القائمة الرئيسية

الصفحات

من أنت الباارت التعريفي بالروايه البارت الأول


من أنت

 الباارت التعريفي بالروايه 

البارت الأول

 بتمنى من كل قلبي تشاركوني برأيكن .بتعليقاتكن ..لتزيدوني حمااس .. لان تعليقاتكن هي الجرعه المحفزة لكل كاتب مهما بلغ إبداعه......


((((من انت )))))**


كان ينظر إليها متأملاً بهااا يرى تهاديها على ظهر جوادهاا بخفه تتمايل معه بانسيابيه ورشااقه تامه تمسك لجامه بيديها الرقيقتين واصابعها الممشوقه 

يأتي إلى هنا يومياً منذ شهر واكثر ليراقبها بهدوء تاام .. ليشبع عينيه من تفاصيلها الآخاذه يسرح بعينيهاا .....يتوه بتفاصيلها ..

تلك الفتاة الخلابه 

لهاا عينيان مشرقتان تتألقان بشعاع خافت ...

خضار الطبيعة الآخاذ يشرق من بين رموشها  الكثيفه  كأشجار يانعه..

يرى بتلك العينان مزيج ٌ من القوة والألم ..

بل خليط من الغموض والحدة 

من يراها حتماً سيفتن بهااا

 سيسحر خلفها متغيباً

بينما شفتاها المكتظتاان .. سحر أخاذٌ

من مكانه البعيد عنها بقدر كاف يسمح له بمراقبتهاا  يتمنى فقط لو يقترب منهاا فيلامس جدائل  شعرهاا الأشقر القاتم ...

علم عنهاا الكثير 

علم كل مايريده بعد أن أدرك إنجذابه التاام لهاا 

هي فتاة من طبقة ثريه تضاهي ثرائه إلى حد ماا لكنه متفوق عليها بمراحل 

تعيش في كنف والدهاا .. والذي يصادف انه سيرتبط معه قريباً في إستثمار ضخم .. لم يكن الأمر سوى صدفه .. لكنها كانت صدفه جميلة وسعيدة له بالتأكيد  وسيستغلها حتماً

حياتها معقدة جداً .. لم يرى فتاة بجمالها تملك تلك الحياة الغريبه

هي فتاة هربت من زيجتين سابقتين لها بفستانها الابيض .. هربت مخلفه وراءهاا الكثير من الكلام المهين بحقها وحق والدهاا .. لكنها لم تكترث بأي شئ ابداً

بحث جيداً عن سبب هروبها لكنه لم يتوصل لشئ إلى الآن 

من بعيد يستطيع رؤية شرودها الدائم ..

منذ فترة قصيرة فحسب علم انها إبنة خالة صديقه الوحيد .. صديقه المقرب ..تااامر 

والذي يصادف أنه مالك الإسطبل الذي يرعى خيوله أيضاً

يريد ان يقترب منهاا ان يتعرف عليها سريعاً لانه دائم السفر يغيب كثيراً عن البلاد 

لذا قرر إختصار الطريق ومحادثة تامر بشأنهاا 

سيخبره عن  إعجابه الدفين بهاا وصديقه تامر 

سيتفهم بالطبع فهو يعلم من هو  ويعلم اخلاقه ..

كان تامر دوماً يخبره أن لوكان لديه أخت لفكر جدياً بتزويجها له .. 

ابتسم إبتسامه براقه وهو يراها تنزل عن ظهر فرسها بخفتها المعهودة بينما شعرها المتدلي على ظهرها يجعلها اشبه بأميرة فارة من أحد القصور 

تنهد وهو يسأل تامر بتوتر قائلاً مدعياً الجهل 

(من تلك الفتاة ياتامر .. وأشار بيده باتجاه حنين)

نظر تاامر إلى حيث يشير صديقه فظهرت إبتسامة طفيفه على ثغره مجيبٌ بخفه وهو يراقبها تداعب فرسها

(حنين )

نظر عمران  إلى تامر مديقاً عينيه بخبث قائلاً بمكر 

(هل تعرفهاا ياتامر )

لم يردف تامر برهة لكنه تنهد بعدهاا قائلا ً له ببساطه 

(حنين .. إبنة خالتي )

ابتسم عمران بظفر وهو يشعر انه امسك طرف الخيط لذا أكمل قائلاً

(حنين .. إسم جميل )

رفع تامر حاجبه قائلاً بمكر وازى مكر صديقه قائلاً

(لاتقل لي أن هوى العين قد اصابك يااعمران .. لانني لن اصدقكك)

لم يجب عمران بل ظل على نظراته الصريحه المعجبه بحنين 

ابتسم تامر قائلا بوداعه وهو يغمز بإحدى عينيه فمنذ مدة وهو يعلم تلك النظرات الصريحه للحنين من قبل صديقه الوحيد  لكنه ترك الأمر لعله كان مجرد نظرات سارحه 

(كم أنت ماكر ياصديقي .. هل تظن انني لم اشعر بإنجذابك نحوهاا منذ مدة .. هل تظن أنني غافل عن مراقبتك الصامته لهااا )

تنهد عمرران بحرارة وقد بدى إضطرابه بفعلهااثم ابعد نظره عنهاا قليلاً ليركز نظره على تامر قائلا دوون تردد ..

(أريد أن أتحدث معهاا ... هل يمكنني ياتامر )

لكزه تامر بقوة ادى إلى ترنحه مجيبٌ وهو يحاول أن لايضحك 

(إن فعلت هذاا وأمكنك ان تتحدث معهاا .. سأسعى بكل جهدي أن أدبر لكما موعد )

لف عمران ساعده حول رقبة تاامر بود وهو يقربه من عضده قائلاً بتحدي 

(لابأس إحفظ وعدك إذاً)

وماهي إلا دقائق كان بهاا عمران خلف حنين .. 

إقترب منها بحذر بينماا هي شاردة بالبعيد تكتم دموعها بشدة ونسمات الهواء العليله من حولها تساعدها بمهارة في كتم دموعها

صفر عمران بقوة .. أدى  إلى إجفال الفرس فصهل عاالياً بينما هي أمسكت لجامه بمهارة مهدئة إياه نظرت إلى صاحب الصفير  بحدة وقبل أن تتفوه بشئ مد عمران يده إليها قائلاً بشئ من المرح 

(عمران .. )

نظرت إليه ثم نظرت إلى يده الممدودة ولم تعرب فماكان منها إلا انها إستدارت عنه مولية ظهرها له واخذت تملس على جوادها برفق وتداعب شعره برقه وكأنه غير موجود

نظر عمران إلى يده الممدوده نحوها بشئ من الإنزعاج لكنه أكمل حانقاً

(عمران شرف الدين .. شاب عاد من الخارج ينوي الإستقرار هناا .. وقريباً جداً)

رفعت شعرها إلى الخلف وهي تصغي له فحسب ثم أكمل ممازحاً

(شكراً أنسه حنين على التعرف اللبق )

لكنها أيضاً لم تعرب وكأن الحديث موجهٌ إلى اللاشئ 

زفر عمران حانقاً ينوي الإستداره بعيداً عنها بعد ان إكتمل حنقه 

لكنها في اللحظة الأخيرة قررت الإستداره لتصطدم عينيها ذات الإشراق الأخضر بعينيه المتأملتين بوله  

سرح بها قليلاً قبل أن تقول هي بصوت جاد

(حنين .... )

ابتسم بإشراق وهو مازال يسرح بخضار غاباتها المشرق قائلاً

(وأخيرا.. شعرت أنني لا أخاطب نفسي)

رفعت حاجبيها متأمله بجمال رجولته الفريد 

جمال غربيٌ ممزوجٌ بسحر عربي ..عينيه الحادتان تتناغم بشدة مع هيئته الرجوليه الصلبه .. ما يجعلك تتأمل به مرتين.وبوسامته الطاغيه .بل المهلكه من نوعهاا 

لم تكن لتشعره بمدى جماله لذا قالت من فورها 

(إبتعدعن طريقي )

تمعن النظر بحدة تعابيرها وقوة صوتها وبساطة طلبهاا ..لم يعلم ماذا يجيب ...حقاً تمتلك من الغرور الكثير 

 لكنه لاحظ للمرة الأولى أنه يسد الطريق عليها بجسده الضخم 

 شعر بجمال حجزها بين يديه تنهد متأملاً بها ثم  إبتعد سامحاً لهاا بالعبور دون أن يزيد على كلامه معها شئ

هذه هي ليست  المرة الاولى التي وقع بها بجمال سحرها ورقة صوتها وحدة طبااعها .. ولم تكن الأخيرة 

ومن حينها وهو يحاول الإقتراب منها بشتى الطرق حتى بدأ الحديث الودي بينهما  وماهي إلا أيامٌ عدة حتى بدأ إستثماره القوي مع والدهاا 

تأقلم مع وجوده هنا بسرعه جعلت منه يقرر الإستقرار هنا فعلاً والبقاء بقربها .. إضافة إلى إصرار والدته العجيب على العودة من الخارج 

فتح عدة إستثمارات هناا كان لحنين الفضل في ذلك ... من أجلها ساهم في عدة مشاريع 

كما انها تولت قيادة إحدى الشركات بإسمه 


 

(بعد سنه )

إعترفت له بحبها له وبدأ تعلقها به شيئاً فشيئاً.. شعر بصدق مشاعرها بعد عناء طويل من إستمالاتها 

فهو نفسه إعترف بحبها منذ الشهر الثاني فقط بعد ان وجد القدر الكافي من الإنسجام معها .. لكنها هي أخذت وقتاً كافٍ حتى تستطيع التأكد من مشااعرها نحوه ومع ذلك كان يشعر بأن مشاعره نحوها هي الطاغيه على مشااعرها .. وكثيراً من الأحيان لايشعر بمشاعرها أصلاً

قدم لها أكثر مماطلبته .. بل اكثر بكثير مماتتمنااه ..كان ينظر لهاا دوماً بعين محبه بل غارقه 

لم ينسى موضوع هربها من زيجتين لها قبلاً .. كان ينوي الخوض معها في الحديث بما يخص هربهاا

لكن تامر أصر عليه أن لايفتح الموضوع معها .. مادام أفصحت  له بنفسهاا عن مشاعرهاا

فتلك الزيجتين السابقتين كانت مرغمه عليهما فحسب ... فُرِضا عليها بإصرار دون رغبتها 

لذا تجنب عمران الحديث معها بأي شئ يخص ذلك الأمر

لكن الحال الودود المحب لم يدم طويلاً بالنسبة لهاا فما إن علمت بقرار عمران الزواج منها بشكل مفاجئ مع إقترانه بقبول والدها السريع والسخي كالعادة  حتى بدأت بالتغيير الطفيف نحوه 

وبعد شهرين كاملين 

عيّن والدها وعمران موعدٌ مناسب للقران دون العودة إليهاا 

لأننها ببساطه كلما حاول عمران فتح الموضوع لتحديد موعد مناسب  ليوم ا لقران .. تتهرب بعدة طرق .. بل إنهاا .. تتحجج بعدة امور واهيه .. بدأ يشك في تهربهاا .. لكنه إستشعر خوفها وتوترها ببساطه من هول اللحظه كأي فتاة وهذا  مادفع عمران لقرار تحديد اليوم المناسب وحده مع والدها دون الرجوع إليها ببساطه 

...............................

يوم عقد القران 

(قبل ساعه)

في غرفتها تطالع نفسهاا بشرود وصديقتها الوحيدة  (رهف ) إلى جانبها تنظر لها بإفتتان .. تطوف بعينيها على تفاصيلها الجذابه شديدة الأنثويه ...تتأمل قوامها الممشوق  وهي ترتتدي ثوباً أبيضاً براق .. يشع كموجات بحر متضاربه بفعل أحجاره العاجيه  الكريمه التي ترصف بتناغم مع لون الفستان 

وشعرهاا الأشقر مرفوعٌ بدقه للأعلى ليلتحم بكعكة تزيد من جمالها وأنوثتها 

بينماا عيناها المرسومتين بعنايه بكحل عصري 

جعلها تبدو كعارضة ازياء مبهرة 

لم تستطع رهف إفلات نظراتها عنهاا بل كانت شاردة  بطلتها الملوكيه 

لكن نظرات حنين الفاهيه .. هي ماجعل رهف تخرج من دائرة تأملها 

نظرت إلى حنين بريبه .. واستشعرت خطب ٌ ماا فما كان منها إلا أنها قالت بصوت مذعور 

(هذه النظرة ياحنين انا أعرفها جيداً بل أعرفها أكثر من أي شئ بالوجود ... لذا إيااك .. ثم إياك ان يكون ماوصلني بهاا حقيقه )

شهقت رهف وهي تضع يدها على فمها بقوة وهي تكمل 

(حنين ... تكلمي .. مااذا يجري )

لاح دموع الألم في عينيها وبدأت شهقات حنين الخافته في العلو بقدر مسموع فماا كان منها إلاا انها قالت بصوت مهزوز 

(أحبه جداً لكنه لم يأتي وحده إلي .. لم يأتي بالطريقه الصحيحه ... لم يكن كماا أردته أن يكون )

حركت رهف رأسها ممتعضه قائله بهذيان 

(كفى ياحنين جنوناً أنت تحبينه كثيراً لقد إعترفتي لي بقدر حبك له .. توقفي ارجوك )

صمتت حنين كثيراً بينما رهف اكملت قائله 

(ارجوك ياحنين ... )

لكن حنين كانت مغيبه شاردة بعيداً

فما كان من رهف إلا أنها صفعتها بقوة قائله لهاا بغضب وهي تهزها دون توقف

(أخبريه إذاً لا تكوني جباانه .. لاتكسري قلبه بتلك الطريقه .. عمران شاب يستحق الافضل )

همست حنين بوهن قائله 

(نعم يستحق الافضل اعلم هذا .. لكنني لا استطيع )

عادت رهف للصراخ بوجهها وهي تقول بحدة 

(ستكسري قلبه الذي أحب قلبك ... إفهمي ياحنين )

لكن طرق على الباب قاطع جدالهم المحتد 

أطلت زوجة والدها قائله بصوت كفحيح الأفعى 

صوت يملئه الغل والغيرة 

(هياا ياحنين .. حان الوقت للنننتهي منك .. أقصد لنراك عروس أخيراً... )

ابتسمت حنين بألم لكنها اخفت ألمها بقوتها المعتادة ثم إستدارت إلى رهف قائله لها بصوت مترجي 

(إدعي لي ارجوك ياصديقتي الوحيدة )

ثم نظرت إلى زوجه ابيها قائله لهاا 

(دقائق وسأكون في الاسفل )

..........................................

في قاعة الحفل 

ينتظرهاا بشوق بالغ وعلى أحر من الجمرر

يريد ان ينتهي من تلك المراسم المزعجه والتقليديه ليأخذها بأحضانه اخيراً فتاة أحلامه 

 كان يقف في منتصف القاعه على منصة تعلو قليلاً عن الحضور بحلته الرسميه السوداء وشعره المصفف بعنايه فهو الآن على أتم الإستعداد لإستقبال أميرته الغامضه الذي تمنى منذ اللحظه الاولى أن يكتشف غموضهاا 

بينما تاامر صديق طفولته وابن خالته يقف بجانبه يترصد الجميع بعينين قلقه .. يتمنى ان تمضي تلك الليله على خير .. فهو اكثر شخص يعرف حنين ويعرف تصرفاتها وأفكارها المجنونه

بينما الحضور اليوم يترقبون وصول العروس الهاربه ... لها ماض عريق في هربهاا  ماض مشرف بكل ماللكلمه من معاني 

ينتظرون هذه اللحظة بتلهف .. كما يفعل العريس نفسه 

ومااهي إلا لحظاات حتى فتح باب القاعة على مصريعه 

وطلت من خلفه .. بهيئتها الخائفه   كالعادة 

تقدمت رهف وهي ترمق تاامر بنظرات حالكه سرعاان مافهم فحوااها تاامر 

بينماا عمراان مازال في عالمه الوردي المفعم بالحب ينتظر ظهورهاا بصبر بالغ 

لكن ما إن تقدمت رهف منه ووصلت إلى حيث وقوفه حتى خرج من عالمه بصدمة قويه على قول رهف المشتت القوي الأشبه بالصراخ 

(العروس هربت .... حنين هربت)

صرخ تاامر بجنون وهو يقول 

(فعلتيهاا ياامجنونه .. تباً ياحنين )

بينماا عمران دخل في صدمة قويه إلى الآن لم يصدق شيئاً مماسمعه .. مازال ينتظرها 

ينتظر  ظهورها علّها تنفي خبر هروبهااا علّها تظهر فيرتاح قلبه بقربهاا .. لكنها لم تظهر .. وكل شئ تأكد بلمح البصر 

عم القاعة صمت ثقيل موتر فالجميع على مايبدو كاانو يتوقعون هرب الأميرة النائمه 

والجميع كاان متأكد من انها ستهرب اليوم إلا هو ....تهرب  لتظهر بعد سنة بقوة أكبر كأن شئ لم يحدث 

........  ........... ..  . .  .  . . . . ........... . .   ....

بعد ساعات من البحث الطويل جثى عمران أرضاً بخيبة امل ستطاله عمراً قادم بانكسار قلبه بسهم حبهااا هي وبإنكسار ظهره أمام الجميع بهربهاا المشرف 

ضرب رقمهاا مرة أخيرة فحسب ..

بينماا هي كانت جالسه في مكانها المعتااد بفستانها الأبيض الذي طُفِئ بريقه بطرحتها التي تحولت إلى حبل يخنقهاا في زاوية بعيدة في كوخٍ تابعٍ لتاامر .. كوخها المعتاد عندماا تهرب بعيداً

تضم ركبتيهاا إلى صدرهاا ورأسها ملقى على ركبتيها بوهن 

دموعهاا تأبى النزول 

تترقرق في عينيها بسحابة براقه تحجب الرؤيه 

رن هااتفها وأضاء بإسمه ... لم تستطع الرد .. صوتها المرتجف خانهااا .. لكن إصراره عليهاا بأن ترد جعلها 

ترد ببساطه بلعت ريقها وهي تسمع أنفاسه المضطربه.. وزفيره الخشن 

صمتٌ لفحهماا طويلاً... وأنفاسهما تداخلت ممزوجة بغصة 

تحرك حلقها أخيراً قائله بهمس رقيق مترجي  ومازالت سحابة الدموع تغطي عينيهاا فتجعل الرؤيه امامها ضبابيه 

(سامحني يياعمران  أرجوك سامحني )

لم يجب طويلاً لكن انفاسه إزدادت حدة واضطراباً

إختنق بكلاماته قبل أن يقول 

(لن أسامحك أبداً ياحنين ... تذكري جيداً ان النار التي اشعلتيها بيديك ستحرقكك أولاً)

نزلت دموعهاا أخيراً  سامحة لها بالتحرر بعد سماعها بحة صوته العالقه .. فتجمعت دموعها في زاوية عينيها منحدرة بعدها بسلام على خديها 

فعاادت للهمس بصوتها المتحشرج 

(أرجوك .. أرجوك )

لكنه قاطعها قائلاً

(ستدفعين ثمن حبي  غالياً  حبي الذي هدرته بسهوله

لقد كسرتي قلبي بخنجرك المسموم ... ستدفعين ثمن وقوفي كالأحمق طويلاً امام الجميع بينما انت كنت قد بيتي النيه مسبقاً على هربك

سأكرهك ياحنين إلى مااتبقى من عمري)

وأغلق الهاتف بعدهااا 

بينماا هي دخلت نوبة بكاااء مريرة .. وغصة إختنقت بهااا .. وبااتت علقماً 

.................

...............................................

((بعد عام ))

***********

**********

كانت جالسه في حديقة منزلها تنتظر كعادتها صديقتها رهف 

هي الصديقه الوحيدة التي بقيت بجانبها طويلاً رغم كل شئ إضافة إلى تامر ابن خالتها

تامر ذلك الشاب التي تعتبره كل شئ في حياتها 

أخيها التي لم تنجبه الحياة لهااا 

اما رهف فصديقة الصدفه صديقة الايام والخطوب

صديقةٌ منحتها إياها الحياة لتلتحم معها في علاقة أخوية متينه 

إلى الآن تذكر لقاءهاا الأول بها 

حين كانت رهف في دار الرعايه كأي فتاة عاشت بلا اهل ولا عائله مع أنها تملك نسبٌ فتلك الميزة الوحيدة التي لم يحرمها إياها والدها بعد أن ألقاها كاللقطاء في  دار الرعايه 

٠

بينما حنين فتاة من عائله ثريه جداً ولها مكانتها 

كانت في إحدى المرات في حملة دعائيه مع والدتهاا .. تساعد في توزيع الهدايا على فتيات الدار 

كانت  حنين  تبلغ من العمرفي ذللك الوقت  سبعة عشر عاماً  بينما رهف اربعة عشر عاماً وأغلب 

الفتيات في هذا العمر يتعرضون لسوء المعامله وكثير من الاشياء السيئة في الدار 

تتطورت علاقتهم سريعاً من عدة زيارات من قبل حنين للدار 

وحنين وقتها كانت فتاة مدلله وحيدة تفتقر إلى الاصدقاء رغم ثراءها الفاحش فتعلقت برهف 

وجدت في رهف شيئاً جعلها تريد أن تبقى معها طويلاً او بالأحرى حمايتها من كل شئ بدون سبب 

وبعد فترة قصيرة إستطاعت حنين بسلطة والدتها إخراج رهف من الدار 

لتنتقل الآخرى إلى منزل عائلة حنين 

عاشت مع حنين وعائلتها أياماً كانت إلى حد ما سعيدة 

لكنها دائماً ماكانت تعاني من والد حنين المتسلط ... حتى حنين لم تسلم منه 

بل كان النصيب الكبير لها مع أنها إبنته

توالت الايام بخطوبهاا حتى حلت الفاجعه الكبرى على رأس حنين تبعها رهف

حيث بعد وفاة والدة حنين... تلك السيدة العظيمه التي لاتنسى فضلهاا أبدا..عليها ولا على رهف ...تغيرت حنين على إثر وفاة والدتها كثيراً خسرت كثيراً من رونقهاا .. وطفولتهااا .. وازدادت صلابه وتحجر... الجميع لاحظ هذا .. وأدرك أن هنااك سبب قوي دفع حنين إلى التغير .. وتحول حياتهاا 

حتى رهف إنتقلت للسكن وحيدة بعد وفاة والدة حنين .. عارضتها حنين كثيراً في البدايه لكن رغبة رهف بالإستقرار كان طاغياً بشدة لم تستطع حنين منعها من الإستقلال ونيل قليل من الحريه .وبدأ عملها الخاص بعيداً عن سلطة حنين 


قاطع شرودها مع نفسها صوت زوجة أبيها ..صوت يحمل في طياته كره وبغض لاتعلم سببه .. لربما جميع زوجات الأب يشعرن بتلك الغيرة الغير مبررة من أطفال الزوج ولربما زوجة ابيها إستثناء 

لم تستطيع يوماً تقبلها فهي لم تسمح لحنين بتقبلها من الأساس فكيف تفعل حنين وهي ترى افعالها المشينه بحقهاا

همست زوجة ابيها بصوتها   ... صوت كفيح أفعى حدباء .. بل كرنين أجراسٍ لحيةٍ رقطااء لافرق بينهما فكلاهما صنوان فصيلة واحدة للأفاعي 

همست قائله

(في حفل اليوم.... جهز لك والدك مفاجأة ستسعدك حقاً

ليتني أستطيع إحراق المفاجأة وإخبارك الآن 

لكنني أريد ان أرى تعاليم وجهك حين تكتشفينها بنفسك)

نظرت حنين لهاا بحدة .. نظرةً جعلت الأخرى تستعر بقليل من الغيظ ثم هتفت حنين

(أيًّ كانت المفاجأة .. سأستقبلها بصدر رحب .. 

لكن أرجوك( ياسعاد) لاتنسي أنني صاحبة معظم الشركات التي يملكها والدي ... انا هي الوريثه الوحيدة ... لن أفوت فرصة تذكيرك بأن والدتي صاحبة الأموال رحمها الله سجلت كل شئ تملكه بإسمي ... )

كانت ستصرخ تلك الأفعى مجيبه لكن صوت رهف المحبب قاطع جلسة الود قائله 

(سعاااد هذه انت هنااا ... كنت أتسائل عن سر تلك الرائحه الفواحه ...أقصد سعاد كيف حالك )

نظرت زوجة والدها إلى رهف بحدة ثم قالت بإستنكار 

(وجه البووم .. إلتقى للتو بغراب الشئوم)

ضحكت رهف بإستفزاز ثم قالت بسخريه 

(شكراً على الإطراء ياووجه الخيرررر)

وشددت على أخر جمله في رسالة واضحة عن أي الخيررر الذي سيحل بوجودها 

ابتعدت سعااد بسرعه قبل ان تفقد عقلها من هاتين الفتاتين 

وصلت رهف إلى حيث جلوس حنين ثم ضربت كفها بكف حنين علامة النصر قائله 

(اسفه تأخرت عليكي اعلم  لكن ... )تنهدت رهف ثم جلست قرب حنين 

إلتفت الأخرى في جلوسها قائله لهاا 

(ذلك القذر مديرك عااد مجدداً إلى حماقاته )

تنفست رهف مرات عدة وهي تلتقط انفاسها ثم قالت بسرعه 

(هل إنتهت من الاساس حتى تعود .. لولا عمران فحسب لتركت تلك الشركه ..لكن عمران اوصاني ان انقل كل شئ له عن طريق البريد .. أنا عينه الصادقه في ٠الشركه)

تغيرت ملامح حنين بذكر إسم عمران امامهاا

حبست شعور بالإختناق ودمعة فارةمع إرتعاش جسدها قليلاً

لاحظت رهف تقلب حالها بسرعه وانتقلت تلك الرعشه البسيطه إليهاا 

مماجعلها تشهق قائله وهي تضع يدها على فمها 

(أسفه لقد نسيت أمر عمران ..كانت زلة لساان )

ابتسمت حنين  مرغمه وهي تقول 

(لابأس لقد تخطيته بأشواط ...أخبريني كيف هي أحواله إذاً )

رفعت رهف حاجبيها سوياً وهي تديق عينيها على ملامح حنين الشاحبه فهي تعلم علم اليقين كم كانت حنين تحب عمراان ...هو الشخص الوحيد الذي إخترق حصون قلبها دون إذنها

زفرت ثم قالت بسخريه 

(في المرة المقبله عندما تخبري شخص يعرفك اكثر من نفسه انك تخطيتي حبك الوحيد تأكدي من ملامحك على المرأة اولاً ثم إسترسلي بالكذب  ثانياً هل هذاا مفهوم )

ثم لكزت طرف رأس حنين بإصبعتها مكمله بحنق منها 

(وسأخبرك بكل بسااطه عن حاله  فعمران هو من تخطااك بأشواط وقريباً سوف يعود ليستقر هنا 

(بعد أن خطب إبنة أحد رجال أعمال في الخارج ..

لكن اتمنى من الله أن تتخطيه قبل ان يعود)

إبتلعت حنين غصتها ثم قالت بقوتها المصطنعه 

(هياا بناا  لقد تأخرنا على برق) 

وماهي إلا دقائق معدودة حتى كانتا بها  في الإسطبل بالقرب من جواد حنين 

أخذت حنين تملس على فرسها بنعومه ورقه تداعب وجهه وشعره بحركات قد ألفها الإثنان بينماا رهف قربت يدها من فمه واضعه بها قليل من الطعاام .. إقترب من يدها الفرس وماإن أصبح فمه فوق يدها حتى أبعدتهاا مرتجفه 

لكن يداً حديدة قبضت على يد رهف معيدة إياها إلى فم الفرس...

وصاحب اليد يقول 

(إياك أن تمنعي طعااماً عن أي فرس كان قد إشتم رائحته .. فهذا اكثر مايثير غضبه )

نظرت رهف إلى جسده القوي من خلفهاا ويده القويه التي تشد على يدهاا بينما الجواد قد أكل مافي يدها 

بينما حنين نظرت إلى تاامر ضاحكه قائله بهدوء 

(لقد أفزعت رهف اكثر من فزعها من حصاني )

نظر تامر إلى حنين مشاركاً إياها الضحك بينما مازالت يد رهف معلقه بيده

سعلت رهف بعد أن إحمرت وجنتيها .. فماكان من تاامر إلا انه افلت يدها قائلاً بمرح 

(ألا يحق لمالك المكاان .. أن يتفقد جياده) سارعت رهف بالإبتعاد  عن مجاله مقتربه من حنين وهي ترسل رسالات حانقه بعينيها حتى تتوقف عن الضحك من شدة غيظها من الموقف برمته

لكن سؤال تاامر الثاني جعلهاا تتوقف بريبه دون نظرات رهف والذي كان فحواه 

(سمعت ان والدك سيوقع عقد شراكة جديد مع رجل أعمال شاب )

تاهت عيناا حنين بالبعيد .ثم . قالت بصمت 

(لا أعرف .. من اين سمعت النبأ )

لم يجب تاامر لكن حنين اعادت السؤال على مسامعه مرة ثانيه بحدة  .. ممادفعه إلى القول 

(الجميع يعلم ... لست وحدي ياحنين)

أمسكت حنين يد رهف لا شعورياً بينما شحب وجهها بشدة 

فهي تعلم والدها لن يفوت فرصة عرضها للزواج مرة جديدة على شركائه ما إن يستشعر صفقة جديدة ... لن يتوقف عن عرضها للزواج مرة بعد مرة كأنها بضااعه بينما هي تقابله بالهرب لتلقنه درساً فيتوقف عن إيذائها بتلك الطريقه .. حتى وإن كان بنظره  ذلك الزواج صوري لكنه يتلف مشاعرها وإستقرارها بل يفسد حياتها برمتهاا 

لاحظت  رهف شحوب حنين المفاجأ فما كان منعا إلا انها ضمتها إلى صدرها بقوة وهي تعتصرها هامسه في أذنها بصوت خفيض

(الوعد ياحنين .. لقد وعدتني ألا هرب مجدداً سنواجه الجميع دون خوف .. لن تقبلي بزيجة أخرى دون هواك .. ولن تهربي مجدداً)

بينماا تامر تأمل حنين بعينين واهيتين قاتمتين فهو يعلم جيداً مايدور في خلدها

لن يسمح لها بالهرب بعد الآن .. ففي اخر هروب لها دمرت كل شئ جميل في حياتها .. وعليها الحد من كل شئ يفتك في حياتهاالقادمه ...وهو لن يتخلى عنهاا سيساعدها بالتأكيد

..............................................

في قاعة الإحتفال الضخمه الفارهة والتي أعد الإحتفال فيها على اكمل وجه من التجهيزات الضخمه... حفل كعادة تلك الطبقه المخمليه 

يضم اشهر التجار في البلد ونخبة من أرقى العائلات 

كل شئ في الحفل أعد بطريقةساحرة للفلت النظر وجذب الإنتباه ..

بينماا هي تقف بعيدة ٌ جداً تراقب كل شئ بتوتر .لم توفر هذه الفرصة في إرتداء فستان من اللون الأبيض الجرئ المرصع بعنايه .. فستان تعمدت إرتداءه متحديه الجميع انها بتلك القوة لتظهر بفستانها المبهر امام تلك الأعين المترصدة بعد هروبها الأخير ترمي بكلام جميع من قذفها عرض الحائط ... تعلمت القوة .منذ رحيل والدتها سندها في وجه هذا الوسط  الذي لايرحم . لن تكون ضعيفه ابدا

واليوم إثبات جديد منها على أنها قادرة على إكمال حياتها كما يحلو لها .

قطبت حنين حاجبيها وهي ترى زوجة والدتها دنت منها حتى باتت تقف معها على طاولتها .. إقتربت منها وهي تشير إلى احد المدعويين قائله 

(مفاجأة الحفل ... إنظري يااحنين هذا هو زوج المستقبل ... لن تستطيعي الهرب إلى الأبد .. لابد من نهايه ... وهذا الشاب هناك أعتقد انه هو نهايتك ... هذه هي مفاجأة والدك لك.... ))

حانت من حنين إلتفاتةٌ إلى ذلك الشاب 

لم يكن شابٌ عاادي بدى عليه سيم الإجرام بشدة رغم اناقته الظاهرة للعيان .. عيناه كعيني رجال العصابات بل أكثر عبثاً

ابعدت عينيها عنه بعد أن إستقطبت نظراته  الجريئة لهاا 

نقلت نظرها إلى والدهاا صاحب المفاجأت كالعادة . كم تمنت لو أن والدهاا ينفي هذه المفاجأه .. كم تمنت لوكانت لاتملك أب في هذه الحيااة في هذه اللحظة .. كم تمنت كثير من الأشياء التي تعد بنظرها مستحيله 

لكن والدهاا لن ينفي شئ كعادته ... ماهي إلا قطعة للبيع في قاموسه ... ترقرقت عيناها بدموع إحتجزتها بصلابه وحزمت أمرها سريعاا 

أمسكت ذيل فستانها وإندفعت هاربه بعيداا عن الحفل . بعيداً عن كل شئ .. أسرعت في خطااها لكن حذاءها العالي كان عثرة في طريقها .. فما كان منها إلا أنها خلعته ... وأمسكت به بكف يدها الطليقه فأصبحت تهرول مسرعة تمسك بإحدى يديها ذيل فستانها وبالأخرى حذائها  وأكملت  هروبها السريع 

لكن إرتطامها  بجسد قوي صلب جعلها ترتد حتى كادت تقع لولا يده القويه التي أجبرتها على الثبات  ممسكة بهاا بقوة دون ان تحيد 

نظرت إلى صاحب الجسد القوي .. وال يد الصلبه ..فأدركته 

توقف الزمن برهة طويله بينهماا ... تأملته بكل ملامحه الرجوليه الصارخه النااضجه حديثاً .. بوسامته  المهلكه .. عادت بها الذكريات إلى الوراء 

كم كانت تحبه ... كم تمنت ان لاتفارقه .. احبته بكل جوارحهاا كما فعل هو بإفراط

تذكرت قبلاته .. همساته .. كل شئ حميمي كان بينهمااا تكررت الصور العالقه لهماا كشريط سينمائي يعرض بسررعه مع نظرات عينيه القاتمه

لكن تلك الذكرياات لم تكتمل عاادت بقوة إلى حاضرهااااااا



تعليقات

التنقل السريع
    close