القائمة الرئيسية

الصفحات

نوفيلا/ المغرورة والقروي بقلم/ سارة بركات الفصل السابع حتى العاشر والاخير كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات



 نوفيلا/ المغرورة والقروي 

بقلم/ سارة بركات

الفصل السابع حتى العاشر والاخير 

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


في شقة فخمة في مدينة القاهرة .. كان نايم على سريره ولكن كان واضح على ملامحه الإنزعاج لإنه بيحلم بكابوس .....


"عشان تعرفوا إن الفلاح لما بيتمدن بيجيب لأهله العار، برافو يا نور."

كل إللي كان حواليه نظرات وضحكات الكل إللي موجودين في القاعة وفي نفس الوقت هو واقف بهدومه المتغرقة مياة .. ضحكاتهم مستمرة ... حتى هي ... بتضحك معاهم بسخرية ... فتح عيونه العسلي بفزع وبيحاول ياخد نفسه لإنه بينهج كإنه كان بيجري لمسافات طويلة ... بص حواليه لقى نفسه في أوضته والنهار طلع من بدري .... عقد حواجبه بإستفسار وبص لساعة موبايله الحديث .. برق بفزع لإنه إتأخر جدا على شغله ... إتنفض من على سريره بسرعة وهو ماسك الموبايل وبيعمل مكالمة وبيقرب ناحية الدولاب .. وبعد عدة رنات ...

يحيى بنعاس وهو بينهج:"أيوه يا درش."

مصطفى بضيق:"إتأخرت ليه؟"

يحيى بنعاس وعدم تركيز:"يابني لسه صاحي .. بقولك، أنا شكلي كده هخلي التأخير ده إذن، بلغ المدير."

مصطفى بإمتعاض:"إنت عبيط يابني؟؟ ... إنت المدير."

يحيى إستغرب الكلمة دي شوية ...

مصطفى:"إنت ناسي إنك إترقيت إمبارح؟"

يحيى بإستيعاب مع إبتسامة كبيرة:"حيث إني بقيت المدير خلاص، إنت مخصوم منك 3 أيام."

مصطفى بتأفف:"بطل هزارك البايخ ده ... هتيجي إمتى؟"

يحيى بتنهيدة وهو بيبص لساعة موبايله:"شويه كده ... لسه مافوقتش."

مصطفى:"طيب مستنيك، إنجز بقا الله يسترك."

يحيى:"حاضر .. حاضر ريلاكس يا درش في إيه؟"

مصطفى:"يا رب صبرني."

يحيى قفل المكالمة وفتح دولابه وبدأ يجهز هدومه ودخل الحمام عشان ياخد شاور... بعد مرور فترة بسيطة ... بعد ما خلص صلاة وقف قدام المراية وهو بيسرح شعرة إللي طول بنسبة بسيطة وبقا مظهرة جميل جدا ولابس بدلته السوداء المظبوطة على جسمه المليان بالعضلات نظرًا للتمارين الشاقة إللي كان بيمارسها السنين إللي فاتت دي كلها ... وبعد ما خلص مسك موبايله وراح ناحية الكومودينو وأخد مفتاح عربيته وخرج من أوضته ... نزل من على سلالم الشقة وإنتبه لصوت موجود في المطبخ ... كانت واقفه مدياله ظهرها وبتحضر الفطار ... قرب منها وهو بيتسحب بهدوء ...

يحيى:"بخ."

إتنفضت بفزع وبصتله ..

سهير:" بسم الله الرحمن الرحيم، خضتني يا حبيبي."

يحيى بضحكات عالية:"لسه ياما متعودتيش؟؟؟ لا عايزك تتعودي كده إني كل يوم بخضك."

سهير وهي بتاخد نفس عميق:"الله يسامحك .. إنت رايح فين كده؟"

يحيى بلا مبالاة وهو بياخد تفاحة من التلاجة:"رايح الشغل."

سهير بحيرة:"بس أنا لما كنت بصحيك بدري إنت جولتلي إنك أجازة."

يحيى بضحك:"وإنتي لسه بتصدقي .. عادي وقت كسل."

سهير إبتسمت بحزن وهي بتبص ليحيى إللي حياته إتقلبت 180درجة ... أو بمعنى أصح شخصيته إللى إتغيرت بنسبة 180 درجة ...

يحيى وهو بيبص في ساعته:"هي فين ياسمين؟"

سهير بتنهيدة:"راحت كليتها عندها النهاردة عملي."

يحيى همهم وهو بياكل التفاحة وقرب ناحية باب الشقة ...

سهير بإستفسار وهي بتلحقه:"مش هتفطر يا حبيبي؟"

يحيى وهو بيبصلها:"هاكل في الشغل."

يحيى كان لسه هيخرج من الشقة بس إفتكر إنه ناسي حاجة مهمة جدا بيبدأ بيها يومه .. رجع لمامته إللي بصتله بإستفسار ...

يحيى بإبتسامة:"نسيت أهم حاجة في يومي."

إبتسمت لما وطي وباس إيديها وبعدها إتعدل وباس راسها ..

يحيى بإبتسامة هادية:"إدعيلي يا أمي."

سهير بحب:"ربنا يوجفلك في طريجك ولاد الحلال يا حبيبي."

يحيى أمن على دعاها وخرج من الشقة وركب عربيته وإتحرك ... أثناء ماهو بيسوق إنتبه على لموبايله إللي بيرن بإسم .. *هيام* ... إبتسم إبتسامة جذابة وفتح المكالمة وهو بيسوق ... سمع صوت رقيق جدا ..

هيام:"ألو."

يحيى:"يا صباح الخير."

هيام برقة:"إزيك يا يحيى؟ أخبارك إيه النهاردة؟"

يحيى:"أنا تمام أوي."

هيام بإستفسار:"طب فاضي نتقابل النهاردة؟"

يحيى بمزاح:"يا سلام؟؟ وحتى لو مش فاضي ده أنا أفضيلك نفسي."

هيام بضحكة خفيفة:"أوك .. هستناك بعد الشغل في الكافية إللي بنتقابل فيه علطول."

يحيى:"أوك."

قفلت المكالمة ويحيى ركز في السواقة ... كانت واقفة في المطبخ في المطعم وبتتابع تحضير الأكل الخاص بالزباين .. جه طلب جديد وهي في المطبخ بصت للطلب ده وإدته لشيف معين نظرًا لإنه مختص بالطلب ده ... دايمًا بتقضي يومها في المطعم على الحال ده .. سواء بإستقبال الزباين مع بنت صاحبة المطعم أو في مساعدة الشيفات في الطبخ وإنها تتأكد إن كل حاجة كويسة ومظبوطة ده غير تشجيعها للعمال في المطعم بإبتسامة ...

؟؟:"نور."

إنتبهت على زميلتها إللي بتنادي عليها ..

نور:"في إيه يا رحاب؟"

رحاب:"في زبون بره عنده مشكلة وطالب المسئول."

نور بصتلها وهزت راسها بيأس ..

نور بإبتسامة:"تمام، روحي إنتي."

رحاب خرجت من المطبخ ونور أخدت نفس عميق وخرجت من المطبخ ... إنتبهت لشخص بيزعق في الجرسون ...

؟؟:"أنا طلبت بيتزا مش باستا."

الجرسون:"أنا آسف جدا يا فندم .. إتلغبطت في الأوردر."

؟؟:"أصرفها منين دي؟؟"

الجرسون كان لسه هيتكلم ...

نور بهدوء للزبون وهي بتتدخل:"ممكن أعرف مشكلتك إيه يا فندم؟"

؟؟ بعصبية:"الأستاذ جايبلي أوردر غلط."

نور بملامح خالية من أي تعبير:"وإيه المشكلة؟ شخص غلط، والغلط في الشغل وارد .. لكن إللي مش وارد إن حد بره الشغل يتعصب عليه؟"

؟؟:"أفندم؟؟؟ إنتي بتكلميني أنا؟"

نور بإبتسامة وبرود:"أنا معترفة إن الموظف غلط ... لكن ده مش غلط يُجازى عليه .. الأوردر بتاع حضرتك هيوصل دلوقتي ومعاه هدية مننا كإعتذار، ده الحل إللي موجود عندنا لمشكلة حضرتك .. لكن إن حد يعلي صوته على موظفيني ده مش مقبول عندي أبدا."

الزبون كان لسه هيتكلم .. الطلب بتاعه إتحط على الترابيزة بدل القديم ومعاه هدية إعتذار من المحل .. كانت عبارة عن red velvet cake ... الراجل إندهش من التعامل المميز ده ... وبص للبنت إللي واقفه قدامه وواثقة في نفسها .. حمحم بإحراج وقعد في مكانه ..

؟؟:"آسف."

إبتسامتها كبرت وبصت للجرسون إللي وقع في المشكلة دي لقته إبتسم هو كمان ..

نور بإبتسامة للزبون:"يشرفنا خدمتك يا فندم .. يوم سعيد."

نور بصت للجرسون إللي كان أخطأ وشاورتله براسها إنه ييجي وراها .. وبالفعل مشي وراها ودخلوا على مكتب ...

نور وهي بتبصله:"دي مش أول مرة تحصل المشكلة دي يا أحمد ... أنا عديت كتير وصبري قرب ينفذ."

أحمد بإحراج:"أنا آسف والله ... بس أنا الفترة دي في كذا حاجة شغلاني ومش عارف أركز."

نور بتفهم وهي بتبص في عيونه:"إحنا في شغل يا أحمد ... حاول تفصل حياتك الشخصية عن شغلك عشان تعرف تركز."

أحمد سكت وبص في الأرض بإحراج ... نور إتنهدت تنهيدة بسيطة وربعت إيديها الإتنين وبصتله بتركيز كإنها بتفكر في حل ..

نور بتأفف وإستسلام:"أنا مش عارفة أنا إيه إللي جايبني هنا بجد؟؟ رحاب هي بنت المديرة مش أنا .. صبرني عليها يا رب."

أحمد بضحكة وهو بيبصلها:"إنتي عارفة إن رحاب بتتكسف تتعامل ... فدايما بتحطك في وش المدفع."

نور بتنهيدة:"عموما مش ده موضوعنا .. ماتنساش إني المفروض أعاقبك برده على إستهتارك."

أحمد بإبتسامة:"إستهتاري؟؟ مانتي قولتي للزبون بره إن ده مش غلط أتجازى عليه يا سيادة المديرة، ولا إيه؟"

نور ضيقت عيونها بضيق من كلامه ..

أحمد بإبتسامة:"إضحكي ماتكشريش كده، مش لايق عليكي التكشيرة دي أبدا."

فضلت بصاله بضيق ...أحمد كان لسه هيتكلم رحاب دخلت المكتب ...

رحاب بحماس وهي بتقرب منها متجاهلة إللي بيبصلها بحب:"كنتي هايلة بره، بجد شابوه .. برافو حقيقي."

نور بإبتسامة:"ميرسي."

رحاب وهي مضيقة عيونها:"ميرسي بس؟؟ ده إحنا لازم نحتفل .. أحمد."

أحمد بإنتباه:"نعم؟"

رحاب وهي بتبصله:"عايزين نقدم تارت هدية لنور .. *بصت لنور* ... بس متقوليش لماما إني عملت كده أحسن تقول إني خربت بيتها."

نور ضحكت ضحكة خفيفة وهزت راسها بيأس ..

نور لأحمد متجاهلة رحاب:"يلا يا أحمد نرجع نشوف شغلنا."

رحاب:"على فكرة بقا .. هقولها ماتعملكيش الأكلة إللي إنتي بتحبيها عشان تبقي تتجاهليني كويس."

نور بضحك:"بعرف أطبخ على فكرة .. وبعدين طنط منار بتحبني مش هتسمع كلامك وهتعمل الأكل إللي أنا بحبه برده."

رحاب كانت لسه هتتكلم ..

نور بإستيعاب:"الزباين .. إحنا ناسيين الزباين وعمالين نرغي .. يلا يا أحمد روح شوف شغلك."

كانت لسه هتتحرك لقت أحمد واقف في مكانه بيبص لرحاب بهيام وسرحان، لفت بصت وراها عشان تبص لرحاب لقتها بتبصلها بغيظ وضيق ومش منتبهة لنظرات أحمد نهائيًا ... إتنهدت تنهيدة بسيطة ...

نور:"أحمد، عديني."

أحمد فاق وإنتبه للي بيحصل، حمحم بإحراج وخرج من الأوضة ونور هزت راسها بيأس وخرجت من الأوضة ...

..........................................

يحيى ركن عربيته ودخل الشركة إللي بيشتغل فيها .. إبتسم لكل زمايله في الشغل وفي نفس الوقت بيحاول يتجاهل كل العيون إللي عليه وفضل على الحال ده لحد ما طلع لمكتبه ... دخل المكتب وقعد على الكرسي بإرتياح ... وإتفاجئ بشخص طويل لابس بدله زيه بالظبط شعره أسود وعيونه سوداء بيدخل المكتب وراه وبيبصله بضيق ...

مصطفى:"أنا مستنيك من الصبح ولسه فاكر تيجي دلوقتي؟"

يحيى بلامبالاة:"أعصابك يا درش .. إنت متضايق ليه؟"

مصطفى نفخ بضيق ورماله ملف على مكتبه..

مصطفى:"إمسك الملف ده .. رئيس مجلس الإدارة متضايق بسبب الموضوع ده .. يعني مش معقوله بعد ما إتفقنا مع الناس يلغوا إتفاقهم عشان في شركة تانية إدتلهم عرض أحسن."

يحيى بثبات وبرود وهو بيبص في عيونه:"وإللي يحل الموضوع ده في ميتنج صغير؟؟"

مصطفى:"يا ريت الموضوع ده يتحل بسرعة بأي شكل من الأشكال يايحيى .. مش عايز كلمة تضايقني من أ/ لطفي."

يحيى بإبتسامة وهو بيسند على الكرسي بهدوء:"ماتقلقش .. هيتحل روح شوف شغلك بقا."

مصطفى:"إنت واثق كده ليه إنه هيتحل؟"

يحيى بإبتسامة:"لإن أنا عارف أنا هعمل إيه بالظبط، ماتشغلش بالك."

مصطفى بإستسلام:"أتمنى."

مصطفى كان لسه هيمشي رجع تاني ..

مصطفى بإستفسار:"هتطلب معانا غدا؟"

يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:"غداء إيه؟؟ هو مش إحنا وقت الفطار؟؟"

مصطفى وهو معقد حواجبه وبيبص في الساعة:"الساعة 1 يا يحيى ... ميعاد الغداء."

يحيى إتنهد بضيق وبص لمصطفى ومتكلمش ...

مصطفى بإستفسار:"ها؟؟ هتجيب معانا؟؟"

يحيى:"ماشي .. هتجيبوا منين؟"

مصطفى:"في مطعم قريب من هنا بس مش أوي، إسمه "لحظة سعادة" ... بيقولوا أكله جميل جدا ونضيف."

يحيى سرح في إسم المطعم شويه ..

مصطفى:"إنت يابني."

يحيى بإنتباه وهو بيبصله:"ماشي .. هجيب معاكم."

مصطفى:"هتجيب إيه يعني؟"

يحيى:"إستنى هفتح ال Menu بتاعهم عندي."

فتح اللابتوب بتاعه وبدأ يبحث عن المطعم وبعدها جاتله صور قائمة المأكولات بتاعتهم ... عجبه كل الاصناف تقريبا وبعدها بص لمصطفى بحيرة ...

مصطفى بإستفسار:"ها؟؟؟ إخترت إيه؟"

يحيى بتفكير:"خليني أجرب الباستا .. أشوف بيعملوها كويس ولا لا."

مصطفى:"ماشي."

يحيى مسك الملف وبدأ يقرأ فيه بتركيز ... مصطفى خرج من المكتب وراح لمكتبه عشان يطلب الأوردر، مسك موبايله وبدأ يرن ... نور كانت واقفة في المطعم بتتابع الموظفين وشغلهم بس إنتبهم لما التليفون الأرضي الخاص بالمطعم رن .. عيونها جات على الموظفة إللي بتستقبل المكالمات ملقتهاش موجودة .. إتنهدت بتنهيدة بسيطة وراحت هى ردت على التليفون ..

نور برسمية:"أهلا بيك في مطعم لحظة سعادة ... أتشرف بحضرتك يا فندم؟"

مصطفى بهدوء:"أنا مصطفى محمود كنت حابب أطلب أوردر."

نور أخدت نوته وقلم من على المكتب ...

نور:"حضرتك أول مرة تطلبنا يا فندم؟"

مصطفى:"أيوه."

نور:"ممكن الأوردر طيب؟"

بدأ يقول الأوردر وبعد ما خلص ...

نور بإستفسار:"كده خلاص يا فندم كل حاجة؟"

مصطفى:"اه كده تمام."

نور:"حضرتك مش عايز أي إضافات؟؟"

مصطفى بإبتسامة إعجابًا لصوتها:"لا شكرا."

نور:"طب بما إن حضرتك أول مرة تشرفنا بإتصالك، ببلغ حضرتك إننا بنعمل جميع أنواع ال sweets لو حضرتك حابب تطلب مننا، ده غير إن المطعم مفتوح للحجوزات الخاصة بالحفلات البسيطة زي حفلات عيد الميلاد والخطوبة، عقبال حضرتك يعني."

مصطفى بإبتسامة نظرا لإنها كويسه في الإعلان والتسويق:"شكرا ليكي .. كويس إنك بلغتيني عشان يوم أما أجي أخطب هعمله عندكم."

نور بإبتسامة:"تنورنا يا فندم في أي وقت .. ممكن العنوان؟"

مصطفى إدالها العنوان بتاع الشركة ...

نور بإبتسامة:"إن شاء الله الأوردرهيوصل في خلال .. *بصت لساعة إيديها* .. ساعة إلا ربع."

مصطفى:"في إنتظاركم."

نور بإبتسامة:"شكرا لإتصالك بمطعم لحظة سعادة."

قفلت المكالمة وإنتبهت إن البنت المسئولة عن إستقبال المكالمات جات ..

نور بإستفسار:"كنتي فين؟"

؟؟:"سوري كنت في الحمام."

نور:"أوك."

راحت لجهة الشيفات ...

نور:"الأوردر ده دليفري."

شيف أخده وبدأ يجهزه وهي رجعت تتابع الكل تاني ولما عيونها جات على الساعة ..

نور بفزع:"الساعة 1 وربع... بلال."

راحت المكتب بتاعها بسرعة وأخدت شنطتها وعدلت هدومها وشكلها وخرجت من الأوضة وراحت ناحية رحاب ..

نور:"روبا."

رحاب بإستفسار وهي بتبصلها:"إيه؟"

نور:"أنا هروح أخد بلال من المدرسة وهرجع تاني."

رحاب:"أوك ماتتأخريش بس يا نور عشان مبعرفش أتصرف من غيرك."

نور بضحكة خفيفة:"أوك."

خرجت من المطعم ووقفت تستنى أوتوبيس لحد ما لقت أوتوبيس رايح في إتجاه المكان إللي هي رايحاه .. ركبت الأوتوبيس لقته زحمة وقفت وسندت على كرسي .. أثناء تحرك الأوتوبيس في الطريق عيونها جات على شاب واقف وبنت واقفه جنبه وهو بيحاوطها بإيده عشان ماحدش يخبط فيها .. إبتسمت بحزن لإنها إفتكرت ذكرى قديمة جدا .. إتنبهت لحد قام من مكانه والشاب إللي مع البنت شاورلها إنها تقعد على الكرسي وبالفعل قعدت وهو وقف عند الكرسي وبصلها وكملوا كلام .. بصت قدامها وحاولت ماتركزش معاهم ومثلت الجمود لكن أوقات كانت بتخطف نظرات ليهم ومتابعاهم وهما بيضحكوا مع بعض .. إللي أنقذها إن حد قام من على كرسي وهي كانت قريبة من الكرسي ده .. قعدت مكان الشخص ده فبالتالي مش هتعرف تبص للإتنين إللي وراها بمسافات ... حطت إيدها على قلبها وغمضت عيونها بتحاول تتحكم في ضربات قلبها وبتقنع نفسها إن الأحاسيس دي من الماضي ووقتها خلاص إنتهى، مشاعر عاشتها في وقت مراهقة وخلاص كل حاجة خلصت، وعشان تشغل بالها عن التفكير الماضي بدأت تفكر في بلال أخوها الصغير إللي هو بالنسبالها كل حاجة في الحياة، إبتسمت إبتسامة جميلة لتذكرها أول يوم هي شالته بين إيديها .. من يومها وهي قررت إنها تضحي بالدنيا كلها عشانه، كان هو الشخص الوحيد إللي باقيلها وحافظت عليه ومخلتهوش محتاج حاجة .. إتنهدت بحزن بسبب إنها عاشت أيام صعبة في البداية لإنه كان بيبكي كتير وهي مكانتش فاهمة هو بيبكي ليه .. لحد ما في واحدة في الشارع قابلتها ووضحتلها إنه جعان وفهمتها إن محتاج إنه يشرب لبن طبيعي ولو مش موجود يبقى اللبن الصناعي هو البديل ليه، إللي كان صعب بالنسبالها هو إنها تجمع مبلغ اللبن ده .. إتبهدلت كتير عشان تقدر توفر الفلوس دي لدرجة إنها فكرت إنها تشتغل يمكن تكسب فلوس وتقدر توفرله كل حاجة هو محتاجها ... في البداية، كان بيبقى صعب عليها إنها تشتغل لإنها لما بدأت كانت بتنضف في البيوت وعشان هي متعودتش على شغل زي ده كانوا بيمشوها وبيدوها يوميتها بالعافية ... فضلت كتير تدور على شغل وبلال في حضنها لكن كله كان بيقابلها بالرفض .. ضعفت وبكت في الشارع وبلال في حضنها بيبكي من جوعه بس إنتبهت لشخص واقف قدامها بيحطلها فلوس على هدوم بلال ومشي ... بصت للفلوس بعدم إستيعاب ولسه هتروح تديهم للراجل إتفاجأت إنه مشي .. ومن اليوم ده قدرت إنها توفر تمن اللبن الخاص ببلال .. بس ما ستسلمتش ضحت بكل حاجة عشان تقدر تعيش هي وبلال في مكان وميفضلوش في الشارع ... باعت موبايلها إللي كان فيه كل ذكرياتها الجميلة إللي هي عاشتها وأجرت شقة بسيطة في حارة شعبية .. كان صعب عليها في البداية إنها تعيش في مكان زي ده .. لكن كان في كتير بيساعدوها ... كتير ساعدوها في إنها تسيب بلال عندهم وهي تروح تشوف شغلها ولما ترجع تاخده في شقتها .. كانت منبهرة بمساعدتهم ومكانتش مصدقة إن في حد يساعد كده بدون مقابل .. تعبت كتير ودورت كتير على مكان يقبل واحدة بمؤهلاتها .. لكن مالقتش لحد ما صادفت إن في مطعم صغير بيتم إفتتاحه وصاحبته ست كبيرة ومعاها بنتها ولسه بيجربوا حظهم في المطعم ده، رفضوها في البداية لإنهم يا دوب كانت فلوسهم على القد ونور قالتلهم إنها حتى لو تقدر تشتغل بمبلغ رمزي ومذكرتش السبب ... الست وبنتها إستغربوا طلبها ولسه كانوا هيعترضوا ..لقوا نور بتديلهم أفكار كويسة وناجحة للمطعم ده غير تعديلاتها الصحيحة في الديكور وإقتراحها لإسم المطعم .. الست وبنتها حبوا طريقة تفكيرها وقرروا تشتغل عندهم ... وبمرور السنين، نور قدرت إنها تحول المطعم ده من مطعم بسيط لمطعم كبير له إسم .. الإسم إللي هي إختارته .. وبعيدا عن علاقتها بيهم في الشغل لكن الست دي كانت حنينة جدا عليها ومعتبراها زي بنتها رحاب بالظبط، مش بترفض ليها أي طلب ... بلال كان ونعم الطفل ... كان هادي ومتعلق بيها جدا مش بيسيبها لوحدها .. كان دايما بيمسك فيها عشان ماتسيبهوش ... برئ جدا ونظراته ليها بريئة حتى ضحكته بريئة .. أول مرة تعيش تجربة في تربية طفل ولوحدها كمان ... بس نجحت لإنه كان أخوها من لحمها ودمها مش مجرد طفل .. البصة في عيونه كانت بتخليها تستحمل مشقة الأيام إللي كانت عايشاها ... وعمرها ماحسسته إنها مش معاها فلوس في بعض الأحيان .. كانت بتجيبله كل حاجة هو بيشبط فيها ... فاقت من شرودها لما وصلت للمحطة المقصودة .. نزلت بسرعة من الأوتوبيس ومشيت بسرعة في طريق المدرسة بتاعة بلال ... بصت في الساعة لقت إن فاضل خمس دقايق على جرس الحصة الأخيرة ... إتنهدت بإرتياح لإنها وصلت بدري، لإنه بيخاف لما بيلاقي نفسه لوحدة وهي مش موجودة .. حاولت كتير معاه إنها تضيع خوفه ده وتفهمه إنها هتغيب عنه بس وقت المدرسة لكنه إقتنع بصعوبه لما فهمته إنها هتوديه المدرسة وتاخده منها وهيفضل معاها في المطعم لحد ما اليوم يخلص ويروحوا البيت سوا، وحاولت في البداية إنها تتعود على وجودة في المدارس الحكومية لإنها من صغرها كانت بتروح مدارس خاصة، بس ده كان غصب عنها لإن حالتها المادية ماتسمحش إنه يدخل مدرسة خاصة .. بس إللي طمنها إن الناس طيبين وغلابة وكويسين ده غير إن بلال إنطوائي وفي حاله .. إنتبهت لجرس المدرسة إللي ضرب وقفت قدام البوابة السوداء الكبيرة إللي إتفتحت و منتظرة إنها تشوفه ... نزل الأطفال من فصولهم بفرحة مقربين ناحية أولياء أمورهم إللي مستنيينهم قدام المدرسة وهي كانت بتدور عليه بعيونها وإبتسمت لما شافته .. طفل صغير في السادسة من عمره خجول وماشي بعيد عن زملائه الأطفال وشايل على ظهره شنطة أكبر من حجمه .. ضحكت ضحكة خفيفة على منظره اللطيف وبرائته إللي مخليينها عايزة تجري عليه وتاكله بسببهم .. لما وصل ناحية البوابة رفع راسه وبص حواليه ببراءة وتوهان بس إبتسم إبتسامة كبيرة لما لقاها قدامه وبتبصله بحب جري بفرحة ناحيتها وعليه ملامح الشوق والتعلق .. نور نزلت على الأرض عشان تبقى في نفس مستواه وفتحت دراعاتها وهو دخل في حضنها بشكل طفولي و هي ضمته بشدة وباست راسه ..

نور بحب وهي بتملس على شعره الأسود:"عملت إيه النهاردة في المدرسة؟"

بلال بحماس وصوت طفولي:"الميس بتاعة العربي إدتلي نجمة لما لقت الواجب كله صح .. وبصي أنا إستلمت الكتب كلها النهاردة."

قلع شنطته بصعوبة بسبب تقلها وبعدها فتحها، فهمت دلوقتي السبب إللي كان مخليه ماشي كده ..

نور بإبتسامة وهي بتبصله:"ألف مبروك يا حبيبي، بعد كده لما تستلم كتب كتير زي كده ماتحطهمش كلهم مرة واحدة في الشنطة عشان ظهرك مايوجعكش .. حط شويه في الشنطة وشيل شويه لحد ما أنا أجي أخدهم منك كلهم."

بلال وهو بيهز راسه بشكل طفولي:"حاضر."

قامت من على الأرض ومسكت شنطته بإيد ومسكت إيده بإيديها التانية ...

نور بإستفسار وهي بتبصله:"كمل بقا ياحبيبي، يومك في المدرسة كان عامل إزاي؟"

بلال بحماس وفرحة وبيسبق خطوات وبيبصلها:"مستر الحساب سألنا سؤال النهاردة وأنا رفعت إيدي وجاوبته، الفصل كله سقفلي."

نور ضحكت ضحكة خفيفة على حماسه الطفولي وفرحته ... فضل يحكيلها عن يومه طول الطريق ومازهقتش ومملتش أبدًا ... بالعكس ده حلى يومها أكتر لإنها دايما بتحسب تسمع صوته عشان متحسش بالوحدة ...

.......................

*نوفيلا/ المغرورة والقروي بقلم سارة بركات*

مصطفى كان واقف قدام يحيى وبيبصله بشك وهو بيدوق الأكل إللي هما طلبوه من المطعم .. منتظر رأيه ...

مصطفي:"إيه رأيك؟"

يحيى:"مش بطّال، حلو."

مصطفى إبتسم إبتسامة كبير ويحيى بصله بشك لما إبتسم ..

يحيى بسخرية:"ماكنتش أعرف إن لما الأكل هيعجبني كده إنت هتفرح أوي كده."

مصطفى:"مش زي مانت معتقد .. مش الأكل بس إللي حلو."

يحيى بإستفسار:"أومال إيه إللي حلو؟"

مصطفى بإبتسامة وهو بيفتكر صوتها:"صاحبة الصوت الجميل إللي ردت عليا على التليفون .. إللى أخدت مني الأوردر."

يحيى بسخرية:"ماهو ده آخرك .. يلا إمشي من وشي ورايا شغل."

مصطفى:"طب قبل ما أمشي ... عملت إيه في المشكلة بتاعة العميل ده؟"

يحيى بتنهيدة وهو بيبصله:"قلتلك ماتقلقش هتتحل يعني هتتحل."

مصطفى:"أنا واثق فيك."

يحيى بثقة:"وأنا قد الثقة دي."

مصطفى بإبتسامة:"حلو أوي .. هروح أنا مكتبي عشان آكل .. وبعد كده يا يحيى أكلنا كله هيبقى من المطعم ده."

يحيى ضحك وهز راسه بيأس وكمل أكله إللي عجبه جدا....

..................

نور وبلال وصلوا المطعم، وإتفاجئوا برحاب إللي مستنياهم ..

رحاب بحب وفرحة:"بلال."

جريت ناحيته وأخدته في حضنها وبلال بيحاول يخرج من حضنها لكن هي ماسكة فيه ..

نور بضحك:" إبعدي عنه، إنتي بتخنقيه."

رحاب بعند:"لا .. مش هبعد عن جوز بنتي."

نور هزت راسها بيأس ورحاب بدأت تلعب في خدوده ..

رحاب:"يا خلاثي .. إيه ده؟؟ لا إنت أحلى من نور نفسها .. أنا خلاص حجزتك *كملت بتأكيد* إنت جوز بنتي المستقبلي."

بلال بزهق طفولي:"يا طنط سيبيني بقا."

رحاب بشهقة:"طنط؟؟! إخص عليك يا بلال ده أنا أصغر من أختك بسنة."

نور بضحك وهي بتبعد بلال عنها:"برده طنط وستين طنط ده هو طوله لحد ركبتك طبيعي يقولك يا طنط."

رحاب بضيق مصطنع:"بس برده جوز بنتي."

نور بسخرية:"إبقي إتجوزي الأول وخلفي وبعدها نبقى نشوف موضوع جوز بنتك ده، *وجهت كلامها لبلال بحنان أمومي* يلا يا حبيبي ندخل."

هز راسه ببراءه ومسك إيديها بإيده الصغيرة ودخلوا المطعم ورحاب دخلت وراهم بغيظ ...

بلال بفرحة لأحمد وهو بيجري ناحيته:"عمو أحمد."

أحمد إبتسمله ونزل لمستوى طوله وحضنه وبعدها بعد عنه وسلم عليه ..

أحمد:"عامل إيه يا حبيب عمو؟"

بلال بصوت طفولي:"أنا كويس الحمدلله، إنت عامل إيه؟"

أحمد بضحكة خفيفة:"أنا الحمدلله بخير."

نور وهي بتقرب منهم:"معلش يا أحمد هتعبك معايا .. ممكن بس تقعد مع بلال شويه لحد ما أروح المكتب وأرجع."

أحمد بإبتسامة وهو بيبصلها:"أكيد، *بص لبلال* يلا يا بطل تعالى معايا."

مسك إيده وراح لترابيزة ناحية زجاج المطعم المطل على الشارع وقعدوا قصاد بعض ... ولسه أحمد هيتكلم لقى رحاب وقفت عند الترابيزة إللي هما قاعدين عليها وبتبص لبلال وهى معقدة حواجبها ..

رحاب:"على فكرة أنا مش طنط."

أحمد ضحك ضحكة خفيفة بس سكت لما رحاب بصتله بضيق ..

أحمد بهدوء:"طفل يا رحاب ومش فاهم حاجة."

بلال ببراءة:"طنط إنتي زعلتي مني؟"

رحاب بغيظ مصطنع:"بقولك إيه يا بلال .. ناديلي روبا وبلاش طنط دي أنا لسه صغيرة."

بلال بحيرة طفولية وهو بيبص لطولها:"صغيرة؟!"

أحمد إنفجر من الضحك ...

رحاب لأحمد بضيق:"إنت بتضحك عليا يا أحمد؟"

أحمد وهو بيحاول يهدى:"أبدا أنا أقدر .. وبعدين إنتي صغيرة وأحلى صغيرة شوفتها في حياتي."

رحاب فضلت بصاله بخجل وعدم إستيعاب وهو حمحم بإحراج لما إستوعب إللي هو قاله ... هما الإتنين فاقوا على صوت بلال ..

بلال ببراءة:"بس يا عمو إنت بتكذب والكذاب بيروح النار."

رحاب ضربت رجلها في الأرض بغيظ طفولي وهي بتبص لبلال إللي بيبصلها ببراءة ...

رحاب:"ميرسي أوي يا أستاذ بلال."

مشيت من قدامهم بغيظ وراحت تشوف شغلها ... لكن أحمد وبلال كانوا بيبصولها بإستغراب .. نور خرجت من المكتب ومعاها أدوات الرسم الخاصة ببلال وقربت منهم بإبتسامة كبيرة .... أحمد قام من مكانه وإستأذن يشوف شغله ونور قعدت قدام بلال ..

نور بإبتسامة:"إتأخرت عليك يا حبيبي؟"

بلال هز راسه بالنفي .. نور قدمتله الألوان وكراسة الرسم عشان يرسم ..

نور بإبتسامة:"إرسم لحد ما تزهق ولو حبيت تعمل ال Home work عرفني أبقى جنبك فيه."

بلال هز راسه بطاعة وهي إبتسمتله وقربت منه وباست راسه وقامت من مكانها ولسه هتمشي ..

نور وهي بتبصله:"حبيبي، لو إحتجتني ناديلي علطول."

بلال بإبتسامة بريئة:"حاضر يامامي."

إبتسمتله بحب وراحت تكمل شغلها وأثناء شغلها كانت بتتابعه بعيونها وهو بيرسم وبيلون ...

...................................

يحيى إتنهد بإرتياح ودعك في جفون عيونه بعد ما بص في الساعة ولقاها خمسة .. قام من مكانه وجهز حاجته عشان يمشي، وأثناء تجهيزة موبايله رن ... إبتسم لما لقى إسمها قدامه "هيام" ...

يحيى وهو بيرد:"في ميعادك بالظبط .. أنا بجهز عشان أنزل."

هيام:"تمام، وأنا خلاص قربت من الكافية هستناك هناك."

يحيى بإبتسامة:"ماشي، هحصلك على هناك."

هيام بإبتسامة:"أوك."

قفلوا مع بعض ويحيى خرج من مكتبه ونزل من الشركة عشان يروح لميعاده إللي بينتظره كل أسبوع ... بعد مرور فترة بسيطة ... وصل للكافية المقصود ودخل المكان وبدأ يدور عليها بعيونه لحد ما عيونه جات على بنت لابسة بلوزة وجيبة شيك وعليهم حجاب بنفس لون الجيبة كانت لونها كافيه .. رفعت راسها ووضحت ملامحها كانت بشرتها بيضاء وعيونها لونها أسود .. شبه عيون كان بيعشق صاحبتها في يوم من الأيام .. فاق من إللي هو فيه لما هي إبتسمتله وشاورتله .. قرب منها بإبتسامة هاديه وقعد قدامها ..

يحيى بإستفسار:"تطلبي إيه؟"

هيام بإبتسامة:"ماتقلقش أنا طلبت لينا."

يحيى إبتسم وإتنهد ...

يحيى:"إنتي أخبارك إيه؟"

هيام:"أنا تمام الحمدلله، المهم إنت."

إبتسامته إختفت وبص قدامه بشرود ...

هيام بإبتسامة وتفهم:"حلمت بيها؟"

يحيى بصلها بسرعة وهز راسه ...

هيام بإبتسامة:"كنت واثقة إن فيك حاجة لما كلمتك، عشان كده خليت ميعاد جلستنا النهاردة، إحكيلي بقا حلمت بإيه؟"

يحيى كان لسه هيتكلم الطلب بتاعهم جه .. كانت هي طالبة عصير ليها وطلبتله قهوة ...

يحيى بتنهيدة:"حلمت باليوم ده ... اليوم إللي مش راضي يروح من بالي."

هيام شربت رشفة من العصير بتاعها وشجعته يكمل بنظراتها ..

يحيى:"يوم حفلة التخرج."

هيام:"ممكن تحكيلي إيه إللي حصل في اليوم ده بالتحديد؟"

يحيى:"أنا حكيت بدل المرة مليون."

هيام بإبتسامة:"أنا محتاجة إنك تحكيلي تاني .. يلا إتكلم."

يحيى بتنهيدة:"في اليوم ده كنت مبسوط جدا عشان قدرت أعدي خطوة كبيرة في حياتي .. وهي إني إتخرجت على خير وكان في دماغي أحلام خاصة بسن مراهقتي، وهو إني لازم أتجوز البنت إللي بحبها وبالفعل كنت في اليوم ده كنت مجهز خاتم ودبلة عشان لما أقابل باباها أقدمهم ليها .. كنت عاين الدهب في السكن وجهزت نفسي وروحت الحفلة قابلت أمي وأختي هناك، كنت مبسوط بوجودهم معايا في يوم زي ده ... بس .. كان ناقصني هي، إتأخرت يومها ... *إتكلم بإبتسامة مهزوزة* عمومًا عرفت بعدها هي كانت متأخرة ليه ... كانت بتجيبلي بدلة للحفلة .. بدلة حطت عليها بودرة العفريت عشان تخلى شكلي مضحك قدام الطلبة وأهاليهم."

هيام بإبتسامة حزينة:"بس زي ماعرف عنك إنك كنت بترفض أي هدي هي بتجيبهالك حتى لو بسيطة .. ليه قبلت بالهدية دي في حين إنك كان ممكن ترفضها؟"

يحيى بتنهيدة:"قبل ما تقولي على البدلة .. بلغتني إنها هتلبس الحجاب ... ودي حاجة أنا كنت بتمناها وكنت مبسوط بقرارها وكنت فعلا مستعد أنفذلها أي طلب هدية مني ليها عشان قرارها ده لإني طبعا حالتي كانت بسيطة، مكنش معايا فلوس أجبلها هدية، بس على الأقل كنت بحاول أرضيها وأفرحها؛ فعرضت عليا البدلة وإتحايلت عليا إني أقبلها ماحبتش أزعلها وقبلت بيها ... حاولت أبينلها إني مبسوط بالبدلة على الرغم إني ماكنتش مرتاح فيها بس ماحبتش أزعلها .. كان الوقت بيمر بصعوبة بالنسبالي وأنا في القاعة .. بحاول أتحكم في حكة جسمي بس غصب عني معرفتش ... طلعت بعدها على المسرح بتاع القاعة والدنيا كانت زادت عن حدها وهرشت قدام الكل وهنا إتفاجأت بكمية مياه إترمت عليا من فوقي بالظبط المياة دي خلت جسمي يهدى بس إتصدمت لما سمعت إسمها في إتذكر أصعب جملة سمعتها في حياتي ... ومش من أي حد .. ده من صديق طفولتها إللي مبقاش ليها علاقة بيه .. "عشان تعرفوا إن الفلاح لما بيتمدن بيجيب لأهله العار، برافو يا نور" ... الجملة إللي صداها موجود في ودني لحد النهاردة ... حسيت إن الدنيا إسودت في وشي لما سمعت إسمها .. حسيت إني تايه مش فاهم حاجة، وبتفرج على الناس إللي بتضحك عليا وأنا واقف على المسرح هدومي كلها مياه ، كنت حاسس بضيق تنفس وأنا ببص لكل إللي بيضحكوا عليا، دورت على نور في وسط زحمة القاعة لقيتها واقفه معاه وبيتكلموا .. ماصدقتش عيوني، هي كانت مفهماني إنهم مالهمش كلام مع بعض .. قررت إني لازم أواجهها وأفهم منها في إيه ؟؟؟ . خرجت من القاعة وطلعت للدور الأول عشان أفهم منها إيه إللي حصل ده ... سمعتهم بيتكلموا مع بعض ....."

سكت وأخد نفس عميق بيحاول يتحكم في ضربات قلبه الموجوع ..

يحيى بألم وهو بيبص في عيون هيام:"نفس إللي أنا حاسس بيه دلوقتي هو إللي حسيت بيه لما سمعت كلامهم وإتفاقهم عليا ... إنها .... إنها بتلعب عليا .. فوقت من صدمتي على خناقة أمي معاها جريت بسرعة عشان عارف إن أمي هتمد إيديها عليها .. لحقتها قبل ما تلمسها وخليتها هي وياسمين يطلعوا بره القاعة هي وأمي لإني كنت محتاج أتكلم معاها وأسألها ليه عملت فيا كده؟؟، أنا عملت إيه؟؟..........."

منذ ست سنوات:

يحيى بصوت مهزوز:"ليه؟"

نور بدموع:"محصلش يا يحيى ... محصلش ... صدقني كل ده محصلش."

يحيى بصوت جهوري:"ليه؟"

نور بشهقات:"أنا حاولت كتير أقولك .. حاولت كتير أقولك على إتفاقي مع جاسر .. بس إنت قولتلي مش عايز تعرف حاجة."

يحيى بعدم إستيعاب:"يعني كل ده كان لعبة؟"

نور هزت راسها ب "اه " .. بس هزتها تاني ب "لا" بسرعة ...

نور بدموع:"الحاجة الوحيدة الحقيقة إللى كانت في حياتي هو حبي ليك يا يحيى."

كان لسه هيتكلم ... سمع صوتها في مكالمة بص لمصدر الصوت ... لقى إنها الميكروفونات ...

جاسر بإستفسار:"إيه الأخبار؟"

نور بإبتسامة كبيرة:"وقع خلاص."

ومكالمات كتير أوي بينها وبين جاسر بيتكلموا فيها عن إنهم يوقعوا يحيى .... يحيى بصلها بإنكسار بس ضحك بقهرة تعبر عن وجعه إللي هو حاسس بيه ناحيتها .. قلبة الطيب هو إللي صورله إنها هتتغير و هتبقى إنسانه كويسة .. مثلت عليه وخدعته كويس جدا ... مثلت عليه الحب وهي نجحت في تمثيلها بجدارة ... فاق من أحلامه وطموحاته الخيالية إللي مبقاش في حد في الزمن ده بيطلب الطموحات والأمنيات دي .... حاسس إن كرامته وحياته كلها إتدمرت بسبب لعبتها دي .. الإنسانة إللي إتحدى الكل وإتحدى نفسه عشانها عملت فيه كده؟!!! ... لازم يمشي ويختفي ويرجع لمكانه الأساسي ... حاسس بدموعه إللي قربت تنزل بسبب صدمته فيها .. حاول يتحكم فيها بصعوبة ...

يحيى بصعوبة وهو بيبص في عيونها:"يا خسارة .. يا خسارة فوقت متأخر ... فوقت بعد ما إتخدعت فيكي ... بتمنى إن عمري ما قابلتك ولا حبيتك ... الكل كان بيحذرني منك وأنا كنت بقولهم .. *إبتسم بحزن على نفسه* ... لا نور طيبة جدا ... وبتحب الخير للناس ... حتى أمي بنفسها قالتلي إنتي متنفعيناش .. بس أنا إللي أقنعتها بيكي وأتمنى إني ماكنتش عرفت أقنعها ... * ضحك بحسرة* .... برافو عليكي ... إيه إللي المفروض يتعمل تاني؟"

بص لجاسر إللي بيبصله وهو مبتسم ...

يحيى بإستفسار:"إتفقت معاها على إيه تاني؟"

جاسر:"كده خلاص أخدت حقي منك."

مشي وسابهم ويحيى حاول يتحكم في غضبه عشان مايضربهوش بس الغلط مش غلط جاسر أبدًا ... الغلط كان غلطها هي من البداية ... هي إللي وافقت وهي إللي كملت ... بص لنور إللي بتبكي بشدة وبتبصله برجاء .. لام ينهي كل حاجة ... لازم يبعد ويخرجها من حياته ... لازم ينساها..

يحيى:"من النهاردة...."

نور ببكاء وهي بتقاطعه:"لا ... لا ... لا يا يحيى ... أنا ماقدرش أعيش من غيرك، أرجوك ماتقولهاش."

يحيى بملامح ميته وهو بيبص في عيونها:"يحيى مات .. كانت فرصة سعيدة."

خرج من القاعة وراح لمامته وأخته ومشيوا ومبصش وراه أبداً ... دموعه نزلت لما سمع صوت صراخها إللي بإسمه ... صدمته فيها كانت قويه جدا ... حاسس بخنقة غير طبيعية إيده كانت بتترعش وهو ماسك إيد مامته إللي بتبكي وبتطبطب عليه ... وفجأة وقف في مكانه وبص لمامته وهو في عز خنقته ودخل في حضنها وإنفجر من البكاء زي الطفل الصغير .... بكى بكاء شديد مبكاهوش في حياته قبل كده وأمه بتطبطب عليه وهي بتبكي ...

يحيى ببكاء:"أنا إتخدعت يمّا ... أنا حبيتها ... أنا إشتريت الدهب وكنت عامل حسابي هجيبلها الباقي لما أشتغل .. مش ده إللي كنت فاكر إنه هيحصل يمّا ... مش ده إللي أنا كنت عاوزه."

بكى في حضنها وهي بتبكي معاه وأخته حضنته وكانت بتبكي معاهم .... بعد مرور فترة بسيطة من البكاء ... يحيى بعد عن حضن مامته ومسح دموعه بجمود ..

يحيى بصوت حاول يبينه طبيعي:"يلا يمّا نروح السكن عشان ألم هدومي وأمشي."

سهير:"حاضر يا ضنايا."

إتحركوا وراحوا السكن .. يحيى فتح باب الشقة وفي الوقت ده زيد كان خارج من أوضته ومن الواضح إنه لسه راجع من بره ... عيونه جات في عيون يحيى الحمراء من البكاء ... زيد عقد حواجبه بإستغراب من لون عيونه ده غير إنه إنتبه إن يحيى لابس بدله مبلولة مياه .. يحيى بص الأرض وبيتمنى إنها تنشق وتبلعه بسبب الإحساس إللي هو حاسه دلوقتي ... كل كلام زيد وتحذيراته عنها جه على باله ... وقد إيه هو كان أعمى وكان مصّر على عماه، ومن إحراجه دخل أوضته علطول وقفل الباب وراه ... زيد إنتبه إن والدة يحيى وأخته دخلوا الشقة وراه ...

زيد بإبتسامة وإحترام وهو بيقرب منها:"أهلا بحضرتك يا طنط .. حضرتك نورتي."

سهير بصوت مبحوح:"ده نورك يا ضنايا."

زيد إبتسم إبتسامة خفيفة لياسمين أخت يحيى وبعدها بص تاني لمامته ...

زيد بإبتسامة:"خدوا راحتكم .. تحبوا أحضرلكم الغداء؟"

سهير:"تسلم ياضنايا، ربنا يكرمك."

زيد:"طب تشربوا حاجة طيب؟"

سهير:"لا شكرا يابني."

زيد:"طب أستأذن أنا .. هروح ليحيى."

سهير:"اه يا ريت يابني .. ماتسيبهوش وخرجه من إللي هو فيه ... منها لله وحسبي الله ونعم الوكيل فيها."

زيد عقد حواجبه بإستغراب من كلامها وهز راسه ودخل أوضة يحيى من غير مايخبط ... يحيى كان قاعد على سريره وبيبص قدامه بجمود، كان الإنكسار واضح عليه، زيد قرب منه بإبتسامة هاديه وقعد جنبه على السرير وضربه في كتفه بهزار ...

زيد بمزاح:"مش هتحكيلي بقا عملت إيه النهاردة؟"

يحيى مردش عليه ومبصلهوش ... زيد إتنهد وإتعدل في مكانه وبص ليحيى بتركيز ..

زيد:"مالك يا يحيى فيك إيه؟"

يحيى مردش عليه لإنه مش قادر يتكلم عن إللي حصله حاسس إنه لو إتكلم كلمة واحدة عنها كرامته هتتدمر أكتر ماهي إتدمرت .. زيد حط إيده على كتفه ...

زيد:"يحيى."

يحيى مردش عليه زيد إتحرك من مكانه لحد ما بقا قصاده .. يحيى بِعِد عيونه عنه ..

زيد وهو معقد حواجبه بإستفهام ولاحظ عيونه الحمراء:"إيه إللي حصل يا يحيى؟؟؟ مالك؟؟ إنت كنت بتعيط؟؟ طب نور كويسه يابني؟"

يحيى مردش ومتكلمش ... زيد كان لسه هيتكلم، يحيى زقه بعيد عنه وقام بعصبيه من مكانه وإنفجر فيه ...

يحيى بعصبية:"في إيه؟؟ عايز إيه؟؟؟ عايز تعرف إنت طلعت صح ولا غلط؟؟ تحب أريحك؟؟ أيوه يا زيد إنت كان عندك حق من البداية ... أنا واحد أعمى وغبي إني مصدقتكش .. أنا أغبى بني آدم موجود على وجه الكرة الأرضية دي ... الإنسانة إللي أنا حبيتها وكنت خلاص هتجوزها كانت بتخدعني كل ده ... كانت بتضحك عليا عشان شايفاني .. *دموعه نزلت* .. شايفاني فلاح ... عملت فيا مقلب وفرجت الدفعة كلها عليا في الحفلة."

يحيى قعد على سريره بقلة حيلة وهو بيبكي وزيد في مكانه مش فاهم ولا مستوعب إيه إللي يحيى بيقوله ده ... أخد نفس عميق وقعد جنيه تاني ..

زيد:"طب ممكن تهدى طيب وتحكيلي كل إللي حصل؟؟"

يحيى مسح دموعه بصعوبه وبدأ يحكيله كل إللي حصل من وجهة نظره هو ...... وبعد مرور فترة بسيطة ..

زيد بضيق وهو معقد حواجبه:"وبتعيط على دي؟؟؟؟ مش دي إللي تعيط عليها ... وبعدين من إمتى إحنا بنعيط على بنت؟؟"

يحيى بشرود:"أنا مش بعيط عليها .. أنا بعيط على كرامتي وعلى شكلي ونفسي ... صعبان عليا نفسي أوي."

زيد:"إنساها يا يحيى ... إنساها وإرمي الماضي ورا ظهرك."

يحيى وهو بيهز راسه بالنفي:"الكلام سهل بالنسبالك ... أنا حاسس إن الموضوع صعب أوي ... مش هعرف أنسى بالسهولة دي."

زيد بإصرار:"لا هتعرف .. هتنساها وهتكمل في حياتك عادي .. هي متستاهلش واحد طيب زيك ... إنت إللي زيك في الزمن ده قليل يبقى في زيهم أصلا ... إنت كنت موجود قدامها وهي خسرتك بإرادتها .. خليك قوي وعيش لنفسك ولمامتك وأختك ... ماتنساش يايحيى إنك مسئول عنهم ... خد بالك منهم كويس مالكش غيرهم."

يحيى هز راسه بشرود ...

زيد بحيرة:"هتعمل إيه طيب؟؟؟ هتبات هنا ولا هتسافر ولا هتعمل إيه؟؟ لو كده خليك أقعد كام يوم نخرج مع بعض شويه وأهو تساعدني في تجهيزات شقتي شويه بدل مانت قاعد مابتعملش حاجة كده."

يحيى ضحك ضحكة خفيفة أثناء شروده في حزنه ..

زيد بإبتسامة:"إضحك يا يحيى .. إضحك مافيش حاجة تستاهل إنها تزعلك بجد .... الدنيا دي عبارة عن داين تدان ... وهي هييجى عليها يوم ويتكرر فيها نفس إللي إتعمل فيك ده ووقتها هي هتفتكرك."

يحيى بصله ومردش ...

زيد بإبتسامة:"يلا بقا قوم إغسل وشك كده وروق يلا ده إنت إتخرجت يابني هو في حاجة زي دي ممكن تفوت الواحد؟ .. ده إحنا لام نحتفل بيك."

يحيى إتنهد تنهيدة بسيطة وإتكلم بهدوء ...

يحيى::"أنا هسافر."

زيد بصله بإستفسار ...

يحيى:"أنا هسافر خلاص، مابقاش ليها لازمه إني أفضل هنا في القاهرة .. أنا إتخرجت وخلاص هرجع بلدي أشوف أي شغلانة وأخد بالي من أمي وأختي."

زيد بإستغراب:"ومستقبلك يا يحيى؟"

يحيى مردش عليه ...

زيد بإستغراب أكبر من سكوته:"إنت هتضيع كل إللي إنت عملته هنا؟؟ ... خمس سنين من عمرك هتضيعهم؟؟؟ غربتك وبعدك عن أهلك هتعديهم كده بالساهل كأن شيئًا لم يكن؟؟؟؟ ... طب والمواد إللي إنت بتشرحها دي؟؟؟ ده لو إتحط بس في ال CV إنك عملت كده ولمدة أربع سنين أكبر شركة في مصر هتجري وراك عشان تشغلك عندها .. إنت بتتكلم بجد؟؟؟ هتضيع تعبك؟"

يحيى وهو بيبص قدامه:"مباقتش حابب القعدة هنا .. هنا مش مكاني."

زيد:"لا مكانك ونص كمان ... غصب عنك هتكمل هنا .. وغصب عنك أنا هجهز ال CV بتاعك بكل مؤهلاتك وخبراتك ... وإن شاء الله هتلاقي أكبر الشركات بتتواصل معاك."

يحيى بإصرار:"أنا هسافر يا زيد مش هرجع تاني."

زيد بغضب:"غصب عنك هترجع تاني ... إنت كده بتدمر مستقبلك عشان موقف حصل، مايغور الموقف في داهية .. مستقبلك أهم حاجة يا يحيى .. ماترجعش للصفر تاني."

يحيى:"إنت ليه مش فاهمني، أنا........"

زيد بصرامة وهو بيقاطعه:"هترجع يا يحيى، أنا هسيبك تسافر تستريح نفسيًا شويه من ضغط المذاكرة والدراسة وهستناك هنا في الشقة دي .. هترجع ومكانك هيفضل موجود أنا مش هجيب حد مكانك في الشقة ... لإني عارف إنك هترجع قريب."

زيد قام من مكانه وبص ليحيى بجدية ...

زيد:"توصل وترجع بالسلامة .. أنا مش هسلم عليك ولا هودعك حتى، عشان إنت هترجع."

................................

في الوقت الحالي:


يحيى بتنهيدة لهيام:"مشيت ... مشيت وغبت كام يوم قعدت في البلد .. مقدرتش أقعد في البيت من غير ما أعمل حاجة ... نزلت دورت على شغل بس للأسف المرتبات بالنسبالي كانت غير مقبولة حتى، موبايلي مكنش بيبطل رن من رقمها بس لا .. مش أنا الشخص الطيب الضعيف إللي هي إتعودت تتعامل معاه ... قفلت موبايلي وبعدها بيومين رجعت القاهرة من تاني .. روحت السكن وهناك زيد إستقبلني بالأحضان .. وقعد معايا وجهز ال CV بتاعي وقدملي على شركات كتير جدا وكانوا أغلب شركات القاهرة تقريبا، والحمدلله كنت بروح إنترفيوهات كتير وإتقبلت في شركة كويسه أخدت فيها سنة خبرة وبعدها شوفت شركة غيرها وبقيت في منصب أعلى من إللى كنت فيه .. وكل أما كنت باخد خبرة أكتر كنت بتنقل بين الشركات لحد ما بقيت في الشركة إللي أنا فيها .. مركز مرموق .. مرتب كويس .. عندي عربيتي إشتغلت ومضيعتش تعب سنين الغربة .. إني أعيش في القاهرة تاني بعد ما حصل إللي حصل ده كان صعب .. بس كنت بحاول أنسى كل حاجة بالشغل... أنا مباقتش الشاب الطيب الغلبان إللي كان بيلبس نظارة. نظر كعب كوباية.. *ضحك ضحكة خفيفة* أنا حقيقي مش مصدق إني كنت كده بجد."

هيام إبتسمت إبتسامة خفيفة وهي بتبصله ...

يحيى بإستفسار من إبتسامتها:"نعم؟"

هيام بإستفسار:"ليه خليت مامتك وأختك ينقلوا معاك هنا في القاهرة؟؟ يعني خلاص هما بقالهم حوالي أربع سنين معاك هنا."

يحيى:"عشان ياسمين جالها كلية طب في التنسيق فكنت حابب أكتر إنها تبقى في طب القاهرة وأهو بالمرة نبقى كلنا سوا نفضل مع بعض علطول مش هفضل بعيد عنهم دايما عايزهم معايا."

هيام بإبتسامة:"بس ده مكنش ردك آخر مرة."

يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:"أنا قولت إيه في المرة الأخيرة؟"

هيام بتنهيدة:"إنت آخر مرة قولتلي فيها ... إنك صفيت كل حاجة في بلدكم يعني بعت البيت والكام بهيمة إللي عندكم والأرض إللي حيلتك وإشتريت شقة كبيرة وفخمة هنا في القاهرة والباقي إنت حطيته بإسم ياسمين في البنك عشان لما ييجي وقت جوازها وتتجهز ومن يومها إنت مرجعتش البلد ولا حتى زورتها صد رد، ووقتها لما أنا نطقت إسم نور إنت إرتبكت."

يحيى سكت شويه وبعدها إتكلم ..

يحيى:"أنا ماجيتش هنا عشان أفضل في نفس المكان إللي هي فيه."

هيام بإبتسامة:"بس أنا ماقولتش إنك نقلت كل حياتك هنا عشانها يا يحيى، على الرغم إن ده كان إتفاقك معاها من بدري .. لما كنت ناوي تتجوزها."

يحيى بتشتت:"تقريبًا اه ده إللي إتقفت عليه معاها .. بس ... بس ......."

سكت ومش عارف يقول إيه .

هيام بإبتسامة:"في حاجة إنت مخبيها عليا يا يحيى، حاجة إنت محكتليش عنها وده مش هيخليني أعرف أساعدك ... *سكتت شويه وبعدها إتكلمت* ...إنت حاولت توصل ليها؟"

يحيى بصلها وبعدها أخد نفس عميق وإتكلم ...

يحيى بإستسلام:"أيوه."

هيام بإبتسامة:"أنا مش هعاتبك إنك ماقولتليش حاجة عن الموضوع ده من الأول ... بس أنا عايزة أعرف إنت حاولت توصلها إزاي؟ وإيه إللي حصل؟؟"

يحيى بشرود:"مالقتهاش."

هيام بإستفسار:"يعني إيه ملقتهاش؟"

يحيى:"يعني ملقتهاش .. كإنها إختفت ... كل إللي أعرفه إن والدها أفلس ومبقاش معاهم فلوس وده إللي كان منتشر في وقتها في الجرايد وفي السوشيال ميديا ... *إتكلم بحسرة* .. لوهلة نسيت كل إللي هي عملته فيا ودورت عليها، بس مالقتهاش."

هيام بإستفسار:"طب معرفتش توصل لزميلها ده؟"

يحيى:"أنا معرفش عنه أي حاجة خالص."

فضلوا هما الإتنين ساكتين وبعدها هيام إتكلمت ..

هيام:"إنت مش شايف يا يحيى إنك بقيت تمام؟"

يحيى بإستفسار:"إزاي؟"

هيام:"يعني مش شايف إن خلاص إللي ناقص بس بينك وبين نور هو المواجهة .. إنكم تتقابلوا وتواجهوا بعض عشان تخرج من الصدمة النفسية إللي إنت فيها، الحاجة الوحيدة بس إللي ناقصاك هي المواجهة."

يحيى ضحك بسخرية:"وليه نتواجه؟؟ هي زمانها أصلا نسيتني وعاشت حياتها ... عدا ست سنين يا هيام .. ست سنين ... إتغير فيهم حاجات كتير أوي."

هيام بإبتسامة:"كل حاجة فيهم إتغيرت إلا إنت يا يحيى ... لسه يحيى صاحب القلب الطيب إللي بيحبها بجد."

يحيى وهو معقد حواجبه بضيق:"ماتقوليش بحبها .. أنا مش عايز أتقابل معاها ولا أتكلم معاها حتى .. أنا وهي طريقنا مبقاش واحد ... حياتنا إحنا الإتنين إنتهت من زمان."

هيام بإبتسامة:"خلاص سكت ... أنا آسفة يا سيدي."

يحيى إتنهد تنهيدة عميقة وقام من مكانه ...

يحيى:"أنا لازم أمشي عشان هاخد ياسمين في طريقي."

حط الحساب على الترابيزة وإبتسملها بإمتنان ..

يحيى بإمتنان:"أنا إرتحت نفسيًا في جلسة النهاردة ... نتقابل الجلسة الجاية إن شاء الله؟"

هيام بإبتسامة:"إن شاء الله."

هز راسه وخرج من الكافية..

باقي الفصل السابع

هز راسه وخرج من الكافية وركب عربيته وإتحرك ..

.................................

نور كانت بتجهز حاجتها عشان تروح وأخدت شنطة بلال وخرجت من المكتب بس إتفاجئت بوالدة رحاب داخله المطعم ..

نور بإبتسامة:"طنط منار."

منار بحب وهي بتقرب منها:"حبيبة طنط عاملة إيه؟"

نور بإبتسامة:"أنا كويسه الحمدلله."

منار:"إنتي ماشيه ليه بسرعة كده؟"

نور:"عشان بس بلال وراه مذاكرة ده غير ال Home work بتاع المدرسة فلازم ألحق وقت على الأقل أذاكرله فيه."

منار بلوم:"مانا قلتلك يابنتي وديه درس عشان تريحي نفسك على الأقل."

نور:"بس بلال بيقلق وبيخاف لما بيبقى بعيد عني .. يعني المدرسة بالعافية بيقبل يقعد فيها لكن درس وغيره لا صعب عليه وبعدين حضرتك جربتي لما راح الدرس .. إستفاد إيه؟؟ كان بيعيط عشان هو بعيد عني."

منار بإستسلام:"خلاص يابنتي إللي يريحك، بس إستني.."

قدمتلها شنطة من معاها ..

منار:"خدي دول يا حبيبتي كنت عاملاهم مخصوص ليكي إنتي والشقي ده."

نور بإمتنان:"ربنا يخليكي يا طنط، تسلم إيديكي، تعبتي نفسك ليه؟"

منار:"لا تعب ولا حاجة يا حبيبتي دي أقل حاجة أقدر أقدمهالك بجد، يلا خدي بالك من أخوكي وطمنيني لما تروحي."

نور:"شكرا يا طنط."

منار وهي بتسلم عليها:"مع السلامة ياحبيبتي."

نور:"الله يسلمك."

نور بعدت عنها وقربت ناحية باب الخروج من المطعم ومدت إيدها لبلال إللي بيجري ناحيتها .. مسك إيديها بإيده الصغيرة وخرجوا هما الإتنين من المطعم ... نور كانت ماشية مبسوطة وهي بتبص لكل حركة بلال بيعملها ... تقريبًا هو الشخص الوحيد إللي ماتقدرش تعيش من غيره .. حياتها باقت معتمدة على وجودة بشكل كبير ... بصت قدامها عشان تركز في الطريق بس إتفاجئت بالعربية إللي فرملت ناحيتهم فجأة وقفت قدام بلال بشكل تلقائي ... صاحب العربية نزل وهنا نور برقت بذهول وعدم إستيعاب بس فجأة الذهول ده حل محله الغضب ...

نور:"نعم؟؟ عايز إيه؟؟؟"

؟؟ وهو بيقرب منها:"إسمعيني بس يا نور."

نور:"إياك تذكر إسمي على لسانك .. إياك يا جاسر .. إحنا إللي بينا إنتهى من زمان ... كل حاجة بينا إنتهت، مش عايزة أشوفك تاني قدامي."

جاسر برجاء:"أرجوكي يا نور إسمعيني .. إسمعيني بس."

نور تجاهلته تمامًا وإتحركت ببلال ومشيت وجاسر مشي وراها ...

جاسر:"يا نور."

مردتش عليه وتجاهلته تمامًا ...

جاسر بصوت مسموع"عشان خاطري إسمعيني."

نور تجاهلته وحاولت تتحكم في دموعها بسبب إنها إفتكرت اليوم ده بكل تفاصيله ... بس فجأة وقفت في مكانها لما سمعت صوت بنت هادي ...

؟؟:"نور."

لفت وبصت لمصدر الصوت بعدم فهم .. لقتها بنت نازلة من العربية إللي كان جاسر راكبها .. البنت دي كانت ماشيه بعكاز وبتحاول تعرف بيه الطريق إللي قدامها .. كانت مبتسمة إبتسامة صافية بريئة ... جاسر لف بسرعة ورجع للبنت دي ..

جاسر بقلق:"مالك في إيه؟؟ إنتي كويسه؟؟ نزلتي ليه من العربية؟"

؟؟:"أنا كويسه يا حبيبي، ماتقلقش عليا، فين نور بقا؟؟"

البنت بصت في إتجاه تاني بعيد عن جاسر ...

؟؟:"نور إنتي فين؟"

البنت حاولت تعرف طريق نور بالعصايه إللي هي ماسكاها في إيديها ... نور إنتبهت إن البنت كفيفة لإنها مش شايفة حاجة وجاسر بيحاول يسندها وهي بتقرب من نور لحد ما قفوا قدامها....

جاسر بهدوء وهو بيبص لنور إللي بتبصله بإستفسار:"دي ليلى ... مراتي."

نور بصتله بعدم إستيعاب وبعدها بصت للبنت إللي مبتسمة ليها ..

ليلى بسعادة:"أنا مبسوطة أوي إني قابلتك، جاسر كان دايما بيكلمني عنك."

..........................................................................

آرائكم؟؟؟ توقعاتكم؟؟؟

*نوفيلا/ المغرورة والقروي .. بقلم سارة بركات*

الفصل الثامن

ليلى بسعادة:"أنا مبسوطة أوي إني قابلتك، جاسر كان دايما بيكلمني عنك."

مدت إيديها عشان تسلم عليها لكن إتجاهها كان خاطئ جاسر مسك إيديها وخلاها في إتجاه نور إللي كانت بتبصلها بعدم إستيعاب .. بصت لجاسر إللي بيبصلها بإبتسامة خفيفة وبعدها بص لمراته إللي مبتسمة ليها ومنتظراها تسلم عليها .. مش مصدقة إن واحد زي جاسر ممكن يتجوز في يوم من الأيام، مش قادرة تستوعب أصلا، رمشت مرتين كإنها بتحاول تفوق من صدمتها وإبتسمت إبتسامة خفيفة وهي بتبص لملامح ليلى .. كانت ملامحها هادية وجميلة شعرها بني طوله لحد كتفها عيونها نفس لون عيون شعرها، بشرتها هادية مافيهاش مساحيق تجميل، واضح من ملامحها الطيبة والبشاشة ... مش قادرة تستوعب إن جاسر إتجوز بنت زي دي .. كانت دايمًا شايفة زوقه غريب لكن الوضع مختلف دلوقتي قدامها ... البنت الرقيقة إللي واقفة قدامها دي تبقى مراته ... نور حمحمت بإحراج لما لاحظت إنها فضلت تبصلها كتير ومدت إيديها ببطء ليها وسلمت عليها وهي بتسأل نفسها أسئلة كتير عن البنت دي .. والسؤال الأساسي .. جاسر قابلها إزاي؟؟! .. ليلى إبتسامتها كبرت لما نور سلمت عليها ... وحركت راسها في إتجاه جاسر إللي حاطط إيده على ظهرها ..

ليلى بإبتسامة:"مش قولتلك إنها هتقف لما أنا أكون معاك، كان لازم تسيبلي أنا الموضوع ده من الأول."

نور إتنهدت تنهيدة بسيطة وبصت لجاسر إللي بصلها في المقابل بإحراج نظرا لإنهم إتقابلوا صدفة من سنة في المنطقة دي ومن يوم مالقاها وهو بيجري وراها عشان تسامحه لكن هي مكانتش بتديله فرصة في إنها تسمعه ...

نور بإبتسامة لليلى:"إتشرفت بيكي."

ليلى بإبتسامة:"أنا أكتر، *إتكلمت بسعادة* أنا محتاجة أتعرف عليكي أكتر وأتكلم معاكي، ماتيجي نتقابل في يوم ونتكلم سوا؟"

نور كانت لسه هتتكلم ..

بلال:"مامي."

نور بصت في إتجاه بلال .. بصلها بإحراج عقدت حواجبها ونزلت في نفس مستواه ...

نور بهمس:"في إيه؟"

بلال وهو بيهمس في ودنها:"يلا نمشي يا مامي عشان عاوز أدخل الحمام."

نور بإبتسامة هادية:"حاضر."

رجعت وقفت في مكانها وبصت لليلي ..

نور:"إن شاء الله، أنا محتاجة أمشي دلوقتي عشان محتاجين نروح."

ليلى بإبتسامة بعد ما سمعت صوت طفل:"لو تحبي إننا نوصلكم في طريقنا طيب؟ أكيد حبيب مامي مش هيزعل صح؟"

نور بصت لجاسر إللي بيبص لبلال بإبتسامة ..

نور بإحراج:"مش حابه أزعجكم، هنروح إحنا و......"

ليلى بإبتسامة وهي بتقاطعها:"لا أبدًا مش إزعاج ولا حاجة، وبعدين أنا حابة أتعرف على القمور إللي معاكي."

ليلى وجهت راسها في إتجاه صوت بلال وإبتسمت إبتسامة رقيقة ..

ليلى:"إسمك إيه بقا؟"

بلال بصلها بخجل طفولي وإستخبي ورا نور ...

نور بإبتسامة لليلى:"إسمه بلال."

ليلى:"إسمك جميل أوي."

نور بصت لبلال إللي بيبص في الأرض بخجل طفولي ..

نور بإبتسامة:"قولها شكرا يا حبيبي."

بلال بتلعثم وهو بيمسك في هدومها أكتر:"شكرا."

ليلى إبتسمت بحب لنبرة صوته الطفولية، ومدت إيديها ناحيته .. حست بجاسر بيملس على دراعها بهدوء .. بلال إنتبه للي بتمدله إيديها فهم إنها عايزه تسلم عليه .. بص لنور لقاها بتبتسمله وبتشجعه يسلم عليها ... قرب بتوتر ناحيتها ومد إيده الصغيرة لإيديها وليلى ضحكت ضحكة خفيفة وضغطت على إيده الصغيرة بهدوء ..

ليلى:"مبسوطة إني قابلتك يا بلال."

بلال بصوت طفولي:"وأنا كمان يا طنط."

ليلى بضحك خفيفة من الكلمة دي:"طب بمناسبة بقا إني طنط، حابه أعرفك على عمو جاسر."

بلال عيونه جات على جاسر إللي مبتسمله، إبتسمله ببراءة في المقابل، جاسر أخد خطوة ناحية بلال ونزل في نفس مستواه ومدله إيده ... وبلال سلم عليه بإبتسامة كبيرة .. نور غمضت عيونها بتحاول تتحكم في غضبها وده لإنها بتحاول تبعد جاسر عن حياتها بأي شكل من الأشكال ... مش قادره تنساله إللي هو عمله ويستحيل تنسى وتتعامل عادي ... بس ساكته عشان مش حابه تحرجه قدام مراته إللي مش عارفه هو عرفها إزاي؟ ...

جاسر بإبتسامة وهو بيلعب في شعر بلال:"أخبارك إيه النهاردة؟"

بلال ببراءة:"أنا كويس الحمدلله يا عمو، وإنت أخبارك إيه؟"

جاسر:"الحمدلله بخير."

قام من مكانه وهو ماسك إيد بلال إللي مبتسم ببراءة ...

جاسر بهدوء:"يلا يا نور عشان نوصلكم."

نور عقدت حواجبها وهي بتبص لجاسر إللي في المقابل رفعلها حاجبه .... كانت لسه هتتكلم ..

بلال بحماس:"يلا يامامي."

نور إتنهدت بإستسلام وهزت راسها بالموافقة .. جاسر إبتسم ومسك إيد مراته وفي إيده التانية بلال ومشي من قدام نور إللي مشيت وراهم بإستسلام .. ركبت مع بلال ورا وليلى ركبت جنب جوزها بمساعدته، وجاسر بدأ يتحرك بالعربية ..

جاسر بإستفسار:"عنوانك فين؟"

كانت لسه هتتكلم ..

جاسر بإبتسامة وهو بيقاطعها:"من غير ماتقولي أنا عارف."

نور بصتله بضيق وسكتت متكلمتش، وليلى ضحكت ضحكة خفيفة لإنها توقعت رد فعل نور...

ليلى بإبتسامة:"نور."

نور وهي بتبصلها:"نعم؟"

ليلى بإبتسامة وهي ماسكة موبايلها:"ممكن تكتبيلي رقمك هنا عشان أقدر أتكلم معاكي؟، أنا حابه إننا نبقى أنا وإنتي أصحاب زي ماكنتي إنتي وجاسر كده، ممكن؟؟"

عيونها جات على جاسر إللي بيبصلها من المراية ...

نور بإبتسامة وتأكيد وهي بتبص لجاسر:"كنا."

جاسر ملامحه إتحولت للإحباط ..

ليلى بإبتسامة وتفهم:"أكيد، بس من كلام جاسر عنك حبيت أنا بقا إللي أكون صاحبتك بعيدًا عنه هو، وخاصة إني معنديش أصحاب وماليش حد غير جاسر."

نور بصتلها لقت ملامحها حزينة بس بتحاول ترسم الإبتسامة .. أخدت نفس عميق وقربت من ليلى وأخدت منها الموبايل وسجلت رقمها عليه، وبعدها رجعت حطتهولها في إيديها ..

نور بإبتسامة وهي بتبصلها:"سجلتهولك بنور."

ليلى بإبتسامة:"شكرا."

جاسر إتنهد بإرتياح وهو بيسوق ونور رجعت في مكانها وطول الطريق كانت بتبص على بلال إللي مبسوط وهو بيبص للشوارع من شباك العربية بحماس طفولي ... يحيى كان بيسوق عربيته وفي نفس الوقت بيقلب في موبايله عشان يكلم ياسمين بس إنتبه لما لقى الموبايل بيرن قبل مايتصل بيها ... يحيى إبتسم إبتسامة كبيرة لما شاف إسمه ورد بسرعة ..

يحيى بإبتسامة:"زيزو حبيب قلبي، عامل إيه؟"

زيد بإبتسامة:"الحمدلله بخير، طمني عليك إنت؟"

يحيى:"أنا تمام الحمدلله."

زيد بإستفسار:"إنت فين كده؟"

يحيى:"المفروض رايح لياسمين عند الجامعة عشان آخدها، عندي علم إنها هتخلص العملي متأخر فقولت آخدها في طريقي."

زيد بهمهة:"تمام، بقولك صحيح كنت عايز أقابلك، بقالنا أسبوع ماتقابلناش."

يحيى:"أنا موافق معنديش مشكلة، شوف الوقت والمكان وأنا هاجي."

زيد كان لسه هيتكلم .....

؟؟:"بابي."

زيد:"لحظة يا رودي بكلم عمو."

لكن بنته مسمعتلوش وبدأت تتنطط جنبه على الكنبة ...

رودينا بصوت طفولي عالي:"لا، أنا عايزة أتفسح يلا فسحني."

زيد بضحكات خفيفة ليحيى:"حظك يا يحيي إنك تسمع صوت بنتي الجميل."

يحيى بضحك:"وحشتني المجنونة دي جدا .. طب بقولك إيه؟ ماتجيبها معاك."

زيد بإبتسامة في وسط صخب بنته:"يا سلام عيوني، دي هتبقى أحلى خروجة."

يحيى:"طب حدد المكان والوقت وأنا هاجي طبعا."

رودينا بصوت طفولي وهي بتتنطط جنبه:"بابي، بابي."

زيد بتفكير ليحيى:"طب إستنى كده أشوف إيه الميعاد المناسب."

فكر شويه مع نفسه وفي نفس الوقت يحيى بيضحك على صوت رودينا وهي بتنادي لباباها ... ولوهلة إتمنى إنه يكون عنده بنت ... جه على باله نور وإبتسامته إختفت لإن كل حاجة كان بيتمناها كانت بتكون معاها هي، ماقدرش يتخيل حياة زوجية مع غيرها، كانت هي دايما إللي بتيجي على باله حتى وهما بعيد عن بعض ...

إنتبه لصوت زيد ..

زيد:"بما إن بكرة أجازة .. ماتيجي ننزل نتمشى شويه في مول *** ***** وبالمرة نفسح رودي هناك."

يحيى بإبتسامة:"فكرة حلوة، خلاص تمام نتقابل إمتى؟"

زيد:"خليها بعد المغرب كده."

يحيى:"ماشي، نتقابل هناك."

زيد:"إن شاء الله."

قفلوا مع بعض وهنا زيد بص لبنته إللي بتتنطط جنبه ..

زيد بإبتسامة شريرة وهو بيمسكها:"تعالي هنا بقا."

ضحكت ضحكتها طفولية العالية إللي بتعبر عن سعادتها لما باباها بيلعب معاها .. يحيى إتنهد تنهيدة بسيطة بعد ماقفل مع زيد وقرر إنه يتصل بياسمين .. كانت بتخرج من الكلية وهي بتدور على موبايلها إللي بيرن في شنطتها وبالفعل لقته وردت على أخوها علطول ...

ياسمين:"أيوه يا أبيه."

يحيى بإستفسار:"إنتي فين يا حبيبتي؟"

ياسمين:"لسه خارجة من الكلية حالًا."

يحيى:"طب كويس، أنا جاي في الطريق مش هتأخر."

ياسمين:"ماشي، هستناك."

قفلوا المكالمة مع بعض وهي فضلت تمشي لحد ما وصلت لبوابة الجامعة، خرجت من الجامعة وعدت الطريق عشان تستناه ... جاسر قرب ناحية حارة بسيطة جدا ولسه هيدخلها ..

نور:"شكرا إحنا هننزل هنا."

جاسر:"بس لسه موصلناش للبيت."

نور:"شكرا ملهوش لزوم هنتمشى لحد البيت، يلا يا بلال."

نزلت من العربية وبلال نزل وراها ... وإتحركت في إتجاه البيت .. جاسر نفخ بضيق ...

ليلى بإبتسامة هادية:"ماتقلقش يا حبيبي، هتسامحك."

جاسر وهو بيغمض عيونه بنفاذ صبر:"أتمنى."

إتحرك بعربيته ... يحيى كان بيسوق عربيته ومركز في الطريق ... وقف عند إشارة مرور، رجع يظهره على الكرسي ومستني إنه الإشارة تفتح، بص حواليه كنوع من أنواع تضييع الوقت وهنا عيونه وقفت على واحدة ماشية بعيد مدياله ظهرها .. كان شعرها طويل وأسود ونفس إستايل لبس نور بالظبط، بنفس حجمها كمان ... ماحسش بنفسه غير وهو بينزل من عربيته بسرعة متجاهلا الإشارة إللي فتحت ... جري بسرعة ناحية البنت إللي ماشية ...

يحيى بصوت مسموع عشان تقف:"نور."

لكن البنت فضلت ماشية ومسمعتهوش جري أسرع عشان يلحقها وبالفعل لحقها ووقف قدامها ..

يحيى:"نور."

البنت بصتله بإستغراب ...

يحيى بإستيعاب وإحراج:"أنا آسف، أنا فكرتك حد تاني .. آسف."

مشي من قدامها بإحراج وراح بسرعة ناحية عربيته إللي العربيات واقفة وراها والإشارة رجعت قفلت تاني ... نفخ بضيق بسبب إنه مش أول مرة يحصل معاه الموقف ده، ياما وقف بنات كتير فكرهم نور بس مكانوش هي، ركب عربيته وإنتظر إن الإشارة تفتح تاني وبعدها إتحرك ... ياسمين كانت واقفة مستنية يحيى والدنيا ليل ولسه مجاش ... إنتبهت لعربية قربت ناحيتها بس عملت نفسها مش شايفاها ..

؟؟:"على فين يا جميل؟"

رمشت بسرعة وهي عاملة نفسها مش واخدة بالها منه ..

؟؟:"ماتردي عليا يا قمر؟"

وشها إحمر جدا وهي بتحاول تبص لكل الاماكن حواليها ماعدا العربية إللي قدامها ... إللي في العربية زمرلها ولسه هيتكلم ..

*** بغضب وهو بيقرب من العربية:"إتكل على الله يا أخينا."

الشخص إتحرك بعربيته بسرعة .. بصت للشخص إللي مديلها ظهره وبعدها بصلها بإبتسامة ..

**:"مشي خلاص."

إتنهدت بإرتياح لإنها تعرفه، ده الدكتور إللي كان بيشرحلهم العملي من شويه ..

ياسمين بتوتر وإمتنان:"شكرا لحضرتك يا دكتور معتز."

معتز:"العفو، إنتي واقفة ليه لحد دلوقتي؟ ده كل زمايلك روحوا من بدري."

ياسمين:"مستنية أبية ييجى ياخدني."

معتز بحمحمة:"طب هو أنا ممكن أقف معاكي لحد ما يوصل؟"

ياسمين حست بإحراج وبصت في الأرض ومعرفتش ترد عليه ... معتز بتبرير ونبرة مرحة:"أصل مش هينفع تفضلي واقفة كده، أي نعم إحنا مش بليل أوي، بس إنتي شايفة يعني ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة، فخليني معاكي، ولا إنتي خايفة من أخوكي؟"

ياسمين بتوتر وبتمسك في البالطوا إللي في إيدها أكتر:"لا خالص، أنا مش بعمل حاجة غلط وأبيه يعرف عني كل حاجة، بس مينفعش إني أقف مع شخص غريب في الشارع."

معتز بإستغراب:"بس انا مش شخص غريب، أنا الدكتور بتاعك."

ياسمين بتلعثم وإحراج وهي مازالت بتبص في الأرض:"الدكتور دي جوا الكلية .. بس .... بس .. بره الكلية معرفكش."

معتز بضيق وهو معقد حواجبة:"طيب إللي يريحك، أنا آسف على الإزعاج."

مشي وراح ناحية عربيته إللي كان راكنها بص لياسمين إللي كانت واقفه بصة أخيرة وبعدها ركب عربيته ... ياسمين رفعت راسها بعد ما حست إنه مشي وإتنهدت بإرتياح .. وفضلت واقفة في مكانها مستنية يحيى .. كانت متوترة وخايفة إن حد يضايقها زي إللي حصل من شويه ... بتبص حواليها ... حاسه إنها لوحدها مع إن في عربيات كتير .. خايفة تقع في موقف مشابه للموقف إللي كانت فيه من شويه ... فاقت من أفكارها على صوت حد جنبها ..

معتز بحمحمة:"عمومًا براحتك، بس ضمانًا لسلامتك وعشان أنا شهم وجدع وإبن بلد، هفضل واقف معاكي لحد ما أخوكي ييجي."

ياسمين بصتله ورمشت كذا مرة وإبتسمت بخجل غصب عنها، معتز إبتسملها وبص قدامه لكن هي بصت في الأرض ومتكلمتش .. كان بيبصلها بطرف عيونه ... كانت لابسه فستان جميل طويل بأكمام وشايله شنطتها الظهر وفي إيديها البالطو .. حجابها كان لونه من ألوان الفستان .... برائتها وأخلاقها وأدبها هما إللي شدوه ليها من البداية ... عيونها العسلي إللي أول ما شافهم تاه فيهم ...

معتز بهمس لنفسه:"إنتي إزاي كده؟"

ياسمين بإستفسار وهي بتبصله:"أفندم؟"

معتز ممثلا اللامبالاة:"هو أنا قلت حاجة؟"

ياسمين بصتله بعدم فهم وبعدها رجعت بصت في الأرض ... بعد مرور فترة بسيطة ... يحيى قرب ناحية الجامعة بعربيته، أول حاجة إنتبه ليها هي قاعة الجامعة إللي ظاهره من بعيد .. غمض عيونه بيحاول ينسى الذكريات الصعبة دي، أخد نفس عميق وبعدها فتح عيونه وبدأ يدور على ياسمين .. إنتبه إنها واقفة بعيد وإنتبه إن في شخص جنبها برر إنه حد مستني مواصلة أكيد متعرفهوش يعني .. إتحرك بعربيته ناحيتها ووقف وزمرلها بعربيته لإنه مافيهوش حيل يتكلم ... ياسمين إنتبهت إن عربية أخوها قدامها .. بصت لمعتز بتوتر وبعدها بصت للعربية ولسه هتتحرك ... معتز بضيق وهو بيقرب للعربية ..

معتز:"إنت شكلك مابتحرمش بقا، ماتمشي يا أخي."

يحيى بص للي بيكلمه بإستغراب .. معتز لقى شخص مختلف غير إللي قبله ..

ياسمين بخوف:"إنت بتقول إيه؟"

معتز وهو بينفخ بضيق وهو مديلها ظهره:"إسكتي إنتي يا ياسمين، أنا عارف الأشكال دي كويس، *وجه كلامه للشاب إللي في العربية وبيبصله بذهول* يا أخي ليه تعمل في بنات الناس كده ترضاها لأختك؟"

يحيى عقد حواجبه بغضب من كلام الشاب إللي قدامه، ده غير إنه إتضح إنه يعرف أخته عشان بيتكلم معاها عادي!!!! ... نزل من عربيته بغضب وقرب منهم هما الإتنين ... ياسمين كانت بتبص ليحيى بخوف ...

يحيى بصرامة لياسمين:"إركبي."

ياسمين بتلعثم:"حاضر يا أبيه."

معتز بهمس وصدمة لنفسه وهو بيبص ليحيى:" يامصيبتي،أبيه؟!!!"

ركبت بسرعة في العربية وبصت لأخوها إللي بيبص بغضب للدكتور بتاعها ...

ياسمين:"ربنا يستر."

يحيى بإستفسار وهو بيجز على أسنانه:"إنت مين بقا؟ وتعرفها منين؟"

معتز حاول يتحكم في توتره وإتكلم بهدوء ..

معتز بإبتسامة وتبرير:"أنا أبقى الدكتور بتاعها، هي كانت واقفه لوحدها هنا وكان في حد بيضايقها ففضلت واقف معاها .. ده حتى هي قالت إنها مينفعش تقف مع حد غريب بس انا أصريت إني أستنى لحد ما أخوها ييجى."

يحيى عقد حواجبه بشك وبعدها عيونه جات على ياسمين ..

يحيى بحدة طفيفة:"الكلام إللي بيقوله صح؟"

ياسمين هزت راسها بسرعة بالموافقة .. معتز إتنهد بإرتياح لما يحيى بصله وملامحه المرة دي كانت هادية ...

يحيى:"شكرا يا دكتور ..."

معتز بتوضيح:"معتز إسمي معتز."

يحيى بإبتسامة خفيفة:"شكرا يا دكتور معتز، تعبناك معانا."

معتز:"لا تعب ولا حاجة، وبعدين أنا آسف جدا على سوء التفاهم إللي حصل ده."

يحيى بضحكة خفيفة:"مافيش مشكلة، شكرا مرة تانية."

كان لسه هيتحرك ....

معتز:"أنا متشرفتش بإسم حضرتك."

يحيى بهدوء وهو بيبصله:"إسمي يحيى."

معتز بإبتسامة:"إتشرفت بيك."

يحيى:"شكرا، أستأذن."

كان لسه هيمشي ..

معتز:" يا أستاذ يحيىٍ، معلش ممكن لحظة."

يحيى بإستفسار وهو بيبصله:"أفندم؟"

معتز وهو بياخد تليفونه من جيبه:"معلش بس ممكن رقم حضرتك؟؟"

يحيى عقد حواجبه بشك ...

معتز بتوضيح وتبرير:"أنا هاخد رقم حضرتك عشان أتواصل معاك بخصوص مستوى ياسمين."

يحيى بص لياسمين بطرف عيونه وبعدها بص لمعتز إللي واقف مش على بعضه أصلا ... بس إبتسم ..

يحيى بإبتسامة وهو مضيق عيونه بشك:"أكيد، طبعا موافق نتكلم عن مستوى ياسمين براحتنا."

يحيى إداله الرقم بتاعه ...

معتز بإمتنان:"شكرا."

يحيى:"العفو."

تابع معتز بعيونه وهو بيروح لعربيته .. ويحيى إتنهد وهز راسه بيأس وركب عربيته وبص لياسمين ....

يحيى بإستفسار:"متأكدة إنه الدكتور بتاعك؟"

ياسمين بإستغراب من سؤاله:"اه ليه؟"

يحيى بإبتسامة خفيفة:"ماتركزيش."

بدأ يسوق ..

يحيى بتمتمة:"قال مستوى يا سمين قال، حجة غير مقنعة بالمرة."

ياسمين بإنتباه:"بتقول حاجة يا أبيه؟"

يحيى:"لا يا حبيبتي مش بقول."

إتنهد تنهيدة بسيطة وركز في السواقة ...

في شقة بسيطة:

نور كانت قاعدة جنب بلال على ترابيزة صغيرة إشترتهاله مخصوص عشان يذاكر عليها ..

نور بإستفسار وهي بترجع شعرها الأسود لورا:"الخمسة في عشرة بكام؟"

قعد يحسب بإيده المسألة دي وبعدها إتكلم بحماس ..

بلال:"خمسين."

نور بإبتسامة:"برافو يلا إكتبها."

هز راسه وكتبها بسرعة ودخل على المسألة إللي بعدها .. نور كانت لسه هتتكلم لقت موبايلها بيرن ... بصت لموبايلها البسيط إللي بزراير لقته رقم غريب ..

نور:"ثواني يا حبيبي ورجعالك."

بلال:"حاضر."

قامت من مكانها ومسكت الموبايل وردت ..

نور بإستفسار:"ألو؟"

؟؟ بإبتسامة:"ألو، إزيك يا نور أنا ليلى مرات جاسر."

نور بإستيعاب:"إزيك عاملة إيه؟"

ليلى:"الحمدلله تمام، إنتي أخبارك إيه إنتي وبلال؟"

نور:"الحمدلله."

ليلى بحمحمة:"تمام، هو أنا ممكن أطلب طلب؟"

نور:"أكيد."

ليلى:"ممكن نخرج بكرة مع بعضنا كلنا؟"

نور إحتارت ترد عليها تقولها إيه ... عيونها جات على بلال إللي قاعد بيعد على صوابع إيده عشان بيحل باقي المسائل ...

ليلى:"سكتي ليه؟"

نور بحيرة:"هو أنا مش هعرف، عشان بلال وراه مذاكرة وخاصة إن بكرة أجازة فعاوزه أقضي اليوم معاه."

ليلى:"ماهو إنتي مش هتسيبيه خالص، ده حتى هنروح مكان فيه رفاهية وهيلعب براحته، مش كل حاجة مذاكرة ولا إيه؟"

نور كانت لسه هتتكلم ..

ليلى:"بصراحة يا نور، أنا حابه أتكلم معاكي شويه، ومش بعرف أتكلم على التليفون .. فممكنٍ نتقابل بكرة؟"

نور إتنهدت وحست بإحراج بسبب إنها مش حابه تضايقها أو تجرح مشاعرها ...

نور:"ماشي."

ليلى بفرحة:"بجد؟"

نور بإبتسامة:"أه بجد."

ليلى:"حلو جدا، بكرة أنا وجاسر هنروح مول *** **** بعد المغرب كده، نتقابل هناك؟"

نور بإبتسامة:"تمام."

ليلى بإمتنان:"شكرا يا نور."

نور إستغربت نبرة صوتها إللي فيها حزن بس إبتسمت كإنها شايفاها ..

نور بإبتسامة:"العفو."

قفلوا مع بعض وبعدها رجعت قعدت جنب بلال ...

نور بإبتسامة وهي بتبص على إللي حله:"برافو عليك يا حبيبي، شطور."

بلال بحماس:"الحساب حلو أوي وأنا أصلا بحبه."

نور بإبتسامة:"عارفة يا حبيبي برافو عليك، يلا بقا ندخل على واجب العربي نخلصه ونذاكر شويه مع بعض."

هز راسه بشكل طفولي ومسك كراسة العربي وهي مسكت الكتاب إللي إستلمه وبدأت تساعده في الواجب والمذاكرة ..

....................

في شقة يحيى:

ياسمين دخلت الشقة ويحيى دخل وراها وقفل الباب وراه ... طلعت لأوضتها عشان تغير ويحيى راح للمطبخ لقى مامته بتجهز الأكل ..

يحيى بإبتسامة:"مساء الخير يا حبيبة قلبي."

سهير:"مساء النور يا حبيبي."

يحيى:"عاملالنا أكل حلو إيه بقا؟"

سهير:"إللي إنت بتحبه يا حبيبي، أنا مجدرش أعمل حاجة مابتحبهاش."

يحيى وهو بيبوس راسها:"تسلم إيديكي يمّا."

سهير:"الله يسلمك، يلا إطلع غير هدومك، البت ياسمين فوق؟"

يحيى:"اه بتغير هدومها وهتنزل."

سهير:"ماشي يا حبيبي."

خرج من المطبخ وطلع لأوضته ....

سهير بتنهيدة:"ربنا يسعدك يا ضنايا إنت وأختك."

بمرور الوقت ....

نور كانت قاعده جنب بلال على سرير صغير وبتغطيه بإبتسامة جميلة ...

بلال:"أنا مش عاوز أنام."

نور بإبتسامة:"لازم تنام، غلط تسهر وتنام متأخر."

بلال ببراءة:"طب إحكيلي حدوته عشان أنام."

نور بتنهدة:"ماشي."

إتعدلت جنبه على السرير ونزلت معاه تحت الغطاء وهو دخل في حضنها بشكل طفولي ...

نور وهي بتبوس راسه:"كان يا مكان كان في واحد شاطر جدا إسمه بلال .. أخته بتحبه جدا .. في مرة كان عنده إمتحان صعب أوي ومحدش عرف يحله .. وفجأة لقاه سهل وقدر يحله والفصل كله سقفله وأخته فرحت بيه، وفضل شاطر جدا لحد ما كبر وبقا دكتور قد الدنيا و......"

بلال بصوت طفولي وهو بيقاطعها:"طيار، عاوز أكون طيار عشان أركب طيارة وأطير."

نور بإبتسامة على أفكارة الطفولية:"طيار .. كان أشطر وأجمل طيار، وأخد أخته معاه في كل مكان بيروحه."

بلال بإبتسامة وهو بيكمل بطريقة طفولية:"ونسافر في المكان

إللي بابي ومامي سافروا فيه."

نور إبتسامتها إختفت بس حاولت متبينش وإتعاملت عادي ..

نور بإبتسامة مهزوزة وهي بتكمل:"بعد عمر طويل طبعا، الطيار بلال بقا هيتجوز ويكون عنده أطفال كتير يلعبوا مع أخته إللي هتكون عمتهم ويملوا عليها البيت ويبقوا أصحابها ويكونوا كلهم مع بعض علطول ويعيشوا مبسوطين العمر كله، وتوتا خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوته؟"

بلال:"حلوة."

نور وهي بتبوس راسه:"يلا بقا عشان تنام."

بلال:"حاضر."

قامت من جنبه وعدلت الغطاء عليه ..

نور بإبتسامة:"تصبح على خير يا حبيبي."

بلال ببراءة:"وإنتي من أهله يامامي."

إبتسمتله بحب وراحت ناحية الباب ولسه هتخرج ..

بلال:"أنا بحبك يا مامي."

نور بإبتسامة وهي بتبصله:"وأنا كمان بحبك يا حبيب مامي."

خرجت من الأوضة وقفلت الباب وراها .. إتنهدت تنهيدة بسيطة وعيونها جات على الصالة الصغيرة إللي فيها كنبة صغيرة وتليفزيون صغير، إفتكرت قد إيه هي كانت بتحاول تحوش عشان تجيب الحاجات دي وخاصة إنهم مستعملين بس مكنش مهم بالنسبالها قد ماكان مهم إنها توفر لبلال وسائل الراحة والترفيه وخاصة إنهم في البداية كانوا بيناموا على الأرض وبعدها جابتله السرير الصغير ده، كانت بتنام جنبه في البداية وهو طفل ... وبعدها حوشت عشان تجيب لنفسها سرير مستعمل تقدر تنام عليه نظرا لإنه كان بيكبر ومينفعش يتعود إنه ينام جنبها علطول، بغض النظر عن إنه أحيانا بيخاف بليل وبييجي ينام جنبها بس مش مشكلة المهم إنه أحيانا بينام لوحدة في أوضته ... بصت للساعة لقت إن لسه بدري على ميعاد نومها، قررت تفتح التليفزيون وتوطيه على أقل صوت عشان بلال ميصحاش ..

..................................

يحيى كان نايم على سريره وفاتح الفيس بوك وبيتصفح عليه بشرود ... فتح البحث وبدأ يدور على أي حساب بإسم Nour Roshdy ... ظهرله كالعادة كذا حساب ... دخل في كل واحد وبدأ يدور ويشوف تعليقات أصحاب الأكونتات دي مع غيرهم بس لا ... ولا واحدة فيهم تبقى نور إللي هو يعرفها ... نفخ بضيق وبيحاول يفتكر هو قد إيه كان بيدور عليها مع إنه كان بيقنع نفسه إنه عاوز يشوفها فضول مش أكتر وبينكر إنه كان قلقان عليها ...

يحيى بتمتمة:"طب زميلها ده كان إسمه جاسر إيه؟"

عقد حواجبه بسبب إنه بيفكر فيهم أصلا .. نفخ بضيق وقفل موبايله وحاول إنه ينام ....

..........................................

في اليوم التالي:

نور كانت واقفه قدام المول منتظرة ليلي وجاسر وماسكه إيد بلال .. عربية جاسر وقفت قدامها وهو نزل وراح فتح الباب لليلى وسندها لحد ما وصلوا عند نور إللي ملاحظة معاملته اللطيفة مع مراته ...

جاسر ليلى:"بس خلاص، هي واقفة قدامك."

ليلى بإبتسامة:"إزيك يانور؟"

نور بإبتسامة:"أنا الحمدلله بخير."

ليلى بإبتسامة:"وإنت كويس يا بلال؟"

بلال بصوت طفولي:"اه يا طنط أنا كويس."

ليلى بضحكة خفيفة:"يا قلب طنط إنت."

جاسر:"يلا ندخل نقعد جوا بدل ماحنا واقفين كده."

كلهم دخلوا المول وطلعوا للدور الخامس على حسب زوق جاسر نظرا لإن في مطعم جميل هناك ..

نور وهي معقدة حواجبها وبتبص لجاسر:"شكرا، بس إحنا مش جعانين."

ليلى:"إحنا عازمينكم يانور، وبعدين حابه يبقى في بيني وبينك عيش وملح."

نور حاولت تكتم ضيقها وبصت لجاسر بحدة ودخلت المطعم ...

جاسر لليلى:"قولتلك، مش هيعجبها."

ليلى بإبتسامة:"ماتقلقش يا حبيبي، حاول بس النهاردة تسيبها معايا وتبعد عننا شويه."

جاسر:"ماشي."

سندها ودخلوا المطعم ورا نور وبلال وقعدوا على ترابيزة .. في نفس التوقيت ... يحيى وصل بعربيته قدام المول الضخم وفتح موبايله وبدأ يتصل بزيد ...

يحيى:"ألو، إنت فين؟"

زيد:"أنا بركن في الجراج تحت، تعالي هناك."

يحيى:"ماشي."

نزل الجراج وهناك قابل زيد ..

يحيى بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"حبيبي."

زيد:"عامل إيه؟"

يحيى:"الحمدلله، كله تمام."

عيونه جات على الطفلة الصغير إللي ماسكة في إيد باباها ونزل في نفس مستوى طولها ..

يحيى:"عاملة إيه يا شقية؟"

رودينا بحماس طفولي:"الحمدلله يا عمو، يلا بقا عشان عاوزه ألعب."

يحيى بضحكة خفيفة:"يلا بينا."

طلعوا للمول وراحوا الدور التاني ... بلال كان قاعد جنب نور وقدامهم ليلى وجاسر إللي بيبص في ال Menu وبيختار لليلى ... بلال قرب ناحية ودن نور ..

بلال بهمس:"أنا عاوز أدخل الحمام."

نور:"حاضر."

قامت من مكانها ومسكت إيد بلال..

جاسر:"في حاجة يا نور؟ رايحة فين؟"

نور:"هيدخل الحمام."

جاسر وهو بيقوم من مكانه:"طب إقعدي إنتي وأنا هاخده."

نور:"لا شكرا، أنا هعرف أوديه."

جاسر كان لسه هيتكلم ...

ليلى بإبتسامة هادية:"سيبيه ياخده يا نور."

نور كانت لسه هتتكلم لقت جاسر مسك إيد بلال التانية وإتحرك بيه فبالتالي بلال ساب إيد نور ومشي معاه .. نور إتنهدت تنهيدة بسيطة وقعدت في مكانها ...

ليلى بإبتسامة:"على فكرة هو مش هيخطفه."

نور بحدة خفيفة:"أنا ماقولتش إنه هيخطفه."

ليلى إبتسامتها إختفت بسبب نبرتها ...

ليلى بحزن:"إنتي ليه مش قادرة تسامحيه؟ جاسر بقاله سنه بيتحايل عليكي تسمعيه وعلى الأقل تسامحيه عشان يكون مبسوط."

نور إبتسمت بسخرية من كلامها ومردتش عليها ...

ليلى برجاء:"مردتيش ليه؟ ممكن تسامحيه؟ جاسر طيب جدا وبيحاول يصلح أخطاؤه القديمة."

وهنا نور فقدت أعصابها ..

نور بعصبية خلت كل إللي في المطعم يبصولها:"إنتي عارفة إنتي بتطلبي مني أسامح مين؟؟؟ إنتي عارفه هو خلاني أخسر إيه؟؟؟؟ إنتي عارفة إنتي متجوزه مين أصلا؟؟"

نور إنتبهت إن الكل بيبص عليهم حمحمت بإحراج وبصت لليلى إللي الحزن واضح في ملامحها ...

ليلى بهدوء:"أنا عارفة أنا متجوزة مين، أنا متجوزة جاسر إللي كان يعرف بنات بعدد شعر راسه، متجوزة جاسر إللي كان مايهمهوش غير نفسه وبس .. بس لا كل ده إتغير."

نور ضحكت بسخرية:"إنتي بقا عايزاني أصدق؟؟؟ جاسر ده أفعى متحركة، بيلف حوالين إللي قدامه عشان يقدر ياخد منه كل حاجة عشان راحته وبس."

ليلى:"كان زمان يا نور .. كان زمان كده صدقيني، وهو عنده إستعداد يعملك أي حاجة هو عايزها."

نور بضيق من دفاعها عن جاسر:"إنتي ليه مصممة تدافعي عنه؟؟، ليه مصممه تدافعي عن تاني إنسان دمرلي حياتي."

وهنا ليلى دموعها لمعت ...

ليلى:"لإن جاسر مش مبسوط، إنتي وجاسر كنتم أصحاب من الطفولة ومع بعض دايما ... حكالي إنه راحلك بعد وفاة بباكي بأربع أيام عشان يتكلم معاكي وتحاولوا تحلوا مشاكلكم سوا ويبقى جنبك، بس لما شاف معاكي أخوكي وهو لسه بيبي صغير عرض عليكي المساعدة وإنه يشتريلك شقة تقعدي فيها مع أخوكي، بس إنتي طردتيه ... وبعدها راحلك تاني بس ملقاكيش، لقى إنك خرجتي في الفيلا ومشيتي ... حكالي إنه من وقتها وهو بيدور عليكي بس مش لاقيكي لإنه كان خايف عليكي وعلى أخوكي، بس مالقاكيش .. حاول يتعود إنه مبقاس معاه صاحبة عمرة وحاول يتعايش بس إنتي عارفة إن جاسر لما بيتعود على حاجة مابيعرفش يكمل من غيرها .. إنتي حافظاه أكتر مني وأكيد تعرفي كده ... انا وهو إتجوزنا من سنة ونص كنت دايما بحسه حزين بس في مرة رجع الفيلا من بره لقيت نبرة صوته كان فيها فرحة .. وحكالي إنه لقاكي صدفة وحاول يتكلم معاكي بس إنتي رفضتي لدرجة إنه كان بيمشي وراكي بالعربية لحد البيت وكان بيزورك وإنتي كنتي بتقفلي الباب في وشه .. إنتي بالنسبة لجاسر أخته يا نور."

*نوفيلا/ المغرورة والقروي .. بقلم / سارة بركات*

نور بصرامة:"مافيش حاجة إسمها أخته ... أنا وهو مش إخوات لإن مافيش بينا صلة بالدم ... وبعدين إنتي مراته .. إزاي تقبلي إن جوزك يبقى ليه صاحبة بنت؟؟"

ليلى بإبتسامة:"أنا ماقبلش كده طبعًا، بس أنا في الفترة إللي عرفت فيها جاسر هو حكالي عن كل حاجة من غير مايكذب، وحكالي عنك إنتي بالذات، ومن حكاويه فهمت إنكم عمركم ماتفكروا في بعض كحاجة تانية يعني .. كل إللي فهمته إنكم كنتوا شبه بعض جدا في التفكير والدماغ .. لدرجة إنكم كنتوا زي الإخوات."

نور بهدوء:"كان زمان يا ليلى ... كان زمان في أخوة بيني وبين جاسر ... لكن أنا حاليا إتغيرت وديني مايسمحليش إني يبقى عندي صديق شاب .. نور إللي كان يعرفها زمان إتغيرت."

ليلى بإبتسامة:"أيوه هو حكالي إن إستايلك كله إتغير ولبستي الحجاب وبقيتي حاجة تانية خالص."

نور بإبتسامة وقوة:"بالظبط، بقيت حاجة تانية خالص، ومش عايزة أرجع نور القديمة، أي حاجة تخص نور القديمة مش عايزاها ترجع."

ليلى:"طب ممكن تسامحيه على الأقل؟؟"

نور:"أنا آسفة .. بس بعد إللي عملهولي يستحيل أقدر أسامحه."

ليلى كانت لسه هتتكلم ..

جاسر برجاء:"طب قوليلي أعملك إيه عشان تسامحيني؟"

نور بصت وراها لقت جاسر واقف وماسك في إيده بلال...

نور:"للأسف، مافيش حاجة تعملهالي."

جاسر:"أنا مستعد أدور على يحيى وأحكيله كل حاجة حصلت .. هحكيله إن أنا إللي عملت كده وإنتي معملتيش حاجة وماكنتيش تعرفي أصلا ... هحكيله كل حاجة يا نور."

وهنا نور قامت من مكانها وبصتله بقهرة ..

نور بقهرة:"وأنا مش عايزاك تعمل كده ... مش عايزاك تحكيله ولا عايزه يحيى نفسه يعرف حاجة عني، لإنه لو كان بيحبني بجد كان صدقني أو كان سمعني على الأقل، بس لا هو معملش كده، فبالتالي أنا مش مستنية إن حد يروح يقوله نور معملتش حاجة ... لإن نور مش عايزاه نهائي، .. *حاولت تتحكم في دموعها* .. يلا يا بلال نمشي."

ليلى وهي بتتدخل:"نور، أرجوكي إهدي، خلاص مش هنفتح الموضوع ده تاني، بس عشان خاطري إهدي."

نور ماسمعتهاش ومسكت إيد بلال ولسه هتخرج من المطعم .. إنتبهت على صوت حد بيقع ... بصت وراها لقت ليلى وقعت على الأرض لإنها إتكعبلت في الكرسي وهي بتحاول تلحقها وجاسر وطى عشان يسندها ..

ليلى:"سيبني وخلي نور ترجع، متخليهاش تمشي زعلانة."

نور قربت ناحيتها بسرعة وسندتها مع جاسر ..

ليلى:"نور إنتي هنا؟"

نور هزت راسها بس إفتكرت إنها كفيفة ...

نور:"أيوه."

ليلى:"أنا آسفة، مش هنفتح الموضوع خلاص، بس خلينا مع بعض النهاردة."

نور:"حاضر."

عدلوها وقعدت على الكرسي ونور شاورت لبلال إللي مش فاهم حاجة إنه يقرب ناحيتهم وبالفعل قرب وراح قعد على كرسي ونور قعدت جنبه وجاسر بدأ يطلب ليهم ... يحيى وزيد كانوا قاعدين في كافية في الدور التاني وعيونهم على رودينا إللي بتلعب الألعاب مع الأطفال قدامهم وبيتكلموا ..

يحيى:"اومال ندى مجتش ليه؟"

زيد:"إنت عارف إنها في أواخر فترة الحمل، وقاعدة عند مامتها اليومين دول."

يحيى:"وإنت ليه ماخليتهاش تقعد في البيت عندك بدل ماتبهدلها كده؟"

زيد بتأفف:"أعمل إيه بس؟ أنا قولتلها تبقى في البيت أحسن وأنا أعملها إللي هي عايزاه لكن هي قالت ماما هتاخد بالها مني أكتر."

يحيى بضحكة خفيفة:"فعلا، مهما الواحد يبِعد وحاول يستقر بعيد عن أهله، مش بيلاقي حد زي مامته أبدا."

زيد بتنهيدة:"الله يرحمك يا ماما، فعلا."

يحيى:"الله يرحمها."

زيد:"وإنت بقا أخبار الشغل معاك إيه؟؟ أنا ماصدقتش إنك قولتلي إنك بقيت مدير."

يحيى بفخر:"عيب عليك، صاحبك قدها وبعدين إنت أول واحد أصلا عرف بالخير وفصلتني برد فعلك."

زيد بضحك:"مانا قولتلك بقا مش مصدق، كنت حاسس إنك بتعمل فيا مقلب، أصل إللي يشوفك قبل ما تبدأ شغل بشكل عام مايشوفكش دلوقتي."

يحيى إبتسامته إختفت وزيد لاحظ كده ..

زيد:"إيه ياعم؟ في إيه؟؟ خلاص إعتبرني ماقولتش حاجة، بقولك إيه؟ ماتقوم تطلب أيس كريم للمجنونة إللي هناك دي."

يحيى إنتبه لكلامه وضحك وهز راسه وقام من مكانه وراح للكاشير وطلب ... بمرور الوقت .. نور وليلى وجاسر وبلال خرجوا من المطعم وبدأوا يتمشوا .. نور كانت مركزة مع ليلى ونفسها تعرف قصتها إيه؟؟ بس محرجة تسألها ... عيونها جات على جاسر إللي بيسندها .. وبدأت تفكر مع نفسها إزاي هما إتقابلوا أو إزاي عرفوا بعض؟؟ ... إنتبهت إن بلال بيشدها من إيدها ... بصتله بإستفسار لقته بيشاورلها على مكان فيه ألعاب ....

إبتسمتله إبتسامة خفيفة وهزت راسها ..

نو بإستفسار لجاسر:"هما من إمتى عملوا ألعاب في الدور الخامس؟ مش كانت الألعاب في الدور التاني بس؟"

جاسر:"الدورين فيهم ألعاب أطفال، هما جددوا هنا يعني."

نور بتفهم:"طب تعالوا يلا عشان بلال عايز يلعب."

جاسر:"حاضر."

راحوا وراها وهي ماسكة إيد بلال إللي أما صدق جري على الألعاب وبدأ يلعب ونور إبتسمت على فرحته دي ... قعدوا عند كافيه ناحية الألعاب وجاسر طلبلهم حاجة وبدأوا يتفرجوا على بلال وهو بيلعب، وأثناء أما كان بيلعب بلال بص لليلى وراح جري ناحيتها ..

بلال:"طنط، ممكن تيجي تلعبي معايا؟"

ليلى عقدت حواجبها وده لإنها مش هتعرف تلعب معاه ..

نور:"حبيبي، طنط ليلى مش هتعرف تلعب معاك."

بلال بحزن:"بس انا عاوزها تلعب معايا."

نور كانت لسه هتتكلم ...

ليلى بإبتسامة هاديه:حاضر، هاجي ألعب معاك."

جاسر:"بس......"

ليلى وهي بتقاطعه:"هفضل ناحيته وهشجعه مش أكتر، يلا يا بلال إمسك إيدي وخدني معاك."

بلال إبتسم بطفولية ومسك إيدها وأخدها ناحية الألعاب ..

ليلى:"بلال، ممكن إتفق معاك إتفاق؟"

بلال بإستفسار:"إيه هو؟"

ليلى:"أنا مش هعرف ألعب معاك، بس ممكن أعمل حاجة أحسن، وهي إني أشجعك وإنت بتلعب، وأبقى معاك، إيه رأيك؟"

بلال بتفكير:"ماشي."

ليلى بإستفسار:"في هنا بقا حاجة أقدر أقعد عليها."

بلال دور بعيونه على أي مسند تقعد عليه ولقى .. مسك إيدها وخلاها تقعد ناحية المسند إللي قريب من الألعاب ..

ليلى بإبتسامة:"برافو عليك يا حبيبي، يلا روح إلعب وأنا هشجعك."

بلال بفرحة طفولية:"ماشي."

راح يلعب تحت عيون نور إللي بتبص عليه هو وليلى .. عيونها جات على جاسر إللي قاعد على نفس الترابيزة وبيبص لمراته ...

نور بإبتسامة وإستفسار:"تعرف، أنا من ساعة ماشوفتها وأنا بسأل نفسي إنت عرفتها إزاي بجد؟ دي ملاك ماتليقش بيك أبدا."

جاسر بصلها ورفع حواجبه بس ضحك على كلامها ...

جاسر:"إنتي ليه مش مصدقة إن الشخص بييجي عليه وقت وبيتغير للأحسن؟"

نور بقوة وثقة وهي بتبص في عيونه:"عشان إنت مستحيل تتغير يا جاسر، إللي زيك مايعرفش الرحمة ولا يعرف يعني إيه إنسانية."

إبتسامته إختفت وعقد حواجبه وبص قدامه بشرود ... نور تجاهلت تغير ملامحه ورجعت بصت على بلال إللي بيلعب، بس إنتبهت لجاسر إللي بدأ يتكلم ...

جاسر بشرود:"عندك حق، هي ملاك أنا مليقش بيها يا نور، أنا فعلا مستحيل أتغير .. بس أنا واثق إني إتغيرت من يوم ماعرفتها."

نور وهي مضيقة عيونها بشك:"إنت عرفتها إزاي يا جاسر؟؟ هي وقعت في طريقك إزاي؟"

جاسر بصلها بتوتر خلاها تشك فيه أكتر ..

نور بشك كبير:"جاسر إنت عملتلها إيه؟"

جاسر وهو بيحاول يتحكم في دموعه:"صدقيني أنا مكنش قصدي أعملها كده."

.........................

منذ عامين:

خرج من البار وهو سكران ومش شايف قدامه كعادته .. ركب عربيته وإتحرك بيها وبيحاول يفوق عشان يشوف الطريق .. موبايله رن وهو بيسوق بص لجهة الموبايل و حاول يشوف مين إللي بيرن عليه، كانت واحدة من إللي هو يعرفهم تجاهل المكالمة ورفع راسه عشان يركز في السواقة على الرغم إن الرؤية مش واضحة بالنسباله ولما باقت واضحة بنسبة بسيطة إنتبه إن في بنت بتعدي الطريق حاول يفرمل بس ملحقش لإنه خبطها وبعدها فرمل ووقف بعربيته ..

.....................

نور بشهقة:"إنت السبب؟؟؟"

جاسر:"مكنش قصدي، أنا مشوفتهاش قدامي .. حاولت أفرمل معرفتش .. لإني ماكنتش مركز."

نور بإستفسار:"طب عملت إيه؟؟"

جاسر:"أنا ماكنتش عارف أنا عملت إيه؟ الساعة كانت أربعة الفجر والطريق كان كله فاضي وقتها، أنا لقيت نفسي رجعت ركبت عربيتي تاني وجريت بيها على الفيلا بتاعتي، حاولت أفوق نفسي وأقنع نفسي إني كنت بحلم بكابوس وإن ده مش حقيقي .. وبعد ما فوقت روحت للمكان إللي كنت فيه عشان أتأكد، بس لقيتها مرمية زي ماهي في الطريق وبتنزف .. أخدتها على أقرب مستشفى وإتصلت ببابايا وقولتله يلحقني عشان أنا في ورطة قفل السكة في وشي كالعادة ... الشرطة كانت هناك ومنتظرين إنها تفوق عشان يحققوا في الموضوع ولما هي فاقت كانت فاقدة لحاسة البصر."

دموعه نزلت ونور كمان دموعها نزلت .. عيونها جات على ليلى إللي قاعده على مسند بعيد عنهم ومديالهم ظهرها ...

جاسر:"أنا بلوم نفسي من يومها، بس تعرفي لما هي فاقت قالت للشرطة إيه؟"

نور بصتله بإستفسار ..

جاسر وهو بيبص في عيونها:"قالتلهم إنها هي إللي رمت نفسها قدام العربية ... كانت محاولة إنتحار ومتنازلة عن القضية."

نور بدموع:"لا حول ولا قوة إلا بالله."

جاسر:"وقتها ماكنتش أعرف هي ليه قالت كده؟، مع إنها مكانتش محاولة إنتحار أبدًا، كنت محتار بسببها ... حاولت أقرب منها وأتكلم معاها لدرجة إني عملت نفسي مريض من مرضى المستشفى دي عشان أعرف أتكلم معاها، وبعدها فهمت."

نور بإستفسار:"فهمت إيه؟"

جاسر:"قالت إن ده قضاء وقدر .. قالت إن نصيبها تعمل الحادثة دي .. وإن نصيبها إن ربنا يديها الهدية الجميلة دي، أنا حسيت إني حقير أوي .. اول مرة أحس بعقاب من واحدة وهي إنها تبقى مسامحة إللي عمل فيها كده."

نور بتوتر:"طب ... طب إنت قولتلها بعد كده إنك إنت إللي إتسببت في الحادثة دي؟"

جاسر بحزن:"أيوه، قولتلها ... إستغربت سكوتها في البداية بس وضحتلها إني حبيت أتكلم معاها وأعرف هي ليه رفضت تشتكيني وتاخد تعويض مني؟؟، فعشان كده عملت إني مريض من مرضى المستشفى، هي قاطعتني كام يوم وكانت زعلانة بس بسبب إني خبيت عنها مش عشان أنا عملت فيها كده، ومن وقتها وأنا شايل ذنب كده .. وإحساس كبير بالحقارة أنا حاسس بيه من وقتها، قربت منها أكتر وكنت بزورها أغلب الأوقات ... لدرجة إنها شغلت وقتي وتفكيري ومع الأيام بعدت عن كل حاجة كانت وحشة في حياتي لإني فعلا كنت شايفها ملاك وكانت بتسحبني معاها من غير ما أحس."

نور بإستفسار:"إنت متجوزها إحساس بالذنب ولا متجوزها عشان بتحبها؟"

جاسر بإبتسامة:"هي سألتني نفس السؤال ده، بس قولتلها إني بحبها، هي دايما مكانتش بتخليني أحس بالذنب ناحيتها وكانت بتتعامل عادي."

نور:"باباك وافق على جوازك؟"

جاسر بسخرية:"وهو من إمتى معايا عشان آخد رأيه؟؟ هو لحد الآن ميعرفش عني حاجة."

نور بحزن على حاله:"طب ممكن تكمل حكاية طيب؟"

جاسر بتنهيدة:" بعد ما إتجوزنا أقنعتها بالعافية إننا نبدأ نكشف عليها ونشوف هل في أمل تخف ولا لا ... بس .... بس ...."

نور بحزن:"مافيش؟"

جاسر بدموع وهو بيهز راسه بالنفي:"مافيش، أنا روحت لأكبر دكاترة في مصر، بس مافيش أمل."

نور بإصرار:"شوف دكاترة بره طيب، ماتفقدش الأمل."

جاسر:"قولتلها كده، قولتلها إني مش هستسلم وهدور .. هي رفضت وقالتلي إنها حابه تفضل كده ده نصيبها، ومع كل كلمة هي بتقولها وقتها كان في سكاكين بتتغرز في قلبي، ذنبي وفضل معايا من وقتها ... أنا بحاول أسعدها وهي كمان بس انا مش قادر أعيش مع فكرة إني سببتلها أذى .. أنا بحب ليلى يا نور .. ومستعد أعمل أي حاجة عشانها ... بس ده إللي مزعلني .. ده إللي مخليني حاسس بالذنب، عشان ده عقاب ربنا ليا على كل إللي عملته في حياتي، فأرجوكي يا نور سامحيني، أنا فيا إللي مكفيني."

نور سكت وفضلت بصاله وهو بيبصلها برجاء ...

نور بإبتسامة وتنهيدة وهي بتمسح دموعها:"أنا مسامحاك يا جاسر، أنا مش زعلانة منك، عارف ليه؟؟؟ عشان الغلط مكنش عليك يا جاسر .. الغلط مش غلطك لإنه غلطي أنا من الأول، إني قبلت باللعبة دي وغلطه هو كمان إنه ماسمعنيش."

جاسر:"بس ... بس .. أنا السبب في إنك إطردتي من الجامعة، أنا دمرت حياتك."

نور وهي بتاخد نفس عميق:"أنا الحمدلله حياتي إتغيرت للأحسن و ربنا عوضني عن بلال حبيبي و.........."

سكتت لما عيونها جات على مكان بلال ومالقتهوش ... إتنفضت من مكانها بسرعة وراحت ناحية ليلى ..

ليلى بتشجيع:"يلا يا بلال."

نور بإستفسار:"ليلى، بلال فين؟"

ليلى بإستغراب:"هو مش موجود هنا؟"

نور بخوف:"لا .. هو فين بلال؟؟ راح فين؟"

ليلى:"معرفش."

نور حست إن الدنيا بتضيق بيها وبدأت تبكي وهي بتبص حواليها ...

جاسر:"طب تعالي ندور عليه أكيد مابعدش، ليلى خليكي هنا ماتتحركيش."

ليلى هزت راسها .. وجاسر ونور إتحركوا وبدأوا يدوروا عليه بعيونهم ...

.........................

منذ لحظات:

بلال كان بيلعب وليلى بتشجعه وأثناء ماهو بيلعب لفت إنتباهه محل بلالين وهدايا في أسفل المول ... بص لنور إللي مشغوله بالكلام مع جاسر وبعدها بص للمحل وبيفتكر إن نور كانت مدياله فلوس خاصة بيه وهو دايما بيحطها في هدومه إللي بيخرج بيها ... وهو كان نفسه في بلالين أوي .. إبتسم بحماس وقرر إنه ينزل يشتري لنفسه ولنور بالونتين ويعملهالها مفاجأة .. نزل كذا دور بس تاه ومبقاش لاقي محل البلالين .. جرب يطلع تاني على السلالم المتحركة ونظرا لإنه طفل مش هيتذكر الأماكن إللي هو إتحرك فيها تاه ومبقاش عارف يروح فين .. وهنا بدأ يعيط ويدور على نور ..

.............................................

يحيى بتشجيع وصوت مسموع:"برافو يا رودي."

زيد بضحكات:"أنا بقول إنك تاخدها عندك اليومين دول وتريحني من صداعها."

يحيى:"يا سلام؟؟ ده أحلى يوم في عمري بجد، خلاص أنا موافق."

زيد:"ياعم بهزر، إنت ماصدقت، ماقدرش أصلا أسيبها بعيده عني يوم واحد."

يحيى كان لسه هيتكلم .. إنتبه إن في طفل بيعيط وبيلف حواليه كإنه تايه ..

يحيى:"إستنى.، أنا راجعلك."

زيد:"في إيه يابني؟"

يحيى:"راجعلك."

قرب من الطفل إللي بيبكي ..

يحيى بإستفسار وهو بينزل لنفس مستواه:"في إيه؟؟ مالك؟؟ بتعيط ليه؟"

؟؟ ببكاء:"مامي، كنت بلعب ولقيت مكان فيه بلالين، نزلت عشان أجيب ليا وليها مش لاقيها."

يحيى:"إسمك إيه طيب يا حبيبي؟"

؟؟ بشهقات:"إسمي بلال."

يحيى:"طب تعالى ندور على مامي سوا؟"

بلال هز راسه ويحيى مسك إيده وقرب من زيد ..

زيد بإستفسار:"في إيه يابني؟"

يحيي:"تاه من مامته، هروح أدور عليها."

زيد:"طب أستنى خدني مع......"

يحيى وهو بيقاطعه:"خليك، خد بالك من بنتك، مش هتأخر."

زيد:"طب في ميكروفونات هنا، روح للإدارة وهما هينادوا على والدة الطفل."

يحيى:"ماتقلقش هعمل كده."

يحيى إتحرك ووصله صوت زيد المسموع ..

زيد:" إبقى طمني."

شاورله بإيده وإختفي عن الأنظار هو وبلال إللي الأمل جواه إتجدد كأي طفل حد بيساعده إنه هيرجعه لمامته .... نور كانت بتبكي بكاء شديد وهي بتدور عليه مع جاسر بس مكانوش لاقيينه .. كانت حاسه إنها بتفقد النفس ومش هتقدر تعيش لحظة واحدة من غيره .. بتفتكر كل لحظاتها معاه من يوم ما لقته قدام الفيلا لحد دلوقتي ... مسابتهوش وما أهملتهوش أبدا .. لكن دلوقتي .. ضاع منها بسبب إهمالها ليه ...

جاسر وهو بيطمنها:"ماتقلقيش هنلاقيه يا نور."

نور ببكاء:"يا رب."

كملوا بحث عنه ..... يحيى وصل لحد من بتوع الأمن ..

يحيى:"لو سمحت .. الطفل ده تايه من مامته محتاج إن حضرتك تبلغ في الميكروفون."

؟؟:"إتفضل معايا."

إتحركوا ورا حارس الأمن ودخلوا أوضة في الدور التاني موجود فيها شاشات مراقبة وميكرفون ...

؟؟:"إسمه إيه؟"

يحيى:"بلال."

موظف الأمن بدأ يتكلم في الميكروفون فبالتالي الصوت بقا مسموع في المول كله ...

؟؟:"على والدة الطفل بلال التوجه للدور الثاني في غرفة الأمن."

كرر الجملة كذا مرة ... نور هي وجاسر وهما بيدوروا على بلال في المول .. سمعوا الصوت الصادر في الميكروفونات ..

؟؟:"على والدة الطفل بلال التوجه للدور الثاني في غرفة الأمن."

نور بصت لجاسر بفرحة والأمل إتجدد جواها .. ونزلوا بسرعة هي وجاسر للدور التاني ... يحيى نزل لنفس مستوي بلال إللي بيشهق شهقات خفيفة ...

يحيى:"ماما هتيجي خلاص، ماتقلقش."

بلال هز راسه وهو بيشهق شهقات طفولية ... يحيى فضل يبصله بتركيز كإنه شافه قبل كده فين ميعرفش؟؟ بس شاف الشكل ده كتير ... وخاصة الشكل ده وهو بيعيط ... ملامحه مش غريبة عليه أبدًا .. شافه فين ميعرفش ... فجأة يحيى برق وإتصنم في مكانه لما سمع صوتها ...

نور ببكاء وهي واقفه قدام بلال إللي قاعد قدامه واحد مديلها ظهره:"بلال."

بلال بفرحة وهو بيبصلها:"مامي."


باقي الفصل الثامن:

يحيى:"ماما هتيجي خلاص، ماتقلقش."

بلال هز راسه وهو بيشهق شهقات طفولية ... يحيى فضل يبصله بتركيز كإنه شافه قبل كده فين ميعرفش؟؟ بس شاف الشكل ده كتير ... وخاصة الشكل ده وهو بيعيط ... ملامحه مش غريبة عليه أبدًا .. شافه فين ميعرفش ... فجأة يحيى برق وإتصنم في مكانه لما سمع صوتها ...

نور ببكاء وهي واقفه قدام بلال إللي قاعد قدامه واحد مديلها ظهره:"بلال."

بلال بفرحة وهو بيبصلها:"مامي."

بلال جري على نور إللي نزلت لنفس مستواه وضمته لحضنها بشدة ... باست راسه وكل مكان في وشه وضمته تاني جامد .. وقامت من مكانها وهي شايلاه وبصت لحارس الأمن ..

نور بإمتنان:"شكرا .. شكرا جدا."

؟:"أنا معملتش حاجة، *شاور على الشخص إللي مديلها ظهره* البركة في الأستاذ هو إللي لقاه."

نور بإمتنان وهي بتقرب من الشخص إللي على الأرض ومديلها ظهره:"أنا بجد مش عارفة أشكرك إزاي .. أنا حقيقي مش لاقيه كلام أشكرك بيه."

يحيى قام من مكانه ولف بهدوء وفي نفس الوقت مش مستوعب إنها هي ... بس إتأكد لما لقاها قدامه ... نور برقت لما لقت يحيى واقف قدامها .. يحيى عيونه جات على الطفل إللي في حضنها وبعدها بص لنور تاني بعدم إستيعاب ........

.........................................................................

آرائكم؟؟؟؟ توقعاتكم؟؟


نوفيلا/ المغرورة والقروي ... بقلم سارة بركات

الفصل التاسع


يحيى قام من مكانه ولف بهدوء وفي نفس الوقت مش مستوعب إنها هي ... بس إتأكد لما لقاها قدامه ... نور برقت لما لقت يحيى واقف قدامها .. يحيى عيونه جات على الطفل إللي في حضنها وبعدها بص لنور تاني بعدم إستيعاب، عيونه جات على جاسر إللي واقف ورا نور وبيبصله بذهول كإنه متفاجئ من وجوده ... يحيى غمض عيونه بخيبة أمل ووجع وبعدها فتحهم تاني، عيونه جات في عيونها إللي مابعدتش عنه للحظة ... لاحظت ملامح الحزن في ملامحه لكنها حاولت تكون نظراتها قويه ليه، نظرات بدون مشاعر ... إنتبهوا هما الإتنين على صوت جاسر إللي إتحرك من ورا نور وبيعدي من جنبها في نفس الوقت ..

جاسر بإبتسامة ولهفة واضحة في نبرة صوته:"يحيى، أخيرًا ش........."

قطع كلامه نور إللي مسكته من دراعه .. وبصتله بنظرات قوية ... يحيى عقد حواجبه وبصلهم هما الإتنين بإستغراب .. عيونه جات على إيد نور إللي ماسكه جاسر من دراعه ... بس إنتبه لما هي إتكلمت ...

نور بإبتسامة وهدوء وهي بتبص في عيون يحيى:"شكرا، إنك لاقيت إبني."

جاسر عقد حواجبه وبصلها بغضب، لكن هي تجاهلت نظراته ليها وفضلت باصه في عيون يحيى إللي بيبصلها بحزن ...

نور بإبتسامة كبيرة:"بلال حبيبي، قول شكرًا لعمو إنه رجعك ليا."

بلال بص وراه وهو في حضن نور إللي شايلاه بدراعها الليمين ...

بلال ببراءة:"شكرا يا عمو إنك رجعتني لمامي."

جاسر بغضب:"نور، إنتي...."

نور بهدوء وهي بتقاطعه وبتبصله بنظرات حادة:"يلا نمشي، إحنا إتأخرنا ولازم نروح، بلال وراه مدرسة ولازم ينام بدري."

يحيى كان واقف في مكانه مش عارف يتحرك كإن حد مثبته في مكانه، مش قادر يحدد السبب، هل بسبب صدمته إنه شافها و لا صدمته في إنها إتجوزت وخلفت عاشت حياتها عادي وهو ولا كإنه كان موجود في حياتها؟؟ ... مش قادر يحدد ... جاسر إتنهد بغضب وخرج من الأوضة ... نور بصت ليحيى تاني وإبتسمتله إبتسامة هادية ..

نور بهدوء:"كانت فرصة سعيدة، شكرًا مرة تانية."

مستنتش رد منه وإدتله ظهرها وخرجت من الأوضة من غير ماتبص وراها .... يحيى كان لسه واقف في مكانه مش مستوعب إللي حصل من شويه .. نور ... كانت قدامه ... الوحيدة إللي حبها بقلبه النقي في يوم من الأيام ... فاق من إللي هو فيه وقلبه بيوجعه جدا ... نفس وجعه زمان بس المرة دي بشكل مختلف .. المرة دي كان وجعه بسبب إنها راحت من إيده نهائيًا .. حتى المواجهة إللي كان نفسه تتم بينهم مبقاش ليها لازمة ... غمض عيونه بحزن وخيبة أمل وخرج من الأوضة ... نور كانت ماشيه وحاضنة بلال جامد وبتحاول تتحكم في ثباتها إللي مش عارفة هي جابته منين قدام يحيى .. لكنها فقدته بعد ما خرجت من الأوضة لدرجة إنها حاولت تتحكم في دموعها بس معرفتش راحت بسرعة لحمام السيدات ودخلته ومعاها بلال وهي بتبكي بشهقات عالية ... بلال نزل من حضنها على الأرض وهي سندت ظهرها على حائط الحمام بضعف وهي بتبكي، حطت إيديها على قلبها وهي بتفتكر كل حاجة كانت بينهم زمان ... كل لحظة جميلة كانت بينهم هما الإتنين ... كل لمسة حلوة ... كل وقت كان هو موجود فيه معاها ومسابهاش ... بس للأسف الذكريات الوحشة إللي سيطرت على أفكارها ... لما إترجته إنه يسمعها .. لما صرخت بإسمه عشان يبصلها قبل ما يمشي ... مرضاش يبصلها وسابها ومشي ... سابها لوحدها مرمية في الشوارع .. مكنش موجود معاها ... سابها تتبهدل في الشوارع، سابها تصعب على الناس، لكن هي ماصعبتش عليه ... قعدت على الأرض بضعف وهي بتبكي، وحطت إيديها الإتنين على وشها بتبكي زي الأطفال ... بكاء وحزن سنين كتمته جواها وبصت لقدام بس عشان خاطر أخوها، لكن ظهور يحيي قدامها هو إللي صحى الجراح دي جواها ... إنتبهت على جسم صغير أخدها في حضنه .. شالت إيديها من على وشها لقت بلال حاضنها ودموعه بتنزل عشان هي بتبكي ... وكإنها كانت محتاجة الحضن ده *الأمان* .. شهقاتها زادت أكتر لما إفتكرت إن ده كان إحساسها مع يحيى ...

بلال بدموع وصوت طفولي:"متعيطيش، خلاص مش همشي تاني، متعيطيش يا مامي، أنا آسف."

كانت بتبكي ومبطلتش بكاء لكن سكتت لما سمعت صوت شهقات بلال العالية .. مسحت دموعها بسرعة وبصتله وهو بيبكي ...

بلال بشهقات عالية:"مش هتتكرر تاني."

ضمته لحضنها وبدأت تطبطب عليه عشان يهدى .. وكل ده تحت عيون كل الستات إللي خارجين وداخلين من الحمامات ومحرجين يسألوها مالها ... يحيى كان تايه في أفكاره وهو ماشي بين الناس، الصدمة ماسكاه من وقت ما شافها ومش قادر يخرج صورتها من دماغه أو من مخيلته ... كانت شايله إبنها وجوزها كان معاها ... غمض عيونه بيأس لإن كل حاجة راحت من زمان ... حتى المواجهة والعتاب مبقاش ليهم أي لازمة .. كان مستني إيه؟؟؟؟ إنهم يتواجهوا ويسامحها على إللي فات ويرجعوا زي زمان مع بعض؟؟؟ ... ليه عشم نفسه بكده؟؟؟ ليه كان بيدور عليها في وشوش كل الناس؟؟ .. ليه كان بيدور ورا حاجة وهم؟؟؟ ... ليه معرفش يعيش حياته من غيرها؟؟ ... ليه مبصش لنفسه وعاش حياته مع واحدة غيرها؟؟ .. يمكن عشان هي....؟؟؟ ...

هز راسه بيأس وإتنهد تنهيدة عميق وفتح عيونه وقرر إنه يمشي من المول ....

............................

نور بعدت عن بلال ومسحت دموعه وإبتسمت إبتسامة خفيفة ..

نور:"متعيطش يا حبيبي."

بلال بشهقات خفيفة:"حاضر، بس إنتي بتعيطي ليه؟"

إبتسمت بوجع وشاورت بإيدها على منطقة قلبها ..

نور:"هنا كان بيوجعني."

بلال ببراءة وهو بيبص لمكان قلبها:"ودلوقتي؟"

نور بإبتسامة:"خلاص خفيت عشان إنت معايا."

إبتسم بشكل طفولي في وسط في دموعه، نور إنتبهت على موبايلها إللي بيرن ... بصت للموبايل لقت رقم ليلى ..

نور وهي بترد:"ألو."

ليلى بإرتياح:"إنتي فين يا نور؟؟ جاسر قالي إنك دخلتي الحمام وفضل يستناكي كتير وبعدها جالي، في إيه؟"

نور بهدوء:"أنا محتاجة أبقى لوحدي شويه."

ليلى بتفهم:"ماشي، بس طمنيني عليكي إنتي كويسه؟"

نور:"أيوه ماتقلقيش."

ليلى:"بس...."

نور وهي بتقاطعها:"أنا هقفل دلوقتي ياليلى، أنا وبلال مروحين."

ليلى:"طب إستني نوصلكم."

نور:"شكرا ليكي يا حبيبتي، مالهوش داعي هنعرف نروح."

ليلى بتفهم:"مافيش مشكلة.، إبقي طمنيني عليكي لما تروحي."

نور:"أوك."

قفلت معاها ونور بصت لبلال بإبتسامة جميلة ..

نور:"يلا بينا ياحبيبي؟"

بلال بصوت طفولي:"يلا يامامي."

نور:"نغسل وشنا الأول قبل مانمشي."

بلال:"ماشي."

....................

ليلى بتنهيدة بعد ماقفلت مع نور:"عنيدة."

جاسر بإستفسار:"هي مالها؟"

ليلى:"مافيش إللي فهمته منها إنها كويسه، بس من صوتها فهمت إنها كانت بتعيط، وقالت إنها هتروح ومحتاجة تبقى لوحدها."

جاسر بضيق:"أنا مش عارف هي ليه خلتني ماتكلمش؟؟، كان زمان كل حاجة إتحلت."

ليلى وهي بتهز راسها بلا:"لا ياحبيبي، الأمور مابتجيش كده، مايبقاش في إعتقادك إنك لما تقول الحقيقة، هما الإتنين هيرجعوا لبعض ويعيشوا في تبات ونبات، الموضوع أكبر من كده، الإتنين إتجرحوا، والإتنين جرحهم صعب يتداوى .. وخاصة نور، أنا معرفش هو عانى قد إيه؟؟، بس أنا أعرف عن معاناتها زي مانت حكيتلي، هي مستحيل تسامح وتعدي بالسهولة دي، مستحيل."

جاسر:"طب أنا عايزها تسامحني، أنا السبب في كل ده."

ليلى بإبتسامة:"هتسامحك يا حبيبي، ده إذا مكانتش هي سامحتك من الأساس، بس معاملتها معاك مش هتكون زي الأول، إنت عارف إن وضعها إتغير ونظام حياتها إتغير بشكل عام، هتبقى بالنسبالها مجرد معرفة لطيفة مش أكتر، نور مش هتقبل يكون عندها صديق راجل."

جاسر بتفهم وهو بيبص في عيونها:"وإنتى؟ أنا كنت عايزها تبقى صاحبتك ياليلى، نور كويسه وجدعة وهتبقى صاحبة كويسة ليكي."

ليلى بإبتسامة:"الأمور مش بتيجي بالشكل ده يا حبيبي، مش مجرد ماتعرفني عليها نبقى أصحاب، لا كل حاجة بتحتاج وقت."

جاسر بتفهم:"ماشي، يلا نمشي."

ليلى هزت راسها وجاسر مسك دراعها وحاوطها عشان تمشي معاه في الإتجاه الصح ..

جاسر بإنشغال وهو بيبص قدامه:"مش ناوية ترجعي للجمعيات الخيرية تاني؟"

ليلى بإبتسامة:"ناوية إن شاء الله، بس المرة دي بقا إنت إللي هتوصلني من الفجر ... *ضحكت ضحكة خفيفة وكملت بهزار* ... أحسن أعمل حادثة تاني وأنا رايحه لمحطة القطر."

جاسر حاول يتحكم في ألمه وليلى حست بكده من سكوته ..

ليلى بإبتسامة:"تعرف."

فاق من حزنه وإنتبهلها ..

ليلى بإبتسامة:"لما كنت بروح مع فريقي في الجمعية وبشوف فرحة الناس لما بنساعدهم، كنت بحس إحساس جميل أوي جوايا، فده كان مخليني مكمله في الجمعيات الجميلة دي، لإني بحب الناس جدا وبحب أساعدهم."

جاسر بإبتسامة:"حبيهم برحتك، بس مش أكتر مني لو سمحتي."

ليلى بضحكة خفيفة:"أكيد طبعا يا حبيبي."

.......................................

يحيى ركب عربيته والحزن والصدمة واضحين في ملامحه وبدأ يتحرك وهنا إنتبه لموبايله إللي بيرن .. لما لقاه زيد إفتكر إنه كان معاه ونسي خالص يقوله إنه هيمشي ..

يحيى بصوت مختنق:"ألو."

زيد:"إيه يابني؟ إتأخرت كده ليه؟؟ لقيت مامت الولد؟"

يحيى سكت وماقدرش يرد ...

زيد بإستفسار وهو معقد حواجبه:"مالك يا يحيى؟"

ركن بعربيته وحاول يتحكم في حزنه بس معرفش ..

يحيى بصعوبه:"طلعت هي مامته."

زيد وهو معقد حواجبه:"مين دي؟"

يحيى بصوت مهزوز:"نور."

زيد برق بذهول وحاول يتكلم بس معرفش يقول إيه، نبرة صوت يحيى خلته ساكت ومش قادر ينطق ... كل إللي قدر يقوله ..

زيد:"طب إنت فين دلوقتي؟"

يحيى:"أنا مروح."

زيد:"طب أجيلك و........"

يحيى وهو بيقاطعه:"محتاج أبقى لوحدي يا زيد بعد إذنك."

زيد بتفهم:"ماشي، بس لما تروق كده إبقى كلمني."

يحيى:"إن شاء الله."

قفلوا مع بعض ويحيى إتنهد بحزن وإتحرك بعربيته ... بمرور الوقت ... كانت قاعده على سرير بلال وبتغطيه ...

نور بإبتسامة حب:"تصبح على خير يا حبيبي."

بلال بصوت طفولي:"وإنتي من أهله يا مامي."

باست راسه وقامت من على السرير وراحت أوضتها وهي بتفتكر ذكرى مقابلتها مع يحيى .. حاولت إنها ماتفكرش في الذكرى دي بس للأسف من وقت ماشافته وهي مش قادرة تشغل تفكيرها بحاجة غيرها ... حاسه بوجع كبير في قلبها كإن الجروح إللي كانت بتداوي فيها سنين رجعت إتفتحت من تاني ... حست إن كل إللي كانت بتحاول تعمله في السنين إللي فاتت إتهدوا أول أما شافته .. إتأكدت إنه لسه وجوده بيأثر عليها ... مش قادرة تصدق إنها شافته ... فاقت من تفكيرها ده وعقدت حواجبها بغضب من دقات قلبها إللي بيوجعها .... لازم تكمل حياتها من غيره وتكون بعيدة عنه تمامًا ... لإن ده الإنسان الوحيد إللي كانت محتاجاله في السنين إللي فاتت دي، بس كان فين؟؟؟؟ .. سابها لوحدها تعاني في العالم الغريب إللي إترمت فيه فجأة وبدون مقدمات ... دموعها نزلت لما إفتكرت المأساة إللي عاشتها ... بس مسحت دموعها بسرعة وحاولت تقسي مشاعرها وتنساه من تاني وتتعايش بشكل عادي ولا كإنها قابلته لإنه جرحها جدا وبالفعل قدرت ... نامت على سريرها بهدوء وبتفكر في إللي هتعمله بكرة كالعادة وأثناء تفكيرها إنتبهت على باب أوضتها إللي بيخبط خبطات صغيرة ...

بلال:"مامي، أدخل؟"

نور:"إدخل ياحبيبي."

فتح الباب وبصلها وهو واقف على الباب ..

نور بإستفسار وهي بتقوم على سريرها:"مالك ياحبيبي؟ مانمتش ليه؟"

بلال بإستفسار طفولي وهو بيشاور على مكان قلبها:" رجع يوجعك ولا خلاص كده مش هيوجعك تاني خالص؟"

نور بإبتسامة لبرائته:"لا خلاص مش هيوجعني تاني خالص."

بلال بإستفسار طفولي:"خالص خالص؟"

نور بإبتسامة:"خالص خالص."

بلال:"طب أنا عاوز أنام جنبك النهاردة بس."

وقبل ماترد عليه لقته جري من قدامها وطلع على سريرها وإتغطى ... ضحكت ضحكة خفيفة وقفلت الباب وراحت نامت جنبه وأخدته في حضنها ....

بلال:"مامي."

نور بهمهمة وهي مغمضة عيونها:"نعم؟"

بلال ببراءة:"أنا بحب طنط ليلى، وعايز أشوفها علطول."

فتحت عيونها وإبتسمتله بنعاس ..

نور:"حاضر إن شاء الله، يلا نام بقا وراك مدرسة بكرة."

بلال:"حاضر."

................................

في مكان مليان بالأدوات الرياضية وأصوات الأغاني الصاخبة (المهرجانات) .. يحيى كان بيجري على المشاية (treadmill ) وفي نفس الوقت شايف نور قدامه لحظة أما شافها .. ملامحها كل إللي حصل .. ردود أفعالها .. حاسس بصداع وقلبه بيوجعه بسبب الصدمة إللي عاشها دي ... مكنش متوقع إنه هيقابلها وهي معاها طفل ... والأدهى إنها إتجوزت جاسر ... عقد حواجبه بغضب وزود السرعة وبدأ يجري أسرع عشان ينساها .... ينسى ملامحها ... ينسى أيامه إللي فضل يدور فيها عليها في وشوش الناس ... وعشان ينساها قسي على نفسه جدا في التمرين بتاع اليوم .....

.........................

في صباح اليوم التالي:

يحيى كان قاعد على ترابيزة السفرة وهو بيفطر وأخته قاعدة قدامه ومامته بتاكل وهي بتبصله ... شايفاه هادي من إمبارح ... ساكت تمامًا مش بيتكلم ... بياكل وهو سرحان ومش مركز مع أي حاجة بتحصل حواليه .. إنتبهت إنه قام من مكانه ورجع الكرسي إللي كان قاعد عليه بدراع واحدة نظرا لإن دراعه التاني بيوجعه وبيحركه بصعوبة ... راح غسل إيده ورجع للترابيزة عشان يكلم ياسمين ...

سهير بعتاب:"مكنش له لازمه يا ضنايا تتعب نفسك في التمرين."

يحيى بإبتسامة هادية وهو بيبصلها:"ممكن يكون حصلي كده عشان بقالي يومين مروحتش الجيم، بس مش مشكله مع التعود هيتحرك.. *بص لياسمين* .. يلا ياسمين عشان أوصلك في طريقي."

ياسمين بهدوء وهي بتقوم من مكانها:"ماشي يا أبيه، هغسل إيدي وهجيلك."

يحيى إبتسملها وهي راحت تغسل إيديها ... يحيى بدأ يجهز حاجته تحت عيون مامته إللي بتبصله بحزن، حاسه إن فيه حاجة مش عايز يقولها ... بس لازم تتكلم، مش هتسيبه كده ...

سهير:"يحيى."

يحيى بإنتباه وهو بيبصلها:"نعم يا حبيبتي؟"

سهير:"مالك يا ضنايا؟ إيه شاغل بالك؟"

يحيى بإبتسامة:"مافيش ياحبيبتي، بفكر بس في الشغل."

سهير سكتت وشافته وهو بيكمل تجهيز حاجته، متضايقة جدا من جواها .. عايزة تتكلم محتاجة تزعقله لإنه متغير جدا ومش من فترة بسيطة، لا ... من فترة طويلة جدا من يومها تحديدًا ...

سهير بحزن:"إنت ليه ماباجتش بتحكيلي كل حاجة زي زمان يا يحيى؟؟؟ ليه إتغيرت كده؟"

يحيى بهدوء وهو بيبصلها:"أنا بحكيلك ياما، بحكيلك كل حاجة."

سهير برفض:"لا، إنت مباجتش بتحكيلي حاجة."

يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:"ده إللي هو إزاي؟؟؟ ده أنا بحكيلك كل إللي بيحصل في الشغل، وبحكيلك مشاويري مع زيد وبنته العسل إللي هتطيرلي عقلي دي، بحكيلك يومي تقريبا بيكون عامل إزاي، إزاي مش بحكي؟َ!"

سهير بحزن وهي بتبص في عيونه:"إنت كده بالنسبالي مش بتحكي، إنت كده بتشغل نفسك عن وجعك إللي جواك، وجعك إللي عمره ما خف، لدرجة إنك بتروح لدكتورة نفسية عشان تخف من الوجع ده .. بس لا يا ضنايا وجع القلب مش بيروح بسهولة، لازم تحكيلي وتشاركني همك، أومال أني أمك إزاي؟؟؟"

إبتسملها وقرب منها وباس راسها ...

يحيى:"إنتي أجمل أم في الدنيا دي، ماتقلقيش يا حبيبتي أنا بقيت كويس صدقيني، الفكرة بس إني مضغوط اليومين دول."

سهير بحزن وهي بتبص في عيونه:"ربنا يكون في عونك يا حبيبي."

يحيى:"آمين."

أخد شنطته ولسه هيتحرك لقى ياسمين واقفه بعيد في ركن وبتبصله بحزن ...

يحيى بمزاح:"واقفه كده ليه؟؟؟ تحبي تاخديلك صورة يا مفعوصة إنتي؟"

ياسمين بإبتسامة حزينة:"ياريت، ولا مش عاجبك يعني يا أبيه؟"

يحيى وهو رافع حاجبه:"لا عاجبني ونص ياختي، يلا عشان إتأخرنا."

ياسمين:"ماشي."

....................................

مرت الأيام وكان الوضع ماشي بشكل روتيني وهادي ... نور ويحيى كانوا بيحاولوا يتناسوا اليوم ده ويركزوا في أمورهم بس مش عارفين لإن جروحهم هما الإتنين إتفتحت من تاني .. وذكرياتهم بتمر من قدام عينيهم وخاصة يحيى إللي مش قادر يصدق إن خلاص فرصته في إنه يعاتبها ويتكلم معاها راحت منه ... وفي مرة .... كان قاعد في مكتبه ومشغول منتبهش على الباب إللي إتفتح بس إنتبه على صوته ...

مصطفى:"إنت يابني."

يحيى رفع راسه وبصله بإستفسار ...

مصطفى:"عملت إيه في مشكلة العميل ده؟"

يحيى بتنهيدة:"كلمته وحددت معاه ميعاد بكرة."

مصطفى بلهفة:"بجد؟"

يحيى:"أيوه، وهعزمه في المطعم إللي بنجيب منه الأكل ده، أهو الجو يروق وقتها وأنا بقنعه."

مصطفى بإبتسامة:"طب إشطا جدا."

يحيى إبتسمله وبعدها رجع ركز في شغله .. مصطفى حمحم ويحيى رجع بصله تاني بإستفسار ..

مصطفى:"بقولك إيه؟"

يحيى:"نعم؟"

مصطفى:"ماتيجي ناكل بره النهاردة بعد الشغل؟"

يحيي بإستفسار وهو معقد حواجبه:"ليه؟"

مصطفى:"عادي يعني نخرج شويه."

يحيى بتنهيدة:"ماشي، بس ننجز بسرعة عشان ورايا جيم."

مصطفى:"أكيد مش هاخد من وقتك كتير."

يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:"يعني إيه مش هتاخد من وقتي كتير؟"

مصطفى وهو بيقعد على كرسي قدام مكتبه:"بصراحة أنا هاخدك للمطعم هناك عشان أشوفها يعني مبانش إني جاي مخصوص عشانها."

يحيى بإستفسار:"تشوف مين يابني؟ إنت بتقول إيه؟"

مصطفى:"فاكر البنت إللي حكيتلك عنها إللي ردت عليا على التليفون؟"

يحيى بإستيعاب:"اه إفتكرت .. *إتكلم بسخرية* ... قول كده بقا، إنت واخدني هناك عشان تستغلني وتبان إنك بتخرج عادي وقال إيه إنت قابلتها صدفة؟؟؟ وبعدين إنت إزاي أصلا هتعرف شكلها وتبين إنك قابلتها صدفة؟؟؟

مصطفى:"هسأل عنها هناك، وهتكلم معاها......."

يحيى وهو بيقاطعه:"وتقولها .. *مثل الدهشة* ... إيه ده؟!! يا محاسن الصدف؟؟، إنت شايفني عبيط يالا."

مصطفى:"يعني أعمل إيه يعني؟ عايز أكلمها وأشوفها أكيد هتكون حلوة، يا أخي بدل ماتتريق عليا، إنصحني."

يحيى وهو بينفخ بزهق:"ماشي يا أخي وإحنا في طريقنا هنصحك حاضر، يلا إمشي من قدامي ورايا شغل."

مصطفى بإبتسامة:"حبيبي يا زميل، ربنا مايحرمني من خدماتك."

مصطفى خرج ويحيى إتنهد وهز راسه بيأس ولسه هيكمل شغله لقى موبايله بيرن .. بص للموبايل ولقى رقم غريب هو إللي بيرن ...

يحيى وهو بيرد:"ألو."

؟؟ بتوتر:"أ/ يحيى؟"

يحيى:"أيوه، مين معايا؟"

؟؟:"أنا دكتور معتز."

يحيى سكت شويه يفتكر مين ...

معتز:"الدكتور بتاع ياسمين في الجامعة، كان حصل بينا سوء تفاهم و......"

يحيى بإستيعاب وهو بيقاطعه:"أيوه إفتكرت حضرتك، أخبارك إيه؟"

معتز بهدوء:"الحمدلله، وإنت عامل إيه؟"

يحيى:"الحمدلله بخير."

معتز سكت ويحيى إستغرب سكوته وسأل نفسه هو متصل ليه أصلا؟؟ ...

معتز بتوتر:"هو أنا كنت بفكر كتير الفترة إللي فاتت ومحرج أتصل بيك، بس انا قررت خلاص."

يحيى بحيرة:"قررت إيه؟ وبخصوص إيه؟"

معتز بحمحمة وصوت مبحوح:"أنا طالب منك إيد الآنسة ياسمين."

يحيى متفاجئش وكان هادي جدا لما سمع الجملة دي لإنه فهمه من أول يوم هو شافه فيه ...

معتز بحمحمة:"أ/ يحيى؟ حضرتك معايا؟"

يحيى بهدوء:"اه معاك."

معتز:"قولت إيه؟؟"

يحيى:"ياسمين لسه صغيرة وهي لسه في الكلية وقدامها حوالي 3 سنين على ما تتخرج، موضوع الجواز ده مش مخطط بالنسبالي ليها، لإني مخطط حاجات تانية أحسن ليها بعد التخرج لحد ماييجي صاحب النصيب."

معتز بتلقائية:"أنا صاحب النصيب وجيت بدري، لا إله إلا الله، صلِ على النبي في قلبك كده."

يحيى بإستغراب:"عليه الصلاة والسلام."

معتز:"بص يا أ/ يحيى، أنا حابب أقابلك لإن الكلام إللي هقوله هيطول شرحه ومش هينفع أتكلم مع حضرتك فيه على التليفون، صح ولا إيه؟"

يحيى بتنهيدة:"ماشي، شوف إيه المناسب مع حضرتك؟"

معتز بتفكير سريع:" ينفع معاك النهاردة؟"

يحيى:"لا للأأسف ورايا مشوار."

معتز:"بكرة؟"

يحيى:"لا."

معتز بإستفسار:"بعده؟"

يحيى بضحكة خفيفة:"برده لا، بص أنا هشوف انا فاضي إمتى وهكلمك ماشي؟"

معتز:"إن شاء الله، ده رقمي بقا إبقى سجله."

يحيى بضحكة خفيفة:"إن شاء الله."

يحيى قفل معاه وهز راسه بيأس وسجل رقمه ورجع ركز في شغله..

........................

في آخر اليوم:

نور كانت بتجهز حاجتها عشان هتمشي، عيونها جات على بلال إللي قاعد على مكتبها وبيحل الواجب بتاعه ..

نور بإستفسار:"قدامك قد إيه يا حبيبي؟"

بلال بصوت طفولي:"قربت أخلص، ممكن نقعد شويه؟"

نور:"ماشي، أنا هروح المطبخ أراجع شوية حاجات وهرجعلك تاني."

بلال:"ماشي يامامي."

خرجت من مكتبها وراحت للمطبخ ........ يحيى ومصطفى كانوا واقفين قدام المطعم وبيبصوله ..

مصطفى بإبتسامة:"طلع حلو،أنا إختياراتي دايمًا صح."

يحيى وهو بيبصله بطرف عيونه:"ماشي يا أبو إختيارات صح، المهم ركز في إللي قولتلك عليه."

مصطفى بتركيز وجدية:"أيوه، أبقى تقيل في نفسي وشخص كاريزما لإن ده بيشد البنات."

يحيى بتمتمة:"ربنا يستر."

دخلوا هما الإتنين المطعم وراحوا قعدوا على ترابيزة، يحيى بص للشارع من خلال زجاج المطعم لكن مصطفى كان بيبص حواليه ومش عارف يحدد هي هتكون فين ... أحمد وهو بيوزع الطلبات إنتبه إن في ترابيزة إنشغلت خلص إللي في إيده وراح وقف عند يحيى ومصطفى ..

أحمد بإبتسامة:"المطعم نور بوجودكم، إتفضلوا ال menu ."

يحيى بإبتسامة وهو بياخدها منه:"شكرا."

أحمد بإبتسامة:"أنا موجود لو إحتجتوا حاجة."

يحيى:"أكيد."

أحمد رجع يشوف شغله ويحيى بص في ال menu إللي في إيده ...

يحيى:"هتاكل إيه يا مصطفى؟"

إستغرب إنه مردش عليه .. رفع راسه ملقاهوش موجود إنتبه إنه بيقرب ناحية بنت بترد على التليفونات ورمى كل نصايحه في الأرض .... هز راسه بيأس ورجع بص لل menu تاني ... مصطفى كان واقف قدام البنت وهي بترد على التليفونات بس مستغرب إن صوتها متغير ... أو يمكن مش هي؟ .. البنت رفعت راسها وبصتله بإستفسار ..

؟؟:"أفندم تؤمر بحاجة؟"

مصطفى بإستفسار:"هو إنتي إللي قاعدة هنا؟؟ يعني قصدي مافيش زميلة ليكي بترد على التليفونات معاكي؟"

؟؟:"لا يا فندم أنا إللي برد على التليفونات هنا."

مصطفى بتنهيدة بسيطة:"آسف على الإزعاج."

رجع تاني للترابيزة ...

مصطفى:"مش هي."

يحيى بإنشغال:"طب طمنتني، هتاكل إيه بقا؟"

مصطفى بملل:"إيه إللي موجود مميز عندهم في ال menu؟"

يحيى بصله وشاورله على الصنف المميز..

مصطفى:"طيب، هطلب من ده."

يحيى بتفكير:"وأنا كمان، شكله لطيف، هجربه."

يحيى بص حواليه بيدور على الشاب إللي جابلهم ال menu وبالفعل لقاه وشاورله .. أحمد قرب منهم ويحيى طلب منه الأكل .. نور كانت في المطبخ بتتابع الشغل ومعاها رحاب إللي بتتكلم في أمور الحياة ...

رحاب:"وبس بقا ياستي، ماما قعدت تقولي إنتي عندك لبس كتير وبرده بتجيبي في لبس جديد ومسرفة وقعدت تدعي عليا."

نور بضحكة خفيفة:"ربنا يكون في عون إللي هيتجوزك بصراحة."

رحاب:"يوه يا نور، ده بدل ما تدعيلي انا."

نور كانت لسه هتتكلم، إنتبهت لأحمد إللى دخل المطبخ ...

أحمد:"نور، خدي ده."

أخدت منه الطلب وبصتله وعيونها جات على حد معين..

نور:"عبدالرحمن."

الشاب بصلها ...

نور وهي بتقرب منه:"خد إعمل ده."

الشاب هز راسه وبدا يجهز الأكل ... عيونها جات على أحمد و إنتبهت إنه بيبص لرحاب إللي بتبصلها ...

نور بهدوء:"أحمد."

أحمد بإنتباه وهو بيبصلها:"هاه؟ أيوه."

نور بإبتسامة:"أنا خلاص إديتلهم الأوردر، روح كمل شغلك."

أحمد:"حاضر."

خرج من المطبخ وبعدها نور بصت لرحاب ...

نور:"روحي إنتي كمان يلا شوفي شغلك."

رحاب بحنق:"متعاملينيش كده."

نور:"أنا شايفة إنك واقفة مابتعمليش حاجة غير إنك ترغي."

رحاب بقمصة وهي معقدة حواجبها:"كده يانور؟؟ ماشي."

نور ضحكت ضحكة خفيفة وهي بتبص على رحاب إللي خرجت من المطبخ ... رحاب راحت للمكتب بتاعها تحت عيون أحمد إللي بيمسح الترابيزات ... نور إتنهدت تنهيدة بسيطة وخرجت من المطبخ عشان تمشي هي وبلال .. وأثناء ماهي بتمشي وبتبص في الأرض خبطت في حد ...

نور بإنتباه:"أنا آسفة، أنا...."

مصطفى بإبتسامة:"ولا يهمك مافيش مشكلة."

نور بإبتسامة هاديه:"شكرا."

كانت لسه هتمشي ..

مصطفى:"هو إنتي بتشتغلي هنا؟"

نور وهي بتبصله:"أيوه، خير يا فندم؟؟ في حاجة؟"

مصطفى بإبتسامة كبيرة لإنه إتأكد من الصوت:"ده في حاجات، أنا في شركة ****، إللي بتطلب منكم أوردر كل يوم."

نور بإبتسامة:"أهلا وسهلا بحضرتك."

مصطفى وهو بيمد إيده عشان يسلم عليها:"أنا مصطفى، كنت كلمتك قبل كده وإنتي قولتيلي لو حابب أعمل خطوبتي هنا هبقى أجيلكم."

نور بإبتسامة:"أيوه إفتكرت حضرتك، أهلا بيك."

وبشكل تلقائي نور كانت هتسلم عليه بس إنتبهت للإيد إللي مسكت إيدها بدل إيد مصطفى ...

يحيى بجدية:"أهلا بيكي إنتي."

نور إتفاجأت بوجود يحيى قدامها لدرجة إنها حست إن كل حاجة حواليها مباقتش موجودة غير يحيى إللي موجود قدامها ... بس فاقت من إللي هي فيه وحاولت تشيل إيديها من إيده يحيى مسكها جامد ومسابهاش ...

........................

منذ لحظات:

يحيى كان قاعد بيبص للشارع من خلال زجاج المطعم ومصطفى كان قاعد بيخبط على الترابيزة بصوابعه بملل ...

مصطفى:"بقولك إيه، أنا هقوم أدخل الحمام على ما الأكل ييجى."

يحيى:"روح."

مصطفى قام من مكانه تحت عيون يحيى ولسه هيبعد عيونه عنه، إتصنم في مكانه لما شاف نور خارجة من أوضة ومش منتبهه لمصطفى إللي رايح في إتجاه الحمام لحد ما خبطت فيه ... شافها وهي بتبتسم وبتتكلم مع مصطفى ... إبتسامتها إللي مازالت بتخطف أنفاسه وبتخليه تايه فيها ... إنتبه على مصطفى إللي بيمد إيده ناحيتها، ومن غير مايحس قام من مكانه بسرعة وقرب ناحيتهم، عيونه جات على إيديها إللي بتمدها ناحية إيد مصطفى ... حس بنار قايده جواه وهنا كان قرب منهم ومسك إيديها قبل ما تمسك إيد مصطفى بدون قصد منه، حتى هو نفسه إستغرب إنه عمل كده ...

...................

مصطفى كان مستغرب يحيى وإنه بيسلم على واحدة كده عادي وهو أصلا من النوع إللي مش بيحب يسلم على بنات ... إنتبه للغضب الواضح في عيونه ... بعدها عيونه جات على نور لقاها بتبصله بتحدي؟! ... في حاجة غريبة هو مش فاهمها .. هما يعرفوا بعض؟؟؟

مصطفى بحمحمة:"يحيى."

نور كانت معقدة حواجبها بغضب وبتحاول تشيل إيديها من إيده لكنه مش راضي يسيبها، يحيى مكنش قادر يسيب إيديها، وهو بيبصلها بمشاعر مختلفة ... غضب وضيق وإشتياق ...

نور بغضب:"سيب إيدي."

يحيى ضغط بإيده عليها وهنا نور حست بألم ...

مصطفى:"يحيى."

يحيى إنتبه إنه بيضغط على إيديها وبص لمصطفى ... وهنا نور شالت إيديها من إيده بسرعة وعقدت حواجبها بغضب ..

مصطفى ليحيى:"في إيه؟"

يحيى كان لسه هيتكلم ...

بلال وهو بيقرب منها:"مامي أنا خلصت الواجب."

يحيى إنتبه لبلال إللي مسك في هدوم نور ... وهنا بلال بصله هو كمان ..

بلال بفرحة طفولية:"عمو."

يحيى إبتسمله بشكل تلقائي ونزل في نفس مستواه وسلم عليه ..

يحيى:"عامل إيه؟"

بلال:"أنا كويس الحمدلله، إنت عامل إيه ياعمو؟"

يحيى بإبتسامة وهو ماسك إيده الصغيرة:"الحمدلله كويس."

نور بصرامة:"بلال."

بلال وهو بيرفع راسه بطفولية:"نعم يا مامي؟"

نور بجدية وهي بتبص ليحيى:"إدخل على المكتب وأنا جايه وراك."

بلال بإبتسامة بريئة:"حاضر ... * بص ليحيى وشاورله بإيده الصغيرة*.... باي يا عمو."

يحيى بإبتسامة وهو بيشاورله:"باي."

بلال جري على المكتب ويحيى وقف قدام نور ...

نور بغضب:"يا ريت بعد كده ماشوفكش قدامي."

يحيى بإستفسار وهدوء:"ليه؟ هو أنا مضايقك للدرجادي؟"

نور:"لا، بس مزاجي بيتعكر لما بشوفك قدامي."

المفروض إنه يتضايق بس بالعكس لقى نفسه بيضحك على كلامها.

يحيى بإبتسامة:"بس أنا جاي هنا عشان آكل، أكيد مش بجري وراكي."

إتنرفزت أكتر بسبب رده ده وكل ده تحت عيون مصطفى إللي بيبصلهم بعدم فهم ... ملقتش رد ترد عليه بيه قررت إنها تدخل المكتب وتاخد حاجتها وتمشي، وبالفعل عملت كده تحت عيون يحيى ...

مصطفى بعدم فهم:"إنت تعرفها منين؟ وبعدين دي طلعت متجوزه يا خسارة."

يحيى بجدية وهو بيبصله:"متجوزة مش متجوزة شيلها من دماغك."

مصطفى بإستغراب:"نعم؟؟ إنت بتتكلم كده ليه؟"

يحيى تجاهله وراح قعد على الترابيزة وعيونه على باب المكتب منتظر إنها تخرج منه ومش فاهم هو ليه مستني أصلا .. مصطفى إتنهد بيأس وراح قعد قدام يحيى وبصله وهو بيبص للباب ...

مصطفى بإستفسار وحيرة:"هو إنتوا كان في بينكم حاجة؟ أنا حاسس إن في بينكم طار."

يحيى بصله بطرف عيونه وبعدها ركز على الباب .... نور كانت ماشية رايحه جايه في الأوضة وبتحاول تتحكم في ضربات قلبها ... عيونها جات على بلال إللي بيبصلها ببراءة .. إبتسمتله بإحراج ...

بلال بإستفسار برئ:"هو إحنا مش هنروح يامامي؟"

نور بحمحمة:"اه ماشي، يلا."

راحت أخدت شنطة المدرسة بتاعته ومسكت إيده وأخدت نفس عميق ومثلت الجدية وخرجت من الأوضة ... الأكل كان بيتحط على الترابيزة ويحيى عيونه على مكتبها، خرجت من المكتب تحت عيونه وحاولت إنها تمشي بشكل طبيعي وتتجاهله .. كانت حاسه إن عيونه عليها، بتحاول تتصرف بشكل طبيعي وهي ماشيه .. بلال عيونه جات في عيون يحيى إبتسمله ببراءة وشاورله بإيده ويحيى شاورله في المقابل بإبتسامة جميلة ... يحيى بص لنور إللي بتخرج من المطعم ... مش قادر يفهم هو ليه مش قادر يبعد عيونه عنها ... وإيه السبب إللي مخليه مركزمعاها كده وهو خلاص قرر إنه ينساها ... إنتبه على صوت مصطفى ..

مصطفى بضيق:"إنت يا أستاذ إنت، يلا ناكل عشان نتزفت نمشي."

يحيى وهو بيبصله:"في إيه؟"

مصطفى:"يا سلام؟ يعني مش فاهم في إيه؟؟ طيرت مني المُزة و...."

يحيى بغضب وهو بيقاطعه:"إحترم نفسك يا مصطفى."

مصطفى وهو بيرفع إيده بإستسلام:"يا عم مش قصدي، في إيه؟ أنا غلطان يلا إتفضل كُل."

يحيى إتنهد بضيق وبدأ ياكل وبيفكر في نور، إستفسارات كتير في دماغه بخصوصها ...

مصطفى:"هي بتشتغل هنا على فكرة، وبعدين يا يحيى دي متجوزة، لا لا إنت مش كده لا."

يحيى بصله بضيق ومردش عليه وكمل أكل وفي نفس الوقت بيفكر في نور ...

.....................................

في اليوم التالي:

في المطعم:

نور كانت بتحاول تتحكم في نعاسها بسبب إنها منامتش إمبارح طول الليل بسبب إللي حصل ... مقابلتها مع يحيى إللي خلتها تحس بإضطراب وخاصة لما مسك إيديها ... إحساس محستهوش من يوم فراقهم .. إحساس الأمان على الرغم من إيده كانت شديدة عليها ... حاولت كتير إنها تنسى وتشيله من دماغها، بس معرفتش وفضلت تفكر فيه طول الليل لدرجة إنها ملحقتش تنام وصحت بلال بدري عشان المدرسة ... كانت بتغمض عيونها بس فتحتها تاني ... قررت تشغل نفسها شويه، فتحت صفحات البحث على الكمبيوتر بتاعها وكتبت .. "رجل الأعمال شريف مجدي" ... طلعلها نتائج كتيرة خاصة بالبحث ده ... وهنا عيونها ظهر الحزن فيها وهي بتبص لصورة مامتها إللي ظهرت في البحث وكانت تحت عنوان ... "رجل الأعمال شريف مجدي يتزوج من إمرأة تكبره سنًا بخمسة عشر عامًا" الخبر ده كان من 6 سنين .... دموعها نزلت وهي بتبص لمامتها ..

نور:"رميتيني وروحتي إتجوزتي واحد أصغر منك يشيلك من الفقر إللي بقيتي فيه."

فتحت بعض الأبحاث الخاصة بزوج مامتها والأخبار بتبين قد إيه هما سعداء، جابت صورة حديثة لمامتها ...

نور بحزن وهي بتبص للصورة كإنها بتكلمها:"يا ترى أنا في دماغك أصلا؟ فاكرة إنك ليكي بنت؟؟ *إتكلمت بسخرية مرة*.. ولا نسيتيني يا سيدة المجتمع الراقية، عمري ما هسامحك."

مسحت دموعها بصعوبة وعيونها جات على الوقت، لقت إن ميعاد خروج بلال قرب، قفلت الكمبيوتر وقامت من مكانها ....

.................................

يحيى كان قاعد على مكتبه وبيجهز حاجته عشان هيقابل العميل في المطعم إللي نور بتشتغل فيه .. وكان جواه طاقة غريبة هو مستغربها ده غير إنه كان متحمس جدا إنه يروح هناك ... خرج من مكتبه و فتح موبايله وبدأ يتصل بالعميل ..

يحيى:"أنا خلاص إتحركت، حضرتك فين؟"

؟؟:"أنا مش هعرف أجي، بس هيكون في حد موجود مكاني."

يحيى:"بس أنا كنت عايز حضرتك، عشان نتفق على البنود."

؟؟:"ماتقلقش مراتي شاطرة، هتعرف تتم الصفقة طبعا لو هي عجبتها."

يحيى بهمهمة:"تمام، شكرا لحضرتك."

؟؟:"العفو."

يحيى قفل معاه وركب عربيته وإتحرك ... بمرور الوقت ... يحيى دخل المطعم وراح قعد على ترابيزة قريبة من مكتب نور، منتظر إنه يشوفها وبيبص حواليه متعشم إنها هتخرج من أي مكان دلوقتي ... مخرجتش من باله إمبارح من وقت ماشافها، لدرجة إنه نام بصعوبة من كتر تفكيره فيها، إتضايق من نفسه بسبب إنه لسه بيستناها ولسه بيفكر فيها ومازال ساذج ناحيتها ...

يحيى بتذكير:"دي متجوزة يا يحيى، إنت إتجننت."

نفخ بضيق ودعك في جفون عيونه ..

يحيى بهمس لنفسه:"أستغفر الله العظيم، دي آخر مرة هاجي هنا فيها."

إنتبه على موبايله إللي بيرن برقم غريب ..

يحيى وهو بيرد:"ألو."

؟؟ بصوت أنثوي:"إنت فين يا أ/ يحيى؟ أنا بدخل المطعم."

يحيى بشكل تلقائي عيونه جات على البنت إللي دخلت المطعم ... كانت لابسة نظارة شمس بتخفي ملامحها بطريقة جيدة .. شعرها كان أسود ولابسه ميني جيب وشميز أبيض بدون أكمام ... يحيى رفع إيده وهو بيبصلها .. إبتسمت وهزت راسها وقفلت المكالمة وقربت ناحيته ..

؟؟ بإبتسامة وهي بتمد إيديها ناحيته:"هاي."

يحيى بهدوء وهو بيبص لإيديها:"أهلا بيكي."

البنت إتحرجت بس إبتسمت وقعدت بهدوء قدام يحيى وحطت رجل على رجل ...

؟؟ وهي بتقلع النظارة:"أعرفك بنفسي، أنا إسمي ريم."

يحيى بجدية:"اهلا بيكي يا مدام ريم، ممكن ندخل في الموضوع علطول."

ريم بإبتسامة:"أكيد، مالك كان قالي بخصوص الصفقة إللي إنت كلمته فيها."

يحيى:"أيوه، بس قبل ما أتكلم فيها عايز أعرف ليه غيرتوا قراركم فجأة؟"

ريم بتعالي:"طبيعي لما نلاقي عرض أجمل من العرض بتاعكم نغير رأينا، Business is business."

يحيى بتفهم:"عندك حق، بس أنا بتكلم عن فيما بعد، تعاقدكم معانا هيخليكم تكسبوا مميزات أكتر من أي شركة تانية."

ريم:"وأنا إيه إللي يضمنلي إن شركتنا هتكسب أكتر؟، ممكن نقع معاكم في يوم من الأيام."

وهنا يحيى إبتسم بخبث ..

يحيى بخبث بذكاء:"بالعكس، ده إحنا إللي ممكن نقع معاكم في يوم من الأيام ... ولا نسيتي إن شركة حضراتكم مديونه الفترة دي وإنتم مش عارفين تسددوا الديون؟؟"

ريم سكتت شويه وبعدها إبتسمتله ..

ريم:"إنت ذكي أوي؛ فعشان كده عامل الإجتماع ده مخصوص عشان تقول الكلمتين دول وتقنعني بالتعاقد معاكم، صح؟"

يحيى بجدية وهو بيبص في عيونها:"أنا بتكلم في مصلحة شركتنا إحنا كمان، مش شركتكم إنتوا بس، يعني إحنا ممكن نكون حبل النجاة إللي ينقذ شركتكم من الإفلاس."

ريم بصتله بتفكير ...

يحيى بإبتسامة:"عمومًا إنتي قدامك وقت للتفكير لحد بعد الأكل هتديني قرارك، .. *قدملها ال menu* ... تحبي تاكلي إيه؟"

ريم إبتسمتله وبصت للأصناف الموجودة وبعدها حطت ال menu على الترابيزة ..

ريم بإبتسامة وصوت ناعم:"إطلبلي إنت."

يحيى لوهلة حس بعدم إرتياح ولكنه إبتسم إبتسامة مصطنعة وطلب ليهم هما الإتنين ... ريم كانت بتبص ليحيى بإعجاب من شخصيته وذكاؤه .. ويحيى كان حاسس بعدم الإرتياح بسبب نظراتها ليه بس عايز يعدي الإجتماع ده على خير ..

.................................

نور قربت ناحية المطعم وهي ماسكه بإيد بلال إللي ماشي جنبها بسعادة طفولية ... كانت حاسة بالنعاس الشديد بس بتهز راسها كل شوية عشان تفوق ... فتحت باب المطعم بنعاس وكانت حاسه إنها خلاص مش شايفه قدامها ... بس فاقت على صوت بلال إللي ساب إيديها ...

بلال بفرحة وصوت طفولي مسموع وهو بيجري على يحيى:"عمو."

عيونها جات على يحيى إللي بيسلم على بلال بإبتسامة .. لوهلة كانت هتبتسم بسبب تعامل بلال مع يحيى، بس إبتسامتها إختفت لما سمعت صوتها...

ريم:"مش معقول ... نور."

نور برقت بصدمة لما شافت ريم قدامها وبتبصلها من فوق لتحت بسخرية وبعدها بصت لبلال بقرف على الرغم إنه كان بيبصلها بإبتسامة بريئة تحنن أي قلب عليه، ماعدا قلب ريم ... مامته ...

..........................................................................

آرائكم؟؟ توقعاتكم؟؟؟ منتظرة ريفيوهاتكم...


نوفيلا/ المغرورة والقروي .. بقلم سارة بركات

الفصل العاشر والأخير


نور قربت ناحية المطعم وهي ماسكه إيد بلال إللي ماشي جنبها بسعادة طفولية ... كانت حاسة بالنعاس الشديد بس بتهز راسها كل شوية عشان تفوق ... فتحت باب المطعم بنعاس وكانت حاسه إنها خلاص مش شايفه قدامها ... بس فاقت على صوت بلال إللي ساب إيديها ...


بلال بفرحة وصوت طفولي مسموع وهو بيجري على يحيى:"عمو."


عيونها جات على يحيى إللي بيسلم على بلال بإبتسامة .. لوهلة كانت هتبتسم بسبب تعامل بلال مع يحيى، بس إبتسامتها إختفت لما سمعت صوتها...


ريم:"مش معقول ... نور."


نور برقت بصدمة لما شافت ريم قدامها وبتبصلها من فوق لتحت بسخرية وبعدها بصت لبلال بقرف على الرغم إنه كان بيبصلها بإبتسامة بريئة تحنن أي قلب عليه، ماعدا قلب ريم ... مامته ... نور عيونها جات على بلال إللي مبتسم بسعادة لريم بعد عيونها جات في عيون يحيى إللي بيبصلها بإستفسار وعدم فهم، بس من زيّه الرسمي هو وريم فهمت إنهم هنا تبع شغل ... 


ريم لنور وهي بتبعد عيونها عن بلال:"عاش من شافك يا نور، .. *بصت لحجابها وملابسها المحتشمة* .. حلو أوي الإستايل ده يا نور، ماكنتش أتوقع إن الفقر هيخليكي تلبسي كده."


نور حاولت تتصرف بشكل طبيعي، ومتبينش إن دي مامة بلال عشان خايفة على مشاعره لو عرف إن دي مامته، وعشان ماتفقدش أعصابها في مكان شغلها ..


نور بقوة:"على الرغم من إن مالكيش فيه، بس أنا هرد عليكي .. المستوى المادي عمره ماكان له علاقة بديني، يعني إللي ربنا أمرنا بيه أنا بحاول أعمله على قد ما أقدر."


ريم وهي بتحاول تكمل في سخريتها:"مختلفناش، بس على الأقل المفروض يكون لبسك أشيك من كده، الفلوس برده أهم حاجة."


نور كورت إيديها بغضب مكتوم بس ملامحها متغيرتش .. بتبص لريم بقوة ومتهزتش .. 


نور بإبتسامة وهي بتبص في عيونها:"على الأقل لما بيبقى معايا فلوس بتكون من مجهودي، مش من سرقتي للناس وضحكي على عقولهم."


يحيى كان بيبصلهم هما الإتنين ومش فاهم حاجة .. بس إللي فهمه إن معرفتهم هما الإتنين قديمة جدا .. أخد نفس عميق وبص لورق الصفقة إللي في إيده وبعدها بص لنور إللي بتبص لريم بقوة وثبات ... ريم حست بإستفزاز بسبب كلامها ..


ريم بإندفاع:"باباكي مشي ورا نزواته و........"


سكتت فجأة لما لقت حد بيطبطب على رجلها بصت لمستوى إللي عمل كده بغضب، لقت "بلال" بيبصلها بإبتسامة بريئة وبيمدلها إيده عشان يسلم عليها .. إتنرفزت أكتر من وجوده قدامها زقته برجلها ووقع على الأرض وبدأ يعيط وهو بيبص في عيون ريم .. وهنا نور خرجت من هدوئها المصطنع ومحستش بنفسها غير وهي بتجري على ريم وبتمسك في شعرها ..


نور بصراخ:"أخويا لا، أنا هشرب من دمك."


يحيى ذُهل من إللي سمعه ومش قادر يستوعب حجم الموقف إللي بيحصل قدامه بسبب الكلمة إللي سمعها ... ريم كانت بتحاول تخرج من تحت إيد نور لكنها مش عارفة ... نور كانت بتشد في شعر ريم بهيستيرية غضب كانت كاتماه سنين كتير ... مرحمتهاش ... كل الزباين في المطعم كانوا مذهولين من إللي بيحصل ومعاهم أحمد ورحاب إللي مش فاهمين إيه إللي بيحصل ... يحيى فاق وإستوعب إللي بيحصل وقرب ناحية نور بسرعة بس هي زقته وكملت ضرب في ريم إللي بتصرخ .... يحيى قرب منها تاني وفكر إزاي يبعدها عن ريم لحد أما قرر ... لف إيده حوالين وسطها وشالها من فوق ريم ...


نور بصراخ وهي بتفرك:"إبعد عني، سيبني."


يحيى:"إهدي يا نور."


نور بصراخ وهي بتحاول تبعده عنها:"سيبني، أنا لازم آخد حقي منها، كله إلا أخويا."


يحيى وهو بيتمسك بيها أكتر:"إهدي، أخوكي خايف منك."


وهنا نور عيونها جات بسرعة ناحية بلال لقته منكمش في نفسه وبيبكي ومستخبي وبيبصلها، كإنه مستخبي منها ... إستوعبت إن يحيى ماسكها .. إنتفضت بعيد عنه وبصتله بإستغراب وبعدها بصت لبلال إللي منكمش .. قربت منه مسافات بسيطة لقته إنكمش أكتر ومسك في الترابيزة إللي مستخبي فيها أكتر ... 


نور وهي بتمسح دموعها وبتحاول تقرب منه:"بلال، حبيبي متخافش، أنا مش هعملك حاجة."


كان بيشهق شهقات طفولية بسبب خوفه منها وإن أول مرة يشوفها كده .. كان بينكمش أكتر كل أما هي تقرب .. دموعها نزلت ..


نور بدموع وهي بتفرد دراعاتها له:"بلال."


ريم بغضب وألم وهي بتقوم من مكانها:"إنسانة بيئة و ****." قربت ناحيتها ولسه هتمسكها من طرحتها ..


يحيى بغضب وهو بيمسك دراعها:"إيدك لو إتمدت هقطعهالك."


ريم بسخرية:"اه، تبقوا طابخينها سوا بقا، ده أنا هوديكم في ستين داهية."


يحيى ببرود وهو بيبص في عيونها:"وريني هتعملي إيه."


كلامه إستفزها وبعدت عنه وبعدها بصت لبلال إللي مستخبي .. 


ريم بإشمئزاز:"شبهه ... شبهه بالظبط .. طينة واحدة ... أهو مات وإرتحت من الحاجة إللي باقية منه ... *عيونها جات في عيون نور إللي بصتلها بغضب وإتكلمت بسخرية* ... أنا مش عارفة أقول إيه؟؟ .. أشمت فيكي إنك مرمية كده في الشارع بعيل ملوش حد، ولا أشفق عليكي بسبب إللي إنتي فيه."


نور بصرامة وغضب:"رأيك مايهمنيش، إتفضلي بره من غير مطرود ووشك ده مشوفهوش تاني."


ريم وهي رافعه راسها بكبرياء:"أنا في ثانية أقدر أوديكي في داهية."


نور بغضب أكبر:"بقولك بره."


ريم عقدت حواجبها بضيق من مظهرها قدام الناس ده غير إللي حصل وضرب نور ليها .. عيونها جات ناحية يحيى ..


ريم بكبرياء:"صفقتنا إنتهت."


يحيى بإبتسامة وهو بيمسك ورق الصفقه وبيقطعه:"ولا كإنها كانت موجودة من الأساس."


رمى بواقي ورق الصفقة على الأرض وبصلها ببرود ... رفعت راسها بكبرياء مزيف وخرجت من المطعم .. 


أحمد بحمحمة للزباين:"أنا آسف على إللي حصل ده، مجرد سوء تفاهم، إتفضلوا كملوا أكل."


يحيى عيونه جات على نور إللي قربت من بلال بس بيبعد عنها ... قرب ناحيته ونزل لنفس مستواه ...


يحيى بإبتسامة وهو بيمسكه بهدوء من أكتافه:"متخفش، هي بس .. *بص لنور وإبتسملها وبعدها بصله تاني* ... مامي متضايقة شويه والبنت دي زعلتها.. وخلاص إللي حصل ده مش هيتكرر تاني، مامي متقصدش إنك تخاف منها، وبعدين لو حد زعل مامي في يوم، إنت هتعمل إيه؟"


بلال ببراءة:"هزعله زي ما زعلها، مامي قالتلي كده .. لو حد زعلك زعله."


يحيى ضحكت ضحكة خفيفة وعيونه جات على نور إللي بتبص لبلال بحزن ...


يحيى بإبتسامة وهو بيلعب في شعره:"طب يلا، روح لمامي، قولها أنا آسف."


هز راسه بطفولية وقرب ناحية نور إللي نزلت في نفس مستواه وفردت دراعاتها ليه .. إبتسم إبتسامة بريئة ودخل في حضنها ... يحيى كان بيبصلهم بإبتسامة وفي نفس الوقت مرتاح جدا ... حس إن في حواجز كتير إتشالت بينه وبين نور وخاصة لما عرف إن ده مش إبنها ده يبقى أخوها زي ماهي قالت .. بس لازم يعرف ويفهم أكتر منها وبعدها يتكلم معاها في إللي هو حابب يتكلم فيه ... نور كان بتضم أخوها بقوة لحضنها ... خايفة تخسره خايفة يبعد عنها .. حياتها كلها تعتمد على وجوده هو وبس ... هو النفس إللي هي بتتنفسه ... مافيش أي مقارنة بينه وبين أي حد، هو الحياة في حد ذاتها ... بعدت عنه ومسحت على شعره وهي مبتسمة بحب وبعدها عيونها جات على يحيى إللي واقف بيبصلها هي وبلال وبالأخص هي .. أخدت نفس عميق وقامت من مكانها وقربت ناحيته ... 


نور بهدوء:"شكرا على مساعدتك ليا."


يحيى بإبتسامة وأمل:"العفو، أنا موجود في أي وقت ... *عيونه جات على بلال وبعدها بصلها* .. بس إمتى وإزاي؟؟ كل إللي أعرفه إن باباكي الله يرحمه كان متجوز زي ماحكتيلي و....."


نور بهدوء وهي بتقاطعه:"ده كان في الماضي ... *غيرت الموضوع* ... بعتذر إنك خسرت صفقتك بسببي، ربنا يعوضك."


جات تمسك إيد بلال بس إتفاجأت بيه جري على أحمد إللي شاورله وهو بيبصلهم من بعيد ...


يحيى:"نور."


عيونها جات في عيونها ....


يحيى وهو بيبص في عيونها:"أنا محتاج أتكلم معاكي في حاجة مهمة، حاجة تخصنا أنا وإنتي."


نور بملامح خالية من أي تعبير وهي بتبص في عيونه:"مافيش حاجة تجمعنا عشان تقول إنك هتتكلم في حاجة تخصنا... بعد إذنك."


دخلت مكتبها وسابته واقف في مكانه .. كان بيحاول يستوعب الموقف إللي هو فيه وبعد ما إستوعب عقد حواجبه بغضب وراح للمكتب بتاعها وفتحه ... نور لفت بسرعة لما لقت الباب بيتفتح إتفاجأت بيحيى واقف قدامها وملامحه كلها غضب ... برقت بصدمة لما لاقته بيقفل الباب بالمفتاح إللي كان موجود فيه ... 


نور بغضب:"إنت بتعمل إيه هنا؟ إطلع بره."


يحيى بغضب وهو بيبصلها:"مش طالع."


نور كانت لسه هتروح للباب مسكها من دراعها ...


يحيى:"إعقلي، أنا محتاج أتكلم معاكي ... محتاج إن كل حاجة وبيني وبينك تبقى واضحة."


نور بقوة وهي بتبص في عيونه:"قولتلك مافيش بيني وبينك."


يحيى بغضب:" في ولسه في، وهيفضل إللي بيني وبينك عايش لحد ما تفهمي موقفي، بطلي تعيشي دور المظلومة يا نور .. كفاية ... بطلي تتعاملي معايا كإني عدو ليكي وإنتي أكتر حد آذاني نفسيًا."


نور بحدة:"إنت إتأذيت نفسيًا وبس ... لكن أنا؟؟؟؟؟ ... أنا إيه إللي حصلي؟؟؟؟؟ أنا بس إترميت في الشارع، إترميت ومكنش في حد معايا حد غير أخويا إللي كان لسه مولود ... طفل مامته رمته بعد ما إتولد .. *دموعها نزلت* ... إتبهدلت بيه في الشارع .. ماكنتش عارفة أأكله إيه وإزاي؟؟ ... لولا الناس إللي في الشارع قالولي هو بياكل إيه كان زمانه راح مني ... إنت بقا، كنت فين؟؟؟ ... كنت عايش في بيتك وسط مامتك وأختك ومابتردش على مكالماتي ليك، *مسحت دموعها وإتكلمت بقوة* ... بس الحمدلله إنك ماكنتش موجود، عشان يستحيل أذل نفسي لواحد زيك."


يحيى كان بيبصلها بحزن وهو بيسمع كلامها إللي وجع قلبه ...


يحيى:"بس أنا تعبت دخلت في صدمة نفسية، أنا كنت بخاف أظهر قدام الناس يا نور بسبب إللي إنتي عملتيه فيا إنتي وزميلك ده، أنا كنت تعبان."


نور هزت راسها بيأس:"برده مصدق إن أنا إللي عملت فيك كده؟"


يحيى:"أومال مين؟؟؟ إنتي كنتي متفقه معاه، أنا سمعتكم إنتوا الإتنين، ومحبتش أحكم وسألتك برده وإنتي قولتيلي إنك.........."


نور بنفاذ صبر وهي بتقاطعه:"مش مهم، إللي فات مات بالنسبالي ومبقاش ليه لازمة إننا نتكلم في حاجة خلصت من 6 سنين."


يحيى:"بس أنا إللي هيخرجني من إللي أنا فيه ده هو المواجهة، إني أعرف إنتي ليه عملتي كده؟"


نور بإبتسامة وهمهمة:"أنا برده بقول إن مش طبيعي تجري ورايا وتتكلم معايا كده عادي بعد إللي أنا عملته فيك من وجهة نظرك، أتاريك بتعمل كده عشان تنهي مرحلة علاجك."


يحيى وهو بيهز راسه بنفي:"لا، مش زي مانتي فاهمة، أنا إتعالجت بس في حاجات جوايا مش قادرة تتخطى إللي فات، أنا محتاج أعرف منك كل حاجة."


فضلت ساكته لثواني وهي بتبصله وبعدها بعدت عنه وإدتله ظهرها ...


نور:"تعرف .. لو كنت ظهرتلي وقتها، كان الوضع إختلف .. كنت هبقى في أشد حاجتي إني أنتقم منك ومن جاسر ومن كل إللي ساعدوا في إن حالتي توصل لكده ومش هخليك ترتاح أبدًا .. *جه على بالها بلال وإبتسمت ولفت وبصتله* .. بس دلوقتي الوضع بالنسبالي مختلف، مايفرقش معايا لا إنت ولا جاسر ولا غيركم، فعشان كده هريحك .. أيوه أنا وجاسر كنا متفقين في البداية إني اخليك تحبني بس..........."


بدأت تحكي كل إللي حصل .. 


نور بإبتسامة:"ودلوقتي بما إنك عرفت كل حاجة، تقدر ترتاح."


يحيى كان بيبصلها وهو واقف في مكانه ومش بيتكلم ...


نور:"إنت مرتحتش ولا إيه؟"


يحيى هز راسه ب "لا"...


نور بهدوء:"أوك، أنا كده خلاص قولت إللي عندي، ووضحتلك كل حاجة؛ فإنك متبقاش مرتاح حتى بعد ماعرفت الحقيقة دي حاجة ترجعلك إنت، أنا ماليش دعوة."


يحيى وهو بيقرب منها بهدوء:"لا ليكي دعوة."


نور كانت لسه هتتكلم يحيى مسك إيدها وحطها على مكان قلبه ...


يحيى بحزن وهو بيبص في عيونها:"ده إللي مش مرتاح يا نور، ده إللي مش مرتاح ... يمكن أكون في البداية لما كنت بدور عليكي بدور عشان نتواجه، لكن لا .. أنا كنت بدور على نور حبيبتي، قلبي إللي كان بيدور عليها .. كنت بتمنى ألمحك وأتخانق معاكي عشان إللي حصل وبعدها كنا هنتصالح في الآخر زي نهاية أي خناقة كانت بينا، أنا عارف إني جزء من إللي حصلك .. بس صدقيني كان غصب عني، أنا وإنتي كنا ضحية وقتها ... ماحدش فينا كان ظالم ... أنا مش هقولك إن إللي فات مات، بس أنا عايز أصلح كل إللى إتدمر بيني وبينك، أنا عايز أبقى معاكي علطول، عايز أحقق حلمي إللي عشت أحلم بيه وأنا معاكي، إننا نتجوز ونخلف أطفال يملوا علينا البيت."


نور كانت بتبصله وبس ... مافيش رد فعل واضح عليها .... بس إبتسمت ويحيى إبتسملها في المقابل بس إتفاجئ بكلمتها ...


نور:"آسفة."


شالت إيدها من على مكان قلبه وبعدت عنه لمسافات وبصت في عيونه ...


نور:"مش معنى إني وضحتلك حاجة، يبقى الدنيا بيس ومافيش حاجة وخلاص كل حاجة إتصلحت."


كان لسه هيتكلم ..


نور وهي بتقاطعه:"أنا وضحتلك كل حاجة عشان أعيش مرتاحة أنا وأخويا بعيد عن أي مشاكل، وبعيد عن كل الناس ... وحاليا مافيش حاجة نقدر نتكلم فيها أو نوضحها ... كلامك إللي إنت قولته ده ملهوش أي تلاتين لازمة عندي ... لإنه مات من سنين ... حتى مشاعري ... مافيش أي مشاعر جوايا ناحيتك ... كله مات ... ودلوقتي ...."


راحت ناحية الباب وفتحته بالمفتاح وبصت ليحيى ..


نور بإبتسامة:"كانت فرصة لطيفة إني إتكلمت معاك وأتمنى إنها ماتتكررش تاني."


عيونه جات على الباب وبعدها عيونه جات عليها ...


نور بإبتسامة:"إتفضل."


إتحرك بهدوء لحد ما وصل ناحية الباب .. لف ناحيتها وقرب منها بهدوء ..


يحيى بهدوء وهو بيبص في عيونها:"لو فاكرة إني بعد ما هخرج من الباب ده مش هرجع تاني، تبقي غبية ومتخلفة."


برقت من اللفظ ده، ولسه هتتكلم لقته خرج وقفل الباب وراه .. وهي كانت واقفة في مكانها مصدومة من إللي سمعته أول مرة في حياتها يحيى يشتمها .. يحيى خرج من المطعم وفتح موبايله .. لقى مكالمات فائتة كتير من صاحب الشركة إللي ريم تكون زوجته .. .أخد نفس عميق وبدأ يتصل بيه وبعد عدة رنات ...


؟؟:"أنا هوديكم في ستين داهية .. مش مراتي أنا إللي يتعمل فيها كده و........."


يحيى بهدوء وهو بيركب عربيته:"زوجة حضرتك هي إللي سببت في المشاكل إللي حصلت في المطعم ... وبعدها قالتلي إن الصفقة إنتهت وطبعا نظرا للي حصل أنا مقبلش إن شركتنا تتعاقد مع حد يكون بالإستهتار والأسلوب ده."


؟؟:"بس........"


يحيى بهدوء وهو بيقاطعه:"أنا قولت إللي عندي، أنا هبلغ شركتي بالإجراء إللي هياخدوه معاكم، كانت فرصة سعيدة."


كان لسه هيقفل المكالمة ...


؟؟:"إستنى طيب ... أنا آسف على إللي حصل ده، هي بس ممكن تكون مراتي متوترة اليومين دول .. أرجوك حاول ترجع تعيد تفكير."


يحيى بإبتسامة:"هشوف."


قفل المكالمة وركز في السواقة ولكن بعد فترة بسيطة إنتبه على موبايله إللي بيرن ...


يحيى:"ألو."


معتز:"أيوه يا أ/ يحيى، إزيك أخبارك إيه؟"


يحيى بهدوء:"الحمدلله."


معتز:"طب الحمدلله، بص بقا حضرتك عشان بجد مش عارف هستحمل إنتظار قد إيه؟، فممكن بعد إذنك تحددلي ميعاد نتقابل فيه؟"


يحيى بتنهيدة:"ممكن بعد بكرة طيب؟ مناسب معاك؟"


معتز بسعادة:"ده مناسب جدا، إمتى بقا والمكان فين؟ أجي البيت عندكم؟؟"


يحيى بإستغراب:"حيلك، في إيه؟؟ أنا لسه هقابلك بره الأول."


معتز بحمحمة:"طب هنتقابل فين؟"


يحيى بتنهيدة:"في مطعم هبعتلك عنوانه وهحددلك الوقت."


معتز:"شكرا جدا ليك."


يحيى بإبتسامة:"العفو."


قفل المكالمة وركز في طريقه .......


...............................


نور كانت قاعدة على مكتبها بتبص قدامها بشرود ... بتعيد كلام يحيى في دماغها بدل المرة مليون ... حطت إيدها على مكان قلبها إللي نبض بعنف بسبب كلامه وقتها ... ده غير لمسته ليها .... فاقت من إللي هي فيه وإستغفرت ربنا وخرجت من المكتب ... بلال كان بيلعب مع أحمد إللي إنتبه على نور لما خرجت من المكتبة ... لعب في شعر بلال وبعدها قرب ناحيتها ..


أحمد بإستفسار:"في إيه؟؟ ومين الشخص ده؟"


نور بتنهيدة:"متركزش يا أحمد، ورانا شغل لازم نركز فيه أكتر."


رحاب وهي بتتدخل:"يا سلام، إنتوا الإتنين سايبين الشغل وواقفين بترغوا؟؟؟"


نور بنفاذ صبر:"مش لايق عليكي جو المديرة ده، يلا شوفي شغلك."


رحاب بصتلها بضيق وبعدين عيونها جات في عيون أحمد إللي بيبصلها بحب .. بس فاق لنفسه و بعد عيونه عنها ورجع كمل شغله ... نور قربت ناحية بلال وأخدته في حضنها ...


نور وهي بتبص في عيونه:"إنت لسه زعلان مني؟؟"


بلال ببراءة وهو بيهز راسه بالنفي:"مش زعلان يا مامي."


نور بحب:"بحبك يا قلب مامي."


.........................................


يحي دخل شقته وراح في إتجاه المطبخ لقى مامته واقفه بتحضر الأكل ..


يحيى بإبتسامة:"مساء الخير يا أمي."


سهير وهي بتلف بسرعة:"إنت جيت يا ضنايا؟، طب يلا روح غير هدومك بسرعة عشان تاكل."


يحيى:"حاضر، بس أنا عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم بعد الأكل."


سهير بحيرة:"خير يا حبيبي؟"


يحيى بإبتسامة:"بعد الأكل إن شاء الله هتكلم معاكي، فين ياسمين؟"


سهير:"أختك بتذاكر في أوضتها."


يحيى:"طيب أنا هطلع أغير تكوني حضرتيلي الأكل يا ست الكل."


سهير:"حاضر."


طلع لأوضته وغير هدومه وبعدها خرج ولسه هينزل عيونه جات على أوضة ياسمين ... إبتسم إبتسامة جميلة وراح ناحية الأوضة وبدأ يخبط ...


ياسمين وهي بتبص في كتابها:"مين؟"


يحيى:"أنا ياروحي."


ياسمين بإنتباه وهي بتعدل نفسها:"إدخل يا أبيه."


يحيى دخل الأوضة وبص لياسمين إللي إبتسمتله ..


يحيى:"مش هتاكلي معايا؟"


ياسمين:"أنا أكلت يا أبيه، بالهنا والشفا."


يحيى وهو بيقرب منها:"ممكن أتكلم معاكي في حاجة قبل ما آكل؟"


ياسمين:"قول يا أبيه."


يحيى وهو بيقعد جنبها على سريرها:"إنتي إيه رأيك في دكتور معتز؟"


ياسمين بحيرة:"دكتور معتز؟"


يحيى:"أيوه، الدكتور إللي بيديكي في الجامعة، هو كويس؟"


ياسمين بعدم فهم:"اه، هو شخص كويس ومحترم، ومش بيبص لحد."


يحيى بإبتسامة:"يعني هو شخص يستحق إنه يكون زوج المستقبل ولا أطنش، ونستنى أحسن لحد ما تتخرجي؟"


ياسمين بعدم فهم وهي بتبصله:"يعني إيه يا أبيه؟؟ أنا مش فاهمة حاجة."


يحيى بهدوء:"يعني دكتور معتز طلب إيدك مني، وطبعا أنا رفضت وهو صمم إني أقعد معاه يمكن أغير رأيي، إنتي شايفه إيه؟؟ أرفضه وأطنش ولا أقعد معاه؟"


ياسمين حست بالخجل الشديد من كلام أخوها وبصت في الأرض بسرعة .... 


يحيى بإبتسامة لخجلها:"أفهم من كده إيه؟"


ياسمين من إرتباكها وخدجلها مكانتش عارفة تتكلم بس إتفاجأت بيحيى بياخدها في حضنه ...


يحيى بحب:"كبرتي وبقيتي عروسة زي القمر يا ياسمين، فين أيام أما كنتي عيلة عبيطة بضفاير وبتلعبي مع العيال في البلد؟"


ياسمين بحزن مصطنع وهي بتخرج من حضنه:"يوه بقا يا أبيه."


يحيى وهو بيضمها تاني لحضنه:"خلاص يابت، بهزر معاكي."


ياسمين بحزن:"كان نفسي أبويا يكون معانا يا أبيه، كان نفسي يفرح بيا عشان أنا دخلت كلية الطب، وكان نفسي يكون معايا في لحظة زي دي، على الأقل أعرف رد فعله هيكون عامل إزاي؟"


يحيى بحب وهو بيبص في عيونها:"الله يرحمه يا حبيبتي، أنا معاكي ودايما في ظهرك، أنا أبوكي وأخوكي وكل حاجة، وإن شاء الله هسلمك لعريسك بإيدي."


ياسمين بحب:"إن شاء الله."


يحيى بمزاح وهو معقد حواجبه:"مستعجلة إنتي يابت، صح؟؟"


ياسمين بإستيعاب:"أبدًا يا أبيه ماقصدش أن..."


يحيى بضحك وهو بيقاطعها:"يهزر يا حبيبتي، يلا .. *باس راسها* ... أسيبك تكملي مذاكرة وأنا هنزل آكل."


هزت راسها وإبتسمت وهو خرج من الأوضة ونزل لمامته إللي بتحط الأكل على ترابيزة السفرة ...


يحيى وهو بيبوس راسها:"تسلم إيدك يا ست الكل."


سهير بإبتسامة:"الله يسلمك يا حبيبي، يلا أقعد."


يحيى قعد على ترابيزة وبدأ ياكل ... بعد مرور فترة بسيطة .. كان قاعد قدام مامته بيشرب الشاي وبيبصلها بهدوء ...


سهير بتوتر:"في إيه يابني؟؟ مالك؟؟؟ في حاجة مخبيها عليا؟"


يحيى بإبتسامة:"أبدًا ياست الكل، الموضوع ومافيه إن ياسمين جايلها عريس و.........."


سهير بفرحة وعدم إستيعاب:"بجد؟؟؟ أخيرا هفرح بيها؟؟؟!! بجد يايحيى؟!!"


يحيى بضحك:"في إيه يمّا؟"


سهير بفرحة:"مش مصدجة نفسي، أخيرا البت إللي مغلباني دي كبرت وباجت عروسة."


يحيى بإبتسامة وهدوء:"أنا لسه مقابلتوش ولسه موافقتش عليه، أنا لسه بعرفك قبل ما أقعد معاه."


سهير بحماس:"خلاص خدني معاك."


يحيى:"يمّا سيبيني أقعد معاه بس الأول آخد فكرة مبدأية عنه، وبعدها ييجي يقعد معانا قعدة تعارف على الأقل."


سهير:"طيب يا حبيبي إللي تشوفه."


إبتسملها وكمل شرب الشاي وهي بتبصله بنظرات حزينة ..


يحيى بإبتسامة وهو ملاحظ نظراتها:"مالك يا حبيبتي؟"


سهير:"هفرح بيك إمتى يابني؟؟ إنت بجالك سنين جافل على نفسك ومش بتفكر غير فينا وفي شغلك، ناوي تخليني أفرح بيك إمتى وأشوف عيالك قبل ما أموت."


يحيى وهو معقد حواجبه:"بعد الشر عليكي، متقوليش كده يا ست الكل."


إتنهدت بإستسلام ومردتش عليه ... ويحيى فضل يبصلها مش عارف يفتح الموضوع معاها إزاي ؟؟؟ لحد ما قرر إنه يتكلم ...


يحيى:"خلاص هفرحك بيا ماتزعليش، العروسة موجودة."


بصتله بذهول من كلامه ده ومش مستوعبة إللي هو قاله ..


سهير بعدم إستيعاب:"إنت بتتكلم بجد؟"


يحيى بإبتسامة:"أيوه يمّا، بتكلم بجد."


سهير بفرحة:"مين هي؟؟ أعرفها؟؟ طب واحدة من زمايلك في الشغل؟؟"


يحيى بهدوء:"لا."


سهير بحيرة:"أومال مين؟"


يحيى بهدوء:"نور."


.......................................


في شقة نور:


نور بحب وهي بتملس على شعره:"وتوتا توتا فرغت الحدوتة، حلوة ولا ملتوتة؟"


بلال بفرحة:"حلوة."


نور:"يلا بقا يا حبيبي تصبح على خير."


بلال:"وإنتي من أهله يا مامي."


باست راسه وقامت من على السرير ولسه هتخرج ...


بلال:"مامي."


نور بإبتسامة وهي بتلف وبتبصله:"نعم يا حبيبي؟"


بلال ببراءة:"أنا بحب عمو يحيى وعاوز أشوفه علطول."


إبتسامتها إختفت وبصتله للحظات وبعدها رسمت إبتسامة مصطنعة وهزت راسها وخرجت من الأوضة ... دخلت أوضتها وقعدت على سريرها بهدوء وإفتكرت ذكريات اليوم كله ... كلامه معاها ... لمسته ليها ... أسلوبه ... طريقته في التعامل ... سرحت في شكله ... بقا بنفس الشكل إللي كانت بتتمنى إنه يكون عليه ... لبسه بقا رسمي نظرا لإنه من الواضح بيخلص شغله وبيجي على المطعم علطول ... بس جميل .. بيجذب أنظارها ... مبقاش بيلبس نظارة نظر معنى كده إنه عمل ليزك طبعا، بس جمال عيونه بقا واضح ... فاقت من إللي هي فيه وهزت راسها بنفي بسبب تفكيرها المستمر فيه ... حطت إيديها على مكان قلبها وبتاخد نفس عميق في محاولة منها إنها تهدي ضربات قلبها إللي بتنبض بعنف لما بتفكر في يحيى .... 


نور:"فوقي يا نور، إنتي قوية لوحدك ... ماتعتمديش على وجوده... يحيى مسيره هيمشي في يوم من الأيام."


أخدت نفس عميق وقررت تنام لإنها تعبانة ...


.........................

"نوفيلا المغرورة والقروي .. بقلم سارة بركات"


سهير فضلت تبص ليحيى بهدوء ... هي مقدرة صدمته في نور ... ومازالت زعلانة عليه بس مادام هو بيتعالج يبقى خلاص أكيد خف من جزئية إنه مش هيتجوز حد غير نور دي ...


سهير بتنهيدة عميقة:"ربنا يشفيك يابني، نور دي من الماضي، مش موجودة دلوجتي عشان تجول كده."


يحيى بهدوء:"لا يمّا، نور موجودة ولاقيتها خلاص."


سهير برقت بصدمة بس الصدمة إختفت وحل محلها الغضب الشديد ...


سهير بغضب:"إنت بتفكر إزاي؟؟؟؟ دي؟!! عايز تتجوز دي؟؟!! بعد إللي عملته فيك؟؟؟!! إنت إتجننت يا يحيى؟؟؟ .. طب في الأول لما كنت متعلج بيها جلت شاب طايش، لكن دلوجتي؟؟ إنت داخل على التلاتين ... أجول إيه؟؟؟ إتهبلت في مخك؟؟؟"


يحيى بهدوء:"الحوار بيني وبينك يمّا لازم يكون بصوت هادي مش عالي، ويكون بتفاهم، لكن إنتي بتهاجميني."


سهير بغضب:"مع دي بالذات مافيش تفاهم، دي دمرتك ... فاهم يعني إيه دمرتك؟؟؟؟"


يحيى بهدوء:"فهمناها غلط."


سهير بإستهزاء وغضب:"يا سلام؟!!!، هي ضحكت عليك؟؟؟ إزاي تضحك على واحد دماغه زيك ... إزاي؟؟"


يحيى:"ماهو عشان مينفعش تضحك عليا .. أنا بقولك الحقيقة ... نور مظلومة ... أنا وإنتي ظلمناها."


سهير:"كله إلا الظلم .. أني عمري ماظلمت حد ... أبدًا، وبعدين إنت ضامن منين إن ده كله صح وهي مش بتكذب عليك؟؟"


يحيى:"عشان ببساطة هي مش عايزاني في حياتها."


سهير بإرتياح:"عين العقل، شكلي هحبها عشان بتفكر صح."


يحيى:"بس أنا بحبها."


سهير:"وأني مش موافجة."


كانت لسه هتقوم..


يحيى:"طب وأنا؟؟ سعادتي مش مهمة بالنسبالك؟"


سهير:"سعادتك مش مع دي، أبدًا."


يحيى بإبتسامة:"كل شئ قسمة ونصيب يمّا، محدش عارف نصيبه فين .. بس كل إللي أعرفه إني عايزها هي."


سهير وقفت تبصله كتير وأخدت نفس عميق ...


سهير:"إعمل إللي تعمله بس أني عمري ما أقبل بيها أبدا، لإن إللي يأّذي حد من أولادي، أنا آكله بأسناني، ربنا يهديك."


قامت من مكانها وطلعت لأوضتها تحت عيون يحيى إللي بيفكر يقنع نور إزاي إنها ترجعله ؟؟؟ ... طب مامته مع الأيام دماغها هيلين ناحيتها .. لكن نور؟؟؟ .... هيعمل معاها إيه؟؟؟....


.........................................


في اليوم التالي:


يحيى كان قاعد في مكتبه وبيحاول يقاوم نومه بصعوبة بسبب إنه منامش طول الليل من التفكير بسبب شغله .... إنتبه لما مصطفى دخل والضيق واضح عليه ..


مصطفي بضيق:"ليه رفضت التعاقد معاهم؟؟؟ إنت عارف إننا محتاجين الشركة دي وغيرها في المشروع إللي بنعمله."


يحيى كان بيغمض عيونه بنعاس وبيتجاهل كلام مصطفى إللي أزعجه شويه.. 


مصطفى بضيق:"رد عليا، إنت جاي تنام في المكتب يا يحيى؟؟"


يحيى رفع راسه وبصله بهدوء وبعدها أخد نفس عميق وأخد شويه ملفات من درجه ورماها قدام مصطفى ....


يحيى بنعاس وهو بيحط راسه على المكتب:"دي إحصائيات بإفلاس شركة **** المؤكد وإللي هيخلينا نضيع معاهم؛ فمكنش ليها تلاتين لازمة إننا نتعاقد معاهم إلا لو إحنا كمان عايزين نفلس زيهم ... والملف التاني ده التعاقد بتاعنا مع شركة **** ."


غمض عيونه بس إتنفض على صوت مصطفى إللي كله حماس ..


مصطفى بحماس وفرحة متجاهلا الملف الأول:"بتتكلم بجد؟؟؟ إحنا إتعاقدنا مع شركة ****؟؟؟!! إنت متخيل إن مافيش حد قدر إنه يتعاقد مع شركة زي دي؟؟!" 


من فرحته جري ناحية يحيى وأخده بالحضن ...


مصطفى:"حبيبي .. حبيبي."


يحيى:"يابني إبعد عني، يابني."


مصطفى:"ده أجمل خبر يايحيى ... إنت عارف إن وجود الشركة دي معانا هتخلينا التوب؟؟ أنا هروح أبلغ رئيس مجلس الإدارة حالا."


يحيى هز راسه بنعاس وحط راسه على المكتب ، بس مصطفى رجع تاني ...


مصطفى بحيرة:"صحيح، إنت لحقت إزاي تتعاقد معاه؟؟ وإمتى الكلام ده؟"


يحيى بنعاس وهو مغمض عيونه:"النهاردة في المسجد بعد صلاة الفجر." 


مصطفى بدهشة:"إنت بتتكلم بجد؟؟؟ هو في صفقات بتتم في الوقت ده؟"


يحيى إتعدل في مكانه وبصله:"إحنا كنا محتاجين على الأقل نخلص كل إللي نقدر عليه في المشروع ده النهاردة، دورت ورا صاحب الشركة دي ... لقيت إنه بيصلي الفجر في مسجد ****، قولت فرصة أصلي هناك وبالمرة بعد الصلاة أعرض عليه وأقنعه."


مصطفى بعدم إستيعاب:"أنا عايز أقولك حاجة يا يحيى."


يحيى بإستفسار:"إيه؟"


مصطفى بإبتسامة:"حقيقي إنت رهيب."


يحيى بنعاس:"طيب يلا بره المكتب."


مصطفى:"حقك طبعا، ماااشي."


خرج من المكتب ويحيى رجع سند راسه ...بعد مرور وقت ...


يحيى كان واقف بعيد عن المطعم ومستخبي وبيتفرج على نور من بعيد ... إبتسم لما لقاها معقدة حواجبها وهي بتتكلم برسمية وصرامة مع الشاب إللي بيقدم الطلبات ... عيونه جات على بلال إللي قاعد ماسك ألوان وبيرسم .. وهنا بلال رفع عيونه إللي جات على يحيى إللي واقف بعيد ... بلال إبتسم بفرحة ولسه هيقوم من مكانه .. يحيى شاورله إنه يفضل قاعد وميتكلمش وبعدها شاور براسه على نور .. بلال بصله وبعدها بص لنور وبعدها رجع بص ليحيى تاني وإبتسم ورجع كمل رسم ... يحيى إتنهد بإرتياح وعيونه جات على نور إللي بتبص لبلال بإبتسامة جميلة، قلبه نبض بشدة بسبب إبتسامتها دي ... إبتسامتها إللي باقت أجمل بكتير عن زمان ...


يحيى بحب:"تبقي عبيطة لو فاكرة فعلا إني هسيبك، أنا ماصدقت لقيتك."


................................


في اليوم التالي:


معتز ركن عربيته قدام المطعم إللي يحيى بعتله عنوانه ... نزل من العربية ودخل المطعم، بدأ يدور بعيونه على يحيى بس مكنش لاقيه .... فتح موبايله وبدأ يتصل بيه ... وبعد عدة رنات ...


معتز:"ألو."


يحيى:"أيوه، معاك."


معتز بحيرة وهو بيبص حواليه:"حضرتك فين؟؟ أنا في المطعم ومش لاقيك."


يحيى:"آسف على التأخير بس الطريق زحمة."


معتز برد فعل تلقائي:"برحتك... إتأخر برحتك ... إنت برحتك على الآخر."


يحيى بإستغراب:"ماشي."


قفلوا مع بعض ويحيى كان مستغرب الشخص ده ... معتز إتنهد وبدأ يدور بعيونه على ترابيزة فاضية مكنش لاقي بس كان في ترابيزة قاعد عليها طفل بيذاكر ... إبتسم وقرب من الطفل ده ..


معتز بحمحمة:"ممكن أقعد معاك؟"


بلال رفع راسه وبصله بإستفسار طفولي ...


معتز بتبرير:"أنا صاحبي في الطريق وقدامه شويه على مايوصل، فأنا عايز أقعد معاك شويه لحد ما يوصل وزي مانت شايف الترابيزات كلها زحمة."


بلال إبتسمله ببراءة ومعتز إبتسمله في المقابل وقعد قدامه ... بلال كمل مذاكرة ومعتز كان بيتفرج عليه وبيبتسم على إهتمامه بمذاكرته ... نور وهي خارجه من مطبخ المطعم إنتبهت إن في حد قاعد على الترابيزة مع بلال بس بررت إنه أكيد زبون ... عيونها جات على بلال وإبتسمت بحب وبعدها رجعت كملت شغلها ... بعد مرور فترة بسيطة .... يحيى دخل المطعم، بس أول حد بدأ يدور عليه هي نور ... مكانتش موجودة في المطعم .. إتنهد بخيبة أمل، وبدأ يدور بعيونه على معتز .. وهنا الأمل إتجدد جواه لما لقى معتز قاعد مع بلال ... معنى كده إن نور لسه هنا ... قرب ناحيتهم وهنا بلال إنتبه على يحيى وقام من مكانه بسرعة وجري عليه ...


بلال بفرحة:"عمو."


يحيى بإبتسامة وهو بينزل لمستواه وبيحضنه:"حبيب عمو، عامل إيه يا جميل؟"


بلال:"الحمدلله، إنت عامل إيه يا عمو؟"


يحيى:"الحمدلله على كل حال."


بلال وهو بيمسك إيد يحيى وبيشده وراه:"تعالى يا عمو أقعد معايا."


وبالفعل يحيى قام من مكانه ومشي وراه ... وهنا سلم على معتز إللي ما صدق إنه جه .... يحيى قعد جنب بلال وكان قدامه معتز إللي قاعد متوتر ... 


يحيى بإبتسامة:"إزيك؟"


معتز بتوتر:"الحمدلله، حضرتك أخبارك إيه؟"


يحيى:"الحمدلله، أول حاجة في القعدة دي أنا عايز نرفع الألقاب، تمام؟"


معتز:"تمام."


يحيى وهو بيمسك ال menu:"تحب تاكل إيه؟"


معتز:"لا شكرا."


يحيى بإصرار:"أنا مش جايبك هنا عشان تقول شكرا ... يلا حابب تاكل إيه؟"


معتز بص لل menu وإختار إللي هياكله ... وطلبوا وأكلوا وبعد الأكل... 


معتز بإرتباك:"أنا كنت جاي عشان أطلب منك إيد الآنسة ياسمين .. وأنا عارف كويس إن الموضوع ده بيبقى له تمهيدات وقعدات تعارف ... وصدقني أنا مستعد لأي أسئلة إنت هتسألهالي."


يحيى فضل يبصله كتير وبعدها بص على بلال إللي بيبتسمله ...


يحيى بإبتسامة لمعتز:"ليه أختى؟، ليه هي؟"


معتز بإبتسامة:"عشان هي ... هي أكتر بنت محترمة إتعاملت معاها .. هي ..."


سكت ومعرفش يكمل يقول إيه تاني ... أو يمكن بسبب إنه محرج لوجود يحيى ومش عارف يتكلم برحته ...


يحيى بإبتسامة:"كمل."


معتز غمض عيونه بإحراج وفضل ساكت ومتضايق بسبب إنه مش عارف يتكلم ...


يحيى بإستغراب:"خايف من إيه؟؟ مالك متوتر كده؟؟"


معتز بإندفاع:"عشان أنا بحبها ... أيوه بحبها ... من أول يوم شوفتها فيه وهي جذبتني بأدبها وأخلاقها وإحترامها .. لما كان شاب زميل ليها يسألها في حاجة بلاقيها وشها بيحمر وبتجري منه ... عجبني أخلاقها وأدبها ... بدأت أتشد ليها فضلت مراقبها سنتين من ساعة ما إتعينت في الكلية لحد دلوقتي ... وماصدقت إني قابلتك وبكده خلاص ظهر قدامي فرصة كبيرة إني أتقدملها ومضيعش الفرصة دي من إيدي عشان هبقى أغبى إنسان لو عملت كده."


يحيى كان بيبصله بعدم إستيعاب وفهم من إللي سمعه ده ... 


يحيى بعدم إستيعاب:"إنت بتتكلم عن أختي أنا؟؟؟!!!"


معتز:"أنا مقدر صدمتك وإنك مش مستوعب إن حد يتكلم عن أختك كده، بس أنا ماصدقت إني لقيت الفرصة ومحبتش إني أفوتها."


يحيى بصله بتفكير ... بيحاول يدور على أي رد فعل جواه .. لكن كلامه خلاه هادي وساكت تمامًا، مش عارف يديله رأي .. مش عارف يتكلم .. وبشكل تلقائي بدأ يدور بعيونه على نور وبالفعل لقاها خرجت من المطبخ وهنا إفتكر أيامهم سوا ... أيام أما كان مصمم إنهم يتجوزوا وإنه ميضيعيش أي فرصة قدامه في إنه يتجوزها ... عيونها جات في عيونه وعقدت حواجبها بضيق من وجودة .... لكن هو إبتسملها بهدوء وبعدها بص لمعتز ... 


يحيى بإبتسامة:"أهلك فين؟؟ إنت قصتك إيه؟"


معتز بهدوء:"أنا والدي ووالدتي عايشين في إسكندرية أنا مغترب، بزورهم في أجازاتي."


يحيى بهدوء:"طب ولو حصل نصيب، هتعيشوا فين؟"


معتز:"في المكان إللي يعجبها طبعا ... بس أنا أصلا عندي شقة هنا في القاهرة أنا عايش فيها."


يحيى بإبتسامة:"تمام ... أنا هكلمهم عندي في البيت وهتشاور معاهم وإستنى مني مكالمة عشان نحدد ميعاد."


معتز بفرحة:"بجد؟"


يحيى:"ربنا يقدم كل إللي فيه الخير."


معتز:"شكرا جدا .. أنا مش عارف أقولك إيه بجد؟ .. أنا هستنى مكالمتك ليا."


يحيى:"العفو."


معتز قام من مكانه لكن ييحى فضل قاعد وبص لبلال إللي بيبصله بنظرات طفولية ... 


يحيى بإستفسار وحيرة:"أنا كان في ف دماغي أسألة كتير أسألهاله بس فجأة الأسئلة دي طارت لما شوفت أختك، إنت شايف إيه؟"


بلال كان لسه هيتكلم ...


نور بصرامة:"بلال."


بلال ببراءة:"نعم يا مامي؟"


نور:"إسبقني على المكتب."


بلال بطاعة:"حاضر."


أخد كتابه وكراسته وقام من مكانه .. ونور بصت ليحيى بغضب .. وإللي إستفزها أكتر إنه كان مبتسم ليها ... 


نور بغضب:"إنت بتعمل إيه هنا؟"


يحيى بإبتسامة وهو بيحط رجل على رجل:"عادي جاي أكل."


نور بغضب:"لا والله؟؟؟ .. مكنش في غير المطعم ده إللي كان قدامك؟؟؟ في مليون مطعم غيره ..ليه هنا بالذات؟؟؟"


يحيى وهو بيبص في عيونها:"أصل بصراحة في واحدة زي القمر بتشتغل هنا، مبعرفش أكمل يومي غير لما أشوفها."


نور لوهلة إرتبكت بسبب كلامه ونظراته بس رجعت لوعيها تاني ...


نور بغضب:"وإنت مش مرحب بيك هنا، إتفضل بره."


يحيى بإبتسامة هادئة:"أنا مراعي إنك في ضغط شغل بس وطي صوتك


نور بغضب أكبر:"لا والله؟؟ هتعمل إيه بقا لو موطتش صوتي؟"


يحيى بإبتسامة وهو بيبص في عيونها:"هخرجك من الضغط ده، إيه رأيك لو روحنا الملاهي؟"


نور وهي معقدة حواجبها بغيظ:"إنت بتهزر؟؟"


يحيى بإبتسامة:"أبدا، وأنا من إمتى بتاع هزار؟"


نور كانت بتحاول تتحكم في إرتباكها وتوترها من وجودها قدامه ده غير نبرته وطريقة كلامه وإنه بيتعامل عادي كإنهم مفترقوش سنين ... 


يحيى بإبتسامة:"قولتي إيه؟"


نور كانت لسه هتتكلم ...


يحيى بإبتسامة وهو ملاحظ توترها:"تتجوزيني يا نور؟"


نور غصب عنها وشها إحمر من الخجل ومشاعرها كانت مختلطة في الوقت ده ... خجل وتوتر وغضب ... بس قدرت بسهولة إنها تداري دول تاني ويحيى عقد حواجبه بسبب إنه عارف ردها الجاي ...


نور بجمود:"بره."


يحيى بهدوء وهو بيقوم من مكانه:"بره بره ... بس هفضل أجيلك لحد ماتقولي يلا نتجوز يا يحيى."


نور بضيق وإحراج وخجل:"إبقى قابلني."


يحيى بإبتسامة:"هقابلك إن شاء الله."


خرج من المطعم وهي وقفت في مكانها حاسه بخجل وتوتر وإحراج ... يحيى وهو خارج من المطعم لقى موبايله بيرن ... بص للتاريخ في موبايله لقى إنه نسي الميعاد خالص ..رد بسرعة


يحيى:"أنا آسف صدقيني ... نسيت خالص إن ميعادنا كان النهاردة."


هيام:"مافيش مشكلة، المهم إنت كويس؟"


يحيى بإبتسامة:"أنا فعلا كويس الحمدلله، في حاجات كتير إتغيرت في الفترة الأخيرة محتاج أقولك عليها."


هيام:"تمام، متاح إمتى طيب؟؟"


يحيى بتفكير:"لو كده نخليها بكرة؟"


هيام بإبتسامة:"ماشي."


يحيى:"خلاص هبعتلك العنوان والميعاد ونتقابل هناك بكرة."


هيام بإستغراب:"مش هنتقابل في نفس الكافيه بتاعنا؟؟؟"


يحيى:"لا خلاص، أنا مبقاش ليا غير مكان واحد."


عيونه جات على المطعم وبعدها إتكلم ...


يحيى:"هتعرفي كل حاجة بكرة إن شاء الله."


هيام:"إن شاء الله."


.....................................


نور كانت بتكمل شغلها وبتحاول تنسى كلام يحيى ليها وتعيش حياتها بشكل طبيعي كأن شيئًا لم يكن .. بس ماقدرتش، إتنهدت تنهيدة بسيطة وبعدها عيونها جات على أحمد إللي بيبص على رحاب بنظرات جميلة .. نظرات هي شافتها قبل كده ... كانت نظرات يحيى ليها ... غمضت عيونها وبعدها قررت تتكلم مع أحمد .. 


نور وهي بتقرب منه:"أحمد."


أحمد بإنتباه وهو بيبصلها:"نعم يا نور؟"


نور بإبتسامة:"محتاجة أتكلم معاك في حاجة، ممكن؟"


أحمد:"أكيد."


مشي وراها ودخلوا المكتب .. بلال كان قاعد على كرسي نور بيذاكر ونور وأحمد قاعدين قدام بعض ...


نور بإبتسامة:"ليه مقولتلهاش؟"


أحمد بتوتر:"ماقولتش إيه لمين؟"


نور بإبتسامة:"أنا مش عبيطة يا أحمد، ليه ماقولتش لرحاب إنك بتحبها؟؟؟"


أحمد سكت ومتكلمش...


نور:"ساكت ليه؟"


أحمد بحيرة وهو بيبصلها:"إنت من وجهة نظرك، شايفه إنه هينفع؟"


نور بإبتسامة:"طالما إنت حبيتها، يبقى ليه مينفعش؟؟"


أحمد:"أنا مجرد شخص بيشتغل عندهم، وحتى لو قولتلها وهي وافقت بيا ... مامتها طنط منار هتوافق بيا؟"


نور بإبتسامة:"وليه متوافقش بيك؟؟؟ دي بتعزك جدا أكتر من أي حد ... دي بتعزك أكتر مني شخصيًا .. دايما بتتكلم عنك وبتعتبرك زي إبنها بالظبط ... بأمارة الأكل إللي بتبقى عاملاهولك كل يوم مخصوص وهي جايه المطعم ... وبتخليك تدير المكان في غيابها أحيانًا ... ليه متاخدش بكده إنها بتحبك وبتعتبرك غالي عليها .. وبعدين طنط منار جدعة جدا ... إنت عارف هما على إيه من البداية .. أنا وإنت أول إتنين إشتغلنا هنا؛ فبالتالي إحنا لينا مكانة مميزة عندها."


أحمد:"يعني إنتي شايفه إ........."


نور وهي بتقاطعه:"متاخدش برأيي .. كل إللي تعمله إنك تاخد الخطوة وتعترفلها بكل إللي جواك، وتعافر عشان إلي بتحبها بس كده."


أحمد وهو بياخد نفس عميق:"حاضر."


نور بإبتسامة:"دلوقتي."


أحمد:"نعم؟"


نور بإبتسامة:"إعترفلها دلوقتي حالا."


أحمد:"بس........"


نور:"من غير بس، يلا قوم."


بصلها بتوتر وبعدها أخد نفس عميق وقام من مكانه وخرج وهي خرجت وراه ... عيونه جات على رحاب إللي خارجة من مكتبها وصادفتهم في طريقها ...


رحاب بمزاح:"إيه ده؟؟ إنتوا الإتنين متجمعين سوا؟؟ يبقى أكيد كنتوا بتتفقوا عليا .... ها، كنتوا جايبين سيرتي في إيه؟؟"


نور وأحمد فضلوا ساكتين وهما بيبصولها ..


رحاب بإحراج:"في إيه يا جماعة بتبصولي كده ليه؟"


نور بحمحمة:"أحمد كان عايز يكلمك في حاجة ... مش يلا يا أحمد؟؟"


أحمد هز راسه بإرتباك وإتكلم بصوت مبحوح:"ممكن نتكلم على إنفراد يا رحاب."


رحاب:"تمام."


راحت وقفت بعيد في ركن في المطعم وأحمد كان معاها وبدأوا يتكلموا ... ونور كانت بتبصلهم ومتابعاهم بعيونها وبتبص لملامح رحاب إللي باقت مصدومه بس لاحظت الخجل في ملامحها ... نور إبتسمت وسابتهم ورجعت لمكتبها تاني ... وقعدت قدام بلال ...


نور:"حبيبي."


بلال بإستفسار طفولي:"نعم يامامي؟"


نور بإبتسامة:"وحشتني."


بلال:"وإنتي كمان يا مامي وحشتيني أوي."


نور:"طب إيه بقا؟؟ وريني إنت بتعمل إيه؟"


بلال:"بحل الواجب بس مش عارف أنا بحل صح ولا غلط؟؟"


نور بإبتسامة:"تعالى طيب قدامي هنا عشان نحل مع بعض."


بلال:"حاضر."


بعد مرور فترة بسيطة .. الباب خبط ..


نور بصوت مسموع:"إدخل."


أحمد ورحاب دخلوا وهما مبتسمين لنور إبتسامة طمنتها ..


نور بإبتسامة:"أقول مبروك؟"


رحاب بدهشة:"إنتي كنتي تعرفي؟؟"


أحمد:"بصراحة نور إللي شجعتني."


رحاب لنور:"ماشي يا ست الأستاذة."


نور بإبتسامة:"هتقولوا الموضوع إزاي لطنط منار؟"


رحاب بإبتسامة متناسية وجود أحمد:"لا متقلقيش من ناحية ماما خالص، دي حاطة عينيها على أحمد ليا من البداية."


نور إبتسمت بإحراج وبصت لأحمد إللي كان محرج في المقابل ورحاب وشها إحمر ...


رحاب بتوتر وتبرير لأحمد:"ع.. عادي يعني .. أصل في مرة كانت بتقولي مش هتتجوزي وتحلي عني بقا؟؟ ... وبعدها قولتلها هاتيلي عريس جاهز .. بصت عليك وقالت ماله أحمد؟؟ شاب طويل عريض جدع وشهم.. هنلاقي زيه فين .. وبس."


نور بإبتسامة:"طب حلو جدا ... الدنيا مفتوحة قدامكم أهوه."


رحاب:"عقبالك يا نور أما أفرح بيكي."


نور بإبتسامة خفيفة:"إن شاء الله."


............................................


في المساء:


يحيى:"وبس .. قولتله هبلغهم في البيت وهنحددلك ميعاد، إنتي إيه رأيك يمّا؟"


سهير:"يابني أني موافجة .. المهم العروسة."


عيونهم جات على ياسمين إللي قاعدة وبتبص في الأرض بخجل ...


يحيى بضحك:"إعملي نفسك مكسوفة بقا."


ياسمين بإرتباك:"إللي تشوفه يا أبيه."


يحيى:"بس ده هيكون مستقبلك إنتي وفي القعدة دي هتحددي إذا كنتي مرتحاله ولا لا."


ياسمين بخجل:"إن شاء الله، تصبحوا على خير."


إستأذنت منهم وقامت من مكانها وطلعت لأوضتها .. ويحيى عيونه جات في عيون مامته إللي بتبصله بتركيز ...


يحيى:"نعم يمّا عندك حاجة تقوليها؟؟"


سهير:"اه .. بخصوص الموضوع إللي إنت إتكلمت فيه إمبارح ده، إنت لسه مُصِّر؟"


يحيى بتفهم:"اه يمّا مُصِّر ... ومش هتجوز غيرها."


سهير بيأس:"يا خسارة تعبي فيك."


يحيى:"ليه بتاخديها بالشكل ده؟؟ قولتلك يمّا إنها مظلومة."


سهير بضيق:"ظالمة مظلومة مش هتفرج بالنسبالي .. المهم إنها تبعد عنك .. هي جرحتك يا ضنايا .. دي دمرتك .. عشان خاطري إنساها وعيش حياتك .. نفسي أفرح بيك وأشوف عيالك حواليا."


يحيى بإبتسامة وهدوء:"مانتي عارفة ردي ..ليه بتصممي على كلامك ده؟"


سهير بحيرة:"ممكن دماغك دي تلين؟"


يحيى:"وإنتي عارفاني كويس يمّا ... أنا لما بصمم على الحاجة بوصلها، إدعيلي إنتي بس."


سهير:"ربنا يصلح حالك."


يحيى:" آمين، بس مش دي الدعوة إللي أنا محتاجها بالتحديد."


سهير بصتله كتير وقامت من مكانها بهدوء ..


سهير بيأس:"تصبح على خير وربنا يهديك."


يحيى بإبتسامة:"وإنتي من أهله ياحبيبتي."


......................


في اليوم التالي:


يحيى كان قاعد على ترابيزة في المطعم وبيطلب أكل معين وفي نفس الوقت بيدور بعيونه على نور إللي مش لاقيها بس توقع إنها ممكن تكون في المطبخ .... إنتظر إن هيام تيجي وبالفعل دخلت المطعم بعد فترة بسيطة ... 


هيام بإبتسامة:"مساء الخير."


يحيى بإبتسامة:"مساء النور، إتفضلي."


هيام بإبتسامة وهي بتبص حواليها:"لطيف أوي المكان ده .. عجبني شكله."


يحيى بغرور مزيف:" عيب عليكي، هو أنا أي حد برده."


هيام بضحكة خفيفة:"طبعا، إنت مش أي حد."


إتنهدت تنهيدة بسيطة وبدأت تطلع النوت بتاعتها من شنطتها ...


يحيى:"قبل مانشتغل ... أنا عازمك على أكلة جميلة هنا ناكل الاول وبعدها نبقى نبدأ في الجلسة."


هيام بإبتسامة:"ماشي، مافيش مشكلة."


وبالفعل الأكل نزل على الترابيزة وبدأوا ياكلوا ...وهنا بالفعل نور خرجت من المطبخ وبدأت تراقب الأجواء في المطعم كالعادة، بس برقت بصدمة لما شافت يحيى قاعد مع بنت جميلة وبيضحكوا سوا ... يحيي بيضحك معاها .... بيضحك معاها! .. هزت راسها بسرعة عشان تفوق من موجة المشاعر إللي هي حست بيها دي ... وعملت نفسها مش منتبهة ليه وحاولت تكمل شغلها بس معرفتش ... ومن وقت للتاني كانت بتبصلهم من بعيد بتراقب تصرفاتهم وكلامهم مع بعض ... بتحاول تتحكم في توترها وضيقها من جهة الموضوع ده بس مش عارفة ... فضلت على كده لحد ماخلصوا أكل وشافت البنت بتمسك نوتة وبتتكلم مع يحيى بإبتسامة حست وقتها إنها محتاجة تشدها من شعرها بسبب إنها بتضحكله ... وهو عادي كده بيردلها الإبتسامة .... 


هيام بتنهيدة وإبتسامة:"أنا كنت حاسه من مكالمتك إن الأخبار إللي عندك كلها كويسه ... صوتك كان موضح إنك مبسوط وسعيد الحمدلله."


يحي بإبتسامة:"الحمدلله."


هيام بإستفسار:"إيه الجديد بقا؟"


يحيى بإبتسامة عشق:"لقيتها."


هيام بإستفسار:"مين؟"


يحيى:"نور."


هيام بإبتسامة سعيدة:"إزاي؟"


يحيى بدأ يحكي ومش منتبه إللي بتبصلهم بضيق... نور بدأت تبص حواليها عشان تشوف فكرة تبعد بيها النظرة دي من على وش يحيى .. 


نور بغضب لنفسها:""وهو من إمتى كان بيبص لحد غيري بالنظرة دي؟؟؟ ... ده لسه كان إمبارح بيبصلي كده .. هو لحق؟؟؟ اه ماهما الرجالة كده ياخدونا لحم ويرمونا عضم."


غمضت عيونها بغضب ..


نور بهمس لنفسها:"بقيتي بيئة أوي يانور."


قررت إنها مش هتفضل واقفة كده كتير .. قربت ناحية الترابيزة إللي جنبهم وعملت إنها بتروقها ... بس مسكت الفازة إللي عليها قصدًا ورمتها في الأرض ... 


نور بصدمة مصطنعة:"أحمد ... تعالى بسرعة."


يحيى أول أما سمع صوت نور بصلها بسرعة، وقام بسرعة من مك


نوفيلا/ المغرورة والقروي .. بقلم سارة بركات

 باقي الفصل العاشر والأخير


نور بصدمة مصطنعة:"أحمد ... تعالى بسرعة."


يحيى أول أما سمع صوت نور بصلها بسرعة، وقام بسرعة من مكانه ..


يحيى بقلق وهو بيبص لإيديها وللفازة إللي إتكسرت:"إنتي كويسه؟؟ إتعورتي؟؟ حصلك حاجة؟؟"


نور بصتله وشافت قلقه الواضح بس إفتكرت إنه معاه بنت يعرفها .... غمضت عيونها بضيق من تصرفها الغريب ده وقررت تتحرك وتمشي ... وبالفعل إتحركت كام خطوة ..


يحيى وهو بيوقفها:"نور."


هيام عقدت حواجبها وبصت لنور ... 


يحيى:"نور، طمنيني عليكي؟"


نور بشرود وهي بتبص قدامها ومدياله ظهرها:"أنا كويسة."


كانت لسه هتتحرك...


هيام:"نور."


نور وقفت وغمضت عيونها بغضب لمجرد إنها بتسمع صوتها ...


هيام بهدوء:"نور، ممكن تهدي شويه، أنا مقدرة موقفك."


عقدت حواجبها وبصت وراها بغضب ... 


هيام بهدوء وإبتسامة لطيفة وتفهم:"أنا فاهماكي، أنا بنت زيك وعارفة إحساسك دلوقتي عامل إزاي، بس إنتي فاهمة الموقف غلط."


نور:"ميهمنيش حد .. وهو ميهمنيش وياريت ميجيش هنا تاني."


سابتهم ودخلت مكتبها إللي كان بلال قاعد بيرسم فيه ... نور كانت بتحاول تتحكم في غضبها من الموقف إللي هي فيه ..


نور بتمتمة:"بيستهزأ بيا، جاي إمبارح يقول أنا عايز أتجوزك ودلوقتي جايب بنت معاه."


.....................


هيام كانت لسه هتدخل المكتب ..


يحيى وهو بيقف قدامها:"أنا هدخلها، هوضحلها كل حاجة."


هيام:"ماشي."


كان لسه هيدخل ..


هيام:"يحيى."


بصلها بإستفسار ..


هيام بإبتسامة:"ده الوقت المناسب إنك تصلح كل حاجة، إللي بيهدد مكانة المرأة هي واحدة زيها، نور لسه بتغير عليك."


يحيى بإبتسامة:"وده إللي أنا فهمته، شكرا يا دكتورة."


هيام بتنهيدة:"العفو، هبقى أكلمك ونحدد ميعاد نكمل فيه الجلسة."


هز راسه ودخل المكتب وقفل الباب وراه ..


نور:"بره."


يحيى:"لا، تنسي خالص."


عيونه جات على بلال ..


يحيى:"بلال، حبيب عمو."


بلال بإستفسار:"نعم؟"


يحيى:"معلش يا حبيبي، ممكن تكمل رسم بره؟"


بلال بإبتسامة:"حاضر."


أخد أدوات الرسم والكراسه وخرج ... نور حاولت تخرج ورا بلال بس يحيى مسكها ...


نور بغضب:"إبعد عني، إياك تلمسني."


يحيى وهو بيشيل إيده من عليها:"مش هبعد عنك."


نور بسخرية:"هاه؟؟؟ يا سلام؟؟ لا إبعد عني وروح للسنيورة بتاعتك."


يحيى بضحك:"مقدرش، وهو أنا يبقى عندي سنيورة قمر قدامي وأسيبها وأروح لغيرها؟؟ طب ده إسمه كلام؟؟"


نور بغضب:"بقولك عديني .. أنا مش بهزر يا يحيى."


يحيى بإبتسامة:"الله، إسمي بقا حلو أوي لما نطقتيه."


نور:"بقولك إيه؟؟؟ ماتعملش الحركات دي عليا، أنا مش عبيطة إنت فاهم؟؟ روح قول الكلام ده للسنيورة إللي بره، أنا مش عايزة أشوفك هنا تاني، ويلا بره."


يحيى بإبتسامة:"تتجوزيني؟"


نور بغضب وصراخ من بروده:"بقولك بره يا أخي، مش عايزة أشوفك .........."


قطع كلامها يحيى إللي كمم بوقها عشان متصرخش أكتر من كده ..


يحيى بهدوء وهو بيبص في عيونها:"السنيورة إللي كانت بره دي تبقى الدكتورة النفسية بتاعتي ... ودايما بنتقابل أنا وهي بره في أي كافية كل أسبوع عشان الجلسة بتاعتي؛ فبالتالي أنا يستحيل أفكر في حد غير فيكي أو أحب حد غيرك ... فهمتي؟؟ وما حدش أخد مكانك ولا هياخد."


سكت لما لقاها بتبصله بهدوء .. بعد عنها وبصلها مستني منها أي رد فضل مستني كتير إنها ترد عليه ... لكنه ملقاش رد ... كانت بتبصله بهدوء وبس ...


يحيى:"نور أ......"


نور بهدوء وهي بتقاطعه:"إحنا هنتجوز إمتى؟"


يحيى لوهلة إتصدم من السؤال بس فرح جدا لما سمعه ..


يحيى وهو بيبص في عيونها:"أنا عندي إستعداد يكون النهاردة قبل بكرة."


نور إبتسمت بإرتباك وبعدت عيونها عنه ... 


يحيى بإبتسامة:"صافي يا لبن؟"


نور بهدوء:"حليب يا قشطة."


الإتنين بصوا لبعض بعد الجملتين دول وضحكوا سوا ..


يحيى بإبتسامة:"لسه فاكرة الجملة إللي كنت بقولها بعد مابنتصالح؟"


نور بإبتسامة:"طبعا، وهي دي تتنسي."


يحيى أخد نفس عميق وبدأ يتكلم بهدوء:"إنتي متأكدة إنك موافقة؟؟؟ يعني مش هترجعي في كلامك وتقولي لا مش مسامحاك؟؟"


نور بهدوء:"أنا فكرت كتير بخصوص الموضوع ده إمبارح *أخدت نفس عميق وبصت في عيونه* أنا وإنت إتظلمنا ... إحنا الإتنين إتعلمنا كتير وماكناش من نصيب بعض وقتها ... ومحدش عارف الخير فين."


يحيى بإبتسامة:"عندك حق، بس في حاجة بالنسبالي ناقصة."


نور بإستفسار:"إيه هي؟"


يحيى:"اأنا محتاجك تقعدي مع والدتي عشان أنا عارف إنك إنتي إللي هتقنعيها بيكي، إنتي عارفة إنها أم .. وطبيعي أي حد بيأذي إبنها بتبقى واخدة منه موقف .. والأم مش هتفهمها غير أم زيها ولا إنتي إيه رأيك؟"


نور بصتله بإستفسار ..


يحيى بإبتسامة:"قصدي بلال .. مش إنتي مامته برده ولا إيه؟؟"


نور بتشتت:"أيوه، بس كرامتي و........."


يحيى بتفهم:"الموضوع ملهوش علاقة بالكرامة ... ده توضيح سوء تفاهم يا نور حتى لو مش هتوضحي إنتي هتبينيلها وجهة نظرك."


نور بتنهيدة:"تمام."


يحيى أخد موبايله من جيبة وبدأ يعمل مكالمة ...


يحيى:"ألو."


سهير:"أيوه يا حبيبي، إنت فين؟"


يحيى:"جهزي الأكل يا حبيبتي، في ضيوف خفاف على القلب هيكونوا موجودين معانا النهاردة إن شاء الله."


سهير:"ماشي يا حبيبي، ينوروا."


قفل معاها وبص لنور إللي بتبصله بتوتر ...


يحيى:"يلا بينا؟"


لاحظ توترتها ..


يحيى:"على فكرة بقا أنا أمي من أطيب خلق الله .. كلمة تجيبها وكلمة توديها، يلا بقا تعالي معايا أعرفك عليها هي وياسمين."


نور:"إنت مش شايف إننا بنتسرع كده يا يحيى."


يحيى بإبتسامة:"الكلام ده كان لازم يحصل من زمان، يلا جهزي شنطتك وأنا هستناكي بره أنا وبلال."


هزت راسها وهو خرج وهي جهزت شنطتها وأخدت نفس عميق وهزت راسها بيأس بسبب ضعفها ناحية يحيى وإللي معرفتش تداريه ...


...............................


سهير كانت بتحط الاكل مع ياسمين ... وإنتبهوا إن باب الشقة بيتفتح ..


يحيى بإبتسامة وهو بيدخل:"إتفضلوا .. نورتوني."


سهير وياسمين كانوا واقفين مستنيين يشوفوا الناس إللي ورا يحيى ولما بعد عن الباب لقوا قدامهم بنت ومعاها طفل صغير ماسك إيديها ...


يحيى بهدوء وهو بيشاور على مامته وأخته:"دول بقا أمي وأختي ياسمين .... .*شاور على نور* ... ودي نور."


لحظة ... إتنين ... تلاتة .... ياسمين وسهير برقوا بعدم إستيعاب ...


سهير بغضب ليحيى:"برده جبتها وعملت إللي في دماغك؟؟؟؟ برده رجعتلها؟؟؟"


نور كورت إيديها وحاولت تتحكم في أعصابها عشان ماتتكلمش ... 


يحيى بهدوء:" نور عندها إللي عايزة تقولهولك يمّا .. أنا محتاج إنكم إنتوا الإتنين تقعدوا مع بعض، يلا يا ياسمين تعالي نسيبهم لوحدهم."


ياسمين بصتله بتوتر وبعدها بصت لمامتها ..


يحيى:"يلا."


مشيت وراحت ناحيته وسابوهم لوحدهم ونور كانت واقفة في مكانها ماسكة في إيد بلال إللي بيبص لسهير بإبتسامة بريئة .. 


سهير:"جولي إللي عندك وإطلعي بره حياة إبني."


نور بهدوء:"سواء أنا ويحيى هنتجوز ولا لا .. انا عندي إللي عايزة أقوله ... أنا أم .. *سهير عقدت حواجبها وبصتلها* ..... أنا أم وفاهماكي وحاسة بيكي ... أنا ماقدرش أسامح إللي أذى إبني في يوم باكله بأسناني ... أنا آسفة على إللي حصل ليحيى بسببي .. بس صدقيني أنا مكنش عندي علم بكده ولو كنت أعرف كنت منعت ده ... بس أنا كنت زيي زيكم .. إتفاجئت بإللي حصل ده."


أخدت نفس عميق ..


نور:"أنا بس قولت الكلام ده عشان حبيت أوضح لحضرتك كل حاجة أو أي تصرف أنا عذراكي عليه."


سهير كانت بتبصلها بجمود ومدتش أي رد فعل ... لكن نور كانت متوقعة إيه؟؟ هتتوقع إنهم يقبلوها ويحبوها زي ماكانت بتتمنى زمان؟؟؟؟ .. هزت راسها بيأس ولسه هتمشي ...


سهير:"إسمه إيه؟"


نور بصتلها بإستفسار ...


سهير:"إبنك إسمه إيه؟"


نور بإبتسامة:"ده أخويا الصغير، إسمه بلال ... بيناديلي بـــ*مامي* عشان أنا إللي مربياه."


سهير عيونها كانت في عيونه بلال إللي بيبتسملها ببراءة وهو من نفسه بعد عن نور وراح قرب ناحية سهير إللي بتبصله ... 


بلال بإبتسامة بريئة وهو بيمد إيده عشان يسلم:"إزيك يا تيتا؟؟ يا رب تكوني كويسة."


سهير بحب من أسلوبه وهي بتسلم عليه:"ماشاء الله، ربنا يبارك فيك يا حبيبي."


نور إبتسمت بحب وعيونها على بلال إللي دخل في حضن سهير إللي مبسوطة بيه وقلبها إتفتحله أول أما شافته ... سهير عيونها جات في عيون نور إللي واقفة بعيد وبتبصلهم .. إبتسمت إبتسامة خفيفة وشاورتلها عشان تدخل في حضنها ونور ماحستش بنفسها غير وهي بتدخل في حضنها ....


..............................................................


*يمكن أكون من صغري كنت شايفة الحياة وردي، وكل طلباتي مجابة لكن الحاجة الوحيدة إللي معرفتش أحققها كانت إن يكون عندي أسرة تحبني وتخاف عليا ... كبرت وكل يوم كان بيكبر معايا الألم ده جوايا من غير ما أحس ... أب عايش طول حياته في شغله ومركزه ... وأم كل إللي يهمها النادي وأصحابها وإنها تحافظ على صورتها كسيدة مجتمع راقي مهما تكون العواقب ... بس أنا قابلته هو .. قابلت "يحيى" ... الإنسان الجميل إللي فرحني وخلاني سعيدة جدا ووقف جنبي كتير ومسابنيش ... مكنش بيزهق مني أبدا ... بس أحيانًا مافيش حاجة حلوة بتكمل للآخر ... وقعت في شر أعمالي على الرغم من إني كنت حبيته ... لكن سكوتي كان السبب ... في اليوم ده الوجع كان كبير، أكبر من أي وجع ممكن الواحد يحس بيه ... أب سابني لوحدي وأم رمتني ... وأخ ... أخ رضيع بيبكي وبيصرخ طول الليل بسبب جوعه ... وفراق أجمل حبيب ... بس الوجع بيقوي ... وأنا قويت أكتر بكتير عن زمان .. قويت لإني حبيت وفضلت حاطة الحب ده جوايا ... شوفت قصص جميلة بتنتهي بنهاية سعيدة وقصص أخرى بتنتهي بنهايات مأساوية لكن قصتي انا مختلفة ... نهاية قصتي سعيدة ومستمرة حتى بعد كلمة النهاية."


" نور"


إبتسمت بعد ما إنتهت من عنوان قصتها وقفلت الأجندة بتاعتها ... وسندت على الكرسي عشان تريح ظهرها وملست على بطنها المنتفخ بهدوء .... يحيى كان نايم بهدوء على سريره بس إتقلب ومحسش بوجود نور جنبه ... فتح عيونه بهدوء لقاها قاعدة عند المكتب ومشغلة نور الكشاف الخفيف وقدامها الأجندة بتاعتها .. إبتسم وقام من مكانه بنعاس وقرب منها ...


يحيى بنعاس وهو بيبوسها من خدها:"إيه إللي مصحيكي لحد دلوقتي؟"


نور وهي بتملس على بطنها بهدوء:"كنت بكتب روايتي."


يحيى بإبتسامة:"خلصتيها؟"


نور:"أه خلصتها خلاص الحمدلله."


يحيى:"طب يلا يا أستاذة عشان لازم تصحى بدري."


نور وهي بتبصله:"إنت بتلمح لإيه بالظبط؟"


يحيى:"عشان بس نلحق نروق الشقة ونجهز الأكل و...."


نور بتصحيح:"تروق مش نروق وتجهز مش نجهز ... أنا حامل إنسى أنا مش قادرة أقف."


يحيى بضحكة خفيفة:"حاضر، حقك عليا."


نور قامت من مكانها بهدوء ويحيى سندها وإتحركوا في إتجاه السرير...


نور:"إعمل حسابك إن ليلى وجاسر هييجوا."


يحيى بضيق:"هو مش أنا قولت إللي إسمه جاسر ده ميبقاش ليكي تعامل معاه أصلا؟؟؟ أنا وافقت على علاقتك بليلى عشان إنتي قولتيلي إنك مالكيش علاقة بجاسر، إللي يهمك ليلى وبس."


نور بنعاس وهي بتقعد على السرير:"أيوه أنا فعلا يهمني ليلى وبس .. بس أكيد مش هنبقى بجحين يعني لما الراجل ييجى بيتنا ونقوله لا آسفين مالناش علاقة بيك."


يحيى وهو بينفخ بضيق:"طيب."


نور فردت جسمها على السرير وبدأت تراجع كل إللي هيتم ...


نور بنعاس:"تجهيز الزينة عشان كتب كتاب ياسمين ... وتجهيز هدوم بلال و تجهيز هدوم مامي سهير عشان الحفلة برده، أكلم رحاب وأحمد وطنط منار و ........"


يحيى بإبتسامة وهو بيطبطب عليها وبيقاطعها:"نامي يا نور .. نامي."


هزت راسها وهي نايمة وهو إبتسم وضمها لحضنه ... وبجانبهم جريدة بتاريخ سنة سابقة عنوانها الرئيسي ... "وفاة سيدة المجتمع الراقي دولت عتمان".


...............................................

..........................


"تمت بحمدالله"

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. مش ممكن قصه جميله وممتعه ورائعه الأسلوب والأحداث استمتعت الحقيقة وانا بقرأها شكرا ليكى

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع
    close