القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية غزوة حب الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات والوصفات

اعلان اعلى المواضيع


رواية غزوة حب

 الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر


يتسطح اعلي فراش المشفي بـالعناية المشددة لا حول له و لا قوة غائب في دنيا من اللاوعي يلف ضمادة كبيرة حول صدره تصدر الاجهزة المحاوطة به صوتها المعتاد الذي يمزق قلب تلك الواقفة خلف الزجاج الشفاف الذي يظهره امامها غافي بـعالم اخر تمسد علي الزجاج و كأنها تتلمسه و هي تبكي بـحرقة حتي احمر وجهها بـشدة و اصبح كـ الدماء مشهد سقوطه امامها بعد ان تلقي تلك الرصاصة التي خرجت من سلاحه الناري كانت بـمثابة موتها وجدت من يربت علي كتفها بـحنو لـ تلتفت بـرأسها لـ تجدها والدت شهاب التي تكاد تنهار من شدة بكاءها علي فلذة كبدها احتضنتها فيروز بـقوة و هي تبكي تربت علي ظهرها لا تعلم اتواسي نفسها ام تواسيها هي استمعت اليها تهمس من بين شهقاتها : 

_ شهاب بيموت يا فيروز 


هزت فيروز رأسها بـنفي سريعاً ضد كتفها و هي تتمسك بها باكية بـقوة هامسة بـألم : 

_ لا يا طنط عشان خاطري متقوليش كدا شهاب هيبقي كويس 


ابتعدت قليلاً عن والدته تمسح دموعها و هي تقول : 

_ انا اسفة يا طنط اللي حصله بسببي و انا مش هسامح نفسي 


نظرت من الزجاج مرة اخري تتأمل شحوب وجهه الذي يفتقر الحياة و هي تعود الي ماضي قريب حين تقفت انفاسها و هي تراه مستعد للـموت حقاً 


فلاش باك 


نظرات الرجاء منها و توسل ان لا يفعل و لكن قد اصر الا يعيش ذلك الموقف مرة اخري يكفي ما عاشه حين تقدم لـخطبة ياسمين و زواجه منها اما ان تكون له او سـ يتخلص من ذلك الثقل الذي يضغط عليه حد الموت ضغط بـالسلاح علي رأسه لـ تتقدم هي منه بـارتجاف و هي تهمس :

_ نزل ايدك يا شهاب عشان خاطري لو بتحبني متعملش كدا انت كدا هتأذيني 


أعينه الحزينة تحكي قصة عشقه لها علي مدار سبع سنوات دمعت عينه و هو يبتعد عنها خطوة قائلاً : 

_ انا مؤذي ليكي دايما 


هزت رأسها بـنفي و هي تبكي و هي تتقدم اليه من جديد بـحرص تحاول ان تأخذ منه السلاح قائلة : 

_ انت كدا مش بتحبني يا شهاب لو بتحبني بجد هاتي المسدس دا اوعدك مش هطلع مش هتجوزه و الله 


ظل ثابتاً متجمداً لا يبدي اي رد فعل ما كادت ان تتحدث من جديد حتي فتحت زينة الباب سريعاً تقول بـتوتر و لم تلاحظ السلاح بـيد شهاب : 

_ عمو اكرم جاي يأخدك يا فيروز المأذون جيه 


علي صوت بكاءها بـحدة لـ تنظر زينة نحو شهاب و تشهق بـحدة واضعة يدها علي فمها لـ تنظر فيروز الي شهاب و هي تقول بـصوت مرتجف : 

_ استخبي عشان خاطري مش هطلع وعد مني مش هطلع معاه بس استخبي 


اشار اليها و هو يبعد عن رأسه السلاح الي الستار قائلاً : 

_ هستخبي بس اقسم بالله لو خطيتي خطوة واحدة برا الاوضة دي هفرغ المسدس في دماغي و انا هعملها يا فيروز 


انهي جملته و تحرك نحو الستار لـ تنظر فيروز نحو زينة التي تقدمت منها تنظر اليها بـحزن من بكاءها الحاد و ما اوقعت نفسها به ، فتح اكرم الباب يبتسم بـهدوء تقدم منها و هو يتحدث قائلاً : 

_ يلا يا فيروز احمد جيه و معاه المأذون 


نظر الي وجهها الباكي و مد يده لـ يمسح دموعها و هو يتسأل : 

_ بتعيطي لية يا فيروز 


نظرت اليه فيروز بـأعين راجية و هي تمسك بـيده بـقوة قائلة : 

_ انا مش عايزاه يا بابا عشان خاطري بلاش 


سحب اكرم يده منها و هو يقول بـحدة من بين أسنانه : 

_ نعـــم !! يعني اية بلاش يعني اية مش عايزاه انتي عايزة تفضحيني خطيبك و الناس اللي برا


هزت رأسها بـنفي و هي تنظر نحو الستار القابع خلفها شهاب ممسك بـسلاحه ، مسحت دموعها و هي تتوسل قائلة : 

_ عشان خاطري يا بابا متعملش فيا كدا انا مش عايزاه ابوس ايدك يا بابا بلاش هو بلاش يا بابا 


امسكت بـيد والدها تجذبها و تقبل بها عدة مرات و هي تقول بـبكاء : 

_ ابوس ايدك و رجلك يا بابا مش عايزاه هتجوزني بالعافية 


امسك اكرم بـحجابها بـغضب يجذبها نحو الخارج و هي تتمسك بـيده ترجوه الا يفعل و بكاءها لا يتوقف و ما كادت ان تتحدث حتي خرج شهاب من خلف الستار يشهر السلاح نحو فيروز يريها اياه و هو يقول : 

_ فيروز 


التفت اكرم ينظر اليه بـصدمة و هو يترك فيروز متحركاً نحوه يقف أمامه قائلاً بـغضب صكاً علي اسنانه : 

_ بتعمل اية في اوضة فيروز يا شهاب يوم كتب كتابها 


ثم نظر الي السلاح بـغضب يتزايد قائلاً : 

_ بتهددها بـالمسدس طب اية رأيك بقي انها هتخرج معايا كتب الكتاب دلوقتي حالاً 


توجه اكرم نحو فيروز من جديد التي كانت تراقب ردة فعل شهاب و ما رفع السلاح من جديد مصوباً اياه نحوه حتي ركضت اليه لـ تمنعه من ذلك ابعدت السلاح عن رأسه بـصعوبة و هو يتحرك بـاعتراض و كأنه في حالة من اللاوعي و لكن خرجت الرصاصة رغماً عنهما صوباً بـصدره و بـالقرب من قلبه و دوي صوت الرصاصة عالياً 


باك


انتفضت حين ودت صوت الرصاصة من جديد بـاذنها جعلها تفيق من تخيلها ، التفتت تبحث بـعينها عن شريف شقيقه و صديقه الاقرب تقدمت نحوه و هي تحاول ان تتجاهل نظرات والدها الغاضب و بـشدة و جلوس ياسمين تنظر اليها كان هدفها الوحيد الآن ان تعلم ما كان مسجل علي الهاتف فـ حين انتقل شهاب الي المشفي قد تناست هاتفه تماماً وقفت جوار شريف و هي تمسح دموعها بـكف يدها بـهدوء متحدثة : 

_ شهاب قالي انك مسجل حاجة علي الفون بتاعه بس انا نسيته ممكن تقولي اية اللي متسجل يا شريف من فضلك 


نظر اليها شريف و الحزن الشديد يحتل ملامح وجهه بـالكامل حتي تنهد بـضيق و هو يقول : 

_ اللي متسجل دا هو كل اللي حصل و فرق بينك انتي و شهاب هو اه الظرف ميسمحش بس لازم تعرفي كويس ان شهاب مظلوم في كل اللي حصل 


بدأ شريف يسرد لها كل ما حدث و هي تستمع اليه بـاهتمام ملامحها تتحول للابيض الباهت و شفتاها التي اصبحت تحوي زرقة قاتمة اللون جسدها الهش الذي بدأ بـالارتجاف دموعها لا تدري كيف تتساقط و لا تستطيع ايقافها ، نظر لها شريف بـاسف قائلاً : 

_ عمي حلف شهاب علي المصحف عشان يضمن انه ميقولكيش حاجة لان انتي عارفة شهاب في الحكاية دي الا الحلفان و كمان ياسمين كانت ممضياكي علي ورق ابيض كانت هتوديكي في داهية لو عرفتي حاجة و دا اللي كان مسكت شهاب عن اي كلمة توصلك 


شهقت بـحدة و شعرت بـقلبها يـخلع من مسكنه و هي تنظر الي والدها و ياسمين الجالسون و داخلها شعور مضطرب نحوهم شعور من العتاب و اللوم و ايضاً بعض البغض الذي بدأ يتغلل حنايا قلبها لـ يتحدث شريف من جديد قائلاً : 

_ عارف ان الموضوع صعب استوعبه مع اللي حصل النهاردة بس كان لازم تعرفي عشان تسامحي شهاب دي اكتر حاجة هتبسطه لما يقوم بالسلامة 


وقفت عن المقعد و هي لا تستمع الي اي اصوات و لا تشعر بـأي شئ فقط تسير متخبطة بـممر المشفي و كلمات شريف تدوي صداها بـاذنها كـ احتفال صاخب لا نهاية له حتي خرجت من المشفي بـالكامل و جلست علي الدرج و بدأت دموعها بـالانهمار من جديد و صوتها عالي حاد يكاد يمزق نياط قلبها من شدته رفعت رأسها الي الاعلي و هي تتنفس بـصعوبة متحدثة من بين لهاثها القوي : 

_ لا دي نهاية اصعب من اللي قبلها مش هقدر اتحمل مش هقدر 


انخرطت بـالبكاء مرة أخرى حتي وجدت من يمد يده يـحاوط كتفها نظرت سريعاً لـ تجدها زينة التي جلست جوارها علي الدرج و هي تقول : 

_ مقدرتش اروح و انا عارفة انك هتبقي كدا 


اسرعت فيروز بـاحتضانها و هي تصيح بـصوت به بحة من شدة البكاء : 

_ انا هموت يا زينة مش عارفة اية اللي بيحصلي دا 


ربتت زينة علي كتفها و هي تهمس بـهدوء : 

_ اهدي يا حبيبتي و الله هيبقي كويس 


ابتعدت فيروز عنها تنظر اليها و هي تطرق بـيدها بـقوة علي فخذيها قائلة : 

_ شهاب مخانيش بمزاجه ياسمين ضحكت عليه يا زينة 


ضربت فوق فخذيها من جديد و لكنه بـقوة اكبر و هي تصرخ بـحدة و لم تهتم الي اي شئ : 

_ ياسمين هي اللي خانتني يا زينة اختـــي يـا زيــنــة اختـــي 


احتضنتها زينة من جديد حتي تشبثت الاخري بها و لم تكف و لا لحظة واحدة عن البكاء بـحسرة علي ما حدث من اقرب الأقربين و بـالاخص والدها الذي كان يعلم بـكل ذلك و اصر ان تتزوج من احمد رغماً عنها 


***********************************

صعدت مهلكة الي الاعلي من جديد تطمئن علي حالته و لكن لازالت النتيجة كما هي شهاب لم يفق حتي الآن اعادت ظهرها الي الخلف و هي تغمض عينها و الي جوارها زينة كل خمسة دقائق تطمئن انها بـخير حتي رأت الطبيب المشرف علي حالة شهاب و هو يتوجه الي غرفته انقطعت انفاسها لـبعض ثواني بـتوتر حتي دلف الطبيب للداخل و بعد دقائق خرج الطبيب متحدثاً بـهدوء : 

_ الحالة لحد دلوقتي مش مستقرة و لو عدي عليه ٢٤ ساعة و هو كويس هنعدي مرحلة الخطر بس من فضلكوا بلاش التجمع دا اللي هيفضل معاه حد واحد بس


نظر الجميع الي بعضهم البعض حتي نطقت والدته بـارهاق : 

_ انا هفضل مع ابني لحد ما يفوق 


لـ ينظر اليها زوجها السيد احمد بـقلق لـ هيئتها و هو يتحدث بـحزم : 

_ روحي ارتاحي انتي انا موجود معاه و هبلغك لو فاق 


تقدم منهم شريف يتحدث بـهدوء : 

_ لا حضرتك و لا ماما هتفضلوا هنا يا بابا انا هفضل مع شهاب متقلقش


بعد اصرار كبير خرج الجميع من المشفي و نظرت فيروز نظرة اخيرة نحو شهاب تتمني ان يستيقظ و ان يتحدث اليها بـكل ما بـداخله ثم ذهبت خلف والدها تعلم ما سـيحدث بعد ان تصل الي المنزل و كأنها كان تعلم ما سـيفعل والدها فـ حين دلفت الي داخل المنزل امسك اكرم بـيدها بـقوة لـ تلتفت اليه بـهدوء و لكن التف وجهها مرة اخري حين تلقت صفعة قوية من والدها لـ تصرخ هي بألم و كادت ان تسقط الا انه ضغط اكثر علي يدها حتي لا تسقط وضعت يدها علي وجهها و هي تنظر اليها بـجمود في حين تحدث هو غاضباً : 

_ فضحتيني ادام الناس الكل بيتكلم اية اللي يخلي جوز اختك يضرب نفسه بالنار عندك في الاوضة اية يخليه موجود عندك في الاوضة


صمتت و لم تتحدث و لو بـبنت شفة لـ يتحدث هو قائلاً : 

_ ابو احمد كلمني فسخ الخطوبة و طلب شبكته و كل حاجاته 


ابتلعت ريقها و سقطت دمعة منها علي وجنتيها قائلة : 

_ و اية اللي يخليك متقوليش علي اللي ياسمين تعمله و اية اللي يخليك تبقي عايز تجوزني احمد غصب عني و انت عارف كل حاجة اية اللي يخلي ياسمين اختي تعمل فيا كدا


تنفست بـصعوبة في حين ترك اكرم يدها ابتسمت بـألم و هي تقول : 

_ اتغيرت اوي يا بابا 


توجهت نحو غرفتها جمعت كل شئ يخص احمد في حقيبة كبيرة و خرجت بها الي والدها و هي تقول : 

_ دي كل حاجة لاحمد عندي و الشبكة كمان كدا تمام


ما كادت ان تدلف الي غرفتها من جديد حتي استمعت الي نداء والدها لها لـ تلتفت اليه بـأعين حزينة و هي تسبقه قائلة : 

_ انا مش زعلانة انا كويسة 


دلفت سريعاً الي غرفتها و اغلقت الباب جلست علي الفراش تنظر الي دماء شهاب المتناثرة علي ارضية الغرفة بـشكل مؤذي لـ قلبها المتألم لاجله مدت يدها نحو هاتفه الملقي علي فراشها اغمضت عينها و هو تتذكر 


فلاش باك 


كانت تمسك هاتفه تري العيادة بعد التجهيزات الطبية الذي اجراها شهاب و هي تبتسم اليه قائلة : 

_ تحفة يا شهاب بجد كل حاجة فيها تجنن بس اشمعنا كل الاوض بيضا ما عدا اوضتك فيروزي 


ضحك مستنداً علي سور الشرفة قائلاً :

_ عشان تفضل معايا فيروزي حتي و انا بعيد 


ابتسم بـخجل و هي تنظر الي الهاتف من جديد و لكن قد اغلق لـ تمد يدها اليه و هي تقول :

_ افتح الفون اشوفها تاني 


مرر يده علي خصلات شعره مبعثراً اياها و هو يقول : 

_ ٢٥/٤/٩٧


نظرت اليه فيروز قليلاً بـتعجب و هي تقول : 

_ دا عيد ميلادي 


هز رأسه بـايجاب بـاعتيادية و هو يقول مؤيداً :

_ ايوة افتحي 


باك


نقرت علي شاشة الهاتف بـيوم ميلادها لـ يفتح الهاتف و تري الشاشة مزينة بـصورة لـه و بـيده وشاحها الروز المميز بـالنسبة لها فـقد كانت هدية منه اليها حين سمحت له ان ينادي لها بـأسم "روز" حبست دموعها و بدأت بـتفحص هاتفه و استمعت الي ذلك التسجيل مرة اخري ، مررت يدها علي جميع التسجيلات و انتقت احدهم عشوائياً لـ يدق قلبها بـشكل مضطرب و هي تستمع الي صوتها يتحدث اليه في مكالمة بينهم تسطحت علي جانبها الايمن و هي تكمل استماعها الي محادثاتهم و لم تكف عينها عن ذرف دموعها 


**********************************

عادت الي المنزل بعد يوم شاق انتهي بـنهاية مأسوية بـالنسبة لـ صديقتها العزيزة متأثرة و بـشدة من ما حدث ما حدث لها اهون بـكثير مما حدث لـ فيروز كانت تتقبل القدر لـ يصدمها الواقع تنهدت بـضيق و هي تصعد الدرج فتح باب شقة عمها و ظهر حسام امامها يقف قبالتها ينظر اليها بـتفحص وهو يتحدث قائلا :

_كنتي فين 


تنهدت بـثقل بـقلبها وهي تنظر اليه قائله بـهدوء :

_كنت في كتب كتاب فيروز 


_اتاخرتي ليه 


تسأل هو هو يعقد ذراعيه امام صدره لـ تغمض عينها وهي تصعد الدرج متحدثه بـارهاق :

_ معلش يا حسام مش قادر اتكلم دلوقتي


صعد الدرج خلفها يمسك بيدها يوقفها عن الصعود وهو يتحدث قائلا :

_ممكن تفهميني مالك


وقفت تستني ظهرها على الحائط وهي تنظر اليه مطولا قلبها يحتضنه لا تريد الابتعاد عنه ولكن لظروف راي اخر بنظرها ادمعت عينيها ولازالت تفحص وجهه حتى همست اليه بـضعف :

_انا بحبك يا حسام لو حصلك حاجه انا هموت 


تخيلت مشهد فيروز امامها وهي تبكي بمراره علي فراق شهاب لتضع نفسها محلها كادت ان تنهار من شده الخوف يبدو ان قلبها الضعيف لا يحتاج غيره ، وجدته يبتسم باتساع وهو ينظر اليها بـسعاده كان يظن ان الطريق لـ كسر عنادها طويل و يكاد يكون مستحيل امسك بـوجهها بين يديه و هو يقول :

_ بتتكلمي بجد يا زينة انت عايزاني زي ما انا عايزك


مالت علي كف يده تستند عليه و هي تهز رأسها بـايجاب لـ يسرع بـجذبها اليه يحتضنها بـقوة يكاد ان يكسر عظامها من شدة اطباقه علي جسدها و هو يردد بـأذنها : 

_ انا كمان بحبك اوي يا زينة بحبك و مش متخيل اني ابعد عنك او اسيبك 


لم تتردد و هي ترفع ذراعيها تحتضنه هي الاخري بـحب تدمع عينها من فكرة فقدانه لا تريد ان تفقده تريد ان تظل معه لا يغيب عنها يوماً لا يغيب و لا يصيبه مكره يجرح قلبها


***********************************

في الصباح كان اول من تحرك للـذهاب الي المشفي لـ تطمئن عليه وجدت شريف يجلس علي المقعد يبدو عليها الارهاق الشديد و عينه حمراء من شدة شعوره بـالنعاس لـ تتقدم منه و هي تتحدث اليه بـرفق : 

_ قوم ارتاح انت يا شريف 


هز شريف رأسه و هو يعتدل بـجلسته قائلاً بـصوت خافت : 

_ لا انا كويس يا فيروز 


مد يده نحو المقعد الاخر قائلاً : 

_ اقعدي 


جلست فيروز علي المقعد المقابل له و هي تقول بـتنهيدة طويلة : 

_ شهاب عامل اية 


_ زي ما هو 


اختصر بـجملته تلك و هو يفرك عينه لـ تقف مرة اخري امام الباب تمسك بـالمقبض : 

_ انا هدخله و انت راقب عشان لو الممرضة 


صمت قليلاً بـتفكير و من ثم هز رأسه بـموافقة لـ تفتح الباب و تدلف سريعاً غالقة الباب خلفها وقفت امامه تتأمل ملامحه تبتسم و هي تتحدث اليه بـهدوء : 

_ شهاب فوق عشان في حاجات كتير عايز اقولك عليها 


جلست علي طرف الفراش و مدت يدها تمسد علي عروق كف يده البارزة بـسبابتها و هي تقول : 

_ احمد فسخ الخطوبة و اخد شبكته فوق عشان تعرف دا فوق عشان تعرف اني عرفت الحقيقة 


انحنت قليلاً حتي وصلت الي اذنه تهمس و هي مختنقة بـالدموع : 

_ انا بحبك يا شهاب 


استقامت مرة اخري و هي لازالت تتلمس عروقه حتي استمعت الي اضطراب دقات قلبه حيث اصدر جهاز القلب صفير حاد شحب وجهها و هي تنظر الي وجهه تمسد علي وجنته و هي تردد بـقلق :

_ شهاب شهاب انا جنبك شهاب 


دلفت الممرضة و معها شريف الذي لم يلحق ان يحذر فيروز بـوجودها نظرت اليها الممرضه وهي تتحدث بـحدة قائله :

_انت ايه اللي دخلك يا انسه هنا اتفضلي برا 


اشارت فيروز بـيدها الي شهاب و هي تقول بـارتجاف : 

_ طب شوفي في ايه بس هو كويس انا هطلع بس اما اطمن عليه 


بدأت الممرضة تفحص ما يحدث لـ يهدئ دقات قلبه و يٱن بتألم لـ تنظر اليهم الممرضة و هي تقول : 

_ انا هنادي للدكتور بدأ يفوق  


ابتسمت فيروز بـسعادة و هي تتقدم منه مرة أخري تنظر اليه منتظرة ان يفتح عينه ان تراه بـخير رأته يشدد علي جفنيه لـ تجثو بـجوار الفراش تنظر اليه بـلهفة تردد اسمه بـهدوء حتي فتح عينه حمدت الله كثيراً حتي همس بـضعف : 

_ فيروز 


دق قلبها بـقوة و هي تمسك بـيده هي بـارادتها لاول مرة تمسك بـيده لـ تتحدث قائلة : 

_ انا جنبك يا شهاب جنبك 


شدد علي يدها بـضعف شديد حتي دلف الطبيب و بدأ في فحصه و ما ان انتهي حتي تحدث قائلاً :

_ الحمد لله مرحلة الخطر عدت علي خير


خرج الطبيب بعد ان امر بـخروجهم و لكنها لازالت تمسك بيده رفع يده الأخري يمسح دموعها التي تزين وجنتيها و هو يهمس بـصوت خافت : 

_ انا كويس 


هزت رأسها و هي تنظر الي عينه بـعتاب علي ما فعله بها و ما جعلها تشعر به لـ يغمض عينه بـاعتذار و هو يتحدث : 

_ متبصليش كدا 


ابعد يده عن وجهها لـ تميل نحوه قليلاً قائلة :

_ متجربش تعمل كدا تاني متختبرنيش فيك عشان انت 


تنفست و الندم يأكلها علي ما تقوله لـ زوج اختها الا انها همست بـصعوبة :

_ عشان انت اغلي ما ليا عشان مقدرش اشوفك كدا 


اجهشت بـالبكاء من جديد و هي تنحني تضع رأسها علي الفراش لـ يمد يده يـضعها علي رأسه و هو يقول : 

_ عايزك تسامحيني علي كل حاجة حصلت عايزك تعرفي الحقيقة و تقوليلي انك مصدقة و عارف اني عمري ما اخونك 


رفعت رأسها تنظر الي الاعلي بـاعين تغرقها الدمع قائلة : 

_ انا فعلاً عرفت الحقيقة عرفت كل حاجة يا شهاب و مش عارفة هما عملوا فيا كدا لية حتي بابا لما عرف 


رد عليها بـهدوء لكي يطمئنها : 

_انا مش عايز اي حاجه تأثر عليك ولا حاجه توجعك وانا جنبك 


هزت رأسها بـايجاب و هي تهب واقفة عن الارض تقول بـصوت مختنق : 

_ بس غلط اللي بعمله مش من حقي ابقى جنبك و لا من حقي امسك ايدك مش من حقي نظره عينيك حتى هو ده اللي وجعاني يا شهاب


التقط يدها قبل ان تبتعد عن جواره لـ تلتفت تنظر الي يده الممسكة بـيدها لـ يتحدث بـصوت غليظ يأتي من اعماق قلبه : 

_ انا طلقت ياسمين 


رأيكوا .. تفاعل زي البارت اللي فات ٩٠٠ لايك .. تشجيع


الفصل الخامس عشر

غزوة حب 

حصري لجروب قصص و روايات اسماء ايهاب


يجلس شهاب بـعيادته يتابع عمله بعد ان تعافي كلياً امسك بعض الاوراق الموجودة علي المكتب يضعها بـاحدي الادراج ثم عاد الي الخلف يستند بـظهره علي المقعد متنهداً بـراحة يشعر بها منذ أن علمت فيروز بـالحقيقة منذ ان ظهر الامل مرة اخري يتراقص امام اعينه شرد ذهنه الي ذلك اليوم الذي كان يتمزق به و هو يعلم انه و ان تأخر عنها قليلاً لـ اصبحت زوجة لـ احمد 

فلاش باك

دلف الي شقته سريعاً يبحث بـأعين غاضبة تقدح شراراً عن ياسمين و اتجه الي غرفتها يقتحمها بـهمجية لا يليق به شهقت ياسمين بـخوف شديد حين رأته امامها بـكامل غضبه لـ يخرج السلاح من داخل ملابسه يشهره بـوجهها و هو يتقدم نحوها يقبض علي خصلات شعرها بـقوة و هو يسحبها عن الفراش يقفها أمامه قائلاً بـصوت جهوري : 

_ فين الورق اللي عليه توقيع فيروز 


ارتجفت و هي تنظر اليه بـأعين تهتز بـخوف شديد يقتحم جسدها و هي تراه بـكل هذا العنف لـ تصمت ناظرة اليه بـارتجاف لـ يهزها بـعنف بين يديه و هو يصرخ بها : 

_ اية اتخرستي فين الورق 


ابتلعت ريقها بـصعوبة و هي ترفع يدها لـ تمسك بـيده تبعده عنها و ما زاده ذلك الا عنفاً حيث قبض اكثر يشدد علي خصلاتها حتي تمزق بعضها بـيده و هو يتحدث : 

_ايدك متلمسنيش 


ابعدت يدها سريعاً عنه و هي تصرخ بـألم شديد من شدة جذبه لـ شعرها لـ يقرب وجهه منها اكثر و بـطريقة اكثر رعباً اثارت رعبها تحدث : 

_ لو مجبتيش الورق حالاً هموتك و انا خلاص اتجننت و اعمل اي حاجة


ادمعت عينها و هي تهز رأسها بـنفي سريعاً و هي تتحدث :

_ طب ابعد المسدس 


نكزها بـالسلاح عدة مرات بـكتفها و هو يصك علي اسنانه متحدثاً : 

_ انطقي احسن ما افرغه في دماغك دي 


هزت رأسها بـايجاب و قد شحب وجهها بـرعب و ذهب بصرها نحو السلاح و من ثم اشارت بـيدها نحو خزانة الملابس لـ يلتفت شهاب ناظراً نحو الخزانة لـ يجذبها معه امام الخزانة و وضع السلاح بـرأسها قائلاً بـحدة : 

_ هاتي كل الورق 


بـارتجافة مدت يدها تأخذ كل الاوراق الموجودة تخص فيروز لـ تمد يدها بهم اليه لـ يجذبهم بـقوة و لـ يدفعها نحو الفراش و يذهب نحو المطبخ اخذ القداحة و اشعل النيران بـالاوراق حتي تلاشت و اصبحت رماد تنهد بـارتياح و خرج اليها من جديد نظر اليها بـأعين تقدح غضباً و ملامح مشمئزة و هو يتحدث : 

_ انا مش عارف انا كنت مستحمل كل دا عشان شوية الورق دول ازاي كنت بالغباء دا و سيبتك تستغليني و انتي مخبية الورق هنا و عمالة تضحكي عليا و انه مش معاكي 


تقدم يقف امامها يشير اليها بـسبابته بـتحذير قائلاً بـحدة :

_ هتقوليلي دلوقتي علي سبب كرهك لفيروز و انك تعملي فيها و كل حاجة فاهمة


هزت رأسها بـايجاب و قد ارتجف جسدها حين تقدم منها بـاعينه الحادة و بدأت بـسرد كل شئ فقط لـ يتركها فـ قلبها ينتفض بـخوف منه و حين انتهت ، نظر اليها من اعلاها الي أسفلها بـرغبة عارمة في تقطيع جسدها الي قطع صغيرة و هو يتحدث بـحدة :

_ انا كنت وعدت ابوكي ان احافظ علي اسمه و سمعته بس ابوكي كان اناني و قرر يبعدها عني و يجوزها عشان مقدرش اقرب منها تاني لولا ابوكي كنت طلقتك من زمان و بسبب انانية ابوكي و اللي عمله .. انتي طالق 


نطق بها و هو يشعر بـراحة شديدة تغمره لـ يهرول نحو الشرفة حاول ازاحت الستار العازل بينه و بين فيروز و لكن لا ينزاح لـ يبدأ في تمزيقه بـشراسة و يقفز الي شرفة فيروز يريد مواجهة ما يحدث و ان كان بها موته ..

باك


عاد من ذاكرته يتنهد بـراحة لـ يمد يده يأخذ هاتفه الذي اعادته اليه فيروز يفتح غرفة الدردشة الخاصة بهم و يبعث بـرسالة إليها محتواها "وحشتيني" ابتسم و هو يضع الهاتف بـمحله ينتظر ردها عليه


**********************************

في رواق المشفي كادت ان تفتح باب العناية المشددة كـكل يوم الا انها استمعت الي صوت رسالة جديدة من هاتفها لـ تخرج الهاتف من زي عملها ابتسمت حين وجدت تلك الرسالة التي انعشت قلبها و لكن لا تريد الاختلاط به مرة اخري لا تريد العودة بـذلك الطريق معه و الذي اصبح منتهي بـالنسبة لها داخلها جزء لا يراه الآن الا انه بـيوم كان زوج شقيقتها و جزء اخر متيم بـعشقه و خصيصاً بعد ان كاد يموت لأجلها تجاهلت الرسالة و دلفت الي العناية تقدمت تجلس علي المقعد الموجود كما اعتادت تنهدت و هي تعود بـظهرها الي الخلف قائلة : 

_ متلخبطة اوي يعني انا مش عارفة اعمل اية علاقتي انا و بابا كانت مثالية انا حتي مش عارفة هو عمل معايا كدا لية كنت رضيت و قولت يمكن احمد يعوضني اللي ضاع مني مع شهاب بس كنت مستنية فرصة معاه مكنتش متوقعة ان بابا يجبرني علي حاجة و خصوصاً جواز 


وضعت يدها علي وجنتها التي تلقت صفعتين قويتين من والدها حتي الآن و التي تشعر بـلهيب يشتعل بها كلما تذكرت ذلك هامسة بـنبرة مختنقة : 

_ اول مرة بابا يضربني فيها حاسة ان نار جوايا و مش عارفة اعبر انا كنت محتاجة حد معرفوش عشان اتكلم كتير و ارتاح و هو ميعرفش عني حاجة انا بتكلم معاك عشان انت متعرفش عني حاجة و يوم ما تخرج مش هشوفك تاني 


شهقت باكية بـحُرج عميق و هي تحاوط وجهها بين يديها هامسة بـألم : 

_ ما هي المشكلة اني بحبه اوي عارفة انه بيحبني اكتر و انه كان هيموته نفسه عشاني بس انا مش هقدر اعمل اكتر من كدا مش هينفع غير اني احبه من بعيد و بس هو روحي نفسي اللي بيطلع مني عشان اعيش هو الكل هو ....


قطع حديثها آنة خافتة خرجت من ذلك القابع اعلي فراش المشفي رفعت رأسها اليه سريعاً و قد اتسعت عينها بـقلق و هي تراقبه لـ يرمش بـعينه و هو يآن من جديد لـ تهب هي واقفة تقترب منه و هي تنظر اليه لـ يفتح عينه بـبطئ شديد ، ابتلعت ريقها بـتوتر و هي تنظر اليه يطالعها بـهدوء كادت ان تتحرك لـ تخبر الممرضة حتي همس بـخفوت : 

_ ايلين 


عقدت حاجبيها و هي تتعجب من ذلك الاسم الذي يردده بلا توقف لـ تطالعه و هب تهمس بـهدوء :

_ ثواني هنادي الدكتور يشوفك .. حمد الله علي السلامة


رفع يده بـضعف و هو يريد الامساك بـيدها و لاحت ابتسامة علي ثغره قائلاً : 

_ ايلين 


ابتعدت فيروز عنه خطوة الي الخلف و هي تقول بـتوتر : 

_ انا دكتورة فيروز يا استاذ طارق هنادي للدكتور


خرجت سريعاً من الغرفة تخبر الممرضة و الطبيب و اسرعت هي نحو قسم الاسنان لـ تباشر عملها من جديد في حين دلفت الممرضة و الطبيب الذي بدأ في فحصه ثم نظر اليه قائلاً : 

_ حمد الله علي السلامة يا طارق بيه 


اكتفي طارق بـرمش عينه لـ ينظر الطبيب الي الممرضة قائلاً : 

_ طارق بيه يتنقل جناحه الخاص و متابعة كل ساعة لحالته


هزت شيماء الممرضة رأسها بـطاعة و هي تقول بـهدوء : 

_ حاضر يا دكتور 


خرج الطبيب بعد ان اطمئن علي استقرار وضعه لـ تنظر اليه شيماء قائلة : 

_ حضرتك عايز حاجة يا طارق بيه 


بلل طارق شفتيه بـطرف لسانه و هو يتحدث : 

_ لو سمحتي عايز ايلين الآنسة اللي خرجت من عندي دي 


_ دكتورة فيروز ؟


همست الممرضة بـتساؤل و هي تعقد حاجبيها بـاستغراب فـ لم يخرج من غرفته سوا الطبيبة فيروز لـ يهز رأسه بـايجاب دون نقاش لـ تطالعه قليلاً بـقلق و من ثم تخرج من الغرفة الي مكان تواجد فيروز لـ تخبرها انه يريد ان يراها ...


***********************************

في احد الأحياء الراقية يجلس علي و بـجواره فتاه ذات بشرة سمراء محببة يحتضن خصرها بـيده و تميل هي بـرأسها علي صدره ابتسمت بـحب و هي ترفع عينها نحو ملامحه الوسيمة لـ ينظر اليها مبتسماً هو الاخر قائلاً : 

_ مالك بتبصيلي كدا لية 


رفعت يدها تمسد علي خصلات شعره و هي تقول بـدلال : 

_ بملي عيني منك يا حبيبي


استند بـرأسه علي رأسها و هو يضحك و لكن سرعان ما تلاشت ضحكته حين سألت هي قائلة : 

_ هنتجوز امتي يا علي 


ابتعد عنها متوتراً بـتهرب من الاجابة تبدو ان تلك الحمقاء كانت تظن انه يريد حقاً الزواج منها هي فقط كانت لعبة جديدة لـ تسليته بعض الوقت اشعل سيجار و القي القداحة علي الطاولة لـ تنظر اليه بـتعجب لما لم يرد عليه لـ تعتدل بـجلستها متسائلة من جديد :

_ علي رد عليا بقولك هنتجوز امتي 


طوق خصرها بـيده من جديد و هو ينظر اليها مبتسماً لـ يميل يقبل وجنتها و هو يقول بـهدوء :

_ قريب يا حبيبتي 


نظرت اليه بـقلق و هي تتحدث : 

_ اوعي تضحك عليا يا علي 


احتضنها بـقوة و هو يتحدث بـهمس امام اذنها و انفاسه تلفح جانب وجهها : 

_ انا عمري ما اخلف وعد وعدته اول ما اخد ورث امي من خالي و ادخل شريك في شركة الادوية اللي بشتغل فيها و هنتجوز علي طول 


رفعت يدها تمسد بـرقة علي خصلات شعره و هي تهمس بعد ان اطلقت تنهيدة حارة من اعماق قلبها بـعشق له :

_ انا بحبك اوي يا علي و مش عايزة ابعد عنك ابداً


ابتسم بـسخرية دون ان تراه و هو يدفن رأسه بـكتفها قائلاً بـتهكم لم يظهر بـنبرة صوته : 

_ و انا بحبك اوي يا روحي 


***********************************

جلس اكرم علي الاريكة بـالردهة بعد ان عاد من عمله يتنهد بـارهاق تحت أنظار هناء المراقبة له حتي نظر اليها بـجمود قائلاً : 

_ في حاجة ؟


بللت شفتيها بـطرف لسانها و هي تنتقل لـ تجلس جواره علي الاريكة ربتت علي كتفه بـلطف لـ ينظر اليها بـتساؤل لـ تفرد ذراعيها إليه لـ يسرع بـالاقتراب منها يميل بـرأسه علي صدرها و يحاوط خصرها و كأنه كان ينتظر منها ذلك ، ربتت علي خصلات شعره و هي تغلغل أصابعها بـداخلها ابتلعت ريقها بـصعوبة بالغة و هي تهمس بـاسمه بـارتباك لـ يهمهم بـاجابة و هو يغمض عينه لـ تهمس هي قائلة : 

_ ياــ ياسمين يا اكرم 


ابتعد اكرم عنها و قد عقدت ملامحه بـتهجم واضح لـ يصيح بها بـغضب و هو يعقد حاجبيه بـحدة قائلاً :

_ اياكي تجيبي سيرتها هنا تاني و لا تسمعيني الاسم دا تاني 


هب واقفاً عن الاريكة و ما كاد ان يغادر نحو غرفته الا انه توقف متجمداً حين تحدثت هناء بـصوت مختنق علي استعداد كامل للبكاء : 

_ ياسمين عندها كانسر و هتعمل عملية كمان يومين 


ارتجف قلبه بـحنان ابوي فطري التفت الي زوجته بـاعين متسعة و هو يقول بتساؤل خافت : 

_ بتقولي اية 


تقدمت منه هناء و هي تبكي بـقلب منفطر علي ابنتها الحبيبة قائلة :

_ أيوة يا اكرم بنتك تعبانة اوي حتي محدش معاها شهاب طلقها و راح يقعد عن اهله و هي لوحدها الله الاعلم بيها 


شعر بـاختناق لـ يفك ازرار قميصه لـ تتحدث هناء بـتوسل اليه قائلة : 

_ خليها تيجي هنا اراعيها لحد ما تقوم من العملية لو مش عايزها تيجي هنا اروح اقعد معاها هناك هو سابلها الشقة 


جلس اكرم مرة أخري يدفن رأسه بين كفي يده لـ يجثو هناء علي ركبتيها امامه وضعت يدها علي ركبته و هي تتحدث اليه : 

_ بنتك محتاجة مساعدتنا دلوقتي يا اكرم متنساش ان دي ياسمين يا اكرم 


لم يتحدث و لم ينظر اليها لـ تمسح دموعها و هي تكمل حديثها قائلة : 

_ انا عارفة كل حاجة انت عملتها و كل حاجة انت حاسس بيها انت مش عشرة يوم او اتنين يا اكرم عارفة ان قلبك حنين و انك مش هيهون عليك بنتك حتي بعد كل اللي عملته ، عارفة انت لية قررت تكتب كتاب فيروز علي احمد عشان تحافظ علي ياسمين و تفضل في ضل راجل بعد ما اتبريت منها حتي في الوقت دا كنت عايز تكون مطمن عليها بس ...


صمتت تتنفس و هي تمسك بـيده يزيحها عن رأسه لـ يظهر وجهه الحزين و اعينه الحمراء لـ تقبل باطن يده و هي تقول : 

_ بس انت كنت بتظلم فيروز و شهاب و كل اللي حصل فضيحة جوز اختها انتحر في اوضتها يوم كتب كتبها انا مكنتش موافقة من الاول انك تسعد واحدة علي حساب التاني .. انت عملت كدا في فيروز عشان هي ...


قطع حديثها و هو يضع السبابة و الوسطى علي شفتيها يتحدث بـصرامة رغم اختناق صوته : 

_ متطلعيهاش منك يا هناء انتي عارفة انا بحب فيروز قد اية و غلطتها بالنسبة لياسمين حاجة تافهة .. انا غلط فعلاً في حق فيروز و شهاب بس كنت عايزاني ارمي بنتي من غير ما اعرف هتعيش ازاي شهاب مكنش هيسيبها لوحدها زي ما ستر عليها في الاول بس حكاية جواز فيروز هي اللي خليته يتخلي و الكل شافني اناني و ظالم بس انا كنت عايز بنتي تكون في امان و هي بعيد عني كنت عايز شهاب يفقد الامل في فيروز 


اغمضت عينها تتسدل دموعها الحارة و هي تضغط بـيدها علي يده ثم فتحت عينها ترمقه بـتوسل و رجاء قائلة : 

_ اجيب ياسمين وسطنا لحد ما تعمل العملية عشان خاطري يا اكرم


صمت أكرم مطولاً حتي ظنت انه لن يرد علي سؤالها لـ يبتعد عنها بـرفق يقف عن الأريكة و هو يقول : 

_ قلبي مش راضي عنها بس دي بنتي هاتيها تقعد هنا بس علي الله اشوفها و لا تكلمني


اسرع نحو غرفته بـحزن شديد اصبح انانياً بـالفعل هل كان سـيسعد ياسمين و يتعس فيروز الي الابد كم يمقت نفسه الآن و لكن جزء كبير منه يتألم حد الجحيم بعد ان اتكشف مرض ابنته لن يقدر علي الاقتراب منها او الاعتناء بها كـالسابق حين تمرض لن يطمئن عليها كل نصف ساعة لن يري وجهها و لن يمازحها لـ تضحك و يزول الألم اغلق الباب بـعنف و هو يصرخ بـغضب من اعماق قلبه في حين جلست زوجته تبكي و هي تعلم تمام العلم ما يشعر به


***********************************

خرجت من غرفة العناية المركزة بعد ان انتهت من الحديث مع السيد طارق اعينها متسعة علي آخرها و قلبها ينبض بـقوة ملحوظة صدرها يرتفع و يهبط و هي لا تقدر علي التنفس بـانتظام تحركت قدمها دون ارادة منها و هي ترتجف بـقوة ظاهرة خرجت من المشفي بـرداء العمل و اوقفت احدي سيارات الأجرة لـ تنتقل الي عيادة شهاب قلبها يرغب بـرؤيته تريد ان تفصح عن ما بـداخلها كان شعورها بـالذهول و الصدمة و عدم التصديق لا يوصف ما ان وصلت الي باب عيادته حتي ركضت الي الداخل قدمها يتحركان بـامر من قلبها و دموعها تنهمر بـغزارة حتي اصبح وجهها احمر بـشدة ، اندفعت الي الداخل و لم تلحق بها الممرضة لـ تمنعها من ذلك فتحت الباب بـقوة و هي تتحدث بـانفاس لاهثة و صوت زابل من شدة البكاء :

_ شهاب 


نظر اليها بـقلق من هيئتها لـ يشير الي الممرضة بـالانصراف و يتقدم هو منها بـخوف قائلاً : 

_ فيروز .. مالك اية اللي حصل 


ارتجفت شفتيها السفلية و ذقنها بـبكاء و هي تنظر اليه بـحزن شديد تهمس بـطريقة هستيرية : 

_ بيقول اني مش بنتهم بيقول اني مش بنتهم يا شهاب 


اقترب شهاب اكثر منها و ما كاد ان يتحدث اليها حتي غامت عينها و لم تشوشت الرؤية لديها و سقطت بين ذراعيه الذان لحقا بها قبل سقوطها علي الارض لـ يجلس علي الارض و هي بين ذراعيه يربت علي وجنتيها مردداً اسمها بـقلق و قلبه يكاد يخرج من قفصه الصدري و هو يراها ملقاه لا حول لها و لا قوة لا تستجيب لـ نداءه المتلهف عليها و لا تشعر بـيده التي تربت علي وجنتيها ....


 اتأخرت عليكوا النت عندي كان فاصل و لسة جاي .. رأيكوا .. تفاعل .. تشجيع ان شاء الله هعوضكوا البارت الجاي عن التأخير دا و متنسونيش في دعواتكوا .. ادعولي و لكم المثل ان شاء الله


الفصل السادس عشر

غزوة حب 

حصري للجروب قصص و روايات اسماء ايهاب


استطاعت بعد نصف ساعة من فقدانها للوعي ان تفتح عينها بـبطئ شديد و كأنها لم تعرف يوماً كيف تفتح عينها رأت وجهه امامها مشوش و غير واضح لـ تغمض عينيها من جديد حتي اثارت قلقه لـ يربت علي وجنتيها مرة اخري و هو يتحدث بـقلق قائلاً : 

_ حبيبتي سمعاني .. فيروز قادرة تفتحي 


فتحت عينها مجدداً بـثقل ظلت تنظر اليه برهة حتي اتضحت لها صورته بـشكل واضح امسك بـيدها يساعدها علي الاعتدال بـجلستها و من ثم امسك بـعُلبة العصير الورقية الموضوعة علي الطاولة و التي طلبها من اجلها حين افاقتها فتحها و مد يده بها و هو يقول بـلطف : 

_ اشربي يا حبيبتي عشان تفوقي 


امتنعت عن الشراب و هي تبعد يده بـما يحمله و قد اصبحت عيونها مليئة بـالدموع ، تنهد واضعاً العُلبة بـمحلها و هو ينظر الي عينها امسك بـيدها يربت عليها بـرفق و رفعها لـ يقبل باطنها و هو يهمس بـلين : 

_ اهدي يا روز اهدي 


هزت رأسها بـنفي و هي تجهش بـالبكاء ساحبة كف يدها عن يده تضعها علي وجهها و تبدأ بـاصدار شهقات عالية من داخل صدرها بـألم يجتاحها لكنها تحدثت من بين تلك الشهقات قائلة : 

_ هو كداب انا بنتهم انا بنت اكرم و هناء مش بنت حد تاني انا فيروز اكرم علام 


رفعت رأسها حين وجدته صامت لا يبدي اي ردة فعل لـ تشير الي نفسها و هي تبتلع ريقها بـصوت مسموع قائلة : 

_ واحد يجي يقولي انتي مش بنتهم و اصدقه كدا عادي انا بنت اكرم علام صح انا بنته 


توسلت بـأعين دامعة و هي تقول بـرجاء : 

_ قولي اني بنته يا شهاب عشان خاطري 


صمته دام و لم تطمئن لـذلك ابداً نظرت اليه بـرجاء و قد احتد صوت بكاءها العالي بـانين مؤلم ، احني رأسه الي الاسفل و لم ينظر الي عينها الباكية التي تعزف الحان حزينة علي اوتاره شهقت بـحدة و قد تملكت منها نوبة من البكاء الحاد لم تستطع الا أن تلقت بـجسدها علي الارض تبكي لـ يتنهد هو بـأسي يبدو ان القادم اقسي بـكثير من زي قبل جلس جوارها علي ركبتيه وضع يده علي كتفها و هو يهمس بـهدوء :

_ روز انا 


قطعت جملته حين القت بـيده عن كتفها بـقوة و نظرت اليه بـلوم و هي تصرخ به بـاختناق متسألة : 

_ كنت عارف ؟


ابتلع ريقه بـصعوبة و هو ينظر اليها قليلاً بـصمت لـ تهز رأسها بـنفي و هي تتحدث بـدموع قائلة :

_ لا يا شهاب لا عشان خاطري أنت مكنتش عارف لا 


همس الاخير بـاعتذار و هو يجذب خصلات شعره الي الخلف من شدة غيظه و ضيقه قائلاً : 

_ انا كنت هقولك صدقيني انا لسة عارف اليوم اللي كان هيبقي كتب كتابك علي احمد 


وقفت فيروز بـصعوبة و قد تجاهلت يده الممدودة لها نظرت اليه بـذات النظرة التي كانت ترمقه بها عند زواجه من ياسمين و التي تؤلمه حتي الآن ، كادت ان تخرج من الغرفة دون ان تلقي كلمة واحدة الا انه لحق بها يقف امام الباب يمنع خروجها و هو يقول : 

_ كنت هقولك صدقيني انا لسة راجع شغلي و انتي مبتكلمنيش و لا بتردي عليا هقولك امتي 


رفعت عينها اليه بـجمود و هي تقول بلامبالاه : 

_ انتوا خلتوني معنديش ثقة في اي حد خالص 


لم يسمح لها حين حاولت الخروج عينه تتوسل قلبها ان لا تفعل به ذلك و هو يقول :

_ فيروز انا مليش دعوة بكل دا انا ليا دعوة بيكي انتي عشان خاطري كفاية اللي احنا عدينا بيه 


_ ابعد عن الباب عايزة اخرج 


لا تعبير بـنبرتها و كأنها تتحدث مع اي شئ اخر غيره شخصاً غريب و هذا ما أثار ضيقه و غضبه قائلاً بـحدة : 

_ مش هتخرجي من هنا غير لما تفهمي ان انا مليش ذنب و لما خبيت عليكي كان الايام اللي كنت فيها في المستشفى و انتي بعد ما عرفتي اني فوقت لا جيتي و لا كلمتيني و كنتي بتكلمي شريف تطمني منه بس اقولك امتي و انا أساساً ورا ضهرك 


بكت من جديد و هي تحاول أزاحت جسده عن الباب و هو ثابت لا يتحرك فرد يده يحجزها عن الباب قائلة بـحزم : 

_ مش هتخرجي من هنا غير لما نتكلم 


ابتعدت خطوة الي الخلف و هي تنظر اليه بـعتاب لـيرفز هو بـاختناق و هو يمرر يده علي وجهه بـحدة ، عدلت من حجابها سريعاً حين شعرت به ينزاح عن شعرها وضعت يدها بـجيب ثياب العمل لـ تخرج هاتفها حين رن مقاطعاً نظراتهم المتبادلة لـ تجد الممرضة المساعدة لها بـالمشفي فتحت الاتصال و هي تمسح دموعها بـكف يدها مجيبة عليها قائلة :

_ الو يا ميرنا 


انتظرت قليلاً تستمع الي ما تقوله لـ تتحدث هي قائلة : 

_ لا مش هرجع المستشفى ابعتيه لدكتور نهي يا ميرنا 


ادمعت عينها و هي تنظر الي الارض قائلة : 

_ انزلي لـشيماء في العناية و اديها الفون 


ابعدت الهاتف عن اذنها حين قالت انها سـتذهب اليها نظرت الي شهاب و هي تقول بـهدوء مريب : 

_ ممكن تبعد عشان اخرج 


هز رأسه بـنفي و هو يستند بـظهره علي الباب قائلاً : 

_ لا  مش هتخرجي 


اغمضت عينها و هي تزفر بـقوة لـ تتراجع للجلوس علي الاريكة و تضع الهاتف علي اذنها من جديد و دقيقة حتي وجدت شيماء تتحدث من الطرف الاخر قائلة بـلهفة : 

_ أيوة يا دكتور فيروز انتي كويسة جريت وراكي و انتي خارجة بس ملحقتكيش كنتي بتعيطي جامد 


تنهدت فيروز مجيبة و هي تحاول كبح دموعها التي لم تعد تتوقف : 

_ انا كويسة يا شيماء 


صمتت تتنفس بـهدوء و هي تضع يدها علي قلبها الذي يدق بـجنون قائلة : 

_ ممكن تخلي طارق يكلمني 


انتفض شهاب و اسرع يجلس جوارها و هو يصيح بـصوت حاد متسائلاً : 

_ طارق مين ؟


وضعت سبابتها علي شفتيها تنبه ان يصمت الا انه مد يده لـ يأخذ الهاتف و هو يقول : 

_ اسكت اية بقولك مين 


غربت عينها ثم التفتت اليه بـحدة تتحدث بـجمود و هي تصك علي أسنانها : 

_ ملكش دعوة يا شهاب 


قاطعت حديثها و هي تقول بـهدوء بعد ان استمعت الي صوت طارق المرهق من الطرف الآخر قائلة و قلبها يطرق بـقوة يكاد ان يخرج من داخل قفصها الصدري : 

_ انا فيروز يا طارق 


_ فـيـروز 


نطقها شهاب بـحدة التفتت اليه لـ يرمقها غاضباً ، ضمت اصابعها الي بعضها و تشير اليه بـالصبر لـ يطرق علي قدمه بـقوة و هو يتنفس بـقوة قابضاً علي قماش بنطاله لـ تتحدث فيروز الي طارق مرة اخري و هي تقول : 

_ انا عايزة عنوان .. عنوان لاهلي اللي بتقول عليهم 


صمتت تتنفس تبتلع ريقها بـصعوبة حتي اجابها طارق بعد صمت لـ دقائق حتي تحدثت مرة اخري قائلة : 

_ شكراً .. شكراً انك عرفتني كل حاجة يا طارق من غيرك كنت هفضل طول عمري مخدوعة 


انتشل منها شهاب الهاتف يغلقه و هو ينظر اليها بـغيظ شديد لـ تأخذ منه الهاتف مجدداً و هي ترمقه بـغضب لـ يشير اليها بـسبابته نحو الاريكة حين وقفت عنها و هو يقول بـصراخ حاد غاضب : 

_ اقعدي فهميني كل حاجة مين طارق دا و يعرفك منين عشان يقولك حاجة زي دي 


جلست بلا مبالاه اعلي المقعد و هي تنظر اليه بـضيق قائلة : 

_ طارق يبقي ابن خالي المفروض دا لو طلع فعلا كلامه صح كان في المستشفى بعد ما عمل حادثة كبيرة و دخل العناية المركزة بقاله اكتر من شهرين في غيبوبة دايما رجلي تاخدني اطمن عليه في العناية و اقعد اتكلم معاه 


فرك عينه بـضيق من كلماتها التي تخرج بـسلاسة منها و هي بلامبالاه تحرقه و بـغضب وقف يدور حول نفسه حتي امسك بـتمثال من الخزف يلقيه علي الارض حتي تهشم و اصبح فتات صرخت صرخة كتمتها بـكف يدها نظرت اليه بـاعين متسائلة و ابتلعت ريقها بـتوتر لـ ينظر اليها و هو يقول :

_ كنتي بتدخلي عنده لية يا فيروز 


وقفت مرة اخري عن الاريكة تنظر اليه تقدمت منه بـخطوات هادئة حتي وقفت امامه و هي تقول : 

_ و الله معرف لية بعد خطوبتي من احمد فجأة لقيت نفسي قدام العناية المركزة و دخلت عنده و بعديها بقيت اروح عنده و اكلمه عندك و عن اللي حصل و عن اللي وجعني منك و من ياسمين علي كل حاجة فجأة فاق و مسك ايدي و قالي اني ايلين 


ابتسم بـغلظة و هو يقول بـحدة : 

_ فخور بيكي و الله 


تأففت و هي تلتفت تغادر الغرفة لـ يلحق بها بعد ان خلع عنه مأزره اوقفها حين كادت ان يشير الي سيارة اجرة عابرة امامها تحدث و هو يشير نحو سيارته قائلاً : 

_ تعالي هروحك 


_ مش عايزة اروح معاك يا سيدي سيبني في حالي الله يخليك يا شهاب 


قالت جملتها بـصوت عالي لاول مرة تتحدث معه بـتلك النبرة جذبها رغماً عنها دون الاكثار بـالحديث فتح باب السيارة لـ تتنهد و هي تستقل سيارته لـ يتوجه هو الي الجهة الاخري من السيارة لـ يصلها الي المنزل ما حدث لها كثير و ما يحدث لها اكثر قلبه يتألم لاجلها و هي لا تدري ذلك لا تعلم أنه لا يريد أن يري دمعة واحدة منها بعد ذلك يكفي انه تسبب بـهذه الدموع كثيراً


**********************************

اخذت زينة درجات السلم و هي تركض و الفرحة العارمة هي ما تقودها الي ان تلقاه لـ تختار معه اثاث شقتهم الذي بدأ حسام بـاعادة الدهان بها و تجديد بعض الاشياء بها ما كادت ان تكمل درجات السلم و هي تدندن اغنيتها المفضلة لـ تشهق فجأة بـخوف شديد حين شعرت بـيد تلتقط حجابها و شعرها و تجذبها بـقوة و استمعت الي صوت والدت حسام تصرخ بها بـغيظ جاذبة خصلات شعرها بعد ان سقط حجابها عن راسها قائلة : 

_ تعالي هنا رايحة فين دا انا هموتك بايدي ابعدي عن ابني يا بنت **** انتي عارفة لو مطلقتيش منه هعمل فيكي اية


صرخت زينة متألمة لـ تدفعها نبيلة تقع علي الارض و تجثو فوقها و تبدأ بـضربها بـقسوة و بلا رحمة و كأنها تنتقم منها بـشئ لم تفعله ، علت صرخات زينة بـاستنجاد لـ تخلع نبيلة نعلة و تبدأ بـضربها به حتي ضربتها اعلي رأسها لـ تنزف الدماء و تسيل علي الارض في حين ركض والدي زينة حين استمعا الي صوت استنجادها بهم ابعد حمدي نبيلة عنها بـقوة و انحني الي ابنته لـ يطمئن عليها و كذلك والدتها وضعت والدتها يدها علي رأسها لـ تظهر الدماء علي يدها لـ تشهق بـفزع و هي تنظر الي حمدي قائلة : 

_ زينة بتنزف يا حمدي 


دق قلبه بـقلق علي ابنته لـ يحملها عن الارض يقف بها و يركض الي الاسفل حيث اقرب مشفي لهم لاسعافها في حين ابتسمت نبيلة بـتشفي و تدلف الي شقتها مرة اخري و كأنها لم تفعل شئ ...


وصل حسام الي المنزل هاتف زينة و لكن لم ترد نظر الي ساعته من المفترض ان تكون قد انتهت من ارتداء ملابسها تأفف من عدم مبالاتها بـتحضيرات الزفاف خرج من السيارة و صعد لكي يري ما يؤخرها اوقفه الدماء الموجود علي الدرج قُبض قلبه و هو يكمل صعوده الي الاعلي سريعاً حتي اوقفه الدماء المتجمعة امام باب شقته اسرع يخرج المفتاح و يفتح الباب صارخاً بـأسم والدته فما تخيله ان قد حدث شئ لـ والدته و لكن خرجت له والدته تبتسم بـاشراق و هي تقول : 

_ ايوة يا حبيبي انا هنا 


تنهد بـارتياح و هو يراها امامه لـ يتحدث قائلاً : 

_ اومال أية الدم دا يا ماما 


هزت كتفها بـلامبالاه و هي تدير رأسها و تغادر نحو غرفتها قائلة : 

_ و انا اعرف منين 


خرج مرة أخري يصعد نحو شقة عمو بدأ بـالطرق علي الباب و لكن لا استجابة و لا احد بـالداخل امسك هاتفه من جديد و بدأ بـمهاتفت زينة من جديد و ذات النتيجة و هاتفه عمو و أيضاً لا يستجيب مرر يده علي وجهه عدة مرات و هو ينظر الي الدماء مستغفر الله لـ يعود من جديد ينزل الي الاسفل نظر حوله و توجه نحو محل البقالية المجاور لـ يذهب الي صاحبه متسائلاً : 

_ لو سمحت يا حج مشوفتش عمي حمدي او حد من عنده 


اشار الرجل صاحب البقالية نحو الجهة اليمني قائلاً : 

_ اه يا بني حمدي نزل ببنته شايلها و اظاهر اتخبطت في حاجة لان رأسها مفتوحة و بتنزف و راح بيها علي المستشفى 


دق قلب حسام بـشكل هستيري و علي صوت تنفسه و ركض سريعاً نحو سيارته و اسرع نحو المشفي و هو يتمتم بلا حيلة و هو يشعر انه يريد الطيران و الوجود جوارها كانت في قمة السعادة و هي تتحدث اليه بـحماس انها سـتنتقي قطع الاثاث بـنفسها و لن تجعله يختار اي شئ كانت تتحدث معه بـحالمية و هذا ما يمزق داخله أكثر : 

_ يا ستار يارب 


***********************************

وصل شهاب امام باب البناية التي تقتن بها فيروز ارتجف جسدها و هي تضم كفي يدها الي بعضها ضاغطة بـاسنانها علي شفتيها بـقسوة ، تنهد و هو يراها بـهذا الشكل تبدو خائفة طفلة تائهة كما كان يراها دائماً و لكن الآن يزيد الآمر علي حده فهي ستواجه حقيقة نسبها و انها ليست الابنة الحقيقية لمن توله راعيتها يعلم انها تعشق السيد اكرم و كان دائماً لها قدوة و مثل اعلي الامر صعب يعلم ذلك و لكن لابد من معرفة كل شئ ، التفت اليها بـجسده يراقب ارتجافتها و هو يتحدث بـهدوء قائلاً : 

_ فيروز لو مش مستعدة ممكن تأجلي الموضوع دا لحد ما تتأكدي و تشوفي اهلك 


لمعت عينها الفيروزية بـالدموع و تحولت الي الازرق الغامق التفتت اليه تتحدث بـألم منبعث من صوتها المتحشرج بـالبكاء قائلة : 

_ شهاب خليك جنبي لو سمحت هبقي مطمنة اكتر بيك 


ابتسم شهاب بـسعادة فقد افتقد منها اي جملة رقيقة تخرج منها و تجعله يمتلك الدنيا و ما عليها تحدث من جديد يريد ان يجعلها تقول ذات الجملة من جديد يريد اثبات لـ نفسه انها لازالت تحبه لازال بـقلبها و لم تنسي و لن تنسي ما كان بينهم : 

_ عايزاني جنبك ؟


هزت رأسها بـايجاب دون تفكير و هي تتحدث بـصوت يكاد يسمع : 

_ ايوة خليك جنبي عايزة اطمن بوجودك 


خرج من السيارة و توجه الي الباب الاخر يفتح لها الباب لـ تخرج بـهدوء أشار الي البناية و هو يقول : 

_ اطلعي و انا معاكي 


نظرت الي عينه مطولاً و كأنها تبث لـ نفسها الأمان داخل بؤبؤت عينه هز رأسه لها مؤكداً ان ما تفعله لازم الحدوث لـ تتقدم بـخطي بـطيئة نحو الاعلي و قلبها يدق بـطريقة هستيرية تتمسك بـحاجز السلم من شدة شعورها بـالخواء حتي وقفت امام الباب ارتجفت شفتيها السفلية بـبكاء و هي ترفع يدها بـتردد لـ تطرق الباب و بعد لحظات فتحت لها هناء الباب مبتسمة و هي تقول : 

_ تعالي يا حبيبتي جيتي في وقتك كنت لسة هرن عليكي اشوفك اتأخرتي لية .. شهاب !!


انتبهت الي شهاب الذي تقدم من خلف فيروز تنحنحت و هي تشير الي الداخل قائلة : 

_ ادخلوا هتفضلوا علي الباب 


تقدمت فيروز الي الداخل بـجسد بلا روح و هو خلفها يحاول ان يجعلها تشعر بـالراحة بـوجوده ، وضعت فيروز يدها بـجيبها و اخرجت تلك الصورة الفوتوغرافية التي اخدتها من طارق حين اصر ان يريها حقيقة نسبها الي عائلته صورة تجمعها و هي صغيرة مع ابويها الحقيقين رفعت الصورة و هي تقول بـذبول : 

_ مش دي انا يا ماما 


التفتت هناء إليها تري ما تتحدث اليه لـ تصدم بـتلك الصورة الموجودة بـيدها و تتسع عينها و يتلجم لسانها عن الحديث ، ابتلعت فيروز ريقها و هي تقول : 

_ اومال مين اللي معايا دول يا ماما 


نظرت هناء إليها و الي الصورة ثم سقطت جالسة علي المقعد خلفها ، تساقطت دموع فيروز و هي تتقدم منها تهز الصورة بين اناملها و هي تصرخ بـبكاء : 

_ ردي عليا مين دول يا ماما 


خرج اكرم علي صوتها العالي نظر اليها و الي هناء بـغضب كيف تحادثها بـهذا الطريقة و كيف تقلل من احترامها لـ يتقدم منها قائلاً بـحدة : 

_ فيروز بتكلمي امك كدا لية 


ثم نظر الي وجود شهاب لـيشير اليه قائلاً : 

_ و اية جابه هنا دا


كبح شهاب كلماته من الخروج و الافلات في حين تقدمت فيروز من اكرم تنظر اليه بـألم يكاد ان يقتلها تمد يدها له بـالصورة و هي تقول بـضعف : 

_ قولي انت يا بابا مين دول كذبهم يا بابا عشان خاطري عرفني انه كداب و انك انت بابا 


شلت الصدمة جسد اكرم و هو ينظر الي الصورة بين يديه نظر إلي هناء الجالسة تبكي بـصمت و من ثم عاد بـبصره نحو فيروز الباكية يتحدث قائلاً : 

_ انتي جبتي الصورة دي منين مين ادهالك 


هزت رأسها بـنفي و هي تجلس علي ركبتيها امامه تمسك بـقدمه متوسلة له ان يرحم ذلك التزاحم بـداخلها و ان يقضي علي هذا الألم القاسي الذي تولي انهيار قلبها قائلة : 

_ لا عشان خاطري قول أنه كدب قول انك بابا انا هسامحك علي الفترة اللي فاتت و كل اللي حصل فيها بس قول انك بابا 


ادمعت اعين اكرم و هو يجلس علي ركبتيه مثلها يحتضنها بـقوة و هو يقول : 

_ انتي بنتي انا نور عيني متصدقيش اي حاجة 


تشبثت به كـطفلة صغيرة وجدت والدها بعد ان كانت تائهة بـالشوارع بـمفردها بلا مأوى و هي تصرخ : 

_ أيوة قول انه كداب قول ان محدش غيرك بابا 


ابتعدت عنه حين استمعت الي صوت بكاء هناء بـحدة واضعة يدها علي وجهها لـ تبدأ هي الاخري بـالبكاء ناظرة الي شهاب و هي تتسائل قائلة : 

_ بس انا لازم اعرف كل حاجة صح 


هز رأسه بـايجاب لها ينحني يقبل رأسها يبث لها الطمأنينة قائلاً : 

_ ايوة انتي هتقفي و هتعرفي كل حاجة و انا جنبك 


استقام بـوقفته مرة اخري و هو يمسك بـيدها يوقفها معه لـ تهز رأسها بـاقتناع و هي تقول : 

_ ايوة عايزة اعرف كل حاجة ابوس ايديكوا قولولي كل حاجة 


جلس اكرم جوار هناء و بدأ بـالحديث و هو ينظر الي الصورة بـيده قائلاً : 

_ كنتي عندك سنة كنتي صغيرة اوي ، كنا في اسكندرية بنصيف بعد ما عرفنا ان هناء معدتش هتخلف بعد ياسمين عشان عندها مشاكل في الرحم كانت مكتئبة و محبطة راحت تشتري حاجات و رجعت و انتي معاها و قالتلي انك تايهة من اهلك و انها لقتك بتحبي اخدتك ساعتها انا زعقت و حاولت اشوف اهلك مين بس معرفتش و هي قعدت تعيط و مش عايزة تسيبك و قررنا أننا نربيكي و تبقي زي ياسمين و اكتر و كل ما احساسي بالذنب بيكبر كل ما كانت غلاوتك تزيد في قلوبنا 


وقف امامها يمسد علي وجهها بـحنان و هو يقول : 

_ انتي بنتنا مننا احنا احنا اللي ربينا و سهرنا و علمنا احنا اللي شوفناكي بتكبري احنا اللي فرحنا باول كلمة و اول حركة و اول خطوة احنا اللي فرحنا بنجاحك و بشهادتك احنا اللي اهلك مش حد تاني 


نظرت فيروز الي شهاب و الدموع تسيل علي وجنتيها قائلة بـضعف : 

_ عرفت كل حاجة ياريتني ما عرفت قلبي مرتحش يا شهاب قلبي تعب اكتر 


هز رأسه بـنفي و هو يراها تتقدم منه قائلاً : 

_ لازم قلبك يهدي عشان اقدر اسيبك و امشي 


_ بس انا مش عايزاك تمشي 


قالتها فور انتهاءه من جملته بـلهفة و كأنها تعتقد ان هذا سـيحدث قبل رأسها من جديد و هو ينظر الي اكرم الذي جلس جوار هناء لـ مواساتها همس لها قائلاً بـهدوء : 

_ تعال نعمل زي زمان هكلمك طول الليل لحد ما اسمع صوت انفاسك و انتي نايمة و اقولك زي زمان تصبحي علي حبي يا عيون الفيروز 


رأيكوا توقاعتكوا و تفاعل

ادسنس وسط المقال
ادسنس اسفل المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS