلة بحدة : أنت أكيد مش طبيعي   

مازن بشرود وهو يقترب خطوة : حد يشوف الجمال ده كله ويفضل طبيعى

جميلة بشجاعة زائفة : خليك مكانك

مازن منتبها من شروده : ولو قربت هتعملى أيه ....... متخافيش ..... قلت لك جاى أتكلم ونتعرف وبس ....... وهامشى ...... بشرط

جميلة : شرط 

مازن : تسمعينى للأخر ...... وتردى على ونتناقش ....... وتجاوبينى على السؤال وبعدها هامشى علطول

جميلة بحدة : مناقشة أيه وأنا على السرير وبالمنظر ده

مازن بهدوء : نخرج نقعد بره ....... ومالك كده ده أنا شايف عنيكى بالعافيه

جميلة : هاتمشى علطول ........ وعد

مازن : وعد 

لم تجد جميلة مفر من مجاراته حتى تجد وسيلة للفرار من حصاره ....... جلس هو على مقعده المعتاد فجلست هى على أبعد مقعد ممكن 

مازن بهدوء : مرتاحة كده

جميلة بحدة : أكيد لا ...... أيه وجه الراحة وأنت مقعدنى نتكلم بالتهديد وأنا ملفوفة بملاية زى اللى عاملة نصيبة 

مازن بنظرة وقحة : لو مضايقكى فكيها 

جميلة بنفاذ صبر : عايز أيه

مازن بهدوء : تجاوبى على السؤال اللى مردتيش عليه

جميلة : ممكن أعرف أيه هو السؤال عشان مش فاكرة أنك سألتنى عن حاجة

مازن : تفتكري لو كنتى فى حمايتى أنا كان يقدر كلب زى ده يتجرأ على أوضتك

جميلة بغضب : مش المفروض لا كون تحت حمايتك ولا حمايته عشان ميحصلش اللى حصل ....... المفروض أنى مكنش موجودة فمكان زى ده مع ناس زيكم ...... عشان أبقى فى امان

مازن بهدوء: وجودك هنا ومعنا  ...... خلاص بقى أمر واقع وأتفرض عليكى ...... السؤال وأنت فى الواقع ده الأحسن تبقى تحت حماية يوسف اللى بعد ثالث كأس مبيشوفش قدامه ومخدش باله حتى من اللى دخلك ...... ولا تحت حمايتى أنا 

جميلة بحزم : أبقى تحت حماية جوزى ...... لأن موافقتى أنى ابقى تحت حمايتك متفرقش كتير عن أنى كنت أرحب بالحيوان اللى دخلى

مازن هازئا : جوزك ده على اعتبار أنى معرفش أن جوازك كان تضحية

جميلة بصدق : أى كان سبب الجواز ...... لكن بقى جوزى وربنا هيحاسبنى عليه ....... ومافيش سبب فى الدنيا يبرر الخيانة ...... حتى خيانتك ليه ...... أنت صاحبه ....... شايف أنه يستاهل تعمل فيه كده

مازن بهمس : فكرى بطريقة عادلة هو أغتصب حقك فأنك تعيشي الحياة اللى عايزها ........ وعيشك حياة أنت رافضها ........ وحتى الحياة دى مش قادر يحميكى ولا يسعدك فيها ........ يبقى من أبسط قواعد العدل أنك لو مضطرة تكملى فى الحياة اللى فرضها عليكى والا يدمر حبيبك أنك تعشيها سعيدة وفى أمان ........ولو على الخيانة فهو كمان بيخونك ولا أنت مش عارفة هو هيقضى اللى كام يوم الجايين أزاى ....... ورغم كده ما فيش خيانة ولا حاجة ....... هو أجبرك تتجوزيه ....... وأنا هاجبره يطلقك ونتجوز ...... منتهى العدل

جميلة : المفروض لو انا مخطوبة حرام تطلب منى أسيب خطيبى فما بالك وأنا متجوزة ....... لو دى مش خيانة أمال الخيانة تبقى أيه ....وبسخرية .... وحكاية أنه بدل خانى يبقى حقى أخونه ده على أساس أنى بحفظ نفسي عشانه وبس مش عشان ده أمر ربنا لى بحفظ العرض وأن الزنا من الكبائر ...... وبهمس ...... عارف أنت ليه بتتكلم كده مع اننا لوحدينا لانك مش بتوشوش أنت بتوسوس ....... أنت فعلا شيطان بتزين المعصية وبتلاقى لها مبررات 

بقدر سعادته حين نفت عنه لقب الشيطان فى لقاءهما الأول أحرق وصفها لو بالشيطان قلبه ....... هو يسعد بهذا اللقب من أى شخص سواها ولكن منها شعر وكأنه طعنه بقلبه ..... طعنة المته فأوعز له شيطانه بأن يرد لها الالم مزينا له الأمر .......مجسدا له بشكل رائع ....... فهى من النوع الذى لابد أن تخضعه للأمر الواقع ليتقبل أى أمر تريده ........ وهذا ما فعله يوسف ونجح فى ترويضها ........ أجبرها على الزواج فخضعت للأمر الواقع وها هى تجلس مدافعة عنه كزوج حقيقي له حقوق ........ لذا لما لا يفرض وجوده عليها لتتقلبه كما تقبلت يوسف ....... لو نالها الأن غصبا ........ ستتوسل اليه هى أن يتزوجها ....... معلوماته عن وسطها أنهم يقدسون ارتباط العلاقات الحميمة بالزواج فأن تمت خارج هذا الأطار فهو عار لا يمحوه غير الدم أو الزواج أصابته فكرة زواجهما بالنشوة والحماسة ..... وقف نظرا لها بشهوة وخرج صوته محشرجا وهو يقول : أنت اللى أخترتى ....... أنت شايفانى شيطان ....... والشيطان مبيحفظش وعود ....... قبل أن تستوعب الأمر كان قد وصل اليها ويده تقبض على الشرشف منتزعا اياه ..... وحين حاولت الوقوف دفعها لتسقط أرضا ليسقط فوقها محاولا نزع ملابسها ........ لم تجد حل غير أن تنهش وجنته بأسنانها ....... ليبتعد مصدوما متألما وهو يسب ....... حاولت أستغلال الفرصة واللجوء لغرفتها لغلق بابها وربما الوصول للشرفة للأستغاثة بالمارة ....... ولكنه تغلب على صدمته بسرعه ليلحق بها ممسكا بها من شعرها قبل ان تصل لباب الحجرة ........... دافعا اياها لتلتصق بالحائط خلفها محاصرا لها بجسده وهو يحاول تقبيلها ....... ليفاجأ بها تركله بين قدميه ركلة قاسية ...... ينحنى على أثرها متألما لتدفعه عنها وتفر هاربة اللى أقرب الأبواب اليها وهو باب المطبخ .......  تحامل على نفسه ووقف متتبعا لها ....... ليجدها تقف مرتجفة بجوار الموقد وشعر برائحة غريبة تتسرب الى أنفه ...... كان سيقترب الا انه وجدها تشهر قداحة أمام وجهها وهى تقول بصراخ هستيرى : لو قربت هاولع فينا سوا ...... وقف متسمرا مكانه من الصدمة للحظات ...... ليقول بعدها بهدوء : سيبى الولاعة اللى فى ايدك دى ....... وبطلى شغل عيال

جميلة بهستيريا : قرب وهاوريك جد ولا لعب عيال 

أخفته تلك الشرارات المتقدة بعينيها فحاول تهدئتها قائلا : أهدى يا جميلة ....... واقفلى الغاز ده ....... كده غلط

جميلة بصراخ : و أنك تغتصبنى ياحيوان هو ده الصح وظلت تصرخ فتركها حتى تهدأ

مازن بهدوء : يعنى أنت مش عارفة أن الانتحار حرام

 جميلة بهدوء : ومين قال أنى هانتحر ...... بما أن مفيش صوت بيخرج ...... التسرب بطئ هيعمل ولعه صغيرة هتعمل اشارة ضوئية زى بتاع السفن ...... ده غير أن انذار الحريق هيشتغل فى العمارة كلها ....... وهيلحقونا بسرعة

مازن محولا افزاعها : بس أكيد قبل ما يوصلوا لنا هنتصاب بحروق ...... يعنى جمالك هيضيع

جميلة بثقة : مش أحسن ما شرفى يضيع

كان يتحدث معها وعينيه تقيم الموقف كاملا ...... ليحسم أمره محددا أهدافه الثلاث ....... الشرشف الثقيل الموضوع على المائدة الخاصة بالخدم  ....... محبس الغاز الموجود خلفه بجوار الباب ....... وأخيرا أنبوب الأطفاء المجاور له

ليقول بهدوء : خلاص ياجميلة اهدى أنا خارج أهو ...... ليرجع بظهره للخلف بتروى وعندما يصل للمحبس وبخفة يرجع يده للخلف ويغلقه ويمسك بأنبوب الأطفاء و بحركة سريعه مفاجأة يتجه بسرعة اليها ولكنها كانت منتبهه متوقعه غدره فأشعلت القداحة لتمسك النيران بشعرها وستارة النافذة بالمطبخ ........ فى نفس الوقت الذى أمسك هو بالشرشف الثقيل ملقيا به فوقها ليمنع الهواء عن النيران فتنطفئ وأستخدم الانبوب لأطفاء الستارة لينتهى الأمربلحظة قبل أنطلاق أجهزة الأنذار وهو مازال محتضنا لها

الشيطان العاشق 

الجزء السادس


أستخدم الانبوب لأطفاء الستارة لينتهى الأمربلحظة قبل أنطلاق أجهزة الأنذار 

وهى مازالت تحت الشرشف تصرخ وتقاومه وهى تسعل بشدة ...... لتفلت من يده وتجلس على الأرض ملتصقة بالموقد وهى متكومة على نفسها تدفن رأسها بين قدميها وهى ترتجف ويسمع صوت نشيجها العالى ........ أقترب يحاول نزع الشرشف للاطمئنان على حالتها ..........ولكنه توقف عندما أصابتها حالة من الهستريا فقد أخذت بالصراخ وهى تغرز أظافرها بيده مدافعه عن نفسها وهى تظنه يحاول أكمال ما كان ينتويه  ...... ليبتعد وهو يقول مهدئا : خلاص أهدى ياجميلة والله ما هاعملك حاجة ...... عايز بس أشوف حصلك أيه ....... ليتعالى صريخها لسماع صوته الكريه ....... هشش هششش مش هلمسك خلاص هقعد بره وهاتصل بدكتورة تيجى تشوفك

خرج ليجرى مهاتفة وهو يقول لمحادثته : شاهى ...... تعاليلى حالا فى شقة يوسف ...... لا دلوقتى حالا ....... وهاتى معكى شنطتك ........ وحاجات لحد أتعرض للحرق ....... وكحة تقريبا بسبب الطفاية ........ وكمان اى مهدئ عندها هيستريا وعمالة تصوت ........ انهى المهاتفة ليعود اليها ليقف فى أبعد مكان عنها وفى الوقت نفسه يسمح له برؤيتها ..... ليقول من بعيد ...... أنا هو بعيد يا جميلة ...... الدكتورة جاية حالا ...... أرجوكى أهدى ..... نطق جملته الأخيرة لتفاجأه دموعه بالانهمار لأول مرة بحياته ..... ولكن لم تكن دموعه فقط هى أغرب ماحدث له فى هذه اللحظة بل ذلك الخافق بصدره الذى ظنه مات منذ زمن ليبعث من جديد مرتجفا لكل ارتجافة تصدر عنها متألما لكل تأوه أو نشيج يسمعه منها ...... هو كان يدرك أن تأثيرها عليه مختلف منذ رأها ولكنه لم يستطيع تفسير ذلك التأثير أو يحاول أنكار أحساسه ......الى أن وجدها والنيران تشتعل بها امام عينيها ليوقن وقتها أنه قد وقع أسير هواها ...... فلأول مرة يهتم بأى شخص سوى نفسه حتى أنه كان مستعدا أن يحتضنها مطفئا نارها بجسده غير مهتم سوى بانقاذها ...... قطع أفكاره طرقات على الباب ...... ليذهب مهرولا لفتحه .......  ليجد فتاة جميلة يدخلها وهو يهمس لها : شاهى أوعى تعرف أنك أختى ...... أنت دكتورة وبس

 شاهى بصدمة : أنت كنت بتعيط 

مازن : بطلى عبط ...... ده من الطفايا حرقت لى عينيا

شاهى : أوك ...... طيب ممكن أعرف الموضوع بالضبط

مازن : واقفة فى المطبخ النار ولعت ومسكت فى شعرها والستارة ........ طفيتها بمفرش والستارة بالطفايا ....... 

معرفتش النار عملت فيها أيه لأنها مستخبية تحت المفرش ومنهارة وعمالة تكح

 شاهى : أوك ........ وهى فين دلوقتى 

مازن : هى منهارة على الأرض فى المطبخ ...... بتوتر ...... بس هى خايفة منى ورافضة وجودى

شاهى بحدة : ليه ...... أوعى تكون عملت لها حاجة من عمايلك

مازن : لا ياشاهى دى حاجة تانية ...... شوفيها وهافهمك كل حاجة

تركته ودخلت اليها لتناديه بعد دقائق ...... ليجد جميلة تصرخ وتقاومها ........ وترفض الأستماع لها والتحرك معها 

شاهى : مازن ....... أمسكها أديها المهدئ مش قادرة أتفاهم معها ولا أسيطر عليها ...... ليزداد صراخ جميلة بدخوله اليها ....... لينفطر قلبه حزنا على خوفها منه والحالة التى أوصلها اليها 

مازن بحدة : سيبيها يا شاهى من فضلك وأخرجى انتظرى بره

شاهى  : بس لازم ت

ليقطعها بحدة أكبر : بعد أذنك يا دكتورة قلت لك أستنى بره

لتخرج وهى تهمهم ببعض الكلمات الحانقة ....... ظل بعيد ولكنه نزل بمكانه جالسا على الأرض ليكون بمستواها ........ ونظر لوجهها الذى يختفى معظمه خلف شرشف المائدة ...... ويرفع يديه مستسلما ........ وهو يقول بحنان : أنا بعيد أهو ومش هلمسك تانى ....... مش هامسكك عشان تخدى الحقنة ....... ولو خايفة تخديها وتنامى وأذيكى ....... متاخديهاش ....... لو هديتى مش هنبقى محتاجينها ....... وللمرة الثانية وبدون سيطرة منه يجد دموعه تنهال ليقول وصوته يغالب دموعه ...... أسف يا جميلة أسف ..... والله ما هاضايقك تانى ....... ولا هاجرحك ولو بنظرة ........ بس سامحينى ....... تشجع حين وجدها قد هدأت قليلا وأنتظم تنفسها بعض الشئ فأكمل ...... سامحينى وأنا هاعوضك ......... حمايتك وسعادتك اللى كنت بساومك بهم على الخيانة ........ دول تحت رجليكى من غير مقابل ........ وفوق منهم أحلامك أوامر ........ شاورى بس وأنا على التنفيذ .....وزداد بكائه وهو يقول ....... أرجوكى أنت مش عارفة حزنك وخوفك منى عاملين فى أيه ....... الشيطان ولأول مرة فى حياته يعيط عشان زعلك ....... وبرجاء ....... خلى الدكتورة تساعدك وتشوف حروقك ....... وتطمنى عليكى ...... وانا هامشى ...... والله ما هارجع ......  وأنت أقفلى بالمفتاح وسيبي المفتاح فى الباب ...... وحتى والله لو سبتيه مفتوح هقف عليه حارس ....وهو يمسح دموعه بيده كطفل ويقول باغراء ........ طيب لو سبتيها تهتم بيكى هاثبت لك كلامى وهاحقق لك أول أوامرك ...... أنا كنت بره لما يوسف كلمك وسمعت لما طلبتى تروحى لمامتك وهو رفض ......... خلى الدكتورة تساعدك وهاخليه يوديكى زى ما انت عايزة ....... أسعده أن يتوقف ارتجافها وترفع عينيها لتنظر لعينيه بتساؤل ........ فأكد لها بأمأة من راسه وهو يقول مؤكدا ...... جربينى ولو مقدرتش مش هتشوفى وشى تانى ....أسعده سكونها التام ... فقام وهو يحاول محو أثار دموعه ونادى قائلا ....... دكتورة شاهى  ....... لتدخل اليه شاهى متبرمة ......... المدام هتيجى معاكى من فضلك ساعديها ...... اتجهت شاهى اليها فوجدها ترتبك وهى تتمسك بالشرشف خوفا من أن يظهر جسدها حين تنهض فخرج ووقف ناظرا للحائط معطيا لها ظهره ...... ليشعر بها وهى تمر سريعا من وراء ظهره ليبتسم بسعادة ويزفر بارتياح ....... لتخرج له شاهى بعد دقائق فيهتف بها : سيبتيها ليه 

شاهى : دخلت تاخد شاور ورفضت أكون معها ساندتها ودخلت 

 مازن باهتمام : شوفتى حروقها

شاهى : شعرها هو اللى أتحرق من تحت ...... تقصه وتساويه ....... وفى شوية حروق ظاهرية فى كتفها ودراعها ...... هاهتم بهم لما تخرج ..... وأن شاء الله مش هيسيبوا أثر  

شعر بغصة بقلبه فقد فتنه شعرها حين رأه وأنبهر بشده طوله ونعومته بين يديه عندما جذبها منه وأحزنه أن يكون السبب فى أفساده وحزنها فقال بغضب : متساويهوش أنت ...... هاتصل بمتخصصة تيجى تظبضه .... ونظر للفوضى حوله ........ وكمان هاجيب حد ينضف البهدلة دى ....... وأنت باتى معها 

شاهى بحدة : هو أيه اللى أبات معها ...... و أقول لشريف أيه ....... أنت عارف أنه محرج على أورط نفسى فى تصرفاتك ....... وأنه واخد موقف منك ومن طريقة حياتك

مازن بغضب : وبيبقى فين موقفه ده لم بيبعتك جرى أول ما تقابلكم مشكلة فى شغلكم ....... وهو عارف كويس أنى هاحلها بطريقتى اللى واخد منها موقف

شاهى : انا اللى

قاطعها بصوت غاضب ولكن منخفض وهو ينظر لها بطريقة ارعبتها : اللى قولته هيتنفذ ........ وبلاش تجربى زعلى ..... وبتهديد .... ولو أنا شيطان فانت وجوزك مش ملايكة ........ وعلى فكرة انا كمان عارف تصرفاته كلها بس سايبه يعيش دور المستقيم 

شاهى بصوت مرتعد : كله شغل فيه تجاوزات ...... بس أنت بتعدى كل الخطوط الحمرا

مازن بحدة : وكلكم بتفرحوا بده لو لكم فيه مصلحة ...... من زمان قوى من أيام بابا وأول ما ذكائى ظهر محدش وجهنى أستخدمه صح وكنتم مبسوطين باى تجاوزات تفيد البيزنس مهما كانت وبتعترضوا بس لو التصرفات دى لمزاجى ....... ولو أنا شيطان فانتم اللى خليتونى كده .......  فبلاش دلوقتى تعملوا ملايكة لأنى ما قابلت ملاك غير اللى جوه دى

...... وأمسك ذراعها بقوة ونظراته تزداد حدة وصوته يزداد غضبا ........ وهتباتى معها وتحطيها فى عينيكى وهتوصليها الصبح لبيت أهلها ...... وبتهديد ...... واياكى ...... اياكى ...... تتكلمى معها عنى بطريقة متعجبنيش ....... مفهوم ولا مش مفهوم ....... أومأت براسها ايجابا برعب ....... فترك ذراعها ولان صوته وهو يقول ........ ولو عرفتى تكسبى ثقتها وتصحبيها ليكى عندى هدية كبيرة ........ يالا ادخلى لها ...... ففرت مسرعة من امامه ........ أخرج هاتفه وأتصل بمصففه الشعر وخادمته ...... ثم اتصل بيوسف : الو ..... أيوه يا يوسف.....كنت عايز أعرف عملت الحاجات اللى طلبتها منك عشان أتابع انا الباقى لو طولت فى الرحلة ......... ترجع بالسلامة ......... صحيح كلمت جميلة بلغتها بسفرك ....... واتخانقتوا ليه بس ........ أنت غبي يا يوسف ....... كده بتحسسها انك معندكش ثقة بنفسك ....... وقلقان من حتة جربوع مش موجود اصلا ...... وبعدين تفتكر أهله ممكن يبصوا فى وشها بعد ما اتسببت فى حبسه وغربته ......... أيوه طبعا كده هى تنبسط منك وممكن هى اللى تقلق وتحس انها مش فارقة معك وتتعدل ....... خلاص كمل سهرتك انت ورحلة سعيدة ........ وأغلق الهاتف وهو يبتسم لتتسع بسمته حينما يسمع رنين هاتفها يصدر من غرفتها

******************************

بعد مرور ساعتين

شابة : خلاص يا باشا المكان زى الفل

مازن : خلاص يا منال روحى ....... وخدى بكرة أجازة عشان سهرتك 

منال بسعادة : انت تأمر يا باشا عن أذن حضرتك 

لتخرج من باب الشقة ليفتح فى نفس الوقت باب غرفة جميلة وتخرج منه شابة رائعة الجمال شديدة التزين قائلة : أوك مازن باشا ....... خلاص ظبطته وبقى تحفة

مازن بقلق : يعنى ماباظشى  يامدام روكا

روكا بدلال : لا كده أزعل منك ...... روكا تمسك حاجة وتبوظ ...... وبعدين هو أساسا كان رووعه مش محتاج اى عناية هو بس أجزاء فى أطرافه اتحرقت وأنا شيلتها وكمان عملت لها قصة روعة

مازن بلهفة : طيب وعملتى اللى قلت عليه 

روكا بابتسامة وهى تخرج كيس صغيرة من حقيبتها : ايوه طبعا ........ دى كل الأجزاء اللى قصيتها .....وزى ما أمرت من غير ما تاخد بالها

تناول الكيس بلهفة وسعادة وأخرج مبلغ ضخم أعطاه لها وأوصلها الى الباب ثم عاد ليقف وراء بابها وهو يفتح الكيس ويدس أنفه بداخله يشم رائحته بنشوة ويخرج منه خصلة يقبلها بحنان ثم يخبئ الكيس بجيبه وينادى بهدوء : دكتورة شاهى

لتخرج له شاهى بهدوء فيسألها : هى عاملة أيه دلوقت

شاهى بتبرم : دى المرة المليون اللى تسألنى وأقولك أنها زى الفل وأن من ساعة يوسف ما كلمها وقالها حاجة فرحتها وهى هادية ومتعاونة ...... وكمان مدام روكا ظبطت لها شعرها بطريقة تجنن وبقى شكلها يهوس ....... صحيح كانت زعلانة وهو بيتقص بس لما شافته عجبها ..... وهو لسه طويل قوى برضه

مازن بارتياح : طيب الحمد لله ...... خشى بقى قولى لها أنى ماشى وأسأليها اذا كانت عايزة أى حاجة منى

شاهى بنفاذ صبر : حاضر

وذهبت وعادت وهى تقول : بتقولك شكرا

مازن بهيام : قولى لها تصبح على خير ...... وخرج بشرود دون أن يلقى عليها التحية

 ******************************

الشيطان العاشق 

الجزء السابع

بيت يوسف

بعد مرورعدة أسابيع ....... سهرة صاخبة كالمعتاد ومازن يجلس على مقعده المفضل ...... هادئ ظاهريا وهو يحترق داخليا بنيران الغضب والغيرة وهو يتابع شادى الذى يقترب ببطئ من باب غرفتها ...... وعندما يشتد الصخب يدخل شادى لغرفتها خلسة  ....... ليتبعه هو بسرعة فيجدها تقف مرتدية أسدالها وتمسك بأنية زهور ترفعها وهى تهدد بها شادى الذى يقف متحفزا للأنقضاض عليها ...... ليلتفت له الاثنان فور دخوله فيتجنب النظر اليها حتى لا تفضحه نظراته أمام شادى وينظر الى شادى وهو يقول بهدوء : تعالى ياشادى ..... ثم بأمر عندما لم يجد منه استجابة ....... أخرج 

ليخرج شادى لينظر لها بحب وهو يقول : ماتخافيش ...... ثم يخرج بسرعة ليعود لمقعده ويخرج هاتفة ويكتب لها رسالة { برافو عليكى أنك قاعدة بالأسدال ....... بس عشان تقعدى براحتك وتبقى مطمنة مفيش سهر فى البيت ده تانى ....... شيطانك الحارس }

 يقترب منه شادى بوجه محتقن قائلا بلوم : أيه ياميزو ..... أنا بس كنت عايز أقولها تفك بدل ما بتحبس نفسها من أول ما بنيجى

مازن بهدوء : تقوم تتسحب وتدخل أوضتها وكمان مش عجبك أنى لحقتك

شادى بسخرية : لحقتنى من عصفورة زى ديه ...... ليه كانت هتنقرنى 

مازن وهو يشير ليوسف المترنح : لا لحقتك من نسر كان هيقطعك

شادى هازئا : هو شايف قدامه

مازن بغموض : دلوقتى أه ....... لكن الصبح هيفوق ويشوف كل حاجة بعينه

شادى بدهشة : ده اللى هو ازاى

مازن بخبث : هو المفروض ما تكلمش فى حاجة زى دى ...... بس هاريحك ..... بس لو حد عرف أنى انا اللى قولت لك ...... استحمل غضب الشيطان

شادى : ومين يقدر على زعلك يا ميزو 

مازن باهتمام هامس كمن يبوح بسر : من فترة يوسف أخد مسئول كاميرات المراقبة فى الشركة من غير ما يقولى وجه به على البيت

شادى بذعر : يعنى ممكن يكون مركب كاميرات وبيسجل لنا

مازن بخبث : انا قلت ممكن يكون بيركب كاميرا فى أوضة النوم ...... بايحاء وقح ........ لمزاجه الشخصى يعنى ..... وعشان كده مقاليش 

شادى بعصبية : وممكن يكون بيصورنا وعشان كده صمم نرجع نسهر هنا رغم رفض مراته ...... واحنا اللي قسمنا سهراتنا فى البيوت عشان نبقى براحتنا ومردناش نسهر فى اى نايت كلاب ...... أهى سهرتنا هتبقى أون لاين

مازن بهدوء : مش للدرجة دى

شاددى بعصبية : لا للدرجة دى يا مازن ....... وأنت كمان شاكك فى كده ...... والدليل أن يوم سهرة يوسف انت مابتتحركش من الكرسى ده ولا بتشرب ولا بتشارك معنا فى اى حاجة وكله كان مستغرب الموضوع ده

مازن بتهديد : شادى قولت لك مش عايز مشاكل ....... ومتنساش أن يوسف شريكى

شادى باستسلام : متقلقش ياميزو أنا هتصرف من غير ماجيب سيرتك ....... بس لازم انبه الشلة كلها ........ ممكن أقولهم أن الشغالة بتاعتى قالت لى وكلهم عارفين أن هى اللى جابت شغالة يوسف وانهم قرايب

مازن باستسلام : براحتك ياصاحبى

شادى بامتنان : متشكر يا ميزو ربنا يخليك لينا

******************************

فى مكتب مازن

مازن : ما تهدأ بس يا يوسف

يوسف بعصبية : أنا مبقتش فاهم حاجة ....... فى حاجة بتحصل من ورا ضهرى ولازم أفهمها

مازن : ده كله عشان الشلة لاغيت السهر عندك ........ ما قلت لك ....... حد من جيرانك بلغ أننا بنعمل ازعاج  ..... لولا واحد ضابط حبيب شادى أتصل به وبلغه ..... وهما فضلوا يبعدوا عن الشوشرة

يوسف باستنكار : ازعاج ايه والشقة عندى كل حيطانها كاتمة للصوت

مازن بخبث : ماهو يمكن واحدة هتموت عليك وأنت مش معبرها ....... ولا واحد علمت عليه وخطفت المزة من بقه حب يردها لك ....... وبعدين أنت مضايق ليه ...... أديك خلصت من أكتر حاجة كانت عاملة مشاكل بينك وبين جميلة

يوسف بغضب : أهو كله كوم ...... وست جميلة دى كوم تانى لوحدها 

مازن باهتمام : ليه مالها جميلة

يوسف بعصبية : فيها حاجة غريبة ...... وأحوالها متغيرة بس مش عارف ليه ....... من أول ما رجعت من بيت أهلها ساعة رحلة الساحل ...... الأول فرحت لما جيت لاقيتها  مظبطة شعرها ومخليه يجنن بس لاقيتها غيرت أستايل لبسها وبقت تقعد فى البيت بالأسدال أو لبس خروج ورافضة تقلعه طول الوقت ..... وكمان كانت متوترة زى متكون خايفة من حاجة ........ وكان بيجيلها كوابيس كل يوم  ........ ورجعت هديت لوحدها ....... بس بعد فترة وخصوصا بعد ما اتلغيت السهرة من عندى بقيت أحسها أبتدت تتمرد ومابقيتش تخاف منى زى الأول ....... حاسس أنها زى ماتكون أستقوت بحاجة أو بحد ....... مش عارف ..... بس مش دى جميلة اللى كانت بتترعب من نظرة فى حاجة جمدت قلبها

 مازن بتوتر : يمكن أفتكرت أنك لاغيت السهرة عشان خاطرها وبتتدلع عليك ....... هاروح أنا مكتبي عشان فى حاجات متعطلة 

خرج من المكتب مهرولا والأبتسامه تملأ وجهه وقلبه يرقص فرحا ...... صحيح أنه قد تألم حين علم بمعاناتها  بسبب محاولته القذرة ....... الا أنها تخطت تلك الذكرى الكريهة ...... وتعافت من أثارها ....... بل وأصبحت تثق به وتعتمد عليه ......... هى ترفض حبه ووجوده بحياتها ........ولكن رغما عنها دون أن تشعر قبلت حمايته ....... قد تتظاهر برفضها خوفا من أن يطالبها بالمقابل ....... لكنها تعلم أنه يساندها ولن يترك أحدا يؤذيها ...... فأصبحت أكثر قوة وشجاعة ........ كم أسعده أن يكون هو مصدر قوتها حتى لو أنكرت هى ذلك 

******************************

فى منزل يوسف

بعد بضعة أسابيع ...... يدخل مازن مساندا ليوسف الذى وقف مترنحا يهذى بعد أن شرب حتى الثمالة ....... كان من الممكن أن يتركه يبيت لديه الليلة فقد كانت السهرة ببيته هذه المرة ........ ولكنه وجد نفسه يحمله ويأتى به الى هنا بعد أن قتله الشوق لرؤيتها ....... فمنذ أن منعت السهرات ببيت يوسف ...... لم يعد يراها سوى بتلك اللحظات التى يتتبعها فيها دون أن تلحظه فى زيارتها الأسبوعية لبيت أهلها التى كان له الفضل فى موافقة يوسف عليها ....... وقف متأهبا وعندما وجد باب غرفتها سيفتح أثر الضجة التى أحدثها يوسف قال بسرعة وبصوت عال : جميلة ...... خليكى فى أوضتك ....... أنا مع يوسف

حزن عندما وجد بابها وقد سكن مقبضه بعد أن كان يتحرك ........ فكم كان يشتاق لرؤية شعرها ليرى كيف أصبح ....... ولكنه فضل ارضاءها على شوقه 

ليفح بابها بعد لحظات ....... وتخرج منه وهى ترتدى أسدالها ....... وهى تقول بحنق : تانى يايوسف

ليضحك يوسف بهيستريا : هو أيه اللى تانى .... هو كان فيه أولانى

ليحتقن وجهها وهى تصرخ : شربت الأرف ده تانى وراجع بيتك تطوح 

يوسف بنزق : يووووو ...... هو أنت مبتشبعيش من الأسطوانه  دى ........ أنت أيه اللى خرجك مش لما باجى كده بتدخلى المخبأ بتاعك ....... يالا يا شاطرة روحى أستخبى وأبعدى عنى 

جميلة بعصبية : أنت عندك حق أنا لازم أبعد ....... أنا عايزة أطلق يا يوسف ........ ونظرت فى اتجاه مازن برجاء ورددت ....... عايزة أطلق

ليتفأجا معا بصفعة يوسف لها وهو يصرخ : واحدة زبالة زيك أنت ......

لتقطع عبارته وتفقده الوعى تلك اللكمة المدوية التي تلاقها من مازن الذى لم يستطع تمالك أعصابه والسيطرة على غضبه بعد أن ضربت أمامه ....... فلكمه وهو يهدر غاضبا : بتضربها يا حيوان 

لتشهق جميلة برعب عند سقوط يوسف مغشيا عليه فيلتفت لها مهدئا وهو يرفع يده أمامه اشارة لأنه لن يلمسها : متخافيش يا جميلة ...... متخافيش ....... أنا هجيب ثلج وأنت حطيه على خدك ........ وحسابه معايا لما يفوق

وبالفعل أعطى لها الثلج وهو يقف بعيدا يمتاز غيظا وهو يرى أثار أصابع يوسف وقد صبغت وجهها باللون الأحمر

....... ودموعها التى تنهال حزنا والما تحرق قلبه ....... ليقول برقة لم يعهدها بنفسه : أنت أحسن ...... بتوجعك قوى

لتجيبه بمزيد من الدموع ....... ليركل يوسف الذى تركه على الأرض ولم يهتم برفعه بالقدم ببطنه ....... لتشهق وهى تسحبه بعيدا عنه وهى تقول : لا خلاص سيبه ..... ده مش فى وعيه ....... منه لله

أحنقه مدافعتها عنه رغم فعلته ولكن شعر بنشوة سحرته بملامستها ليده وهى تسحبه بعيدا عنه رغم أنها قد تركتها بسرعة ....... فتنهد بلذة وهو يقول برقة : ممكن أطلب حاجة

أومأت برأسها ايجابا

فقال : هو ممكن تدخلى وتقفلى الباب  على نفسك وأبات أنا فى الأوضة التانية عشان لما يصحى ما يستفردش بك

فأومأت برأسها سالبا

فقال بحزن : خايفة منى

فقالت برقة وبصدق : لا بس هو مش فوعيه ...... يعنى كأنه مش موجود ...... وبخجل ..... وكده تبقى خلوة بينى وبينك وده حرام 

مازن بهدوء : أسف أنا مش بافهم فى الحاجات دى ...... بس أى حاجة تريحك أعملها ...... وبابتسامة ...... خلاص روحى أنت المخبأ بتاعك وأقفلى على نفسك بالمفتاح ...... وأنا هارميه فى أوضته وهاتصرف قبل ما يصحى 

هى بخجل : تصبح على خير

هو بهيام : وأنت من أهل الخير والسعادة

تابعها بنظره حتى أغلقت باب الغرفة الثانية عليها ..... فقام بتقبيل يده التى لامستها بسعادة ......... ثم أمسك بقدمىى يوسف وقام بسحبه حتى غرفته....... رغم قدرته على حمله ........ ولكنه كان ناقم عليه لضربه حبيبته أمامه ........ وعندما وصلا للسرير حمله والقاه عليه بعنف ........ ليجد مأزرها موضوع على حافة السرير فيمسكه ويدس أنفه به يستنشق عبيرها ويزفر بقوة ثم يقبله ويعيده مكانه و يخرج ليقف بضع لحظات ينظر لباب غرفتها وهو مبتسما ليغادر الشقة كلها مغلقا الباب خلفه بعد أن سمع صوتا يدل على وصول رسالته التى كتب لها فيها ...... { طلباتك أوامر ......... شيطانك الحارس }

******************************

الشيطان العاشق 

الجزء الثامن


فى اليوم التالى كانت تسمع طرقاته العنيفة على الباب ولكنها لم تخرج من غرفتها بناء على أوامره التى أرسلها لها فى رسالة منذ قليل ..... لتستمع لصياحات يوسف المحتجة على ايقاظه بهذه الضجة وكلماته المسبة لها لعدم فتح الباب ......... ثم صوت الباب يفتح  وسماع صوته وهو ينهر يوسف قائلا : صحيت أخيرا يابنى أدم

 يوسف متذمرا : فى حد يخبط كده ....... وبعدين الست هانم ما فتحتش ليه ....... لسه فى المخبأ

مازن بغيظ : وأنت فاكر  أنها هتبص فى وشك بعد اللى حصل امبارح

يوسف متأوها : وهو أيه اللى حصل امبارح ....... أنا حاسس أنى دايسنى قطر 

مازن بحنق : والمرة اللى جاية هيدوس على رقبتك

يوسف : فى أيه يا مازن ...... مالك سخن كده ليه

مازن بحنق : مش فاكر اللي عملته ...... لا وكمان بتشتكى أنها متغيرة معك ...... ده لو أنت علطول كده ........ ممكن تسمك وضميرها مرتاح

يوسف بصدمة : ليه يعنى عملت لها ايه للدرجة دى

مازن : لاقتنى ساندك وأنت بتطوح .......قربت تسندك معى ندخلك الأوضة نزلت فيها شتيمة وضرب ........ وأنا خلصتها من ايدك بالعافية

يوسف : ياخبر للدرجة دى كنت متقل ........ أنا مش فاكر حاجة بس قايم كأنى أنا اللى مضروب علقة 

مازن : طبيعى ما انت كنت عمال تتطوح وتخبط فى أى حاجة قدامك

يوسف : وهى عملت أيه بعد كده 

مازن : اول ما نفدت من ايدك جريت على الأوضة اللى جنبك وقفلت على نفسها

يوسف : هو أنا ضربتها جامد 

مازن بغيظ : شلفطتها ياحيوان ....... خلى بالك يا يوسف أنت زمان قلت لى ...... انك مش قلقان أنها كانت بتحب غيرك عشان مدلعها ومهنيها وتقدر تنسيها أسمها ....... بطريقتك دى مش بس هتحن لماجد ...... ده ممكن تحن لأى حد يعوضها قسوتك

يوسف بقلق : للدرجة دى

مازن : أنت مش متخيل أنت كنت همجى قد أيه 

فتركه يوسف واتجه لغرفتها وظل يراضيها حتى فتحت له ........ لتشب النيران بقلبه وهو يستمع ليوسف وهو يغازلها بكلمات ساخنة ويمطرها بالقبلات ......... فخرج مهرولا من باب الشقة قبل أن يفقد السيطرة على أعصابه ويتصرف بطريقة يندم عليها فيما بعد  

******************************

بعد يومان فى غرفة جميلة 

كانت جميلة تتطلع لهاتفها وهى لا تعلم معنى تلك الرسالة التى وصلتها منه بعد رسالة زوجها بلحظات { سامحينى ...... فدائما طرق الشياطين قذرة ......... شيطانك الحارس } ولاتفهم ما هذا الذى يطلب منها السماح لأجله ........ لتفاجأ بباب غرفتها يفتح منه جزء صغير لتستمع لشخص يقول ضاحكا بلهجة خليجية : باعودلك ياجميل ....... والله ما قصرت يا قمر ....... ثم يغلق الباب بسرعة لتفزع وتقوم وهى لاتعرف من هذا لتفاجأ بيوسف يقتحم الغرفة والشرر يقدح بعينيه وهو يصرخ : أنا تخونينى فى سريري يابنت الكلب ....... وهجم عليها يكاد يفتك بها لولا أن حال بينهما مازن الذى أقتحم الغرفة وهو يغض بصره عنها ويعطيها ظهره وهو يحكم سيطرته على يوسف الذى كان بحالة هيستيريا وهو لا يتوقف عن سبها بأقذع الالفاظ ...... وسحبه معه وهو يقول لها : أقفلى الباب عليكى وأوعى تفتحى الا لو أنا اللى قلت لك

ليصرخ يوسف : سيبنى يا مازن سيبنى أقتلها ........ ست الشيخة اللى زهقتنى من حرام ...... حرام ....... وده مش حرام يا ***** يا بنت ****** 

يوسف يكمم فمه وهو يحكم سيطرته عليه ويقوده للغرفة الأخرى مغلقا بابها عليهما ...... ويدفعه ليسقط على السرير وهو يقول صارخا  : أهدى يا يوسف أهدى 

يوسف بهيستريا : أهدى ..... أهدى أيه يا مازن ال***** دى خانتنى ....... خانتنى أنا ........ لا وبقيت دولية ...... وجيباه خليجى 

مازن : أهدى يا يوسف ...... متضيعش كل حاجة فى لحظة

يوسف بهستيريا : حاجة ايه اللى هخاف عليها بعد اللى حصل ....... عملت ناصح وأتجوزت المحترمة عشان أطمن ........ أتاريني نايم على ودانى وطلعت أى ******* أنضف منها

مازن بهمس : لا يا مازن مفيش حاجة ضاعت ...... بدل محدش عرف حاجة ...... يبقي مفيش حاجة ضاعت ...... كل حاجة هتضيع لو حد عرف حاجة عن اللى حصل هنا ...... طلقها وماشيها وأعتبر أنك قضيت لك يومين حلويين ........ وكفاية أنك ذلتها وأتجوزتها غصب عنها ..... ومتنساش أنى نبهتك أن قسوتك عليها هتخليها تنفجر

يوسف بنزق : أنت أتجننت يا مازن ........أنت عايزنى أسيبها بعد ما ضيعت شرفى 

مازن بهمس : أنت اللى هتبقى مجنون لو خليتها تضيعك أكتر من كده ...... يوسف أنا يمكن ما قلتش لك الكلام ده قبل كده ....... بس الحقيقة أنى زى ما الشغل كان ماشى بدماغى كمان كان ماشى بعلاقاتك ....... مفيش بيت من معارفنا مفيش فيه بنت تتمنى رضاك أخت أو بنت أو حتى زوجة كلهم كانوا نفسهم يدخلوا موسوعة فلانتينو ....... كنت كتير باستخدم أسمك اللى كان زى المفتاح السحرى اللى بيفتح كل الأبواب المقفولة خصوصا لما كنت مرتبط بالبرنسس سوزى ....... كلهم كانوا بيحاربوا عشان يبقوا كسبوها وكمان فازوا بيك ......... لكن من يوم ما أتجوزت البنت دى وتأثيرك قل كتير ....... لان منهم اللى شافوا ان منافستهم لواحدة أقل منهم أهانة ليهم ....... ومنهم اللى أفتكرت أنك بتحبها بجد والا مكنتش اتجوزتها وهى بالمستوى ده ....... وأنت نفسك لاحظت أن شغلنا أتأثر ..... وقعدت تقولى أنى فى حاجة شغلانى وواخدة اهتمامى

يوسف بنزق : وايه علاقة ده بانى أنتقم لشرفى اللى ضيعته

مازن هامسا : تفتكر فى أى ست ممكن تفكر فى رجل خانته واحدة ست أقل من مستواها ....... يعنى ترضى باللى أقل منها مارضيتش به

يوسف بحيرة : يعنى أيه يا مازن ....... يعنى هسيبها بعد اللى عملته

مازن بحزم : لا طبعا ..... أنت هتسلمها لى وانا هاعرف أندمها على اليوم اللى فكرت تخونك فيه ....... بس مش دلوقتى

يوسف بحيرة : امتى

مازن بهدوء : الأول تطلقها دلوقتى حالا ....... ونصوركم وأنتم بتطلقوا بشكل متحضر ....... وبسبب يليق بفلانتينو ...... أنت وسوزى بتحبوا بعض ...... وبخلاف عادى ولحظة عند منك أتجوزت واحدة أقل منها كنوع من العقاب ........ ودلوقتى المياه رجعت لمجاريها ....... وأنفصلتم بهدوء بعد ما خدت كل حقوقها

يوسف بسخرية : كمان

مازن بحزم : ورقة قدام الكاميرا لكن مش هتاخد مليم ........ وأوعدك بشرفى أنها هتاخد اللى تستحقه ........ وأنت عرف وعد الشيطان ........ وبعدين ماهو ده العادى من أمتى حد جاب لك حقك غيرى ........ بس المرة دى مجاملة ومن غير حساب ....... كل اللى غلط هيتعاقب ...... وأنت عارف عقاب الشيطان

يوسف بتنهيد : أهى دى الحاجة الوحيدة اللى ممكن تبرد نارى ..... أنى عارف أن اللى يوقع تحت أيدك الموت أرحم له 

مازن بصدق : والله هتاخد نصيبها اللى تستحقه

يوسف بتردد : بس تفتكر سوزى ممكن توافق ترجع لى بعض اللى عملته والكلام اللى قولته عليها

مازن بحزم : دى كمان سيبها على ....... أنا هاقنعها بطريقتى

يوسف بحيرة : يعنى المفروض أعمل أيه دلوقتى

مازن بحزم : هنخرج دلوقتى وهتسمع كلامى وتنفذ كل اللى هاقولك عليه بهدوء .... وبتهديد .... ولو عملت حاجة غير اللى بقوله ........ وفقدت أعصابك و مديت أيدك عليها ...... هاسيب الموضوع كله وورينى بقى ساعتها هتدارى على الفضيحة دى ازاى أو هتقنع سوزى ترجع لك ازاى 

يوسف باستسلام : خلاص يامازن اللى تشوفه

مازن : طيب خليك هنا عقبال ما أقولها تلبس وأتصل بالمأذون

أقترب مازن من باب وغرفتها ليحدثها من وراءه قائلا : من فضلك يا جميلة ألبسي طقم شيك وأعملى مكياج خفيف ....... واستعدى عشان فى ناس جايين

ليأتى المأذون ويتم الأمر كم خطط له مازن تماما ...... وبعد اتمام الأمر وتوثيقه بفيلم مصور يوضح مدى الرقى الذى أنتهت به هذه الزيجة ...... واسترداد يوسف للشيك الذى أعطاه لها أثناء التصوير ......... أوقفها يوسف ليقول لها بغل : جميلة ..... لولا مازن مكنتيش خرجتى من هنا على رجليكى

لتبتسم بمرارة وهي تقول : أنا مش خاينة يا يوسف ....... لكن منكرش أن من يوم ما دخلت البيت ده وأنا بادعى ربنا يبعت لى معجزة تنجدنى لكن ارادة ربنا ان نجدتى تكون بدماغ شيطان .... ونظرت لمازن .... ورغم كده انا مديونه له بحريتى حتى لو اذانى قاصد 

يوسف هو يقترب بعصبية : اه يا بجحة ...... يا فاجرة

لتوقفه صرخة مازن الحادة : يوسف

ليتجمد مكانه وهو يقول باستسلام : أوك يا مازن

مازن بهدوء : اتفضلى أنت يا جميلة

لتهبط جميلة لتفاجأ بشاهى بانتظارها داخل سيارتها وتنادى عليها : جميلة

جميلة بدهشة : دكتورة شاهى ...... ازى حضرتك

شاهى : اركبى يا جميلة

جميلة بدهشة : اركب ..... ليه 

شاهى : مازن هو اللى اتصل وقلى أستناكى هنا وأديكى الظرف ده وأوصلك

لتمسك جميلة بالظرف وتفتح الباب لتركب وتنطلق شاهى بسيارتها

الشيطان العاشق 

الجزء التاسع


فى بيت مازن

تدخل سوزى وهى ترتدى نظارة شمس ضخمة وقبعة كبيرة  حتى لا يتعرف عليها أحد وهى تدخل اليه

سوزى بتوتر : هاى مازن ... وحشتنى يا قلبى

مازن وهو يقبلها : أنت أكتر يا حبى

سوزى بتوتر وهى تسحب كأس وتملأه: استنى نشرب لنا  حاجة الأول يا ميزو

هو يعلم أنها تكثر الشراب بصحبته لتتغلب على نفورها منه وخوفها من نظرات عينيه ....... وأنها قد تورطت بعلاقتها معه بلحظات ضعفها وأستمرت بها خوفا من غضبه ....... فسحب الكأس من يدها وهو يقول بهدوء : لا يا سوزى مش محتاجة تشربى النهاردة وكمان مش هينفع لأن المفاجأة اللى محضرها لك محتاجة أنك تكونى فايقة جدا 

سوزى بفضول : مفاجأة أيه

مازن ببطء : يوسف

سوزى بقلق : ماله

مازن بحزن : أنا عارف أنك لسه بتحبيه ياسوزى

سوزى بتوتر : لا طبعا

مازن بحزم : متنكريش يا سوزى ...... أنت متقدريش تبقى معي الا لما تبقى مش شايفة قدامك ....... ودايما مرعوبة أن حد يعرفه يعرف بعلاقتنا ...... ده غير نداكى عليه وأنت فى حضنى

سوزى بخوف : مازن أنا 

مازن بأسى مصطنع : الحب مش بادينا يا سوزى ........ وزى ما أنت بتحبيه ....... أنا كمان حبيتك ........ وحبى لك كان أكبر من أنانيتى  ....... عشان كده كل اللى هامنى سعادتك يا حبيبتى ....... حتى لو ضحيت بحبى ....... بس أحقق لك اللى بتتمنيه

سوزى بارتباك : مش فاهمة

 مازن بهمس : الفترة اللى فاتت كل اللى كان هاممنى وشاغلنى عنك أن أسعدك ....... أرجعلك حبك ................. وأرد لك كرامتك ...... لأن مش سوزى عزام اللى واحد يسيبها ويفضل عليها واحدة أقل منها فى كل حاجة ....... وأجيب لك حقك من اللى جرحك وأرجعه زاحف يتمنى رضاكى ....... والنهاردة  بس قدرت أحقق ده ........ ودليل حبى هيبقي هدية وداعنا يا سوزى ....... أنا جبتلك مازن زاحف تحت رجليكى ....... طالب يتجوزك بأى شروط أنت عايزها ........ عشان ترفعى رأسك من تانى ياقلبي ....... وترجعى سوزى برنسس الشلة

سوزى بدهشة : بس أزاى ...... يوسف متجوز ....... وقطع علاقته بي بعد ما أهانى ....... وأتجوز اللى شاف أنها أحسن 

مازن بهمس : وأنا عاقبته على جرحه لحبيبتى بنفس السلاح اللى جرحها به ......... والبنت اللى فضلها عليكى خليته يفتكر انها بتخونه لما شاف الولد اللى انا اتفقت معه واديته نسخه المفتاح واقف قدام اوضتها بيقفل الباب وهو بيقول كلام منحط من غير ما يعرف ان الولد ده كان واقف بس قدام بابها من غير ما تشوفه وأنه عمل كده باشارة منى واحنا داخلين ...... بعد ما جيبت يوسف فالتوقيت ده بالذات بحجة خايبة ..... ففتح الباب وقال الكلمتين وقفله بسرعه وكأنه بيخرج من الاوضة ...... وهى رعبها وخجلها من كلامه خلاها تتسمر مكانها لغاية ما دخل لها يوسف وطبعا لاقها هى كمان لابسه قميص وعاملة ميك أب وبشعرها صدق انهم كانوا مع بعض ...... ومتخيلش أن أنا واحنا فى العربية اللى بعت لها رسالة من تليفونه تجهز نفسها لأنى راجع بدرى ........ ولولا لحقته كان قتلها لكن انا خوفته على اكتر حاجة بيخاف عليها سمعته كدنجوان ومعشوق الجنس الناعم وخليت أمله الوحيد فأنه يركع يترجاكى تتجوزيه ويرد لك كرامتك قدام الشله كلها ....... وأهو يا حبيبتى تحت رجليكى أعملى فيه اللى أنت عايزه

سوزى بخوف : مش ممكن يكشف الموضوع أو يدور على الولد عشان ينتقم

مازن بغرور : تفتكرى حاجة زى دى ممكن تعدى على الشيطان ...... الولد من محافظة بعيدة ...... وكان مركب سكسوكة وشنب وبيتكلم خليجى وأول ما شوفناه زاغ من باب المطبخ اللى كان مفتوح بهدومه الداخلية زى ما شافه ....... وكل اللى لاقه يوسف فى الريسيبشن غترة وجلبية بيضا فيها ريالات سعودى كتير من غير أى أوراق رسمية ....... يعنى لو حتى فكر يدور يتفضل يروح السعودية براحته 

سوزى بصدمة : مش عارفة أقولك أيه يا مازن ...... متخيلتش أنك ممكن تكون بتحبنى للدرجة دى ........ وتعمل كل ده عشانى

مازن بصدق : اللى بيحب بجد ممكن يعمل المستحيل عشان حبيبه يبقى سعيد حتى لو سعادته مع غيره ....... المهم يشوف الفرحة فى عينيه

******************************

فى منزل يوسف ...... بعد مرور عامين

دخل مازن من الباب قائلا بلهفه : ايه يا ابنى خضتنى ايه اللى حصل

يوسف بتلعثم : سوزى مصرة تسيب البيت وانا مش قادر امنعها فحبستها فى الاوضه واتصلت بك يمكن تقدر تقنعها

مازن بحدة : انت اتجننت تحبس سوزى عزام ده ابوها يمحيك من على وش الارض

يوسف بخوف : امال لو عرف انى ضربتها بالقلم

مازن بصدمة : يبقي اكيد اتجننت فعلا

يوسف : ماهو طبيعى انى اتجنن ........ لما يجينى صور لمراتى مع رجل فى سرير يبقي لازم اتجنن

مازن بدهشة : صور ايه

يوسف بارتباك : انهارده الصبح واحنا بنفطر جه ظرف مليان صور لها مع واحد أعرفه ....... ولما وشى اتغير سألتنى مالك ...... ضربتها بالقلم ورميتهم فى وشها ولسه هامسكها اجيب اجلها ........ حدفتنى بطبقها وجريت على الاوضه وقفلت على نفسها وفضلت تشتم من ورا الباب .... وتقول انها مش زى الزباله اللي كنت متجوزها وانها مش هتقعد على ذمتى لحظة واحدة بس بعد ما تثبت ان الصور مزورة وبعدها تسيبنى لابوها ولصاحبى اللى ظلمته يربونى ........ كانت بتتكلم بثقة حيرتنى....... فسبتها وخرجت ولفيت على ثلاث معامل تصوير كبار اكدوا ان الصور متركبه واخر معمل قالي انه يعرف الصور دى وطلع لى الصور الاصليه من النت وفعلا نفس الصور بس متركب عليها وش سوزى ...... وبتلعثم ..... ووشه ...... بس ايه شغل عالى قوى وكانها حقيقه .......... رجعت بسرعه وحاولت اهديها وقول لها انى عرفت الحقيقه بس اتجننت ومصممه تمشي وانى اطلقها .......... فالمردى انا اللى حبستها لحد ما تهدى وكمان انت تيجى تساعدنى خصوصا أنها مصممة أن أنت وباباها لازم تعرفوا ... بخوف .... فأنا قلت أنت أهون ....... لأنك صاحبى وأكيد هتفهمنى وعمرك ما هتزعل منى وهتساعدنى نهديها وترضى متقولش لابوها

مازن بدهشة : وأنا هزعل منك ليه

يوسف بتلعثم وبنظرات زائغة : عشان أنت ...... أنت صاحبى اللى كان فى الصور 

مازن بصدمة : وانت يا بنى تخيلت أن ممكن أعمل كده معك ازاى ........ وبعصبية ...... وبدل انا زبالة قوى كده ..... سيبلى شغل الشركة كله على كتافى ليه ....... وكل اسرارك ومشاكلك عندى ليه 


يوسف بندم : أسف يا مازن ..... أنا مفكرتيش ..... مقدرتش امسك اعصابي يا مازن ...... فلحظة افتكرت منظر الحيوان اللى كان خارج من اوضه الزباله جميلة عريان وهى بقميص النوم

مازن بصدق : انت ازاى تقارن جميله بسوزى ......مفيش وجه مقارنه اصلا ...... تنهد ثم اكمل ......... بص يا يوسف جميله وانت عارف انها بتكرهك من اول يوم شافتك فيه وكرهتك اكتر بعد ما اجبرتها على الجواز منك .......... لكن سوزى طول عمرها بتحبك ده غير انها قبلت انها ترجع تتجوزك عشان تصلح صورتك ومحدش يعرف ان اكبر دنجوان فى البلد مقدرش يسعد  مراته و خانته ....... بعد تضحيتها دى يكون جزاءها انك تصدق عنها كده

يوسف : الحيوانه جميله هى السبب هى خلتنى اشك فى كل الستات ......... كانت عايشه على دور ست الشيخه المحجبه المحترمه ورغم كده طلعت خاينه ...... خلتنى اقول فى نفسي امال بقي سوزى المجنونه اللى اصحابها كلهم رجاله هتعمل فيا ايه ......... بس والله ما هسيبها وهدمرها ......... انا سمعت كلامك وسبتها السنتين اللى فاتوا عشان الموضوع ينام والناس تصدق اننا انفصلنا لانى لسه بحب سوزى وانى اتجوزت جميله عند فى لحظه خلاف ما بينا وعوضتها عن ده بمبلغ محترم ......... وحافظت على صورتى كجنتلمان .......... لكن خلاص الموضوع اتنسي وجه وقت الحساب

مازن : تبقي فعلا اتجننت ........ اى حاجه هتحصل لجميله الموضوع القديم هيتفتح واللى بعت لك الصور النهادرة اكيد فى دماغه حاجة ويمكن عايز يثبت ان كل جوازاتك فاشله وأن عندك مشكله ....... ولو اتعرف ان جميله خانتك يبقي انت اللى اتدمرت مش هى ......... وبعدين مين قالك انها مدفعتش وبتدفع حساب كل اللى عملته .... لتانى مرة بتهنى وأنت بتشك فى أنى نفذت وعدى لك وأديتها اللي تستحقه .... لأن رغم غباءك وشكك فى فانت صاحب عمرى ...... وانا لايمكن اسيب حقك

يوسف بحيرة : مش فاهم ........عملت ايه يعنى ماهى سافرت لحبيب القلب واتجوزوا وبيتمتعوا بالشغل اللى مكنش يحلم به اللى انا جبته له

مازن بحدة : انا ..... انا اللى اتصلت بماجد ودفعت له مبلغ محترم واقنعته انه يفهمها انه لسه بيحبها ويتجوزها بعد ما فهمته ان هى اللى جريت وراك عشان فلوسك وهى اللى طلبت منك تحبسه عشان تدارى على طمعها قدام الناس وتبان الحبيبه المضحيه .......  وعرفته كمان بخيانتها لك .......... وبقالها سنتين من يوم ما تجوزوا وهى عايشه معه فى جحيم وامل حياتها تتطلق وهو رافض وبيهددها انه يحرمها من ابنها بعد ما خلفت منه ........ وكل فترة برقيه وبزود مرتبه عشان يفضل متمسك بها وينتقم لك منها وده اكبر انتقام ان عذابها يبقي بايد حبيبها .......... انتبه لجرح دامى بجوار اذنه فسأله ...... وبدهشة ...... ايه ده مين اللى علم عليك كده

يوسف بنزق : المجنونه سوزى حدفتنى بالطبق ....... ثم اكمل باسما بس تصدق مش زعلان بالعكس مبسوط منها ....... على الاقل كانت واثقه من نفسها ....  مش جميله الزباله اللى فضلت متنحه وانا عايز اموتها لولا انت لحقتها من ايدى ...... وتماسكها الفظيع وبجاحتها لأخر لحظة وهى بتأكد أنها مش خاينة ........ عايزنى أكدب عيني وأصدقها بنت ال*****

مازن : خلاص انسي الموضوع ده وانا باحلف لك انها خدت اللى تستاهله والحق رجع لاصحابه ......... خلينا دلوقتى فى سوزى والنصيبة اللى أنت عملتها ....... وبتحذير ....... وده أخر موقف هاقف فيه جنبك .... وبتهديد ..... وبعد كده هنقعد ونصفى حسبنا على شكك في ....... وأنت عارف الشيطان ما بيسيبش حقه 

يوسف بخوف واعين زائغة : وحقك عندى ياميزو ...... واللى تأمر به هيكون ........ بس خلصنى من الموضوع ده ....... أنت عارف ابوها دلوقتى بقى مش زى زمان ده ممكن يضيعنى

مازن : طيب هات المفتاح وأخرج بره لحد ما أهديها ....... لأنها لو شفتك وهى فى الحالة دى مش هاقدر أسيطر عليها 

يوسف : خلاص أنا هقف بره وكمان هقفل عليكم زيادة احتياط ...... لحسن تسهيك وتهرب ...... ولما تهدى كلمنى افتح لك ....... امسك مفتاح الاوضة اهو

خرج يوسف واغلق الباب من الخارج واتجه مازن لفتح باب الغرفة المحتجزة بها سوزى ........ لتجرى سوزى عليه ملقية نفسها باحضانه وهى تبكى وتصيح بعصبية : شوفت خطتك السودة عملت في أيه ...... كان هيموتنى

مازن : سوزى انت اتجننتى قدرى كان واقف وسمعك

سوزى بنحيب : لا ما انا سمعته وعارفه انه هيفضل بره لغايه ماتناديه وتقوله انك هدتنى

مازن : ماشي ياقمر طيب تعالى بقى نتفق وبعدين اهديكى برواقه

سوزى وهى تريه علامه الصفع على وجهها : شوفت عملتك السودة ....... مش عارفه انت ايه اللى خلى يطق فى دماغك تعمل خطة الصور دى ............ لولا انك كنت منبهنى ومستعدة ومجهزة المفتاح بالباب كان موتنى

مازن : سوزى انا عمرى ضريتك ....... وعندما وامأت برأسها نفيا اكمل حديثه ......... ياقلبي انا ضحيت بحبي لك ..... وبسعادتى معكى ..... وانت عارفة أن الفترة اللى كنا فيها سوا كانت احلى أيام عمرى حتى لو كانت فى السر....... ضحيت عشان أنت تبقى سعيدة 

سوزى : انا مش ناسيه كل اللى عملته علشانى يا مازن ..... بس مش فاهمه ليه فكرت فى موضوع الصور ده

مازن : اولا عشان أمانك أنت ...... خفت حد يكون شم خبر بعلاقتنا ويبلغه ....... الحركة دى هتخليه حتى لو وصلته اى أخبار هيبقى مقتنع ان فى حد عايز يوقع ما بينكم و هيخاف يواجهك وتطلعي بريئه تانى وساعتها يخسرك ... وبآسى .... وثانيا عشان مش قادر يا سوزى ...... مش قادر أفضل أتعذب وأنت جنبى وملك لغيرى لازم أبعد يمكن أرتاح ....... لو بعدت من غير سبب هيشك ...... لكن كده من حقى أبعد بعد ماظلمنى وشك في ..... وكمان هافرض عليه شروط التخارج اللى تناسبنى واحنا بنفض الشركة ....... ماهو مش عدل أن أخسر فى الحب وكمان فى البيزنس

سوزى بدهشة : بس أنت كنت مستفيد من شراكة يوسف ....... وأنك تفض الشركة عشان تبعد عنى ...... ده معنى خسارة كبيرة لك وتضحية جديدة 

مازن بألم : أنا مش هنكر أنى كنت باستفيد من نفوذ عيلته ........ بس نصيبي كده .... وبرجاء .... وبعدين أفتكر بعد منصب عمى عزام الجديد أنك مش هتكسفينى لو طلبت منك طلب

سوزى بحماسة : أكيد يا مازن ...... أنت تأمر مش تطلب

مازن بهمس : ربنا ما يحرمنى منك ....... ويقوينى على بعادك ...... بس كمان فى حاجة مهمة عايزك تعمليها ........ عايزك تقولى ليوسف انك سمعتيه وهو بيقولى على انتقامه من جميله ........ وهدديه ان ده بالنسبه لك يعتبر نوع من الغيرة والاهتمام بها وانه ينساها خالص والا انت مش هتسكتى

سوزى : طيب ليه ما نسيبه يقتلها و تروح فى داهيه

مازن هامسا : وبرستيجك لو حد عرف انك ما قدرتيش تنسيه واحدة زى دى ولسه بيحوم حواليها ........... ده غير انه ممكن وهو بينتقم منها تحكي له على اللى حصل بجد ويصدقها و يرجع لها لو حس أنها مظلومة ...... وساعتها يبقي فضلها عليكى لتانى مرة ....... وممكن يحاول يتأكد من الحقيقه وساعتها ميزو هو اللى يضيع 

سوزى بلهفه : الف بعد الشر عنك يا ميزو ....... أنا مش ممكن أذيك بعد كل اللى عملته عشانى ...... ده لولا وجودك فى حياتى كنت ضعيت لما سابنى ...... ومكنتش قدرت أحافظ على صورتى وأرجع ثقتى بنفسي   

مازن بهمس : وأنا دايما جنبك وفى خدمتك ...... والقلم اللى خدتيه بسبب خطتى ...... هيدفع تمنه غالى ........ دلوقتى هاناديه وهتحطى شروط الصلح اللى ترضيكى يا برنسس ....... وأنا هاجبره يوافق عليها

سوزى ببكاء : ربنا يخليك لى يامازن ...... أنا عارفة أنى جرحتك كتير ........ وأنك ضحيت عشانى كتير  ..... بندم ...... وياريت على حاجة تستاهل ...... يوسف طلع أنسان ما يتعاشرش ........ مش هو ده البنى أدم اللى أنا حبيته ....... ولولا أن بابا مانعنى أجيب سيرة الانفصال بسبب أنه مش عايز شوشرة بعد ما مسك منصب حساس زى ده ....... كنت رميته زى ما رمانى زمان وراح لست جميلة بتاعته

******************************

الشيطان العاشق 

الجزء العاشر


بعد مرور عام ونصف

فى بهو احدى الفنادق الفخمة بدولة الأمارات ...... يجلس مازن بصحبة شاهى وماجد

مازن بهدوء : قولت أيه يا ماجد

ماجد بغموض : والمفروض أقول أيه

مازن بتلاعب : تقول رأيك فى العرض اللى قولته لك

ماجد بحدة : وياترى ده عرض فعلا ومستنى رأيى ولا قرار وحضرتك بتبلغنى به

مازن بعبث : وليه تفكر بالشكل ده ...... أكيد أنت عارف أنى مهتم بعيلتك وأمانهم ...... وأن أى فكرة بتكون عشان مصلحتهم ...... ولا أنت عندك شك فى كده

ماجد بسخرية : لا طبعا حضرتك عمرك ما قصرت فى توضيح مدى اهتمامك ب ..... بعيلتى

مازن بهدوء : يبقى متفقين ...... زى ما فهمتك أنا من ساعة ما فضيت الشركة مع يوسف ....... صممت أخد الفرع هنا من نصيبى عشان أقدر أحميكم ....... لكن دلوقتى جدت ظروف ومضطر أتخلى عنه ........ وكده مش هبقى مطمن عليكم زى الأول ....... وعشان كده عرضت عليك تنزلوا مصر ...... وشغلك مضمون فى مستشفى أختى الدكتورة شاهى أو حتى فى المجموعة بتاعة جوزها ..... اللى يعجبك وهى قدامك أهى وردت على كل أسئلتك ....... واساسا محدش هيعرف أنك نزلت مصر لأنك الأول هتسافر السعودية تقعد شهرين وبعدين ترجع مصر بعد ما أكون ظبطت لك الأمور كلها ....... وأطمنت أنكم هتكونوا فى أمان

ماجد بتحدى : اوك ...... يا مازن بيه هافكر وأخد رأى العيلة وهبلغ حضرتك

مازن بعبث : بلغهم تحياتى ........ اه ودى تذاكر السعودية ومعهم تصريح بالحج بما أنكم هتكونوا هناك وقت العيد ....... ده طبعا لو فكرت وقررت تسافر

نظر له ماجد بغضب ...... وتناول الأوراق من يده بشدة وذهب دون أن يرد ....... فالتفتت له شاهى وهى تقول : حرام عليك ....... أنت بتعمل فيه كده ليه ...... ده أنت بنفسك اللى سيبتها له

مازن بغضب : أنا مسبتهاش ....... ولا عمرى هاسيبها

شاهى بدهشة : أنت هتجننى ...... ده أنت بنفسك اللى قلت لى أنك بعد ما خليت يوسف يطلقها ...... وخليتنى أقعدها فى جناح عندى فى المستشفى ....... أنك جيت هنا وشرحت له كل حاجة وظروف جوازها وعذابها فيه ...... حتى النصيبة اللى طلقتها بها حكيتها له ....... وطلبت منه بنفسك أنه يتجوزها ويعوضها وأنك هاتحميهم من يوسف

مازن بغموض : طلبت منه يتجوزها أه ..... لكن كمان قولت له أنى بحبها ....... شوفتى واحد بيسيب واحدة وهو بيقول أنه بيحبها 

شاهى بدهشة : أمال خليته يتجوزها ليه

مازن بعبث : تقدرى تقولى سيبتها عنده أمانة

شاهى بصدمة : أمانة

مازن بجدية : أيوه أمانة ....... فى الوقت اللى اطلقت فيه الظروف مكنتش تنفع اننا نكون لبعض ..... وهى كانت محتاجة تهدى وتستجمع نفسها

شاهى بدهشة : تقوم تجوزها لواحد تانى 

مازن بجدية : اللى بيحب بجد ممكن يعمل المستحيل عشان حبيبه يبقى سعيد ....... ووقتها كانت سعادتها معه 

شاهى : أنت مازن أخويا بجد ...... معقولة أنت الشيطان

مازن بحب : شيطان لها مش عليها ....... جميلة هى الأنسانة الوحيدة اللى حسيت معها انى بنى أدم ....... أول مرة شافتنى عاملتنى بحنان عمرى ما حسيته من حد ...... الوحيدة اللى ما شافتش فى الشيطان .......  يمكن الأول أتعاملت معها غلط ...... بس دى مش غلطتى ....... أنا عمرى ما قابلت حد زيها ...... كنت هاعرف منين فى أنسانة ممكن تضحى بحياتها وجمالها عشان تحافظ على شرفها ..... وبسخرية ........ وأنا اللى أعرفهم بيعملوا علاقة مع دكتور التجميل عشان يظبطهم 

شاهى بحنان : وأخرتها 

مازن بحزم : هارجعها ...... أنا فعلا أبتديت أغير الظروف اللى كانت هتمنع جوازنا ....... سيبت الشلة من وقت ما فضيت الشركة بينى وبين يوسف ....وأنا اساسا مليش فى الشرب قوى .... أنا بس كنت باجارى الجو .... وبسخرية .... وأساسا مكنش لى علاقات نسائية لأنهم بيخافوا منى

شاهى : وشغلك وعقل الشيطان

مازن بسخرية : مش هاخدعك وأقولك أنى هابقى ملاك ...... لكن بحاول اقلع توب الشيطان ...... أنت قلتى أن كل شغل فيه تجاوزات  بس أنا بعدى كل الخطوط الحمرا ...... دلوقتى بطلت أعدى الخطوط الحمرا وعايش فى دور المستقيم زى شريف باشا جوزك

شاهى بصياح : وأبنها ....... وجوزها

مازن بحب : ابنها حتة منها ...... وهيقربنا من بعض مش هيفرقنا زى ما أنت فاهمة ...... كل أم أهم حاجة عندها .... أمن ومستقبل أبنها ودول مش هتلاقيهم مع حد غيرى

شاهى : وجوزها ومشاعرها االلى معها

مازن بحدة : نص مشاعرها معه والنص التانى معى أنا

شاهى بدهشة : أيه

مازن بخبث : هى دى الحقيقة أنا سرقت نص مشاعرها من غير ما هى نفسها تحس ........ أهم مشاعر عند الست هما الحب والأمان ...... ممكن يكون معه الحب ... وبقوة ... لكن أمانها معي أنا ...... سرقته منها لما بقيت تقعد فى أوضتها مطمنة أنى مش هسيب حد يأذيها ...... لما أديتها القوة أنها تقف تطلب الطلاق من يوسف وهى فى الحقيقة بتطلبه منى أنا وهى عارفة أنى مش هاخذلها ولا هاسمح له يأذيها ...... لما ركبت عربيتك وهى مطمنة لمجرد أنك قلتلها أن ده أمرى أنا ...... لما وافقت تقعد عدتها كلها فى المستشفى عندك لمجرد أنى طلبت منها ده فى الجواب اللى سيبته لها معكى

شاهى بصدمة  : أنت أزاى كده

ماجد بهيام : لأنى بحبها ...... بحبها بجد .....  ومش هارتاح غير وهى فى حضنى

شاهى بحدة : برضه مصمم تتجاهل جوزها

مازن بعبث : أديكى شوفتيه ...... تفتكرى واحد زيه ممكن يعيش قد أيه   

شاهى بصدمة : تقصد أيه

مازن بصدق : لا متخافيش مش الى بتفكرى فيه ...... مش عشان مقدرش اعملها ....... عشان مقدرش أشوف نظرة كره فى عينيها 

شاهى بحيرة : امال تقصد أيه 

مازن بهدوء : ماجد أنسان مثالى ..... وفى نفس الوقت شغله فى الحسابات ...... فى وسط المختلسين والمزورين وغالبا مبيسمحوش للى زيه يفضل ما بينهم كتير

شاهى : بس أنت وعدته بحمايتك

مازن بلامبالاة : لا أنا وعدته بحماية عيلته ....... يعني جميلة وسيف ابنها ....... لكن شغله مسئوليته

شاهى : ولو ربنا سترها معه

مازن بخبث : فاكرة يا شاهى عم اسماعيل السواق دايما لما كان بيدعى ويقول اللهم اكفنى قهر الرجال ....... تفتكرى فى قهر لرجل أكتر من أنه يكون عارف أنه عاجز عن حماية مراته وابنه ....... ومضطر يطلب حمايتهم من واحد قاله فى وشه أنه بيحب مراته ...... لو شفتى الكسرة اللى فى عينيه وهو عارف أنه فى الأخر هيضطر يقبل عرضى لأن أمنهم وحياتهم أهم عنده من كرامته ....... لو شفتى الغل فى عينه وهو بياخد تذاكر السفر وهو متأكد أن مفيش سبب لسفره السعودية غير أنى عايزها تحج وأنا عارف ده هيسعدها قد أيه ..... وهيسعدنى أنا أن حلم حياتها أنا اللى أحققه لها ....... تفتكرى كل ده ممكن يعمل أيه فى واحد مثالى زى ماجد

شاهى بصدمة : أنت فعلا شيطان ...... وقامت وتركته وهي تهمهم بكلمات غاضبة

لم يبالي بها مازن وهمس بغضب : أما  نشوف هتستحمل قد أيه يا سبع ليشرد بذكرى مقابلته السابقة لماجد

فلاش باك 

يدخل مازن لاحدى الشقق بالامارات ليهب ماجد غير مباليا بمرافقيه من الحرس ممسكا بتلالبيبه وهو يصرخ : فين جميلة يامازن ...... وديتها فين يا شيطان

يشير مازن للحراس مانعا اياهم من ضربه مكتفيا بارغامه على عودته لمقعده

مازن بسخرية : مازن وشيطان مرة واحدة ده ايه الشجاعة اللى نزلت عليك مرة واحدة دى

ماجد بقوة : أنا عمري ما كنت جبان

مازن هازئا : واللى يسيب حبيبته تسلم نفسها لرجل تانى والثمن ان هو يخرج من السجن ويتعين في وظيفة محترمة يبقي ايه

ماجد بجنون وهو يحاول الافلات من محتجزيه : أوعى تجيب سيرتها يا خسيس ..... جميلة أتجوزت على سنة الله 

يستشيط مازن غضبا عندما يذكر أسمها : أوعى أنت اللى تجيب سيرتها أنا بتكلم عنك أنت يا سبع 

ماجد بقوة : سبع غصب عن بوزك ...... هو لما تلفق لي قضية وتدخلنى السجن أبقى سيبتها ...... ولما أخرج الاقيها أتجوزت وأوافق أجى هنا لأنى عارف قد ايه هتتقى ربنا فى جوزها مهما كان سبب الجواز وأن وجودي هيبقي حمل على ضميرها وكمان هيعملها مشاكل ويحرمها تشوف أمها ..... ده غير أنى أتهددت أنكم تفضحوها وتلبسوها نصيبة ..... ابقى قبضت الثمن ولا دفعت غربتي وقهرتي ثمن لراحتها

مازن بحدة وهو يكاد يجن وهو يري مدى تفهمه لشخصيتها واهتمامه بها : وبدل أنت شاطر كده وفاكر كل حاجة ...... خالفت التعليمات ليه ....... كنت متصور أنى مش هاعرف أنك حجزت وعايز ترجع مصر

ماجد بصياح : كنت قاعد طول ما هي بامان ومطمن عليها ........ لكن فين جميلة دلوقتى عملتوا فيها أيه يا حيوان

مازن بشر : متهيألى أنك كده مش كويس عشانك

ماجد باندفاع : أعلى ما فى خيلك أركبه ...... هتعملوا أيه تانى أكتر من أنها بقى لها شهرين مختفية وأمها هتتجنن عليها ولما راحت تدور عليها فى بيتها الحيوان التانى طردها وأقعد يخرف ويتهم ست وتاج راسه فى شرفها بالكذب 

تحلى مازن بالبرود ليدارى به نيرانه المشتعله فهو حين طلب منها فى خطابه الأختباء لدى شاهى حتى أنتهاء عدتها وأنه سيتولى رعاية والدتها و أخبارها بسفرها برحلة لم يتخيل أن قلب والدتها سيدرك كذبه وأنها ستسعى للتأكد ليحدث ما حدث

مازن ببرود : ومين قال أنه كدب

ليصاب ماجد بثورة عارمة يستطيع على أثرها الأفلات من حارسه ليلكم مازن بوجه فينقض عليه الحرس وتنهال عليه اللكمات من كل صوب وعلى الرغم من ذلك ظل يصرخ قائلا : أخرس يا كلب ...... جميلة أشرف منكم كلكم ...... جميلة عمرها ماتخون

وغاب صوته مع غيابه عن الوعى ...... ليتركوه ملقى  أرضا ويدلف مازن خارج الغرفة والغيرة تأكل قلبه فمنذ قليل هاتفته شاهى لتخبره بأن جميلة قد طلبت منها المساعدة لاستخراج جواز سفر ..... وهو متأكد أنها تفكر فى الحضور لهذا الذى كان يسعى للعودة اليها ...... أى ترابط هذا ...... كيف أتخذا نفس القرار دون أى تواصل بينهما ..... بل ومن أين أتى ماجد بتلك الثقة لينفى هنا هذه التهمة بهذه القوة دون أن يعرف عن الأمر أى شئ ....... علاقتهم هذه تثير جنونه وتفسد مخططه ..... فهو كان يظن بأن قصتهما أنتهت بتخلى كلا منهما عن الأخر ..... ليجدها وقد قويت بتضحية كلا منهما من أجل الأخر ....... فى نفس الوقت الذى ضعف موقفه لديها فبرغم بأنه قد حررها الا أنه قد أفزعها وزادها رعبا من جانبه المظلم بسبب طريقته القذرة لتحريرها ...... ظل يبحث الأمر طول الليل ..... ليأتى الصباح وقد أستقر على حل لم يكون ليصدق أن يقدم عليه ...... ليدلف لغرفة احتجاز ماجد ليجده مقيد، مكمم الفم ليصرف الحرس ويجلس مواجها له قائلا بهدوء : ماجد أنا بحب جميلة ...... ويوسف ما كدبش ...... بس كمان جميلة ما خنتش

تجاهل همهماته الغاضبة فهو فى مزاج لا يسمح له بتبادل أى أحاديث معه ....... سيلقى بما لديه ويذهب قبل أن يفقد أعصابه ويقتله أن تكلم عنها بما لا يرضيه

مازن بحدة : ممكن تخرس وتسمعنى للأخر ....... أنا اللى دبرت الموضوع كله عشان انجدها من أيده ....... يوسف عمره ما كان هيسيبها غير كده ....... غروره وجنون العظمة اللى عنده ...... كانوا هيمنعوه يسيب واحدة رافضته قبل ما يدمرها ....... وهما نفسهم اللى لعبت عليهم عشان أنجدها وأنا متأكد أن غروره هيخليه يوافق أن يتنازل عن شرفه بس ما يتقالش أن مراته فضلت عليه رجل تانى .... بهيام ... أنا بحبها ...... بحبها لدرجة أنا مش مصدقها ...... لدرجة أنى بطلب منك دلوقتى أنك تتجوزها ....... وتعوضها عن كل اللى شافته 

نظر للذهول بأعين ماجد وسكونه التام على عكس ثورته وهو يسمع أعترافه بحبها ...... لتشتعل الغيرة بقلبه ...... ليصيح بنزق : بس جميلة بتاعتى ..... حقى ....... والشيطان ممكن يصبر عن حقه بس عمره ما يسيبه ......ليلكم ماجد بغضب ويهرول خارجا

عودة من الفلاش باك 

 خرج من شروده وأخرج من جيبه منديلا حريريا فتحه بحرص لينظر بحب لخصلة الشعر بداخله ليقربها من وجهه يقبلها وهو يتشمم رائحتها بنفس الوقت 

******************************

مكتب مازن ....... بعد مرور عام

دلفت السكرتيرة هى تقول بهدوء : مازن بيه فيه واحدة عايزة تقابل حضرتك

مازن : واخدة ميعاد

السكرتيرة : لا يا فندم وحاولت أفهمها أن لازم ميعاد ...... قالت لى أنى أبلغ حضرتك ....... ولو رفضت هتمشى

مازن بلامبالاة : تبلغينى أيه 

السكرتيرة : أن مدام  ماجد عبد الله محتاجة تقابلك

صمت وهو لا يستوعب ما قالته .....  هل تكون جميلة هى من حضرت له بنفسها أم أنه مجرد تشابه أسماء ....... تجاوز صدمته بسرعة وهرول خارج مكتبه ......... ليجدها تقف أمامه كما عهدها ........ بجمالها الطاغى ....... وأناقتها المحتشمة ....... وهدوءها القاتل ........ ليهمس باسمها بلوعة حملت كل أشتياقه اليها : جميلة

لتقول بهدوء : أزي حضرتك يا مازن بيه ........ أسفة لو جيت من غير ميعاد

مازن بحماسة وهو يقودها لمكتبه : أتفضلي يا جميلة أتفضلى ....... تفتكرى أنك محتاجة ميعاد ...... ونظر لسكرتيرته شذرا ........ لولا أنى عارف أنك هتضايقي كنت ماشيتها حالا ....... لمجرد أنها سمحت لنفسها تسيبك بره مستنية الأذن

السكرتيرة بارتباك وقد أدركت قيمة تلك المرأة لدى رئيسها : أنا أسفة والله يا هانم بس أنا كنت بنفذ الأوامر ....... لكن طبعا المرة الجاية لا يمكن تتكرر

جميلة بهدوء : ماتقليقيش أساسا أنا مش هاجى مرة تانية ....... وبعدين ده الطبيعى والموضوع مش مستاهل

أحزنه قطعها بأنها لن تأتى له مرة أخرى فقال لها بحزن : لا مستاهل ياجميلة ...... ووضع يده على قلبه ....... لما تدخلى احصن ابوابى من غير أذن ....... يبقى ما ينفعش تقفى على باب مكتبى مستنياه

الشيطان العاشق 


الجزء الحادى عشر والأخير

جميلة بهدوء : ما تقليقيش أساسا أنا مش هاجى مرة تانية ....... وبعدين ده الطبيعى والموضوع مش مستاهل

أحزنه قطعها بأنها لن تأتى له مرة أخرى فقال لها بحزن : لا مستاهل يا جميلة ...... ووضع يده على قلبه ....... لما تدخلى احصن ابوابى من غير أذن ....... يبقى ما ينفعش تقفى على باب مكتبى مستنياه

تهربت من نظراته وهى تتطلع لمكتبه بنظرات زائغة فقال : لو سمحتى يا سلوى أطلبى لنا اتنين موز باللبن ....... بحنان ....... لسه بتحبيه  

جميلة بهدوء : أيوه بس بعد أذنك أنا دلوقتى محتاجة قهوة ... بحدة ... وتكون سادة

أحنقه محاولاتها لأضافة صبغة رسمية لزيارتها له ولكنه قال بهدوء : أوك ....... من فضلك يا سلوى اتنين قهوة ...... بابتسامة عابثة ..... ويكونوا سادة 

خرجت سلوى فجلست هى على المقعد المواجه لمكتبه فتجاهل مقعده وجلس مواجها لها

مازن بحنان : أوأمرينى يا جميلة 

جميلة بجدية : العفو يا مازن بيه ...... أنا بس جاية أفكرك

مازن بحيرة : تفكرينى

جميلة : أفكرك بحلفانك لى يوم الحريقة ..... لما قلت لى ......... حمايتك وسعادتك اللى كنت باساومك بهم على الخيانة دول تحت رجليكى من غير مقابل

مازن باستنكار : وأنا نسيته يا جميلة

جميلة بحدة : أيوه ....... صحيح فضلت تحمينى ....... بس مش من غير مقابل ....... الفرق أن المرة دى المساومة مش على الخيانة

مازن بحيرة : أنا طلبت منك حاجة

جميلة بحدة : ياريتك طلبت كان هيبقى من حقى أقبل أو أرفض ....... أنت أخدت علطول 

مازن مستنكرا : أخدت أيه

جميلة ببكاء لم تستطع منعه أكتر من ذلك : خدت راحة بال ماجد ........ وأحترامه لنفسه ........ وصحته اللى دمرتها كسرة النفس ....... ماجد فى المستشفى عنده ذبحة صدرية ....... والدكاترة لحقوه بالعافية ....... ودى مش أول مرة يتعب ضغطه على طول عالى .....وأكثر من مرة أتعرض لبوادر جلطة 

انفطر قلبه لبكاءها ..... خاصة وهى تبكى لوعة على غيره وهم بالحديث ولكن منعه دخول سلوى وهى تحمل القهوة التى وضعتها وأنصرفت ........ لتكمل جميلة وقد هدأ بكاءها بعض الشئ : مازن بيه ....... أنا لما قلت لسكرتيرتك تبلغك أن مدام ماجد عبد الله عايزة تقابلك ...... كنت أقصد المعنى حرفيا ........ أنا جاية لحضرتك بصفتى مرات ماجد ....... جاية أطلب منك ترفع أيدك عنا ....... الله الغنى عن حماية يدفع جوزى ثمنها من كرامته وصحته 

مازن بصدمة : الله الغنى عنى أنا يا جميلة

جميلة بحزم : زمان وقفت قدامك ....... أدافع عن يوسف لمجرد أنه جوزى ....... مع أنك أكتر واحد عارف أحنا أتجوزنا أزاى ....... يبقى مش عايزنى النهاردة أدافع عن ماجد ....... وأنت عارف كويس قوى هو بالنسبة لي أيه مازن بتلعثم : و أنا يا جميلة ...... أنا أيه بالنسبة لك .... ولا حاجة

جميلة بهدوء : أنت انسان جواه خير هو نفسه مش شايفه ...... قبلت مساعدتك لأنى كنت محتاجها ولانى كنت مضطرة اقبلها وانا عارفة انك فى الاخر بتعمل اللى انت عايزه وأنى بقيت لعبة فى ايدك أنت ويوسف من يوم ما اتجوزته وكمان عشان أساعدك تكفر عن ذنبك ...... يوسف كان قايلى أنك اللى خططت له كل حاجة ....... يعنى  حمايتك كانت من حقنا ....... بمبدأ من أفسد شئ عليه أصلاحه ....... فمينفعش  أنك تدفعنا تمن تكفيرك عن غلطك فى حقنا 

مازن بصدمة : يعنى طول الفترة دى وأنت شايفانى الشيطان اللي ظلمك ...... وأنك كده بتأخدى حقك منى

جميلة بصدق : لا طبعا ..... أنت ليه مصدق قوى كده أنك شيطان ...... مازن أنت أنسان كويس بس اللى حواليك طلعوا أسوء ما فيك ....... بدليل أنك لما قابلت حد مختلف عاملته بأختلاف

مازن بحنان : عشان حبيتك

جميلة : أو حبيت الخير اللى شوفته جواك بسببي .... وبنفاذ صبر .... وحتى لو حبيتنى مش كل الناس بتكمل مع حبها الأول

مازن بحيرة : يعنى أيه

جميلة بحنان : لو سلمنا بأنك بتحبنى فعلا ....... فالمشكلة أن فكرة أنك تحب فى حد ذاتها كانت مستبعدة بالنسبة لك ....... فأنك تحبنى ....... ده خلاك تتمسك بحبك رغم استحالته ...... ومش قادر تتخطاه ..... لأنك خايف متحبش تانى وتفقد أحاسسك بأنك أنسان مش شيطان

مازن بأستعطاف : وليه بتقولى أنه مستحيل

جميلة : لأننا مختلفين يا مازن لا أنا ملاك ولا أنت شيطان ..... بس أحنا أتنين مش مناسبين لبعض

مازن باستعطاف : بس أنا أتغيرت

جميلة بابتسامة : عارفة وسعيدة جدا عشانك ....... بس لو أتغيرت عشانى هترجع للى كنت فيه أول ما تحقق حلمك ...... أنت المفروض تتغير عشانك ....... عشان أنت فعلا عايز تتغير ...... زمان دايما لما كنت أشوف الفيلم اللي الزوجة المتوحشة تأكل القلم فى أخر لقطة فتتعدل ........ ولا فى الروايات اللى البطل الهلاس يقلب شيخ طريقة عشان قابل البنت الملتزمة ....... كنت بتريق ....... لأن محدش بيتغير كده اللى بيتغير لازم يكون عارف أنه غلط ومحتاج يتغير وعنده ارادة لده ...... لكن التغيير لاى سبب تانى بيبقى تغيير وقتى بيروح بنهاية السبب 

مازن برجاء : طيب ساعدينى ...... خليكى جنبى

جميلة بحزم : الصح عمره مايجى بالغلط ....... ووجودى جنبك غلط ....... ومساعدتى مجرد حجة لتحليل قربنا اللى هو حرام أصلا ....... لكن اللى أقدر أساعدك بيه هو النصيحة ...... سافر يا مازن ...... سافر 

مازن بدهشة : أسافر

جميلة : زمان سمعت قصة رجل قتل تسعة وتسعين بنى أدم ولما حس أنه غلط ولازم يتغير ...... راح لعابد يسأله فقاله لا أنت مجرم ..... شيطان ....... وملكش توبة ...... فأقتله وكمل به المايه ..... لكن من جواه كان مصمم أنه يقدر يتغير ..... فراح لعابد تانى وحكى له كل اللى حصل ....... فالرجل قاله أن التوبة ممكنة طول ما فيه نفس ...... بس طلب منه يساعد نفسه ويبعد ويسيب الناس اللى بيساعدوه ويفكروه بظلمه ... بصدق ... كل اللى حواليك شايفنك شيطان لغاية ما أنت نفسك صدقتهم ...... أبعد عنهم يا مازن ....... أبعد وأبدأ من جديد ...... ولما تبقى مستعد هتلاقى حب جديد ..... بس ساعتها هيبقى ممكن

 مازن بأسى : يعنى مفيش أمل يا جميلة

جميلة بقوة : ده أخر كلام بالنسبة لى ...... ومن فضلك أدينى فرصة أنا كمان أحافظ على حبى ...... وزى ما قلت لك متشكرين جدا لغاية كده وأنا من النهاردة فى حماية جوزى ...... سواء من يوسف أو من غيره

مازن بخجل : مفيش يوسف  ياجميلة

جميلة بدهشة : يعنى ايه

مازن بارتباك : يوسف ظبط سوزى مع واحد فى بيتهم ...... وباباها حاول يلم الموقف ...... بس يوسف مرديش وفضحها فى كل حتة ....... وباباها انتقم منه ودمر له شغله لدرجة أنه كان هيتسجن وأضطر يهرب

جميلة بدهشة : من أمتى

مازن بخزى وهو ينظر للأرض : تفتكرى كان ممكن أطلب تنزلوا مصر وفى أى خطر عليكم 

أتسعت عينيها بصدمة وهى لا تصدق أنه جعلهم يعيشون كل هذه الفترة فى رعب مهددين بخطر وهمى ..... ليظلوا  تحت رحمته ..... أستوعبت صدمتها فنظرت له بحنق ..... وأنتزعت حقيبتها من فوق المنضدة وخرجت راكضا

  أنسابت الدموع ببطء من عينيه وهو ينظر لموضع خروجها وقد أيقن بأنه قد خسرها للأبد وقطع ما كان يربطهم من خيوط بتصرفاته الشيطانية ...... وأسترجع كل ما قالته له ليزفر بعمق ........... وأخرج هاتفه ليفتحه على صفحتها الخاصة بالتواصل الاجتماعى التى استطاع مهندس شركته اختراقها له بسهولة ........... ليستطع الاطمئنان عليها ومعرفه اخبارها .......... لتطالعه صورتها باحضان زوجها وهى تحمل صغيرها والسعادة ترتسم على كل ملامح وجهها ........ ليقبل صورتها على هاتفه وهو يهمس ....... فاكر حلفانى من غير ماتفكرينى .... وفاكر كمان ....... أنى قولت لك أحلامك أوامر ........ شاورى بس وأنا على التنفيذ ....... يمكن أكون شيطان ..... لكن مع ملاك زيك لازم أحفظ عهدى ...... لأنى ملكك ...... شيطانك الحارس ............. الشيطان العاشق

******************************

بعد مرور أكثر من عشرين سنة

بحديقة أحد القصور الضخمة

يجلس مازن شاردا وهو يقبض بيده على تلك الخصلة داخل منديلها الحريري ...... وعندما لاحظ أقتراب تلك السيدة المحتشمة شديدة الجمال حتى أنها لايبدو عليها تخطيها الأربعين برغم تخطيها الخمسين....... حاول أخفاء المنديل بجيبه ...... الا انها أبتسمت بتسامح وهى تقول : خليك براحتك يا حبيبى ...... يعنى هى دى أول مرة أشوفك وأنت بتطلع الخصلة دى تبوسها ....... أو انها بتكون أول حاجة تنقلها للبدلة اللى هتلبسها ........ مش هنكر أن فى الأول كنت بغير منها ...... بس الغريب أنى أتعودت عليها معك ...... ويمكن بقيت بحبها وخصوصا أنها السبب أنى أقبل جوازنا 

مازن بحب : وده سبب خلانى أحبها أكتر يا فريدة ....... تخيلى بقى لو مكنتيش أتسحبتى ورايا يومها وراقبتينى ....... لغاية ما شوفتينى بابوسها ........ كنتى هتفضلى مصممة على رفضى وكنتى حرمتينى من الجنة اللى عيشت فيها معاكى

فريدة ضاحكة : وده كان طلب ممكن يتقبل ...... تخيل بارحب بواحد .....أول مرة أشوف وبقوله أهلا وسهلا ...... يرد يقولى تتجوزينى

مازن بحب : وهاعمل ايه ...... أنت كنت جميلة ..... جميلة بجد ...... بس جميلتى أنا ...... حبى الممكن واللى مستحيل أسيبه يضيع منى

فريدة بسعادة : بس الأمور دى المفروض نتصرف فيها بالعقل

مازن بمشاكسة : عقل أيه وأنا شايف قدامى ملاك ..... بنت سفير عاشت عمرها كله تتنقل من دولة أوربية للتانية ..... وقبل ما أعرفها كانت عايشة لوحدها تكمل دراستها فى المانيا ......ومع ذلك أتفاجأ ببنت لابسة لبس محتشم جدا ومحترمة ........ وعايزنى ما أتجننش ..... وكمان أتجنن أكتر لما ترفضنى

فريدة : وأنا أعملك أيه ..... أنا أتصدمت على كل المستويات ....... أولا لما بابا أضطر يسيبنى أكمل دراسة لوحدى فى المانيا وأتعين فى باريس ...... طول الوقت كان بيكلمنى على مازن البحيرى ....... رجل الأعمال الناجح المحترم العبقرى ...... فطبيعى أنى أتخيلتك رجل كبير ولما شوفتك أتصدمت أنك شاب وسيم جدا ...... ده غير صدمتى فى الطريقة اللى طلبتنى بها

مازن ضاحكا : طيب ما أنا كمان أصدمت بصراحة لما باباكى عزمنى على الحفلة اللى عملها لما أتخرجتى ورجعتيله بالسلامة ...... كنت متخيل هلاقى بنت ...... روشة بقى ولابسة نص هدومها ونسيت تلبس النص التانى ......... بس فوجئت بملاك واقف قدامى ولما باتريك وهو واقف جنبى قرب يبوس خدك كعادتهم بالتحية ....... ولاقيت خدودك قلبوا فراولة وأنت بتقولى له ...... أسفة مبسلمش بالطريقة دى ......... قلت مبدهاش بقى ....... أتجوزك عشان أعرف أسلم براحتى

فريدة بضحك : يعنى حضرتك طلبت تتجوزنى ....... عشان تسلم على خدى

مازن بخبث : لا مش بالظبط قوى يعنى ...... يعنى كنت عايز أسلم بضمير .... وبضحك ... بس كان منظرك يجنن لما أترعبتى وطلعتى تجرى

فريدة بضحك : متفكرنيش أنا مش عارفة أنا عملت كدا أزاى ........ رغم المفروض أنى متربية على البرتوكول وعارفة أن ده ميصحش ....... وأنى المفروض أرد بشياكة وخلاص  ........ بس أنا أترعبت ..... حسيت للحظة أنى قدام مجنون مازن بحب : ما أنا فعلا مجنون ...... مجنون فريدة

فريدة بصدق : لا بجد يا ماجد ..... أنا قعدت فترة حاسة أن فيك حاجة مش طبيعية  ...... وخصوصا الطريقة اللى كنت بتبوصلى بها بعد ما بابا بلغك رافضى ....... لغاية يوم وفاة ماريا واحنا فى التأبين ...... لما جون كان بيتكلم عن ألم فراقها حسيت وشك أتغير والدموع محبوس فى عينيك ولاقيتك بتتسحب بشويش للجنينة ...... لاقيت نفسي بتسحب وراك من غير ما أحس ........ وساعة ما شوفتك وأنت بتطلع المنديل وبتبوس الخصلة ودموعك مغرقة وشك ...... فهمت ساعتها أنك مجروح مش مجنون .... بحنان .... حسيت وقتها أنى عايزة أخدك فى حضنى وأطبطب عليك ...... وابديت نظرتى لك تتغير .... وحسيت أنى مسئولة عنك ...... وأنى لازم أقف جنبك ...... حتى من غير ماعرف قصة صاحبة الخصلة ..... وحتى لو مقدرتش يكون لى مكان جنبها بقلبك 

مازن بصدق : أنت فى قلبى وعقلى يا فريدة ....... هى ذكرى غالية لانسانة لها فضل على ..... لكن أنت دنيتى وحياتى ...... انا حاسس أن موافقتك كانت دليل رضا ربنا على ....... وأتمنى ياقلبى أنك متكونيش ندمتى فى يوم على اختيارك

فريدة بحب : لا طبعا يا مازن ....... أنا كل يوم بحبك أكتر ....... وبتكبر فى عينى أكتر ....... خصوصا لما ماجد صاحبك ومراته ماتوا فى الحادثة ....... و وفاءك لعلاقتك بيهم ........ واصرارك أنك تنزل مصر حالا لما عرفت أن ابنهم بين الحيا والموت وشوفت أصرارك أنك تسفر الولد بره وتتكفل بكل مصاريف علاجه لغاية ما ربنا قومه بالسلامة

مازن بأسى : ده عهد يا فريدة عهد قاطعته على نفسى زمان أن حمايته ورعايته مسئوليتى ...... وأتمنى أنى أكون وفيت به قدام ... عيلته ويكونوا حاسين ومطمنين عليه  

فريدة بحب : طبعا يا حبيبى ....... ده أنت حتى بعد ما خف صممت أنه يفضل فى كفالتك وبذلت مجهود فظيع عشان تقنع اعمامه وخليته يتربى مع بناتنا وعمرك ما فرقت مابينهم

مازن بحب : سيف ده ابنى اللى مخلفتوش ...... سندى لما أحتاجه ...... وأخو جميلة وملك وسندهم من بعدى

فريدة ضاحكة : ربنا يخليك لينا ...... أخو جميلة بس لأحسن ملك ممكن تموتنا ....... المجنونة بتموت فيه

مازن ضاحكا : حقها مش جوزها ومكتوب كتابهم ...... تتجدعن هى بس وتنجح السنة دى وأنا أعمل لهم فرح الدنيا كلها تحكى عنه

فريدة بحب : ربنا يخليك لنا يا قلبى وتفرح بولادهم 

مازن : يارب ...... هما وجميلة حبيبة قلب بابا

فريدة بعتاب : ربنا يستر بصراحة خايفة عليها عندى أحساس أنك مش راضى تسيبها ....... أختها الصغيرة اتكتب كتابها ..... وأنت بتتعنت مع كل اللى بيتقدم لها

مازن بلوم :  تفتكرى أنى ممكن اعمل كده فى بنتى يا فريدة ...... ملك ظروف تانية لان سيف ابننا وتربيتنا وهيفضلوا معنا ده غير انى مبطمنش على البنات الا معه ........ لكن جميلة مش هاسلمها الا للى يستاهلها وأطمن عليها معه ..... دى جميلة حبيبة بابا ومش أى حد يستاهلها ...... وأنت عارفة غلاوتها عندى وبكرة تشوفى انى باختار لها الأحسن

فريد بهدوء : باذن الله

ابتسمت فريدة بغموض فهو حتى الأن لا يعرف أنها تعرف سبب ارتباطه الشديد بابنتهما جميلة التى أعطاها اسم حبيبته والدة سيف ...... ففي أول علاقتهم ظنت أن صاحبة الخصلة حبيبة ماتت وتركته يحي على ذكرياتها ..... الى أن أتى ذلك اليوم الذى انهار فيه مخبرا أياها بموت أحد أصدقاءه بحادث واصراره على العودة حالا الى مصر بطائرة خاصة فأصرت هى على مرافقته فلم تكن لتتركه بمثل هذه الحالة ..... لتفاجأ بأن اهتمام زوجها منصب على موت الزوجة التى ماتت مع زوجها بالحادث أكثر من أهتمامه بموت الزوج الذى من المفترض أنه صديقه ..... لتتلاعب برأسها الظنون خاصة بعد معرفتها بأن أسم المتوفاة جميلة ذلك الأسم الذى أصر على تسميته لابنتهما الكبرى ......  لتصر على معرفة الحقيقة وتستأجر من يتقصى عنها .......  لتنصدم بما علمت ولم تكن الصدمة بأن المتوفى كان مجرد مرؤوس لزوجها فيما مضى وأن زوجته هى من كانت فى يوم ما زوجة لشريك زوجها وأقرب أصدقاءه بل صدمتها الحقيقية كانت فيما علمته عن زوجها نفسه فرجل الاعمال الناجح المتزن صاحب ماضى مشين ولقب كريه ولكنه بدأ التغير فى وقت لاحق لانفصال شريكه عن زوجته جميلة  ليفض هو أيضا الشراكة بينهما بعد فترة وتستقيم حياته بعض الشئ ...... ثم بعد ذلك بمدة يترك مصر بالكامل ويبدأ حياة جديدة بفرنسا مخالفة لحياته الماجنة بمصر ...... لتربط الأحداث بذهنها وتتأكد ظنونها حين ايقنت بأن المتوفاة هى صاحبة الخصلة بناءا على وصف الممرضة التى أستقبلتها وقت الحادث لتحسم أمرها وتقرر مواجهته والانفصال عنه بمجرد العودة لفرنسا خاصة وهو يصر على اصطحاب ذكرى حية من الحبيبة الراحلة ...... ابنها المصاب ..... ولكن تغير تفكيرها كله حين صارحت والدتها بما عرفته ...... لتتفاجأ بوالدتها تهاجمها بدلا من أن تقف بجانبها ..... واصفة اياها بأنها لا تستحق حبه بينما جميلة تستحق منه ان يعيش على ذكرها فهى تحاسبه على ماضى انتهى قبل علاقتهم بينما جميلة هى من روضت الشيطان بداخله ليصبح انسان .......صحيح أنها كنت تظن حبيبته متوفاة ولكن هذا ما قد وقع الأن فلما تريد التخلى عن بيتها وهدم أسرتها ........ زوجها يحفظ عهده لحب قديم ويصون طفل حبيبته من غيره ...... اليس هذا أولى أن يطمئنها بأنه سيحفظ عهدها ويصون أبناءه منها ...... لتقتنع بوجهة نظر والدتها ........ وتصاحبه  لرحلة علاج سيف وتتقبله بمنزلها على مضض ....... ليقتحم هذا الطفل قلبها  بحسن خلقه وأدبه الجم ....... فهو طفل مميز يحفظ القرأن وملتزم بصلاته مما أثر ايجابيا على ابنتيها الذى كان يتعامل معهما كشققتين يرعاهما ويهتم بامرهما ...... لينتهى بها الأمر مرحبة به أكثر من زوجها ...... وهى تجزم بأن لو أن هذا الطفل قد أكتسب صفاته من أمه فهى أمرأة جديرة بأن يعشقها الشيطان 

******************************

فى مكتب مازن

يجلس مازن متطلعا لصورة جميلة على هاتفه ...... لم يكن ليتوقع أن يفرح يوما لتركه لها ولكن بعد موتها المفاجئ حمد الله على قراره وأن شوقه اليها لم يجعله يتراجع عنه ......فحبيبته قد رحلت بعد أن عاشت حياتها هانئه مع من   قلبها ..... فمنذ اليوم الذى زارته فيه بمكتبه بمصر ...... وقد نفذ عهده لها ولم يعترض حياتها مرة أخرى ......لكنه أيضا لم يستطع رفع يده عنها فأوكل أمرها لشقيقته شاهى

فلاش باك

يجلس مازن وهو يجرى محادثة مباشرة بالصوت والصورة عبر احدى وسائل التواصل على حاسوبه 

مازن : أنا هاعتبرك مسئولة عن الموضوع ده قدامى يا شاهى

شاهى بتبرم : عادى ..... ما من يوم ما سفرت وأنا تقريبا ولي أمرها ........ شاهى خليهم يسيبوا الشغل بس وفرى لهم فرصة أحسن من غير ما تظهرى فى الصورة ...... شاهى بيدورا على شقة اكبر خلى سمسار من طرفك يخدمهم وادفعى الفرق ...... الحقى سيف محتاج واسطة للمدرسة ...... ده غير الزفتة أخت ماجد اللى ما بتشبعش فلوس عشان تدينى أخبارهم

مازن بحدة : وأنت مالك هى بتاخد منك أنت ..... وبسخرية ..... وأفتكر مش بس هى اللى بتاخد قصاد خدماتها

شاهى باحراج : مش قصدى يا مازن ...... بس أنت تاعب نفسك عشان تسعدها ....... وهى حتى ما تعرفش أن انت اللى ورا الخير اللى هى فيه

مازن بهدوء : ومين قالك أنى عايزها تعرف

شاهى بنفاذ صبر : وبتستفاد أيه من ور ده كله

مازن : زمان ايام ما كنت الشيطان كان كل اللى بيحركنى المصلحة زى ما بتقولى .... لكن من يوم ما عرفتها وكل حاجة أتغيرت

شاهى هازئة : يا سلام مشفتكش ملاك يعنى

مازن بحدة : ملاك لها هى عشان كده سيبتها اتغلبت عشانها على انانيتى وأختارت سعادتها ....... وللباقيين متنكريش انى بقيت انسان والا مكنتيش قدرتى دلوقتى تكلمينى كده

شاهى بتوتر : ميزو حبيبي انا بس مستغربة انت متجوز فريدة ....... ومبسوط معها ........ بتعمل كده ليه

مازن بهيام : فريدة النسخة المناسبة لى من جميلة ....... جميلتى انا ......  أه ملتزمة ومحترمة ....... لكن اتربيت على السياسة اصل الزيف والكذب ........ ده غير أن وسطنا القذر مش جديد عليها ....... اه مش بتختلط به بس مش بتترعب منه وتتحرق به زى جميلة ....... حتى دى مديون بها لجميلة لان فريدة قدرت تتقبل مازن الانسان وكان لايمكن تتقبل الشيطان يعنى حتى حبى لفريدة كان الفضل فيه لجميلة

شاهى بدهشة : حبك لفريدة ...... أمال جميلة دى أيه

مازن بشرود وهيام : جميلة عشق ..... وبشرود ...... عشق وقفني قدام نفسي ووراني بشاعتها ....... عرفني ....... طريقي ونوره لي  ...... بس البعد كان متقدر ......  لانها اغلي من اني اجبرها علي حاجة...... هي كان معها حق تبعدني عنها لان حتي حبي ما منعش اني أأذيها واعيشها في رعب ..... بس عشان تفضل محتاجني ....... ساعتها بس صدقتها اني لو عايز اتغير يبقي عشان نفسي......  لان وقتها القرار كان حقيقي وانا خايف اعيش وحيد من غير ما الاقي اللي يحبني زي حبها هي وماجد

يقطع سيل ذكرياته طرقات علي الباب ليدخل شاب شديد الوسامة بوجه غاضب

الشاب : السلام عليكم

مازن : وعليكم السلام ..... مالك يا سيف ..... فى أيه

سيف : هاتجنن يا بابا ...... بقالى شهور باجهز للمناقصة دى ..... وتعبت فيها جدا ....... ومتأكد أنى أحق واحد بها ....... وفى الأخر أعرف أن الأمور كلها مترتبة أن شركة أبو العز هى اللى تاخدها

مازن بهدوء : طيب متضايقش نفسك أنت وسيب لى أنا الملف ده ...... وتابع أنت بقية المشروعات

بعد خروج سيف عاد ليطالع صورتها بحنان وهو يهمس قائلا : وحشتينى يا حبيبتى ....... أسف يا قلبى دى حالة دفاع عن النفس

لتنقلب نظرته الحانية لنظرة شديدة الخبث وهو يلتقط الملف ليفتحه وهو يهمس : هما اللى جابوه لنفسهم

******************************

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close