 |
حكايات سديم
الحكايه الخامسه
كان اللقاء صعب، بس الأصعب هو بُعد المسافات، لو كان بأيدي كنت فردت دراعاتي جناحات ووصلتلك في دقايق مش ساعات.")
كنت صغيرة أول مرة أقابله فيها كان من سنين، في إبتدائي شوفته وعيني متشالتش من عليه.
كنت بشوفه كل يوم وأنا رايحة وأنا جاية ملامحه حفظتها وفي لحظة أختفي.
سألت عليه كل الناس مش عارفين ليه مكان، جربت أوصفه شكله، ملامحه، وتفاصيله
معرفتش أوصل ليه.
قررت إني أتعلم الرسم أطبق الملامح اللي حفظتها على ورق وأهو رسمته رسمته كتير بس مش وصلاله دخلت فنون جميلة، وبقيت فنانة معروفة بنزل في معارض مشهورة..بس موصلتلوش.
فاكرين إني وقفت لا..، بحثت عنه كتير وكبرت وكبر ولسة موصلتلوش..
مستحيل أوقف بحث عنه، سهيلة صحبتي قالتلي:
- أفرضي طلع متجوز مثلًا؟
=استغفر الله العظيم يا بنتي أنتِ بتفولي في وشي!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا لازم أوصل ليه، اتطلب مني أوردر لصورة واحد ومراته هيقدمها ليها في عيد ميلادها.
لما روحت سألت عليه قاله أنه في منطقة بناء جديدة أصله مهندس معماري..
وهنا دقت عقارب الساعة وتوقف الزمن حيث ألتقت الأعين وأفسح المجال للعشاق")
نزلت منطقة البناء وطلبت من عامل هناك ينادى عليه، طلع بعد دقايق وقالي:
-الأستاذ باين عليه جوة انتظريه شوية.
استنيت كتير وقلبي كان بيدق بطريقة غريبة يومها.
فضولي كالعادة جرجير.. اخدني لجوة اتمشيت في المكان لحد.....
لحد ما لقتني في حفرة ومتبهدله آخر بهدلة بحمد ربنا إني سبت اللوحة على الكرسي كنت هتقهر عليها.
ولقيت اللي فوقي في أول الحفرة نازل ضحك!
يا نهاري قلبي بيطير مش بيدق بس!!
في موقف زي دا كنت هزقته مرمطت بكرامته الأرض بس أنا كنت بضحك؟!
بضحك على ضحكته..
رفعلي حاجب وقالي:
-كنتِ طالبة أستاذ محمد الدمنهوري
هزيت راسي بـ أيوة
ضحك تاني وقالي:
-طب مش العامل قالك تنتظريه!
=هو أنتَ هتفضل سايبني كده؟!
أبتسم ومدلي أيده وطلعت وشه وضح ليا دلوقتي، التفاصيل دى مستحيل أنساها هو..ولا مش هو يا ترىٰ؟!
-أنا أبنه اتفضلي؟
=لا أنا عايزاه شخصيًا
-يا ست اعتبريني هو، دا والدي
=ولو ولو
بصلي من فوق لتحت وراح ينادي باباه وجه تاني هو وباباه، مفيش خصوصية أبدًا؟!
-إزيك يا آنسة سديم؟!
=بخير يا عمو محمد، روحتلك الشركة قالولي إنك هنا وبصراحة كان نفسي أسلمك البرواز بأيدي.
عمركم شوفته جرجيرة بمناخير، أهو دا جرجيرة بمناخير!
-في أي البرواز دا يا بابا
=هوريهولك وإحنا مروحين يا زياد، شكرًا ياسديم يا بنتي تعبتك معايا
ابتسمت-تعبك راحة يا عمو، وكل سنة وطنط أمال بخير.
مستغربين إني أعرفه وكده بس هو لما جالي وكان بيديني صورة ليهم حكالي قصة حياته تقريبًا.
نظرات زياد مش بتفارقني، وحاجة متلغبطة فعلا.
روحت البيت، وجالي اتصال من سهيلة
-سديم أبوكي رجع من السفر
=بجد؟!، عرفتي إزاي؟
-بابا راح يستقبلوا وكان عايز يعملهالك مفاجأة
اتصدمت..بابا راجع !! أنا قالبة الشقة مرسم احييي لو شاف المنظر دا !.
جريت من مكان لمكان عشان ألحق أعمل حاجه، وهوب الباب اتفتح.
دخل بابا وأنا رابطة شعري بإشارب ونص وشي مليان ألوان من علبة الألوان اللي وقعت وأنا بشيل الحاجة واتبهدلت وفجأة أسمع صوت ضحكة عالية جاية من ورا بابا؟
-أنتَ بتعمل أي عندنا؟
=منظرك مسخرة هه بجد هو في عيل لعب في وشك!
-شكرن يا مصر شكرن يا بابا شكرن، البتاع دا بيعمل أي عندنا
بابا وقف ضحك وقالي
- عيب يا سديم دا البشمهندس زياد..
=تشرفنا..آه بشمهندس أعمل أي يعني
-يا بنتي هو دا اللي هيجهز المرسم بتاعك
وه وه!
ملقتش غير السمج دا يا حاج والله عيب عليك يا جدع..
-بابا أنا عاوزة مهندس تاني
=ظبطي نفسك الأول بعدين نتكلم
هفف حتى بابا اقنعني وأنا اقتنعت مش عشان غمازاته لأ، عشان شغله حلو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور نصف عام..
الحكاية بدأت يوم ما جالي البيت وانتهت مع انتهاء شغل المرسم.
دى فكرتكم صح؟، بس لا الحكاية بدأت مع آخر يوم للبناء
-أستاذة سديم
=أي دا من أمتى الأحترام دا؟
-بس يا بت خليني أعرف أتكلم
= أتفضل
سكت بعدين رفعلي عينه ولمعه في عينيه ظهرت.
تعرفي إنك بالضفيرتين أحلى، ولما دخلتي الثانوى أزداتي حلاوة، عمرك فكرتي في الشباب اللي كانوا بيدايقوكي بيختفوا تاني يوم ليه؟
بعدين ضحك وقال
-لما عرفت أنِك بتدوري عليا كنت فرحان وكنت جايلك بس اليوم دا والدتي تعبت واضطرينا ناخدها برة ونسافر ومجتش غير بعد شهور وعرفت إنك عزلتي.
دورت كتير عليكي وملقتكيش غير يوم ما بابا جالك يطلب الأورد، عرفتك إزاي؟!
من صورتك وأنتِ صغيرة اللي حطاها على أكونتك.
ومن يومها قررت أوصلك وأهو
موافقة تتجوزيني ونجرب نبني بيت حبنا طوب طوبة؟!
يا نهاري على الجمال دا مش مصدقه بجد!
يا وعدي وأخيرًا لقيته.
مش عارفه جاتلي القدرة منين أهز راسي وأوافق بس كنت فرحانة.. فرحانة قوي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-أوعك تكون فاكر إني هسيبك وهعديها بسهولة كدة، انزاح على جنب كده يـَ زياد أبعد كده
=أهدي يا سديم تعالي بس هفهمك
-ولو ولو مستحيل أسيبه، دا بيغلط فيك عايزني أسكت!
=أهو اديكي قولتي بيغلط فيا يا حبيبتي مش فيكي
-وأنا وأنتَ أي يا زياد مش إثنين بردو؟
=سديم!!
طب يسبني بس هعرفوا قيمته وبالله مش هعمل مشاكل
-طب سيبني أعضو بس!
=لا
-عضة بريئة هعمله ساعة!
=محسساني إني مش بأكلك لحمه
شدني وأنا عيني في عين الحيوان التاني وببصله بتحدي بس على مين هاخد حق زياد يعني هاخد حقه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-ينفع كده يا سديم كلتي الراجل!
=هو اللي بجح الأول إزاي يشتمك؟
-إحنا اللي غلطانين أنتِ اللي حطيتي الفون قدام عيني وخلتيني أخبط عربيته.
مردتش عليه فقال:
-هو بجح آه، بس إحنا بردو غلطنا ولا أي رأيك؟
=طيب ماشي شكرن يا مصر
-العفو يا انجلترا
بعد خمس دقايق..
-زياد أنا زعلانه صالحني
=اعمل أي؟
-حدوته احكيلي حدوته..
=ماشي يا ستي بصي...كان فيه مرة كلب سرق حته لحمه من المطبخ جم صحاب المطبخ قتلوه
-قتلوه!!
=جم صحاب الكلب شالوا الكلب دفنوه وكتبو على قبره كان في مرة كل سرق حتة لحمة من.....
لطيف قوي إنك تلاقي شخص بيشاركك نفس تفاهتك..
#هايدي_إبراهيم
#سديم
الحكايه السادسه من هنا 👇👇
بداية الحكايات من هنا 👇👇
