فريسه فى ارض الشهوات
الحلقه الرابعه والعشرون حتي الثامنه والعشرون والاخيره
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
إرتقـت أسيل درجـات السُلم لتصـعد إلي منزل نـور ، فتـحت باب المنزل ، ومن ثـم إتجـهت إلي غرفة النـوم لـتأتي بـ الهاتف ، وما ان وضعت قدميـها علي عـتبة الغرفة حــتى وجدت يد صلبة تـمتد وتـمسك بخصرها وتديرها لتلتصق بالحــائط ، شـهقت فى هلع عندما رفـعت وجـهـها لتـري رجلاً وسـيماً إلي اقصي حد ، ذو عينين سوداوتـين حادتين كصقرٍ عنيد ، وشعر اسود حالك قصير وناعم ، بشرة برونزية رجـولية خشنة ، فـمـه ذو مسحة قسوة شـهوانية بعض الشئ ، يمتلك جسدٌ ضخم شديد الصلابة ..
نظـر لـها وهو يحيط بجـسدها مُحتجزاً إياها بين يـديه ، مّد يديه ليـكتم صرخـاتـها الـمتتالية ، وتأمل وجـهها في بسمة خبيثة ، فـهي اجمل بكثير مـمـا يتخـيل ..
ومن ثـم في حركة سريعة خلع عنـها فستانـها ، عضت يديه واطلقت صرخة متوجسة ، وهي تخفي بيديـها مفاتن جسدها البض ، ومن ثـم قالت وسط صرخاتها :
- انت مين ، وعايز مني ايــــه ..؟
لـم يـهتم لكـلامـها ، إذ انه كـمم فمـها بقماشة لتقع بين يديه فاقدة لوعـيـها اثر الـمُخدر الموجود بها ..
ابتـسم هو بـخبث ، وحــمل جسدها الصغير بين يديـه ، غير آبـه بتلك الجريـمة التي يفتـعلها ، عـمـاه عبثه ولـهوه ، لـم يرعَ ضعفهـا امامه ، ولم تـعـتريـه الكِلالةُ لـمـا يفتـعله بـهـا كان كالمُغيب امام شـهوته ..
يُشبه تـمـاماً الملك الذي لا يفعل شي غير انه خبيرٌ بالجواري وألوان الشُرب والتـّـَرف ، يَغتربُ ما يـشاء ، ويقضي حياته فى اللـهو والـمجـون ...
وضـعـها على الفـراش ، وشرع فى إعتدائه عـليـها دون ان يـهتز أمام برائتـها ، فـمـاذا انتِ صانعه امام تلك الذِئاب العاوية !
.......................
عـــنـــد مـــايــا و نــــور ...
رفـعت نور وجـهها إلي مايا فى صدمة بالغة ، فـهتفت قائلة :
- عادل المنشاوي الـمـتـهم فى قضية مـخدرات ..!
مــايـا بحــزن :
- أيــوة هو ..
صاحـت نور بـها قائلة :
- ازاي ده حـصل .. ازاي .. يعنى اسيل بنت عادل .. واخـت .. تــ .. تـمـارا !!
اومأت مايا برأسها ، فاتـسعت عينى نور فى صـدمة قائلة :
- يعنى تـمـارا اللى انا شوفتـها تبقي بنتـه .. ازاي مخدتش بالي .. وازاى اتكرمت .. اكيد طالما ابوها اتسجن علي ايد سلـيم .. يبقي ليـها علاقة بيـه .. نظراتـها مـكانتش مريـحانى .. يا رب استر ..
أردفت مايا فى تساؤل ، وهي ترمُقها بنظراتٍ متعجبة :
- اية اللي انتِ بتقوليه ده ..
اسرعت نور قائلة :
- لأ لأ ولا حاجة .. بس تـمـارا وعادل لازم يـعرفوا !
تنـهدت مايا قائلة :
- هو ده اللى هيحـصل ..
ثـم أضافت فى تساؤل :
- هي أسيل اتأخرت كده ليـه ..
هتفت نور قائلة :
- طب ما نكـلمـها تيجي ..
قالت مايا مفكرة :
- لأ .. انا هبعتلـها مسج انـها تروح والعربية مـعاها .. هروح انا وانتى لـعادل !
نور بصوتٍ عال :
- نعم .. هنروحله فين .. في السجن !!
ردت قائلة :
- أيـــوة يا نور .. لازم اواجـهه .. لازم ..
نور بتساؤل :
- طب وانا لازمتى ايــه ؟
اجابتـها مؤكده بــ :
- مش هكون لوحدي .. انتِ اللى هتشجعيني اني اتكلـم ..
.......................
عـــنــــد آســـــــر وســـارة ...
لـملمت سارة جميع الملابس ، وأحكـمت ربطة حقيبتـها ..
آسر من الخارج :
- يلا يا سرسورتى .. العربية فى انتظار سيادتك .
ابتسمت فى حب ، وامسكت بحقبيتـها واتـجهت للخارج ، امسك بالشنطة قائلاً :
- نفسي افـهم كل ده بتلبسي الجزمة .. يا لهوي عليكوا يا ستات انتوا .. تـموتوا فى البطئ !
هتفت سارة بإسمه قائلة :
- آســــــرررررر ..
اصطنع الخوف ، واجابـها قائلاً :
- انا بـقول نـمشي احسن ..
ضحكت فى غنج ، فـهتف قائلاً :
- لأ انتِ تتعدلي وتبطلي دلع .. انا مش همسك نفسي .. حتى لو فى الشارع ..!
......................
نــهض يـاسر من الفراش بـعد ان أخذ منـها ما يريد ، بل واكتفي ، وأرتسـمت بسمة ثعـلبيه علي شفتيـه ، أخرج كاميرا من جيبه ، وأضبطها ، ومن ثم فرد جسده مره أُخري علي الفراش بجانبـها واحتضنـها في أوضاع حـمـيـمية مُــثـيرة ، تنـُم عن حبـهم الشديد ، واستطاع إظـهار الصـورة بـمـهارة كما لو انـها مستيقظة وتفتعـل ذلك بإرادتـها ، وهي في كــامل قواهـا العقلية ..
نـهض مرة أخري وسـحب الشريط ، وشـرع فى إرتداء ملابــسه ، أمسك بالكاميرا ، وأخرج الشريط منـها ودسهُ في جَيبُه ، ونــظر لـها وعض علي شفـتيه قائلاً :
- يـخربيتك يا سليم .. ده انت مـعاك صاروخ .. صاروخ ايه .. دي مدافع .. وقنابل كـمـان !
وأستطرد وهو ينظر لـها قائلاً :
- مُــزة جــامدة أوووي ..!!
ذهــب نـحوهـا ، وانـحنى بجزعُـه ، وتحسس بـشـرتـها الـمرمرية ، أزاحـها قليلاً لتبيتُ فى أحضانه ، لم يكـد يفـعل ذلك حتى فُتِحت عـيـنيـه علي اتسـاعـها عندما رأي بـُقعة حمراء علي المِلاءة ..!
......................
بــداخــل الـــســـجــن ..
دخلت نور وتبعـتـها مايـا ، سئلا عن عادل ليخبرها أحدهم ، انه لديه زياره الآن ، استأذنته فى الدخول وسمـح لـها و...
كانت تـمـارا تتـحدث مـع عادل قائلة :
- ياسر يـعتبر كده نفذ .. هيخلص ويبـعتلي الصـور .. وبعدين هتصرف انا ..
عـادل مردفاً :
- تـمـام اوي كده .. سليم خلصنا منه .. فاضل آسر باشا ..
تـمـارا بتساؤل :
- بس احنا مالنا ومال آسر .. ؟
رد عادل قائلاً :
- انتِ ناسية ان رامز ليه عداوة معاه .. ورامز بيساعدنا .. بس انا برجح ان ده يـموت علطول .. يبقي اخر حاجة .. نقتلهم بقي بعد ما البيه يتحرق دمـــ ...
فتـح عادل وتـمـارا فمهم ، عندما وجدوا العسكري يفتـح الباب ويدخل منه مـايا .. ويتبعها نور !
تـمـارا في اندهاش :
- نور ..!
فيما اكمل عادل بدهشة ، متذكرا ملامح وجهها وهو يهتف :
- مش ممكن مايا ..!!!
نور بجدية :
- اتفضلوا اقعدوا .. عايزينكم فى موضوع مهم .. كويس انك موجودة يا تـمـارا ..
انصت الجـميع لـمايا ، بينما وقع كلامـها علي مسامـعهم كصواعقٍ راعِدة ، وهتف عادل بعد ان إذدرد ريقه قائلاً وهو قد نسي تـمـاما امر نور :
- وفين أسيل .. عايز اشوفـها
اجابته نور قائلة :
- اسيل فى بيتي ..
نهضت تـمـارا من مكانـها فزعة في صدمة وندم ، بيـنمـا صاح عادل قائلاً :
- بـــنــتــي ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نـهض يـاسر وهو في صـدمة شديدة من ما رأى ، نظر للملاءة وفتــح فــاهُ في دهشةٍ عـــارمـة ، هـل سـليم لم يمس نور ..! ، ذلك امرٌ مـستحـيل ، فـلـن يتـرك هـو امرأه في مـثـل جـمالـها تفلت من بين يديــه ، تنــقل ببـصره قليلاً في جمـيع انـحاء الغُــرفة ، لتــقع عيناه عــلي صورة سـليم بجــانب امرأه ترتــدي فستان زفاف ، يبدو انــها .. زوجـته !! ، إذن من تــلك ؟ ..
انــها بنـت لـم تُـمس ، ولـقد سلبـها شرفـها بـبـشاعه دون أن يــهتز ، سـقطت عِبـرة من عـيناه ، مُتـذكراً سبب ما جـعل منه رجلٌ عــابث ..
flash back ...
ذهــب لـمنزله الذي يقـطن فيه مـع أختـه الـوحـيدة والتي كـان هو في مـقام أبيـها وعائلتـها كـكـل ، بـعد ان تـوفـي والديه في حـادِث سيرٍ مُــروع أودي بـحياتـهم ..
طــرق بـاب الـمنزل عدة مرات ، ولكن ما مـن مُـجيب ، انتابـه الذعر عـليـها ، وفي حركـة سريـعة كسـر الـباب ، وأصـبـح بداخلـه ، وما أن وقـعت عيـناه عـليـها ، حتـي انتـفض قلبه قـبل جسده ، وصـرخ بإسـمـها في صـدمة غير مُـصدق لـمـا يري ...
كـانت مُلـقاه عـلي أرضيــة الفـيلا ، ورأسـها غارق في دماءٍ ، صـرخ في لـوعة وهـو يـخلع قـميـصه ، فاتحـاً أزراره في عـصبية ، وضعه علي جسـدها العاري ، وانـطلق بـها إلي المشـفي كالـمجـنون ..
اطلق صـرخة مـدوية عـندما قـالت الـمـمرضة بأسفٍ شديد :
" مـع الأسف أختـك اتـعرضت لإغتـصاب ومـقدرتش تستـحمل .. البقاء لله "
نـهض من مـكانه ، والدموع تُغرق عـيناه ، وتـمت إجراءات الدفن ..
ذهـب لبيتـه وأخذ يتفقد الأماكن التـي كانت تـمـارس فيـها شقاوتـها الطفولية معه ، التفت لـحجرته في ضجر ، متذكرا انـه كان يـضع كاميرات للمراقبة بداخل المنزل ، حتي يستطيع حـمـايتها في غير وجوده ، ومراقبة تصرفاتـها ، فـتح الجـهاز ، ليصـرخ صرخة ، اهتزت لها جدران المنزل ، اكاد اُقسم بتشققـها ..
فـتاه في عـمر الزهور ، ذات الـ 14 ربيـعاً ، فـتحـت بـاب المنزل ، لينقض عـليـها خمـسة رجال ، ويـفتـرسونـها في وحشـية واحـداً تلو الآخر ، بعـد ان مزقوا ملابسـها ، واعـتدوا عليـها ولم يكتفوا بذلك ، بل نزلوا عـليها بالضرب المبرح ، وضربوا رأسـها بالأرضية ، لتقع فريسة لشـهوتـهم ..
دقـق النظر ، انه يعرف ذلك الرجـل ، انـه الـ "زبال" و زملاءه ، ألذلك ظل يترصـد لـها وانتـهز فرصة عدم وجودي !
بـحث عـنـهم كثـيرا ولكن اين هم ؟ لقد ذهب حق تلك البريئة ودماءها .. يــال بشاعة المنـظر ، وقـســوة وغــدر الـدُنيـا و.. القدر !
وقــع ارضا في حسرة ، ليتحول من بالغٍ عاقل ، الي شابٌ لاهي ، غير آبه بـمـا يفعله ..
back ....
استفاق من ذكرياته ، ناظراً لـها بنــدم ، يبدو انـها فتاه جاءت لـقدرها بالصدفة الـخاطئة !
نـعم انه بات في أحضان الكثيـر من النسوة ، ولكن لـم يُكن شريفات ..! بل كانوا عابِـثـات يبـحثن عـن اللـهو .. ويعشـقن المـجون !
ذكــرتـه بإخـتهُ ، ذهـب للخـارج ، وجلس علي الأريكة ، وضع رأسه بين يديـه في نـدمٍ شديـد ، لقد كانت تترجاه ولكنه لم يكُن آبـهاً بـها ، ولا بشرفـها الذي سُلِــب منـها دون إرادة ..!
........................
بـــداخــــل الـــســـجن ...
نـهـضت تـمـارا قائـــلة :
- ازاي يعـنى في بيـتك ..!!
نور بإستغراب :
- طلعت تجيبلي الموبايل ..
عــادل بتـوجس :
- طب .. طب رني عـليـها ..
مـطت نور شفتـيها في تعجب ، وضغطت علي أزرار هاتفـها ، لتتصل مرة و أكثر ولــكن ما من مُـجيب ..
تلقـت تـمارا اتـصالاً ، نظرت للـموبايل ، لـتجد إسـم ياسر ، ردت في سرعة ، ليـسقط الـهاتف من يـدها ، وعندهـا تأكد عادل من شكوكة وأدمـعت عـيناه حسرةً ، ولكن أيـها المُذنب ذلك عقاب الله لك ، لـعلك تتوب ..
امسكت تـمـارا بنور قائلة :
- خـديني علي بيـتك بسرعة !
.........................
دخــل عادل زنزانـته ، ويــعتريه ثُقلاً من الـهـموم ، صحيحاً " من حــفـر حُـفــــرةٍ لإخــيه ، وقـع فيـها " ولكن ما ذنب تلك البريئــة ؟ ذلك كان ذنبه ، واتـاه عِقاب الله في عِـــرضه ، وتِلك أبـشع العـقوبات ..!
ذهب إليــه رامز مُـتلـهفاً :
- ها يا باشـا الخطة تـمـام ..
نظر لـه عادل قائلاً :
- لأ مش تـمام .. انا مش هكمل يا رامز ..
رامز بإستنكار :
- نعم ..! مش هتكمل ازاي .. ؟؟
هتف عادل صائحاً وهو يـهتز من شدة ما بـه :
- مش هكـمل يا رامز .. بنتي كانت الضـحية .. ضيعتها بإيدي وعـمانى انتقامي .. ياريت اقدر ارجع اللى فات ..
رامز بتساؤل :
- مين .. تـمـارا ؟
رد قائلاً :
- لا .. أسيل
اجابـه في استغراب بـ :
- اسيل مين ؟ انت ليك بنت تاني ؟؟
قص عليه عادل ما حدث ، فأجابه رامز بلامبالاة :
- انت عندك اللي تبكي عليـه لكن انا لأ .. ومش هسيب حقي سواء من آسر او سليم ..!
.........................
عـــنـــد يـــاســـر و أســـيـــل ...
جـلس يفـكر ماذا سوف يفـعل في تـلك الـمـعضلة ..؟ أيـذهب وكأن شيـئاً لـم يكُـن ؟ أم يـذهب ويـعطي تـمارا الصور ويـتركـها تندهش ؟ ..
قـطـع تفـكـيره دخـول تـمـارا منزعـجـة إلي الـمنزل ، تلاها مايا ونـور ..
جـرت تجـاه الغرفة ، واطلقت صرخة نادمة ، اتجـهت صوب ياسر وأخذت تنـهره في عُنف قائلة :
- مش دي يا غبي .. مش دي .. ضيعت أختى .. يوم ما يبقي عندي اخت اضيعها بإيدي .. ليــه .
المشـهد كالتـالي :
- صـدمة نـور ومـايا من ذلك الرجـل ..! وكيف أضاع ..اسيل !!
- دهشة ياسر من كلـمة أختى ..!!
- ندم وحسرة تـمـارا ..
نـور بإستنكار :
- مين انت .. ؟ وايه اللي دخلك بيـتى ..؟ ومالـها أسيل ..؟
نـظرت لـها تـمار ، ثم هتفت بــ :
- كل اللي حـصلنا ده ، بسبب اللى كنا هنعمله ..
نور بإستفهام :
- ايه اللي كنتوا هتعملوه ..
قصت لـها تـمـارا الحكاية منذ القضية حتى إتفاقهم ..
امسكته مايا في غضب، صائحة بـ :
- عملت في بنتي ايه يا حيــوان .. عملت فيـها ايييه ؟!
يـاسر بأســف :
- انا .. آأآ .. اغتصبت أسيـل !!
شهقت مايا في هلع ، وهي تصرخ في لوعه قائلة :
- " بــنـتــي ".. !!
تـمـارا في جدية وقد جفت دموعـها علي خديـها :
- انت هتتجوز أسيل ..!
بيـنـمـا صمت الجـميـع ، وأداروا رؤسـهم عندمـا إستـمـعوا لـصـرخات أسيـل من الداخــل و ..
فريسه فى أرض الشهوات
٢٦ و ٢٧
استفاقت أسيـل من نومـها أثـر الـمُخدر شــاعِـره بــآلام شــديده تـجتاح جـسـدها الصغيــر ، فتـحـت عـينيـها في وهـن ، وفركـتـها في ضعف ، ومن ثـم نظرت حولـها منتقله ببـصرها في أرجاء الغُرفة ، شـعرت بعـدم وعيـها في بـداية الأمـر ، وثـنـت جـسدها ناهضه علي الفـراش ، أمســكت بجسـدها ، لِتــأن في صــوتٍ خـفـيض ، عـضت علي شفـتيـها في وجـع ، ومن ثـم بدأتت تتـحسس مكـان الألم ، لتـعلم ما سببه ، لتفتـح عينيـها علي اتسـاعها ، وتـرتفـع سخــونه جسدها ، ويشتد إرتـجافه ..
تــذكرت ما حـدث لـها بالأمس ، بـأدق التـفاصيـل ، فـكان ذلك المُـخدر كـمـا يوضع أثناء الولاده ، تري ولا تحس ولا تستطيع التحرك ، وتذهب بعدها في ثباتٍ عميق ..
ولكن هنا الأمر يختلف ، فهـو يوضع للأم حتى تقُدر تعبـها وتري كيف تُنجب أحب الناس إليـها ألا وهو طفلـها ، ولكن أسيل فـهى تُمـثل الذبيـحه ..! تري بعينيـها موتـها وذبــحها ، وبـعد ذلك لا تتـأثر ، فـهل تتأثر الذبـيحه بسلـخها بـعد ذبـحها ..!!
صــرخت بـقوة ، صرخـت بكل ما تملك من قـهر وإهــانه ، صــرخت علي شرفـها الذي سُلب منـها ، صــرخت لكــبريائـها الذي هُــدم ، وبــكت وهي تُــلملم شـتات نفســها وتــرتدي ملابســها قبل ان تُـصبح منـظراً جميلاً ، مثيراً للإنتباه ، يلتف ليـراهُ الــجميــع ..!
دخـل الجـميـع الغرفة عــلي صوت صرخاتـها متوترين بـمـا فيـهم ياسر ، ذهـبت إليــه ووقـفت أمامــه ، نـظرت في عيـناه ، وصفعته .. صفعه برغم من ضعفـها إلا انــها تـحـمل الكـثير من الغضب والكره ، وضربت بيــدها الصغــيرة علي صــدره كثيــراً وهي تهتف بــوهن وعصبية :
- انت عملت فيا ايه .. عملت فيا ايــــه .. مين انت .. ضيعت كل حاجة .. كل حاجة ضاعت .. شرفي وبرائتي .. كله .. بسببك .. حيواان مبتحسش .. انت اييييه .. ايــه يا أخي انت ايـه ...
إحتـضنـتها مايا وهي تبكى علي حال إبنـتها ، بينما أحس هو بنغزة تحتل قلبه ، امسكت تـمـارا برأسـها ووضعتـها بين يديـها :
- انتِ اختي يا أسيل .. مش هتعدي بالساهل .. هيتجوزك ما تخافيش .. انا بوعـدك
وهنا نفذ صبر نور ، فـهتفت قائلة في غضبٍ عات :
- متعمليش فيـها طيبة .. انتِ مش عارفة انتِ عملتي ايه .. المفروض اني اكون مكانـها دلوقتي .. مش ده اللي انتِ عايزاه .. بتحبي سليم .. انا هتطلق منه .. خديه ليكي .. مبقاش يلزمنـي راجل بيوعد الستات ويخلي بيـهم .. انا اه عارفة ماضيه القذر .. بس متوقعتش انه يلعب بقلب البنات زي ما لعب بقلبي .. ووهمنى بحبه ليا .. شوفي ربنا .. اختك مكاني .. بس هي ملهاش ذنب .. ملهاش ذنب علشان تقع بين ايدين ناس ظالمة عديمة الإحساس زيكوا .. ربنا ينتقم منكم ..!
تـمـارا وهي تُطأطئ رأسـها :
- انا عارفة اني غلطت .. وانتقامي عماني .. بس انا اتعلمت وهصلح غلطتي !
التفتت نور لياسر قائلة :
- وانت .. ليه عملت كده .. عايز فلوس ؟ ولا علشان رغباتك ؟ ولا أي متعه والسلام !
ياسر بأسي :
- انا عارف اني واطي وقذر وشهواني .. عارف بس انا في سبب للي حصلي .. اختي كانت مكان اسيل دلوقتي .. لا ومش بس كده ماتت بعد ما اعتدي عليـها 5 رجالة وهي عندها 14 سنة !!
نور بتـهكم :
- وطبـعاً اتحولت للشخص ده .. بالعكس المفروض تكون عكس كده .. اختك اغتصبت .. تغتصب انت الباقي ..؟!!!!
اجابـها قائلاً :
- كنت شخص اناني وقتها .. بس مقربتش من البنات .. انا .. كنت بعمل كده مع اللي عايزين كده ..
هتفت نور في عصبية :
- والله ..! علي أساس اني كنت عايزة ..؟؟
صـمت لثوانٍ ، فأجابت قائلة :
- انا حقيقي كان عندي حق .. كلكوا بتجروا وراء الستات علشان غرض واحد بس ، سقف طموحاتكم انكوا تشوفونا من غير هدوم !!
أجابت تـمـارا في حزم :
- من غير اي نقاش ، هكلم المأذون دلوقتي ..!
ياسر متنهداً :
- مش هعترض ، علي الأقل أريح ضميري اللي مصحيش بقاله سنين ..!!
وقفت أسيل أمامه ثم هتفت قائلة :
- تتجوزني شهرين ثلاثة ونتطلق ، ومش عايزه افراح انا ، انا مش طايقه ابص في خلقتك ، حتي مش طايقة اتف عليك ..
كتم عصبيته بداخله من تلك الفاتنة العنيدة طويلة اللسان .. وقرر الزواج منـها .. بينـما اتصلت تـمـارا بالمأذون ، وعزمت مايا ونور وتـمـارا القليلين ، حتى يكون في العلن ..
.........................
عـــنـــد آســــر وســــــارة ...
فــتح آسر باب المــنزل ، وضع الحقائب ، ودخلت سارة قبله ، ذهــب في سرعة وأراح قدمــيه علي الأريــكة ممسكاً بـها في ألم ..
تـمـتم آسر في تعب قائلاً بإرهاق :
- يا بـــوي .. ايـه المشوار ده .. رجلي اتلوحت ..!
قهقهت سارة وهي تـهم بالجلوس بجانبـه قائلة :
- في الـهواء سواء يا اوختشي ..
آسر بضحك :
- اوختشك .. وده من ايــه ده .. !!!
واكمل في سخرية مصطنعه قائلاً :
- مين فينا اللي بيسوق طول الساعات دي .. انا طبعا .. انتي بقي كنتي نايمة وبتشخري .. رجلك وجعتك امتي يا ام سحلول انتِ ..؟؟!
زمت شفتيها في غضب طفولي ، وهتفت بــ :
- انا ام سحلول وبشخر يا آسر .. انا بشخر !!!
آسر بدعابة :
- اه بتشخري يا سارة .. صوت شخيرك خرم ودني !!
سارة وهي لازالت علي حالتها :
- لا مش انا .. ده ابنك ..
آسر بضحك :
- ابني ازاى .. ده انتِ وبتداري علي نفسك .. عارف انا حركات الستات دي !
سارت وهي تغمغم قائلة :
- علفكرة بقي انت بتشخر بليل برضه ..
امسكها في سرعة ودفس رأسها في أحضانة قائلا :
- بهزر معاكي يا حبيبتى متزعليش ..
نظرت له في حب ، واحتضنته في سعادة ..
فيا حواء .. اختاري من يشتري ضحتك وسعادتك ، وليس من يسلبها ..!!
............................
بـــداخل الســــجن ..
جلس رامـــز ينفث دخان سيجارته بشراهة ، ويــهز قــدميه في عـصبية ، فتراجُع عـــادل تسبب لــه في كثير من الأزمـــات ، نــظر للسقف في تفــكير ، أمســك بالقلم وظل يكتب في ورقة ويرسم بشكل مخطط في عــشوائية ، كتب أسر و سليــم ، ونظر لنقـطةٍ ما ، واطــلق ضحــكاتٍ خبيثة وهو يضع بجانبــهم رمز " x " ذلك الرمز يــدل علي القتل ..! ..
أشار بيـديه لرجلٌ ما ، انتبــه له ذلك الرجل ذو الهيئة الإجرامية ..
شعر مشعث .. وجه قبيح مشوه .. سمين .. يدعي " زيكو " .. ذهب إليه قائلاً :
- خــدامك يا باشا ..
أعطاه رامــز برشاماً يغيب العقل ، فالتقطه كالمسعور ، وهتف قائلاً :
- اؤمرني .. طلبك مجاب ..
أعطي له صورتين ، وهتف قائلاً :
- الأتنين دول .. في ظرف يومين خبرهم يكون عندي ..!
دس الرجل البرشام في جيبــه ، وقال مؤكداً بصوت أجش :
- ســهلة يا باشـا .. في أقل من يومين .. بس حقي محفوظ ولا ايه ..؟
رد رامز قائلاً :
- يوصلني خبرهم .. حقك يجيلك .. غير كده ملكش حاجة عنــدي ..!
اومأ الرجل برأسه موافقاً ، فأرتسمت ابتسامة واثقة .. منتقمه علي ثِغر رامز .. والتفت يدخن في خبث ..دد
...........................
عـــــنـــــد يـــاســـر و أســـــيـــل ...
أمسك المأذون بالمنديل ، ومن ثم وضعه جانباً وهو يقول :
- بارك الله لكما .. وبارك عليكما .. وجمع بينكما في خير ..
نــظرت أسيــل له في غل ، وهي تحترق من الإهانة والحزن ، بينما تنهدت مايا في أسي ، علي الأرجح كان ذلك نفس شعور الجمــيع ، ولكن البعض الآخر مسرورين ومتعجبين من سرعة الزواج ولكل شخص حريته .. ولكن يا تري ما هي رغبات القدر ..!
............................
عـــــنـــد ســــليـــم ...
انـــهي مهمتــه ، ومن ثم أحضر حقيبته ، واتــجه إلي مصر وبالأخــص إلي " نــور " ..
طرق البـــاب عدة مرات ، لتــفتــح لـه تــمــارا و ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٧ قبل الأخير
انـتهت مــراسم عقد القران ، لـتنهض تـمـارا قائلة وهــي توجـه نظرهــا لياسر :
- هتـعمل أيه دلوقــتي ..؟
تـنـهد ياسر ، ومسـح علـي وجـهه قائلا :
- انا ليا شقة ملكي هـنا ، هي متوضبة من كله ، هاخدها ونعيش هناك ..
رن جرس المنـزل ، فنـهضت نور قائلة :
- ده أكــيد سليـم ..!
امسكت تـمـارا بيديـها قائلة :
- خليكي انتِ .. انا اللي هفتح ..!!
نظرت لـها نور فبـادلتـها تـمارا النظرات ، يـبدو ان هـناك مؤامرة ضده ، تحـالف فيـها أكثر النساء كيداً وذكاء ، فـعُذراً يا سـليم فلقد وقعت في الفخ ..!
امسكت تـمـارا بمقبض البـاب ، وأدارتــه في خفة ، لتبــتسم في خــبث لرؤيــتها لســليم ...
- نظــر لتـمـارا في صدمة ، وأذدرد ريقـه في تـوجس ، خصوصا ً بعـد ان مر من أمامه يــاسر وفتـاه صغيرة السن ..
ســليم بـتلعثـم :
- تـمـارا .. آأآ .. ايــه اللي جابك هنـا ؟
وهنا جاء دور نور فـتهتف بعد ان ظـهرت امـامـه عـاقــده ذراعــيــها امام صدرهــا :
- وانــت عـرفت انـها اسـمـهـا تـمـارا منين ..؟
فتـع سليم عينيه وقال بعد ان استعاد قوته :
- من الحفلة انتِ قولتليلى اسمها تـمـارا ..
هتـفت نور قائلة :
- لأ يا سليم .. انا مقولتلكش اسمـها ..
صمت لثـوانٍ ، فأجابت ساخرة :
- تـحب اقـولك انت تعرفــها منين ..!
اغمـض عيـنيه ، ومن ثـم عض علي شفتيـه ، ووضع لسانه علي أحد جوانب شفتيه ، ومد يديه يمسـح بها علي شعره الغزير ، وتأكد انه بمأزق ، تقدمت منـه نور قــائلـه :
- طلقـنى يا سـليم ..!
هـتفت بذلك بخبث انثـوي ، متأكده تـمـام التأكيد انه لن ينطق بذلك ، فـقررت التلاعب علي تلك النقـطة ، لتنتقم ، ويعـترف بعد ان يجري علي قدميه ويقف علي رأسه ليـحصل علي رضاها ..
امسكت مــايا بـتمارا حـتي يذهــبوا ، بينـمـا تحدثـت تـمـارا بهمس عــند أذنيــه قائلــه :
- من أعــمــالكـم سُــلط عــليكم يا حضرة الظابط ..!
ذهب الجميع ، وتبقي سليم ونــور ..
نظرت له ، فذهـــب إليـها قائلا :
- الخرافات دي تتشال من دماغك ، طلاق مش مطلق ، واعلي ما في خيلك اركبيه ، أل طلاق أل ، عند ام حسن يا حبيبتى ..!
ثم تركـها وذهب تجاه غرفته ، مستريحا من تعب يومه ومهمته .. بينما ابتسمت هي في سخرية وقررت تنفيذ خطتها ..
...........................
هبــطت أسـيل علي مضض ، ذهب ياسر تجاه سيارته وكاد ان يفتحها لتجلس ، فرمقته بقوة ، وفتحت الباب وجلست ، ومن ثم اغلقته في وجهه بقوة ، عض علي شفتيه في غيظ ، وأستدار ليقود ، وجلس بجانبها ، ادار محرك السيارة ، وانطلق نـحو المنزل ...
أمســكت أسيل هاتفها ووضعت سمـاعات الأذن ، واغمضت عينيها في حزن واستمعت للموسيقي الهادئة ، قــدر هو حــالتها ، واكمل قيادته بعد ان تنهد في حيره من القــادم ..
......................
عــنـــد آســر و ســـارة ...
جــلس آســر علي الأريــــكه ، وتــمدد بعد ان ارتدي نظارته الطبية ، وبدأ في قراءة الجرنال في اندماج تــام ، يرتسم الغضب علي وجهه تاره والفرح تاره اخري واخيرا خيبة الأمل ، كل ذلك حسب الأخبار ..
تـقدمت هي منه في دلال ، وقد ارتدت منامه قطنية حمراء مريحة لوضعيه الجنين ، لم ينظر إليــها ، فاقتربت منه وظلت تــنظر إلــيه وتلعب بحــواجبـها ، حاول ان لا يضحك وأدار وجـهه وتصنع الجديـه ، فزمت شفتيــها في غضب طفولي ، وامسكت بالنظارة وسحبتها من عينيه ، رفع حاجبة وقطب جبينه في جدية ، وتصنع عدم الإهتمام ، وادار وجهه مرة اخري ، جلست بجانبه وأزاحته بظهرها ، ليجلس الجهه الأخري ، نفخت في غضب ، وسحبت منه الجرنال ، نظر لـها وحـاول الإمساك به ، خبأته وراء ظهرها ، فنظر لها قائلا :
- طالبة معاكي رزالة يعني ..
اومأت برأسها ، وقالت في غنج :
- ما انت مطنشني يا آســر .. وانا زهقت .. يرضيك كده يا آسورتي ..!
اقترب قائلا:
- لأ .. اخص عليا .. هبقي أراضيكي ببوسة .. هاتي الجرنال بقي
دبت علي الأرض بخفة ، ونفخت قائلة :
- مليش دعوة .. عايزة اخرج
رد قائلا :
- تــ ايه يا اختي ..!!
اجابته في براءة :
- اخرج يا آسورتي .. انا زهقت
مسح علي رأســه ، ونظر لها قائلا في أمر مصطنع :
- طب اتنيلي البسي ..
هتفت بفرحه قائلة :
- يعني هتخرجني ..!!!
رد بسخرية :
- لا هشوف الطقم عليكي .. انجزي يا بت ..
القت بالجرنال ، وانطلقت لتغيير ملابسـها لتستعد للخروج مع حبيبها آســر ..
.......................
عـــنـــد سليم و نور ...
جلست نور علي الفراش وهي تنام علي بطنـها ، ومن ثم نهضت من مكانها ، وهو يراقبها ، وفجأة امسك بذراعها قائلا :
- ياريت متختبريش صبري بعد كده ..!
رد قائلة :
- انا حرة ..
هتف بنفاذ صبر قائلا :
.. بطلى بقى عنادك ده ونشوفيه راسك ..
نور ببرود وتحدِ .. انا كده .. لو مش عاجبك طلقنى !
سليم وهو يقترب منها حتى انها شعرت بانفاسه الساخنه تلهب وجهها وقال بصوت اجش ونبره رجوليه عميقه :
- دماغك ناشفه .. اكسرهالك ! , لكن طلاق مش مطلق ..
ثم احاط خصرها الدقيق بيديه ثم قال :
- ولو عايزانى اثبتلك انك مراتى وانى مش هطلقك , وفى سرعه صدمتها التقت شفتيها بين شفاه واقبض عليهما فى قبله عميقه وطويله .. حاولت ابعاده عنها ولكن محاولتها باءت بالفشل فهو سليم .. وقد وقعت فى براثنه حتماَ ولن تستطيع الافلات منه مهما كانت محاولتها ولكن مع الوقت استسلمت له ورفعت الرايه البيضاء .. ابتعد عنها ناظراً فى عينيها بقوه ثم قال بظفر .. ده مجرد اثبات صغير , انك ملكى ..!!!!
........................
عــــنـــد يـــاسر وأســــيل ..
مر يومــان وهي تتجــاهله ، وهــو تعلق بــها كثيراً ، وهي ايضاً علي الأرجح ، فالحب يأتي بنظره .. نظره تخترق القلب ، بدون مواعيد او اماكن ، الم تسمعوا عن الصدفة ..! مهما كانت الظروف ، فالنظرة تكفي ، لتخترق القلب ..
تحممت أسيل ، بينما كان ياسر في عمله ، فلقد بدأ في العمل بشركة والده التي اتركـها وهمشـها ولكنه قرر إعادتـها و تصبح و مركز في السوق التجاري ، سحبت المنشفة ، واتجــهت نحو الخزانة ، ولقصر قامتـها لم تستطيع جذب ملابسها من الجزء العلوي ، يال الغباء ..؟ فمن نظف الخزانة بالتأكيد لم يعلم بطولها ..
فـــتح باب المنزل ، واتـجه نحو غرفة نومه ، فتح الباب ، وجلــس علي السرير ، لم تنتبه له بل ظلت تقفز لجلب طرف المنامة ، نظر لتلك الفاتنة في صدمة ، واذدرد ريقه ، فلقد ابتعد تماماً عن الفحشاء وتاب لربه ، ومن تاب لربه سيصلح له حياته و.. حبه !
فاتنة .. ترتدي منشفة قصيرة .. شعر مبلل .. طويل .. قدمين رشيقتين .. منظراً فاتناً تلتف له اقوي الرجال ملهوفين ..
اقترب منها ولف يديه حول خصرها ، لتصرخ في هلع ، التفت له قائلة :
- .. آأآ.. انت بتعمل اية .؟
نــظر لها ، وهتف قائلا :
- ايه .. بعمل ايه .. انتِ مراتي ..!
ردت في سخرية :
- مراتك ..! من امتي
قال في جدية :
- ايوة مراتي .. شرعاً وقــانوناً ..
قالت بصوتٍ عال :
- وده من أيه ده .. انت ناسي اللي انت عملته ..؟
ياســر بغضب :
- لولا اني غلطان كنت عرفتك ازاي تتكـلمي مـعايا ..!
واجابـها في نفاذ صبر مكملا :
- وبـعدين انا ندمان ، وحـــاولت اصالحك بأكتر من طريقة .. اعمل ايه تاني .. حالي اتصلح وتبت .. بقيت بشتغل وبعمل كل حاجة ترضيكي .. ايه تاني فى أيدي ممكن اعمله ..؟
صـمتت وعضت علي شفتيها ، فهو يحــاول بشتى الطرق إرضائـها ، وهي لا تهتم ، هتف قائلا :
- بــحبــك ..!
نظرت لـه في صدمة ، فتقدم منها قائلا :
- بحبك من يوم ما بصيت في عنيكي وانتي مصدومة من اللي حصل ، حسيتك شبه اختى اوي ، فى جمالها وبرائتها وحنيتها .. اسيل انتِ متنفعيش في دور التقيلة اللي انتِ بتمثليه ده .. انتِ ارق من كده .. انتِ رجعتي مشاعر ادفنت .. وانسان كان هوائي رجعتيله عقله من غير ما تقصدي .. ببرائتك !
مسد علي شعرها ، وهتف قائلا :
- مســامحاني ..؟
أحست بضعفه امامها ، فأحتضنته في حب قائلة :
- وانا كمان .. بــ..
وضع يديه علي شفتيها مقاطعا :
- مش دلوقتي .. لما تحسيـها هتقوليـها .. انا متأكد ..
نظرت له بعينيها التي يتوه بسحرها ، فتقدم منها مقبلاً اياها في عمق و...
استيقظت " أسيل " في صباح اليوم التالي ، لتجده مستلقياً قربـها يراقبها في سعادة وحب ، فيما علت إبتسامة خفيفة علي وجهه ..
تمددت أمامه بأنوثة ، ثم سألته بغنج قائلة :
- يـا تري بتقارن بيني وبينهم انا احـلي ولا..
قاطعها واضعا ً يديه علي شفتيها قائلا في ضحك ، فيما طوقها بذراعيه الفولاذيتين ذو الملمس الخشن :
- متكمليش .. انتِ أحلي في كل حاجة .. جمالك .. ضحكتك .. برائتك .. دلعك .. اختلافك واستثنائيتك .. وضعفك ..! مفيش واحدة من اللي عرفتهم فيـها اي حاجة منك ..
ابتسمت بخفة ، واجابته قائلة :
- بحبك يا ياسر .. رغم كل حاجة بحبك ..
اقترب منها قائلا :
- اد اية مبسوط بإعترافك ليا .. انتِ بقيتي ليا لآخر عمري .. بحبك يا أسيل ..
داعبت خصلات شعره الـملساء الثائرة ثم قالت في دلال :
- مفيش واحد دخل قلبي غيرك .. بحبك .. انت وبس !
.........................
بــعــد مــرور أسبوع ..
طلب اللواء " اسماعيل " آسر وسليم في مهمة ضــرورية تحتاج لأسبوع او اكثر ، وتدريب من سليم لزملاءة استعداداً لذلك ..
ذهبا إليـــه ، ليملي عــليــهما ما يجب ان يفعلاه ..
..........................
بـــــداخـــل الســـجن ....
جـــلس رامز ، وبجـــانبه " زيكو " ليهتف بخبث قائلا :
- المهمة النهاردة .. مش كده ؟
زيكو مؤكدا :
- تمام يا باشا ..
رامز بجدية :
- المهمة دي تخصنا وبدخول الاثنين دول .. هتبوظ
زيكو بتساؤل :
- اوامرك يا باشا ..
رامز وهو ينظر أمامه بمكر ، ونظرة ثعلبية شامته :
- التنفيذ النهاردة .. قبل العملية !
.......................
خـــرج آسر وســ.ليم من بنــاية أمن الدولة ، بينما كان هناك موتوسيكل به رجل ٌ ملثم ينتظر الإشارة من الرجل الواقف بجانب صندوق القمامة ..
وقف الرجل بجانب صندوق القمامة متربصاً لحركتهم ، ليهم آسر بفتح باب السيارة ، ليشير له الرجل بالإنسحاب ، ولكنه .. اطلق الرصاصات إلي حيث هدفها و ...
فريسه فى ارض الشهوات
الفصل ٢٨ الأخير
خـرج آســر وتلاه سليـم ، امسك " آسر " بباب السيارة ، ومن ثم هـتف قائلا :
- واضح كده ، ان العملية دي مش هتعــدي علي خـير ، قلبي مش متطمن ، مش عــارف ليه ..
سليم بســخرية :
- من امتي واحــنا بنفكر في اللي جاي ، انا عمري ما خسرت في عمليـه ، ولا عمر الهزيمة عرفتلي طريق ..!
***
علي الجانب الآخر ..
تقـدم الرجل بالموتوسيكل وصـوب الرصاصات في الوقـت الخطأ وبدون تفكير ..
نظــر آســر لسليم الــذي وقـع ارضاً ، وتتفجر الدماء من جســده ملطخة قميصه ذو اللون الأبيض ، هبط سليم بركبتيه وافترشت دماؤه الارض ، أمسك بجرحه العميـق ضاغطاً علــيه في ألم ، وفتـح عينيه علي إتساعهما ، أسرع آسر اليه صارخاً :
- ســـــليـيـيـيـيـيـيـم ..!
نــظر له سليم في ألــم ، ومن ثُم أغمض عينيه التي اصبحت حمراء كالدم وغـــاب عن الوعي بين يديــه فصـاح آسر بقوة قائلاً :
هــاتولي ولاد الكـــلب دول ..!!
ثم انحني بجزعه قليلاً ، واستطاع بقوته ان يحـمل سليم بين يديه ، وضعه في السيارة ، وعدل من وضعه ، وربط حوله حــزام الأمان ، واستدار ليقود ، وانطلق به إلي المستشفي ..
............................
بـــداخل إدارة أمن الدولة ...
كان الجميع علي علم بما حـدث لـ " سليم "
بينما استطاع الشرطيين القبض علي هؤلاء الرجال الملثمين ، ولكن فلت الرجل الآخر ، وهـرب ليخبر رئيسه بالفشل ..
.............................
فــــي الـــــمــستـــشــفي ...
وصل آسر ، وحمل سليم مرة أخري ، وصرخ بالأمن قائلا :
- انتوا واقفين بتعملوا ايه .. صاحبي بيموت .. اتعميتوا
أسرع الممرضين بجذب العربة ، ومن ثم وضعوا سليم بـها لينطلقوا إل غرفة الطوارئ ..
مــرت ساعه .. ساعتين .. ثلاث ساعات .. ولم يخرج ..
مع بداية الساعة الرابعه ، خــرج الطبيب وتتناثر حـبات العرق علي جبينه ، خلع معطفه الطبي ، أسرع آسر إليــه قائلا في قلق :
- ايه الأخبار يا دكتور ..؟
طمأنـه الدكتور قائلا بـعد ان تنهد :
- الـحـمدلله .. عدينا مرحلة الخطر .. الرصاصة كانت علي بعد سنتيمترات عن القلب .. ودلوقتي اتنقل في أوضة عاديـة ..
رد في تساؤل ، بعد ان سـحب نفسا في راحة وزفــره عـلي مـهل :
- طيب اقدر اشوفه يا دكتور ..؟
اجابـها " الدكتور " في هدوء بــ :
- هو حــاليا نايم .. تقـدر تجيبله غيار ليه اول ما يصحي ، واول ما تيجي ، تقدر تدخله يكون فاق من البينج ..
اومأ آسر برأسه ، وقرر ان يذهب لجلب الملابس من نور ، نظرا لعدم معرفته بمكان شنطة ملابس سليم الأخري ..
..................................
فــي الســــجــــن ...
وصــلت رسالة إلي هــاتف رامز السري الذي يـخبأه بعـــيداً عن الأنظار ، وقد أمر " زيكو " بأن يبتاعه له ..
وكان محتواها " العملية فشلت ، والرجالة اتقفشت ، انا بس اللي فلت " ..
امسك رامز بالموبايل ، وقذفه بالحــائط في عصبيه مُفرطة ، واخذ يضرب في كُل من امامه ، ويصرخ في غـضب ، ظل يصرخ وقد شُـرخت الجدران لقوة ذئيره ، حــاول الجـميع تــهدئته ولــكن إزداد في صــياحه ، تـحولت بعد ذلك إلي قـهقات عاليــة ، أدت إلي إفلات جُزء من صـوامِيل عقله ، وأصبح في حـالة جنون ، وذلك جزاء من يَظلم ، فقد كان من الرجال الجائرين ، وكالأفاعي التي تخرج من جحورهـا ، ومن ثــم تُقتل بـعقاب الله لها .. فـ " إنّ الله شَدِيدْ العِقَاَبْ " ولكـن من يفهم ..؟ فهم كالمغيبين وهم في صحوة ..
............................
كــانت نـــور تجلس علي الأريكة مُستريحـــه بجـسدها ، وفجأة نـهضت من مكانـها مذعورة ، وهي تتحسس بيديها مكان نبضات قلبـها التي تزداد بشكل مستمر في فجأة ، توجست خـائفة علي سليم ، ونطقت بإسمة بين شفتيـها في قـلق وارتجاف ، طُرِق بــاب المــنزل ، فنـهضت في سرعة وركضت حتي فتحت باب المنزل ، لتجد آسر أمامها ..
هتفت آسر في تـنـحنـح :
- احـــم .. ممكن تجيبي غيارات لسليم ..
قطبت جبينـها في قلق ، وأردفت قائلة :
- سـليـم فيه حاجة .. ؟
رد بتلعثم :
- .. آأآ .. لأ .. مفيهوش حـاجة .. هو كويس .. بس محتاج غيارات علشان نسي ياخدها ..
هتفت في غضب وتوتر قائلة :
- آسر .. سليم معاه كل اللي محتاجه .. ماله سليم يا آسر ..؟!
زفر قائلاً في نفاذ صبر :
- سـليم اتصاب في عملية .. وهو في المستشفي ومحتاج غيارات ..
وتابع في سرعة :
- قبل ما تكملي .. هو كويس .. انجزي بس بسرعة ..
أسرعــت بترتيب الملابس ووضعتها في حقيبة من القماش ، وارتدت ملابسها علي عجالة ، وخرجت قائلة :
- مش هتمشي من غيري يا آسر ..
اضطر للموافقة ، وسحبها معه ، وسط قلقها وخوفه من رد فعل سليم عندما يعلم بأمر نور ..
..........................
بــــــداخـــــل المــــستــشـــفـــي ...
صـف آســر سيارته بالقُـرب من المشفي ، فأســرعت نــور بفــتح بـاب السيــارة ، وانطلقـت بدورها بداخـل المشفي ، وذهبت إلي موظف الإستقبال في خطوات سريـعة ، تـسئل عن رقــم غرفتـه ..
نــور بتساؤل ، وهي تلتقط انفاسـها :
- غرفة سليم الحــديدي ..؟
اجابـها الموظف في هدوء ، وهو ينظر إلي شاشة الكمبيوتر التي امامه :
- غرفـة رقـم 202 الـدور التانـي يا فـــندم ..
ركـضت نور في ســرعة تلاهـا آسر ..
..............................
في داخـــــل الــــغـــرفة ..
كــان " سلــيم " يـحاول الــنـهوض بمـساعدة الطبية التي كانت تـمسك بذراعـه ، والممرضــة التي يســتند عليــها ، وقفـت الطبيبة أمــامه ، وأخذت تتـحسس جبينه ، اعطته عكاز معدني يستنـد عليـه ، رغم محـــاولاته المستـميـته في الوقوف ، ولكـن كان صــدره يؤلـمه بشدة ..
فوجئ الجـميـع ، بنور تفتح بــاب الغرفة بـعصبيــة غير مـهتمة بالموجودين ، لم ترَ غير حبيبـها الذي كان في حالة يرثي لـها ..
كان عـــاري الصدر .. شاحب الوجــه ويبدو عليه التعب والأعياء الشديد .. وتلتـف الضـمـادات حول صدره وذراعه الأيـمن ..
تــســارعت نبضات قلبـها ، واشـتد انقـباضـه من فرط قـلقـها عليــه ، لم تأبـه بنداء الطبيبة عليــها بل أسرعت لتقف امــامه ، وتقابلت الأعيُن في لقــاء حـار ملئ بالعـتاب و.. الشوق و الخوف أيضاً ..
كيف لـه ان لا يخبرها بتعبه ، وهــو أحب الناس إليــها ، ابــتل وجـهها بدموعـها ، وأردفت بصوت متحشرج يحمل غضب عات وعصبية شديدة :
- يــنفع اللي بتـعملـه فيا ده ..؟ تـعبان وانا آخر من يـعلم .. ليك مين غيري يحبك ويخـاف عليك .. قولي ليك مين غيري ..؟
نظرت الطبيبة والممرضة لبـعضهما ، ثم انسحبا وتركوهم وحــدهم بما فيـهم آسر الذي ظل صامتا امام باب الغرفة ..
امسكـها من كتفيــها في حنو قائلا :
- اهدي يا حبيبتى .. انا كويس ..
تساقطت دموعها ، وأردفت في لوم :
- لـيه مقولتليش .. ليه تعمل فيا كده .. !!
ومن ثم إحتضنته ، بعد ان لــفت يديـها حول عنقه ، واجهشت بالبكاء ، فربت علي ظهرها قائلا في ضحك :
- بالراحة يا حبيبتى .. انا مضروب بالنار مش واخدلي بوكس ..!
قـهقت في صـوتٍ خفيض ، فـهتف في غزل :
- انا بشكـر الراجل اللي ضربني بالنار .. علشان اشوف لـهفتك دي عليا ..
واكمل في خبـث :
- ألا قــوليـلي يا حـبيبتى .. مش عـايزة تطلقي .. ولا غيرتي رأيك !
ضربت بـيدها علي صدره ، فتـــأوه قائلا :
- أااااااااي .. يا بنت اللذين !
هتفت وهي تزم شفتيـها قائــلة :
- أحـسن تستاهل ..
واستـعارت جملتـه مضيفة بـ :
- أل طلاق أل .. عـند ام حسن يا حـبيبي !!
رد في إنزعــاج مصطنع قـائـلا ً :
- طلاق ..! مين اللي جاب سيرة الطلاق ، لما اموت ابقي قولي كده
وضعـت يـديـها علي شفـتيه قائلة :
- بـعد الشر عنك يا حبيـبي ..
أجابـها في حب :
- بــحبك يا ام لـسان طويل ..
استعاد وجـهها إشراقته ، وهتفت بـ :
- وانا بــموت فيك ..
وهـنا هتف آســر قائلا وهو يـذهب تجاه سليم :
- حـــبوني مـعاكوا ..
هتف سـليم قائلا :
- الله يخربيتك .. بتطلعلي منين انت !!
رد في سخرية :
- من الباب يا زميلي .. هيكون منين
سليم بتـهكم :
- زمـيــلك .. علي أساس اني بشحت مـعاك عـلي بـاب الســيدة ..!
وضع آسر يــديـه علي صدرة ، وهتف قائلا :
- تصــدق انا غلطان واستـاهل ضرب الجزمة علشان شيلتك وانت غرقان في دمك ..
سليم مؤكـــداً :
- ده واجبك يا بابا ..
وأكمل بسخرية : - امال لو مكنتش قد 33 تيران بعرض الحيطة .. كنت عملت اية ؟
رد مؤكدا : - كان جــالي ديسك ..!
وأكمل قائلا :
- لو انا قد ال 3 تيران دول .. انت اية ؟
صمت مفكر ، وأجابه بـ :
- هـــرقل ..!!!
قـهقه الجـميـع ، وجلـسوا بجـانب سليم بالمشــفي ..
***
فــــي صــبــاح يـــومٍ آخر ..
صــرخت ســارة فـــزعه من نـــومـــها ، واطلقت صيــحات متألـمة يبدو انـــها ولادة مـبكرة ، أخــذت تهـز في آسـر الــذي رد عـليــها ناعــساً :
- سيبيني انام شوية ...
صرخت عند اذنيـه ، فانتفــض في فــزع قائلا :
- عــايزة أيـــــه يا بنت المجنونة ..
ردت في غضب ، وهي تمسك ببطنـها في ألم :
- بــــولد .. فــز قوم وديني المستشفي ..
نــهض في ســرعة وساعدها في إرتداء ملابسـها ، كاد ان يرتدي ملابســه ، فصرخت قائلة :
- بــقولك بولد .. انا لسه هستني لما تلبس هدومك ..
رد عابسا :
- يعني انزل بالشورت والفانلة يا حبيبتى .. هلبس بسرعة ..
صرخت مرة أخري ، فـحـملـها في نفاذ صـبر قائلا :
- احـملي انتِ وانا يطلع عين امي .. الله يخربيت صـريخك اتطرشت ..
.........................
بـــــداخــل الـمســتــشـــفي ..
وضــعها علي العربة وسط نظرات الإستغراب من ملابسه ، مسح علي شعره قائلا بعد ان ذهبت لحجرة العمليات :
- يا فضيحتك يا آسر .. فاضلك الكاب .. وتبقي أحمد السقا .. واللي ما يشتري يتفرج ..!
امسك بهاتفه ، وبــعث رســاله لسليم يطلب منه الـمجئ نظرا لحاله زوجته ، وانه لم يحضر ملابس ، فنور ستتصرف ..
........................
كــان سليم يــجلس علي الأريكة بعد ان كتبت له الطبية الخروج .. ونور تنظف لــه الجرح ..
نظر لـها في خبث قائلا :
- الـحلو أيــديــه نــاعمة اووي ..
ارتبكت قليلا ، واحــمر وجـهها خجلا ، وهي تنـهي عملـها ، فأكمل قائلا :
- قــوليلي بقي .. كنتِ بتقولي أية امبارحــ...
لم يكمل جملــته ، واستمع إلي رنين رسالة نصية ، كادت نور ان تذهب لجلب الهاتف ، ولكنه امسك بـها قائلا :
- سيبك من الرزل اللي بـيرن .. انا هقفل التليفونات .. واقطع علاقتي بالناس دي .. وافضالك يا جميل !
نظرت لـه في لوم ، وامسكت بالهاتف قائلة :
- افرض حاجة مهمة .. خد شوف
نظر للهاتف ، وزفر في ضيق ..
قرأ الرسالة ، وقص علي نور ما بـها ، فقالت :
- شوفت بـقي .. يلا انا هجهز الحاجة ونروحلــهم..
............................
بــــعــــد مرور 5 أعـــوام ..
كــان عـــادل قد توفي في السجن ، بــعد ان استسمـح ابنتـه التي قامت بزيارته بعد تشـجيـع من ياسر غير متقبله لذلك الموضوع ، ولكن في النهاية سامحته ،وسافرت تـمـارا مرة أخري لتعيش حياتـها ..
***
اما رامز فْقد فَقَدَ عقلة تـمـاما ، ونُقل لمسـتشفي العباسية ، بـعد ان اصبحت جرائمه لا تعد ولا تُـحصي ..
ذلك كــان ذنــــبـــه ..
***
اكمل سليم وآسر عملـهم بـعد ان حُكم علي من حاولوا قتله ب255 سنة مع السجن المشدد .
.
***
عـــنـــد ســـراج و مـــايا ..
امسكت مـــايا بــفتاه صغيـرة تـبلـغ من العمـر ثـلاث سنوات ، وأخــذت تداعبــها بيديـها ، وتطلق الصغيــرة قهقات عالية ، أثر دغدغات جدتـها لــها ، جاء سراج من الداخــل قائلا :
- كــبرنا يا مايا .. وبنتنا جابت بنوتة زي القمر ..
امسكت مايا بالصغيرة التي امتــدت يداها طالبة من جدتـها ان تحمـلها ، ووضعت رأسـها علي كتفيـها ، واخذت تربت علي ظـهرها في حــنو ، ، فـهتف سراج قائلا:
- مش كفاية واخدة البنت من امـها ..
ردت مايا ، وهي تمط شفتيـها قائلة :
- انا نسيت امـها دي " ملك " كل حياتي دلوقتي ..
رد قائلا :
- اه منكم يا ستات .. محدش فاهم ولا هيــفهم دماغكم ..
.......................
عـــــنــــد آســــر و ســــارة ..
كانت ســارة نائــمة علي الفراش ، وتلــعب بيــديـها في شــعره الغزير الناعم ، وهــو يـلقي علــيها عبــارات الغزل الصريــحة ، بـينما في وسط اندماجـهم تــقدم منـهم طفل في الــخامسة من عــمره يــدعي " عـــدي "
ورث كل شئ عن آسر .. ملامـحه .. اسلوبه .. وخفة ظله .. وحنيته .. نستطيع ان نقول انه نسخة مصغره من والده .. يعشقه ويحب تقليده في كل شئ ..
نـظر لـهم الصغير في صــدمة ، وهو يتثاءب :
- أيــــه ده شــــكس ..!!
وأردف في خـبث طفولي :
- عـلشان كـده كنت بتوزعـــني يا بـــابي وعـايزني انام ، عــلشان تستفرد بالمزة ..!
نــظر لـه آسر بإندهاش ، ومن ثم رفـعه بجانبـهم علي الفراش قائلا :
- مــين ده ..؟!
أردفت سـارة ضاحكة :
- ابـنك يا حـبيبى ..
امسك عدي بوجه والده ، وأداره إليـــه قائلا :
- اه انا ابنك يا حبيبى ..
قهقهت سارة تلاها آسر ، وعلا في الوسط صوت ضحكات الصغير الذي أخذ آسر يقبله من جميع انـحاء جـسده في حنان ودلع أبــوي ، تسبب في تعــلُق الطفل بــه ..
أخذ الطفل يركل والده بقدميه ، وهو يحاول التملص منه ، بينما تزحلق آسر ووقع علي الأرض أثر افلات الملاءة التي كان يستند عليـها ، فتأوه قليلا ، وهتفت ساره والصغير بخوف :
- مالك يا آســر ..؟
رد بصوت متحشرج وهو يمسك بظهره :
- ولا حـــاجه يا حبيبتى .. الظاهر كده انه .. شرخ في العــصعوص ..!
...............................
عـــــنـــد ســليــم و نـــــور ...
كانا يسيران علي شاطئ الإسكندرية ذو الهواء النقي ، ويداعب الهــواء خصلات شعرها ، ويتطاير معها اطراف قميص سليم الذي فتحه علي أخره ، أوقفها بـعد ان داعبت الـمـياه قدميـها ، وبشرتها العسلية ، ووزنـها الذي لم يتأثر بفعل حــملـها ، امسك سليم ببطنـها ثــم تحسسـها في بطئ وحب شديد ، فلقد تحسنت حياته 180 درجة بعد ان سمع بخبر حمل زوجته وحبيبته نور ..
امسكت نور بـعنقه في دلال ، وقالت بصوت أنوثي رقيق :
- سليـــم .. شيلــني ..
نظر لـها في حنو ـ ثم في حركة مسرحية ، ثـني جسده قائلا :
- أمرك مـــولاتي ..!
................................
فــي مكان آخر ..
عــــنــد يــــاســر و اســـــيل ...
جلس ياسر علي النجيلة بداخل الحديقة الخضراء ، وفردت أسيل رأســها علي قــدميـه قائلة :
- ملك وحشتني اوي .. ماما واخداها مـحسساني انــها بنتـها وانا ضرتــها ..
قهقه ياسر قائلا :
- ولا تزعلي هنروح نجيبـها بكرة .. بس النـهاردة ليـا بقي ..
ابتسمت في خجل ، فـحـملـها قائلا :
- وانــا حقي لازم يجيلي كــامل .. انا راجل بشقي !
***
وفــي النــهاية أصبحت الحياة جميلة ، وعلي ما يرام ، بعد بداية مُتـعبة ..
نعم ان كلا منهن أصبحت فريسة ، في أرض الشـهوة ، وتحت رحـمة رجل ..
ولكــن في بــعض الأحيــان تكــون الشــهوة .. مرغوبة !
تــــمـــــت ..
تفاعل حلو بقا تشجيعا على سرعة نزول الحلقات
😘😘😘😘😘
تعليقات
إرسال تعليق