expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

هوس من أول نظرة الفصل التالت والرابع بقلم ياسمين عزيز



هوس من أول نظرة

الفصل التالت والرابع

بقلم ياسمين عزيز

 لو فضل التفاعل ضعيف كده هوقفها

يلا المنتظر الفصل ال3 يتفاعل ب10 ملصقات وهنزله

الفصل الثالث

إستيقظت بعد ساعات قليلة تشعر بصداع

شديد يكاد يقسم رأسها نصفين...وضعت

يدها على حبينها و هي تفتح عينيها ببطئ

قبل أن تغمضهما من جديد بعد أن تفاجأت

بضوء ساطع كاد أن يعميها لشدته...+


تأوهت بتعب من آلام رأسها و جسدها

و هي تدير عيناها من جديد حولها متفادية

ذلك الضوء الساطع الذي لم تكتشف مصدره

حتى الآن...

لتنهض فجأة بعد أن تذكرت ما حصل معها

منذ ساعات....


كانت تخرج من النادي الليلي الذي تعودت

ان تسهر فيه مع أصدقائها و هذه الليلة

كانت إحتفال بعيد ميلاد صديقتهم فيري

خرجت بعد أن ملت من الحفل و صار الوقت

متأخرا...كانت خارجة من النادي متجهة نحو

سيارتها التي جلبها لها الحارس لكنها تفاجأت

بسيارة كبيرة سوداء تقف أمامها و شخصا

ما يجذبها للداخل دون أن ترى وجهه كل ذلك

حصل في ثانيتين من الوقت...و بعدها أغمي

عليها و لم تعد تشعر بشيئ و هاهي الان تستيقظ

في مكان غريب ...

وقفت بخطوات مترنحة و هي تحاول معرفة

أين هي...اصابها الهلع و الذعر بعد أن إكتشفت

أنها ليست في غرفتها الفاخرة... بل كانت

في غرفة قذرة  أشبه بالصندوق الكبير تحتوي

على سرير قديم و مصباح معلق في السقف

جدرانها مازالت بلون الأسمنت و بعضها حجارة

هرولت نحو الباب لتتعثر بفستانها الأحمر الضيق

الذي هرقل حركتها لتسقط على الأرضية

الصلبة المليئة بالغبار و الاتربة و الحشرات

الصغيرة...

صرخت بخوف قبل أن تستقيم من جديد

نحو الباب...


ضربت الباب بكفيها عدة  مرات بقوة و هي

تصرخ :"إفتحوا... خرجوني من هنا....إفتحوا

الباب....

ظلت تصرخ و تبكي بأعلى صوتها و هي

ترسم عدة أفكار سيئة في رأسها عن سبب

وجودها في هذا المكان الموحش... تراجعت

للخلف عندما سمعت صوت مقبض الباب

ليظهر من وراءه رجلين ضخمين يرتديان

ملابس سوداء..

إرتجفت بخوف عندما لمحت إبتسامتهما

الخبيثة و هما يتفحصان جسدها بوقاحه

بسبب ملابسها الضيقة و العارية...


تصنعت الشجاعة و هي تكاد تسقط في

مكانها من شدة الرعب :"إنتوا مين و جايبيني

هنا ليه؟؟ إنتوا مش عارفين انا مين؟؟

نظر الرجلان لبعضهما راسمين على

وجههما  إبتسامة مستهزءة قبل أن

يتطوع أحدهما و يجيبها :" حتى لو كنتي

بنت رئيس الوزراء...


تنفست الهواء بقوة قبل أن تجيبه بحدة

رغم إرتعابها من نظراته الخبيثة التي يرمقها

بها :" انا بنت المستشار ماجد عزمي...


صمتت قليلا قبل أن تكمل بلهجة اقل حدة

:"لو عاوزين فلوس انا حديكوا كل اللي إنتوا

عاوزينه بس سيبوني امشي من هنا... انا معرفكمش......

ضحك الرجل الثاني لتزداد ملامحه شراسة

بصوته الغليظ الذي ملأ قلب المسكينة

رعبا حتى يكاد يتوقف :" بس إحنا مش

عاوزين فلوس... إحنا عاوزينك إنت يا قمر ".

إلتفت لصديقه ليغمزه ثم إنفجرا بالضحك مرة

أخرى....+

رعب، خوف، هلع كلمات لا تصف ماتشعر به

يارا بعد سماعها لكلام الرجلين المخيفين...

نظرت لأجسادهما الضخمة ليجتاح الذعر كامل

اوصالها و تشعر بجفاف في حلقها و قلبها

يدق بشدة حتى يكاد يخرج من قفصها الصدري

تراجعت للخلف عدة خطوات و هي مازالت

تتفرس هيأتهما المخيفة و الاوشام التي كانت

تغطي يديهما و رقبتهما...


ناهيك عن تلك الندبة التي كانت تقسم وجه

أحدهما لتزيد من منظره الإجرامي خطورة

و هلعا في نفسها...

تمتمت برجاء و وجهها غرق بدموعها :"ارجوكوا

بلاش كده انا حديكوا فلوس كثيرة اطلبوا

المبلغ اللي إنتوا عاوزينه...إدوني موبايلي

حكلم بابا و هو يبعثلكم فلوس بس و النبي

سيبوني انا معرفكمش...1


تكلم أحد الرجلين ببرود ليزيد من ضغطها النفسي

و هي التي تجاهد حتى لا يغمى عليها من شدة

الخوف :" بس إحنا نعرفك...و إنت هدية لينا

من الباشا الكبير... متقلقيش حنتسلى اوي مع بعض

الليلة...1


لوحت بيدها أمامها صارخة بتوسل :" ارجوكوا

لا... إنتوا مش ممكن تعملوا فيا كده... انا مش

أذيتكوا في حاجة إنتوا معندكوش إخوات...

رواية بقلمي ياسمين عزيز صفحتي على واتباد

قاطعها أحدهما بحدة ارعبتها :"جرى إيه

يابت إنت... إنت حتعملي نفسك شريفة علينا

داه إحنا خاطفينك من قدام كباريه بفستانك

اللي شبه ال.... إخرسي بقى و إتلمي و خلي

ليلتك تعدي على خير هما ساعتين زمن ننبسط

فيهم و نرجعك مكان ماجيتي...و لو عاوزة الطريقة الصعبة بردوا إحنا جاهزين بس إنت اللي حتتضرري

في الاخر و حتبقى نهايتك يا المستشفى يا الخرابة

و على فكرة وفري صوتك الحلو داه و إتكتمي عشان

إحنا في مكان بعيد و لو فضلتي تصرخي لبكرة

الصبح مفيش حد حيسمعك.... مفهوم يا....

صرخ في آخر كلامه و عيناه تقدح شرارا..ضخمين

للغاية و ملامحهما تدل على أنهما من أصحاب السوابق ذوي القلوب الميتة التي لا طالما سمعت

عنهم... يخطفون يغتصبون و يقتلون بدم بارد...

جرائهم لا تحصى و لاتعد... و هي ضحيتهم

الجديدة....تكاد تختنق بشهقاتها و هي تتوسلهم

ان يتركوها دون جدوى...


الاصرار و التجاهل هذا ما لمحته في أعينهم

لن يتركوها مهما قالت أو فعلت... لن تستطيع

النجاة منهم او التغلب عليهم في هذا المكان

المقطوع...

لطالما سمعت عن جرائم الاغتصاب و الخطف

لكن لم تكن تظن انها ستكون ضحية في احد

الايام...

خانتها ساقاها و لم تعد قادرتان على حملها

لتتنزلق على الأرض بعد أن سمعت أحدهما

يقول :"خمس دقائق و راجعين ياقطة..جهزي

نفسك...".

غمزها و هو يدعك أنفه باصبعه بحركة

قذرة تدل على إستهلاكه للمخدرات...لتوقن

يارا أن نهايتها إقتربت و لا نجاة لها بعد هذه

الليلة إلا بمعجزة...1


تستمر القصة أدناه

لطمت فخذيها بكفيها قبل أن تنتحب بيأس

و هي تدعو الله بداخلها أن ينفذها من براثن

هذين الوحشين الجائعين ....


3

في برلين.... ألمانيا....

في إحدى المستشفيات...

تجلس سيلين أمام أحد الغرف تنتظر خروج

الطبيب منذ ساعات طويلة بعد أن تدهورت

صحة والدتها و اغمي عليها فجأة لتظطر

لنقلها إلى المستشفى...

رفعت رأسها عندما سمعت صوت الباب تلاه

خروج الطبيب الذي كان يفحص هدى بالداخل

هرولت نحوه قائلة بلهفة :"دكتور طمئني

ارجوك... هل هي بخير؟؟؟

الطبيب بلهجة بعملية :" الان هي بخير... لكن

أنت تعلمين وضع قلبها إنه ضعيف... تحتاج

عملية جراحية في أقرب وقت... الأدوية لا تكفي

لقد تعدت مرحلة العلاج بالأدوية.... العملية

هي الحل..لن تصمد طويلا....

سيلين بحزن يغمر قلبها :" لكن دكتور..كلفة

العملية باهضة جدا...الا يوجد حل آخر...

الطبيب بأسف:" لقد أخبرتك يا آنسة..تحتاج

تدخلا جراحيا في أقرب وقت و إلا فقدناها..

سوف أتكلم مع إدارة المشفى.. تستطيعين تقسيط

المبلغ.... تدفعين نصفه الان و النصف الاخر

بعد إجراء العملية.....

اومأت له سيلين بإيجاب دون أن تجيبه  لينسحب الطبيب مكملا عمله بينما بقيت هي تفكر :"يا

إلهي إنها ستون الف يورو من أين سأجلب

مبلغا كهذا...انا بالكاد أسدد فواتير الكهرباء

و الماء و الطعام.... لم أستطع شراء حذاء

جديد منذ سنتين...مالذي علي فعله... صاحب

العمل لن يوافق على إعطائي سلفة بهذا. المبلغ

الضخم...لا يوجد حل سوى بيع المنزل... لكن

هذا سيحتاج وقتا طويلا حتى أجد سعرا مناسبا

و منزلا جديدا...يا إلهي انقذ أمي لايوجد لي

أحد سواها....

أدمعت عيناها بعجز و هي تحدق بباب الغرفة

المغلق حيث تنام والدتها وراءه بقلب انهكه المرض

ماذا سيحدث لها لو خسرتها... هي لا تعرف أحدا

في هذا العالم سواها... لا أقارب و لا أصدقاء...

يبدو أن والدتها محقة عندما طلبت منها العودة

إلى الوطن...

عادت من شرودها على صوت الممرضة التي

سمحت لها بالدخول و رؤية والدتها لدقائق

قليلة فقط....

دلفت إلى الداخل بقلب ممزق و عينان محمرتان

من شدة البكاء...أمها روحها الثانية تنام بقلة

حيلة على سرير أبيض يدها موصولة بأنابيب

و معدات طبية لم تفقه منها شيئا...+


فلتت منها شهقة رغما عنها لتضع يدها على

فمها تبتلع بقية شهقاتها بداخلها حتى شعرت

بكف والدتها الحنون تمسك يدها... لتنتفض

بهلع قائلة بغصة :"مامي إنت كويس؟؟ اندهلك

الدكتور....

سعلت هدى قليلا قبل أن تجيبها بصوت متعب

و ضعيف :" لا يا حبيبتي انا كويسة... متخافيش

عمر الشقي...

تستمر القصة أدناه

سيلين ببكاء و هي تمسك بيدها كف والدتها

البارد:"مام الدكتور قال لازم عملية ب 60 الف

يورو... اكملت حديثها باللغة الألمانية مبلغ كبير من أين سنحصل عليه..

سأبيع المنزل... لكن يلزمني القليل من الوقت

و الطبيب يقول يجب أن تخضعي للعملية

في اقرب وقت...

هدى بابتسامة ضعيفة :" متقلقيش يا حبيبتي

انا حبقى كويسة...متبكيش يا ضنايا كل مشكلة

و ليها حل بإذن الله...

سيلين بدموع :" أعلم و لكني سأموت إن حصل

لكي شيئ... امي ارجوكي انا لا يوجد لي سواكي

انت كل عائلتي... يجب أن تصمدي من أجلي...

غدا صباحا سأذهب إلى كل مكاتب بيع العقارات

و سوف ابيع المنزل بأي ثمن.. الطبيب قال لي

اننا نستطيع تقسيم المبلغ ندفع حزءََالان و الباقي  بعد العملية...

أغمضت هدى عينيها بتعب فقد حان الوقت

المناسب لتنفيذ ماعزمت عليه منذ رحيل زوجها

يجب أن تعيد إبنتها إلى عائلتها... لن تبقيها وحيدة

ستفعل اي شيئ لإنقاذ وحيدها من الضياع في هذا

البلد الغريب الذي إلتهم سنوات عمرهما دون

رحمة....

أخذت نفسا عميقا قبل أن تتحدث بهدوء:"مفيش

داعي تبيعي البيت... انا حقلك إزاي تجيبي

فلوس العملية... إسمعيني كويس يا بنتي

و متقاطعينيش عشان انا بتكلم بالعافية....

اومأت لها صغيرتها و هي تمسح دموعها

التي إنهمرت على وجنتيها المحمرتين قبل

أن تركز جميع حواسها مع حديث والدتها....

:"...... داه أحن واحد فيهم انا ربيته زمان

لما كان صغير...انا سبته و هو عمره إثناعشر

سنة اكيد لسه فاكرني...عشان خاطري. ياحبيبتي

وافقي و روحيله...انا بقالي سنتين بتابع أخباره

هو كبر و درس محاماة بس هو حاليا  ماسك

شركات بابا... بقى رجل أعمال ناجح.... من هو صغير

و هو ذكي جدا انا كنت عارفة إنه لما حيكبر

حيبقى حاجة عظيمة و فعلا مخيبش ظني...

تنهدت سيلين باستسلام فهي و إن كانت في الماضي  ترفض الذهاب لمصر و الالتقاء بعائلة والدتها

إلا أنها مضطرة الان من أجل والدتها..

تحدثت بصوت منخفض دلالة على موافقتها

رغما عنها و هذا ماكانت تعلمه والدتها لكنها

تجاهلت رأيها ليس من أجل الحصول على

ثمن العملية بل من أجل وحيدتها الصغيرة...

لاتستطيع تركها وحيدة دون مأوى و سند يحميها

من هذه الحياة القاسية...

:"تمام... و انا وين حعرفه؟؟ انا نسيت إسمه؟

هدى :" إسمه سيف عز الدين...ادخلي اوضتي حتلاقي في الدرج الثاني بتاع تسريحتي... في

شوية فلوس كنت مخبياهم من مصروف البيت

و معاهم صندوق صغير بني فيه صور كثير...صور عيلتي اللي دايما بفرجك عليهم...+

اومأت سيلين بتفهم لتكمل :"تحت الصور حتلاقي

ظرف أبيض صغير إفتحيه حتلاقي ورقة

فيها عنوان الشركة الرئيسية للمجموعة هو

دايما بيكون هناك...و مع الورقة حتلاقي

سلسلة  فضة فيها قلب صغير... القلب داه بيتفتح

جواه صورتين واحدة صورتي زمان قبل ما أتجوز

و الثانية صورة سيف... السلسلة دي كان

هدية منه عشان كان بيحبني اوي و قريب

مني جدا... كان بيعتبرني أمه الثانية....

تستمر القصة أدناه

سيلين بقلق :"حاضر انا الليلة ححجز في أول

طيارة نازلة مصر و حروحله الشركة و حاخذ

السلسلة معايا.... بس انا خايف هو مش

يفتكر إنت...


هدى :" سيف اللي انا أعرفه عمره ما حيعمل

كده...إحنا نحاول يا بنتي و الباقي على ربنا

لو مصدقكيش إبقى كلميني و انا حفهمه....

سيلين بخوف و قلق :" حاضر مام...

قاطع حديثها دخول الممرضة لتطلب

من سيلين مغادرة الغرفة لترتاح والدتها....

قبلت جبينها قبل أن تهمس لها في الاخير

:" لا تقلقي امي سوف احاول و لن ايأس

ابدا... لن أسمح بخسارتك ابدا.. لا تقلقي

انا إبنتك و أنت تعرفينني...لا أستسلم

بسهولة...سأهاتفك عندما اصل هناك....

إبتسمت لتهدأ من قلق والدتها عليها عليها

فابنتها لازالت صغيرة وهي لم تذهب من قبل

لمصر لتبادلها الأخرى إبتسامة خفيفة قبل أن

ترتخي ملامحها و تغط في نوم عميق.....


عادت سيلين إلى المنزل الموحش بدون

وجود أمها... انارت الصالة ثم نظرت أمامها

نحو الكنبة التي كانت تجلس عليها هدى

كل ليلة تنتظرها حتى تعود من عملها.. رمت

حقيبتها أرضا لتهرول نحو الاريكة لترتمي

عليها و تجهش ببكاء مرير... الان فقط

أحست باليتم رغم أن والدها غادر  و تركهما

وحيدتين...إلا أن والدتها عملت كل ما في وسعها

حتى تكون لها الاب و الام في نفس الوقت

لطالما سهرت الليالي تعمل على آلة الخياطة

إلى جانب عملها اليومي بالمصنع حتى تستطيع

سيلين إكمال دراستها و شراء الملابس و الأكلات

التي تحبها حتى لا تشعرها بأي نقص او إختلاف

عن صديقاتها اللواتي يمتلكن آباء....لطالما شعرت

بلمساتها الحنونة إلى جانبها كلما شعرت بالخوف

فهي كانت الملجأ الوحيد لها تحتمي به من الدنيا

القاسية... في حزنها في فرحها في مرضها لم

يكن غيرها إلى جانبها يواسي وحدتها حتى

صارت كل حياتها...

لكنها الان غير موجودة...بدا لها المنزل كقبر

مظلم بدونها... هي تبكي الان و خائفة لاتستطيع

المكوث لوحدها لليلة واحدة فكيف لو فقدتها...

ظلت تبكي لساعات حتى جفت دموعها قبل

تنام على الاريكة تحتضن نفسها و هي تتخيل

انها بأحضان أمها الحنون.... في ذلك المكان المهجور....+

فتح الباب من جديد لتنكمش يارا برعب

و كل خلية في جسدها ترتعش حد الموت....

صوت أقدام توحي بدخول أحدهم...لترفع رأسها

حيث إصطدمت عيناها بزوج من الاحذية الفاخرة

أمامها...

رفعت رأسها ببطئ متجاهلة السيول المنهمرة

منهما لتجد أمامها رجلا طويلا و ضخما لا يقل ضخامة عن الرجلين اللذين كانا هنا منذ قليل

عريض المنكبين ببشرة قمحية و عينان سوداوان

غامضتان تتفرسانها بنضرات ثاقبة مخيفة

جعلت جسدها يرتعش رعبا من القادم...

تستمر القصة أدناه

عقدت حاجبيها باستغراب فوجهه يبدو مألوفا

لها لكنها لم تتذكر أين رأته.. ربما من شدة

خوفها ذاكرتها مسحت تلقائيا...2


كان يرتدي بدلة فاخرة كحلية اللون بدون ربطة

عنق... عطره الحاد كملامحه إنتشر بكامل

الغرفة مما زاد في إضطرابها...

وضع يديه في جيوب بنطاله ناظرا إليها باستعلاء

تحت قدميه...شعور الانتشاء و الراحة تسللا داخل

جسده عند رؤيتها ذليلة و خائفة و ضائعة... تماما

كحاله عندما تركته منذ سنوات...

زفر بانفاسه بجمود قبل أن يجلي حنجرته

متحدثا بصوت بارد :" لسه زي ما إنت...متغيرتيش".


جاهدت لتقف على قدميها أمامه لتصطدم

بعيون صقرية تراقبها بتمعن شديد لتجفل

قليلا قبل أن تجيبه بارتعاش واضح في

صوتها :"إنت... مين؟؟

قهقه عاليا حتى  تردد صوت صدى ضحكاته

في ارجاء الغرفة الضيقة قبل أن يتوقف فجأة

و قد تحولت ملامحه الهادئة إلى أخرى تحمل

الجحيم في ثناياها ليقول بصوت عميق

واثق :" أنا صالح عزالدين...و رجعت عشان

آخذ حقي منك... انا وعدتك زمان و انا لما بوعد

بوفي....1

إندفعت نحوه يارا و هي تمسح دموعها بظاهر كفها

قائلة بلهفة :" صالح...الحمد لله إنك جيت انا كنت

حموت و الله الناس اللي برا دول عاوزين يموتوني

ارجوك خرجني من هنا... ".4

دفعها بغل على الأرض قائلا :"طول عمرك

أنانية متغيرتيش.. مش بتفكري غير في نفسك....1

نظرت نحوه بذهول و هي لاتصدق مايقوله

ليكمل بنفس الحدة:" طب إيه رأيك إن انا اللي

جايبك هنا...


يارا بتوهان :" إيه؟ جايبني هنا... طب

ليه؟؟

صالح و هو يرمقها باستعلاء و غرور :" ما انا

قلتلك...عشان آخذ حقي منك...

حاولت الوقوف ثانية رغم المها لتنجح

في ذلك قائلة بصراخ:" حق إيه؟؟ إنت تجننت

باعثلي ناس مجرمين يخطفوني  و جايبني في مكان زبالة زي داه و تقلي حقك.. حق إيه؟؟1

لم يكن رده سوى صفحة قوية من يده

الضخمة على وجنتها الرقيقة حتى سالت

الدماء من جانب شفتها و جعلتها تلتصق بالحائط

لتكتم يارا ألمها الحارق رغم صدمتها و إحساس

الإهانة التي شعرت به فهي المدللة التي

لم يتجرأ احد من قبل علي لمس شعرة

واحدة منها...

لفت راسها ببطئ تنظر له بصدمة لتجده

ينقض عليها من جديد ممسكا بشعرها

في يده هادرا بصوت مرعد :"أول و آخر مرة

تعلي صوتك قدامي...يا زبالة زيك

يا تربية الشوارع و الكباريهات...فاكراني

زي العيال اللي إنت مصاحباهم لا فوقي

و إعرفي انا مين؟؟ انا صالح عزالدين

اظن إن إنت فاكراه كويس و لو نسيتي

مفيش مشكلة انا حعرف افكرك فيا إزاي؟؟؟2

وضعت يارا كفها فوق يده التي كانت ممسكة

بشعرها بقوة حتى شعرت بأن بعض الشعرات

تقطعت في يده لتتحدث بصعوبة :"صالح

ارجوك سيب شعري... حيطلع في إيدك...

قاطع كلامها بلهجة اكثر حدة و هو يكز

على أسنانه :" صالح بيه يا زبالة... صالح بيه

و من هنا و رايح متتكلميش غير بإذني....

سامعة....1

أنهى كلمته الأخيرة ثم رماها  على الحائط و هو ينفض يديه مكملا :" حبعثلك هدوم دلوقتي

تغيري قميص النوم اللي إنت لابساه دلوقتي

و تغوري من هنا و خلي تليفونك في إيدك عشان

لما اتصل بيكي الاقيكي موجودة.... و على الله

تتأخري ثانية في الرد...أقسم بالله لخليكي

الموت من اللي حعمله فيكي....4

تركها في ذهول تام مما يحصل...ساقيها حرفيا

لم تعودا قادرتان على حملها لم تكد تخرج

من صدمة خطفها حتى تبينت لها هوية

الخاطف..لطالما ظنت انه صفحة من الماضي

و إنتهت رغم إحساسها بالذنب الذي كان يقتلها

كلما تذكرته... كيف لعبت بمشاعره رغم أنه

أحبها بصدق لكنها كانت دائما تعذر نفسها بأنها

كانت صغيرة و طائشة حتى تتحمل مسؤلية

مشاعر جديدة لم تشعر بها في حياتها...2

شخصيتها المدللة و المغرورة جعلتها تعتقد

انه من حقها أن تخطئ و لا أحد يجب عليه

الاعتراض او محاسبتها...5

إرتكزت على الحائط تاركة دموعها تنزل

بصمت على وجنتيها و تلف ذراعيها إلى

جسدها بعد أن شعرت بالبرودة تسري

بكامل جسدها...1

نظرت إلى الباب الذي فتح مرة أخرى

بترقب لترى احد الرجلين الذين رأتهما

منذ قليل لتجفل و ترتعش بخوف و هي

تتراجع إلى الوراء باشمئزاز من نظراته

التي كانت تتفحصها بوقاحة...

رمي لها الكيس ليسقط عند قدميها

ثم قال بسماجة و إبتسامة خبيثة :"

خسارة فلتي من إيدينا الليلة بس متقلقيش

انا حبقى أكلم الباشا عشان يديلنا

فرصة ثانية....يلا يا عروسة إلبسي داه و

مطوليش... دقيقتين و أرجعلك....1

غمزها بقلة حياء لتشعر يارا يرغبتها

في التقيئ...لكنها تحاملت على نفسها

لتلتقط الكيس من الأرض و تخرج محتواه

لتجده عباءة  سوداء فاخرة... أسرعت

نحو الباب لتتأكد من إغلاقه باحكام

و ترتدي العباءة فوق فستانها بسرعة

قبل أن تعيد فتح الباب من جديد ليدخل

بعدها ذلك الحارس الكريه قائلا :"يلا يا عروسة

خلينا نمشي...حنرجعك لبيتك....

تبعته إلى الخارج لتتفاجئ بأن الغرفة

تقريبا تحت الارض بعد مشت في ممر طويل

ينيرة بعض المصابيح القديمة  لينتهي بسلم

من عدة درجات صعدته يارا وراء الحارس

ثم وجدت نفسها في حديقة كبيرة

لم تتضح لها سوى بعض الأشجار العالية

تحيط بفيلا كبيرة لم يظهر منها سوى القليل

بسبب الظلام....

وجدت صالح أمامها يتفرس هاتفه الذي

وضعه بجيبه و بقي ينظر لها.. توقفت عن

السير لكن الحارس تكلم ليطلب منها أن تتبعه

:"يلا خلينا نمشي....

تبعته متجهين نحو سيارة سوداء كبيرة

ليفتح لها الباب الخلفي و تصعد و هي مازالت

تنظر لصالح الذي كان ينظر نحوها بوجه جامد

بتعابير غامضة.... سارت السيارة حتى

إختفى عن مرمى مصرها متخذة طريقها

نحو وجهتها و عندما خرجت السيارة من

سور الفيلا رفع الحارس البلور ليمنعها من

رؤية الطريق ...بعد أقل من ساعة توقفت السيارة ثم

فتح الباب... نزلت لتجد نفسها أمام ذلك

الملهى و بجانبها غير بعيد عنها وجدت

سيارتها... أسرعت نحوها لتفتح الباب

لتجد حقيبتها في الكرسي الجانبي...2

اغلقت الباب بسرعة ثم شغلت السيارة

قادتها بعيدا عن هذا الكابوس الذي

جعلها تعيش أصعب لحظات حياتها...

لم تعد تريد في تلك اللحظة سوى الاختفاء

تحت أغطية سريرها و النوم علها تستيقظ

لتجد ان كل ماحدث معها ليس سوى حلما

سيئا... لكن هيهات فقد عاد صالح و معه

بداية جحيمها الابدي...2

صباحا في فيلا صالح عز الدين....

و تحديدا في غرفة الصغيرة لجين... إستيقظت

أروى على دغدغات الصغيرة التي سرعان

ما تقبلتها و أصبحت لا تفارقها ليلا نهارا...

إبتسمت و هي تقلبها لتصبح فوقها و تبدأ

في دغدغتها لتتعالي ضحكات لجين السعيدة

:"يا لهوي على القمر...اللي عاوز يتاكل داه..

انا حبدأ من الخدود الحلوة دي... همممم....

إنحنت عليها أروى و هي تمثل بأنها ستقضم

خديها لتتلوى الصغيرة محاولة الافلات منها

و هي تضحك بصوت طفولي...

أما في الخارج فيقف فريد أمام باب غرفة

إبنته و هو يستمع إلى صوت ضحكتها نفخ

بضيق قبل أن يحرك مقبض الباب ليفتحه

فقد أصبح مجبرا على رؤية تلك الفتاة المسماة

زوجته كل صباح في غرفة إبنته.... طوال اليومين

الماضيين لم يحدثها او يحتك كلما دخل للغرفة

تخرج هي و رغم ذلك لا يرغب في وجودها و تمتعض ملامحه كلما لمحها...1

حالما تفطنتا لوجوده صرخت لجين :"بابي...

تلقفها بين ذراعيه ليقبل وجنتيها المكتنزتين

و ينشغل بالحديث معها بينما وقفت أروى من مكانها

لتنسحب من الغرفه كعادتها لكنه اوقفها قائلا :" إستني....

لجين بلهفة طفوليه :" بابي....

فريد :"ياروح بابي...نمتي كويس...

اومأت بايجاب برأسها و هي تنظر نحو

الكيس العلبة الفاخرة التي وضعها على السرير

بجانبها ليضحك على مظهرها المتلهف فهي

في الاخير طفلة صغيرة لا تفقه من الحياة سوى

اللهو و اللعب...

تركها لتزحف نحو العلبة و تبدأ في فتحها

تحت نظرات والدها الحنونة... فهو و إن كان

ذو شخصية جافة مع الجميع إلا أنه حين

يكون مع إبنته فهو يتحول لشخص آخر مختلف

تماما...


وقف ليغادر الغرفة بهدوء كما دخل لكنه

توقف حيث كانت أروى تقف ليقول لها بنبرة

جافة :"خلي بالك منها...2


أومأت له ثم سارت نحو الطفلة التي كانت

منشغلة بفتح العلبة... شهقت بفرح عندما

نجحت في فتحها بمساعدة أروى لتحدثها

قائلة و هي تنظر ببراءة أمامها :" شاطة... شاطة...

اجابتها أروى ضاحكة :"أيوا شكلاطة...لأحلى

فرولاية في الدنيا....

مدت الصغيرة يدها بحرص لتأخذ إحدى القطع

تحت أنظار أروى المذهولة من جمال هذا النوع

من الشوكولا الفاخرة التي لم تر مثلها سوى في الصور...

بالطبع أين ستراها فمن الواضح أنها تساوي ثروة

و من مثلها لا يستطيعون سوى الحصول على

الأنواع العادية الموجودة في المحلات....

تجاوزت دهشتها و هي تنظر للجين التي كانت

حرفيا تفترس قطع الشوكولا دون توقف مصدرة

أصواتا طفولية تعبر على تلذذها...1

لتعاتبها أروى قائلة :"حبيبتي مينفعش ناكل

شوكولا كثير... كده حتمرضي.. و كمان مش

حتقدري تفطري كويس...

همهمت الصغيرة برفض لتيأس منها أروى

فوالدها هو من أحضرها لها  إذا منعتها في

فستغضب و تبكي و قد تتعرض لتوبيخ

من زوجها...

تنهدت بقلة حيلة قبل أن تمد يدها هي الأخرى

و تشاركها الاكل بعد أن قررت انها سوف تخبر

خالتها و هي ستتصرف معه..2

أخذت الغطاء المصنوع بالشوكولا لتقلبه

في يديها قائلة بصوت منخفض تحدث

نفسها :"طيب و داه المفروض ناكله و إلا

نحنطه... داه شكل حل اوي و مش هاين

عليا... يالهوي انا بقول إيه دلوقتي خليني

اذوق طعمه عامل إزاي....

قضمته ثم أغمضت عينيها لتهمهم بتلذذ

مستمتعة بطعمه الرهيب الذي تتذوفه لأول

مرة في حياتها....


في مطار برلين تيجيل في ألمانيا....

تجلس سيلين على احد الكراسي في صالة الانتظار تنتظر رحلتها المتجهة نحو مصر بقلق و توتر كبير

ودعت والدتها منذ قليل قبل أن تتجه نحو

المطار...

وضعت يدها على صدرها تهدئ ضربات قلبها

المتسارعة برهبة و هي ترفع نظرها كل ثانيتين

للوحة البيانات التي تحتوي على موعد

إقلاع الطائرات...

دقيقة... إثنان... خمسة....ستة و عشرون

دقيقة قضتها قبل أن تسمع صوت نداء

رحلتها لتقف من مكانها متوجهة نحو المكان

المخصص لكشف جوازات السفر....

إنتهت من الإجراءات ثم صعدت إلى

الطائرة لتدلها المضيفة على مكانها

بجانب النافذة.. دقائق قليلة ثم تعالي

صوت المضيفة الأخرى تطلب من المسافرين

ربط الأحزمة و الإستعداد للإقلاع نحو مصر.....

بعد أكثر من خمس ساعات لم تعلم سيلين

كيف مروا عليها..

خرجت من باب مطار القاهرة الدولي نظرت

أمامها تبحث عن  سيارة أجرى (تاكسي)....2


أخرجت الورقة التي كانت تحتفظ بها

في حقيبتها اليدوية و التي تحتوي على

عنوان الشركة الذي كتبته لها والدتها باللغة

العربية ثم توجهت لأول سيارة وجدت صاحبها

يتكئ على بابها و هو يدخن سيجارة...

تنحنحت قليلا قبل أن تتحدث:"ممكن العنوان

داه...".+

رفع الرجل نظره نحوها ثم إتسعت عيناه

بصدمة عندما رأى كتلة الجمال الواقفة أمامه

مد يده بدون وعي ليأخذ الورقة منها قبل

أن يتمالك نفسه قليلا و هو يستغفر بصوت

مسموع قبل أن يبعد نظره عنها بصعوبة

ليقرأ الورقة بصوت عال :"مجموعة عزالدين

العالمية لل..... طبعا و مين ميعرفهاش... بس

إنت لا مؤاخذة  عاوزة تروحي هناك ليه...3


تناولت سيلين الورقة من يده لتخبئها من جديد

في حقيبتها و هي تجيبه :" تقدر نروح لهناك و

إلا اشوف تاكسي غيرك.... ".

أسرع السائق نحو حقيبة سفرها ليأخذها قائلا

:"إتفضلي يا آنسة.. انا بس كنت عاوز أسألك

مش أكثر... إتفضلي إركبي.... نورتي عربيتي...

وضع الحقيبة في صندوق السيارة ثم اسرع

ليفتح لها الباب قائلا:" إتفضلي...يا آنسة....

ركبت سيلين ثم أغلق الباب خلفها ثم توجه

نحو مقعده ليشغل السيارة ثم يحرك المرآة

قليلا حتى يظهر له وجهها و هو يبتسم

بخفة قائلا من جديد :" حضرتك جاية منين...

أمريكا و إلا كندا....و إلا فرنسا....

تاففت سيلين و هي تتذكر حديث والدتها

عن ثرثرة اغلب أصحاب التاكسي و توصياتها

بعدم الحديث معهم لتتجاهله عله يصمت

لكنه عاد لثرثرته من جديد :" انا قلت اسليكي

شوية عشان الطريق للعنوان اللي إنت إديتهولي

طويل حبتين و حتزهقي....

إمتعضت ملامحها بملل من ثرثرته و صوته الاجش

المزعج الا يكفيها خوفها و قلقها... و قلبها الذي

يكاد يخرج من صدرها من شدة خوفها ليأتي

هذا الكائن الثرثار ليزيد عليها...

بللت شفتيها قبل أن تتكلم بصوت حاولت

ان يخرج واثقا عكس داخلها '"على فكرة

انا مصري بس كنت في ألمانيا و لو سمحت

كفاية سؤال عشان دماغي صدًعة كتير ...".3

قهقه السائق على لهجتها المضحكة و كفية

نطقها الطريف للحروف قائلا :"لا واضح

حضرتك إنك مصري جدا ...


حركت رأسها ناحية النافذة تنظر للمباني

و الشوارع التي تراها لأول مرة فهي لم تأت

من قبل لمصر... فتحت عينيها بتعجب عندما

رأت عربة صغيرة سوداء اللون بثلاث عجلات...2

شهقت بانبهار قائلة :" إيه دا؟؟؟

إلتفت السائق حيث أشارت ثم أجابها

:" داه إسمه توكتوك... زي التاكسي بس

أصغر زي ما إنت شايفة....

تبعته سيلين حتى إختفي قبل أن يظهر

لها آخرون لتبتسم بانبهار متناسية خوفها

لبعض الوقت....2

وقفت السيارة أمام مبنى فخم و شاهق يتكون

من عشرات الطوابق.. إلتفت السائق قبل أن يخرج

من سيارته قائلا :"وصلنا يا آنسه هو داه العنوان...

نزلت سيلين من السيارة ثم أمسكت بحقيبة

سفرها بعد أن أعطت أجرة السائق ثم جرتها

نحو المبنى.... أوقفها أحد رجال أمن المبنى الذين كانوا

يقفون أمام الشركة قائلا و هو يتفحصها

بغرابة :" عاوزة مين يا آنسة... ".+

سيلين بتوتر :"أنا إسمي سيلين و عاوز

سيف عزالدين....".

هز الحارس حاجبيه و هو يتفحص هيئتها

التي تدل على أنها ليست مصرية إبتداءََ

من شعرها البني المائل للون البرتقالي و عيناها

الخضراء و بشرتها البيضاء الناصعة بالإضافة

إلى لكنتها الأجنبية....

أمسك بهاتفه اللاسلكي ليتحدث مع أحد

ما قبل أن يومئ برأسه قائلا :" الباشا مش

فاضي عنده إجتماع... تقدري تاخذي معاد

و ترجعي وقت ثاني....".

إعتلى الخزن ملامحها الفاتنة و هي تجيبه

:"بس انا جاي من المطار... شوف شنطة..

و مش عارف اي مكان هنا... بليز كلمه قله

أنا عاوز اشوفه ظروري كثير.....

نفخ الحارس بضيق و هو لا يدري ماذا يفعل

قبل أن يقول لها '"يا آنسة إفهمي... اللي بتتكلمي

عليه داه سيف باشا عز الدين صاحب المكان

داه كله يعني لو عاوزة تقابليه لازم تاخذي معاد

مش قبل اسبوع او عشرة أيام...صدقيني

مستحيل تقابليه النهاردة... دي التعليمات....

سيلين برجاء :" طب إنت خليني ادخل و انا

حتصرف جوا....

نظر الحارس لزميله الذي كان يستمع لحديثهما

ليأتيه متسائلا :" مالها الخوجاية دي... عاوزة إيه؟؟

الحارس الأول :"عاوزة تقابل سيف باشا.... و شكلها جاية من المطار على هنا على طول...

الحارس الثاني و هو يتأملها :" تكونش واحدة من الخواجات اللي يعرفهم الباشا  بس دي شكلها صغير..

اوي...

نهره الحارس الأول قائلا :" سيف بيه مش بتاع

الكلام داه...و بعدين إحنا ملناش دعوة انا كلمتهم

فوق و هما قالولي إنه مش فاضي....

فرك الحارس الثاني لحيته بتفكير قائلا و هو مازال يتفحص ملامحها الجميلة باعجاب :"بس دي

جاية بشنطتها و حرام تتبهدل... إحنا نكلم كلاوس

(رئيس حرس سيف) و هو حيتصرف....

الحارس الاول بعدم إهتمام و هو يعود لمكانه :" إنت اللي تكلمه انا مليش دعوة... ".

اومأ له و هو يبتسم لسيلين التي كانت

تنظر نحوهما على أمل أن يسمحا لها بالدخول

ليقول لها :"متقلقيش يا قمر انا حساعدك".

بادلته إبتسامة بريئة و هو تقول :"حضرتك

انا إسمي سيلين سامي مش قمر....".2

قهقه الحارس و هو يخرج هاتفه ليطلب

كلاوس قائلا :" اهلا يا باشا..في واحدة خواجاية

عاوزة تقابل سيف بيه شكلها صغير اوي و .....

لم يكمل كلامه حتى اقفل كلاوس الهاتف في وجهه

لم يتعجب الحارس فهذا طبع كلاوس الروسي

كما يسمونه... جاف و قليل الكلام لكنه ذكي جدا

و ماهر في عمله مما جعل سيف يعتمد عليه

كثيرا...رغم أنه مصري الأصل إلا أن والدته

روسية....4

تحدث الحارس وهو يعيد هاتفه إلى جيبه

قائلا :" إستني هنا.. كلاوس باشا حييجي

و هو حيقرر إذا كان سيف باشا فاضي و تنفع

تقابليه او لا...


سيلين في نفسها :" يا إلهي ما كل هذا التعقيد

و كأنني سأقابل رئيس مصر...انا متعبة جدا

و جائعة اوف.... و اريد النوم....

صمتت عن التذمر و هي تشاهد ثلاثة رجال

يقتربون منها ليتقدم نحوها أضخمهم بهيئته

المرعبة لتنكمش سيلين بتوتر و تبتلع ريقها

بخوف عندما سمعته يقول لها :" إتفضلي

ورايا...."


تبعته بسرعة محاولة مجاراة خطواته الواسعة

لتمر بجانب الحارس لتبتسم له بامتنان..ثم اكملت

طريقها....

دخلت إلى الداخل لتنظر أمامها بانبهار

من شكل المبنى الفخم من الداخل....و

الموظفون الذين كانوا يعملون دون توقف

و كأنهم آلات....

امسك أحد الحارسين حقيبتها ليمررها

بجهاز ما مثل الذي رأته منذ ساعات في المطار

ثم وضعه في أحد الأركان بينما أشار لها كلاوس

باتباعه....

صعدا المصعد ليضغط كلاوس بعض أزراره ليرتفع

بهما نحو طابق معين....

نظرت سيلين حولها بتوتر و ذعر من الإجراءات

الأمنية المشددة حيث لاحظت إنتشار القاردز في كل مكان في الشركة و قد ميزتهم من خلال ملابسهم المتشابهة و نظارات السوداء التي يرتدونها بالإضافة إلى السماعات البيضاء في آذانهم....

و قد  قامت إحدى الموظفات بتفتيشها و قامت أخرى بالتدقيق من هويتها و جواز سفرها و هو لا ينفكون يلتهمونها بنظراتهم المتسائلة عن من تكون هذه الجميلة الصغيرة..

وصلت اخيرا أمام مكتب السكرتارية الذي

يضم مجموعة من الفتيات اللواتي يعملن

بجهد كل واحدة أمامها حاسوب تدقق النظر

فيه....

وقف كلاوس أمام إحدى الفتيات قائلا بصوت

غليظ حاد :"الباشا فاضي".

هزت الفتاة رأسها و هي تعدل من  نظارتها

قائلة بعملية : حاليا هو فاضي بس عنده

إجتماع كمان تسع دقائق بالضبط.... ".

عقدت حاجبيها و إتسعت عيناها بذهول عندما

لمحت للتو سيلين وراءه لتسأله :" مين الباربي

دي...

تجاهلها كلاوس كعادته و هو يلتفت نحو

سيلين لتتبعه لتشتمه ناديا (السكرتيرة) بصوت

منخفض قائلة :" غلس و بارد.. و مين المزة

اللي معاه؟؟ انا اول مرة اشوفها...

طرق كلاوس الباب ثم دخل بمفرده

ليجد سيف منكبا على أوراقه كعادته....رفع

رأيه لثوان دون أن يتحدث....

وقف كلاوس مطئطئا راسه باحترام  أمام مكتبه واضعا 

يده فوق الاخرى أمامه ليقول :" سيف

باشا في واحدة برا عاوزة تقابل حضرتك.. شكلها

مش مصرية و معاها شنطة سفر الظاهر إنها جاية

من المطار مصممة إنها تقابل حضرتك...".+

رفع سيف رأسه مرة أخرى و قد ظهر على وجهه

الاستغراب ليتمتم بصوت عال :"واحدة....مقالتلكش

إسمها إيه؟؟؟

كلاوس :" إسمها سيلين سامي...انا دققت في

أوراقها و باسبورها بنفسي... لسه جاية

من المطار حالا.... حضرتك تحب ادخلها و إلا

امشيها....

نظر سيف في ساعته قبل أن يجيبه :"لا

خليها تدخل بسرعة....

أومأ له كلاوس بطاعة قبل أن يختفي من

أمامه تاركا الباب مفتوحا حتى تدلف سيلين.....

يتبع 💓♥️❤️

عاوزه تفااااااعل

الفصل الرابع

دلفت سيلين و هي ترتجف من الخوف و التوتر

فالدقائق القادمة ستحدد مصيرها و مصير والدتها

للأبد...لاتعلم إن كان هذا المدعو سيف سيعترف

بها كقريبته و يساعدها ام أنه سيتنكر لها

كما فعلت عائلة والدتها طوال السنوات الماضية

هزت رأسها ببطئ و قد تسللت إلى رئتيها رائحة

عطر فاخرة ثقيلة.. بحثت عن صاحبها لتجده يجلس

بأريحية على طاولة مكتبه الفخم يتحدث مع

شخص ما على هاتفه بتركيز حتى أنه لم يعر أي إهتمام لدخولها...3

إبتلعت ريقها ببطئ و هي تتفرس دون وعي

كتلة الوسامة التي أمامها...


طوال حياتها كانت محاطة بالرجال الوسيمين

ذوي البشرة البيضاء و الأعين الزرقاء لكن هذا

الاسمر الوسيم الجالس أمامها حكاية أخرى..


عضت شفتيها بقوة و هي تشتم نفسها داخليا

على وقوعها السريع تحت تأثير سحره فهذا

ليس ابدا وقت اللهو.. هي قادمة من أجل مهمة

و يجب عليها التركيز بكل حواسها...


تنحنحت بصوت منخفض حتى ينتبه لها

ليلتفت نحوها ثم يسارع لانهاء مكالمته

و يضع هاتفه بجانبه و هو مازال يتفرسها

بنظرات غامضة لم تفهمها....


أما بالنسبة لسيف فحالما رفع رأسه تجمد

الدم في عروقه حرفيا و لم يصدق مارآه

أمامه...حتى أنه قطع مكالمته دون وعي منه...

إنها هي تلك الصغيرة التي إلتقاها منذ أشهر

في ألمانيا... نفس الشعر البرتقالي المميز

و العينان ذوات اللون الغريب اللتين تضيفان

على وجهها هالة من البراءة حيث بدت له و كأنها

طفلة في الخامسة من عمرها...

وبخ نفسه بأسف لأنه نسي أمرها بعد أن

عاد من ألمانيا منذ أشهر بعد أن حاول العثور

عليها.... لم يدقق في البحث عنها في ذلك

الوقت بل إكتفي بتكليف أحد حراسه بسؤال

زملائها في المطعم و أمرهم بالاتصال به

حالما يروها ثانية....ثم نسي أمرها بعد أيام

قليلة لانشغاله بالعمل  و بعدها عاد لمصر...

نسيها وقتها و لكنه تذكرها الان حالما رآها

و كيف له ان ينسى هاتين العينين اللتين

سحرتاه منذ اول نظرة.. يستطيع تمييزهما

من بين آلاف العيون....

أشار لها أن تجلس على الاريكة مقابلة له

دون أن يتحرك من مكانه بل إكتفي بالتحديق

بها و كأنه يدرس جميع تحركاتها....

قطب جبينه باستفهام و هو يفكر هل من المعقول

أنها بحثت عنه و قطعت كل المسافة حتى

تأتي و تطالبه بتعويض لانه كان السبب

في فقدانها لعملها...او ان أحدا ما علم أنه

كان يبحث عنها فأرسلها له لسبب ما.. قد يكون

احد أعدائه من وصل إليها و قرر إستخدامها

ضده...جميع الاحتمالات واردة إذن...

فرك ذقنه بحيرة لكنه سرعان ما نفى تلك الأفكار

من رأسه بعد أن قرر سماعها أولا ثم الحكم

عليها بعد ذلك...فكما يقول المثل الشعبي...ياخبر النهاردة بفلوس.....

تستمر القصة أدناه

قطع الصمت متحدثا بصوت رجولي واثق باللغة الالمانية:"تكلمي...إني أسمعك".

حركت سيلين حقيبتها بتوتر و هي لاتستطيع

التحدث فقد علقت الكلمات في حلقها حتى

انها لك تنتبه أنه حدثها باللغة الألمانية فمن أين

يعرفها حتى يتكلم معها بلغتها (طبعا هي

معرفتش هو مين)...

ارجعت إحدى خصلات شعرها التي تمردت

وراء أذنها قبل أن تستجمع كامل شجاعتها

و تقول بلهجة مصرية متلعثمة:"انا آسف عشان

جيت فجأة كده...مش خذت موعد بس انا

جيت عشان مامي... هو قالي إيجي مصر

و روحي هنا عشان اشوف سيف عز الدين....

هز سيف حاجبيه باستغراب لما تقوله هذه

الصغيرة...من هي والدتها التي جاءت إلى هنا

من أجلها. من هذا الذي ارسلها لتقابله و ماذا

يريد منه...كتم بداخله ضحكاته على كلامها

الغير مرتب لكنه تدارك نفسه عندما طرق

باب المكتب لتدخل السكرتيرة قائلة بنبرة

رسمية :"سيف باشا كلهم مستنيين حضرتك

عشان الاجتماع....

صمتت عندما أشار لها بأن تتوقف عن الحديث

و عيناه لاتزالان مثبتان على سيلين...

سيف بأمر:" إلغي الاجتماع...

ثم أشار لها بالإنصراف لتومئ له السكرتيرة

و تغادر دون إضافة  أي كلمة أخرى فهي طوال

سنوات عملها هنا حفظت طبعه جيدا...إذا

قرر أمرا لا يجب على أحد الاعتراض او المجادلة

فهو دائما يعلم ماذا يفعل جيدا....

نظرت نحوه سيلين بتوجس لتجده ينظر لها

بصمت منتظرا إياها أن تكمل كلامها ليهتف

بعد أن يئس من تحدثها يعلم انها خائفة و متوترة

جدا و هذا ليس أمرا جديدا عليه فهو يعلم تأثير

وجوده على من حوله من رجال أشداءو الذين يجعلهم يرتبكون من نظرة واحدة من عينيه

و يحرصون على إنتقاء كلامهم قبل التفوه يه

أمامه فمابالك بهذه الصغيرة التي تبدو كطفلة

ضائعة في الازدحام...


:"كملي كلامك انا سامعك... بس حاولي

تفهميني أكثر... مين اللي بعثك هنا و كنتي فين بالضبط ؟؟؟

أخذت نفسا طويلا محاولة إبعاد شعور التوتر و الارتباك الذي طغى عليها قبل أن تجيبه :" مامي

هو اللي بعثتني هنا... هو قالي إيجي مصر

و روحي على عنوان هنا.... ".

سيف و هو يحاول فهم كلماتها الغير مترابطة

:"هو... قصدك مين؟؟

سيلين بتفسير أكثر و حاولت التكلم بالإنجليزية لان والدتها أخبرتها أن أكثر لغة متداولة في مصر هي اللغة الانجليزية و معظم المصريين يفهمونها:" مامي my mother".+

سيف و هو يحاول مجاراتها (بياخذها على قد عقلها)

:"يعني مامتك هو اللي بعثك هنا... للشركة بتاعتي

و قالتلك تقابليني".

أومأت له سيلين بالايجاب ليكمل :"طيب ليه؟؟

لا يعلم مالذي دهاه حتى يترك عمله و يضيع

وقته الثمين في التحدث إلى هذه الفتاة

ليس من عادته فعل هذا و لكنه شعر بالفضول

و الاستمتاع بمشاهدتها أمامه هكذا كدمية

باربي صغيرة اسرته من اول دخولها جعلته

حتى أنه لم يستطع أن يزيح عيناه عنها...

بالإضافة إلى طريقة نطقها للكلام و التي  جعلته

أكثر من مرة يريد أن ينفجر من الضحك...

تستمر القصة أدناه

لاحظ تحول ملامحها إلى الحزن و هي تقول

:"هو في المستشفى... مريض جدا....حيموت

و يسيبني لوحدي انا مش عندي حد غير مامي

انا عايش في ألمانيا مع مامي و هي مريض

و انا خايف يموت...


مسحت دموعها و هي تنزل رأسها أكثر تحدق

في حقيبتها التي كانت تضعها على ساقيها

شتمت نفسها بسبب دموعها التي خذلتها

و أظهرت ضعفها أمامه فهي طوال رحلة

مجيئها إلى هنا تذكر نفسها في كل دقيقة

و ثانية أن تجعل نفسها قوية و لا تبين

ضعفها أمام أحد....

اما سيف فبدأت الرؤيا تتوضح أمامه شيئا

فشيئا.. فهم من حديثها أنها تريد نقودا لوالدتها

المريضة...لكن هل هي صادقة في كلامها... فمن

الممكن أنها تستخدم هذه الحجة القديمة لتحصل

على النقود...

لكن لماذا أتت له هو بالذات هل من

الممكن أنها تريده أن يعوضها عن فقدانها لعملها

بسببه كل الاحتمالات واردة لكنه كالعادة لا يخبر

أحدا بما في رأسه من أفكار حتى يتأكد

رغم انه يكره شعور أن يكون جاهلا بما يدور في خلد الآخرين .... فهو لم يسمى الشبح من فراغ بل بفضل ذكائه الشديد و دماغه العبقرية  التي تمكنه من معرفة ما يفكر به أي شخص أمامه قبل التفوه به... لكنه يعترف بفشله هذه المرة فهناك الكثير من

المعطيات المفقودة و الغامضة تجعل من معرفة الحقيقة صعبة بعض الشيئ لذلك فضل التريث و الصمت و إنتظارها حتى تكمل حديثها و بعدها سوف يتصرف .....

تنحنحت لتجلي صوتها قائلة بلغة أنجليزية

متقنة  :"سيدي انا إسمي سيلين سامي...والداي

مصريان ولدت في ألمانيا و عمري تسعة عشر

سنة... ابي تركنا منذ أربعة سنوات عندما كان

عمري خمسة عشر سنة لا أعرف أين ذهب

كل ما أعرفه أنني عدت من المدرسة في يوم

من الايام و لم أجده... عندما سألت أمي قالت

لي بأنه توفي في حادث ما ...في كل مرة أسألها عنه تجيبني بنفس الكلام و في إحدى المرات صفعتني و قالت لي بأنه رحل و لن يعود ثانية و إن أكف عم السؤال عنه و منذ ذلك اليوم لم أسأل...

بعدها خرجت والدتي للعمل في أحد المصانع

لتتكفل بأعباء المنزل و مصاريف دراستي...

لكنها تعبت بعد ذلك و مرضت بالقلب...إضطررت

انا للخروج للعمل و ترك دراستي لاوفر لها ثمن الدواء و لكن مرضها إشتد... الطبيب يقول أن مرضها خطير

و قلبها أصبح ضعيفا و تحتاج عملية جراحية

في أقرب وقت...نحن لدينا منزل إنه ملك لوالدتي

بالأمس ذهبت لمكتب العقارات حتى أبيعه

لكنه أخبرني أنه سيحتاج وقتا حتى يجد

من يشتريه بثمن مناسب أخبرني ان المنزل يساوي

مائة و خمسون  ألف يورو..

لكنه يحتاج للوقت و انا لا أملك

ذلك الوقت حتى أنتظره...يجب إجراء الجراحة

هذا الأسبوع و إلا سوف أخسرها..أنا أعمل في

وظيفة عادية لا اتقاضى الكثير و صاحب العمل

لن يعطيني سلفة و العملية تحتاج لستون الف

يورو... الطبيب أخبرني إنه يمكنني أن ادفع

نصف التكاليف قبل العملية و الباقي بعد

إجراءها...أقسم أنني لم أكن اريد المجيئ

إلى هنا...انا لم ازر مصر من قبل رغم إلحاح

والدتي و لكنني كنت أرفض المجيئ...كانت

دائما تقول لي بأنها إن ماتت فسأبقي وحيدة

و لكنني لم أكن أبالي...لكنني الان خائفة جدا

من فقدانها...


تستمر القصة أدناه

لا أعرف أحدا غيرها... هي كل عائلتي....

توقف عن الحديث بعد أن شعرت بغصة في حلقها

أجبرتها على التوقف.... لتسمعه يقول :"ممم فهمت

يعني إنت جيتي هنا علشان تاخدي تعويض...طبعا

داه من حقك بس ممكن أعرف إنت ليه تأخرتي عشان تيجي هنا..يعني الحكاية بقالها شهور كثيرة

ليه دلوقتي بالذات...

قطبت سيلين حاحبيها بعدم فهم من كلامه

لتجيبه:" انا لا أفهم عن أي تعويض تتحدث

انا لا أريد شيئا سيدي... لقد اخبرتك أن والدتي

مريضة و لولاها لما كنت أتيت هنا ابدا...لقد خاطرت بالمجيئ وحدي إلى بلد لا أعرفه من أجلها هي فقط

لا اريد فقدانها...كنت أريد أن تساعدني...بأن تعطيني

الستون الف دولار و انا سأعيد لك مائة ألف بعد

شهرين عندما يباع المنزل...لدي نقود و لكن ليس

لدي الوقت...حتى انني ذهبت للبنك و لكنهم

أخبروني بأن الإجراءات تتطلب وقتا...امي قالت

لي أن الوحيد الذي سيساعدني هو سيف عزالدين....

سيف بهدوء و قد أيقن أنه وصل لنهاية اللغز :"و لماذا أنا بالذات؟؟

عبثت بحقيبتها بعض الوقت قبل أن تخرج

ظرفا كبيرا...

وضعت حقيبتها جانبا ثم وقفت من مكانها

متجهة نحو لتعطيه له قائلة :" هذه هويتي

و نسخة من هوية والدتي و بعض الصور

و كذلك سلسلة.... هذا كل ما أملكه من دليل

سيدي ".+

تفحص الأوراق بهدوء و صبر قبل أن ينتفض

من مكانه فجأة و قد إرتسمت على وجهه ملامح

الصدمة...

تمتم بعدم تصديق و هو مازال يتفحص الأوراق

:"طنط هدى....إنت بنت طنط هدى...هي لسه

عايشة؟؟


7

نزلت أروى الدرج تحمل بين ذراعيها تلك الصغيرة

لتجد هوانم الفيلا كما تسميهما جالستان في

الصالون تتحدثان تمتمت بداخلها و هي تتفحص

مظهرهما الراقي و المنمق :" الستات دول مبيكبروش

ابدا.. الشعر مصبوغ  و ماكياج و كأنهم رايحين فرح...عاملين زي هوانم جاردن سيتي بالضبط  بيتمشوا في البيت بالكعب... عيني عليكي ياما

مكنتش بشوفك غير بالجلابية الصفراء بتقلعيها

عشان تغسليها و ترجعي تلبسيها من ثاني.....

وصلت حذوهم لتضع لجين على الأرض و هي تقول

:"صباح الخير....

أشارت لها سناء (خالتها) لتجلس بجانبها و هي تبتسم لها : صباح النور يا حبيبتي تعالي أقعدي

حنادي على عزة  تجيبلك قهوة...".

جلست أروى بتوتر بجانبها فالبرغم من أنها

خالتها إلا أن علاقتها بها لم تكن وطيدة و ذلك

بسبب الفارق الاجتماعي بين العائلتين حتى

أنها لم تكن تزرهم في منزلهم إلا مرات نادرة

تعد على الأصابع لكنها كانت تساعدهم ماديا

خفية عن زوجها و أولادها و قد إختارتها زوجة

لابنها بعد إقتراح شقيقتها سميحة التي بقيت

تزن في أذنها لاشهر حتى تقنع فريد بأن يتزوج من إبنتها....

لاحظت نظرات إلهام المتعالية لها حتى أنها

لم ترد تحيتها عكس سميرة التي رحبت بها

ببفرحة صادقة :مشاء الله زي القمر يا حبيبتي

داه فريد محظوظ بيكي جدا ".

تستمر القصة أدناه

خفضت أروى رأسها قائلة بخجل :"ميرسي

يا طنط داه من ذوقك...".


قلبت إلهام عيناها بملل متحدثة بفتور:" هو إنت

في كلية إيه يا.... أروى؟؟

أروى :"كلية آداب قسم لغة إنجليزية...


إلهام بنبرة متعالية:" ممم على كده خلصتي

جامعة... ".

أروى بخجل :" لا.. فاضلي سنة و أخلص...".

إلهام بقصد:" تكملي؟؟ و هو فريد حيوافق؟؟

قاطعتها سناء بنبرة حاسمة و قد فهمت ماترمي

إليه :"إلهام...الموضوع داه خاص بين أروى و فريد

مفيش داعي نتدخل في خصوصياتهم...


اومأت لها إلهام بعدم إهتمام و هي تكمل إرتشاف

فنجان قهوتها مكتفية بالاستماع لحوارهم السخيف

حسب رأيها...

يجلس فريد في مكتبه يتفحص بتركيز ملف

أحد القضايا التي تشير لتورط احد رجال الأعمال

في تهريب شحنة من ألعاب الأطفال الغير مطابقة

لشروط الجودة....طرق باب المكتب ليسمح

للطارق بالدخول دون أن يرفع رأسه و الذي لم يكن سوى صديقه أحمد زميله في العمل لكنه كان

برتبة اقل من رتبة فريد ...

أحمد بمرح :"انا مصدقتش لما قالولي

برا إنك هنا.... إيه يا عريس زهقت بالسرعة

دي....".

فريد بلامبالاة و هو مازال مركزا في عمله

:"عندي شغل مستعجل... لو عاوز تقول حاجة

إنجز مش فاضيلك".

تأفف أحمد قليلا من أسلوب فريد الجاف

و الذي تعود عليه منذ وفاة زوجته ليتحدث

بانزعاج:" مفيش بس كنت عاوز أسألك عملت

إيه في قضية ناجي العواد....

نفخ فريد الهواء بملل قبل أن يخرج سيجارة

من علبة السجائر ليشعلها ببرود مستفز دون

أن يجيبه و كأنه غير موجود...ليقف الاخر من

مكانه راكلا الكرسي وراءه ليسقط على الأرضية

مصدرا صوتا مزعجا و هو يصيح :"انا استاهل

عشان إبن ستين جزمة.. رغم كل مرة بكلمك فيها

بتتجاهلني كده كأني مش موجود لكن برجع

ثاني اكلمك عادي و كأن محصلش حاجة

عشان بقول صاحبي و اللي مر بيه مش سهل

بس لامتى حتفضل كده... إرحم نفسك شوية

يا اخي داه إنت مبقاش عندك صحاب غيري

انا و عادل......

أجابه الاخر ببرود و عدم إهتمام :"عاوز إيه يا..

يا صاحبي؟؟؟

إنحنى أحمد علي المكتب ليقترب من فريد قليلا

ليهمس :" عاوزك ترجع فريد القديم اللي بيضحك

و يهزر... فريد اللي بيحب الحياة... انا مش قادر

اشوفك كده زي الشمعة بتنطفي كل يوم...يا اخي

مش إنت اول و لا آخر واحد يفقد حد عزيز عليه...

و بعدين إنت خلاص تجوزت... و الحي ابقى من

الميت.. حاول تنسى... حاول تعيش عشان

بنتك.....

أدار فريد كرسيه للجهة الأخرى قائلا بتنهيدة

عميقة :"مش قادر.... اللي بتقوله مستحيل

انا خلاص حياتي إنتهت يوم ما ماتت.. الفرق

الوحيد إن هي تحت التراب و انا فوقه....

حتى بنتي بقعد بالأسبوع ما بشوفهاش عشان

بتفكرني بيها.... بتفكرني بسبب موتها....انا

كل يوم بفكر اسيب الفيلا و ارجع شقتي

القديمة بس كل اما آجي اعمل كده بفتكر

وصيتها ليا قبل ماتموت... قالتلي خلي بالك

من بنتنا و سميها لجين... الاسم اللي بتحبه

صدقني انا بقيت جسد من غير روح لدرجة

إني معادش هاممني حاجة.. مين يزعل مين

يموت...أعز إنسانة في حياتي  راحت....

جلس احمد و هو يتفرس ملامح وجه صديقه

المتألمة قائلا بشفقة:" بس لإمتي ياصاحبي

إنت كده.....

قاطعه الاخر بحدة بعد أن تمالك نفسه أمامه

:" لغاية آخر يوم في يوم في عمري...و يلا دلوقتي

إتفضل عندي شغل... لو في حاجة جديدة حبلغك...

زفر أحمد بضيق و هو يقف من مكانه متجها

نحو الباب شاتما إياه بكلمات بذيئة :"طول

عمرك....... و و......   لو حشوفك مولع قدامي

مش حعبرك.....

أغلق الباب ورائه بعنف متجها نحو مكتبه بعد

أن فشل للمرة الالف في إرجاع صديقه لطبيعته

القديمة....وجد عادل ينتظره في مكتبه و الذي

إعترضه قائلا بلهفة :" ها عملت إيه.... قبل

يسهر معانا الليلة.....

إرتمي أحمد بجسده على الكرسي قائلا

باستهزاء:" مش لما اقدر أقله الأول... ياعم

انا كنت لسه بمهدله قام مديني كلمتين سكتت

على طول.... بقلك إيه أنا زهقت من صاحبك داه

خليه عايش في الماضي بكرة حيزهق و يرجع

لعقله لوحده....

قلب عادل عينيه و هو يجيبه بقلة حيلة :"

يلا...حسيبه يهدى يومين و ارجع أزن عليه

من ثاني....ماهو انا مقدرش أسيبه كده".

أحمد بسخرية قبل أن ينفجر ضاحكا :"يا حوونين".

في فيلا ماجد عزمي....

إنتفضت يارا من سريرها على صوت هاتفها

الذي كان يرن دون توقف....بحثت عنه طويلا

لتجده تحت الغطاء....

أغمضت عيناها بقوة و هي ترفع خصلات

شعرها التي غطت وجهها بعد أن توقف الهاتف

عن الرنين دون أن ترى الرقم....

تنفست الهواء سريعا و هي ترى رسالة نصية

وصلتها للتو على هاتفها... قرأتها بصوت متقطع

و هي تحرك رأسها يمينا و يسار بصدمة :"ردي ".

تمتمت بفزع بينما إنزلق الجهاز من يدها :"يعني

مكانش كابوس... كان حقيقة....انا خلاص حتجنن

هو عايز مني إيه.....

تعالت دقات قلبها عندما رن الهاتف مرة أخرى

لتنظر له بعيون دامعة و كأنها ترى أمامها خبر

موتها....

فتحت السماعة بيدين مرتجفتين ليأتيها صوته

الغاضب:" ساعة عشان تردي... كنتي فين يا ك...

مش قلتلك تاخذي  زفت التلفون يكون معاكي

لأي مكان تهببي تروحيه....


لم يستمع سوى لأنفاسها المتسارعة من شدة

خوفها ليزداد جنونه ليصرخ :" إيه إتخرستي....

ماتردي يا و.....

شعرت يارا بجسدها يتشنج بتقزز من الشتائم

التي توجه لها لأول مرة في حياتها فهي دائما

الفتاة المدللة التي لا يجرؤ أي أحد من التقليل

من شأنها....1

تردد قليلا قبل أن تستجمع باقي شجاعتها

لتجيبه بصوت ضعيف :" لو سمحت بلاش

الكلام الزبالة داه....انا كنت نايمة و التلفون....

قاطعها بحدة دون أن يستمع لباقي كلامها :"

إخرسي...قدامك خمس دقائق و تنزلي حتلاقي

عربية مستنياكي تحت....


تستمر القصة أدناه

صرخت يارا ببكاء و هي تنزل من فراشها ممسكة

بهاتفها بيديها الاثنتين :"مش جاية و إبعد عني

بقى...انا مقولتش لبابي على اللي حصل إمبارح

و مش حقله بس كفاية حرام عليك....إنت عاوز

مني إيه ".

تعالت ضحكات صالح لتزداد ضربات قلبها حتى

يكاد يقفز من قفصها الصدري....و هي تسمعه

يهمس بنبرة مميتة بعد أن توقف فجأة عن الضحك

:"هما خمس دقائق بس...خمس دقائق و ثانية

زيادة حتتعاقبي....و انا عقابي وحش اوي...صدقيني

اااا و متنسيش تشوفي المفاجأة في الواتس....

أغلق الخط لتبتلع يارا ريقها بصعوبة و هي تمسح

دموعها التي أغشت عيناها و تفتح النت على هاتفها

ما إن ضغطت على الزر حتى تعالت النغمة المخصصة

تنبهها بوصول رسائل كثيرة....

كان صوت الرسائل مفزعا و كأنه صوت اجراس

عالية تصم الآذان... بأصابع مرتعشة فتحت

إحدى الرسائل لتشهق بصراخ و هي تضع يدها

تارة على خدها و تارة فوق رأسها و هي ترى

صورها بملابسها الداخلية فقط

...... صورة إثنان ستة صور اقل كلمة

توصف بها فضيحة....لا تعلم متى التقطت

لها هذه الصور أو من.....3

توقفت عن التفكير و هي عيناها تلتهمان

تلك الكلمات الي رافقت الصور :"دول نموذج

بسيط من اللي عندي....باقي الصور نار 🔥

و انا ماسك إيدي بالعافية عشان متهورش

و إنت عارفة الباقي... يلا يا قطة فاضل

ثلاث دقائق و انفذ.....

رمت الهاتف من يديها و هي ترتعش من

شدة الرعب تشعر أن دماغها توقف عن التفكير

لتترك لجسدها التحكم في حركاتها.... سارعت

لتخرج فستانا شتويا طويلا باللون الأسود

إرتدته بسرعة ثم أخرجت حقيبتها لتضع هاتفها

و بعض النقود بطريقة عشوائية ثم ربطت خصلات

شعرها ذيل حصان و إرتدت حذاء رياضيا باللون الأبيض وجدته أمامها  ثم غادرت

الغرفة مهرولة نحو الاسفل....

خرجت من الباب الرئيسي للفيلا و هي تنظر

يمينا و يسارا لتجد سيارة سوداء كتلك التي

اقلتها البارحة.....

توجهت نحوها ليخرج سائقها و يفتح لها

الباب دون أن ينطق بكلمة.. ركبت السيارة

لتستغرب قليلا عندما  وجدتها فارغة...أين

ذهب أولئك الحراس المرعبون الذين ظلت

طوال الليل تراهم في كوابيسها...


مسحت دموعها و هي تتشبث بحقيبتها

و كأنها حبل نجاة سينقذها من مأساة

حياتها التي لا تعلم من أين أتت لها....

بدأت السيارة تخرج من مناطق العمران و تنحرف

نحو مكان ناء بعيد عن السكان...قطبت يارا

حبيتها بحيرة و قلبها لا يتوقف عن النبض

برعب كلما تقدمت السيارة إلى الأمام حتى

توقفت أمام فيلا قديمة ذات لون ابيض يميل

للاصفرار....

جالت عيناها داخل الحديقة الكبيرة لتلاحظ

أنها تحتوي على انواع كثيرة من الاشجار

و النباتات حتى الطفيلة...رغم أنها تنقصها العناية

إلا انها كانت كبيرة جدا و جميلة...+

تستمر القصة أدناه

إستيقظت من شرودها على صوت فتح الباب... نزلت

بتردد و هي تحاول تنظيم أنفاسها و تهدأة نفسها....

لن تستسلم له هي لم تفعل شيئا سوف تخبر

والدها كل شيئ و هو سيتصرف سينقذها

من هذا الموقف الصعب الذي وقعت فيه دون

إرادتها...والدها رجل ذو مكانة و مركز مرموق

في البلاد و لديه الحل لكل مشاكلها...

و هي مدللته التي لا يرفض لها طلبا بقي

فقط أن توقف هذا الصالح عند حده....

أخذت نفسا طويلا و هي تقف أمام الباب

الذي فتح...جفلت متراجعة إلى الوراء خطوتين و هي ترى وجه ذلك الحارس الذي تحرش بها البارحة...

كان وجهه مليئا بالجروح و الكدمات لدرجة انها

كادت ان تشفق عليه خاصة أنه حالما رآها اخفض

بصره و تنحى عن الطريق مشيرا لها بيديه نحو

الداخل قبل أن يختفي....2


نظرت في اثره و هي تقف أمام غرفة ما بابها

كبير باللون الأسود..طرقت الباب ليأتيها صوته

من الداخل يدعوها للدخول.... لاتعلم لماذا

إرتجف جسدها فقط لسماع صوته لكنها رغم

ذلك طمأنت نفسها و هي تتذكر ما عزمت عليه

منذ قليل..

دلفت إلى الغرفة و التي كانت عبارة عن صالة

جيم تحتوي على مختلف الآلات الرياضية..

بحثت عنه بعينيها لتجده يجلس على آلة

المشي يرتدي فقط شورت رياضي عاري الصدر

و منشفة بيضاء على رقبته.... جسده البرونزي كان

يلمع من العرق دلالة على تدريبه الكثيف...

نظر نحوها قليلا قبل أن يتجه نحو باب يبدو

كحمام داخل صالة التدريب...

لا حقته بنطراتها لتلاحظ مدى ضخامة جسده

و عضلات ظهره العريض...كم أصبح يشبه أولئك

المحاربين الرومان  الذي كانت تراهم في كتب و  أفلام التاريخ...لقد تغير كثيرا منذ آخر مرة رأته فيها منذ

خمس سنوات....

ضحكت على تفكيرها السخيف فهي الآن

تواجه مصيبة كبيرة لا تعلم كيف ستنجو منها

و عقلها الغبي يفكر في مدى وسامة ذلك الشيطان

سبب تعاستها...5

خرج بعد عدة دقائق و هو يرتدي بنطالا و كنزة

صوفيه باللون الرصاصي رمقها بنظرات مشمئزة

و هو يتجاوزها ليجلس على احد الكراسي و يعيد

ظهره إلى الوراء و هو مازال ينظر نحوها..

زفرت يارا بملل و هي تحاول تهدأة نفسها و التحلي

بالصبر حتى ينتهي كل شيئ... سارت نحوه

لتقف أمامه مباشرة قائلة :"إنت عاوز مني إيه

قلي إيه آخرة فيلم الرعب اللي معيشهولي من

إمبارح...".


فرك ذقنه بحركته المعتادة قبل أن يجذب

جهاز هاتفه ليبدأ في تقليبه دون أن يجيبها...

إستفزها بروده لتكز على أسنانها تنوي الصراخ

في وجهه هذه المرة.. لكنها صمتت عندما

وجهه لها شاشة الهاتف التي كانت تحتوي

على صورة شخص ما...


تحدث بصوت هادئ و لكنه كان مرعبا في

نفس الوقت خاصة مع تلك النظرة المميتة التي

خصها بها جعلتها ترتعش من راسها حتى إصبع

قدمها :"مين داه؟؟؟

تستمر القصة أدناه

حركت لسانها بصعوبة لتنطق بتوتر :" سامح

عبد الله... ".

أومأ برأسه ليجيبها :" مممم سامح عزالدين...

و تعرفيه منين بقى... ".

يارا بضيق :" حيبقى خطيبي قريب جدا....

رمى الهاتف من يده و هو يضع ذراعيه وراءه

رأسه يتأملها بنظرات عميقة قبل أن يقف من مكانه

فجأة... كتمت يارا أنفاسها عندما وقف صالح ورائها

لتشعر بأنفاسه الساخنة تلهب عنقها...

همس بعدها قائلا :"قولتيلي خطيبك المستقبلي....1

اومأت له بالايجاب و هي تكتم أنفاسها و تنكمش

على نفسها خوفا من اي ردة فعل مجنونة منه لكن

كل ما سمعته هو صوت همسه ثانية لكن هذه

المرة بنبرة ساخرة'" طيب و سيادة الخطيب

شاف صورك الحلوة....اللي حتنور النت قريب

إن شاء الله ".

إتسعت عيناها برعب لما سمعته لتلتفت

نحوه دون تفكير حتى وجدت يقف منحنيا

حتى يصل لمستواها....

حافظ على وقفته و هو يرسم مظاهر الاستخفاف

على وجهه قليلا قبل أن يستقيم مبتعدا ليعود

للجلوس في كرسيه بكل غنجهية و غرور و كأنه

احد الملوك الاقوياء....+

كزت يارا أسنانها بغضب لترفع اصبعها صارخة

باتهام :"إنت عارف كويس إن الصور دي

متفبركة...دي مش صوري و اللي إنت بتعمله

داه جريمة يعاقب عليها القانون داه إسمه

إبتزاز.... اول حاجة خطفتني و ضربتني و بعدها

جاي تهددني و تبتزني على فكرة انا حقول لبابي

و هو حيعرف إزاي يتصرف مع الأشكال اللي زيك....

زمجر صالح بغضب حارق و هو يهب من مكانه  كأنه احد الوحوش المفترسة ليركل الطاولة التي كانت أمام الكرسي حتى تطاير كل شيئ فوقها على الأرض.....

ثم إلتفت نحوها رامقا إياها بنظرات مميتة

ليجذبها من شعرها صارخا بقوة :"واحدة زبالة

تربية كباريهات...إزاي تتجرئي  و تقولي كلام زي داه

في وشي....أقسم بالله لندمك و اخليكي تعرفي

الأشكال اللي زيي حتعمل إيه في ال... اللي زيك....4

تأوهت يارا بألم و هي تجاهد بكل قوتها حتى

تتخلص من قبضته التي إلتصقت على خصلات

شعرها و قلبها يدق بفزع تشعر و كأنه سيتوقف

في اي لحظة....


رماها على الأرض أمام كرسيه ثم خطى نحو

إحدى الرفوف ليحضر جهاز حاسوب محمول

فتحه بسرعة رغم إرتجاف يديه و سائر جسده

من شدة الغضب...

لاتعلم كم يجاهد حتى يسيطر على وحشه الكامن

بداخله حتى لا ينقض عليها و يحولها إلى كيس

ملاكمة مع انه على يقين انه سيفعل ذلك قريبا....1

مد يده نحوها ليمسكها من رقبتها جاذبا إياها

إلى الأعلى قليلا حتى صارت ترتكز يكفيها

على ركبتيه...1

أدار شاشة الحاسوب أمامها...صارخا من جديد

في وجهها :"إفتحي عنيكي و شوفي...انا حعمل

فيكي إيه... أقسم بالله حخليكي تندمي على

اليوم اللي فكرتي إنك تلعبي فيه على صالح

عزالدين.... بقى واحدة.... زيك تستغفلني ااااه

يا بنت الكلب يا حقيرة،صبرك عليا بس لو

مخلتكيش تتمني تبوسي جزمتي عشان ارضى

عنك و اسامحك.... بصي قدامك و شوفي

بابي اللي إنت فخورة بيه بيعمل إيه و فين؟؟

مش داه الكباريه اللي إنت بتروحي تسهري

فيه كل ليلة مع اصحابك الو.... اللي زيك...

مش هو داه نفسه....1


تستمر القصة أدناه

فتحت يارا عيناها على وسعهما و هي تشاهد

صدمة عمرها أمامها على شاشة الحاسوب...

كان فيديو لوالدها المستشار ماجد عزمي

في غرفة خاصة يراقص إحدى فتيات الليل

ممسكا في إحدى يديه كأس مشروب و هو

يتمايل دون حياء مع فتاة في عمر إبنته....1

حدقت أمامها و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا

بينما دموعها عرفت مجراها...

همس صالح بصوت أشبه بفحيح أفعى :"

إيه رأيك بقى في المفاجأة الحلوة... متقوليليش إن داه كمان فيديو مفبرك زي الصور....شايفة بابي

بيعمل إيه... بيرقص مع واحدة من ال.....اللي

في النايت كلاب اللي إنت بتسهري فيه... لا و المفاجأة

الأكبر إنه متجوزها عرفي.....1

شهقت يارا بصدمة أخرى أكبر رغم إختناقها و هي مازالت لا تستوعب حجم الكوارث المتتالية التي

ستقلب حياتها الوردية رأسا على عقب...3

لم تعد تشعر بما يحدث حولها و لا باختناق إنفاسها

بسبب قبضة صالح علي رقبتها و لا بالشتائم البذيئة

التي يرددها على مسمعها و كأنها إحدى فتيات الليل

إختفى كل الكون من حولها و لم تعد ترى سوى

صورة والدها أمامها حتى شعرت بارتخاء جسدها

و سقوطها في دوامة سوداء سحبتها نحو المجهول....

في مكتب سيف......


+

قطبت سيلين عيناها باستغراب قائلة :"مش

فاهم إنت يقصد إيه؟؟؟

رمقها سيف بنظرة حادة متوعدة و هو يضع

إصبعه على شفتيه يأمرها بالصمت قبل أن

يقف من مكانه وفي يده إحدى الأوراق...3

جلس وراء مكتبه ليرفع سماعة هاتفه و يطلب

من السكرتيرة أن تستدعي كلاوس و جاسر....3

أشار لسيلين ان تجلس لكنها رفضت و ظلت

ترمقه بنظرات متحدية و غاضبة... جعلت وجهها

يتلون بالأحمر ليزداد فتنة و روعة خاصة عيناها

البلوريتان التين كانتا تلمعان بعناد أثار فضوله...


كيف لفتاة صغيرة ان تكون بهذه الثقة و الشجاعة

و هي تقف أمامه غير مبالية... سحقا الا تعلم من

هو....من سيف عزالدين الملقب بالشبح...طبعا هي لاتعرف أيضا مالذي ينتظرها على يديه إذا ثبت

خداعها...


أرجع ظهره للوراء و هو يتذكر منذ سبعة أشهر

ماذا فعل بذلك المدعو أكسل و صديقه مارتن

لقد جردهما من كل فلس يملكانه... جعلهما حرفيا

يتسولان في الشوارع للحصول على ثمن وجبة

طعام...ليصبحا عبرة لكل شخص يتجرأ على التفكير

في  خداعه او اللعب معه...

كم يكره الكذب و الغش لا شيئ يجعله يخرج

طبيعته سوى هاتين الصفتين... لا أحد ينجو

بفعلته إذا تجرأ على خداع الشبح...

رغم هدوء ملامحه و نظراته التي كان يرمقها

بها إلا أنه بداخله كان أشبه ببركان هائج..مرت

ألف فكرة في رأسه من أجل عقاب هذه الصغيرة

الشبيهة بحبة البرتقال...3

تستمر القصة أدناه

اخفي إبتسامته القاتلة عندما طرق باب المكتب

ليأذن لهما بالدخول.....

جلس جاسر على اليمين بينما أخذ كلاوس المقعد الاخر  منتظران أوامره، لم يتأخر عليهما سيف

ليعطيهما الأوراق التي أعطتها له سيلين

منذ قليل و هو يقول :" في إديكو ساعة واحدة

بس عشان تجيبولي معلومات عن الشخص

اللي موجود في الأوراق دي عاوز كل حاجة

بالتفصيل و إتأكدوا كمان من الورق داه فيه

عنوان مستشفى إتصلوا بيه و إعرفولي كل حاجة

بسرعة... اول ما تخلصوا تعالولي على المكتب...".

أومأ له كلاوس ليأخذ الملف من يده دون التفوه

بأي كلمة فهو معتاد على هذه المهمات بل تعتبر

هذه المهمة سهلة جدا لأنها تحتوي على عدة

معلومات من الممكن الاستعانة بها.... ثم غادر

المكتب يتبعه جاسر دون الالتفات لسيلين و كأنها

غير موجودة.....

بعد أكثر من نصف ساعة....تأففت بملل و هي تقف من

كرسيها حاملة حقيبتها على كتفها متجهة نحو

الباب..لم تكد تخطو خطوتين حتى أوقفها صوته

الذي جعلها تتصنم مكانها :"رايحة فين؟؟

إلتفتت نحوه لتجده يناظرها بعيونه الخضراء

الثاقبة بنظرات عميقة و كأنه يتأمل روحها من الداخل

لترتجف قليلا قبل أن تجيبه بصوت جاهدت كي

يخرج طبيعيا :" عاوز امشي... انا كنت في السفر

عاوز اروح أوتيل عشان أكلم مامي و أنام ".


هز حاجبيه بسخرية رغم أن إجابتها كانت طبيعية

و بسيطة لأي شخص  إلا بالنسبة له...


همهم بصوت مسموع :"مممم طيب خلينا نتأكد

من إن كلامك صح و إنك بتقولي الحقيقة و بعدها

روحي لأي مكان إنت عاوزاه....

سيلين بضجر :"انا حسيب رقم هنا و لما إنت

تتأكد ممممم مش عارف إسمه إيه بالعربي....

. "Call me


إبتسم سيف رغما عنه من مظهرها الذي يشبه

كثيرا الأطفال و هي تنفخ وجنتيها دلالة على

ضجرها...كيف تكون هذه الصغيرة ذات الملامح

البريئة إبنة عمته.... هي حتى لا تشبهها في شيئ

ولا والدها أيضا...إذن كيف تكونت كتلة الجمال

هذه....

راقبها و هي تحاول فتح الباب لكنها فشلت

لتلتفت نحوه قائلة :"إفتح الباب.. انا عاوز يمشي....

أجابها ببرود :" و عاوزة تمشي ليه؟؟ في حد

مضايقك هنا و إلا إنت خايفة من حاجة ".

سيلين بحدة :" لا مافيش حاجة انا عاوز يروح

دلوقتي... دلوقتي الساعة واحد  الساعة واحدة) و انا لازم يلاقي أوتيل عشان انام... انا مش يعرف حاجة

في مصر  و مش ينفع يقعد هنا لليل مامي قالتلي إني بنت و  الشارع في الليل  خطر أخطر من هناك (تقصد إنها متعرفش حد في مصر و لازم تلاقي مكان تنام فيه)..

هكذا تحججت سيلين لكن السبب الحقيقي انها

تكاد تموت جوعا فهي لم تأكل شيئا منذ البارحة

و لم تأكل أيضا في الطائرة بسبب شعورها بتقلصات

في معدتها طوال فترة سفرها...إضافة إلى إحساسها

الشديد بالتعب و رغبتها في الاطمئنان على والدتها

فركت يداها بتوتر و هي تقاوم تساقط دموعها

بسبب إحساسها بالضعف و الانكسار الذي سيطر

عليها....

وحيدة، ضائعة جائعة و متعبة كثيرا إضافة إلى تشردها فهي حاليا تعتبر تائهة بلا مأوى...اسوأ ما قد يحصل لأي إنسان في حياته قد حصل لها في يوم واحد عندما إبتعدت عنها والدتها رغم أنها مازالت

على قيد الحياة فماذا سيحصل لها يا ترى لو

تركتها....

إلتفت للجهة الأخرى لتمسح دموعها ثم عادت

نحو الاريكة لتجلس بهدوء مبتلعة ريقها بصعوبة

بسبب تلك الغصة التي ملأت حلقها.....

أما سيف فقد كان في حالة يرثى لها...أمسك

طرف مكتبه بقوة يمنع نفسه بصعوبة إلى الذهاب

إليها و طمئنتها فهو طبعا كان يدرس أدق تفاصيلها

و لم يفته ماكنت تشعر من من تمزق....

شتم كلاوس و جاسر بداخله عدة مرات لتأخرهما

رغم ان المهلة التي أعطاها إياهما مازالت إلا أنه

يكاد يحترق شوقا حتى يعلم الحقيقة....+

حقيقة عمته التي كذب عليهم جدهم منذ سنوات

و أخبرهم انها توفيت...أمسك سماعة الهاتف

ليطلب السكرتيرة بأن تهاتف مطعمه المفضل

لارسال وجبة غداء ضخمة تحتوي على جميع

أصناف المؤكولات...

فهو طبعا لا يعلم أي نوع تتناوله...ما إن انهى

مكالمته حتى دلف كلاوس و جاسر و على

وجههما علامات الصدمة....4

يتبع ❤️❤

بداية الروايه من هنا 👇👇👇


من هنا


تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close