الوجه الاخر للذئب
الفصل الثالث والرابع والخامس
بقلم ياسمين السيد قنديل
- مفاجأة غير سارة :
فى فيلا الديهى :
كانت ريم و كارين تقفان فى المطبخ تتحدثان فى انتظار غليان الحليب الناصع ليضفى نكهته اللذيذة إلى الكابتشينو ذى الرغوة الغنية الذى أعدته ريم بتكاتها السرية . فى حين وصل إلى مسامعهم صوت طفلة تهلل : نناه ! بصى بابى جابلى ايه ؟
سناء : قلب نناه ، اتأخرتوا كده ليه ؟
لوجى : بصى الأول يا نناه و انتى تعرفى .
ضحكت سناء تضم حفيدتها : مش عارفة جايبة اللماضة دى منين ، ورينى يا ستى ... امم أفهم من كده إن باباكى فسحك النهاردة و جابلك اللعب دى .
هزت الصغيرة رأسها إيجابا و هى تضحك و تلهو بألعابها الجديدة . قطع حديث الجدة و الحفيدة دخول آسر يبدو عليه الارهاق و التعب الشديد .
- مساء الخير .
- مساء النور يا حبيبى ، هاه طمنى ايه أخبار يومك النهاردة .
- ماتفكرينيش يا أمى ، ده كان يوم غريب ..أنا يدوب أطلع آخد دش سخن و أناااام .
فى هذه الأثناء ، خرجت كارين و ريم من المطبخ تمسك كلا منهما بكأسها الساخن يتصاعد منها سحابة معبأة برائحة القهوة اللذيذة ، تضحكان بصوت عال قليلا قد لفت انتباه آسر فتحول وجهه إلى العبوس بغتة ، تكاد تخرج مقلتيه من عينيه سُخطا .. انتصب واقفا كنمر يتأهب للانقضاض على فريسته قائلا بانفعال : انتى ايه اللى جابك هنا .
ساد الصمت الجميع فى محاولة فهم ما حدث بغتة ، رفعت كارين نظرها إلى صاحب الصوت فصعقت لرؤيته و وقفت فاغرة الفم تحدق به ثم قالت باحتدام : انت تانى .. لا أنت أكيد مجنون .
شهقت ريم و وقفت تشاهد ما يحدث بعينين متسعتين ، تضع يدها على فاهها المفتوح ، بينما نهضت سناء ، وقفت بجانب ابنها قائلة : عيب كده يا ابنى ، ايه بس اللى حصل ؟ أنتوا تعرفوا بعض ؟
ردت كارين ثائرة : هو ده يا طنط ، هو ده الغبى اللى كان هيدوسنى الصبح و .. و غرقنى بالتراب .
داهمها آسر مندفعا نحوها بعصبية مما راعها كثيرا فسقط الكأس من يدها _ و لسوء حظها _ انسكب ما به على قدميها كادت تشهق لكن حتى هذه لم تقدر عليها ، أطبقت عينيها بشدة فى محاولة لابتلاع آلامها ، بينما وقف هو يهز رأسه يعض على شفته السفلى كمن يقول " مفيش فايدة " فلم يستطع منع نفسه من توبيخها قائلا :هو أنتى كده على طول ؟
غريزيا رفعت سبابتها فى وجهه كنوع من انواع الدفاع عن النفس و التحذير على حد سواء ، كادت تتبعه بتوبيخ لكنها لم تستطع النطق بكلمة واحدة فتدخلت ريم : كارين ، تعالى احطلك مرهم للحروق بسرعة .
وافقتها سناء و حثت كارين على الذهاب معها . رمقته كارين بنظرة نارية قبل أن تذهب مع ريم تتكىء على يدها بينما عاد آسر إلى والدته : ماما ، مين دى؟ و ايه اللى جابها هنا و قاعدة فى البيت و لا كأنه بيتها.
- اهدا يا ابنى الأول و أنا احكيلك كل حاجة .
- أنا هادى اهو.
- دى كارين بنت ليلى و المهندس عامر محجوب.
- طنط ليلى بنت خالة حضرتك ؟ مش دول عايشين فى الامارات؟
- بالظبط كده .
- آه و بنتها هنا بنتعمل ايه بقا ؟
- أصل كارين بعد ما خلصت كليتها حبت تعمل ماجيستير فقررت تنزل مصر علشان تعمله هنا .
- أيوا بردو مافهمتش .
- اصبر على رزقك ، جايالك فى الكلام أهو ، ليلى كانت قلقانة عليها لأن زى ما انت عارف كالهمش قرايب هنا و اللى موجود من قرايبهم فى الصعيد فكانت خايفة عليها من فكرة انها تقعد لوحدها فى شقة لولا إنى أقنعتها انها تيجى تقعد معانا هنا و هتكون فى أمان و لولا بردو انها واثقة فى تربيتى لولادى ماكنتش وافقت انها تقعد معانا و انت عندى شحطين ما شاء الله.
ارتفع احدى حاجبيه مهمهما : امم.. امم..
نهض آسر دون أن ينبس ببنت شفه و غادر إلى غرفته و لم يره أحد ثانية فى هذه الليلة.
فى ذلك الحين كانت كارين فى غرفتها برفقة ريم التى كانت تضع لها كريم الحروق فسألتها كارين و هى تتأوه : مين ده يا ريم ؟ بيشتغل عندكوا أو قريبكوا؟
صمتت ريم هنيهه قبل ان ترد : لا أبدا ، اخويا بس ههههه.
صعقت كارين نهز رأسها نفيا و كأنها لا تريد التصديق : بتهزرى صح ؟ ده مستحيل يكون أخوكم.
- ههههه لا يا ستى هو اخويا من زمان.
ضحكت كارين رغما عنها فتابعت ريم : و على فكرة هو طيب و حنين اوى بس هو اللى شكله كده .
- امم... ما هو واضح ... اااه بالراحة .
- حاضر .. معلش.. ياللا انا خلصت اهو ، نامى انتى بقا و ارتاحى و بكرة نتكلم ان شاءالله.
- أوكى.
- تصبحى على خير .
ارتمت كارين بظهرها على السرير و أخذت شهيقا عميقا و زفرته فى يأس ثم استدارت و عانقت وسادتها و أغمضت عينيها علها تجد فى النوم بعض الراحة بعد هذا اليوم المؤرق.
الوجه الاخر للذئب
الفصل الرابع - الأب الحنون :
استيقظت كارين بعد نوم مؤرق متقطع ، لتبدأ أول صباح لها ببلدها التى لم تزرها يوما . نهضت عن السرير و اتجهت نحو النافذة فتحت ستائرها البيضاء ليدخل الضوء الذهبى يغمر الغرفة بدفئه ..
أخذت كارين ملابسها و دخلت الحمام و اغتسلت .. و بعد دقائق خرجت غى زيها الأنيق مؤلفا من كنزة صوفية تبرز خصرها النحيف و بنطال من الجينز.. ثم صففت شعرها القصير بشكل جعلها تبدو أكثر طفولة يتلائم مع ملامحها البريئة.
تناولت كاريت حقيبتها و هبطت إلي الطابق الاسفل حيث لم تجد سوى سناء.
- صباح الخير يا طنط
- صباح النور يا حبيبتى ، كل ده نوم ؟
- معلش بقا يا طنط من تعب السفر امبارح و كده انتى عارفة .
- نوم الهنا يا حبيبتى ، ياللا قومى افطرى ، أنا سايبالك الفطار على السفرة .
- ميرسى يا طنط ، معلش تعباكى معايا .
- لا كده أنا هزعل ، أنتى زى ريم بنتى بالظبط .
ابتسمت كارين فى امتنان قائلة :
- صحيح أومال فين ريم و مروان ؟
- راحو كلياتهم من بدرى ، الساعة ١٠ دلوقتى .
- صح ، صح .
همت كارين إلى السفرة حيث تتناول كأسا من العصير و شريحة خبز بالجبن الكريمى ، و بينما كانت تتناول افطارها رن هاتفها
- ألو ، مامى ازيك؟ وحشتينى اوى .
- و انتى كمان يا حبيبتى ، عاملة ايه و طنط سناء اكيد مدلعاكى .
- طنط سناء دى حتة سكرة ، خديها معاكى .
و أعطت الهاتف لسناء التى أخذت تتحدث مع ابنة خالتها بلا كلل و لا ملل حتى أنهت كارين فطورها و اضطرت للذهاب :
- ماشبعتوش من بعض و لا ايه ؟!
- هههههه ، اتفضلى موبايلك يا ستى هكلمها من تليفونى .
- ههههه، أوووه ، ربنا معاكو ، بااى .
- مع السلامة يا حبيبتى .
كانت سيارة من سيارات أوبر فى انتظار كارين بالخارج.
- عايزة أروح كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان لو سمحت .
- تحت امرك .
دقت الساعة الثانية بعد الظهر عندما عادت كارين إلى المنزل بعد ارهاق ساعات طويلة فى الكلية من اذهبى إلى مكتب فلان و اصعدى إلى كذا و ها هو مكتب الشئون و ها هى خزانة المصاريف التى لابد منها... الخ
دخلت كارين المنزل تصطنع القوة رغم انهاك جسدها و بالأخص ساقيها و افتر عن ثغرها ابتسامة رقيقة .
- مساء الخير ، الله الأستاذ مروان هنا !!
كان يجلس مروان و والدته فى الأنتريه المعتاد فعلى الرغم من اتساع الفيلا و كثرة آثاثها إلا أن العائلة دائما ما تفضل الجلوس فى مكان واحد.. ردت سناء التحية بينما قال مروان مشاكسا كعادته : دكتور مروان لو سمحت.
ضحكت كارين و سناء بينما سمعوا صوتا يهبط الدرج : دكتور بالاسم بس ، انما ف الحقيقة بيموت العيانين.
كانت هاته ريم .
مروان: فشر ، دول بيشوفونى بس بيخفوا على طول .
اتسعت ابتسامة كارين و دوت ضحكاتها محدثة نفسها " أنا محظوظة بجد انى هقضى وقت مع العيلة دى حتى لو كان وقت قصير ، على كل حال ، ف الامارات كنت دايما لوحدى اهلى ف شغلهم و كل واحد مشغول باللى وراه ، ع الاقل لقيت هنا اخوات ماشوفتهومش قبل كده و.. "
قطع حبل أفكارها صورة ذلك المتعجرف فعبست و اكملت " الا بس البنى آدم ده ، ربنا يصبرنى "
و کأنها قالت جملتها الأخيرة بصوت خافت يسمع فقال مروان: بتقولى حاجة ؟
كارين : هاه ، لا أبدا .
مروان : طايب ، انا هقوم بقا اغير هدومى و انام شوية ، محدش يصحينى قبل الغدا .
سناء : ماشى يا حبيبي .
ريم بمجاكرة : اتفضل يا حبيب ماما .
ضربها بالوسادة على رأسها من خلفها و ركض قبل أن تنهض خلفه . فمسكت برأسها و صرخت : جباااان .
سقطت كارين على المقعد خلفها من فرط الضحك عليهما . باغتهم صوت طفولى رقيق : نناااه ، أنا جيت .
سناء و هى تضم حفيدتها : نورتى البيت يا عيون نناه.
تلك الجملة التى تحب الصغيرة سماعها و اعتادتها من جدتها " الكيوت " كما أطلقت عليها.
ريم : ايه ده مفيش حضن و بوسة لعمتو.
ركضت لوچى نحوها و عانقتها ثم وقفت الصغير أمام عمتها التى تضمها من الخلف و قالت موحهة حديثها لكارين : كارين ! امبارح ماجتش فرصة تتعرفى على أميرتنا الجميلة . دى بقا لوچى طبعا زى ما عرفتى بنت آسر أخويا .
ابتسمت كارين للصغيرة و نهضت عن مقعدها متجهة نحوها و انحنت لتصل الى طولها و مدت لها يدها بابتسامة متسعة : هاى لوچى، أنا كارين.
عبست الفتاة و زمت شفتيها و ركضت تصعد الدرج إلى غرفتها . فاعتدلت كارين يلوح على وجهها علامات الاستفهام و الدهشة قائلة : ايه ده ، هى مالها يا طنط هو أنا ضايقتها ف حاجة من غير ما اقصد ؟
ربتت سناء على كتفها بابتسامة رقيقة قائلة : تهالى معايا نبص ع الاكل على البوتاجاز و أحكيلك ، ثم وجهت كلامها إلى ريم التى كانت تجلس منسجمة مع هاتفها :
و أنتى يا ست ريم .. ارمى البتاع اللى ف ايدك ده و قومى علشان تساعدينى .
ريم : حاااضر يا ماما .
كارين : ايه ده يا طنط انتى بتعملى الأكل بنفسك أومال الشغالين بيعملوا ايه ؟
سناء : لا الشغالين يعملوا اى حاجة ف البيت إلا الأكل ، الحاج مايحبوش غير من ايدى .
كارين بمداعبة : أيوا بقا يا سوسوووو.
ضحكت سناء ثم تنهدت قائلة : بصى بقا يا ستى ، الحكاية و ما فيها إن لوچى مرتبطة بباباها جداا لأنه هو اللى مربيها و كان معاها لحظة بلحظة من ساعة ما اتولدت ، لأن.. لأن مامتها اتوفت و هى بتولدها.
كارين بصدمة : أوووف ، ده انا كنت لسة هسألك هى مامتها مسافرة و لا ايه ؟
سناء : للأسف هو ده اللى حصل و من ساعتها و آسر بيلعبلها دور الاب و الأم علشان مايحسسهاش بنقص.
استحالت ملامح كارين الى الشفقة على تلك الصغيرة بل و على والدها أيضا رغم ما تكنه له من ضجر و سخط .
فاكملت سناء : و علشان كده لما شافتك بتتخانقى مع باباها، بغريزتها الطفولية اعتبرتك عدوتها .
كارين بأسف : اممم، خلاص ماتشيليش هم يا طنط أنا هعرف أصالحها ازاى .
ابتسمت سناء قائلة : أنا متأكدة من ده يا حبيبتى . مفيش حد يعرفك و مايحبكيش .
اتسعت ابتسامة كارين و شكرتها على مجاملتها الرقيقة . فى حين دخلت ريم تهتف بحماس : الله !! ايه ده عاملين محشى ورق عنب.. و كرنب كمان . رفعت غطاء الحلة و أخذت تتناول اصبعا تلو الاخر .
سناء فى حنق : يا مفجوعة لسه ماستواش .
ريم و الطعام يملأ فهما: أنا بحبه كده .
كارين : سيبيها يا طنط سيبيها و ياريته بيبان عليها ، بيطلع على خدودها بس هههه .
عبست ريم و زمن شفتيها بشكل طفولى و مازال يملأ الطعام تجويف فمها و ركضت نحو كارين التى سرعان ما خرجت من المطبخ متجهة إلى الطابق العلوى .
بينما وقفت سناء تضحك قائلة : ربنا يسعدكوا يا ولاد .
الوجه الاخر للذئب
الفصل الخامس- عرض مفاجىء:
اتجهت كارين إلى غرفة لوچين و طرقت الباب فى انتظار أن يفتح . فتحت الطفلة الباب بعد ثوان لكنها أدارت لها ظهرها و ذهبت تجلس فوق سريرها...
ظلت كارين ماثلة بالخارج ثم قالت بنبرة استعطاف:
- ممكن أدخل ؟
لم ترد الطفلة بل لم تلتفت إليها من الأساس ، لكن لم تيأس كارين و تابعت قائلة بشقاوة : مش هتندمى ، I promise
التفتت لها لوچين و أومأت برأسها ايجابا ، فاتسعت ابتسامة كارين تعرض عن أسنانها البيضاء و دخلت لتجلس قبالتها على السرير . ثم قالت و هى تداعب ذقن الصغيرة : ممكن أعرف البنوتة الكيوت دى زعلانة منى ليه ؟
ردت لوچى مباشرة بعفوية و كأنها كانت تنتظر هذا السؤال :
- لأنك زعلتى بابى و خليتيه يضايق .
- امم .... للدرجة دى بتحبى بابى ؟!!
- أوى اوى.
- طيب يا ستى ، I'm so sorry ، ممكن بقا تقبلى ممى الشوكليت دى كاعتذار و بداية صداقة بيننا.
ابتسمت لوچى و هزت رأسها بنعم و تناولت منها الشوكليت و مدت يدها قائلة : friend
ذهلت كارين من ذكائها و وعيها الأكبر من سنها فضحكت وصافحتها قائلة : No.. best friend.
و ضمتها و داهمتها بالزغزغة لتتعالى ضحكاتهم و يصل صداها إلى سناء و ريم فتبتسمان فى رضا .
وضع طعام الغداء على السفرة بعد العصر حيث عاد الحاج حمدى و ولده آسر من الشركة ، التف الجميع حول السفرة الغنية بما لذ و طاب من اللحوم و المحشيات و السلطات .
ترأس الحاج حمدى الطاولة و على يمينه آسر بجانبه ابنته و على يساره سناء بجانبها مروان و ريم و اخيرا كارين .
و بينما كان الجميع منهمكين فى التهام الطعام ، قال الحاج حمدى موجها حديثه إلى كارين : صحيح يا كارين ، سناء قالتلى إنك جيتى مصر تعملى دراسات عليا ، قوليلى بقا انتى خريجة ايه ؟
اضطربت كارين عندما سمعت اسمها يذكر لكنها ردت بثبات : أنا خريجة فنون تطبيقية قسم تصميم صناعى .
تهللت أسارير وجهه قائلا : بجد !! ممتاز.
ابتسمت كارين لكن عبس آسر متمهلا فى تناول طعامه و كأنه فهم ما يدور برأس والده و الذى أكده له والده حين قال : طب ايه رأيك يا بنتى تشتغلى معانا ف المصنع ؟
صدمت كارين من العرض المفاجىء و قبل أن ترد قال آسر : بس يا حاج كده هى هتتعطل عن الماجيستير بتاعها .
رمقته كارين بحنق فأردف والده : ماتقلقيش يا بنتى مش هنعطلك و انتي مش ملزومة تيجى المصنع كل يوم ممكن تعملى الشغل المطلوب منك هنا و تسلميه لآسر هنا بردو .. أصل البيه رفد واحد من المصممين و احنا مش ملاحقين على الطلبيات اللى ورانا .
كادت أن ترد لكن اعترضها آسر قائلا : ماتقلقش يا بابا أنا نزلت اعلانات عن مصممين و مفيش اكتر منهم .
رد والده بامتعاض : و عقبال ما تختار واحد مناسب و تدربه ٣ شهور نكون خسرنا العقود اللى ماضيناها .
تطاير الشرر من عينيها و قالت لاغاظته : يبدو ان المصمم اللى اترفد عمل ذنب لا يغتفر .
الحاج حمدى : ده حقيقى .. ها قولتى ايه يا بنتى ؟
ابتسمت كارين و هى تمرر لسانها خلف أسنانها تراقب تعابير وجه آسر فردت بتؤدة : طبعا .. موافقة يا عمو . ماقدرش أرفض لحضرتك طلب .
أطبق آسر عينيه فى غضب زاما شفتيه فهو يعلم أنها وافقت فقط نكاية به . و أنه لن يذوق للراحة طعما بعد الآن .
بعد الغداء جلست العائلة يحتسون الشاى و يتحدث الحاج حمدى مع ابنه بخصوص الشغل فتدخلت سناء بحنق قائلة : ما كفاية كلام ف الشغل بقا يا جماعة.. حسسونا انكوا معانا كده.
تنهد الحاج حمدى قائلا برضا : حاااضر ، ناولينى بقا كوباية الشاى دى... تسلم ايدك .
التفت آسر لمروان يربت على فخذه قائلا : ايه اخبار الكلية معاك ؟
- كله تمام.....
و أخذا الاخوة يتحدثان بينما نهضت ريم و كارين لتجلسان فى الحديقة ، نهضت خلفهما لوچى و أمسكت بيد كارين . رفع آسر حاجبيه فى دهشة من هذا الحب المفاجىء قائلا فى نفسه " ربنا يستر و ما تجننليش البت "
فى المساء ، كانت كارين قابعة بغرفتها تقوم بالبحث عن مراجع لرسالتها على الانترنت حين سمعت طرقا على الباب.
نهضت لتفتح إذ تجد أمامها ذاك الصنم المتحرك ، رفعت حاجبها تطالعه بكبرياء : فيه خدمة أقدر أقدمهالك ؟
لوى آسر شفتيه فى حنق و مد لها يده حاملا ملفا فتناولته تقلبه بيديها متسائلة: ايه ده؟
رد بسماجة : افتحيه و انتى تعرفى .
ثم برطم بخفوت " ده اذا كنتى بتفهمى فى شغلك اصلا "
كارين : بتقول حاجة ؟
هز رأسه نافيا يبتسم بسخرية فردت له الابتسامة ذاتها و هى تقلب الأوراق ثم قالت : آه ده design brief
آسر : الله ينور عليكى ، ده ال design brief اللى كان عامله المصمم اللى مشى هتلاقى فيه كل الداتا عن التصميمات اللى كانت مطلوبة منه و مش محتاج أعرفك انك لازم تقدمى لنا design brief تانى بأفكارك انتى قبل ما تحطى التصاميم .
ردت كارين ببرود : حاضر . اى خدمة تانى ؟
همهم آسر ساخرا و التفت ليغادر قبل أن توقفه
- آه صحيح .. ممكن اعرف رفدت المصمم اللى قبلى ليه ؟
التفت لها قائلا بنبرة تحذير : علشان غلط.. هاه غلط .
اعتلى ثغرها ايماءة استخفاف و لم تهتز لوقع كلماته بل زادتها عندا و غيظا و ما ان أدار ظهره حتى دخلت غرفتها و صفقت الباب من خلفه .. عض على شفته السفلى و هز رأه استنكارا ثم غادر .
بداية الروايه من هنا 👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق