الخيانة
من الفصل الأول حتي السادس والاخير
******************************
منذ عام
في مستشفى
كانت حنين ترتعد من الخوف في حضن أمها
حياة بغضب" اتعدل في كلامك قسما بالله أدفنك مكانك، حنين أشرف منك ومن أهلك".
هو بتهكم وسخرية "شريفه" و أخذ يضحك و أكمل " واضح بصي لصحبتك كويس، وإنتِ تعرفي إنها متعرفش عن الشرف حاجة".
لتقول سناء " لا أنا سكت وقولت مصدوم، لكن لو متعدلتش أنا هاعرف إزاي أعدلك".
" هاقول إيه!، صحيح، تربية واحدة ست، عموما بنتك طالق، سامعه يا حنين طاااااالق".
كانت حنين تغرق في بحور دموعها وقلبها ينزف دما بعد سماعها لتلك الكلمة.
بينما زغردت حياة قائلة " تصدق أحسن إنها جات منك، غور يلا من هنا غور".
وخرج لم ينظر إلى الخلف مرة واحدة ليري من قتلها بكل دم بارد، و لم يتساءل ما مصيرها؟.
.......................
بعد عام في الجامعة
إلى مكتب المعيد تدخل حياة
ليبادرها يوسف " وحشتيني جوي".
" و إنتَ كمان، ها جاهز علشان نكمل لف".
" جصدك نكمل بهدله في حنين وفيا، جاهز يا ست حياه يلا بينا".
كان يوسف يحاول الحديث بلهجة قاهرية ، لعلمة بأن حياة تتضايق من لهجة الصعيد.
" يلا حنين في الكافيتريا تحت".
"يلا استعنا على الشجى بالله".
حياه بدلال " رخم ".
ونزلا للأسفل ليجدا حنين تجلس كالعادة حزينة مكسورة، لتبادر حياة بالحديث "يلا يا حنين".
لترد حنين " يلا يا مجنونه".
ابتسم يوسف قائلا " جبتش حاجة من عندي".
فقالت حياة مغتاظة " والله رخمين قوي".
ضحكت حنين" لا يا قلبي، يلا النهاردة يوم لف على إيه؟".
ردت عليها حياة" السجاجيد و الستاير".
ليقول يوسف وحنين في وقت واحد "نعم، أُمال إمبارح كنا بنلف على إيه؟".
و أكمل يوسف " والحاجة اتشحنت كمان".
هزت حياة كتفيها " بعد ما روحت اكتشفت إنهم مش عاجبني، إيه المشكلة؟".
تعجبت حنين " الله يكون في عونك يا دكتور!!".
استسلم يوسف " هاقول إيه؟، يلا بينا" ثم تذكر" آه صوح هنعدوا على اخواتي علشان عشيه هنسافروا كِلاتنا سوا".
وافقن حنين قائلة " أوك، مالك يا حياة؟".
رفعت حياة حاجبيها قائلة " والله!!، إنتِ فهمتي أصلا هو قال إيه علشان تقولي أوك؟".
حنين بتعجب "آه فهمت، مش بيتكلم عبري هو".
بينما اعترض يوسف" لا إزاي اتحددت صعيدي جدامها؟".
وجهت حنين حديثها لحياة" لازم تتعودي على اللهجة دي، إنتِ هتعيشي معاهم، وكلهم بيتكلموا كدا، وإنتِ هتبقي مرات الكبير، لازم تحافظي على اللهجه دي و ولادك يتعلموها كمان".
وافق يوسف حديثها " والله لساني نشف وآني بجول إكده وهي مفيش فهم واصل".
تبرمت حياة " شفتي أهو قلب أهو، علشان نصرتيه عليا يا مرات أبويا".
ضحكت حنين " أنا مع الحق، وبعدين أنا بعشق اللهجه الصعيدي، ويلا هنتأخر، كفاية رغي، ومتخافش يا دكتور أنا هاظبط الدنيا".
و بدأوا في شراء متطلبات حياة.
......................
أما في الصعيد و بالتحديد في الدوار الكبير
كان همام جالسا في القاعة الكبيرة، ودخل عليه أولاده، محمود، ومنصور
بادر منصور بالحديث" كيفك يا بُوي" و انحنى على يده مقبلا لها.
و كذلك فعل محمود.
فقال همام " اجعدوا، وعرفوني أخبار البلد والناس إيه؟.
فأجاب منصور" بخير يا بُوي، بس فيه مشكلة صغيره إكده".
همام بانتباه " مشكلة إيه؟".
ليتحدث منصور" سليم ولد الجناوي، إتعارك ويا وهدان".
لينتفض همام فزعا " واه، انخبط في نافوخه إياك!، إتعاركوا ليه؟".
ليكمل منصور" عشان الري، سليم خد دور وهدان، ووهدان مسكتش، ومسكوا في بعضيهم، ومحمود أخوي فرج بِناتهم وجال ليهم يجوا عشية عشان تسمع منيهم وتحكم بِيناتهم".
فقال همام " زين جوي، يكون ولدك وصل وهو اللي يشوف المشكل دا".
ليتحدث محمود" أبوي من بعد إذنك، كت رايد موافجتك".
نظر له همام متسائلا " إيه رايد تتجوز تاني".
"لاه يا بُوي كت رايد أدل لحد سكندرية"
هز همام رأسه "يادي سكندرية!، إيه مهتبطلش يا ولدي بكفايك".
محمود بغموض "لاه يا بوي مهبطلش".
ليتدخل منصور بالحديث" بعد إذنك يا بوي، همل خوي على كيفه،
هو مهيبطلش إلا لمن يوصل لمراده".
ليأذن له همام "روح يا ولدي".
فقبل محمود يده قائلا " تسلم يا بوي".
وخرج ليسافر تلك السفرة، فمنذ أكتر من عشر سنوات وهو على نفس المنوال ولكن بدون فائدة.
قال همام لمنصور بحزن حاول أن يخفيه " اطلع إنتَ يا ولدي ارتاح ليك هبابه، لحد ما ولدك يجعد المجلس عشيه".
" أمرك يا بوي".
..........................
في قاعة منصور
تساءلت صابرين "خوك سافر برضيك؟".
" أيوة هنجول إيه؟ عجله مريحه مهيعطرش في اللي فباله لو جعد مية سنة".
" ريته يا أبو يوسف يعتر فيهم، يريح ويستريح يا واد عمي".
"آني خابر زين راحت خوي مش النبش في الماضي، الراحة الصوح إنه يجدر على المستجبل".
" مفهماش يا خوي جصدك إيه؟".
" بعدين بعدين، همليني وطفي النور عشان أريح هبابه جبل المجلس ما ينعجد فالليل".
" حاضر نوم الهنا عليك يا واد عمي".
...................
في القاهرة أمام المحل الخمسين للسجاد والمفروشات
تبرمت حنين "حياه حرام عليكي بجد، أنا رجلي ورمت".
ليضيف يوسف "آني جولت من الاول بلاش نلف وراكي".
لترد حياة غاضبة" يوسف دي أوضتي، لازم تبقى أحسن من أي أوضه في البيت كله".
لتتدخل هَنا قائلة " والله بجت أحسن من أكبر سرايا عيندينا، ارحمينا وارحمي حالك".
لتعترض هناء " اللي يشوف إكده يجول بتفرشي جصر، وهي يدوب جاعه جد إكده".
هنا لاحظت حنين أن حياة ستتهور فتدخلت "حياه كفاية لف ونكمل سوا بكره، هما كمان لازم يلحقوا يسافروا".
لتوافق هناء " اسمعي حديت صحبتك يمكن تفلحي زيها"؟
اعترى الغضب حياة و صاحت "هناء كلمه صغيرة في حق حنين مش هسمحلك، مفهوم، وأيوه يا ريت أبقى زيها".
لتخرج الجملة من هَنا بعفوية " يا بوي رايده تتطلجي".
لتتضايق حنين" عن إذنكم، هاسبقك يا حياه، حصليني بسرعه".
ليحاول يوسف احتواء الموقف" اصبري يا حنين، هَنا إتأسفي لحنين".
هَنا بسرعه وطيبة " أنا آسفه يا حنين".
لتعترض هناء "على إيه يعني الأسف؟!، هي مش حجيجة وإلا إيه؟".
ليستبد الغضب بحياة و تنفجر قائلة "لا حقيقة، ولو أخوكي طلع زي الحيوان اللي خلصنا منه يبقى الطلاق منه نعمه".
حاولت حنين الحد من التوتر السائد " حياه خلاص، وعموما الطلاق مش عار علشان أحاول أخلص منه، هاسبقك يا يويو حصليني".
ليقول يوسف " هوصلكم الأول".
لتبتسم حياة "يلا يا قلبي".
تساءلت هَنا " هنسبج إحنا وإلا هنعملوا إيه؟".
أجابها يوسف "لا هنتحرك كلنا، أوصلهم، وبعدين نسافروا طوالي".
فقال هناء لكونها أخيرا سترتاح " طيب يلا جوام، أحسن رجلينا ورمت من اللف".
...............................
بعد ساعات
في منزل حنين
تساءلت حياة " أنا مش عارفه هاعيش إزاي مع هَنا وهناء دول".
طمأنتها حنين "على فكرة هَنا طيبة وعفوية، لكن هناء فعلا صعبه، عموما إنتِ اللي يهمك يوسف وبس، وطالما بيحبك وإنتِ بتحبيه خلاص".
" عارفه ساعات باخاف قوي أخسره".
" وليه هتخسريه أصلا؟".
" معرفش دايما عندي إحساس إني هاخسره وبسرعه".
"بطلي بس طريقتك معاه، وافهمي لهجته وعاداتهم، علشان إنتِ مش هتبقي أي حد، إنتِ مرات كبير عيله، فاهمه".
"خايفه يا حنين من كل حاجه، ناس، بلد، لهجه، وعادات كلها جديدة عليا، بجد خايفه".
"بس يوسف هو يوسف من يوم ما دخلنا الجامعه، ومعانا وعارفينه، الراجل بيسافر كل يوم فوق الخمس ساعات رايح وجاي علشانك، كفايه قلق، وعيشي حياتك، كفاية إنك هترتاحي من عمتك، وبعدين هقولها تاني، إنه بيحبك، دا المهم، أي حاجة تهون بعد كدا، المهم حاليا فستان حضرتك هتعملي فيه إيه؟".
" معرفش، فلوس بابا تقريبا خلصت، مش عارفه الباقي هيكفي إيه وإلا إيه معرفش".
"الفستان مين المفترض يجيبه؟".
دخلت عليهم سناء " العريس طبعا".
لتضحك حياة قائلة " طنط سناء تقريبا عمتو شيلت يوسف كل حاجة و لولا إن الفلوس دي كانت أمانه عندك مكنتش عارفه هاكمل الجهاز إزاي".
اعترضت سناء" بطلي هبل، عندي حل، إيه رأيك في فستان حنين".
أعجبت حنين بالفكرة.
لتكمل سناء " أيوه الفستان مركون، ومش هتلاقي زيه، ده يعتبر متلبسش أصلا، يدوب قاسته، وإنتِ وهي جسمكم واحد، و إن كان على التلبيسه اللي عملانها نشيلها، إحنا كنا عاملينها علشان حجاب حنين لكن إنت لا، ها قولتوا إيه".
هتفت حنين فرحة "أنا موافقه، بدل ركنته أصلا".
تساءلت حياة "أيوه بس إزاي".
ردت حنين "مبسش، إنت أصلا كان عاجبك، خديه ومحدش شافه غيرك انت وماما، محدش هيعرف، يبقى ضربنا كل العصافير بكل الحجارة بقى".
احتضنتها حياة قائلة " انتِ أجدع صاحبه في الدنيا".
ابتسمت حنين " انتِ أختي حبيبتي".
قال سناء "ربنا ميحرمكوش من بعض أبدا".
لتهتفا في آن واحد "آمين".
....................
في الصعيد على العشاء
قالت صابرين " إكده يا ولدي خلصتوا فرش، صوح".
" أيوه يا أمي خلاص إكده".
تساءلت هَنا " هي ليله الحنه هتبجي هناك وإلا إهنه".
" لاه كله إهنه، هي معندهاش حد غير عمتها وحنين ووالده حنين"
قطبت هناء حاجبيها " حنين مين؟".
" ما انتِ خابره، حنين صاحبتها".
" واه حنين المطلجة".
تعجبت صابرين "مطلجة كيف دا؟".
ردت هناء " أيوه مطلجة من سنة، دي نحس".
اعترض منصور "بطلوا حديت فاضي، نحس إيه!؟".
لتوجه صابرين الحديث ليوسف" لاه يا ولدي، بلاش صاحبتها دي، إحنا مش ناجصين نحس رايدين جوازتك تتم عخير".
تضايقن هَنا قائلة " حرام يا أمي البت غلبانة جوي، و بتحب حياه".
لينهي همام النقاش بحزم "خلصنا لسه بدري على الحديت الفاضي دا، هم يا ولدي عشان نشوف اللي حصل".
" أمرك يا جدي".
..................
ف القاهرة
حياة تدور بفستان الزفاف وكانت فائقة الجمال
لتبتسم حنين في سعادة" زي القمر مبروك يا قلبي".
قالت سناء" ما شاء الله يا بنتي الفستان انتِ حليتيه مش هو اللي حلاكي مبروك عليكي".
" الله يبارك فيكي حبي انتِ يا حنين"
لترسل لها حنين قبلة في الهواء.
تكملة بعد 150تعليق
الخيانة
الفصل الثاني
انتهت الإمتحانات علي خير ، بين تحضير حياه للزفاف بمساعدة حنين بكل حب ووفاء ، أما يوسف كان يجهز كل شئ من أمور الزفاف ، والذبائح ، ومتابعة فرش الغرفة الخاصة بِهم ، جاء يوم السفر ، واراد يوسف الالتقاء ب "حنين" بمفردها لمناقشة أمر هام ، لبت حنين طلب يوسف وذهبت له في مكان اتفقوا عليه مسبقاً .
.........
في المطعم ....
يوسف بإحراج من فتح الحديث مع حنين
" أخبارك إيه ، بخير ."
قطبت حنين حاجبيها
" أنا بخير يا دكتور ، بس أكيد حضرتك مش منزلني النهاردة وأحنا بنجهز للسفر ، علشان تطمن علي اخباري ."
يوسف بإرتباك
" دا حقيقي ، بصي يا حنين ، أنِ هتحددت وياكي بصراحة ، واتمني إنك تجدرى موجفي ."
حنين بخوف أن يكون مل من حياه ويريد الإنفصال
" هي حياه ، عملت حاجة ."
يوسف نافياً
" لاه ، الموضوع ميخصش حياه ، هو يخصك أنتِ ، بصراحة إكده ، أهلي في البلد ،رافضين يعني ، جصدي إنهم ( ولم يستطع استكمال حديثه ، لتفطن حنين ما وراء هذا الحديث ) ."
حنين بإبتسامة موجعة
" فهمت يا دكتور ، أهلك مش عايزين انا بالذات احضر الفرح ، علشان حكاية طلاقي ، صح."
يوسف بندم
" أيوة صوح ، أني حاولت كتير ، بس أمي وهناء ، جلبين حال الصرايا، أني عارف أني أناني علي طلبي دا ، بس صدجيني ، أنا خابر أهلي زين لو جيتي ، هيعملوكي شين جوى ، وطبعاً حياه مهتسكتش واصل ، والفرح ينجلب لغم ."
كانت حنين تسمتع له بإبتسامتها ، كما هي علي ثغرها ، كان يوسف يلعن نفسه آلاف المرات علي وجعها ، لكن ما البيد حيلة ، حياه تعشق حنين ، وعندما يعاملها أحد بسوء تتحول عليه ، وهذا سيؤدى لإنطباع سئ عنها لدي اهله .
" متقلقش يا دكتور ، مش هاجي الفرح ، ومش هخليها تحس أبدا إيه السبب ، بس ليا رجاء عندك ." ج
يوسف براحة
" خير ، اتفضلي ."
" خلي بالك من حياه ، دي يتيمة ، هي حنبليه صحيح بس قلبها أبيض من اللبن الحليب ، لو في يوم زعلتك أو زعلت أي حد فهمها باللين ، ولو نيلت الدنيا قوى ، أنا موجودة ، بس بلاش إهانه ليها ، ولا أي حد من طرفها ، حياه عايلتها المتوفاه وأنا في كفه ، والعالم كله في كفه ."
يوسف
" خابر زين الحديت دا ، ومتجلجيش حياه فوج راسي ، وجوا جلبي ."
حنين بمرح
" وأنا مش عايزة اكتر من كدا ."
خرجت حنين من المطعم وهي تفكر في طريقة ، تخبر بها صديقتها كيفيه عدم حضورها ، وكأن الله أراد أن يخرجها من هذا المأزق ، جاءت سيارة مسرعة ، خبطتها وجريت بسرعة ، بعد فترة كانت حنين نائمة علي السرير في المشفي ، وراسها مغطي بالشاش ،وقدمها اليسري بالكامل في الجبس الطبي.
حياة ببكاء
" كده يا حنين ، توجعي قلبنا كدا ، أصلا قولت ليك بلاش خروج قلبي كان حاسس ، تقولي هجبلك هدية ، شفتي الهدية بتاعتك اديك هتتمنعي من الحركة اسبوعين ."
سناء
" خلاص يا حياه ، بطلي تقطيم في البت ، اللي حصل قدر ومكتوب ، المهم أنتِ يلا امشي ، علشان تلحقي سفرك ، ومبروك يا بنتي ."
حياه بحزن
" مبروك إيه ، أنا هكلم يوسف نأجل الفرح اسبوعين أو حتي شهر ، المهم حنين تكون خفت وتيجي معايا ."
حنين بهدوء
" حبيبتي صعب تأجلي الفرح ، دا فرح وناس معزومه ، والكل مستعد ، وبعدين انتِ هتاجلي مثلا الميعاد قبله بشهر ، دا الحنه بكرة ، وتاني يوم الدخلة ، دا قضاء ربنا ، ووعد أول ما قف علي رجلي ،هجيلك وقضي معاكي يومين ."
احتضنتها حياه ببكاء مسموع ، هي تعلم صحه حديثها ، لكن موجوعه لعدم حضور أحد معها حتي عمتها سافرت ."
حنين بحب
" انتِ قوية ، ويوسف بيحبك ودا المهم ، سامعه يا حياه ، كلامه تاج علي راسك دى وصيه ربنا ، وأنا متأكدة أن يوسف هيحطك في عيونه ، وبطلي القطر اللي في لسانك دا ، واللي يزعلك بكلمه عندك جوزك يجيب حقك ، أوعي تتهورى علي حد ، ولا صوتك يعلي علي حد ، أوعي الاهانة ، لاتسمحي بيها في حقك ، ولا تطلع منك ، فاهمه يا حياه ."
حياه بمرح
" فاهمة يا مرات ابويا ، هطمن عليكي كل شوية ، هتوحشيني يا حنين ."
احتضنوا الاثنين بعضهم وشاركتهم سناء الحضن ، وغادرت حياه المشفي بصحبه يوسف الذي وصل واصطحبها للسفر ، لبلدهم ، سافرت حياه وانتهي الزفاف ، وكانت حياتهم هادئة ، كانت مستغربة رفض الجميع سفرها إلي القاهرة حتي يوسف كان دائماً يتحجج بالعمل ، كانت علاقتها ب حنين عبر الإنترنت والاتصالات اكثر من عشر مرات يوميا ، كان الجد يعشق حديثها المرح ، ووالده يوسف كانت نعم الأم لها ...........
................
في الصعيد.....
تحديدا غرفة نوم يوسف
حياه بملل
" يوسف بقالي تلات شهور بترجاك نسافر ، حنين وحشتني ، وماما سناء ، ومش عارفه هي كمان كل شوية حجه شكل ، ومش راضيه تزورني ولا مره ، علشان خاطرى يا يوسف ."
يوسف
" حاضر يا جلب يوسف ، أول السبوع نسافروا سوا ، بس اتعاركتي ليه مع هناء ."
" يا يوسف هي اللي بتغظني ، وكل شوية تعايرني أن مليش حد ، وبتتكلم علي حنين وحش قوى ، وتقريبا بتهددني اقطع علاقتي بيها ."
يوسف بتعب من الحوار الذي لا ينتهي
" ودا سبب ترفعي ايدك عليها ، لولا دخول الحج كان زمانك ضربتيها ، دا يصوح ،يا حياه أني تعبت ، من حل مشاكلكم اكتر من اهل البلد ، المفروض إنك انتِ تساعديني ، مش تبجي عليا أنتِ كمان."
حياه
" هو دا كلامك ، بقولك بتعيرني ، بدل ما تجيب ليا حقي ، تقولي بلاش ابقي حمل عليك ، ماشي يا يوسف ."
" حج إيه اللي اجيبه ، انتِ مخوفه الكل منيكي ، محدش بجا يتحددت وياكي واصل ، وكل دا علشان صوتك العالي ولسانك اللي كيه الجطر ، بيلوش اللي قدامه ، بكفايا يا حياه أني رايد نعيشوا من غير وجع راس ، اهلي طيبين وهيحبوكي لو سمعت الحديت ، هما مبيطلوبش المستحيل ، أن تكون يدك بيدهم ، وأنك تتعلمي كيف تكوني مرات الكبير ، دى حاجات بسيطة وحياه بت البندر تجدر عليها ، صوح ."
حياه لم تعير حديثه اهتمام
" انا هنام يا يوسف ، لأن واضح إنك متبرجم علي كيفهم ، تصبح على خير ."
ظل ينظر لها وهي نائمة بجواره ، ولا تدرى بالحرب التي تدور في راسه ، هي رافضه كل الرفض البلد ، وطريقة العيش هنا ، ولا تريد مخالطة احد ، وهذا في محيطنا جرم كبير ، تريد فقط الخروج والتنزه ، هو يحاول قدر المستطاع ة،لكن كلما تساهل معها يزيد بها الأمر سوء ، هي لا تعي حجم مصيبة أن ترفع يدها علي احد من اهل المنزل ، لولا جده رجل حكيم كان انتهي الأمر بكابوس ، وها هي تنام ولا تفكر في أي شئ ، ماذا يفعل معها ؟ هل ستبقي هكذا ؟ ، هنا تذكر قول حنين
(ولو نيلت الدنيا قوى ، أنا موجودة )
نعم هي الوحيدة التى لديها القدرة لسيطرة علي ، حياه لابد وأن يتحدث معها قبل سفرهم ، لكي تكون مطلعة علي الأمر كله ، اخذ هاتفه من الكمود وخرج للتراس ، بدون أي صوت ، وبحث عن رقم حنين ، وقام بالإتصال عليها .
حنين بإستحياء
"السلام عليكم ، ازيك يا دكتور يوسف ."
يوسف بإسف
" أني آسف أن بتصل في وجت متأخر إكده ، بس الموضوع اللي رايدك فيه ضرورى ."
حنين بقلق
" خير يا دكتور ، حياه كويسة ."
يوسف بهم
" زينه ومش زينه ، ممكن نتجابلوا بكره ، في نفس المطعم اللي جابلتك فيه جبل الفرح ."
حنين بتردد
" تمام ، هستني حضرتك ، مع السلامة ."
....... ...
في القاهرة .......
"مين بيكلمك دلوقت يا حنين ."
هتفت بها سناء بقلق .
حنين
" دا دكتور يوسف ، جوز حياه ، واضح أن حياه مطلعه عينه ، لدرجه أنه يكلمني ويشتكي ليا ."
سناء بغيظ
" ليه مش خايف عليكي منها ، أصلا كل ما افتكر اللي قاله ليكي ، ورفضه حضورك الفرح ، بكون مش طايقه نفسي من الغيظ ."
حنين بإبتسامة
" ماما بلاش اندم أن قولت لحضرتك حاجة ، أصلا مكنتش هحكي بس اصرارك علي إنك تعرفي ليه انا رافضة السفر ، المهم هروح بكرة اقابله ، والراجل ضيف هسمع منه اللي نيلته حياه ، وبعدها يحلها المولي ."
سناء بتبرم
" روحي بس علشان خاطر حياه ، لولا اهلها وجميلهم اللي في راقبتي ، كنت قولت ليكي ملوش لازمه لا تروحي ولا تيجي ، بس البنت يتيمة ، ربنا يسعدك يا حنين يا رب ، واشوفك في بيت جوزك يا رب ."
حنين بحزن
" إن شاء الله ."
.......................
في اليوم التالي عصراً ......
في المطعم ، وصلت حنين لتجد دكتور يوسف بإنتظارها ، اقتربت منه ، والقت التحيه ثم جلست ، قص يوسف عليها ما يحدث من حياه ، وهي تحاول الدفاع عنها ، لكن في قراره نفسها تعلم أنها مخطئه ، وهذا ما كانت تخشاه حياه تعشق الحياه كإسمها ، تريد الانطلاق والحرية ، تكره القيود والأوامر .
" عندك حق يا دكتور يوسف ، بس برده حضرتك أن هناء كل شوية تهين فيها مش صح ، هي مش معني أنها يتيمة تبقي مكسورة ."
يوسف بنفي
" مين جال إكده ، إني في الاول كت بجيب حجها من عين أي حد ، لغاية ما دريت أنها مش بتستني ، وبتاخد حجها ، وآخر مره كانت هتمد يدها علي هناء ، لولا جدي وعجله ، والله البيت عندينا كان انجلب حريجه ، إني رايد منيها تبجي زينا ، تعيش وسط الناس ، من يوم جوازنا ، لا تروح فرح ولا سبوع ، ودا ميصحش دا عندينا إهانة كبيرة ، واني اجول معلش بكرة تتعود ، بس بكرة دا مبيجيش واصل ."
حنين
" كل دا ، لا وعد هكلمها ، وحضرتك لما تجيبها هنا ، أنا وماما هنعملها غسيل مخ ، متقلقش ، اي حاجة تانية."
يوسف بامتنان
" شكراً جدا ، يلا اوصلك ، الليل دخل ."
حنين برفض مهذب
" لا حضرتك عندك سفر، وأنا البيت قريب مش بعيد ."
وقبل أن يتحدث يوسف ، استمعت لصوت شخص تبغضه تماماً يتحدث ساخراً .
" مش بتضيعي وقت ، ما شاء الله ، امال ايه جو الحزن ، وأنك مظلومة وشريفه ، ويا ترى بقا الاخ عارف أنتِ اتطلقتي ليه ."
كان هذا حديث طليقها ، ونبره صوته كانت تحمل الكثير من السخرية والإهانة ، وضعت حنين راسها بالإرض كعادتها ، أما يوسف زمجر بغضب .
" وأنت مضايق ليه ، ولا علشان لقت حد انضف منك ، وهي من حقها تعيش ، يلا بقا ورينا عرض جمال خطوتك ."
يوسف كان يتحدث قاهريا قاصد ذلك ، ليرد له الصاع صعين من الإهانة ، هو لم يراه من قبل لكن علم جيدا من هو من حديثه اللزج .
انصرف الرجل وهمس ل " يوسف "
" ماشي يا عم متزقش ، بس خد بالك دي لبسه توب العفه والحلال والحرام ، لكن ( والسخرية تعتريه ) يلا ربنا يسترها علينا ، مبروك عليك المقلب ."
بعد تحركه انفجرت حنين في بكاء دامي وموجع ، ولم تتحدث مطلقا ، كانت تبكي فقط ، وهو محترم ذلك وصامت تماماً ، صحيح حديث هذا الرجل اثار الشكوك بداخله لكن هو لايهمه في الأمر شئ، استمعت حنين لصوت الهاتف ، باتت تنظر عليه في حقيبتها بإرتباك بسبب ما حدث ، وبسبب دموعها التي بداخل مقليتها ، قلبت الحقيبه كاملة امامها ، فتناثرت الاشياء ، التي بداخلها ، لم تعيرها انتباه ، واجلت صوتها ، ووقفت بعيد بقليل لكن صوتها مسموع ، كانت تتحدث لوالدتها ، قام يوسف بجمع الاشياء ووضعها داخل الحقيبه ، ولفت انتباه شئ غريب ، جعله متيبساً مكانه بصدمه ، فاق علي حديثها وهي تهم بالمغادرة .
" متقلقش يا دكتور ، هكلم حياه ، واظبط كل حاجة."
يوسف مسرعاً
" لا استني ، معلش لازم أسألك سؤال ."
وقفت حياه بخوف من أن يسألها عن علاقتها ب طليقها. وما صحه حديثه هذا .
حنين بقوة " خير يا دكتور ".
يوسف وملامح الصدمة تعتريه
" الاسم اللي في البطاقة دا اسمك فعلا ."
حنين قطبت جبينها مستغربة
" أكيد طبعا اسمي ، امال هستلفوا مثلا ."
ومدت يدها وسحبت الرقم القومي منه ، وتحركت امامه وهو لا زال مصدوم ، ويكرر الاسم في عقلها .
" حنين محمود همام يونس البدرى ."
كيف لحنين أن تحمل اسم عمي ، ولقب عائلتي .
غادر مسرعاً إلى الصعيد لكي يفهم ما حدث أو بمعني ادق ما يحدث .
................
بعدة عدة ساعات
في القاهرة .....
تحديداً غرفة حنين
سناء بحزن عليها
" وبعدين يا بنتي كفاية ، عينك ورمت من العياط ، ربنا ينتقم منه ، أنتِ اللي حايشاني عنه ، دا مينفعش معاه الضعف ، دا لازم ياخد فوق دماغه ."
حنين ببكاء
" يا ماما المشكلة أنه اتكلم قدام دكتور يوسف ، كدا هيأكد كلام اهله عني ، حسيت اني اتكسرت ، اتعريت، احساس صعب قوي يا امي."
سناء بعنف
" بعد الشر عنك من الكسرة يا بنتي ، يا رب أنت المنتقم، تجيب حقنا منه ، ومن كل واحد ظلمنا يا جبار ."
احتضنت الأم ابنتها ، وهدهدتها ،وظلت تقرأ القرآن ، وهدأت حنين تماماً ونامت في أمان الله .
...............
في الصعيد ........
كانوا جميعاً جالسون ، عندما وصل يوسف طلب من الجميع الحضور ، لكي يتحدث بأمر هام ، الكل جالس ليستمع له ، وكانت نظرات يوسف موجه لعمهِ بعتاب كبير .
محمود بإستغراب
" مالك يا ولدي ، عم تبحلج فيا إكده ليه ، اتوحشتك إياك."
يوسف بصرامة وتساؤل
" تعرف حنين منين يا عمي ؟."
كان سؤال من الواضح بساطته ، لكن الجميع استغربوا الاسم ، وماذا تكون بين المدعوة هذه ،وولدهم أي صفه .
الجد بهدوء
" حنين مين يا ولدى ؟"
يوسف
" حنين محمود همام يونس البدرى ."
منصور بغضب
" مين دي يا ولدى ، وكيه تجول إسمها مع اسم عمك إكده ، هتجيب ليه مصيبه إياك."
يوسف توجه لحياه
" حنين ، حكايتها إيه ، اهلها مين ."
حياه بإستغراب مما يحدث
" حنين وماما ، كانوا جيران لينا في إسكندرية ، وبعدين سافرنا كلنا القاهرة ، وطول عمرى عارفه أن والد حنين متوفي وملوش حد ، وأن ماما سناء كمان ملهاش اهل ."
محمود بصدمة
" أنتِ جولتي إيه ، كتم فين فيسكندرية ، ووالدت حنين اسمِها سناء صوح ، ولا أني سمعت غلط ."
ابتلعت حياه ريقه بخوف من طريقه حديثه
" أيوة ماما سناء ، وكنا في الانفوشي ."
يوسف
" أظن من حجي وحجنا كلتنا نفهمُ ."
منصور
" طيب أنت دريت منين بإسمها ."
قص عليهم يوسف ماحدث ، بإستثناء انهم تقابلوا عن اتفاق ، قال انهم تقابلوا عن طريق الصدفه .
محمود
" تبجي بتي ، ايوه يا حج بتي ، ومراتي اللي كل شهر ، انزل اجلب الدنيا عليهم ."
الجد
" طيب يا ولدى أهدى نفهمُ ، أنت بتجول يا يوسف ، إنها زميلة حياه في الجامعة ، كيف مدريتش بإسمها كل السنين دي ."
يوسف
"يا جدى أنا دكتور عندي آلاف الطلاب ، مش بدجج في اسم حد ، ولولا إنها صاحبه حياه ، مكنتش هعرف أن اسمها حنين من الأول ، وفي الامتحانات ، الاسم بيكون ثلاثي ، ومش هركز فيه وسط كل الاسماء دي ."
الجد
" طيب وانتِ يا حياه ، عمر ما والدتها ، اتحددت بالصعيدي جدامكم ."
حياه بنفي
" لا ، عمرى ما سمعتها بتتكلم صعيدى أبدا ."
منصور
" تبجي مش هيا ، تلاجيهم ناس ، خابرين حكايتك ، فجالوا يلهفوا جرشين ."
حياه بغضب
" لا يا عمي ، كله إلا حنين وماما ، وبعدين حكاية إيه اللي هيعرفوها وهما في اخر الدنيا، إذا كان أنا اللي عايشة هنا معرفش ومش فاهمه حاجه أصلا ."
محمود برجاء
" لفيني العنوان يا بتي ، كل اللي بتجولوه دا ، مش هيمنع أن اتوكد بنفسي ، وملي عيني منيهم ، العنوان يا بتي الله يرضي عنيكي ."
نظرت حياه بين محمود وويوسف تائهه ، هل المفترض أن توافق ام ترفض ، هل هو أباها بالفعل ، بس إذا كان هذا أباه لم اخفت والدتي الحقيقة، فاقت علي صوت الجد بصرامة .
" هنسافروا كلتنا ، ونتوكد ، يلا جهزوا حالكم ، وانت كُمان يا حياه ، اجهزو ."
حياه بقلق
" جدى إحنا لو اتحركنا دلوقت ، هنوصل مع الفجر ، ودا مش ممكن يقلق ، دا يعني ...."
الجد بحكمه
" فاهم يا بتي ، بس اللي يوسف جاله ، نار هتفضل تاكل فينا ، نوصل ويحلها المولي ."
محمود
" امعاكي اي تصوير ليهم ."
حياه
" حنين بس ، لكن ماما لا ، اصل ماما منتقبه ، كانت بتخاف تتصور ، والفون يوقع في ايد اي حد ."
محمود بلهفه
" وريني تصويرتها إكده ."
اخرجت حياه الهاتف ، وجاءت بملف كامل يحمل صورا لحنين فقط .
" اتفضل دى كل الصور ."
نظر لها محمود بأعين متلهفه والدموع تملائها ، اخذ الهاتف ووجه حديثه لوالده .
" شفت يا ابوي ، نسخه منها الله يرحمها ، كأني واعي ليها ."
الجد بصدمة
" عِندك حج يا والدي ، هي الغالية بنفسِها ."
يوسف
" فعلا الشبه بيناتهم كبير جوى ."
حياه بهمس
"غالية مين ، هو إيه البيت اللي كله أسرار دا ."
هناء بحده
" خلاص ، أكده هتسافروا ، لواحده لتعرفوها ولا تعرفكم اياك ، براحتكم بس بلاش يا عمي تبني احلام في الهوا ، اصل اللي زى حنين دي تعبان يعرف يتلون زين ."
حياه بعصبيه
" هناء ميت مرة اقولك ، الا حنين تمام أنا نفسي اعرف بتكرهي حنين ليه ، عملت فيك ايه ، بس عارفه يارب تطلع بنت عمي محمود ، علشان تيجي هنا وتقهرك ."
يوسف
" حياه خلصنا ، اطلع غيري خلجات خلينا نسافروا."
كان محمود وهمام في مكان تاني ، كانوا تائهون في صور هذه المخلوقه " حنين "
..........................
بعد ساعات
وصلوا بالفعل بعد صلاه الفجر ، طلب الجد أن يسبقهم يوسف وحياه، لكي يطمئنوا لهم أولا ، ثم يدخلون جميعا .
أمام باب الشقة وقفت حياه وبجانبها يوسف ، ووقف الباقي علي السلم ، قامت حياه بدق الجرس ، في الداخل كانت الأم وابنتها نائمون ، استيقظوا علي صوت الجرس
حنين بقلق
" مين اللي جاي دلوقت ."
سناء
" علمي علمك يا بنتي ."
تمسكت حنين بوالدتها ، وذهبوا تجاه الباب ، والقوا نظرة من العين السحرية .
حنين بهمس
" دا دكتور يوسف وحياه ."
سناء بإستغراب
" دلوقتي ، طيب يا بنتي البسي اسدال ، وأنا هدخل البس النقاب ، وربنا يستر ميكنش جايب البت بعد ما زهق منها ."
ارتدت حنين الاسدال مسرعا ، وتوجهت للباب وفتحته ، قفزت حياه بداخل احضانها
" حنين وحشتيني ."
حنين بإرتباك
" وانت كمان يا يويو ، خير في حاجة."
يوسف
" ايه هنتحدتوا علي الباب ولا ايه ."
حنين بكسوف
" لا إزاى انا اسفه بس اصل غصب عني ، يعني استغربت وجودكم دلوقتي ، بس منورين ،اتفضلوا ."
يوسف
" أني مش جاي لوحدى ، إمعايا ضيوف ."
حنين
" ضيوف !!! ، اه يتفضلوا ."
دخلوا جميعا وجلسوا مكان ما أشارت لهم حنين ، تركت حنين باب الشقه مفتوح ودخلت معهم ، قامت حياه بمهمه تعرفيهم لبعضهم البعض .
حنين بهمس لحياه
" هو في إيه ، أنت نيلتي ايه جايه والعايله كلها معاه ."
حياه بمرح
" مش أنا اللي نيلت ، دا ماما اللي نيلت الدنيا ، ومن زمااااان ."
محمود بلهفه اثارت ريبه حنين
" امال سناء فين يا بتي ؟."
حنين بإستغراب
" سناء ! ماما جاية حالا ، تشربوا إيه يا جماعة ، لا تشربوا ايه ، فطار نحضر فطار ، تعالي يا حياه معايا نجهز فطار ."
همام
" اجعدى يا بتي ، ارتاحي ."
نظرات حنين من هذين الرجلين كانت تقلقها ،وتثير الرعب بداخلها ، خرجت سناء بعد ما أحكمت نقابها ، لترحب بدكتور يوسف لتنصدم
" أهلا وسهلا يا ابن .......... "
لم تحملها قدامها وقعت مكانها ، هرول إليها حنين وحياه ، لكن يد محمود كانت اسرع منهم اليها ، وساعدها علي الجلوس .
" ارتاحي يا حبه الجلب ."
حنين نظرت ل حياه بعدم فهم
" هو في ايه."
حياه
" في بلاوى وكوارث ، وشكل عمي مش غلطان ."
سناء كانت تنظر لمحمود والدموع تتدفق من مقليتها ، وهو الاخر بكي علي فراقهم الذي دام لسنوات وسنوات .
حنين بغضب
" ممكن افهم بقي في ايه ."
الجد
" إجابه سؤالك مش عندينا ، عند الست والدتك ، اللي طفشت بيكي من سكندريه من سنين ، وابوك كان هيتجنن عليكم ."
حنين
" ابويا ، أنا مليش اب ، قصدى أن والدي متوفي ، ما تردى يا ماما ."
محمود
" ردى يا جلبي ، ليه هربتي مني ، ليه خبيتي عني إنك حبله ، ليه الفراج السنين دى كلتها ."
سناء بلهجتها
" أني مهربتش ، وكل السؤلات دي ، اسألها لأخوك ، منصور ، مش ليا يا ابو حنين ."
حنين بصدمة
" ماما أنت لسانك اتعوج ليه ، من إمتا بتتكلمي صعيدى ، وابو حنين مين ، حد يرد عليا."
سناء وقفت بمساعدة محمود امام منصور
" جاوب يا ابو يوسف ، جاوب بت اخوك ، ساكت ليه ،حسك انحاش اياك ."
........................
الفصل الثالث
كانوا جميعاً مصدموين مما تفوهت بهِ سناء ، كيف لمنصور أن يكون له يد في هذا العذاب ، وكيف أن يكون هذا والدى كيف ؟.
منصور تفوه بصدمة
" لم جيت ليك مجولتيش إنك حبله ، لو كت دريت كت لميت الحكاية كلتها ."
محمود بزهول
" يعني صوح ، انت السبب أنها تهملني السنين دى كلتها ."
منصور بقوة
" أيوة يا ولد ابوي ، بس كت خايف عليك من اخوها ، وهي مجلتش أنها حبله ، جولت هتروح لطريجها ، وأنت تعيش من غير جلج من اخوها وتهديده كل ساعة والتانية ."
حنين بعدم فهم
" اخوكي كمان ليك اخ ، هو في ايه ، حد يفهمني أبوس ايديكم "
سناء
" هجولك يا بتي."
الكل جلس ليستمع لها
" من سنين كتير تعبت من كتر ما بعدها ، كت شغالة في صرايا جدك همام ، كت وحيده ابويا بعد ما اخويا الوحيد وسنده طلع الجبل ،وبجي مع المطاريد ، سي منصور كان لسه متجوز جديد ، وكانوا بيدورا لعروسة لابوكي ، بس ابوكي كان عشجني ، واني كمان ، وجال لجدك ، وجدك كتر خيره وافج ، وجوزنا لبعض ، وعيشت في البيت الكبير ، وبعد ما كت بخدم بجيت انخدم ، بس كل دا مفرجش معايا ، المهم كان رضا ابوكي والحج همام عليا وبس ، وعدت شهور ، واخويا ادلي من الجبل ، وهدد انه هيجتلني ، لأنه فاكر أن جدك هو اللي بيبلغ عنيه ، يبجي كيف خيته تتجوز والدهم ، وجتها جدك جال يسافر بيا مكان بعيد عن يد اخويا ، وسافرنا سكندرية ، واتعرفت علي اهل حياه ، وابوكي كان بياجي خميس وجمعة ، كل حاجة كانت زينه ، لحد ما في يوم البوليس كبس علي الجبل ، ولم كل المطاريد ماعدا اخويا . "
حنين
" سكتي ليه كملي ."
سناء
" علشان اللي جاي ، تبع عمك ، هو اولي يحكيه ."
منصور
" أني يا بتي اللي بلغت علي مكانهم في الجبل ، يومها بعد هروبه ، لجيناه جدامنا ، وعايز يجتل اخويا بأي طريجه ، يومها كان أبوكي حداكم ، خفت علي اخويا الوحيد ، اخويا الصغير ووصيه أمي الله يرحمها ، جولت سناء تبعد عنيه ، وهي واخوها يصطفو ، وبعديها سافرت الشجه اللي في سكندرية ، وهددت ام حنين انها تبعد عن طريج اخوي ، لأن اخوها مهيسكتش ، بس جبل ما اتحددت وياها سالتها ، لو كانت حبله ، وهي جالت لاه ، اديتها جرشنات ، وهي وافجت تسافر علشان تحمي محمود من شر اخوها."
استرسلت سناء
" كت بطولي ، روحت لابوكي يا حياه ، وحكيت ليه كل حاجة ، ابوكي كتر خيره سافر ويايا واجرنا الشجه ليا ، وهو عاش في بيت اهله اللي تولدتي فيه ، بعده بشهرين عرفت أن حبله ، كت عايزة ادلي الصعيد واجول لابوكي ، بس خفت ، بالخصوص من اخبار البلد ، اخويا كان طايح في البلد محدش جادر عليه، خفت ياخدك مني جبل ، ما افرح بيكي ، فضلت وربيتك وبعد موت اهل حياه ، ربتها معاكي .
انتهوا من سرد الحكاية ، من الظالم ومن المظلوم ، هذه ليست الحكاية ، بل الحكاية هنا ، ماذا سيحدث بعد ذلك .
منصور اقترب من والدها
" والله يا ابوي من خوفي عليه ، دا اخوي الوحيد ، وهي جالت مكنتش تعرف حتي بحملها ، السماح يا ابوي ."
همام
" أنت مغلتطش فيا ، انت اذيت اخوك سنين وسنين ومرات اخوك وبت اخوك لحمنا ودمنا ، بت البدرى هواره تتربي كيه الأيتام ، وابوها واهلها موجودين ."
منصور لاخية وهو منكس راسه
" حجك علي راسي يا اخوي ، بس والله العظيم من خوفي عليك ، السماح يا اخوي ."
منصور بطيبه
" ولد الهوارى ميطتيش راسه واصل ، ارفع راسك يا اخوي ، وكله مكتوب ، وأنت كان غرضك خير ، واهو بعد كل العذاب ، اتجمعنا من تاني ، ولو أنت زمان كت السبب في الفرجه ، ولدك كان السبب في لمتنا من تاني ."
احتضنا الأخوين بعضهم ، وحمد الله همام علي تربيته لابنائه ، بالفعل لقد ارتكب منصور غلطة كبيرة ، لكن ثقة محمود في الله ، هي من داوت الشروخ بسرعة كبر أن تكبر .
همام وهو مصوب اعينه علي حفيدته
" تعالي يا غالية ، جربي في حضن جدك ."
سناء بفرحة
" ايوة يا عمي ، كأنها هي فوله وانجسمت نصين ."
حياه ليوسف
" مين اللي بيتكلموا عليها دى ".
يوسف
" بعدين هجولك ."
حنين اقتربت من جدها بخوف احترمه همام
" ازي حضرتك ."
منصور وهو يقترب منها
" سامحيني يا حنين يا بتي ."
حنين بإحراج
" زى ما اخو حضرتك قال ، كله مكتوب ."
محمود
" اخوه يبجي ابوكي ، جوليها يا بتي ، جولي ابويا ، ولا بلاش ابويا جولي بابا زى المصروه ."
سكت حنين وظلت تفرك يدها بإرتباك ،
محمود بتفهم
" خلاص يا بتي علي راحتك ، جوليها وجت متحسي بيها ، بس اني رايد اخدك في حضني ."
اقترب محمود بحرص منها وحضنها بهدوء كانت هي تحاول أن تبادلة الحضن ، لكن لم تستطع ، انهارت باكية ، اشفقت حياه وسناء عليها هم يعلمون ما بها جيدا ، هرولت حياه بمرح
" مبروك يا ست حنين ، احلي حاجة إنك طلعت من العايلة وايه هنعيش سوا ."
" سوا سوا فين."
هتفت بها حنين بريبه
همام
" هتعيشوا في بيت جدك ، وفي حضن ابوكي ."
حنين
" أنا مش هسيب ماما ."
محمود
" هو حد جالك أن هجدر اسيبها ، دى حبه جلبي اللي فضلت ادور عليها سنين ، احنا هندلوا الصعيد كلتنا ."
سناء
" هجهز الفطار الاول ، نفطروا وبعدها يحلها المولي ."
...................
بعد شهر
كانت سافرت حنين مع والدتها ، وتم التعريف بهم لكل عائلات البلدة ، وكان محمود فخورا بإبنته من إلتزام وصلاه ، واخلاق ، لكن كانت تعملهم بمسافه ، هناء كانت تبغضها بوضوح ، أما هنا كانت فرحه لوجودهم سويا ، بالفعل سيطرت حنين وسناء كثيرا علي أخطاء حياه.، وبدأت حياه بإستعياب الحياه في الصعيد ، سناء وزوجه منصور علاقتهم سويه ، ما كان ينغص حياتهم عدم حمل حياه طوال هذه المدة .
هنا " حنين جدى عايزك في المندرة البحرى ."
حنين بقلق
" ليه متعرفيش ."
حركت هنا راسها نافيه .
حياه
" مالك يا حنين ، اهدى ، دا جدك هو هياكلك ."
تحركت حنين لمكان جدها ، استئذنت ودخلت
الجد بفرحة
" تعالي يا غاليه ."
قطبت حنين حاجبيها بسبب هذا الاسم ، وجلست بجواره
همام بحب
" من يوم ما جيتي ، وأنت مسألتين ليه بجولك يا غاليه ."
حنين بأدب
" حضرتك تقول اللي أنت عايزة ، مين يقدر يراجعك ."
همام بإبتسامة
" غلبتيني يا بت محمود ، بجولك يا غاليه علي اسم جدتك ، أنت حته منيها ، هي كان اسمها غاليه ، وكانت غاليه صوح ."
حنين بفرحه
" بجد شبها ، اصل طول عمرى بسال ماما أنا شبه مين ، وهي كانت تقولي معرفش ."
همام
" اديكي عرفتي يا غاليه ، جولي يا حنين كت عايشة كيف ، احكيلي ."
حنين
" ابدا اتولدت ، اتربيت ، اتعلمت ، جيت هنا ."
همام بتركيز
" كنت خابر إنك متجوزة صوح ، محمود سأل والدتك جالت حُصل بس ربنا موفجش ."
حنين بارتباك
" ااااه ، كان مكتوب كتابي ، بس النصيب ."
همام بغموض
" وليه كتبت الكتاب بدرى ، وتتحسب عليكي طلجه جدام الناس ."
حنين
" أولا علشان اعرف اقعد واتكلم معاه من غير حرمانيه ، تاني حاجة الناس في القاهرة غير هنا ، انتم هنا بتشوفوا اللي زى نحس ، لازم تفضل محبوسة ، لغاية مترموها لاي حد ، هناك لا الناس هناك مش بتدخل ولا يتركز ."
همام
" خلصتي حديت ، الناس هناك مش اهلك ، ولا أنت منيهم ، علشان يخافوا عليكي ، وأحنا مبنرومش بناتنا ، احنا بنصونهم ونعفهم يا بتي ، وعمرنا ما نجول علي قضاء ربنا شر ولا نحس ، روحي ارتاحي يا غاليه روحي." .
تحركت حنين من أمامه بخجل ، هي لم تعرف لم تحدثت بهذا العداء ، لكن انه الخوف ، الخوف من إزاله المستور ليس إلا ....
...... .... .......
في غرفتها
حياه بغضب
" ليه مقولتيش اللي حصل ، يا بنتي دى فرصتك ، جدك وابوكي وعمك مش قليلين ، وهيجوبوا حقك ، كفاية بقا تعاقبي نفسك ."
حنين بإنهيار
" كفاية حرام عليكي ، أنت ليه مش حاسه بيا ، مين اللي هيقدر ، إذا كان المتعلم والمثقف مقدرش ، يبقي هما هيقدروا كفاية يا حياه ."
حياه " طيب هسكت ، بس خدى بالك بكرة العرسان تبقي طوابير هنا ، ورينا ساعتها هتعملي ايه ،."
" عرسان !!! لا مش هوافق ."
" ابقي وريني شاطرتك ، هروح لجوزي بلا هم ."
..............
كان الجميع علي العشاء
يوسف بعد ما ابتلع الطعام
" أنى سألت علي الراجل ، هو زين والناس بيجولوا في حاله ."
همام
" طويب زين جوى ، خلي بوك يحدد وياه ميعاد ."
هناء بفرحه
" صوح يا جدى ، ربنا يخليك ليا ."
منصور بحزم " اتحشمي يا بت ، لسه اصلا الموضوع في أوله ."
محمود
" هملها فرحانة ، عجبالك يا هنا ."
كانت حنين وحياه وسناء يتابعون الحديث ، بغصه في حلقهم ، بسبب عدم وصول حنين لهذه الفرحه ، افاقت حنين علي يد والدها وهي تحثها علي الحديث .
" ردى علي عمك يا بتي ."
انتفضت حنين من مكانه ، ويحركه يدها بعشوائيه ، انسكب اللبن الساخن علي يدها .
سناء بلهفه
"بتي وريني يدك ."
حنين بألم
"كويسه يا ماما ، متخافيش ، هدهن كريم وهتبقي كويسة ."
حياه مسرعة
" أنا عندي تعالي معايا ."
تحركوا الإثنين سويا ، وتركوا الجميع مذهول مما حدث .
محمود بحزن
" هي مش طايجه يدي ، لدرجه دى ، أنى لو كت خابر انها ، موجودة كت جلبت الدنيا عليكم ."
سناء بإشفاق
" لاه يا واد عمى ، هي حنين إكده بتخاف بس ، لكن هي بتحبك ، هو في بت تكره ابوها برضيك."
انتهي العشاء ، لكن لم تنتهي اسئلة الجميع ، لم هي هكذا ، دائما شاردة ، تخاف من اي شئ .
.... ......... ......
في غرفه يوسف وحياه
يوسف بإصرار
" يعني مهتجوليش ، ليه حنين إكده ."
حياه بتعب
" مالها يا يوسف ، بتتكسف ومش متعودة علي الجو ، يوسف بطني بتوجعني قوى ."
يوسف بلهفه
" مالك يا حياه ، وشك اتخطف كدا ليه ، هنادي امي ."
حياه بتعب
" لا ، نادى حنين علشان خاطرى ."
يوسف بإستغراب
" حنين ! زمانها نامت ."
حياه بنفي
" لا حنين مش بتنام اصلا ، ونومها خفيف ، لو روحت لطنط صفية أو ماما الباقي هيصحي ."
يوسف بإستسلام
" طيب هناديها طوالي ."
ذهب يوسف لغرفه حنين ، ودق علي الباب بهدوء ، بحيث لو نامت لم يقلقها ، لكن الغريب أنها فتحت ، وهذا يدل علي أنها مستيقظة بالفعل ، قطب جبينها عندما رآها بإسدال الصلاه واقفه امامه .
حنين بإرتباك
" في حاجة يا دكتور يوسف ."
يوسف مستغرب
" دكتور ! حياه بطنها وجعها وعايزاكي ."
حنين بفزع
" طيب جايه معاك ."
ذهبت معه ودخلت الغرفه ، هي هنا ما يقرب من شهر ، لكن لم تخطوا خطوة داخل الغرفه ابدا ، انبهرت بجمالها وذوقها ، انتبهت للنائمه علي بطنها تأن من الوجع ."
حنين بهدوء
" حياه مالك يا حبيبتي ."
حياه "بطني بتتقطع ."
حنين بمرح
" لا مش هتتقطع ، هعملك نعناع وهتبقي فله ."
حياه بتزمر
" لا خديني في حضنك ، ويوسف يعمل ."
حنين وهي تحتضن حياه
" لسه فيكي العادة دى ، معلش يا دكتور ممكن تعملها اي حاجة دافيه ."
ذهب يوسف لإعداد المشروب الساخن ، وظلت حنين تقرا القرآن حتي نامت حياه ، رجع يوسف بالمشروب
" نامت ."
حنين " اه نامت ، لو صحيت تاني او حصل حاجه أنا صاحيه ."
يوسف يتساؤل
" ليه صاحيه ؟."
حنين بتلقائية
"مش بيجيلي نوم ".
وخرجت حنين ، لكن لم تذهب الي غرفتها ،نزلت الحديقه ، وقف يوسف وراءها من الشباك وقرر النزول لتعرف عليها اكثر واكثر .
.................
في غرفه محمود
سناء بقلق
" أنت لساتك زعلان من حنين ."
" أني زعلان عليها ، نفسي تتعود علينا ، وتحبيني ، اني اتحرمت أن اخلف وهي كل دنيتي دلوجيت ."
سناء بحيره
" حنين غلبانه ، بس هي بتخاف ، أول ما تتعود عليك هتشوف منيها الهنا كلته ."
...................
في الحديقه
نزل يوسف ، ووقف جوارها وهتف .
" ممكن اجعد جارك ."
حنين برعب
" اتفضل ، هى حياه كويسه ."
" اه لسه نايمه ، بس بصراحه أنا الفضول هيموتني ."
" فضول إيه ، وعن إيه بالظبط ."
هتفت حنين بها وهي قاطبة جبينها مستغربة .
" أنتِ يا حنين ، دايما عاملة حواجز ، حتي أنا لسه بتنادى عليا دكتور يوسف ، أنا ولد عمك يعني يوسف وبس، ومش بتنامي ، ولبسه اسدالك ، وخوفك منينا ."
حنين بإبتسامة
" كل دا ، دكتور يوسف لأن اتعودت علي كدا ، مش عامله حواجز أنا بس زى اللي اتخطفت مستنيه اتعود ، مش بنام دا طبع من زمان اصل بشرب مكيفات وكتير جدا ، ليه كنت لبسه كنت بصلي مش اكتر ."
نجحت حنين في الاجابة ، لكن اغلب الاجوبة كانت كاذبه .
يوسف بإرتياح
" طيب كويس ، المهم شكرا ليك ."
" شكرا ليا ! علي إيه ."
" حياه اتغيرت جوى من وجت ما وصلتم ، وأنتِ بتجدرى توجفي الجطر اللي جواها ."
حنين
" حياه طيبه ، بس زى اسمها بتحب الحرية وبتكره القيود ، كدا يعني ، وعموما أنا في الخدمة ."
صمت يوسف وحنين وكانوا يتابعون النجوم في السماء ، حتي تحركت نجمه ، التفت حنين بسعادة لتقول ليوسف علي النجمه ، ليكون هو الآخر يلتفت اليها فلإول مرة يكون بهذا القرب منها ، ظلوا علي هذا الوضع لم يعوا المدة ، كانت نظراتهم غريبه لبعضهم ، حتي افاقوا علي صوت الاذان ، لتنتفض حنين للخلف ، وتهم مسرعة نحو غرفتها ، عاتب يوسف نفسه علي تهوره هذا ، وخرج للمسجد لإداء صلاة الفجر حاضر
...................
اليوم التالي
ازداد مرض حياه ، فذهبت معها حنين للطبيب ،لإطمئنان عليها ، وعندما عادوا كانت الفرحه تغمرهم .
حياه بسعادة
" ماما يوسف فين ."
سناء
" يوسف جوا ، سأل عليكي ، وجلت روحت للضاكتور ، جالك ايه ."
حياه
" جوا هقولكم ، علشان الكل يعرف ."
دلفت حياه وحنين والجميع ، وقفت حياه أمام يوسف بإبتسامة هادئة .
يوسف بقلق
" كت فين يا حياه ، وخرجتي ليه من غير ما تجولي ."
حياه بدلع
" كنت فين ، كنت عند الدكتور ، وليه مقلتش علشان تعبت جدا وخدت حنين ورجعنا بسرعه ."
" والدكتور جالك إيه ."
حياه بكسوف
" احم. قال إن حضرتك كمان شهرين هيبقي عندك بيبي صغنون ."
يوسف بفرحه
" بتهزرى صوح ، حياه بلاش مجالب الله لايسيئك ."
حنين اقتربت منهم وضمت حياه
" لا يا دكتور مش مقلب ، دي حقيقيه وانا بنفسي اتأكدت من تحليلها ."
يوسف بحمد لله
" الحمد لله ، سمعت يا جدى هتبجي جد لولد حفيدك ."
همام بفرحه
" الحمد لله ، مبروك يا بتي ، وتجومي لينا بالسلامه يا رب ."
حياه
" شكرا يا جدى ."
حنين بجدية مصطنعه
" يلا يا حلوة علي فوق زى ما الدكتور الراحه ثم الراحه ."
همام
" أيوة يا بتي خلي بالك منيها ."
" في عنيا يا جدى ."
يوسف بسعادة
" أنا هدبح وخلي الكل يفرح ويانا ، وانت يا حنين حياه أمانتك ."
" وأنا قدها ، مبروك يا دكتور يوسف ."
محمود
" عجبال ما نباركوا ليكي يا بتي ."
حنين بوجع
" إن شاء الله ."
همام
" شكله جريب يا محمود ."
" ليه يا ابوى ، جصدك ايه ."
" خابرين عز ولد الطحاوي ، اللي كان زميل يوسف في المدرسة ."
يوسف بتأكيد
" اه طبعا ماله ."
" واني راجع من صلاة الظهر ، ابوه جبلني في المسجد ، وطلب يد حنين ."
استمعوا لصوت شهقه من حنين وحياه معا .
حنين بهستريا
" مين قال إن هتجوز ، أنا مش عايزة اتجوز ، مش عايزة ."
حياه
" حنين احنا بنتكلم ، أهدى ."
يوسف بشك
" ليه ، عز راجل زين ودكتور اطفال ، والكل بيشكر فيه ."
سناء بتوتر
" اصل حنين ، نفسها تعمل ماجستير ، عايزة تاخد الشهادة الكبيرة جوى ، والجواز هيعطلها ."
همام بغموض
" هو دا السبب صوح يا حنين ، ولا في حاجة داسها عنينا ."
حنين ببكاء
" مش مخبيا حاجة ، انا مش عايزة اتجوز دلوقت ."
همام
" وأنا مهغصبكيش يا غاليه ، هفهموهم أن طلبهم مرفوض بالمحسوس أكده ."
تنفست حنين الصعداء. وتنقلت انظارها بين حياه ووالدتها ، ثم نكست راسها بالارض ، فسارعت حياه وطلبت من حنين ان تصعد معها الي غرفتها ، وبالفعل هربت حنين من امامهم .
.......................
بعد اسبوع وصل عريس هناء وكان يدعي حسام ، قرأ الفاتحة واتفقا علي عقد القران بعد شهر ، سارت الحياه بهدوء بين حمل حياه وفرحة يوسف ، وانظواء حنين أكثر من ذى قبل ، سناء ومحمود حياه هادئة ، حتي جاء موعد يوم عقد قران هناء ، اليوم الذي يغير مجرى حياة الجميع ، كان الجد بدأ الشك يتسلل الي قلبه ، فأرسل في طلب جمع معلومات دقيقة عن حياة حنين قبل ظهورهم ، وعن المدعو طليقها ، ازداد تعب حياه بالحمل بالاخص عندما اتضح ، انها تحمل ثلاث اجنه كل منهم في كيس منفصل ، كان الجميع يحوطها بالرعاية والحب .
.......................
في غرفه يوسف
حياه بتعب
" كان نفسي انزل وأحضر كتب الكتاب ، بس بجد مش قادرة ."
يوسف وهو يقبلها بهدوء
" ولا يهمك يا جلبي ، المهم أن تكوني بخير ، وبعدين الكل خابر ، المهم ارتاحي ولو عوزتي أيتها حاجة ، اتصلي عليا هطلع طوالي ."
حياه
" ربنا يخليك ليا ، بس حنين هتفضل معايا ، مش راضيه تسبني وباركت لهناء الصبح ."
اسم حنين في الاونه الأخيرة يسلب يوسف عقله ، ولا يعرف السبب هل الفضول ، ام المقارنه بينها وبين حياه ، ام انها فريدة من نوعها .
" ومش هتحضر ليه ، هي هناء لسه بتزعلها ."
حياه وهي تجلس
" لا يا حبيبي ، حنين بس قلقانه عليا ، ومش بتحب تسبني ، ومحدش هياخد باله ، وبصراحه اكتر هي مش عايزة تنزل حد يشوفها ، ويطلبوها للجواز ، هي ما صدقت أنها بدأت في الرساله ."
يوسف
" تمام ، انا لازمن ، أنزل دلوجيت ، خلي بالك علي حالك ، وعلي عيالنا ، يا ام العيال ."
وخرج وعندما فتح الباب اصتدم بحنين ، الذي كانت وصله للتو ، وكانت تهم لطرق الباب ، فرفعت عينها تلقائيا بعينه وهتفت بدون وعي
" حلو قوى الجلبيه واللبس الصعيدى دا عليك ."
يوسف بفرحة من حديثها ، أن حياه هى الأخرى لأول مرة تراه هكذا ولم تعلق .
" بجد ، متشكرين يا بت عمي ."
حنين بإحراج من حديثها السابق
" مبروك لهناء ، عن اذنك ادخل لحياه ."
تحرك يوسف من امام الغرفه
" اتفضلي ، خلي بالك منيها، اصل واعي أنها تعبانه ."
" متقلقش عن اذنك يا دكتور ."
يوسف بهمس بعد ما دخلت حنين
" دكتور تاني ، ما جولت اتعدلت ."
.................
في الاسفل .......
انتهي عقد القران علي خير وبدأ الجميع يبارك ويتمني السعادة للعروسين ، اختفي همام بضع دقائق ، وعندما عاد كأنه كان يحمل هم سنين فوق أكتافه .
محمود بقلق
" مالك يا ابوي ، وخرجت روحت فين ."
همام بغضب
" هتحسبني اياك ، اروح ولا اجى ، عيل اصغير اني ولا ايه ."
منصور تدخل مهدئا للموقف
" لاه يا ابوي محمود مجصدوش أكده ، اخوي جلج عليك ."
همام وهو يبتعد عنهم
" ولا يجلج ولا يشغل راسه ، روحو وهملوني لحالي ، يلا غورو من جدامي ."
تحرك محمود ومنصور من أمامه ، وهم مستغربين هجومه عليهم بهذه الطريقه .
في المندرة أمر همام إحدى الخدمات أن تذهب لتخبر حنين وحياه أنهم يريدهم لأمر خطير ، وبالفعل تحركت الخادمة
حنين مستغربة
" طيب يا لوزة انزلي وانا وحياه نازلين علي طول ."
حياه بقلق
" غريبة عمره ما طلبني وانا سليمة ، عايز ايه وهو عارف ان بتحرك بالعافيه ."
حنين
" معرفش بس اكيد مش خير ، اللي يخليه ميصبرش لبعد الفرح ، ولا عليكي وانت كدا يبقي الموضوع كبير ، تعالي أجهزى وننزل علي طول ."
بعد عدة دقائق
في المندرة
دخلت حنين بصحبه حياه
حنين ابتلعت ريقها بخوف من منظره
" خير يا جدى ."
همام بهم باديا علي وجهه
" تفتكرى اللي يخليني اجيبك دلوج خير يا بت محمود ."
بنت محمود ليست حنين أو غاليه ، هذا يؤكد أن الموضوع كبير بالفعل .
حياه
" أنا مش فاهمه حاجة ، هو ايه الموضوع ."
اخرج همام رزمه أوراق ووضعها أمام حنين وحياه وهتف بعبارة واحدة .
" الحديت المكتوب دا صوح ."
نظرت كل منهم الثانية ومدوا يدهم للأوراق ، وعندما انتهوا من قراءتها ، كانت حنين تبكي بصوت عالي ، ام حياه فالصدمة علي محياها ظاهرة .
حياه
" جدى ارجوك لازم تفهم ، الموضوع غير المكتوب دا خالص ."
همام بصرامة
" أنى سألت سؤال ، الحديت صوح ولا لاه ."
حنين ببكاء
" أيوة حقيقي ."
حياه مسرعه
" بس دا جزء من الحكاية ، وحتي الجزء دا متزور ، جدى اسمعنا ، والله العظيم ح ."
وقبل أن تكمل حديثها نهرها همام.
" ولا نفس ، معيز اسمع حديت منيكم ، كيف دا حُصل ، وليه من الأول مجولتوش ليه يا مرت الكبير ، وانت يا بت محمود ليه ."
وقفت حنين امامه برعشه تجتاح جسمها
" علشان كدا ، علشان منشفش النظرة دي في عينك ، والله العظيم الموضوع ."
وقبل أن تستكمل حنين ، سمعوا صوت صرخه من حياه ووقعت مغمي عليها أرضا .
نظرت حنين وهمام لها برعب واضح ، كان شكلها مرعب شفايف زرقاء ، ووجه خالي من الدم .
.................
الفصل الرابع والخامس
بعد اغماء حياه هرولت لها حنين ، وهي تحثها علي النهوض لكن لا رد ، قبل أن يتدخل الجد في الحديث ، كان يوسف يدلف عليهم ، ولم يري في البداية حياه او حنين .
" جدى حضرتك فين ، في ناس بتسأل عليك ."
وقطع باقي حديثه لرأيته لتلك النائمة علي الارض ، وحنين بجوارها ، قطب جبينه مستغرباً ،وهرول عليهم .
" في ايه ،ايه اللي حصل يا حنين ."
كان الصمت فقط الذي يدوى بالمكان ،تدخل الجد .
" شيل مرتك علي جاعتك ، لحد ما ابعت البت لوزة تنادم علي ضاكتور ."
اؤمأ يوسف راسه وبالفعل صعد بحياه مسرعا، وورائه حنين ، بعد قليل صعد دكتور عز ، لانه لم يجد طبيب نساء بالمشفى ، في هذا التوقيت ، وصل عز ودلف بدون إدراك من أحد لكي لا يقلقوا اثناء فرحتهم .
......؟........
في غرفة يوسف
انتهي عز من الكشف عليها ، وخرج بمرافقة حنين .
يوسف بقلق
" هي زينه يا عز "
عز
" هي كويسة جوى ، بس ضغطها كان عالي جوى ، خدت حقنه هتظبطه ، بس اني شايف تروح لدكتور تاني ، الدكتورة اللي إهنا مش شاطرة جوى "
حنين بتأكيد
" أنا فعلا حسيت بكدا ، كل ما حياه تشتكي من حاجة تقولها طبيعي من الحمل ، لغاية ما حياه زهقت وبقالها شهر مش بتروح ."
عز بتركيز
" زى إيه أكده اشتكت منيه ."
حنين
" ضيق نفس ، مش بتعرف تنام علي ظهرها نهائي ، صعوبه في الاكل ، وحاجات كتير ."
عز
" جالها جبل أكده وجع في دراعها الشمال ، بأي شكل."
حنين يإيماء
" حصل فعلا "
" أني زى ما جولت روح بمراتك لدكتور تاني ، وبعدها هو يجرر."
يوسف بشك
" أنت شاكك في ايه ويا عز ."
عز
" شوف اني دكتور اطفال ، بس الاعراض بتجول مشكلة في الجلب ، وبان الضعف اسرع واقوى علشان الحمل زى ما فهمت من انسه حنين في ثلاث تؤام ، بس حديتي ممكن يطلع كله غلط ، نتوكد من دكتور كبير وزين ."
اي قلب هذا ، قلب حياه لا اكيد هذا هراء ، حياه عاشقة الحياة كإسمها تكون مريضه بهذا الداء ،لا هذا كذب لا محالة .
انتهي اليوم وكانت هناء سعيدة جدا بعقد قرانها وعلي من احبته وبلا تعشقه عشقا .
" اختفيت وين يا يوسف ، إكده تهملني في الفرح بطولي."
من تحدث بعتاب كان منصور
زفر يوسف وتحدث بهم كبير
" حياه تعبت جوى يا ابوى ، وجبت عز وجال لازمن نسافروا لدكتور زين في مصر."
" ليه كت اول اللي حبلت ولا ايه ، دى جصداها عشان تنكد عليا يوم فرحتي ."
كانت هناء هي من هتفت بغل وسخرية.
" حنين بنفاذ صبر
" بقولك ايه أنا بسكت ليكي كتير ، لكن كفاية ايه يعني اللي هيخلي حياه تمثل مرضها ،ايه التطور اللي عملتيه ."
هناء بتكبر
" اتكتب كتابي يا جطة ، عملت اللي أنت صعب تعمليه ة، وعايلتي جارى مش كيه حياه كانت بطولها يوم الفرح ."
حنين بغل يكفي ما حدث اليوم
" ومين السبب ، مش أنت واللي زيك بتفكيركم العقيم ، أن نحس ، اهي النحس طلعت منكم ، بقولك ايه إبعدى عني وعن حياه ، احسن وربي هتشوفي حنين تانيه ."
كانوا يتابعوا حنين بصدمة من هذه ؟ أين حنين الهادئة الصامته طوال الوقت ؟
يوسف بحده
" خلص الحديت وخلصنا ، أني هسافر بكره بي حياه عشان نشوف دكتور ، أني طالع انام ."
وهم بالصعود ثم تذكر وجود زوجته وحنين مع جدهم .
" صوح يا حنين ، كت عندى جدى ليه ، وكيف هي غمي عليها."
تذكرت حنين ما حدث ونظرت بريبه لجدها ليبادر بالحديث بهدوء
" كانوا زهجنين من الجاعدة لحالهم ، وجالوا يندلوا يجفوا ويا هناء ، ولم لمحتهم جولت يجعدوا ويايا هبابه ."
اؤما يوسف راسه ، وتحرك الي غرفته ، نظرت له حنين بادلها الجد نظرات لم تحددها حنين هل هي لوم ... اذدراء .
...................
في اليوم التالي صباحا تحرك يوسف وحياه الي مركز طبي كبير بالقاهرة ، قصت حنين علي والدتها أن الجد وصل له كل شئ ، وكادت أن تخبر سناء محمود كل شئ لكن تحت رفض حنين ووعدها أنها ستقص لجدها الحقيقة كاملة ، لكن لابد أولا الاطمئنان علي حياه، لكن الجد لم يمهلها فرصة وطلبها و، وهي استجمعت شجاعتها وقصت كل شئ عليه هو كان صامت وهو يستمع لها وبعد ما اخذ الورقة التي كانت بيدها نطق جملة واحده
" اطلعي جاعتك ، واللي حصل إهنا معيز مخلوج ياخد بيه خبر فاهمه زين."
اؤمات حنين وهرولت لغرفتها
، في المركز طلب الطبيب تحليل وفحوصات وعلم يوسف الحقيقة المره .
..............
مساءاً
دخل يوسف برفقه حياه ، وهي تبكي ، هو يواسيها بيد وباليد الأخرى بها تقارير طبيه.
حنين مهرولة عليهم
" في إيه ، بتعيطي ليه يا حياه ."
ازداد بكاء حياه ولا جواب
صفيه
" مال مراتك يا ولدى بتبكي ليه ."
يوسف
" الدكتور طلب أن الاجنه ينزلوا."
صفية
" يا مراري ليه يا ولدى ."
ارتمت حياه بحضن حنين واردفت باكية
" طلع عندى القلب يا حنين ، وكل ما الحمل يكبر كل ما الخطر هيزيد ، بس أنا مش هنزله ."
يوسف بغضب نزع حياه من حضن حنين
" يعني ايه مش هينزل ، هينزل يا حياه هعمل ايه اني بالعيال وأنت لاه ."
حنين بفزع
" بعد الشر ، بس ممكن تهدوا اكيد في حل ."
يوسف بإنفعال
" مفيش حل أني جولت اللي عندى ، ترتاح يوم تنين ، وبعدها نسافروا تاني ونزله ، خلص الحديت ."
وخرج قبل أن يستمع اي حديث منهم .
صفيه
" اه يا ولدى ، يلا ملاكش نصيب في الفرح ."
سناء بإيمان " متجوليش إكده يا ام يوسف ، خلي ايمانك بربنا كبير ، وبعدين كله خير من عِند ربنا ."
منصور
" ونعمه بالله ، وانت يا وليه بطلي حديت ماسخ ، اطلعي يا حياه يا بتي ريحي جسمك من السفر ، وارمي حملك علي اللي لا بيغفل ولا بينام ة."
رد الجميع بإيمان
" ونعمه بالله ."
هناء بهمس لهنا
" شكلنا هنخلص منيها وحياه يلا عجبال حنين ونرتاح من وشهم ."
هنا بحزن
" حرام عليكي ، دى مرت اخوكي بكفايا غل بجا منيها ."
.................
قبل الفجر
رجع يوسف ولم يصعد غرفته ، لم يستطع مواجهه حياه من ناحيه ، ولم يستطع أن يواسيها هو يريد من يوسيه ، هو لن يكون ابا أبدا بسبب مرض حياه ، تنهد بعمق ،ولو كان لنفسه لهيب لأحرق كل ما حوله و، استمع إلي صوتها الذي بات يريحه .
" سيبها علي ربنا يا يوسف ."
نظر لها يوسف ولم يتحدث ، فجلست جواره بمحافظة علي فرق كبير .
" ربنا عارف الخير لينا ، حياتنا بين ايديه هو وبس ، ولكل حاجة ليه حكمه ، ايه حكمته حاليا الله اعلم ، بس هتبان ."
" خابرة يا حنين ، أنى وجعي علي حياه اكتر من وجعي علي حالي ."
زفر يوسف وهتف بهذه العبارة بهم شديد .
" عارفة ومتاكدة وواثقة في ربنا ، حياه كمان سلمت امرها لربنا ، سلم امرك ليه ."
يوسف
" أنت زينه جوى يا حنين ."
حنين وبارتباك
" إزاى مش فاهمة ."
" يعني بتتحدتى بالدين ، وحديتك بيخش الجلب طوالي ، دى غير ضحكتك حاجة تانية ."
حنين بصدمة
" احم ، متشكرة عن اذنك هطلع انام ."
وكادت أن تتحرك حتي تمسك بها يوسف وهتف
" إحنا محتاجينك جنبنا الايام الجاية ، اوعاكي تتخلي عنينا. "
حنين برعشه تسري بداخلها
" إحنا محتاجين رضا ربنا ، عن اذنك ."
وفرت هاربة من امامه ، أنب يوسف نفسه علي حديثه ،وعلي مشاعره التي لم يستطع السيطرة عليها ، اكتشف أن فضوله ناحية حنين ما هو إلا حجه لكي يستمتع بالتفكير بها ، والسؤال عليها .
..................
بعد اسبوع
قرر يوسف السفر بحياه لإجهاض الاجنه ، صممت حياه أن تذهب حنين معهم ، الجد كان متجنب حنين طوال المده وفهمت وأنه لم يصدقها ، فحسمت امرها بعد الاطمئنان علي حياه ، ستتركهم ، خصوصا أنها باتت تخاف وجودها بجانب يوسف ، سافر حسام زوج هناء الي بلد عربي ليعمل بها ليحسن دخله .
...................
في القاهرة
تحديداً في المركز الطبي
الطبيب
" الاجهاض حاليا خطر جدا ، الاجنه بقوا روح اتكونوا ، وحاليا علشان نجهض لازم تاخد محفزات للرحم ودي بمثابة الولادة الطبيعيه ودا صعب جدا عليها ."
يوسف بقله حيله
" والعمل حاليا ."
" هنتابع حالتها بإستمرار ، وبعدها اول ما الاجنه تكون جاهزة للولادة ، أو جاهزين انهم يدخلوا حضانه ، هولدها قيصري ."
" ودا خطر برده يا دكتور ."
هتفت بها حنين بقلق .
" بصوا يا جماعة في حالات اسوء من مدام حياه وبتقدر تكمل ، ودا عندنا اسمه اراده الله ، فإحنا هنعمل المطلوب مننا وبس ."
حياه بثقه
" طيب المطلوب مني اعمله كله ."
" طيب اولا طبيب قلب وناخد قرص ادوية مكثف ، الراحه ثم الراحه ، اكل صحي ، مفيش سفر ولا حركه متهورة ."
حنين بتأكيد.
" تمام مفيش مشكلة ، دى حاجات نقدر عليها والباقي علي ربنا "
" ونعمه بالله ."
أمام المركز
حنين بهدوء
" أنا وحياه نقعد هنا في شقتنا ، وحضرتك الدراسة خلاص بدأت يعني اغلب الايام هنا تبقي معانا ، ونتابع هنا ، وأنا هحافظ عليها ."
حياه بفرحه لنجاه اطفالها
" أيوة يا يوسف ، صعب كل اسبوع اجي الطريق دا كله ، الميزة أن كمان شقه ماما سناء بينها وبين المركز دقايق ، قولت إيه ."
يوسف بتنهيده
" عِندِكم حج ، خلاص هرجع البلد واخلي مرت عمي تجهز ليكم حاجات ، وارجع بيها طوالي ، بس الاول اوصلكم .'"
" تمام يلا بينا ."
قام يوسف بتوصليهم الي الشقه ، واشترى لهم غداء جاهز وتحرك هو إلي الصعيد ، كي يجلب اشياء لهم ، ويعود مره اخري ، وصل يوسف الصعيد وقص عليهم ما حدث ، ووافقوا علي حديث حنين ، توجهت سناء لتحضير حقيبه لحنين واخرى لحياه ، رجع يوسف بهم اليهم مرة أخرى .
...................
في القاهرة
وصل يوسف في وقت متأخر ، كانت حياه بفعل الادوية نائمة في ثبات عميق ، أم حنين كعادتها مستيقظة ، استمعت الي جرس الباب ، فعلمت انه بالتأكيد هو ، توجهت وتأكدت من هويته وفتحت الباب .
" أني اتاخرت ، بس غصب عني عجبال ما وصلت ، وحكيت اللي حوصل ، حياه فين مش ليها حس ."
حنين بهدوء
" نامت من شوية ، تحب اصيحها ."
يوسف وهو يفرك مقدمة راسه
" لاه متصحيهاش ،خليها مرتاحة ، بس لو في بُن ،يبجي زين جوى تعملي ليا فنجان جهوة زين ، احسن راسي بطوج ."
حنين بتلبيه طلبه
" ثواني يكون جاهز ."
بعد دقائق عادت حنين ، وهي تحمل صنيه عليها شطائر طعام ، وبجانبها كوب عصير ، لم تجده في غرفه الاستقبال ، وشاهدت باب الشرفه مفتوحا ، فدخلت له.
" اتفضل ، كل لقمة وبعدين اعملك القهوة ."
شاهد الصنيه ومحتوياتها
" تصدجى بإيه أنى ميت من الجوع ."
" بعد الشر ، يلا كل ."
قالتها حنين بلهفة واضحه .
مد يوسف يده واخذ الصنيه ، وشرع في الطعام تحت نظراتها التى كانت تأنب نفسها علي ما تفعله ، وكان هو لم يفهم ما به من احساسيس مختلفة .
" حلو المكان هنا جدا ، وواضح انه ملكك ."
قطبت حنين جبينها
" ليه اتكلمت قاهرى ، خليك صعيدى ، وبعدين فعلاً المكان دا عشقي الاخير ."
يوسف بفضول
" الاخير ، ليه مجولتيش عشجك الاول ."
حنين بتنهيده
" علشان عشقي الاول حاجة تانية ."
" اجدر أسأل تبجي إيه ."
" احم ، يبقي حد شخص يعني ، ومن فضلك متسالش اكتر من كدا ."
صمت يوسف وكان متيقن أنها تقصد خطيبها .
انتهي اليوم ومثله ليالي اخرى كان يعود من العمل تكون حياه نائمة وتستقبله حنين ، وكانت حنين تتابع مع الطبيب تطور حالة حياه. كانت حالتها في سوء دائما ام الأجنة كانوا بخير لدرجه تعجب منها الاطباء ، يوسف كان ناسيا حياه تماماً وناسيا ما بها ، كان تركيزه حنين يريد انهاء العمل ليعود لها مسرعا ، لم يلاحظ هذا لم يدرك انه خائن بالفعل ،صحيح لم يكن هو وحنين في علاقة ،لكن عينه وقلبه وعقله ومشاعره خائنه ، توالت الأيام والشهور ، لدرجه أنه كان يهاتف حنين باسم خاص به وهي الاخرى . رجع من عمله في ذات ليله وكانت حياه مستيقظة مع حنين فصدم من وجودها ، كأنه نسي وجودها .
" حمد لله على السلامه ، وحشتني ."
يوسف اقترب منها وقبلها بهدوء ، واحتضنها وبقوة ، انكست حنين راسها ارضا وهي تمسح دموعها مسرعة ة، فلاحظها يوسف ولم يعقب.
" أنت كمان اتوحشتك جوى يا حياتى ، بس كل ما ارجع تكوني نايمة ، ومش بيهون عليا تصحي."
" حنين قالت ليا ، المهم الدكتور قال خلاص بقيت اخر السابع ، والبيبي كويس ."
" اه حنين جالت ليا ، وفرحت جوى ، وفرحت النهاردة خصوصا لم لجيتك صاحيه ، اتوحشتك جوى ."
كان يتحدث بنبره عادية ، لكن كان لابد من هذه الكلمات لم يقدر علي ظلم حياه أكثر من ذلك ، هي تحمل في أحشائها اطفاله ، هي وهم يحاربون الموت كل دقيقه ، هو لابد أن يكون لجوارها اكثر من ذلك .
" بجولك تعالي جوا عايزك ضرورى."
حياه بخجل ة
" وأنا كمان ، تعالي ، نامي بقي يا حنين ، تصبحي علي خير يا روحي ."
كانت حنين واقفه مكانها لم تتحرك كأنها شُلت ، هنا فقط فهمت ما تمر به ، لا لن تسمح بهذه المشاعر المتطرفة أن تدمر حياتها ، بلا وعلاقتها بأغلي ما تملك " حياه " لابد لها أن توقف هذا الهراء .
.......................
في غرفة حياه
كانت حياه نائمة في حضن يوسف ، وهو شارد بإفكاره ، ام حياه كانت في قمة سعادتها أن حياه اطفالها بخير ، هي تعي حق المعرفة أن ليس لها طريق للنجاه ، لكن اطفالها سيأتون للعالم ، وهذا كل ما تتمناه غفلت وهي داخل أحضانه ، شعر يوسف بثقلها فعلم أنها نامت ، تحرك ةمن جوارها بهدوء كي لا يزعجها ، واغتسل وخرج ليفكر في حاله ، وفيما يحدث له ، ليخرج يتفاجأ بها ،جالسه علي ارضيه الشرفة ، وتبكي في صمت ، ففهم ما تمر به ، صحيحا هو ، وهي لن يصرحوا بمشاعرهم ، لكن مشاعرهم واضحه وضوح الشمس.
" بتبكي ليه يا حنين ."
أزالت حنين دموعها مسرعة وهي تهتف نافيه
" فين دا ، مش بعيط ."
اقترب منها وقام برفعها امامه لتكون في مجابته ، ونظر داخل عيونها .
" والدموع دى من ايه يا وتين جلب يوسف ."
حنين بصدمة من هذا اللقب
" انت بتقول إيه ، أنت اتجننت ."
يوسف بهم
" اني عجلت ، وعجلت جوى ، مستغربة ليه مش دى الحجيجه ، زى ما أني بعشجك أنت كمان ، احنا التنين عشجين وخينين يا حنين ."
حنين بنهر
" أنت انجننت ، دا مش حقيقي ، ملايش دعوة بإفكارك دى ، بس الواضح أن علشان اتساهلت معاك في المعاملة بقيت تتخيل ، فوق يا دكتور يوسف ، أنت أبن عمى وجوز اختي ، سامع ، وانا عمرى ما احبك مش بس علشان كدا ، لا علشان أنا قلبي وكياني كله لباسم اللي كان خطيبي ، ولو علي دموعي دى ، بسبب أن عمرى ما هعيش الحياه دى معاه ، لأن بعيد عنى ."
يوسف مصدوما
" يعني إيه كتي بتتعمالي معايا بس عشان خاطر حياه ، واني فهمت غلط ، لاه يا حنين أنت كدابه ، واني وانت خابرين الحجيجه ، بس لعلمك اني جيت اجولك وبس يعني مفيش حاجة تانية نجدر عليها يا وتين جلبي وهثبتلك كمان ."
واقترب منها وقبلها بهدوء ، ثم تحولت قبلته إلي قبلات كثيرة ومتفرقه ، ثم هدأ واراح رأسه علي رأسها ، ام هي كانت في عالم اخر ، وتحدث بتهدج .
" جولت ليكي وانت مصدجتيش يا وتين جلبي ."
قبل أن تتخدث حنين ، استمعوا لصراخ حياه ، وهي تنادى علي اي احد ، ليخلصها من ألمها ، فدخل يوسف وتتبعه حنين مسرعة ، ليروا انها دخلت فى بوادر الولادة ، ليتحرك بها ومسرعا الي المركز الطبي ، وتتبعه حنين ، وصل بها ، وبعد الكشف اكتشفوا انها بدأت الولادة فعلا ، قام ويوسف بالاتصال عليهم لكي يحضروا جميعاً ، دلفت حياه إلي وغرفة العمليات ،بعد فترة خرج الاجنه الثلاثة الي الحضانه ، كان القلق ينهش قلبهم علي حياه ، كان يوسف يأنب نفسه علي ما فعله وما قاله لحنين ، ظل يرجي الله أنه لن يخون حياه وابدا لكن يحفظها له ، أم حنين كانت كارها نفسها وتتمني أن ترجع حياه كما كانت ، وهي علي قرارها أن تبتعد عن الجميع ، بعد فترة خرج الطبيب واخبرهم انها تريدهم .
يوسف بقلق
"هى زينه و، صوح و هتبجي بخير ."
" إحنا عملنا كل حاجة في إيدنا ، بس أنها تجرب ألم الوضع الطبيعي ،كان حمل زيادة علي قلبها ،عموما ادخلوا ليها ، والساعات اللي جاية هي اللي هتحدد ."
انصرف الطبيب ، دلفت يوسف وحنين لغرفه حياه ، وهم يحاولون رسم البهجة علي وجوههم .
يوسف وهو يقبلها بحنان ة
" حمد لله على السلامه يا حياتي ."
حياه بتعب
" هما كويسين صح ."
حنين بإبتسامة
" جدا زى القمر ، يلا قومي بسرعة علشان تسميهم بقا ، وتربيهم ويطلعوا روحك ."
حياه بإبتسامة موجعة
" تفتكرى ، خلاص يا حنين ، انا دا قدرى ومش زعلانه ، عارفين ليه اتمسكت بيهم قوى كدا ."
يوسف نافياً
" لا بس مش مهم ليه ، هما موجودين وهتربيهم ، ونفرح بيهم ."
حياه بتعب
" علشانك يا حنين ، علشان يبقي عندنا ولاد طول عمرنا بنقسم كل حاجة بينا ، بس دول بقي هيبقوا ليك لوحدك ."
حنين ببكاء
" كفاية يا حياه ، دول ولادك وهيعشوا في حضنك."
يوسف مؤكدا
" أيوة يا حياه ولادنا لينا ، جومي بالسلامة بس ."
حياه بإحساس بإقتراب النهاية
" اسمعوني مفيش وقت ، حنين يا يوسف هي اللي تربي الاولاد ، مش هيحسوا باليتم ابدا طول ما هي موجودة ، ارجوك يا يوسف ، وانت يا حنين ولادى هيبقوا ولادك متاكدة مش محتاجة اوصيكي ، بس ليا طلب ."
يوسف بحزن
" قولي يا حياه قولي ."
حياه
" سميهم حمزة وحور وحياه ، نظرت حياه لحنين ، فاكرة يا حنين ، الحلم القديم ."
حنين بإنهيار
" فاكرة ، فاكرة يا حنين."
حياه براحه
" كده اطمنت علي حنين ، وعلي ولادى ، هتوحشوني قوى ، بس هفضل وسطكم باولادى يا يوسف أمانتك انت وحنين.":
اؤما يوسف راسه بالموافقه ، فأغمضت حياه عيونها بإطمئنان ، وصعدت روحها إلي خالقها ، من الممكن أن تكون اكثر طرف مظلوم ، لكن هذه نهايتها ، قررت تنتهي لتعطي ثلاث اطفال حياه .
وهنا انتهت حياه من حياتهم ..........
..................
الفصل السادس والاخير
بعد انتهاء حديث حنين ،والافاقة من صدمتهم ، لتفزع هناء وهي تتحدث .
" بس أني مش حامل يا جدى ، أني بس جولت اكده علشان اخليه بتجوزني ."
همام بثقه
" خابر زين ، إنك كدبتي عليه ، بس إنك سلمتي ليه نفسك مش كذب ."
كادت أن تعترص لكن نهرها جدها.
" اوعاكي تكدبي ، أني خابر زين كل حاجة ، هتتحدتي ، ولا اجول أني ."
صمتت هناء وظلت تبكي .
همام
" أني بجا خابر الحكاية من زمان ، لم بتك كانت بترفض اي عريس ، وخايفه منينا ، وعينها اللي بتطلع علي يوسف ، شكيت أن في حاجة بيناتهم ، كلفت واحد يجيب ليا كل حاجة عن بتك ، ويوم كتب كتاب هناء ، دريت بالحجيجه ، بس الحجيجة الكدب ، الورج بيجول أنها اعترفت مفيش غصبنيه ، لم وجهتها خافت ، وحياه تعبت ، تاني يوم سمعت منيها ، وجولت ليها تكتب اسم طليجها واسم صاحبه في ورجه ، وبعد ما هملتني وجريت الورجه دريت انه حسام هو نفسه حسام جوز هناء ، دماغي شتت مني ، مبجتش خابر اعمل ايه ، علشان حج واحده ة، التانيه هتتوجع ، بعديها سألت حياه الله يرحمها ، جولت يمكن حنين كدابة وبتجول إكده من زعلها أن هناء هتتجوز ، مع أني خابر انها متتدراش اسم جوز هناء ايه ، بس حياه جالت الحكاية ، بس محدش كان عارف راحت يومها وين ولا الهدية دى كانت لمين ، وهي بس دلوجيت جالت ، خدت الجرار وجولت مبدهاش ، الصغيرة تنوجع ، لكن أني مش هجوزها واصل ، لخسيس زيه ، بعت رجالتي جابوه ويجيبوا كل ورجه واي حاجة عنديه ، لأن لم حنين جالت ورا باسم فيديو يبجي عنديه فديوهات تانيه ، فعلا بس معرفتش واصل أن هلاجي كسرة كبيرة جوى ، اشوف الغالية وهي بتبهدل وهو بياخد شرفها وهي بتعافر لاخر نفس ، واشوف الرخيصة التانية وهي مسلمه ليه ، حنين يا بتي حسام مش بس اللي إهنا ، طليجك كمان ولم درى بالحجيجه ، مصمم يردك تاني لعصمته ، طبعا دا مش موضوعنا دلوجيت ، جرب يا مسعود بيه " .
دلف ومسعود ومعاه رجل لم يظهر منه اي شئ ، ملامحه تقريبا غير مرايه ،بسبب كميه الجروح الرهيبه علي وجه وبجسده .
همام
" جوز بتك يا منصور ، اللي كان مسافر ، وااه نسيت اجولكم أني اللي خليته يتحددت ويا هناء ويجول ليها إكده ، أنت خسارة فيك النفس اللي بيشج صدرك دلوجيت ، مش تبجي بني آدم، ودلوجيت خدى تارك يا بتي بيدك ، هو تحت يدك أنتِ بس اللي تجوليه ، كفيت يا جدى ، جربي يا غاليه ."
حاول محمود ومنصور أن ينقضوا عليه أولا ، لكن نهرهم الجد وأمر الجميع بالبعد هذا تار حنين فقط .
اقتربت حنين وعيونها كلها غل منه .
" انت كسرتني لأنى كنت بطولي ، لوحدى ، بس شايف كل دول اهلي ، كل دول ليهم تار عندك زى ويمكن اكتر ، أنت مش بس دمرتني وسرقت شرفي ، لا أنت وبسببك خنت اقرب واحده ليا ، أنت الموت حتي ليك رحمه ."
واقتربت وظلت تضربه به بكل قوتها ، حتي همدت تماما ، تدخل الجد وجذبها داخل احضانه ، وهي تضحك تاره وتبكي تارة .
" خدو يا مسعد علي الجاعة اللي في اخر الطريج ، لغاية ما نشوف الحكم فيه ."
اقترب منه مسعد حتي صاح حسام
" الحقيني يا هناء ، هيقتلوا جوزك ، الحقيني حنين هتاخد كل حاجة وأنت هتسكتي ."
هو لعب علي وتر الكره بداخل هناء تجاه حنين فقط ، حاولت هناء الوصول لحسام لكي تمنعهم عنه ، تمسك بها والدها وظل يضربها ضربات مبرحه ، حتى همدت بين يديه ، كان يوسف مثل المغيب الدنيا اختل توازنها من تحت اقدامه ، اخته خاطئة ، وحبيبته مغتصبه ،وحياه ماتت ما كل هذا الوجع فاق علي صوت محمود وهو يتحدث بغل .
" ابوى الخسيس دا من حجي اني ، أني ابوها أولي بشرفها ."
همام بخبث
" لاه شرف حنين من شرف جوزها ، دلوجيت يا بتي هترجع لطليجك ، ولا ناوية علي ايه ، لأن اللي هتختاريه يبجي جوزك هو اللي هيخلص علي الكلب دا ، حتي لو تتجوزتي بعد ميه سنة جولتي ايه ."
هنا ظهر باسم وهو يستمع لكل شئ منذ البداية .
" حنين حقك عليا ، أنا اسف ،ووعد حقك من حسام هجيبه ."
حنين بسخرية
" دلوقت عايز حقى ، مش انا اللي كانت دايره علي لف شعرى ، مش انا اللي لفيت علي صحبك ، مش انا اللي مش شريفه وتربية واحده ست ، ايه نسيت كل دا ، نسيت أن جبتك اتحامي فيك زلتني اكتر وكسرتني ، نسيت أن بسببك قولت علي نفسي أن اللي حصل بمزاجي ، أنت زيك زى حسام لو هو دبحني ، فأنت كملت عليا ، نسيت أن حنين مكنتش بتسمح ليك بأصغر تجواز معاها ، كتبت كتابها عليك بس علشان تبقي براحتها وفي حدود ، انت ظلمتني ، وانا مش هأمن علي نفسي معاك ، اللي ميبقاش جنبي وقت كسرتي ، مش محتاجه دلوقت انت مرفوض يا باسم ، سامع مرفووووض ."
خرج باسم منكس راسه بالفعل هو من الأساس ، من باع ، كيف له أن يشترى بعد ذلك .
هناء وهي تضحك بقوة
" فاكرة إنك ةفوزتي لاه يا حنين ، أني هتجوز وابجي احسن منيكي ، ايوه طول عمرى بشوف عنيه منيكي ، بس جالي أنه بيعشجني ، أيوة أني مرته لكن انت هتفضلي إكده زي البيت الزحف ، أني هتزف ليه ، وهبجي ام ولاده ايوه ، يلا يا اما زوجيني حسام جاي يخدني ، بس متجوليش لابوى ، احسن حنين كدبت وجالت انه جوزها هي ، يلا يا هنا واجفه بتبكي إكده ليه ، كفاية هتجوز اللي بحبه ."
وظلت وتعذيب هكذا والجميع ينظر لها يتحسر علي حالها ، ماذا اكتسبتي من كرهك ، وعدم المحافظة علي شرفك وجسدك ، هذه هي النهاية المتوقعه .
" خد بتك علي فوج لغاية منشوف ضاكتور ."
كان هذا صوت همام وهو حزين علي هناء ، هي أولا وأخيرا حفيدته ، الذي شاهد طفولتها وشبابها وكان يتمني إن يزوجه بيده الي رجلا بمعني الكلمة .
اقترب محمود من سناء وضم حنين الي احضانه .
" حجك عليا يا بتي ، وتارك هاخده من حبابي عنيه ، بس أنتِ شاورى يا بتي ."
حنين وهي تمسح دموعها " إنك مسامحني ، وأني في حضنك مش عايزة حاجة تانيه يا بابا ."
محمود بفرحه
" يا ابوووى اخيرا جولتيها يا بتي ."
" وهفضل اقولها لآخر نفس ليا يا بابا ."
سناء وهي تقبل يد همام
" ربنا يبارك في عمرك يا حج ، نصفت بنتي وجبت حجها ، يخليك لينا يا حج ."
همام وهو يربت علي كتف سناء
" دى الغالية وحجها تار للعايلة كلتها ، ولا إيه يا يوسف ."
يوسف بحزن
" يوسف يا جدى مبجاش فاهم حاجة ، ولا خابر حاجة ، أني الدنيا كلتها انتهدت مره واحده حواليا ."
همام
" خد وجتك يا ولدى ، ولم تفوج بت عمك هتسمعك صوح يا حنين ."
صمت حنين لم تعرف بماذا ترد ، هل فعلا هي ستنصت له ؟ ام ستبتعد ويكفي ما حدث وتقضي باقي عمرها بجانب اولاد حياه .
.......................
ظل حسام محبوس لم تتاخذ حنين قرارها لكن لم يسلم كلا من محمود ومنصور يزورنه يومياً ويبريحوه ضربا ، ام هناء لقد اختلت عقليا ونقلت لمشفي الامراض النفسيه ، حنين بجانب الاطفال ، يوسف مختفي في غرفته .
كانوا جميعا جالسون ويشاهدون حمزة وحياه وهم بدأو بالحبو ، ام طريقة حياه للحبو كانت مختلفة كانت وهي جالسه ، كان الجميع يضحكون عليهم ، يوسف واقفا علي السلم ويراقبهم من بعيد .
سناء
" حياه بتزحف كيفك يا حنين ، مني خفيفة مشيتي جبل حياه ."
عند ذكر اسم حياه اختفت البسمه من علي وجه الجميع ، لتدخل حنين.
" يبقي علي كدا بقي حياه هتمشي اسرع ، ابدا حور وحمزة اسرع حتي شوفوا ."
وحملتهم وظلت تتحرك بهم بسرعه وهي تدغدغهم وهم يضحكون ، لتمد حياه يدها إلي حنين ، لترفعها حنين وتفعل معها مثل اخوانها .
ظل يوسف يراقبها وهي تضحك وتجرى وتلعب ، كيف لها أن تعمل كل هذا ،وهي بداخلها كم من الوجع الكبير .
اقترب منها يوسف
" حنين رايد اتحدت وياكي ."
حنين بخجل
" اتفضل ."
" مش إهنا ، تعالي معايا ."
ومسك يدها وسحبها خلفه بقوه ، جاء محمود يتدخل
استوقفه همام .
" هملهم لازمن يتحدتوا ، خليهم يعيشوا بجا ."
..................
في مكان بقرب من البيت لكن بعيد عن اعين الجميع
هتفت حنين بغيظ من فعلته
" اتفضل خير يا دكتور ."
يوسف رافعا حاجبه
" دكتور ! حنين أني عايز اجولك أني عشجتك ، بس حطي روحك مكاني ، أني اكتشفت أن حياه مجرد اعجاب وبس ، طول الوجت بدور عليكي ، يوم موت حياه ، رجعت وكت وحشاني جوى لجيت حياه في وشي ، لم جولت إنك وتين جلبي مكدبتش يا وحنين ، بس موتها وجعني اني خنتها ،كان لازمن ارمي الخيانه علي كتف حد ، وكتي أنتِ اللي جدامي ، سامحيني يا حنين ، ولو علي حجك من حسام ، وغلوتك عندي ، لدفنه بالحيا ."
حنين وبدموع
" خلصت كلام ، عارف يا يوسف لم قلت ليا اني حبيبتك كنت مقسومة نصين ، نص فرحان أن حب عمرى ملاكي شفني وحبني زي ما بحبه ، والنص التاني شايف اني خاينه ورخيصه ، عارف لم كنت بتضحك كانت الدنيا كلها بتضحك ، طول الوقت مستنياك ، طول الوقت انت دنيتي ، وأنا بالنسبة ليك هوا ولا شايفني ، كل اللي كانوا واقفين وبيجيبوا حقي ،كانوا مش مهمين زى ما أنا مستنيه انك أنت اللي تحيب حقي ، يوسف لو أنت حاسس إنك خاين ، فأنا خاينه من زمان قوى من يوم ما كنت بمثل أن فرحانه بفرحتك مع حياه وأنا بموت ."
يوسف وهو يقبل يدها
" حجك عليا وتين جلبي ، وحجك هجيبه ، وهتشوفي ."
حنين بقلق ة
" والمستقبل ."
يوسف بإبتسامة
" المستجبل لينا أني وانت وولادنا يا وتيني ."
" ومش هتقول ليه اكمل حياتي مع واحده ."
" اوعاكي تكملي ، أنت ست الناس، جولي موافجه بجى ."
حنين
" اشوف تارى من حسام الاول ."
يوسف بغيره
" متجبيش اسم راجل علي لسانك تاني واصل ."
حنين
" مفهوم ."
....................
في مكان حسام
دخل يوسف وحنين معه ، اقترب منه يوسف بغل ، وبدون اي حديث قام بضربه بكل قوته .
حنين بخوف علي يوسف
"كفاية يا يوسف هيموت في ايدك ، كفاية علشان خاطرى ، خلاص سيبه لربنا ."
يوسف بمكر وهو يقبل رأس حنين
" ههمله يا حنين ، أنت خساره ازفر يدى بدمك النجس."
حنين باستغراب
" قصدك إيه ."
يوسف
" مسعود ، زى ما هو إكده بربطته دى ، وهمله في الجبل ، وهو وحظه عجارب ،تعباين ، ديابه ، أنت وبختك ، خد الخسيس دا من جدامي ."
حنين بشكر
" شكرا ، شكرا علي كل حاجة ."
يوسف
" الشكر ليكي يا حنين ، إنك جوا جلبي ."
..............................
طلب يوسف يد حنين من عمها ، ووافق وقاموا بتحديد موعد للزفاف بعد ٦ اشهر ، وهذا لعادتهم اولا ، ثانيا لتكون حنين نفسيا استعدت للزواج ، جهز يوسف جناح له ولحنين في منتهي الرقة ، هنا وعز تعارفوا واحبته هنا وهو الاخر بادلها مشاعر صادقة ، واعترف انه كان سيندم لو وافقت حنين عليه ، وهي علمت أنه لم يري حنين ابدا ، طلب والده لها كان من باب العادات فقط ، ام هي اصبحت رفيقته ، محمود يعوض سناء وحنين عن بعده ، حالة هناء تزداد سواءً ، لم يمانع الجد في أن يذهب اي احد لزيارتها لكن الجميع رافض ،،ماعدا صفيه كانت تذهب لها مرتين بالشهر ، توالت الأيام والشهور ووصلنا لليوم الموعود ، جهز الجد فرحا كبيراً ، لاحفاده ، لم تشتري حنين فستان زفاف ، وكانت سترتدى فستان حياه ، الذي هو بالاصل بفستانها.
داخل غرفه حنين
كانوا يجهزون ، وعندما مدت يدها لتفتح الدولاب ، لتردي الفستان ، لم تعثر عليه ، صدمت وكادت أن تبكي ، حتي دخلت عليها سناء وصفيه وهم يحملون فستان اروع مما كانت تتمناه.
" ايه دا ، بتاع مين ."
قالتها وحنين بسعادة ممزوجه بالدهشه .
سناء
" فستانك يا جلبي ، جوزك اشتراه ليكي مخصوص ."
حنين بدموع
" بجد دا فستاني."
صفيه
" لاه مفيش بكي دلوجيت ، عندينا فرح , وأجهزى طوالي ، الراجل اللي هيصوركم تحت ."
خرجت صفيه لتري ابنتها ، وبقيت سناء
" ماما دا بجد ، النهاردة فرحي علي يوسف ، ودا فستاني ، وحقي من حسام خدته ، وفي وسط عايلتي صح ."
سناء
" انت طيبه يا بتي ، وتستاهلي كل خير ، يلا اجهزى جوام ."
بالفعل ارتدت حنين الفستان ، وتم عقد القران ، واستلمها يوسف وخرجوا للحديقة الخلفيه ، واخذوا بعض من الصور ، وكانت فرحة حنين لا توصف ،.
" بجيتي كيف الجمر ، لاه جمر إيه ، دا الجمر يستحي منيكي ،، وأنت اجمل منيه أكده ."
هتف بها يوسف بحب واضح
حنين
" يوسف بتكسف ، المهم فاكر وعدك."
يوسف بتاكيد" فاكر يا وتيني ، يلا بينا ، همي احسن يفتكروا ههربك وياكي جبل الفرح ."
..................
امام قبر حياه
يوسف
" كيفيك يا حياه ، اتوحشتك جوي ، العيال بجي عنديهم سنه ، وبيمشوا ومجننين الكل ، النهاردة انا وحنين هنتجوز ، خابر إنك لو لسه عايشة ، مكنتيش هتمنعي ،لانك بتحبيني واحنا كمان واني هحافز علي ولادنا ، وعلي وتين جلبي ، وهحميهم من اي وجع أو جلج ."
حنين
" حياه تؤامي ، وحشتيني ، سامحيني أن مقدرتش ، بس بحبه ، اعمل ايه ، والله حاولت بس القلب مفيش عليه سلطان ، ولادك في عيني وقلبي دول هدية منك ، وواوعدك انهم اهم حاجة في حياتي ، هتوحشينا اكتر واكتر ، بس ولادك وسطينا ."
دعوا لها ورحلوا وتركوها ، ليبدؤا حياتهم بدون قلق ، ولاخوف ، حياه مليئة بالحب ، حياه بها روح حقيقية .
حياه بدون خيانة .........
..........................انتظروني بقصة جديدة وممتعة لاتنسو لايكات وتعليقات ومتابعة علشان يوصلك كل جديد
تعليقات
إرسال تعليق