أخر الاخبار

جبران العشق الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم دينا جمال

 



جبران العشق 

الفصل الثالث والرابع والخامس

بقلم دينا جمال

¤¤¤¤¤¤

بين أحضان والدتها ارتمت كطفلة صغيرة سرقوا حلواها ففرت راكضة تشكو لوالدتها ما فعله صبية الجيران تجلس جوار والدتها علي أريكة بسيطة أقدامها عالية رأسها يستقر بين أحضان والدتها تبكيان الشوق معا .. سكن قلب وتر داخل يعانق قلب والدتها يتعرف عليه للمرة الأولي بعد غياب طال عمرا ... بعد دقائق طواااال ابتعدت وتر عن والدتها تنظر لها عن كثب تتفرس النظر لقسمات وجهها تحرك لسانها يسألها دون وعي :

- ليه ، ليه بعدتي عني وسبتيني السنين دي كلها ، ليه ما فكرتيش ولا مرة واحدة تيجي تسألي عليا أو تشوفيني ، أنتي بتكرهيني


انهمرت الدموع من عيني فتحية تغرق وجهها رفعت كفيها المرتجفين تحاوط بهما وجه ابنتها جسدها بالكامل يرتجف بعنف حركت رأسها بالنفي بعنف تتمتم بحرقة :

- اوعي تقولي كدة يا وتر ربنا وحده يعلم أنا اتكويت ببعدك واتحرق قلبي بنار فراقك ، بس منه لله أبوكي شيطان ما فيش في قلبه رحمة ، هو السبب ، هو اللي بعدني عنك غصب 


حركت وتر رأسها بالنفي بعنف والدها ليس كذلك أبدا ليس لها أبدا أدني حق بأن تتحدث عن والدها بذلك الشكل البشع ، أبيها الصدر الحاني ، الملجأ الأول لها منذ أن كانت طفلة لم تري منه قسوة قط كيف يكون كما تقول هي ... احتدت نظرات عينيها تقاطعها في حدة :

- ما تقوليش علي بابا كدة ، بابا دا أطيب وأحن انسان في الدنيا أنا واثقة أن اللي حصل شئ كبير منعه أنه ياخدني معاه ، بابا عمره ما سابني ، عكسك !


ارتسمت ابتسامة مريرة كالعلقم علي ثغر فتحية وطيف ما حدث قديما يمر أمام عينيها بشكل سريع ، نظرت لعيني ابنتها لتري صورة حية من عيني سفيان تتجسد داخل حدقتي ابنتها للحظات شعرت بالخوف منه كما كانت تشعر بالذعر حين تراه ، أنزلت يدها من علي وجه ابنتها تتمتم بابتسامة تقطر ألما :

- هتصدقيني لو حكتلك ، هتصدقيني لو قولتلك أن ابوكي عكس اللي أنتي فكراه وأنه مش ملاك زي ما انتي فاكرة بالعكس دا أسوء من الشيطان ، حتي الشيطان يخجل أنه يعمل اللي ابوكي كان ولسه بيعمله


انقبض قلب وتر غضبا احتدت عينيها تحرك رأسها بالنفي بعنف نفر عرق صدغها ينبض بقوة لتردف في ضيق :

- أنا عايزة اعرف أنتي سبتيني وما سألتيش عني ليه ، مش عايزة أعرف اي حاجة عن بابا عشان اي حاجة هتحاولي تشوهي بيها صورته عشان تبرري ليه سبيتي مش هصدقها 


ابتسمت فتحية في مرارة تومأ بالإيجاب ربتت علي كتف ابنتها بخفة تتمتم بنبرة حزينة حانية :

- يبقي مالوش لازمة تعرفي الحكاية لأنك كدة كدة مش هتصدقيها ، تعالي أنا مجهزالك أوضة من ساعة ما سيدة قالتلي أنك جاية 


نظرت لوالدتها لتري دموع الأخيرة تتساقط بحسرة ، هل يعقل أن والدها هو المخطئ هو الشرير ، نفت الفكرة من رأسها سريعا قامت تجذب حقيبتها الكبيرة تنقلهم تباعا هي ووالدتها إلي داخل الغرفة ، وضعت الحقيبة الأخيرة لتقف تنظر للغرفة التي من المفترض أنها ستمكث فيها بداءًا من الآن .. غرفتها القديمة تكبرها بنسبة تزيد عن تسعين بالمئة ، غرفة صغيرة ، فراش متوسط الحجم ودولاب ببابين فقط ، أين غرفة ثيابها التي كانت تمتلئ بما تريد من ملابس وحلي ، شرفة صغيرة لها باب من الخشب المضلع ، توجهت إلي الشرفة تدفع بابها بخفة ، تهدلت قسمات وجهها كانت تظنها أوسع قليلا غرفى صغيرة في الطول والعرض معا ، تملئها رائحة النعناع المزروع في أصص صغيرة معلقة علي جوانب الشرفة .. وجهت عينيها للشارع لتري ذلك الجبران يتوجه إلي عمارتهم ! ، قطبت ما بين حاجبيها تفكر لما هو قادم إليهم ! ذلك الشخص نظراته حادة مخيفة طريقة حديثه ، وقفته ، ابتسامته كل ما يتعلق به يصيح بأنه شخص غير مريح به شئ خبيث مخيف غامض ... اجفلت علي دقات علي باب المنزل ها هو جاء ... تقدمت بخفة من باب غرفتها تفتح جزء صغير تنظر منه لما يحدث خارجا رأت والدتها تُسرع إلي باب الشقة ، فتحت الباب لتبتسم في اتساع ما أن رأته ترحب به بحرارة :

اتفضل يا معلم جبران اتفضل بيتك ومطرحك :

 افسحت له المجال ليبتسم خطي إلي داخل المنزل يحمحم بخشونة ليردف بصوته الاجش :

- يا رب يا ستار

اقتربت فتحية منه تصطحبه إلي غرفة الجلوس ، التقطت منشفة صغيرة ملقاة ملقاة علي أحدي الارائك تنفض الغبار عن مقعد قريب منه تتمتم مبتسمة في ابتهاج :

- اتفضل اقعد يا معلم ... بيتك ومطرحك يا سيد المعلمين 

لاحت ابتسامة ثقة صغيرة علي شفتيه يلتف بعينيه في المكان يبحث عنها لا أثر لها هل انشقت الأرض وابتلعتها عاد ينظر لفتحية ربت بكفه علي صدره بخفة يغمغم مبتسما : 

- تسلميى وتعيشي يا فتحية ... أخبارك ايه وأخبار فرشة الخضار 

ابتسمت تتمتم مبتهجة من زيارته :

- رضا يا معلم الحمد لله ، كله من خيرك 


اومأ برأسه ينثني جانب فمه بما يشبه ابتسامة رفع يسراه يحرك سبابته علي طول ذقنه .. اراح ظهره إلي ظهر المقعد بإريحية لا تعرف الخجل ليرفع ساقه يضعها فوق الأخري يغمغم مبتسما :

- الا قوليلي يا فتحية هي مين الأستاذة اللي طلعت عندك من شوية دي 


توترت قسمات وجه فتحية قلقا اضطربت حدقتيها تبتلع لعابها في ارتباك تلعثمت نبرتها تهمس متلجلجة :

- دي ، دي .. دي بنتي يا سيد المعلمين 


رفع حاجبه الأيسر في دهشة اعتدل في جلسته يسألها مستنكرا ما تقول :

- بنتك ازاي يعني ، فجاءة كدة طلعلك بنت وكانت فين طول السنين اللي فاتوا 


بلعت لعابها في ارتباك مرة تليها اخري لا تملك الخيار للكذب عليه ولا تعرف ما تقول فتحت فمها تود أن تقول شيئا ، طفح الكيل بتلك التي تراقب ذلك الجلنف عديم الأخلاق والحياء دفعت باب غرفتها لتندفع خارجا تصيح محتدة  :

- وأنت مالك أنت بنتها ازاي ... هو حضرتك ظابط وإحنا ما نعرفش

لمعت عينيه ما أن رآها التوي جانب فمه بابتسامة لئيمة تخترزها عينيه من أعلي لأسفل ببطئ ليعود سابق جلسته ظهره لظهر المقعد ساقه فوق الأخري يقيمها نظراته حسناء شرقية ذات طابع غربي سليطة اللسان بشكل أعجبه  هرعت والدتها سريعا تنظر لها في حدة تزجرها بعينيها أن تصمت وقفت أمام جبران تغمغم سريعا في توتر :

- امسحها فيا أنا يا سيد المعلمين البت غشيمة ما تعرفكش .. حقك عليا يا معلم


توسعت حدقتي وتر في دهشة والدتها تطلب السماح بشكل مهين من يكون ذلك الشخص لتخشاه والدتها لذلك الحد ، في حين اعتدل هو وقف عن المقعد ينظر لتلك التي ترميه بنظرات شرسة حادة لتتسع ابتسامته تلمع حدقتيه في تحدي دس يديه في جيبي سرواله الجينز القديم يوجه حديثه لوالدتها :

- كوباية شاي يا فتحية 

الوقح يطلب ضيافته بمنتهي الصفاقة كادت أن تصرخ فيه حين بادرت والدتها تغمغم سريعا بتلهف :

-من عينيا يا معلم 


وتركتهم ودخلت بخطي سريعة إلي الداخل بالطبع إلي المطبخ اشتعلت أنفاس وتر غضبا لو كان والدها هنا لما كان ذلك البربري الواقف أمامها تجرأ علي الاقتراب حتي من محيط ظلها نظرت ناحيته لتراه يرمقها بنظرات خبيثة شرسة يخطو ناحيتها لتعود هي تلقائيا للخلف خطوتين فقط وكادت  أن تتعثر في قطع الأثاث ليسارع بالامساك برسغ يدها يجذبها بخفة لتقف قبل أن تسقط حافظ علي رسغها في كفه يتشدق مستمتعا :

- علي الهادي بس يا زبادي ، أيه الجميل متضايق ليه ، شكلك مش طايقني   

رمته بنظرة اشمئزاز غاضبة لتنزع رسغها من كفه بعنف شدت علي أسنانها بعنف تحادثه في غيظ :

- طب كويس أنك خدت بالك دا أنا افتكرتك ما بتحسش 


اختفت ابتسامته يتأتأ في جفاء تبدلت نظرات عينيه إلي أخري حادة رسم ابتسامة جافة علي شفتيه ، قست نبرة صوته يردف :

- وليه الغلط بس يا بنت الذوات ، أنتي عشان ضيفتي وفي مكاني أنا مش هحاسبك معلش خليها علينا 


فارت دماء عروقها غضبا وكلمة وقح تدوي صداها في رأسها بلا توقف ، ابتسمت ساخرة تشير بسابتها له من أعلي لأسفل بإذراء تتمتم ساخرة :

- مكانك أنت يا بتاع البهايم لما تتكلم أتكلم علي قدك ، أنت لسه مش عارف أنت بتكلم مين


ودون حرف آخر دخلت لغرفتها تصفع الباب في وجهه بعنف ، وهو يقف يبتسم في وعيد إهانة تليها أخري يبدو أن تلك الحسناء ليست لطيفة كما ظن ... ارتفع بصوته حتي تسمعه يحادثها متوعدا :

- وماله مصيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة !

قالها ليخطو خطاها إلي الخارج يجذب الباب يصفعه خلفه بعنف لتتنفس الصعداء خلف باب غرفتها المغلق 

_______________

في الأسفل ... وقفت عند عربة الطعام الخاصة بزوج والدتها تتحرك هنا وهناك تنظر لاصابع يدها التي تغرق في دماء تلك اللحوم تقطعها بسرعة اعتادت عليها منذ سنوات ، منذ أن كانت في التاسعة من عمرها وهي تقف عند تلك العربة تعمل فيها بملئ إرادتها لتجني الاموال بعد الحادث الذي أصاب زوج والدتها وجعله قعيدا ... الرجل لم يبخل عليها بشئ في حياته كان يعاملها كابنته ربما لو كان والدها معهم الآن ولم ينفصل عن والدتها لما كان عاملها بذلك الحنو والعطف ، ابتسمت ساخرة والدها الذي لم تره منذ سنوات لما تذكرته الآن ... زفرت بعنف تنفض عن رأسها جميع الأفكار السيئة تركز فيما تفعل عليها أن تنتهي منه سريعا لتكمل مذاكرتها لم يتبقي سوي القليل علي إمتحان المعادلة ابتسمت تشجع نفسها ستصل لما تحلم إليه ستحصل علي شهادة جامعية مهما كلفها الأمر من جهد وعناء ستصبر إلي أن تصل .. اجفلت علي دقات قوية علي سطح زجاج العربة رفعت وجهها تنظر للفاعل لتزفر أنفاسها حانقة وضعت السكين من يدها بعنف تردف حانقة :

- هو يوم مش معدي أنا عارفة ، نعم خير


ابتسم حسن في سخرية يجذب مقعد من الخشب يجلس أمام العربة يضع ساقا فوق أخري أشار بيده يحادثها بعجرفة :

- أنتي يا بت اعمليلي سندويشين كبدة حلوين كدة ، أحسن سندوتشاتك كلها مالهاش طعم زي اللي بتعملها 


اشتعلت أنفاس أمل غضبا تقبض علي يد السكين بعنف تغرزها في قطعة اللحم أمامها وكم تمنت أن تكن رقبته بدلا من قطعة اللحم رمت السكين بعنف علي سطح الطاولة أمامها تبتسم في اصفرار تحادثه من بين أسنانها :

- شطبنا خلاص ، فوت علينا بكرة 


ابتسم حسن ساخرا وقف من مكانه توجه إليها التف ليصبح جوارها ينظر لطبق اللحم الجاهز الممتلئ أمامها مستهجنا كذبتها الحمقاء وطريقتها الحادة مد يده يلتقط قطعة لحم صغيرة ناضجة يضعها في فمه يلوكها ببطئ يردف ساخرا :

- طب خدي بالك عشان الكبدة اللي خلصت ناقصة ملح وابقي زوديها شوية شطة 


أحمر وجهها غضبا مما يفعل التفتت له ترمقه بنظرات تقدح شررا في حين تعلقت عينيه بخصلة صغيرة شقراء تدلت من حجابها ، شقراء !! الجميلة الغاضبة شقراء مد يده دون وعي يرغب في أن يمسك بتلك الخصلة ليجد في لحظة نصل سكين كبير أمام وجهه أوقف يده يقطب جبينه ينظر لها غاضبا في حين احتد صوتها تهدده :

- ايدك لو اتمدت هقطعهالك مش كل الطير اللي يتاكل لحمه ، لو أنت دراع المعلم جبران والكل بيخاف منك ، أنا بقي لاء أنا ما حلتيش في الدنيا غير أبويا وأمي وكرامتي وشرفي اللي يفكر يدوس علي حاجة منهم ادوس علي رقبته !


ابتسم حسن في إعجاب ، سرعان ما أخفاه قبل أن يطفقها بنظرات ساخرة تشملها من أعلي لأسفل يتهكم منها :

- طب براحة أحسن الكبدة تشيط ، وبعدين ما تفخميش في نفسك أوي كدة ، دا انتي عاملة زي البت سميرة بيرة اللي في فيلم الفرح ، مش من جمالك اوي يعني خلاص هموت عليكِ 


انهي كلماته السامة ينظر لمقلتيها مباشرة ليري ألم يصرخ دون صوت داخل فيروز عينيها التي لم يري أجمل منها في حياته تجعله علي استعداد تام أن يضحي بنفسه فقط ليحصل عليها ، زفر أنفاسه بعنف يدس يديه في جيبي سرواله يغمغم ساخرا :

- اعميلي السندويتشات يلا من الكبدة الخلصانة والا والله هشيلك العربية دي من مكانها وابقي قابليني لو رجعتلك تاني .


اخرج من جيب سرواله ورقة بعشرين جنيها يلقيها أمامها يبتسم بعجرفة :

- خلي الباقي بقشيش عشانك 


قبضت علي كف يدها تلجم غضبها كم تود فقط لكمه بعنف أو تشويه وجهه الوسيم ذاك بسكينها ، ابتسمت في هدوء كي تفقده لذه انتصاره عليها التقطت وضعت النقود في درج صغير تعد له ما أراد انتهت لتضعهم داخل حقيبة صغيرة من البلاستيك الشفاف ... مدت يدها بهم له ، لينظر لها من أسفل لأعلي مط شفتيه يتمتم بلامبلاة :

- لاء سديتي نفسي خلاص مش عاوز خليهملك!


وغادر تركها تقف كالتمثال يدها ممدودة وغادر يلوح لها ساخرا قبضت علي الحقيبة في يدها بعنف لولا أنه طعام لكانت القته أرضا 

____________

فتحت وتر باب غرفتها ما أن تأكدت من رحيل ذلك الجيران الغريب اندفعت بعنف تبحث عن والدتها إلي أن وجدتها في مطبخ صغير تقلب شيئا ما علي الموقد قبل أن تنطق بحرف باردت والدتها تعاتبها بحدة :

- وتر ، اللي أنتي قولتيه للمعلم جبران دا ما ينفعش ، أنتي ما تعرفيش الراجل دا جبروت وما حدش يقدر يكسر كلمته 


تهكمت قسمات وجهها استندت إلي الباب جوارها تعقد ذراعيها أمام صدرها تردف ساخرة :

- مين بقي المعلم جبران اللي شوية وهتبوسي ايده دا  ، كل الأوفر عشان هو كبير المكان 


تركت فتحية المعلقة من يدها التفتت إلي ابنتها تنظر لها قلقة .. وتر عكسها تماما ، ساخرة ثائرة غاضبة دائما .. ابتلعت لعابها خوفا عليها اقتربت منها تحادثها قلقة :

- بصي يا وتر .. مالكيش دعوة بالمعلم جبران خالص ... هو راجل طيب ... بس ما بيحبش حد يغلط فيه ... بيحب الناس تفخمه وانتي هنتيه ولو حصل دا تاني أخاف يأذيكي يا بنتي 


نظرت وتر لوالدتها للحظات في ذهول قبل أن تنفجر في الضحك ... ضحكت طويلا حتي أدمعت عينيها تردف من بين ضحكاتها العالية :

- بطني وجعتني من الضحك ، أنتي عايزة تفهميني يا ماما أن حتة البلطجي دا يقدر يأذيني دا كبيره بتاع بهايم زي ما قالي 


زفرت فتحية أنفاسها حانقة اقتربت من وتر تمسك برسغ يدها تحادثها محتدة :

- وتر بطلي ضحك أنا ما بهزرش ، بعد غياب سنين رجعتي لحضني ومش هخلي عندك يضيعك مني تاني ، المعلم جبران كبير الحتة دي وكلمته مسموعة من الكبير قبل الكبير ما حدش يقدر يقوله تلت التلاتة كام ، هو ورجالته حاطين أيديهم علي المنطقة ما فيش حركة بتحصل فيها غير لما بتكون عنده ... عشان كدة بقولك ابعدي عنه خالص .. ما تخليهوش يحطك في دماغه 


توسعت عيني في دهشة مما ينزل علي أذنيها من كلمات والدتها الغريبة تشعر في لحظة أنها باتت داخل فيلم عربي قديم رمشت بعينيها عدة مرات تتمتم مذهولة :

- ايه يا ماما اللي أنتي بتقوليه دا ، حاطين أيديهم علي المكان ويحطني في دماغه ورجالة ايه كل دا ، كل دا بيعمله بتاع أكل البهايم !


زفرت فتحية أنفاسها حانقة للمرة الألف تقريبا وتر لا تفهم نفذ بها الصبر لتقاطعها محتدة :

- وتر جبران تاجر مخدرات مش تاجر أكل بهايم ...المعلم جبران السواح أكبر تاجر حشيش في الحتة دي والمناطق اللي حولينا ... لسه خارج من السجن النهاردة 


سخصت عيني وتر في فزع تاجر مخدرات !!! كلمة تردد صداها في عقلها بعنف إذا كان يخدعها وهي كحمقاء صدقته ببساطة .. أقسمت علي تلقينه درسا لن ينساه .. ستزج به في السجن من جديد هرعت لغرفتها تغلق بابها عليها تبحث بين حقائبها بلهفة إلي أن وجدته الكارت الخاص بالضابط رفعته أمام عينيها تقرأ اسمه المكتوب علي سطح الكارت الرائد زياد ظافر نور الدين 

أمسكت هاتفها يديها ترتجف بعنف تكتب الرقم الموجود علي سطح الكارت علي هاتفها وضعت الهاتف علي اذنها تستمع إلي دقاته التي استمرت للحظات قبل أن تسمع صوت الضابط :

- آنسة وتر ... ازيك اخبارك ايه ، أنتي كويسة أقدر أساعدك في حاجة


جلست علي فراشها تتنفس بعنف ارتجف صوتها تهمس مرتبكة :

- ااا .ااانا عايزة ابلغ عن واحد 


سمعت صوته يردف سريعا يهدئها :

- طب اهدي بس وفهميني واحد مين وأنتي فين دلوقتي 


تنفست بعمق مرة تليها أخري إلي أن شعرت بدقات قلبها تهدئ قليلا عن السابق تردف تخبره بكل شئ :

- أنا في منطقة ( ...... ) في هنا واحد بلطجي عامل نفسه كبير المنطقة وليه رجالة في كل مكان لاء وكمان تاجر مخدرات بيبع حشيش ومخدرات اسمه 


- جبران السواح


توسعت عيني وتر في ذهول حين نطق الضابط اسم جبران قبل أن تقوله هي كادت أن تسأله كيف ومتي علم بالاسم حين بادر هو يكمل :

- أنا مسافة السكة هكون عندك وهشدهولك شدة محترمة ، هفهمك كل حاجة لما اجي ، ما تخافيش !


ودعته تغلق معه الخط تتنفس بعنف تبتسم في ظفر لتختفي ابتسامتها قلقا ما يحدث اليوم كثير للغاية أكثر مما قد تحتمله أعصابها حقا .. لا ينقص أي شئ سوي تلك الصرخات المذعورة التي صدحت فجاءة تملئ الشارع وكأن الحرب قد شدت أوزارها !!

__________________

مساء الخير يا عيلة وحشتوني والله

اعتذر طيب كان غصب عني صدقوني ربنا يعلم ما كنتش قادرة حتي أمسك الموبايل من رعشة ايديا العنيفة ... جهازي المناعي ما بيلحقش ياخد بريك بس هنقول ايه الحمد لله علي كل حال

أنا بعتذر لو الفصل قصير دا اللي قدرت أكتبه بعد مجهود شاق ... أنا عارفة انكوا مالكوش ذنب ... بس صدقوني أنا بحاول أعمل أقصي ما في جهدي ... بإذن الله الوضع يبقي أفضل قريبا ... اقبلوا اعتذاري عن تقصيري 

دمتم في حفظ الرحمن 💖

#عائلتنا_الصغيرة

#عائلة_دينا_جمال

جبران العشق 

الفصل الرابع

¤¤¤¤¤¤

هرعت إلي الشرفة مع صوت الصرخات التي تنبأ بحدوث كارثة حلت بالمكان طلت من شرفة غرفتها لتتوسع عينيها في دهشة مما يحدث بالأسفل جاموس ضخم يركض هنا وهناك صوت خواره العالي مخيف بعض الرجال يحاولن الإمساك به والسيدات تصرخ يهرعن من أمامه 


في الأسفل كان الوضع كارثي ذلك الجاموس الضخم الذي اشتراه حسن ليُذبح بمناسبة خروج جبران فر من يد صبي الجزار الصغير وها هو يركض في الطرقات هائجا غاضبا قرونه الضخمة المدببة تنتظر فريستها ... طل جبران من شرفة شقته علي صوت الصرخات عاري الصدر يمسك في يده قميص أسود كان علي وشك لارتداءه نظر لما يحدث بالأسفل ليصدح بصوته غاضبا :

- انتوا يا بهايم ما حد يعرقب التور دا هو لازم أنا اللي أنزل ، فين حسن 


زفر جبران أنفاسه حانقا ينظر لهم بامتعاض اختطف قميصه المعلق علي كتفه يرتديه علي عجل دون عقد أزراره القي ما تبقي من سيجارته أرضا يدعسها بحذائه ينزل سريعا لأسفل في تلك الاثناء كان حسن قد اقترب بصحبة الجزار ، توسعت عينيه مدهوشا ما أن رأي ما يحدث ، رأي كيف ثبت ذلك الجاموس الضخم واحمرت كالشرر نظر لما ينظر لتتوسع عينيه فزعا حين رأي أمل تتحرك سريعا ناحية بوابة عمارتهم بحجابها الأحمر الزاهي !! لم يكن يعرف أيضا أن ذكر الجاموس يغضب من اللون الأحمر ... دفع الجزار يصيح فيه :

-  اتصرف 

ومن ثم اندفع يركض يصرخ باسمها التفتت إليه لتصرخ مذعورة تركض ناحية العمارة الصغيرة .... في لحظة جذبتها يد جبران إلي أحد الجوانب كادت أن تصرخ من جديد حين كمم فمها في ذلك الشارع الضيق يده


انحني جبران سريعا ينزلق علي ركبيته يضرب وتر أحد أرجل الجاموس ليعلو بصوته يسقط أرضا اندفع الرجال إليه يمسكون به .... استل الجزار سكينه الضخم يعطيها لجبران :

- أمسك يا سيد المعلمين ..


ابتسم جبران يلتقط السكين من يد الجزار نظر ناحية شرفتها في لمحة خاطفة ليبتسم في خبث حين رآها تنظر اليه عينيها متسعة تضع كفيها علي فمها ليقترب من رأس الثور يرفع رقبته لأعلي يمسك بالسكين جيدا يغمغم في حماس :

- الله أكبر ، بسم الله الرحمن الرحيم 

وبخفة وسلاسة كانت السكين تغوص داخل عنق الثور يقطع الشرايين كاملة وتناثرت الدماء تغطي يدي جبران تملئ الأرض من تحتهم 

رفع وجهه من جديد ينظر لها ليراها تغطي وجهها بكفي يديها لينفجر ضاحكا يلتقط قطعة قماش قديمة يمسح بها كفيه بخفة ... القاها بعيدا يبحث عن حسن ليري أمل تخرج تركض من ذلك الزقاق المجاور الضيق تهرول إلي بيتها سريعا لحظات وخرج حسن هو الآخر أحدي خديه أحمر ملتهب ملامح وجهه حانقة غاضبة يتمتم بكلمات لم يسمعها ولكن في الأغلب يسب أمل ! 


دقائق وتجمع جميع رجال الحي في صوان كبير حول طاولات صغيرة يلتفون وصوت الأغاني الشعبية العالية صدح من السماعات الكبيرة يجلس جبران بينهم كالعريس في ليلة زفافه يتلقي التهاني علي خروجه سالما من السجن !!

راقبت من الاعلي بملامح نافرة متقززة ما يحدث كيف أنه لم يغسل يديه حتي من الدماء وذلك الصوان الضخم والألوان الزاهية من المصابيح تتراقص بمجون حولهم وذلك الوقح عديم الحياء رد السجون يجلس كملك بينهم التبغ والارجلية يدخلان تباعا إلي فمه لم تبقي سوي الخمر والنساء ..شهقت مدهوشة تضع يدها علي فمها حين رأت راقصة ترتدي حلة رقص خليعة تقترب منهم تتمايل بشكل فج .. توسعت عينيها في ذهول حين جذبته الراقصة من يده ليرقص معها فتعالت التصفيق والصياح علي ما يصفقون هؤلاء السكاري ... كيف ستعيش بينهم الوضع كارثي أسوء مما تصورت والدها كان محقا لا مكان لها بينهم عليها أن تجد سبيلا آخر وتفر من هنا الآن قبل الغد !


في الأسفل أخرج جبران حزمة نقود مكونة من فئة الخمس جنيهات يلقيها علي الراقصة التي تتمايل أمامه قبل أن يعود اداراجه يرتمي بجسده جوار حسن اقترب أحد الرجال منه بسيجار غريبة الشكل يعرفها جيدا يغمغم مبتسما :

- ولع يا سيد المعلمين

رفع يده يربت علي صدره يرفض يردف في بساطة :

-  ماليش فيه أنا ابيعه ما اشربوش يا سيد 

ضحك ذلك المدعو سيد عاليا يدفع بالسيجارة من جديد ناحية جبران يغمغم ضاحكا :

- معقولة يا معلم دول حتي بيقولوا طباخ السم بيدوقوه ، ولا خايف دماغك تتسطل يا معلم 


رفع جبران يده يربت علي رقبة سيد من الخلف بقليل من الحدة ابتسم في اصفرار يغمغم :

- أنا دماغي توزن بلد من عينك ياض المعلم يسطل ما يتسطلش ويلا اخفي رصلي حجر 


رفع سيد سبابة يسراه يشير لعينيه يغمغم سريعا :

- من عينيا الجوز يا سيد المعلمين 


رحل لينظر جبران لحسن الشارد قسمات وجهه تبدو حادة غاضبة يرفع يده بين حين وآخر يتحسس وجنته ليلكزه في ذراعه بعنف التفت حسن لجبران يتمتم :

- خير يا معلم 


اقترب جبران من حسن يهمس له ضاحكا متشفيا به :

- شكلك اتلسعت علي وشك أحسن تستاهل عشان عمال ترازي في البت أهي اديتك علي وشك


زفر حسن أنفاسه حانقا غاضبا يتذكر ما حدث قبل قليل Flash back

حاول أن يركض مسرعا ولكن بعد المسافة بينه وبينها كان عائقا من الوصول إليها ما كاد يقترب وجد جبران يسبقه دفعها ناحية شارع جانبي يبعدها عن الثور ليلتف سريعا يدخل الشارع الجانبي من الاتجاه الآخر تحرك بخفة علي أطراف أصابعه يقترب منها يراها وهي تطل برأسها إلي الخارج اقترب منها إلي أن صار خلفها شعرت به في تلك اللحظة لتلتفت له كادت أن تصرخ فكمم فمها سريعا بكف يده يشهر سبابته الأخري أمام فمه ... ليري عينيها تتسع قلقا مما فعل تحرك جسدها بعنف تحاول دفعه ليقبض علي رسغيها بيده ... حاولت الصراخ عل يسمعها أحد ولكن يده كانت تحكم وثاقها علي فمها نظرت له حانقة لتري بحر عينيه يسبح في وجهها موجه هادئ شمسه تنير حدقتيه ... أنفاسه متسارعة عالية همس لها بنبرة خافتة شغوفة :

- كنت هموت من الخوف وأنا شايف العجل بيجري ناحيتك 


اضطربت دقات قلبها تتسارع بعنف من كلماته الغريبة الغير مألوفة منه إطلاقا .... تسارعت أنفاسها تسابق طرقع طبول قلبها العالية في حين ثبتت عينيه علي حدقتيها يشتعل قلبه من قربها ثقلت أنفاسه وتاهت عينيه تهيم بها وخفض صوته يتمتم :

- يا بت أنا بحبك وأنتي عارفة من زمان ... سيبك من الكلية والمعادلة والكلام الفارغ دا ... دا أنا هخليكي ست الستات قولتي 


صمتت للحظات لتموء بعنف تشير بعينيها ليده التي تكمم فمها ترك رسغيها وازاح يده من علي فمها  ببطئ ظلت تنظر له للحظات دون كلام تبتسم في هدوء انقلب في لحظة رفعت يدها في أقل من ثانية تهبط علي وجهه بصعفة قاسية تهمس محتدة غاضبة مشمئزة :

- قولت لاء 


وتركته تركض قبل أن يقتلها .... وضع حسن كفه علي وجنته ، غامت عينيه يضربها البرق بسحاب وعيده الأسود 

Back

اجفل من شروده علي لكزه أخري عنيفة من يد جبران يسأله عما به شارد ... فتح حسن فمه كان علي وشك قول شئ ما حين صدحت صافرات البوليش تدوي في كل مكان من سيارة شرطة كبيرة نزل صاحب الأعين الخضراء متوجها إلي الصوان الكبير توجس الجميع خيفة من تلك الزيارة المفاجئة في حين قام جبران يرحب به بحرارة تحمل سخرية صارخة :

- يا أهلا يا اهلا بالحكومة وبزياد باشا ،الرائد زياد باشا بنفسه ، خير يا باشا لحقت وحشتك ولا معقول جاي تباركلي بنفسك علي البراءة


التف زياد بعينيه في أرجاء الصوان ليرفع رأسه لأعلي فرآها تقف في الشرفة تنظر له تبتسم كمن انتصر فريقه للتو ... ليعطيها إبتسامة سريعة قبل أن يعود لما كان يفعل ، ابتسامة خاطفة لاحظها جبران جيدا !!!


اقترب زياد من جبران يقبض علي أحدي دفتي قميصه يجذبه ناحيته بعنف يتوعده محتدا :

- ولا اتعدل يالا شغل ال3 ورقات بتاعك دا مش عليا ، دا أنا حافظك صم


اقترب جبران برأسه من أذن زياد يهمس لها :

- بس مش فاهمني يا باشا ، حافظني بس مش فاهمني !


ضحك زياد عاليا ليدفعه بعيدا عنه يكتف ذراعيه خلف ظهره ابتسم ما يشبه ابتسامة يتمتم ساخرا :

- لاء فاهمك يا جبران وفاهم ألعيبك كويس ... بس صدقني المرة الجاية مش هتخرج منها ببراءة لاء ... هنزفك بالبدلة الحمرا ..امشي عدل بدل اجيبك واشدك ماشي يا حبيبي 


ابتسم جبران في سخرية ذلك الضابط الصغير يستعرض عضلاته أمام الأميرة الواقفة هناك تراقب أحمق مسكين لا يعرف مع من هو يتعامل رفع يمناه يشير بسبابته إلي عينيه يغمغم بارتياح ساخر :

- يا سلام من عينيا ، الباشا يؤمر واحنا ننفذ ولا أيه يا حسن 


نظر حسن للضابط يرميه بنظرات كارهة حادة يبتسم في سخرية وكأنه يستهزء به والغريب أن الضابط تجاهل تلك النظرات تماما وكأنه لم يرها !

أشهر سبابته أمام وجه جبران ابتسم في اصفرار يردف يتوعده :

- أنا حذرتك وأنت الجاني علي روحك !


وتركه وغادر لم يتجه إلي سيارته بل توجه مباشرة إلي منزلها احتدت عيني جبران غضبا حين بدأ يعي أن تلك الضيفة المزعجة سليطة اللسان هي السبب فيما حدث هي من جلبت الضابط إليهم يتوعدها أن ما حدث لن يمر هكذا ببساطة !

__________________

تجلس علي طاولة في المطبخ حسب ما أخبرتها نجلاء أنهم هنا في المطبخ تدق بأصابعها علي سطح الطاولة تفكر كيف ستهرب من تلك الورطة ذلك المجنون المخيف الذي اختطفها بأي وجه حق يمسح لنفسه بفعل ذلك عليها أن تهرب منه آخر ما حدث بينهم حين شعرت به يقترب منها لتسارع باخباره بأنها زوجة لآخر وما شأنه هو لتخبره من الأساس لكنها فعلت علي أي حال بعدها شعرت به يقترب أكثر وسمعت صوته الغريب يهمس لها :

- عارف ... وأعرف جوزك أعرفه كويس أوي كلب ما يفرقش عن أهلك كتير  وتاري عنده زي عند أهلك بالظبط ويمكن أسوء 


تضاربت دقات قلبها خوفا مما سيفعله بها لتشعر به بعدها يبتعد عنها وصوت خطواته يختفي بعيدا 


اجفلت علي يد نجلاء تُوضع علي كتفها لتعود للواقع تشتم رائحة طعام نجلاء الشهي تستمع إلي صوت معلق مبارة كرم القدم الخاطف مشجع رائع تستمع إلي صياحع الغاضب حين يُخطئ اللاعب في تسديد هدفه تنهدت حائرة  تدق علي سطح الطاولة بأطراف  أصابعها تفكر كيف ستهرب توسعت عينيها فجاءة توجه إلي رأسها إلي حيث صوت نجلاء تحرك معلقة الطعام في القدر .. لتردف سريعا :

- نجلاء قربي مني أنتي جبتي علاجي معاكِ


أخبرتها نجلاء أنها تحمل دائما ادويتها الخاصة في حقيبة يدها ولا تتركها أبدا لتشير لها بأن تدنو منها قريت وتر فمها من أذن نجلاء تهمس لها بصوت خفيض هامس :

- نجلاء احنا لازم نهرب من هنا حطي من المنوم بتاعي ليه في الأكل أو في اي حاجة وهو مش هيحس بحاجة ونهرب أحنا


ابتلعت نجلاء لعابها قلقة تهمس لها متوترة :

- بس يا ست رُسل احنا في صحرا هنروح فين ولا هنعمل ايه خايفة ليطلع علينا ديابة ولا كلاب ولا السلعوة دي بيقولوا بتاكل الناس 


زفرت وتر أنفاسها حانقة حتي وإن ظهر دراكولا نفسه لن تهتم ستهرب مهما كلفها الأمر شدت علي يد نجلاء تهمس لها :

- خلاص خلينا قاعدين هنا دا شكله مجنون ومش بعيد يقتلك ويقتلني 


شهقت نجلاء مذعورة توسعت عينيها فزعا لتهمس لها سريعا :

- لاء خلاص حاضر هحطله من المنوم بتاعك ونهرب

ابتسمت رسل تشجع نفسها ... اعتدلت فئ جلستها حين سمعت صوت خطواته تقترب أكثر فأكثر إلي أن بات هنا داخل محيطها تشعر به قريب ولكن ليس كثيرا ولكنه قريب وصوته الاجش يحادث  نجلاء غاضبا  :

- سنة علي ما الغدا يخلص ما تخلصي يا ست أنتي


هبت واقفة تلتفت بوجهها إلي حيث يصدح صوته قطبت ما بين حاجبيها تحادثه محتدة :

- ما تتكلمش مع نجلاء بالشكل دا ، أنت خاطفنا وبتهدد تقتلنا لاء وكمان بتزعق عشان الأكل ، هي اصلا المفروض ما تعملش حاجة 


صرخت مذعورة في اللحظة التالية حين سمعت صوت شئ ما يُكسر بعنف يبدو أنه ألقي شئ ما أرضا بقوة ذلك الرجل مجنون كما قالت عنه تماما سمعت خطواته الغاضبة تقترب وصوته يحادثها محتدا :

- أنا مانع نفسي إني اقتلك بالعافية كلمة كمان ومش هتلحقي تكمليها أنتي فاهمة يا رُسل هانم 


وقفت ترتجف بعنف تمنع نفسها بصعوبة من أن تطلق للسانها العنان تنهدت تُخرس نفسها رغما عنها إلي أن سمعت صوته وهو يرحل من جديد لتتنفس الصعداء ... تكور قبضتها تشد عليها بعنف ذلك المجنون ستهرب منه الليلة مهما كلفها الأمر

______________

عودة إلي الحارة في صالة منزل فتحية يجلس زياد ومعه وتر وفتحية التي تنظر لابنها في توتر ممتزج بغيظ حين علمت أنها هي من تواصلت مع الضابط جبران لن يدع ذلك الأمر يمر هكذر مرور الكرام ... انتبهت علي صوت الضابط يحادث ابنتها :

- ما تقلقيش أنا شديتهولك من قفاه ولو فكر يتعرضلك ولو بكلمة اتصلي بيا علي طول 

ابتسمت وتر ممتنة مدت يدها تزيح خصلات شعرها خلف اذنيها تردف مبتسمة :

- ميرسي جداا يا زياد باشا بجد مش عارفة اشكرك ازاي


ابتهجت ابتسامة زياد كاد أن يقول شيئا حين صدحت دقات الباب العالية ... تلك الدقات تعرفها فتحية جيدا ... قامت سريعا تفتح الباب لتبصر جبران يقف خارجا ابتلعت لعابها خائفة في حين كان يبتسم هو في غيظ ظاهر علي ملامحه مد يده لفتحية بحقيبة كبيرة من اللون الأسود بها قطع من اللحم يغمغم مبتهجا :

- أنا قولت ما ينفعش يبقي زياد باشا هنا وما نقومش بالجوانب احنا ولاد بلد بردوا ونعرف الأصول والواجب ... خدي يا فتحية اعملينا أحلي طبق فتة لزياد باشا 


التقطت فتحية الحقيبة من جبران تفسح له المجال ليدخل ترتجف خوفا من رد فعله ... اقترب جبران منهم لتنظر وتر له متقززة منه تجاهلته تماما توجه حديثها لزياد تبتسم في رقة :

- زي ما قولتك يا زياد باشا لو ينفع تشوفلي شقة ولو صغيرة بس تكون في منطقة نضيفة أنا مش هقدر أعيش في المكان دا خالص 


رفع جبران حاجبه الأيسر ينظر لها ساخرا مستجهنا يتوعدها ليومأ زياد لها يبتسم يردف في بساطة :

- آه طبعا دي حاجة بسيطة جداا أوعدك في أقرب وقت هكلمك ابلغك بمكان الشقة والشغل .. استأذن أنا بقي عشان الوقت أتأخر


التفت برأسه ناحية جبران ينظر له مستهجنا يردف ساخرا :

- أنا من رأيي تلحق الليلة اللي معمولة ليك تحت ولما الأكل يجهز هينزلك 


وكم أعجبت الفكرة جبران بعد أن أضاف لها في عقله تعديلات أخري أكثر خبثا .. حرك رأسه بالإيجاب يطفق وتر بنظرات سوداء لا تنوي خيرا أبدا ... تحرك بصحبة الضابط لأسفل يودعه إلي أن غادر بابتسامة كبيرة للغاية .... ليصعد خطاه مرة أخري إلي بيت فتحية دق الباب بعنف مرة بعد مرة لتخرج فتحية من المطبخ علي صوت الباب تنظر لابنتها تهمس لها مذعورة :

- عاجبك اللي أنتي هببتيه دا ، المعلم جبران هيقطع راقبتك ، أقولك ابعدي عنه تقومي تبلغي عنه 


انتفضت مذعورة حين سمعت صوته يصيح غاضبا :

- افتحي يا فتحية بدل ما أكسر الباب علس دماغكوا


وقفت مكانها تنظر للباب وهو يهتز بعنف تشعر بالذعر .. تتخيل أسوء ما يمكن أن يفعله بها تضاربت دقات قلبها خوفا تعود للخلف تلقائيا هرعت والدتها تفتح الباب قبل أن يحطمه ليدخل كالثور الطليق صفع الباب خلفه بعنف ينظر لها عينيه تقدح شررا يهسهس متوعدا :

- كدة يا بنت الذوات تبدأيها معايا بالغدر وأنا اللي كنت فاكرك هتبقي أم عيالي خلاص ... تغدري بيا ، تبلغي عني ... فاكرة النمرة اللي عملها الظابط بتاعك دا هتخوفني ... يبقي ما تعرفيش السواح


صمت يتفرس نظرات الذعر التي احتلت مقلتيها ، الهلع الصارخ في قسمات وجهها المرتعدة يصدح بصوته كله غاضبا :

- جبران السواح أنا دخلت أقسام أكتر ما دخلت بيتنا .. تاجرت في كل حاجة ممكن تتخيلها من وأنا عيل عنده 9 سنين حلال ، حرام .. المهم أنها بتجيب فلوس ... إمبراطورية السواح دي ما جاتش في يوم وليلة عشان تيجي حتة بت بنت امبارح تبلغ عني ... عقاب الخيانة في قانوني الموت ... بس لاء أنا مش هقتل واحدة حلوة أوي كدا زيك وأنا ممكن استفيد منها 


اقترب منها خطوة تليها أخري وأخري حاولت فتحية النطق بحرف ليرميها بنظرة قاتلة اخرستها تماما ظل يقترب منها إلي أن وقف أمامها مباشرة اغمضت عينيها مذعورة تستمع إلي صوته المخيف يهمس لها متوعدا :

- .......

_________________

هي وهو ونجلاء علي تلك الطاولة في المطبخ يتناولون طعام الغداء ينظر لها مدهوشا وهي تمسك بالسكين والشوكة تعرف بالضبط أين مكان قطعة الدجاج وتقعطعها بخفة ومن ثم تأكلها .. تلتقط كوب الماء ترتشف منه ويعود لمكانه كما كان ... كان يأكل ويراقبها في الآن ذاته جميلة قسمات وجهه تكاد تكون شفافة من نقائها كيف يمكن لفتاة مثلها أن تكن ابنة عائلة من الشياطين عينيها كالعسل المصفي تلقي لعنة خاصة علي كل من يراها تنهد بعنف يلتقط كوب عصيره يشربه كاملا ليري ابتسامة كبيرة غزت شفتيها فجاءة لما تبتسم تلك البلهاء ولما فقط من احضروا له العصير وهما أكواب ماء ... لم يكد يحاول أن يفهم شعر برأسه تلتف بعنف لسانه يثقل جفنيه ينغلقان رغما عنه لحظات وسقط رأسه نائما علي الطاولة لتهب سريعا حين سمعت نجلاء تهمس مذعورة :

- دا شكله نام يالهوي لو صحي دا هيموتنا ...


أمسكت رسل بيد نجلاء تجذبها بعنف تصيح فيها:

- أحنا لسه هنستني يلا بسرعة نجري 


جذبت نجلاء رسل معها لخارج البيت يركضان أقدامهم حافية الظلام دامس مخيف يحاولن الوصول إلي الطريق الرئبسي بينما  هن يركضن صرخت رسل من الألم شعرت بشئ حاد ينغرز في باطت قدمها لتسقط علي ركبتيها أرضا تصيح من عنف الألم لتسمع صرخة نجلاء المذعورة التفتت حولها ملامح وجهها تقطر ألما تصيح باسم نجلاء خوفا عليها :

- نجلاء .. نجلاء ردي عليا .... نجلاء ... نجلااااء


شعرت بأحد ما قريب منها وكف يد تمسك بقدمها تلك ليست يد نجلاء !!

صرخ الخوف علي قسمات وجهها ارتعشت الأحرف من بين شفتيها تضاربت دقات قلبها تكتم صرختها بكف يدها حين جذب قطعة الزجاج من قدميها فصرخت متألمة في حين سمعت صوته يهمس متوعدا :

- نجلاء تعيشي انتي في مكان احسن كتير .. قولتلك مش عايز اوريكي وشي التاني ... أنا ما حدش يستغفلني خصوصا أنتي يا بنت مجدي التهامي ..

_______________

أنا حزين أن الفصول قصيرة والله بس اخلص من سحلة تصحيح وامتحانات المهام الادائية بتاعت رابعة دي وهتنزل الفصول طويلة بإذن الله

نتفاعل بقي يعني تقديرا للمجهود كفاية والله تعب الشغل ببقي جاية مش شايفة قدامي 


دمتم في حفظ الرحمن 💖

#عائلتنا_الصغيرة

#عائلة_دينا_جمال

جبران العشق 

الفصل الخامس

¤¤¤¤¤¤¤¤

ها هي تقف بين جمع من السيدات جوارها والدتها تنظر للجميع بتقزز تكاد تتقئ ذلك الجلنف عديم الأخلاق والحياء والأدب خيريها بين أسوء اختيارين وضعها بين المطرقة والسندان حرفيا حين صاح يهددها 

Flash back

اقترب منها خطوة تليها أخري وأخري حاولت فتحية النطق بحرف ليرميها بنظرة قاتلة اخرستها تماما ظل يقترب منها إلي أن وقف أمامها مباشرة اغمضت عينيها مذعورة تستمع إلي صوته المخيف يهمس لها متوعدا :

- بصي بقي يا بنت الذوات من اتنين يا تنزلي زي الشاطرة تنضفي الكرشة والممبار بإيدكي الحلوين الناعمين دول مع النسوان اللي تحت


فتحت عينيها علي اتساعهما تقززت قسمات وجهها تحرك رأسها بالنفي سريعا الفكرة نفسها كفيلة بجعلها تدخل في غيبوبة طويلة المدي ... لتري ابتسامته تزداد خبثا واتساعا غمزها بطرف عينيه يتشدق متلذذا :

- يبقي الحل التاني شوفتي أنا طيب إزاي .. هجيب المأذون واكتب عليكي وقتي وتبقي سهرتنا صباحي يا بنت الذوات قولتي إيه


توسعت عينيها هلعا تتزوج مَن ؟ ذلك البربري الهجمي تاجر المخدرات لا بالطبع لن يحدث ستفعل أي شئ آخر عدا ذلك خاصة وهو ينظر لها تلك النظرة المخيفة التي تشبه نظرة أحد ممثلي افلام التحرش القديمة تلجلجت الأحرف من بين شفتيها تهمس مرتعشة :

- هنننزل مع الستتات اللي تحت 


ابتعد عنها خطوتين يدس يديه في جيبي سرواله يحرك لسانه علي أسنانه العليا يتمتم ساخرا :

- وماله يا بنت الذوات ... فتحيية خدي الأمورة خدي الأمورة تنضف الكرشة 

Back

وضعت يدها علي أنفها لا شئ يُبعد تلك الرائحة المقززة أبدا .... رأت أحدي السيدات تقترب في يدها سكين كبير اقتربت من ذلك المتكوم أمامهم تشقه بعنف من المنتصف لينتفح علي مصراعيه ... وانبعثت الرائحة تضرب رأسها ما أن رأت ما تحوي أمعاء ذلك الحيوان زاغت عينيها لتسقط أرضا فاقدة للوعي صرخت فتحية مذعورة ترتمي بجسدها أرضا جوار ابنتها تصيح مرتعبة :

- وتر يالهوي يالهوي الحقوني يا ناس البت قطعت النفس ، وتر ردي عليا يا بنتي ، الحقني يا معلم جبران 


تقدم منهم ينظر للمسطحة أرضا يبتسم ساخرا لم تتحمل فقط الرائحة فسقطت أرضا فاقدة للوعي وأتت لها الجراءة لتستدعي الشرطة للقبض عليه ... اقترب منهم دني قليلا بجذعه يحملها بين ذراعيه ... خفيفة بشكل غريب تدلت ذراعيها بين يديه وهو يتوجه بها إلي شقة والدتها فتحية تهرول الخطي خلفه ... فتحت له باب الشقة تتقدمه سريعا إلي غرفتها تفتح لها بابها ليستند بركبته علي سطح الفراش يضعها فوقه ... ينظر لوجهها وهي نائمة ليبتسم متهكما التفت لفتحية التي تنظر لابنتها مذعورة ليردف في جمود :

- ما تخافيش عليها أوي كدة دي نايمة ... اسمعيني كويس يا فتحية بنتك دا أول يوم ليها وسطينا بداية قصديتها كفر معايا ... خليها تختفي من قدام عينيا خالص لمصلحتها فاهماني يا فتحية


حركت فتحية رأسها بالإيجاب سريعا لينظر لوتر نظرة خاطفة قبل أن يخرج من الغرفة ومن المنزل بأكمله 

__________________

علي صعيد آخر بعيدا في الصحراء ... صرخت وصرخت تلوت بجسدها بين ذراعيه وهو يحملها تصرخ فيه بقهر وغضب وخوف دموعها تنهمر كالشلال علي وجهها :

- يا حيوان يا قتال القتلة ... نجلاء ، عملتلك ايه عشان تموتها ... أنا عايزة نجلاء حرام عليك ... أنا ماليش في الدنيا غيرها .. حرام عليك ... موتني أنا كمان ، أنا السبب ، أنا اللي قولتلها نهرب .. موتني أنا


امتعضت ملامحه شفقة عليها وهي تبكي كطفلة صغيرة فقدت والدتها وجهها أحمر دموعها تنهمر بعنف تشهق عاليا حتي تختنق أنفاسها وضعها علي فراشها في غرفتها لتضم ركبيتها لصدرها وكأنها لا تشعر بألم قدميها والدماء النازفة منها ... أحضر صندوق الإسعافات اقترب يجلس جوارها ليراها توجه عينيها إليه لحظات وبدأت تصرخ فيه بحرقة :

- حرام عليك موتها ليه دا أنا ماليش غيرها في الدنيا ، كلهم بعدوا عني وسيبوني .. بقيت عالة علي الكل إلا هي ... موتني زي ما موتها ، لو فاكر أنك بتنتقم منهم لما خطفتني تبقي مغفل أبويا وأمي أصلا كانوا عايزين يموتوني هما نفسهم مش عايزني ... منك لله حسبي الله ونعم الوكيل فيك ، ربنا ينتقم منك 


ادمعت عينيه بل انهمرت دموعه حالها ذكرها بحاله حين رأي جثة والديه أمام أرضا حمحم بعنف يجلي صوته المختنق يهمس لها :

- ما قتلتهاش ... نجلاء عايشة ... اقسملك عايشة 


توسعت عينيها في دهشة شقت ابتسامة كبيرة شفتيها لتمد يديها في الهواء تحاول الإمساك بيديه مد كفيه لها لتشد عليهما حركت رأسها بالإيجاب عدة مرات تردف سريعا بتلهف :

- عايشة ، بجد عايشة ... نجلاء عايشة .. طب هي فين أنا عايزة اشوفها بالله عليك 


فتح صندوق الإسعافات يخرج منه معقم وشاش ورباط طبي يغمغم في هدوء :

- هخليكي تشوفيها بس استني اعقم جرح رجلك 


توجست ملامحها خيفة منه لم يصدر منها ردا لا بالإيجاب ولا بالرفض فأعتبر صمتها موافقة علي ما قال فحص جرحها خوفا من وجود قطعة زجاج عالقة فيه ولم يجد سوي القطعة الكبيرة التي جذبها هو قبلا وضع بعض المعقم علي قطعة قطن صغيرة يحركها علي طول جرحها بخفة لتنكمش ملامحها ألما تضم كف يدها لم يكن يهمها في تلك اللحظة سوي أن تري نجلاء بأي شكل كان فقط تتأكد أنها علي ما يرام وكل شئ سيصبح بخير ... انتهي من تنظيف جرحها يلفه لها بالشاش رفع وجهها يسألها متهكما :

- جوزك دا بقي بيحبك أو أنتي بتحبيه 


قطبت ما بين حاجبيها مستنكرة سؤاله للحظات غطي الألم حدقتيه ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيها تغمغم بخواء فارغ :

- مالكش دعوة !


رفع كتفيه لاعلي مط شفتيه قليلا يغمغم ببساطة :

- لاء ليا أنا شخص فضولي ، لو ما قولتليش مش هخليكي تشوفي نجلاء


تنهدت تزفر أنفاسها حانقة لتغمغم محتدة :

- ايوة بحبه وبيحبني ارتحت كدة


صمت ما قابلها بعد ذلك كان صمت من ناحيتها ، صمت اقلقها خاصة وهي تشعر بحركته وأنفاسه تقترب تضاربت دقات قلبها تزحف بجسدها للخلف حتي ارتطمت بظهر الفراش شعرت به قريب للغاية أنفاسه تضرب أذنيها وصوته همسه يقشعر له جسدها حين غمغم يهمس ساخرا :

- بيجاد التهامي ما بيحبش حد ، دا شخص أناني معدوم الضمير مستعد يدوس علي الكل عشان مصلحته ، صدقيني أنا عارفه كويس ... 


حركت رأسها بالنفي بعنف زوجها ليس كذلك ... صحيح أنه لا يحبها تزوجها فقط من أجل الأموال التي عرضها والدها عليه ليرضي ويتجوز بالأميرة الكفيفة ولكنها تحبه للأسف تحبه منذ أن كانت مراهقة صغيرة لم يعرف قلبها غيره احتد صوتها تصيح فيه :

- ما اسمحلكش تتكلم عنه بالشكل دا ، دا ابن عمي وجوزي ... لو كان موجود دلوقتي ما كنتش اتأجرت وعملت اللي عملته


وضحك تعالت ضحكاته يسخر مما قالت شعرت به يبتعد عنها ... وقف أمامها يضع يده علي خاصرته يتشدق ساخرا :

- وهو فين بقي ابن عمك وجوزك وحبيبك راميكي ليه ... يا ماما فوقي انتي ما تفرقيش معاه 


أغمضت عينيها وتجسدت الحسرة علي قسمات وجهها يطعن الألم قلبها وملامحها وكأنها أسودت من الحزن والالم رأي دمعات بسيطة تهطل من خلف جفنيها المغلقين تومأ برأسها بالإيجاب تحشرجت نبرتها تهمس بحرقة :

- عندك حق أنا ما افرقش معاه ، ما افرقش مع حد خالص ، تعرف أنا حبيته ولسه بحبه ... بحبه أوي ، رغم أنه اتجوزني في صفقة مع بابا بس لسه فاكرة وهو بيبوس رأسي بعد كتب كتابنا و بيقولي مبروك يا عروسة ... أرجوك خدني عند نجلاء كفاية كدة 


شحبت ملامحه ألما وندما علي حالها حين قرر إيذاء الشياطين اختار الملاك الوحيد بينهم ... ملاك حزين يتألم مثله ... اقترب منها مد يده يمسك بكف يدها لتسحب كفها من يده بعنف مسحت دموعها بكفي يدها تردف محتدة :

- أنا حافظة الطريق لبرة الأوضة 


أمسك كفها من يدها يجذبها برفق من الفراش حاولت أن تتملص من كفه بعنف ليصيح متأففا :

- عشان رجلك مش هتعرفي تدوسي عليها ، اسندي علي إيدي 


احتدت قسمات وجهها تبدو غاضبة للغاية منه استندت علي كف تسرع خطاها إلي الخارج لم تكن تكذب سريعا حفظت طريقها بقدرة اذهلته هو شخصيا ، فتح الباب ليراها تلتف برأسها هنا وهناك وكأنها تبحث عن بصيص ضوء أمانها في الظلام .. قامت نجلاء من مكانها علي الأريكة ما أن رأتها تقدمت بخطي سريعة ناحية وتر لترتمي الأخيرة بين أحضانها تشهق في بكاء بعنف تتحسس وجهها بيديها تردف بحرقة :

- نجلاء أنتي عايشة صح .. صح أنتي ما سبتنيش ... انتي هنا 


انهمرت الدموع من عيني نجلاء تضم رسل لأحضانها تحاول أن تطمئنها تمسح علي رأسها برفق تحادثها بحنان :

- ايوة يا رسل ، ايوة يا حبيبتي ما تخافيش أنا هنا ... تعالي يا بنتي اقعدي عشان رجلك 


اخذت يدها من يد عز تعود بها إلي غرفتها ، في حين وقف هو ينظر لكفه حيث كانت تستند شد قبضته الأخري يغمض عينيه ضرب قبضته في الحائط بعنف يضع يده علي فمه يجهش في بكاء صامت حاد ... ليترك المكان بأكمله يخرج راكضا 


وضعت رسل رأسها بين أحضان نجلاء ترتجف من الخوف تتمسك بها كالقطة الصغيرة ارتجفت نبرتها تسألها :

- هو ايه اللي حصل يا نجلاء ، مش احنا كنا هربنا منه ، مش كان نام زي ما قولتيلي 


خرجت تنهيدة طويلة متعبة من بين شفتي نجلاء تحرك رأسها بالإيجاب تغمغم في عجب :

- ايوة يا بنتي ، أنا كمان مش فاهمة ايه اللي حصل هو شرب بوقين من العصير وبعدين لقيت راسه ميلت ونام فجاءة واحنا بنجري لقيته ظهر قدامي من خوفي منه صرخت ... هددني اني لو ما رجعتش البيت هيقتلك ... سمعت ساعتها صرختك .. جيت احط انادي عليكي حط ايده علي بوقي وهددني انه هيموتك ... خوفت عليكي وجريت علي البيت ..وبعدين سمعت صوتك بتصرخي وهو شايلك وجاي بيكي علي البيت 


همهمت تحرك رأسها بالإيجاب الآن فقط فهمت ما حدث ذلك الثعلب شك في أمرهم رشفتين من العصير لم يكن لهما أدني تأثير عليه الوغد عديم المشاعر خدعها بموت نجلاء كانت لتموت لو حدث لها مكروها أغرقت رأسها بين أحضان والدتها تهمس بنبرة خاملة خائفة  :

- اوعي تسيبني أبدا يا نجلاء ، أنا ماليش غيرك في الدنيا ... كلهم رموني مش عايزني 


ادمعت عيني نجلاء تنظر لها مشفقة حزينة تطمأنها أنها لن تتركها ابدا ، رفعت عينيها تنظر للواقف عند باب الغرفة ينظر لها هو الآخر حزينا مشفقا عازما علي تغيير الكثير مما كان ينوي عليه 

_________________

في صباح اليوم التالي

حركت رأسها بعنف للجانبين أصوات غريبة غير مألوفة تتسلل لرأسها بعنف أصوات مزعجة وكأنها تصرخ

( خزززززين يا بصصصصصل 

   مجنوووووونة يا قووووطة )

( أي حاجة بلاستيك باتنين ونص قربي يا مدام ، تعالي يا عروسة ... دي صناعة بلدنا )

( عرررررايس يا بتنجان ، البتنجان العرايس لاحلي عرايس والتلاتة بعشرة )


تأففت تحرك رأسها بعنف علها تُبعد تلك الأصوات المقززة ... فتحت مقلتيها فجاءة تنظر حولها ترمش بعينيها عدة مرات سريعا تحاول أن تتذكر ... تلك ليست غرفتها شئ فشئ وضرب سيل من الذكريات رأسها ... انكمشت ملامحها في اشمئزاز حين تذكرت آخر ما حدث ، قربت أنفها من ثيابها تشتمها بتقزز رائحتها مزيج مقزز من الطين والعرق وغبار المكان المقزز ورائحة عطر غريب اشتمتها قبل فترة قليلة ما كادت تتحرك وجدت هاتفها يدق نظرت للطارق لتجده طارق صديق الجامعة جلست تعدل خصلات شعرها تحمحم تجلي صوتها فتحت الخط تضع الهاتف علي اذنها تهمس بصوتها الناعم ! :

- هاي صباح الخير يا طارق 


سمعت صوته يردف متغزلا :

- صباح الورد والفل والياسمين ايه يا بيبي مش هتيجي الجامعة ولا إيه دا أنا مستنيكي من ستة الصبح 


توجست ملامحها خيفة من أن يكن خبر ما فعل والدها قد انتشر في الجرائد وعلي صفحات التواصل الإجتماعي بالطبع ذلك سيحدث زفرت أنفاسها بعنف تحاول أن تردف برقة :

- تؤ I am out of mood ممكن اجي بكرة 


تهدلت نبرة صوته حزنا يغمغم :

- ولو إني هموت واشوفك النهاردة بس ماشي هستناكِ بكرة .. باي يا بيبي 


ودعته تغلق معه الخط لتزفر أنفاسها حانقة تشد علي خصلات شعرها بغيظ ... توجهت إلي شرفة غرفتها تفتحها تنظر بتقزز للمشهد الرائع الذي تطل عليه غرفتها الحارة بكل ما فيها من عشوائية وهجمية تكاد تقتلها ... لمحته عينيها يقف أمام طاولة كبيرة خارج المحل يمسك بآلة غريبة لا تعرفها ينحت في قطعة خشب ملقاة أمامه .. تتحرك يديه بخفة فنان محترف ... رأت ذلك الشاب صاحب الأعين الزرقاء يقترب منه يعطيه كوب من الشاء ليلكزه جبران يشير له لفتاة تخرج من احدي العمائر القدمية لمعت عيني الشاب ما أن رآها ليهرول خلفها سريعا يسرع الخطي إليها ! لتقطب جبينها تتسأل ماذا يريد ذلك الرجل منها ولما يبدو متلهفا لتلك الدرجة حين رآها ... شعرت في تلك اللحظة بأعين مسلطة عليها تحركت بعينيها ناحية جبران لتراه ينظر اليها مباشرة !

نظراته كانت مزيج غريب من الخبث والوعيد غمزها بطرف عينيه لتبتلع لعابها مرتبكة دخلت إلي غرفتها توصد باب الشرفة ... خرجت من الشرفة ومن الغرفة بأكملها تبحث عن والدتها في الشقة لم تجدها وجدت صينية مغطاه بقماشة زاهية اللون كشفتها لتقطب جبينها مدهوشة ذلك الطعام تراه فقط في التلفاز معدتها لن تتحمله ارتمت علي أحدي الارائك تخفي وجهها بين كفيها تزفر أنفاسها بعنف والدها كان محق هي لن تستطيع العيش هنا لن تستطيع أبدا !

_______________

علي صعيد آخر في مكان قريب منهم تحركت أمل ناحية موقف السيارات لتأخذ سيارة أجري كبيرة ما يطلق عليها اسم ( ميكروباص ) اليوم أولي امتحانات المعادلة الخاصة بها طوال الطريق تدعو في نفسها أن تستطيع أن تجيب عن جميع الأسئلة عليها أن تحصد درجات عالية لتلتحق بالجامعة جلست علي أول اريكة بالداخل جوار النافذة لتشعر بأحدهم يجلس جوارها نظرت له لتشحص عينيها في ذهول حين رأته يجلس جوارها ذلك الوقح ألم يكتفِ بصفعة واحدة اشاحت بوجهها بعيدا وكأنها لم تره من الأساس انتظرت بضع دقائق إلي أن امتلئت السيارة ليصعد السائق خلف المقود الذي ما أن رأي حسن استدار له يغمغم مرحبا وكأنه رأي وزيرا :

- اهلا اهلا بالمعلم حسن ، دا الميكروباص نور والله أخبار المعلم جبران ايه ، احنا كلنا صبيانه وفي خدمته هو بس يأشر 


رفع حسن يده يربت علي صدره ابتسم يغمغم ببساطة :

- تسلم يا شكري دا من ذوقك يا أبو الكرم  اتكل علي الله يلا واطلع 


حرك الرجل رأسه بالإيجاب يرحب به للمرة الأخيرة بحرارة قبل أن يدير محرك السيارة الضخمة ينطلق بها يعلو بصوته يحادث الركاب :

- الأجرة مع بعض يا حضرات ما عدا أنت يا معلم حسن عندي دي المرة ، واحدة من جمايلكوا علينا إنت والمعلم 


قلبت أمل عينيها ساخرة من الموقف برمته فتحت حقيبة يدها تأخذ منه ثلاثة جنيهات تمد يدها لها بالسائق ليردف الأخير يعيد جملته :

- الأجرة مع بعض يا آنسة


تأففت حانقة خاصة حين رأت أن الركاب من الخلف يعطون النقود لحسن الجالس جوارها ينظر لها بجانب عينيه يرفع حاجبه الأيسر يراقب ما تفعل لم تعرف ما تفعل مدت يدها بالنقود إلي حسن ليلتفت برأسه إليها نظراته حادة غاضبة همس بصوت حاد يتوعدها :

- شيلي فلوسك أحسن قسما بالله ما هخليكي توصلي الإمتحان بتاعك 


تهدجت أنفاسها غضبا مما يفعل لتوجه انظارها للسائق تصيح محتدة :

- علي جنب يا اسطا


قتمت حدقتيه السوداء كاد السائق أن يوقف السيارة حين حادثه حسن محتدا :

- كمل يا شكري ما تقفش ... لسه الآنسة محطتها ما جاتش 


تدلي فمها في دهشة حين رأت السائق يكمل طريقه وكأنها لم تقل شيئا ... نظرت حولها رأت الركاب حولها يرمقنها بنظرات ما بين شك وحيرة وشفقة ... زفرت أنفاسها تستند برأسها إلي النافذة المغلقة جوارها تغمض عينيها يآسة لا فائدة !

_________________

في الجامعة في أحدي المقاهي التي يرتداها  النخبة وأبناء صفوة المجتمع علي أحدي الطاولات يجلس جمع صغير مكون من عدة فتيات وثلاث شبان يتوسطهم طارق النويري الذي يوجه أنظاره لهاتفه .. رفع وجهه حين لكزه صديقه الجالس جواره يحادثه ضاحكا :

- ايه يا طروقة مالك مش مركز معانا ليه ، معقول وتر الدالي سرقت قلب طارق التهامي بالسرعة دي


ابتسم طارق ابتسامة ملتوية يلتقط كوب العصير الموضوع أمامه يرتشق منه القليل من خلال القشة الصغيرة وضع ساق فوق أخري يضطجع بظهره إلي ظهر المقعد يتمتم ساخرا :

- لاء وأنت الصادق فلوس سفيان الدالي هي اللي سرقت قلب طارق التهامي


تعالت الضحكات من الجمع القليل الجالس ليردف الشاب مرة أخري :

- بس أنا سمعت أن سفيان الدالي فلس وخد قرض كبير وهرب برة البلد 


حرك طارق رأسه بالنفي يتشدق متهكما :

- دي إشاعات هبلة لو كان حصل حاجة زي دي كنت هتلاقي الخبر مالي الجرايد و السوشيال ميديا ، سفيان الدالي عنده فلوس لو رصها فوق بعض هتعدي برج خليفة 


اسبلت أحدي الفتيات أهدابها الكثيفة تلف أحدي خصلات شعرها الأشقر المصبوغ حولها أصابعها تغمغم حانقة :

- بس علي فكرة وتر مش حلوة ، أنا لو ولد أبدا ما ابصلهاش حتي لو باباها عنده مليارات


صدحت ضحكات طارق العالية قرب مقعده من مقعدها يلف ذراعه حول خصرها مال برأسه ابتسم في خبث يتشدق ساخرا :

- ماهي ، بيبي الجامعة كلها عارفة أنك بتغيري من وتر ، عشان خدت منك جايزة الجمال الهبلة بتاعتكوا دي السنة اللي فاتت 


اشتعلت عيني ماهي غضبا كادت أن تقول شيئا حين طبع طارق قبلة سريعة علي رقبتها يهمس لها بولة أجاد تزيفه :

- بس أنتي في عيني أحلي بنت في الدنيا 


أرضت كلماته غرورها فارتسمت ابتسامة مغترة تعلو ثغرها تسبل رموشها ترفرف بها بوداعة تكاد تطير من الغرور ابتعد طارق يعتدل في جلسته لمعت عينيه يغمغم في خبث :

- الدنيا كلها عارفة أن وتر هي نقطة ضعف سفيان الوحيدة مستعد يعمل أي حاجة عشان خاطر وتر حبيبة بابي ، لما وتر تبقي خاتم في صباعي هتتوسطلي عند أبوها من خلالها هتحكم في اللي أنا عايزه من أملاك سفيان ما هو مش هيقدر يزعل بنته وجوز بنته 


خرجت شهقة حادة من بين شفتي ماهي قبضت علي ذراعه تصيح فيه محتدة :

- هتتجوزها يا طارق أنت اتجننت 


نظر لكف يدها التي تقبض علي ذراعه ليمد يده يجذبه بخفة يجلسها علي قدميه !!! مد يده يمسح علي وجنتيها بخفة يغمغم ساخرا :

- جواز مصلحة يا بيبي ... أعوض بيه الخسارة اللي وقعت علي دماغي بسبب بيجاد باشا اللي خد شركات السياحة كلها مقابل أنه يتجوز رُسل العامية ... الشركات دي كانت من حقي أنا

بس معلش ملحوقة وسفيان الدالي وبنته هيعوضوا كل الخساير !!

______________

توقفت سيارة الأجرة أخيرا علي أحد جانبي شارع رئيسي نزل حسن ومن بعده أمل التي أسرعت الخطي تحاول الابتعاد عنه ولكنه كان كظلها يتبعها إينما ذهبت وقفت فجاءة التفتت له تنظر له كارهة نافرة شدت علي أسنانها تهمس له محتدة :

- أنت عايز مني إيه يا حسن ما تسيبني في حالي بقي


ابتسم في هدوء يدس يديه في جيبي سرواله الجينز رفع كتفيه يردف ببساطة :

- أنتي عارفة أنا عاوز منك ايه ، وعارفة إني مش هسيبك في حالك غير لما توافقي 


شدت أصابعها علي الكتاب في يدها احمرت عينيها تحاول الا تبكي في الشارع ... ليحمر وجهها بالكامل منعت نفسها بصعوبة من أن تصرخ في وجهه لتهمس في غيظ :

- وأنا مش عيزاك أفهم بقي ، أفهم أنا مش عايزة غير إني أكمل تعليمي وبس سيبيني في حالي في ألف بنت في الحتة تتمناك بس أنا لاء ، اعملك ايه عشان تحل عني 


- وافقي نتجوز 

غمغم بها ببساطة وكأنه يدعوها لكوب من الشاي ... توسعت حدقتيها في ذهول مما قال في حين دني هو برأسه قليلا يردف بهدوء يحاول أن يستمع لنصيحة جبران :

- وأنا مش عايز من الألف دول غيرك يا أمل ... لو علي تعليمك أنا موافق أنك تكمليه ، لو دي حجتك أنا موافق واقسملك إني عمري ما همنعك عنه ، ها قولتي ايه نتجوز بعد ما تخلصي امتحانات


رفعت كفها الأيسر تمسح وجهها بعنف تحادث جلمود صخر لا يفهم حركت رأسها بالنفي بعنف تحادثه غاضبة :

- لا يا حسن مش هنتجوز ، أنا مش هتجوز بلطجي وتاجر مخدرات . أنا عايزة اتجوز شخص طبيعي مش مهم غني ولا فقير المهم يكون شريف ومحترم ، فلوسه حلال حتي لو قروش ... أنت فلوسك كلها حرام من تجارة الحشيش والمخدرات والبلطجة والفردة اللي عملينها علي البياعين ... أبعد عن طريقي يا حسن أنا وأنت مش شبه بعض 


تحركت إلي مدرستها ما أن قالت له ما قالت تتمني فقط لو أن كلماتها تؤثر فيه عله يبتعد عنها ، ثبتت مكانها حين علا بصوت يحادثها :

- أنا هستناكي علي القهوة اللي قدام المدرسة ركزي في الامتحان كويس


زفرت أنفاسها حانقة تسرع خطاها للداخل 

_____________

في الحارة تعبت من الالتفاف حول نفسها .. لا خبر واحد عن قضية والدها وذلك الشئ حقا عجيب ولكن سعيد في الآن ذاته ، هكذا لن يعرف أحد ما حدث ستظل وتر هانم الدالي كما كانت دون أن تهتز صورتها ولكنها سئمت من المكوث هنا وشعرت بالجوع وذلك الطعام ليس بكافي ... توجهت إلي حقيبة ثيابها تبحث بينها عن شئ ترتديه وكعادتها بدأت تُلقي كل ما في الحقيبة إلي أن افرغتها حولها أرضا ارتطمت يدها بشئ غريب في جيب الحقيبة قطبت جبينها تفتح الجيب لتتوسع عينيها في ذهول حين رأت مبلغ ضخم من المال يرتص جوار بعضه يعلوه ورقة صغيرة بيضاء فتحتها سريعا لتجد رسالة أخري من والدها 

( وتر يارب تكوني لقيتي الرسالة دي ، الفلوس دي أنا سايبها ليكي ، حاولي تخليها تكفيكي لحد ما أرجع ، خدي بالك يا وتر ما تروحيش بيها أي بنك .. وما تصرفيش مبالغ كبيرة مرة واحدة عشان البوليس ما يشكش فيكي ... أنا هرجع كويس يا حبيبتي ، خلي بالك من نفسك )


توسعت ابتسامتها تضم الورقة لأحضانها تضحك من شدة سعادتها تقبل الورقة مرة بعد أخري تردف سعيدة :

- حبيبي يا بابي أنا كنت واثقة أنك مش هتسيبني كدة أبدا ... 

سحبت جزء يكفي من الأموال تغلق جيب الحقيبة تضع فيها الملابس من جديد تغلقها جيدا حملتها تضعها في دولاب ملابسها تغلقه بالمفتاح القديم وقفت تستند بظهرها إلي دولاب الثياب تبتسم سعيدة توجهت تبدل ثيابها علي أقل تقدير ستحصل علي إفطار يليق بها الآن .... 

بدلت ثيابها إلي بنطال من الجينز ممزق من عند القدمين و« تيشرت أسود » بربع كم صففت شعرها كذيل الحصان وضعت نظارتها الشمسية فوق رأسها تأخذ طريقها للخارج نزلت تهرول علي درجات السلم خرجت من البوابة تتحرك بثقة لتتوجه أنظار الجميع إليها ينظرون إليها ما بين تهكم ودهشة واستياء ... لمحتها والدتها الجالسة هناك علي مقعد صغير من الخشب أمامها فرشة كبيرة يعلوها الخضروات لتشهق مصعوقة ضربت بيدها علي صدرها تغمغم مذعورة :

- يا نهار ابوكي أسود ايه اللي انتي مهبباه دا يا وتر 


قامت تهرول إليها وقفت أمامها تعترض طريقها قبضت علي ذراعها تحركت عيني فتحية تجوب ملابس ابنتها الشبه موجودة تغمغم مذعورة :

- ايه اللي أنتي مش لابساه دا يا وتر .. يا بنتي أحنا هنا في حارة مش في فيلا أبوكي ... اطلعي بسرعة غيري الملط دا 


تأففت وتر تعقد ذراعيها أمام صدرها تحرك ساقها اليسري بحدة تغمغم بامتعاض :

- ماما أنا هدومي كلها كدة ، دا style لبسي وبعدين أنا هروح اجيبلي فطار ياكله بني آدمين مش القرف اللي فوق دا ، وما تقلقيش أنا معايا فلوس 


كادت فتحية أن تقول شيئا حين أصفر وجهها فجاءة لتشعر بحرارة جسد تأتي من خلفها توجست عينيها قلقا التفتت برأسها ببطئ خلفها لتجد الوقح عديم الأخلاق يقف خلفها لا يفصله عنها سوي بضع خطوتين علي الأكثر يكتف ذراعيه أمام صدره يقيمها بنظراته رفع سبابته وإبهامه يحركهم علي طول ذقنه يغمغم ساخرا :

- دا مولد سيدي العريان ، ايه اللي بنتك مش لابساه دا يا فتحية ، اوعي تكون رقاصة ومفهماكوا أنها بتشتغل ممرضة 


تلعثمت الأحرف بين شفتي والدتها في حين انفجرت الدماء في عروق وتر التفتت له بجسدها وأمام الحارة بأكملها كان كفها يهوي علي وجهه !!

______________

 بصوا أنا اكتشفت أن يوم السبت دا نحس فاحنا نخلي الرواية حد وثلاث عشان لما الحلقات الخاصة تخلص تبقي جبران العشق حد وثلاث وخميس اشطة ، اشطة 

دمتم في حفظ الرحمن 💖

#عائلتنا_الصغيرة

#عائلة_دينا_جمال

بداية الروايه من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close