القائمة الرئيسية

الصفحات

الأخبار[LastPost]

رواية العوض من الفصل الاول حتى الفصل الثامن عشر والاخير بقلم ميمي عوالي كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات

 


رواية العوض

من الفصل الاول حتى الفصل الثامن عشر والاخير

بقلم ميمي عوالي


ها مين مستنى العوض 

ورونى كده الحماس 

العوض …. مقدمة


حياتنا بتبقى مليانة بمطبات و صدمات كتير ، حاجات كتير بتوجعنا عمرها ما خطرت فى بالنا ، فى اللى بيتعايش مع الصدمات دى ، و فى اللى بيقف مكانه ، لكن احلى حاجة انك ترضى بقدرك لانه من صنع الله ، و تستنى العوض من عند ربنا … و لان دايما العوض بتاع ربنا بيبقى حاجة ابعد ما يكون عن بالنا فبيبقى احلى بكتييير  😍😍😍

سبحان الله و الحمدلله و لا اله الا الله و الله اكبر 

1


العوض


الفصل الاول


فى بيت جميل من بيوتنا المصرية فى حى السيدة زينب ، اللى ورا بيبانها الف حكاية وحكاية


دخلت الست فتحية على ابنها عبد الرحمن وهو نايم ، راحت ع الشباك فتحت الستارة فدخلت الشمس ملت الاوضة ونورتها ، والتفتت راحت ناحية ابنها وابتدت تنده عليه : عبده ، اصحى يابنى الساعة بقت تمانية ونص ، ياللا هتتأخر ع المحل


عبد الرحمن فتح عينه وبصلها وهو بيقول : صباح الخير يا ام عبده ، ليه سيبتينى نايم لحد دلوقتى


فتحية : ما انت نايم بعد الفجر ياضنايا ، قلت اسيبك ساعة كمان تريح فيها 


عبد الرحمن اتعدل وقام واتمطع وهو بيحاول يفرد جسمه وقاللها : ماقدرتش انام قبل ما اتطمن انها بقت كويسة والسخونية راحت


فتحية وهى بتطبطب على كتفه : ربنا يخليهالك ويخليك ليها يابنى 


عبد الرحمن وهو بيسحب فوطة وخارج من اوضته : ويخليكى لينا يا ام عبده


اول ما خرج من الاوضة لقى بنته قمر قاعدة على كنبة الانترية فى الصالة وهى ماسكة فى ايدها سندوتش بتاكله ، فعبد الرحمن راح قعد جنبها وهو بيجسها بخده وشفايفه وفى الاخر باسها لما اتطمن عليها وقاللها بمرح : بقى دى اخرتها ياست قمر ، بتاكلى من غير بابا وتيتا


قمر ببراءة شديدة : تيتا صممت انى اكل السندوتش عشان اخد الدوا وقالتلى انك لما هتصحى هناكل مع بعض تانى


عبد الرحمن بصدق : ربنا يخليلنا تيتا اللى تعبينها معانا على طول دى


عبد الرحمن شاب عنده حوالى خمسة وتلاتين سنة ابوه مات من زمان وساب له محل بقالة مش كبير صحيح بس برضة مش صغير ، وكان اللى بيميزه انه البقالة الوحيد اللى موجود فى شارعهم ، والناس كلها بتتعامل معاه بود وثقة


عبد الرحمن اتخرج من كلية تجارة ، لكن عشان اتعود من صغره انه يساعد ابوه فى المحل ، لما ابوه مات قرر انه يفضل فاتح محل ابوه ويشغله زى ماهو ، ولما اتخرج ، مافكرش يدور على شغل ، حمد ربنا ان عنده باب رزق وقرر انه يحافظ عليه ويكبره 


وفعلا بعد ما اتخرج بسنتين كان اخد محل تانى جنبه وكبر محل ابوه ، 


كان عنده اخت واحدة اسمها عزة اصغر منه بسنتين ، لما اتقدملها ناصر ابن عمهم ، عبد الرحمن جهزها احسن جهاز وساعد ناصر فى تجهيز شقته وجوزها ، وعرض عليها يديها نصيبها فى ورث ابوها ، بس هى رفضت وقالتله يسيب كل حاجة زى ماهى 


وفعلا ، حتى لما كبر المحل فضل كل حاجة باسمه هو واخته وامهم ، وكان كل سنة يديها نصيبها من ايراد المحل 


كان طول عمره مالوش فى البنات ولا له علاقات حتى وهو فى الكلية ، لحد ما اتعرف على شروق 


شروق بنت رائعة الجمال ، فينوس زى ما كان عبد الرحمن بيندهلها ، جت سكنت فى شارعهم من ست سنين بس 


كانت دكتورة نفسية ، وكانت بتعمل رسالة دكتوراه عن تأثير البيئة فى المنشأ على سلوك الانسان وصحته النفسية


واختارت حى السيدة زينب عشان تطلع منه العينة اللى هتطبق عليها البحث بتاعها ، فراحت سكنت هناك مع الدادة بتاعتها


ايوة ، شروق كانت عيلتها مستريحة ماديا جدا ، مامتها كان عندها دار لتصميم الازياء ، وباباها كان عنده شركة استيراد وتصدير ، لكن باباها ومامتها كانوا منفصلين ، وهى ماكانش عندها اخوات 


شخصيتها كانت قوية ، واتعودت ان اللى بتعوزه بتاخده ، عندها قدرة كبيرة جدا على التحدى ، وتصميم على النجاح


لما استقرت فى حى السيدة زينب عشان بحثها وابتدت انها تنخرط وسط الناس عشان البحث بتاعها ، اتعرفت على عزة اخت عبد الرحمن واللى كانت ساكنة فى الشقة اللى قصادها على طول ، اتقربت من عزة واتصاحبت عليها وفهمتها انها بتكتب كتاب عن الاماكن التاريخية واهلها وحبت انها تبقى موجودة قريب من الاماكن دى وهى بتكتب عنها


عزة كانت طيبة جدا ، عرفتها على ناس كتير واماكن اكتر ، ومن ضمن الناس اللى عرفتهم عليها ، امها وعبد الرحمن


عبد الرحمن اول ماشافها انبهر بجمالها ، شروق كانت عيونها سودة و واسعة وكحيلة ، وكانت دايما بتتكلم من تحت رموشها وده كان بيديها جاذبية شديدة ، وشعرها كان اسود حالك وتقيل جدا وطويل بشكل ملفت ، وهى كانت حاسة بده وكانت بتتفنن دايما انها تظهر جماله باستمرار


وكانت شفايفها وردى ومناخيرها صغيرة وكانت بشرتها لونها وردى من كتر ماهى بيضا ، وجسمها كان اكنها منحوتة ، من الاخر ماكانش فى  شكلها غلطة 


عبد الرحمن كمان كان وسيم جدا وكانت عيونه رمادى وشعره بنى وجسمه كمان كان متقسم ومليان عضلات من كتر مابيشيل حديد ، غير انه كانت اخلاقه عالية جدا ولسانه حلو فى معاملته مع الناس


اول ماشافها عجبته وانشغل بيها ، وهى كمان كان واضح جدا ان هو كمان عجبها ، وكانت كل شوية تروحله المحل بحجة انها عاوزة تشترى حاجة او تسأله على حاجة ، لان عزة لما عرفتهم على بعض ، عبد الرحمن عرض عليها خدماته فى اى وقت


ولما عبد الرحمن حس ان قلبه اتعلق بيها ، حب يعرف عنها كل حاجة ، ولما عرف ظروفها ، قرر انه ينساها تماما لانه حس انهم مش هيبقوا مناسبين لبعضهم


لكن كانت شروق نفسها اتعلقت بيه وقررت انه لازم يبقى بتاعها لوحدها ، وصارحته بحبها ليه وسط صدمته من جرأتها الشديدة ، ولما صارحها بتخوفه من الفرق بينهم طمنته انها مش فارق معاها الكلام ده وانها لا يمكن تتنازل عنه ابدا 


ورغم معارضة ابوها وامها الشديدة جدا الا انهم اتجوزوا فعلا رغما عن انف الجميع وقعدوا فى شقة عبد الرحمن اللى قصاد شقة ابوه 


وضبهالها وفرشهالها على ذوقها واللى يدخلها ينسى تماما الحى اللى هم موجودين فيه ، الحقيقة عبد الرحمن مابخلش عليها ابدا باى حاجة 


والحقيقة هى كمان عملت معاه زى ماهو عمل بالظبط ، بادلته حب بحب ، رغم المشاكل الكتير اللى كانت بتحصل بينهم بسبب طبعها العنيد 


وطبعا سمحلها ان الدادة بتاعتها تفضل معاها لانها ماكانتش حتى بتعرف تعمل كوباية شاى لنفسها


لما حملت فى بنتهم .. السعادة ماكانتش سايعاهم ، فرحوا جدا وكانوا بيروحوا يتابعوا كل شهر عند الدكتور وهم بيعدوا الايام لحد ماجه وقت الولادة


بعد الولادة ابتدت الامور تتغير ، ابتدت علاقة الود بينها وبين ابوها وامها ترجع تانى ، ابتدوا يزوروها لانهم فرحوا بحفيدتهم  ومن هنا ابتدت المشاكل


برغم ان عبد الرحمن كان موفر لشروق كل حاجة على حسب دخله وامكانياته ، الا ان طبعا ام شروق ماكانش عاجبها الوضع الاجتماعى اللى بنتها فيه


ابتدت تنتقض شغله ، علاقاته  ، البيئة المحيطة بيهم عامة ، وابتدت تخوف شروق على بنتها ، وانها مش هتقدر تربيها على الرقى اللى هى اتربت عليه ، وان سلوكياتها هتختلف ، وابتدت تفكرها بموضوع رسالتها اللى كان السبب الرئيسى اللى خلاها تروح تعيش هناك ، وفكرتها انها حتى اهملت رسالتها وماكملتهاش


ابتدت تحط فى دماغها ان عبد الرحمن اثر عليها بالسلب وشدها لتحت بدل ماهى تشده لفوق ، وابتدت تقنعها انه لو بيحبها فعلا يوافق انه يسيب المكان كله والمحلات بتاعته ، ويقبل انه يشتغل معاها او مع باباها ويروحوا يعيشوا مع مامتها فى  بيتها اللى فى كومباوند من اغلى وارقى الاماكن فى مصر 


فى الاول ، شروق ماكانتش بترضى تسمع لمامتها ، لكن زى مابيقولوا .. الدوى على الودان أمر من السحر 


ابتدت المشاكل والخلافات اللى وصلت للطلاق من اربع سنين فاتوا ، واتفقوا ان قمر هتبقى بينهم هم الاتنين 


لكن بعدها بكام شهر ، عبد الرحمن اتفاجئ ان مامتها قررت تنقل شغلها لباريس ، وان شروق قررت تسافر معاها ، وكانت عاوزة تاخد معاها قمر ، لكن عبد الرحمن لما عرف كان هيتجنن ومنع بنته من السفر واخدها منها فى المطار قبل ماتسافر بيها 


و من وقتها وقمر عايشة معاه تحت رعاية امه اللى قلبها دايما واجعها عليه لانها عارفة هو أد ايه كان بيحب شروق واتوجع منها لما طلبت منه الطلاق


عبد الرحمن خرج من الحمام وراح ناحية اوضته صلى وغير هدومه وخرج تانى ، كانت فتحية جهزتلهم الفطار وحطته على الترابيزة وقالتله : ياللا يابنى عشان تاكللك لقمة ، انت ما اتعشيتش امبارح


عبد الرحمن وطى على قمر شالها وقعد واخدها على رجله وهو بيبوسها وقال : كان هيجيلى نفس للاكل ازاى بس والقمر تعبان


فتحية بتهكم : ارجع اقولك انت السبب ، ستين مرة اقوللك مش كل شوية تجيبلها ايس كريم عشان زورها وانت مافيش فايدة


قمر باعتراض : مانا بحبه ياتيتا


فتحية بحنان : بس مش كل يوم ياقمر ، انتى زورك بيلتهب بسرعة وبتسخنى وبتعيى ياحبيبتى ، مرة فى الاسبوع كفاية ، والدنيا كمان ابتدت تبرد ، احنا داخلين على الشتا ، يبقى كفاية كده بقى اوى ، لما الصيف ييجى تبقى ترجعى تاكليه تانى


قمر وهى بتربع ايدها بتمرد : واكل ايه انا بقى دلوقتى


عبد الرحمن بدعابة : تاكلى حلاوة .. تاكلى جاتوة .. تاكلى كل اللى تحبوه


قمر بضحك : هم مين دول اللى بيحبوه


عبد الرحمن : سيبك انتى مش هتفهمى ، ايه رأيك تيتا تعمللك فشار ، مش انتى بتحبيه


قمر : بحبه اوى


عبد الرحمن : يبقى اتفقنا ، الايس كريم فى الصيف والفشار فى الشتا


قمر بقلة حيلة : ماشى


فتحية : كل يابنى ياللا الشاى هيبرد 


ابتدى عبد الرحمن ياكل ويأكل قمر معاه لحد ماخلص فطاره وقام وقف وقاللهم : محتاجين منى حاجة


فتحية : لما ارن عليك تطلع عشان تتغدى ، اختك وجوزها هيتغدوا معانا النهاردة


عبد الرحمن : ينوروا يا ام عبده ، طب مش عاوزانى ابعتلك حاجة 


فتحية : لا يابنى سلامتك ، بس اوعى ماتجيش لما ارنلك


عبد الرحمن : ربنا يسهل ياماما ، بعدين يعنى هو ناصر غريب 


فتحية : ناصر مش جاى لوحده 


عبد الرحمن باستغراب : اومال جاى مع مين


فتحية بابتسامة : فاطمة جاية معاه


عبد الرحمن بدهشة : فاطمة بنت عمى ، هى رجعت امتى من الكويت


فتحية بزعل : بقالها يبجى شهر اهى ، ربنا يعينها على حالها


عبد الرحمن بفضول : وماله حالها بعد الشر


فتحية : اتطلقت


عبد الرحمن بصدمة : ايه ، ازاى الكلام ده ، بعد العشرة دى كلها ، ده محمد كان بيعشقها عشق 


فتحية : اهو اللى حصل ، ربنا يعوض عليها


عبد الرحمن : وولادها


فتحية بزعل : جابتهم معاها


عبد الرحمن : للدرجة دى ، انتى ماعرفتيش ايه اللى حصل


فتحية : الله اعلم يابنى ، بس عزة بتقول ان فى واحدة لافت عليه هناك واتجوزها ، وفجأة نسى فاطمة وعيالها ولا اكنهم موجودين ، لدرجة انها باعت دهبها هناك عشان تقدر تحجز التذاكر ليها ولولادها


عبد الرحمن بزعل : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وهى قاعدة دلوقتى فين


فتحية : هتروح فين يعنى ، ناصر واخدها عنده ، هى ماعندهاش شقة فى مصر ، وبيت ابوهم وقع من زمان ، وانت عارف من زمان وفاطمة مابتستريحش مع ام ناصر


عبد الرحمن اتنهد جامد وقال وهو رايح ناحية باب الشقة : من يوم مراة عمى ام فاطمة الله يرحمها ما ماتت وعمى اتجوز مراته التانية  ، وهما ماعرفوش يحبوا بعض ، حتى لما مراته التانية ولدت ناصر ، و رغم ان يعتبر ان فاطمة اللى مربياه بس برضة فضلت هى وام ناصر اكنهم اغراب ، ياللا …. ربنا يعوضها خير يارب


فتحية بحزن بعد ما ابنها مشى : ويعوضك يابنى ياقادر ياكريم


فتحية ابتدت تجهز فى الغدا وكانت بتتابع حرارة قمر من وقت للتانى لحد ما الساعة جت واحدة سمعت جرس الباب ، ولما قمر فتحت لقت عزة 


عزة وهى بتحضن قمر وبتبوسها : حبيبة عمتو العسلياية .. وحشتينى ، عاملة ايه


قمر بطفولة : زورى واجعنى وسخنة


عزة بشهقة مصطنعة : يا خبر ابيض ، يعنى مش هتعرفى تلعبى مع حسن ويمنى 


كان حسن ويمنى ولاد عزة دخلوا وراها وهى بتسلم على قمر ، حسن عنده سبع سنين ويمنى عندها اربع سنين


قمر : هلعب ، بس بشويش 


فتحية وهى خارجة من المطبخ : ايوة عشان ماتسخنيش تانى


عزة وهى رايحة ناحية مامتها بتبوسها : ازيك با ماما ، هى مالها قمر


فتحية : اكلت ايس كريم كالعادة وهى لسه صاحية من النوم ، زورها التهب ، وبعدين قالت بانتباه : اومال فاطمة فين وناصر


عزة : فاطمة بقت حساسة اوى يا ماما صممت تطلع مع ناصر بعد مايركن عربيته


فتحية بصدق : حبيبتى يا بنتى ، لسه صغيرة اوى على اللى حصللها ده


عزة : نصيب ، ربنا يعوضها خير بارب


فتحية وهى رايحة ناحية المطبخ : هروح ابص ع الاكل


عزة وهى قايمة : انا هغير هدومى واحصلك


شوية والباب خبط تانى ، وحسن ابن عزة فتح الباب ، كان باباه وعمته وولادها ، جت فتحية من جوة وهى بترحب بيهم وسلمت على ناصر واخدت فاطمة فى حضنها جامد ، لانها ماكانتش شافتها من سنين طويلة ، وسلمت على ولادها نسمة وبسمة توأم عندهم ١٣ سنة


فاطمة كانت خمرية ، عيونها وشعرها لونهم اسود ، بس كانت محجبة ، وشها كان مريح  ، يمكن جمالها ماكانش صارخ ، لكن كان فيها جاذبية جميلة ، لدرجة ان كتير كانوا مسميينها سندريللا ، كانت حلوة المعشر ، هادية الطباع ، روحها جميلة ، و كانت مرحة جدا


اول ماخلصت دبلوم التمريض ، محمد اتجوزها وسافروا على الكويت ، كان جارهم وبيحبها من زمان ، ولما جاله عقد عمل فى الكويت خطبها قبل مايسافر ، واول ما اخدت الدبلوم نزل اجازة عمل لها فرح واخدها بفستان الفرح على المطار ، ومن وقتها مانزلتش مصر غير مرة واحدة بس فى فرح اخوها ورجعت سافرت تانى 


فتحية : حمدلله على سلامتك يابطة ، عاش مين شافك يابنتى ، وحشتينى


فاطمة بصدق : تعيشى ياطنط ، والله وانتى وحشتينى اكتر ، ووحشتنى قعدتك 


فاطمة بصت لقمر ومدت لها ايدها وهى بتقول : دى قمر بنت عبده


فتحية بضحك : ااه ياستى هى


فاطمة وهى بتحضنها واخدتها على رجليها : بس ايه الحلاوة دى الله اكبر ، واضح ان مامتها قمر


قمر : لا ماما شروق ، انا اللى اسمى قمر


فاطمة بضحك : اسمك قمر وانتى قمر 


فتحية باعتراض : وابوها يا اختى قمرين واللا نسيتى شكله


فاطمة بمرح : حد برضة ينسى چان الحتة كلها اللى كان مدوب البنات 


ناصر بضحك : يوووه ، ده انتى كمان ماشفتيهوش دلوقتى لما استوى


كان عبد الرحمن داخل من الباب فقال بمرح : مين ده اللى استوى ياعم ناصر


كلهم سلموا على بعض وعبد الرحمن رحب جدا ببنات فاطمة وبعدين سلم على فاطمة وهو بيقول : انا ماصدقتش ماما الصبح وهى بتقوللى انك رجعتى مصر ، حمدلله ع السلامة ، مصر نورت يابطة


فاطمة : منورة باهلها دايما


ناصر ،: بس انت طلعت بدرى يعنى النهاردة ، مش عوايدك


عبد الرحمن : سيبت الولاد تحت وجيت اما لمحت العربية بتاعتك بتركن ، وقلت اطلع اقعد معاكم ، ايه … انزل تانى 


ناصر بضحك : لا ياعم ، اديك قاعد منورنا 


عبد الرحمن : ثم انا مش طالع عشانك يابارد ، انا طالع لبطة ، وحشتنى بنت الايه


فاطمة بابتسامة حزينة : والله كلكم وحشتونى ياعبد الرحمن ، مصر كلها وحشتنى 


فتحية : طب قومى ياللا غيرى هدومك عشان نعرف نقعد براحتنا ، وخلوا الولاد يغيروا ياللا 


فاطمة : ماحنا كويسين اهو ياطنط ، ماتقلقيش كله تمام


عبد الرحمن : روحى انتى ياماما مع عزة شوفوا اللى وراكم وسيبولى فاطمة و ناصر عاوزهم فى كلمتين


بعد مافتحية وعزة راحوا على المطبخ ، ناصر بص لعبد الرحمن وقال له : خير باعبد الرحمن  ، فى حاجة واللا ايه


عبد الرحمن : خير يا بنى ، انا بس عاوز استفرد بيكم و اشبع منكم ، وبعدين بص لفاطمة وقاللها باهتمام : ايه اللى حصل بافاطمة .. احكيلى 


فاطمة بتنهيدة حزينة : مافيش جديد ياعبد الرحمن ، نفس القصة مع اختلاف الابطال  ، اول ما ابتدت الدنيا تستريح معانا ، وابتدى يعمل شغل خاص بيه بعيد عن العقد بتاعه ، اتجوز عليا 


عبد الرحمن بتعاطف معاها : بس اللى اعرفه من زمان ان محمد بيحبك حب فوق العادى ، يبقى ازاى


فاطمة بسخرية : ولاخر لحظة كان بيقوللى انه بيحبنى ، بس اكتشفت انه متجوز عليا من سنتين 


عبد الرحمن بذهول : سنتين وانتى ماتعرفيش


فاطمة بشرود : كنت حاساه متغير ، وتأخيره بره كتر لدرجة البيات كمان برة البيت وكان دايما يتحجج بالشغل 


عبد الرحمن : اومال عرفتى منين 


فاطمة وعيونها مليانة دموع : ابتدى يجيلى رسايل ع الموبايل ، جوزك بيخونك  .. جوزك بيعرف عليكى واحدة تانية ، جوزك متجوز عليكى ، فى الاول كنت بتجاهلها واقول ده حد بيحقد علينا عشان عارف اننا بنحب بعض ، لكن لما الرسايل اتكررت وهو كمان عوايده اتغيرت .. ابتديت ادور وراه ، لحد ما فى يوم روحتله الشغل بتاعه وفضلت مستنياه برة على ماخلص وخرج ، كان المفروض انه يرجع البيت او يطلع على الشغل بتاعه الجديد ، لقيته راح على عمارة تانية بعيدة عنى تماما ، ولما سألت عنه الحارس بتاع العمارة ، عرفت انه ساكن فيها من سنتين مع مراته ، واللى طلعت اخت واحد صاحبه اتعرف عليه من تلات سنين ، مصرى برضة وبيشتغل هناك هو واخته 


عبد الرحمن : طب مش يمكن الحارس ده غلطان


فاطمة بسخرية : كنت عشمانة زيك كده برضة ، طلعت ورنيت الجرس ، فتحلى وهو حافى ، ماكانش لسه لحق غير هدومه ، واول كلمة نطقها … انتى عرفتى منين


عبد الرحمن : طب يعنى يافاطمة ماتزعليش منى ، ليه ماصبرتيش عليه تسمعيه ويسمعك ويمكن كانت الماية ترجع من تانى لمجاريها


فاطمة : انا ماكانش عندى اختيارات اصلا ياعبد الرحمن ، انا ماقدرتش اعمل حاجة غير انى اسيبه وارجع بيتى من غير حتى ما انطق بكلمة واحدة ، على ما فكر انه يسأل علينا كان بعدها باسبوع ، سابنى اسبوع بحاله من غير حتى مايفكر يسأل نفسه انا لسه فى البلد واللا سيبتها 


عبد الرحمن : اكيد ماكانش قادر يواجهك


فاطمة : او كان بيقرر هو عاوز مين


عبد الرحمن باستغراب : مش فاهم ، يعنى ايه


فاطمة : اصله اول ماشفته ماقالش غير جملتين اتنين ، قاللى لو عاوزة تفضلى على ذمتى اوعى تفكرى انى ممكن أطلقها ، ولو فكرتى انك تطلقى لازم تفهمى من دلوقتى انك مالكيش عندى اى التزامات


عبد الرحمن : مش ممكن يبقى واطى بالشكل ده وفجأة كمان من غير مقدمات ، اكيد فى سر او حاجة مش مفهومة


فاطمة بحزن : المشروع اللى دخله مع اخوها هناك ، نصيب اخوها مكتوب باسمها


عبد الرحمن باشمئزاز : ياشيخة ملعون ابو الفلوس اللى تخلى الراجل يتنازل عن كرامته 


سكتوا شوية وبعدين قال : وانتى طبعا اختارتى تطلقى


فاطمة بدهشة : وتفتكر كان ممكن اامنوا عليا وعلى ولادى لحظة واحدة بعد كده


عبد الرحمن اتنهد وسكت شوية وبعدين قاللها : طب وانتى ناوية على ايه دلوقتى 


فاطمة : هدور على شغل وهشوف شقة صغيرة اقعد فيها 


ناصر كل ده كان قاعد بيسمعهم من سكات لانه عارف كل التفاصيل من قبل كده لكن اول مافاطمة قالت كده ناصر قاللها : ومين هيسمحلك ان شاء الله انك تقعدى لوحدك واللا انك تنزلى من بيتك وتتمرمطى هنا وهنا


فاطمة : اومال هفضل عبء عليك لحد امتى ياناصر ، ده لسه ولادى قدامهم العمر ياما ، وانت لسه ولادك صغيرين ومحتاجين منك كل تعبك ومجهودك ورزقك كمان ، واللى مايشوفش من الغربال يبقى اعمى


ناصر ببعض الحدة : وهو انتى كان حد اشتكالك


عبد الرحمن بمرح وهو بيحاول يخفف حدة المناقشة : بالراحة على اختك الكبيرة ياعمنا ، الكلام يبقى بالهداوة مش كده


ناصر وهو بيحاول يهدى : يعنى مش سامع كلامها ياعبده ، هو انا قليل ، واللا قصرت معاها فى حاجة


فاطمة بامتنان : طول عمرك راجل ياناصر ، بس لازم نبص لقدام  ، المشوار لسه طويل اوى


لسه ناصر هيتكلم .. عبد الرحمن سبقه وقال له : طب بصوا انتو الاتنين ، انا عندى حل مؤقت 


ناصر : حل ايه 


عبد الرحمن : انت طبعا عارف ياناصر انى قافل شقتى وقاعد مع امى ، وانى مش حابب ادخلها تانى ، واهى مقفولة على عفشها اللى هتاكله الرطوبة والتراب ، وعشان كده ممكن فاطمة تيجى تقعد فيها هى وبناتها ، من ناحية تبقى براحتها ومن ناحية تانية هى و مراة عمك هياخدوا بحس بعض 


ناصر باعتراض : ازاى يعنى الكلام ده ياعبد الرحمن ، انت عاوزها تقعد لوحدها وهى عازبة وانت عارف الناس وكلامها


عبد الرحمن : الناس كده كده بتتكلم يا ناصر ، فعود نفسك ماتشغلش نفسك بكلامهم 


فاطمة كانت ساكتة مستنية تشوف الكلام هيخلص على ايه ولما لقتهم سكتوا قالت : انا ممكن اقعد فيها مؤقت على ما اشوف حاجة مناسبة تانية ، لكن مش على طول


عبد الرحمن : ماتسبقيش الاحداث يافاطمة ، وصدقينى فعلا الشقة ماتلزمنيش وناصر وعزة عارفين ده من زمان 


ناصر سكت بس كان شكله متضايق ففاطمة راحت قعدت جنبه وباست راسه وقالتله : ياحبيبى المفروض تعالجنى ماتدنيش مسكنات ، صدقنى ده الصح 


ناصر : بس مافيش شغل يافاطمة ، مش هسيبك تتمرمطى وتسيبى عيالك وتنزلى وتطلعى كل شوية وانا موجود


فاطمة : ياحبيبى حسك بالدنيا بس انا ……


عبد الرحمن : طب ايه رأيكم ، انا عندى اقتراح 


فاطمة وناصر بصوله واستنوه يكمل


عبد الرحمن : مبدأيا احنا نجريلك فى معاش عمى الله يرحمه لانك طبعا تستحقيه 


فاطمة بفرحة : تصدق انا كنت ناسية خالص الحكاية دى


عبد الرحمن : معلش ، الغربة لحست دماغك ، المهم ان الموضوع ده مبدأيا هياخد وقت ، لكن انا عندى ليكى عرض شغل


ناصر بحزم : انا قلت شغل لا يا عبد الرحمن 


 عبد الرحمن ،: اصبر بس ياعم الحمقى واسمع وبعدين ابقى اتكلم


فاطمة : اتكلم ياعبد الرحمن انا سمعاك


عبد الرحمن : انا كان معروض عليا انى اصنع زبادى بلدى عندى فى المحل وابيعه ، بس انا بصراحة كنت متردد لاكتر من سبب واهمهم انى ماليش خلق على الكلام ده ، لكن ايه رأيك ان انتى اللى تعملى المشروع ده

2

العوض

الفصل التانى

فاطمة بفضول : أنا .. انت عاوزنى انا اللى اعمللك الزبادى

عبد الرحمن : انتى اللى تاخدى المشروع ، وانا يا دوب هسوقهولك

فاطمة : ايوة ، بس انا مش هعرف اعمل الكلام ده

عبد الرحمن : ليه ، ده احنا زمان كنا بناكل من ايدك احلى زبادى فى رمضان ، فاكرة

فاطمة بابتسامة : كان كبيرى عشرة واللا خمستاشر زبدياية وشكرا ، لكن انت بتتكلم فى اعداد

عبد الرحمن : بصى ، الشقة اللى تحت السلم انا لسه موضبها السنة اللى فاتت ، ممكن اجهزهالك انا وناصر وتبقى معمل .. ايه رأيك

فاطمة بصت لناصر تشوف رد فعله ايه لقته باصصلها بابتسامة وقاللها : لو عاوزة رأيى .. فانا ماعنديش مانع ، هو فعلا مشروع حلو هيكلفنا فى الاول حاجات بسيطة ، لكن بعد كده تكاليفه عبيطة

عبد الرحمن : والناس مابتبطلش تاكل زبادى ، وياسلام بقى على دخلة رمضان ، بتبقى موسم بس اللى يلاحق عليه

فاطمة بتفاؤل : يعنى انتو شايفين كده

عبد الرحمن : الموضوع بيبدأ بالزبادى وبعد كده بيوسع ، اشى جبنة قريش واشى لبن رايب ، ولو حبيتى تعملى منتجات كمان رز بلبن ، مهلبية ، زبدة ، يعنى شوية شوية هتلاقى الدنيا بقت جميلة

 انا هتفقلك مع المورد بتاع اللبن ، وهاخدك انتى وناصر اعرفك على الاماكن اللى ممكن تجيبى منها العلب والتلاجات والغلايات ونشوف الليلة دى ممكن تاخد مننا وقت اد ايه ، ها يافاطمة .. ايه رأيك

عزة اللى كانت واقفة بتسمعهم من بدرى : موافقة طبعا ، هو فيها كلام

عبد الرحمن بضحك : انتى غيرتى اسمك وبقى اسمك فاطمة واللا ايه

عزة بحب وهى بتقعد جنب فاطمة : رغم انك مونسانى والله يافاطمة ، بس انا معاكى انك لازم يبقى ليكى كيان خاص بيكى ، عشانك انتى مش عشان حد تانى

فاطمة ابتسمت وطبطبت على رجل عزة وهى سرحانة فناصر قاللها : ايه تانى مخليكى سرحانة كده يا فاطمة 

فاطمة : عاوزاك تكلم محمد يا ناصر وتخليه يوثق ورقة طلاقى ويبعتهالى باسرع مايمكن ، عشان ابتدى فى اجراءات المعاش

ناصر بامتعاض : حاضر يافاطمة ، رغم انى ماكنتش احب انى اكلمه تانى ابدا بعد اللى عمله ده

عبد الرحمن : لولا انه ممكن يسمعنى كلمتين مالهمش لزمة ، كنت قلتلك سيبنى انا اكلمه ، بس ده مايمنعش انى ابقى معاك وانت بتكلمه ، خلينا نكلمه بالليل سوا 

ناصر : ماشى 

فتحية وهى خارجة من المطبخ : ياللا يا اولاد الاكل خلص ، ياللا جهزوا بقى عشان ناكل

فاطمة بكسوف : سامحينى ياطنط الكلام اخدنى مع عبده وسيبتك كده انتى وعزة وماساعدتكوش

عزة بمرح : اوعى تقلقى يابطة ، شايلالك نصيبك ياحبيبتى ، المواعين مستنياكى بعد الغدا 

عبد الرحمن بهزار : مافيش فايدة فيكى ، هتفضلى انتى والمواعين طول عمركم مش على وفاق

عزة بضحك : مابحبهاش .. اعمل ايه طيب انا

ناصر : جيبتلها غسالة اطباق ياعم ، على الله نسمع كلمة حلوة بس

عبد الرحمن بود : ياعم تعيش وتجيب 

اتجمعوا كلهم على الغدا مع الولاد اللى كانوا مبسوطين جدا بلمتهم سوا 

وقعدوا واتسامروا وقت طويل مابين ذكرياتهم وحكاياتهم لحد ما عبد الرحمن قال لناصر ياللا تعالى 

واخده هو وفاطمة على اوضته وشغل اللاب بتاعه وخلى ناصر يكلم محمد على النت وقعد هو وفاطمه قدامه بحيث مايبانش ف الصورة غير ناصر قدام محمد 

ولما محمد رد ناصر قال بجمود : السلام عليكم

محمد بشبه احراج : وعليكم السلام ، ازيك ياناصر 

ناصر ماردش على سؤاله لكن قال له : لو سمحت يامحمد … عاوزك توثق ورقة الطلاق بتاعة اختى وتبعتهالها عشان محتاجينها

محمد بشبه معاندة : ومحتاجينها ليه يعنى ياناصر ، ايه هتجوزها

ناصر وهو بيحاول يكبت غضبه : متهيألى يامحمد انت اخترت طريقك وطلقتها ، وخلاص العشرة خلصت لحد كده ، فلو سمحت وثقهلها القسيمة وابعتها 

محمد : ومش يمكن اردها قبل ما عدتها تخلص 

ناصر بص لفاطمة اللى كانت قاعدة قدامة وهى عمالة تهز راسها يمين وشمال برفض شديد بعدين بص تانى لمحمد وقال له : بص يا محمد ، احنا بينا عشرة وعيش وملح ، استأمناك على حتة منا وكنا فاكرينك هتصون الامانة 

محمد : انا ماعملتش حاجة عيب ولا حرام ، ولا عمرى اسأت لاختك اللى قاعدة قدامك دى فى يوم من الايام وتقدر تسألها او تكدبنى لو انا كداب 

ايه يعنى اتجوزت ، الشرع محلل لى انى اتجوز مثنى وثلاث ورباع كمان ، ما عملتش وزر عشان تقول انى ماصنتش الامانة 

ناصر طول كلام محمد كان بيراقب تعبيرات وش فاطمة وهى حاطة ايدها على بقها وكاتمة صوت عياطها ولما محمد سكت ناصر قال له : لو انت مقتنع بكل اللى قلته ده ماكنتش خبيت عليها سنتين بحالهم ، لو كنت عرفت تصون الامانة صحيح ماكنتش تسيبها هى وعيالك اسبوع بحاله من ساعة مافاطمة عرفت ، من اول ماعرفت وانت ماتعرفش عنهم حاجة 

لو كنت صنت الامانة بصحيح يامحمد ، كنت حتى حاولت تطيب خاطرها وهى لوحدها معاك فى الغربة بدل ما روحت تخيرها بانها ياتقبل بالامر الواقع يا اما مالهاش عندك اى التزامات لا هى ولا ولادك  ، هى دى صيانة الامانة اللى انت فاكر انك صنتها يامحمد 

ناصر كمل بحزن : طول عمرى كنت بعتبرك اخويا الكبير ، مش مجرد جوز اختى الكبيرة ، فلو سمحت يامحمد تخلى ليك ذكرى حلوة عندنا

محمد : ياناصر انا كنت فاكر انك هتعقل اختك ، مش هتساعدها على الخراب

ناصر : اسمع يامحمد ، انا طول عمرى بلوم على الستات اللى بتفضل عايشة بقهرتها مع اجوازها من غير سبب ، فياريت تسيبها تختار حياتها زى ما انت اختارت حياتك

محمد : ياناصر انت عارف انى بحب فاطمة ومااقدرش استغنى عنها

ناصر بغضب : بس انت خيرتها ، ولما هى اختارت رميت عليها اليمين وسيبتها ومشيت ، وقفلت الفيزا بتاعتها وسيبتها من غير فلوس فى الغربة يامحمد ، خليتها باعت صيغتها عشان تعرف تجيب تمن التذاكر يامحمد ، وبعدين تقوللى حب ، حب ايه ده اللى انت بتتكلم عنه ، ها … لازم تعرف ان حتى لو هى فكرت ترجعلك انا مش هوافق 

محمد بدفاع : انا عملت كده عشان ماتعرفش تسافر ، مش عشان اتخلى عنها زى ما انت فاكر 

ناصر بسخرية : تبقى عملت زى الدبة اللى قتلت صاحبها ياصاحبى 

محمد : ياناصر ارجوك ، بلاش عشان خاطرى ، عشان خاطر البنات 

لسه ناصر هيتكلم فاطمة وقفت وراحت قعدت جنب محمد اللى اول ماشافها بصلها باسف وقاللها : كنت عارف انك قاعدة قدامه ، اعقلى بافاطمة ، وهاتى البنات وارجعى ، وبلاش نتفرق بعد العمر ده كله

فاطمة بصتله بوجع وقالتله : اسمع يا ابو البنات ، اوعى تفكر انى ممكن اسامحك فى يوم من الايام على اللى عملته من سنتين ولا على اللى قلتهولى اخر مرة شفتك فيها 

انت ماعملتش حاجة ضد الشرع ، وماعملتش حاجة حرام ، حقك ، بس انا مش موافقة ومش حابة ده ، وانت قررت انك مش هتغير ده ، وحتى لو قررت تغيره ، برضة انا مش عاوزاك ، ابعتلى ورقتى لو سمحت ، خلى ليك عندى ذكرى حلوة فى الاخر ، لانك لو مابعتتليش ورقتى ، انا هرفع عليك قضية خلع يا ابو البنات ، فبلاش عشان خاطر البنات ، بلاش 

خلصت كلامها ومشيت من قدام شاشة اللاب فناصر قال له : هستناك تبعتها يامحمد ، مع السلامة وقفل اللاب من غير مايسمع رده

ناصر قام اخد اخته فى حضنه وهداها وقاللها : ماتقلقيش ، ان شاء الله خير

عبد الرحمن : هو انتى ماتعرفيش حد من اصحابه ، وتقدرى تخلينا نوصل له هناك يتابعلنا الموضوع ده 

فاطمة وهى بتنشف دموعها : اعرف عبدالله صاحبه 

عبد الرحمن : تمام ، هاتى رقمه واحنا هنتصرف

فاطمة طلعت تليفونها وادت رقم لعبد الرحمن وخرجت راحت لفتحية وعزة

ناصر : وهيعمللنا ايه صاحبه ده 

عبد الرحمن : يتوسط مابينا عشان الموضوع يخلص بسرعة من غير مشاكل ، لان محمد شكله كده مش ناوى يجيبها لبر 

ناصر : وانت ليه ماقعدتش معايا وانا بتكلم معاه

عبد الرحمن : انت ناسى ان محمد طول عمره ما بيستريحليش 

ناصر بضحك : كان بيغير عليها منك

عبد الرحمن : خفت لو لقانى فى الموضوع يعاند على الفاضى ، وهى مش ناقصة

ناصر : عندك حق ، ربنا يهدى 

خرجوا كملوا قعدتهم سوا وبعدين ناصر قاللهم ياللا واخد مراته واخته واولادهم عشان يروحوا واتفق مع عبد الرحمن انه هيجيب فاطمة والبنات تانى يوم اخر النهار بعد ماتلم حاجتها عشان تبتدى تستقر فى شقة عبد الرحمن 

واتفقوا انهم هيقعدوا يعملوا ميزانية لمشروع الزبادى ، وفاطمة صممت ان عبد الرحمن يبقى شريك معاها ، فوافق عشان يطمنها 

تانى يوم لما فاطمة وصلت ببناتها وحاجتها اتفاجئت ان عبد الرحمن جاب واحدة نضفت الشقة وملالها التلاجة من خيرات الله ، حتى المنظفات والشامبوهات ، خلى البيت مش محتاج حاجة لاسابيع قدام

فاطمة كانت محرجة جدا فقالت له : ليه كلفت نفسك كده ياعبده ، مش كفاية فتحتلى بيتك ، انت كتر خيرك اوى على كده

عبد الرحمن: انتى هبلة يابت انتى واللا ايه ، ده انتى اختى ، وطول عمرك غلاوتك عندى من غلاوة عزة

فاطمة : الله يعزك ويديك على اد نيتك يارب

عبد الرحمن : ااه ، ادعيلى يا بطة الله يكرمك ، الدعوة الحلوة اللى من القلب بتبقى احلى هدية

فاطمة بابتسامة : داعيالك دايما بالخير وربى اللى يعلم

عبد الرحمن : انا هسيبك النهاردة عشان تفضى حاجتك وتظبطى حالك ، وبكرة بعد صلاة الجمعة ان شاء الله هاخدك انتى وناصر وننزل نشوف موضوع المعمل …. اتفقنا

فاطمة بحماس : اتفقنا

عبد الرحمن وهو ماشى : على بركة الله

عدى عليهم اسبوع وهم بيوضبوا المعمل وبيجهزوه ، وناصر صمم انه يدفع كل التكاليف المادية وقال لعبد الرحمن انه حابب يبقى شريك معاهم ، وفعلا المشروع ابتدى 

فى البداية فاطمة كانت خايفة جدا ، لكن عبد الرحمن وناصر شجعوها ، وعشان عبد الرحمن يطمنها ، خلاها الاول تعمل كميات معقولة بحيث انها تبقى زى الاختبار بالنسبة لها

ولما اتفاجئت ان الكمية كلها اتباعت والناس ابتدت تسأل على الزبادى بتاعها ، اتشجعت وابتدت فعلا تشتغل على كميات اكبر ، وعبد الرحمن وناصر اتفقوا لها مع محلات كتير عشان يسوقولها الانتاج بتاعها 

وشوية شوية ابتدت تعمل فعلا منتجات البان تانية غير الزبادى زى ماعبد الرحمن قاللها 

وعبد الرحمن جابلها اتنين عمال يساعدوها عشان يشيلوا ويحطوا ويوصلوا ويشترولها مستلزماتها اللى بتحتاجها للشغل

كانت بتسيب بناتها عند مراة عمها ، واللى حبوا فتحية جدا وكانوا بيقولولها ياتيتة زى قمر

وقمر كانت فرحانة جدا بيهم وكانت على طول تتكلم وتلعب معاهم وكانت بتقول بقى عندى اخوات 

ومرت الايام لحد ما فاطمة قررت تقدم لبناتها فى مدرسة عشان الدراسة هتبتدى ، فناصر قرر انه يكلم محمد تانى عشان يبعتله اوراق البنات عشان يقدر يقدم لهم 

ناصر : انا طلبت منك من شهرين فاتوا انك توثقلى القسيمة وتبعتهالى يامحمد ومابعتهاش لحد دلوقتى

محمد : يا ناصر انا قلتلك عقل اختك

ناصر : بص يامحمد لو مش عاوز توثق القسيمة براحتك ، هى قالتلك على الحل التانى ، يعنى براحتك ، لكن انا دلوقتى عاوزك كمان  توثقلى اوراق البنات بتاعة المدرسة عشان التقديم بتاع المدارس وتبعتهملى 

محمد : بس انا مش عاوزهم يقعدوا عندك ياناصر ، انا عاوزهم يرجعوا عندى يقعدوا معايا هنا ويتربوا معايا

ناصر بسخرية : معاك واللا مع مراتك ، وياترى بقى مراتك موافقة على كلامك اللى انت بتقوله ده يامحمد

محمد: متهيألى انا ادرى بأمورى ياناصر ، وادرى بمصلحة ولادى

ناصر بفروغ صبر : يامحمد بلاش عند ، انت عارف ان اللى انت بتقوله ده مش هيحصل ، وكمان مش من حقك ، وماتنساش ان ولادك بنات ، يعنى كمان القانون مع فاطمة مش معاك 

محمد : وفاطمة بقى لو خدتهم هتصرف عليهم منين ياناصر واللا هتستنى اللى تمن عليها بيه بعد ماتكفى بيتك ده لو عرفت تكفيه

ناصر بابتسامة : اللى اعرفه ان المفروض انك تبقى ملزم ببناتك هنا واللا هناك 

محمد : بس انا مش هلزم نفسى باللى يبيعنى ياناصر

ناصر : عموما يامحمد ، فاطمة مش عاوزة منك حاجة ، والحمدلله مش محتاجة منك مليم احمر ، ولو فاكر انها هتجيلك راكعة عشان تصرف على عيالها فانسى لانه مش هيحصل ، فلو عاوز علاقتك بينا يبقى لسه فيها احترام متبادل عشان حتى نزرعهولك فى نفوس ولادك ، الورق اللى طالبه منك يوصلنى فى ظرف اسبوع 

ولو مش عاوز فاحنا لينا الف طريقة وطريقة نجيب بيها الحاجات دى ، بس احنا قلنا خلينا معاك للاخر ، عشان ماترجعش تقول اننا اتخطيناك يامحمد ، وعشان احنا لسه صاينين العشرة مش هخلى فاطمة ترفع القضية لغاية زى النهاردة ، لكن بعد كده ماترجعش تلوم على حد فينا يا محمد

فاطمة كالعادة كانت قاعدة جنب عبد الرحمن قصاد ناصر وهو بيكلم محمد وقلبها كان مقهور على سنين عمرها 

وبعد ما ناصر قفل اللاب قالت : وبعدين ….. كده مواعيد التقديم ممكن تفوت البنات 

عبد الرحمن : لا هتفوت ولا حاجة ، ماتقلقيش

فاطمة : ما اقلقش ازاى بس 

عبد الرحمن : انا صاحب المدرسة اللى قدمت فيها لقمر علاقتى بيه كويسة جدا ، هاخدك الصبح ونروحله ونقدمله شهادات ميلادهم وطلب الالتحاق ولو عاوز اوراق تانية نجيبله ، لمجرد حجز مكان على مانجيبله باقى الاوراق

فاطمة : وتفتكر هيوافق 

عبد الرحمن : ياستى سيبى الموضوع ده عليا ، وولادك ولادى ماتقلقيش

ناصر : انا الصبح بدرى هروح استخرجلهم شهادات ميلاد وادينى الجوازات بتاعتهم عشان اصورها على عشرة الصبح ان شاء الله هبقى عندكم

فاطمة باسف : هعطلكم واشغلكم معايا ، سامحونى

عبد الرحمن قام ومشى وسابهم وهو بيقول : سكت اختك عشان ما اشتمهاش ياناصر

فاطمة بضحك : وعلى ايه ياعمنا ، الطيب احسن

وفعلا تانى يوم عملوا زى ماعبد الرحمن قال ، وصاحب المدرسة وافق انه يصبر على ماباقى الاوراق توصل وحجز مكان للبنات فى المدرسة ، وفاطمة دفعت المصاريف عشان تضمن ان الوعد هيبقى بجد

عبد الرحمن وناصر كلموا عبدالله صاحب محمد اللى فى الكويت وحكوله على اللى حصل ، وطلبوا منه يضغط على محمد عشان يوثقلهم الاوراق ويبعتهالهم

والمفاجأة الحقيقية كانت ان محمد فعلا بعت اوراق البنات متوثقة وبتاريخ قبل تاريخ مكالمة ناصر ليه باسبوع كامل وكان مع اوراق البنات قسيمة طلاق فاطمة متوثقة بنفس التاريخ

فاطمة لاخر لحظة كانت معتقدة ان محمد ممكن ينزل مصر عشان يحاول يقنعها ترجعله هى والبنات ، ورغم انها كانت واخده قرار نهائى بالانفصال عنه ، الا انها حست بوجع جواها لما استلمت قسيمة طلاقها 

ناصر وعبد الرحمن وفتحية وعزة ماسابوهاش يومها ، وكانوا متعمدين يشغلوها عن اى تفكير ، لكن اول ماقفلت عليها بابها هى وبناتها لقت البنات بيبوصولها وعيونهم فيها دموع وراحوا على حضنها وقالولها : ماتزعليش يا ماما

فاطمة ضمتهم وقالتلهم : ومين قال انى زعلانة

بسمة : يا ماما احنا مابقيناش صغيرين ، وعارفين وفاهمين كل حاجة ، انتى اكيد زعلانة من بابا عشان اللى عمله

نسمة : ولازم تعرفى ان احنا كمان زعلانين منه مش انتى لوحدك

فاطمة بتنهيدة : بلاش تدخلوا نفسكم بينى وبين بابا ، لان مهما يحصل انا هفضل امكم وهو هيفض ابوكم

بسمة : ابونا اللى ماحاولش يكلم واحدة فينا من يوم ماحصل اللى حصل

فاطمة وهى بتحاول تواسيهم : ماتنسوش انه مايعرفش ارقام تليفوناتكم فى مصر

نسمة : وماتنسيش ان الواتس بتاعنا ما اتغيرش ، ولا الفيس بوك ، لو كان عاوز يكلمنا كان كلمنا من زمان

فاطمة : وممكن يكون مفكر اننا غيرنا كل حاجة

بسمة بتريقة : انتى نسيتى كلامك لينا زمان واللا ايه

فاطمة باستفهام : كلام ايه ده اللى نسيته

بسمة : لما كنتى دايما تقوليلنا بلاش تدافعوا عن الباطل بالباطل

فاطمة بصت لبنتها اوى وقالتلها : انتو كبرتوا كده امتى

نسمة وهى بتبوس مامتها : انتى ناسية اننا داخلين تالتة إعدادى واللا ايه

فاطمة : لا ياحبيبتى مانسيتش ، ربنا يحفظكم ويخليكم ليا بارب

بسمة : على فكرة ياماما ، احنا مبسوطين هنا اوى اكتر ماكنا هناك عند بابا ، صحيح هو وحشنا ، بس طالما احنا ماوحشناهوش يبقى خلاص مش هنفكر فيه تانى

فاطمة بتأنيب : بقى هو ده برضة اللى علمتهولكم يابسمة ، ياحبايبى مهما حصل برضة ابوكم وله عليكم حق البر والطاعة ، اوعوا تنسوا ابدا الكلام ده طول ما انتو عايشين ، وياللا بقى عشان تناموا 

فاطمة بعد ما اتطمنت على بناتها انهم ناموا ، دخلت اوضتها ، حطت نفسها فى السرير وهى بتفتكر سنين عمرها اللى قضتها مع محمد من وهى لسه ماكملتش عشرين سنة ، وازاى عاشوا السنين دى كلها سوا على الحلوة والمرة ، وازاى كان ليهم ذكريات كتير حلوة سوا 

كانت بتفتكر حياتهم سوا ودموعها على خدها ، لكن بعد فترة قامت راحت غسلت وشها واتوضت وصلت ، وشكرت ربنا على حالها وان ربنا عوضها ببناتها واخوها وكل اللى حواليها

قررت تنسى كل اللى فات وتعيش حياتها بما يرضى الله وتحاجى على بناتها وتربيهم زى ماكانت دايما بتتمنى 

قمر كمان اتعلقت جدا بفاطمة اللى كانت بتتعامل معاها اكنها بنتها وكانت بتراعيها زى بناتها بالظبط ، ولما الدراسة ابتدت هى اللى كانت بتقعد معاها وبتذاكرلها زى مابتذاكر لبناتها و ده خلى قمر تندهلها وتقوللها يا ماما

وكمان بسمة ونسمة كانوا بيحبوها جدا واعتبروها اختهم التالتة وكانوا فرحانين بيها لان كان نفسهم يبقى ليهم اخت صغيرة 

ومعظم الايام كانت قمر بتصمم انها تبات مع فاطمة والبنات فى شقتهم ، وكان عبد الرحمن بيسيبهم براحتهم يعملوا اللى هم عاوزينه 

وفضل الوضع على ماهو عليه لحد مامر عليهم سنة وهم عايشين بلمتهم حوالين بعضيهم لحد ماجه اليوم اللى ابتدت ملامح حياتهم تتغير فيه

فى اليوم ده ، كان عبد الرحمن طلع عشان يتغدى ، وكانت فاطمة وفتحية عازمين ناصر وعزة على الغدا ، فكانوا كلهم متجمعين سوا وقاعدين ياكلوا لما سمعوا جرس الباب ، ولما عبد الرحمن راح فتح اتفاجئ بان اللى على الباب شروق طليقته

شروق اول ماشافته ابتسمت بشوق وقالتله : ازيك ياعبد الرحمن .. وحشتنى

عبد الرحمن اتنحنح وشاورلها بايده تدخل وهو بيقوللها : اهلا يا ام قمر اتفضلى

شروق دخلت بوجل ولما لقتهم كلهم موجودين قالت : مساء الخير، الظاهر انى جيت فى وقت مش مناسب

فتحية وهى بتبصلها بشبه قلق : لا ابدا يابنتى ، بيتك ومطرحك ، تعالى اقعدى اتغدى معانا

شروق : والله اكلك وحشنى يا ماما ، بس معلش انا هستناكم على ما تكملوا اكلكم ، لانى سبقتكم من بدرى

عبد الرحمن شاور لشروق على الانترية وقاللها : اتفضلى استريحى ، انتى مش غريبة 

شروق بصت لقمر اللى كانت قاعدة تاكل وهى على رجل فاطمة وبتبص لشروق بفضول الاطفال وعاوزة تعرف مين دى لانها ماعرفتهاش بسبب بعدها عنها وهى فى سن صغيرة ، وكمان كانوا قاعدين عند فتحية ومافيش ولا صورة لشروق فى الشقة ، فشروق قالتلها : مش هتيجى تسلمى على ماما ياقمر

قمر بعفوية شاورت على فاطمة وقالت لها : ما هى ماما اهى 

شروق بلمت واتنفضت من مكانها وشاورت على فاطمة وهى بتقول بغضب لعبد الرحمن : انت اتجوزت ، جبت لبنتى مراة اب ياعبد الرحمن بالسهولة دى ، وكمان خليت بنتى تقوللها ياماما 

فاطمة اتنطرت من مكانها وهى لسه شايلة قمر وقالت : انتى فاهمة غلط يا ام قمر انا ………

عبد الرحمن بغضب : بس يافاطمة ، اقعدى كملى اكلك ، وبعدين التفت لشروق وقاللها : جاية ليه ياشروق ، اعتقد انك سيبتى بنتك وسافرتى من زمان وماسألتيش عنها ولا مرة ، جاية النهاردة عاوزة ايه بقى

شروق بحدة : انا ماسيبتهاش ومشيت بمزاجى ، واظن انت عارف ده كويس ، وكنت فاكرة انى جاية لجوزى ولبنتى ، لكن طالما الحكاية كده ، فانا عاوزة بنتى ياعبد الرحمن ، انا احق بيها والقانون فى صفى

عبد الرحمن بنرفزة : انهى قانون ده اللى بتتكلمى عنه ، انتى ناسية انك كنتى خطفاها ومسافرة من ورايا ، ناسية انى مرجعها منك من المطار ، ناسية ان كل الكلام ده مثبوت فى ورق ومحضر رسمى

شروق بعنجهية : بس انا خلاص رجعت ، وهاخد بنتى اربيها وتعيش معايا ، انت مش هتعرف تربيها بالمستوى اللى انا هربيها بيه

عبد الرحمن بسخرية : انهى مستوى بقى ده ان شاء الله ، وانهى تربية ، ايه … عاوزة تطلعيها زيك 

شروق بكبرياء : وانت تحلم ان بنتك تطلع زيى ، ده المفروض ان ده شئ يبقى من امنياتك

عبد الرحمن : امنياتى ، لا ياستى ، انا بدعى ربنا ليل ونهار انها ماتطلعش زيك ، مش عاوزها فاضية من جواها زيك ، مش عاوزها مهزوزة من جواها كلمة تجيبها وكلمة توديها زيك ، مش عاوزها تبقى انانية ولا غدارة زيك ياشروق

شروق بغضب : انا عمرى ماكنت انانية ولا غدارة ياعبد الرحمن 

عبد الرحمن بهدوء : ولما تحاولى تهربى ببنتى من غير ما اعرف ولا حتى اشوفها .. ده تسميه ايه

شروق بلجلجة : انا كنت بحاول احميها منك ، كنت عاوزة اهرب بيها من البيئة اللى عاوز تطلعها فيها ، كنت عاوزة اطلعها راقية فى مكان راقى ، ايه الغلط فى ده مش فاهمة

عبد الرحمن بجمود : طالما لسه مش فاهمة ، يبقى مالكيش مكان هنا

شروق بصدمة : انت بتطردنى من بيتك ياعبد الرحمن

عبد الرحمن : عمرى ماعملتها ولا هعملها ، بس لازم تفهمى انك هنا مش اكتر من ضيفة 

شروق بغضب : وانا مش عاوزة ابقى موجودة تحت اى مسمى ، انا مش عاوزة غير بنتى ، واوعدك انى مش هعتب البيت ده ابدا طول حياتى


3

العوض

الفصل الثالث

بعد ماشروق قالت اللى قالته ، فتحية قامت من مكانها بغضب وهى بتزيح عبد الرحمن بضهر ايدها ووقفت قدام شروق وقالتلها : اسمعى بابنتى ، هقوللك كلمتين تحطيهم حلقة فى ودنك ، قمر بنتك ومن حقك تشوفيها وقت ما تحبى ، لكن بادبك ، وباحترامك لابو بنتك واهله وعيشته وبيئته اللى مش عجباكى دى ، بيئته اللى جيتى عيشتى فيها وسطينا واختارتيه وبدتيه عن اللى من بيئتك و جوك 

اما عيشتى وسطينا عاملناكى على انك واحدة مننا ، واكرمناكى ، شفتى ايه مننا خلاكى تتمردى على العيشة بتاعتنا انا عاوزة افهم 

عمره هانك بكلمة ، مد ايده عليكى ، طلبتى منه حاجة يقدر يعملهالك وقاللك لا ، قصر معاكى فى اى حاجة ، واللا انتى اللى اول ما اتصالحتى مع امك حالك اتشقلب وكرهتيه وكرهتى عيشته وكل ما ليه 

شروق ماقدرتش ترد بولا كلمة ، ولما فضلت ساكتة فتحية كملت كلامها وقالتلها : لاخر لحظة كان شاريكى وبيحاول يرضيكى ويسايسك ، لكن لما لقاكى بتتكلمى بلسان امك وعقلها مش بلسانك وعقلك سابك تبعدى براحتك ، لكن بنتنا … بنتنا لا

شروق : البنت مسيرها تكبر وتختلط باللى حواليها اكتر وتتطبع بطبعهم وسلوكياتهم والفاظهم ، لكن لما تبقى معايا

هنا عزة اتدخلت وقالت : لما تبقى معاكى هيحصل ايه ياشروق ، احنا هنضحك على بعض ، ده انتى كنتى بتقوليلى كلام انا نفسى لغاية النهاردة اتكسف اقوله حتى لجوزى

 شروق بصت بامتعاض لعزة وقالت : ده كلام بيبقى بينا وبين بعض ، كلام ستات يعنى ، مش فى العلن

عزة بتريقة : طب قولى بقى لروحك ، انا طول عمرى متربية هنا وعمرى مافكرت انطق كلمة من الكلام اللى كنت بسمعه منك لا فى السر ولا فى العلن ، انما انتى ياتربية الذوات كنتى بتتكلمى عادى جدا واكنك بتحكى نكتة واللا حدوتة ، يبقى بيئة ايه بقى دى اللى بتتحججى بيها 

شروق كانت عمالة تتجول بعينها بغيظ بين فاطمة وبين قمر وهى مستخبية فى حضنها لانها كانت خايفة من الزعيق اللى حواليها ويمكن تكون دى اول مرة تشوف ابوها وجدتها بالغضب ده

بسمة ونسمة كانوا قاعدين على طرف الترابيزة بيتفرجوا وبيسمعوا ، لكن لما لاحظوا ان شروق مركزة عينها على امهم ، قاموا راحوا وقفوا جنب فاطمة وهم بيحاوطوها باديهم ، وفى اللحظة دى كانت شروق اول مرة تنتبه لهم ، ولاحظت الشبه الكبير اللى بينهم وبين فاطمة ففهمت انهم ولادها فبصت لعبد الرحمن بسخرية وقالتله : وكمان متجوزها بعيالها ، لا والله شهم ، وياترى بقى بتعدل مابينهم واللا بتميزهم عن بنتك عشان خاطر عيون امهم

فاطمة بصوت واضح عليه الغضب وهى بتحاول تكبته جواها : انا قلتلك انك فاهمة غلط

عبد الرحمن بغضب شديد بص لفاطمة وقاللها : قلتلك اسكتى وخدى بناتك وروحى على شقتك وبسرعة 

فاطمة عيونها دمعوا وقالت بطاعة : حاضر ياعبد الرحمن 

وجت تنزل قمر من على دراعها .. عبد الرحمن قالها بحزم : بناتك التلاتة يافاطمة 

فاطمة بصتله لقته بيشاورلها بعينه انها تاخد قمر كمان معاها  وكمان حسن ويمنى ولاد عزة وناصر، وفعلا اخدت الولاد كلهم وراحوا على شقتها اللى كانت فى الاساس شقة شروق ، و ده جنن شروق بزيادة وقالت بنرفزة : اديتها شقتى ياعبد الرحمن .. نيمتها على سريرى واديتها حاجتى ، سيبتلها بنتى تربيها ، ياترى اديتها ايه تانى 

شروق كملت بغل : بس انا عارفة ومتأكدة انك مهما تديها ، الا انك عمرك ماهتقدر تسلمها قلبك ، عارف ليه ، لان قلبك ملكى ياعبد الرحمن ، وهيفضل ملكى طول عمرك حتى لو اتجوزت الف مرة 

عبد الرحمن بصلها بابتسامة سخرية وقاللها : للاسف ياشروق ، مش هقدر المرة دى احافظلك على غرورك وكبريائك زى ماكنت دايما بعمل ، مش هنكر انى حبيتك ، لكن حبى ليكى مات يوم ماغدرتى بيا ، ويوم ماطلقتك انتى انتهئتى من حياتى ، حاليا .. مالكيش عندى غير بنتك 

شروق بصريخ : وانا عاوزاها وهاخدها ياعبد ألرحمن

عبد الرحمن : القانون بيننا يادكتورة ، ولحد بقى القانون مايقول كلمته ، وقت ماتحبى تشوفى بنتك بادبك اهلا وسهلا ، غير كده .. ماتحاوليش ابدا تخطى عتبة البيت ده مرة تانية

ولعلمك ، انا لو من بيئتك اللى انتى معجبة بيها اوى دى يمكن كنت منعتك عنها نهائى ، واكيد انتى عارفة ده كويس 

لتتذكر شروق كم القضايا والمشاكل التى ظلت بين والديها بالمحاكم بعد انفصالهما والتى تكبدت شروق المعاناة النفسية الشديدة نتيجة ذلك  

لتتجه شروق ناحية باب الشقة فى حالة من النرفزة الشديدة ، بس قبل ماتخرج من الباب رجعت بصت لعبد الرحمن وقالتله : انا ماشية ، بس اوعى تفكر انك كده غلبتنى ، انا بس هرتب اوراقى وارجعلك من تانى ، واوعدك انى لما هرجعلك ، انى هرجع بنتى لحضنى وهرجعك انت كمان

وخرجت وسابتهم كل واحد فيهم بيبص للتانى وفجأة سمعوا صوت ضحك ناصر العالى جدا وهو عمال يضرب كف بكف 

عزة وعبد الرحمن وفتحية كانوا عمالين يبصوله وهو بيضحك ومش فاهمين بيضحك على ايه وفضلوا كده لغاية مابطل ضحك وكان بيحاول ياخد نفسه فعزة قالتله باستغراب : ممكن اعرف ايه اللى بيضحكك اوى كده

ناصر وهو بيحاول ياخد نفسه : اصل شروق كل اللى عملته ده عشان فكرت عبده اتجوز عليها 

فتحية بدهشة : وهى كانت على ذمته عشان يتجوز عليها

عزة : وهو كان اتجوز اصلا

ناصر وهو بيضحك من تانى : ماهو ده اللى ضحكنى ، انها فى لحظة الفت حكاية ومثلتها واخرجتها وصدقتها فى ثوانى

 ناصر قام من مكانه اللى ما اتحركش منه طول وجود شروق وراح وقف جنب عبد الرحمن وقاله وهو بيقلد شروق : اوعدك انى لما هرجعلك ، انى هرجع بنتى لحضنى وهرجعك انت كمان

اول ما ناصر سكت كلهم قعدوا يضحكوا جامد عليه لحد مافجأة عبد الرحمن قال من بين صحكه : طب روح انده لاختك والعيال عشان يكملوا اكل 

فتحية : الله يسامحها قومتنا كلنا من على اللقمة

عزة : معلش ياماما ، الاكل مالحقش يبرد 

كان ناصر راح ينده لفاطمة اللى جت وهى باين على وشها تعبير مخلوط من الضيق على الخجل واللى لاحظه الكل عليها

عبد الرحمن بصلها بضحك وقاللها : جت فيكى يابطوط ، معلش حقك عليا 

فاطمة بغيظ : نفسى اعرف انت كنت بتسكتنى ليه ، ماهى لو كانت فهمت الحقيقة من الاول ماكانش حصل اللى حصل

عبد الرحمن بخبث : ازاى بقى

فاطمة : عشان هى ما اتجننتش كده غير لما فكرتك اتجوزت عليها

فجأة كل اللى موجودين ضحكوا جامد جدا وفاطمة عمالة بتتفرج عليهم بغيظ لانها مش فاهمة حاجة من سبب ضحكهم

ولما بطلوا ضحك فاطمة بصت لعبد الرحمن بغيظ وقالتله : برضة لازم تقوللى ليه ماسيبتنيش افهمها

عبد الرحمن بصلها شوية وبعدين قاللها : الاكل زمانه تلج يابطة ، عاوزين ناكل ، والعيال كمان زمانهم هيموتوا من الجوع ، وهفهمك واحنا بنشرب الشاى

فاطمة بقلة حيلة : ماشى ، اما اشوف اخرتها

 اتلموا من تانى حوالين الاكل وكملوا اكلهم اللى معظمهم ماحسش بطعمه من الحيرة او الحزن ، لكن بعد شوية ابتدوا ينفضوا من حوالين الاكل واحد بعد التانى وهو بيحمد ربنا وبيعلن انه خلاص شبع

بعد ما الاكل اتلم والستات كل واحدة خلصت حاجة ، اتلموا من تانى حوالين صينية الشاى فى البلكونة ، واللى كانت فتحية مالياها بالياسمين والنعناع 

وبعد ما قعدوا فاطمة بصت لعبد الرحمن وقالتله بغيظ : انا مش ناسية على فكرة

عبد الرحمن : مش ناسية ايه بالظبط ومالك عاملة زى اللى هتضربينى كده

فاطمة : مش ناسية انك سكتتنى ، ومش ناسية كمان انك زعقتلى جامد قدامها

عبد الرحمن بضحكة خفيفة : مايبقاش قلبك اسود بقى 

فاطمة : كسبت انا كدة 

ناصر بتملق لفاطمة : لازم يعتزرلك يافاطمة ، ده زعقلك جامد جامد يعنى

عبد الرحمن : يا اخى اتلهى ، وانت يافالح ماسمعنالكش حس ساعتها يعنى

ناصر بضحك : لا .. انا افهم فى الاصول كويس ، واحد بيزعق لمراته ، ماينفعش اتدخل بينهم حتى لو كانت اختى

كلهم ضحكوا جامد وكل مايبصوا على وش فاطمة وهى مش فاهمة سبب ضحكهم لحد دلوقتى يضحكوا زيادة ، لحد مافاطمة قالتهم بغيظ وهى قايمة من مكانها : انا رايحة شقتى

عبد الرحمن مد ايده بسرعة شدها وقال : استنى بس هفهمك ، ماتبقيش حمقية كده

فاطمة : ياعم ولا تفهمنى ولا افهمك ، انتو هتقعدوا تتمقلتوا عليا وانا مش فاهمة حاجة

ناصر : مين دى اللى مش فاهمة ، انتى ، طب ده انتى جبتى التايهة فى ساعتها

فاطمة بصت لاخوها وقالتله : وهى ايه بقى التايهة دى

ناصر : مش انتى قلتى لعبده .. انها ما اتجننتش كده غير لما فكرت ان عبده اتجوز عليها

فاطمة : ااه قلت

ناصر بضحك : وفكرتك انتى العروسة

فاطمة بزهق : خلص عشان خلقى ضاق

ناضر بضحك وهو بيبص لعبد الرحمن : الظاهر ان عبده عجبه انها اتغاظت كده وعشان كده سكتك … فهمتى

فاطمة بصت لعبد الرحمن بفضول وقالت له : يعنى ايه الكلام ده ، يعنى هى مشيت وهى لسه فاهمة انك اتجوزت عليها

ناصر بضحك : لا طبعا ، هى مشيت وهى فاهمة انه متجوزك انتى وعيالك عليها 

فاطمة بعتاب : ليه ياعبد الرحمن ، دى كان شكلها جايالك وعشمانة ان حبال الود بينكم ترجع تانى

عبد الرحمن : وانتى برضة تعرفى عنى كده يافاطمة 

فاطمة : اعرف ايه مش فاهمة

عبد الرحمن : تعرفى عنى انى ممكن اشترى اللى يبيعنى

فاطمة : انا يمكن اكون وسطيكم بقالى اكتر من سنة اهوه ، يمكن ماكونش عرفت حكايتكم بالتفصيل ، لكن اللى عرفته انكم كنتوا بتحبوا بعض اوى ، ازاى الحب مات بينكم كده للدرجة دى

عبد الرحمن : زى ما مات بينك وبين محمد يافاطمة

فاطمة اتفاجئت من رد عبد الرحمن وحست ان رده وجعها ، سكتت وبصت فى الارض وعبد الرحمن ندم انه قاللها كده وحس انه ضايقها فبص لامه لقاها بصاله بعتاب 

عزة حبت تغير الموضوع فقالت : بقوللك ايه يابطة 

فاطمة رفعت راسها وقالتلها بخفوت : قولى ياعزة 

عزة : فى واحدة اعرفها ظروفها على ادها شويتين ومحتاجة شغل ، مانتيش محتاجة حد معاكى يساعدك فى المعمل

فاطمة : من عينى ياحبيبتى ، ابعتيهالى وان شاء الله اللى فيه الخير يقدمه ربنا

عبد الرحمن اتنحنح وقال : هو انتى ماعندكيش تحت رز بلبن يابطة

فاطمة بصتله بانتباه وقالتله عاوز

عبد الرحمن : ياريت ، نفسى هفانى على حاجة حلوة من ايدك

فاطمة فهمت انه بيحاول يطيب خاطرها فقالت له : حاضر ياعبده هنزل اجيبلك

ناصر وقف وقاللها : خليكى ياحبيبتى انا هنزل انا اجيب ، تعالى معايا ياعزة

خرج ناصر وعزة وبعدها قامت فتحية وهى بتسحب صينية الشاى وقالت : انا هروح اصلى العصر احسن هيفوتنى

فاطمة قامت مسكت الصينية من ايد مراة عمها وقالت : طب روحى انتى يامراة عمى صلى وانا هودى الصينية 

عبد الرحمن : لا يا فاطمة اقعدى انتى ، عاوزك فى كلمتين

فاطمة بصت لعبد الرحمن باستغراب ، بس رجعت قعدت قدامه وهى بتقول له : خير ياعبد الرحمن ، فى ايه

عبد الرحمن : عاوز اطلب منك طلب

فاطمة بصدق : اؤمرنى .. انا رقبتى ليك

عبد الرحمن : تسلم رقبتك يابطة .. انا عارف ، بس الحقيقة اللى انا طالبه منك مش عاوزه يضايقك

فاطمة : فى ايه ياعبد الرحمن ماتتكلم على طول

عبد الرحمن : شروق

فاطمة : مالها

عبد الرحمن : شروق قصتها هتطول ، وهنلاقيها كل شوية والتانية هتنط هنا ، وكل مرة بحجة ، مرة عشان تشوف قمر ومرة عشان تاخدها ومرة عشان مش عارف ايه ، ومش هنخلص

فاطمة : حقها ياعبده ، دى ضناها مهما ان كان ومن حقها تشوفها وتاخدها فى حضنها ، وماتزعلش منى ، من حقها كمان تاخدها تعيش معاها ، ده حتى القانون معاها 

عبد الرحمن بغضب : ده بعيد عن احلامها

فاطمة بتنهيدة : والعمل

عبد الرحمن : انا كل اللى عاوزه منك ، انها لما تيجى فى اى وقت ماتفهميهاش الحقيقة ، انا عاوزها تفضل على عماها وتصدق انى فعلا اتجوزت

فاطمة باستغراب : وهتكسب ايه بس من كده فهمنى 

عبد الرحمن : انها تشيلنى من دماغها ، وتفقد الامل فيا ، فهمتى

فاطمة : طب ماهى ممكن تحارب عشانك اكتر واكتر وماتتنازلش عنك طالما بتحبك

عبد الرحمن بصلها وقاللها : ماتخلينيش ارد عليكى رد يضايقك منى تانى

فاطمة باستغراب : رد ايه ده اللى هيضايقنى 

عبد الرحمن : هقول لك وانتى ماعملتيش ليه كده مع محمد ، مااتمسكتيش بحقك فيه ليه ، ما انتى برضة بتحبيه

فاطمة بصت لعبد الرحمن بحزن وقالت له : لو كنت شفت فى عيون محمد اخر مرة شفته فيها نظرة ندم واحدة على اللى عمله ، صدقنى ياعبد الرحمن ..عمرى ماكنت هتخلى عنه ، لكن محمد اللى انا حبيته للاسف مابقاش موجود

عبد الرحمن بتنهيدة : يبقى ماتطلبيش منى اللى انتى ماتقدريش تعمليه يافاطمة ، لان انا وانتى نفس الجرح ، يمكن اختلف السخص والاسلوب ، لكن الجرح واحد 

فاطمة بتنهيدة : يمكن عندك حق

عبد الرحمن : وعاوز منك حاجة كمان

فاطمة بضحك : لا .. كده طلباتك كترت 

عبد الرحمن بابتسامة : معلش ، استحملينى ، عاوزك الفترة اللى جاية دى تخلى قمر معاكى باستمرار ، ماتخليهاش تغيب عن عينيكى ، ووقت ماهتبقى فى المعمل .. انا هخليها معايا

فاطمة بتوجس : انا طبعا موافقة وعادى مش مشكلة ، بس اشمعنى يعنى

عبد الرحمن : خايف لا الشيطان يوزها وتفكر تاخدها وتهرب بيها زى ماعملت قبل كده

فاطمة بشهقة : ياخبر ، لا ياشيخ .. ماتوصلش لكده ابدا 

عبد الرحمن بسخرية : لا وصلت ، ومن زمان 

وبعدين قام من مكانه وقال : هو ناصر راح يجيب الرز بلبن واللا راح ياكله

فاطمة : ااه صحيح ، هم راحوا فين

لما خرجوا فى الصالة لقوا ناصر وعزة وفتحية والولاد كلهم متجمعين حوالين السفرة وحاطين تورتة وجاتوة وحلويات كتير ، واول ماشافوا عبد الرحمن وفاطمة جايين عليهم قعدوا يغنوا اغانى عيد الميلاد لانه كان عيد ميلاد فاطمة وكانوا متفقين كلهم وعاملينلها مفاجأة 

فاطمة فرحت جدا انهم افتكروا وشكرتهم كلهم وطفوا الشمع وقطعوا التورتة واحتفلوا واكلوا وبعد ماقعدوا من تانى لقت فتحية جايبالها عباية خروج بالطرحة بتاعتها عجبتها جدا ، وعزة جابتلها شنطة وجزمة ، وناصر جابلها موبايل جديد ، فاطمة كانت مبسوطة جدا وشكرتهم جدا ، لحد مالقت عبد الرحمن بيقدملها شنطة لابتوب وبيقوللها بضحك : الهدية دى بتاعتك السنة دى وتلات اربع سنين جاييين

فاطمة شهقت جامد وقالت : ياخبر ابيض ياعبده ، ليه كلفت نفسك للدرجة دى ، ده غالى اوى

عبد الرحمن بصدق : الغالى للغالى يابطة ، دى اقل حاجة اقدمهالك ، وبعدين انا لقيت انك اكيد هتحتاجيه عشان البنات والمدرسة ، وبعدين ده انتى قدم السعد عليا ، من ساعة ما اشتغلنا سوا وربنا فتحها عليا وادينى اهوه فى ظرف سنة واحدة فتحت المحل التالت 

فاطمة : ربنا يزيدك من نعيمه ويفتحها عليك كمان وكمان يارب

كملوا سهرتهم مابين الضحك والذكريات وشقاوة الولاد ولعبهم لحد ما اليوم انتهى وابتدى يوم جديد

فاطمة بقت على طول ملازمة لقمر طول ماهى فى البيت ، ولما بتنزل المعمل كانت ساعات توديها لعبد الرحمن فى المحل او تاخدها معاها ، وبالليل كانت قمر بتنام فى حضن فاطمة لانها كانت اتعلقت بيها جدا ، لحد ما مر اسبوع ، وكانت فاطمة قاعدة بتذاكر لقمر ، وحواليها بناتها فى شقتها اللى هى اصلا كانت شقة عبد الرحمن وشروق ، جرس الباب رن ، ففاطمة قامت تفتح وهى معتقدة ان مراة عمها هى اللى على الباب ، حطت طرحة على شعرها وفتحت لقت شروق قدامها 

فاطمة اتفاجئت بيها فقالت لها بلجلجة : اهلا وسهلا يا ام قمر 

شروق مدت ايدها فتحت الباب ودخلت وهى بتقول : عبد الرحمن فين

فاطمة : عبد الرحمن مش هنا

شروق بكيد : اكيد طفشان منك ، ومن عيالك 

شروق قعدت تلف بعينها فى الشقة وهى بتتفرج عليها وابتسمت بفرحة لما لقت كل حاجة زى ماهى مافيش اى حاجة اتغيرت

فاطمة سكتت ومابقيتش عارفة تقول لها ايه ، وشروق راحت وقفت جنب فمر وقعدت تلعبلها فى شعرها ووطت عليها باستها وقالتلها : حبيبتى انا ماما ، انا امك الحقيقية مش الست دى ابدا 

قمر بصت لفاطمة وهى باين عليها علامات الخوف وعدم الفهم ، ففاطمة راحت ناحيتها واخدتها فى حضنها وهى بتقول لشروق : انتى كده بتخوفيها منك ، دى طفلة صغيرة ، ولازم تفهميها بشويش

شروق بصوت عالى : وانتى بقى اللى هتعلمينى اتكلم ازاى مع بنتى 

فاطمة وهى بتحاول تفضل هادية : يا ام قمر اهدى لو سمحتى عشان الولاد مايخافوش من الصوت العالى ده

شروق بتريقة : و دول بقى ولاد مين ، وفين ابوهم ده اللى سايبهم لراجل تانى يربيهم ويراعيهم ، اسمحيلى يعنى  ده يبقى راجل ماعندوش دم

فجأة سمعوا صوت عبد الرحمن بزعيق وهو بيقول : انتى ايه اللى جابك هنا 

شروق التفتت لعبد الرحمن وقالتله : جاية اشوف بنتى وابو بنتى عشان وحشونى

عبد الرحمن قرب منها وقاللها بغيظ : احنا مش هنخلص بقى من القصة دى

شروق وهى بتقعد على الكرسى : اسمع ياعبد الرحمن ، انا المرة اللى فاتت اتكلمت بغبا وفهمت حاجات غلط وانت اتعمدت تسيبنى على عمايا ، لكن المرة دى انا جاية وانا عارفة وفاهمة كل حاجة كويس جدا 

عبد الرحمن : وايه بفى اللى انتى عارفاه وفاهماه ده عشان نعرف ونفهم معاكى

شروق : عرفت ان الست فاطمة .. تبقى اخت ناصر جوز عزة ، يعنى بنت عمك اللى جت متطلقة من جوزها ، وانت قعدتها فى شقتى مع بناتها اللى ابوهم رماهم وعملتلها معمل فى الشقة اللى تحت 

عبد الرحمن بتريقة : لا والله برافو عليكى ، وعاوزة ايه بقى 

شروق وهى بتحط رجل على رجل : عاوزة شقتى ياعبد الرحمن عشان هقعد فيها مع بنتى لانى حاضنة ، يا اما تشوفلى شقة تانية اقعد فيها ، وتبقى قريبة منك ، لانى ما اقدرش ابعد عنك لا انا ولا بنتك يابودى

عبد الرحمن ضحك جامد جدا لحد ماعيونه دمعت من كتر الضحك وبعدين قاللها : وافهم من كده بقى يادكتورة انك هتتنازلى وتقعدى فى المكان اللى بيئته مش عجباكى وممكن تاثر على سلوك بنتك اما تكبر

شروق : ماهو ياحبيبى لجل الورد ينسقى العليق

عبد الرحمن : وهتسيبى مامتك لوحدها فى فرنسا

شروق بحزن : ماما ماتت ياعبد الرحمن

عبد الرحمن : البقاء لله

شروق : انا مابقاليش غيرك انت وبنتى ياعبد الرحمن ، صدقنى انا عاوزة ارجع اعيش معاكم من تانى ، كنت عاوزة اقوللك كده اما جيتلك المرة اللى فاتت ، بس انت اتعمدت تخلينى افهم حاجات علط ، لكن لما فهمت الحقيقة صممت انى لازم افهمك الحكاية 

رجعنى ياعبد الرحمن ، انا عاوزة ارجعلك واعيش معاك من تانى ، انت وحشتنى اوى

فاطمة بقت واقفة محرجة ومش عارفة تتصرف ازاى ، وتتنها معاهم واللا تمشى ، فقررت تدخل المطبخ تجيب حاجة تقدمها لشروق ، فدخلت جابتلها عصير وخرجت تقدمهولها ، ولما عزمت عليها بيه .. شروق بصتلها بعنجهية وقالت : انا مش هتضايف فى بيتى 

عبد الرحمن قام وقف وقال بحدة : رسالتك وصلت ياشروق ، بس للاسف طلبك مرفوض ، النوع اللى انتى طالباه مابقاش موجود

شروق بغضب : انت بترفضنى انا ياعبد الرحمن ، انت نسيت انا مين

عبد الرحمن : ماهو للاسف ، مانسيتش انتى مين ياشروق ، وعشان كده بقولهالك تانى ، ان اللى انتى عاوزاه مابقاش منه خلاص

شروق بغضب : تمام ، وانا بقى مش هتنازل عن بنتى ياعبد الرحمن ، ولا هتنازل عن شقتى اللى سايبها لبنت عمك وبصت لفاطمة من فوق لتحت وهى رافعة حاجب واحد وكملت كلامها وقالت .. والله اعلم ايه المقابل

فاطمة مرة واحدة سابت الصينية من ايدها وقعت هى والعصير على الارض وضربت شروق بالقلم على وشها وهى بتقول لها : المقابل اللى انتى بتتكلمى عنه ده انتى اللى تعرفيه مش انا 

شروق اتصدمت من القلم اللى فاطمة ضربتهولها وأتلجمت فى مكانها ثوانى لكن اول ما ابتدت تفوق من الصدمة بصتلها وقالت : القلم ده هتدفعى تمنه غالى اوى ومش لوحدك

خلصت كلامها وبصت بعتاب لعبد الرحمن اللى كان واقف متصنم فى مكانه وسابتهم ومشيت 

اول ماخرجت البنات جريوا على حضن فاطمة وقمر دست نفسها بين رجل فاطمة وقالت بعياط : انا عاوزاكى انتى مامتى مش هى 

فاطمة كان جسمها كله بيتنفض فطبطبت على البنات وقالتلهم : روحوا على اوضتكم ماتخافوش ، ووطت على قمر خدتها فى حضنها وراحت قعدت بيها وهى بتطبطب عليها وبصت لعبد الرحمن وقالتله بخفوت : قالتلها 

عبد الرحمن باستغراب : قالتلها ايه

فاطمة بتنهيدة : ان هى اللى مامتها مش انا

عبد الرحمن زوى مابين حواجبه بامتعاض وراح قرب من فاطمة ووطى على بنته اخدها فى حضنه وهى لسه بتعيط وخدها وخرج من الشقة من غير كلام

فاطمة قامت وراه واتطمنت انه اخدها عند مراة عمها وقفلت الباب ، ورجعت تنضف مطرح العصير والازاز اللى اتكسر ، وراحت بعد كده على اوضتها اتوضت وصلت 

لما راحت على سريرها عشان تنام عقلها مابطلش تفكير فى كلام شروق ، وما قدرتش تنام غير لما اخدت قرار وصممت انها هتبلغه للكل اول النهار مايطلع

عبد الرحمن اخد بنته فى حضنه ورجع بيها على شقة مامته ، و دخل على اوضته ، ونام فى سريره وهى لسه فى حضنه وهو بيطبطب عليها وبيحاول يهديها لحد مانامت وهى على وضعها 

كان طول الوقت بيفكر فى اللى حصل ، وكان متغاظ جدا من شروق ومن كلامها ، لكن عرف واتاكد ان شروق هتعمللهم كل شوية قلق ومشكلة جديدة وقعد يفكر فى طريقة تخليها تبعد عنهم


4

العوض

الفصل الرابع

تانى يوم الصبحية ، بعد ما فاطمة صحت البنات وجهزتهم للمدرسة ، عبد الرحمن خبط عليها واخد البنات ونزل عشان يوصلهم للباص بنفسه وقال لفاطمة : هوصل مشوار بسرعة وارجع مسافة نص ساعة ، على ماتحضرولنا الفطار

فاطمة : ماشى 

وبعد مانزلوا قفلت شقتها وراحت على شقة مراة عمها ودخلت لقت فتحية قاعدة فى الصالة مستنياها

فاطمة : صباح الخير يامراة عمى 

فتحية : صباح الخير على عيونك يابنتى ، عاملة ايه ياضنايا ، وايه اللى حصل امبارح ده ، ماعرفتش غير من شوية لما عبده حكالى 

فاطمة بتنهيدة : بينى وبينك يامراة عمى ، ام قمر شكلها كده مش ناوية على خير ابدا ، ومش عارفة كارهانى ليه كده حتى بعد ماعرفت انى مش متجوزة عبد الرحمن ولا حاجة 

فتحية بحيرة : وهى ياختى عرفت القصة دى كلها ازاى ومنين

فاطمة وهى بترفع كتافها : مش عارفة ، بس شكلها عارفة تفاصيل التفاصيل 

فتحية بتنهيدة : ربنا يستر بقى ، عبده راخر صاحى مقريف ، حتى اما لقيت قمر بايته فى حضنه الصبحية ، يادوب بقول له بهزار ..  انعادة قمر ماباتتش مع بطة يعنى  ، لقيته زعلان اوى وقاللى قفلى على الكلام دلوقتى على ما اوديها لبطة تلبسها للمدرسة ، ولقيته رجع حكالى بسرعة وهو بيلبس وقاللى اما ارجع بقى نبقى نشوف هنعمل ايه

فاطمة : وهو راح فين بدرى كده

فتحية : راح المدرسة عند العيال عشان يأكد عليهم ان ماحدش ابدا يستلم البنت غيره تحت اى ظرف

فاطمة : ياخبر ، هى ممكن تروح تاخد البنت من المدرسة من وراه

فتحية بسخرية : اللى خلاها كانت خارجة بيها من البلد بحالها ، مش هتاخدها من المدرسة يافاطمة

فاطمة : طب وبعدين ، حلها ايه دى

فتحية بتنهيدة : ربك يحلها من عنده ، قومى يابطة اعمليلنا الفطار على ماييجى ، ونبقى نشوف

وبعد ما رجع عبد الرحمن من برة ، قعدوا فطروا هم التلاتة ، وكانت فاطمة كل شوية تبصلهم وشكلها عاوز يقوللهم حاجة وترجع تسكت تانى ، لحد اما خلصوا اكل وقعدوا يشربوا الشاى فقالت فتحية : ها ياعبده ، نويت على ايه يابنى 

عبد الرحمن : والله يا ماما لسه مش عارف ، هى اصلا شكلها مش ناوية تجيبها لبر 

فاطمة بتردد : انا عاوزة اقوللكم على حاجة ، بس بالله عليكم مش عاوزاكم تعارضونى

عبد الرحمن باستغراب : حاجة ايه دى اللى هنعارضك فيها يافاطمة

فاطمة : انا لازم اسيب الشقة بتاعتك ياعبد الرحمن ، وصدقنى ، مشكلتك هتتحل لما اسيبها

عبد الرحمن : وايه علاقة قعادك فى الشقة بالمشكلة اصلا

فاطمة بسخرية : ده هى دى المشكلة اصلا ، مراتك غيرانة من فعادى فى شقتها

عبد الرحمن بحزم : طليقتى مش مراتى يافاطمة

فاطمة : ماشى ياعم ماتزعلش ، طليقتك مش عاوزانى فى شقتها

عبد الرحمن : شقتى مش شقتها

فاطمة بغيظ : هو احنا هنلعب استغماية ، بقوللك ايه ، انت فاهم انا عاوزة اقول ايه ، ومن الاخر لو ريحتها ورجعتها تقعد فى الشقة مش هيبقى فى مشاكل من اصله

عبد الرحمن بتحفز : وانتى بقى عاوزانى ارجعها تقعد فى الشقة 

فاطمة : ايوة

عبد الرحمن : بصفتها ايه بقى ان شاء الله

فاطمة : ام بنتك 

عبد الرحمن : يا سلام ، ام بنتى فهسيبلها شقتى تقعد فيها

 فاطمة : يابنى مش حاضنة … من حقها قانونا تسيبها فى شقتها مع بنتها

عبد الرحمن بغضب : برضة هتقوللى شقتها

فاطمة : شقتك ياسيدى ماتزعلش ، بس مش هى اما جت قالتلك انها عاوزة تعيش فيها مع بنتها ، سيبها تعيش فيها مع بنتها ، وكده كده البنت تبقى بينكم انتم الاتنين 

عبد الرحمن : انتى فاكرة انى ممكن اثق فيها اصلا انها تربى البنت واللا تعرف تاخد بالها منها

فاطمة : مهما ان كان دى ام ياعبد الرحمن ، حرام عليك تحرمها من بنتها

عبد الرحمن بصدمة : وهو انا حرمتها ، واللا هى اللى سابتها بمزاجها وسافرت وبعدت ، اكتر من تلات سنين وهى سايباها مافكرتش حتى تسال عليها بتليفون ، انتى ماشفتيش قمر كانت خايفة منها ازاى امبارح ، ماشفتيهاش وهى متشعبطة فى رجليكى وبتقوللك عاوزاكى انتى تبقى امها 

فاطمة بدموع : شفت وقلبى وجعنى ، بس العمل ايه دلوقتى ، احنا قدام امر واقع 

عبد الرحمن : انا هروح للمحامى بعد الضهر واشوف هنوصل لايه

فاطمة : فى كل الاحوال انا لازم اسيب الشقة ياعبد الرحمن

عبد الرحمن بنرفزة : مافيش سيابان شقق ، وشيلى الموضوع ده من دماغك خالص ، وماتشغليش دماغك انتى بالحكاية دى ، انا هتصرف 

وقام وراح ناحية باب الشقة وبص لفاطمة وقاللها : ايه ، انت مش نازلة المعمل واللا ايه ، شايفك قاعدة عادى يعنى 

فاطمة بغيظ : امشى ياعبد الرحمن ، مالكش دعوة بيا

عبد الرحمن : لا ليا ياختى ، قومى يابت ياللا انزلى عشان تبعتيلى التموين بتاع النهاردة 

فاطمة قامت وراحت ناحيته وقالت بغيظ : اتفضل ياللا وانا هروح اغير هدومى وهنزل ابعتهولك

عبد الرحمن بمشاغبة : وتعدلى وشك ده وانتى بتبعتيه ، اللبن مابيحبش اللى يكشر فى وشه

وهم واقفين على الباب لقوا عزة فى وشهم وبتقول : ياصباح المناكفة ، هو انتوا مابتزهقوش 

عبد الرحمن : اهلاااا ... انتى ناصر طاردك واللا ايه ، ايه اللى جايبك بدرى كده 

عزة بتريقة : الله يسلمك باحبيبى ، انت كمان لك وحشة 

عبد الرحمن : لا صحيح ، مش عوايدك تيجى بدرى كده 

عزة بعد ماسلمت على امها وفاطمة : بعد مانزلت العيال المدرسة لقيت نفسى فاضية، قلت اجى اقعد مع ماما وبطة شوية 

عبد الرحمن : تنورى ياحبيبتى ، انا ماشى .. سلام

عزة : ناصر هتلاقيه عند المحل مستنيك

عبد الرحمن : هو مزوغ من الشغل واللا ايه

عزة بتردد : لا .. اصله عاوزك فى حكاية كده

عبد الرحمن : ماشى انا رايح له اهوه

فاطمة : طب انا هغير هدومى وانزل ابعتله الشغل ، وارتب كام حاجة كده وارجعلكم

عزة : ماشى ، بس حاولى ماتتاخريش عشان عاوزاكى فى كلمتين

فاطمة : نصاية وارجعلك على طول

بعد مافاطمة مشيت عزة بصت لامها وقالتلها : شروق مش ناوية على خير

فتحية : هببت ايه تانى ، مش كفاية اللى عملته امبارح

عزة بفضول : هى جت تانى هنا امبارح

فتحية : ايوة يابنتى … وحكت لعزة كل اللى عبد الرحمن حكاهولها وقالتلها كمان على اللى فاطمة كانت عاوزة تعمله وعلى رد عبد الرحمن عليها

عزة : يابنت الافاعى

فتحية : هى هتموت وعبد الرحمن يردها 

عزة : تقوم تعمل عملتها السودة دى 

فتحية باستغراب : انتى تقصدى ايه يابنتى 

عزة : الزفتة اتصلت بمحمد طليق فاطمة فى الكويت ، ماعرفش وصلت لرقمه ازاى ، وقالت له ان فاطمة .. عبد الرحمن مقعدها فى شقته ومشغلها معاه وانها هتسيبه يفهم لوحده هو بيعمل معاها ليه كده

قتحية وهى بتضرب على صدرها : لا حول ولا قوه الا بالله ، ليه كده ، وانتى عرفتى منين الكلام ده

عزة : محمد كلم ناصر امبارح وحكاله على اللى حصل ، وقال له انه هينزل ياخد البنات من فاطمة لان كده سمعتها مش تمام 

فتحية قامت وقفت وهى هتتجنن من الكلام اللى سمعته ، وقعدت تشتم وتدعى على شروق ، وبعدين قالت : وهو ناصر عند اخوكى ليه دلوقتى

عزة : عاوز يقول له انه فاطمة مالهاش قعاد فى شقته بعد كده 

وفجأة سمعوا صوت خبط جامد على باب الشقة ولما عزة راحت فتحت لقت فاطمة عمالة بتعيط جامد ووشها احمر جدا بسبب العياط ووراها ناصر وعبد الرحمن وناصر بيقوللها : انا عاوز افهم ايه اللى انتى عملاه فى روحك ده ، هو انتى كنتى عملتى حاجة غلط لا سمح الله 

فاطمة بقهرة : هان عليه بعد العشرة دى كلها يقول عليا انا كده ، بقى انا سمعتى مش تمام يا ناصر .. انا

عبد الرحمن : قطع لسان اللى يقول عليكى نص كلمة يافاطمة ده انتى ست الستات كلها 

فاطمة بتيه : هياخد منى البنات ، هياخد منى البنات

عبد الرحمن : مايقدرش ياخدهم من حضنك يافاطمة ، سيبينى انا وناصر نتصرف فى الحكاية دى وماتشغليش بالك 

فاطمة اكنها بتهذى : انا ماليش قعاد هنا بعد كده ، انا لازم امشى من هنا

عبد الرحمن وهو بيحاول يطمنها : يابطة اهدى ، مافيش حاجة من الكلام ده هتحصل

فاطمة بصريخ هيستيرى : هياخد منى البنات ، وقعدت تصرخ .. عبد الرحمن فجأة ضربها بالقلم على وشها ، زى ماتكون اتصدمت بس بطلت صريخ ، وبصت لعبد الرحمن كأنها بتستنجد بيه وفجأة وقعت مغمى عليها

الكل جرى عليها ، ناصر شالها ودخلها اوضة مراة عمه وعزة وفتحية حاولوا يفوقوها ماعرفوش ، عبد الرحمن نزل جرى ورجع بعد ربع ساعة ومعاه دكتور من المستوصف اللى فى شارعهم ، وبعد خمس دقايق الدكتور خرج ادى لعبد الرحمن روشتة وقال له .. هاتلى الحقنة دى من الاجزخانة بسرعة 

عبد الرحمن اخد الروشتة ونزل جرى وقبل مايعدى خمس دقايق كان رجع وادى الحقنة للدكتور اللى رجع الاوضة عند فاطمة ، ولما حضر الحقنة واداهالها ، بعدها بدقيقة واحدة ابتدى يفوق فيها وينده عليها لحد ما ابتدت تفتح عينها وتبص حواليها وفجأة اتنفضت من مكانها وهى بتقول بخوف : ولادى فين

عزة وهى بتحاول تطمنها : لسه مارجعوش من المدرسة ياحبيبتى ، ماتقلقيش ، الولاد بخير

فاطمة بدموع : هياخدهم منى ياعزة

هنا الدكتور اتدخل وقال : لازم تبعدوا عنها اى كلام ممكن يضايقها ، حمدلله على سلامتها ، وسابهم وخرج لناصر وعبد الرحمن اللى وقفوا اول ماخرج وسالوه فى نفس واحد : خير يادكتور

الدكتور : الحمدلله فاقت ، واضح انها سمعت حاجة عملتلها ضغط جامد على اعصابها ، حاولوا تتعاملوا معاها بهدوء وماحدش يقوللها اى حاجة ممكن تضايقها ، ولو اتكررت تانى لاقدر الله … لازم تتعرض على دكتور متخصص

عبد الرحمن : متشكرين يادكتور .. تعبناك

بعد ما الدكتور نزل ناصر بص لعبد الرحمن وقال له : الظاهر ان فعلا فاطمة لازم تمشى من هنا 

عبد الرحمن بحزم : فاطمة مش هتتنقل من هنا ، انت كده اكنك بتقول لمحمد انها فعلا كانت بتعمل حاجة غلط وانك منعتها لما هو نبهك

ناصر بصله شوية اكنه بيوزن الكلام فى دماغة وبعدها قال له بتنهيدة : طب والحل ياعبده ، ده كده ممكن فعلا ياخد منها العيال زى ماقال

عبد الرحمن : احنا نكلم المحامى ونساله الاول 

عزة خرجت تعمل ليمون لفاطمة فعبد الرحمن لما شافها قاللها : ها ياعزة ، فاطمة اخبارها ايه دلوقتى ، لسه تعبانة واللا راقت شوية

عزة بزعل : زعلانة اوى ياعبده ومرعوبة من اللى محمد ممكن يعمله

عبد الرحمن راح ناحية اوضته وخرج باللاب توب بتاعه ورجع بص لعزة وقاللها .. اوعى تخلى فاطمة ترجع شقتها دلوقتى خالص لحد اما اقوللك وبعدين بص لناصر وقال له .. تعالى معايا ، ومد ايده سحب مفاتيح فاطمة من على الترابيزة وخرج 

ناصر قام مشى ورا عبد الرحمن لقاه فتح شقة فاطمة ودخل ولما ناصر دخل وراه قفل الباب وقال له : ناوى على ايه ماتفهمنى

عبد الرحمن وهو بيفتح اللاب وبيشغله : هنكلم محمد ونفهم منه هو عاوز ايه بالظبط ، واهى ياصابت يا اتنين عور

وفعلا اتصلوا على محمد فيديو كول و اللى رد عليهم بعد دقيقة واحدة

محمد : السلام عليكم

عبد الرحمن وناصر : وعليكم السلام 

محمد اتفاجئ بعبد الرحمن مع ناصر فقال : خير يا ناصر 

عبد الرحمن : انا اللى مكلمك يامحمد ، بس خليت ناصر معايا عشان يبقى شاهد على الكلام اللى بيتقال

محمد : وايه بقى الكلام اللى هيتقال وعاوزه يشهد عليه

عبد الرحمن : ان عمى الله يرحمه غلط غلطة كبيرة اوى لما سلمك بنته امانة ، لانك لاعرفت تصونها وهى على ذمتك ولا عرفت تصون كرامتها ولا عشرتها بعد ما طلقتها يامحمد ، لما سمحت لحشرة انها تسوأ سمعتها ، وبدل ماترد غيبتها ، جاى انت كمان تساعدها على اللى هى عاوزاه 

محمد طول ماعبد الرحمن كان بيتكلم ، كان بيسمعه وهو ساكت تماما وباصص لعبد الرحمن لغاية ماعبد الرحمن سكت ، فبص لناصر وقال له : ايه ياناصر .. ده اللى ربنا قدرك عليه انك تعمله ، جايبلى ابن عمك يتخانق معايا

عبد الرحمن : انا مش بكلمك عشان اتخانق معاك يامحمد ، انا بكلمك عشان افهمك غلطك

محمد : بصفتك ايه بقى 

عبد الرحمن بص له بفروغ صبر وقال له : يامحمد ، يامحمد بلاش تبقى من زمرة المنافقين ، بالله عليك شهادة هيحاسبك عليها رب العزة يوم القيامة ، بقى انت تعرف ان فاطمة ممكن تعمل حاجة تغضب ربنا 

محمد سكت وماردش

عبد الرحمن حس انه ابتدى يلاقى سكة يتفاهم فيها مع محمد فقال له : احنا سايبين فاطمة منهارة وعندها انهيار عصبى بسبب الكلام اللى انت قلته لاخوها ، مش مصدقة انك ممكن تصدق فيها كلمة واحدة من الكلام ده ، ولا مصدقة ان ممكن اى بنى ادم مهما بلغت حقارته انه يطلع عليها حرف واحد من عينة الكلام ده ، يامحمد انت عندك بنات ، يعنى ولايا ، فياريت تراجع نفسك قبل ماتعمل اى حاجة تندم عليها بعد كده

محمد بغيظ : مقعدها معاك ليه ياعبد الرحمن

عبد الرحمن بهدوء طلع مصحف من دولاب وراه وحط ايده عليه وقال : وحق كتاب الله هذا ، انا مش مقعدها معايا ياناصر ، ،ورغم ان ماليكش عليا حلفان ، لكن انا بعمل كده عشان ادرء الشبهة عن نفسى وعن بنت عمى ، فاطمة قاعدة هى وبناتها فى الشقة اللى كنت متجوز فيها ، واللى اتقفلت اول ما طلقت العقربة اللى كلمتك ، ولما لقينا فاطمة مصممة تدور على سكن ليها ولبناتها اديتهالها تقعد فيها لانها اولى من الغريب ، ولانها هتبقى جنبى انا وامى وقريبة من اخوها ، وعملت مشروع شرك بينها وبين ناصر وبينى فى نفس البيت ، بس فى شقة فى الارضى ، يعنى حتى لقمة عيشها مابتخرجلهاش برة البيت عشان تجيبها ، و دخلت بناتك مدرسة لغات ، ومخلياهم زى الفل ، يبقى ايه بقى ، ليه نحور المواضيع ونأذى بعضينا بالباطل يامحمد 

محمد : مش ده الكلام اللى اتقاللى

عبد الرحمن بسخرية : ما الهانم لما مالاقتش منى رجا ، ولما لقت فاطمة قاعدة فى الشقة النار قادت فى جتتها 

محمد : يعنى انت مافيش حاجة بينك وبين فاطمة ياعبد الرحمن

عبد الرحمن بصله بغيظ وقال له : بس احتمال يبقى فيه

محمد بجمود : يعنى ايه بقى الكلام ده مش فاهم

عبد الرحمن : اسمع يامحمد واقسملك ان الكلام ده عمره ماجه فى بالى قبل ما اعرف الكلام اللى شروق قالتهولك ، واللى انا متاكد منه انها مش هتبقى اخر محاولة ليها ، واللى يمكن تكون ابتدت فعلا تنفذها واحنا لسه ماعرفناش 

محمد بفضول : تقصد ايه

عبد الرحمن: اقصد انها هتحاول تطلع علينا نفس الكلام هنا فى المنطقة ، ورغم ان الحتة كلها بتحلف باخلاق فاطمة واخلاقى ، انما برضة العيار اللى مايصيبش يدوش ، وعشان كده .. انا هطلب فاطمة للجواز

محمد بغضب : ايه الهبل اللى انت بتقوله ده ، مستحيل فاطمة تتجوز حد غيرى ، قول لاختك ترجعلى ياناصر

عبد الرحمن بهدوء : انت عارف ان فاطمة رافضة تماما الحكاية دى ، ثم انت اتجوزت وعرفنا كمان ان ربنا رزقك بالذرية من جوازتك دى ، عاوز ايه من فاطمة بقى تانى يامحمد

محمد : وبناتى

ناصر بعصبية : انهى بنات دول يامحمد احنا هنضحك على بعض ، ده انت من يوم ماحصل اللى حصل مارفعتش سماعة تليفون تسال على واحدة فيهم ، ولا حتى بعتتلهم مليم احمر من يوميها ، ده انت حتى لو شفتهم النهاردة ممكن ماتعرفهمش ، بناتك فى سن المراهقة ، بيكبروا بسرعة وشكلهم بيتغير بسرعة ، تعرف انت ايه عنهم اصلا دلوقتى غير الكلام اللى عبد الرحمن حكاهولك

محمد بغضب : بناتى مش هيعيشوا مع جوز ام ياناصر

ناصر : لو فاطمة وافقت على عرض عبد الرحمن انا ممكن اخدهم يعيشوا معايا

محمد بزعيق : ومايجوش يعيشوا معابا ليه ، انا اولى بيهم

عبد الرحمن : ولادك بنات يامحمد وقربوا يكملوا ١٦ سنة ، يعنى لو اتسألوا فى المحكمة واختاروا يعيشوا مع خالهم و اللا ابوهم القاضى هينفذلهم اللى هم عاوزينه ، خصوصا لما يعرف ملابسات طلاقكم واللى حصل بعده

وعلى فكرة اتجوز فاطمة او ما اتجوزهاش بناتك فى رعايتى من يوم مارجعوا مصر ، انا كمان عندى بنت ، ويعلم ربنا انى بعاملهم التلاتة زى بعض وليهم كلهم نفس المعزة 

انا قلت اقوللك يامحمد عشان تبقى كل حاجة من الاول بمعرفتك وبرضاك ، على الاقل فاطمة تنسالك الكلام اللى قلته قبل كده

محمد سكت وماردش لكن ناصر قال له : على فكرة يامحمد ، انا متاكد اصلا من دلوقتى انك حتى لو عرضت على مراتك ان بناتك يروحوا يعيشوا معاكم ، مراتك مش هتوافق

قصر علينا الطريق يامحمد وبلاش تكسر بناتك اكتر من كده ، وحاول تحبهم وتحبلهم الخير

محمد : وهو فى حد فى الدنيا دى ممكن يكون مابيحبش ولاده ياناصر

ناصر : الحب انك تهتم بيهم وبمصلحتهم وراحتهم يامحمد ، خلى حتى ولادك يفتكروك بالخير

محمد اتنهد وقال : ماشى ، لو فاطمة وافقت هى حرة وبناتى امانة فى رقبتك ياناصر

ناصر : اختى وولاد اختى فى عينى طول مانا على وش الارض

محمد : مع السلامة وقفل المكالمة

عبد الرحمن نفخ جامد وقال : البنى ادم ده ايه اللى حصل له 

ناصر بزعل : احيانا الفلوس بتبقى نقمة مش نعمة ياعبده

عبد الرحمن : يقوم يبيع الدنيا باللى فيها بالشكل ده ، ده بنى ادم مش طبيعى ، ده انا قلت هيكسر الدنيا وهيصمم انه يبجى يردها ويصالحها هى وبناته

ناصر بدهشة : هو انت كنت بتضحك عليه فى موضوع الجواز ده

عبد الرحمن : لا طبعا ، بس ماكنتش فاكره هيسلم بسهولة كده

ناصر : ايوة ياعبد الرحمن ، بس انت وفاطمة ايه اللى يجبركم تاخدوا خطوة زى دى

عبد الرحمن : اسمع ياناصر ، الكلام اللى هقولهولك ده بينى وبينك مش عاوزه يطلع لمخلوق حتى عزة 

ناصر : انا سامعك ، قول

عبد الرحمن : انا اما نزلت الصبح سمعت همز ولمز من اتنين ستات كانوا واقفين عند المحل ، بس انا ما اخدتش الكلام عليا ولا فهمت الا لما عرفت الكلام االى شروق وصلته لمحمد ، فده معناه انها فعلا ابتدت تلعب ، فاحنا لازم على الاقل نعلن خطوبتنا النهاردة او بكرة بالكتير عشان نقص لسانها ولسان ديولها اللى عرفت تنشرهم فى الحتة ، ده اولا ، ثانيا بقى انا لو لفيت الارض كلها على كعوبى مش هلاقى واحدة زى بطة تصوننى وتصون بنتى ، وخصوصا كمان ان قمر اتعلقت بيها جدا وكمان فاطمة مش هتلاقى اللى يصونها هى وبناتها ويخاف عليهم وعلى مصالحهم زيى ، ثالثا واخيرا ، ان ده هيبقى قلم العمر لشروق ويخليها تبعد عنى بقى وتلم تعابينها 

ناصر : ايوة ، بس انت ناسى ان فاطمة ممكن ترفض الكلام ده

عبد الرحمن : دى اكيد هترفض مش ممكن بس 

ناصر : وبعدين 

عبد الرحمن : سيبلى انا فاطمة .. اناهعرف ازاى اقنعها ، انت بس عليك تفاتحها انت وعزة وامى فى الموضوع وسيب الاقناع عليا

فى شقة فتحية ، رجع عبد الرحمن وناصر ، ولما فتحوا الباب لقوا عزة وفتحية وفاطمة قاعدين فى الصالة ، وفاطمة لسه بتعيط والحزن مخيم على الكل ، فعبد الرحمن غمز لناصر ، وسابهم وراح على اوضته  

ناصر قعد جنب اخته واخدها فى حضنه فابتدت تعيط بصوت عالى فى حضن اخوها وهو بيطبطب عليها وبيحاول يهديها فقال لها : خلاص يافاطمة اهدى باحبيبتى ، ماحصلش حاجة لكل ده

فاطمة من بين عياطها : هيحصل ايه اكتر من انى هتحرم من ولادى باناصر

ناصر : ماحدش يستجرى يهوب ناحية ولادك ، هو اخوكى واللا ابن عمك قليلين يابت واللا ايه

فاطمة : وانتو ايه بس اللى فى ايدكم تعملوه

ناصر : احنا عملنا خلاص ، هو احنا لسه هنعمل

فاطمة اتعدلت ومسحت دموعها بايدها وهى بتبص له بلهفة وقالتله : عملتوا ايه ياناصر، طمن قلبى الهى يطمن قلبك

ناصر بابتسامة : كلمنا محمد وفهمناه ان كل الكلام ده مالوش اى اساس من الصحة وهو اقتنع وخاص

فاطمة بلهفة : بجد ياناصر ، احلف

ناصر بتريقة : احلف على ايه بابت ، انتى هبلة ، بقوللك خلاص الحدوتة خلصت لحد كده

فاطمة وهى رافعة ايدها للسما : احمدك يارب واشكر فضلك ، دايما ساترنى وواقف معايا

ناصر بترقب : بس فى حدوتة تانية عاوز اخد رايك فيها

فاطمة بفضول وخوف : فيه ايه تانى

ناصر بضحك : خير .. ماتخافيش كده

فاطمة : طب قول 

ناصر بتأنى : عبد الرحمن فاتحنى فى موضوع يخصك انتى وهو

فاطمة : لو محرج منى ، انا خلاص قررت فعلا انى اسيب الشقة

ناصر : استهدى بالله كده واصبرى على رزقك عشان تفهمى

فاطمة : طب ماتتكلم على طول وتقول فى ايه

ناصر : عبد الرحمن طلب ايدك منى وانا وافقت

 وفى لحظة كانت فتحية وعزة بيزغردوا بعلو حسهم ، فعبد الرحمن خرج من اوضته وهو معتقد ان فاطمة وافقت ، ولما بصلها لقاها قاعدة مسهمة وعاقدة حواجبها فلما بص لناصر ، ناصر قال لفاطمة : ايه يابت انتى مالك تنحتى كده ليه

فاطمة بصتله باستغراب وقالتله : انتو بتهرجوا ، انتو عاوزين تثبتوا كلام شروق علينا ، انا مش موافقة على الكلام الفارغ ده

عبد الرحمن بص لفاطمة وقاللها بزعل : بقى جوازك منى كلام فارغ برضة يافاطمة

فاطمة بسرعة : ماتزعلش منى ياعبده انا ما اقصدش كده ، لكن ازاى ، الناس هتقول علينا ايه

عبد الرحمن بص لعزة وقاللها : خدى جوزك وروحوا ياعزة عشان ولادك زمانهم راجعين من المدرسة 

عزة بشهقة وهى بتبص على الساعة : ياخبر ده انا كنت ناسياهم ، ياللا ياناصر 

ناصر باس راس اخته وقاللها : هوصل وزة وارجعلك 

عبد الرحمن : لا ماترجعش ، انا هبقى اكلمك

ناصر بتفهم : ماشى .. سلام

بعد مامشيوا وقفلوا الباب عبد الرحمن قال لفتحية : ممكن تعمليلنا كوبايتين شاى بالنعناع حلوين كده من ايديكى وعلى مهلك وتجيبيهملنا البلكونة

فتحية ضحكت وقالت وهى راحة ناحية المطبخ : حاضر يابنى من عينى

عبد الرحمن شاور لفاطمة على البلكونة وقاللها : تعالى نقعد عشان افهمك

فاطمة راحت قعدت وهى ساكتة لحد ماهو راح قعد وابتدى يتكلم وقال : اسمعينى كويس يافاطمة ، انا لو لقيت الدنيا دى على كعوب رجليا مش هلاقى واحدة زيك تصوننى وتصون بيتى وبنتى ولا انتى هتلاقى اللى يصونك ويصون بناتك زيى ، يمكن ماكناش حاطين الحكاية دى من اصله فى دماغنا ، لكن اللى عملته شروق خلانى بصيت للموضوع بصة تانية ، ومش هخبى عليكى ، شروق طول مانا وانتى مش مع بعض مش هتيأس ، واللى فشلت تعمله مع محمد هتحاول تعمله مع الجيران وفى الحتة ويمكن كمان مدرسة العيال ، ولو فاكرة ان مشيانك من الشقة هو الحل تبقى غلطانة ، لانها ممكن بكل بساطة تقول انى رميتك بعد مازهقت منك ، او اننا شفنالنا مكان بعيد عن العيون لما الناس ابتدت تاخد بالها

فاطمة كانت مبرقة عينها بدهشة شديدة وهى بتسمعله ، بس هو ماعلقش وكمل وقال : وانا بلغت محمد وهو مامانعش ، عشان لو مفكرة انه ممكن ياخد منك البنات اما نتجوز

جوازنا من بعض هيصونك وهيصوننى وهيصون ولادنا ، وهيتربوا وسطينا وهبقى لهم كلهم اب وانتى هتبقى لهم كلهم ام بس بطريقة شرعية تحفظنا كلنا وتبعد عننا المشاكل 

انا قلتلك على اللى فى ضميرى كله وهسيبك تفكرى ، بس مش كتير قدامك لبكرة الصبح تقوليلى رايك ، لانى عاوز احبط لشروق مخطاطاتها من قبل ماتبتدى ، وانا متاكد انى لما هنزل كمان شوية هتسأل على سبب الزغاريد اللى سمعوها، واللى لازم تعرفيه انى هقوللهم انى اتقدمتلك ومستنى موافقتك 

عبد الرحمن خلص كلامه وقام وقف وخرج من البلكونة وراح ناحية باب الشقة وبعدين قال بصوت عالى : العيال زمانهم راجعين من المدرسة يابطة ، حضرولهم الغدا واتغدوا انتو ، انا هشوفك الصبح بقى ان شاء الله

فاطمة كانت بصاله باستغراب شديد جدا بعدين قالت وهى بتكلم روحها : انا اتجوز تانى ، ومن مين … عبد الرحمن ، طب ازاى

5

العوض

الفصل الخامس

فتحية عملت الشاى ودخلت البلكونة لقت فاطمة قاعدة مسهمة وعبد الرحمن مش معاها فحطت من ايدها الشاى وقالت وهى بتقعد قصاد فاطمة : اومال عبده فين ، مش قاللى اعمليلنا شاى

فاطمة وهى على وضعها : مش عارفة ، نزل وقاللى اتغدوا انتو 

فتحية بفضول : وانتى قلتى ايه

فاطمة بصتلها وقالت بتساؤل : قلت ايه فى ايه

فتحية بلهفة : فى جوازك انتى وعبد الرحمن

فاطمة : جواز ايه بس اللى بتتكلموا عليه ده ، هو فى واحدة بتتجوز اخوها ، طول عمرى انا وعبد الرحمن اخوات ، ده لما كان محمد يغير عليا منه كنت اقول له ده اخويا ، يبقى ازاى 

فتحية بغيظ : بس ماهواش اخوكى ، يبقى ايه المانع بقى

فاطمة اكنها بتكلم روحها : منك لله يا شروق ، منك لله  انتى السبب فى اللى احنا فيه ده دلوقتى ، منك لله

فتحية بذهول  : انتى بتندبى حظك يابت عشان عبده اتقدملك

فاطمة بانتباه : والله ابدا يامراة عمى مش كده ، ولا عشت ولاكنت لو كان ده قصدى ، بس انا …

فتحية بزعل : انتى ايه يابطة ، ياللى ليا فيكى اكتر من امك وابوكى الله يرحمهم

فاطمة قامت قعدت جنب فتحية وباست راسها وقالتلها : وعشان ليكى فيا اكتر من الكل المفروض تبقى فاهمانى برضة اكتر من الكل

فتحية بزعل  : ماانتى مش عاوزة نفهمينى حكايتك ايه بالظبط

فاطمة : ولا حكاية ولا رواية ، انا اصلا مش حاطة موال الجواز ده فى دماغى من اصله ، مش عاوزة وهظلم عبده معايا فى المشوار ده

فتحية : وهو حد قاللك انك هتباتى فى حضنه ، ما الكل عارف ان القصة مش هتبقى سهلة ولا عليكى ولا عليه

فاطمة باستغراب : اللى يشوفك انتى وعزة وانتو بتزغردوا والفرحة مش سايعاكم مايسمعكيش وانتى بتتكلمى دلوقتى ، انا مش فاهماكى الصراحة

فتحية بتنهيدة : افهمك ياضنايا ، ويارب تفهمى وماتنشفيش ريقى معاكى ، عبد الرحمن من ساعة ماطلق المدعوقة اياها وهو قافل بابه عليه ورافض تماما انه يتجوز تانى ، ريقى نشف معاه ، لكن هو رافض على طول ومابيطيقش حد يجيبله سيرة الموضوع ده ، وعشان كده فرحت انه طلبك للجواز 

فاطمة : بس ده طلبنى للجواز عشان يقفل بق الناس وكلامهم اللى طلعته شروق

فتحية : ولو ، حتى لو كان ، وهو انا كان ممكن الاقيله احسن منك ، طب ايه قولك بقى ، ان من يوم طلاقك وانا بتمناكى لعبده ، بس طبعا ماكنتش اقدر افتح بقى ولا معاكى ولا معاه

فاطمة بقلة حيلة: هظلمه ، هظلمه يامراة عمى

فتحية بفضول : هو انتى لسه بتحبى محمد

فاطمة سكتت شوية وهى باصة فى الارض ، وبعدين قالت : لا يامراة عمى ، القلم اللى محمد اداهولى ماسابش جوايا من ناحيته غير القهر والوجع ، لكن ابقى كدابة لو قلت انى مابفتكرهوش 

فتحية : بتفتكريه عشان مافيش غيره 

فاطمة : تقصدى ايه

فتحية : يعنى طول مانتى مافيش راجل فى حياتك هتفضلى تفتكريه حتى لو بقى عندك سبعين سنة ، اسالينى انا ، لما استشهد جوزى الاولانى فى الحرب ، كنت فاكرة انى هعيش على ذكراه طول عمرى ، ولما عمك اتقدملى كنت هتجنن وعمرى مافكرت ان راجل تانى ينام على فرشتى 

لكن ابو عبده الله يرحمه كان فاهم ده وحاسس بيه ، وعذرنى وصبر عليا ، لحد مالقيت نفسى بين يوم وليلة مراته وام عياله واتمنى له الرضا يرضى ، ومابقاش فى قلبى ولا حياتى غيره

لدرجة ان الكل نسى انى كنت على ذمة راجل تانى فى يوم من الايام ، صدقينى يابنتى ، هى الدنيا كده 

فاطمة بصت لمراة عمها وهى بتفكر فى كلامها ، وبعدين قامت وراحت ناحية المطبخ وهى بتقول : انا هحضر الغدا ، العيال زمانهم راجعين من المدرسة

عبد الرحمن لما نزل من البيت سألوه فى الشارع عن صوت الزغاريد ، فقاللهم انه خطب فاطمة ومستنى ردها 

لكن قاللهم كمان ان الخطوبة والجواز فى اسرع وقت بعد ما فاطمة تبلغهم ردها 

عبد الرحمن من جواه كان عارف ان ده اسلم حل ، لانه كان عارف ان شروق مش هتسكت ولانه حس انها بتضرب تحت الحزام ، وكان خايف جدا على سمعة فاطمة وبناتها ، ومن ساعة ماعرف اللى قالته لمحمد وهو كان هيتجنن ومتغاظ جدا من اللى حصل

لكن فى نفس الوقت كان محرج يقول لفاطمة انه مش ناوى يخلى جوازهم بجد ، اتكسف يقولهالها ، وخاف من رد فعلها ، رغم انه عارف انها رافضة الفكرة من الاساس ، لكن عارف ومتاكد ان مهما ان كان الموضوع ده اكيد بيجرح كرامة الست جدا لو جه من الراجل مش منها ، وبقى عنده احساس انها فى حالة موافقتها على جوازهم هتطلب منه ده ، ومجهز نفسه للرد 

اليوم عدى على فاطمة وهى دماغها مافيهاش غير الكلام اللى دار بينها وبين عبد الرحمن والكلام اللى دار بينها وبين مراة عمها

عبد الرحمن روح على النوم ، وكان متعمد انه حتى مايلاقيش مامته صاحية ،ماكانش عاوز يتكلم معاها قبل مايسمع رد فاطمة ، وبقى حاسس انه مش قادر يتخيل الوضع هيبقى عامل ازاى بعد كده ، بس فى الاخر رمى حموله على ربنا وهو بيدعى انه ييسرلهم حالهم ونام

تانى يوم الصبح صحى على خبط على الباب ، كان صحى من قبلها وصلى وغير هدومه ، راح فتح ، لقى قمر لابسة لبس المدرسة وجاهزة على النزول ، سلمت عليه وباسته وقالتله : هو انت هتيجى ورايا المدرسة زى امبارح

عبد الرحمن : هو انتى عاوزانى اجى تانى

قمر : ااه ، وكمان تيجى تاخدنا ، مش عاوزة اركب الباص تانى

عبد الرحمن : طب ليه بقى ، ما انتى عارفة انى مش فاضى 

قمر : بصراحة 

عبد الرحمن : طبعا بصراحة ، فى ايه ، قولى

قمر بحزن : انا خايفه

عبد الرحمن وطى على قمر اخدها فى حضنه وقاللها : خايفة من ايه ياحبيبتى

قمر : مش عارفة ، بس امبارح وانا خارجة من المدرسة ، كان فى ناس وحشين عند الباص

عبد الرحمن بفضول : ناس وحشين عملوا ايه يعنى

قمر : مش عارفة ، بس كانوا واقفين عمالين يزعقوا مع مس ندا المشرفة وكان فى واحد عمال يبصلى ويبرقلى ، بس مستر ايمن جه طلعنا كلنا الباص وقفل علينا الباب وبعدين اتكلم معاهم ومشاهم ، وبعد ما مشيوا من قدام الباص ، شفتهم راحوا ركبوا عربية مع ….

عبد الرحمن : مع مين 

قمر وهى بتبص فى الارض : مع ماما الحقيقية ، بس انا مش عاوزاها هى يا بابا ، انا عاوزة ماما فاطمة 

عبد الرحمن سهم شوية وبعدين قاللها : طب خلاص ، انا هوديكم وهاجى اجيبكم كمان

قمر سقفت باديها وقالتله : ماشى

عبد الرحمن وهو بيتعدل لمح فاطمة واقفة على الباب فقاللها : صباح الخير يابطة 

فاطمة : صباح الخير ياعبده ، انا بقول مش لازم تنزلها المدرسة اليومين دول 

عبد الرحمن بحزم : لا هينزلوا كلهم ، بس مافيش باص ، انا هوديهم واجيبهم 

فاطمة بقلق : طب ماتسيبها النهاردة على ماتشوف اصل الحوار اللى بتحكى عليه ده

عبد الرحمن بهدوء : ماتقلقيش ، اندهى للبنات ياللا

فاطمة ندهت على بناتها وقالتلهم : ياللا هتروحوا مع عمو عبده فى عربيته وهيرجع ياخدكم وقت المرواح ، وخدوا بالكم من قمر 

بسمة : حاضر ياماما

نسمة : طب والباص 

عبد الرحمن : ياللا بس ننزل وماما هتكلم المشرفة تقوللها

وبعد كده وجه كلامه لفاطمة وقاللها : قوليلها الوضع ده لمدة اسبوع ، وبعد كده نشوف الدنيا هترسى على ايه

عبد الرحمن اخد البنات ونزل وصلهم لغاية المدرسة ، وبعد كده راح لبيت مامة شروق ، وقعد يرن الجرس لغاية ماشروق فتحتله الباب ، عبد الرحمن زقها على جوة وقفل الباب 

شروق كانت لسه مش مصحصحة بس اتخضت من اللى حصل فقالتله بخوف : فى ايه ياعبد الرحمن

عبد الرحمن بغضب : فى انك زودتبها اوى ياشروق ، وانا لوكنت ساكت ، فانا ساكت بمزاجى ومش عاوز اعمل معاكى مشاكل عشان خاطر بنتك ، والعشرة القديمة ، لكن الظاهر ان سكوتى عليكى طمعك فيا بزيادة

شروق : وانا عملت ايه بس لكل ده 

عبد الرحمن بفضول : ممكن اعرف استفدتى ايه لما كلمتى طليق فاطمة قولتيله الكلام الفارغ اللى قولتيهوله ده

شروق بلجلجة : وانا مالى ومال جوزها ده ، مين قاللك الكلام الفارغ ده

عبد الرحمن مسك شروق من دراعها جامد وقاللها بتوعد : لا ، هنبتديها كدب من الاول ، هتشوفى قدامك واحد عمرك ماشفتيه قبل كده ، محمد حكى على الكلام الفارغ اللى انتى قلتيه بالحرف الواحد ، هتستفيدى ايه فهمينى

شروق بخوف : حبيت اوريك الام لما بتبعد عن ولادها بيحصللها ايه

عبد الرحمن بغضب : تقومى تسوأى سمعتها وسمعتى معاها ، انتى اتهبلتى ، خلاص .. مابقاش فارق معاكى صح من غلط ولا حلال من حرام ، ورايحة تحرقى قلبها كمان

انتى اللى اختارتى تسافرى وتسيبى بنتك ، ماحدش حرمك منها ، انتى اللى حرمتى نفسك بانانيتك ومشيك ورا كلام امك

شروق بترجى : واهى ماتت وسابتنى لوحدى ، ورجعتلك وبقولك انى ماعدليش حد ، ليه مش عاوز تفهم

عبد الرحمن بجنون : افهم ايه ، انتى فاكرة انى ممكن اامنلك لحظة واحدة تانية ، عملتى ايه عشان تخلينى اثق فيك ، بتحومى حوالين مدرسة بنتك زى الحرامية ومأجرالى اللى يخطفوها وعاوزانى اامنلك

شروق وهى بتهز راسها يمين وشمال : لا ما حصلش

عبد الرحمن بسخرية : لا حصل ياهانم وتخيلى بقى مين اللى شافك انتى وعصابتك وجه بلغنى

شروق وهى بتبصله بتركيز : مين

عبد الرحمن بتشفى : بنتك 

شروق بشهقة : لا ، لا

عبد الرحمن بتشفى : وخافت منك اكتر ورفضتك اكتر ، ها .. عاوزة ايه تانى

شروق وهى بتبلع ريقها : عاوزة ارجع اعيش معاكم

عبد الرحمن بحزم : انسى ياشروق ، انسى ، وماتخلينيش اتعامل معاكى باسلوبك

شروق : مش فاهمة

عبد الرحمن  بغيظ : يعنى انتى لما حاولتى تلاعبينى ، مالاعبتينيش بشرف ياشروق ، فماتخلينيش اعاملك بالمثل

عبد الرحمن راح ناحية الباب وفتحه وقبل مايخرج قاللها : لو اضطريتينى ارجعلك تانى ، هتندمى

شروق جريت عليه وقالتله : ياعبد الرحمن انا لسه بحبك وعارفة ان عمرك ماحبيت غيرى ، تعالى نبتدى من جديد واوعدك انك هتلاقينى دايما زى مابتتمنى 

عبد الرحمن بصلها بقرف وقاللها : وانا بتمنى انى ماشوفكيش تانى ابدا ، لكن للاسف بنتك رابطة بيننا ، وعشان انا ابن اصول وعارف الحلال من الحرام مش هحرمك منها ، وبيتى مفتوحلك تيجى تشوفيها وتقعدى معاها زى مانتى عاوزة ، لكن بالادب والاصول ، اكتر من كده ، مالكيش عندى حاجة ، ولو حاولتى تقربى من مدرستها تانى انتى او الحلوين اللى كانوا معاكى امبارح واللى اتصوروا بكاميرات المدرسة ، هحبسك انتى وهم ، فياريت ماتضطرنيش لكده

عبد الرحمن سابها ورجع على البيت طلع عند مامته ، لقاها قاعدة مع فاطمة بيفطروا ، فقال بمرح : ايه الخيانة دى ، فطرتوا لوحدكم من غيرى

فاطمة : انت اتاخرت اوى ، فقلت اكل لقمة وانزل اشوف المعمل واشوفهم عندك فى المحل فتحوا واللا لسه

عبد الرحمن وهو بيبتدى ياكل : فتحوا الحمدلله من بدرى ، وعندك برضة فى المعمل ابتدوا يخرجوا الشغل ويوزعوه

فاطمة : ماشى ، هشرب الشاى وانزللهم

عبد الرحمن : هننزل سوا يا بطة ، بس اما نتكلم الاول

فاطمة مابقتش عارفة تبصله ، وبقت عماله تبص للاكل شوية ولمراة عمها شوية 

فتحية اما اخدت بالها من ارتباك فاطمة قعدت تضحك جامد وبعدين قامت راحت ناحية المطبخ وهى بتقول : انا هعمل بقى شاى بالنعناع

عبد الرحمن بمرح : وكترى النعناع ياتوحة

فتحية التفتت لابنها بابتسامة صافية وقالتله : تعرف انك ماقلتليش ياتوحة دى .. يمكن من اربع سنين فاتوا

عبد الرحمن : معلش ياتوحة حقك عليا

عبد الرحمن اتنحنح وقال لفاطمة : ها يافاطمة ، قلتى ايه

فاطمة رفعت وشها وبصتله وقالت بتردد وهى بتحاول تخليه يتراجع عن قراره ده : ياعبده احنا طول عمرنا اخوات ، ازاى بس ، فكر فيها كده هتلاقيها ماتركبش

عبد الرحمن : بس ده عشان خاطرك وخاطرى وخاطر البنات

فاطمة : عشان خاطرنا احنا ازاى يعنى مش فاهمة

عبد الرحمن : ما انا فهمتك امبارح القصة ومافيها يافاطمة 

فاطمة : طب وانت ذنبك ايه 

عبد الرحمن بتنهيدة : ذنبى انها كانت مراتى انا ، انا اللى دخلتها حياتنا من البداية

فاطمة : هو انت يعنى كنت تعرف اللى هيحصل ده

عبد الرحمن باسى : ولا عمرى اتخيلته حتى ، كنت فاكر اننا هنعيش فى تبات ونبات ، زى الحواديت ، وابقى حسن الجناينى اللى اتجوز الاميرة وعاشوا فى سعادة لاخر العمر 

عبد الرحمن ضحك بعدها جامد اوى وبعدين بص لفاطمة وقاللها : انتى عارفة احنا عاملين زى ايه

فاطمة : ايه

عبد الرحمن بتريقة : زى المتعوس وخايب الرجا ، نفس الخيبة ونفس الوجع ، والظروف اجبرتنا اننا نحط خيبتنا على خيبة بعض يافاطمة

فاطمة الكلام وجعها لانها افتكرت كل اللى حصل معاها ، وعبد الرحمن لاحظ ده ، فقاللها : سامحينى انا ما اقصدش ازعلك ولا افكرك بحاجة تضايقك ، بس امبارح لما قعدت مع نفسى .. قعدت افتكر حالى وحالك ، و دى النتيجة اللى وصلتلها

فاطمة بتريقة : يعنى قعدت تفكر طول اليوم وطلعت النتيجة فى الاخر اننا متاعيس وخايبين رجا

عبد الرحمن بابتسامة : تنكرى

فاطمة بقلة حيلة : لا مش هنكر ، وبعدين بصت لعبد الرحمن وقالتله : كنت بتحبها

عبد الرحمن بصدق : ياريتنى ماحبيتها يافاطمة

فاطمة اكنها بتعيد اللى حصل معاها وهى بتسأله : اتوجعت

عبد الرحمن : الغدر وحش اوى

فاطمة : ايوة ، وحش اوى

عبد الرحمن بتنهيدة : طب قلتى ايه

فاطمة اكنها كانت نسيت فهزت راسها واتنهدت هى كمان وقالت بكسوف : انا عارفة ان كلامى ده ممكن يضايقك ، بس صدقنى ياعبده انا ….

عبد الرحمن قاطعها وقاللها : اتكلمى على طول يافاطمة

فاطمة وهى بتلعب فى صوابعها : بصراحة مش متخيلة ان فى راجل تانى ممكن انى ….

عبد الرحمن لما لقاها سكتت ومش عارفة تكمل كلام قاللها : ماتقلقيش يافاطمة ، انا مش هلزمك باى حاجة ولا هطلب منك اى حاجة انتى مش عاوزاها ولا مستعدة ليها ، ومين عارف ، مش يمكن ربنا يكون جاعللنا الخير فى ده 

انا عملت امبارح صلاة استخارة ، وحاسس ان ربنا مأيدلنا الخطوة دى 

فاطمة فضلت ساكتة وباصة للارض فعبد الرحمن قاللها وهو بيقوم من مكانه : انا هكلم ناصر وهتفق معاه على كل حاجة 

فاطمة هزت راسها من غير ماتبصله ، فعبد الرحمن رجع قاللها : ماتقلقيش وماتشيليش هم يافاطمة ، سيبيها على الله

فاطمة بهدوء : طول عمرى مسلماله امرى ، لله الامر من قبل ومن بعد

عبد الرحمن بهزار : هو انتى ليه محسسانى انك هتعملى عملية انتحارية ، ماتفردى وشك يابت انتى ، هو انتى تطولى تتجوزى عبد الرحمن فتى احلام بنات المنطقة والمناطق المجاورة

فاطمة ضحكت جامد اوى وقالتله : ده كان زمان وجبر يا اخويا ، خلاص كبرت وعجزت

عبد الرحمن ضحك وقاللها : ده انتى جبتيها من بدرى اوى ، عموما لو كنت عجزت فانتى شرحه ، ده اللى بينى وبينك هم تلات سنين

فاطمة وهى بترفع ايديها الاتنين لفوق : لا يا اخويا ، العجز ده للرجالة بس ، انما الستات مابتكبرش

عبد الرحمن بتريقة : ماشى ياست الكتكوتة ، نبقى نشوف الحكاية دى بعدين

فتحية خرجت على صوت ضحكهم فابتسمت وقالت : ماتضحوكنى معاكم ياعيال 

عبد الرحمن طلع التليفون من جيبه وقال : هضحكك ياتوحة حاضر 

اتصل على ناصر واول مارد عليه قال له : ايوة ياناصر ، هات عزة والعيال وتعالولنا على اخر النهار ، عاوزين نتفق على التفاصيل 

طول ماكان عبد الرحمن بيتكلم كان باصص لفتحبة واول ما خلص كلام قعدت تزغرد كتير اوى لحد ماصوتها ابتدى يروح ، فقعدت تبوس فيهم وتباركلهم ، رغم انها من جواها كانت عارفة ان الجوازة تمثيل فى تمثيل لكن كانت بتدعيلهم من جوة قلبها انهم يولفوا على بعض 

اخر النهار عزة دخلت عليهم برضة بالزغاريد والضحك والهزار ، ناصر دخل اخد فاطمة فى حضنة ، بس لما بصلها لقاها بتتعامل من غير احاسيس 

فقاللها : مالك يابطة ، انتى مش مبسوطة واللا ايه

فاطمة ماحبتش ان الكلام اللى دار بينها وبين عبد الرحمن يوصل لحد فقالت لاخوها وهى بترسم ابتسامة على وشها : ما انت عارف يا ناصر ، الموضوع جه فجأة ، وانا حاسة انى مخطوفة 

ناصر وهو بيضمها لحضنه من تانى : صدقينى يافاطمة ، يوم ماهتبقى على ذمة عبد الرحمن هتبقى اول مرة فى حياتى احس انى متطمن عليكى بجد

فاطمة بصتله باستغراب فقاللها : وانتى مع محمد ، كنتى على طول بعيد ، كنا زى اما نكون اخوات بالاسم ، يادوب التليفونات كل فين وفين ، وماكنتش اعرف عنك حاجة ، رغم انى كنت عارف او كنت فاهم انه بيحبك ، لكن ماكنتش برضة عارف عنك كفاية ، لكن لما رجعتى ، قربنا من بعض تانى زى زمان ، وكنتى جنبى لكن كنت برضة رغم كل ده .. قلقان عليكى وعلى البنات ، لكن وانتى مع عبد الرحمن ، هتبقى جنبى وقدامى وكمان متطمن عليكى ، لانى عارف ان عبد الرحمن راجل بجد ، اللى خلاه راجل مع الاغراب ، مش هيبقى راجل مع اهل بيته

فاطمة : انا عارفة ومتأكدة من الكلام ده يا ناصر ، وعارفة ان عبد الرحمن سيد الرجالة كمان ، بس زى ماقلتلك ، حاسة انى مخطوفة 

ناصر بابتسامة : طبيعى ، ماتقلقيش ، بس ماتسوقيش فيها

فاطمة هزت راسها بالموافقة وسكتت

الولاد لما اتجمعوا كلهم مع بعض ، كانوا بيلعبوا مع بعض وعاملين دوشة ، فعبد الرحمن قال لفاطمة : ماتعزمينى انا وناصر عندك يابطة عشان نعرف نتكلم

عزة باعتراض : ايه ده بقى ، فيها لا اخفيها 

عبد الرحمن : طب لمى عيالك وانا افضل هنا 

عزة ندهت على حسن ويمنى وقمر وقعدتهم قدام التليفزيون وشغلتلهم كارتون وقعدت معاهم بسمة ونسمة ولاد فاطمة ، ورجعت لعبد الرحمن وقالتلهم ادينى سكتتهم كلهم ، احكى

عبد الرحمن بص لناصر وقال له : فاطمة وافقت زى ما قلتلك ، وعاوزين نحدد معاد الفرح

فاطمة بشهقة : فرح ايه ، لا لا لا ، مافيش الكلام ده

عبد الرحمن : اهدى ياحاجة ، وبلاش الرعب اللى ماسكك ده ، احنا هنكتب الكتاب هنا فى البيت ، بس طبعا لازم هنعزم اهل الحتة ، واللا ايه

فاطمة : مانكتب الكتاب وخلاص

ناصر : طب الناس هتعرف ازاى بس ياحبيبتى ، ماهو لازم نعمل حاجة عشان نعرف الناس انك اتجوزتى وبقيتى على ذمة راجل واللا الناس هتخمن كده مع نفسها يعنى

فاطمة : ما احنا ممكن نقول كده وخلاص

فتحية : بس يابت هبل ، لا طبعا لازم نهيص ونعزم الناس

عبد الرحمن : انا عاوزكم بس تحددوا معاد اليوم ده دلوقتى عشان نجهز نفسنا

عزة : العيال هياخدوا الاجازة بعد اسبوعين ، خليها مع اجازتهم

فاطمة بصت على بسمة ونسمة لقت عيونهم معاها ، ومتابعين الحوار  لكن ماكانش باين عليهم انهم متفاجئين ولا زعلانين و ده خلاها استغربت ، لكن بصت لعبد الرحمن وقالت : ايوة ، خليها مع اجازة الولاد ، على الاقل اكون اتكلمت مع البنات ومهدتلهم الموضوع

عبد الرحمن : مالكيش دعوة بالبنات ، انا اتكلمت معاهم وفهمتهم وهم موافقين وفرحانين كمان

فاطمة باستغراب : كلمتهم امتى

عبد الرحمن : وانا بجيبهم من المدرسة ، عرضت عليهم الموضوع وكلهم بلا استثناء رحبوا جدا بالفكرة

فاطمة بصت للبنات لقتهم بيهزولها دماغهم تاكيد على كلام عبد الرحمن 

عبد الرحمن : عموما ، ماشى نخليها بعد اسبوعين ، على ما اقدر ارتب حالى 

فاطمة بتردد : مش لازم اسبوعين اسبوعين يعنى ، ممكن شهر او اتنين

عبد الرحمن قام وقف وسحب معاه ناصر وقال وهم فى طريقم لبرة البيت : ياللا ياناصر عشان نشوف اللى ورانا

بعد مانزلوا عزة ضحكت وقالت : الله يكون فى عونك ياعبده يا اخويا ، شكلك هتتعب اوى مع الدماغ دى

فاطمة مارديتش عليها وفضلت تراقب بناتها وتعبيرات وشهم واللى لاحظت انهم فعلا مرحبين بجوازها من عبد الرحمن ، لكن طبعا كانت خايفة وقلقانة من الوضع بعد كده ومش عارفة الدنيا ممكن تمشى ازاى

عدت الايام بعد كده بطيئة وفاطمة كل مايخلص يوم كل ماقلقها كان بيزيد ، وخصوصا انها اتفاجئت ان عبد الرحمن غير عفش الشقة بالكامل اكنهم بيتجوزوا بجد

فى الوقت ده فاطمة والبنات اقامتهم اتنقلت بالكامل عند فتحية ، وعبد الرحمن كان بيبات عند عزة وناصر ، وطول النهار مابين المحلات وبين متابعته للى بيحصل فى الشقة ، ونبه على فاطمة انها مالهاش دعوة بالشقة وماتدخلهاش لغاية اما هو يسمحلها 

عبد الرحمن فضل طول الفترة دى يوصل البنات المدرسة ويرجعهم  ، لحد اخر يوم فى امتحاناتهم ، قبل مايروح يجيبهم قال لفاطمة انه هياخدهم معاه مشوار وماتقلقش لو اتأخروا 

وقبل المغرب اتفاجئت بيهم راجعين مع عزة وولادها ، وهم شاريين فساتين تعتبر سوارية لكل البنات وبدلة لحسن ، عبد الرحمن ناول شنطة لفتحية فيها فستان سوارية اسود بطرحته واتبقى معاه كيسين كبار فى ايده اداهم لفاطمة وقاللها : الحاجات دى عشانك

وقبل مايكمل كلامه عزة قعدت تزغرد وتسقف وتغنى وكل الولاد عمالين يغنوا ويهيصوا معاها ففاطمة بصتلهم بامتعاض وبصت فى الشنط اللى عبد الرحمن اداهملها واتفاجئت ان فيهم فستان ابيض بمستلزماته وجزمة بيضا 

فقالت بشهقة : والفستان ده بقى مين اللى هيلبسه ان شاء الله

عبد الرحمن بسخرية : انا طبعا ، وماتقلقيش هيبقى حلو عليا

فاطمة بغيظ : انا مش هلبس فساتين افراح

عبد الرحمن اتنهد وقعد بهدوء وقاللها : افرديه وبصى عليه مش هتلاقيه فستان فرح ، فستان سواريه عادى جدا بس ابيض ، ايه مشكلتك

فاطمة باعتراض : وليه ابيض

عبد الرحمن بحزم : لانك هتبقى عروسة يافاطمة ، فطبيعى انك تلبسى فستان مناسب لكده ، ماينفعش الكل يبقى جايب لبس مخصوص لليلة دى وانتى العروسة وماتجيبيش

فاطمة وهى بتوزن الكلام فى دماغها وبتقلب فى الفستان بايدها : بس مش ابيض يا عبد الرحمن 

عزة بتريقة : ايه يابنتى ، هو انتى بقيتى نكدية كده ليه ، ايه .. مابقيتيش تعرفى تفرحى ، ثم انتى مطلقة مش ارملة والارامل بس اللى مابيلبسوش ابيض ، واللا تكونيش مغصوبة على الجوازة وانا ما اعرفش

فاطمة عينها جت فى عين عبد الرحمن وقالت بلجلجة : لا طبعا مغصوبة ايه بس ، انا كل الحكاية حاسة ان الواحد كبر على الكلام ده ، هتكسف

عبد الرحمن قام وقال لفاطمة : اعتبرى انك رايحة فرح حد من صحابك وباس قمر وفتحية ، وبعدين قال لعزة : ياللا ياعزة سلمى على امك عشان نمشى 

عزة : الله ، مش قلت هنتغدى كلنا مع امك

عبد الرحمن فتح الباب وخرج وهو بيقول : لا ، ياللا عشان اوصلكم ، ورايا مشاوير كتير

فتحية بصت لفاطمة بتأنيب وقالتلها : ليه يابنتى كده نكدتى عليه وكسرتى فرحته

فاطمة بدهشة : كسرت فرحته ، لاهو انتو مصدقين روحكم للدرجة دى 

عزة قربت من فاطمة خدتها فى حضنها وهمست لها فى ودنها : يمكن اكون مخمنة او حاسة باللى فيكى ، بس بلاش كل مرة يحاول يعمل حاجة تقومى تطلعى فيه كده قدامنا ، على الاقل ابقى خليها بينك وبينه

وباستها من خدها وقالت لولادها : ياللا ياعيال خدوا حاجتكم وياللا حصلوا خاللكم

فاطمة قعدت والشنط فى حضنها وهى متضايقة وحست ان عبد الرحمن نزل وهو متضايق منها ، وانتبهت على بسمة بنتها بتقول لها : على فكرة ياماما ، احنا كلنا اشترينا حاجتنا فى ساعة ونص ، وباقى الوقت ده كله كان عمو عبد الرحمن بيلف عشان يجيبلك حاجة تعجبك ، والفستان عجبنا كلنا ورجعنا نلف تانى على ماجيبنالك جزمة تعجبك وتليق عليه ، وكنا كلنا فرحانين ومبسوطين ، وقاللنا اننا بعد الغدا هنقعد نوضب عشان الفرح

فتحية : هو انتو ماكلتوش برة يا اولاد : عمو جابلنا كلنا سندوتشات وقاللنا كلوها تصبيرة على ماتاكلوا مع ماما وتيتا

فاطمة بتردد : وهو اكل معاكم 

بسمة : لا ، قال انه هياكل معاكم هنا

فاطمة بصت لفتحية بجنب عينها لقتها بتبصلها بلوم ، فمسكت تليفونها وكلمت عبد الرحمن ، ولما رد عليها قالتله : مشيت من غير مانتغدى ليه

عبد الرحمن : مش جعان ، كلوا انتو بالف هنا 

فاطمة وهى بتبص لفتحية : مراة عمى حلفت ما احنا واكلين من غيرك

عبد الرحمن : خلاص مش هينفع يافاطمة ، كلوا انتو وبكرة ان شاء الله نبقى نفطر سوا

فاطمة بكسوف : معلش ياعبد الرحمن هتعبك وهخليك ترجع تانى دلوقتى حالا لانى عاوزاك ضرورى


استغفر الله العظيم و اتوب اليه 

#العوض

6

العوض

الفصل السادس

عبد الرحمن وصل عزة وولادها البيت ورجع تانى بعد ما فاطمة قالتله انها عاوزاه فى موضوع مهم 

رن الجرس ، راحت بسمة فتحت ، واول ما دخل لقى الغدا جاهز على الترابيزة وكلهم قاعدين مستنيينه ، فاطمة قامت بشبه كسوف وراحت ناحيته وعملت انها بتهزر معاه وشدته لحد ماقعد على الاكل وهى بتقول له : انا مابحبش اللى بيتقمصوا ، ومش هفضل انا لبكرة جعانة عشان خاطرك

عبد الرحمن بجنب عينه : وهتفضلى جعانة ليه ان شاء الله ، شفتينى خدت معايا مفتاح المطبخ

فاطمة بضحك : لا يا اخويا ، امك مش هتبقى مسامحانى وانا باكل وهى عارفة انك ما اكلتش

فتحية بحنان : كل ياحبيبى ياللا بالف هنا

فاطمة بتبرم : شفت ، اهو .. كل ياحبيبى ، قالتلى انا بقى كلى .. ولا عبرتنى ، رغم انها عارفة انى على لقمة القطار بتاع الصبح

فتحية : ااه طبعا ، مش ابنى وعارفة انه حتى مافطرش الصبح 

عبد الرحمن : طب خلاص ياللا كلوا كلكم

قمر : بابا هو الفرح امتى

عبد الرحمن قال وهو باصص لفاطمة بحاجب مرفوع : الفرح بعد بكرة ياقمر

قمر بفرحة : وهنسافر امتى 

عبد الرحمن بصدمة : يافتاااانة

فاطمة باستغراب : سفر ايه ده

بسمة ونسمة ضحكوا جامد وهم مركزين مع تعبيرات وش عبد الرحمن اللى كان بيتوعد لقمر 

فاطمة بصت لفتحية لقتها بتاكل وهى ساكتة بس واضح عليها انها كاتمة الضحك جواها ومش عاوزة تبص لحد فيهم ، ولما لقت ان واضح ان الكل عارف حاجة الا هى ، راحت مدت ايدها فى جيب العباية بتاعتها وطلعت تليفونها واتصلت على عزة وبعد دقيقة قالت: بقى كده برضة كلكم تخبوا عليا حكاية السفر دى

طول ماكانت فاطمة حاطة التليفون على ودنها وبتتكلم كان عبد الرحمن عمال يزعق بصوت عالى ويقول : بتضحك عليكى ياعزة وبتوقعك ، اوعى تقولى حاجة 

فاطمة كانت بتضحك من غير صوت وعمالة تلاعب حواجبها لعبد الرحمن وتغيظ فيه وهى بتهز راسها لفوق وتحت وبعد شوية قالت وهى بتضحك بصوت عالى : نشكركم على حسن تعاونك يا زوزو ، روحى اكلى عيالك اجرى ، وشالت التليفون فى جيبها تانى

عبد الرحمن مسك شعر قمر بهزار وقال : بعد كده الواحد مايأمنكيش على سر ابدا

فاطمة ضمت قمر اللى كانت قاعدة جنبها وباستها جامد وقالت وهى بتبص لبناتها بغيظ : البنت الشاطرة ماتخبيش حاجة عن مامتها 

كملوا اكلهم وهم بيهزروا ويضحكوا ، وبعد ما خلصوا اكل ، وابتدوا يشربوا الشاى فاطمة بصت لعبد الرحمن وقالت بلجلجة : الفستان حلو اوى ياعبده ، تسلم ايدك

عبد الرحمن ابتسم وقاللها : وهيبقى احلى عليكى 

فاطمة بخبث : وكنتوا ناويين تخبوا عليا موضوع السفر ده لامتى

عبد الرحمن بابتسامة : الصراحة هى فكرة مراة عمك

فاطمة بصت لفتحية بدهشة لقتها ضحكت وقالت : انا قلت نهيصلنا يومين زى بقية الخلق 

عبد الرحمن : كنا بنتكلم انا و ماما وفجأة لقينا البنات اشتركوا فى الكلام وعزة كمان فقلنا نعملها فسحة حلوة لينا كلنا واهو العيال تنبسط بالاجازة 

فاطمة : ايوة بس الجو

عبد الرحمن : لا ماتقلقيش الجو اليومين دول فى العريش بيبقى تحفة

فاطمة بدهشة : العريش

عبد الرحمن : هى مش عزة قالتلك

فاطمة ضحكت جامد وقالتله : عزة تليفونها كان مقفول

عبد الرحمن ضحك جامد وقاللها : احنا فينا من شغل المباحث ده من اولها

فاطمة وهى لسه بتضحك : والله ان كان عاجبك ، ولو مش عاجبك اوزن برة

عبد الرحمن قام وقف وهو بيحط كوباية الشاى وقال : نبقى نشوف موضوع الميزان ده بعدين ، انا همشى بقى احسن هموت وانام

فتحية : بعد الشر عليك يابنى 

فاطمة : طب ماتروح تنام فى الشقة التانية طالما تعبان كده

فتحية : ايوة يابنى ، ماتسوقش وانت تعبان كده

عبد الرحمن : بس ماكنتش عاوز ابهدل حاجة فى الشقة قبل الفرح

فاطمة بتريقة : روح نام ياعبده ، واللى تبهدله ابقى روقه تانى

عبد الرحمن : طب هاتيلى بيجامة من جوة يا ماما ، انا فعلا مش قادر اروح فى حتة

……………

تانى يوم الصبح ، عبد الرحمن صحى بدرى جدا لانه نام بدرى ، فلبس ونزل اشترى فطار ورجع صحاهم كلهم وقعدوا فطروا سوى ، وبعدين قال لفاطمة : فى بنتين هيجولكم بكرة بعد الضهر يلبسوكم ويظبطوا البنات

فاطمة : وهيظبطوا ايه فى البنات بقى ان شاء الله

قمر : انا عاوزة اقص شعرى واحط مكياج

بسمة : وانا ونسمة كمان يا ماما لو سمحتى

فتحية : وانا 

فاطمة بضحك : وانتى هتعملى ايه انتى كمان يا حجوجة

فتحية : ياختى اتوكسى ، انا بسأله على البنات اللى طلبتهم

عبد الرحمن : خمس بنات شطار جدا هيبقوا عندك كمان ساعة زمن ، ولو عاوزاهم يباتوا معاكى هيباتوا ، انا متفق مع اهاليهم على كده

فاطمة : بنات ايه دول يامراة عمى

فتحية : هيساعدونى فى تحضير الاكل يابطة

فاطمة : ياجدعان ماتوسعوش الليلة اوى كده

عبد الرحمن : خليكى فى حالك انتى ، واعملى حسابك انى عاوز منك ٣٠٠ علبة رز بلبن يبقوا جاهزين بكرة الصبح ان شاء الله

فتحية باعتراض : انت هتنزلها المعمل بكرة ياعبده

عبد الرحمن : لا طبعا ، هى هتنزل تحضرهم دلوقتى ويتشالوا فى التلاجات لبكرة 

فاطمة : و دول ليه كمان

عبد الرحمن : دول هنطلعهم لله ، وهنوزع منهم على حبايبنا

فاطمة بابتسامة : لأ ، طالما طالعين لله ، يبقى هعمل ٥٠٠ مش ٣٠٠

عبد الرحمن : انتى ومقدرتك بقى 

تانى يوم البيت كان مليان ناس ، معظمهم كانوا جايين لفتحية وفاطمة يجاملوا ويساعدوا ، وشوية كانوا جايين يتفرجوا ويعرفوا الدنيا فيها ايه ، لكن الجو العام كان مليان زغاريد واغانى وفرحة ، والضحكة كانت مالية الوشوش 

فاطمة فى الاول كانت متتاخدة ومكسوفة ، لكن شوية بشوية اندمجت مع الجو والضحكة مافارقتش وشها ، وبناتها حواليها كانوا مبسوطين جدا والكل كان ملاحظ ان بسمة ونسمة مابيسيبوش قمر من ايدهم ابدا ، ولما كان حد من الجيران يندهلها عشان يسلم عليها ، كانت لازم يبقى معاها البنتين وهم ماسكينها من ايديها الاتنين ، واللى ماحدش يعرفه ان عبد الرحمن هو اللى كان موصى البنات بكده ، وهم التزموا بكلامه حرفيا

لحد ماجه عبد الرحمن واللى الكل اتفاجئ انه طالع البيت بزفة جميلة جدا من ناصر وشباب الحى ، ولما دخل الكل هناه وباركله ، وراح ناصرسلم على فاطمة واخدها بالحضن وباركلها وكمان عبد الرحمن اللى اتفاجئت بيه وبوسامته الشديدة جدا ، كان لابس بدلة شيك جدا وقميص من غير كرافتة وسايب زراير القميص الفوقانية مفتوحة ، و موضب شعره ، شكله اكنه صغر عشر سنين ، ولقت معظم الجيران عمالين يهزروا معاه ويعاكسوه وهم بيعلقوا على وسامته

المأذون وصل ، وكتبوا الكتاب ، وبعد كتب الكتاب الكل ابتدى يهنى ويبارك وعبد الرحمن وطى على راس فاطمة باسها وبعد كده اندمج مع عزة وفتحية وهم بيقدموا الاكل والضيافة للمعازيم وشوية وراح قعد جنب فاطمة وهو بيقوللها بابتسامة : الفستان هياكل منك حتة يابطوط

فاطمة بضحك : وانت ايه الشياكة دى كلها ، اكنك عريس بحق وحقيقى 

عبد الرحمن وهو كمان بيضحك : لا وانتى ماشاءالله عليكى برضة تحسيكى عروسة كده مالية مركزك

فاطمة بهمس : طب ايه ، هم الناس ناويين يباتوا هنا واللا ايه

عبد الرحمن بتريقة : يابت سيبيهم يبلعوا اللقمة اللى كلوها

فاطمة : ضهرى وجعنى من التصليبة اللى متصلباها دى ، وبصراحة عاوزة 

آكل ، جعانة 

عبد الرحمن بضحك : خلاص هانت كلها نصاية ، وراح مطلع من جيبة بمبوناية ادهالها وهو بيقول : خدى دى تصبيرة

فاطمة ضحكت واخدتها كلتها ، وفعلا شوية والناس ابتدت تمشى وفى خلال ساعة كانت الشقة فضيت عليهم هم والبنات اللى بيساعدوا عزة وفتحية واللى قفلوا باب الشقة ورا الناس اللى مشيت وابتدوا يوضبوا فى المكان اللى رجع زى ماكان فى اقل من ساعة زمن 

عبد الرحمن حاسب البنات وبعد مامشيوا قال لفتحية وعزة : خلوا العيال يغيروا هدومهم عشان ناكل لنا لقمة احنا كمان

فاطمة : انا كمان هدخل اغير واجى

عبد الرحمن : لا انتى ماتغيريش ، هتاكلى كده

فاطمة باعتراض : واشمعنى بقى ، انا كمان عاوزة اقعد اكل براحتى

عبد الرحمن : معلش عشان خاطرى اصبرى بس شوية ، ويمكن تفهمى

فاطمة بامتعاض : كمان يمكن افهم مش اكيد ، ماشى اما اشوف اخرتها

وفعلا قعدوا كلهم اكلوا بعد ما الولاد غيروا هدومهم ويادوب بيبتدوا يخلصوا اكل سمعوا جرس الباب بيرن على الشقة التانية ففاطمة قالت : ده فى حد بيخبط على الشقة التانية

عبد الرحمن بابتسامة جانبية : سيبى اللى يخبط يخبط

فتحية : طب مش نشوف مين يابنى

عبد الرحمن بهدوء : اللى عاوزنا هيلاقينا ياماما

ومافيش ثوانى وسمعوا خبط جامد على باب فتحية فعبد الرحمن ضحك وقام يفتح وهو بيقول : مش قلتلكم اللى عاوزنا هيلاقينا ، ولما فتح الباب لقى شروق قدامه ووشها مليان غيظ ، زقته من كتفه و دخلت وهى بتبص لفاطمة بغل وقالت : مبروك ياعروسة ، اول مرة كنت فاهمة غلط ، لكن دلوقتى ، خلاص خدتيه واتجوزتيه ياخطافة الرجالة 

عبد الرحمن شد شروق من ايدها بعنف وقاللها بغضب مكتوم : حسك عينك رجلك تخطى عتبة البيت ده مرة تانية وانتى ناوية على مشاكل ، وحسك عينك لسانك يطول على فاطمة او اى حد فى البيت ده ، انتى فاهمة

شروق بعتاب وغيونها مليانة ضيق وهى عماله تتفرج على شكله وبدلته وشعره : اتجوزتها عليا ياعبد الرحمن

عبد الرحمن بزهق : انتى مجنونة ، هو انتى على ذمتى اصلا عشان اتجوزعليكى ، فوقى بقى ، انا قلتلك قبل كده انى عمرى ماهبصلك مرة تانية

شروق بدموع : بس انا مابقاليش غيرك ، ده انت طول عمرك مابتتخلاش عن حد ، يوم ماتيجى تعملها ، تقوم تتخلى عنى انا ، عن حب حياتك 

عبد الرحمن بجمود : كنتى ياشروق ، وخلاص الحدوتة خلصت

شروق وهى بتمسكه من دراعه : نسيت اما كنت بتقوللى انى حلم عمرك ، وان عمرك ماحبيت ولا هتحب غيرى ، راح فين حبك ليا

عبد الرحمن وهو بيبص الناحية التانية : ياريت تلمى كرامتك اللى عمالة تبعتريها قدام الكل دى وتمشى بقى ، انتى ماعدلكيش مكان لا هنا ولا فى قلبى

شروق بغل : كداب ، بدليل انك حافظت على شقتنا زى ماهى وماغيرتش فيها حاجة ، ده اكبر دليل انى لسه ساكنة جواك وعمرك ماهتقدر تنسانى ابدا

عبد الرحمن التفتلها وبصلها بتركيز وقاللها : تفتكرى ياشروق

شروق بثقة : انا متأكدة كمان

عبد الرحمن طلع ميدالية مفاتيحه من جيبه وراح ناحية الباب وخرج راح لباب الشقة التانية وهو بيقوللها : طب ماتيجى تتاكدى من كلامك ده

شروق راحت وراه بشك ، واول مافتح الباب ونور النور اتفاجئت ان مافيش حاجة فضلت زى ماهى ، الالوان والعفش حتى النجف ومفاتيح النور ، كل حاجة مختلفة تماما

شروق قالتله وهى بتجز على سنانها : حتى لو غيرت كل حاجة ، لا يمكن هتغير قعدتنا اللى كنا بنقعد فيها سوا 

عبد الرحمن مد ايده ورفع ستارة كشف بيها البلكونة وقاللها : حتى دى شيلتها ، صدقى بقى انك خلاص طلعتى من حياتى كلها ، واعتقد انى حذرتك قبل كده ، ابعدى عن حياتى ياشروق ، احسنلك واحسنلنا كلنا

شروق بصتله بوجع وفجأة سابته وجريت من قدامه وسابته فى الشقة ، عبد الرحمن فضل واقف شوية وبعدين اتنهد واستغفر وطفى الانوار وقفل الشقة ورجعلهم عند مامته تانى ، لقاهم كلهم قاعدين زى ماهم مستنيين يشوفوا ايه اللى هيحصل

فتحية راحت ناحية ابنها طبطبت على كتفه وقالت : ربنا يهديها يابنى 

ولما بص على قمر لقاها مستخبية فى حضن فاطمة فبص لفاطمة لقاها بتبصله وهى زعلانة على قمر ومتضايقة عشانها فقال : هو مافيش ايس كريم واللا ايه

قمر طلعت من حضن فاطمة وبصتله وقالت : انا عاوزة ايس كريم 

فجأة كلهم ضحكوا على قمر فعبد الرحمن قاللهم : خلاص يبقى بكرة واحنا مسافرين نجيب كلنا ايس كريم ، وبعدين بص لفاطمة وقاللها ، ياللا يابطة خدى ولادك كلهم وروحوا على شقتك انا شوية وهحصلكم

فاطمة قامت وقالتله : طب افتحلنا الباب ، انا المفتاح الجديد مش معايا

عبد الرحمن راح فتحلهم ورجع عند مامته تانى ، وقعدوا يرتبوا سوا هيسافروا ازاى والساعة كام ، وكان متفق مع عزة وناصر من قبلها انهم هيفضلوا بايتين مع مامته وبعد نص ساعة سابهم وراح على الشقة التانية … شقة فاطمة 

قبل مايفتح الباب رن الجرس رنة صغيرة وبعدين فتح ودخل ، قمر جت جرى عليه وقالتله : انت هتنام معانا هنا مش كده

عبد الرحمن : ااه ياحبيبتى كده ، وانتى مش ناوية تنامى واللا ايه

قمر : هنام اهوه ، بس كنت بغسل سنانى

عبد الرحمن باسها وقاللها : شاطرة ، ياللا روحى نامى مع اخواتك

بعد ماقمر مشيت ، عبد الرحمن راح خبط على اوضة النوم ففاطمة قالت بصوت واطى : ادخل

عبد الرحمن فتح الباب و دخل وقفل الباب 

فاطمة شبه اتخضت لما لقته عمل كده ، فعبد الرحمن وقف قدامها شوية وهو ساكت وعمال بيبصلها وهى عيونها عمالة تروح يمين وشمال ، وفجأة عبد الرحمن ضحك جامد جدا ، ففاطمة بقت مستغربة جدا من اللى بيحصل ، فعبد الرحمن قاللها : مالك عاملة زى التلميذة الخيبانة اللى ماعملتش الواحب كده

فاطمة بلجلجة : عادى يعنى ، مافيش حاجة

عبد الرحمن وهو بيتفرج على الاوضة : مالاحظتيش حاجة فى الاوضة 

فاطمة وهى بتبص على الاوضة قالت : هو انت صغرت الاوضة ازاى

عبد الرحمن وهو بيضحك : حطيتها فى ماية سخنة

فاطمة بغيظ : ماتتكلم جد شوية 

عبد الرحمن : ما اتفرجتيش على البلكونة

فاطمة : اكيد مش هفتح البلكونة دلوقتى ، ما انت عارف انها على الشارع 

عبد الرحمن وهو بيشد فاطمة من ايدها : تعالى تعالى ، دى هتعجبك اوى ، واول ماعبد الرحمن فتح الباب فاطمة اتفاجئت انه قفل البلكونة وفتحها على الاوضة بس قسمها بعد كده نصين ، وحاطط فى النص اللى جوة سرير و دولاب  شبابى مش كبار زى اللى برة 

فاطمة : ايه ده انت عامل اوضتين 

عبد الرحمن شد فاطمة وقعدها جنبه على السرير وهو بيقول : اقعدى وانا افهمك ، دلوقتى انا عارف كويس انتى عاوزة ايه ، وانا وعدتك يافاطمة ، بس خدى بالك ان البنات عايشين معانا ، لو لقوا كل واحد فينا فى اوضة هيسألوا ، و ممكن كمان يقعوا بالكلام قصاد اى حد ، وعشان كده انا قلت ان ده اسلم حل

فاطمة : طب وهم يعنى مش هيدخلوا هنا ويشوفوا السرير ده

عبد الرحمن : دى مقدور عليها ، ممكن بكل بساطة نقوللهم ان احنا حاطين السرير ده احتياطى عشان لو حبينا نخلى ماما تبات عندنا يوم واللا حاجة

فاطمة بتردد : ايوة بس الباب ….

عبد الرحمن : لازم تستوعبى ان مهما كان اتفاقنا الا ان وجودنا مع بعض فى اى مكان مافيهوش حرمانية يافاطمة ، حاولى تاخدى الامور ببساطة ، ومش معنى كده ان هنتهك خصوصيتك ، لا طبعا ، انا عمرى ماهدخل عليكى من غير ما اخبط على الباب ، لكن لازم تبقى مقتنعة من جواكى أن لو حصل العكس فى اى وقت ، فده هيبقى ظرف طارق وهيعدى ، ومش لازم ابدا تقفى قدامه او تخليه يشغل بالك .. اتفقتا

فاطمة : اتفقنا ، انا الحقيقة مش عارفة اقوللك ايه

عبد الرحمن : ماتقوليش حاجة ، بس فى حاجة كمان ، بس عاوزك تاخدى الامور ببساطة

فاطمة بتوجس : خير

عبد الرحمن : طبعا انتى بقيتى مراتى قدام الكل ، فماينفعش ان مايبقاش فى وسطينا حد غريب وتبقى على طول مغطية شعرك ، انتى طبعا فهمانى

فاطمة بصت فى الارض وبعدين قالت : حاضر ياعبده ، بس ادينى فرصة استوعب اللى حصل

عبد الرحمن : ماشى ، بس خدى بالك ، مش عاوزين حد يستنتج حاجة احنا فى غنى عنها

فاطمة : حاضر 

 عبد الرحمن : ياللا قوليلى تصبح على خير واتكلى على الله عشان عاوز انام فاطمة قامت وقالتله : تصبح على خير ، بس الاول لازم تقولى انت عرفت ازاى ان شروق كانت جاية ، انت صممت افضل بالفستان وما اغيرش عشان تشوفنى بيه .. صح

عبد الرحمن هز راسه وقالها : صح يافاطمة

فاطمة : عرفت ازاى

عبد الرحمن بتنهيدة : شروق رغم انها بعدت من هنا بقالها سنين ، لكن لسه ليها شلة معينة هنا فى الحتة ، وكنت متأكد انهم بلغوها بمعاد الفرح ، بس عشان ما ابقاش كداب ، انا ماكنتش متأكد انها جاية ، بس كان عندى احساس قوى ان ده هيحصل

فاطمة : اتضايقت انها جت

عبد الرحمن بتنهيدة : بتضايق كل مابشوف قمر كاشة منها وخايفة ، وهى مش قادرة تفهم ان ده بيأثر على نفسية البنت

فاطمة : ماتقلقش ياعبده ، قمر لسه صغيرة ، واحنا نقدر نعوضها عن كل الكلام ده 

عبد الرحمن : كله على الله

فاطمة : هسيبك بقى عشان تنام .. تصبح على خير

عبد الرحمن : وانتى من اهله ، واظبطى المنبه على ٨ الصبح ، العربية هتيجى الساعة ١١

فاطمة وهى بتقفل عليه الباب : حاضر

فاطمة رجعت اوضتها وابتدت تغير هدومها ، وخرجت تبص على البنات لقتهم فى سابع نومة 

رجعت و دخلت سريرها وشريط حياتها كله بيعدى من قدام عينيها ، وافتكرت محمد وحياتهم مع بعض واللى حصل منه بعد كده ، واللى حصل من شروق واللى اترتب عليه واتكتب عليها هى وعبد الرحمن ، كانت دموعها مالية عيونها ، بصت على ايدها اللى فيها دبلة عبد الرحمن وقعدت تستغفر ربنا ومابقيتش عارفة اللى بيحصل ده صح واللا غلط ، بس رجعت هديت لما افتكرت كلام عبد الرحمن وطمأنته ليها وانه موافق وراضى بكل اللى بيحصل من غير حتى ماتقول له على اللى جواها بصراحة ، وكانت كل ما دا بتحس بالامتنان من ناحيته اكتر لانه ساعدها كتير ووقف جنبها اكتر

فاطمة سمعت آذان الفجر ، قامت عشان تتوضى وتصلى سمعت خبطة صغيرة على باب اوضة عبد الرحمن فقالت : انا صاحية ياعبده 

عبد الرحمن قاللها : هتوضى واصلى

فاطمة : وانا كمان

عبد الرحمن : تحبى تصلى معايا

فاطمة بابتسامة : ياريت

عبد الرحمن : خلاص انا هروح اتوضى فى الحمام اللى برة على ما انتى تتوضى

اتوضوا وصلوا وقعدوا يتكلموا شوية على ذكرياتهم وهم صغيرين ، وبعدين عبد الرحمن سابها ورجع اوضته من تانى ، وفاطمة رجعت سريرها و فضلت تتقلب كتير من غير مايجيلها نوم ، شوية وشمت ريحة دخان سجاير فعرفت ان عبد الرحمن كمان مش جايله نوم فقالت بصوت عالى : خف السجاير شوية

عبد الرحمن من جوة : الريحة مضايقاكى 

فاطمة بتردد : مش قصدى ، انا بتكلم عليك انت ، صدرك هيتعبك وهتكح زى زمان

عبد الرحمن بضحك : انتى لسه فاكرة

فاطمة بابتسامة : و دى حاجة تتنسى برضة 

عبد الرحمن : ده انا يومها اتاكلت حتة علقة 

فاطمة بضحك : وياريتها جابت نتيجة

عبد الرحمن بتنهيدة : كان فات الاوان بقى ، ده انا بشربها من ثانوى ، وعمك عرف وانا فى اولى جامعة

فاطمة : لما الدكتور عمللك الاشعة وقاله ان صدرك تعبان من التدخين

عبد الرحمن بضحك : دكتور فتان

فاطمة : بس انت سيبتها فترة ايه اللى رجعك ليها تانى

عبد الرحمن : نصيب

فاطمة : طب ليه ماتبطلهاش خالص

عبد الرحمن : بت انتى ، اطلعى من نفوخى  ونامى ، انا خلاص خلصت السيجارة وهنام

فاطمة : نام ياخويا 

وفعلا هما الاتنين ناموا كام ساعة بسيطة ، وفاطمة صحيت على صوت المنبه

فاطمة قامت بكسل شديد جدا لانها ماشبعتش نوم ، بس قامت راحت الحمام وغسلت وشها وخبطت على عبد الرحمن ندهت عليه عشان يصحى ، لقته صحى هو كمان فقالتله ، انا هروح احضر مع مراة عمى على ما البنات يصحو 

عبد الرحمن : ماشى

ورجع نده عليها تانى وهو بيفتح الباب وقاللها وهو بيشاور على ضلفة فى الدولاب : الضلفة دى فيها عبايات جديدة ، ياريت لو تلبسى واحدة منهم وانتى رايحة لماما دلوقتى

فاطمة بصتله باستغراب بس ماحبيتش تضايقه فراحت فتحت الضلفة لقت فيها كذا عباية جديدة وكمان كذا فستان بالوان جميلة فقالت باستغراب : انت جبت الحاجات دى كلها امتى

عبد الرحمن : الحقيقة انا اخدت عزة معايا ، وكنت بختار وعزة اللى كانت بتختار المقاسات

فاطمة بابتسامة : انا متشكرة اوى ، تسلم ايديكم ، بس الحاجات دى اكيد اتكلفوا مبلغ وقدره

عبد الرحمن : ياستى مايغلوش عليكى ، ياللا اختارى عباية بقى البسيها قبل ماتروحى لماما ، وانا هروح اغسل وشى واصحى البنات

فاطمة : ماشى 

عبد الرحمن سابها فعلا وخرج ، وهى اختارت عباية لبستها وراحت تعدل السرير مطرح ماكان نايم لقته معدول ومتروق فرجعت خرجت تانى ، وراحت بصت على البنات ، لقت عبد الرحمن قاعد وسطيهم التلاتة وعمال يعدلهم هيعملوا ايه لما يسافروا وهم مبسوطين على الاخر، صبحت عليهم وسابتهم وراحت لفتحية

فتحية اول ماشفتها قعدت تزغرد هى وعزة ، ففاطمة قالتلهم بضحك : هو انتو هتفضلوا تزغردوا كده كتير ، ايه الحرمان اللى انتو فيه ده

عزة بخبث : ايش ايش ايش ، هى الحلاوة والطعامة دى كلها ياست فاطمة 

فتحية : الله اكبر من عينك ، مش عروسة 

عزة بضحك : ماتجيبى بخور وتبخريها بالمرة يا ام عبده

فتحية وهى بتشد فاطمة فى حضنها : وهرقيها كمان

فاطمة وهى بتطلع لسانها لعزة : احسن عشان تبطلى تغلسى عليا

ناصر كان لسه خارج من الاوضة ولما شاف فاطمة قال بابتسامة : صباح الخير على عروستنا

فاطمة : صباح الخير ياناصر

ناصر : عبده صحى واللا لسه 

فاطمة : صحى وصحى البنات وزمانهم جايين وانا قلت اسبق عشان اشوف مراة عمى واساعدها

فتحية : انتى تنسى بقى كلمة مراة عمى دى ، من هنا ورايح مش عاوزة اسمع غير ماما وبس 

فاطمة بحب : حاضر ، قوليلى بقى اعمل ايه

فتحية : ولا حاجة ، انا والبنات جهزنا كل حاجة من امبارح ، يادوب هنفطر ونلبس ، وعزة حضرت الفطور من بدرى وعلى الترابيزة كمان اهوه

فاطمة : طب هنده لعبده والبنات

ليأتيها صوت فتح باب الشقة التانية ولقت البنات جايين عليهم ومن وراهم عبد الرحمن 

وبعد تبادل تحية الصباح بمرح بينهم كلهم ، قعدوا عشان يفطروا ، وبعد ما خلصوا فطار بدأوا يخرجوا الشنط بتاعتهم بالقرب من الباب ، وبعدين كل واحد راح عشان يلبس ويجهز

وصلتلهم العربية اللى هتوصلهم فى معادها بالظبط ، ولان كان معاهم كل حاجة ماوقفوش فى الطريق لحد ماوصلوا للشالية اللى عبد الرحمن كان مأجره 

رغم ان الطريق كان طويل ، بس ماحسوش بيه اوى من كلامهم وهزارهم مع بعض طول الطريق

لما دخلوا الشالية لقوه عبارة عن تلات اوض وريسبشن وبلكونة كبيرة بتطل على البحر

ناصر بعد ما اتفرج على الشالية قال : مراة عمى والعيال هياخدوا الاوضة الكبيرة ، وانا وعزة اوضة وعبد الرحمن ومراته اوضة

وابتدى يقسم الشنط على حسب مكان كل واحد ولما فاطمة دخلت الاوضة اللى المفروض انها بتاعتها هى وعبد الرحمن ، اتفاجئت انها اوضة صغيرة بشباك وفيها سرير كبير ودولاب وكرسيين


سبحان الله و الحمدلله و لا آله الا الله و الله اكبر

#العوض

الحلقة السابعة و التامنة ، ماتنسونيش من جميل دعاكم و جعل الله لكم منها نصيبا وفيرا


العوض

الفصل السابع والتامن

فاطمة لسه بتتلفت عشان تعترض على التقسيمة ، لقت عبد الرحمن سحبها على جوة الاوضة وقفل الباب وراهم وهو بيقوللهم : كله يغير هدومه بقى عشان نتعشى

لما قفل الباب كان عمال يضحك على منظر فاطمة وهى مذهولة على متلخبطة فحط ايده على شفايفها وقاللها وهو بيحاول يبطل ضحك : هو انتى هتبقى نظام ماشافوهمش وهم بيسرقوا شافوهم وهم بيهربوا

فاطمة وهى بتنزل ايده بغيظ بعيد عن شفايفها : احنا هنستهبل من اولها ياعبده ، تقدر تقوللى ازاى هننام اسبوع بحاله بالوضع ده

عبد الرحمن وهو لسه بيضحك : والله ماكنت اعرف ان ناصر الكلب اخوكى هيقسمها بالشكل ده ، وكمان الجزمة خد كمان اوضة فيها سريرين بحجة انهم هياخدوا معاهم يمنى عشان مابتنمش بعيد عن عزة … مش اخوكى ده ، اروح اولع فيه يعنى

فاطمة بغيظ : انا اللى هولع فيه وفيك دلوقتى

عبد الرحمن وهوعامل نفسه انه زعل : بقى كده برضة يا بطة ، بقى انا خفت اولع فيه لاتزعلى عليه ، تقومى انتى عاوزة تلسوعينا احنا الاتنين مع بعض … تشكرى يابنت عمى 

فاطمة تنحت وهى بتبص لعبد الرحمن وهى عارفة انه بيسرح بيها ، فمدت ايدها مسكت ايده وهى بتقول له : ماتزعلش منى ياعبده ، وفجأة راحت عضاه فى ذراعه بغيظ

عبد الرحمن صرخ بصوت عالى وضحك وقاللها : احنا فينا من عض

فاطمة بغيظ : ايوة ، طالما هنقضيها استهبال ، وشايفنى هفرقع وعلى اخرى وانت عمال تهرج

عبد الرحمن شدها وقعدوا سوا على السرير وقال بابتسامة : بقوللك ايه ، احنا جايين ننبسط يومين ، ومش عاوزين حاجة تقريفنا 

فاطمة بزهق : الاوضة مافيهاش حتى كنبة

عبد الرحمن وهو عمال يقلب فى الاوضة بعينه : ماهو مافيش غير حل من اتنين 

فاطمة : قول 

عبد الرحمن : ماهو يا اما انام انا على الارض وانتى على السرير ، يا اما مش هيبقى قدامنا غير ان انتى تنامى على السرير وانا انام على الارض

فاطمة سهمت شوية وهى بتركز فى كلام عبد الرحمن ، وبعدين قالتله : يعنى انت قررت تنام على الارض ، بس ده اسبوع بحاله ياعبده ، والارض ماعليهاش غير السجاد اليدوى و ده كمان بيبقى خفيف اوى ، هتبرد كده  وجسمك هيوجعك

عبد الرحمن بمرح وهو بيلاعبلها حواجبه : تبدلى معايا

فاطمة بغيظ : ده بعينك ، انا مابعرفش اقعد على الارض اصلا ، عاوزنى انام عليها

عبد الرحمن بمسكنة : انتى انانية على فكرة ومابتفكريش غير فى عضمك لوحدك ، رغم ان انا عضمى من عضمك ودمى من دمك

فاطمة بصتله بحاجب واحد وقامت من جنبه مدت ايدها سحبت الشنطة بتاعتها وفتحتها وابتدت تفضيها فى الدولاب اللى لقت فيه بطانية زيادة فرحت بيها جدا وقالت : هبقى افرشهالك تنام عليها

عبد الرحمن بتريقة : كتر خيرك والله .. بتتعبى معايا

فاطمة خلصت هدومها واخدت شنطته كمان فضيتهاله وهو بيتفرج عليها بتركيز شديد جدا 

طول عمره يعرف ان فاطمة منظمة ، لكن اول مرة يشوف بعينه وهى بترص هدومه وبتعلق منها حاجات وبتفرد حاجات ، ولاحظ انها وهى بتعلق الهدوم بتاعته ، انها بتراعى تناسق الالوان مع بعضها

وقتها افتكر شروق ، وافتكر ان عمرها ما اهتمت بحاجته ، او بتعبير ادق ، ماكانتش بتعرف تعمل الكلام ده ، وكانت مامته هى اللى دايما بتهتم بالحاجات دى 

فاطمة بعد ماخلصت التفتت لقته مركز مع كل اللى بتعمله وهو ساكت تماما وباين عليه انه سرحأن وشارد فقالت له : ايه ، روحت لحد فين

عبد الرحمن بانتباه : تعرفى انك اول حد بعد ماما ترتبلى هدومى ، واول حد بعدى ينظمهم بالطريقة دى

فاطمة قالتله بحذر : ليه يعنى ، اومال مراتك كانت …..

عبد الرحمن قاطعها بشبه حدة وقاللها : طليقتى يا فاطمة ، انتى اللى مراتى دلوقتى مش حد تانى ، اوعاكى تنسى الحكاية دى

فاطمة اتاخدت من حدته فقالت بشبه همس وهى باصة فى الارض : حقك عليا ، والتفتت راحت ناحية الباب عشان تخرج فعبد الرحمن نفخ جامد وقاللها : راحة فين 

فاطمة : هطلع اشوفهم بيعملوا ايه

عبد الرحمن : اما نغير هدومنا يافاطمة 

فاطمة بصتله باستغراب وقالتله : هنغير فين

عبد الرحمن بقلة حيلة : هنا يافاطمة ، بصى 

عبد الرحمن مد ايده خلع ستارة الشباك وشبكها من طرفين ، ناحية فى شماعة فى الحيطة والناحية التانية فى حرف البلتكانة ، فلما عمل كده بقى فيه زاوية صغيرة مستخبية وراها ، فقال : اهو … اكنها برافان ، ونغير هدومنا وراه

فاطمة بضحك : تصدق تنفع مهندس 

عبد الرحمن بهزار : منه لله مكتب التنسيق هنعمل ايه بقى ، ياللا روحى غيرى 

فاطمة مدت ايدها فى ضلفتها طلعت عباية ودخلت ورا الستارة عشان تغير ، وسمعت عبد الرحمن وهو بيقول : ماتنسيش تقلعى الطرحة يافاطمة

فاطمة اتفاجئت من كلامه بس مارديتش 

لما خلصت وطلعت من ورا الستارة لقت عبد الرحمن كمان غير هدومه ، عبد الرحمن لقاها لسه حاطة الطرحة على شعرها فشاورلها عليها انها تشيلها فحركت راسها يمين وشمال برفض من غير ماتتكلم ، فشاورلها تانى من غير كلام برضة ، وهى كمان كررت اللى عملته فى صمت شديد 

عبد الرحمن قرب منها وقاللها بصوت واطى : مش عاوزين بعد كل اللى بيتعمل ده ، ونتفقس عشان حاجة عبيطة زى دى

فاطمة بتردد : مش هعرف ، ما اتعودتش 

عبد الرحمن : لازم تتعودى يابطة ، وياللا عشان اتاخرنا عليهم 

فاطمة بوجل : طب روح انت وانا هحصلك

عبد الرحمن راح ناحية الباب وقال : ماشى ، بس ماتتاخريش

لما عبد الرحمن خرج ، فاطمة قعدت على السرير ، مش مستوعبة انها هتخرج بشعرها قدام عبد الرحمن ، رغم ان طول عمرها واخده عليه وبتعتبره اخوها الا انها عمرها ما اتهاونت فى حق دينها ابدا من يوم مالبست الحجاب ، عمرها ماخلعته قدام حد مش محرم ليها ، لكن عبد الرحمن دلوقتى بقى محرم ليها ، بس وضعهم مع بعض غير ، بس فى الاخر وبعد صراع كبير بينها وبين نفسها قررت تسمع كلامه ، فخلعت فعلا الطرحة وراحت ناحية الباب ، بس رجعت تانى اخدتها ورمتها باهمال فوق راسها وخرجتلهم

لقتهم كلهم قاعدين فى البلكونة بيتفرجوا على البحر ، بس طبعا كانت الدنيا ضلمة جدا لان كان الليل دخل من فترة مش قليلة 

اول ماراحت ناحيتهم عبد الرحمن بص على راسها بامتعاض ، بس طبعا مررها وقام من مكانه وقاللها : تعالى اقعدى يابطة

فاطمة : خليك وانا هقف اتفرج مع العيال

عبد الرحمن : لا اقعدى وانا هجيب كرسى من اوضتنا 

قعدها وجاب كرسى حطه جنبها وقعدوا كلهم يهزروا شوية وشوية يتفقوا هيعملوا ايه تانى يوم 

كانت عزة عملتهم شاى وطلعت باقى الاكل اللى كان معاهم فى العربية ، اتعشوا بيه

البحر كان مخلى الجو فيه لسعة برد ، فتحية قامت دخلت جوة وقالت : الدنيا بردت ، ياللا ادخلوا جوة احسن حد يعيا مش ناقصين

فاطمة وهى بتتاوب : انا عن نفسى عاوزة انام 

عبد الرحمن : ومين سمعك ، الواحد مالحقش ينام امبارح 

ناصر وعزة بصوا لبعض بخبث وضحكوا ، فعبد الرحمن فهم بيضحكوا ليه فخبط ناصر على دماغه وسابه ومشى وناصر لسه بيضحك ، لكن فاطمة ماركزتش معاهم ، واخدت البنات ظبطت نومهم جنب بعض ، وحسن نام جنب جدته 

وراحت على اوضتها هى وعبد الرحمن  ، لقته سبقها على جوه فقفلت الباب وراحت تحت الشباك فرشت البطانية على الارض وحطتله مخدة وقالتله : عاوز حاجة تانية 

عبد الرحمن : عاوزين غطا ، هو مافيش حاجة نستغطى بيها واللا ايه 

فاطمة مدت ايدها ناحية السرير وقالت : خد البطانية دى اتغطى بيها

عبد الرحمن : طب وانتى ، مش محتاجة غطا 

فاطمة : هستغطى بالجوفرتة كفاية 

عبد الرحمن : مش هتبردى 

فاطمة : لا حلوة 

عبد الرحمن : طب ماتبدلى معايا ، وخدى انتى البطانية 

فاطمة : لا ، اللى ينام على الارض ياخد هو البطاطين عشان الرطوبة 

عبد الرحمن بمرح : طب ماتاخدى انتى الارض والبطاطين

فاطمة بمرح مماثل : ده بعينك يا واد عمى

عبد الرحمن وهو بينام وبيستغطى : ماشى .. تصبحى على خير

فاطمة بابتسامة : وانت من اهله

فاطمة طفت النور ، وراحت ناحية السرير عشان تنام ، الاوضة كانت شبه منورة بسبب الاضاءة اللى حوالين الشالية ، فضلت حاطة الطرحة على راسها لغاية اما دخلت السرير ، وشوية وقت قليل وهما الاتنين راحوا فى نوم عميق 

قبل ما الفجر يآذن كان عبد الرحمن قلق ، وكان عاوز يدخل الحمام ، قام من مكانه وراح ناحية الباب فتحه وراح الحمام ورجع تانى ، وقفل الباب وقبل مايرجع مكانه عينه وقعت على فاطمة والطرحة كانت وقعت من على راسها وهى نايمة ، لما فاطمة اتحجبت كانت لسه فى الاعدادية وهو فى الثانوى ، كان نسى تماما لون شعرها اللى رغم الاضاءة الضعيفة اللى على انعكاس النور اللى برة الا انه كان بيأكد لونه الاسود الحالك الكثيف ، واللى افتكر دلوقتى بس ان شعرها كان كيرلى ، واللى رغم انها كانت لماه مع بعضه الا ان طوله كان واضح لانها كانت لفاه كذا مرة على بعض 

عبد الرحمن انتبه على فاطمة وهى بتتقلب فراح ناحية فرشته ونام واستغطى ، لكن فضل شوية من غير مايعرف يرجع للنوم تانى ، لكن سمع تواشيح الفجر جاية من الراديو من على بعد وشوية وسمع الاذان فقام من تانى خرج واتوضى ورجع على الاوضة وبعد ماكان هيقف يصلى ، افتكر ان اليوم اللى قبله صلى هو وفاطمة جماعة ، فكان متردد يصحيها واللا يسيبها فى الاخر اخد قراره انه يصحيها ، فراح ناحية السرير بشويش وابتدى ينده عليها بالراحة ، مرة والتانية ردت عليه بهمهمة خلته ابتسم فى هدوء وكرر الندا مرة كمان ، فتحت عينها ، ولما لقته واقف قدامها والاوضة لسه منورة على النور الخارجى اتنفضت من مكانها وقالت له بلهفة : ايه ياعبده ، فى حاجة واللا ايه

عبد الرحمن وهو بيحاول يطمنها : ابدا ماتقلقيش ، انا بس قلت اصحيكى تصلى الفجر معايا ، واللا تحبى اسبقك انا

فاطمة وهى بتتعدل عشان تقوم : الله يباركلك ، لا طبعا هصلى معاك ، هروح اتوضى واجى بسرعة

وفعلا راحت اتوضت ورجعت لقته واقف مستنيها ، صلوا وقعدوا يسبحوا ويدعوا كل واحد فيهم مع نفسه ، وبعد ماخلصوا فاطمة ابتسمت وقالتله : تعرف انك كسبت فيا ثواب جامد اوى

عبد الرحمن بمرح : طبعا عشان رأفت بحالك واتجوزتك

فاطمة بتريقة : لا ياخفيف مش عشان كده

عبد الرحمن بابتسامة : اومال عشان ايه

فاطمة بابتسامة شاردة : عشان امبارح لما صلينا الفجر سوا كان اول مرة اصلى جماعة من زمان اوى ، وكنت فاكراها مرة وهتعدى ، لكن الحمدلله اهى اتكررت تانى

عبد الرحمن بابتسامة : وان شاء الله تبقى عادة ماتنقطعش

فاطمة بشغف : ياريت 

عبد الرحمن وهو بيرجع على فرشته : طب قومى ياللا حاولى تناميلك ساعة كمان واللا حاجة قبل ما القرود يصحوا ويهجموا 

فاطمة قامت وراحت على السرير من سكات وهى لسه لفة الطرحة حوالين راسها  ، ولسه هتحاول تغمض عينها وتنام لقت عبد الرحمن باصص ناحيتها وقاللها : تصدقى انى كنت نسيت شكلك من غير حجاب ، رغم انك كنتى صغيرة اوى لما اتحجبتى ، لكن انتى شكلك ما اتغيرش كتير اصلا

فاطمة بصتله وهى مش فاهمة يقصد ايه فعبد الرحمن كمل كلامه وقال : مانا اما جيت اصحيكى كانت الطرحة وقعت من على دماغك ، وانكشف المستور واللى كان كان

فاطمة بغيظ : نام ياعبده 

عبد الرحمن ضحك وغمض عينيه ومافيش ثوانى ورجع قاللها : تصدقى ان بسمة ونسمة كربونة منك وانتى صغيرة

فاطمة بابتسامة : انا كنت حلوة كده

عبد الرحمن بمرح : ده انتى كنتى موقفة شباب الحتة على رجل واحدة

فاطمة ضحكت اوى وقالتله : ليه كنت بلاعبهم الحجلة

عبد الرحمن بضحك : وانتى الصادقة كنتى مذنباهم ، هو فى حد كان يفكر بس يبصلك ويسلم من طوبك اللى كان بيرشق فى اى حتة 

عبد الرحمن ضحك جامد اوى وقعد تانى وقاللها : فاكرة يابت يافاطمة الواد اللى رشقتيه بالطوبة فجتله فوق حاجبه وفتحتهوله والواد كانت عينه هتطير بسببك

فاطمة ضحكت جامد وقالتله : طب ماهو يستاهل كان واد قليل الادب

عبد الرحمن : ااه لو تعرفى الواد ده بقى ايه دلوقتى

فاطمة : بقى ايه يعنى

عبد الرحمن وهو بيضحك : بقى وكيل نيابة ولو شافك هيحبسك

فاطمة : طول عمرى مابعرفش اتخانق ولا اشتم ، ولما كان حد يعاكسنى كنت اسمع من هنا وافوت من هنا ، بس لما كان حد بيتمادى ماكنتش بحس غير وانا بوطى اخد طوبة من على الارض واحدفه بيها 

عبد الرحمن : جدعة زى ابن عمك

فاطمة بمرح : ايه كنت بتحدف البنات اللى بتعاكسك بالطوب برضة

عبد الرحمن بغيظ : نامى يابت ، واتعدل مكانه من تانى واتغطى

بعد دقيقة واحدة رجع قعد تانى ونفخ وقال : انا جعان ، اقوللك ، انا هخرج اشوف ممكن اجيبلكم ايه فطار واجى يكون الباقيين صحيوا 

فاطمة : هتخرج لوحدك دلوقتى 

عبد الرحمن بتهكم : لا هخاف ، تيجى معايا تونسينى

فاطمة اتعدلت بسرعة وقالت : طب ماتيجى ننزل سوا بجد وادينا نستكشف المنطقة

عبد الرحمن وهو زى مايكون بيوزن الموضوع : الراجل اللى جابلى الشاليه قاللى ان فيه مطاعم وماركيتات فى ضهر الشالية

فاطمة بصت فى تليفونها وقالت : الساعة دلوقتى خمسة ، يعنى على مانجهز وننزل هتبقى داخلة على ستة 

عبد الرحمن بص ناحية الشباك لقى ان النهار ابتدى يطلع وينور الدنيا فقاللها : طب ياللا اجهزى ونشوف حظنا

فى خلال نص ساعة كانوا فى الطريق، نسمة الصبح مع ريحة البحر ملى صدورهم وادالهم احساس بالنشاط والبهجة 

لفوا من ورا الشاليه وهم بيستكشفوا المكان ، وبعد اقل من خمس دقايق شموا ريحة الطعمية ، ابتدوا يتتبعوا الريحة وهم بيضحكوا وبيهزروا لحد اما وصلوا فعلا للمطعم وابتدوا يختاروا يجيبوا ايه وكميات اد ايه 

عبد الرحمن ساب فاطمة تقرر وهو يادوب طلب و دفع ، بس اول ما اخدوا الطلبات وخرجوا ، فاطمة لقته بيديها سندوتش طعمية وهو بيقول : خدى اتسلى على مانوصل

فاطمة باستغراب : طب ما احنا يابنى هناكل سوا لما نوصل

عبد الرحمن : لا مش قادر استنى ، وبعدين انا جايب دول زيادة ، انا جوعت زيادة على الريحة ، كلى كلى ، وبعدين احنا مميزين ، احنا تعبنا ولازم نتكافئ

فاطمة بتريقة : بسندوتش طعمية

عبد الرحمن : ماتبقيش طماعة ، ده احلى سندوتش فى السندوتشات كلها

فاطمة وهى بتاكل وبتضحك : واشمعنى بقى

عبد الرحمن : ثانيا ..عشان سخنة وموهوجة 

فاطمة : مش المفروض فى اولا قبل ثانيا 

عبد الرحمن : اولا طبعا عشان من ايدى

فاطمة : ياسلام على التواضع

عبد الرحمن كان خلص السندوتش بتاعه وفاطمة يادوب جابت نصه ، مد ايده اخد منها باقى السندوتش واخد منه قطمة فى بقه ومضغها وبلعها بسرعة ورجعلها الباقى وهو بيقوللها باستغراب : ماهو بيتتاكل بسرعة اهوة ، اومال مابتاكليش ليه

فاطمة بغيظ : ياللا يامفجوع ، ده الواحد يخاف على روحه وهو نايم معاك فى نفس المكان بعد كده

عبد الرحمن بقرف : ماينفعش اكلك اصلا

فاطمة : ياعم اجرى ، انت تطول

عبد الرحمن بعبث وهو بيلاعب حواجبه بمرح: اصل الدكتور مانعنى من الحلو ياحلو 

فاطمة ضحكت جامد جدا وقالتله : تصدق انى ماشفتكش بتعمل الحركات دى من زمان اوى ، ده انا جه عليا وقت وقلت عبد الرحمن عقل وهدى وبقى راجل

عبد الرحمن خبطها بضهر ايده على جبهتها بهزار وقاللها : طول عمرى راجل ياجزمة

فاطمة بضحك : والله ما اقصد ، انا اقصد انك بقيت عاقل ومتزن يعنى

عبد الرحمن بغيظ : انتى تسكتى احسن ، عشان كلامك كله ازاز مكسر ومش هنلاحق على الدم

كانوا وصلوا الشالية ، عبد الرحمن فتح ودخلوا وهم بيضحكوا بصوت عالى ، لقوا فتحية صاحية هى والولاد ، واول ماشافتهم انبسطت من شكلهم وهم سوا وقالت بابتسامة واسعة : انتو كنتوا فين على الصبح بدرى كده

عبد الرحمن : كنا بنجيبلكم الفطار ياتوحة ، ياللا صحى بنتك وناصر قبل الاكل مايبرد

صحيوا وفطروا وخرجوا على البحر ، عبد الرحمن وناصر نزلوا البحر مع الولاد الصغيرين ، لكن الستات فضلوا قاعدين على الشط 

الوقت عدى بسرعة وكانوا كلهم مبسوطين جدا ، ناصر و عبد الرحمن حاولوا يقنعوا عزة وفاطمة انهم ينزلوا معاهم ، بس مارضيوش وخافوا ، لكن عبد الرحمن طول ما كان قمر وبنات فاطمة فى الماية ماكانش بيفارقهم عشان ياخد باله منهم

فضلوا يلعبوا لحد ما شبعوا وفى الاخر رجعوا الشالية غيروا وقرروا ياكلوا برة ، وفعلا عبد الرحمن اخدهم على مطعم سمك عجبهم جدا ، واخر النهار اخدهم مشاهم وفرجهم على البلد وهم مبسوطين على الاخر

والايام عدت يوم ورا التانى تقريبا بنفس المنوال ، لحد ما الاسبوع خلص ورجعوا تانى القاهرة ، لكن اللى الكل لاحظه ان علاقة فاطمة بعبد الرحمن كان فيها نوع شديد جدا من التقارب ، بقوا عاملين زى الصحاب المقربين وده كان مخلى فتحية تطير من السعادة وهى بترسملهم مستقبل اتمنتهولهم كتير 

واتعودوا يرغوا مع بعض كل يوم قبل مايناموا ، و ده خلاهم بقوا يسيبوا الباب اللى بين اوضهم مفتوح لما ييجوا يناموا

الولاد نتيجتهم بانت ونجحوا كلهم ، وعبد الرحمن احتفل بيهم وجابلهم هدايا 

يوم بعد يوم بسمة ونسمة كانوا بيتعلقوا بعبد الرحمن وعبد الرحمن بيتعلق بيهم ، كان بيعاملهم زى قمر بالظبط ، وكمان فاطمة ، كانت بتعامل قمر زى بناتها بالظبط 

الايام كانت بتمر بيهم على وتيرة واحدة من غير تغيير ، لكن هم كانوا دايما متجمعين مع بعض وقلبهم على قلب بعض 

لحد ما مر على كتب كتاب عبد الرحمن وفاطمة ٣ شهور ، وكانوا فى يوم من ايام رمضان ، و زى العادة كانوا بيفطروا سوا كل يوم عند فتحية 

فاطمة وعزة حضروا الفطار ، وكان فاضل على المغرب ربع ساعة 

ناصر كان رجع من شغله ، ونام شوية قبل المغرب، لكن عبد الرحمن اتاخر عن معاده بتاع كل يوم ، ففاطمة قررت تكلمه تستعجله ، ولسه بتجيب تليفونها لقت الباب بيتفتح والتفتت لقت عبد الرحمن داخل ووشه جامد مش زى عادته فراحت ناحيته ، ولسه بتقول له ، مالك ياعبده ، لقته بصلها وباين على وشه الضيق وقال : سلامتك يا حبيبتى

فاطمة استغربت من الكلمة بس لقته بيبص وراه وبيقول : تعالى اتفضلى

فاطمة لقت شروق داخلة وراه وهى واضح عليها جدا الحزن ولابسة اسود بصت لفاطمة وقالت بهدوء : ازيك يافاطمة ، معلش لو هزعجكم

فاطمة وهى مش فاهمة حاجة : مافيش ازعاج ولا حاجة يا ام قمر ، اتفضلى

كانت عزة خارجة من المطبخ شايلة صينية اكل ورايحة تحطها على ترابيزة الاكل ولما شافت شروق وقفت مكانها وقالت : فى حاجة واللا ايه

عبد الرحمن اتنحنح وقال : ام قمر هتفطر معانا النهاردة ، و … عزوها ، باباها اتوفى من كام يوم 

فاطمة : ياحبيبتى ، البقاء لله ، معلش ، ربنا يصبرك

عزة حطت اللى فى ايدها على الترابيزة وراحت ناحية شروق وحضنتها وقالتلها : الله يرحمه ، ادعيله ، واجمدى كده

فتحية خرجت على صوتهم وهم بيتكلموا واول ماشافت شروق اتضايقت جدا ، بس لما عرفت اللى حصل عزتها بجمود ، وقالتلهم : ياللا عشان المغرب هيأذن ، المدفع خلاص ضرب

ندهوا على ناصر اللى عزا شروق وقعدوا كلهم على الاكل فطروا ، وبعد الفطار عبد الرحمن قام باس راس فاطمة وقاللها : تسلم ايدك ياحبيبتى 

فاطمة فهمت على طول انه بيعمل كده بس قدام شروق فردت عليه وقالتله : تسلم ياحبيبى

عبد الرحمن انبسط انها فهمته وبقت معاه على نفس الخط ، بعد ماشربوا الشاى وشروق كانت قاعدة وسطهم ساكتة تماما وهى بتتفرج على لمتهم مع بعض ، ماكانتش بتتكلم الا لو حد وجهلها كلام 

عبد الرحمن قام وقف وقال لفاطمة : معلش ياحبيبتى ، تعالى معايا عاوزك تجبيلى حاجات من شقتنا

فاطمة قامت معاه من سكات واول مادخلوا شقتهم ، عبد الرحمن سحب فاطمة لحد ماقعدوا وقاللها : عاوزك تشورى عليا

فاطمة : ايه اللى حصل ، وجاتلك ليه ، وانت عرفت بالوفاة منها واللا من حد تانى

عبد الرحمن : بعد صلاة الضهر جالى تليفون بان فى واحدة تعبانة فى المستشفى مافيش معاها اى اوراق شخصية ، بس لقوا اسمى من ضمن الاسامى على تليفونها 

سيبت اللى فى ايدى وجريت على المستشفى ، لقيت شروق هى الواحدة دى ، ولما فاقت ، قالتلى ان ابوها مات من ٣ ايام ، وان كده هى بقت لوحدها بكل المقاييس

فاطمة : طب ماهى كانت بتقوللك كده على موت مامتها

عبد الرحمن : هى اصلا علاقتها بابوها من زمان ماكانتش اد كده ، بس مهما ان كان ابوها 

فاطمة : وبعدين

عبد الرحمن : كانت منهارة وعمالة تعيط وتقول انا مابقاليش حد ومافيش حد بيحبنى ، حتى بنتى ، وحتى انت سيبتنى واتجوزت غيرى وكلام من ده كتير ، لما شفت الدكتور قاللى انها عندها اكتئاب شديد لاحساسها بالوحدة والاضطهاد  وانها ممكن تحاول تتخلص من حياتها

فاطمة بشهقة : ياخبر ابيض

عبد الرحمن : فجيبتها معايا قلت تقعد وسطينا واحنا بنفطر، يمكن مودها يتحسن 

فاطمة : طب فين المشكلة

عبدالرحمن : المشكلة انها اعتقدت انى جايبها هنا تقعد وسطينا كام يوم

فاطمة : وتفتكر ماما هتوافق

عبد الرحمن بتنهيدة : ماهو ده اللى عاوزك تدبرينى اعمل فيه ايه

فاطمة : ولا يهمك ياعبده ، انا هتصرف

عبد الرحمن : هتعملى ايه

فاطمة : هقنع ماما وهخليها توافق

عبد الرحمن : تبقى شيلتى من على اكتافى هم كبير اوى

فاطمة : طب روح انت شوف حالك وماترجعش هناك تانى وانا هتصرف

عبد الرحمن وهو بيقوم يقف : تسلميلى يارب

فاطمة باستغراب : بس مش ملاحظ حاجة غريبة 

عبد الرحمن : خير

فاطمة : هم فى المستشفى فتحوا تليفون شهد عادى كده ازاى ، هى معقول مش عملاله باسوورد  ، وكمان انت حرف العين ، يعنى اكيد قبلك اسامى كتير بالحروف اللى قبل كده … اشمعنى انت

عبد الرحمن وقف وبصلها بتركيز وقال : تصدقى صح

[٢٨/‏٢ ٢:١٩ ص] Mimi Awaly: 8

العوض

الفصل الثامن

عبد الرحمن: انا الحقيقة الموقف خلانى مافكرتش فى اى حاجة من اللى قلتيها دى خالص

فاطمة : مش عارفة ياعبده ، بس مش منطقى 

عبد الرحمن : عندك حق ، طب والعمل

فاطمة : ولا حاجة ، روح اعمل زى ماقلتلك وانا هتصرف

عبد الرحمن : طب مش تفهمينى هتعملى ايه

فاطمة : هنستضيفها طبعا زى ماهى عاوزة ماحنا فى ايام مفترجة ، مش معقول هنردها مهما كانت نيتها ، ويمكن تبقى فرصة ان علاقتها بقمر تتحسن شوية

عبدالرحمن : مش عاوز عينكم تغيب عن قمر لحظة يافاطمة 

فاطمة : حاضر ، ماتقلقش

عبد الرحمن : طب ياحبيبتى ، انا نازل عاوزة حاجة

فاطمة بصتله بتحذير وقالت : لم نفسك وماتسوقش فيها

عبدالرحمن بمرح : ده عشان لسانى بس ياخد على الكلمة قدام صاحبتك ، وبعدين انتى تطولى .. اتلهى

فاطمة بسماجة : هيهبهي ، اتكل على الله ياللا ، شوف مصلحتك

عبد الرحمن ضحك جامد وفتح الباب ونزل على تحت على طول من غير مايفوت على شقة مامته من تانى

وفاطمة قفلت بابها ورجعت عند فتحية لقت الولاد قاعدين بيتفرجوا على التليفزيون ، و فتحية وعزة قاعدين بيتوشوشوا بصوت واطى وشروق قاعدة مركزة اوى معاهم وهى شكلها واضح عليه انها عاوزة تعرف بيقولوا ايه

فاطمة : منورة يا ام قمر

شروق بصتلها وبصت وراها وهى بتدور على عبد الرحمن ولما مالقيتهوش قالت : اومال فين عبد الرحمن

فاطمة : نزل يشوف اشغاله 

شروق باعتراض : وهيسيبنى كده لوحدى

عزة باستغراب : ما احنا كلنا حواليكى اهوه يا ام قمر 

شروق : بس انتو ماحدش فيكم هنا عاوزنى ، عبد الرحمن بس اللى عاوزنى ، ماينفعش يسيبنى لوحدى

فاطمة بابتسامة : ومين بقى اللى قاللك الكلام ده ، بالعكس .. احنا كلنا هنا عاوزينك معانا ، وكلنا حواليكى وعمرك ماهتكونى لوحدك ابدا 

وبعدين التفتت لفتحية وقالت : بقوللك ياماما ، كان فى حاجة كده عبده جايبهالى ومش عارفة اظبطها ، ماتيجى اوريهالك

فتحية : حاجة ايه دى يابنتى

فاطمة وهى رايحة ناحية باب الشقة : تعالى اوريهالك ، وخدى بالك من العيال يا وزة 

فاطمة اخدت فتحية شقتها وحكيتلها على اللى حصل 

فتحية باعتراض : و دى تقعد وسطينا بتاع ايه وبصفتها ايه

فاطمة : بصى يا ماما ، عبده اتدبس فى الحكاية دى ، وانحرج انه يرفض بعد اللى قلتهولك ده ، وبعدين زى مافهمتك كده انى مش مستريحة للحكاية من أولها 

فتحية باندفاع : ولا انا كمان مستريحة ، يبقى بلاها من اصله

فاطمة : غلط ياماما ، شروق لو فى حاجة فى نيتها ، يبقى الاحسن انها تبقى قصاد عينينا عشان مانديلهاش فرصة انها تعمل حاجة كده واللا كده

فتحية بصت بغيظ لفاطمة وقالت : ومش خايفة لاتجر ناعم وتلعب على جوزك وتجيب رجله من تانى

فاطمة من غير ماتقصد : جوزى مين

فتحية مدت ايدها وقرصت فاطمة من دراعها وقالت بعزم مافيها : هو انتى ليكى مية جوز ياموكوسة 

فاطمة بانتباه ووجع : اه ياماما ، وجعتينى

فتحية : عشان تصحى لروحك وتفوقى واللا انتى اخدتى على كده وبقى عادى عندك ، ان اى واحدة تيجى تلهف جوزك كده بسهولة

فاطمة انتبهت لكلام فتحية وعرفت انها تقصد مخمد ، وبتفكرها باللى حصل معاها ، فاطمة عيونها دمعوا ، ففتحية نفخت بزهق وقالتلها بحزم : انتى عارفة انى ما اقصدش اضايقك ، انا بس بوعيكى ، طول عمرى بعتبرك بنتى زى عزة بالظبط ، لكن من يوم كتب كتابكم وانتى بقيتى بنتى بجد ، ويهمنى مصلحتك زيه تمام 

فتحية سكتت شوية وبعدين سألت فاطمة بترقب : انتى مصدقة ان نيتها خير وانها فعلا محتاجانا حواليها 

فاطمة بصتلها وعيونها فيها بواقى دموع وقالتلها : بصراحة لأ ، بس برضة خايفة لا اكون بظلمها وعشان كده حكيتلك كل اللى عبده قالهولى بالحرف الواحد

فتحية بفضول : لو عبده ردها لعصمته … مش هتضايقى

فاطمة بتردد : مش عارفة يا ماما ، صدقينى مش عارفة 

فتحية : هو انتى وعبده لسه برضة

فاطمة : لسه ايه

فتحية بخبث : لسه اخوات واللا ….

فاطمة بصت فى الارض ووشها احمر وهى بتقول : ااه ..اخوات طبعا ففتحية ضحكت اوى وقالتلها ، ومالك انكسفتى كده 

فاطمة : عادى يا ماما ، ما انكسفتش ولا حاجة

فتحية : يعنى مافيش فى حاجة جواكى اتحركت ناحيته كده واللا كده ، صارحينى يابطة ، ده انا اللى مربياكى

فاطمة بشرود : مش عارفة 

فتحية بابتسامة : ماشى ، على العموم .. انا هسيبك تتصرفى مع شروق زى ما انتى عاوزة 

فاطمة وقفت وقالتلها : طب ياللا بينا احسن اتاخرنا على عزة 

ورجعوا على شقة فتحية واول ما دخلوا شروق بصت لفاطمة وقالتلها

شروق : انا عاوزة اغير هدومى ، وشنطتى مع عبد الرحمن فى العربية

فاطمة : هو انتى معاكى هدوم

شروق: ااه … شنطتى فى عربية عبد الرحمن

فاطمة بابتسامة : طب كويس ، ده انا كنت هجيبلك هدوم من عندى

عزة باستغراب وشوشت فاطمة وقالت : هى هتبات هنا

فاطمة غمزتلها بمعنى .. بعدين

فاطمة التفتت لبسمة وقالتلها : حطى عليكى الاسدال بتاعك وانزلى لباباكى هاتى منه الشنطة بتاعة طنط

شروق : باباها مين .. بقوللك شنطتى فى عربية عبد الرحمن

قمر : بابا يبقى بابانا كلنا ، وبعدين بصت لفاطمة وقالتلها : ماما .. ممكن انزل مع بسمة

شروق حست بغيظ وضيق ان قمر بتنادى فاطمة بماما وكمان بنات فاطمة بيندهوا عبد الرحمن بابا ، لكن عملت ان الموضوع عادى ومش فارق معاها

فاطمة بابتسامة : استنى اما اقول لبابا

فاطمة مسكت تليفونها وكلمت عبد الرحمن وقالتله وهى بتتعمد تبص لرد فعل شروق : بقوللك ياحبيبى ، انا هبعتلك بسمة عشان تديها شنطة الهدوم بتاعة ام قمر ، بس قمر شبطانة تنزل مع بسمة ، ممكن تقربلهم عند باب البيت

فاطمة ابتسمت وبصت لقمر وقالتلها : معلش بقى يا قمر ، بابا قال الشنطة هتبقى تقيلة على بسمة فهيبعتها مع حد وماحدش هينزل

قمر باعتراض : كنت عاوزة انزل

شروق قامت وقفت وقالت لقمر : تعالى وانا انزلك انا

فاطمة وفتحية وعزة فى نفس واحد بحدة : لا

شروق اتخضت وقعدت تدور بعينها مابينهم ففاطمة قالت بهدوء : معلش ياحبيبتى ، اصل عبد الرحمن منبه علينا مافيش حد من البنات يتحرك من البيت غير باذنه 

فتحية بجمود : خايف عليهم من ولاد الحرام .. كتروا اوى الايام دى

بعد خمس دقايق سمعوا الباب بيخبط ، ولقوا وحيد اللى بيشتغل فى المعمل عند فاطمة مطلع شنطة سفر 

وحيد حط الشنطة جوة الشقة وقال لفاطمة : عم عبده قاللى اطلعلك الشنطة دى يا ابلة فاطمة ، تؤمرينى باى حاجة

فاطمة وهى بصة للشنطة بابتسامة سخرية : لا يا وحيد تسلم ، بس قبل ماتقفلوا وتروحوا عشان السحور ، ماتنساش تطلعلى الزبادى من عندك على عددنا كلنا واعمل حساب واحدة زيادة احسن عندنا ضيوف ، عشان مش هفضى انزللكم النهاردة

وحيد : حاضر يا ابلة من عينيا

بعد ماوحيد نزل فاطمة بصت لشروق وقالتلها : الشنطة وصلت يا ام قمر ، وشاورتلها على اوضة الضيوف وقالتلها : تقدرى تغيرى وتاخدى راحتك فى الاوضة دى

شروق شاورت لاوضة عبد الرحمن وقالت : انا عاوزة اقعد فى الاوضة دى

فاطمة : معلش بقى كان من عينى ، بس عبد الرحمن ساعات بيحب اننا نريح هنا شوية فبننام فيها ، وحاجتنا مالية الاوضة ، لكن الاوضة اللى قلتلك عليها فاضية .. خدى راحتك

شروق قامت اخدت شنطتها وراحت ناحية اوضة الضيوف وقفلت عليها ، عزة التفتت لفاطمة وفتحية وقالتلهم : هى ايه الحكاية

فاطمة سحبت عزة وراحت ناحية اوضة عبد الرحمن القديمة قفلتها بالمفتاح واخدته وسحبت عزة على شقتها وسابت فتحية قاعدة مع الولاد 

فاطمة برضة حكت لعزة اللى دار بينهم وحكتلها كمان على راى فتحية فى اللى حصل

عزة بغيظ : عبده ده … على اد ما دماغه توزن بلد الا انه برضة ساعات بيبقى طيب زيادة عن اللزوم

فاطمة : المهم يا عزة احنا عاوزين عينينا ماتفارقش قمر

عزة : ماشى ، والحمدلله ان الحكاية دى واحنا كلنا متجمعين هنا مع بعض

فاطمة : طب ياللا بينا زمانها غيرت هدومها وطلعت برة تانى 

عزة وفاطمة رجعوا واول ما دخلوا رجلهم اتسمرت فى الارض من اللى شافوه ، شروق كانت قاعدة ولابسة بيجامة من غير كمام وبنطلون ضيق وقصير 

فاطمة وعزة بصوا لبعض بعدين بصوا لفتحية لقوها بصالهم بابتسامة غيظ من المنظر 

عزة راحت ناحية شروق وقالتلها : على فكرة ياشروق ، ناصر بيبات معانا هنا

شروق : طب وايه المشكلة

عزة : المشكلة ياحبيبتى انك تحاولى تلبسى حاجة حشمة ، وبعدين ده احنا فى رمضان ، ماينفعش كده

فاطمة بسرعة : سيبيها براحتها ياعزة ، انا هاخد ناصر يبات عندى

عزة باعتراض : طب ما احنا بنتجمع على الفطار والسحور

فاطمة بابتسامة : لا عادى ، هخلى ناصر يفطر ويتسحر معايا انا وعبده هناك وانتو افطروا واتسحروا هنا ، عشان ام قمر تبقى براحتها

شروق قامت بسرعة وقالت : لا لا ، مالوش لزوم ، انا ممكن البس عباية عادى

فاطمة : ياشيخة وهتتحملى كمان الطرحة طول مانتى قاعدة

شروق : طرحة ايه ، انا مش محجبة اصلا

عزة فهمت اللى فاطمة بتعمله فقالت : عندك حق يابطة ، خلاص ياشروق .. خليكى براحتك وماتكتفيش نفسك

شروق بنبرة غيظ : لا عادى ، هاتيلى انتى بس طرحة من عندك على ما اغير هدومى تانى

و رجعت دخلت الاوضة وقفلت على نفسها ، فاطمة وفتحية وعزة ضحكوا جامد جدا وهم بيحاولوا يكتموا ضحكهم

ناصر رجع من صلاة التراويح لقى شروق قاعدة وسطهم ولابسة عباية وطرحة ، بقى مستغرب جدا بس معلقش لما عزة غمزتله ، شرب شاى ورجع نزل تانى وقاللهم انه هيبص على المعمل وبعدين هيقعد مع عبد الرحمن فى المحل 

شروق ببعض الاعتراض : طب يعنى انتو قاعدين عادى اهوه من غير طرح

عزة : اخويا وجوزى واخوها وجوزها ، فعادى وحلال ، انما انتى بقى لا عادى ولا حلال

شروق : بس عبد الرحمن جوزى

فاطمة بجمود : كان .. كان يا ام قمر ، وخلاص مابقاش

فضلوا على قعدتهم لحد ما معاد السحور قرب ، فاطمة وعزة قاموا يحضروا الاكل وفضلت فتحية قاعدة مع شروق زى ماتكون تلسكوب ، مركزة مع كل نفس ولفتة ليها

عبد الرحمن وصل هو وناصر ، كانت عزة وفاطمة طالعين داخلين على المطبخ بيحطوا الاكل فعبد الرحمن قرب من فاطمة واخد منها اللى فى ايدها وقاللها : عنك ياحبيبتى ، وراح حطهم على الترابيزة

ففاطمة قالتله بابتسامة : شكرا ياحبيبى ، بس روح اغسل ايدك ياللا 

عبد الرحمن بصوت عالى لان فاطمة رجعت على المطبخ : وحيد جابلك الزبادى ياحبيبتى

فاطمة ردت عليه برضة بصوت عالى من جوة : ااه ياحبيبى انا حطيتهم فى التلاجة

شروق كانت قاعدة متابعة كل كلمة وكل حرف بين عبد الرحمن وفاطمة بغيظ مكتوم ، لكن عينيها رايحة وجاية معاهم 

وكل مافاطمة تختفى كانت تركز مع عبد الرحمن ، لكن عبد الرحمن اتعمد انه مايبصلهاش نهائى

بعد ماكل حاجة جهزت فاطمة قالت : ياللا يا اولاد .. ياللا يا ماما ، ياللا يا ام قمر اتفضلى .. البيت بيتك

شروق بصت لعبد الرحمن كانت منتظراه يعزم عليها ، لكن لقته مسلم زمام كل حاجة لفاطمة وهو ولا اكنه موجود وسطيهم 

كل ما دا كان الغيظ جواها بيكبر ، لكن قامت معاهم وقعدت من سكات ولما لقت قمر راحت قعدت جنب فاطمة ندهتلها وقالت : تعالى ياقمر اقعدى جنب ماما

قمر بصتلها وقالت : لا ، انا عاوزة اقعد جنب ماما 

شروق باعتراض خفيف : انا ماما ياقمر

قمر بصدق طفولى شديد : انا عارفة انك مامتى الحقيقية ، بس انا عاوزة اقعد جنب ماما بطة

 الكل اتفاجئ من رد قمر البرئ لكن ماحدش ابدا حاول انه يعلق على حاجة ، ابتدوا ياكلوا من سكات ، وطول الوقت فاطمة كانت بتراعى قمر فى اكلها ، وعبد الرحمن طول الوقت عمال يعاكس فى كل الولاد 

شروق حاولت انها تثبت وجودها فقالت : هى قمر بتصوم

قمر : بصوم لغاية الضهر بس 

شروق بابتسامة : وبتقدرى

قمر : اول ما بعطش او اجوع بقول لماما وهى بتاكلنى على طول عشان انا لسه صغيرة

شروق بخبث : طب مش المفروض انك تنامى بدرى شوية عن كده عشان السهر ده غلط عليكى

فاطمة بصت لعبد الرحمن فعبد الرحمن ابتسم بسخرية وقال : وحياتك يابطة ابقى هاتيلى مسكن مع الشاى احسن مصدع

شروق قامت من مكانها بسرعة وجريت على الاوضة اللى حاجتها فيها ورجعت معاها شريط مسكن حطته قدام عبد الرحمن وقالت : ده مسكن مستورد هيريحك اوى ياعبد الرحمن .. سلامتك

عبد الرحمن مابصلهاش ، بس قال : كتر خيرك يا ام قمر ، بس معلش ، انا متعود على المسكن بتاعى اللى مع بطة .. بيريحنى 

شروق باصرار : جرب ده هيريحك اكتر

عبد الرحمن قال بمغزى : لا .. مانا خلاص عرفت ايه اللى بيريحنى ومش ناوى اغيره

شروق : ومش يمكن يكون متهيألك انه مريحك ، وتكون راحتك الحقيقية مع غيره 

عبد الرحمن قام من على الاكل وقال : الحمد لله انا شبعت ، وبعدين بص لشروق وقاللها : ماعتقدش ان بعد العمر ده كله مابقاش عارف ايه اللى يريحنى وايه اللى مايريحنيش

فاطمة وعزة وناصر وفتحية كانوا عمالين يتبادلوا النظرات مابينهم وهم بيتابعوا كلام شروق وعبد الرحمن ، وفجأة فاطمة قامت وقالت : تعالى ياعبده على شقتنا عير هدومك وانا هعملك الشاى واجيبلك المسكن هناك 

شروق بتسرع : ماتسيبيه قاعد شوية

فاطمة بابتسامة : راحته اهم 

وفعلا اخدت عبد الرحمن وراحوا على شقتهم ، واول مادخلوا وقفلوا الباب فاطمة قالتله : انت مصدع بجد 

عبد الرحمن بوجع وهو ماسك دماغه : اوى يابطة

فاطمة بقلق: طب هعملك الشاى على ماتغير هدومك 

وراحت على مطبخها بسرعة وحطت البراد ، وعملت شاى ليهم هم الاتنين واخدتهم على برة وجابت مسكن حطته جنب كوباية عبد الرحمن ، كان عبد الرحمن غير هدومه ورجع قعد ، مد ايده اخد المسكن وبلعه بعدين بص لفاطمة وقاللها : احكيلى 

فاطمة : مش لازم وانت مصدع كده ، لما تروق شوية 

عبد الرحمن : احكيلى عشان اتلهى عن الصداع ده شوية

فاطمة اتنهدت وابتدت تحكيله كل اللى حصل من ساعة مانزل لحد اما رجع ، وعبد الرحمن طول ماكان بيسمع كان عمال يضحك لحد مافاطمة خلصت فعبد الرحمن قاللها : ده انتى طلعتى كارثة يابت انتى ، رغم انه مايبانش عليكى

فاطمة بمرح وهى بتلاعب حواجبها : زورونا تجدوا مايسركم

وبعدين وشها اتقلب فجأة لغيظ شديد جدا وهى بتقول : وانت بقى لما شفت شنطة السفر اللى كانت معاها دماغك ماراحتش فى اى حتة خالص

عبد الرحمن : صدقينى كنت عمال افكر فى التدبيسة السودة اللى اتدبستها ، وفى الكلام اللى الدكتور قاله وماركزتش فى اى حاجة تانية

فاطمة : طب ايه 

عبد الرحمن : ايه

فاطمة : هو ايه اللى ايه ، عاوزين نعرف ابوها مات بجد واللا ايه الحكاية ، انت تعرف طريقه

عبدالرحمن : ااه ، اعرف عنوان شركته فى مصر الجديده

فاطمة : مشوار برضة ، هتقدر تروح 

عبدالرحمن : مش لازم اروح بنفسى ، هخلى اى حد من عندى يروح ويعرف 

فاطمة : ولو طلع كلامها اشتغالة 

عبدالرحمن : مش عارف

فاطمة : طب ولو طلع حقيقى 

عبد الرحمن : برضة مش عارف

فاطمة : طب قوم اتوضى ياللا احسن الفجر خلاص هيأذن ، على ما انده على البنات

عبد الرحمن : لا ، سيبيهم 

فاطمة : مش هيصلوا معانا

عبد الرحمن بخبث : انا هكلم عزة تبعتهم ، ماتروحيش انتى 

فاطمة بصتله باستغراب وهو بيكلم عزة وبعد ماقفل قالتله : يعنى خطوتين بيننا وبينهم ونقضيها مكالمات

عبدالرحمن : خليكى فى حالك وروحى اتوضى

الباب خبط فعبد الرحمن قال لفاطمة : روحى انتى انا هفتحلهم 

وراح اتدارى ورا الباب وفتح لحد ما البنات دخلوا كلهم وقفل الباب من غير مايبان

بعد ماقفل الباب قال لبسمة : ماما بتتوضى ، روحوا انتو كمان اتوضوا فى الحمام التانى على لما تخلص ، عشان نصلى 

بسمة ونسمة دخلوا على جوة وعبد الرحمن شد قمر واخدها قعدها على رجله وقاللها : ها ياقمراية ، عملتى ايه بعد ما أنا وماما جينا على هنا 

قمر : ماعملتش حاجة ، لعبت مع حسن وخالو ناصر

عبدالرحمن : طب و ماما 

قمر باستغراب: ماما جت معاك هنا ، انت نسيت واللا ايه

عبدالرحمن : لا ، انا اقصد ماما شروق

قمر : فضلت قاعدة على الكرسى لحد ما انا واخواتى كنا جايين ، قامت باستنى وقالتلى انها هتوصلنى لحد باب الشقة

عبد الرحمن : ووصلتك

قمر : لا ، انا جريت منها وهى فضلت واقفة على الباب بتاع تيتا

فاطمة كانت خلصت وضوء وخرجت ، سمعت الحوار اللى دار بين عبد الرحمن وقمر فقالت : طب وجريتى منها ليه

قمر : مش بحبها 

فاطمة بابتسامة : عيب ياقمر ، دى ماما ياحبيبتى ، ماينفعش تقولى عليها كده

قمر بدموع : انتى ماما

فاطمة قعدت على ركبها قصاد عبد الرحمن وهو شايل قمر وقالتلها وهى بتطبطب عليها : هى ماما ، وانا كمان ماما ، انا بحبك .. وهى كمان بتحبك ولازم تعامليها حلو عشان ربنا يحبك

قمر سكتت ومارديتش فعبد الرحمن قاللها وهو بيزغزغها فى بطنها : الفجر أذن يا أوزعة ، اوعى عاوز اتوضى ، واما نشوف بقى مين فينا اللى هيتوضى الاول انا واللا انتى

قمر جريت على الحمام وهى بتضحك ، فعبد الرحمن قال لفاطمة بعتاب : بلاش تضغطى عليها يافاطمة

فاطمة باعتراض : بس كده مش صح ياعبده

عبد الرحمن وهو رايح ناحية اوضتهم : انا رايح اتوضى ، وياريت فى الموضوع ده بالذات تسمعى كلامى

فاطمة : ممكن ترجعلها تانى … واضح جدا انها ندمت و ان كل اللى هى بتعمله ده عشان ترجعلها تانى 

عبد الرحمن وقف مكانه ثوانى وهو ساكت وبعدين التفت لفاطمة وقاللها بجمود : انتى ايه رأيك

فاطمة : ما اعرفش ، اسأل قلبك ان كان لسه بيحبها واللا لا

عبد الرحمن رجع وقف قدام فاطمة وقاللها : لو محمد ندم ورجع وحب يرجعك هترجعيله

فاطمة بحسم : لأ

عبد الرحمن التفت وراح ناحية اوضة النوم وهو بيقول : وانا كمان لأ فى الاتنين

فاطمة باستغراب : اتنين ايه دول

عبد الرحمن كان دخل الاوضة وماردش عليها

……..

تانى يوم الصبح عبد الرحمن نزل على المحل من غير مايعدى على فتحية ، وكلم فاطمة بعد العصر قاللها انه هيفطر مع العمال اللى عنده فى المحل 

وكمان ما اتسحرش معاهم ، شروق كانت متضايقة جدا انها ماشافتش عبد الرحمن وكل شوية كانت تسأل عزة عنه ، وفى كل مرة عزة تقوللها انها ماتعرفش وان فاطمة هى اللى تعرف

اليوم اللى بعده عبد الرحمن قبل ماينزل الصبح جاله تليفون وبعد ماقفل الخط قال لفاطمة : والد شروق اتوفى فعلا

فاطمة : استغفر الله العظيم ، ربنا يسامحنا ، ظلمناها

عبد الرحمن بجمود : مات من قبل ماشروق ترجع من برة باسبوعين

فاطمة بدهشة : يعنى ايه ، هى قالت انها رجعت عشان مامتها ماتت

عبد الرحمن : مش عارف ، بس على العموم ، هى فى كل الاحوال كذبت علينا

فاطمة : وهتعمل ايه

عبدالرحمن بزهق : مانا مش هقدر اقوللها تمشى ، مايصحش

فاطمة : طبعا ، طب والحل

عبد الرحمن سكت شوية وبعدين قاللها : بصى ، انا وانتى النهاردة هنفطر سوا برة ، ونشوف هنعمل ايه

فاطمة : وهنسيب ماما لوحدها 

عبد الرحمن : ماما مش لوحدها ، عزة معاها وناصر ، ماتقلقيش

فاطمة : ماشى ، زى مانت عاوز

عبدالرحمن : هبقى اكلمك عشان تجهزى

فاطمة : ماشى

عبد الرحمن نزل وبرضة ماعداش على فتحية ، وفاطمة راحتلهم وقضت معاهم اليوم عادى وساعدت عزة وفتحية فى تحضير الفطار ، وشروق كالعادة قاعدة بتراقب اللى بيحصل من سكات 

فاطمة وهى فى المطبخ قالت لعزة وفتحية انها هتفطر برة مع عبد الرحمن ، لكن ماحكيتلهومش على اللى عبد الرحمن قالهولها على شروق 

الساعة ٤ ، عبد الرحمن كلم فاطمة وقاللها تنزله الساعة خمسة ، فاطمة وقتها كانت قاعدة بتسرح لقمر شعرها ، فبعد ماخلصت ، اخدت قمر على رجلها وقالتلها هى وبناتها : انا عوزاكم تبقوا شطار وتسمعوا كلام تيتا وخالتو وخالو وماتزعلوهومش منكم 

قمر : اشمعنى بقى

فاطمة بضحك وهى بتبوس قمر : ااه منك يا لمضة انتى ، عشان انا وبابا مش هنفطر معاكم النهاردة

قمر باعتراض : وليه بقى

فاطمة : انا وبابا عندنا حاجة مهمة هنعملها برة ، وعشان كده هنفطر برة النهاردة

قمر بخبث : طب هاتيلى معاكى ايس كريم

فاطمة : اه منك يامصلحجية انتى ، اوعى بقى عشان هروح البس

شروق وقفت بسرعة وقالت لفاطمة : هو انتو رايحين فين

فاطمة بدهشة : رايحين مشوار ، محتاجة حاجة

شروق : اصلى زهقانة وحاسة انى عاوزة  اخرج

فاطمة : طب ماتخرجى ، و رفهى عن نفسك عادى

شروق : اصلى مامعاييش العربية بتاعتى

فاطمة : طب عاوزة ايه

شروق : لو ممكن تاخدونى معاكم ، يعنى ، اغير بس هوا ومناظر ، وارجع معاكم تانى

فاطمة بصت بصدمة من جرأة شروق ومابقيتش عارفة ترد عليها تقوللها ايه ، لكن جتلها النجدة من ناصر اللى كان لسه داخل وسمع حوار شروق مع فاطمة فقال : ياللا يابطة ، جوزك بيقوللك ماتتأخريش عليه ، وبيقوللك اوعى حد من العيال يشبط فيكى عشان ماينفعش حد يبقى معاكم

فاطمة بصت لناصر بامتنان وابتسمت وقالت لشروق : معلش بقى يا ام قمر ، اديكى سمعتى بنفسك وسابتها وراحت ناحية باب الشقة فشروق لحقتها بسرعة وقالت : ده عشان اطفال ، فى اماكن الاطفال مش المفروض يروحوها لكن انا كبيرة كفاية واكيد مش هزعج حد

فاطمة مابقيتش قادرة تصدق الاصرار اللى شروق بتتكلم بيه ، لكن كان واضح جدا ان الاصرار ده اتنقل لناصر وعزة اللى انضمت للحوار فقالت لناصر : ايه رايك ياناصر ، لو مش تعبان .. تعالى انا وانت نخرج شروق ونوديها تجيب عربيتها 

شروق بلهفة : ناصر بييجى من الشغل عاوز ينام ، خليه مستريح وانا هخرج مع عبد الرحمن وفاطمة

فاطمة بابتسامة : طب ادخلى اجهزى يا ام قمر ، قدامك حوالى ساعة عشان تجهزى فيها

شروق دخلت بسرعة على الاوضة اللى بتنام فيها والفرحة مش سايعاها ، وناصر بص لفاطمة بغيظ وقاللها : انتى هتاخديها معاكى 

فاطمة بابتسامة : الست عاوزة تتفسح ، وضيفة عندنا ، يبقى نفسحها .. واللا ايه

بعد نص ساعة ، فاطمة خرجت من شقتها ونزلت على تحت على طول ، و لقت عبد الرحمن قاعد فى العربية بتاعته مستنيها ، فركبت وقالتله وهى بتضحك جامد : اطلع ياللا بسرعة

عبد الرحمن بصلها باستغراب فقالتله تانى : بقوللك اطلع بسرعة ياللا وبعدين هفهمك

عبد الرحمن طلع فعلا بالعربية لحد ماطلع من الشارع وقاللها : ايه الحكاية 

فاطمة حكتله على اللى حصل فقاللها : يعنى هتخرج مش هتلاقي الهوا وتلاقيكى خلعتى منها 

فاطمة  بضحك : و دى تيجى برضة ، دى ضيفتنا ولازم نبسطها ونعمللها اللى هى عاوزاه كله


9


العوض


الفصل التاسع


شروق خرجت من اوضتها وهى متشيكة على الاخر ، لقت ناصر وعزة هم كمان لابسين لبس خروج وقاعدين مع فتحية فى الصالة 


شروق : هى فاطمة لسه ماخلصتش لبس


عزة بمكر : لا ازاى ، دى لبست ونزلت من بدرى


شروق بنرفزة مكتومة : يعنى ايه ، سابتنى ومشيت


ناصر وعزة وقفوا وناصر قال : انا قلتلها تروح هى لجوزها ، وانا وعزة هنوديكى مطرح ماتحبى


شروق بغيظ : بس انا كنت عاوزة اخرج مع عبد الرحمن ، مش مع حد تانى


ناصر قرب من شروق وقاللها : اصل عبد الرحمن كان عامل مفاجأة لبطة ، وعاوز يحتفل بيها لوحدهم عشان مناسبة خاصة بيهم ، فقلت ان وجودك بينهم مش هيبقى مناسب ومش هتنبسطى


عزة : واحنا اهوه مستعدين نوديكى مطرح ما انتى عاوزة 


شروق بغيظ : لا ، خلاص ، مش عاوزة اروح فى اى حتة ، ورجعت على اوضتها بغيظ وقفلت على نفسها لحد معاد الفطار


عند عبد الرحمن وفاطمة ، اخدها وراحوا يفطروا فى مكان بسيط فى وسط البلد ، وفاطمة كانت مبسوطة جدا رغم بساطة المكان ، الا انها حست انها بتعمل حاجة مختلفة ماعملتهاش قبل كده


وقت الفطار، فضلوا يتكلموا فى حاجات كتير تخص المحلات والمعمل والبيت والولاد من غير مايجيبوا سيرة شروق تماما


بعد ما خلصوا اكل ، عبد الرحمن اخدها وطلعوا على الحسين .. صلوا المغرب ، واستنوا لحد ماصلوا العشاء كمان والتراويح ، وبعدين اخدها على قهوة بلدى من القهاوى العريقة بتاعة زمان وقعدوا يشربوا شاى وبعدين علبد الرحمن قاللها : ها بقى 


فاطمة : ها ايه 


عبد الرحمن : تفتكرى ممكن شروق تكون عاوزة ايه بالظبط


فاطمة وهى بتجز على اسنانها : عاوزة ترجعلك اكيد ، هتعوز ايه يعنى


عبد الرحمن ضحك وقاللها : ومالك بتقوليها بغيظ كده


فاطمة : عشان بتسأل اسئلة اجاباتها معروفة من زمان ، شروق من ساعة ماجت اول مرة وهى كان واضح جدا هى جاية ليه ، وهتتجنن على الاخر عشان مش عارفة تشوفك اليومين دول


عبد الرحمن : طب اقترحى ، ممكن نمشيها ازاى


فاطمة وهى مركزة مع عبد الرحمن : عاوزة اسألك سؤال وتجاوبنى بصراحة 


عبد الرحمن : وانا من امتى عندى غير الصراحة


فاطمة : انت رافض ترد شروق عشان خلاص مش عاوزها ، واللا بتحاول تأدبها وتخليها تندم على انها سابتك


عبدالرحمن اتفاجئ بالسؤال ، سكت وفضل مركز فى عيون فاطمة وهو بيفكر فى الرد ، وفى الاخر قال وهو مركز فى عينيها : انا عارف انك يمكن ماتفهميش الاجابة ، بس اجابتى كل اللى انتى قلتيه مع بعضه


فاطمة : ماينفعش الاجابتين يتحطوا مع بعض ياعبده


عبدالرحمن : وليه بقى


فاطمة : لان لو مش عاوزها ، فدى معروفة انك كده خلاص قفلت صفحتها ، لكن لو عاوزها تندم يبقى معنى كده انك من جواك عندك امل انها ترجعلك تانى


عبد الرحمن ابتسم بسخرية وقاللها : تعرفى … لو شروق اخر ست فى الدنيا دى ، عمرى ما افكر انى ارجعلها فى يوم من الايام


فاطمة باستغراب : طب هتستفيد ايه من ندمها او عدمه


عبد الرحمن بشرود : يمكن عاوزها تتعلم انها ماتمشيش ورا دماغ حد من غير تفكير مرة تانية


فاطمة : ماتنساش برضة ان وقتها الحد ده كان امها ، ومين فينا مابيمشيش ورا امه وهو مغمض


عبدالرحمن : الكلام ده اما تبقى طول عمرك فى حضنها وعلاقتكم ببعض علاقة سوية ، لكن شروق … شروق طول عمرها ضايعة ومتشتتة بين ابوها وامها ، هى بنفسها ياما عيطت فى حضنى وهى بتشتكى ان عمرها ماحست بحضن امها ولا حنية ابوها


فاطمة فجأة حست انها اتضايقت لما سمعت عبد الرحمن بيقول الكلام ده ، بس حاولت ان مايبانش عليها فقالتله : احيانا الانسان لما بيفتقد لاحساس معين من شخص المفروض انه يبقى منبع الاحساس ده ، مابيصدق انه يحس بيه وبيمشى وراه حتى لو كان متاكد انه كداب ، بس بيبقى مجرد خوف انه يفقده مرة تانية 


عبد الرحمن بمرح : ايه … بقيتى محللة نفسية واللا ايه 


فاطمة : لا محللة ولا حاجة ، بس يمكن اكون بكلمك عن تجربة 


عبد الرحمن باهتمام : وانتى ايه الاحساس اللى كنتى محرومة منه يافاطمة ، و من مين


فاطمة وهى بتهرب من الكلام : احنا بقى هنسيب اللى قاعدة فى البيت دى وهنضيع الوقت فى اى كلام 


عبد الرحمن لاحظ انها مش حابة تتكلم فقاللها : ماشى ، طالما مالكيش مزاج تتكلمى ، هسيبك براحتك ، بس انتى عارفة انى موجود وقت ماتحبى تفضفضى


فاطمة بمرح : ااه ، هبقى اجيلك وامدد على الشيزلونج


عبد الرحمن بضحك : لا ، المفروض تحكيلى وانتى فى حضنى ، بس برضة ماقلتيش رايك 


فاطمة اتكسفت شوية وبعدين قالت : بص ياعبده ، لو انت مش عاوزها فى البيت ، اختفى من قدامها ، وهى كده كده هتمشى


عبدالرحمن : اختفى اعمل ايه يعنى


فاطمة : زى ماعملت اليومين اللى فاتوا ، ماتروحش شقة توحة


عبدالرحمن بغيظ : يعنى هقاطع امى عشان خاطرها


فاطمة : لا طبعا لا مقاطعة ولا حاجة ، توحة ممكن تجيلك كل يوم تشوفك


لكن هى لما تلاقى السبب اللى موجودة عشانه مش موجود هتلاقى ان  وجودها مالوش لازمة وهتمشى 


عبد الرحمن : احنا خلاص فاضل على العيد خمس ايام ، وكده كده لازم اجى فى العيد


فاطمة : تفتكر ممكن تصبر لحد العيد ، ده ٣ ايام وكانت هتتجنن


عبد الرحمن وهو بيطلع تليفونه : طب استنى كده اما اشوف ايه الاخبار 


فاطمة : هتكلم مين 


عبد الرحمن وهو بيتكلم : ايوة يا وزة ، روحى اوضتك عشان تتكلمى براحتك


عزة : استنى ، وبعد ثوانى ، ايوة ياعبده انا فى اوضتى


عبدالرحمن : ها .. ايه الاخبار عندكم


عزة : مافيش جديد ، بس حاسة ان شروق مستنيياكم عشان تولع فيكم


عبد الرحمن : اخدتوها وروحتوا فين 


عزة بضحك : مارضيتش تخرج ، وفضلت حابسة روحها فى الاوضة لحد ما المغرب آذن ، وكلت ورجعت على اوضتها تانى ، وكل نص ساعة تخرج تسأل عليكم ولما تلاقيكم ماجيتوش ،ترجع تانى تقفل على روحها


عبد الرحمن : طب بصى ياعزة ، عاوزك تقولى ان انا وفاطمة هنتسحر كمان برة وهنصلى الفجر ونييجى ، ودخلى البنات بعد صلاة الفجر على شقة فاطمة واحنا مش هنتأخر


عزة بخبث : هو انتو فين ياعبدة


عبد الرحمن ضحك وقاللها : روحى يابت اعملى اللى قلتلك عليه


عزة : ماشى يا اخويا حاضر


فاطمة بتردد : احنا هنفضل كل ده برة


عبدالرحمن : وايه المشكلة 


فاطمة : بقالى يومين مانزلتش المعمل ومش عارفة الدنيا فيها ايه


عبدالرحمن : ماتقلقيش ، ناصر هناك 


فاطمة : واحنا هنقعد على القهوة كده طول الليل 


عبد الرحمن بضحك : انهى ليل ده ، ده خلاص فاضل ساعة زمن على السحور


فاطمة : ايه ده .. بجد ، ده انا ماحسيتش بالوقت خالص 


عبدالرحمن بابتسامة : افهم من كده انك انبسطتى


فاطمة : بصراحة ...اوى 


عبدالرحمن : رغم انى يعنى ماوديتكيش اماكن غالية من الاماكن اياها


فاطمة بابتسامة : المكان بالصحبة اللى وياك ، مش بشكله ولا مستواه


عبد الرحمن ابتسم بوجع وقاللها : تعرفى .. انا جبت شروق هنا قبل كده مرتين ، فى المرة الاولى كنا لسه ماتجوزناش ، طلعت الاجندة بتاعتها وقعدت تكتب فيها حاجات كتيرة اوى وهى عمالة تتلفت يمين وشمال وتسأل على كل حاجة بانبهار ، اكنها فى كوكب تانى 


فاطمة بفضول : طب والمرة التانية


عبدالرحمن بسخرية : دى بقى ، كنا اتجوزنا ، اديتنى محاضرة طويلة فى انى ازاى أأمن على مراتى انى اجيبها مكان شعبى زى ده


فاطمة باستغراب : شعبى ايه .. ده السياح ماليين الشارع


عبد الرحمن بمرارة : لما قلتلها كده غضبت وصممت تمشى واوديها كوفى شوب مشهور جدا فى المهندسين ، وعشان ما ازعلهاش وديتها .. وياريتنى ماوديتها


فاطمة : حصل ايه


عبد الرحمن بحزن : لقيت مامتها سهرانة هناك مع شلتها واول ماشافتنا قامت اخدتنا على برة تانى وقالت لشروق بنرفزة .. ايه المنظر اللى انتى جايباه بيه ده ، مش المفروض كنتى تخليه يلبس حاجة عدلة


فاطمة بفهم : اممممم …. مامتها ، واضح جدا ان مامتها كانت هى العقدة الاساسية فى حياتكم ، بس شروق كان رد فعلها ايه


عبد الرحمن بمرارة : بصتلى بزعل وقالتلى : شفت انك مش عارف تبسطنى ، وسابتنى  ورجعت على العربية وفضلت تعيط لحد ما وصلنا 


فاطمة بنوع من المرح وهى بتحاول تخليه ينسى الموقف : وطبعا قعدت تصالح لتانى يوم ، حاكم انا عارفة الستات ودلعهم


عبد الرحمن : كانت اول مرة اسيبها زعلانة من غير حتى ما احاول اتكلم معاها ، حسيت انها كانت متفقة مع مامتها على اللى حصل ده 


فاطمة باستنكار : مش معقول ياعبد الرحمن ، ما اعتقدش


عبد الرحمن بسخرية : انا بقى .. اعتقد 


وبعد كده قال بتنهيدة : ها .. عاوزة تتسحرى فين


فاطمة بمرح : على عربية فول 


عبدالرحمن بضحك : غالى والطلب رخيص ، ياللا بينا


عبد الرحمن اخد فاطمة وداها اتسحروا فعلا على عربية فول فى السيدة زينب وبعد ماشربوا الشاى رجعوا تانى على السيدة نفيسة قعدوا فيها لغاية ماصلوا الفجر ، وبعد كده رجعوا تانى على البيت وفاطمة عماله تشكره وكانت حاسة انها مبسوطة جدا


عبد الرحمن فعلا نفذ اللى هو وفاطمة اتفقوا عليه وشبه اختفى تماما باقى ايام رمضان ، لحد اخر يوم فى رمضان فاطمة نزلت المعمل عشان تقبض العمال ، وقبل ماتطلع قابلت عبد الرحمن راجع هو كمان بعد ماقبض العمال عنده ، وعاوز يطلع عشان يستعد لصلاة العيد 


طول ماكانوا طالعين سوا كانوا عمالين يضحكوا ويهزروا ، لحد ما وصلوا عند باب الشقة ، ولسه عبد الرحمن بيطلع المفتاح عشان يفتح الباب ، لقى باب مامته اتفتح وخرجت منه شروق وهى بتبص لفاطمة بغيظ شديد جدا وقالت : عبد الرحمن .. انا عاوزة اتكلم معاك


عبد الرحمن وفاطمة بصوا لبعض ، وبعدين عبد الرحمن قال : معلش يا ام قمر ، لو ممكن تخليها للصبح ، عشان راجع مش قادر ومحتاج اعمل كذا حاجة واستعد لصلاة العيد


شروق بامتعاض : انا بقالى كتير اوى مستنياك تيجى ، كذا يوم ماشوفتكش ، وكل اما اسأل عليك يقولولى مشغول ، وكل اما اكلمك تليفونك مابيجمعش 


عبد الرحمن : معلش ، عشان دخلة العيد بس فمش فاضى ، بكرة ان شاء الله اكيد هعدى عشان اعيد عليكم واشوف انتى محتاجة ايه


شروق وهى بتبص بجنب عينها لفاطمة بكيد : كنت محتاجة شوية غيارات شخصية ليا زى اللى كنت بتجيبهالى … ممكن


عبد الرحمن اتلخبط من الكلام ، ماكانش متوقع ابدا انها تبقى بالجرأة دى فقال بلجلجة : معلش يا ام قمر اعذرينى ، انا مابقيتش اروح الاماكن دى


شروق بكيد : ليه مابتجيبش لفاطمة من الحاجات دى واللا ايه


فاطمة بجرأة : بنبقى مع بعض ياحبيبتى وهو بيجيبلى ، عشان مايتكسفش ، وعموما ، انتى لو تحبى انا ممكن انزل معاكى اجيبلك كل اللى انتى عاوزاه


شروق وهى بتبص لعبد الرحمن من تحت رموشها : صحيح يا عبد الرحمن بقيت تتكسف


عبد الرحمن دخل شقة فاطمة وهو بيقول : تصبحى على خير يا ام قمر ، ياللا يا بطة


فاطمة دخلت وراه وقفلت الباب وهى بتبتسم لشروق وبتقوللها : تصبحى على خير


لكن اول ماقفلت الباب ، لقت نفسها فى ضيق جامد جدا جواها ، وقعدت تتخيل الحاجات اللى عبد الرحمن كان بيجيبها لشروق 


عبد الرحمن كان واقف متابع تعبيرات وشها فقرب منها وقاللها بهمس: مالك يابطة


فاطمة بخضة : ها .. ما مافيش حاجة


عبد الرحمن : اومال مالك مسهمة كده ليه 


فاطمة وهى بتحاول ماتبصش فى عنيه  : اصلى كنت عاوزة اتطمن على البنات 


عبد الرحمن : هم فين


فاطمة : بعد ما كل واحدة استحمت ولبست بيجامة العيد وعملت شعرها ، راحوا يقعدوا مع ماما عشان يلعبوا مع حسن ويمنى 


عبد الرحمن بابتسامة : كل سنة وهم طيبين


فاطمة : وانت طيب ، هروح احضرلك الحمام 


عبد الرحمن : ماشى تسلمى


فاطمة راحت حضرتله الحمام بتاع اوضتهم وحطتله الغيارات بتاعته وندهت عليه قالتله انها خلصت ، وانها هتروح تبص على البنات على مايخلص


فعبد الرحمن قاللها انه هيخلص ويحصلها


فاطمة راحت قعدت مع فتحية وعزة والولاد والكل مبسوط وبيضحك ، ماعدا اتنين … شروق وهى عمالة تتفرج عليهم وبس ، وفاطمة اللى لاول مرة تحس انها متضايقة للدرجة دى من وجود شروق وسطيهم 


الفجر أذن والستات صلوا من غير ناصر وعبد الرحمن اللى راحوا يصلوا فى الجامع من غير مايشوفوهم ، وبعدين فاطمة جالها تليفون من عبد الرحمن بيقوللها انه هو وناصر هيستنوهم قدام البيت عشان يروحوا مع بعض يصلوا العيد


وفعلا ، راحوا مع بعض كلهم صلوا العيد ، وطول طريق مرواحهم ورجوعهم شروق كانت بتحاول تنفرد بعبد الرحمن لكن عبد الرحمن كان بيزوغ منها لحد ماوصلوا البيت عند فتحية ، اول ماقعدوا الولاد الصغيرين اتلموا حوالين عبد الرحمن وناصر عشان ياخدوا العيديات وسط جو جميل من الحب والمرح ، وبعد ما الصغيرين اخدوا العيدية عبد الرحمن ادى عيدية لفتحية ولعزة ، وبعدين الكل اتفاجئ بيه بيطلع كيس قطيفة من جيبه وطلع منها سلسلة دهب وراح لبسها لفاطمة وباسها من راسها وقاللها : دى بقى عيديتك يابطة ، كل سنة وانتى طيبة 


فاطمة بصت على السلسلة لقتها جميلة جدا ، كانت قصيرة حوالين رقبتها وفيها ماشاء الله بالفصوص ، فاطمة فرحت بيها جدا وقالت بسعادة : حلوة اوى ياعبده تسلم ايدك ، تعيش وتجيب


شروق بغيظ وهى ماسكة سلسلة فى رقبتها : اول عيد جه علينا برضة بعد ما اتجوزنا جابلى السلسلة دى ، بس بتاعتى بقلبين وقاللى ان دول قلبى وقلبه ، بس بتاعتى كانت اغلى واتقل من دى


فاطمة بصت لشروق بضيق حاولت تخفيه لكن ماقدرتش وقالت لها : الهدية بقيمة اللى جايبها مش بتمنها


شروق بغل : لا برضة ، مهما ان كان كل ما قيمة الهدية ذادت ، ده بيبقى دلالة على غلاوة اللى جاية عشانه


فاطمة اتجاهلتها وطلعت من جيب عبايتها هى كمان كيس قطيفة فيه خاتم دهب ولبسته لفتحية وهى بتقوللها : كل سنة وانتى طيبة ياماما


فتحية بحب : وانتى طيبة ياقلب ماما 


عزة بمرح وهى بتتفرج على خاتم مامتها : تصدقى يابطة ، طول عمرى بعتبرك زى حسن ويمنى


الكل ضحك جدا فناصر طلع من جيبه كيس قطيفة هو كمان وقاللها بمكر : رغم ان كان نفسى البسهولك انا ، بس ياللا نصيب ، خدى ياستى .. كل سنة وانتى طيبة


عزة خطفت الكيس من ايده بمرح وطلعت منه خلخال فضة فيه دلايات زى الحلقات اللى جواها فصوص زرقا ، عزة فرحت بيه جدا وقالت وهى بتتنطط : الله ياناصر ، الخلخال اللى كان عاجبنى ، يارب يخليك


وقعدت لبسته فى رجلها ، وقعدت تهز رجلها اوى عشان تسمع صوته وهى بتضحك وسعيدة جدا بيه


شروق بزهق : ايه ياعزة ، ده فضة ، اومال لو كان ذهب بقى واللا الماظ مثلا كنتى عملتى ايه


عزة بضحك : كفاية انه جابهولى لما عرف انه عاجبنى ، وبعدين كلكم عارفين انى بحب الفضة اكتر من الدهب


شروق بغيرة : مبروك عليكم كلكم 


ناصر طلع خلخال تانى زى بتاع عزة بالظبط بس الفصوص بلون الياقوت واداه لفاطمة وقاللها : ياللا يا ستى عشان تمشوا انتوا الاتنين تشخللوا زى بعض 


فاطمة اخدته وهى بتضحك جامد وقالتله : تعيش وتجيب ياحبيبى ، على الله بس مراتك ماتنصبش عليا وتاخده هو كمان 


بعد ماقعدوا يضحكوا شوية فاطمة راحت قعدت جنب شروق واديتلها شنطة وقالتلها : دى هدية عشانك يا ام قمر .. كل سنة وانتى طيبة


شروق وعيونها فيها لمعة فرح : ليا انا


فاطمة : ماهو مش معقول كلنا نعيد على بعض وانتى لا


شروق فتحت الشنطة لقت فيها عباية مغربى شيك جدا وواضح كمان انها غالية ، ورغم ان عيون شروق كان باين فيها الاعجاب بالعباية ، الا انها بصت بامتعاض لفاطمة وقالتلها : معلش يافاطمة مش هقدر اقبلها ، اصلها مش زوقى ومش هلبسها ، او اقوللك ، هبقى اديها للشغالة بتاعتى 


عزة راحت ناحية شروق ومسكت منها العباية وقالتلها ، استنى كده ، واخدتها وراحت ناحية اوضتها ورجعت بعد دقيقة وهى لابساها وقالت وهى بتضحك : معلش بقى ياشروق ، ابقى هاتى للشغالة بتاعتك حاجة غيرها ، لانها عجبتنى جدا وهتاكل منى حتة 


شروق بغيظ : بس دى مش جاية عشانك ياعزة


عبد الرحمن هنا قام وقف وقال : ولا جاية عشان الشغالة بتاعتك ياشروق وباس عزة وقاللها : مبروك عليكى ياوزة 


وبعدين قال وهو بيتتاوب : انا عاوز انام بقى احسن مش قادر


شروق قالت بلهفة : عبد الرحمن .. انا قلتلك انى عاوزة اتكلم معاك


عبد الرحمن قاللها : تحت امرك .. اتفضلى اتكلمى


شروق وهى عمالة تنقل عيونها بين كل اللى موجودين : عاوزاك بينى وبينك


عبد الرحمن اتردد شوية وبعدين قاللها وهو بيشاور على شقة فاطمة : 


تعالى نتكلم عند فاطمة


شروق اتغاظت جدا انه كل مايتكلم عن الشقة يقول شقة فاطمة ، بس مارضيتش تتكلم وراحت وراه واول مافتح الشقة شاورلها تدخل وبعدين التفت لفاطمة لقاها واقفة بصالهم ووشها عليه تعبير حزن ماشفهوش عليها من ساعة مامحمد طلقها فشاورلها بايده لقاها سرحانة وما اخدتش بالها فندهلها وقال : ياللا يابطة


 فاما انتبهت لقته بيشاورلها تروح وراه ، ولما اترددت لقت فتحية قامت من مكانها وراحت زقاها بغيظ ناحية شقتها وهى بتقوللها بصوت واطى وهى بتجز على اسنانها : امشى شوفيه عاوزك ليه واياكى تسيبيها تستفرد بيه 


وتلف عليه واللا تغويه من تانى ، انا بقوللك اهوه


فاطمة راحت لعبد الرحمن فمسك ايدها وقالها بهمس ؛ مالك


فاطمة بلجلجة : ما فيش حاجة


عبد الرحمن : طب تعالى ، انتى فكرتى انى هقعد معاها لوحدى واللا ايه


ولما دخل على شروق وهو ساحب فاطمة من ايدها شروق قالتله بغيظ : هو انا مش بقوللك انى عاوزاك بينى وبينك


عبد الرحمن : اولا انا مابخبيش حاجة على فاطمة ، ثانيا  هى هتقعد معانا لكن مش هتدخل فى الكلام الا لو شافت انها لازم تتدخل ، ثالثا ماينفعش اقعد معاكى لوحدنا 


شروق بخبث : ليه ، لسه خايف من تأثيرى عليك


عبد الرحمن بجمود : انتى عاوزة ايه بالظبط ياشروق


شروق بجرأة : عاوزاك ياعبد الرحمن ، مش عارفة اعيش من غيرك 


عبد الرحمن : بعد السنين اللى عيشتيها برة دى كلها ، اكتشفتى فجأة كده انك ماتقدريش تستغنى عنى


شروق : حاولت وفشلت


عبد الرحمن بسخرية : وانا حاولت ونجحت بامتياز 


شروق بغيظ : متهيألك بس انك قدرت تستغنى ، لكن لو قعدت مع نفسك شوية هتلاقى ان المسكنات عمرها مابتحل محل الدوا الاصلى


عبد الرحمن بحزم : بس انا مابحبش الادوية ، انا بكوى الجرح وبجيب من الاخر 


شروق باستعطاف : ياعبد الرحمن انا مابقاليش فى الدنيا دى غيرك انت وقمر ، نفسى نرجع زى زمان ، فاكر ياعبد الرحمن ، فاكر حكاياتنا وحواديتنا ، فاكر قعادنا سوا وضحكنا ولعبنا وحبنا لبعض ، ده انا اول واخر حب فى حياتك 


عبد الرحمن بجمود : يمكن كان الاول ، بس حتة انه الاخير دى مابقاش حقيقى ، وخلاص .. كل واحد راح لحاله برغبتك انتى وبقرارك انتى ، ليه بقى راجعة تقلبى فى المواجع من تانى 


شروق بقهر : عاوزة اعيش معاك


عبد الرحمن : بدل اللى انتى بتعمليه ده واللى مالوش اى لزمة ، فكرى ازاى تحسنى صورتك قدام بنتك ، فكرى انك ام وان بنتك المفروض انها تفتخر بيكى وبتصرفاتك


شروق : وانا اى طفل فى الدنيا دى يتمنى انى ابقى امه


عبد الرحمن بغيظ : بأمارة ايه ، بامارة ان بنتك لحد دلوقتى بتخاف منك ، ومن ساعة ماشافتك عند مدرستها مع العصبجية اللى كانوا معاكى وهى لونها بيتخطف لما فاطمة بتحاول تقنعها انك امها وانها المفروض تحبك زى ما هى بتحبها


شروق بغل : وانت بقى مصدق الشويتين دول ، دى تلاقيها هى اللى مسممة دماغ بنتى من ناحيتى ومخوفاها منى 


عبدالرحمن بحزم : الزمى حدودك ياشروق ، انا مش عاوز اقوللك كلام يضايقك وانتى فى بيتى عشان خاطر الاصول ، احنا خلاص كل واحد فينا بقى فى سكة غير التانى ، ولا احنا اول ولا اخر اتنين يتطلقوا ، وكل اللى بينى وبينك دلوقتى قمر وبس ، و زى ماقلتلك قبل كده .. وقت ماتحبى تشوفيها البيت مفتوحلك ، لكن اكتر من كده مافيش


شروق راحت ناحية عبد الرحمن وقالتله بنعومة وهى بتحاول تخليه يبصلها : ماوحشتكش ، ما اشتقتليش 


فاطمة طول الوقت ده كانت قاعدة بتسمعهم وهى حاطة وساندة ايديها الاتنين على رجلها وهى حطاهم على خدودها وعيونها رايحة جاية معاهم وهم بيتكلموا ، لكن كانت حاسة بغيظ مكبوت جواها لما افتكرت فتحية وهى بتحذرها ان شروق ممكن تلف على عبد الرحمن وتغويه من تانى ، وفضلت على وضعها ده لحد ماشروق قالت اخر كلمتين لقت نفسها اتعدلت وسهمت وهى مركزة مع عبد الرحمن اللى لقته فجأة شدها قومها من مكانها وهو بيقول : ومين اللى ممكن يشتاق للورد الزينة وهو معاه بساتين الورد كلها وراح مقرب منها وحضنها وباسها جنب شفايفها بوسة ناعمة سريعة جدا ورجع بعدها عنه وفضل يبصلها فى عيونها وهى مخضوضة وقال وهو بيوجه كلامه لشروق : انا ماعرفتش الحب الحقيقى غير مع فاطمة ، فاطمة بنت عمى اللى النصيب فرقنا عن بعض زمان ، بس ربنا رجع جمعنا تانى .. عشان كل واحد فينا يطيب جرح التانى ويخليه يلم على نضافة


فاطمة كانت عمالة تبص لعبد الرحمن وهى لسه بين ايديه وهى عمالة تتنقل بين عيونه بعيونها وسرحت معاه وسرح معاها وما انتبهوش غير على صوت رزعة الباب لما عرفوا وقتها ان شروق سابتهم ومشيت


قاطمة اتنفضت فى مكانها وبعدت عن عبد الرحمن وقالتله بلجلجة : خلاص .. مشيت 


عبد الرحمن بص لفاطمة وقاللها : مالك


فاطمة بلخبطة : ها .. لا مافيش حاجة ، بس يمكن عشان مانمتش من امبارح


عبد الرحمن : واللا زعلتى منى


فاطمة : هزعل منك ليه


عبد الرحمن بخبث : عشان بوستك


فاطمة : رغم انك زودتها ، بس انا عارفة انك عملت كده عشان تبعدها 


عبد الرحمن : طب مالك مكشرة كده ليه


فاطمة : ماقلتلك مانمتش من امبارح


عبد الرحمن : طب ايه ، هتنامى من غير ماتدوقينى الكحك والبسكوت واللا ايه


فاطمة وهى تركيزها بيبتدى يرجعلها : ياخبر ، والبنات كمان


عبد الرحمن بضحك : قلبك ابيض ، هى توحة وعزة كانوا هيسيبوهم كل ده ، ده زمانهم نسفوا الحاجة


فاطمة : طب انا هعمللك الشاى على ماتغير هدومك


عبد الرحمن بابتسامة : ماشى ، هستناكى


لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

# العوض

10

العوض

الفصل العاشر

فاطمة دخلت المطبخ عملت الشاى ، ليها ولعبد الرحمن ، وجابت طبق حطت فيه كحك وبسكوت وحطته على الصينية وخرجت لقت عبد الرحمن قاعد فى الصالة ، و زى مايكون بيفكر فى حاجة

حطت الصينية على الترابيزة وقالت : بتفكر فى ايه 

عبد الرحمن بصلها بابتسامة وقال : ولا حاجة ، عادى

فاطمة : لو مش عاوز تقول براحتك

عبد الرحمن بصلها وقاللها بتنهيدة : حاسس انى زهقان … مخنوق ، مخنوق اوى يافاطمة


فاطمة باهتمام : ليه ياعبده ، مالك ، سلامتك من الخنقة ، ايه اللى مضايقك اوى كده 

عبد الرحمن سكت بس كان باين على وشه الزعل ففاطمة قالتله بتساؤل : شروق 

عبد الرحمن اتنهد وماردش

فاطمة : لسه بتحبها ياعبده ، مش كده

عبد الرحمن : لسه موجوع منها با فاطمة ، انما بحبها دى ، صدقينى حبى ليها مات على باب المطار يوم ماكانت هتهرب بقمر

فاطمة : لو كنت بطلت تحبها بجد ، كنت كمان بطلت تتوجع بسببها ياعبده

عبد الرحمن : صغرتنى اوى يافاطمة ، وانا عمرى ماكنت صغير ، حسستنى انى ولا حاجة 

فاطمة وكأنها بتتكلم على نفسها : يحطوك فوق السحاب وبعدين ينزلوك على جدور رقبتك

عبد الرحمن : هى اللى لفتت نظرى ليها ، هى اللى صارحتنى بحبها ليا ، هى اللى علقتنى بيها لحد اما حبيتها ، كانت لوحدها ، قالتلى انت كل ماليا فى الدنيا 

فاطمة : و اول ما نتلفت تلاقى اننا كنا مجرد سلمة ، محطة فى حياتهم ، بيعدوا عليها وينسوها بعد كده

عبد الرحمن انتبه لكلام فاطمة فقاللها : شكلى قلبت عليكى المواجع يابطوط

فاطمة بانتباه : لا ابدا ، انا بس كنت بحاول ابقى معاك فى نفس الصورة عشان احس بيك

عبد الرحمن : وانتى يافاطمة 

فاطمة : انا ايه

عبد الرحمن اتعدل وقاللها : لسه بتحبيه

فاطمة : ماينفعش ياعبده

عبد الرحمن : هو ايه ده اللى ماينفعش

فاطمة : ماينفعش اكون لسه بحبه

عبد الرحمن : ياترى ايه السبب

فاطمة : الغدر وحش اوى ياعبده

عبد الرحمن بمرح : انتى هتقوليلى ، عارفه ياختى ومجربه

فاطمة : اوعى تكون مفكر انى اقصد بالغدر انه اتجوز عليا ، لا ، الغدر انى كنت مأمناه على روحى وعلى ولادى فى الغربة ، وهو ماصانش الامانة 

من وجهة نظره انه كان بيحاول يخلينى هناك وما اعرفش انزل ، لا فكر فى نفسيتى ، ولا فكر فى صدمتى ، ولا حتى عمل حساب عشرة السنين 

انت عاشرت شروق سنتين وحاسس بكل الوجع ده من غدرها ياعبده ، انا عاشرته خمستااااشر سنة ، غربة وحرمان ، وفى الاخر كان جزاتى رصاصة شرخت جدار عمرى كله

عبد الرحمن : لسه موجوعة منه

فاطمة : وجعى مش منه ، وجعى من روحى 

عبد الرحمن : ازاى بقى

فاطمة بتنهيدة وابتسامة مرحة  : عشان كنت غبية ياسيدى 

عبد الرحمن بعدم فهم : برضة ازاى بقى

فاطمة : عشان كنت هبلة ، كنت فاكرة انى معاشرة ملاك ، نسيت انه بنى ادم ، ممكن يخون عادى ويغدر برضة عادى

عبد الرحمن باعتراض : وهو المفروض ان الخيانة والغدر دول يبقوا موجودين فى البنى آدمين عادى يعنى

فاطمة بتهريج : البنى ادمين اللى ما اسمهومش عبد الرحمن ياسيدى ماتزعلش

عبد الرحمن كرمش وشه بابتسامة لطيفة وقاللها : انتى بنت حلال يافاطمة ، واكيد ربنا شايلك الاحسن

فاطمة بضحك : بس على الله يطلع مقاسى ، احسن بعد الكحك ده مافيش حاجة هتدخل فيا

عبد الرحمن بعدم فهم : هو ايه ده

فاطمة وهى بتلاعباه حواجبها : اللى ربنا شايلهولى

عبد الرحمن ضحك جدا لدرجة انه شرق وهى راحت بسرعة جابتله كوباية ماية ومن وسط ضحكه قاللها : ده انتى كارثة متحركة

فاطمة وهى قايمة تشيل الصينية : ما انا لازم اتحرك طبعا اومال هفضل قاعدة مكانى

دخلت المطبخ ووقفت تغسل الكوبايات ، لقت عبد الرحمن دخل وراها وقاللها بفضول : لو محمد ماكانش عمل اللى عمله ، اقصد يعنى انه سابك من غير فلوس هناك واللى حصل منه يعنى ، وكان جه وراكى على هنا واعتذر لك وحاول انه يصالحك ، كنتى هتسامحيه وترجعيله يا فاطمة

فاطمة وهى بتنشف ايدها : هى اكيد كانت هتفرق ، بس برضة لا طبعا ، ماكنتش هرجعله 

عبد الرحمن بفضول : طب كانت هتفرق فى ايه بقى

فاطمة بحزن : يعنى .. يمكن وقتها على الاقل كنا سيبنا بعض واحنا لسه فيه بينا مودة واحترام ، يمكن كنت هفتكر له انه باقى على ولاده اللى من لحمه و دمه ، كان هيبقى لى عين اقول للبنات اسألوا على ابوكم و ودوه عشان ربنا مايزعلش منكم ، كنت هدور له على عذر لو غاب عنهم عشان ما ازعلهمش .. صدقنى كانت هتفرق كتير اوى ياعبده 

عبد الرحمن : بناتك مش ناقصهم حاجة يافاطمة ومش محتاجين حاجة من محمد 

فاطمة بابتسامة : انا عارفة ومتأكدة من ده ، صدقنى ، بس لما بشوف فى عيونهم شوقهم ليه ولسؤاله عنهم ، فلبى بيوجعنى عشانهم

عبد الرحمن : وهو انا قصرت معاهم فى حاجة

فاطمة بود : انت … انت احن عليهم من ابوهم بمراحل ، ربنا يخليك لينا ياعبده

عبد الرحمن بتنهيدة : ويخليكى بابطة 

فاطمة : ايه ، هنفضل واقفين فى المطبخ كده كتير ، وسع ياللا واخرج

عبد الرحمن بمرح : انا واقف فى ملك الحكومة 

فاطمة : طب وسعى ياحكومة عشان اعدى

عبد الرحمن : مش هعديكى

فاطمة بتحذير : انا قربت انام على روحى ، وممكن فى لحظة تلاقينى نمت جنب الحلل و ولا هيفرق معايا

عبد الرحمن وهو بيوسعلها : لا حلل ايه ، خلاص زى بعضه عدى

بعد ماخرجت قدامه قاللها : الا فين الخلخال اللى ناصر جابهولك

فاطمة بخبث : عاوزه ليه ، ناوى تجربه عليك

عبد الرحمن مد ايده قرصها من ودنها وقال : هو انتى لسانك ده مبرد ، يابت اتلمى 

فاطمة وهى بتدلك ودنها باعتراض : ااه ، ايدك تقيله يا عم انت ، ياساتر ، ايه ده ، حد يعمل كده

عبده بص على ودنها لقاها احمرت اوى ، فمد ايده باسف يدلكهالها وقاللها : والله ما اقصد ..حقك عليا 

وهو بيدلك لها ودنها لاحظ ان رقبتها فيها حتة لونها احمر اوى فسألها وقاللها : طب ودنك احمرت عشان قرصتك ، طب رقبتك مالها حمرة اوى كده ليه هى راخرة

فاطمة وهى بتهرش مكان ماقاللها : اصلى كلت فراولة

عبد الرحمن : ااه وايه العلاقة يعنى ، انتى عندك حساسية منها 

فاطمة : لا دى وحمة عندى من يوم ما اتولدت ، وفى موسم الفراولة اول ما اكل فراولة يحصللها كده

عبد الرحمن حسس بصباعه عليها وقاللها : الله ، تصدقى شكلها حلو اوى ، سبحان الله

الاتنين انتبهوا ان طول الوقت اللى بيتكلموا فيه ده كان عبد الرحمن بيدلك لها ودنها ، فاطمة اتكسفت وقالت : انا هروح اشوف البنات بقى ، احسن زمانهم عاوزين يناموا

عبد الرحمن : لا ، روحى انتى نامى وانا هشوفهم ، ولو لقيتهم عاوزين يناموا هجيبهم ونيجى كلنا نناملنا شوية

فاطمة : ماشى ، احسن انا فعلا خلاص مش قادرة افتح عينى 

فاطمة دخلت غيرت هدومها ونامت ، وعبد الرحمن راح عند مامته ، لقى الدنيا هادية تماما ، دخل عند مامته ، لقاها واخده التلات بنات فى حضنها ونايمين كلهم فى سابع نومة 

خرج وقفل عليهم الباب بشويش ، ولاحظ ان باب شروق مفتوح ، فكرها مشيت ، لكن لما قرب من الباب لقاها نايمة ولابسة بيجامة قصيرة من غير كمام ، اتنرفز جدا من المنظر و مد ايده قفل الباب جامد ، وراح تانى على شقته 

قعد شوية فى الصالة دخن سيجارة ، وبعدين دخل اوضة النوم لقى فاطمة نامت ، وقف قدامها يتأمل فى ملامح وشها وشعرها الكيرلى اللى اتعودت تسيبه مكشوف قدامه ، واللى بمناسبة العيد كانت مهتمة بيه بزيادة ، والوحمة اللى فى رقبتها كانت باينة ، وشكلها كان عاجب عبد الرحمن جدا واستغرب انه ما اخدش باله منها قبل كده ، كانت على شكل فراولاية متوسطة وكانت وقتها لونها احمر بشكل مغرى اكنها فراولاية بجد

بقى عمال يتفرج عليها وهو مبتسم وسرحان وفجأة انتبه على نفسه ، وبقى مستغرب روحه ، وراح ناحية سريره ونام زى ماهو بهدومه ، وكل مايتقلب يبص على فاطمة ويتأمل فيها لحد ماشوية شوية راح فى النوم 

قرب آذان العصر فاطمة صحيت واتوضت وندهت على عبد الرحمن وقالت له : ياللا ياعبده ، احسن العصر قرب يآذن ، قوم عشان نلحق الضهر 

عبد الرحمن اتقلب شوية وسألها من غير ما يفتح عينه وقاللها :  فاضل اد ايه على العصر 

فاطمة : نص ساعة 

عبد الرحمن فتح عينه و اتعدل وهو بيدلك رقبته وقاللها : ماتصليش ، استنينى نصلى سوا

فاطمة بغيظ : اومال انا بصحيك ليه ، ما انا مستنياك اهو

عبد الرحمن بتريقة : هو انتى تتشلى لو مارديتيش 

فاطمة : بعد الشر عليا يا اخويا  ، روح باللا اتوضى اجرى

عبد الرحمن راح اتوضى ورجع ، صلوا وسبحوا ودعوا ، لقوا العصر آذن ، فصلوا العصر بالمرة وبعد ما خلصوا عبد الرحمن نام على جنبه على سجادة الصلاة

فاطمة وهى بتخلع الطرحة من على راسها : تصدق نسيت ابص على العيال ، انت جبتهم واللا سيبتهم عند ماما

عبد الرحمن وهو فى مكانه على الارض : روحت لقيتهم كلهم فى سابع نومة فى حضن امى فى اوضتها

فاطمة : طب اروح اصحيهم واللا ايه

عبد الرحمن : بلاش تبقى رخمة ، سيبيهم يشبعوا نوم ، ووقت مايصحوا يبقوا يصحوا ، انا اصلا حاسس انى ماشبعتش نوم وعاوز انام تانى

فاطمة وهى بتتتاوب : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ماتغرينيش ، وانا بحاول افتح عينى بالعافية 

عبد الرحمن شد ايدها سطحت هى كمان على الارض جنبه وقاللها : ياختى نامى ، انتى وراكى ايه 

فاطمة وهى بتضحك وبتحط  كفوفها تحت راسها : تصدق انت اوس فساد ، وعمال تغرينى وانا مش محتاجة حد يغرينى الصراحة وغمضت عينيها وفى ظرف دقيقتين كانت انفاسها بتدل على انها فعلا راحت فى النوم ، عبد الرحمن كان بيكتم ضحكه عليها بالعافية ، بس شوية وضحكه اتقلب لتركيز من تانى فى ملامحها .. خصوصا وهى نايمة جنبه بالقرب ده 

كان فى خصلة من شعرها نايمة جنب وشها على الارض ، من غير مايحس مد ايده سحبها ناحيته وهو بيحسس عليها وبيلعب بيها 

قرب وشه من شعرها ، كان عنده رغبه شديدة انه يعرف شعرها ريحته ايه ، لكن لما قرب منها اكتشف ان هى كلها على بعضها ، ريحتها عاملة زى ريحة التوت ، بقى مستغرب اوى ، و مابقاش عارف ان كانت دى ريحتها الطبيعية واللا هى حاطة الريحة دى ، وماحسش بنفسه لما نام وهو ماسك خصلة شعرها وحاططها عند مناخيره

عدا عليهم حوالى ساعة وهم نايمين ، فاطمة جت تتقلب لقت فى حاجة شدت شعرها بتبص حواليها وهى مش مستوعبة ، لقت ان هى وعبد الرحمن شبه نايمبن فى حضن بعض ، ولقت عبد الرحمن هو اللى قابض على خصلة شعرها بايده ، اتكسفت جدا انهم نايمين بالقرب ده من بعض ، وحاولت تتعدل ماعرفتش بسبب شعرها اللى لافف بين صوابع عبد الرحمن ومش عارفة تشده فاضطرت تنده على عبد الرحمن وهى لسه فى مكانها فقالت : عبد الرحمن ، عبد الرحمن .. اصحى

عبد الرحمن وهو لسه مغمض عينه زى عادته : ايوة يافاطمة 

فاطمة بكسوف : عا .. عاوزة اقوم

عبد الرحمن فتح عينه لقى عيون فاطمة قدامه وهى مكسوفة جدا ، وشاف شعرها اللى فى ايده وفهم هى تقصد ايه ، بس مايعرفش ليه حب كسوفها ده ، وحب يتفرج عليه اكتر فقاللها بمرح : ماتقومى ، واللا عاوزانى اقوم اشدك

فاطمة وهى بتتنحنح بحرح : شعرى فى ايدك ، سيبه عشان اعرف اقوم

عبد الرحمن وهو بيقبض على شعرها اكتر وبيشده فوشها قرب منه اكتر ، فقاللها بمرح : وايه اللى جاب شعرك فى ايدى ، انتى كنتى بتعملى فيا ايه وانا نايم

فاطمة بشهقة غيظ : يعنى انت اللى ماسك شعرى وبتشدنى منه وابقى انا اللى بعمل 

عبد الرحمن بمرح : ااه ، ماهى تبان كده ، لكن لما تدورى على الحقيقة هتلاقى غير كده خالص

فاطمة وهى بتحاول تفتح صوابعه عشان تسلك شعرها وتعرف تقوم : هو ايه اصله ده ، ايه اللى شكلها كده وتبان كده ، افتح ايدك ياللا عاوزة اخلص

عبد الرحمن : افتح ايدى … ليه هتضربينى بالخرزانة 

فاطمة بصتله بغيظ وقالت : ده انا هديك بالروسية دلوقتى حالا لو ماوعيتش 

عبد الرحمن بابتسامة : طب اهون عليكى واحنا فى اول يوم العيد كده تعمليلى واوا فى دماغى

فاطمة ضحكت اوى لدرجة انها نامت على ضهرها وسابت ايده وقالت من بين ضحكها : واوا …. يا نونو ، دى قمر بطلت تقولها واوا دى 

عبد الرحمن اتعدل وطل عليها وهو لسه قابض على شعرها وقاللها بخبث : 

طب سيبى وانا اسيب 

فاطمة بعدم فهم : اسيب ايه يابنى ، هو انا ماسكة حاجة ، انت اللى ماسك شعرى ، سيبه

عبد الرحمن بمراوغة : انتى اللى شعرك ماسك فى صوابعى سيبيه

فاطمة : طب افتح ايدك عشان اسلكه

عبد الرحمن : برضة افتح ايدك ، طب ادينى فتحت ايدى

عبد الرحمن فتح ايده وهو لسه طالل عليها فمدت ايدها وهى لسه نايمة على ضهرها وقعدت تفك شعرها من ايده ، بس اتفاجئت بعبد الرحمن بيقرب مناخيره من رقبتها وقاللها : هو انتى دى ريحتك الطبيعية واللا انتى بتحطى حاجة

فاطمة بكسوف مدت ايدها بعدته عنها واتعدلت وقالت : ريحة ايه

عبد الرحمن : ريحتك عاملة زى ريحة التوت

فاطمة : ااانا مابحطش حاجة ، بستحرم

عبد الرحمن بابتسامة : تبقى ريحتك 

وبعدين قرب من وشها وقاللها : بس تجنن ، حلوة اوى

فاطمة قامت وقفت وهى متلخبطة وبقت زى اللى بتتطوح وهى واقفة فعبد الرحمن وقف بسرعة سندها وقال وهو بيضحك : مالك يابت بتتطوحى كده ليه ، اوعى تكونى شربتى منكر فى الحلم 

فاطمة وهى بتحاول توزن نفسها زقت ايد عبد الرحمن وراحت على الحمام وهى بتقول : يا اخى اوعى ، وسعلى خلينى اغسل وشى واروح اشوف العيال ، قال منكر قال 

عبد الرحمن بقى حاسس بانتعاش جواه مش عارف سببه ، بس حس انه مبسوط ، وانه بيبقى مستمتع جدا وهو بيناغش فاطمة ويعاكسها 

طلع هدوم من دولابه وراح وقفلها على باب حمام اوضتهم وهو بيخبط على الباب بتنغيمة 

فاطمة من جوة بغيظ : عاوز ايه 

عبد الرحمن : عاوز اخد دش واغير هدومى 

فاطمة : استعمل الحمام اللى برة

عبد الرحمن وهو لسه بيخبط على الباب : لا ياستى انا بحب الحمام اللى جوة 

فاطمة فتحت الحمام مرة واحدة وبصتله بغيظ وقالت له : هو انت واكل لقمة زيادة النهاردة ، انت فى ايه .. مالك ، ومدت ايدها تجس حرارته وقالت : ما انتش سخن يعنى 

عبد الرحمن وهو بيدعى التعب حط ايده على بطنه وقال : لا يافاطنة ، انا بطنى واجعانى اوى ، الكحك باينه كان مشموم

فاطمة بذهول : فاطنة ، هو انت لسانك اتلوء

عبد الرحمن : هو … هو الكحك كان مشنون

فاطمة بغيظ : مشنون ، روح ياعبده خد الدش اللى عاوزه يمكن تعقل

عبد الرحمن بزعيق : انتى شايفانى مجنون قدامك ، ده بدل ماتقوليلى سلامتك وتحطيلى صوابعى فى الملح

فاطمة : ليه .. هخللهملك 

عبد الرحمن سكت شوية وقاللها : بت يافاطمة ، بمناسبة المخلل ، هو انتو ناويين تغدونا ايه النهاردة 

فاطمة و هى مشمئزة : فسيخ و رنجة 

عبد الرحمن : ومالك قرفانة كده ليه 

فاطمة بامتعاض : مابحبهمش ومابحبش ريحتهم

عبد الرحمن : طب والبنات

فاطمة : عزة دوقتهولهم وعجبهم 

عبد الرحمن : طب وانتى هتاكلى ايه 

فاطمة : ياعم ، هتتقضى ، اى حاجة

عبد الرحمن : طب تيجى اعزمك على الغدا برة

فاطمة بشهقة : لا .. ماينفعش يبقى اول يوم فى العيد وما تتغداش مع ماما واختك ، يزعلوا

عبد الرحمن ابتسم وافتكر الكام عيد اللى جمعوه مع شروق ، وكانت زعلانة منه جدا انه بيقضى اول يوم مع مامته واخته ، وهى كانت بتبقى عاوزة تخرج تتفسح

فاطمة وهى بتشاورله قدام وشه : ايه ياعمنا ، سرحت فى ايه

عبد الرحمن بانتباه : لا ياحبيبتى سلامتك ، انا هاخد دش بسرعة على ماتغيرى هدومك ونروح لماما سوا 

فاطمة بارتباك : ماشى 

عبد الرحمن بعد مادخل الحمام وقفل عليه رجع فتح الباب تانى ونده عليها وقال : على ما اخرج تكونى فكرتى فى حاجة اطلبهالك تاكليها

فاطمة بكسوف : لا لا لا ، انا هاكل اللى موجود ، حتى لو سندوتش جبنة وكوباية شاى وخلاص ، ماما كانت عاوزة تعمللى اكل وانا اللى مارضيتش 

عبد الرحمن بحزم : اسمعى الكلام ، يا اما هخرجك تتغدى برة غصب عنك 

ورجع دخل وقفل عليه

فاطمة وهى بتكلم روحها : هو ايه اللى حصل له النهاردة ، فى ايه ، وايه بقى حبيبتى دى اللى بقى يقولهالى كل شوية ، وبعدهالك ياعبده ، انا مش ناقصة ابدا 

غيرت هدومها وعبد الرحمن خلص واخدها وراحوا لمامته سوا ، اول ما عبد الرحمن فتح الباب لقى فتحية صاحية ، اول ماشافتهم ابتسمت وقالتلهم : صح النوم يا بهوات ، ده انا قلت هتفضلوا للمغرب

عبد الرحمن : اعمل ايه فى بطة ، بعد ما صحيت وصليت ، قعدت تغرينى عشان انام تانى 

فاطمة بذهول : انا برضة 

عبد الرحمن بانكار : اومال انا

فتحية بضحك : لا واكيد كملتى نومك على الارض مطرح ماصليتى كمان ، حاكم انا حافظة حركة كل سنة

عبد الرحمن وهو بيهرش فى رقبته : اتفقسنا … ايه الاحراج ده

فاطمة بضحك : طب الحمدلله ان فى حد شاهد عليك عشان ماتلبسهاليش

عبد الرحمن بمرح : طب بزمتك مش ساعة الارض دى احلى من الكام ساعة بتوع السرير

فاطمة اتكسفت ولسه هترد لقت شروق قربت عليهم بغل وهى بتبص لفاطمة بغيظ وقالت : متهيألى الكلام ده عيب اوى انه يبقى على المشاع كده 

فاطمة وهى مبرقة عنيها : انتى فهمتى ايه

شروق بغيظ وسخرية : فهمت اللى حصل على الارض ياست فاطمة 

عبد الرحمن بغضب : شروق ، الزمى حدودك وما تتدخليش فى اللى مالكيش فيه  ، انا نبهتك قبل كده كتير ، انا مش عاوز اتعامل معاكى باسلوب يحرجك اكتر من كده

شروق التفتت بغيظ وراحت قعدت على الكرسى 

عبد الرحمن بزهق : اعتقد ان عزة وفاطمة نبهوكى قبل كده بخصوص لبسك وان فى رجالة فى البيت ، وكمان مش المفروض ابدا انك تنامى وباب اوضتك مفتوح عليكى لاى سبب من الاسباب

شروق بسعادة : انت لسه بتغير عليا

عبد الرحمن بعدم اهتمام : ولا غيرة ولا اى حاجة ممكن تخطر فى بالك ، الموضوع ببساطة اننا بنربى البنات على الحلال والحرام ولو انتى مش هتلتزمى بالكلام ده يبقى …..

شروق عيونها دمعوا ولما لقت عبد الرحمن سكت كملت وقالت : يبقى ماليش مكان هنا … مش كده ، مش هو ده اللى عاوز تقوله 

عندك حق ياعبد الرحمن ، انا فعلا مابقاليش مكان .. لاهنا ، ولا فى اى حتة تانية وجريت على المطبخ ومسكت سكينة عورت ايدها من مكان الشرايين 

فاطمة صرخت وعبد الرحمن جرى على شروق مسك ايدها يشوف هى عملت ايه بالظبط وهو بيقوللها بغضب : انتى مجنونة ، ايه اللى انتى عملتيه ده ، لقى الجرح سطحى وبسيط جدا ويادوب جاب كام نقطة دم

شروق شدت ايدها بعنف وصرخت فى وشه وهى بتقول : سيبنى مالكش دعوة بيا  ، انا هخلصكم كلكم منى ، وانت بالذات ياعبد الرحمن ، هريحك منى خالص عشان تنبسط وتعيش حياتك مع اللى فضلتها عليا

عبد الرحمن جاله احساس من جواه ان كل ده مجرد تمثيل فبصلها بجمود وقاللها : والله دى حياتك وانتى حرة فيها ، بس ياريت لما تحبى تعملى حاجة زى دى تبقى بعيد عن هنا

شروق وقتها بصتله بصدمة حقيقية ، وحست ان فعلا كده عبد الرحمن شالها من حساباته تماما ، فسابتهم وراحت اوضتها وقفلت عليها الباب بهدوء شديد جدا

فاطمة قربت من عبد الرحمن وقالت له : كنت قاسى عليها بزيادة ياعبدة 

عبد الرحمن بسخرية : كانت بتمثل يافاطمة ، مكانتش هتأذى روحها بجد

فاطمة : انا برضة حسيت كده ، رغم انى برضة خفت وقلبى وقع فى رجليا

فتحية بتنهيدة : سلامة قلبك يابنتى

عبد الرحمن بفضول : هو عزة وناصر نايمين فى ماية ، ازاى كل الدوشة دى وماصحيوش لحد دلوقتى

فتحية وهى بتحاول تكتم ضحكتها : دول من الصبح راحوا شقتهم يبصوا عليها وقالوا هيبجوا على الغدا

عبد الرحمن بتريقة : شقتهم ، امممم ، وماله مش عيب ، حلاله 

فتحية وهى بتخبطه فى كتفه وبتضحك : يا واد اتلم

عبد الرحمن ببراءة : ما انا ملموم اهو ، انا نطقت 

فاطمة بكسوف : انا هدخل اصحى البنات

عبد الرحمن : استنى نصحيهم سوا ، بس اصبرى دقيقة ، وسابها وراح جاب كيس  من اوضته اللى فى شقة مامته ، ورجع قاللها تعالى بس بشويش ، ماتعمليش صوت

فاطمة بتريقة : هم دول لو بيصحوا على اى صوت كان زمانهم لسه نايمين برضة

عبد الرحمن : ما تسمعى الكلام وانتى ساكتة 

دخلوا بشويش على البنات ، وفاطمة اتفاجئت ان عبد الرحمن فتح البلكونة وطلع صاروخ من الشنطة اللى معاه ولعه ورماه على ارضية البلكونة ، واول ما الصاروخ فرقع ، البنات كلهم قاموا من النوم مخضوضين ، وعبد الرحمن قعد يضحك عليهم ، البنات اول ما استوعبوا اللى حصل هجموا على الكيس اللى مع عبد الرحمن واخدوه منه وقعدوا يقسموه على بعض ، ولقوهم عملوا حساب حسن ابن عزة معاهم فانبسطوا جدا من اللى عملوه

عبد الرحمن خرج وسأبهم عشان يفوقوا ، و أول ماخرج لقى شروق غيرت هدومها ، ولبست بنطلون جينز وتيشيرت وقاعدة على الكرسى بهدوء ، اتغاظ منها جدا لانه كان فاكرها هتاخد شنطتها وتمشى بعد اللى حصل ، سابها ورجع لفاطمة قاللها : ها فكرتى اطلبلك ايه تاكليه

فاطمة : يابنى قلتلك ريح دماغك انا هاكل اى حاجة

عبد الرحمن : هكلم ناصر يجيبلك معاه شاورمة كويس واللا اطلبلك بيتزا

فاطمة بتنهيدة : اى حاجة بقى ، اللى فى طريقة

عبد الرحمن اتصل بناصر لقاهم طالعين على السلم ، فماقاللوش حاجة ، وسابهم هو ونزل وقال لهم : حضروا الاكل ياللا على ما اجى 

فتحية : الاكل جاهز يابنى رايح فين 

عبد الرحمن : ربع ساعة وراجع تكونوا حطيتوا الاكل 

فاطمة : طب هاتلنا معاك حاجة ساقعة 

عبد الرحمن : ماشى ، ونزل غاب حوالى نص ساعة ورجع معاه سندوتشات شاورمة ريحتها تجنن ، واول ما دخل لقاهم مجهزين الاكل وقاعدين مستنيينه ، ادى لفاطمة الشنطة اللى معاه وقاللها : خدى ، بس سيبيلى حتة ماتتطافسيش

فاطمة بضحك : ده بعينك يابنى ، اللى يدخل جيب الاسد مابيطلعش تانى

قعدوا كلهم ياكلوا وشروق قعدت معاهم لانها كانت بتحب الفسيخ ، ولما عرفت ان عبد الرحمن كان بيجيب اكل مخصوص عشان فاطمة اتضايقت زيادة لكن ما اتكلمتش وفضلت تاكل وهى بتراقيهم بعينيها من سكات وعبد الرحمن كل شوية يعاكس فاطمة ويمد ايده ياخد حتة من الساندوتش اللى معاها

بعد شوية شروق قالت : بعد اذنك ياعبد الرحمن ، انا عاوزة آخد البنات اوديهم الملاهى واقضى معاهم يوم قبل ما ارجع فرنسا تانى


بعد ثوانى البارت الحادى عشر ان شاء الله


11

العوض

الفصل الحادى عشر

عبد الرحمن ساب الاكل فجأة وبص لشروق وقاللها بجمود : انتى عاوزانى اسلمك بناتى بايديا

شروق بغضب مكبوت : بناتك مين ، انت عندك بنات تانيين غير قمر يا عبد الرحمن

عبد الرحمن شاور على بسمة وتسمة وقال بابتسامة وهو بيبصلهم : من يوم مادخلوا بيتى هم كمان بقوا بناتى ومن يوم مابقوا يقولولى يا بابا من قلبهم وبقوا من صلبى 

شروق وهى بتهز رجلها بغضب لكن بتحاول تكلم بهدوء : ياسيدى ربنا يخليهملك ، بس انا خلاص قررت احجز وارجع فرنسا ، وعاوزة اقضى معاهم يوم برة افسحهم وتبقى ذكرى حلوة عندى ليهم وعندهم ليا

عبد الرحمن ابتدى يكمل اكله بوجوم بعد ما قال : اسف ، مش هينفع

شروق وهى بتحاول تغرى البنات : ده انا قلت هوديهم الملاهى يلعبوا وينبسطوا طول اليوم

عبد الرحمن بتصميم : قلت لا واقفلى الموضوع ده وما تتكلميش فيه تانى 

شروق وهى بتبص لقمر بأمل انها تشبط تخرج معاها : طب مش تسأل قمر ، مش يمكن نفسها تخرج معايا

عبد الرحمن بص لقمر بتوجس وقاللها : انتى عاوزة تروحى معاها ياقمر

قمر قالت له : انا عاوزة اروح الملاهى ، بس معاك انت و ماما فاطمة

عبد الرحمن اتنهد بارتياح وبص لشروق بشماته وهو بيقول : بس كده ياحبيبتى ، من عينيا حاضر ، تخلص بس زحمة العيد وهوديكى انتى واخواتك 

قمر بفرحة : وناخد حسن معانا

عبد الرحمن بضحك : وناخد حسن معانا

شروق سابت الشوكة من ايدها وقامت بانكسار ، راحت غسلت ايديها ورجعت اوضتها وقفلت عليها

عبد الرحمن نفخ وقال : هى الغمة دى مش هتنزاح بقى

فتحية بتنهيدة : معلش يابنى ، لجل الورد ينسقى العليق 

عبد الرحمن بغيظ : اذا كان الورد ذات نفسه مش طايق العليق وبيكش منه

ناصر : معلش يا عبده ، انت عملت خير ، تمه للاخر وخلاص

وهم لسه قاعدين اتفاجئوا بشروق مخرجه شنطة هدومها وقربتها من باب الشقة وقالت بانكسار : بعد اذنكم لو ينفع حد ينزللى الشنطة ، على ما اطلب تاكسى يرجعنى بيت ماما

فاطمة بتعاطف : طب ما كنتى قضيتى معانا باقى اليوم بدل ماتمشى وتقعدى لوحدك

عبد الرحمن قام بسرعة وقال وهو باصص لناصر : ناصر بس يخلص اكل وينزل يوصلك بعربيته ، الدنيا عيد وممكن ماتلاقيش تاكسى بسهولة

شروق قعدت على الكنبة فى هدوء مستنية ناصر ، اللى قال الحمدلله وقام راح غسل ايده ورجع شال شنطة شروق وقاللها اتفضلى ، ونزل قبلها بالشنطة

شروق جت تنزل وراه فعبد الرحمن نده عليها وقاللها بسخرية : ايه هتمشى كده من غير ماتسلمى على البنات وتودعيهم

شروق بجمود : ما اعتقدش ان فى حد هنا يفرق معاه سلامى ووداعى يا عبد الرحمن ، وسابتهم ونزلت

فتحية باستغراب : هو ياتاخدهم برة ياماتسلمش حتى على ضناها

فاطمة وعبد الرحمن بصوا لبعض من غير گلام ورجع عبد الرحمن قال : الحمدلله يا ماما ، خلاص على كده ، غمة وانزاحت

فاطمة بصت على قمر لقتها باصة ناحية باب الشقة بملامح حزينة ، فقالت لها بتوجس : مالك يا قمر .. انتى زعلانة انها مشيت

قمر وهى لسه باصة على الباب : لا … بس خايفة ترجع تانى

فاطمة وعبد الرحمن رجعوا بصوا لبعض من تانى باستغراب شديد جدا وبعدين لقوا عزة بتقول : ياللا ياعيال .. قوموا اغسلوا ايديكم كويس مطرح الزفارة ، على مانلم بقى الكلام ده 

الستات ابتدت تلم فعلا مطرح الاكل وعبد الرحمن بعد ما غسل ايده هو كمان ، لم الولاد كلهم وشغللهم فيلم رسوم متحركة كان جايبهولهم ، الولاد فرحوا بيه جدا وقعدوا يتفرجوا وانشغلوا بيه

على ما الستات خلصوا اللى وراهم وعملوا الشاى وقعدوا فى البلكونة يتفرجوا على ألولاد اللى بيلعبوا كورة فى الشارع 

فاطمة بغيظ : يا ولاد الايه ، فكرتونى بما مضى

عزة بضحك : ايام ماكنتى تختفى واحنا بنلعب الاولى ، ولما ندور عليكى نلاقيكى انحشرتى وسط الصبيان وبتلعبى معاهم كورة

فاطمة بغيظ : ااه ياختى ، لحد ما جوزك الفتان فتن عليا لابويا

عبد الرحمن ضحك جامد اوى وقاللها : ده انتى كلتى حتة علقة يوميها

فاطمة ضحكت وقالت : ماعنديش مانع اخد زيها تانى .. بس العيال دى ترضى تلاعبنى معاها شوية

فجأة  لقوا عبد الرحمن صفر صفارة عالية و نده لولد فيهم وقال له انه هينزل يلعب معاهم

وفعلا نزل ووهو نازل قابل ناصر كان راجع بعد ما وصل شروق ، اخده معاه وابتدوا يلعبوا كورة وفاطمة وعزة وفتحية كانوا بيتفرجوا عليهم من البلكونة 

كل شوية كان عبد الرحمن يبص لفاطمة وهو بيضحك ويغيظ فيها ، وبعدين يكمل لعب ، وفاطمة تبصله بغيظ وتوعد ، لحد ما فى مرة عبد الرحمن شاط كورة وجت جون فقعد يتنطط ويهزر هو والاولاد اللى بيلعبوا ويبص لفاطمة يغيظها وفجأة حد من الولاد اللى دخل فيهم الجون شاط الكورة جامد بغيظ جت فى وش عبد الرحمن ، ومناخيره نزفت جامد

فاطمة وعزة وفتحية انخضوا جامد من المنظر وفاطمة نزلت تجرى فى ايدها كيس تلج ، وجريت على عبد الرحمن حطيتله التلج على مناخيره وهى بتسحبه من ايده ناحية مدخل البيت وهى بتسأله بلهفة : مناخيرك حصللها حاجة واللا بس مطرح الخبطة

عبد الرحمن بضحك : يا لهواااااى ... ده انتى يتخاف منك ياشيخة ، كل ده عشان غيظتك شوية ، ده الواحد بعد كده يتعامل معاكى بحذر 

كانوا وصلوا فى نص السلم تقريبا فقالت له بغيظ : هو انت مافيش فايدة فيك ابدا ، ماتنطق وتقوللى .. حاسس ان مناخيرك حصللها حاجة

عبد الرحمن بامتعاض : يعنى هيحصللها ايه اكتر من اللى حصل ده بس يابطة

فاطمة : لا تكون اتكسرت واللا حاجة بعد الشر

عبد الرحمن كان قلع التيشيرت اللى لابسه عشان يكتم بيه الدم ، فقال وهو رايح ناحية الحمام ، مش عارف ، اما اشوف الاول الدم ده هيقف واللا ايه

دخل الحمام وفاطمة معاه وخلته يوطى ويسند على الحوض وهى اللى بقت تغسله مطرح الخبطة بماية ساقعة متلجة لحد ما الدم وقف ، نشفتله وشه بالراحة وهى عماله تسأله ان كانت لسه بتوجعه

عبد الرحمن : اكيد يعنى بتوجعنى ، بس مش جامد

فاطمة : يعنى الحمدلله مافيهاش كسر

عبد الرحمن وهو بيحسس على مناخيرة : هى بس بتتلخلخ شوية ، محتاجة حبة غيرا وهتبقى فل

فاطمة ضربته فى كتفه بغيظ وهو اتوجع بصوت عالى ، ففتحية جت تجرى وقالت له : هى بتوجعك اوى كده يا بنى

عبد الرحمن بمسكنة : يا ماما البت دى ايدها تقيلة 

فتحية طبعا مش فاهمة حاجة فقالت : بالراحة يا فاطمة يابنتى ، معلش تلاقيها لسه وجعاه

فاطمة بغيظ : لا سلامته ، حاضر يا ماما ، وهو انا ليا بركة غير عبده ، ياللا يا سى عبده ، روح خد دش اجرى وغير هدومك اللى اتبهدلت من الدم دى ، عشان تبقى تلعب تانى مرة مع العيال

عبد الرحمن بامتعاض : شوف مين اللى بيتكلم ، وكانت هتموت وتنزل تلعب معاهم

فاطمة برخامة : الكلام حاجة والفعل حاجة  …. ياعيل

عبد الرحمن بص بزعل على التيشيرت اللى كان لابسه وعمل انه بيعيط زى العيال وقال : تشيرت العيد باظ  

فتحية بضحك : لا باظ ولا حاجة يا حبيبى ، هغسلهولك وهيبقى زى الفل

فاطمة بغيظ : ياللا ياعبد الرحمن بطل استهبال وروح اعمل اللى قلتلك عليه

عبد الرحمن قال لفتحية بزعل : شايفة بتعاملنى ازاى ، ده بدل ماتقوللى سلامتك ، واللا تيجى تطلعلى غيار نضيف عشان البسه ، عمالة تزعقلى .. وكل ده عشان متغاظة انى نزلت لعبت مع العيال وهى لأ

فتحية ابتسمت وكان عاجبها الاسلوب الجديد اللى ابتدى عبد الرحمن يتعامل بيه مع فاطمة فقالت لفاطمة بخبث : صحيح يا بطة ، روحى يا بنتى طلعيله غيار وخليكى معاه على ماتتطمنى ان مناخيره مش هتنزف تانى

فاطمة بغيظ : اتفضل قدامى

عبد الرحمن مشى قدامها وهو كاتم ضحكه واول مادخلوا شقتهم ، عزة وناصر وفتحية انفتحوا فى الضحك

فاطمة لما قفلت الباب راحت اوضة النوم ودخلت فتحت دولاب عبد الرحمن وطلعتله هدوم نضيفة ودخلتهاله الحمام و ندهت عليه بغيظ وقالت له : اتفضل يا بتاع الغيرا الحمام جاهز 

عبد الرحمن راح ناحية الحمام وهو بيبصلها بمكايدة وهو بيلاعبلها حواجبه وقال لها : اقعدى هنا على ما اخلص ، ماتتحركيش

فاطمة : ليه ان شاء الله ، حكم قراقوش

عبد الرحمن بمسكنة : عشان لو لقيت مناخيرى جابت دم تانى اندهلك تلحقينى بالتلج

فاطمة وهى بتجز على اسنانها : حاضر ، اتفضل ادخل وانا مستنياك

خمس دقايق وعبد الرحمن خرج من الحمام بعد ماخلص ولما خرج كان مكوم الفوطة وحاططها على مناخيرة

فاطمة قامت من مكانها بخضة وقالت : لا .. ماتقولش انها نزفت تانى ، انت عملت ايه

فجأة عبد الرحمن رمى الفوطة من ايده ومسك فاطمة من دراعها ولواها ورا ضهرها وقاللها : عملت عيل ونزلت لعبت مع العيال فى الشارع

فاطمة بضحك : احنا فينا من الحركات دى ، اوعى سيب دراعى 

عبد الرحمن : انتى ايه حكايتك انتى والاوامر النهاردة ، سيب دراعى ، وافتح ايدك ، و روح اعمل اللى قلتلك عليه ، انتى خدتى عليا اوى

فاطمة بتريقة  : متأسفين لسيادتك ، ممكن تسيب دراعى بقى 

عبد الرحمن لفها وخلى وشها ليه ودراعها وراها وهو لسه ماسكه وقاللها اعتذرى بنفس 

فاطمة : هو اليوم ده شكله مش معدى ، وسع ياعبده ، وسع ياحبيبى الله يهديك

عبد الرحمن بامتعاض : هو انا مجنون يا بت انتى واللا ايه ، اعتذرى بقولك

فاطمة بزعيق : ماقلتلك اسفين

عبد الرحمن برخامة : شامم ريحة تريقة 

فاطمة بوجع : دراعى وجعنى بقى .. اوعى

عبد الرحمن سابها بسرعة وقبل ما ينطق كلمة واحدة راحت ضرباه فى كتفه جامد ، وجت تجرى من قدامه مد ايده لوى لها دراعها من تانى و زنقها بينه وبين الدولاب وقاللها : انتى يابت انتى مش هتبطلى حركات الاونطة بتاعتك دى

فاطمة كانت بتضحك جامد جدا وهى بتحاول تفك ايدها منه وقالت له : فاكر الروسية اللى كنت هديهالك الصبح ، شكلها هتبقى من نصيبك دلوقتى لو ماسيبتنيش من نفسك

عبد الرحمن قرب وشه منها وسند راسه على راسها وقاللها : طب انا قدامك اهو ورينى بقى هتدينى بالروسية ازاى

فجأة الاتنين بطلوا ضحك وسرحوا فى ملامح بعض ثانى ، لحد ما فاطمة حمحمت بصوتها و دورت وشها وقالت بلجلجة : ايدى ياعبده

لما التفتت بوشها عبد الرحمن وشه بقى عند رقبتها ، ما حسش بنفسه غير وهو بيحضنها وبيتنفس فى رقبتها وهو بينهج 

فاطمة وهى بتحاول تسحب نفسها منها : عبد الرحمن ، سيبنى

عبد الرحمن وهو فى حتة تانية وواضح من صوته انه زى التايه : ششششششش ، بس يا فاطمة ، اسكتى 

فضل حاضنها فترة وهم على نفس وضعهم ، لحد ما ابتدى يسيبها ويبعد عنها ، بص فى عينيها جامد وقاللها : ماتزعليش منى 

فاطمة بصت له باستغراب وهى مش فاهمة سبب اعتذاره ، وهو ابتسملها وباسها من جبينها وقاللها : غيرى هدومك ياللا عشان هنخرج كلنا نتعشى برة

فاطمة هزت راسها بالموافقة من غير ماتتكلم ومن غير كمان ماتبص لعبد الرحمن فعبد الرحمن راح ناحية برة وهو بيقول : ماتتأخريش يابطة ، وهبعت البنات عشان يلبسوا

فاطمة هزت راسها برضة من غير ماتتكلم ، فعبد الرحمن رجع لها وقاللها : ايه .. مش عاوزة تخرجى

فاطمة بتردد : لا عادى ، زى ماتحب

عبد الرحمن بابتسامة خبث : لو عايزة نفضل هنا خلينا 

فاطمة بغيظ راحت زقاه على برة وهى بتقول : انت مش قلت هتبعت البنات عشان يجهزوا ، ياللا روح .. اتكل على الله

عبد الرحمن قعد يضحك وسابها ومشى 

فاطمة رجعت سهمت وهى بتسأل نفسها السؤال اللى بقالها فترة مش عارفة اجابته : و بعدهالك يا عبد الرحمن

عبد الرحمن وناصر اخدوهم كلهم فى العربيات وراحوا قعدوا فى جنينة من الجناين العامة  ، عبد الرحمن كان واخد معاه كوتشينة ، وقعدوا الكبار يلعبوا بالكوتشينة وسط هزار وضحك رايق ، و الولاد لعبوا وانبسطوا  فترة كبيرة جدا ، لغاية ماجاعوا ، وقرروا يشتروا الاكل ويرجعوا ياكلوا كلهم مع بعض فى البيت

وفعلا رجعوا على البيت وبعد ما اتعشوا بشوية ، قرروا يناموا ، فناصر اخد عزة وولاده ورجعوا بيتهم ، فتحية قالت : سيبوا البنات بايتين معايا مونسينى .. بدل ما البيت هيفضى عليا كده مرة واحدة

فاطمة : تحبى نفضل بايتين معاكى كلنا

فتحية : لا وعلى ايه ، هم البنات بس بيونسونى وهم فى حضنى كده

عبد الرحمن : طب لو عاوزة تيجى معانا ، ايه رأيك

فتحية بضحك : اجى معاكم فين ، هو انتو يعنى فى البر التانى ، روح ياعبد الرحمن اجرى خد مراتك و روحوا ناموا  

وصممت انها تخلى معاها البنات وان عبد الرحمن وفاطمة يباتوا فى شفتهم

وفعلا ، رجع عبد الرحمن وفاطمة على شقتهم لوحدهم 

لاول مرة فاطمة تحس بلخبطة جواها ، وكل ماترفع عينها تلاقى عبد الرحمن مركز معاها وعلى وشه ابتسامة جميلة ، بس كانت بسرعة بتهرب من عينيه 

فاطمة : تحب اعملك حاجة تشربها قبل ما تنام

عبد الرحمن: ماتعمليلنا شاى بالنعناع ، نشربه على ما الفجر يآئن ، عشان نصلى قبل ما ننام

فاطمة : ماشى ، وراحت ناحية المطبخ فعبد الرحمن قاللها : انا فى البلكونة

فاطمة عملت الشاى وراحت على البلكونة ، لقت عبد الرحمن قاعد مشغل الراديو بصوت واطى وبيدخن سيجارة وهو باصص على السما و سرحان

 فحطت الصيية على السور وقالت له : الشاى 

عبد الرحمن اتعدل وقاللها بابتسامة : تسلم الايادى ياطماطم

فاطمة ضحكت نص ضحكة وقالت : بلاش طماطم دى بالذات ، مابحبهاش

عبد الرحمن باستغراب : ومابتحبيهاش ليه

فاطمة بغلاسة : مابحبهاش وخلاص ، هو اسمى واللا اسمك

عبد الرحمن بنفس الغلاسة : وهو انتى اللى هتقوليها واللا انا

فاطمة بزهق : ده انت بارد

عبد الرحمن بتهديد : هااااا … وترجعى تقوليلى دراعى ياعبده

فاطمة بندية : ياعم روح ، انت ومناخيرك اللى صفت دمك النهاردة

عبد الرحمن بضحك : انتى بتشتمينى بالسيم صح ، عاوزة تقوليلى انى مابقاش عندى دم

فاطمة بضحك : حاجة زى كده ، ومالك كاتم صوت الراديو كده ، ايه .. مش عاوز حد يسمع غيرك 

عبد الرحمن  : كنت بسمع اسامة منير 

فاطمة بصتله بذهول شوية وبعدين قالت له : ده انا كنت فاكرة ان مافيش رجالة بتسمعه ، وان احنا الستات بس اللى بنسمعه

عبد الرحمن بضخك : ليه يعنى

فاطمة : يعنى اكمن تقريبا كل المشاكل اللى بيعرضها بتبقى كلها عاطفية 

عبد الرحمن : الصراحة هى جت معايا بالصدفة ، بفتح سمعت واحدة بتحكى حكايتها فشدتنى 

فاطمة : وايه بقى اللى شدك فى حكايتها 

عبد الرحمن وهو بيولع سيجارة تانية : انا ماسمعتهاش من الاول ، بس كانت بتقول …. كنت فاكرة ان جوزى لما سابنى ان الدنيا كده خلاص خلصت وانتهت بالنسبة لى ، وما كنتش اعرف ان ربنا عوضه حلو اوى بالشكل ده

فاطمة بصتله لقته بيبصلها فى عينبها بتركيز كأنه عاوز يسألها على حاجة وخايف او مش قادر ، بس هى كمان لقت نفسها ماعندهاش القدرة على الكلام فسكتت 

لكن بعد شوية ابتدوا يشربوا الشاى فعبد الرحمن بصلها تانى وقاللها : كان احساسك زيها كده وقت ما انفصلتى عن محمد 

فاطمة وهى باصة للسما : مش فاكرة

عبد الرحمن بشبه هجوم استغربته منه : يعنى ايه مش فاكرة

فاطمة بصتله وقالتله : يعنى بجد مش فاكرة احساسى كان ايه وقتها ، بس اللى فاكراه انى كنت بحمد ربنا ان الموضوع خلص وانى قدرت ارجع ابقى وسطكم من تانى 

عبد الرحمن : افهم من كده ان محمد مابقالوش مكان فى حياتك

فاطمة بصتله وهى متضايقة من سؤاله ، رغم انها مابقيتش عارفة من جواها سبب ضيقها ده

وقبل ما تتكلم سمعوا صوت أذان الفجر ، ففاطمة قامت واخدت الصينية وقالت : لا .. مابقالوش وجود ، و دخلت وهى بتقول … هروح اتوضى

راحت المطبخ غسلت الكوبايات ، بس كانت حاسة انها بتغسلهم بعصبية مش فاهمة سببها ، بس برضة بقت متضايقة انها ماوضحتش لعبد الرحمن اجابتها 

راحت اتوضت وحطت طرحتها على راسها وفرشت سجاجيد الصلاة ، ووقفت استنت عبد الرحمن عشان يصلوا سوا 

عبد الرحمن جه و وقف على سجاده الصلاة واقام الصلاة وصلوا من غير مايوجهلها اى كلمة ، ففاطمة فهمت انه اتضايق من ردها

بعد ما خلصت الصلاة ، عبد الرحمن كان قرب يخلص تسبيح ، وقبل مايقوم من مكانه لقى فاطمة بتقول : رغم ان جوازنا مش جواز بالمعنى المعروف ، لكن يوم ما بقيت على اسمك ، قررت انى امسح السنين اللى قضيتها مع محمد من حياتى 

مش هنكر ان بتيجى اوقات بييجى على بالى ، بس الاوقات دى عمرها ماكانت حنين ليه او لعشرته ، لا ، الاوقات دى كنت دايما بحمد ربنا فيها انه انتهى من حياتى …. ياترى كده رديت على سؤالك

عبد الرحمن بصلها بابتسامة وفرد جسمه على الارض زى ماعمل وقت صلاة العصر ، نام على ضهره وشبك ايديه الاتنين تحت راسه واتنهد وقال بابتسامة واسعة وهو باصص لفاطمة : تصدقى احساس حلو اوى

فاطمة باستغراب وهى بتفرد جسمها جنبه : انهى احساس اللى تقصده

عبد الرحمن : ان حد يحسسك انه يخصك لوحدك ، وانه مرحب بده بكل ارادته زيك كده

اخدتى قرار من نفسك انك تخصينى ، والتزمتى بتبعيات قرارك ده حتى من غير ماتقولى ولا تحكى 

فاطمة مابقيتش عارفة ترد تقول ايه ، لكن لقته بيكمل وبيقول : على فكرة .. انا كمان عملت زيك بالظبط ، اكننا كنا متفقين مع بعض ، خدت قرار انى على اسمك ، والتزمت بتبعياته

فاطمة بمرح : يعنى بقى اسمك عبد الرحمن فاطمة   

عبد الرحمن ضحك اوى وقاللها من بين ضحكه : ده انتى فصيلة فصلنة 

فاطمة وهى بتتتاوب : النهار قرب يطلع ياعم وانت قلبت معاك فضفضة ، آدى اخرة اللى يسمع اسامة منير 

عبد الرحمن لف وبقى على جنبه قصادها وقاللها : طب تصدقى عقابا ليكى انك هتفضلى نايمة الليلة دى على الارض

فاطمة وهى بتحاول تقوم : يا عم انا جسمى بيوجعنى من الارض ، مش كفاية العصر

عبد الرحمن مسكها جامد وماخلهاش تعرف تقوم وهو بيضحك وقاللها وهو بيضحك : عشان تبقى تبطلى رخامة وماتبقيش تفصلينى تانى مرة وانا بتكلم 

فاطمة : وهى لسه بتحاول تفلفص منه : ياعم اوعى عاوزة اقوم 

عبد الرحمن كان شبه واخدها فى حضنه وراسها على دراعه فقاللها باصرار : لا يعنى لا نامى ياللا 

فاطمة بقت مكسوفة على بتضحك على مبسوطة على حاجات كتير متلخبطة ، بس حست انها فرهدت من كتر المناهدة فقررت تستسلم وبعد شوية تسهيه وتقوم فقالتله باستسلام : طب خلاص بس ابعد شوية عشان النفس

عبد الرحمن بضحك وهو بيحضنها زيادة : لا وكلمة كمان وهتبقى جوة بقى

فاطمة غمضت عينها وقالت له خلاص هنام ، لكن اللى ماعملتش حسابه انها فعلا نامت بعد دقايق قليلة جدا

عبد الرحمن لما سمع صوت انفاسها ابتدى يخفف دراعه حواليها عشان يقدر يبصلها وكان فاكر انها بتضحك عليه عشان تجرى منه ، لكن لقاها فعلا نامت ، لقى نفسه بدل ما ينام هو كمان ، قعد يتأمل فيها وماحسش بنفسه غير وهو بيقرب من شفايفها واخدها برقة وهو مغمض عينيه 

فجأة بعد عنها وهو مش عارف ازاى عمل كده ، وقعد يسأل روحه وهو بيلعب فى شعرها .. انت عاوز منها ايه ياعبد الرحمن 

كان بيحاول يبلع ريقه بصعوبه وهو بيبصلها وهى فى حضنه بالشكل ده ، كل اللى يعرفه انه بيبقى مبسوط وهى قريبة منه كده ، بس كمان اكتشف ان كل مابيقربها منه كل مابيبقى محتاجها تقرب اكتر واكتر ، وكل مايفكر انه خلاص هيشبع من قربها يلاقى جوعه ليها بيكبر 

حبيتها ياعبد الرحمن

مش عارف ، بس بحب قربها

مش يمكن تكون بتحاول تعوض نفسك عن الحرمان اللى انت فيه من سنين

لا ، انا عمرى ما اعمل كده فى فاطمة ، مش فاطمة لا .. مش فاطمة ،بس عاوزها جنبى .. محتاجها

وشروق ، نسيتها

مابقيتش فى حياتى 

يعنى نسيت حبها ، واللا بتعاقبها على اللى عملته

انا شطبتها من حياتى اصلا ، ثم ايه اللى جاب سيرة شروق دلوقتى احنا بنتكلم عن فاطمة

ما انت ماتعرفش ان كنت بتحبها واللا لا ، لو بتحبها هى تستاهل حبك ده ، ولو مابتحبهاش ، فهى ماتستاهلش ابدا انك تتلاعب بمشاعرها ياعبد الرحمن

بس انا مابلعبش بمشاعرها ، انا فعلا عاوزها 

عند النقطة دى بالذات عبد الرحمن ابتسم وضم فاطمة فى حضنه زى ماكانت ونام هو كمان والابتسامة مافارقتش شفايفه

قبل اذان الضهر بشوية فاطمة كانت بتتقلب وهى حاسة انها متكتفة وجسمها واجعها فى نفس الوقت ، فتحت عينيها لقت نفسها لسه فى حضن عبد الرحمن اللى حاضنها جامد اكنها هتهرب منه بتتلفت وبتحاول تقوم لقت جسمها واجعها جدا وضهرها متشنج ومش قادرة تتحرك فندهت على عبد الرحمن وهى بتحاول تكتم وجعها وقالت : عبد الرحمن ، عبد الرحمن

عبد الرحمن وهم مغمض عينه ضمها فى حضنه وهمهم بصوته ففاطمة قالتله : سيبنى اقوم ياعبده احسن ضهرى واجعنى اوى ومش قادرة اتحرك

عبد الرحمن فكرها بتضحك عليه عشان تقوم ويسيبها فقال وهو لسه مغمض عينه : تؤ ، مش هسيبك

كان الوجع فعلا زاد على فاطمة وخلاها مش قادرة تكتمه زيادة فقلت بنشيج مكتوم : سيبنى ياعبده ارجوك مش قادرة

عبد الرحمن فتح عينه بخضة وبصلها وهى فى حضنها لقى عيونها مليانة دموع فقاللها بلهفة : مالك ياحبيبتى .. فى ايه

فاطمة بعياط : ضهرى يا عبده ، ضهرى واجعنى اوى .. مش قادرة اتحرك

عبد الرحمن اتعدل بسرعة وبيحاول يساعدها تتعدل وهى كل ماتحاول تتحرك تصرخ من الوجع ومش قادرة ، فعبد الرحمن شالها بسرعة ونيمها على السرير وهو بيقول لها : حقك عليا ، ماكنتش اعرف انك بتتعبى للدرجة دى

فاطمة بعياط : ضهرى ياعبده مش قادرة 

عبد الرحمن جرى على الحمام وفتح الماية السخنة فى البانيو لحد ما ملاه ورجع وهو بيقول لها : لما تقعدى فى الماية السخنة شوية هتفكلك عضلاتك اللى اتيبست دى 

و مد ايده وهو بيحاول يقلعها العباية 

 فاطمة بعياط :  لا  ، سيبنى بهدومى ماتقلعنيش ، سيبنى مستورة الله يباركلك

عبد الرحمن : يابنتى ده انا جوزك ، بلاش هبل

فاطمة وهى على عياطها : الله يباركلك سيبنى بهدومى

عبد الرحمن اتنهد بقلة حيلة وشالها زى ماهى حطها فى البانيو وقعد قدامها وهوحاضنها و بيحاول يدلكلها عضلات ضهرها عشان التيبس يفك والوجع يخف حدته شوية 

طول الوقت كان بيعتذرلها وهو حاضنها وحاضن وشها عند قلبه ، بعد حوالى عشر دقايق فاطمة عياطها ابتدى يهدى شوية فعبد الرحمن قاللها وهو لسه بيدلك لها ضهرها : ايه ياحبيبتى ، الوجع ما راقش شوية 

فاطمة وهى بتشهق شهقات صغيرة من اثر عياطها : الحمدلله ، الوجع ابتدى يروح … تسلم ايدك ، تعبتك معايا

عبد الرحمن قعد على الارض قدامها وهو لسه بيدلك لها ضهرها وقاللها : الحكاية دى اول مرة تحصللك ، واللا حصلت لك قبل كده

فاطمة : هو ضهرى بيقفش عليا كتير بس عمرها ماوصلت ابدا للدرجة  دى 

عبد الرحمن باعتذار : حقك عليا 

فاطمة : حصل خير ، الحمدلله انها جت على اد كده

عبد الرحمن بصلها اوى وقاللها وهو بيغوص فى عينيها : خلعتى قلبى عليكى 

وقبل مافاطمة ترد اتفاجئت بيه بيشدها واخد شفايفها بشفايفه بعد ماقاللها بهمس : بحبك يافاطمة


لا اله الا الله محمد رسول الله

#العوض

12

العوض

الفصل الثانى عشر

فاطمة تاهت و دابت فى حضن عبد الرحمن و گأنها فى دنيا غير الدنيا ، ما فاقتش غير لما عبد الرحمن بعد وشه عنها وسند راسه على راسها وقاللها من تانى : بحبك يا فاطمة ، بحبك

فاطمة ابتدت تستوعب اللى حصل واتفاجئت انها مش زعلانة ابدا ، لكن يمكن مكسوفة ، او خايفة ، او مش عارفة المفروض تقول ايه او تعمل ايه

عبد الرحمن مابقاش فاهم سكوتها لكن هو كمان كان حاسس بلخبطة جواه ، ولاحظ انها مش عاوزة ترفع عينها ليه ، ومابقاش عارف ان كان ده زعل واللا خجل ، فقاللها بهمس : بصيللى يافاطمة

فاطمة بصتله بتردد من تحت رموشها ، فعرف انها مكسوفة ، فقاللها بهمس وهو بيتنقل بعنيه بين عيونها: زعلانة منى 

فاطمة نكست راسها وعينيها وهزت راسها بنفى ، فعبد الرحمن قاللها برضة بهمس : طب مابترديش عليا ليه 

فاطمة برضة فضلت ساكتة ومنكسة راسها وعينيها  ، فعبد الرحمن مد ايده رفع وشها ليه تانى ورجع قاللها : بصيلى يافاطمة ، ولما رجعت بصتله من تانى ، رجع مال عليها واخد شفايفها من تانى وهو باصصلها لقاها غمضت عينها باستكانه فضمها ليه بسعادة وقاللها : قومى ياحبيبتى غيرى هدومك احسن تاخدى برد 

فاطمة هزت راسها بالموافقة وقالت له ببحة لذيذة وهى بتدور على صوتها مش لاقياه : طب اخرج وانا هغير

عبد الرحمن ابتسم بخبث ووقف وقال : على ماتغيرى ، انا كمان هغيرهدومى اللى غرقت دى .. ماشى

فاطمة هزت راسها ، وعبد الرحمن قام خرج من الحمام وقفل الباب وراه ، وراح ناحية الدولاب بتاعه وخرج البرنص بتاعه وعلقه على الشماعة اللى فى الاوضة وراح غير هدومه وقعد على السرير بتاع فاطمة وعلى وشه ابتسامة ممزوجة مابين السعادة والمرح ، بس انتظاره طال زيادة عن اللزوم ، انتظاره عدى النص ساعة فقام خبط على فاطمة وقاللها بخبث مش واضح على صوته : ايه يا فاطمة ، اوعى يكون ضهرك وجعك تانى

فاطمة وهى بتحاول تسيطر على صوتها : لا ابدا  … انا كويسة 

عبد الرحمن : طب ماتيللا  ، انتى هتقعدى عندك بقية اليوم واللا ايه ، ماتخرجى من عندك بقى

فاطمة بصوت واضح عليه الارتباك : طب بقوللك ياعبده ، ممكن تخرج برة وتقفل الباب وراك

عبد الرحمن وهو كاتم ضحكه : وبتطردينى برة الاوضة ليه بقى ان شاء الله

فاطمة بلجلجة وهى بتحاول تسيطر على رعشة صوتها : اصل انا ماعنديش هدوم هنا اخرج بيها من هنا غير اللى اتبلت 

عبد الرحمن قام شد البرنص من الشماعه وراح ناحية الباب قاللها : طب خدى مشى حالك بده عشان ماتبرديش

فاطمة فتحت الباب مسافة صغيرة ومدت ايدها اخدت منه البرنص وقفلت الباب وبعدين قالت باعتراض : انت جايبلى البرنص بتاعك يا عبد الرحمن

عبد الرحمن وهو بيتصنع العصبية : هى دى اخرتها ، ده بدل ماتقوليلى شكرا ، وبعدين ماله يعنى البرنص بتاعى ، هيعضك واللا هياكل منك حتة

فاطمة مارديتش بولا كلمة بس فتحت الباب بالراحة بعد مالبست البرنص وقفلته عليها كويس وخرجت راسها من الباب وبصتله وقالت : شكرا ، ممكن بقى تطلع برة 

عبد الرحمن باعتراض وهو نايم على سريرها ومغطى عينه بدراعه : انا مش رايح فى حتة يافاطمة وسيبينى فى حالى دلوقتى ، عشان انا كمان ضهرى شد عليا

فاطمة : راحت ناحيته وقالت بقلق : وجعك ازاى ، انت مش كنت كويس من شوية ، ايه اللى حصل

عبد الرحمن وهو لسه على وضعه : مش عارف ، الظاهر اتحركت حركة غلط

فاطمة قعدت جنبه وحطت ايدها على كتفه وقالت بقلق : طب قولى اعمل لك ايه .. اجيبلك دكتور

عبد الرحمن شدها مرة واحدة نيمها فى حضنه وسط مقاومتها وهو بيقوللها من بين ضحكه : يعنى انا اعالجك وانتى تجيبيلى دكتور من برة ، لا ياستى زى ما انا عالجتك انتى كمان لازم تعالجينى ، بس تصدقى … البرنص فعلا هياكل منك حتة … بس انا بقى هاكل الباقى 😍😄

……………... 

عند فتحية البنات كانوا كل شوية يسألوا على فاطمة وعبد الرحمن ، وفتحية تقوللهم سيبوهم نايمين ماتقلقوهمش وهى عمالة تدعيلهم ان ربنا يولف قلوبهم على قلوب بعض

وكل شوية قمر تقول انها هتروح تصحيهم وفتحية ماترضاش لدرجة انها قفلت الباب بالمفتاح خوف من ان قمر تسهيها وتروح تخبط عليهم

و دخلت المطبخ عملت اكل وغدت الولاد ، وبقت مستنية على نار عشان تتطمن عليهم

………………

الساعة خمسة بعد الضهر فاطمة كانت نايمة فى حضن عبد الرحمن وعلى وشها ابتسامة منورة وشها وكانت فاكرة ان عبد الرحمن نايم ، لحد ماعينها جت على المنبه اللى على الكومودينو فشهقت اول ماعرفت ان اليوم خلص وحاولت تتعدل بسرعة ، لكن عبد الرحمن كان صاحى ومستمتع بحضنها واول ماسمع شهقتها وحس بيها وهى بتحاول تقوم مسكها بسرعة رجعها لحضنه تانى وقاللها : رايحة فين

فاطمة بكسوف : النهار كله خلص ياعبده ، واحنا ماخرجناش من هنا ، زمان ماما والبنات قلقانين علينا ، عاوزة اروح ابص عليهم

عبد الرحمن بمرح : يا دى الفضيحة ، فى عروسة برضة تطلع من بيتها يوم دخلتها ، طب دى كانت تبقى جرسة يابا جرسة 

فاطمة ضربته فى كتفه وقالت : وبعدهالك بقى ، سيبنى اروح اتطمن عليهم ، ماما هتقول ايه علينا

عبد الرحمن ضحك اوى وقاللها : ماما زمانها حايشة العيال احسن يبجوا يغلسوا علينا  

فاطمة بشهقة : هو انت قلتلها

عبد الرحمن : قلتلها امتى يامجنونة انتى، مانا متلقح فى حضنك اهو من ساعتها

فاطمة : اومال بتقول كده ليه

عبد الرحمن بمرح : اصل امى طول عمرها لبيبة وليها نظرة كده فى الامور ، فهى تلاقيها فهمت لوحدها ، وتلاقيها بتفكر تبعتلنا الفطير والقشطة 

فاطمة وشها احمر وقالت : طب اوعى ياللا وقوم عشان نتطمن عليهم

عبد الرحمن بعند : مش هوعى ، ومش هقوم ، وماحدش خارج من هنا النهاردة

فاطمة : طب هو انت ماجوعتش 

عبد الرحمن : انتى جعانة

فتطمة بسرعة : ااه طبعا جعانة ، احنا حتى مافطرناش 

عبد الرحمن : خلاص ، هطلبلنا اكل 

فاطمة بغيظ : ياعبد الرحمن مايصحش ، سيبنا نروح نبص عليهم  ونتطمن ان كله تمام

عبد الرحمن مسك التليفون واتصل على فتحية اللى زى ماتكون كانت مستنية ، فردت بلهفة وقالت : ها ياحبيبى طمننى

عبد الرحمن ضحك اوى وهو بيبص لفاطمة وقال لفتحية : عاوزة تطمنى على ايه بالظبط ياتوحة 

فتحية بحرج : عليكم يابنى ، انتو كويسين ، اصل العيال كانوا عاوزين ييجوا يصحوكوا من بدرى وانا حوشتهم

عبد الرحمن بخبث : ااه يا ماما خليكى حايشاهم

فتحية بسعادة : والنبى صحيح ، طمننى ياضنايا

عبد الرحمن بضحك : هطمنك حاضر ، انا هاخد بطة ونطلع اسكندرية يومين ااكلها هناك فطير وقشطة وعسل بدل ما انتى تتعبى نفسك وتكلفى روحك

فتحية سمعت كده قعدت تزغرد وفاطمة بقت سامعة الزغاريد من التليفون ومن البلكونة ، اتكسفت جدا وخبت وشها فى حضن عبد الرحمن اللى قال لامه : ماتقوليش قدام العيال عشان مايزعلوش ، احنا هنمشى من هنا كمان ساعتين وهنبات ليلتين ان شاء الله وهرجع عشان المحل والمعمل

فتحية : روحوا ياحبيبى وانبسطوا وترجعوا بالف سلامة وبوسلى بطة على ما اشوفها

عبد الرحمن : من عينى وخدوا بالكم من نفسكم

بعد ماقفل الخط ساب التليفون واتعدل اخد فاطمة فى حضنه وقاللها : مش قلتلك ان امى لبيبة 

فاطمة بكسوف : بس بقى ، ينفع اللى انت قلتهولها ده واللى عملتوه ده

عبد الرحمن : ماحدش له عندنا حاجة واتعدليلى كده عشان ماما موصيانى على حاجة اديهالك

فاطمة بضحك : لا ياخويا ، هبقى اخودها منها على طول من غير مراسيل

عبد الرحمن بمرح : تلاتة بالله لا يمكن دى امانة ، ومن امنك لم تخونه

………………..

عبد الرحمن وفاطمة قضوا يومين فى اسكندرية بعمرهم كله ، كانوا فى منتهى السعادة 

وكان الولاد كل مايسئلوا عنهم كانت فتحية تقوللهم وراهم مشوار مهم سافروا له وهيرجعوا على طول

وخلص اليومين ورجعوا وفتحية برضة فضلت مصممة تخلى البنات معاها ، فرجعوا على شقتهم عشان يناموا ، لان كان تانى يوم هيبتدوا ينزلوا شغلهم من تانى 

عبد الرحمن بص لفاطمة وقاللها وهى فى حضنه : تصدقى انى مش متخيل ازاى هنزل المحل واسيبك 

فاطمة : زى ماكنت بتنزل قبل كده

عبد الرحمن : تؤ … هناك فرق

فاطمة : وايه بقى الفرق ده 

عبد الرحمن : الاول كنت بنزل وانا سايب فاطمة بنت عمى ومراتى صوريا 

فاطمة بابتسامة : طب ودلوقتى

عبد الرحمن وهو ساند راسه على راسها : دلوقتى هنزل وانا سايب فاطمة اللى ربعت جوة قلبى وملته بهجة وحب وعوضته عن حرمان كتير اوى

فاطمة بمرح : وانت بقى حبيتنى مرة واحدة كده هون

عبد الرحمن بضحك : ااه ، طبيت مرة واحدة كدهون

فاطمة بابتسامة : طب ما انا قدامك طول عمرى

عبد الرحمن بتفكير : بس يمكن عشان طول عمرى عارف انك مش بتاعتى ، كنت عارف انك مشغولة بغيرى فماكانش ينفع ابدا انى ابصلك بشكل تانى ، وعند النقطة دى بص لفاطمة بنوع من الغيرة وقاللها : لكن دلوقتى انتى بتاعتى انا .. انا وبس 

فاطمة : وانت عرفت ازاى وامتى بقى انك بتحبنى

عبد الرحمن بص للسقف وقاللها : مش عارف يافاطمة …  بس فى حاجات حصلت خلتنى افكر انى يمكن اكون من فترة  ، من ساعة ماعرفت انك رجعتى مصر وعرفت اللى حصل معاكى قلبى اتخطف ولقيتنى على طول بفكر فى كل الحلول اللى تخليكى تقفى على رجلك وماتحسيش ابدا انك انكسرتى او ضعفتى ، رغم انى اتفاجئت بعد كده انى فكرت فى كل الحلول الا حل واحد

فاطمة باستغراب : انهى حل ده

عبد الرحمن : انى اصالحك على محمد ، اعتبرت ان انفصالك عنه ده حل بديهى مش محتاج اننا نفكر فى غيره

بس كل يوم كان جوايا احساس بيكبر انك تخصينى ، يمكن ماكنتش فاهم مدى الخصوصية دى او معناها ، بس كنتى تبعى .. كنتى فى حمايتى 

 لما سمعت الكلام اللى محمد قاله لناصر وقت اما كلمته شروق ، اول حاجة جت على بالى ، انك لو سمعتى الكلام ده هتنهارى ، وحاولت افكر بسرعة عشان ادور على حل ، لحد ما ربنا هدانى للى عملته ساعتها رغم ان مافيش حلول تانية جت على بالى اصلا

 تعرفى ...لما نزلت اشتريتلك الفستان اللى حضرتى بيه كتب كتابنا ، دورت كتير لحد ماجبتهولك ، كانت كل ماعزة تشاورلى على فستان كنت بتخيلك فيه وفى كل فستان بشوفه وماعجبنيش اى واحد فيهم ، لحد مافى الاخر اتخيلتك فى ده وانتى بتضحكى ومبسوطة فجبته فورا

كنت مبسوط وانا بحضر لفرحنا ماعرفش ليه كنت زى ما اكون بتجوز بجد ، بس كنت حاسس انى بعمل حاجة كويسة عشانك ، و ده فى حد ذاته كان مدينى احساس حلو من جوايا 

 بس ممكن اقوللك ان نظرتى ليكى ابتدت تاخد مجرى تانى معالمه واضحة فعلا من ساعة ماكنا فى العريش

فاطمة : ازاى بقى

عبد الرحمن : اول مرة شفتك وانتى نايمة بشعرك ، حسيت وقتها انى اتسمرت فى مكانى ، وانا بفتكر سندريلا الحتة زمان .. فاكرة

فاطمة بابتسامة : الا فاكرة ، كنت صغيرة وماعرفش مين اللى طلع عليا الاسم ده ، بس كنت ببقى مبسوطة لما بسمعه

عبد الرحمن : كانوا مسميينك سندريلا عشان شعرك قبل ماتتحجبى ، كنتى دايما بتسرحيه زى سعاد حسنى ، ولما شفتك وانتى نايمة لقيته طول اوى عن زمان وسواده زى الليل الغميق اللى قمره غاب ، وقفت اتفرج عليكى لحد مانسيت روحى

فاطمة خبطته فى كتفه وقالت : و مش عيب تتفرج على واحدة ست وهى نايمة 

عبد الرحمن بضحك : وشكلى ادمنت الحركة دى ، وبقيت اعملها كتير

فاطمة بغيظ : وعشان كده كنت تقعد ترغى معايا لحد اما انام والباب بتاعك مفتوح

عبد الرحمن : فى الاول ماكنتش ببقى قاصد الصراحة بس بعد كده ااه

فاطمة بابتسامة : بس كان بيبقى احلى رغى

عبد الرحمن : لا طبعا فى رغى احلى 

فاطمة : ازاى بقى

عبد الرحمن : لما نرغى وانتى فى حضنى ، وشوية شوية لقتنى ادمنت حاجات كتير معاكى ، هزارنا .. ضحكنا … لعبنا 

بعد ما رجعنا من العريش كان بييجى عليا اوقات كتير بعد ماتنامى واقعد افتكر اول يوم فى العريش لما روحنا جبنا فطار مع بعض ...فاكرة

فاطمة بضحك : الا فاكرة

عبد الرحمن : يومها لما كنت باخد منك السندوتش بتاعك اخد منه قطمة وارجعهولك .. كنت عامل زى المراهق اللى عاوز يعرف طعم شفايف حبيبته

ومال عليها اخد شفايفها برقة ، وبعدين رفع وشها خلاها تبصله وقاللها : طب وياترى بقى انتى حبتينى كده زى ما انا حبيتك

فاطمة دست نفسها فى حضنه و قالت : يوم ماعرضت عليا فكرة الجواز كنت هتجنن ، واقول ازاى اتجوز اخويا

عبد الرحمن بسخرية : اخوكى فى عينك

فاطمة بضحكة خفيفة : كنت خايفة و مرعوبة ومش مستوعبة وبقيت حاسة انى جوة قصة مش بتاعتى بس بصراحة .. كنت حابة قربنا مع بعض ، وافتكرت ايام ماكنا صغيرين اننا كنا برضة كده ، كنا بنفهم بعض بسرعة ، وكنا بنخاف على بعض اوى ، وبنزعل على زعل بعض اوى ، يمكن لما اتجوزت وسافرت العلاقة شبه انقطعت عشان ……. عشان …

عبد الرحمن بتريقة : مالك بتقطعى زى العربية الخربانة كده ليه … اقوللك انا عشان ايه

فاطمة بحذر : قول

عبد الرحمن بتنهبدة : عشان الكونت محمد كان بيغير عليكى منى .. مش كده

فاطمة : امممم

عبد الرحمن ضحك وقال : انا مش فاهم الواد ده كان دايما حاطط نقره من نقرى ليه

فاطمة بضحك : عشان كان بيشوفنا كتير واحنا واقفين نسوس ونضحك مع بعض ، وكان ييجى يسألنى كنا بنقول ايه اقول له مش فاكرة

عبد الرحمن بمرح  : طب ما انتى برضة كيادة 

فاطمة بضحك : يعنى الحق عليا انى كنت كاتمة اسرارك وماكنتش بفتن له على اللى كنا بنقوله

عبد الرحمن بخبث : وهو احنا كنا بنقول ايه صحيح

فاطمة بغيظ : اما كنت بقعد احكيلك على المعجبات بتوعك ياخويا .. فلانة بتحب شكلك وفلانة بتموت فى شعرك … ايه نسيت

عبد الرحمن بضحك : الله .. طب وانا مالى يالمبى ، هو انا كنت بعبر حد فيهم

فاطمة : ماهو كان فاكر بقى انك مابتعبرش حد عشان عينك منى ، حتى لما قعدت كتير على ما اتجوزت كان كل شوية ، يقوللى شفتى … اهو عايش على ذكراكى … عشان تصدقينى ، حتى اما اتجوزت قاللى ماهو اكيد مش هيفضل طول عمره مترهبن عشانك

عبد الرحمن بتركيز : وهو كان فاكر ان لو كلامه ده حقيقى كنت فعلا هفضل على ذكراكى 

فاطمة بزعل : اومال تروح تنجوز وتنسانى ياعبده

عبد الرحمن بصلها جامد وبعدين الاتنين قعدوا يضحكوا وبعدين قاللها : المهم كملى بعد مارجعنا بقى خدنا على بعض اوى وبقينا اصحاب اوى حصل ايه

فاطمة بابتسامة : انت جت عليك فترة كنت بتعمل حاجات كده كانت بتخلينى اقول وبعدين .. وبعدهالك ياعبده ، ياترى اخرتها معاك ايه باعبده ، وكنت ببقى خايفة امشى ورا قلبى ليتكسر ستين حتة بعد كده 

لحد … لحد اول يوم العيد وانت عارف طبعا انت عملت ايه ، خلتنى حاسة انى طايرة فوق السحاب ، رغم انى برضة كنت خايفة ، بس يومها سعادتى كانت غالبة خوفى

عبد الرحمن : يعنى حبيتينى زى ماحبيتك 

فاطمة : لدرجة انى حاسة انها اول مرة فى حياتى احب واتحب

عبد الرحمن : وانا كمان يافاطمة ، رغم انى مش هقدر انكر انى حبيت شروق حب فوق الوصف ، لكن حبك انتى حاجة تانية ، حبك له طعم تانى ، بحبك وانا واثق فى روحى وفيكى … انتى فاهمانى

فاطمة هزت راسها بالموافقة ، ولسه هتتكلم سمعوا آذان الفجر ، قاموا اتحضروا للصلاة وصلوا وناموا وهم بيستعدوا ليوم جديد مليان شغل وشقى

…………………

فى الفترة دى كانت شروق اخبارها اختفت تماما من ساعة ما ناصر وصلها بيتها ، وماحدش اهتم ان كانت سافرت فعلا واللا لا

عدى عليهم  حوالى شهرين ، والحال على دا الحال ، وعزة وناصر عرفوا باللى كان من غير كلام ، الكل لاحظ نظراتهم وهمساتهم ، وحركات شفايفهم لما يفكروا ان ماحدش شايفهم 

لحد ماجه يوم كانت فاطمة فى المعمل ، خلصت شغلها وطالعة على شقتها فجأة داخت وهى لسه هتبتدى تطلع السلم ووقعت مغمى عليها

وحيد كان قريب من باب المعمل وشافها خرج بسرعة وحاول يفوقها ولما ماعرفش خرج نده بسرعة على عبد الرحمن من المحل

عبد الرحمن جه جرى وهو مخضوض ومافكرش دقيقة واحدة ، مد ايده بسرعة شالها وطلع على شقة فتحية ، دخل بسرعة حطها على الكنبة وهو بينده على فتحية 

الكل جه مخضوض والبنات قلقوا جدا على مامتهم ، فتحية جريت جابت بصلة بسرعة وشممتها لفاطمة اللى فاقت وهى بتتلفت حواليها وقالت بخفوت : فى ايه 

عبد الرحمن وهو مخضوض : فى ايه انتى ، ايه اللى وقعك وخلاكى اغمى عليكى ، انتى ماكلتيش واللا ايه

فاطمة وهى ماسكة راسها : ما احنا فطرانين سوا ياعبد الرحمن 

عبد الرحمن : اومال ايه ، تعبتى روحك بزيادة واللا فى حاجة تعباكى ومخبية ، اوعى تكونى مخبية عنى حاجة يافاطمة

فاطمة : هخبى ايه بس ياعبده ماتكبرش الحكاية ، هو بس انا بقالى كام يوم مش مظبوطة الظاهر واخدة برد

فتحية بفرحة : لا تكونى حامل يافاطمة

فاطمة بصت لعبد الرحمن لقته باصصلها وهو جامد ومافيش اى تعبير على وشه ، فجأة حست ان قلبها هيقف ، بس ثوانى ولقته قال : طب قومى اوديكى للدكتور

فاطمة بلجلجة : مش لازم ، مش مستاهلة

عبد الرحمن بحزم : قومى يافاطمة ، تعالى اغيرلك هدومك اللى اتبهدلت من السلم دى وهوديكى للدكتور اللى على الناصية ياللا 

فاطمة قامت معاه من سكات لقته طلعلها من دولابها عباية وبيساعدها تغير هدومها باهتمام شديد جدا من غير مايتكلم ولا كلمة

فاطمة مسكت ايده فى النص وسألته بقلق : هو انا لو طلعت حامل بصحيح يا عبده تزعل ، ما انتش عاوزنا نجيب عيال

عبد الرحمن بدهشة : ايه الهبل اللى انتى بتقوليه ده

فاطمة وهى باصه فى عيونه : اصلى لاحظت انك اتاخدت لما ماما قالت انى ممكن اكون حامل

عبد الرحمن بتنهيدة : لازم تعرفى انى هبقى اسعد راجل فى الدنيا دى كلها يوم ما اعرف انى هيبقى لى عيل منك يا فاطمة ، بس انا خوفت نفرح وبعد كده يطلع لاقدر الله حاجة تانية تقومى انتى تزعلى وانا مش عاوزك تزعلى

فاطمة بتمنى : بجد ياعبده

عبد الرحمن : بجد ياقلب عبده اللى كان هيقف من الخضة عليكى ، وياللا بقى خلينى البسك ، عشان عاوز اتطمن عليكى

فاطمة وعبد الرحمن راحوا للدكتور اللى اكدلهم ان فاطمة فعلا حامل فى اول الشهر الثالث وكتبلها على فيتامينات تاخدها على ماتبتدى تتابع مع دكتور متخصص

عبد الرحمن لما خرجوا من عند الدكتور ، صمم انه يوديها فورا لدكتورة نسا وابتدت تتابع من وقتها وكتبتلها على الحاجات اللى المفروض تاخدها وتعملها

الفرحة ماكانتش سايعة فتحية والبنات ان هيبقى عندهم بيبى صغير ، وكلهم اتفاجئوا ان عبد الرحمن راح اشترى لحمة وخلى فتحية تسويها وتعمل فتة ووزعها على الغلابة وقاللها عشان ربنا يباركلى فى فاطمة واللى فى بطنها 

والحتة معظمها عرفوا الخبر و كلهم باركوا لعبد الرحمن وفاطمة اللى عبد الرحمن منعها من نزول المعمل تماما ، وقاللها ان هو هيصرف الشغل بدالها عشان ماتطلعش وتنزل السلم كتير على ما الحمل يستقر ، وكان شايلها من فوق الارض شيل و ده طمنها فعلا أنه مبسوط بجد بحملها 

كانت الدراسة خلاص ابتدت ، والولاد منتظمين فى مدرستهم ، وفاطمة كانت متابعة مذاكرة الولاد وخصوصا قمر اللى كانت معتمدة اعتماد كلى على فاطمة عشان كانت لسه صغيرة 

ومرت الايام لحد مافاطمة بقت حامل فى الشهر السادس ، كانت قاعدة مع فتحية بيحضروا الغدا وفى انتظار الولاد انهم يرجعوا من المدرسة ، لكن معادهم عدا ومارجعوش 

فاطمة ابتدت تقلق ، كلمت عبد الرحمن وقالت له ان الولاد لسه مارجعوش وان تليفون المشرفة بتاعة الباص مقفول ، عبد الرحمن هو كمان حاول  يكلم مشرفة الباص تليفونها برضة كان مقفول ، ومابقاش عارف يوصللها ، فقرر انه يروح المدرسة

عبد الرحمن ركب عربيته ومشى عشان يروح المدرسة ، وهو فى الطريق شاف باص المدرسة بتاع ولاده واقف على الناحية التانية من الطريق وفى لمة كبيرة حواليه ، ركن عربيته ونزل جرى يشوف ايه اللى حصل ، لقى مشرفة الباص واقعة متعورة هى والسواق وعمالة تعيط بانهيار وعرف ان فى اتنين وقفوا الباص واقتحموه وخطفوا منه تلت بنات 

عبد الرحمن قلبه وقع فى رجله اول ماسمع اللى حصل ، عينه بسرعة كانت بتدور فى الاتوبيس على بناته مالاقهمش سأل بنت من البنات اللى موجودين وهو صوته طالع منه بالعافية : مين البنات اللى اتخطفوا 

البنت وهى بتعيط : بسمة ونسمة …. وقمر

عبد الرحمن قعد مكانه مانطقش ، رجله ماكانتش شايلاه ، المشرفة كانت بصاله وهى عمالة تعيط وتقول له : والله حاولت احميهم انا و السواق ، ضربونا وبهدلونا زى ما انت شايف

عبد الرحمن بصوت مخنوق : اشمعنى هم اللى خدوهم .. اشمعنى بناتى بالذات

المشرفة : دول خدوهم بالعينية ، وكان معاهم صورهم ، وكانوا بيسألوهم عن اسمهم قبل ما ياخدوهم

عبد الرحمن باستغراب شديد : كانوا بيسألوهم بيقولوا لهم ايه

المشرفة : سأل بسمة ونسمة وقاللهم انتو ولاد فاطمة لما قالوا له ااه اخدهم ، وبعدين بص لقمر وقاللها وانتى بنت عبد الرحمن فقالت له ايوه فاخدها هى كمان

عبد الرحمن : انتو مش بتقولوا انهم كانوا اتنين

المشرقة بعياط : التانى كان واقف معاه طبنجة مرفعنا بيها ولما حاولنا ندافع عن البنات ضربنا بيها فى دماغنا

شوية والبوليس جه وابتدت التحقيقات وطبعا عبد الرحمن راح معاهم بعد ماسمحوا للباص يمشى عشان يروحوا باقى الولاد لاهاليهم 

طول الوقت كانت فاطمة عمالة تتصل بعبد الرحمن وعبد الرحمن بيكنسل عليها ، مش عارف لو رد عليها يقول لها ايه ، و دماغه كانت رايحة فى سكة واحدة  و بس …. شروق

البارت التانى بعد ثوانى ان شاء الله


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

#العوض

13

العوض

الفصل الثالث عشر

فاطمة فى البيت كانت هتتجنن ، الوقت بيجرى والبنات ماوصلوش ، وعبد الرحمن مش بيرد على تليفونه ، كل ماتحاول تتصل بيه بيقفل عليها

فتحية كمان كانت عمالة بتهديها رغم ان القلق كان واكلها من جواها ، ولكن كانت عمالة تقوللها : يابنتى استهدى بالله ، تلاقى الشبكة وحشة واللا حاجة ، وهتلاقيهم كلهم داخلين علينا دلوقتى بخير وسلامة

فاطمة وهى واقفة فى بلكونة فتحية وراسها عمالة تبص يمين وشمال : لا يا ماما ، انا قلبى من الصبح بيقوللى ان فى حاجة ، من الصبح وانا مش متطمنة علبهم ، حتى بسمة ماكانتش عاوزة تروح النهاردة وانا اللى غصبت عليها تروح مع اخواتها عشان الامتحانات قربت ، ياريتنى ماكنت نزلتهم اصلا

فتحية : يابنتى اللى بتعمليه ده غلط  عليكى وعلى اللى فى بطنك استهدى بالله شوية

فاطمة ابتدت تنهار وتعيط بصوت عالى وقالت : ولادى يا ماما … ولادى ، مش هستحمل لو حصل لواحدة فيهم حاجة ، هموت من الرعب عليهم .. هموت

فاطمة مسكت التليفون بتحاول تكلم عبد الرحمن تانى وبرضة قفل عليها ، راحت مكلمة ناصر ، ووقتها كانت القشة اللى قسمت ضهر البعير بالنسبة لها لان ناصر كمان قفل عليها التليفون 

فتحية لقت فاطمة فجأة سكتت وقعدت على الارض مكانها وعينها ثابتة فى اتجاه واحد مابتتحركش ، رغم دموعها اللى مغرقة وشها وماوقفتش لحظة

فتحية راحت عليها بقلق وقالت لها : مالك يا بت فاطمة ، انتى عملتى كده ليه

فاطمة اكنها بتكلم روحها : ناصر كمان بيكنسل عليا ، يبقى ولادى حصللهم حاجة ،ولادى راحوا منى 

فتحية بقت هتتجنن ومش عارفة تعمل ايه فقالت : طب انا هتصل على عزة واشوف ايه الحكاية 

فاطمة وهى لسه على جمودها : افتحى الاسبيكر لو ردت عليكى 

فتحية اتصلت على عزة وفعلا فتحت الاسبيكر وعزة ردت وكان واضح جدا على صوتها انها بتعيط بانهيار ففتحية قالتلها بلهفة : قوليلى ايه اللى حصل واياكى تخبى عليا حاجة

عزة بانهيار : بنات عبد الرحمن وفاطمة اتخطفوا يا ماما

فتحية بزعيق : يعنى ايه اتخطفوا ، واتخطفوا منين فهمينى ، اخوكى وجوزك مابيردوش علينا واحنا مش فاهمين حاجة

عزة بانهيار : ولا انا فاهمة حاجة ، كل اللى عرفته ان عبده كلم ناصر وطلب منه يروحله على قسم مصر القديمة بسرعة عشان البنات اتخطفوا من قلب اتوبيس المدرسة 

فجأة فاطمة قامت من مكانها وجريت على شقتها لبست عباية خروج وحطت طرحة على راسها ونزلت 

فتحية كانت وراها بتسألها : رايحة فين يابنتى

فاطمة : راحة اشوف ولادى حصللهم ايه

فتحية : يابنتى ماهو جوزك هناك

فاطمة بانهيار : جوزى اللى مخبى عليا لحد دلوقتى وما قالليش اصلا ، انا نازلة اشوف ولادى .. مش هفضل متكتفة مكانى وانا ما اعرفشى عنهم اى حاجة بالشكل ده .. مش هقدر

فاطمة نزلت وندهت على وحيد اخدته معاها ، وركبوا تاكسى وراحوا على القسم ، دخلوا وهى تايهة عمالة تبص يمين وشمال لحد ما لمحت مكتب مفتوح وعبد الرحمن قاعد وهو ساند ايديه على ركبه وحاطط راسه وسطيهم ، وناصر بيتكلم مع ظابط المباحث ، فاطمة وقفت على الباب وعينيها زايغة مابين جوزها واخوها وقالت بصوت طالع منها بالعافية : بناتى فين يا عبد الرحمن 

عبد الرحمن انتبه على صوتها قام منفوض من مكانه وجرى على فاطمة خدها فى حضنه وهى مابتقولش غير كلمة واحدة بس وعمالة تردد فيها اكنها تايهة عن الدنيا اللى حواليها … بناتى

ظابط المباحث سأل : مين دى

ناصر بحزن شديد جدا على اخته : دى ام البنات اللى اتخطفوا يافندم .. واختى

ظابط المباحث بمواساة : ماتقلقيش ياستى احنا هنعمل كل اللى فى امكاننا عشان نرجعهملك فى حضنك من تانى

فاطمة التفتت لظابط المباحث وقالت : بناتى

الظابط كرر نفس الكلمة : ماتقلقيش ياستى

رجعت بصت لعبد الرحمن اللى عيونه مليانة دموع على قهر على غل وغيظ ورجعت قالت : بناتى يا عبد الرحمن … بناتى

عبد الرحمن رجع خدها فى حضنه من تانى وقاللها : هيرجعوا يافاطمة ، ان شاء الله هيرجعوا ، ربنا مش هيخلينا نتحرم منهم ابدا

واخدها وقعدها جنبه وهو قلقان من شكلها وهدوءها المقلق اللى بيدل على توهانها الشديد 

الظابط بص لعبد الرحمن وقال له : يعنى انت حاليا ما بتتهمش غير طليقتك شروق بخطف البنات

فاطمة انتفضت من مكانها وبصت لعبد الرحمن بصدمة وقالت : هى مش المفروض سافرت وبعدت عننا ، ثم هو فى ام هتخطف بنتها 

الظابط وهو بيتحرك لبرة : عموما القوة جهزت واحنا هنروح نفتش عندها حالا

عبد الرحمن : انا لازم اجى معاك 

الظابط : مافيش مانع .. اتفضل تعالى بس من غير ماتتدخل فى حاجة

فاطمة مسكت فى ايد عبد الرحمن وقالت : وانا ، انا كمان هاجى معاكم

الظابط : للاسف يامدام ماينفعش ، هو انا وافقت على جوز حضرتك عشان تحسوا اننا مش ساكتين وتتطمنوا ، لكن ما ينفعش حضرتك كمان تيجى معانا ، ممكن حضرتك تروحى وبناتك هيوصلولك بالسلامة لحد البيت

وهم لسه واقفين دخل ظابط تانى وقال للظابط الاول : احنا فرغنا كاميرات المراقبة اللى فى الشارع اللى رصدت اللى حصل وقدرنا نعرف ارقام العربية وعنوان صاحبها 

الظابط الاول : طب كويس جدا انا عاوز كل البيانات دى وتطلع لنا أمر من النيابة بالقبض على صاحب العربية دى على ما نرجع من التفتيش

الظابط التانى : تمام

عبد الرحمن قال لناصر : روح اختك يا ناصر ، و ماحدش يسهى عنها شكلها مايطمنش ، وسابهم وخرج وراح  ورا الظابط

ناصر راح لفاطمة اخدها تحت جناحه وقاللها : ياللا ياحبيبتى نروح ، قعادنا هنا ماممنوش فايدة

فاطمة التفتت لناصر وقالت : بناتى … مافيش ام تخطف بنتها …. عاوزة اروح اجيب بناتى

ناصر قلق جدا من شكل فاطمة وقاللها : طب تعالى ياللا نروح سوا

فاطمة مشيت معاه بهدوء وهى عمالة تكرر فى كلامها اكنها بتسمع حاجة بتحفظها ، لحد ما ركبت مع ناصر ووحيد العربية 

وصلوا البيت .. ناصر و وحيد نزلوا وفاطمة لسه فى مكانها ، ناصر لف فتحلها الباب وقاللها : ياللا يا فاطمة انزلى ، هاتى ايدك 

فاطمة فجأة ابتدت تبص حواليها وانتبهت انها عند البيت فقالت : انا عاوزة اروح لبناتى ، ودينى لبناتى ، البنات زمانهم جعانين وخايفين 

فاطمة دابتدت نبرة صوتها تعلى وتقول بعصبية : ياللا ودينى عند البنات ، احنا اتأخرنا عليهم ، هيناموا من غير ما ياكلوا 

ناصر بقى يبص لها ومابقاش عارف يعمل ايه ، وحيد كان واقف يبص على فاطمة بحزن شديد جدا وقال لناصر فى ودنه : ابلة فاطمة شكلها يخوف يا عم ناصر ، دى محتاجة حد يسايسها ، واللا دكتور يديها حاجة تهديها

ناصر بص لوحيد بتردد وبعدين قال له : خليك معاها عشر دقايق وهرجعلك اوعى تسيبها تنزل من العربية واللا تروح فى حتة

وحيد هز دماغه  وهو بيقول له : عينى يا عم ناصر ، بس اوعى تعوق ، انت شايف ابلة فاطمة عاملة ازاى

ناصر قال له : مش هغيب ماتقلقش ، وبعدين راح لفاطمة قاللها : هسأل اشوف البنات فين بالظبط عشان نروحلهم على طول وما نتأخرش فى اللف والتدوير … ماشى

فاطمة : ايوة عاوزة اروحلهم وسندت راسها لورا وكان واضح عليها انها تعبانة جدا

ناصر جرى على الدكتور اللى على ناصية الشارع وشرحله اللى حصل بسرعة وطلب منه حاجة تهدى فاطمة على مايعرفوا هيعملوا ايه

الدكتور عشان عارف عبد الرحمن وفاطمة نزل معاه على طول واشتروا علبة دواء من الاجزخانة وبعد كده الدكتور قرب من فاطمة وناولها ازازة ماية وهو بيقول : خدى الحباية دى يا مدام فاطمة عشان تصحصحى شوية وتقدرى توصلى لبناتك بالسلامة

فاطمة بتوهان : بناتى … عاوزة اروحلهم

ناصر قرب من فاطمة وحطلها القرص فى بقها وحاول يسقيها ماية على اد ما قدر وهو بيقول : طب اشربى ياحبيبتى ياللا بسرعة عشان مانتأخرش عليهم

الدكتور بعد خمس دقايق مد ايده مسك ايدها اللى ابتدت ترتخى وقاس لها النبض وقال : نبضها مش مظبوط خالص ووشها احمر اوى انا لازم اقيس لها الضغط لان شكله عالى اوى

فاطمة كانت ابتدت تغمض عينها وهى ماسكة راسها بايدها لكن مابطلتش تنده على البنات

ناصر مد ايديه شالها من العربية وطلع بيها عند فتحية والدكتور وراه ، حطها فى السرير وهى بتتلوى بين ايديه بضعف 

الدكتور ابتدى يكشف عليها لقى فعلا ضغطها عالى جدا ، وقال لناصر على حقنة معينة راح جابهالها من الاجزخانة وادالها منها

والدكتور استأذن ومشى وقاللهم انه هيعدى عليهم تانى بعد مايخلص العيادة عشان يشوف ايه التطورات

وفضلت فتحية جنبها تتابعها وعزة كمان جتلهم بعد ما ودت ولادها عند حماتها وناصر رجع القسم من تانى عشان يشوف ايه اللى حصل

………………..

القوة وصلت بيت شروق لقوا البيت ضلمة كحل وما حدش موجود ، ولما سألوا البواب على شروق قاللهم انها نزلت من اسبوع واحد بس من بيتها وكان معاها شنطة سفر واخدت عربيتها ومشيت ، ومن ساعتها مارجعتش تانى

عبد الرحمن كان هيتجنن ، وقعد يسأل روحه ممكن تكون راحت فين ، فقال للظابط : هو ممكن طبعا تعرفوا هى خرجت من البلد واللا لا

الظابط : ايوة طبعا

عبد الرحمن : طب ممكن حضرتك تسأل ان كانت سافرت فرنسا او اى بلد تانية واللا لا

الظابط حط ايده على كتف عبد الرحمن وقال له : احنا هنعمل كل ده ، لكن لازم تعرف ان الحاجات دى بتاخد وقت

عبد الرحمن : يبقى على الاقل تمنعوا سفر بنتى واخواتها فى المطار

الظابط : معاك صور ليهم 

عبد الرحمن : ايوة حضرتك على الموبايل 

الظابط : طب خد رقمى اهوه وابعتهملى عليه وانا هتصرف

الظابط طلع تليفونه من جيبه وكلم زميله وسأله ان كان اذن النيابة طلع واللا لسه ، ولما عرف انه طلع قال لزميله : حصلنى بيه على عنوان الراجل ، ويلغ الرائد مسعد ان صور البنات هبعتهمله ، وعاوزه يطلع قرار منع من السفر باقصى سرعة 

عبد الرحمن : طب والراجل صاحب العربية

الظابط : هنروح له حالا

وراحوا على عنوان الراجل اللى اول ماشافهم حاول يهرب منهم لكن فى الاخر قدروا يقبضوا عليه

اول مامسكوه عبد الرحمن مسكه من رقبته وقال له : بناتى فين ، وديت بناتى فين

الراجل : انا ما اعرفش حاجة وماليش دعوة بحاجة

الظابط خلص الراجل من ايد عبد الرحمن وقال له : انطق وقول البنات فين احسنلك على الاقل تخفف الحكم عنك شوية

الراجل باصرار : انا ما اعرفش حاجة ، وماليش دعوة بحاجة

الظابط للقوة اللى معاه : فتشوا الشقة وهاتوها عاليها واطيها واى مضبوطات هاتوهالى

القوة لما فتشت لقت طبنجة ميرى ، وكذا قطعة سلاح ابيض ولقوا كمان قطعتين حشيش وكذا سيجارة بانجو

فقبضوا عليه و حرزوا كل الحاجات اللى لقيوها واخدوه ورجعوا تانى على القسم

فى القسم … الظابط رفض ان عبد الرحمن يحضر التحقيق وسابه قاعد برة مع ناصر اللى لما رجعوا القسم لقوه مستنيهم وبعد ما الظابط قعد على المكتب  ، قال للراجل اللى اتقبض عليه : الكاميرات بتاعة المحلات مصوراك وانت بتخطف البنات فى عربيتك يادسوقى ، ده غير الحاجات اللى اتظبطت فى بيتك …. دى فيها اعدام لوحدها ، انا ممكن اعملك قضية اتجار فى المخدرات

دسوقى برعب : اتجار ايه ياباشا ، دى حاجات لمزاجى الشخصى 

الظابط بمكر : مزاجك الشخصى بعشرة كيلو حشيش يامفترى

دسوقى بصدمة : عشرة كيلو حشيش … عشرة كيلو ايه يا باشا ، دول هما تعميرتين 

الظابط بسخرية : لا هو انا ماقلتلكش يا دسوقى ، اصل انا بقى عندى من الصنف بتاعك ده كمية مالهاش صاحب … ممكن تنضاف للحرز بتاعك بكل سهولة واثبتها فى محضر التفتيش ، وابقى ساعتها بقى كدبنى وقول انى اتبليت عليك يا دسوقى 

ده غير تهمة حيازة سلاح ابيض ، واللا سرقة سلاح ميرى ، تؤ تؤ تؤ يا دسوقى ، ليه كده ، ليه تعمل فى روحك كده ، ده انت صغير على الاعدام 

دسوقى برعب : اعدام ايه ياباشا انا ماعملتش حاجة يا باشا

الظابط بزعيق : فين العيال اللى خطفتوهم يالا …  انطق

وبعدين قال بهمس زى الفحيح فى ودن دسوقى : لو قريت على طول على مكان البنات هعتبر الحاجات اللى اتحرزت دى ان هى دى بس اللى لقيناها ، ماقريتش هضملك الحرز اللى مش لاقيله اصحاب ده وتبقى تاجر مخدرات اد الدنيا و هتنور كده و انت متعلق فى المشنقة …. قلت ايه …. هتقر واللا عاوز تتمرجح على حبل المشنقة

دسوقى بخوف : يا باشا انا يادوب كنت ماسك المسدس وهددت وبس ، لكن مش انا اللى اخدت العيال

الظابط بهدوء وهو بيطبطب على كتف دسوقى : مصدقك يا دسوقى ، مانا جايبك هنا عشان تقوللى مين بقى اللى اخد العيال

دسوقى : سيد يا سعادة الباشا ، سيد ابو حبيبة هو اللى اخد العيال

الظابط بتفكير : سيد ابو حبيبة بتاع شق التعبان

سوقى بلهفة : ايوة با باشا هو

الظابط : تقعد بقى كده واحدة واحدة وتفهمنى الليلة واللى فيها من الاول للاخر

دسوقى : سيد جالى يا باشا من اسبوعين وقاللى انه عاوزنى فى عملية هتجيبلى قرشين سوقع ، وحكالى ان فى واحد واخد عياله من مراته وحارمها منهم واننا هنساعدها عشان نرجعلها عيالها قصاد اللى هتديهولنا

يعنى عمل انسانى يا باشا

الظابط بتهكم : لا وانت ابو الانسانية كلها يا دسوقى ، ها يا سيدى ، ومين بقى الست دى

دسوقى : انا ماشفتهاش يا باشا غير مرة واحدة بس ، بس هى ست لامؤاخذة يعنى يا باشا فى الكلمة ، ست عايبة

الظابط : اشمعنى يعنى

دسوقى : يعنى ست ارشانة ولابسة لبس كده مش محترمة بيه سنها ، وتلات تربع كلامها بالافرنجى وهى بتلوئ لسانها كده زى بتوع نشرة الاخبار  

الظابط : عندها كام سنة تقريبا 

دسوقى : يعنى ، يبجى ستين سنة كده يا باشا 

الظابط : كانت لابسة ايه

دسوقى : بنطلون استريتش هيفرقع من عليها و فوقيه حاجة كده زى الشال اللى لفاه على كتفها ووسطها 

الظابط : طب استنى ، وخرج نده على عبد الرحمن من برة وبعد ما دخلوا تانى وقفل الباب ، الظابط قال لدسوقى : اوصفلى الست دى شكلها ايه يا دسوقى وركز كويس ، وانت يا استاذ عبد الرحمن عاوزك تركز فى الاوصاف دى وتقوللنا بتاعة مين بالظبط لو اتعرفت عليها ، مبدأيا هو بيقول انها ست فى حدود ستين سنة

دسوقى : هى يا باشا الحق يتقال جسمها زى المانيكان ، وبيضا زى القشطة وشعرها اصفر وطويل بس عاملاه زى الكانيش وعندها حسنة كبيرة تحت رقبتها ، حاكم لامؤاخة الشال اللى كانت لابساه كان مبين كتافها كلها رغم اننا فى عز البرد وبتشرب سيجار زى بتاع البشوات بتوع زمان بس رفيع 

عبد الرحمن بتركيز سأل دسوقى وقال له  :  لما كانت بتتكلم  كانت لادغة  

دسوقى بابتسامة : هى الصراحة كانت بتتكلم بدلع كده وماباقيتش عارف هى لادغة واللا دلع بس هى كانت بتلوئ لسانها وهى بتتكلم

عبد الرحمن اكنه بيكلم روحه : بس ده المفروض انها ماتت

الظابط : المفروض الست دى هى اللى اتفقت على خطف بناتك ، انت تعرفها

عبد الرحمن وهو عمال يوزن حاجات كتير اوى فى دماغه : الست دى تبقى ام شروق ، بس المفروض انها ماتت فى فرنسا من شهور فاتت

الظابط : وعرفت منين انها ماتت

عبد الرحمن : شروق … شروق هى اللى ……

وفجأة قال بغضب : اااه ياملعونة يا سلالة الشياطين ، كانت بتعمل عليا كل الفيلم ده عشان تخطط للى عملته ، بس انا ممكن افهم انها تخطف قمر لكن تخطف اخواتها ليه 

الظابط : طب وانت ماعندكش اى علم بالاماكن التانية اللى ممكن تكون شروق وامها متواجدين فيه

عبد الرحمن ادى الظابط كل العناوين اللى يعرفها لشروق وامها وابوها كمان 

والظابط طلع حملة تفتيش فى الاماكن دى كلها بعد مابلغ زمايله فى المطار انهم يدوروا على اى حجز بالسفر باسم ام شروق بعد ماطلع امر بالقبض على اللى اسمه سيد ابو حبيبة اللى قاللهم عليه دسوقى

عبد الرحمن صمم يطلع مع الحملة ، وفعلا الظابط وافق انه يروح  وراهم  مع ناصر فى عربيته 

لكن وهم لسه هيبتدوا يتحركوا جه تليفون للظابط بلغه ان فى حجز باسم ام شروق على طيارة باريس اللى طالعة بعد ٣ ساعات ، غيروا اتجاههم وطلعوا على المطار وكانت المفاجئة 

ام شروق وشروق الاتنين مع بعض فى الاستراحة بعد ما خلصوا اجراءات السفر ومعاهم التلات بنات ، كل بنت فيهم قاعدة على كرسى متحرك وهى حالقة شعرها بالموس وغايبة عن الوعى ، ومتركب فى ايد كل بنت فيهم  كانولا 

عبد الرحمن وناصر جريوا على البنات بلهفة وهم بيتشاهدوا وبيحمدوا ربنا انهم لحقوا البنات قبل مايضيعوا نهائى ، شروق وامها الصدمة لجمتهم ، وماقدروش يهربوا 

عبد الرحمن وناصر حاولوا يفوقوا البنات مالاقوش اى فايدة ، عبد الرحمن قام بغل الدنيا كلها مسك شروق من كتفها وهو بيقوللها بثورة : عملتى فيهم ايه … انطقى ، وماحسش بنفسه غير وهو بيضربها على وشها قلم ورا التانى لحد ما الظابط حاشه عنها وطلب عربية اسعاف نقلت البنات للمستشفى عشان يتطمنوا عليهم ويفوقوهم

عبد الرحمن كلم فاطمة ، مارديتش عليه ، لكن فتحية هى اللى ردت وعرفت منه اللى حصل ولما سألها على فاطمة قالت له انها لسه تحت تأثير المنوم اللى الدكتور كتبهولها ، وان الدكتور عدا عليهم تانى وقاس لها الضغط لقاه الحمدلله بقى احسن بس لسه قلقان عليها وقاللهم انه هيعدى عليهم تانى يوم من تانى قبل العيادة ، وحذرهم انها لو تعبت فى اى وقت لازم تتنقل المستشفى فورا

عبد الرحمن كان هيتجنن لما عرف اللى حصل لفاطمة ، لان ناصر خبى عنه التفاصيل اللى حصلت لما وصل فاطمة البيت ، وبقى بين نارين 

نار انه يتطمن على البنات ونار انه عاوز يروح بسرعة يتطمن على فاطمة

اما وصلوا المستشفى ، والدكاترة كشفوا عليهم واتطمنوا على مؤشراتهم الحيوية ، طمنوا عبد الرحمن انهم بس تحت تأثير مخدر قوى وانهم هيدولهم حاجة مضادة ترجعهم لوعيهم تانى

وفعلا ، بعد حوالى نص ساعة البنات ابتدوا يفوقوا وكل اللى تفوق منهم اول ماتشوف ناصر وعبد الرحمن ينهاروا فى العياط وهم بيحاولوا انهم يحكولهم عن اللى حصل

لكن عبد الرحمن كان بيضمهم ويطمنهم وقال لهم بلاش تحكوا حاجة دلوقتى ، لما تهدوا وترتاحوا

وعرف منهم انهم ما اكلوش اى حاجة من ساعة اللى حصل ، فناصر خرج بسرعة جابلهم سندوتشات وخلاهم ياكلوا وقال لهم كلوا السندوتشات دى قبل ما نروح ، احسن ماما لو عرفت انكم جعانين هتزعل اوى

عبد الرحمن وناصر اخدوهم ومشيوا بعد ما الظابط قال لهم انه هيعدى عليهم تانى يوم فى البيت ، وعبد الرحمن شكره كتير جدا على مجهوده معاهم وانه ساعده عشان يرجعله بناته

عبد الرحمن وناصر اول ما عربية ناصر وصلت تحت البيت ، فتحية وعزة كانوا عمالين يزغردوا بفرحة شديدة جدا رغم ان الساعة كانت عدت اربعة الفجر ، ومعظم الجيران اللى صحيوا على صوت الزغاريد قعدوا يهللوا ويباركوا لعبد الرحمن على ان البنات رجعولهم بخير

وفضلوا يزغردوا لحد ما دخلوا من باب الشقة واول ماشافوا شكلهم سكتوا تماما والبنات كمان كانوا منهارين وزعلانين على شعرهم اللى اتحلق

فتحية وهى بتفتح دراعتها وبتاخدهم فى حضنها مرة واحدة : حمدلله على سلامتكم ياحبايبى ، يارب ما اتحرم من دخلتكم عليا ابدا ، وقعدت تعيط على عياطهم 

عزة بعتاب رغم ان هى كمان كانت دموعها مغرقة وشها : بقى ده كلام يا ماما ، كفاية عياط بقى ، الحمدلله انهم رجعولنا بخير 

بسمة وهى بتتلفت حواليها : فين ماما

عبد الرحمن : بصوا با حبايبى ، انا عارف ان اليوم كان طويل اوى عليكم ، وعشان كده عاوزكم تدخلوا تتشطفوا كده وتغيروا هدومكم وتناموا ، واللا جعانين اخلى تيتا تحطلكم اكل

بسمة ونسمة وقمر بصوا لبعض ورجعوا بصوا لعبد الرحمن وقالوا فى نفس واحد : فين ماما

عبد الرحمن اتنهد وقال بقلة حيلة : ماما تعبت اوى لما عرفت اللى حصل معاكم ، والدكتور اداها  دوا عشان تنام

قمر بزعل : زى اللى ماما خلت الدكتور يديهولنا

 عبد الرحمن : حاجة زى كده ياحبيبتى ، فعاوزكم انتم كمان تستريحوا عشان لما ماما تصحى تلاقيكم حواليها ، وياريت معلش ، ابقوا البسوا ايس كاب على ما احكيلها اللى حصل … ممكن

البنات هزوا راسهم بالموافقة وراحوا ناحية شقتهم بس قمر بصت لعزة وقالت : تعالى ياعمتوا غيرليلى هدومى 

فبسمة ونسمة قالوا : تعالى ياقمر واحنا هنساعدك ، فقمر راحت معاهم وعبد الرحمن فتحلهم الباب ودخلهم شقتهم وقاللهم : هروح اجيب ماما واجى سيبولى الباب مفتوح

عبد الرحمن رجع دخل شقة مامته ودخل اوضة فتحية ، ولف الطرحة كويس على وش فاطمة ورقبتها ، واخدها فى حضنه وشالها وخرج

فتحية : كنت سيبها يابنى للصبح لحد ماتصحى براحتها لا تبرد

عبد الرحمن وهو رايح ناحية شقته : تصحى فى وسط ولادها احسن يا ماما

عزة : عنده حق يا ماما ، ربنا الحمدلله ردهم لها ، بس لازم اما تفوق تلاقيهم حواليها عشان تعرف وتتأكد انهم رجعوا لها بالسلامة

عبد الرحمن حط فاطمة فى سريرهم وغطاها ورجع قفل باب شقته وراح اتطمن على بناته لقاهم غيروا هدومهم ، اخدهم فى حضنه وعيونه مليانة دموع وحطهم فى سرايرهم واتطمن انهم نايمين فى بيته ورجع على اوضته 

اخد غيار ودخل خد حمام وخرج نام جنب فاطمة 

نام على ضهره وهو حاطط دراعه على عنيه وفى راسه الف سؤال و سؤال

ليه شروق خطفت بنات فاطمة

وليه عملت كده فى شكلهم

وكانت واخداهم برة تعمل بيهم ايه

واهم سؤال … ليه كانت قايلاله ان امها ماتت

وبعدين لف بص على فاطمة وقعد يبص على وشها اللى رغم المنوم اللى واخداه الا ان معالم الحزن الشديد والقهرة كانوا مرسومين على وشها ، ففكر تانى وقال : لو بعد الشر ماكانوش قدروا يلحقوا البنات قبل ماتسافر بيهم كانت فاطمة ممكن يحصللها ايه ، وهو كان هيواجهها ازاى بعد ما بناتها راحوا منها بسببه

عبد الرحمن مد دراعه حطه تحت كتف فاطمة وضمها ليه وحضنها بايده التانية ودفن راسه عند رقبتها وانفجر فى العياط ، عياط غل على غضب على احساس بالعجز كان طابق على صدره طول الوقت ، كان بيعيط وهو كاتم صوته عشان البنات ماتتخضش تانى ، لكن كل اللى كان بيفكر فيه وقتها ان شروق باللى عملته ده كان هدفها الوحيد انها تفرق بينه و بين فاطمة


لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت و هو على كل شيء قدير

#العوض

14

العوض

الفصل الرابع عشر

عبد الرحمن فضل على حالة الانهيار اللى كان فيها لحد ما حس ان فاطمة ابتدت تتململ فى نومتها وعرف انها هتبتدى تفوق 

عبد الرحمن اتعدل بسرعة جنبها ومسح دموعة وقعد يراقبها و هو مستنيها تفتح عينيها 

وفعلا بعد دقيقتين بالظبط من الململة والنطق بكلمات مش مفهومة ، فاطمة ابتدت تفتح عينها وهى بتبص حواليها لحد ماعينها جت فى عين عبد الرحمن اللى ماكانش يعرف انهم كانوا عاملين زى كور من الدم ، اول مافاطمة انتبهت على شكلة قالت بفزع : ولادى يا عبد الرحمن .. البنات حصللهم ابه

عبد الرحمن : هشششش ، ولادك بخير ياحبيبتى ونايمين فى اوضتهم ، ماتقلقيش يا فاطمة ، ماتقلقيش

فاطمة حاولت تقوم من مكانها لقت نفسها ماعندهاش اتزان والدنيا بتلف بيها ، ده غير الصداع اللى مفرتك دماغها ، سندت بسرعة على السرير ، فعبد الرحمن سندها بسرعة وقاللها : ده انتى لو مش تعبانة ، مش المفروض تقومى من مكانك اصلا بالطريقة دى ، انتى ناسية انك حامل يافاطمة 

فاطمة بعياط : عاوزة اتطمن على البنات ياعبده

عبد الرحمن : والله يا حبيبتى البنات نايمين جوة فى سرايرهم ، انا مارجعتش غير بيهم ولا عمرى كنت اقدر ادخل البيت تانى ابدا من غيرهم

فاطمة برجاء : اسندنى بس  .. اروح ابص عليهم

عبد الرحمن : البنات لو شافوكى كده هيتخضوا يافاطمة ، ماهماش ناقصين ، كفاية اللى شافوه امبارح

فاطمة بخضة : حصللهم ايه ، حد فيهم اتأذى ، حد فيهم حصل له حاجة

عبد الرحمن مابقاش عارف يقوللها ايه وهى لاحظت التردد على وشه فقالت وهى بتتسند على السرير : انا هروح اشوفهم بنفسى

عبد الرحمن وهو بيغالب دموعه اللى ابتدت تنزل من تانى : حلقولهم شعرهم يا فاطمة

فاطمة اتسمرت مكانها وبصتله باستفهام كأنها مافهمتش وقالت : قصولهم شعرهم ، طب ليه

عبد الرحمن هز راسه يمين وشمال وقال : حلقوهولهم بالموس يافاطمة 

فاطمة شهقت وحطت ايدها على بقها وعيونها مبرقة  بفزع ، و رجعت قعدت مكانها وهى قلبها مفطور على البنات وبعدين قالت : عملوا فيهم حاجة تانية 

عبد الرحمن : لا ، بس كانوا مخدرينهم وكانوا هيسافروا بيهم برة

فاطمة بذهول : برة فين

عبد الرحمن : فرنسا

فاطمة بخضة : ليه ، هتاخدهم هناك ليه 

عبد الرحمن : لسه مش عارف نيتهم كانت ايه بالظبط ، انا جريت بالبنات على المستشفى عشان يفوقوهم واول ما اتطمنت انهم فاقوا اكلناهم وجبناهم على هنا على طول انا وناصر

فاطمة فضلت قاعدة مكانها شوية بجمود وبعدين قالت : اسندنى ياعبد الرحمن ، عاوزة اشوفهم

عبد الرحمن قام شال فاطمة لانه حس انها ممكن تقع منه وخاف عليها ، وراح بيها لحد اوضة البنات واول ما دخلوا ، لقوا البنات نايمين هم التلاتة على سرير واحد فى حضن بعض ، وقمر كانت نايمة فى النص وبسمة ونسمة حاضيننها ، فاطمة اول ماشافتهم قلبها وجعها على منظرهم ، حطت ايدها على بوقها تكتم شهقتها ، فعبد الرحمن ضمها فى حضنه ورجع بيها على اوضتهم وهو بيقول لها : بلاش احنا نحسسهم بالقهر يافاطمة ، البنات محتاجة اننا ننسيهم اللى حصل ونبعد كل الكلام ده بعيد عن ذاكرتهم خالص

فاطمة وهى بتهز راسها بالموافقة وبتقول اكنها بتقنع نفسها : شعرهم هيطلع تانى وهيبقى اطول من الاول وهم هينسوا كل اللى حصل واحنا هنبقى كويسين ، ومافيش حاجة ابدا هتضايقنا تانى

عبد الرحمن حطها على السرير واخدها فى حضنه وقاللها : بالظبط كده ياحبيبتى ، كل اللى قولتيه ده مظبوط

فاطمة بصتله وعينيها مش باينة من الدموع وقالت بنشيج : بس انا مش قادرة ياعبده ، مش قادرة

عبد الرحمن فضل يهدهد فيها وهو بيقول لها بصوت مليان وجع : هتقدرى يافاطمة ، وهتشدى ضهرك وهتبقى صلبة ، عشان كلنا نبقى كويسبن ، انتى العمود اللى منور بيتنا والوتد اللى كلنا مسنودين عليه ، اوعاكى يافاطمة تضعفى ، اياكى تقعى ، هتلاقينا كلنا وقعنا معاكى ، انا بتقوى بيكى ياحبيبتى ، اوعاكى تخلى بيا يافاطمة 

فاطمة هديت فى حضن عبد الرحمن ، ونامت من تانى ، عبد الرحمن اتنهد وبص فى الساعة لقى الساعة داخلة على تسعة

اتسحب بشويش وطلع من الاوضة ، وراح على شقة فتحية ، لقى فتحية وعزة قاعدين بيتكلموا بحزن واول ماشافوه فتحية قالت بلهفة : مراتك صحيت ياعبده 

عبد الرحمن : صحيت ونامت تانى يا ماما

عزة : اتطمنت على البنات وعرفت انهم رجعوا بالسلامة

عبد الرحمن هز دماغه بالموافقة وقال بأسى : وانهارت من شكلهم

فتحية وهى رافعة ايديها للسماء : منك لله يا شروق روحى ياشيخة ، الهى ربنا ينتقم منك بعدله

عزة بتنهيدة : انا مش فاهمة ازاى جالها قلب تعمل كده فى بنتها

عبد الرحمن بقلة حيلة : وبنات فاطمة ذنبهم ايه بس فى كل ده

فتحية وهى بتطبطب على كتف عبد الرحمن : اقعد يابنى لما اجيبلك لقمة تاكلها ، ده انت على لقمة الفطار بتاعة امبارح انت والغلبانة التانية اللى بطنها قدامها شبرين دى

عبد الرحمن : لا يا ماما ، انا هنزل اجيب اكل للبنات ، هجيبلهم حاجات بيحبوها يفطروا بيها عشان افتح نفسهم للاكل ، وهبقى اكل معاهم ، بس عاوز حد يدخل عندى ويفضل جنب فاطمة والبنات على ما ارجع

عزة قامت وقالت له : انا ياحبيبى هدخل لهم ماتقلقش

عبد الرحمن : هو ناصر نزل

عزة : لا .. نايم جوة فى اوضتى

عبد الرحمن : طب هاتيلى مفاتيح عربيته يا عزة على ما ابقى اجيب العربية بتاعتى

عزة راحت تجيبله المفاتيح بتاعة العربية وفتحية قالت له : اومال هى عربيتك فين يا بنى 

عبد الرحمن : والله مافاكر هى فى انهى حتة بالظبط ، بس انا سيبتها فى الشارع لما شوفت اتوبيس المدرسة بتاع البنات واقف فى الطريق ، الله اعلم هلاقيها فى مكانها واللا لا

فتحية بتنهيدة : حتى لو مالقيتهاش فداك انت والبنات يابنى

عبد الرحمن اخد مفتاح عربية ناصر من ايد عزة وهو بيقول : الف مرة ، الحمدلله ، وعموما وانا ماشى دلوقتى هبص عليها وانا ونصيبى

فتحية : بالسلامة يابنى ، ربنا بحفظك

عبد الرحمن اخد عربية ناصر وراح بيها القسم ولما وصل سأل على الظابط اللى كان معاه ، وعرف انه نايم فى مكتبه واستأذن انه يدخل له ولما دخل له قال : صباح الخير ، معلش انا عارف ان سعادتك مالحقتش تستريح من امبارح بس انا مش قادر اصبر 

الظابط : تعالى يا استاذ عبد الرحمن .. خير .. فى حاجة عاوز تبلغهالى 

عبد الرحمن : هو حضرتك حققت معاهم واللا لسه

الظابط : عملنا المحضر طبعا واتحولوا على النيابة ، بس مش هيتعرضوا على النيابة غير بكرة بعد الضهر

عبد الرحمن بجمود : طب بعد اذن سيادتك .. هو انا ممكن اقابلهم

الظابط باستغراب : وعاوز تقابلهم لبه

عبد الرحمن بغضب مكبوت : عاوز اعرف ليه ، ليه عملت كده ، ليه تخطفهم وليه تحلق لهم شعرهم ، وكانت عاوزة تسفرهم برة ليه … لازم افهم ، انا هتجنن 

الظابط بتفهم : يا استاذ عبد الرحمن ، النيابة لما هتحقق معاهم هتعرف كل ده

عبد الرحمن : وانا هستنى النيابة تعرف ، البنات نفسيتهم باظت وهيتعقدوا عشان شعرهم واللى عملوه فيهم

الظابط بتنهيدة : لو على موضوع شعرهم ، فانا قدرت افهم السبب اللى خلاهم يعملوا كده

عبد الرحمن بلهفة : وايه هو السبب

الظابط بتنهيدة : زى ما انت شفت البنات كانوا متخدرين ، وهم عملوا كده عشان مايثيروش الشبهات حواليهم فى المطار لانهم كانوا مجهزين الاوراق على اساس ان البنات بعد الشر عنهم طبعا مرضى سرطان فى حالة متأخرة ومسافرين يكملوا علاجهم برة

عبد الرحمن بغل : يا ولاد ال…………

الظابط بمؤازرة : انا عاذرك ومقدر موقفك وعشان كده قلتلك الكلام ده بشكل ودى ، لكن ارجوك ، سيب النيابة تشوف شغلها ، وانت اكيد هتبقى على علم و دراية بكل جديد 

عبد الرحمن شكر الظابط وسابه ومشى وراح اشترى سندوتشات شاورمة وكريب بالحشوات اللى عارف ان البنات بيحبوها ، واشترى كمان ايس كاب لكل بنت .. ورجع البيت ، وفى الطريق اتطمن ان عربيته ربنا حفظهاله وحمد ربنا على فضله .. اى نعم اتكلبشت ، بس قال احسن ماتكون اتسرقت

عبد الرحمن رجع البيت لقى البنات لسه نايمين وفاطمة صحيت تانى بس عزة ماسابيتهاش وفضلت معاها ، فدخل عرفها انه كان بيجيب اكل للبنات وقال لها : ياللا ياحبيبتى ، عاوزك تغسلى وشك وتيجى معايا ياللا عشان نصحى البنات سوا عشان ناكل كلنا مع بعض ، وابتسمى كده عشان وشك ينور

وراح سند فاطمة عشان تقوم معاه وراح معاها الحمام وفضل معاها لغاية ماغسلت وشها وسرحت شعرها ، وغير لها هدومها وقال لها بمرح : ايوة كده … قمر ، وبعدين سحبها من ايدها وهو لسه ساندها وقال لها : باللا بقى نروح نصحيهم ، بس عاوزك تجمدى واياكى تحسسيهم ان فيهم حاجة متغيرة ، اتفقنا

عزة : اجى معاكوا واللا اروح انا لماما

عبد الرحمن : خدى الاكل وروحى انتى واحنا هنحصلك بالبنات ، بس سيبى الاكل فى الشنط عشان مايبردش

عزة اخدت الشنط ورجعت عند فتحية وعبد الرحمن دخل هو وفاطمة قعدوا جنب البنات ، ولسه فاطمة هتبتدى عيونها تدمع تانى ، عبد الرحمن قاللها بهمس حازم : و بعدين ياحبيبتى ، ده برضة اللى اتفقنا عليه 

فاطمة مسحت عينها بسرعة وهى بتبص على البنات وبعدين لقت قمر فتحت عينيها وهى لسه نعسانة ، بس لما شافتهم قامت من وسط اخواتها وسندت على عبد الرحمن فشالها من وسط اخواتها وحضنها وباسها وقعدها على رجلة وهو بيقول لها : صباح الخير ياحبيبتى 

قمر دعكت فى عينها ونزلت من على رجله راحت لفاطمة وشبه رمت نفسها فى حضنها وضمتها بايدها و زى ماتكون نامت تانى وهى واقفة 

فاطمة هنا انهارت ، اخدتها فى حضنها وقعدت تبوس فيها وهى مموتة نفسها من العياط ، وعبد الرحمن مابقاش عارف يعمل ايه

قمر فاقت شوية بسبب عياط فاطمة وقالت لها : ماتعيطيش يا ماما  

فاطمة : ااااه ، اااه ياقلب ماما من جوة ، كنت هتجنن عليكم يا حبيبتى 

قمر بعياط : انا كمان كنت بعيط عشان هياخدونا منك انتى وبابا ، بس خلاص مش هعيط تانى ، عشان رجعت معاكم

بسمة ونسمة ابتدوا يصحوا هم كمان ولما شافوا فاطمة بتعيط ، عيطوا على عياطها وابتدوا هم الاربعة يواسوا بعض وهم حاضنين فاطمة وهى حضناهم

فاطمة : انا عاوزاكوا تحكولى على كل اللى حصل بالظبط

عبد الرحمن : لا يافاطمة ، لازم تفطروا الاول ، البنات زمانهم جعانين ، وانتى وانا ما اكلناش من فطار امبارح ، وانا جايب لكم فطار انما ايه ملوكى

قمر ببراءة : جبتلنا ايه با بابا

عبد الرحمن : بابا جابلكم كريب وشاورما وبطاطس وحاجات حلوة كتير

قمر : انا جعانة

عبد الرحمن وقف وسند فاطمة وقفها وقال لهم : اغسلوا وشكم وتعالوا ياللا انا وماما هنستناكم برة على ماتخلصوا عشان نروح نفطر سوا عند تيتا

البنات قاموا فعلا يعملوا اللى عبد الرحمن قال عليه ولما خلصوا وخرجوا لهم لقوا عبد الرحمن قام اخد كل بنت فى حضنه وباس راسها ولبسها ايس كاب من اللى جابه وهو بيقوللهم بمرح : البسوهم بقى كده شوية على ما دماغكم نزرع من تانى ، والدنيا برد اصلا ، فعادى ان انتم تبقوا لابسينه ، وانا كمان جبت لنفسى واحد و جبت لماما كمان ، وفعلا طلع واحد اسود لبسه وطلع واحد ابيض لبسه لفاطمة ، ولما عمل كده لقى البنات ضحكت وخدوا الموضوع ببساطة وهزار ، فاخدهم التلاتة فى حضنه وغمز لفاطمة وقاللها : ما تيجى ، فى مكان

فاطمة بحب : امشوا قدامى ياللا وانا فى ضهرك ماتقلقش

وراحوا كلهم على شقة فتحية واول ماناصر شافهم قال بمرح : ايه ده ، فرقة مركز شباب الايس كاب عندنا .. اهلا اهلا

وقام اخد البنات فى حضنه اكنه بيسلم عليهم عادى من غير مايجيبلهم سيرة حاجة 

عزة وهى بتخرج الاكل اللى عبد الرحمن جابه من الشنط وبتحطه فى الاطباق على الترابيزة : الا هو انت عامل حسابنا معاك بقى على كده فى الوليمة دى واللا هنتفرج بس

عبد الرحمن : والله الاكل ده بتاع البنات وهم حرين بقى ان كانوا يأكلونا معاهم واللا لا

قعدوا كلهم اكلوا وهم بيحاولوا بهزروا ويضحكوا مع البنات ، بس كان هزارهم مجروح وضحكهم حزين ، لحد ما خلصوا اكل وفتحية قامت تعمل شاى ، فعبد الرحمن قعد على الكنبة واخد بسمة ونسمة تحت جناحاته وقمر قعدت على رجل فاطمة ، فعبد الرحمن قال : ممكن بقى واحدة فيكم تحكيلنا اللى حصل امبارح بالظبط

البنات بصوا لبغض وقمر دفنت وشها فى حضن فاطمة وقالت : انا مش هعرف احكى

ونسمة بصت لبسمة وقالت لها : احكى انتى يا بسمة ولو نسيتى حاجة هفكرك

بسمة : واحنا فى الباص بتاع المدرسة لقينا قمر جاية تقعد جنبنا وهى خايفة وبتقول لنا : الحرامية اللى كانوا مع ماما شروق عند المدرسة المرة اللى فاتت راكبين عربية جنبنا وعمالين يبصولى ، ولما سألناها فين ، شاورت لنا على عربية ماشية جنب الباص وفعلا اللى فيها عمالين ببصوا علينا ، كنت لسه هقول للميس لقيت الباص فرمل فجأة لما العربية اللى كانوا راكبينها وقفت قدام الباص وكان فى اتنين تانيبن راكبين عربية تانية واول ما الباص وقف نزلوا بسرعة وكسروا باب الباص وطلعوا …. واحد فيهم كان معاه حاجة زى المسدس هدد بيها السواق والميس المشرفة والتانى اول ماشاف قمر بص فى صورة فى ايده وقاللها ، انتى بنت عبد الرحمن ، 

فقالت له ايوة ، وبعدين بصلى انا ونسمة وقاللنا وانتو تبقوا بنات فاطمة ، فقلنا له ايوة ، راح ساحبنا احنا التلاتة وزقنا عشان ينزلنا من الباص ، ولما الميس والسواق حاولوا يحوشوهم ويدافعوا عننا الراجل اللى كان ماسك المسدس ضربهم جامد وهددهم انه هيموت حد من زمايلنا لو حاولوا يتدخلوا تانى

واخدونا بسرعة ونزلوا ركبونا بالعافية فى العربية بتاعتهم ورشوا على وشنا حاجة خلتنا ماصحيناش غير واحنا فى مستشفى

عبد الرحمن بانتباه : مستشفى ايه دى

بسمة : ماعرفش يا بابا ، ما شفتش اسمها ، بس الدكتور اللى كان موجود انا عرفت اسمه

عبد الرحمن بلهفة : واسمه ايه باحبيبتى 

بسمة : اسمه  أحمد سعدون يا بابا

عبد الرحمن : وعرفتى اسمه منين

بسمة : كان فى بادچ باسمه على البالطو بتاعه

عبد الرحمن : برافو عليكى ، ها … كملى

بسمة : لما فوقنا لقيناهم حلقوا لنا شعرنا بالشكل ده ولقيت مامة قمر معاها واحدة ست تانية كانت بتقولها يا مامى واقفين بيتكلموا مع الدكتور ده وبيقولوا له 

فلاش باك

شروق : انا عاوزاك تتصرف ، مش عاوزة واحدة منهم تفوق قبل ما نوصل باريس

ام شروق : ومش عاوزة اى نسبة غلط يا سعدون ، مافيش وقت

الدكتور : البنتين الكبار مافيس مشكلة بس المخدر هيبقى قوى على البنت الصغيرة وممكن ماتتحملهوش او يبقى ليه مضاعفات بعد كده

شروق : مش مشكلة 

ام شروق : مش مشكلة ازاى يعنى ، بعد كل اللى عملناه ده والبنت يحصللها حاجة

شروق بغل : انا كل اللى يهمنى انه مايلمحش خيالها تانى ، انت ماتعرفيش كان بيتعامل معايا ازاى ، انا لازم اندمه على كل كلمة قالهالى

ام شروق : هتنتقمى فى بنتك ، انتى اتجننتى

شروق : مامى .. ارجوكى مش وقت الكلام ده ، خلونا نخلص بسرعة عشان نلحق معاد الطيارة 

وبعدين التفتت للدكتور وقالت له : عاوزاهم ضايعين وحتى لو صحيوا لسانهم ده يبقى تقيل زى الخرس وما ينطقوش ولا كلمة ، ويكون فى معلومك ، مافيش ولا مليم قبل ما اوصل باريس بيهم التلاتة

الدكتورر ابتدى يحط كالونة فى ايد كل واحدة فينا ، وكل ماكانت واحدة بتحاول تقاومه ، كانت مامة قمر بتضربها بالاقلام على وشها

فى اللحظة دى قمر انفجرت فى العياط وهى فى حضن فاطمة ، فاطمة بقت تضمها وتهدهدها وهى بتعيط على عياطها ، عبد الرحمن قام اخد قمر من فاطمة ورجع قعد وسط بسمة ونسمة وهو بيقول لقمر : بس ياقمر ياحبيبتى ، كفاية عياط ، خلاص ياحبيبتى اللى حصل ده خلص ومش ممكن يحصل تانى ابدا

قمر وسط عياطها : ضربتنى يا بابا اوى ووشى وعينى وجعونى وشدتنى من هدومى وقعدت تقولى اصرخى كمان ، خلى ماما فاطمة اللى انتى فضلتيها عليا تيجى تلحقك ، ولما مامتها زعقتلها زقتها هى كمان وراحت ضربانى تانى

فاطمة بغل : ااااه المجرمة ، اااه لو اطولها هاكلها بسنانى

عبد الرحمن وهو بيحاول يسيطر على اعصابه : اهدى يا فاطمة ، واصبرى لما نفهم باقى اللى حصل

وبعدين بص لبسمة وقاللها : كملى ياحبيبتى انا سامعك

بسمة : كانت مامة طنط شروق متنرفزة من اللى طنط شروق بتعمله ومسكتها من دراعها جامد وقالت لها : انا نفسى اعرف انتى جايبة البنتين التانيين دول ليه

شروق ردت عليها وقالت لها بغل : هتعرفى بعدين يا مامى ، ماتشغليش بالك انتى بالحكاية دى دلوقتى ، الحدوتة دى بتاعتى انا ، انا عارفة انا بعمل ايه وهستفيد ايه كويس

وبعد ما الدكتور خلص طلعت تليفونها وصورتنى انا و نسمة وهى مبسوطة اوى  فمامتها قالت لها : وايه لزمتها الصورة دى كمان

شروق : اصبرى شوية ، ده لسه فى صور تانية ، وقالت للدكتور ياللا شوف شغلك عشان اعرف اخد الصور التانية 

وبعدين الدكتور ابتدى يخدرنا ، وما حسيناش بحاجة غير وانت وخالو قدامنا فى المستشفى 

عزة : وكانت بتصور البنات ليه يعنى وهم كده ، وصور ايه التانية اللى كانت هتصورهالهم

فاطمة اتنفضت من مكانها وقالت لعبد الرحمن بهلع : عاوزة اتطمن على البنات ياعبد الرحمن

عبد الرحمن بعدم فهم : ماهم قدامك اهو يا بنتى ، عاوزة تطمننى عليهم ازاى تانى مش فاهم

فاطمة بخوف : عاوزة اعمللهم كشف عذرية

ناصر وعبد الرحمن انتفضوا من مكانهم وناصر قال : مش ممكن يكون اللى جه فى بالك ابدا يا فاطمة

فاطمة بتصميم : اتطمن على بناتى يا ناصر

عبد الرحمن بهدوء : خلاص ماشى .. بس اهدى ، وبص لبسمة ونسمة وقاللهم .. ادخلوا البسوا يا بنات وتعالوا

فاطمة بوجع : و قمر كمان ياعبده

عبد الرحمن بصلها وشاف وجعها اللى فى عينيها  و وصله ووجعه على وجعه زيادة فضم قمر بزيادة واللى كان لسه شايلها فى حضنه وقال لقمر بنبرة اكنه بيموت : روحى ياقمر .. غيرى هدومك مع اخواتك وتعالى

فتحية كانت قاعدة دفنة راسها بين ايديها وهى عمالة تعيط من غير صوت بس جسمها كان عمال يتنفض من العياط فعزة قربت منها وقالت لها : اهدى يا ماما عشان خاطرنا كلنا ، مش ناقصين يحصل لك حاجة انتى كمان

فتحية من بين عياطها : هيحصل لنا ايه اكتر من اللى حصل يا بنتى ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، استرها يارب واكفينا شر المستخبى ، واستر بناتنا يارب ده احنا مالناش غيرك

عبد الرحمن بص لفاطمة وكان حاسس انها فى اى لحظة ممكن تقول له انت السبب فى اللى حصل لبناتى ، وكان حاسس ان هيبقى عندها حق لو قالت كده ، بس لقاها قاعدة مستكينة ومغمضة عينيها و دموعها نازلة مغرقة وشها من غير حتى مايتسمع لها صوت 

عبد الرحمن قرب من فاطمة ونزل قعد قدامها على ركبه و مد ايده حطها على رجلها وقاللها : فاطمة 

فتحت عينها وقالت بصوت مبحوح من العياط : ايوة ياعبدة

عبد الرحمن كان فاكر انه هيشوف نظرة عتاب ولوم ، لكن بدل كده .. شاف فى عينها نظرة انكسار ووجع وقهر ، مد ايديه مسح لها دموعها وقال لها : انا هاخد عزة معانا ، وخليكى انتى هنا 

فاطمة هزت راسها بالنفى وقالت : لا ياعبده ،  ماقدرش اسيب البنات فى موقف زى ده لوحدهم ابدا ، لازم يلاقونى جنبهم

عبد الرحمن : هتقدرى

فاطمة بدموعها اللى مغرقة وشها : مش بمزاجى يا عبد الرحمن ، مش بمزاجى ابدا

عبد الرحمن باستسلام : طب قومى معايا عشان اساعدك تغيرى هدوك

عبد الرحمن اخد عربية ناصر وخد فاطمة والبنات وراحوا لدكتورة نسا وحكولها ان البنات اتعرضوا للخطف وانهم عاوزين يتطمنوا عليها ، والدكتورة ابتدت تكشف على بنت بنت وهم اعصابهم على نار لحد ما فى الاخر الدكتورة خرجت طمنتهم ان الحمدلله البنات صاغ سليم وماحصللهمش حاجة ، وفى الوقت ده بالذات فاطمة وقعت على الارض مغمى عليها 

الدكتورة سندتها مع عبد الرحمن اللى شالها حطها على الشزلونج والدكتورة فوقتها ، واول مافاقت اترمت فى حضن عبد الرحمن وهى منهارة من العياط وهو قعد يهديها فترة على ما قدرت تسيطر على اعصابها ، فقامت واخدت البنات فى حضنها وهى عمالة تقول لهم : حقكم عليا ، كنت عاوزة اتطمن عليكم ، حقكم عليا

عبد الرحمن اخدهم مشاهم شوية بالعربية واشترالهم حاجات حلوة وتسالى  وعزمهم على سينما ، وخرجوا من السينما اخدهم اكلهم برة ، وبعدين قاللهم : نروح بقى احسن خالكم زمانه محتاج العربية بتاعته

فاطمة : وانت هتعمل ايه فى عربيتك

عبد الرحمن : بسيطة ان شاء الله ، هروح بكرة ادفع الغرامة وافكها واجيبها ماتقلقيش

فاطمة : انا هقعد البنات من المدرسة لغاية الامتحانات 

عبد الرحمن بص للبنات وقاللهم بفضول : انتو مش عاوزين تروحوا المدرسة

بسمة : احنا اصلا الامتحانات بعد عشر ايام

نسمة : ممكن نقعد فى البيت نراجع وخلاص لحد الامتحانات

عبد الرحمن بص لقمر وقاللها : وانتى ياقمر

قمر بصت له بحزن ومارديتش

فاطمة ضمتها وقالت لها : قوليلى ياحبيبتى ، بتفكرى فى ايه

قمر : هو احنا لو روحنا المدرسة الحرامية هياخدونا تانى

عبد الرحمن : احنا مش اتفقنا ان الحكاية دى خلصت خلاص ومش هتتكرر تانى ، وعموما ، طالما اخواتك هيريحوا فى البيت الفترة دى ، انتى كمان ريحى معاهم ، وان شاء الله التيرم التانى لما يبتدى .. انا هوديكم واجيبكم ، ايه رأيك

قمر باطمئنان : ايوة ، انا عاوزاك انت اللى توصلنا

عبد الرحمن اخدهم ورجعوا البيت واول ما دخلوا لقى ناصر انتفض بسرعة وقال لهم : انتو اتاخرتوا كده ليه ومابتردوش على تليفوناتكم

عبد الرحمن وهو بيحسس على جيوبه : انا ماعرفش تليفونى فين اصلا من امبارح

فاطمة : وانا نسيت تليفونى فى الشقة ونزلت من غير شنطتى

عبد الرحمن بابتسامة : معلش بقى ، انا قلت اخد البنات اخليهم بغيروا جو شوية

فتحية بلهفة : واتطمنتوا

عبد الرحمن بابتسامة : الحمدلله .. كله تمام

ناصر وهو بيبص لفاطمة بحذر : محمد كان هنا

فاطمة بفضول : محمد مين 

ناصر : محمد ابو البنات يا فاطمة … وجاى وهو عارف ان البنات كانوا مخطوفين


لل حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

#العوض

15

العوض

الفصل الخامس عشر

فاطمة بصت لناصر وهى ضامة حواجبها بعدم فهم وقالت له : يعنى ايه جاى وعارف انهم اتخطفوا ، عرف من مين ، ايه يعنى ، معين له جواسيس فى الحتة بيبلغوه اخبارنا واللا ايه

ناصر وهو بيبص لعبد الرحمن غمزله بعينه وهو بيشاور له على البنات اللى كانوا واقفين مركزين معاهم اوى فى الكلام ، فعبد الرحمن قال لعزة : خدى البنات ياعزة اذا سمحتى وديهم يغيروا هدومهم 

عزة اخدت البنات ودتهم الشقة التانية ، وعبد الرحمن التفت لناصر وقال له بفضول : اتكلم بقى و قول لنا فى ايه

ناصر : الصور اللى شروق كانت بتصورها للبنات ، اتاريها بعتتها لمحمد ، وقالت له ادى بناتك اللى انت متطمن عليهم فى حضن عبد الرحمن والست فاطمة ، شوف نتيجته ايه وكمان …… شوية كلام مش فاكره اوى دلوقتى ، بس كمان قالت له .. مش هتشوف بناتك تانى طول عمرك

فاطمة وعبد الرحمن بصوا لبعض وفاطمة سندت دماغها على ايدها وقالت لناصر : وايه كمان يا ناصر 

ناصر بص لفاطمة وهو خايف عليها وقاللها بتنهيدة : بصى يافاطمة ، هو كان جاى و داخل بزعابيبه فى الاول وقعد يهلل ويقول عيالى ومش عيالى ، بس لما عرف انهم رجعوا بالسلامة سكت شوية ، بس برضة كل كلامه انه …. انه عاوز ياخد معاه البنات وهو مسافر

فاطمة كانت بتسمعه من غير اى تعبير على وشها ، وبعد ما لقته خلص كلام قامت من سكات وقالت لهم : تصبحوا على خير ، انا تعبانة ومحتاجة انام شوية 

فتحية : روحى يا بنتى الله يكون فى عونك ، وبعدين بصت لعبد الرحمن وقالت له : روح مع مراتك يا ابنى وخليك معاها ماتسيبهاش

عبد الرحمن جه يخرج ورا فاطمة ، لقى ناصر مسكه من دراعه وقال له بصوت واطى : حاول ترجعلى تانى ياعبدة ، محتاج اتكلم معاك

عبد الرحمن بصله بفضول وقال له : ماشى ، اول ما فاطمة تنام هجيلك ، رغم انى هموت وانام ، انا مانمتش بقالى يومين

ناصر : معلش ، حاول ، عاوز اتكلم معاك بعيد عنها ، المرة دى .. فاطمة بجد ممكن تروح فيها

عبد الرحمن هز دماغه بالموافقة وراح ورا فاطمة ، واول ما دخل اوضتهم لقاها قاعدة على سريرها بهدومها وهى باصة للسقف وساكتة تماما ، فسابها وراح للبنات ، لقى عزة قاعدة بتتكلم معاهم وفهم من اللى سمعه انهم بيتكلموا على محمد لانه سمع عزة بتقول لنسمة : ماتقلقيش ياحبيبتى ، اوعى تفكرى ان ماما واللا بابا عبد الرحمن ممكن يسمحوا ابدا لاى حد انه يبعدكم عنهم مهما حصل ، ناموا انتو بس وماتخافوش من حاجة

عبد الرحمن  اول ما دخل عليهم سكتوا وبصوا له ، فقال لهم : انتو عندكم شك انى ممكن افرط فيكم

بسمة بدموع : بس بابا ممكن يتحجج باللى حصل وياخدنا معاه بالعافية

عبد الرحمن قعد وسطهم وخدهم فى حضنه وقاللهم : طول ما انا عايش .. لا يمكن حد يقدر يبعدكم عن امكم ابدا ، ولازم تفهموا ده كويس ، وبعدين ده حتى قمر عمرها ماتوافق على حاجة زى دى

قمر ببراءة : هو احنا بقى كل يوم مشكلة ، مش هنخلص 

عبد الرحمن ابتسم وباسها وقال : مافيش مشاكل بعد كده ان شاء الله ، انا كل اللى عاوزه منكم انكم تركزوا فى المذاكرة ولو احتاجتم اى حاجة اسألونى على طول … اتفقنا

البنات مع بعض : اتفقنا

عبد الرحمن : تمام ، عاوزكم تناموا دلوقتى عشان ترتاحوا ومن بكرة نبتدى المذاكرة .. تمام

البنات : تمام

عبد الرحمن قام وباسهم من راسهم واحدة ورا التانية وقاللهم : ياللا .. تصبحوا على خير

واخد عزة وخرجوا واخدها على برة بشويش وقاللها بوشوشة : محمد ناوى على مشاكل

عزة بهمس : شكله كده يا عبده ، جاى معبى ، وبيقول بعد الصور اللى شافها لا يمكن ابدا يسيب البنات معاكم تانى

عبد الرحمن بتساؤل : وماعرفتوش الصور دى فيها ايه

عزة : مارضيش يوريهالنا ابدا ، كل اللى قاله انه هيرجع تانى بكرة 

عبد الرحمن : طب روحى انتى لجوزك ، وانا شوية كده وهحصلكم

عبد الرحمن قفل الباب ورا عزة ورجع تانى اوضة النوم لفاطمة لقاها قاعدة نفس قاعدتها اللى شافها عليها 

راح جابلها هدوم البيت بتاعتها ، وقرب منها نده عليها بالراحة وقاللها : بطة … قومى ياحبيبتى ياللا عشان تغيرى هدومك وتريحى شوية 

فاطمة انتبهت له وبصت على ايده اللى ماسكة هدومها ، قامت معاه وسابته يساعدها فى تغيير هدومها ، لحد ما خلصت ، شال هدوم الخروج بتاعتها علقهالها مكانها ، ورجع ساعدها تتعدل فى السرير وهو بيقوللها : انتى اجهدتى نفسك النهاردة بدنيا وعصبيا ومحتاجة انك تستريحى 

فاطمة كانت مستسلمة له تماما وهى عينيها مافارقتش عينه طول الوقت ، عبد الرحمن اتحرك من قدامها عشان يغير هدومه من غير مايفصل عينيه من عينيها ، وراح نام جنبها ومد ايده اخدها فى حضنه وباسها من راسها وقاللها بهمس : ما تقلقيش يافاطمة ، عمرى ماهسمح ابدا ان بناتك تبعد عن حضنك يوم واحد

فاطمة دست نفسها فى حضن عبد الرحمن  ، و غمضت عينيها وهى بتقول بصوت مرهق : عاوزة انام يا عبد الرحمن ، يمكن لما اصحى اكتشف ان كل اللى حصل ده كان كابوووووس وصحيت منه ، 

عبد الرحمن ضمها اوى لحضنه وهو بيطبطب على راسها بالراحة ، وشوية وعبد الرحمن حس انها نامت لما سمع نفسها ابتدى ينتظم ، فابتدى يقوم من جنبها بالراحة ، وخرج وقفل الباب ، ورجع راح عند مامته ، لقاهم قاعدين بيتكلموا وواضح على ملامحهم القلق والزعل ، فقعد معاهم واتنهد  وقال : احكولى بقى ايه اللى حصل وبشويش عشان اقدر اركز معاكم

فناصر ابتدى يحكيله اللى حصل

فلاش باك

بعد ما فاطمة وعبد الرحمن نزلوا بالبنات ، عدا حوالى ساعة وكانت فتحية وعزة قاعدين بيتكلموا مع ناصر

ناصر : طب هتقومى نمشى دلوقتى يا عزة تروحى للعيال واللا ايه

فتحية : ماتخليكوا يا اولاد على مايرجعوا ونتطمن 

عزة : انا مرعوبة يا ماما ، لا يكون اللى فى دماغ فاطمة ده صحيح

ناصر : انا بصراحة مستبعد الموضوع ده ، مهما بلغ بيها الاجرام يعنى ، مش هتوصل ابدا لكده

فتحية بخوف : استرها معانا بارب ، الله يعينك يافاطمة انتى وعبده على الشيلة اللى شايلينها

فجأة لقوا حد بيخبط على الباب بترزيع وهو عمال يقول : افتح يا عبد الرحمن ، افتح يا حامى الامانات .. افتح

ناصر جرى فتح الباب وهو مستغرب جدا ، واول مافتح لقى محمد فى وشه ، واول محمد ما شافه زقه فى كتفه وهو بيقول : ابن عمك ضيع بناتى وشرفهم يا ناصر ، بقى هى دى الامانة ، بناتى فين يا ناصر  ، انطق وقوللى هم فين ، وفين حامى الحمى اللى ضيعهم 

ناصر : بناتك بخير يامحمد وموجودين مافيش حاجة ، هم بس نزلوا مشوار مع امهم وابوهم

محمد بغضب : انا ابوهم مش حد تانى ، عبد الرحمن عمره ماكان ولا هيكون ابوهم .. انت فاهم ، وماتضحكش عليا ، انا عارف انهم مخطوفين ، يبقى ازاى نزلوا و زمانهم جايين ، ايه بقى التخريف ده ، وبعدين  مش عيب تكدب عليا ، هو برضة دى حاجة ممكن تستخبى

ناصر وهو بيحاول يسيطر على غضبه : انا ماكدبتش على فكرة ، ولادك رجعوا بعد كام ساعة ، ولحقناهم  

محمد بص لناصر بفضول اكنه بيحاول يستشف الكلام اللى قاله ده صدق واللا لا فناصر قال له : والله بناتك رجعوا وباتوا فى فرشتهم ، بس دلوقتى نزلوا مع امهم وابو….. اقصد وعبد الرحمن راحوا مشوار

محمد ابتدى يفصل شوية وقال بفضول : مشوار ايه ده

ناصر باضطراب وهو بيبص لعزة وفتحية : مشوار ..  معرفش 

وبعدين ناصر قال باستدراج و باستغراب : بس انت عرفت منين وجيت ازاى بسرعة كده

محمد اكنه بيجمع كلامه : هو انا عشان بعيد ابقى نايم على ودانى وماعرفش حاجة عن بناتى

 فتحية هنا خرجت عن شعورها وقالت له بغيظ : لا والله فيك الخير ، ولما انت متابع كده اخبار عيالك وما انتش نايم على ودانك ياسى محمد ، مابتسألش عنهم ليه ، ده انت زى ماتكون صدقت انك خلصت منهم ورميتهم ، ده انت حتى مارفعتش سماعة تليفون مرة واحدة تسأل وتقول عيالى عايشين واللا لاقدر الله ميتين ، ده عيالك بقهرتهم انه يعدى رمضان واللا عيد واللا اى مناسبة وانت مابتفتكرش حتى تقوللهم سركم واللا ضركم ، ماتنطق وتقوللنا مين اللى جرى وبلغك بسرعة اوى كده ، وياترى بقى اللى بلغك بخطفهم مابلغكش برجوعهم ليه يا سى محمد

محمد كان بيسمع فتحية بجمود وبعدين قال : طليقة ابنك اللى بلغتنى يا ام عبد الرحمن

فتحية بغضب : قول كده بقى ، قول انكم عاملين رباطية مع بعض عشان تنكدوا على الواد ومراته وتقعدوا تعملولهم كل ساعة والتانية قلق 

محمد بزعيق : وانا هتفق معاها عليهم ليه ، ثم انا اصلا ما اعرفش عنها حاجة ، انا اللى اعرفه انى وصل لى صور بسمة ونسمة ومبعوتلى معاها اقذر كلام ممكن يتقال ، عاوزانى اعمل ايه ، لما واحدة تقوللى ادى نتيجة انك تسيب بناتك اللى انت متطمن عليهم فى حضن عبد الرحمن والست فاطمة ، شوف نتيجته ايه ، بناتك اللى كان بيديهم كل ليلة للى يدفعله اكتر ، شوف بقى كام واحد اتمتع وانبسط مع بناتك ، بس عموما ماتقلقش ، انا قررت اساعدك واخلصك من عارهم خالص و مش هتشوف بناتك تانى طول عمرك

باك

عبد الرحمن وقف بغضب وهو بيشتم على شروق بافظع الشتايم ، وبعدين التفت لناصر وقاله بغضب : انت ماعرفتش هو نازل فين

ناصر : لا … بس ممكن يكون فى شقة ابوه 

عبد الرحمن : طب هات مفاتيحك وتعالى معايا

فتحية : على فين يا ابنى دلوقتى

عبد الرحمن : الحكاية دى ماينفعش تتصفى ولا نتكلم فيها قدام فاطمة ولا البنات ، الحكاية دى لازم تخلص بعيد عن البيت ، فاطمة لو سمعت حرف واحد من الكلام ده ممكن تروح فيها 

ناصر اقتنع بكلام عبد الرحمن وقال له : طب مش هتغير هدومك

عبد الرحمن : لا مش مشكلة ، الترنج ده كويس ، ياللا ، وبعدين التفت لعزة وقاللها : معلش ياعزة , انا عارف ان عيالك وحشوكى ، بس على الصبح ان شاء الله كده تقدرى تروحيلهم نكون فضينا الموال ده

ناصر : ماتشغلش انت بالك ، اهم مع امى وواخدين بحس بعض

بعد مانزلوا فتحية وعزة قعدوا يدعوا ان ربنا بجيب العواقب سليمة والموضوع مايكبرش عن كده

ناصر وعبد الرحمن نزلوا راحوا للبيت اللى فيه شقة ابو محمد ، وكان فى السيدة زينب برضة بس مش فى نفس الشارع بتاع عبد الرحمن ، و اول ما وصلوا عند البيت ونزلوا من العربية ، لمحوا محمد قاعد على القهوة مع مجموعة من اصحابه  بيشرب شيشة وبيلعب طاولة ، و صوت ضحكه جايب اخر الشارع ، فراحوا ناحيتهم واول ما محمد لمحهم بص لعبد الرحمن بصة غل 

عبد الرحمن راح ناحيته و مد ايده والكل فاكر انه هيسلم عليه ، لكن اتفاجئوا ان عبد الرحمن مد ايده شد محمد من ياقة قميصه وضربه بالروسية ، وبعدين اداله بوكس فى وشه وراح سايبه 

محمد المفاجأة خلته اتطوح فى وقفته وأصحابه اللى كانوا قاعدين قاموا بسرعة عشان يحوشوا عبد الرحمن اللى لقوه هو من نفسه ساب محمد ووقف وايده جنبه وهو بيبصله بغيظ 

اصحاب محمد واللى كانوا معظمهم يعرفوا عبد الرحمن بحكم انهم زباينه فى المحلات بتاعته وجيران ، واحد منهم قال : فى ايه بس ياعم عبد الرحمن ، ماتصلى على النبى كده وتستهدى بالله ، مالك داخل حامى كده على الراجل

عبد الرحمن بص لمحمد وقال له : يا ترى حكيت لصحابك وانت قاعد تشيش وتلعب معاهم كده انا مدور بناتك ازاى

محمد بنرفزة : احترم نفسك ياعبد الرحمن واتكلم بادب عن بناتى

عبد الرحمن بسخرية  : لا تصدق راجل

محمد : اوعى تفكر عشان خدتنى على خوانة انى هسكتلك على اللى عملته ده

عبد الرحمن  بتهديد :  واوعى انت تفكر ثانية واحدة انى كده خدت حقى منك على الكلام اللى قلته عليا وعلى بناتك يا ابو دم حر 

عبد الرحمن ابتدى صوته يعلى وكمل كلام وقال :  وعشان تعرف بقى انى جبت منك اخر ، انسى يامحمد انك ممكن تاخد معاك وانت ماشى رمش من رمش البنات ، واوعى تفكر انى هسمحلك انك تفرق بين البنات وامهم 

محمد بزعيق : دول بناتى ، وطالما امهم اتجوزت يبقى خلاص ، مالهاش حق فيهم ، وهاخدهم غصب عنكم كلكم

ناصر بغضب : طب ما طالما عامل فيها سبع رجالة كده وسط اصحابك ، ايه رأيك نحكى قدامهم على رجولتك مع بناتك ومراتك يا محمد

محمد بغضب : ماتدخلش زيد فى عبيد يا ناصر ، انا دلوقتى بتكلم فى الاصول ، طالما فاطمة اتجوزت يبقى مالهاش حق فى ولادها

عبد الرحمن بغضب  : اياك تجيب اسمها على لسانك تانى مرة ، انت فاهم واللا لا 

وبعدين كمل بغضب اكبر : وانهى اصول دى اللى بتتكلم عليها ، الاصول دى اللى خلتك تسيبها هى وبناتها فى الغربة من غير ولا مليم ، الاصول اللى خلتك تسيبها تبيع دهبها عشان تعرف ترجع هى وبناتها بعد ماسيبتها فى البيت حتى من غير ولا لقمة ياكلوها

ناصر : واللا الاصول برضة هى اللى خلتك سيبتها من يوم ماسيبتها فى الغربة لحد النهاردة من غير ماتصرف مليم احمر على بناتك ، ولا حتى فكرت تعرف عاملين ايه فى مدارس واللا تعليم ، ده انت اصلا لو شفتهم دلوقتى مش هتعرف شكلهم 

عبد الرحمن وهو بيفتكر : وبعدين انت من الاساس موافق على جوازنا ، ومبلغك من قبلها وعارف ، تقدر تنكر الكلام ده

محمد : ماكنتش اعرف انك خسيس لدرجة انك تعمل كده فى بناتى 

عبد الرحمن هجم عليه تانى بغل ومسكه من ياقى قميصه بايديه الاتنين وهو بيهزه بعنف وبيقول له : اعمل ايه يا كلب ،  وانت بقى عاوز تفهمنى انك مصدق الكلام القذر ده عليا وعلى بناتك ، طب يا كلب انت ماسألتش نفسك ان كانت امهم ممكن توافق على حاجة زى دى واللا لا ، وهو انا لو فعلا بعمل كده كان المفروض يا ابو دم حر انك تكون بتتكلم معايا عادى كده ،

ده انا لو حد قالى نص كلمة من الكلام ده على بنتى كنت جبت رقبته تحت رجليا، انت هتجننى … ده انت قاعد تشيش و بتلعب طاولة 

ناصر كان واقف مانع اى حد يحوش عبد الرحمن عن محمد وهو بيزعق وبيقول : ماحدش له دعوة ، ده بنى ادم عاوز يتربى من اول وجديد 

محمد : انا هاخد حقى منك بالقانون 

عبد الرحمن رمى محمد من ايده وتف عليه وقال له : يبقى برضة تاخد بناتك بالقانون ، انا الاول كنت عاذر غضبك ، لكن بعد اللى انت قلته ده انا بحذرك تقرب من بيتى يا محمد .. يا سبع الرجال ، وعلى الله  … شوف على الله .. انك تفكر بس مجرد تفكير انك تتعرض لحد من البنات 

واحد من اللى موجودين على القهوة كان بيراقب كل اللى بيحصل من غير مايحاول انه يتدخل لحد ما عبد الرحمن وناصر كانوا هيمشوا فنده على عبد الرحمن بصوت عالى وقال : استاذ عبد الرحمن

عبد الرحمن التفت لقاه ظابط القسم اللى كان معاه فى موضوع البنات ، فسلم عليه وقال له : اهلا يافندم لا مؤاخذة ، ما اخدتش بالى من سعادتك

الظابط سلم عليه وقال له : انا كنت بشرب فنجان قهوة وشفت اللى حصل بس مارضيتش اتدخل ، وقلت يمكن تقدروا تحلوا الموضوع فى الاخر 

عبد الرحمن اتنهد وهو بيتلفت يبص على محمد اللى لقاه قعد مكانه وبيكمل الشيشة بتاعته عادى جدا وكمان ابتدى يكمل لعب طاولة ، و ده خلاه يتغاظ منه جدا 

الظابط شد عبد الرحمن وقال له : تعالوا اقعدوا وخلونا نتكلم مع بعض شوية 

عبد الرحمن وناصر راحوا قعدوا معاه فالظابط قال : على فكرة انا اسمى محمود

عبد الرحمن وناصر : اهلا وسهلا

محمود : وعلى فكرة كمان .. انا اعرفك من زمان يا عبد الرحمن ، و زبون عندك ، بس يمكن عشان ما بجيش كتير وانت موجود فيمكن ماتاخدش بالك منى اوى ، انا اصلا ساكن فى الشارع اللى فى ضهر المحلات بتاعتك

عبد الرحمن : لينا الشرف سعادتك

محمود وهو بيبص على محمد : اللى فهمته ان الراجل ده يبقى ابو البنات مش كده

عبد الرحمن : ابو البنتين الكبار 

محمود : طب وايه سبب الخناقة

عبد الرحمن حكاله كل اللى محمد قاله لناصر ، وقال له على موضوع الصور اللى شروق بعتتها لمحمد والكلام اللى بعتاهوله مع الصور

محمود : طب هو حد فيكم شاف الصور دى

ناصر : لا .. ماوراهاش لحد

محمود قام وقف وقال لهم : استنونى هنا وسابهم وراح ناحية محمد وطلع الكارنية بتاعه من جيبه ووراهوله ، فمحمد قام وقف وقال له : افندم ، اى خدمة

محمود شده بعيد عن الناس اللى قاعد معاهم وقال له : انا ظابط المباحث اللى مسئول عن قضية خطف بناتك

محمد : خير

محمود : وصلنى ان طليقة عبد الرحمن بعتتلك رسايل وصور على تليفونك تخص قضية خطف بناتك ، ممكن اشوفهم

محمد بص له لتردد وقال له : انا اسف ، ماينفعش اوريهملك

محمود باستغراب : وليه بقى

محمد بتردد : انا بناتى دلوقتى عرايس ، ومعلش يعنى سامحنى ، الصور اللى بعتتهملى مايليقش ان راجل يشوفهم 

محمود : بس الصور دى المفروض انها مستندات مهمة فى القضية 

محمد باضطراب : قضية ايه ، وانا مالى ومال القضية ، انا خلاص بناتى رجعوا ، وهاخدهم واسافر وخلصنا

محمود : بس اللى اعرفه ان  طليقتك مش هتسيبك تسافر بيهم كده بسهولة 

محمد ببرود : القانون فى صفى

محمود : عندك حق ، بس لازم تثبت الاول ان طليقتك مش امينة على بناتها 

محمد بفضول : طب وانا اثبت الكلام ده ازاى

محمود : انت ممكن تسلمنى التليفون اللى عليه الصور والرسايل ، ونثبت الكلام ده فى القضية ، وانت تقدر تاخد بناتك على طول

محمد كان بيبص لمحمود زى مايكون بيدرس الكلام اللى قالهوله وبيوزنه ، بس فى الاخر قال له : اسف ماينفعش اديك الحاجات دى 

محمود وقف وقال له : عموما براحتك ، بس انا ممكن اخد التليفون كله بامر النيابة انا كنت بحاول اخدمك ودى ، وانت اللى رافض مساعدتى  ، بعد اذنك 

محمود سابه وكان بيشوف ان كان هينده عليه تانى واللا لا ، لكن ماندهش عليه ولقاه استأذن من اصحابه اللى كان معاهم ومشى 

 محمود رجع لعبد الرحمن وناصر واول ماقعد معاهم تانى قال لهم  : طليق مراتك ده وراه حاجة مش مظبوطة يا عبد الرحمن

عبد الرحمن : تقصد ايه يا افندم … حاجة زى ايه

محمود : مش عارف بالظبط ، بس انا عاوزك تحكيلى ظروف جوازك من ام البنات وظروف انفصالك عن طليقتك ، وكمان انفصال طليقتك عن اخينا ده

عبد الرحمن حكى له الخطوط العريضة وحكى له كمان على محاولات شروق الاخيرة وادعاءها قدامه ان مامتها ماتت قبل مايكتشف ان ده مش حقيقى 

محمود سمع عبد الرحمن للاخر وبعدين قال له : عموما الموضوع كده فيه حاجة مش مفهومة

عبد الرحمن : حاجة زى ايه سعادتك

محمود : مش عارف لسه ، بس اوعدك انى هعرف ان شاء الله 

بعد كده محمود قام وقال : سبحان الله ، انا كنت هربان من دوشة الشغل وقلت اشرب فنجان قهوة واروح انام ، بس الشغل ورايا ورايا

ناصر : الله يكون فى العون يا باشا

محمود : طب استأذن انا بقى ، وماتقلقش يا استاذ عبد الرحمن ، ان شاء الله كله هيبقى تمام

عبد الرحمن والانهاك قاتله : ان شاء الله يا افندم ، مع الف سلامة

عبد الرحمن كان خلاص فاضل له شوية وهيقع من قلة النوم والتعب والزعيق والخناق وكل حاجة ، ناصر لما شافه بالشكل ده ، مد ايده ساعده يقف وقال له وهو بيسنده : انت يادوب تلحق تنام لك شوية ، ياللا بينا

ناصر اخد عبد الرحمن و رجعوا البيت ، عبد الرحمن وصل السرير بالعافية واول ما وصل السرير واتعدل عليه ، نام وماحسش بنفسه غير تانى يوم وجرس الباب بيضرب ولما قام من مكانه  ، بص جنبه  لقى فاطمة لسه نايمة ، فراح يفتح الباب ، فلقى واحد قدامه جايبله استدعاء من النيابة ليه هو وفاطمة والبنات التلاتة

عبد الرحمن استلم الاستدعاءات ومضى عليها وقفل الباب وبيتلفت لقى فاطمة قدامة بتقول له : فى ايه يا عبد الرحمن ، ايه اللى حصل تانى

عبد الرحمن قال لها : ده استدعاء من النيابة ، عشان التحقيق

فاطمة بفضول : عاوزينا امتى 

عبد الرحمن : بكرة ان شاء الله الساعة اتناشر الضهر

فاطمة هزت راسها وسكتت ، فعبد الرحمن باس راسها ورجع على الاوضة تانى وهو بيقول : انا هنزل اشقر على المحلات والمعمل ، واشوف الدنيا فيها ايه ، وبعدين هروح اجيب العربية وهرجع على الغدا .. ان شاء الله

فاطمة كانت زى ماتكون عاوزة تسأله على حاجة و مترددة ، فعبد الرحمن اتنهد وقاللها : اتكلمى على طول يافاطمة ، قولى اللى انتى عاوزة تقوليه على طول

فاطمة : هنعمل ايه مع محمد

عبد الرحمن خدها من ايدها قعدها على السرير وقاللها : انا مش عاوزك تقلقى يا فاطمة ، وماتشغليش بالك ابدا بالحكاية دى ، انسى انك سمعتى انه جه واللا موجود فى مصر من اساسه

وبعدها قالها بتاكيد … لازم تتأكدى ان بناتك مش هيبعدوا عن حضنك ابدا طول ما انا عايش .. مهما كان التمن


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

#العوض

16

العوض

الفصل السادس عشر

اليوم اللى استدعاء النيابة وصل فيه للبنات ، يبان انه عدى عادى ، الكبار كلهم كانوا بيحاولوا يمثلوا ان كل الامور بخير ، رغم ان من جواهم كان العكس تماما ، لكن حمدوا ربنا ان اليوم عدى من غير جديد 

وخلص اليوم وجه اليوم اللى بعده ، معاد مرواحهم النيابة ، عبد الرحمن وفاطمة بعد الفطار طلبوا من البنات انهم يلبسوا عشان خارجين سوا ، وبعد مالبسوا و رجعولهم عند فتحية من تانى ، عبد الرحمن اخد قمر على رجله  وقال لبسمة ونسمة : عاوزكم تقعدوا وتسمعونى كويس 

البنات انتبهوا له وعرفوا انه هيقوللهم حاجة مهمة ، فعبد الرحمن كمل كلامه وقال : انتو ماشاء الله مابقيتوش صغيرين ، انتو دلوقتى فاضللكم كام شهر وخلاص هتطلعوا البطايق بتاعتكم ، وعشان كده انا هكلمكم بكل صراحة ومتأكد انكم هتفهمونى ، احنا دلوقتى رايحين النيابة عشان عاوزين يسألوكم عن اللى حصل يوم الحادثة ، يمكن كل واحدة تدخل لوحدها او يمكن تدخلوا مع بعض ، الحقيقة مش عارف ، لكن اللى عاوز اقولهولكم ، ان انتم رايحين تجيبوا حقكم ، يعنى لازم تحكوا على كل حاجة حصلت بالتفصيل من غير خوف ولا كسوف … اتفقنا

البنات : اتفقنا 

قمر بتساؤل : وانا كمان هبقى معاهم يا بابا

عبد الرحمن : لسه مش عارف ياقمر اما نوصل هنعرف كل حاجة 

 عبد الرحمن اخدهم وراح على القسم ، و عبد الرحمن دخل اول واحد لوكيل النيابة اللى قال له : تفتكر ايه اللى يخلى طليقتك تعمل كده ، ياترى فى مشاكل معينة بينكم وبين بعض

عبد الرحمن : الحقيقة انا وقفت جنبها كتير واستضفتها فى بيتى لما ادعت وقتها ان عندها حالة اكتئاب وقعدت مع امى واختى ، وشيلناها على كفوف الراحة رغم انها مابطلتش تعمل لنا مشاكل من ساعة مادخلت البيت

وكيل النيابة : مشاكل زى ايه

عبد الرحمن : هقول لسعادتك … وابتدى يحكيله على كل الحركات اللى كانت شروق بتعملها وتطفلها عليه وعلى فاطمة ، وحكاله كمان على محاولا

تها القديمة لخطف قمر والسفر بيها وقدم له نسخة من المحضر اللى اتعمل فى المطار وقتها ، و المثبت فيه ان عبد الرحمن عمل تنازل وانها كملت اجراءات سفرها لوحدها و مغادرتها للبلاد بعدها 

وكيل النيابة : هل انت مانعها تشوف بنتها 

عبد الرحمن : ابدا .. ماحصلش ، انا فاتحلها بيتى وقت ماتحب تشوف بنتها ، لكن هى اصلا من ساعة مامشيت من عندى ييجى من خمس شهور دلوقتى وانا ماكنتش اعرف عنها حاجة ، لدرجة انى اعتقدت انها رجعت فرنسا تانى زى ما قالت 

وكيل النيابة : طب من رأيك ايه الاسباب اللى تخليها تاخد معاها كمان بنات مراتك

عبد الرحمن : مش عارف ، و نفسى اعرف كانت بتفكر فى ايه ، مش معقول كل ده لمجرد انها توقع بينى وبين مراتى بس ، اكيد دماغها كان فيها حاجة تانية ، لكن تاخدهم فرنسا ….. ليه

وكيل النيابة : طب هل ام طليقتك وهى موجودة فى مصر حاولت تطلب تشوف حفيديتها مثلا وانت منعتها

عبد الرحمن بضحك : امنعها ازاى سعادتك وتطلبها ازاى ، وبنتها اما رجعت مصر من حوالى ٨ شهور فهمتنى انها رجعت مصر لان والدتها اتوفت هناك

وكيل النيابة : طب وايه اللى يخليها تفهمك حاجة زى دى 

عبد الرحمن بقلة حيلة : ما اعرفش ، انا بقالى يومين بسأل روحى السؤال ده ومش لاقى له اجابة

وكيل النيابة : عندك اى حاجة تانية تحب تضيفها

عبد الرحمن : ايوة سعادتك ، انا بلغنى ان شروق صورت البنات وهى مخدراهم وبعتت الصور لطليق مراتى … ابو بسمة ونسمة ، وكتبت له فيهم كلام فارغ مش حقيقى عشان تخليه يبجى ياخد البنات ويعمل مشاكل مع امهم

وكيل النيابة : انت شفت الصور دى او قريت الرسايل اللى معاها 

عبد الىحمن : لا يافندم ماشفتهاش بعينى

وكيل النيابة : اومال عرفت ازاى ومن مين

عبد الرحمن : هحكى لحضرتك

وكيل النيابة امر باستدعاء محمد عشان يسمع اقواله 

……………

وكيل النيابة حقق كمان مع فاطمة والبنات وحكوله على كل اللى يعرفوه ، واللى حصل قدامهم ، وبسمة قالتلهم على اسم الدكتور سعدون 

…………..

خرجوا من النيابة و هم مرهقين نفسيا ، فعبد الرحمن اشترالهم تسالى و رجعهم على البيت ، وقاللهم يذاكروا عشان يستعدوا للامتحانات

وقرروا يعيشوا عادى لحد ما يجد جديد ، لحد ما ناصر راح لعبد الرحمن المحل واخده على جنب وقال له : محمد سافر

عبد الرحمن باستغراب : سافر .. سافر امتى

ناصر : النهاردة ، من ساعتين اتنين بس

عبد الرحمن : ده وكيل النيابة كان لسه بيعمل له استدعاء امبارح

ناصر : مش عارف

عبد الرحمن : وانت عرفت منين انه سافر

ناصر : كنت موصى واحد صاحبى فى الشارع عنده انه لو عرف عنه حاجة يبلغنى ، لقيته كلمنى من ساعتين وقاللى انه لسه نازل بشنطته وسلم على اصحابه وقاللهم انه خلاص مسافر ووقف تاكسى ومشى

عبد الرحمن بدهشة : معنى كده انه كان حاجز من قبل مايبجى واللا ايه بالظبط ، ولما هو كان مسافر ايه بقى لزمته الشويتبن اللى عملهم دول والهوليلة اللى على الفاضى دى

ناصر : انا برضة استغربت جدا وكل اللى جه فى دماغى انى اجى اقول لك و نفكر سوا

عبد الرحمن وشه اترسم عليه الخوف فجأة وقال : تفتكر ممكن يعمل زى اللى عملته شروق

ناصر باستفهام : يعمل ايه … مش فاهم

عبد الرحمن : يعنى … يمثل انه سافر ، ويحاول بعد كده يخطف البنات

ناصر : لا يا عبد الرحمن ، ما اعتقدش ، انت بقيت شكاك اوى

عبد الرحمن : طب فسرهالى انت ، واللا اكد لى انه فعلا طلع على المطار وسافر فعلا 

ناصر بتخمين : يمكن حصل حاجة هناك عند مراته التانية فرجع بسرعة عشان كده

عبد الرحمن : طب و المفروض نعمل ايه دلوقتى

ناصر : طب ما تيجى نروح لوكيل النيابة تقول له ، وتبلغه انك خايف على البنات ، هم بيبقى ليهم طرقهم عشان يتاكدوا هو سافر فعلا واللا لا

عبد الرحمن فجأه سابه وقال : انا رايح له حالا

ناصر : خدنى معاك

عبد الرحمن راح لوكيل النيابة وطلب انه يدخل له ، ووكيل النيابة قال انه يستناه شوية 

بعد نص ساعة الباب اتفتح وخرجت شروق من الاوضة وهى لابسة الكلبشات وكانت بتعيط وهدومها متبهدلة ، عبد الرحمن لما شافها اتضايق عشانها ومنها فى نفس الوقت ان هى اللى عملت كده فى روحها

اول شروق ما شافته مسحت وشها بعنف وبصت له بتحدى وقالت له : اوعى تفكر ان كده خلاص ، لاااا … تبقى بتحلم ، اوعى تفكر انى هسيبك تتهنى يا عبد الرحمن

عبد الرحمن ما ردش عليها و فضل باصصلها لحد ما اختفت عن عينيه ، وبعد كده دخل لوكيل النيابة لما سمحله يدخل

عبد الرحمن : لا مؤاخذة سعادتك بس فى حاجة حصلت كده وحبيت ابلغ حضرتك

وكيل النيابة : تعالى اقعد يا عبد الرحمن ، خير 

عبد الرحمن حكى لوكيل النيابة كل اللى حصل وقال له على خوفه على البنات من ان ابوهم ممكن يتعرض لهم

وكيل النيابة فضل يسمع لعبد الرحمن وبعدين قال له : عموما انا كنت هبعتلك بخصوص الموضوع ده ، بس انت ابن حلال وسبقت وجيت بنفسك

عبد الرحمن : خير سعادتك

وكيل النيابة : طبعا وقت القبض على شروق وامها ، اتحفظنا على تليفوناتهم ، ولما انت ذكرت فى اقوالك موضوع الصور والرسايل واللى كان ظابط المباحث قدملى بيها تقرير برضة فى تحرياته ، امرت بتفريغ كل الرسايل والمكالمات اللى كانت على تليفوناتهم ، ووقتها كانت المفاجأة الكبيرة

عبد الرحمن والفضول هيجننه : مفاجأة ايه با فندم

وكيل النيابة : الرسايل بين شروق وابو البنات كانت متبادلة من فترة كبيرة ، و البنات كانوا مسافرين فرنسا عشان ابوهم كان هيستلمهم هناك

عبد الرحمن بذهول مصحوب بغضب من جواه : يستلمهم هناك ازاى ، و ليه ، و ازاى يسمحلها تعمل كده فى بناته

وكيل النيابة : اقوال شروق ان ابوهم قرر يجوز بناته لاولاد شريكه فى الشغل هناك ، و لانه عارف انكم اكيد هترفضوا وهتعملوا معاه مشاكل ، و طبعا لو حب يرفع قضية بضمهم الموضوع هياخد وقت فى المحكمة و كمان لقى اللى تخططله انه ياخد البنات وكمان يتهمكم بانكم مش امناء عليهم

عبد الرحمن بذهول : اومال ليه جه البيت و عمل اللى عماه ده

وكيل النيابة : الحقيقة هو حاليا هربان ، وما حضرش فى ميعاد الاستدعا بتاعه ، لكن غالبا لما لقى شروق ماسافرتش على الطيارة اللى كان منتظرها هناك جه عشان يعرف ايه اللى حصل ، و خصوصا ان اخر صور اتبعتت من تليفون شروق كان وهى مخدرة البنات وحالقة شعرهم ومحمد رد عليها بغضب انها بعملتها دى هتأجل جواز البنت شهور على ماشعرها يرجع تانى ، فردت عليه وقالت له … لو مش عاجبك شكلهم كده انا ممكن اخلصك منهم خالص ، و دى كانت اخر رسالة اتبعتت من تليفون شروق قبل القبض عليها ، فغالبا كان معتقد ان شروق ممكن تكون قررت تعمل حاجة فى البنات ، وعشان كده جه على مصر فى اول طيارة لما ماعرفش يوصل لشروق و جه على عندكم عشان يفهم اللى حصل

عبد الرحمن : والكلام اللى قاله ، دى الاتهامات اللى اتهمهالى كلها اتهامات تخوض فى الشرف والعرض

وكيل النيابة : ممكن يكون بيبعد الشبهات عن نفسه على مايدبر حاله و يشوف هيتصرف ازاى ، ويشوف شروق ممكن تكون عملت ايه فى البنات

عبد الرحمن : وهى كانت هتعمل ايه اكتر من اللى عملته فيهم ، بس الكلام اللى حضرتك قلته ده يخلينى اقلق على البنات بزيادة

وكيل النيابة : انا هأمر بحراسة تتحط على البيت عندك ، وفى نفس الوقت ياريت البنات ما يخرجوش من البيت فى الفترة الحالية

عبد الىحمن : هم مابيخرجوش سعادتك ، بس امتحاناتهم كمان اسبوع تقريبا 

وكيل النيابة : ماتقلقش ، انا ممكن اطلعلك قرار بحراسة ترافقهم وقت الامتحانات 

عبد الرحمن : اكون شاكر جدا لسعادتك يا فندم

وكيل النيابة : العفو ، وياريت اى جديد تبلغنى فورا زى ماعملت النهاردة كده ، و ده رقم تليفونى لو احتجتنى فى اى وقت

…………………

عبد الرحمن وناصر خرجوا من النيابة وعبد الرحمن حكى لناصر على كل اللى عرفة 

ناصر بغل : ابن ال……… ، هو الراجل ده ايه اللى حصل له 

عبد الرحمن بسخرية : بس ماتقولش راجل

ناصر : ده اتبدل يا عبد الرحمن ، لما حصل اللى حصل مع بطة ، قلت عادى راجل و حب على مراته ، استنقصته صحيح فى اللى حصل منه هناك ، لكن قلت ماشى ، كان بيضغط عليها عشان تفضل معاه ومن حبه ليها مش عاوزها تبعد عنه

عبد الرحمن بغيظ : و بعدهالك با جدع انت ، ماتنقى الفاظك

ناصر : با جدع بفكر معاك ، طب اعمل ايه طيب ، ماهو مش معقول يعنى كل السنين دى كلها وهو شيطان واحنا مش شايفين ده 

بقى فى اب فى الدنيا يخطف ضناه ويعرضها لكل الرعب ده عشان الفلوس ، ياخى ملعون ابو الفلوس اللى فى الدنيا دى كلها

عبد الرحمن بسخرية : يعنى مستغرب ان اب عمل كده ومش مستغرب اللى الهانم التانية عملته ، وبعدين اتنهد وقال : نفسى اعرف استفادت ايه من كل ده ، يعنى انا المرة الاولانية اتنازلت عن المحضر فى المطار وسيبتها تمشى وقلت خلاص طالما بنتى فى حضنى ، تقوم تعمل عملتها دى تانى وكمان بالاتفاق مع الزفت التانى 

بس تصدق ، انا ندمت انى روحت لمحمد واتكلمت معاه

ناصر : اشمعنى بقى

عبد الرحمن : مرواحى ليه هو اللى نبهه ان الموضوع هيطوله وعشان كده لحق نفسه وهرب

ناصر : ان شاء الله يجيبوه وياخد جزاته هو والحية اللى اتفق معاها

كانوا وصلوا البيت ، وبعد مانزلوا من العربية ، ناصر قال لعبد الرحمن : هتقول لفاطمة واللا هتعمل ايه

عبد الرحمن بتنهيدة : للاسف لازم اقوللها عشان تحرص على البنات

ناصر : انا كمان شايف كده وشايف ان البنات كمان لازم يعرفوا ، مانضمنش ممكن يتواصل معاهم على تليفوناتهم ويضحك عليهم باى كلام ويصدقوه ، ما هو مهما ان كان ابوهم

عبد الرحمن : عندك حق ، الحرص واجب

عبد الرحمن وناصر طلعوا عند فتحية لقوها قاعدة هى وفاطمة ، ولقوا فاطمة بتعيط جامد ، وفتحية قاعدة جنبها ، والغضب واضح على وشها 

عبد الرحمن راح لفاطمة بسرعة وقاللها : مالك يا فاطمة ، بتعيطى ليه ، حصل ايه تانى 

لما لقى فاطمة مارديتش ومستمرة فى عياطها بص لفتحية وقاللها : فى ايه يا ماما 

فتحية بنرفزة : من الصبح وهى على الحالة دى ، مابطلتش عياط ، و انا عمالة اساسى و ادادى لما صوتى اتنبح وهى مش عاوزة تنطق ولا تقوللى على سبب عياطها ده

عبد الرحمن سحب فاطمة قومها وهو بيقول : طب انا هاخدها تستريح شوية فى سريرها ، يمكن اعصابها تستريح شوية ، معلش بقى يا ناصر ، البيت بيتك انت مش غريب

ناصر : ولا يهمك باحبيبى ، روح انت مع مراتك وانا هقعد مع مراة عمى شوية وبعدين ابقى اتكل على الله

عبد الرحمن اخد فاطمة تحت جناحه وهى مستسلمة له تماما ، وراح بيها على شقتهم لقى البنات قاعدين بيذاكروا وقمر قاعدة بتلعب بالعرايس بتاعتها ، فقاللهم يكملوا اللى بيعملوه وان هو شوية وهيرجعلهم

دخل اوضتهم وقفل الباب واخد فاطمة ناحية سريرهم وهى جسمها بيتنفض من اثر العياط ، نيمها فى السرير وغطاها ولف من الناحية التانية نام جنبها وقرب منها اخدها فى حضنة وضمها ليه وهو بيقول لها : لو عاوزة تعيطى تانى ...عيطى ، بس لو ده هيريحك ، لكن انتى عارفة كويس ان كتر العياط ده غلط عليكى يا فاطمة ، وانتى ياحبيبتى ضغطك مش مظبوط ، وكمان غلط على اللى فى بطنك ، يعنى بالراحة على نفسك ياحبيبتى

فاطمة شبه استكانت شوية وهى فى حضنة ، فسابها لغاية ماهديت خالص ، وبعدين قال لها : احكيلى … كنتى بتعيطى لبه

فاطمة بحزن شديد : كل اما ابص فى وش البنات واللى حصل فى شعرهم قلبى بيوجعنى يا عبده ، مش قادرة استحمل شكلهم ، قمر النهاردة لقيتها بتقوللى ارسميلى ضفاير على راسى عشان يبقى شكلى حلو ، وقالت لى انها مش عاوزة تروح المدرسة تانى .. لو معاد المدرسة جه تانى من غير شعرها ما يطلع ، البنات لما سمعوها وهى بتقول كده قعدوا يعيطوا لما انفلقوا من كتر العياط ، ليه عملت فيهم كده .. ليه حرام عليها دول لسه اطفال ، ليه تخوفهم وتعقدهم .. ليه

عبد الرحمن كان بيبلع ريقه بصعوبه وهو بيسمعها ، كان حاسس بكل كلمة قالتها ، وكان حاسس بوجع البنات ، وكان قعاده فى المحلات لمجرد انه بيحاول يهرب من انهم يبقوا قدامه بوجعهم طول الوقت

عبد الرحمن باس راس فاطمة وقاللها : طب انا عاوز اسألك على حاجة واخد رأيك

فاطمة : حاجة ايه

عبد الرحمن : لما يحصل للبنات كده بس يرجعولنا وفى حضننا ، واللا كانوا يضيعوا مننا خالص وما كناش شوفناهم تانى

فاطمة بشهقة : لا طبعا كده ، الحمدلله ، والله يا عبد الرحمن مش معترضة ، وحمدت ربنا وصليت ركعتين شكر لله انه ردهملى فى حضنى من تانى ، انا بس قهرتهم واجعة قلبى

عبد الرحمن : لما تلاقيهم موجوعين كده تانى ، فهميهم انه يمكن خير 

فاطمة : اللهم لا اعتراض

عبد الرحمن : انا عاوز اقول لك على حاجة ، قبل ما اقولها للبنات

فاطمة : حاجة ايه ، خير

عبد الرحمن بتحذير : بس اعملى حسابك … لو لقيتك عيطتى تانى او تعبتى ، لازم تتأكدى انه مهما حصل بعد كده انا مش هعرفك حاجة

فاطمة بقلق : فى ايه تانى يا عبد الرحمن ، ايه اللى حصل وقعت فلبى

عبد الرحمن بتنهيدة : انا لسه راجع من عند وكيل النيابة

فاطمة بدهشة : ليه ، حصل حاجة تانى

عبد الرحمن حكالها كل اللى حصل من ساعة ما ناصر حكاله على سفر محمد لحد قبل ما يشوفها

فاطمة كانت بتسمع وملامحها كانت ميكس من مشاعر كتير ممزوجة مع بعض ، غضب على ذهول على خضة على رعب ، لحد ما عبد الرحمن خلص كلامه فلقى وشها بالمنظر ده فقالها : انا بحكيلك عشان تبقى عارفة التطورات مش عشان تخافى وتترعبى بالشكل ده

فاطمة بخفوت : انا عاشرت محمد خمستاشر سنة ، اكتر حاجة حفظتها من طبعه ، انه لما بيحط حاجة فى دماغه بيعملها مهما حصل

عبد الرحمن : وعشان كده حكيتلك عشان تاخدى حذرك والبنات كمان لازم يعرفوا

فاطمة بحزن : الظاهر ان ولادنا انكتب عليهم انهم لازم يكرهوا حد من اهلهم ، قمر كرهت امها ، و بسمة ونسمة هيكرهوا ابوهم

عبد الرحمن : ومن اعمالكم سلط عليكم ، هم اللى عملوا كده فى نفسهم يافاطمة ، ماحدش فينا ابدا افترى عليهم

فاطمة : عندك حق

عبد الرحمن : طب قومى اغسلى وشك ياللا عشان نخرج نقعد مع البنات ونتكلم معاهم

بعد شوية عبد الرحمن وفاطمة خرجوا للبنات ، وقعدوا معاهم وعبد الرحمن قاللهم : طمنونى … اخبار المذاكرة ايه

بسمة : انا تمام يا بابا الحمدلله

عبد الرحمن : وانتى يا نسمة

نسمة : الحمد لله يا بابا ، بس محتاجة حضرتك تفهمنى شوية حاجات كده فى الجبر 

عبد الرحمن : بس كده ، عينى حاضر ، بس عاوز اقوللكم على حاجة الاول

البنات انتبهوا له واستنوه يكمل كلامه فقال لهم : انا قبل ما اقوللكم اللى انا عاوزه ، هسألكم سؤال الاول

البنات : اسأل يا بابا 

عبد الرحمن : انتو دلوقتى فى اولى ثانوى وبقيتوا ماشاء الله عرايس ، تفتكروا لو جه لواحدة فيكم دلوقتى عريس .. ممكن توافق

بسمة ونسمة بصوا لبعض باستغراب وبسمة قالت : انا عن نفسى لا يمكن ، انا عاوزة اكمل تعليمى وادخل كلية 

عبد الرحمن بص لنسمة فقالت له بمرح : حضرتك بتتكلم جد واللا بتهزر ، عريس ايه يا بابا واحنا فى السن ده ، ماحضرتك شايف ماما حصل لها ايه بسبب جوازها وهى فى سننا كده ، لا طبعا ماينفعش جواز فى سننا ده ابدا حتى او مش هدخل جامعة ، برضة مش هتجوز فى السن ده

عبد الرحمن وفاطمة بصوا لبعض فعبد الرحمن حس ان كلام نسمة وجع فاطمة بس فاطمة فضلت ساكتة وما علقتش 

عبد الرحمن رجع بص للبنات وقاللهم : طب كويس جدا ان ده رأيكم لانى عاوز احكيلكم على حاجة ، وابتدى عبد الرحمن يحكى للبنات ان ابوهم كان متفق مع شروق على اللى حصل عشان ياخدهم بجوزهم هناك 

البنات طبعا كانوا بيسمعوا عبد الرحمن وهم دموعهم على خدهم فعبد الرحمن قال لهم : انا اسف انى قلتلكم التفاصيل دى ، بس الحقيقة خالكم نبهنى ، ان ممكن ابوكم يكلمكم على النت من ورانا ويستعطفكم باى طريقة انه يقابلكم من ورانا عشان يشوفكم او يتطمن عليكم مثلا وانتو توافقوا ، فكان لازم تفهموا ده عشان مايحصلش مشاكل بعد كده

بسمة ونسمة بصوا لبعض و رجعوا بصوا لعبد الرحمن وفاطمة وقالوا فى نفس واحد : بابا فعلا بعتلنا

فاطمة برعب : بعتلكم ايه وامتى ، وازاى ماتقولوليش ، من امتى بتخبوا عليا حاجة 

عبد الرحمن : بالراحة يا فاطمة ، اهدى اما نفهم بس ايه اللى حصل 

بسمة : يا ماما .. بابا لسه باعت لنسمة لما كان حضرتك عند تيتا ، و كنا ناويين نقول لحضرتك اول ما تيجى ، لكن انتى جيتى شكلك تعبان فاستنينا على ما تروقى شوية ، بس عمرنا ما كنا هنخبى عنك حاجة

عبد الرحمن : طب فهمونى بالراحة اللى حصل ، بس بالتفصيل الممل

بسمة : بابا بعت رسالة على الحساب بتاع نسمة قاللها …….

عبد الرحمن قاطعها وقاللها : ممكن تدونى التليفون اقرا بنفسى اللى قالهولها

نسمة مدت ايدها بالتليفون لعبد الرحمن بعد مافتحتله على المحادثة ، عبد الرحمن لقى محمد كاتب بيقول : نسمة ياحبيبتى ، وحشتينى انتى وبسمة كتير اوى ، انا عارف انكم ممكن تبقوا واخدين على خاطركم منى عشان ماكلمتكوش طول الفترة اللى فاتت ، بس اللى انتوا ماتعرفوهوش انى كنت مريض جدا ، من ساعة رجوعكم مصر وانا صحتى بقت وحشة اوى ، بعدكم عنى اثر فيا وخلانى مش مستحمل اى حاجة ، لكن رغم كده اول ما سمعت اللى حصللكم بسبب طليقة جوز امكم ، جيت جرى عسان اتطمن عليكم بنفسى ، لكن جوز امكم ومامته وخالكم منعونى انى اشوفكم ، وانا مش عاوز اعمل معاه مشاكل عشانكم وعشان امكم لان مهما ان كان دى كانت مراتى ورغم انها حرمتنى منكم ، لكن برضة مش عاوز يحصل بينها وبين جوزها مشاكل بسببى ، بس انا مش قادر ارجع قبل ما اشوفكم ، مين عالم …. الاعمار بيد الله ، وما عرفش ان كان ربنا هيدينى عمر انى اقدر ارجعلكم تانى واللا لا

وعشان كده عاوزكم تتحججوا باى حجة قدام امكم تخليها تسمحلكم بالنزول ولو ساعة زمن اشوفكم فيها واخودكم فى حضنى ولو لاخر مرة قبل ما اموت ، بس اوعى يا نسمة تقولوا لها انكم هتخرجوا عشان تشوفونى ، لانها لو عرفت هتقول لجوزها وهيمنعوكم عنى يا حبيبتى

هكلمك بكرة تقوليلى على المعاد اللى استناكم فيه وفين ، بوسيلى اختك كتير وخدوا بالكم من نفسكم على ما اشوفكم 

عبد الرحمن لقى ان نسمة مارديتش على الرسالة ، فقال باستغراب : واشمعنى نسمة اللى بعتلها ، ما بعتش لبسمة كمان ليه

فاطمة بسخرية : عشان عارف ان نسمة بتتكسف ، وقلبها رهيف حبتين عن اختها فقال اكيد هتصعب عليه لما يقوللها الكلمتين دول

وبعدين بصت لعبد الرحمن وقالت له : والعمل يا عبده ، معنى كده انه فعلا ماسافرش زى ما انت توقعت بالظبط ، و مرقد للبنات 

عبد الرحمن حط تليفون بسمة فى جيبه وقال : ماتقلقيش ، انا هبلغ وكيل النيابة وظابط المباحث بكل الكلام ده ، واكيد هم هيبقى ليهم صرفة فى الكلام ده


اللهم اهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت و اقض عنا شر ماقضيت انك تقضى و لا يقضى عليك 

#العوض

17

العوض

الفصل السابع عشر

عبد الرحمن اخد تليفون نسمة ونزل راح النيابة ، وساب بسمة ونسمة فى حالة حزن شديدة جدا ، بسمة بدموع : هو ماكفهوش اللى عمله فينا قبل كده ، عاوز يقضى علينا لاخر نفس ، هو ايه اللى حصل له ، بقى هو ده بابا اللى لما كان يتأخر بس شوية فى سغله نلاقيه جاى ملهوف انه يشوفنا ويتطمن علينا

نسمة : وانا اللى كنت هقول لماما و اتحايل عليها انها تسمحلنا نشوفه ، و كنت عاوزة أقنعه ان بابا عبد الرحمن بيحبنا و بيهتم بينا عشان يتطمن علينا اتارينا مش فى دماغه اصلا ، ولما افتكرنا عاوزنا عشان مصلحته و بس

قمر قعدت بين اخواتها وهى حاطة كل ايد من ايديها على رجل كل واحدة وبتطبطب عليهم وقالت لهم بتأثر طفولى : خلاص بقى خلوا عندكم بابا واحد اللى هو بابا عبد الرحمن وبلاش باباكم الوحش ده ، زى ما انا بقى عندى ماما واحدة بس اللى هى ماما فاطمة  ، وسيبتنى من مامتى التانية الوحشة اللى قصت لنا شعرنا

فاطمة وهى قلبها بيتقطع على البنات : خلاص يا بنات حاولوا تنسوا ، انا عارفة انها مش بالساهل ، بس ما باليد حيلة ، ما حدش بيقدر يختار ابوه ولا امه

قمر ببراءة : انا اختارتك يا ماما

فاطمة والبنات ضحكوا على قمر وفاطمة حضنتهم وقالت لهم : ياللا كملوا مذاكرة على ما نشوف بابا هيعمل ايه فى النيابة

………………..

عبد الرحمن كلم وكيل النيابة واللى قال له انه يعدى عليه فى مكتبه ، و لما راح له حكاله كل اللى حصل و وراله رسالة محمد اللى على تليفون نسمة 

وكيل النيابة اتفق مع عبد الرحمن على حاجات معينة قرروا ينفذوها بالاتفاق مع محمود ظابط المباحث

……………….

عبد الرحمن رجع البيت و رجع التليفون لنسمة تانى وقاللها : اسمعينى يا نسمة انتى هتقومى بدور مهم جدا معانا فى القضية دى ، و لو قدرتى تنفذى اللى احنا عاوزينه منك هتساعدينا اننا نخلص من الموضوع ده نهائى

نسمة : حضرتك عاوزنى اعمل ايه

عبد الرحمن : مبدأيا كده ، انا هكتبلك الرد اللى هتبعتيه لباباكى وعاوزك انتى تبعتبه باسلوبك ، فى الرسالة دى هتبعتى لباباكى رقم الموبايل بتاعك ، وهتطلبى منه انه يكلمك عشان تتفقوا على المعاد والمكان اللى هتتقابلوا فيه ، و تطلبى منه انه يكلمك بكرة الساعة 11 الصبح ، عشان فى الوقت ده انا ببقى فى المحل و مامتك فى المعمل عشان ماحدش يسمعكم و انتم بتتكلموا

نسمة : طب انا ممكن اكتبله الرسالة زى ما انتو عاوزين ، لكن انا هكلمه اقوله ايه يا بابا ، انا مابعرفش اتكلم فى التليفون كتير و اخاف انه يعرف منى انى قلتلكم ، لو سألنى على اى حاجة ممكن اتلخبط وما اعرفش اتصرف

فاطمة بحزم : نسمة مش هتعرف تعمل كده ابدا

بسمة بحماس : انا ممكن اكلمه على انى نسمة ، و طول عمره كان بيتلخبط فى صوتنا ، بس حضرتك قوللى عاوزنى اقول له ايه بالظبط

عبد الرحمن بص لفاطمة ، لقاها قالت له بتأكيد : بسمة جريئة وهتقدر تعمل اللى انت عاوزه ، و ماتنساش انها مشتركة فى المدرسة فى فريق التمثيل ، ولو سألها على حاجة حتى لو ماعرفتش ترد هتعرف تزوغ منه

عبد الرحمن بتردد : لو اكتشف انها بسمة وانها بتضحك عليه هيشك فى اللى هتقولهوله ، و ممكن كل اللى بنعمله يروح على الارض

بسمة بتصميم : ماتقلقش يا بابا ، انا مستعدة اعمل اى حاجة عشان نخلص من الكابوس ده ، احنا تعبنا من كل اللى بيحصل ده ، عاوزين نرتاح بقى

نسمة قعدت كتبت الرسالة تحت اشراف عبد الرحمن ،  وبعد كده عبد الرحمن راجعها وبعت منها نسخة لمحمود ظابط المباحث ، و لما اخد منه الاوكيه بعتها لمحمد 

جه اشعار ان محمد رد على الرسالة وقال : خلونا نتفق دلوقتى 

فعبد الرحمن مسك الموبايل و كتب : لا بلاش ،لاحسن بابا عبد الرحمن وماما بيدخلوا علينا كل شوية يفتشوا فى موبايلاتنا ، وخايفة لو شافوها ……

عبد الرحمن مش عارف يكمل يقول ايه فبسمة قالت له اكتب : لو شافوها هيزعلوا منى

فعبد الرحمن فعلا كتب زى مابسمة قالت ، و بعدين كتب : سلام بقى دلوقتى احسن بابا جه وقفل بسرعة وفصل الفون عن النت ، وقال كمان لبسمة تفصل النت برضة عن تليفونها

فاطمة : طب وليه

عبد الرحمن : عشان مايلاقيش قدامه وسيلة اتصال غير انه فعلا يتصل بيها ، ولما يتصل بيها هيقدروا يحددوا مكانه فين بالظبط

فاطمة : على فكرة محمد مش عبيط ، و ممكن بكل سهولة يكلمها من اى تليفون من الشارع 

عبد الرحمن نفخ وقال : مش عارف بقى يا فاطمة ، ادينا بنحاول فى كل اتجاه ، و ربنا ييسرلنا كل الخير

عبد الرحمن نبه على البنات انهم مايفتحوش النت على تليفوناتهم نهائى لغاية اما هو يقول لهم

……………….

فى نفس اليوم الحراسة اتحطت على البيت والمحلات وطبعا المعمل ، و واحد من ظباط المباحث ابتدى يبقى موجود فى المعمل على طول اكنه بيشتغل فيه ، عشان يبقى فى قلب البيت من جوة باستمرار

وتانى يوم الساعة عشرة ونص ، طلع ظابط المباحث ده واستأذن من عبد الرحمن انه يقعد مع بسمة ، وقعد معاها حوالى ربع ساعة فهمها تعمل ايه بالظبط اما محمد يكلمها 

الحقيقة بسمة كانت ذكية جدا زى نسمة تمام ، لكن بسمة كانت بتتمتع بالجراءة عكس نسمة اللى كان الخجل هو السمة الرئيسية لشخصيتها 

وعشان كده بسمة قدرت انها تستوعب اللى مطلوب منها تماما واستعدت له

عبد الرحمن نزل المحل قبل الساعة 11 ، وابتدى يتعامل عادى زى كل يوم رغم انه ما كانش مركز مع معظم اللى بيحصل حواليه

و فاطمة كمان … ظابط المباحث صمم ان هى كمان تنزل المعمل وتحاول تتعامل عادى و طبيعى ، و قاللهم ان محمد ممكن يكون له عيون فى الحتة بتنقل له تحركاتهم فلازم ينفذوا كل اللى اتبعتله فى الرسالة بالظبط

و فضل ظابط المباحث مع بسمة و نسمة تحت اشراف عزة وناصر اللى وصلوا عند فتحية من الساعة سبعة الصبح

الساعة حداشر و ربع تليفون نسمة ضرب ، بسمة ردت وهى عاملة نفسها بتتكلم بهمس وقالت : الو

محمد : ازيك يا نسمة

بسمة : ازي حضرتك يا بابا .. عامل ايه

محمد : انتى عاملة ايه وازى بسمة ، وليه قفلتى النت 

بسمة : بابا عبد الرحمن جه امبارح وقاللنا اقفلوا النت عشان تذاكروا

محمد : طب انتو كويسبن

بسمة وهى تتظاهر بالبكاء : اتخطفنا يا بابا ، خطفونا وحلقولنا شعرنا ، و ضربونا

محمد ببعض الغضب : مين دول اللى ضربوكم

بسمة : الست اللى كان بابا عبد الرحمن متجوزها قبل ماما

محمد : معلش يا حبيبتى ، المهم دلوقتى هتعرفوا تنزلولى امتى 

بسمة فى محاولة لاطالة المكالمة : انا بحاول اقنع بسمة انها تيجى معايا 

محمد : وهى بسمة مش عاوزة تشوفنى

بسمة : الصراحة يا بابا ……

محمد لما لقاها سكتت ولاحظ نبرة التردد على صوتها قال : اتكلمى يا حبيبتى ، ماتخافيش

بسمة : الصراحة يا بابا ، انا اسفة ماتزعلش منى ، بس بسمة زعلانة اوى من حضرتك عشان ماسألتش علينا طول الفترة دى ، وانا كمان يا بابا … انا كمان كنت زعلانة انك بعيد عننا ومش بتسأل علينا ، لكن لما بعتتلى سامحتك على طول ، لكن بسمة لسه واخدة على خاطرها من حضرتك ، و كمان زعلانة ان حضرتك بعتتلى انا بس ومابعتتلهاش هى كمان ، وعشان كده مش راضية تيجى معايا ، فايه رأيك لو اديها التليفون وحضرتك تكلمها بنفسك

محمد ببعض العصبية : انا ماعنديش وقت يا نسمة للكلام ده ، قوليلها بابا هيستناكى معايا ، و لو مارضيتش تيجى ، خلاص تعالى انتى لوحدك

ظابط المباحث شاور لبسمة ان كده خلاص تمام فقالت لمحمد : خلاص يا بابا ، حضرتك استنانا عند المكتبة اللى على الناصية على الساعة اتنين ، وانا هحاول اقنعها تيجى معايا

محمد : خلاص ياحبيبتى ، هستناكم ، بس اوعى تتأخروا عليا ، و اوعوا حد يعرف انكم جايين تشوفونى ، مفهوم يا نسمة

بسمة : مفهوم با بابا ، حاضر و ماتقلقش حضرتك ، مش هنتأخر 

انتهت المكالمة وظابط المباحث شكرهم و نزل اخد كمية من الزبادى من المعمل وراح بيه عند عبد الرحمن فى المحل اتكلم معاه شوية وبعدين رجع على المعمل تانى 

وقت ما كانت بسمة بتتكلم مع محمد كانت المكالمة بتتسجل وقدروا يوصلوا لمكان محمد واللى كان نازل فى بنسيون قريب من وسط البلد 

القوة وصلتلها الاشارة انها تتحرك على عنوان البنسبون ده وكان معاهم امر مسبق بالقبض على محمد 

القوة وصلت البنسيون ، و قدرت فعلا تقبض عليه قبل ما يتحرك من البنسيون ، و كان بيستعد وقتها انه يغادر البنسيون بعد ما طلب منهم الحساب بتاعه عشان يسدده قبل ما يمشى

………………….

فى النيابة 

وكيل النيابة : انت متهم بالتواطؤ مع المدعوة شروق السيوفى فى خطف بناتك بسمة ونسمة ومعاهم قمر بنت جوز طليقتك ، ايه اقوالك

محمد : ماحصلش ، مافيش اب بيخطف بناته 

وكيل النيابة : احنا معانا نسخة من مراسلاتكم لبعض على مواقع التواصل الاجتماعى ، واللى مثبوت فيه اتفاقك معاها على تيسير خروج البنات من مصر بدون علم ذويهم

محمد : انا ذويهم ، امهم اتجوزت والمفروض حضانتها عن بناتى سقطت عنها بجوازها ده

وكيل النيابة : معاك حكم محكمة بالكلام ده

محمد : مش محتاجة حكم محكمة عشان اخد بناتى 

وكيل النيابة : ولما هى مش محتاجة حكم محكمة ، ما طلبتهومش ليه على طول من امهم بدل ما تلجأ لخطفهم

محمد : عشان مافيش علاقات مابيننا من وقت ما اتجوزت ، و كمان ده مايعتبرش خطف ، ليه مصمم تسميه خطف

وكيل النيابة : لما تبقوا واخدين البنات متخدرين و رغم ارادتهم … ده يبقى اسمه ايه

محمد : هى اللى اتصرفت كده من دماغها ، انا مااتفقتش معاها على كده

وكيل النيابة : والباسبورات المزورة اللى كانوا هيسافروا بيها دى كمان ماتعرفش عنها حاجة

محمد : انا ماليش علاقة بكل ده ، شروق هى اللى عملت كل ده من غير ما تاخد رأيى

وكيل النيابة : هل كنت على اتصال دائم ببناتك قبل كده

محمد : طبعا … مش ولادى ولازم اتطمن عليهم اول باول

وكيل النيابة : طب ليه ماقلتش لبناتك يبلغوا امهم انك عاوزهم يسافرولك وكنت رتبت معاهم بدل الطريقة دى 

محمد : انا قلتلك انى ماكنتش اعرف انها هتعمل فيهم كده ، ولما عرفت اتخانقت معاها

وكيل النيابة : طب واشمعنى شروق اللى اخترتها عشان تخرجلك بناتك من مصر 

محمد : هى عرضت مساعدتها وانا وافقت

وكيل النيابة : وانت تعرفها منين اصلا ، وايه طبيعة علاقتك بيها

محمد بتردد : اااانا ما اعرفهاش 

وكيل النيابة : ياريت توضحلى بقى اتعرفتوا على بعض ازاى

محمد : هى اللى بعتتلى وعرفتنى على نفسها

وكيل النيابة : والسبب

محمد : كانت غيرانة من علاقة عبد الرحمن بفاطمة وتقريبا كانت عاوزة ترجعله

وكيل النيابة : وانت كان ممكن تقدم لها ايه

محمد : يعنى ، اعتقدت انى لما اهدد فاطمة بالبنات هترفض انها تتجوزه

وكيل النيابة : و حصل ايه بعد كده

محمد : عبد الرحمن وناصر خال البنات كلمونى وفهمونى الدنيا ماشية ازاى وخلاص اتجوزوا

وكيل النيابة : وانت كان موقفك ايه من جوازهم 

محمد : وانا مالى ، انا طلقتها وهى اتجوزت وخلاص

وكيل النيابة : طب ما حاولتش تطلب تشوف ولادك من ساعتها 

محمد : طلبت كتير وجوز امهم كان بيرفض

وكيل النيابة : وماطلبتش ليه من البنات على طول انك تشوفهم

محمد : عبد الرحمن كان مانعهم يردوا عليا ، من يوم ما اتجوز امهم وانا ماعرفتش اوصل لهم نهائى 

وكيل النيابة بزعيق : انت لسه قايل من شوية انك كنت دايما بتكلم بناتك وعلى تواصل معاهم وبتسأل عليهم ، يبقى ازاى عبد الرحمن كان مانعهم عنك

محمد بلجلجة : انا كنت بتطمن عليهم وبعرف اخبارهم من بعيد لبعيد

وكيل النيابة : من مين

محمد : مش فاهم

وكيل النيابة : كنت بتعرف اخبارهم من مين

محمد : من اى حد ، الجيران كتير 

وكيل النيابة : عاوز اسامى الجيران دول

محمد بلجلجة : مش فاكر ، اصل الكلام ده من فترة 

وكيل النيابة : ليه اتفقت مع شروق على خطف بناتك

محمد : دول بناتى ، وانا للمرة المليون بقول لك انى ماخطفتهمش

وكيل النيابة : ازاى وانت كنت مخرجهم برة البلد باسامى غير اساميهم وهيئة غير هيئتهم ، يعنى انت مشترك مع شروق فى التزوير

محمد : انا ماليش دعوة باللى عملته ، انا كل اللى عملته انى وافقتها تجيبلى بناتى معاها وهى راجعة فرنسا ، لكن ماليش علاقة ابدا بالتفاصيل اللى عملتها

وكيل النيابة طلب شروق لعمل مواجهة بينهم ، ولما دخلت ولقت محمد بصتله و سكتت

وكيل النيابة : ها يا شروق ، محمد بيتهمك ان انتى اللى عملتى كل حاجة لوحدك من غير ما ترجعيله وانه ما يعرفش انك كنتى ناوية تخرجى بناته من البلد بالطريقة دى

شروق : كداب ، كان معايا خطوة بخطوة ، وكان منتظر النتيجة على احر من الجمر عشان يجوز البنات لولاد لشريكه

وكيل النيابة : و شريكة ده فى فرنسا 

شروق : لا ، هو اللى كان متفق معايا يستلم البنات فى فرنسا ويرجع بيهم على البلد اللى بيشتغل فيها عشان بجوزهم هناك

وكيل النيابة : طب و تخديرهم ، كان بالاتفاق ما بينكم برضة ، واللا انتى اللى عملتى كده

شروق : كل حاجة عملتها كنت متفقة معاه عليها ، والفلوس اللى اندفعت لسعدون هو اللى دافعها كلها ، وهو اللى دلنى على ابو حبيبة و عنوانه وخلانى روحتله بعد ما قاللى ان هو ده اللى هيعرف يخلص الموضوع بسرعة ، والحاجة الوحيدة اللى ماكانش يعرفها انى هحلق لهم شعرهم ، ولما عرف اتخانق معايا ، لكن غير كده لا ، هو كان كل اللى هامة ان البنات يوصلواه عشان يجوزهم لولاد شريكه اللى كان مديون له بمبلغ كبير ، و عاوز يسكته

وكيل النيابة لمحمد : ها يا محمد ايه رأيك فى الكلام ده 

محمد : يا فندم دول بناتى ، و من حقى اشوف مصلحتهم فين واعملها

وكيل النيابة : يعنى معترف بالتواطؤ فى خطفهم

محمد : انا ماخطفتهمش ، انا كنت برجعهم لحضنى هو ده خطف

وكيل النيابة : انت عارف انت دلوقتى متوجهلك كام تهمة ، تلات تهم ، وابتدى يعد على صوابعه ، خطف ، و تزوير وكمان تزويج قاصرات بما يخالف القانون و بدون موافقتهم

والتفت لشروق وقاللها : وانتى برضة تلات تهم ، وابتدى بعد على صوابعه ، خطف ، و تزوير ، و تعذيب 

اكتب عندك يا ابنى : امرنا نحن امجد المصرى … وكيل نيابة مصر القديمة بحبس كلا من المدعو محمد عبد النبى سليمان ايوب ، و شروق عز الدين احمد التهامى ، وشاهيناز عمر محمود الصريطى خمسة واربعين يوما لكل منهم على ئمة التحقيق

……………...

عبد الرحمن و ناصر رجعوا من النيابة بعد ما عرفوا الدنيا رسيت على ايه و طلعوا سوا دخلوا عند فتحية لقوا فاطمة وعزة وفتحية ، و كانت قمر بتلعب مع حسن و يمنى ولاد عزة وناصر 

عبد الرحمن وناصر : السلام عليكم

الكل : وعليكم السلام

فتحية : طمنونا يا اولاد ، ايه الاخبار

عبد الرحمن حكالهم على اللى حصل وانهم اتحبسوا على ذمة التحقيقات

عزة : يعنى كده خلاص الدنيا امان

عبد الرحمن : لسه شوية يا عزة ، وكيل النيابة مشالش المراقبة والحراسة ، احنا لسه مش عارفين مين اللى كان هيساعد محمد المرة دى ، اكيد كان معاه واحد او اتنين تانيين على الاقل

ناصر : بكرة يقر عليهم بالاسم

عبد الرحمن : ان شاء الله ، ربنا يتم فضله علينا للاخر

فاطمة : بس مش المفروض ان شريكه فى الشغل  اللى عاوز يجوز البنات لولاده ده يبقى اخو مراته اللى اتجوزها هناك ، يبقى مديونله ايه بقى ، و بتاع ايه ، مش المفروض انهم شركا ، يبقى مديونله ازاى

عبد الرحمن : اللى فهمته ، ان الست اللى اتجوزته هناك مقشطاه اول باول ومش مخلياه عارف يتورب

فاطمة بحزن : يقوم يقدم بناته كبش فدا 

عزة :  اهو ربنا انتقملك وانتقم لهم يا فاطمة ، خلاص بقى ، انسوا اللى حصل وان شاء الله كل حاجة تتعدل

كلهم : يارب

عبد الرحمن : اومال بسمة ونسمة فين

فاطمة : سيبتهم يذاكروا جوة ، وجبت قمر هنا تلعب مع ولاد عمتها

عبد الرحمن بص لفاطمة وقاللها : ايه رايك

فاطمة باستفهام : رأيى فى ايه

عبد الرحمن :  بعنى نقوللهم على اللى حصل واللا مالوش لازمة

فاطمة : طول ماهم مش عارفين هيبقى بالهم مسغول وبيسألوا روحهم ياترى ايه اللى حصل

عزة : ولما يعرفوا ممكن نفسيتهم تتعب انهم كان ليهم ايد فى القبض على ابوهم

فاطمة بتنهيدة : طب والعمل

ناصر : ولادك مابقوش صغيرين يافاطمة ، واللى مش هيعرفوه النهاردة مسيرهم بكرة يعرفوه ، بس وقتها هيلوموكى عشان خبيتى عليهم ، يبقى يعرفوا من دلوقتى احسن

فاطمة : وامتحاناتهم اللى بعد اربع ايام دى 

ناصر : انا قلت رأيى وانتم حرين

فاطمة بصت لعبد الرحمن وبتحاول تستشف رأيه فقال لها : لو سألونا نقول لهم ، ولو ما سألوناش .. خلاص نأجل احنا كمان الكلام لحد ما يخلصوا الامتحانات

فتحية : انا رأيى من رأى عبد الرحمن

فاطمة باستسلام : خلاص ، ماشى

فاطمة كانت بتتعمد انها تهرب من الكلام مع بسمة و نسمة فى اى كلام يخص موضوع الخطف و توابعه ، و كل ما يسألوها تقول لهم ، ركزوا الاول فى الامتحانات وبعد ما تخلصوا يبقى لينا كلام مع بعض

على ما الامتحانات خلصت ، كانت المباحث قدرت تقبض على الدكتور اللى كان هربان ، وعلى اتنين كمان كان محمد متفق معاهم انهم كانوا هيساعدوه فى تخدير البنات وخطفهم على مايقدر يخرج بيهم من مصر 

وانفكت الحراسة و المراقبة ، وفاطمة وعبد الرحمن قرروا يقعدوا مع اابنات ويفهموهم اللى حصل 

بعد ما البنات عرفوا تفاصيل اللى حصل ، نسمة قالت بعياط : يعنى بابا دلوقتى مسجون بسببنا

عبد الرحمن : لا يا نسمة مش بسببكم ، ان كان باباكم او مامة قمر او حتى جدتها ، كلهم اتسجنوا بسبب تفكيرهم وتصرفاتهم الغلط 

ماحدش ابدا حاول يحرم حد منهم انهم يشوفوكم او يسألوا عليكم وقت ما هم عاوزين ، لكن هم ماكانوش عاوزين يسألوا عليكم او يشوفوكم ، ده واحد كان بيعمل صفقات بيكم وواحدة كانت بتنتقم ببنتها منى 

مافيش حد فينا ابدا شايل ذنب حد فيهم ، لازم تفهموا ده كويس ، واوعوا تحملوا نفسكم اى لوم او عتاب

……………

بعد ما النيابة خلصت التحقيقات و حولتهم كلهم للمحاكمة ، محمد طلب من المحامى بتاعه انه يروح لفاطمة ويبلغها انه عاوز يشوفها هى و البنات ، ولما المحامى راح لفاطمة ،  و بلغها بالكلام ده ، كان عبد الرحمن وقتها مش موجود فى البيت ، ففاطمة قالت له انها على ذمة راجل و ماتقدرش تتحرك خطوة الا بموافقته

عبد الرحمن لما رجع.. فاطمة حكت له اللى حصل ، فعبد الرحمن قاللها بفضول : وانتى عاوزة ايه 

فاطمة : انا طبعا ما يهمنيش ابدا انى البى له طلبه ، بس مش قادرة اخد قرار بخصوص البنات ، اوافق انهم يروحوا له واللا لا ، و برضة مرواحهم فى مكان زى ده  ، ممكن يأثر على نفسيتهم جامد ، ويفضلوا متأثرين بده باقى عمرهم

عبد الرحمن : بصى ، البنات كده كده دخلوا فى الحوار من البداية ، فانا رأيى انك تعرفيهم وتاخدى رأيهم ، علشان مايرجعوش يعاتبوكى بعد كده

وفعلا فاطمة اخدت راى البنات واللى رفضوا تماما انهم يقابلوه او يشوفوه وكانت النتيجة ، ان ناصر و عبد الرحمن هم اللى راحوا يزوروه

وفى الزيارة

محمد : البنات ماجوش معاك ليه يا ناصر

ناصر : رفضوا يشوفوك يا محمد

محمد : واللا منعتوهم يجولى 

عبد الرحمن : انت كدبت الكدبة وصدقتها باين عليك يا محمد

محمد : انا كنت عاوز افهمهم انا عملت كده ليه

ناصر : فهمنى ، واوعدك انى او لقيت الكلام صدق وان الكلام مش هيوجعهم .. هبلغهم بكل كلمة هتقولها

محمد : انا بحبهم يا ناصر

ناصر بتهكم : لا صدقتك ، ده انهى حب ده الى يخليك تعمل فيهم كده ان شاء الله

محمد : انا كنت هجوزهم احلى جوازات واخليهم يعيشوا ملوك ، لازم يفهموا انى كنت عاوز مصلحتهم ، ماكنتش هأذيهم ابدا

عبد الرحمن بغضب : وانت كنت عاوز تاذبهم ايه اكتر من كده ، ثم كنت عاوز تجوزهم غصب عنهم ، ده حتى يبقى جواز باطل با ابو البنات

محمد بنرفزة : ماتتدخلش بينى و بين بناتى يا عبد الرحمن 

عبد الرحمن : لا هتدخل يا محمد ، لانهم بناتى انا ، انت ابوهم  بالاسم و بس ، ثم انا عاوز افهم ، انت طلبت تشوف فاطمة بصفتك ايه ، انا الحقيقة ماشوفتش بجاحة بالشكل ده

محمد بعند : مراتى ، وام بناتى

عبد الرحمن بغضب : كانت ، و خلاص الحمدلله ربنا نجاها منك و من غدرك ، عاوز منها ايه تانى ، مش هتبطل بقى توجعها ، سيبهم فى حالهم بقى 

ناصر : اسمع يا محمد ، نصيحة منى ، خلص مدتك ، و ارجع لمراتك وعيالك هناك ، وانسى نهائى ان ليك فى مصر عيال ، لان خلاص عيالك مش عاوزين اصلا يسمعوا سيرتك من تانى

عبد الرحمن خرج وقال ياللا يا ناصر ، احنا غلطنا اننا جينا له من الاساس

بعد ما عبد الرحمن خرج محمد نده على ناصر وقال له : خلى فاطمة تسامحنى يا ناصر ، انا عارف انها زعلانة و موجوعة منى ، فهمها انى عمرى ما حبيت غيرها ، بس الشيطان شاطر ، وانى ندمت على كل اللى حصل منى فى حقها

ناصر بجمود : فاطمة ربنا بعتلها اللى ينسيها كل اللى انت عملته معاها سواء الحلو او الوحش يامحمد ، العوض جالها من عند ربنا احلى و احلى  وياريت تسمع كلامى وتشيلها هى وعيالها من دماغك وتنساهم


الحمدلله كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه

#العوض

18

العوض

الفصل الثامن عشر و الاخير

عبد الرحمن لما خرج من عند محمد كان متعصب جدا من كلام محمد على فاطمة ، و كان حاسس بغيرة شديدة عليها وكأنه لاول مرة يعرف انها كانت متجوزة غيره

ولما ناصر حصله لاحظ عصبيته ، و بقى كل ما يكلمه كلمه يلاقيه متنرفز جدا وهو بيرد عليه  ، فناصر قرر يسيبه و مايتكلمش معاه على ما يروق ، و فضلوا كده لحد اما وصلوا البيت 

عبد الرحمن نزل من العربية و دخل البيت ، لمح فاطمة واقفة فى المعمل  بتتابع الشغل فنده عليها وقاللها انه عاوزها

فاطمة راحت له و طلعت وراه و كان واضح عليها التعب ، و هم على السلم سألها البنات فين ، وعرف انهم عند فتحية ، فراح ناحية شقتهم من غير ما يعدى على مامته ، ولما فاطمة دخلت وراه قفل الباب واتفاجئت بيه بيشدها بعصبية ناحية اوضتهم 

فاطمة باستغراب : مالك يا عبده ، فى ايه ، حصل حاجة ، انتو روحتوا لمحمد

عبد الرحمن بغضب ولاول مرة قدام فاطمة : البنى آدم ده اسمه مايجيش على لسانك ابدا تانى مرة ، على الله اسمعك بتجيبى سيرته لاى سبب مهما ان كان يا فاطمة ، انتى فاهمانى

فاطمة اتخضت من صوته العالى واتنطرت من مكانها جامد ، و رجعت بضهرها لورا لدرجة انها اتخبطت بضهرها فى الدولاب ، وفضلت باصة لعبد الرحمن بعدم فهم ، و بخوف فى نفس الوقت ، و عاوزة تسأله عن اللى حصل ، بس لاول مرة تخاف انها تتكلم قدامه

و عبد الرحمن بقى رايح جاى فى الاوضة ، وطلع سيجارة ولعها ، و كانت اول مرة يدخن و هو قريب من فاطمة من ساعة ما عرف بحملها ، وبصلها شاف الخوف والقلق على وشها ، قرب منها وقال وهو لسه العصبية مسيطرة عليه : انا مش عاوز أعيد كلامى ده مرة تانية يا فاطمة … مفهوم

فاطمة هزت راسها بالموافقة من غير ماتتكلم وعيونها ابتدت تلمع بالدموع

عبد الرحمن وقف قدامها وهو بيقولها بنرفزة : ممكن اعرف انتى بتعيطى ليه دلوقتى ، هو انا كلمتك واللا عملتلك حاجة

طول ماكان عبد الرحمن بيتكلم كان دخان السجاير كله قدام وش فاطمة واللى فجأة قعدت تكح جامد و دموعها غرقت وشها بزيادة ، عبد الرحمن نفخ بزهق وراح طفى السيجارة وجابلها كوباية ماية وقاللها بجمود بعد ما شدها عشان تقعد على السرير : خدى اشربى الماية دى 

فاطمة اخدت منه الكوباية وهى خايفة تعترض ، فشربت وفضلت قاعدة مكانها ما اتحركتش ، كانت عاملة زى التلميذ الخايب اللى المدرس بتاعه مذنبه و خايف يتحرك من مكانه فالمدرس يعاقبه زيادة

عبد الرحمن كان بيبصلها وهو متضايق من نرفزته عليها ، و من عياطها بالشكل ده بسببه ، اول مرة من يوم جوازهم و دموعها تنزل بسببه

قعد جنبها وقال لها وهو بيحاوك يسيطر على عصبيته : انتى بتعيطى ليه دلوقتى

فاطمة هزت راسها بالرفض و قالت بخفوت : انا بس دخان السجاير خلى عينى دمعت

عبد الرحمن بسخرية : ادينا هنكدب اهوه من اولها ، بس فاطمة فضلت على وضعها و ما بصتلوش ولا ردت عليه

عبد الرحمن اتنهد بخنقة و قال : بنى ادم مستفز اخر حاجة ، و ماعندوش دم ، و قليل الذوق

فاطمة بصت له من غير ما تعلق بولا حرف فعبد الرحمن قال لها : مش هتسألينى ايه اللى حصل

فاطمة وهى بتبلع ريقها ، كانت بتتنقل بعيونها بين عيونه ، ولما خلص كلامه غمضت عيونها و هزت راسها بالنفى من غير برضة ما تتكلم

عبد الرحمن حس انها مش عاوزة تتكلم معاه فقاللها : هى قمر فين

فاطمة من غير ما تبص له : عند ماما

فضلوا ساكتين شوية فبعدين فاطمة وقفت و قالت بخفوت : انا هروح اكمل اللى كنت بعمله

و جت تمشى عبد الرحمن شدها بالراحة قعدها تانى و شدها نيمها على السرير ،  ونام جنبها و حط راسه على كتفها و قال بخفوت بنبرة واضح عليها الاسف : انا ما كنتش اقصد اتعصب عليكى كده ، بس هو استفزني وخلانى حسيت بالقهرة والغيرة انك كنتى مراته قبل منى ، انا عمرى ما غيرت ، لكن النهاردة غيرت وغيرت بزيادة ، و لو ماكانش القضبان بينى و بينه كان ممكن اخنقه ، و ماباقيتش عارف افش غلى فى حد لحد ما وصلت هنا ، فجت فيكى … ماتزعليش منى ، المفروض ماكنتش اتعصبت عليكى بالشكل ده ، و خصوصا انى عارف انك مش فى حالنك الطبيعية بقالك كام يوم

عبد الرحمن حس ان نفس فاطمة تحت ودنه زى ما تكون بتنهج رفع عينه لفاطمة لقاها مغمضة عينها و دموعها برضة مغرقة وشها ، فمال عليها وباسها جنب شفايفها وهو بيقول لها : خلاص بقى يا بطة ، ماتزعليش منى ، ما انا قلتلك انى كنت غيران عليكى  ، ما انا الظاهر ما كنتش اعرف انى بحبك اوى كده 

فاطمة من بين دموعها : بس ما تنساش انه ابو بناتى يا عبد الرحمن ، و ده وضع لا يمكن يتغير ، انا اصلا محيته من حياتى ، لكن ما اقدرش امحبه من حياة بناته

عبد الرحمن : و انا عمرى ما هقدر اطلب من البنات حاجة زى دى ، انا بطلب منك انتى يا فاطمة مش من البنات

فاطمة وهى بتنهج وهى بتتكلم : وافرض البنات جابوا سيرته قدامى و سألونى على اى حاجة ، اعمل ايه انا وقتها ، ماتطلبش منى حاجة تنفيذها يعتبر عبئ على اكتافى يا عبد الرحمن ، من يوم ما اتجوزنا عمرى ما جبت

 سيرته لا بحلو ولا بمر ، غيرش بس اللى حصل ، يعنى ماكانش بمزاجى ، وانت عارف انى قفلت صفحته من زمان اوى

عبد الرحمن ضم فاطمة وقاللها بنبرة اعتذار : عارف ياحبيبتى ، خلاص بقى .. ما تزعليش منى ، بس الظاهر ان الحب ولع فى الذرة بزيادة 

فاطمة ضحكت وفى وسط ضحكتها اتوجعت بصوت عالى فعبد الرحمن اتخض وقاللها : انتى مالك فيكى ايه ، بقالك كام يوم حسك مش على بعضك

فاطمة بوجع : ضهرى وبطنى واجعننى اوى 

عبد الرحمن بقلق : و ماقلتيش ليه كنا روحنا للدكتورة تبص عليكى ، ليه لما سألتك ما قلتيش

فاطمة : متهيألى عشان قربت على الولادة

عبدالرحمن بذهول : متهيألك ! ، قومى يا فاطمة ، قومى .. اعدلى الايشارب بتاعك وياللا بينا هوديكى للدكتورة حالا

فاطمة بتعب : مش لازم يا عبده ، اصبر كده كام يوم على الاقل اكون ابتديت فى التاسع

عبد الرحمن باصرار : لا طبعا مافيش الكلام ده ، قومى ياللا

فاطمة : مش قادرة

عبد الرحمن باستسلام مد ايده عدلها على السرير ، وابتدى يعدل لها الايشارب بتاعها على اد ما عرف وسندها وقفها وعدل لها هدومها وراح شايلها فجأة وهو بيقول : طالما تعبانة كده ، يبقى انا هشيلك

فاطمة باعتراض : نزلنى يا عبده مايصحش ، وعشان ماما والبنات لو شافونى هيتخضوا 

عبدالرحمن : خايفة امى والبنات يتخضوا ومش خايفة على روحك ، والله انتى تعبتينى يا فاطمة 

وصمم انه يفضل شايلها لحد ما نزلها السلم وبعدين سندها لحد العربية وركبها وراحوا للدكتورة اللى تعتبر فى نفس شارعهم ، بس عشان مايرهقهاش بزيادة 

الدكتورة اول ما كشفت عليها قالت : كويس انك جيتيلى و ماصبرتيش اكتر من كده

عبد الرحمن بقلق : خير يا دكتورة

الدكتورة : المشيمة لافة حوالين البيبى و ده فيه خطورة عليه ، وعشان كده لازم تدخل عمليات حالا ، خدها واسبقونى على المستشفى ، وانا هاجى وراكم فورا

وفعلا عبد الرحمن اخد فاطمة على المستشفى اللى اخدوها جهزوها بسرعة بعد تعليمات الدكتورة بتاعتها ، ودخلوها العمليات

عبد الرحمن اتصل بعزة وناصر قاللهم ، و بعد نص ساعة كانوا عنده فى المستشفى بعد ما عزة عدت على شقة فاطمة اخدت منها الشنطة اللى كانت محضراها للولادة

بعدها بشوية اوضة العمليات اتفتحت وخرجت ممرضة طمنتهم واخدت منهم الشنطة و رجعت تانى

لما فاطمة وصلت اوضتها كان البنج لسه مفعوله ما انتهاش ، و عبد الرحمن عرف ان البيبى دخل حضانه عشان اتولد قبل معاده

لما الدكتورة جت تبص على فاطمة ، قالت لعبد الرحمن ان الضغوط النفسية اللى  اتعرضت لها فاطمة فى الفترة الاخيرة تعتبر سبب قوى فى اللى حصل ، بس طمنته ان كده خلاص كله تمام والحمدلله ، بسبب انهم ما اتأخروش 

عبد الرحمن اتوضى وصلى مع ناصر ركعتين شكر لله على نجاة فاطمة و ابنها

لما فاطمة فاقت لقت عبد الرحمن نايم جنبها وواخدها فى حضنه وهو عمال يقرى قرآن وبيمشى بايده على كل جسمها عشان يحصنها بيه ، و اول ما عرف انها فاقت ابتسم لها وباس راسها وقال : حمدالله على سلامتك يا ام سيف 

فاطمة ابتسمت بارهاق وقالت له : الله يسلمك يا ابو سيف ، حلو اسم سيف ، شفته ، هو فين

عبد الرحمن : فى الحضانة يا حبيبتى عشان اتولد قبل معاده ، على ما تشدى حيلك شوية ، يكون هو كمان بقى زى الفل

فاطمة بقلق : يعنى هو بخير و كويس

عبد الرحمن : الحمدلله با حبيبتى ماتقلقيش

فاطمة : طب ممكن تصورهولى ، عاوزة اشوفه

ناصر راح ناحيتها وباسها من جبينها و قاللها : مش هتبطلى انتى ابدا الاستهتار بتاعك واهمالك لنفسك ده ، يعنى لولا اصرار عبده انه يتطمن عليكى ، الله اعلم كان هيبقى مصيرك ومصير ابنك ايه دلوقتى

عبد الرحمن : سيبها دلوقتى يا ناصر، لسه حسابى معاها بعدين

عزة : ولا حساب ولا عربى ، روحوا صوروا لها سيف ياللا وسيبكم بقى من الكلام ده دلوقتى ، ما منوش لازمة

عبد الرحمن : حاضر من عينيا ، رغم انهم اكيد هيجيبوهولها كمان شوية عشان  ترضعه 

فاطمة : معلش ، صورهولى عشان خاطرى

عبد الرحمن سابها مع عزة واخد ناصر و راحوا الحضانة عشان يصوروا لها سيف 

فاطمة : اتطمنتى على ماما و البنات يا عزة

عزة : ااه ياحبيبتى ماتقلقيش ، و لولا ان عبد الرحمن نبه على ماما ماتسيبش البنات لوحدهم ، كان زمانها قاعدة جنبك دلوقتى

فاطمة بابتسامة : عارفة والله يا عزة ، ربنا يخليها لنا و يديها الصحة ومايحرمناش منها ابدا

تانى يوم اخر النهار فاطمة خرجت من المستشفى ، و رجعت البيت ، لكن دكتور الاطفال قرر ان سيف لسه قدامه شوية على ما ينفع يخرج من الحضانة 

فتحية والبنات قابلوا فاطمة بفرحة كبيرة جدا ، و احتفلوا برجوعها بالسلامة ، رغم انهم كانوا مشتاقين جدا انهم يشوفوا سيف 

فتحية : ياللا يا فاطمة ، على شقتك ياحبيبتى ، خلى عزة تساعدك تاخدى حمام حلو كده بس حاسبى على الجرح بتاعك ، و ربع ساعة والاقيكى فى سريرك على ما اجيب لك الاكل

فاطمة : لا يا ماما ماتتعبيش نفسك ، انا مش جعانة 

عبد الرحمن وهو بيسند فاطمة عشان تقوم من الكرسى : روحى يا عزة ساعدى ماما ، و انا هاخد ام دماغ زلط دى اساعدها تاخد دش و تغير ، على ما انتم تحضروا الاكل ، تكون هى بقت فى السرير

و فعلا ، عبد الرحمن صمم ان هو اللى ياخدها و يساعدها بنفسه ، و عمل لها كل حاجة لغاية ما وصلها للسرير وساعدها انها تقعد عليه وسط وجعها طبعا مطرح العملية ، و غير هدومه و قاللها ماما و عزة هيجيبولك الاكل ، على ما انزل ابص على المحل 

فاطمة : و المعمل كمان يا عبد الرحمن

عبد الرحمن : ناصر تحت ما تقلقيش ، و باسها من راسها و نزل بعد ما البنات دخلوا لفاطمة

البنات راحوا لفاطمة اوضتها عشان يبقوا حواليها لو احتاجت اى حاجة 

و قمر كانت قاعدة جنب فاطمة و مش عاوزة تبعد عنها و كل شوية تبوسها وتطبطب عليها وبعدين قالت لها : انتى وحشتينى اوى يا ماما

وفاطمة  ابتسمت لها وقالت : انتى كمان يا حبيبتى وحشتينى 

قمر : هو اخويا هيبجى امتى

فاطمة : لما الدكتور يقول ياحبيبتى انه بقى كويس ، بابا هيروح يجيبه على طول

عزة و فتحية جابوا الاكل عشان فاطمة ، اللى حاولت تتهرب من الاكل بأى شكل ، و قالت لهم انها مش جعانة ، بس فتحية ماسابتهاش غير اما اكلتها و اديتها العلاج بتاعها ، و بعدين خلت البنات يسيبوها تنام عشان تستريح 

عدت فترة كان عبد الرحمن بياخد فاطمة المستشفى كل يوم اكتر من مرة عشان ترضع سيف زى تعليمات الدكتور و كمان تتطمن عليه ، لحد ما فات حوالى تلات اسابيع ، لما الدكتور سمحلهم انهم يستلموا سيف و يرجعوا بيه البيت

فى البيت كلهم قابلوا سيف بفرحة كبيرة جدا ، و عبد الرحمن نزل تانى يوم اشترى خروفين كبار و دبحهم وجاب طباخ عشان يساعد فتحية و عزة فى عمل العقيقة ، ووزع على كل اهل الحتة تقريبا 

ووسط فرحتهم ، عبد الرحمن جاله تليفون من مستشفى السجن بيبلغوه ان شروق حاولت الانتحار وان حالتها خطيرة ، و انها طالبة تشوفه 

عبد الرحمن ما بقاش عارف يروح لها واللا لا ، بس فى الاخر قرر انه يقول لفاطمة ، فطلع ندهلها من عند فتحية واخدها على شقتهم وقاللها : عاوز اقوللك على حاجة ، عشان عاوز اخد رأيك 

فاطمة بفضول : خير يا عبده ، فى ايه

عبد الرحمن : جالى تليفون من مستشفى السجن اللى شروق محجوزة فيه على ما ييجى وقت محاكمتها ، و بلغونى انها حاولت تنتحر ، و حالتها خطيرة ، و طالبة انها تشوفنى

فاطمة : مش يمكن لعبة زى المرة اللى فاتت

عبد الرحمن : ما اظنش ، دى مستشفى السجن يعنى معظمها ظباط وعساكر

فاطمة : روحلها يا عبده ، عشان تبقى عملت اللى عليك لحد الاخر ، و كمان عشان خاطر قمر

عبد الرحمن : انتى رأيك كده 

فاطمة طبطبت على كتفه وقالت : اتوكل انت على الله ، و روح مشوارك و ماتقلقش ، كله هيبقى تمام ان شاء الله

عبد الرحمن راح المستشفى ، ولقى انهم عملوله اذن بالزيارة ، و لما دخل لشروق لقاها نايمة فى السرير و وشها باهت جدا ، اكن الدم كله انسحب من جسمها ، و لقى متعلق لها دم ، و استغرب انهم مكلبشين ايدها الاتنين فى السرير ، لكن الدكتور اللى كان معاه قال له : على الاقل نتاكد انها مش هتكرر اللى حصل تانى

عبد الرحمن سأله : هى عملت ايه

الدكتور : طعنت نفسها فى رقبتها 

عبد الرحمن بذهول : و جابت منين السكينة واللا السلاح اللى عملت بيه كده

الدكتور : للاسف فى حاجات فى السجن بيبقى تداولها بين المساجين من اسهل ما يكون مهما كانت الحراسة اللى حواليهم 

عبد الرحمن اتقدم من شروق ، ولاحظ الشاش والاربطة اللى حوالين رقبتها و كتفها ، وكانت مغمضة عينها ، فشد الكرسى قربه من السرير و قعد عليه لقاها فتحت عينها ولما شافته قالت بشبه تريقة و بصوت مبحوح بشدة مطرح الاصابة : كنت عارفة انك هتيجى و كنت متأكده انى مش ههون على قلبك الحنين

عبد الرحمن بصلها باحباط و قال : طلبتينى ليه ياشروق ، عاوزة منى ايه تانى

شروق : اوعى تفكر انى بعتتلك عشان اطلب منك السماح والمغفرة 

عبد الرحمن : انا مش مفكر حاجة ، انتى طلبتى تشوفينى ، وادينى جيت عشان اشوف انتى عاوزة ايه

شروق : عاوزاك تعترف انك غلطت غلطة عمرك لما فضلت بنت عمك عليا

عبد الرحمن قام وقف و قال : انا ماشى ، الظاهر انى غلطت لما جيتلك

شروق : انت جيتلى عشان عارف انك غلطان ، انت السبب فى كل اللى حصللى لغاية دلوقتى

عبد الرحمن : ليه ، انا اللى قلتلك تخطفى و تزورى ، و اللا انتى بقيتى سودة من جواكى والغضب والانتقام ماليين قلبك غل و عاميينك حتى انك تشوفى اللى انتى عملتيه

شروق : و مين اللى خلانى بقيت كده ، مش انت ، لو كنت سمعت كلامى من الاول واشتغلت مع بابى أو مامى ، كان زمانا عايشين مع بعض لحد دلوقتى متهنيبن سوا

عبد الرحمن بفضول : بمناسبة مامى بقى ، لحد دلوقتى نفسى اعرف انتى ليه قلتيلى ان امك ماتت وهى عايشة 

شروق بشرود : لانى كنت فعلا اعتبرتها ماتت ، لما قررت انها تتجوز هناك واحد اصغر منها ، بعد ما انا اللى سيبت كل حاجة و روحت عيشت معاها ، اعتبرتها ماتت و خرجت من حياتى ، و قلت ارجعلك انت و قمر و كنت فاكراك هتاخدنى فى حضنك و نعوض كل اللى راح مننا ، لكن انت اتعمدت ماتقلبش الصفحة و فضلت تحاسبنى على كل اللى حصل

عبد الرحمن : انتى غلطتى ، و اللى بيغلط بياخد جزاءه ، ما فيش ام عاقلة فى الدنيا دى كلها تعذب بنتها بالشكل الفظيع ده وتخليها تكرهها كده الا لو كانت مختلة عقليا

شروق بغل : انتو خليتوا بنتى تكرهنى

عبد الرحمن : انتى اللى كرهتيها فيكى يا شروق مش حد تانى ، بلاش مقاوحة واصرار على الغلط اكتر من كده ، انتى بين ايدين ربنا ، على الاقل اعترفى بغلطك و اندمى و توبى ، يمكن ربنا يسامحك 

شروق بغل : انت السبب فى اللى حصل لى ، انت السبب فى اللى انا فيه دلوقتى ، و انا مش هسيبك تتهنى يا عبد الرحمن بعد ما دمرت حياتى 

عبد الرحمن باستغراب : يا شروق ده انتى ممكن تموتى بسبب اللى عملتيه فى روحك ده ، عاوزة ايه تانى

شروق بسخرية : يعنى انا اتسجن و اموت فى زنزانة قذرة و اتحرم حتى انى اشوف الشمس ، و انت تعيش حياتك و تخلف من تانى و تتهنى …. لاااااا ، انسى

عبد الرحمن بفضول : و ايه اللى تقدرى تعمليه وانتى فى وضعك ده ، ده انتى بتموتى

شروق : بموت وهاخدك معايا يا عبد الرحمن ، صدقنى .. هاخدك معايا ، بس حبيت اشوفك قبلها ، عشان وقت طلوع روحك تفتكر كلامى ده و تعرف انى ما بقولش اى كلام

عبد الرحمن بصلها بجمود و سابها و خرج ، و قبل ما يخرج من المستشفى كلم ناصر اتطمن على فاطمة والبنات وان كل شئ تمام ، و وصى ناصر علي الكل بعد ما حكى له باختصار اللى حصل فناصر قال له : كلم ظابط المباحث احكيله اللى حصل ياعبد الرحمن ، احنا ما نعرفش ، يمكن يكون ليها لسه ديول برة السجن ، و استنانى ، انا هاجيلك و نروح سوا

عبد الرحمن بحزم : اوعى تسيبهم عندك لوحدهم و تيجى ، ماتقلقش عليا ، انا هتصرف ، و ان شاء الله مش هتأخر عليكم

عبد الرحمن قفل مع ناصر ، و كلم محمود ظابط المباحث حكاله كل حاجة 

محمود : كون انها عارفة انك خلفت ، يبقى ده معناه انها فعلا لسه مترصدة اخباركم

عبد الرحمن : و العمل

محمود : انت لاحظت ان فى حد مراقبك واللا حاجة

عبد الرحمن : ما اخدتش بالى ، انا اعتقدت ان خلاص الحكاية خلصت و انتهينا

محمود : طب خليك عندك ، وانا جايلك فى السكة ماتتحركش

عبد الرحمن فضل فى مستشفى السجن بتوصية من محمود بعد ما عمل اتصالاته عشان يسمحوا له يفضل جوة على ما محمود يوصل له 

محمود وصل له وهو معاه اتنين تانيبن وخلى عبد الرحمن يخرج من المستشفى تحت مراقبتهم ، و ركب عربيته و مشى و هم وراه ، وفى الوقت ده لاحظوا ان فيه واحد ماشى ورا عبد الرحمن بموتوسيكل و بيراقبه ، و فى نقطة معينه طلع من جيبه مسدس و كان بيستعد انه يضرب نار على عبد الرحمن ، لكن فى اللحظة دى ، محمود ضرب نارعلى كاوتش الموتوسيكل فانقلب باللى راكبه ، وعلى ما ابتدى يتعدل من وقعته كان محمود واللى معاه حاوطوه وقبضوا عليه 

ولما حققوا معاه : اعترف ان المحامى بتاع شروق هو اللى اتفق معاه على انه يقتل عبد الرحمن مقابل مبلغ محترم ، اداله جزء و اتفق معاه ان الباقى بعد ما يسمع خبر موت عبد الرحمن ، و بلغه ان عبد الرحمن هيبقى عند شروق فى المستشفى فى الوقت ده بالتحديد

التيابة امرت بالقبض على المحامى ، واللى لقوا معاه شيكات بمبالغ كبيرة ممضية من شروق عشان ينفذلها اللى هى عاوزاه

بعدها بيومين عبد الرحمن كان فى النيابة بيتابع اللى حصل فى التحقيقات ، و لما عرف مابقاش عارف يعمل ايه ، ولا بقى عارف شروق هتسيبه فى حاله واللا لسه ناوية تأذيه اكتر من كده ، لكن قبل ما يروح البيت ، جاله تليفون بلغوه ان شروق ماتت متأثره بالجروح بتاعتها بعد ما قدرت وقت مافكولها ايدها وقت الغدا .. انها تشيل الاربطة من حواليها و قدرت تلعب فى الجروح من تانى و ده عرضها للنزيف مرة تانية 

على اد ما زعل للطريقة اللى ماتت بيها ، على اد ما حس براحة نفسية ، واتطمن على بيته وولاده انها خلاص بعدت عنهم نهائى 

عبد الرحمن كان راجع البيت ، دخل لقى بسمة شايلة سيف بتلاعبه ، و فاطمة قاعدة بتسرح لقمر شعرها ، راح باس بسمة من راسها واخد منها سيف ، و قال لبسمة : ايه يا بسمة ، امتحاناتك قربت يا حبيبتى ، معطلة نفسك مع سيف ليه

بسمة : انا خلصت مذاكرة يا بابا ، و قلت العب مع سيف شوية على ما ماما تسرح لقمر شعرها

عبد الرحمن : اومال نسمة فين

نسمة خرجت من اوضتهم وهى ماسكة كتاب و بتقول له : انا مستنية حضرتك من بدرى

عبد الرحمن بضحك : اكيد محوشالى مسائل الجبر عشان احلها معاكى

نسمة : ما حضرتك عارف انى بفهم منك كويس

عبد الرحمن : ماشى يا ستى ، هروح اغير هدومى بس و اكل لقمة واقعد معاكى للصبح

قمر بعد ما فاطمة خلصت لها شعرها ، راحت باست عبد الرحمن وقالت له باعتراض : يعنى انت تسلم على بسمة وسيف و كمان هتقعد تذاكر مع نسمة ، وانا بقى مطنشنى كده

عبد الرحمن بضحك : انتى كفاية عليكى امك اللى انتى لازقة فيها ليل و نهار دى 

قمر : هى مامتى ، و انت بابايا

عبد الرحمن رجع سيف لبسمة واخد قمر فى حضنه باسها وهزر معاها شوية وبعدين سابها وقام راح ناحية اوضته ، ففاطمة راحت وراه وقالت له : ها اجهز لك تاكل دلوقتى

عبد الرحمن : ما انتى سمعتينى بقول انى هاكل لقمة ، واللا خلاص قمر كلت دماغك على الاخر

فاطمة بضحك : احنا هنغير و اللا ايه

عبد الرحمن راح ناحية الباب قفله و رجع وقف قدام فاطمة وقال لها بخفوت عشان ما حدش يسمع : شروق ماتت النهاردة

فاطمة حطت ايدها على بقها فى محاولة انها تكتم سهقة خرجت منها غصب عنها وقالت : لا اله الا الله .. محمد رسول الله ، لا حول ولا قوة الا بالله ، استفادت ايه بس من كل اللى عملته ده

عبد الرحمن : الله يرحمها بقى و يسامحها

فاطمة بحزن : ياحبيبتى ياقمر ، اتيتمتى ياقلبى و انتى لسه صغيرة اوى

عبد الرحمن مسك فاطمة من كتفها وقال لها : من قبل قمر ما تعرف شكل شروق وهى ماتعرفش ام ليها غيرك ، و حتى بعد ما عرفتها ، صممت تختارك انتى امها ورفضتها هى بكل اصرار ، و يمكن يكون هو ده السبب الرئيسى فى كل اللى شروق عملته ، يبقى اتيتمت ازاى بقى ، وحضنها وباسها من راسها وهو بيقول : ربنا يحفظك لينا ياحبيبتى و مايحرمنيش منك ابدا

فاطمة رفعت راسها وقالت له  : هتقول لها

عبد الرحمن باصرار : لا ، هى اصلا مش على بالها ، وقت ما تبقى تفتكر تسال عليها ، هبقى اقول لها ، لكن غير كده لا

عدت الايام والسنين و محمد خرج من السجن بعد ماقضى فترة عقوبته ، و لما طلب يشوف بسمة و نسمة و اللى كان عمرهم وقتها واحد وعشرين سنة ، رفضوا انهم يقابلوه او يشوفوه 

كانت بسمة فى كلية الطب ، و نسمة اقتصاد و علوم سياسية ، فقرر انه يسافر لمراته التانية ومايرجعش مصر تانى ابدا

و كانت قمر وقتها فى الابتدائية  لما عرفت بموت شروق بالصدفة لما سمعت مرة جدتها بتتكلم مع عزة ، و الغريبة انهم لقوها ما اديتش اى رد فعل و كأن اللى ماتت دى كان حد غريب ما تعرفوش 

ولما عبد الرحمن سألها بحنان : زعلانة 

قمر بعدم اهتمام : انا مامتى اسمها فاطمة ، التانية دى انا ما اعرفهاش

وقتها كان عبد الرحمن وفاطمة خلفوا كمان ولد و سموه آدم ، و اللى خلى فاطمة تسيب المعمل تماما لعبد الرحمن و ناصر بسبب شقاوته اللى كانت مجنناها 

عبد الرحمن من كتر حبه لفاطمة ، نسى تماما ان كان له زوجة قبلها ، و فاطمة رغم ان كان لها حياة طويلة قبل عبد الرحمن الا انها اعتبرت ان حياتها الحقيقية ابتدت مع عبد الرحمن ، لدرجة انها كانت ساعات بتنسى اسامى بناتها و تكتب اسم عبد الرحمن فى خانة الاب ، و ده طبعا كان بيسعد عبد الرحمن جدا 

لكن كانت سعادة فاطمة الحقيقية لما كانت تفتكر كلام عبد الرحمن ليها يوم ما قاللها : فضلنا اخوات و ولاد عم سنين و احنا تايهين عن بعض ، رغم اننا لو ركزنا كنا حبينا بعض من زمان اوى ، لكن يوم ما ربنا اراد لنا السعادة ، كتبهالنا بعد الوجع عشان نعرف قيمة بعض ، و ان كل واحد فينا كان العوض من عند ربنا للتانى على كل اللى شافه قبل كده ، وكتبلنا نتعب و نقاسى عشان نتمسك ببعض اكتر و نحب بعض اكتر


احيانا الحب الحقيقى بيبقى قدام عنينا بس نصيبنا بيخلينا نتوه عنه ، لكن يوم القدر مابيجمعنا بيه من تانى بينسينا كل اللى فات من عمرنا قبله ، وقت ما بنقابل عوض ربنا و نعرف ان العوض ده احسن من اى حاجة كنا ممكن نتمناها فى يوم من الايام .


و الى اللقاء فى رواية جديدة و دمتم بكل خير 

العوض .. بقلم ميمى عوالى 


تمت

تعليقات

CLOSE ADS
CLOSE ADS
close