القائمة الرئيسية

الصفحات

الأخبار[LastPost]

ملاذ السحاب من الفـصـل الاول حتي الفصل الثامن والاخير

 

ملاذ السحاب

من الفـصـل الاول حتي الفصل الثامن والاخير

----- 

ابتسمت برِقة وهي تسير علي تلك الارضية الناعمة ذات بريق لامع و أخذ يعلو صوت حِذائها الأسود الذي يتماشى مع لون خصلات شعرها ذات الموجات الخفيفة . 


-  رفعت إحدى كفيها تعبث بتلك القبعة الخاصة بعملها حتي تصبح بموضعها تمامًا ، ثم مدت طرف اصابعها كي تضغط علي مقبض الباب المغلق وتسير خارج غرفتها الخاصة بها بـ عملها .. هزت رأسها بيأس عندما تذكرت تلك الحرباة المسماة بـ "هند" زوجة اخيها وما تفعله من اعمال شنيعة


 - انتقل عقلها تلقائيًا إلي اخيها الذي تحبه دونً عن غيره.. كيف لا تحبه وهو كل ما يوجد لديها في هذا العالم بأجمع ! فما كان و لن يكون لديها سواه بعد رحيل والديها منذ ان كانت ذات الـثلاث اعوام وأخيها ذو الـستةُ عشر عامًا.. ماتت والدتها بسبب الآمٌ حادة عانت منها عند حملها بابنها الثالث ولكن لم تستطيع ولادته بسبب موتها ... لم يكن موتها المفاجئ بسبب مرضها بالقلب ! بل كان بسبب انسداد مجري الهواء (choking) والتي ينظر لها كحالات اختناق.. بينما مات والدهما بعد موت والدتها بـ ثلاثة اشهر.. والذي لم يستطيع تحمل فكرة موت زوجته وابنه فأصاب بحالة نفسية تسمي قلق المخاوف والهلع.. فأصيب بنوبات هلع وبدأ يعاني من القولون ، الم ف الرأس ، ثقل ف التنفس ، دوخه و عدم اتزان.. وبسبب رفضه للعلاج عاني من آلم شديد ذات مرة وهو عائدًا الي منزله فارتدت سيارته تلقائيًا ليصطدم بجزع شجرة ومنه يؤدي إلي وفاته.


 فاقت من ذكرياتها علي صوت موظف ما يهتف بسؤاله اليومي ، حك بيده مؤخرة رأسه وهو يبتسم لها بهدوء مُعتد :- 


- جاهزة يـ اُستاذه جُود لـ الرحلة ..!؟ 


- نظرت لـه جُود بـ تريث و قالت بـ ابتسامه صافيه ارتسمت تلقائيًا علي شفتيها الوردية :- 


- أكيد جاهزة قدامنا وقت قد إيه ؟


هتف الموظف بنفي قائلاً :-

- رحله حضرتك اتغيرت يـ فندم من رحله 307 لـ 308 ، يعني ساعه بالظبط و الرحلة تطلع.. 


هزت جُود رأسها بـ ملل واومأت له برقة متقبله  الحوار بـ سلاسة و اردفت بتريُثها المعتاد :-


 تمام ، شُكراً ليك . 

----- 


- انتقلت بـ شموخ انثي تُحِب عملها حُبا جمًا و لما لا فـ هو ملجأها الوحيد من زوجه اخيها التي تُمثل لها شيء بشع يُعكر مِزاجها يومياً ، و تري عملها هو ملجأ الهروب من كُل هذا ، أكثر ما تحبه في عملها هو انتقالها بشكل يومي لـ مكان مُختلف تماماً منه تتمم عملها ومنه ترفه عن نفسها ..


- تقدمت إلى الباب الداخلي لـ الطائرة و ابتسمت تلقائيًا إلى جميع زميلاتها بـ حُب واضح ، مدت يداها لمصافحتهم برقة مع هتافها باشتياق :- 


يعني هما مالقوش حد غيري يخلوه معاكم ..! ناقصة قرف هي .؟ 


- التفتت تنظر إليها أسما صديقتها المقربة بتقزز مصطنع مع ارتفاع حاجبها الايسر وهتفت باستحقار :- 


- قد ايه أنتِ مش جدعة ، ومرات أخوكي معرفتش تربيكي ، هقولها بالمناسبة. 


- ارتسمت علامات التقزز علي وجه "جُود" تلقائيا ودارت وجهها إلي الجهة الأخرى ، مسدت بيداها علي طرفي وجنتها بإرهاق ثم اتجهت نحو الباب وادارت المقبض واردفت بهدوء :- 


-انا كده جاهزة هروح اشوف شُغلي بقي .


- لم تكد ان تكمل جملتها حتي اسرعت بـ الهروب إلي الخارج تتنقل فـ الرواق بين مقاعد الطائرة الراقية ، اخذت تنظر الي الراكبين بتساؤل مع هتافها برقة عملية للجميع :- 


- في مشكلة مع حضرتك يا فندم .؟


-كانت اغلب إجابات البعض متناقضة بين من يطلب مساعدة في تغير مقاعدهم والتي كان اغلبها غير مسموح لشبه اكتمال العدد ، والبعض الاخر يطلب اشياء لـ الترفيه عن حالته حتي ميعاد قلوع الطائرة .


- مر اكثر من نصف ساعة حتي ذلك الحين ، بينما كانت جود تقوم بعملها علي اكمل وجه .. صدع صوت قائد الطائرة يهتف بعملية مفرطة :- 


- رجاء من الركاب التأكد من ربط حزام الامان حتي تقلع الطائرة . 


------


- بدأت الطائرة فـ القلوع حتي انتظمت فـ سيرها بعد دقائق معدوه ، و بدأ الرُكاب بـ فك الأحزمة حتي يستطيعوا الجلوس بـ راحة أكبر دون رهبة ، بدأت تتحرك فـ ممر الطائرة تطمئن علي راحه الرُكاب ..


- دخلت مكان طهي الطعام بالطائرة لـ تطمئن علي الاحوال به فـ اصطدمت رأسها بقوه شديده  فـ الحائط ، شعرت بدوار شديد 


- لم تنتظم فـ سيرها تماماً و هي تتحرك حتي سمعت صوت احدي صديقاتها تقول بـ نبره قلق :- 


- جُود انتِ كويسة ..!!


اومأت لها و هي تحاول تجميع شتات حالها فـ قالت :- آها كويسة .. خليكِ انتِ معاهم و انا هدخل الحمام .


اومأت لها الفتاه و دخلت الي المطهي ، بينما الأخرى ذهبت الي المِرحاض

-------- 


- ابتسم عِز بـ مُراوغة وهو يلقي بـ نكاته البغيضة علي مسامع صديقة ومساعده عاصم ، ارتفعت اصوات ضحكاتهم عاليا مع هتاف عز بتلك النكتة السخيفة ، اخذ يُمثل طريقة الدجاج وهو يضع يده علي فمه كي يكتم صوت هتافه بها :-


-بيقولك مرة فرخة راحت عزا ف قالتلهم البكاااااااااء لله . 


- أمسك عاصم معدته بقوة بسبب الألم الذي اخذ يحتك بها من كثرة الضحك و المزاح .. بينما توقف عز عن الضحك والتفت الي الطائرة وهو يعيد الهتاف ولكن تلك المرة بجدية وتقدير :-


- خلاص بقي نركز مع الطيارة لتقع بينا ويبقي يا رحمن يا رحيم علينا ، بص تعالي خد مكاني لحد ما ادخل الحمام يباشا ..


- وضع يده علي مقدمة مقعده يستند عليها حتي يستطيع الوقوف والانتقال إلي مرحاض العاملين بالطائرة ، قبض بيده علي مقبض الباب يقوم بفتحه علي مصرعيه ليظهر امامه ذلك التصميم الراقي واللون الابيض الزاهي علي ذلك السراميك ثم انتقل تلقائيًا إلي الداخل ومنه الي الباب الداخلي .. وقف فـ المنتصف وهو يغلق الباب بقدمية 


--------


-سارت بخفة وخطوات متعرجة بسبب شعورها بالدوار الحاد الذي ما ان ارتطمت بالباب حتي هاجمها بقوة مستغلا تلك الفرصة ... دون ادراك منها ولعدم استطاعتها لـ الرؤية جيدا اخذت بالتشبيه ودلفت الي المرحاض الذي كان بابه موارب ..


-أسرعت إلي الحوض تضع يداها اسفل صنبور المياه لتتدفق المياه بقوة حتى تمتلئ يداها ثم ترفعها تلقائيًا إلي وجهها حتي ترطبه ، بدأت تجفف وجهها بالماء لعلها تسترجع وعيها ، لم يكن الاصطدام السبب الرئيسي في هذا الدوار فـ هي لم تغفو غير ساعات قليله و عدم تناولها اي شيء لـ تأكله  ، توقفت يداها قبل ان تلقي بالمياه علي وجهها لـ المرة الثانية عند سماعها الي صوته المتعجب ، وجدته يقول لها بـ نبره رجولية :- 


- يـ آنسه .. ده الحمام الرِجـالـي .


 - ضمت حاجبيها إلي بعضهما بدهشة وتنهدت بـ يأس وهي تلتفت له سريعا بخجل مع استيعابها بأنها المخطئة وانها هي في مرحاض الرجال بالفعل ، وها هو رجل يقف امامها ينظر إليها بصدمة وتعجب ، اخذت تتفحصه لـ تجد شاب طويل القامه يرتدي ملابس العمل الرسمية الخاصة بـ الطيارين .. علمت بالطبع ان هذا قائد الطائرة ..!! 


- اشاحت بنظرها عنه ورفعت يداها إلي مؤخرة رأسها تقوم بـ حكها بـ توتر بينما اهتزت شفتيها لـ مرتين بسبب شعورها بالإحراج ... اعادت يداها تفرك يداها الأخرى وهتفت بإحراج :-


- انا شكلي دخلت غلط .. انا اسفة بس اتخبطت في دماغي ودايخة فمقدرتش أميز ..


قهقه عليها بخفة وأخذ يتفحصها باستهزاء ثم رفع يده إلي عنقه وابتلع ريقه ، حمحم بهدوء حتي يرطب من حده الموقف وهتف بهدوء :-


- محصلش حاجة ..!


ارتفعت حاجبها الايسر تلقائيا ثم اومأت له بضيق ، نظفت حلقها بـ حرج و حركت شفتيها بسرعة وهتفت بـ نبره هادئة :-


- اوكي .


- و خرجت من المِرحاض هاربه من نظراته الجريئة التي سببت لها حرج كبير ، اردفت بتوتر وهي تتجه الي الخارج :- 


- ايه قله الذوق دي ما كان يخرج و خلاص .. كان لازم يعني يقول ده حمام رجالي يا انسه .


- خرج عز بـ جوارها و قال هامساً بـ هدوء :-


- علمياً اللي بيكلم نفسه كتير بيتجنن ..


- ابتسمت بـ برود و قالت :- 

- عملياً ياريت حضرتك تتفضل علي مكانك عشان منموتش كلنا و نروح اللالاند .. 


-----


- فـ منزل هادئ .. ذو اثاث كلاسيكي رائع نوعاً ما ، يوجد به ذكريات كثيره منها طفولتهم الرائعة قبل دخول تلك الحرباءة حياتهم و إفسادها ، خرجت فتاه من مطبخ المنزل ملابسها بسيطة ، جلست علي الأريكة بـ جواره و قالت :- 


- اه ياني .. حيلي اتهد.


- نظر لها بطرف عينيه و قال بـ هدوء :- 

- معلش يـا حبيبتي ، ربنا يخليكِ لينا..


- نظرت له بـ رفعه حاجب و قالت :- 

- ده اللي ربنا قدرك عليه .. حقيقي مش عارفه من غير الكلمتين بتوعك دول كُنت هعمل ايـه .


- نهض" يـاسر " من مكانه و قال :- 

يـ فتاح يـ عليم يـ رزاق يـ كريم ، مش كده يـ هند حتي يوم اجازتي . 


- نظرت له هِند بـ تبرم و قالت :- 

- كُل ده عشان بقولك تعبانة ، بدل مـ تقولي اجبلك شغاله ..!!


- رد عليها بـ هدوء يُغلفه غضب مكتوم :- 

- يـ حبيبتي امكنياتي متسمحش اجبلك شغاله فلبنيه ، كفاية علينا مصاريف مدارس العِيال . 


- نظرت له برفعه حاجب و ادارت وجهها الناحية الأخرى قائلة :- 


- و هي اختك بتقبض شويه ، انا عارفه بتودي الفلوس دي كُلها فين . 


- رد عليها " ياسر " بـ حده وقال :- 


- أنتِ بتقولي ايه ، أختِ بتشتغل و دي فلوسها عايزاني اخد من مرتبها عشان اجبلك شغاله ..!!


- نفت هند قائلة:- 

- و ليه لا يعني مش أخوها اللي رباها و كبرها ، وهي كانت تطول رُبع المكان اللي هي فيه ده لولاك .


- دخل غُرفتهم و قال لها قبل ان يدلف الي الداخل :- 


- ممكن يـ هند متدخليش بيني وبين جُود تاني ..؟


- نظرت له بعدم رضا حتي دلف و قالت هي بصوتٍ هادئ :- 


- طبعاً و انت هتقول ايه غير كِده ، انا لازم اعرف بتودي فلوسك دي فين يـ عقربه .


------

- وضعت كف يداها علي يد الطفلة وابتسمت لها بــ لطف وهي تهمس في اذنها :-


- اتبسطت اني اتعرفت عليكِ يا قمر .. هتبقي كويسة بعد العملية ... واتمني ارجع اشوفك كويسة تاني .


- وضعت ليان  "الطفلة"  كف يداها الصغيرة علي وجنة جُود وابتسمت لها برقة ، تحركت شفتيها الصغيرة تقول لها :-


- هستني اشوفك متنسيش بعد ٣ شهور فــــ...... الساعة ١٢ الضهر ..


- اومأت لها جُود وحكت مؤخرة رأسها برفق و اعتدلت في وقفتها ثم أدارت ظهرها للفتاة تتجه إلي هاتف الطائرة واستمعت إلي هتاف القائد لتعيد تردف هي في تسجيل الصوت الخاص بالطائرة :- 


- الرجاء ربط حزام الأمان حتي هبوط الطائرة.

- وضعت المسجل في موضعه والتفتت إلي الخلف تعيد النظر لــ ليان بحزن .. ثم عادت تنظر إلي كفي يداها بأمل متردد :- 


- هتبقي كويسة ؟


- بدأت الطائرة في الهبوط إلي ارض مصر الحبيبة وبعد مرور نصف ساعة كان الركاب داخل المطار بينما تحركت جُود من باب الطائرة بإرهاق إلي باب المطار وخلفها صديقاتها ... أدارت رأسها تلقائيًا للاتجاه المعاكس عندما شعرت بعينين تتربص بها لتقع عيناها عليه ينظر إليها بــ لطف بينما اخذت ترفع حجابها الأيسر بتعجب من نظراته إليها ليبتسم لها بضحك ثم ضغط بجفنه العلوي علي السفلي يغمز لها مع اتساع ابتسامته رويدا حتي أصبحت ضحكة عالية ، هزت رأسها بـــ ماذا ليهز رأسه إليها هو أيضًا ، حركت عيناها بشكل دائري ثم رفعت إصبعها لتضعها امام جبهتها ثم تديره بشكل دائرة بمعني *مجنون ؟* اومأ بنعم لتحرك شفتيها بهمس :-

- كنت عارفة ..


- سار عز باتجاهها لتتوقف جُود عن السير وهي تنظر إليه ببلاهة بينما احتلت ملامح الدهشة علي وجهها ، نظرت يمينًا ويسارًا تتأكد من انه قادم باتجاهها هي ، قطع نظراتها اصابعه التي اخذت تحتك ببعضها مصدرا صوتا مثيرًا للانتباه لتنظر له بتساؤل وهي تهز رأسها وترفع حاجبيها برقة ، اما عز فوقف ينظر لها بدون حراك ، لم يشيح عينيه عنها منذ عدة دقائق كما فعلت جُود المثل ... مرت ثوانٍ اخري لتلقي هي نظرة أخيرة عليه ثم حركت قدميها لتكمل طريقها إلي خارج المطار ، امسك هو يداها سريعًا قبل أن تذهب وهتف بهدوء :- 


- أنا عز ... بالمناسبة يعني ؟..


- ابتسمت جُود برقة و اشاحت إحدى خصلات شعرها بيداها الاخر و التفتت تنظر إليه من جديد ولكن تلك المرة وهي تردف بصوت مهزوز :-


- جُود .. عن اذنك ..؟ 


- لم يكد أن يكمل حديثه حتي غادرت جُود واختفت من انظاره بين الحشد ، سارت هي بتوتر ولم تلتفت إلي الخلف ولو لمرة .. خطواتها السريعة والمتوترة لم تسعف لها بأن تستطيع التركيز فيما يحدث حولها لتتجه سريعًا إلي المرآب وتأخذ سيارتها وتنطلق بها في هدوءٍ تام.. 

----------

الفصـل الثـانـي .


------ 


- أغلق صُنبور المَاء الذي كان يتساقط علي جسده بـكثره كي يُزيل ارهاق اليوم ويتخلص من توتره ، رفع يده اتجاه شعره يعيد تلك الخصلات الثائرة إلي الخلف ، تنهد بإرهاق وهو ينظر إلي سقف المِرحاض يتذكر تلك اللحظات اللطيفة التي قضاها مع تلك الفتاة المتوترة  ، ارتسمت بسمة راقيه علي شفتيه الغليظتين تلقائيًا عندما تذكر خوفها الممزوج بـ دهشتها عند استيعابها انها في مرحاض الرجال وليس النساء ..؟ 


- هز رأسه بـ ' لا '  و فتح باب غرفة الاستحمام و مِنه انتقل إلي غُرفته وهو يُجفف شعره بـالمنشفة ، فتح دلفه خزانة الملابس الخاصة به وانتقى أول ما وقعت عليه عيناه ثم ارتداه بسرعة ، و خرج مُسرعًا إلي مائدة الطعام حتي يتناول وجبته مع والدته ... نظر إلي المائدة التي كان بها كل ما لذ وطاب من أطعمة مختلفة ، سحب المقعد إلي الخلف وجلس بجانب والدته " نادية " .. بدأ في تناول طعامه مع تبادل الاحاديث اللطيفة بينه وبين والدته :- 


- ياسمين وجوزها عاملين ايه ..؟ و بسمـله مجـتـش بـقـالهـا كـتيـر يـعنـي ..!! .


- أجابته والدته وهي تربت علي يده بخفه :- 


- الحمد لله يا حبيبي أختك وجوزها كويسين ... بسملة كلمتني النهاردة وقالتلي أنها جاية بكرة ومعرفتش تيجي الاسبوع ده خالص عشان كان عندها دروس كتير ويدوبك خلصت من الدوشة دي النهاردة...


- ابتسم لها بهدوء ثم نهض عن المائدة بعد عدة دقائق ، امسك يداها ووضعها امام شفتيه يطبع عليها قبلة خفيفة ثم هتف بحب :- 


- طيب ، هـقوم انا بـقـا أنـام عشـان اليوم كـان مُرهق جداً .


- ابتسمت له برقه ورتبت علي ظهره وهي تهتف بإمتنان :- 


- ماشي يـا حبيبي .


- نهض من مجلسه و اسرع لـ أعلي لـ ينعم بـ قسطاً من الراحة بعـد يوم شـاق ، فـ هذا الوقت نادت " ناديه " علي الفتاه التي تُسـاعدها بـ اعمال المنزل بـ ان اصبحت متقدمة بـ السن قليلاً و زواج ابنتها ، فقالت :- 


- سُعاد ، تعالي شيـلي الاطبـاق دي .


- أومأت لها الفتاة و فعلت كما طُلِب منها .


---------


- دخلت بنايه منزلها بعد رحله طويله ، علي الرغم من استمتاعها بها الا انها شعرت بـ التعب كثيراً خاصةً لأنها لم تغفو سوي ساعات قليله لـ تنهض بـ الرحلة الأخرى و هكذا يسير يومها رحلات متتاليه حتي في وقت الراحة لا تستطيع النوم بسبب عدم اعتيادها علي النوم خارج فِراشها .


- وقفت امام باب شقتها لـ تُخرج المُفتاح من حقيبتها ، وضعته بـ الكالون ، فتحت الباب و دخلت لـ تجد زوجه اخيها تجلس علي الأريكة المقابلة لـ باب المنزل فقالت لها بـ سُخريه :- 


- حمد لله علي السلامة ..


- تنهدت بـ ملل حتمًا ، سيحدث شجارًا حاد الآن فـ التفتت لها قائله بـ ابتسامه بارده :- 


- الله يسلمك يـ هند..


- ثم انتقلت قاصده غُرفتها فـ استوقفها صوت زوجه اخيها الحاد قائله :- 


- جرا ايه هي وكاله من غير بواب داخله كده تنامي علي طول مفيش مطبخ عايز يتنضف .


- رفعت حاجبها الايسر و ردت عليها بـ شموخ قائله :- 


- و حضرتك لازمتك ايه فـ البيت ..!! 


- ردت عليها " هند " بـ برود وقالت :- 


- لا يـ حبيبتي ما هو انا مش الشغالة الفلبينية اللي اخوكِ جابهالك ، احنا عايشين فـ بيت واحد يبقي الشغل يتقسم علينا .


- ابتسمت " جود " و ردت عليها :- 


- الكلام ده لو انتِ شيفاني طول اليوم نايمه يـ حبيبتي ، لكن انتِ واحده فاضيه مش وراكِ حاجه غير الصوت العالي و حقيقي يـ هند انا مشفقة علي احبالك الصوتية دي . 


- نظرت لها بـ برود و دخلت غُرفتها قائله لها قبل ان تغلق الباب بـ وجهها :- 


- عن اذنك ، و لما ياسر يجي سلميلي عليه لحد م اصحي و اسلم عليه انا يا هنود  .


- و اغلقت الباب بـ وجهها فـ احترقت الأخرى من داخلها و دخلت غُرفتها تُتمتم بـ كلمات غير مرتبة من غيظها . 


----

فـي صباح يومٍ جديد ..


- وقف امام المِرآه يُعدل من هيئه خصلاته السوداء الكثيفة ، ارتدي ساعته و القي نظره اخيره علي حَالُه ، و التفت لـ يأخذ الكاب من علي الفِراش ، و لفت انتباهه صوت طرقات علي باب الغرفة ، و احدهم يُصنع منها نغمات عالية ، تحركت شفتيها تدندن مع طرقاتها بيداها :- 


- أبويا طلق ياسمين وخطفني .. طلق يـاسمين و خطفني .. طلق يـاسمين و خطفني .. مـا تخلص يـا عز فـي ليلتك دي . 


- فتح الباب ونظر إليها بضيق ثم هتف بهدوء :- 


- روحي حضري الفطار بدل ما أفطر عليكِ .. 


- تعجبت من هُدؤه الغير معتاد عليه اطلاقًا ، ضيقت عيناها باستشفاف و اومأت له بـ رقة ثم سارت اتجاه المطبخ تقوم بمساعدة جدتها


----


بعد مرور فتره من الوقت ..


- جلست علي المقعد في منتصف المطار بارتياح وأخذت تلهث بقوة ، رتبت بيداها علي جبهتها بألم وآنت بصوت منخفض لتجد احدي الايادي توضع علي خصلاتها السوداء ، نظرت اتجاه اليد بتعجب لتجد فتاة يافعة جسدها ضئيل بعض الشيء وتبدو كأنها في السابعة عشر من عمرها فيما فوق ، قاطع تساؤلات جود همس الفتاة لها برقة :- 


- دماغك وجعاكي؟ 


- اومأت لها جود بآلم فابتسمت لها بسملة بلطف ومدت يداها في حقيبتها واخرجت احدي كبسولات الخاصة بألآم الرأس ثم مدت يداها لجود بها فضحكت جود بخفة وقالت باستهزاء :- 


- الصداع صديق الانسان !


- ضربت بسملة بيداها جبهتها في يأس ثم اردفت بتريث :- 


- حصل .. بالمناسبة انا بسملة ..؟ 


- مدت يداها لمصافحة جود لتمد يداها وتقوم بمصافحتها وهي تهتف بترحيب :- 


- جُود .. انتِ رحلة رقم كام ؟


- نفت بسملة قولها واخذت تشرح إليها بهدوء :- 


- امم .. لا انا مش رحلة ده خالي يبقي طيار ونسي حاجة في البيت وانا جيت اديهاله مش اكتر .. 


- ثم اشارت اتجاه عز القادم باتجاههم و اكملت حديثها :- 


- اهو اللي هناك ده .. الطيار عز الدين الصاوي  ..


- نظرت جود اتجاه عز بدهشة ثم نهضت عن المقعد بسرعة وهتفت إلي بسملة علي عجلة :- 


- طب أنا مضطرة أمشي عشان عندي رحلة ..! 


- هزت بسملة رأسها بلا ووقفت هي الأخرى تمسك بيد جود مع قولها بهمس :- 


- استني سلمي عليه هو هيرحب جدا علي فكرة ..!


- لم تستطيع ان تحاول جود اقناعها فقد وجدت عز يقف امامهما في لمح البصر فعندما رأها تقف بلهفة علم انها كانت ستُغادر فـ أسرع خطواته حتي اصبح امامهما ، ابتسم بـ خُبث وهو يهتف لـ ابنه شقيقته  :- 


- مش تعرفينا يـا بوسي ..؟ 


- اومأت له بسملة بـ لُطف وهي تنظر إليه بتوقع انه يعرفها ؟.. قالت بـ احترام وهي تشير إلي. "جود " وتعيد الاشارة إلي عز وتُكررها مرة اخري :- 


- طبعا .... جُود ..عِز .. عِز .. جُود ..!


- ابتسم " عِز الدين " بـ ترحيب و مـد يده كي يصافحها ، رقص حاجبية إليها عندما طال انتظاره لـ مُصافحتها له لـ ترفع له حاجبها الأيسر بضيق وتمد يداها لـ مُصافحته بـرقة لـ يقبض بيده علي يداها بـ قوة ، و هتف بـ لُطف :- 


- فُرصة سعيدة يـ جود..


- اومأت له بـ هدوء وحاولت سحب يداها من يده التي تمسك بها بقوة وقالت :- 


- أنـا أسـعـد.. 


- رفعت يداها الأخرى تضعها علي كف يده وتفتح قبضته المحكمة علي كف يداها بقوة ودفعته قليلا ثم التفتت إلي بسملة التي كانت تنظر لهم بتعجب وقالت :- 


- اتشرفت بيكِ يـا قمر .. و شُكراً علي الدوا .. عن اذنكم .. 


-----


- ابتسمت جود برقة و رفعت انظارها الجهة الأخرى لتلتقي بعيناه الزيتونية البراقة التي كانت تحدجها بنظرات متفحصه ، اختفت ابتسامتها وحل محلها نظرات التساؤل فتلك كانت المرة الثانية التي تلتفت له وتجده ينظر إليها بتلك النظرات التي تثير تساؤلاتها الكثيرة .. ظلت تنظر له علي بعد عدة أمتار وكذلك هو ، مر عدة ثواني علي ذاك التواصل البصري الذي ليس له اي سبب حتي الآن لتجده يعطيها ظهره ويغادر بهدوء ، لم تستطع حدج نفسها عن الفرار ورائه لتركض خلفه وهي تهتف باسمه دون ادراك منها :


- عز. 


- توقفت قدمه تلقائيا عندما استمع إلي اسمه الذي هتفت هي به ولأول مرة ، لم يلتفت لينظر إليها فقط اكتفي بالاستماع الي حروف اسمه ولكن وهي تنطق بها .. ظل معطيا ظهره إليها لتنتبه هي علي ذاتها ، ضغطت بطرف اسنانها علي شفتها السفلي بإحراج واردفت تصحح خطائها في الحديث :- 


- قصدي .. كابتن عز ..! 


- التفت عز إليها ورفع انظاره ليثبتها علي عيناها العسلية ذات البريق اللامع ببعض من الحزن ... حقا ما يجذبه إليها هو تلك اللامعة الحزينة التي رأها بعيناها منذ الوهلة الاولي .. ابتسم إليها بلطف ورفع يده اليسرى ثم وضعها علي جبينها يشيح تلك الخصلة السوداء الساقطة علي عيناها حتي يستطيع رؤيتها بوضوح ، نظرت له بتعجب ومشاعر مختلطه ام تستطيع تحديدها ولكنها لم تروق لها علي الاطلاق ، رفعت يداها تلقائيا لتمسك بيده التي مازالت علي جبينها وابعدتها سريعا وبقوة ثم هتفت له برسميه :-


- عفوا ..؟ 


- ضحك باستخفاف وهز رأسه بلا ثم وضع يديه في جيب بنطاله القطني وقال بنفي :-


- لا أبدا حسيت انها مضايقاكي .!

 

- ابتسمت له باستهزاء واومأت له بخفه دون ادراك منها وسرعان ما هزت رأسها بلا ، رفعت يداها تحك مؤخرة رأسها بخجل ثم اجابت بعناد :- 


- هي مش مضايقاني او حتي لو مضايقاني انا كنت هشيلها بنفسي انا مش مكسحه !!


- رفع احدي حاجبيه بتعجب وابتسم لوقوعها في الخطأ عند قولها بـ "او حتي لو مضايقاني انا كنت هشيلها" ، استغل تلك النقطة حتي يبقي علي صواب :-


- آه ..، يعني هي كانت مضايقاكي وكنتي هتشيليها بنفسك بس انا سبقتك ..!


- زاغت عيناها عن النظر إليه لتنظر بشكل دائري حولها حتي استمعت إلي صوت ضحكه العالي علي عنادها فتعيد النظر إليه بضيق ثم حاولت أن تبدل الحوار وتخبره بما أتت إليه حتي تخبره إياه.. هدرت برقة محاولة ان تظهر جادة في الحديث :- 


- مش مهم .. انا كنت جيتلك عشان حاجة تانية ، كل اما ابص الاقيك بتبصلي ..! هو في حاجة يعني .. انت نظراتك بتوترني وبحس اني متراقبه. 


- نفي حديثها كالمتوقع ورفع كتفيه بحيرة ، رسم علي وجهه ملامح التعجب والقي بكذبته في وجهها سريعا ودون تفكير ثم قلب الحديث حتي يضعها في موضع الخطأ كالمعتاد يصبح هو في وضع الصواب :- 


- انا !! أبدا ده تلاقي بالصدفة بس.. وبعدين بتبصيلي ليه ..! مين اللي مراقب مين بقي كده .؟


- نظرت لـه برفعه حاجبها الايسر من تعاملاته الباردة معها .. و تلك الابتسامة التي تثير حنقها كلما رأتها بـ تلك النظرة ، فقالت له بـ ابتسامه من نفس نوعه :- 


- محدش بيراقب حد يـ كابتن .. اكيد صُدفه .. عن اذنك


- اومأ لها بـ الموافقة لـ تلتفت هي و تسير بـ خطوات واثقه نوعاً ما لـ تذهب تلك الابتسامة الباردة و يحل محلها ملامح الغيظ من افعاله تلك و توترها الذي لا يوجد له مُبرر .. بينما هو تراقص بـ حاجبيه و علي ثغره ابتسامه لعوب ، حتماً سيوترها قدر المُستطاع ليري هيئتها التي تخطفه تلك كلما رأها .. 


-----


- بعد مرور فتره من الوقت ..


- خرجت من غُرفتها تتثاوب من اثر النوم فـ قد جاءت من عملها بعد اذان العصر فـ كان لديها وقتاً كافياً لـ الاستراحة قليلاً من تعب اليوم .. فـ خرجت لـ تتناول معهم الطعام ، وجدت زوجه اخيها معها الفتاه التي تأتي مره فـ الاسبوع لـ تُساعدها بـ اعمال المنزل التي لا تكاد تكون موجوده من الاساس ، و رغم كُل ذلك هذا لا يُعجب " هند " .. فـ قالت بـ ابتسامه هادئة :- 


- ازيك يـ ابتسام .. 


- ابتسمت الفتاه علي بساطه " جود " وقالت :- 


- الحمد لله يا انسه جود .. دقايق و الاكل يتحط على السفرة ..


- سمعت هذا الحديث " هند " فـ خرجت من غُرفتها قائله بـ رفعه حاجب :- 


- ايه ده جُود .. نموسيتك كُحلي ..


- ردت عليها بـ ابتسامه بارده :- 


- لون نموسيتي مش هيفرق معاكِ فـ حاجه يـ هند صح و لا ايه .. و خليكِ فـ حالك و عدي يومك علي خير كده ..


- ابتسمت هند لها .. و اومأت لها بـ الموافقة .. حتماً ستريها من يضحك بـ الاخير .


- دقايق و رن جرس المنزل يُعلن عن قدوم احدهم فـ ذهبت الفتاه الصغيرة لـ فتح الباب ، فـ رحبت بـ رب عملها و رافقته حتي وصل الي شقيقته و زوجته فـ قال بـ ابتسامه :- 


- مسـاء الخيـر .


- ابتسما الاثنان له .. فـ ذهبوا لـ تناول الطعام .. جلس الثلاثة علي الطاولة و سط تبادل النظرات الخفية ، منها الخبيثة و الهادئة .. 


حتي قالت " هند " بـ خُبث :- 

الفـصـل الثـالـث .


------


بعد مرور أسبوعين..


- لم يحدث العديد من الاحداث في تلك الفترة سوي بعض الصدف اللطيفة بين جود وعز وبالطبع بعض المقابلات التي حدثت في حدود مرتين لجود وبسملة اللذان احبا بعض للغاية واصبحا صديقتين مقربتين .. وبالطبع طوال فترة تعرف جود علي بسملة كان يتعرف عز بها ايضا ولمحالفته الحظ كانت بسملة تخبره عن شخصية جود وكذلك اخبرت جود كل ما تعرفة عن عز .. من الممكن ان نقول ان بسملة هي احد عوامل تقرب عز وجود من بعضهما للآخر .. لم يمرا الاسبوعين هكذا دون حدوث خلافات بين هند وجود وخاصتا بعد اخر خلاف بينهما.. توترت علاقتهما اكثر واصبحت جود حريصة اتجاه هند فهي لا تريد اي مشاكل فقط تريد العيش بسلام حتي يأتي من سينتشلها من ذلك العذاب .. رغم محاولات عز للتقرب من جود إلا انهما لم يقتربا من بعضهما كثيرا فقط بعض من الاحاديث التي جرت بينهما في سياق اليوم العملي ...


- صعد علي متن الطائرة وهو يستقر في مقعده كقائد لتلك الرحلة البعيدة بعض الشيء ، امسك مسجل الصوت وحرك شفتيه حتي كاد ان يعلن عن انطلاق الطائرة لكن استوقفه ذلك الصوت الأنثوي الفاتن .. استندت علي باب الجزء الخاص باقواد الطائرات وهتفت بنعاس :-


- هتطلع من غير المساعد بتاعك ..! 


- التفت ينظر إليها باستفهام وملامح متعجبة ، اعطت ظهرها للباب وهي تغلقه بيداها ثم سارت اتجاه المقعد الخاص بها بغنج أنثوي ، جلست علي المقعد ثم امسكت السماعات الكبيرة ووضعتها حول اذنها ثم هتفت في مكبر الصوت :- 


- الرجاء من الركاب ربط الاحزمة حتي تقلع الطائرة .


---

- نظرت جود اتجاه الصوت بدهشه ثم نظرت حولها وارتسمت علي ملامحها علامات التعجب من ذاك الصوت الأنثوي الفاجر بينما تعلم هي ان قائد الطائرة هو عز ..! من اين اتي صوت تلك الفتاة اذن ؟ ضربت بيداها علي جبينها بضيق ثم هزت رأسها بلا عندما فهمت ان تلك الفتاة هي المساعدة ، سارت اتجاه رأس الطائرة بهدوء وتوتر في آن واحد ، تشعر بأن مشاعرها مضطربة للغاية .. فبأي حق تشعر بالضيق من وجود تلك الفتاة ! بالطبع هو يتحدث إليها بطلاقة ورقة كعادته مع الفتيات فهي تعمل معه منذ اكثر من ثلاثة اسابيع ورأت كيف يتعامل مع الجميع وبالأخص السيدات ..!


----

- نظرت له بابتسامة ساحرة وهو يضع يده علي محرك الطائرة ومثبت انظاره علي الزجاج بتركيز لتقطع انتباهه وهي تقول برقة وخبث :- 


- انا سمعت عن وسامتك كتير بس مكنتش اعرف انك حلو كده ..!


- رفع حاجبه وابتسم باستهزاء ثم هدر يجاريها في الحديث :- 


- بجد !! سمعتي اي بقي يا آنسة...


- قاطعته وهي تنطق بحروف اسمها بطريقة ساحرة لفتت انتباهه :- 


- كلارا ، وبلاش آنسة دي .. كلارا بس .


- اومأ لها بإطاعة ثم اكمل حديثه وهو يصوب بنظره عليها :- 


- كلارا ..! اسم اجنبي ! ويا تري سمعتي اي بقي عني.. 


- امسكت كأس العصير الطازج وارتشفت منه رشفة صغيرة ثم وضعته علي الطاولة بهدوء ورفعت يداها لتداعب قميصه بتلاعب وقالت :- 


- يعني .. كلام كتير ، زي انك مثلا جينتل جدا مع كائن الأنثى عموما ..! لا ريلي دي طلعت حقيقة .. اما بقي بالنسبة لوصفهم جمالك فده مايجيش حاجة قدام وسامتك فعلا .. 


- ضحك عز باستمتاع وهو يصغي إلي اقوالها الغير بريئة علي الاطلاق ، جاء في مخيلته جود والفرق الشاسع بينها وبين كلارا .. تحولت ضحكاته العالية إلى ابتسامة هادئة ونظراته إلى نظرات شاردة في فتاته البريئة ..

----

- اخذت تصغي إلي الحديث الدائر بينهم واختلفت طريقة انفعالها مع كل كلمه كانت تصدر من كلارا وايضا تجاوب عز معها .. وصل غضبها إلي ذروته عندما ارتفع صوت ضحكاته وكادت ان تضغط علي مقبض الباب كي تقوم بفتحه ولكن استوقفها صوت أسما صديقتها تهتف بتساؤل :- 


- جود .؟؟ بقالي ساعة بدور عليكِ .. بتعملي اي هنا ! 


- هزت جود رأسها بلا ثم هتفت علي عجلة :- مبعملش اسبقيني وأنا جاية وراكي علي طول ..


- اومأت لها أسما بتعجب ، هدرت وهي تسير إلي الجهة الأخرى :-


- تمام متتأخريش ..


- اشارت لها جود بضيق واستندت برأسها علي الباب كي تسترق السمع إلي باقي الحديث بينما غادرت أسما إلي الخارج وهي متعجبة للغاية مما تفعله جود .. 

---

- طرقعت بأصابعها ذات الاظافر المنمقة امام وجهه وهي تهتف بتساؤل :- 


- روحت فين ..؟ 


- أفاق عز من شروده ونظر إليها بضيق ثم قال وهو يصب انظاره علي القيادة :- 


- موجود .. قولتيلي بقي إنت.....


- لم تتحمل جود ان تستمع إلي باقي حديثه فضغطت بيداها علي مقبض الباب سريعا و اخذت تنظر لهم بحرقة بينما التفت عز وكلارا ينظران إلي من دفع الباب بتلك الطريقة ، كادت كلارا ان تصيح بها ولكن اوقفها صوت عز المندهش :- 


- جود ..!


- اومأت له بـ الموافقة و علي وجهها ابتسامه بارده لعلها تُقلل من حده الشعور المُنتشر بـ داخلها ، هي تعرف ان بـحُكم عمله يلزمه ان يكون لبق من الفتيات مهلاً مهلاً .. ما شأنها هي من الاساس.  !!


- فقالت له بـ هدوء :- 

- اسفه بس حبيت ارحب بـ الكابتن الجديدة ..


- نظر لها بـ استفهام ، حديثها غير متطابق مع بعضه ، منذ متي و المضيفات ترحبن بالقادة فـ مُنتصف الرحلات ..؟ خطر علي باله سبب ما لكنه فضّل ان لا يبوح به .. 


- فقال لها :- 

كلارا .. لسه منقولة في الخطوط المصرية جديد ..


- أومأت لها " جود " بترحيب وقالت بـ برود :- 


- اهلاً يـ كابتن


- تمايلت الفتاه بـ اغواء انثي وقالت :- 


- أهلا بيكِ ..


- شعرت " جود " برغبتها فـ ترك الساحة لهم و الدخول لـ مكانها ، ما شأنها يفعل ما يُريد .. ظلت تُردد تلك الجملة بـداخلها لـ تُذكر نفسها انها لا تملك اي حق من حقوق هذا الشعور .. 


---------


- استيقظ من النوم بـ تمايل علي اصوات اولاده المزعجة قليلاً فـ احداهم كانت تقفز علي ظهره و الاخر كان يلعب بـ وجهه .. فـ انتفض هو بـ زعر و قال :- 


- يـ بني بس .. يـ بنتي انزلي مش كده عايز انـام ..


- نفت ابنته حديثه و قالت :- 

لا يـ بابا ، ماما قالت لازم نصحيك عشان تعمل معانا الواجب ..


- استغرب قليلاً من افعال زوجته تلك ، فـ هو يري جميع الزوجات تعمل علي راحه زوجها ، فـ لماذا هو حظه سيء لتلك الدرجة ..!!


فـ سأل ابنه قائلاً :- 

و ماما بقا بتعمل ايـه يـ مازن ..!!


- لم يُجيب هو لـ شعوره بالخجل من حديث والدته الذي قالته مُنذ قليل بينما شقيقته الصغرى ذات لسان مِثل المبرد قالت :- 


- قالت انها تعـمـل الغـدا عشان عـمتـو الحربـاية لما تيـجي تلاقـي الأكل جاهز .. 


- نظر لها اخيها بـ لوم فقالت هي مُكمله :- 


- متكدبش يا مازن .. ماما قالت كده و كمان قالت ان عمتو دي واحدة وحشة بتـكرهنـا كُلـنـا .. 


- اتسعت عيني " يـاسـر " من الصدمة ، ماذا تفـعل تلك المرأة  بـ اولاده ، تركهم و نهض من الفراش  ذاهباً اليها ..


- دخل المطبخ لـ يراها تُدندن قائلة :- 


- و زعلان لـيه تعالي اما اقولك .. أنت برتقانه .. واني بُرتقانه .. ناكل لما نشبع و القشـر لـ أختك ..


- رأي أن لا فائدة من تلك الافعال فقال بـ حده :- 


- هـنـد ..


- التفتت و انتفض جسدها بـ أكمله من الخضة ، فـ قالت له :- 


- جـرا ايـه يـ راجل .. ما تتنحنح قـبل مـ تدخل خضتني .


- ابتسم بـ غصب وقال :- 


- اسمعيني كويس .. تحبي أختي أو تكرهيها دي حاجه ترجعلك الحب ده حاجة بتـاعة ربـنا .. بس تكرهي ولادي فـ عمتهم لا و ألف لا يـ هند سـامعه


- نظرت له بـ ضمه حاجبيها بـ استخفاف وقالت :- 


- وأنا مالي يـا اخويا هو هغصب العيال يـحبوها يعني .. 


- ياسـر بـ حده :-  لا متغصـبيش حد يـ " هند " .. أنا هعرف ازاي أوقف الموضوع ده عند حده ..


--------


- بعد مرور عده ساعات ..


- انتهت رحلتهم بـ سلام آمن لهم و نزل الرُكاب من الطائرة حتي فرغت الطائرة من جميع الرُكاب و بقي فقط الطقم الطائري .. دخلت هي حتي تُلملم حقيبة يدها الصغيرة ، فـ رأته يقف خلفها و يستند علي الباب ، فقال لها بـ صوتٍ مُتلاعب :- 


- اهدي شويه .. هيجرالك حاجه و انتِ لسه صغيره 


- ابتسمت بـ استخفاف وقالت له بنظرات حارقه :- 


- مـ انا هادية اهو .. شايفني بشد فـ شعري


- تراقص بـ حاجبيه وقال :- 

يـا جوجو لو كان المكان يسمح كنتِ عملتيها بـس برستيچك مانعك ..


- شعرت بـ غضب وقالت له :- 

- كابتن عز لـو سمحت التزم حدودك معايا .. 


- قال لها " عز " بـ هدوء :- 

- انا لازم حدودي كويس جداً .. حتي مبفتحش ابواب حد من غير استئذان .. 


- رفعت حاجبها الايسـر له بـ استفزار وقـالـت :- 


- وانا مفتحتش عليك باب الحمام والله .. اووه سوري اكيد ازعجتك انت و عروسه المولد دي .. 


- قهقه بـ خِفه علي حِنقها وقال :- 

- اهدي هـا اهـدي .. باي باي چود .. 


- تركها تستشيط غضباً من افعاله البارده و نظراته المتوتره لها .. يستغل جـميـع الفُـرص لـ يستفزها ، مؤكداً فـ هذا عمله التلاعب بـ الفتيات.


---

- وقفت امام بنايه كبيره نوعاً ما .. استنشقت الهواء النقي لـ تُنعش رِئتيها قبل ان تُرن جرس المنزل .. بعد دقايق فُتٍح الباب و دخلت بـ رفعه الفتاه التي تعمل بـ المنزل ، فـ استقبلتها " بسـمـله " بـ ابـتسـامه مـرحه قائله :- 


- حقيقي مش مصدقه انك اخيراً وافقتي و قبلتي انك تتغدي معانا النهارده .. 


- قهقهت بـ رفق و قالت :- 

والله لولا الشُغل كنت جيت من بدري .. بس زي مـ انتِ عارفه وقتنا مش ملكنا ..


- اومأت بـ تفهم لها ، و اتسعت ابتسامتها اكثر حينما رأت " جدتها " تتقـدم ناحيـتهم و بـيدها العصا الخاصه بها ، تقدمت منها حفيدتها لـ تُسندها بـ رفق ، جلسا ثلاثتهم فـ صالون المنزل ، وقالت لها " ناديه " بـ ابتسامه هادئة :- 


- نورتيـنا يـ بنتي ..


- ابتسمت الفتاه بـ حنو لها و قالت :- 


- نورك يـ طنط .


- ابتسمت بـ رِفق المرأه ذات الخصلات البيضاء ، فقـالـت " بـسمله " لـ تُلطف الجو :- 


- تعرفي يـ تيته .. جود بتشتغل مع عز ، يـ خساره كان نفسي يبقي موجود ، بس سـافر مع مـامـا المؤتمر امبارح .. 


- فقالت ناديه لها :- مره تانية بـقا يـ بوسي .. 


- ابتسم ثلاثتهم .. دقـائق و جاءت النادلة لـ تقول لهم :- 


- السُفـره جـاهزه .


- عندما سمعت " بسمله " تلك الجُمله اجابت قائله :- 


- طب يلا يـ جماعه ناكل و نكمل كلامنا ..


-------


- تعرفـي يـا يـاسمين .. انتِ استحاله تكوني اختي .. اكيد احنا لاقينك علي باب جامع .


- قال تلك الجملة و هو يقود السيارة وسط اشعه الشمس المتسلطة علي عينيه .. فـ نظرت له شقيقته و قالت :- 


- و انا ايش عرفـني يعني ان الراجـل هيتعب و هيتنقل المستشفى .


- نظر لها بـ غيظ قائلاً :- لا بس اسيب شُغلي عادي عشان خاطر سيادتك ، و فـ الاخر يتلغي ..!

الفـصـل الرابـع .


---

- وضع المفتاح بموضعه واداره وهو يتحدث إلي شقيقته ويعلو صوت ضحكاتهم التي تملئ المنزل سعادة وسرور .. دلف الي داخل المنزل واغلق الباب بقدمة ثم سارا معا اتجاة غرفة المعيشة وهو يقول بلطف :- 


- يا حبيبتي انتي كفاية عليا !


- وقفت جود وهي تراه يسير بجانب إمرأه يافعة ذات جسد متناسق وملامح بريئة تمتلك عينان زيتونيه ساحرة ، كان عز يضع يده حول كتف ياسمين ويضمها الي صدره بحب .. ظنت جود انها حبيبته او خطيبته لتنظر له بضيق فلما يتحدث إليها طوال تلك الفترة إذآ ! لما يتقرب منها وهو في الأساس لديه حبيبة ! كادت ان تسب وتلعنه بداخلها ولكن اوقفها ركض بسملة اتجاة والدتها وتحدثت برقة :- 


- المؤتمر عدي حلو ياماما ؟


- وأخيرا تنفست جود الصعداء عندما فهمت انها والدة بسملة وأخت عز بالطبع ، ارتسمت علي شفتيها ابتسامة رقيقة ولمعت عيناها بسعادة ، لم تفت تعبيرات وجهها المتغيرة عن أعين عز الذي فهم تلقائيا انها كانت تظن بوجود شئ بينه وبين ياسمين ولكنها بالطبع فهمت عندما قامت بسمله بالهتاف إلي والدتها ، ابتسم عز بخبث و أقترب منها يمد يده كي يصافحها برقة ، اقترب بوجهه من وجهها ثم طبع قبلة خفيفة وجنتها كنوع من انواع المصافحة بينما ظلت ابتسامته اللعوب علي شفتيه ، قال جانب اذنيها بهمس :- 


- انتي لسه بردو متعصبة ..!


- اغمضت عيناها وهي تستند برأسها علي رأسه تستمتع بسحر اللحظة التي ربما لن تتكر مجددا ، اخذت تلهث برقه وتتسارع انفاسها مع هتافه بكل حرف بينما يده توضع علي خصرها بلطف ، اجابته بحنق من استسلامها له :- 


- مكنتش متعصبة .. هتعصب ليه ! 


- من حسن حظهما ان التهت ياسمين مع والدتها وإبنتها تشرح لهم ماحدث وكيف الغي المؤتمر واخذهما الحديث فأصبح المكان شبة خالي لهما ، وضعت جود يداها علي صدره وهي تدفعة بحنق عنها ، ظلت يداها علي صدره تمسك طرف قميصه بقوة وهدرت بصوت عالي حتي يسمع الباقيه :- 


- انا مضطرة امشي دلوقتي الوقت اتأخر ... شكرا علي الوقت اللطيف ده ..


- مدت يداها حتي تصافح ياسمين وهي تكمل حديثها :- 


- اتشرفت بيكي ..


- انتقلت تلقائيا حتي تصافح نادية و بسملة ثم اسرعت تغادر سريعا دون أن تودع عز فقد احرجها بتصرفه الغير انيق علي الاطلاق .. كان يستطيع ان يصافحها بيده دون ان يقبلها او يحتضنها !!


-----


- وقفت امام المِرآه بعد ان رجعت من منزل آل " الصاوي " ، بدلت ملابسها لـ بيجامه من اللون الوردي ، نظرت لحالها قليلاً و تذكرت ما حدث اليوم و هي بين يديه ، كيف سمحت له بـ فِعل ذلك دون اي رد فعل منها ..!!

تذكرت جُملته و ابتسامته اللعوب تلك .. :- 


- انتِ لسه بردو متعصبة ..! 


- ابتسمت بـ شرود ، لكن فوقت حالها بـ حِده و قالت لـ نفسها بـ توبيخ شديد :- 


- غبيه .. ازاي تسمحيله يقرب منك بـ الشكل ده .. الله اعلم بقي بيفكر ازاي ..!!


- حسمت امرها علي التعامل بـ شكل جاف جداً معه حتي يلزم حدوده مره اُخري معها ..


---


- فتحت الباب عندما صوت شقيقها يـقول اسمها بـ صوتٍ عالي نسبياً ، فـ خرجت اليهم بـ ابتسامتها الهادئه حتي قالت ابنه شقيقها الصُغري :- 


- مامي عمتو الحربايه وصلت اهي .. 


- نظرت لها " هند " بـ حده و قالت لها بـ توتر شديد :- 


- لارين .. متقوليش علي عمتو كده


- تذكرت منذ اسبوعين عندما اجتما الثلاثه علي طاوله الطعام .. 


#فلاش_باك


- عندما قالت " هند " بـ خُبث شديد :- 


- جود .. جايلك عريس قمر يبقي ابن خال مامتي .. حقيقي لايق عليكِ جداً


- فـ قالت " لارين " بـ فظاظه :- 

- مش ده عمو محمود يا ماما بابا تاليـا اللي معايا فـ الـ Class ..


- نظرت لها " أمها " بـ حده من تصرفاتها التي باتت تُعيق لها خططها ، فقالت لها " جود " :-


- هو انتِ شايفاني مطلقه يـ هند ولا عندي 30 سنه عشان ارتبط بـ راجل متجوز  ..!!


- نفت هند حديثها قائله :- 

يـ حبيبتي لا بس هو مراته تعبانه و مجابتش غير تاليـا بس فـ هو من حقه يتجوز تاني و علي فكرا هو مُقتدر مادياً جداً  . 


- نظرت لـ " اخيها " بـ هدوء و رفعه حاجب و هي تُقلب ملعقتها فـ طبقها قائله :- 


- و انت رأيك ايه فـ كلام مراتك .


- نظر يـاسر لها بـ هدوء وقال :- 

دي حياتك انتِ يـ جود انتِ مش طفله صغيره هختارلك شريك حياتك .


- اومأت بـ رفعه حاجب و نهضت من مقعدها قائله بـ حده غير قابله لـ النقاش :- 


- قولتلك 100 مره يـ هند تخليكِ فـ حياتك ملكيش دعوه بيا اتجوز ، اعنس ، دي حياتي الشخصيه زي مـ اخويا قال قُدامك اهو .


- #باك ..


- فاقت من شرودها و قالت لـ ابنه شقيقها بـ هدوء :- 


- لما انا حربايه يـ حبيبتي اُمـك تُبقي ايـه .. عقربه ..!!


- نهض " مازن " من مكانه و قال :- 


- لارين متقصدش يـ عمتو 


- ابتسمت و لعبت بـ خصلاته الحريريه قائله :- 


- عارفه يـ حبيبي ..


- خرج اخيها من المرحاض و جلسا الجميع لـ تناول طعام العشاء وسط صمت تام منهم خوفاً من ان يلفظ احد بـ شئ يُزعج الاخر فـ يُهب بهم " يـاسر " 


---

فـ صباح يومٍ جديد ..


- اصبحت الطائرة تحلق عاليا في السماء وتلك المرة تولي عز منصب مساعد القائد الذي هو صديقه عاصم ، حك عز مؤخرة رأسه بتفكير وهتف بإحراج :-


- بقولك ايه يا عاصم .. انا هروح اعمل حاجة في السريع كده.


- غمز له عاصم بخبث وهتف بإبتسامة لعوب ترتسم علي شفتيه :- 


- هتعمل اي يشقي انت ..


- هز عز رأسه بإستهزاء وقال بتقزز :- 


- ههه سخيف ..


- سار بخطوات متوترة إلي غرفة طاقم العاملين بالطائرة واخذ بفكر فيما سيخبرها به ، لم يمر عده ثواني لترتسم علي شفتيه إبتسامة خبيثه ، طرق علي الباب برقة ثم دلف إلي الداخل ليجد جود تجلس بمفردها علي المقعد وبيداها كوبا من القهوة وعيناها مثبته علي الكوب تنظر إليه بعشق وتلذذ ، ابتسم عز بلطف وهو يتأمل هيئتها العاشقة تلك .. عاشقة للقهوة ، رفعت نظرها إتجاهه دون قصد منها فهي في الاساس لا تعلم أنه يوجد أحد بالغرفه ، ظل نظرها معلق عليه وهو يتأملها بتلك النظرات الرقيقة الثاقبة ، هزت رأسها بإستفهام بينما اومأ لها وهو يقترب منها ثم هدر بخبث :- 


- مشيتي انتي إمبارح علي طول .. اوعي تكوني اتكسفتي مني !


- وضعت كوب القهوة علي الطاولة التي امامها ثم وقفت وهي ترتب بيداها علي تنورتها الضيقة التي تصل إلي فوق ركبتها بقليل ذات اللون الازرق الغامق ، سارت بدلل و بغنج أنثوي حتي وقفت امامه مباشرا ، لفحت انفاسها وجهه ليغلق عيناه بحصون محطمة لتنظر جود له بإنتصار لتاثيرها به ، لمست بصابعها اسفل ياقة قميصه المفتوح حتي أسفل صدره برقة واخذت يداها تسير علي صدره رويدا حتي صعدت إلي ذقنه ف إقتربت بوجهها من وجهه وأسندت جبهتها إلي جبينه لتختلط انفاسهما سويا ، وضع يده علي خصرها وجذبها إليه اكثر برقه وهتف بتخدير :-


- انتي عايزة توصلي لإيه ..!


- اخذت تلهث بقوة آثر المشاعر الجياشة التي تقتحم قلوبهما دون ادراك منهما .. ضمت يديها إلي بعضهما اسفل مؤخرة رأسه ، هدرت وهي تلتقط انفاسها بصعوبه :-


- مش عايزة اوصل لحاجه .. انت اللي .. اللي بتستفزني ..


- ابتعد بوجهه عنها ليتأمل عينيها المغلقتان بإرهاق ، انزل رأسه إلي رقبتها ليطبع عليها قبله رقيقه ، قال وهو يدفن رأسه بين حنايا رقبتها :- 


- مش كفاية بقي تعب ..! 


- اومأت له وهي تدفعه بلطف ليعود إلي الخلف عده سنتيمترات بينما سقطت يداها عن صدره تلقائيا وهي تعطي له ظهرها مع هتافها بتلك الكلمات التي اصابته في مقتل و إرتسم علي وجهها ملامح الحزن :- 


- اطلع برا .


-----


- بعد مرور فتره من الوقت .. 


- انتهت الرحله و وصلت بـ سلام و عندما اطمئنت علي سلامه الركاب و نزولهم من الطائره ، خرج من مكانه و جاء إليها عند الباب الخلفي قائلاً بـ صوتٍ هادئ :- 


- جـود .


- التفتت بـ ابتسامه رائعه لـ تُجبره علي الابتسام ايضاً مُكملاً :-


- طالعين رحله بُكرا ، بما ان اليوم اجازه و مفيش رحلات لينا .. 


- نظرت له بـ استفسار قائله :- 


- احـنا اللي هو مين افهم بس ..


- ابتسم بـ لعوب كـ عادته الماكره قائلاً :- 


- اكيد مش انـا و انتِ بس يعني ، اقصد الـ Team كُلـه .


اومأت له بـ هدوء و قالت :- 


- حسب معلوماتي يعني ان رقمي معاك ، فـ ابعتلي كُل الـتفاصيـل فـ مسدج يـ كابتن عز .


-  رفع حاجبه الايسر و قال لها بـ ابتسامه جانبيه :- 


- بتتكلـمي عليـا كتيـر مع بـسمله هاا .. عموماً رقمك اخدته عشان الطوارئ بس مش اكتر يـ آنسه جود .


- نظرت له بـ ابتسامه بارده قائله :- 

اها يـ باشا مـ انا عارفه انـك سالك من جواك .


- نظر لها ببرود وامسك هاتفه يعبث به بحنق وهو يسير إلي خارج المطار بخطوات راقية ، لم تمر ثانيتان علي ذهابه حتي استمعت إلي صوت ضجيج هاتفها الذي يعلن عن اصدار مكالمه من رقم ما لم تتعرف إليه اجابت بهدوء :- 


- آلو..!


- استمعت إلي صوته الذي يهدر بنبرة إنتصار :- 


- ابقي شوفي الماسدجات .. انا سالك علي فكرة وعادي جدا امسح رقمك .!


- هتف بكلماته الصارمة إليها واغلق الهاتف سريعا دون السماع إلي ردها لتنظر جود إلي طيفه بإحراج وقامت بفتح الرسالة تتفحص محتواياتها عن تلك الرحلة التي حتما ستتحدد مصيرها ..!

الفـصـل الخـامـس .


---


- عندما حل ظلام الليل ، وصل الي منزله بـ إرهاق شديد ، وضيق من تلميحاتها له ، لماذا الجميع يتحدث معه و كأنه يُكن لها مشاعر غراميه ، و حديثه عنه انه يُحاول ان يذهب خلفها جعله يشعر بـ اهتزاز بـ مكانه كرامته ، فـ وصل الي باب منزله ، و عندما وضع مُفتاحه بـ الباب سمع صوت شقيقته و هي تُحدث امه و صوت قهقهتها العاليه فـ علم انها تُقيم اليوم بـ منزلهم ، فـ دخل رأها ، تقدمت منه بـ ترحاب شديد قائله :- 


- حقيقي وحشتني جداً


- ضمها " عز " بـ حنان و لما لا فـ هي ليست شقيقته فقط فـ هي بمكانه والدته الأُخري ، فقال بـ مُراوغه :- 


- يـ سلام علي البكش ، مـ انا لسه كُنت مترمط معاكِ امبارح .


- ردت ابنتها و قالت له بـ حُب و مراوغه مثله :- 


- تلاقي عندها مؤتمر جديد يـ زوز و انت يـ حبيبي مش فاضي اليومين دول عندك حاجات اهم فـ الطياره 


- اختفت ابتسامته تدريجياً وقال لها بـ هدوء :- 


- علي فكرا يـ بت انتِ مش سالكه من جواكِ كده .


- اومأت له و اخذت تُنظم اظافرها بـ مبرد الاظافر و فضلت عدم اجابته فـ قالت والدته :- 


- تعالي يـ حبيبي اقعد شكلك تعبان ، سيبك من البت دي و امها .


- تركهم و ذهب جهه والدته جالساً بـ جوارها فـ قال لها :- 


- اها والله يـ ماما تعبان جداً ، و بنتك مش راحمه خالص ..


- ابتسمت " ناديه " وقالت بـ حنو امومي :- 


- نـاوي تُفـك عُقـده الجـواز امتي يـ عز الدين .


- التفتت " بسمله " و قالت لـ جدتها بـ خُبث :- 


- هتـتفك قـريـب اوي يـ تيته بـس انتِ ادعيله جـامد


- نظر لها بـ نصف عين قائلا :- 

هاين عليا اقوم اجيبك من شعرك اللي انتِ فرحانه بيه ده .


- استغربت " ياسمين " من حديثهم وقالت بـ تساؤل :- 


- ايه ده .. هو انت مُرتـبط يـ عز ..!!


- تحدثت والدتها بـ سُخريه :- 

هو ده بـتاع ارتـباط ، ده عايش فـ الجو .


- نظرت الأُخري لهم و قالت بـ ابتسامه :- 


- ده عايش فـ الجو و مع الجو يـ تيته .


- ما هي الا ثوانٍ معدوده و تلقت وساده من القطن فـ وجهها بـ فعل خالها الذي سئم من افعالها المُراوغيه له وقال :- 


- اطلعي ذاكري يـ تالته ثانوي .. 


-  طالعه يـ حبيبي متعصبش نفسك بس 


- قالت تلك الجمله و هي تصعد الدرج بـ أكمله حتي تصل لـ غُرفتها بـ منزل جدتها


- بينما هو استئذن منهم لـ يصعد حتي يستريح من تعب اليوم..


----


- - فـ صباح يومٍ جديد .


- انتهي من ارتداء ملابسه الـمُكونه من بـنطال من خامه الجيـنز بـ اللون الازرق الداكن و كِنزه من اللون الابيض النقي يعلوها قميص من الازرق الفاتح تدريجياً فتح جميع ازراره لـ يتطاير بـفعـل هواء غُرفته ، صفف خصلاته بـ عِناء شديد و لملم اشياءه المُكونه من مفاتيحه و حافظه نقوده و هاتفه ، نظر علي حاله نظره اخيره بعد ان نثر عطره بـ غذاره فـ اصبح الجو مليئ بـ راحته المُميزه ، فـتح الباب تاركاً الغُرفه و وصل حيث موضع والدته و ابنه شقيقته يبدو ان شقيقته مازالت غافيه ، سمع صوت " بسمله " قائـله بـ مُراوغه :- 


- ايه الجمال ده يـ زوز ، كده مش هنلاحق علي العرايس و انت مسموحلك اربعه بس . 


- ابتسمت والدته علي حديث حفيدتها و مراوغتها معه فـ قالت :- 


- بس يـ بت انتِ ، انت رايح فين يـ حبيبي المفروض ان انهارده اجازه ليك


- ابتسم و قال لها بـ هدوء :- 

- رايحين الكامب ، هنقضي يوم لطيف كده و نيجي بليل . 


- نظرت له بـ نصف عين و قالت له :- 


- و اشمعنا حبيت الكامب دلوقتي يـ عز مـ انا كُنت بتحايل عليك توديني و انت بتطنش عشان عندك شُغل .


- اجابها قائلاً :- خلـصي انتِ ثانويه عامه و هاخدك يـ باشا .


- غمزت له بـ طرف عينيها فـ ابتسم هو عليها و انحني مُقبلاً يد والدته بـ نظرات حانيه قائلاً لها :- 


- همشي انا بـقـا .


- خرج وسط دُعاء والدته له ، وقف امام المنزل من الخارج و ارتدي نظارته الشمسيه لـ تمنع وصول اشعه الشمس لـ عينيه ، سمع صوت هاتفه يُعلن عن مهاتفه احدهم له فـ رأي اسمها الذي يضع بـ جانيه قلباً من اللون الاحمر فـ رد عليها قائلاً بـ ابتسامه :- 


- يعني سجلتي رقمي اهو .


- ردت عليه بـ حنق :- 

الناس بـ ترد تقول السـلام عليكم انت بتقول سـجلتي رقمي اهو ، اكيد يعني هسجله مش الكابتن اللي حظي بيقع معاه فـ كُل رحله  .


- اجابها بـ اختصار :- جــود .. كُنتِ عـايزه ايـه .


- اجابته بـ تذكر :- كُنت عايزه اعتذرلك علي طريقتي امبارح ، يعني مكنتش اقصد حاجه فـ حوار الرقم ده عادي يعني ، انت كبرت الموضوع انا كُنت بـهزر


- لم ينكر انه انزعج من تفكيرها ليله البارحه ، لكنه اجاب بـ سلاسه :- 


- لا يـ حلو مزعلتـش ، و عموماً عادي مفيش حاجه ، نزلـتي بقا ولا لسه ..


- اجابته بـ هدوء و هي تُلملم حقيبتها و تُعدل احمر شِفاها :- 


- خلاص نازله اهـو .. 


- فـ سألها مُكملاً :- تمـام ابـعتيلي اللوكيـشن بتاعك و هاجيلك .


- نظرت فـ اللاشئ بـ بلاهه قائله :- 


- تيجيلي فين لا مؤخذه يـ اخويـا


- اجابها بـ ضيق :- اخوكِ ..!! 

هاجي اوصلك يـ ماما مش هخطفك يعني .


- وافقته علي حديثه بـ استغراب شديد و فعلت كما قال لها .


------


- وقف بـ سيارته امام بنايه منزلها فـ هافتها لـ يُعلمها انه فـ الاسفل ، دقائق و رأها تخرج من البوابه بـ هيئتها الخاطفه لـ أنفـاس ابتسم تلقائياً وهي كذلك فـ جلست بـ جوارها فـ السياره ، و قال هو :- 


- فـ حد بيبص علينا من فوق علي فـِكرا


- نظرت لـ أعلي بـ خفيه و قالت له :- 


- اهـا مِرات اخويـا ، هي فضوليه زياده كده .


- اومأ لها بـ ضحكه هادئه :- اهـا لاحظت ده ، نطلع بقا 


- اومأت له بالموافقه ، لـ يُشغل هو مُحرك السياره و ينطلق بها وسط اشعه الشمس الصادره علي كُلاً منهم ، تبادلا اطراف الحديث اثناء الطريق و لا تنجو هي من نظراته المُتفحصه لها ، بينما هي حاولت قدر الامكان ان تهرب منه بـ النوم قليلاً .


----

 

- بعد مرور عدة سـاعـات .


-- امسك بالمطرقه و اخذ يطرق علي الخشب حتي يقوم بنصب الخيمة بينما امسكت جود بقطعة خشب أخري وحاولت وضعها في الارض حتي يقوم بالطرق عليها هي الاخري ويربط فوقه حبل الخيم ... ارتفع صدي صوت الموسيقي الهادئه بكلمات عمرو دياب الراقيه ذات الوضع الرومانسي الهادي ... نظر لهما عاصم بضحك وهو يلتقط نظراتهما إلي بعضهما بلطف فإقترب منهم وهتف بعبث :- 


- جوزين حمام ما شاء الله ..


- نظرت له جود بتعجب وقالت :- 


- لآ عادي احنا بني آدمين !!


- قهقه عليها عز بسخريه بينما يداه تكمل عملها ، أومأ لها عاصم بهدوء وقال بإستهزاء :-


- انا كده اطمنت علي مستقبلك ..


- التفت عز برأسه إلي عاصم ونظر له نظرة صارمه فإبتسم له عاصم بخبث و ادار رأسه إلي جود يهتف متسائلا :-


- اما صحيح يا جود ..


- أجابته جود بلطف دون النظر إليه :-


- نعم يا عاصم ؟ 


- حك مؤخرة رأسه بحيرة ثم اطلق بكلماته دفعة واحده :- 


- انتي مرتبطه ؟


- تركت جود ما بيداها وإلتفتت تنظر إليه بتعجب مع هتافها بتلك الكلمات اللعوبه :- 


- امم .. لأ بس ده ميمنعش لو عندك عريس يعني !


- نفي برأسه وهو يصطنع التعجب وعيناه تراقب ملامح عز عن كثب ، قال بإستشفاف :- 


- مع انه غريبه واحدة زيك في جمالك ومنصبك متبقاش مرتبطة علي الاقل !


- اشتعلت عينا عز بحنق وغيره من وصفه لجمالها الفتاك رغم علمه بأنه يميل إليها في بعض الاحيان ، مط شفتيه بضيق ونظر إلي عاصم بتقزز وهدر به بعصبيه بالغة :-


- ماخلاص يا عاصم انت هتعرف قصة حياتها !


- اجابه عاصم بإستفزاز :- 


- مانت معرفتهاش يا عز قولت اعرفها انا !


- القي بالمطرق علي الارضيه الرملية و أقترب منه ثم دفعه بحنق :- 


- انت بتقول اي يا عم ! 


- قاطعت جود الجو المتوتر بينهم وهدرت بسلاسه :- 


- عادي يا عز عاصم مش قصده حاجة هو بس بيهزر يعني وانا مزعلتش ولا حاجة ! 


- تحجج عاصم بقولها وقال بإستفزاز :-


- اهو يعم هي مزعلتش اهو !


- تنهد عز بحنق وعاد يلتقط المطرقه من الارض واخذ يطرق بها علي الخشب بقوة اكبر ينفس بها عن غضبه الذي حتما وصل إلي عنان السماء ... عاد عاصم يهتف بلطف إلي جود :- 


- وانتي طلعتي رحلة مخيم قبل كده بقي يا جود ؟


- هزت رأسها بلا وهي تكمل عملها وقالت بنفي :- 


- لأ .. أول مرة.


- اومأ لها عاصم بالموافقة وإبتسم برقه يعيد الهتاف :- 


- وإن شاء الله مش آخر مرة..


- إبتسمت له بملاطفه بينما لم يتوقف عز عن العمل وكذلك هي ... صمت عاصم لعده دقائق يفكر في قول آخر يستفزه به ، فرك يده بتفكير وسرعان ما هتف بمراوغه :- 


- طب ايه مش ناويه ترتبطي بقي !


- القي عز المطرق للمرة الثانيه ثم قفز فوقه كالأسد الثائر وامسك ياقه قميصه بحنق ، برزت عروقه معلنه عن خروج الوحش الثائر الذي بداخله ليصرخ به بعصبيه مفرطه :- 


- يا اخي وانت مالك ..!!

الفـصـل السـادس .


----


- حاول " عاصم " الفِرار منه مِراراً و تكراراً حتي نجح فـ الامر اخيراً و قال له بـ ملامح مُنزعجه :- 


- فـ اي يـ عز هو حد داسلك علي طرف يـ عم .


- نظر له بـ ملامح جامده وقال :- 

اتلم يـ عاصم انت مبقاش فيك مكان سليم اضربك فيه .


- اجابه بـ استفزاز :- لا وعلي ايه طريقك سالك .. 


- فـ هتف ' عز ' بـ برود :- عُقبال مـ تسلك انتَ كمـان .


- ابتسم صديقه بـ شده و ترك الساحه فارغه لهم بينما هما كانت النظرات بينهم كفيله لـ التحدث ..


-----


- يعني ايـه اختك تسـافر تتفـسح و انـا هنا قاعده بـربي عيال بس ..


- قالت تلك الجمله و هي تجلس بـ جانبه بـ حرقه و ضيق شديد ، فـ رد " يـاسر " عليها قائلاً :- 


- يـ هند حرام عليكِ هو كُل يوم خناق كده ، حاولي تخرجي جُود من دماغك شويه .


- ردت عليه رافعه حاجبيها بـ استغراب كاذب :- 

- و انـا هفـكر فـ اختك ليه ، انت حُر خليك كده سـايبها دايـره عـلي حَلّْ شعرها . 


- نهض من مكانه بـ حده قائلاً :- لا بقـا ، دي مبقتش عيشـه .


- و كالعاده تركها و دخل الغُرفه صافعاً الباب خلفـه ، فـ هي دائماً هـكذا تصطاد الاوقات التي يكون بها هادئ مُسـالم ، يستمتع بـ وقته الفارغ ، و تأتي هي تُعكر جميـع صفوفه الرائقه ، بينما هي حسمت امرها علي معرفه ذلك الشاب صاحب السـياره السوداء .


-----


بعد مرور عدة ساعات .


- أدارت كلارا الزجاجة البلاستيكية بشكل دائري لعدة ثوان ، توقفت رأس الزجاجة تشير إلي عز فإبتسمت كلارا بخبث بينما نظرت لهما جود بإستهزاء ، هتفت كلارا برقة :- 


- عز .. it's your turn ! قولي بقي .. حبيت قبل كده ؟ 


- مط عز شفتيه ببرود وغمز بعيناه إلي كلارا مراقبا ملامح جود المتعكره بتلذذ ، إبتسم قائلا :- 


- اممم ... لأ .. بس ناوي قريب !


- علي صوت ضحكات كلارا التي تمثل ضحكات فتاة ليل فنظر الجميع لهم بتعجب ، وقفت جود وتنهدت بتذمر ثم قالت بحنق :- 


- انا هتمشي شوية .. عن اذنكم ...


- نظر عز في طيفها بضيق ثم عاد ينظر إلي كلارا التي كانت تنظر له بإبتسامة لعوب وابتسم لها ببرود ، التهي الجميع في إداء دورهم في اللعبة ولكن لم يشاركهم عز مرة اخري وكذلك كلارا التي كانت ترمقه بنظرات غير بريئه علي الإطلاق ، مر نصف ساعة علي جلوسهما هكذا دون فعل شئ يذكر .. تحجج عز بإرادته للخلود إلي النوم وسار في الاتجاة التي ذهبت منه جود حتي وجدها تقف بين الشجيرات الصغيرة تتأمل السماء  بمزاج معكر ويرتسم علي ملامحها تعبيرات الحنق والضيق ، لمس بيده علي كتفها برقة وهو ينظر إلي ذات المكان التي كانت شارده هي في جماله .. هدر بصوت منخفض أثر الهدوء الذي حولهما :- 


- قومتي ليه ؟ 


- لم تشيح نظرها عن السماء فقط اجابت بكلمات مقتضبه :- 


- زهقت ..!


- اومأ لها عز بتريث ثم ادارها لتنظر إليه ، لم يستطيع تحديد تعبيراتها التي خانتها في الغالب ، اومأ لها برقه ووضع يده علي وجنتيها ثم قال :- 

 

- جود ... انتي كويسة ؟


- اومأت له بهدوء وقالت بلطف :- 


- اها .. كويسة .!


- نفي قولها وهز رأسه بلا وقال :-


- لأ مش باين ..!


- ادارت له ظهرها وضمت يديها إلي بعضهما وهتفت بتذمر :- 


- لأ مافيش بس اتخنقت من كلارا مش اكتر ..


- اردف ملطفا للجو دون محاولة منه لإستفزازها :- 


- ماتاخديش علي كلامها هي اكيد متقصدش ..! 


- اومأت له بـ الموافقه علي حديثه و اسئذنت منه لـ تدخل مُخيمها فـ هي تشعر بـ دوار نوعا ما شديد عليها ، فـ سمح لها بـ الدخول و ظل هو يـستنشق الهواء بـ تفكير بها و بـ أمرها ..


-------


- بعد عده دقائق ..


- صدرت عنها صرخة رقيقة وهي تري خنفساء امام خيمتها ذات اللوني الرملي ، دفعتها بقدماها إلي خارج الخيمة ثم اغلقت السوسته بسرعة وعادت تجهز نفسها لرحلتها حول الصحراء ، ارتدت جراب قماشي اسود شفاف وفوقه بنطال قصير واسع او ما يسمي." Hot Short " ذو اللون الاسود ايضا وارتدت كنزه ضيقة تصل إلي نصف بطنها ذات اللون الاسود به خطوط بيضاء متفرقة دون اكمام ، ارتدت فوقهما قميص بني فاتح يصل إلي نهاية البنطال القصير ذو اكمام طويلة وقامت هي بثنيهما قليلا ، بينما احتوت قدميها حذاء رياضي ابيض اللون ، عقصت شعرها كعكة كبيرة واسقطت منه خصلتان خفيفتان ثم سارت بخطوات متعرجة خارج الخيمة تنتقل للجلوس مع باقيه رفاقهما ..


- وجدت' أسما 'وصديقاتها يقومون بتوزيع الطعام الخفيف علي باقيه رجال الرحلة الذين كانوا يتحدثون في امور عديده .. ابتسمت' أسما ' عندما رأت' جود ' قادمة نحوهما فإقتربت من مائدة الطعام وامسكت بشطيرة مغلفه واقتربت من جود تمد يداها بها إليها .. ارتسمت إبتسامه راقية علي وجه جود عندما هتفت اسما بتلك الكلمات البسيطة في أذنها :- 


- ساندويتش جبنة باللحم والتوست محمص زي مابتحبيها .


- قامت جود بإزالة جزء من المغلف وقضمت قطعة بفمها ثم شكرت أسما بلطف واخذا يتبادلان الاحاديث اللطيفة ..


- إلتفت عز ينظر إلي جود بتأمل يتفحص ملابسها القصيره بحنق .. قام من مجلسه واقترب منهما بهدوء مع هتافه برقة :- 


- مِسـا  .


- رفعت جود نظرها عن الشطيرة ورمقته بنظرات متسائلة ولم يتوقف فمها عن مضغ الطعام .. اومأت له برقة ثم قربت الشطيرة من فمها مرة اخري وقضمت قطعة مع هتافها بصوت يكاد ان يظهر :- 


- اهلاً يـ كابتن  .


- قامت اسما بدفع جود برقة حتي تلتفت وتتابع الحديث بتركيز ، غمز عز لأسما بتولي للأمر لتنسحب اسما بهدوء وتترك لهما الساحة .. وضع يده علي كتفها يربت برقه مع هتافه بتلكيك :- 


- طب مش تقوليلي كل معايا حتي ..!


- نفت برأسها وهتفت اثناء مضغ الطعام :- لأ ..!


- انتشل الشطيرة من بين يداها ثم وقضم قطعة مناسبة ووضع الباقي بين يداها .. هتف بتعجب اثناء مضغه للشطيرة :- 


- دي مش نفس اللي كلناها ! 


- اومأت له برقه وهتفت بلطف :- اها أسما عملتهالي .


- هدر بإستميال وهو يداعب انفها بإصابعه :- طب ماتيجي نتمشي شوية كده ..!


- القت بالغلاف في القمامه وامسكت زجاجة المياة ترتشف منها ثم اومأت له وهي تهدر بهدوء :- 


- اوكي .


- سارا معا بخطوات ثقيله اثر الرمل .. كان عز الدين اول من يقطع ذلك الجو الهادئ ليهتف بهدوء :- 


- بالمُناسبة ... مرات اخوكِ كانت بتبص عليكِ ليه .؟ 


- قهقهت بإستهزاء وقالت :-


- ابدا .. ده هي بس معندهاش حما فقالت تطلعه عليا.


- اومأ متفهما ثم صمت لعدة دقائق اخري يفكر كيف يفاتحها او يلمح لها دون ان يحرج نفسه ، تنهد بإستعداد ثم اطلق زفيرا وهتف بإسمها حتي يلفت انتباهها :-


- جود.. 


- نظرت له بعدم إرتياح وشعرت بداخلها انه سيضع حد إلي علاقتهما ، توقفت عن السير وثبتت نظرها علي يداها وتنفست الصعداء لتستمع إلي باقي حديثه فـ رد و هو يحك مؤخره عُنقه :- 


- بـصراحة كده ،  انا معجب بيكي ..!

الفـصـل السـابـع .


--------


- نظرت له بتوتر وإبتسمت بإحراج ثم هتفت بتساؤل :-


 قصدك مُعجب بـ طريقه شُغلي ولا ..


- مط شفتيه بتفكير ثم رفع يده وتحسس جبينها بلطف واخذ يهتف بمشاعر جياشة :- 


- لا بيكِ انتِ


- ابتسمت له بـ امتنان و قالت :- 

تسـلم ربنا يخليك يـارب


- اختفي نصف ابتسامه فـ يبدو انها غبيه فعلاً لا تدعي الغباء فـ قال لها :- 


- لا يـ ماما انا مش بكلم امي .. هو ايه اللي ربنا يخليك ، انا بحبك يا غبيه . 


- اتسعت عينيها بـشده من حديثه المُفاجئ لها ، فـ قد ظنت انه صريح لـ درجه ان يُعبر بـ اعجابه بها بـ طريقه صريحه و ليس حُب ، كيف و متي حدث ذلك ..!!! 


- لم تكن مُهيئه لـ الحديث فـ قالت له بـ توتر :- 


- عز ... انا .... انا عايزة اروح ..! 


- لن ينكر ان الصدمة الجمت لسانه ليقف عدة دقائق لا يستطيع التحدث بها ... ولكن قرر ان يتفهم وضعها ويعطيها وقتها في التفكير دون ان يضغط عليها ، فرك يديه ببعضهما و قال لها :- 


- اسـف ، بس طريقتك اللي اجربتني ابقي صريح لـ الدرجه دي .


- اومأت له بـ تفهم و قالت بـ ابتسامه له :- 


- لو سمحت ممكن نتكلم بعدين .. حالياً انا عايزه اروح البيت فضلاً يـ ' عز '  . 


- اومأ لها بالموافقه و اتجهت هي إلي مُخيمها لـ تلملم اشيائها بينما هو اخبر باقي الفريق بـ حلول معاد العوده إلي منازلهم فـ وافقه الجميع و بدأو بـ تجهيز حالهم .


------


- ارادت الرجوع مع باقيه الفريق فـ الاوتوبيس لكنه رفض بـ شده ، و أصر علي رجوعها معه فـ السياره ، فـ وافقت علي مضض شديد ..


- بعد قليل استعد الجميع لـ الرحيل و بدأوا بالتحرك ، فـ اخذ هو يختلس النظارات إليها فـ السـياره وقال لها :- 


- هو انا ليه حاسس انك اتغيرتي بعد اخر كلام بينا ..!!


- نفت حديثه قائله :- لا يـ عز متغيرتش ، انا بس مش مستوعبه فـ محتاجه وقت ممكن ..!!


- اومأ لها بـ الموافقه فـ يكفيه عدم رفضها ، فـ حاولت هي تغير مجري الحديث قائله مازحه بـ استخفاف  :- 


- الرحـله كانت جميله جداً ، تسـلم يـ كابتن 


- هتف بتلقائية وهو يبتسم لسعادتها ، بداخله يتمني ان تظل طوال الرحلة مسالمه وهادئه كما هي حتي الآن و حاول تلطيف الجو و مُعاكستها قليلاً  :- 


- مش هتبقي أحلي من الهاني مون بتاعنا ! 


- اختفت إبتسامتها سريعا وحل محلها علامات الدهشة فهدرت بصدمة :- 


- ايه ..!


- ايه ..! 


- كرر عز كلمتها بتعجب من نفسه وحاول ان يغير الحوار حتي لا يوضع في مأزق و قال بـ مِزاح :- 


- فيـلرت يـ باشا مـتاخدش فـ بالك . 


- ضحكت بـ خفه و رجعت رأسها لـ الخلف و اغمضت عينيها بـ استرخاء شديد ، بينما هو اخذ يسرق النظرات عليها طـوال الطـريق .


-------


- كعادته الاخيره ، جاء إلـي منزله مُتأخراً ، فـ دخل إلي المنزل يُدندن بـ هدوء :- 


- و يـاه ، الحـياه هتحـلي و انا معاه ..


- ظل يُردد كلمات تلك الاغنيه حتي فتح باب المنزل بـ هدوء و مِزاج رائق نوعاً ما ، فـ يبدو انها تقبلت فكره وجوده بـ حياتها فـ هي تخطت صدمتها بـ السياره نوعاً ما ، فـ رجع من امام منزلها و ظل يدور بـ سيارته فـ انحاء المدينه لـ يستنشق الهواء النقي و يُعيد حساباته من جديد ..


- وجد " ابنه شقيقته " اتت من الداخل و قالت له بـ تلذذ :- 


- الله الله علي المزاج الرايق ، عمرو دياب يـ عز ، عدينا اوي يـ عريس 


- رد عليها بـ استخفـاف :-

- هي لحقت تقولك في النص ساعه اللي سيبتها فيها دي ..!!


- غلق الباب و جلس علي اقرب أريكه ، لـ تجلس هي جواره قائله بـ تعالي :- 


- طبعاً يـ بني ، مبتقدرش تاخد اي قرار فـ حياتها من غيري .


- يـ بنتي فوقي ده انتِ لسه عارفاها مكملتيش شهرين ..


- قال تلك الجُمله و هو يرتشف من كوب المياه الموضوع امامه فـ ردت هي عليه :- 


- والله اكلمها اخليها ترفض ، و اقولها انك مش بتاع جواز اصلاً .


- ما هي الا ثواني و شعرت بـ قطرات المياه خارجه من فمه علي وجهها فـ قالت له بـ اشمئزاز :- 


- جرا ايه يـ عز في ايه ، مش كده يـ جدع . 


- هي موافقه ..!!


- تجاهل حديثها المُشمئز وقال لها تلك الجُمله ، فـ ردت عليه بـ نفي قائله :- 


- لا بس مش رافـضه يعني محتاجه وقـت تفكـر .


- اومأ لها بـ هدوء ، لـيتركها و يدخل غُرفه والدته لـ يُفاتحها بـ الموضوع ..


---


- طرق الباب عده طرقات خفيفه و سمع صوتها تُتيح له الدخول ، فـ امثتل لـ طلبها و دخل إليـها ، فقـالت هي بـ ابتسامه و هي تترك كتاب الله ' القُرآن الكَـريـم ' الذي كانت تقرأ بـه ، فـ ابتسمت له بـ حُب قائله :- 


- تعـالي يـ عز .


- دخـل إليها و جلـس بـ جوارها عـلي الفِراش قائلاً بـ ابتسامه مرحه :- 


- انـا عايز اتجوز يـ نودي .


- تهللت أسـاريـرها و قالـت لـه بـ فـرحه شديـده :- 


- بـجد يـ ' عز ' ، اخيراً ناويت تريح قلبي يـ بني .


- اومأ لها بالموافقه فـ قال لها :- 


- مش هتسـألي مين العـروسه ، ولا بسـمله قالتلك ..!!


- نفت حديثه قائله بـ مرح :- 

لا بسمله مقالتش حاجه ، بس انـا عارفه انها جود 


- نظر لها بـ صدمه ، لـ تلك الدرجه كان امره مفضوح فـ قال لها :- 


- لـ الدرجاتي ..!!


- اومأت له ضاحكه :- عيب عليك يـ واد هو انا لسه صغيره ..!! 


- ضحك قليلاً بـ جانبيه حتي رد عليها قائلاً :- 


- عموماً انا هكلمها بُكرا و اعرف ردها ايه .. و حالياً هقوم انـام .


- و كالعاده نهض وسط دُعاء والدته له الكثير ، و تمنيها له السعاده الدائمه و ان تكون هي من نصيبه نظراً لـ أخلاقها التي يشهد بها كُل من يراها ..


------

- - ذهب ظلام الليل و حل محله اشعه الشمس الساطعه .


- ظلت تسير فـ ممر الطائره لـ تطمئن علي سلامه الرُكاب ، حتي دخلت إلي مطبخ الطائره وجدته يقف يبدو انه يـأخذ قهوته و يترك صديقه فـ سألته بـ تفهم قائله :- 


- كـابتن عز .


- التفت إليـها و علي وجهه ابـتسـامه رائـعه مُجيباً عليها قائلاً :- 


- نـعـم ..!!


- فـ تسألت قائله :- لا ابداً بس استغربت انك سايب القياده فـ الوقت ده يعني خلاص الرحله قربت تنتهي  ..!!


- اومأ لها بـ هدوء قائلاً :- 

عـارف بـس عـاصم موجـود .


- اجابت عليه قائله :- 

- تمـام .


- كادت ان تخرج لكنها شعرت بـ كف يده يمسكها لـ يقول لها :- 


- مسمـعتش رأيـك ..!!


- ابتسمت نصف ابتسامه بـ توتر و قالت له :- 


- لو كان ليـا فـ الارتبـاط يـ " عز "  كـان زمـاني مُرتـبطه مِـن زمـان .


- نظر لها بـ استغراب ضامماً حاجبيه :- 


- مين قال ارتبـاط ، هو انـا عيل مُراهـق ، انـا هتقدملك ، بـس الأول لازم اخد موافقتك ولا ايـه ..!!


مازحته قائله :- ولا ايـه .


- علم انه توافقه لكن خجلها يمنعها من البوح إليـه ، فـ قال لها قـبـل ان يرحل من المكان :- 


- خُديلي مَعـاد من اخوكِ ، متنسيش ..


- ترك جُملته لها و لم يهتم بـ أثرها عليها فـ خرج من المكان تاركاً الساحه فارغه لها ، دقائق و ذهبت هي لـ تستكمل عملها فـ الرحله علي وشك الانتهاء .

الفـصل الثـامن و الأخـيـر .


-----


- بعد مرور ثلاثه أيـام ..


- شُوفت عشان تصدقـني لما اقـولك فـِ بينهم حـاجه ، ده البت مفيش فـ عينيها حصوه ملح ، جايه تقولك بـ نفسها عليه ، الله يرحم ايـام ما كُنا بنشوف العريس يوم الفرح .


- قالت ' هند ' تلك الجُمله و هي تُريد تسخينه من ناحيه شقيقته ، بحجه انها ليست اعلي خُلق حميد و يجب مُعاقبتها فـ كيف تعيش قصه حُب من خلف ظهره ..!! 


- فـ اجـابها قائلاً بـ حنق :- ممكن تخليكِ فـ نفسك ، هي مغلطتش ولا عملت حاجه غلط ، قالتله ادخل البيت من بـابه و الـولد عمل كده ، و كلمني ياخد معاد .. 


- مصمصت شفتيها بـ سُخريه و قالت :- 

انت بـيخيل عليك الكلام ده ، هتفضل طول عُمرك طيب كده لـ حد امتي يـ يـاسر .


- نهض من مكانه قبل ان يردف قائلاً :- 

لحد مـ اطلقـك يـ هِند ، صـدقينـي صبري نفذ عليكِ . 


- نهض كالعاده تاركاً ساحه الشجار لها وحدها ، فـ قد سئم من شجاراتهم المُتتاليه و ذلك فقط بسبب شقيقته ، بينما الأُخري لن تهدأ الا اذا فشلت تلك الزيـجه .


------


- عدت الايام سريعاً ، بينما هي كانت تشعر بـحنق فـ لقد مرت الايام سريعاً و جاء اليوم الذي يتقدم لها به ، فـ قد حدث أخيها و اخذ منه معاداً لـ يأتي هو واهله .


 -بعد قليل سمعت صوت  طرقات علي الباب عده مرات فـ ذهبت لـ تستكمل زينتها ... بينما هو يتنفس الصعداء ، رتبت بسمله بيداها علي كتفه وهتفت بمرح مهدئه للجو :- 


- متخافش جود هبله وهتوافق !


- انتشل باقة الزهور من يداها وهو يهندم قميصه فـ قد حاولت معه " بسمله " فـ اقناعه ان يرتدي بدله لكنه رفض بـ شده  ،   فتح الباب علي مصراعيه بواسطه ياسر ، ابتسم لهم مُرحبا بهم وقال :- 


- إتفضلوا 


- ابتسم له عز بلطف وسبق عائلته في الدخول ، مد يده مصافحا ياسر ثم هدر برفق :- 


مساء الخير.


- بادله ياسر المصافحة واجابه :-


 مساء النور.. اتفضلوا 


- قام ياسر بالترحيب بعائلة عز بتهذيب ولطف ثم انتقلا جميعهم الي غرفة المعيشه واخذوا يتبادلون اطراف الاحاديث اللطيفة حتي بدأ عز في الحديث بجديه ، تحمحم بتوتر ثم القي بكلماته دفعة واحدة دون مقدمات :-


 - انا جاي اطلب ايد جود .. ليا طبعاً 


- دفعته بسمله بكتفها برقه تعنفه عن سرعته في الحديث وتلهفه للموافقه ، نظر لها عز بتحذير ليستمع إلي همسها في اذنه دون لفت الانتباة :-


-  ايه اسلوب الشقط ده ..!


- نفي عز بتوتر :- بطلب إيديها ..!!


- كررت بسمله قولها بإستهزاء :- بتشقطها ..!


-  دقائق و خرجت زوجته و بيدها صنيه عليها كُل ما لذ و طاب وذلك حتي لا يُوبخها ' يـاسر ' ، فـ قالت لهم :- 


- اهلاً و سهلاً بيكوا يـ جماعه ..


- صافحت ' والدته و ابنه شقيقته  ' ، فـ اخته لم تتمكن من المجيئ بسبب مؤتمراتها المُفاحئه تلك .. فقالت الصغيره بـ براءه :-


- مامـي ، هو ده عريس عمتو القـمر ..!!


- وزعت ابتسامات مُتوتره عليهم ، حتماً تلك الفتاه لا تصمت إلا بـ موتها حتي لا تُحرجها أكثر من ذلـك .  


- - قاطع تفكيرها مع حالها صوت حذاء 'جود ' العالي نسبيا يطرق الارض معلنا عن وصول العروس المنتظرة التي حتما خطفت قلوبهم قبل انظارهم ، كانت ترتدي فستان يصل الي فوق ركبتها بقليل ذو اللون السكري بأكمام ساقطة قليلا علي كتفيها وبه فتحه مثلثيه عند الرقبه ..


- فـ سألها اخيها بـ عينيه عن ردها فـ اومأت له بـ خفيه لكنه رأها و بوضوح شديد و ذلك نظراً لعينيه التي لم تُفارقها منذ ان ظهرت إليهم ، فـ رد عليهم ' يـاسر ' بـ ابتسامه هادئه :- 


- واضح ان العروسه موافـقه ..


- فـقالت والدته بـ هدوء :- 

انـا من رأيي نقرأ الفاتحه ، و احنا تحت امركوا فـ أي طلبات ..


- أيدها الجميع بـ تلك الفكره بينما ' بسمله '  غمزت بـ طرف عينيها لها فـ الأُخري ضحكت ..


- بدأ الجميع بـ قراءه الفـاتحه ، و بعد قليل اطلقت ' بسمله ' اصوات زغاريط عاليه دليل علي الفرحه بينما زوجه اخيها ظلت حانقه من تلك الاصوات و تمنت لو طردت الجميع . 


-------


- بعد قراءه الفـاتحه اتفقوا علي عقد القران بـ أسرع وقت و كان بعد اسبوعاً واحداً ، عدت الايام سريعاً لم يحدث بها اي جديد سوي كثره الاحاديث بينهم و تعرفها عليه أكثر و عندما علم اصدقائهم فرحوا بهم جداً ، وتمنوا السعـاده الدائـمه لهم .


- جاء يوم عقد القران بـ سلام ، و سحب المأذون المنديل بـ قوله :- 


- بـارك الله لـكما و بـارك عليـكما و جمـع بيـنكمـا فـ خيـر .


- حتماً اصبحت زوجته فعلياً ، نهض من مكانه لـ يحضتن والدته بـ حُب شديد بينما هي دموعها لم تتركها وحدها بـ هذه الليله فـ صاحبتها دموع الفرحه بـ وحيدها الذي مُنذ ولادته تمنت ان يمنحها الله بعضاً من العُمر لـ تراه عريساً امامها هكذا ، بينما العروس خرجت بـ فُستان من اللون القرمزي يُعطيها مظهر جذاب ، صافحت الجميع و ذهبت إلي حماتها لـ تُقبل يديها بـ هدوء فـ تلك المرأه زرع الله حُبها بـ قلبها من قبل ان تُصبح اُم زوجـها ، بعد قليل ضمها أخيها بـ فرحه فـ لقد اصبحت ابنته التي رباها علي يده عروس الليله . 


- بعد قليل طلب منهم الجلوس معها وحدها ، فـ جلست بعيده عنه بـ عده امتار فـ قال لها بـ حنق  :- 


- علمياً ، انا جوزك .


- ردت عليه بـ صرامه :- عملياً ، احترم نفسك يالا .


- رفع حاجبيه إليها بـ استغراب قائلاً :- 

- احترم نفسي ، جرا ايه يـ بت انتِ فـ اي


- اجابتها قائله :- ايوه اظهر علي حقيقتك اظهر ..


- نهض من موضعه لـ تقف هي تلقائياً ، فـ اقترب منها قليلاً حتي وصل إليها و همس قائلاً :- 


- بلاش اظهر دلوقتي .. لـ مصلحتك علي فكرا .


- ترك جُملته بعد ان لفحت انفاسه وجهها بـ حرقه فـ نظرت هي إلي موضعه بعد خروجه قائله لـ حالها بـ انزعاج :- 


- تستاهلي ، عشان تبقي توافقي علي حاجه قبل مـ تاخدب الضمان بتاعها .


- يبدو انه سمعها فـ قال لها :- 

لا يـ ماما فوقي ، مش تلاجه هي هتاخدي الضمان بتاعها ، انا عـارف بحبك علي إيـه  .


- التفتت تنظر إليه بـ صدمه بينمـا هو خرج مُسرعاً و صوت ضحكاته العاليه صدت بـ المكان فـ جعلت النيران تشتعل بـ قلب زوجه اخيها .


------


- لا بس ايـه الجمدان ده يـ مان مكنتش مُتخيل ان ده كله يطلع منك انت يـ عز ، ده انت اخرك فـ الارتباط يومين وصلت لـ جواز مره واحده ، انا امبارح طول الليل كُنت مستغرب يـ جدع ..مكنتش مُتخيل انـ....


- قاطعه ' عز ' بـ حنق من ثرثرته المُزعجه تلك قائلاً :- 


- عـاصم مش كِده خُد نفسك شويه يـ راجل .


- ابتسم بـ خُبث وقال له :- 

- مش غريبه يعني يـ عريس لسه كاتب كتابك امبارح و نازل الشغل انهارده .


- رد عليه و هو مُنشغل بـ القياده قائلاً :- 

- مش عارف مين مفهمك انك بيزنس مان ، يـ بني فوق شغلنا مالوش وقت والله .


- اومأ له عاصم بـ غمزات خبيثه جعلته ينزعج منها وقال :- 


- بقولك اي ، تعالي خد القياده مكاني ، عشان انا داخل الحمام  .


- اومأ له بـ خُبث قائلاً :- فـ حمام السيدات بقا هـا .


- سخيـف .


- قال له تلك الجُمله ، و تركه يـتولي القِيـاده مكانه ، بينما هو فعل كما قال صديقه و ذهب مِرحاض السيدات ، و لحسن حظه انه وجدها كما تمني ، كانت تُعيد زينه وجهها ، فـ قال لها و هو مائلاً علي باب المِرحاض :- 


- ممكن لو مفيهاش اساءه ادب تخففي الروج الاحمر ده ، عشان شكلك عامل زي اللي عاضه كلب .


- ردت عليه بـ ضيق قائله :- 

مـ انت سليم اهو يـ عز مفكش حاجه .


- اقترب منها بـ شده فـ لقد نفذت جميع رصيدها معه ، اقترب اكثر حتي كادت ان تسقط من الرُعب من نظراته لها ، فـ حاولت الخروج لكنه مسك ذراعيها بـ برود قائلاً :- 


- انتِ ليه بتتعمدي تنرفزيني ..!!


- ردت عليه بـ هدوء حانق :- كلارا بتعمل ايه فـ الرحله رغم ان عـاصم موجود .


- رفع حاجبيه بـ مكر قائلاً :- هو الحوار فيه كلارا ، طـب مـ تقولي كِده من الأول .


- ضمت حاجبيها بـ ضيق قائله :- 

- اتلـم يـ عز


- نفي ، و مال قليلاً حتي شعر بـ توتر نظراتها و رمشت بـ عينيها عده مرات فـ حاولت إبعاده لكنه رفض بـ شده وقال :- 


فـ حاجه كده ، جه وقتها انك تقوليها ..


- فهمت علي الفور انه يُريدها ان تعترف بحُبها له ، فـ نفيت بينما هو أصر عليها و قال :- 


- ما هو اكيد مش متجوزاني تخليـص حق ..!!


- ردت عليه بـ براءه هادئه :- 

لا ، أكيـد بـحـبك يـعني ...!!!!


- ابتسم بـ اتساع فـ ها هو حقق هدفه و جعلها تتحدث بـ مكر رجولي بينما هو أكد لها مره ثالثه علي حُبه لها ، فـ انحنب اكثر لـ يُقبل ثغرها بـ هدوء و لطافه ، حاولت الفِرار لكنه احكم قبضته عليها لـ تنتهي مقوماتها ، ابتعد بـعد ثواني و قال لها بـ تهدئه :- 


- محتاجه ضمان اكتر ..!!! 


- ضحكت بـ خفه خجله ، بينما هو انحني لـ يُقبل جبينها بـ هدوء قائلاً :- 


- هتفضلي ملاذ سـحابـي ديماً . 


- لـ تنتهي لحظتهم بـ ابتسامتها الخفيفه علي ثغرها وسط نظراته العاشقه و نظراتها الخجله منه ، تمنت كثيراً ان يرزقها الله بـ شخص يتقيه بها ، لـ تُزيح الهم عن اخيها قليلاً فـقد عاش لها طوال حياته و صبرت هي علي زوجته الحربائه تلك نظراً لـ خاطره هو فقط .

تمت ...

سـلمي عيـسوي ، هـاجر يـونـس .

تعليقات

CLOSE ADS
CLOSE ADS
close