القائمة الرئيسية

الصفحات

عيناك أرض لاتخون من الفصل الأول حتي الفصل الثاني عشر والأخير


عيناك أرض لاتخون

من الفصل الأول حتي الفصل الثاني عشر والأخير


زين  .. شاب وسيم وعلي خلق ملتزم ذو لحيه سوداء تزيده جاذبيه ويمتلك جسدا رياضيا ..


غزل ... فتاة جميله عيناها بلون العشب ذات شعر طويل أسود كظلمة الليل وتمتلك بشره بيضاء ممزوجه بالحمره..


في بيت عمها بيت صغير إلي حد ما فمنذ خمس أعوام أنتقلت للعيش معهم ، عندما توفي والديها وتركاها بمفردها مجرد طفله ذات الإحدي عشر عاما فمنذ خمسة أعوام وهي تعيش في بيت عمها فقد تكفل بها وبتربيتها فيعاملها كإبنته وزوجة عمها تحبها وتعاملها معاملة حسنه وتراعيها ....


كانت تقف بين يدي الله تؤدي فرضها وتدعو الله أن يستجيب لها ويريح قلبها ، أنهت صلاتها وتؤجهت لتري زوجة عمها وتساعدها في إعداد الطعام فمن المتوقع أن يصل عمها في أي وقت فذلك هو وقت عودته من المسجد ، وقفت بجوار زوجة عمها تساعدها فتحدثت إليها هدي قائله(إجلسي أنتي يا بنتي فلقد أنتهيت من إعداد الطعام ) 

أردفت هي قائله ( إذا كنتي لا تريديني معكي بالمطبخ سأذهب وأرتب البيت ) 

ذهبت وهي تسرع الخطي ولكنها توقفت فجأه فقد لبست في جدار صلب يسد عليها الباب ، تسارعت ضربات قلبها ورفعت بصرها تنظر إليها بنظرات فزعه ..

فقد فزعها وأخافها فهي لم تشعر بقدومه بل فؤجئت به أمامها يقف بتلك الهيئه الضخمه فتحدثت قائله (أسفه لم أقصد ذلك)

أبعد نظره عنها فلم يرمقها بنظرة واحده وأردف قائلا (لا عليكي ولكن أنتبهي أكثر في المره القادمه ، فلا يجوز هذا ولا يليق بفتاة كبيره أن تجري بتلك الطريقه )..


تركها واقفه وتخطاها ذهبا بإتجاه والدته التي وقفت تنظر له وهو يتقدم منها وتتمني أن يريح قلبها ويرتبط بإبنه عمه فهو أولي بها ولكنه كلما رأها يعنفها ويغضب منها من اللاشئ  ، وصل إليها ووقف بجوارها ومال ليطبع قبلة رقيقه   أعلي رأسها ، بينما ذهبت الأخري إلي غرفتها وأرتمت علي فراشها تبكي وتشهق فهي لا تعرف لما يعاملها بذلك الجفاء حتي النظرة يستكتر أن يوجهها إليها فلا ينظر إليها إلا قليل القليل ، لا تعرف فيما أخطأت معه حتي تنقلب معاملته لها بتلك الطريقه  فقد كان يتعامل معها من قبل ويضحك ويتحدث إليها وهو ينظر بوجهها فما الذي تغير  ، فمنذ أن أنتقلت للعيش معهم وهو قد تغير كليا أوقات كثيرة تفكر بأنه من الممكن أن يكون متضايق من مكوثها معهم ..

سمعت صوت عمها بالخارج يتحدث مع زوجته ويسأل عنها فأنتصبت واقفه تمحي دموعها وأخذت تعدل حجابها قبل أن تغادر غرفتها ..

توجهت الي غرفه الجلوس فوجدت عمها يترأس مقعده  فألقت عليه السلام وكادت أن تغادر ولكنه أشار إليها أن تقترب   ، أخذت تقترب منه إلي أن توقفت أمامه ومالت علي يديه لتلثمها بقبلة ، فربط هو علي كتفها وأردف قائلا (لما إبنتي تبدو حزينه فأنا أفهمك من نظرة عينيكي )

 تحدثت وهي تتصنع إبتسامة علي وجهها ( أنا بخير ولا يوجد شئ يستطيع ان  يحزنني وأنت موجودا في حياتي ) ثم مالت لتقبل يده مره ثانيه قائله(أدامك الله في حياتي )

 قبل جبينها وهو متأثرا بحديثها معه بينما قالت هي (سأذهب لأساعد عمتي وأعد طاولة الطعام معها  )

تحدث عمها قائلا (حسنا يا إبنتي )


بعد قليل كانوا جميعا يجتمعون حول طاولة الطعام يتناولون طعامهم في هدوء بينما هي ظلت تلعب بالملعقه في طبقها وتنظر له نظرات مسترقه فهي تحبه ولا تعرف ما عليها فعله لتلفت نظره إليها لما لا يعيرها أهتماما فهي جميلة بل أية بالجمال ولكنها صغيره نعم عليكي بالإعتراف بأنك مازلتي فتاة صغيره ذات  سته عشر عاما فقط أما هو فهو يكبرك بالكثير تسعة أعوام ليست بالقليله تجعله ينظر لكي بأنك حقا صغيره ..

زين شاب وسيم اخلاقه عاليه يخشي الله فهي تريد شخصا يتقي الله ويرعي أهل بيته فلا يظلمها أو ينهرها ..

فتحدثت زوجة عمها وهي تضع كف يدها علي يديها التي تضعها علي الطاوله (لما لم تأكلي يابنتي ، فطبقك لم يمس بعد )

تحدثت قائله ( ليست جائعه سأذهب لغرفتي  )

بينما ذهبت غزل لغرفتها تحدث عمها وهو ينظر لإبنه بنظرات غاضبه ثم وجه حديثه إليه  قائلا(إلي متي ستظل تعاملها بتلك الطريقه ، فلقد أخبرتني والدتك عن طريقتك في الحديث معها ، فلما ياولدي تعاملها بتلك الطريقه السيئه هي أمانه تركها والدها لدي فيجب أن نحسن معاملتها)


نظر لوالده نظرات مبهمه وهو يفكر ثم تحدث قائلا( ياأبي كل ما أقصده بأنها قد صارت فتاة كبيره لم تعد تلك الطفله الصغيره التي كنت أحملها وألعبها ، فأنا ألوم نفسي علي معاملتي لها بتلك الطريقه وذلك الجفاء ولكني أخاف أن أتمادي في التعامل معها وهي فتاة قد أنظر لها نظرة في غير محلها فلهذا أتجنب التعامل معها والنظر إليها لأنها تجوز لي فأنا أخشي عليها من نفسي قبل كل شئ لأنها أمانه عمي لدينا )


نظر له والده بنظرة فخوره وكم كبر بنظره فقد أحسن القول فرسم إبتسامة صغيره علي وجهه و تحدث قائلا (بيدك أن تحل تلك المعضله ويطمئن قلبي عليها )

نظر لوالده بتوجس وقد فهم ما يرمي إليه والده قائلا (وكيف يحدث  ذلك )

تحدث والده (بشرع الله تزوجها ولتكن حلالك وأكون أنا مطمئن علي إبنه أخي وأمانته . )


نظر لوالده بنظره مصدومه من تفكيره ألا يعرف بأنها مازالت قاصرا أي أنها إذا ما أرتبطت الأن قد يأتي عليها يوما وتندم علي ذلك الإرتباط فمازال العمر أمامها تحدث بإختصار قائلا (بالطبع لا لن يحدث فأنا لن أتزوجها ، وأرجوك يا أبي لا تتحدث في ذلك الموضوع مرة أخري )

ووقف أيضا ليستأذن منه ويغادر ، بينما تحدثت زوجته (لا تقلق سياتي ذلك اليوم الذي تراه يطلبها منك لتكون زوجته)

الفصل الثاني


غلبه النوم وهو يحاول ألا يفكر فيها حتي لا يغضب ربه ويخون أمانه عمه فلو كانت أكبر بقليل لكان حقق أمنيه أبيه وعقد قرانه عليها ولكنه يخشئ عليها فهي مازالت قاصر بل طفلة كبيره عليه أن يحافظ عليه ، ويجب عليه أن يخرج نفسه من تلك الدوامه سريعا أخذ يفكر إلي أن وصل لحل يرضي الجميع ذلك الحل سيجعله يحافظ عليها ويصون أمانه عمه ويحميها أيضا من الفتنه فيحاول البعد عنها بكافه الطرق حتي لا يقع في معصيه يغض بصره عنها حتي لا يضعف ويمنع وصول ذلك السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلي قلبه ..


دق جرس المنبه يعلو ويعلو لتلتفت له غزل وتوقفه بعنف يكاد يحطمه تركته وذهبت لتجهز نفسها وتؤدي فرضها  وتذهب للمدرسه وقفت أمام المرآه تكمل هندمه حجابها إنعكاس صورتها بالمرآه أخذتها لتفكر بمن يرفض النظر إليها ويعذب قلبها ، زفرت بضيق وهي تبتعد عن المرآه لتأخذ حقيبتها وتذهب  ..


علي الجانب الأخر في الغرفة المجاورة كان يقبع زين فهو شخص هادي حكيم يخفي بداخله الكثير ليظهر بمظهر الإنسان العاقل صاحب الحكمة واللامبالاة ..

أكمل إرتداء ملابسه ونظر لنفسه في المرآه واضعا عطره المميز وإتجه ليأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته فقد تأخر علي عمله..

سمع والدته تنادي عليه فقد تأخر وعليه أن يوصل غزل للمدرسه في طريقه فكم هي مهمة صعبه بالنسبه له يضايقه وجودها معه في سيارته ولكنه لم يسمح لها بالذهاب بمفردها ،  غادر غرفته متجها لوالده ووالدته علي طاولة الفطور..


أقترب من والده الذي يجلس علي رأس الطاوله بإبتسامه هادئه قائلا (صباح الخير )

عبدالرحمن ببتسامة مماثله (صباح الخير ، أجلس لتفطر معنا قبل أن تذهب  ) 


فتحدثت فاطمه أيضا ملقيه عليه تحيه الصباح 

(صباح الخير ، أجلس لتفطر سريعا وتذهب فقد تأخرت علي عملك)

توجه ليسحب مقعدا ويجلس عليه فلفت انتباهه مقعدها فارغا فلما ليست هنا أستدار لوالدته وسألها قائلا (أين غزل ، ألم تستيقظ بعد )

تحدثت والدته بإبتسامه باهته (ذهبت للمدرسه فلقد أنتظرتك طويلا وعندما وجدتك تأخرت عليها قررت الذهاب بمفردها )

نظر لها بغضب واضح علي ملامحه دون أن يتكلم وأستدار ليذهب سريعا لعله يلحق بها ..


اندفع خارجا من البيت وصعد بداخل سيارته وأنطلق مسرعا ، وجدها واقفه علي أول الطريق تنتظر سيارته أجره فالمدرسه تبتعد كثيرا عن البيت ..

أوقف السيارة أمامها دون أن يتحدث ففتحت بابها وصعدت دون أن تتحدث أيضا فلقد تأخرت بسببه ، أشغل محرك السيارة وذهب ، كم صعبت عليها نفسها فلم يكلف خاطره بان يعتذر منها لأنه السبب في تأخرها حتي لم يلقي عليها تحيه الصباح ألهذه الدرجه لا يطيقها ويتضايق منها  ، محت دمعة واحدة تساقطت من طرف عينيها ..

فتحدث هو قائلا (لماذا لم تنتظريني لأوصلك ، ألم أحذرك من قبل من الذهاب بمفردك ، لما لا تسمعين الكلام ) 

حاولت أن يظهر صوتها طبيعيا وأن تداري حزنها وضيقها من معاملته لها ، فلو كان والديها علي قيد الحياه لم يكن ليعملها بتلك المعامله فهي تعيش في منزلهم فيستطيع أن يعاملها كما يحلو له ..

تحدثت قائلة (لقد تأخرت ، ولا أريد أن أزعجك ) 

اجابها بحنق قائلا (ومن أنتي لتعرفي ما الذي يزعجني ، لن تذهبي بمفردك مجددا أتفهمين )

تحدثت غزل بجديه تغلب عليها الحزن  (حسنا ، زين أنا لدي ما أخبرك به ، فهل لديك وقت لتسمعني )

تحدث بعدما سمع نبرة الحزن في حديثها وكم رق قلبه لها  قائلا (بالطبع سأسمعك ، قولي كل ما لديكي )


تحدثت ببكاء وشهقت متتاليه قائله(لقد سمعت حديثك مع والديك بالأمس ، أنا أسفه لم أقصد أن أتسمع عليكم  ولكن هذا ما حدث )

تحدث زين قائلا ( أنا....)

ولكنها أوقفته وأكملته حديثها قائله ( لا أريدك أن تبرر رفضك لي ، فكل ما سأقوله هو إعتراف صغير لك ، زين أنا فتاة كبيره ولست طفله صغيره عليك أن تعترف بذلك ، سكتت قليلا لتأخذ أنفاسها تم أكملت قائله زين أنا أحبك فلم أري رجلا في حياتي غيرك  )

لحظات صمت رهيب بعدما أنتهت من حديثها معه 

أوقف السياره مرة واحده مما جعلها تصدر صوتا عاليا يكور قبضه يده بجانبه وتحدث بغضب قائلا( ما الذي تتبجحين بقوله ، هل هناك فتاة محترمه تعترف بحبها  ، يجب عليكي أن تتحكمي في مشاعرك أكثر من ذلك فمازلتي صغيره علي تلك الأمور ، وما تتحدثين عنه وتعترفين به ليس بحب أنها مجرد فتره وستمر ، فلا أريد سماع ذلك الكلام منك مرة أخري ..  )

نظرت له بغضب وتحدثت بحده (لا تقول صغيره فأنا أكبر مما ينبغي ، ولا تشكك في حبي لك بأنه مجرد فترة وتنتهي فأنت لا تدري بما في قلبي  ) 

أنتظرت منه ردا علي حديثها ولكنه لم يجيب وبعد طول أنتظار تحدث قائلا (هيا سأوصلك للبيت فلقد تأخرت علي المدرسه )

أكتفي بهذه الكلمات وأشاح بنظره بعيدا ينظر من زجاج السياره فمنذ أن صعدت لسيارته وهو ينظر امامه فلم ينظر بإتجاهها ولو نظرة واحده ، فأشغل محرك سيارته وذهب ليعيدها للبيت فيكفي ما سمعه منها حتي الأن ، فعليه أن يسرع ويعديها ليلحق بعمله فقد تأخر عليه ..


جلس في مكتبه وورجع بظهره للخلف يغمض عيناه وهو يشعر بالإرهاق يتمكن منه فاليوم كان متعبا بحق كم يحتاج الأن لعدد ساعات من النوم ليجدد طاقته ونشاطه وجد من يطرق علي سطح مكتبه ففتح عيناه ونظر لزميله في العمل ليخبره بأن المدير يريده في مكتبه ..

نهض ليذهب بإتجاه مكتب المدير وصل أمام الباب وطرق عليه حتي أذن له بالدخول ، دخل وأغلق الباب خلفه تقدم من مكتبه ليلقي عليه السلام ..

زين ( السلام عليكم )

تحدث مديرة قائلا ( عليكم السلام والرحمه ، أردت اخبارك بأنه يوجد لدينا فرع أخر يريد مهندسين إذا كنت مازلت مصرا علي قرار نقلك فلأخبرهم بذلك )

أجابه زين بأنه مازال مصرا علي النقل وأنه يريد السفر في أقرب وقت ممكن فذلك هو الحل الوحيد ليبتعد عنها فكم يضغط علي نفسه ويلتزم بأقصي درجات ضبط النفس

الفصل الثالث


قد لا نعتاد علي تصرفات البعض تجاهنا قد نجدها تصرفات غريبه ولكن في الحقيقه حكمه لن يفهمها إلا القليل ..فليس كل ما نحبه نحصل عليه ..وليس كل ما نشتهيه نأخذه ..فالنفس لا تشبع ولا تمل ..


كانت بغرفتها تتحدث مع صديقتها وتخبرها بما دار بينها وبين زين عندما تذكرت رفضه لها أخذت تبكي وتشهق بعنف فتابعت من بين دموعها وشهقاتها قائله (لما يحدث معي هذا ، لما الكل يرفضني ويرفض الإقتراب مني حتي والداي تركوني بمفردي لأكون عبئا علي عمي  ، فلما سأعتب علي زين  )


فتحدثت صديقتها نورا قائله(هوني علي نفسك يافتاة ، لقد أعترفتي بحبك له وأنتهي الأمر  )

تحدثت وهي تبكي (ولكنه لا يبادلني نفس الشعور فهو كلما رأني يوبخني علي أي شئ  ، حتي النظرة لا ينظرها بوجهي ، فقلبي يؤلمني كلما رأيته ورأيت جفاء معاملته معي  ..)

تحدثت نورا قائله (إن القلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيفما يشاء ، لعل الله يزرع حبك بقلبه ويجعله من نصيبك )


تحدثت غزل وقد قررت منذ فتره شيئا ولكنها لم تجد من يشجعها علي فعله فقالت( لقد قررت أن البس النقاب وأن أتشبه بأمهات المؤمنين)

تحدث نورا بفزع مما تفكر به قائله( أياكي أن تفعليها الأن أنتظري لتتزوجي أولا فمازلتي صغيره علي النقاب ، ألا يكفي ذلك اللباس الفضفاض الذي لا يظهر منكي شيئا ، لتكمليه بالنقاب ثم تقولي لما زين لا ينظر إلي ..)

غضبت من حديث نورا فهل ارتداء النقاب بالسن وما بها ملابسي حتي لا تعجبها وتعلق عليها فتحدثت قائله (ملابسي محتشمه وذلك اللباس الفضفاض الذي لا يعجبك فهو يشعرني بالأمان وأرتاح بلبسه لأنه لا يصف ولا يشف ،     سأغلق الأن يا نورا فعمتي تناديني  ) قالتها دفعة واحده ثم 

أغلقت المكالمه وكم تضايقت من تفكيرها أرادت من يشجعها ويحثها علي قرارها وليس من يردعها ويكرهها فيه، فتلك الخطوه ستقربها من الله أولا ثم من زين ثانيا ..

أخذت تدعو بأن يجعله الله من نصيبها ويحنن قلبه عليها ويزرع حبها بداخله..

بعدما أنتهت من الدعاء ذهبت لتخرج من الغرفه فمن المتوقع أنه قد أتي من عمله همست لنفسها  هل أذهب إليه وأخبره بقراري فهو سيفرح بذلك الخبر أم أنتظر وأفاجئه ليراني أقف أمامه لابسه اياه....


أما زين كان جالسا مع صديق طفولته في المقهي المجاور للبيت يخبره بقرار سفره ويتحدث معه عما حدث اليوم وتعلق تلك الطفله به الذي يزداد يوما بعد يوم وهي تعتقد بأنه حبا...

تحدث زين قائلا (لقد أعترفت بأنها تحبني ، فلا أعرف كيف أتعامل معها ، لا يجوز لفتاه ان تفعل ما فعلته ألم تخجل مما قالته ، فأنا الرجل قد خجلت مما تبجحت بقوله وغضبت أيضا فكلما أفكر انها قد تشعر بتلك المشاعر بإتجاه شخص أخر  فلا أري أمامي وأريد أن أقتلها لأرتاح منها . )


أردف إسلام قائلا (لما أنت غاضب بتلك الطريقه ألم تكن تعرف من قبل بأنها تحمل مشاعر لك ألم تخبرني بذلك ربما قد يكون حبا كما تدعي ، فهل سفرك هو الحل )

تحدث زين بثقه (كان مجرد شعور أنتابني ولم أكن متأكدا لذلك أبتعدت عنها  ، وبالتأكيد ليس حبا فتلك مرحله يمر بها الجميع وبالطبع سفري هو الحل فسأبتعد من أمامها وبتلك الطريقه ستنساني سريعا )

تحدث إسلام وهو ينظر إليه ( تبدو واثقا وقد أتخذت قرارك ، فأرجو من الله ألا تكون مخطئا وقد تسرعت في أتخاذ قرارك )

نظر له ولم يتحدث وأخذ يهمس لنفسه بأن ذلك هو الصواب وما يجب عليه فعله فهو شاب وقد يضعف أمامها في أي وقت وهي فتاة جميله لا تقصر في لفت أنتباهه إليها ،عليه بالبعد حتي ينقذ نفسه وينقذها معه فهي مجرد طفله لاتعي لشئ ..

بعد أن طال الصمت بينهما فإسلام لم يريد أن يضغط عليه أكثر وتركه يفكر ويقرر ما عليه فعله ..

 تحدث زين قائلا ( سأصعد للبيت الأن وأري ما علي فعله)

اجابه إسلام قائلا (حسنا سأذهب أنا أيضا)

أنهي الصديقان حديثهما ليصعدا كلا منهما إلي بيته ..

دخل إلي البيت فوجدهم يجلسون معا أمام التلفاز فألقي السلام عليهم وجلس بجوار والده ..

تحدث زين قائلا(السلام عليكم ،  هل أستطيع التحدث معكم قليلا)

ردوا عليه السلام بينما هي قد سقط قلبها بين أصابع قدميها وشعرت بالخوف من جديته في الحديث وأخذت تفكر هل سيخبرهم عنها وعن أعترافها له بالحب لا هو لن يفعلها ويفشئ سرها لاحد فما الذي يريد قوله أخرجها من شرودها صوت عمها وهو يتحدث   ..

تحدث والده قائلا (تكلم يا ولدي هل حدث شئ)

ألقي إليها بنظرة عابره ثم أشاح ببصره بعيدا عنها وأجابه والده قائلا (لقد تم نقلي لفرع جديد ويجب أن أسافر في أسرع وقت )

لم يجيبه والده فعما الهدوء المكان للحظات قليله بعدما أنتهي من حديثه فأستقامت واقفه لتذهب لغرفتها وتطلق العنان لدموعها الحبيسه فلم تستطيع أن تزرفها أمامهم ما أن وقفت حتي شعرت بأنها بعالم أخر وكأن الأرض تميد بها حاولت أن تقاوم وتفتح عينيها ولكن لا مفر فسقطت علي الأرض فاقدة وعيها ، إجتاحتهم حاله من الرعب فأسرع زين إليها لم يشعر بشئ سوا بقبضه قلبه وخوفه عليها ..

حملها بين يديه وأدخلها لغرفتها وساعدها لتستعيد وعيها بينما والدته واقفه لا تدري ماذا تفعل ، ووالده واقفا بجواره ينظر لها بخوف فكم يخشئ عليها بأن يصيبها مكروه فهي إبنته وأمانته وجدها تستعيد وعيها مما أراح قلبه جلس بجوارها ليطمئن عليها  ...

ما أن رأها تستعيد وعيها  ، تركها وذهب بإتجاه غرفته وظل يعنف نفسه بأنه لم يكن عليه أن يفعل ذلك لقد حملها بين يديه من خوفه عليها لم ينتبه لنفسه ولا لما يفعله لو أستعمل عقله قليلا فقط ما كان ليفعل ما فعله ولكنه لم يستطيع رؤيتها علي تلك الهيئه فقد ألمه قلبه ولم يفكر في شئ وأقترب منها وحملها بين ذراعيه ..

حدث نفسه قائلا ( لقد أخطأت يازين وأقترفت ذنبا ، أتنكر بأن من تدعوها بالطفله قد حركت مشاعرك وأنت تحملها بين ذراعيك فلقد كانت قريبه منك جدا يدك تلمس جسدها فها أنت تحاول أن تغض بصرك عنها لتجدها بين ذراعيك ، يا الله فلتسامحني علي ما أقترفته من ذنب  )

ذهب وتؤضي ليصلي ركعتين لله وأخذ يدعو أن يغفر الله له ما اقترفه من ذنب فقد لمس فتاة أشعلت نيران جسده دون رابط شرعي بينهما ولكنه لم يقصد ذلك فليغفر الله له  وليسامحه ..

أنتهي من الصلاه فألقي بجسده علي فراشه ينظر إلي سقف غرفته وهو يحاول ألا يفكر فيما حدث حتي غلبه النعاس فخلد في نوم عميق ..


بينما هي عندما أستفاقت وأطمئن عليها عمها تركها مع زوجته وتؤجه لغرفته...

 أردت أن تكون بمفردها ولكن ظلت معها زوجة عمها حاولت كثيرا ألا تبكي أمامها ولكنها لم تستطع فكلماته قد وقعت عليها كالسهم الذي أطلق من كبد قوسه فأصاب قلبها فأخترقه  ، فأطلقت العنان لدموعها التي تسقط رغما عنها لا تعرف لما لا يشفق عليها ويريح قلبها لما تتعذب من كل شئ حولها كم تفتقد والديها الأن   ..

ظلت شارده كثيرا تدور بخاطرها تساؤلات كثيرة عن ما هو قادم إلي أن غاصت في النوم ....


الفصل الرابع


في كُل ليةٍ كنتُ أفكر بعينيكِ سهراً ، سهرتُ إلى أن أمتلئ أسفل عيني سواداً ، و لكنكِ لم تنظر في عيني يوماً

و لم تهتم بي قط أو بحزني يوماً  ، فسأبقى أحبُكِ عمراً

و لو متُ حزناً ...


يجلس علي حافة فراشه يفكر بما يشعر به تري هل أحبها حقا أم أنه يضعف أمامها فقط دقائق قليله من التفكير جعلت زين يتذكر ما حدث مساء البارحه يحدث نفسه بأنه يجب عليه ان يسرع ويذهب من هنا في أقرب وقت فهو يشعر بأنه إذا ما بقي أكثر سيخسر نفسه وأخرته وقد يغضب ربه ...

خرج من غرفته يبحث عن والده لينهي ما لم يستطيع إنهائه بالأمس وجده جالسه علي مقعده ويتناول فطوره ، توجه إليه وألقي عليه التحيه تم تحدث قائلا( أبي لم أستطيع أن أنهي حديثي معك بالأمس بسبب ما حدث لغزل فهلا وافقت علي سفري حتي أستطيع الذهاب فالمدير ينتظر مني ردا  اليوم )

نظر والده بإتجاه زوجته التي خيم الحزن علي ملامحها ولكنها لم تنطق بحرف واحد فقد نهاها زوجها ألا تعارضه وتتركه يتصرف كما يريد ، أستدارات ونظرت بإتجاه زين طويلا لا تتخيل البيت من غيره ولا تتقبل فكره أن يتركها ويرحل ، أدارات وجهها ناحيه زوجها مرة أخري أرادت أن تصرخ بعلو صوتها وترفض لعله يبقي ويمتنع عن الرحيل  ولكنها قد أعطته وعدا بألا تتدخل وتتركه يقرر مصيره بيده  ، وقفت لتنسحب وتتركه مع والده حتي لا تعصي زوجها فلا تستطيع أن تقف مكتوفه الايد تعرف نفسها ستفقد أعصابها وتنفجر كالقنبله في أي لحظه ..


ما أن خرجت والدته حتي وقف والده أمامه وأخذ يربط علي كتفه وتحدث قائلا (أفعل ما تراه في صالحك فلم تعد صغيرا لأفرض عليك شيئا..) 


ثم تركه وذهب ليراضي زوجته ويطيب بخاطرها فهو يعلم بأنها تبكي الان فلا تستطيع أن تتحمل فكره سفره وبعده عنها فهو وحيدها فلم يشأ الله أن يرزقها بغيره ، فمنذ ان أخبرهم بما أقبل عليه وهي حزينه وتبكي ، ولكنها وعدت زوجه بألا تعترض علي مايريده أو أن تقف عائقا في طريقه ..


خرج والده وتركه ليلحق بوالدته فأستدار ليذهب ويعود لغرفته ليهاتف مديره ويخبره بأنه موافق وعليها أن يسافر في أسرع وقت 


ما أن أستدار حتي وقف صامتا كأنه تجمد مكانه لايدري مايقوله شعر بأن الزمن توقف عندما رأي عينيها ورأها تنظر له بتلك النظرات التي لا يريد الإعتراف بما تحمله له غض بصره عنها ونظر في الإتجاه الأخر ..


 فأقتربت هي ووقفت أمامه قائله( لا تذهب ، أرجوك لا تسافر أعتذر عما أخبرتك به صدقني لن أكررها ، لن أتحدث معك مجددا ، ولكن لا تتركني وتذهب فلم جميعكم  تريدون رؤيتي بمفردي ، لا تتخلي عني أعرف بأنني السبب في قرار سفرك ولكن أرجوك فكر ثانيا ، أرجوك زين ) 


أنتهت من حديثها وتقدمت بضع خطوات إلي أن وقفت أمامه ومدت يدها تمسك بكف يده ويدها الاخري رفعتها  لتزيح وجهه بإتجاهها لينظر إليها نزع يده منها بقوه كادت ان تخلع ذراعها وحرك وجهه عدة مرات متتاليه وقد أنكمش وجهه أكثر متحدثا بغضب وعصبيه بالغه من تصرفاتها التي تشبه تصرفات الأطفال ..


أبتعد عنها وكأنه قد لدغه عقرب متحدثا من بين أسنانه (اياكي ؟ اياكي والإقتراب مني مرة أخري ، يجب عليكي أن تفكري قبل أن تتصرفي ، أحذرك بألا تفعليها ثانية حتي لا تندمي فلن أفكر للحظه واحده قبل أن أكسرها  لكي ) 

 

فقد أهتزت مشاعره ولو قليل من لمستها ولكنه نفض الأمر سريعا عنه فلا يحق له ان يشعر تجاهها بتلك المشاعر   ..


بينما هي قد هزت رأسها بإنكسار وأخفضت بصرها أرضا للحظه واحده ثم رفعت رأسها تنظر إليه بحزن ، عيناها توسعتا كجرو صغير وهي تهمس بداخلها ..


ليت هذه المواجهه لم تأتي ليتني لم أعترف له بمشاعري كنت سأرضي بسوء معاملته وجفاءه ولكني لن استطيع أن أتحمل بعده سأموت إن لم أراه حتي وإن كان لا يراني ..


تركها وتوجه غاضبا منها إلي غرفته ليري ما عليه فعله لكي يسافر سريعا ...


مر أسبوع بعد ذلك اليوم لم يراها ولو حتي صدفه تبتعد عنه وعن أي مكان يتواجد به فها هو يستعد للمغادره وما زالت هي حبيسه غرفتها لم تخرج لتودعه وكأنه هو من أخطا في حقها ، أقترب موعد ذهابه وقف يودع والديه ويستعد للذهاب فلقد قرر وانتهي الأمر سيسافر الليله لن ينتظر الصباح فيكفي ما فعلته تلك الطفله حتي الأن ..


تحدثت والدته وهي تحتضنه ( عندما تصل طمأنني عليك  )

لثم كف يدها بقبله هادئه وطويله بعد الشئ ثم قبل جبينها وأحتضن راسها قائلا(حسنا لاتقلقي ولا تبكي من أجلي  فلست صغيرا وسأحدثك كل يوم حتي تطمأني علي)

 اؤمات له بالأيجاب بينما كانت تهرب بعينيها منه حتي لا تنفجر في البكاء ..

فذهب بإتجاه والده ولثم كفه بقبله ثم أحتضنه وتحدث قائلا (أبي أهتم بصحتك ولا تهملها وخذ أدويتك في مواعيدها فأنت كل ما لدي ، سأذهب الان وصل سلامي لغزل ..) 

ما أن انتهي من حديثه حتي وجد باب غرفتها يفتح وهي واقفه تنظر له وقد أهتزت مقلتيها خوفا مما تفكر به ،  شعورها بفقدانه وإبتعاده عن بيته وعائلته بسببها حتي لا يتواجد معها في مكان واحد يقتلها ما أن أستدار ليذهب شعرت بألم قوي يمزق صدرها ويكوي قلبها ..


ولكنها تماسكت ووقفت تنظر له لعله يرأف بها وينظر إليها ليري دموعها الحبيسه وعيناها ترجوه بألا يذهب ويتخلي عنها ليتركها وحيده فيكفيها أن تشعر بوجوده معها في نفس البيت ..

 فر خارجا من البيت قبل أن يضعف وينظر إليها ليملئ عينيه من وجهها ليبقي محفورا في ذاكرته فقد شعر بها منذ أن خرجت من غرفتها شعر بنظراتها الموجه له وقد وصله رجاوها وأنين قلبها ولكن ليس بيده شئ لفعله فذلك هو الحل الوحيد..


رحل وتركها لم يرأف بحالها لم ينظر إليها نظره واحده ليري دموع عينيها وقفت تنظر في أسره فلم يودعها لم يسألها إذا ما كانت تحتاج لشئ تركها وكأنه يتخلص منها وكأنها عبئا ثقيل يحمله فوق أكتافه وقد أتيحت له فرصه ليزيحه عنه ويتخلص منه ...

 وقفت تتساقط دموعها رغما عنها كما تتساقط أوراق الأشجار في فصل الخريف تحركت وهي تسرع خطاها لتدخل غرفتها وتغلق بابها جلست علي حافه الفراش تبكي تائهه لاتعرف ماذا تفعل تشعر بألم قوي في صدرها ظلت علي تلك الحاله إلي أن سمعت صوت المؤذن ينادي للصلاه ذهبت وتوضت لتؤدي فرضها فلم تستطع أن تتمالك نفسها أكثر فقلبها قد أصابه سهام الحب ولكنها خرجت من قوس لم تكن تتوقعه ، سجدت وشعرت أنها أقرب إلي الله فباحت بما في قلبها ...


اللهم يا من ملكت كل شئ يا من ملكت السموات والأرض يا من ملكت قلبي ونفسي وعقلي أسألك بأسمك الأعظم أن تربط علي قلبي ولا تجعله سببا في غضبك علي..اللهم يامن ملكت كل شئ لا تجعل في قلبي غير حبك وحب نبيك ..


ما أنتهت من الصلاه حتي توجهت لفراشها لتنعم بقسط من الراحه لعلها تنام ولو قليلا ، تسطحت علي الفراش وبقيت مستيقظه لفتره طويله وما أن زارها النوم حتي أستيقظت مفزعه فلقد حلمت بأن زين ينفضها من حياته كما ينفض الغبار ليسقط رأته يتزوج من فتاة أخري رأته سعيدا وفرحا بذلك الإرتباط وهي واقفه تنظر لهم معا وتبكي ...


الفصل الخامس


أين أنت يا من تركني ورحل ، حطمت قلبي برحيلك ، كل يوم أزداد ألم . أقف على باب بيتي انتظر لعل من تركني وصل ، طالت الدقائق طالت الساعات ولم تصل ، طالت الأيام ولم أسمع عنك خبر ، هل هجرتني وأنسى الأمل

طالت الأشهر وقلبي انفطر ... يتجرع مرارة من عني رحل ، سألت عنك الكائنات ولم أجد حل ...هل رأيتم من عني رحل ؟ لم أجد حل ، زاد شوقي .. كلما طلعت شمس يوم جديد أسألي أنتي أيتها الشمس التي بنورك يظهر كل شيء الم تشاهدي من عني رحل ؟ قالت لي بكل حزن لم أرى من عنك رحل ... صرخت بأعلى صوتي أين أنت يا من عني رحل ...لم اسمع إلا صدى صوتي يتردد بالجبل ...لم أجد من عني رحل ... ليتني لم أفارق من عني رحل ... وها هي الأيام تمضي ومن رحل عني لم يصل ....


كانت زوجه عمها تجلس أمامها متعجبه كيف هذا فقد تركتها ليله أمس في عالم الأموات تبكي وتنوح تعيش في دنيا ثانيه فمنذ أن سافر وهي مريضه لم تغادر غرفتها ولكن بالامس قد أستيقطت من النوم وهي تبكي فقد رأت حلما أزعجها مما جعلها تبكي بصوت عالي لتسمعها زوجه عمها وتأتي إليها تهدهدها وتبقي بجانبها إلي أن غفت فقد لاحظت  زوجه عمها بأنها تكن مشاعر لزين وأنه سبب مرضها ..

فتحدثت زوجه عمها تحاول أن تخفي عنها ما عرفته عن سبب مرضها وحزنها الدائم قائله( كيف حالك اليوم يا ابنتي)


تحدثت غزل قائله( أنا بخير لاتقلقي علي فالحمد لله الذي رد عليا عافيتي )

تنهدت زوجه عمها قائله( حمد لله علي سلامتك ، سأذهب لأطمأن عمك لقد قلق عليكي فلا يدري بما أصابك .. ) 


نظرت لزوجه عمها وقد شعرت بانها ترمي لشئ فهل عرفت بأن سبب مرضها هو حزنها لإبتعاد زين عنها..


فمسكت بكف يدها بين كفيها وكأنها ترجوها أن تقول لها ما يريح قلبها ويبدد حزنها فتحدث قائله(هل حدثكم زين ) 

انهت جملتها تنظر لها بمسكنه وحزن واضح علي ملامحها .


تحدثت زوجه عمها وهي تداري قلقها علي فلذه كبدها (لا يا أبنتي ولكن لا تقلقي فقلبي يحدثني انه بخير  ، ساذهب الان لاري عمك ثم أعود إليكي ..)


تحركت لتخرج من الغرفه وتذهب لتري زوجها وتخبره بما أكتشفته ليجدوا حلا سويا ..


ما ان رأها زوجها فبادرها يسأل عن غزل وإذا قد عرفت ما بها..

 فتحدث قائلا( كيف هي الأن ، هل أخبرتك ما بها، ولما تبدو حزينه هكذا ) 


أومات زوجته براسها وجلست بجواره وتحدثت قائله (هي بخير ، وقد عرفت ما هي علتها ..  )

 اخدت تقص عليه ما لاحظته علي غزل في الأيام الماضية وما تحمله من مشاعر تجاه زين  ...


بينما هي يزداد قلقها عليه يوما بعد يوم ، فتري أين هو ولما لم يتصل بوالديه فمنذ أن غادر لم يحدثهم إلا مره واحده ليطمئنهم بأنه قد وصل إلي وجهته ويخبرهم أنه لن يستطيع أن يهاتفهم دائما  ، بل سيحدثهم كلما تتيح له فرصة لذلك..  ظلت تفكر ألا يكفي البعد لما يفعل ذلك فأنا لا أطيق صبرا لسماع صوته ليطيب قلبي  ، لما يبخل عليا بسماعه فمتي اللقاء متي الهناء ، ذهبت لتجلس علي مكتب صغير في غرفتها ممسكه بقلمها محاوله أن تعبر عما تشعر به في داخلها طالما كان ذلك هو السبيل الوحيد لتعبر عما تشعر به منذ أن فارقها وذهب دون أن ينظر خلفه ولو لمره ..


أخرجت دفتر مذكراتها وأطلقت العنان لقلبها ليسطر لها ما تشعر به لتكتب قائله:


( أريدك أن تكون إمامي في صلاتي ، وتلاوتك للقرأن راحه لي وقت ضيقتي ، أريدك سندا وقوه في طاعتي ، أريدك سندا لي بعد ربي ، ملجأ لنزواتي ، أن أخطأت فلا تصرخ في وجهي فأنا أخاف من ذلك الأمر ولكن ضمني بين يديك ، أحتويني بحنانك وصحح لي أخطائي ، أعدك أني سأكون لك ما تتمني إن كتب الله لنا نصيب لنجتمع معا ....)


كان في عمله يجلس علي مكتبه أمامه فنجانا من القهوه شارد الفكر لا يهد له بال فمنذ أن سافر لم يستطيع أن يحدثهم غير مره واحده فذلك المكان الذي يتواجد به شبكه الهاتف فيه ضعيفه جدا تكاد أن تكون منعدمه فلا يستطيع أن يحدثهم لثواني فقط ليطمأنهم عليه ويطمأن عليها فقد لاحظ بأنها تشغل باله وخياله فلم تتركه بمفرده للحظه ، يظل شاردا علي مدار اليوم يفكر فيها ،  يري طيفها أمام ناظريه حاول الإبتعاد عنها ولو ببعد المسافات فلم تتركه في حاله لتزوره في أحلامه فيتنفس الحلم وكانه حقيقه واقعه فيصور له خيالا جامحا يعبث بروحه وكيانه ،   نعم فأنا أعترف أمام نفسي بأنني احمل مشاعر تجاهها ، فهل تشتاقين إلي كما أشتاق إليكي ..


 أفاق من شروده وما يفكر به يعنف نفسه علي تفكيره فها هو شيطانه يهاجمه من جديد لينغرس في المعصيه فيخسر نفسه وربه ..


 فأخذ يردد (يارب أعني علي نفسي وشيطاني ، يارب لا تتركني أنزلق في بحر شهواتي ....)


ما ان انتهي من دعاءه حتي انكب علي عمله لينهيه سريعا ويذهب ليجد طريقه ليحدث والديه...


 


في المساء كانت جالسه تتناول طعام العشاء فهي لم تخرج من غرفتها منذ ايام ولكن عمها قد اصر عليها بان تخرج لتتناول الطعام معهم ، كانوا يتناولون طعامهم في هدوء إلي أن صدح صوت رنين الهاتف عاليا


 ذهبت مسرعة لتجيب عليه فقدميها تسبقها ظنا بأن زين من يهاتفه ، أمسكت بالهاتف لتجيب علي المكالمه فما ان مسكته ووجدت صديقتها نورا هي من تهاتفها ليخيب ظنها فقد توقعت بأنه من رحل عنها وابتعد ..


تحدثت صديقتها قائله ( كيف حالك يا فتاه ، لما لم أعد أراكي فلقد سافر من كان يمنعك من زيارتي ) 


تنهدت قليلا لتترك العنان لقلبها ليبوح عما بداخله (بخير حال ، ولكني لا أستطيع أن أعصي أوامره أو أغضبه حتي ولو كان بعيدا ، فمن يعشق يطيع..  )


أكملت حديثها مع صديقتها تخبرها عن مدي حبها لزين وتعلقها به ، أنتهت من الحديث مع صديقتها وأغلقت المكالمه وما أن همت لتضع الهاتف وجدت رنينه يتصاعد مجددا اجابت عليه وقلبها يخفق بشده فقد شعرت بانه هو قبل ان تري اسمه يزين شاشه هاتفها فقد تلون وجهها بالحمره وخجلت كثيرا ، أرادت أن تخبره بالكثير ..


ولكنها لم تجد ماتقوله فلم تجد غير جمله واحده هي كل ما أستطاعت ان تخرجها من حلقها فقد لجمتها مفأجاته بإتصاله فتحدثت قائله( لقد أشتاقت إليك )


كان يتمني بانها من تجيب علي الهاتف كان سعيدا من داخله لسماع صوتها ولكنه زفر بضيق عندما سمع ما قالته فتحدث قائلا (ستجعليني أندم علي أتصالي وألا أعيدها مجددا )


تحدثت سريعا (لا أرجوك أنا اسفه أعدك ألا أقررها ) 

تجاهل أسفها فماذا سيفعل به فجملتها قد اخترقت كيانه وذبذبت خلايا قلبه قبل طبله اذنه..


 فاردف قائلا( كيف حال والداي  ، هل هما بخير )


تحدثت قائله (نعم بخير  ، ولكن أنا من لست علي مايرام)


أنتظرت أن يسالها عن ما بها ولكنه لم يعيرها اهتماما ألهذه الدرجه لم تعني له شيئا...


فزع عندما أخبرته بانها ليست علي مايرام فكاد أن يستسلم لقلبه ويظهر لها ما به من حب وخوف وفزع عليها ولكن علقه قد أستيقظ في اللحظه الاخيره ..


فتحدث وهو يتصنع البرود قائلا( ستكونين بخير ، هيا أيتها الفتاه الصغيره يكفي ذلك أعطي الهاتف لوالدي )


لم تجيبه فقد غضبت منه فلم يكلف نفسه ليسألها ما بها فقد قصد ان يناديها بالصغيره ليذكرها بأنه حلم صعب المنال  .. 


ذهبت وأعطت الهاتف لعمها وأنسحبت لتدخل غرفتها وتسترجع بذاكرتها تلك الدقائق التي سمعت بها صوته وشعرت بانفاسه قريبه منها حتي ولو عبر الهاتف  ..


بينما تحدث هو وأطمئن علي والديه فسأل والده عليها إذا ما كانت مريضه أم لا فطمأنه والده أنها بخير حال وأن كل شئ علي مايرام ....


بعد مرور أسبوع 

كان عمها قد أنهي صلاته ليتفأجا بمن يلقي عليه السلام ..


فتحدث الشاب قائلا(السلام عليكم)


أجابه عمها عبدالرحمن (عليكم السلام والرحمه)


قالها وهو ينظر إلي ذلك الشاب الذي استوقفه تفاجا بوجه الذي يشع نورا وتلك اللحيه التي تزين وجهه وتزيد من هيبته ، فشعر بإرتياح لذلك الشخص فلقد ألقي الله محبته في قلبه من أول لقاء ..


فتحدث ذلك الشاب قائلا(أعرفك بنفسي أنا أدعي محمد 

حسني أسكن في الشارع الخلفي أردت أن أكمل نصف ديني وأتقدم للزواج من إبنتك ... )


الفصل السادس


جمال الفتاة في حيائها وعفتها وأخلاقها فتصبح كالوردة بداخل البستان تفوح منها أذكي الريحان ...


       **************************


كان في طريقه للبيت بعدما أنتهي من الحديث مع ذلك الشاب وقد ارتاح قلبه له وتمني لو كانت كبيره  لكان زوجها وأطمأن عليها قبل أن تتوفاه المنيه فلا أحد يضمن حياته ولا يعرف وقت مماته فكل شي بيد الله ..


توجه ليذهب لبيته ويخبر زوجته فلا يعرف إذا ما كانت ستفرح زوجته ام لا ، لا ينكر بأنه يري  بذلك الشاب صفات الزوج الصالح الذي يتمناه لغزل ولكنه بينه وبين نفسه لا يتمني شئ في دنياه غير أن يري إبنه أخيه زوجة لذلك الأحمق حتي لا تغادر بيته مطلقا ..


وصل إلي البيت وطرق علي الباب لتفتح له من تنير حياته وتضيئ ظلماته من كانت دائما بإنتظاره شمسه المشرقه ..

إبتسم ما أن راها وألقي عليها السلام فسحبها لتقف بجواره ووضع يده علي كتفها يتجه للداخل ..


جلس وأجلسها بجواره وتحدث قائلا ( كيف حال حبيبتي)

أجابته وهي تشاكسه  (حبيبتك بأفضل حال )


فنظر في أرجاء البيت وتحدث هامسا ( أين تلك المرأة المتعبه فانا لن أراها..)

أجابته بنفس الهمس ( في المطبخ تحضر الطعام )

لم تنهي كلامها فوجدوا من تقفل فوق رؤسهم تنظر لهم بغضب فتتحدث قائله (المزيد من الأسرار بين الزوج وإبنه أخيه هل أنا الزوجه الشريره لتخفوا عني أسراركم )


ضحكوا علي غضبها وغيرتها فكلما رأتهم يتحدثون دون وجودها تعتقد بانهم يخفون عنها شيئا وأن هناك أسرار بينهما..


تحدث زوجها وهو يشير إليها لتجلس بجواره علي الجانب الاخر من الاريكه قائلا ( خير مافعلتي أنك أتيتي فلقد كنت أسال عنكي الأن ،أجلسي فأنا أريد التحدث معكم بشئ هام..  )


جلست زوجته بجواره تنتظر أن يخبرها بما لديه فجديه زوجها في الحديث أقلقتها فلم يتخذ كلامها كمزحه كما يفعل دائما ..


فتحدث دون مقدمات قائلا ( هناك من تقدم لغزل وطلب يدها ليتخذها زوجه ..)


وقع الخبر علي قلب غزل كالصاعقه حاله من الحزن  والالم تقع علي قلبها فتخيم عليه ، فقلبها لم يعشق غيره فكيف ستستطيع أن  تخطب وتزف لشخص أخر ولكن يكفيها ذلك القدر من معاملته لو كان هناك أمل منه ما كان ليسافر ويتخلي عنها فهل ستجبره ليرتبط بها ..


همست لنفسها سأعيش حياتي واكمل تعليمي فأنا مازالت صغيره كما يقال لي دائما ولكني قد صرت أكبر ولو بقليل فلقد أتممت عامي السابع عشر منذ يومين ويبدو بأنه لم يعد يتذكر عيد مولدك يافتاه فلم يحدثك ولم يتمني لكي عاما سعيده ..


قطع عليها شرودها وهو يسألها عن رأيها ولما صمتت بذلك الشكل  ..


تحدث عمها قائلا (ما هو رأيك ياغزل أنا أري بأنه شاب جيد وسيكون زوجا صالحا ولكنك يابنتي مازلتي صغيره علي الزواج وأريدك أن تتمهلي وتنتظري فمازال العمر أمامك ولكن توجب عليا أن أخبرك بما يخصك   ..)


تحدثت غزل قائله (أنا أعتذر يا عمي ولكني لا أريد التكلم في تلك الامور فأنا مازلت صغيره وأمامي حياة أريد أن أعيشها وأرفض أي نوع من الارتباط في ذلك الوقت )


نظر لها عمها نظره تفحصيه وهو يتابع ملامح وجهها التي تغيرت وأنزعجت بسبب الحديث عن الزواج ..


ليتحدث قائلا( لا عليك يافتاه أنا أعرف ذلك وأرفضه ولكن يتوجب علي أن أخبرك ليكون لديكي علما ..)


شعر بنغزه في صدره وقد ألمه قلبه فشعر بأن هناك ما أصاب شخص عزيز عليه فقد قلق علي والده واراد الاطمئنان عليه فصحته ليست علي مايرام ..


ذهب ليتصل بوالده ويطمئن عليه بل عليهم جميعا ليستريح قلبه ، وقف بوجه متجهم وتقاسيم وجهه تشرح ما يعانيه من قلق فوضع الهاتف علي أذنه ويده الأخري يطرق بها علي مكتبه بتوتر وقلق إلي أن أجاب والده علي الهاتف.. 


فتحدث بنبره يخيم عليها القلق والخوف قائلا(أبي هل أنتي بخير )


أجابه والده قائلا(نعم يا بني أنا بخير  ، مابك لما يبدو صوتك قلقا ولما لم تلقي السلام اولا ، أحدث شئ معك ..)


تحدث زين وقد شعر بالراحه قليلا فوالده يبدو بخير فشرد للحظه هل هي والدته هل مايشعر به يخص والدته 


قال زين (أعتذر يا أبي ولكني قلقت عليكم فقد شعرت بأن هناك ما أصابكم ، هل أمي بخير أين هي أعطيها الهاتف أريد أن احدثها وأطمأن عليها)


إبتسم والده علي إبنه الذي يشعر بمن حوله وقد خطرت علي باله فكره فتحدث قائلا( لا تقلق نحن جميعا بخير ووالدتك أيضا ولا يوجد ما هو سيئ بل هناك أخبار سعيده)


عبس وجهه وتجهم وأخذ يفكر ماهي تلك الاخبار السعيده التي تجعل والده يتحدث بنبره صوت فرحه فتحدث قائلا (أبي ما الذي حدث وما هي تلك الأخبار السعيدة)


تحدث والده وهو يضغط علي كل حرف يخرج من فمه ليتأكد بأن الاخير قد سمعه جيدا (قريبا جدا سأصبح والد العروس )


شعر بانه تائه لا يفهم شيئا مما يقوله والده هل هذا وقت حل اللغز لما لا يخبره مباشرة.. 


فتحدث قائلا (أبي أنا لا أفهم ما تقصده فهل وضحت أكثر ما هو قصدك ..)


تحدث والده قائلا (هناك من طلب يد غزل مني وهي موافقه وقد أعطيت الشاب كلمتي وسيحدد موعدا ليأتي هو وعائلته من أجل الرؤيه الشرعيه ..) 


أنهي حديثه ينتظر صوت إنفجار مدوي من زين ولكنه لم يتحدث بكلمه..


لا يستوعب ما ينطق به والده فلا يصدق بأنها قد توافق بتلك السهوله هل نسته بتلك السرعه لا لايمكن أن يحدث منذ يومين كانت تتحدث معه وتخبره كما تشتاق إليه فكيف يحدث ذلك ...


أنهي المكالمه معه وأستدار ليستلقي علي فراشه من جديد فوجد زوجته تنظر له بغضب وتحدثت قائله(لما فعلت ذلك لما لم تخبره بالحقيقه وان الفتاه لم توافق بل أنت ترفض أيضا فلم قلت ما قلته)


جلس علي حافه فراشه ووجه نظره لزوجته متحدثا بلامبالاه (لقد قلت ما قلته ليعود لصوابه ويفوق لنفسه قبل أن يندم ووقتها لن أستطيع مساعدته )


شعرت بأن رأسها يدور فلا تفهم ما يقصده زوجها وهل ما فهمته صحيح أم لا فتحدثت قائله (انا لا أفهم ما تلمح له ، فما الذي تقصده هل تقصد بانه يحمل مشاعر تجاه غزل ولكنه يعاند ويكابر )


تحدث زوجها يرسم إبتسامه هادئه علي وجهه (بالطبع هذا ما أقصده وإذا كان يحبها حقا كم شعرت فسيعود في أقرب وقت .. ) 


أكتفت زوجته بالنظر إليه ولم تتحدث فلم تجد ما تقوله فهي تتمني ذلك تتمني أن يأتي اليوم الذي تجده متزوج من غزل إبنتها وحبيبتها فهي من ربتها وأهتمت بتفاصيل حياتها...


عندما كان يستمع له عبر الهاتف شعر بمن يذبحه بسكين بارد تمزق أوتار حنجرته ، لم يستطيع أن ينطق بشفه كلمه وأغلق المكالمه مع والده هل ما سمعه حقيقي هل حبيبته تضيع من بين يديه نعم حبيبته فقد أعترف بحبها لنفسه ولكن السن هو العائق بينهما ليكتفه ويشل حركته فلا يستطيع أن يفعل ما يريده وما يمليه عليه قلبه أخذ يفكر ويسأل نفسه ليصل لقرار عله يرتاح فسأل نفسه قائلا السؤال الأهم الأن يازين هل ستبقي ولا تفعل شئ فتراها تزف لرجل أخر هل ستستطيع فعل ذلك ، هل ستستطيع أن تراها تجلس بجانب غيرك ، تضحك لغيرك تلك الضحكه التي ما أن تراها فتؤدي بحياتك وتشتت كيانك فتنشأ حربا بين قلبك وعقلك ولكنك تبقي متحكما بنفسك ولو كنت تجاهد لفعل ذلك في كل مره تتواجد معها فينتصر عقلك ويربح تلك الحرب ...


همس لنفسه قائلا (لن أنتظر دقيقة واحده علي بالعوده في أسرع وقت فلابد وأن أوقف تلك المقابله وذلك الزفاف بأي شكل كان ..)


أخذ يجهز حقيبته ويجمع أشياءه فبعد ما أخبره به والده لم يستطيع أن يبقي دقيقه واحده فوالده قد أخبره بأنه وافق علي ذلك الشاب وحدد موعدا معه علي ان يزورهم ويراها رؤيه شرعيه عليه أن يذهب ويراها بنفسه لتخبره بموافقتها علي ذلك الزفاف فلا يصدق بأن تلك الصغيره الغبيه ليس لديها  أدني أعترض ...

الفصل السابع


ما زلت أحن إليك، ما زلت أفتش بين البقايا عن شيء منك ما زلت أسافر إلى عهدك ووعدك الجميل، وما زال الحنين يقف عائقاً بيني وبين النسيان، لكن يبقى أجمل ما في الحنين أنه لا يطير بي إلا إليك.


لم تنم غزل تلك الليله كان يملا تفكيرها العديد والعديد من التفكير ، من التساؤلات والإفتراضات ماذا إذا كانت مخطئه وكان هو علي حق ما الذي ستؤول إليه حياتها ماذا سيحدث إن لم يشعر بها ويبادلها شعورها نعم هي متأكده بأنها علي حق وأن مشاعرها تجاهه واضحه ولا يوجد ما يدعو للشك  فكان النوم يجافيها والصداع يفتك براسها توجهت لتحضر مشروبا لعل صداع رأسها يخف ولو قليل ثم تجلس لتكتب ما تفكر به في دفتر يومياتها الذي يشاركها أحزان قلبها  ..


ذهبت بإتجاه المطبخ ووقفت تحضر مشروبها سمعت صوتا في الخارج فتركت ما بيدها فوجدت سكينا صغير أمامها مدت يدها ومسكت بها ثم تسحبت علي أطراف أصابعها حتي لا تصدر صوتا لربما كان لصا ..


وقفت بجانب الحائط تستند عليه وتدير بصرها في كل إتجاه لعلها تجد صاحب ذلك الصوت ولكنها لم تجد شئ..  


فهمست لنفسها يبدو أنك تتوهمين وأستدارات لتعود من حيث أتت ففوجئت بمن يقف في وجهها يحجب عنها الرؤيه منذ أن رأته ودقات قلبها توقفت فلم تعد تشعر بها وقدمها لم تعد تحملها ظلت تنظر إليه وهو أيضا ينظر إليها فلما تراه جيدا بسبب الإضاءة الخافته في المكان ولكنها متأكده بأنه يبادلها النظرات شعرت بأنها تريد أن تلقي بنفسها في داخل أحضانه لتتأكد بأنه حقيقه..


 للحظه شردت تفكر وهي مازالت تنظر لوجهه أحقا هو هنا واقفا أمامها ينظر إليها أم أنها تتؤهم وجوده هل هو هاجس ويتجسد امامها أم أنه عاد حقا ..


 فاقت من شرودها علي صوته وهو يقول( ماذا هل فؤجئت أم أكل القط لسانك ..)


كتفت يديها علي صدرها واقفه أمامه تنظر له عن قرب فتدير بصرها بإتجاه عينه تاره ثم لشفاهه تاره أخري تتابعه وهو يتحدث فلم تعي لما قاله ولم تسمع منه كلمه واحده فقد كانت شاردة في ملامحه وجدته قد أنهي حديثه ووقف ينظر إليها ..


شردت تحدث نفسها قائله( أيتها الغبيه كيف تحدقين به هكذا لقد نبهكي لهذا الشئ أكثر من مره اتريدين أن يفكر بأنك فتاه سيئه ولكن به شئ متغير فهو ينظر إلي ولم يحجب نظراته عني كما كان يفعل من قبل ما الذي يحدث معه ولما تغير  ..)


تحدث وهو يقف أمامها بشموخ يضع يده في جيب بنطاله وينظر إليها بنظرات مبهمه قائلا (لقد سمعت بأن هناك من تقدم لخطبتك ووافقتي علي الأمر ولكني لا أصدق ذلك فأنتي لا تستطيعي أن تنسيني في تلك الفتره القصيره بل وتوافقي علي الزواج أيضا فأين ذهب حبك الذي كنتي تدعينه )


انهي حديثه ينظر لها بإنتصار وهو علي هيئته تلك فقد ذكرها بحبها وإعترافها له وما تحمله من مشاعر تجاهه ...


كان عقلها مشوشا لا تدري ما يجب عليها قوله ولكن عندما وجدته يذكرها بمشاعرها تجاهه وينظر إليها بإنتصار  فانفجرت في وجهه بغضب ليتراجع إلي الخلف خطوتين فلم يكن يتوقع رده فعلها تلك ..


فقالت(نعم نسيتك في تلك الفتره القصيره لانه لم يكن حبا بالاساس والفضل كله يعود إليك لأنك من نبهتني بأنها مجرد فتره يمر بها الجميع ، وأردت أن أخبرك ايضا بأنني أوافق علي ذلك الشاب وقد أخبرت عمي بذلك.. )


تحدث بصوت عميق مما جعل الرعب يدوب في اوصالها قائلا (ولكني لا أوافق فما زالتي صغيره علي تلك الأمور ) 


سيطرت علي رعبها وخوفها منه فكم هو واضح بانه تغير في التعامل معها فهو يتعامل بإريحيه لم تكن موجودة من قبل ..


ولكنها تحدثت ببرود عكس ما تشعر به قائلا (عمي هو الأمر الناهي في ذلك الأمر فلقد فوضته أمري منذ زمن وهو من يقرر وليس أنت )


تقدم نحوها كالاسد يتهادي في مشيته ليرتعش جسدها خوفا منه ، فأغمضت عيناها حين أقترب منها ليصبح لا يفصلهم سوا القليل ، وأشاحت بوجهها بعيدا عنه غير قادرة للنظر إليه من ذلك القرب فتحدث وهو يضغط علي أسنانه ( حسنا إذا وافقتي عليه فستري مايمكنني فعله وقتها ..)


شعرت بالخوف منه ومن طريقه حديثه فلم تغير هكذا لقد كان يخاف عليها من عينيه حتي لاتخونه وتنظر إليها نظرة سيئه فيخون أمانه عمه  ....


(ما الذي يحدث هنا ) كان ذلك صوت والدته التي أستيقظت للتو أبتعد خطوتين للخلف وأتجه بخطواته حيث والدته وأمسك بكفها ليطبع قبله عليه ثم ضمها إلي صدره وهو ينظر بإتجاه غزل الذي أحرجت وقد أحمر وجهها من نظراته المتفحصه ، ومن زوجه عمها التي راتها تقف هي وزين علي مقربه من بعضهم البعض ،فتركته مع والدته وذهبت لغرفتها..


بينما كان ينظر بإتجاه غزل وهي تنسحب من المكان كانت والدته تنظرت إليه وتقرأ ما رسم علي ملامح وجهه فتحدثت قائله (أتحبها لتلك الدرجه حتي تأتي مسرعا إليها  ..)


وقعت تلك الكلمه علي مسمع زين كأن أحدا أنقذه من صراعه الداخلي فلا يدري ما يقوله ولكنه ترك العنان لقلبه ليبوح عما بداخله (نعم احبها يا أمي لا لا بل أعشقها منذ أن كانت طفله فكم هي فتاه مختلفة عن غيرها ولكني أشعر بالمسئوليه تجاهها وأخاف عليها من نفسي ، فماذا أفعل ياأمي ، هل تقولي لي ما يتوجب علي فعله لأفعله )


قالت والدته وهي فرحه مما أكده لها فهي قد شعرت بذلك منذ مده ولكنها كلما وجدته يتعامل معها بتلك الطريقه تنفض ما تفكر به عن عقلها ( أخبر والدك ثم أترك  الأمر لي وأنا سأحل كل شئ  ..)


نظر لوالدته بإمتنان ثم أنسحب ليذهب لغرفته ويري ما عليه فعله في الصباح مع تلك الغبيه...

 


 في الصباح كانت هي أول من أستيقظت فلم تنام من الأساس لقد ظلت طوال الليل تفكر فيه فقد عادت إليها أنفاسها مما سيجعلها تعيش من جديد شردت تتذكر نظراته لها فقد شعرت بأن نظراته تحمل لها رسالة لم تفهمها ..


ذهبت بإتجاه المطبخ تحضر الفطور فوجدت زوجة عمها قد أستيقظت ووقفت تلقي عليها تحيه الصباح وهي تبتسم إليها بإبتسامة هادئه وساعدتها بتحضيره ثم أجتمعوا علي طاولة الطعام  ..

كانوا مجتمعون علي طاولة الطعام يتحدثون ويضحكون إلي أن دخل عليهم زين يلقي بالسلام .


تحدث زين قائلا( السلام عليكم ، كيف حالك يا أبي )

ردوا عليه بالسلام ..


 فذهب بإتجاه والده وطبع قبله علي كفيه ثم سحب مقعده وجلس ولم ينظر إليها لو بنظرة واحده ،مما جعلها تفكر ماذا فعلت الأن ليبدو غاضبا هكذا لقد عاد كما كان هل كان كل ما حصل بالأمس مجرد حلم أم هي أحلام اليقظة التي ترسمها وتتوهمها ....


أنتبهت له وهو يتحدث مع والده قائلا(أبي أريد أن أتحدث معك علي أنفراض في أمر هام )


أجابه والده قائلا (حسنا بعد ننتهي من الطعام سنتحدث فيما تريد ) 


اكملوا فطورهم في هدوء تام ولم يتحدث أحدا مجددا ولكنه لم يخلوا من نظرت غزل الموجه لزين متعجبه من تصرفاته فبالامس كان شخصا مختلف غير زين الجالس علي مقعده أمامها يتحاشي النظر إليها  ...


جلس أمام أبيه تشوبه حاله من الإرتباك والخجل فلا يعرف ماذا يقول أو كيف يبدأ فزفر نفسا قويا وشجع نفسه وتحدث قائلا (أبي أنا أريد غزل  ، أقصد أقصد الإرتباط بغزل )


نظر لوالده يتراجاه ويتمني بان يعطيه موافقته ولكنه لم يجد قبولا لما يريده فليس كل ما نتمناه نحصل عليه فتحدث والده قائلا (وأنا لست موافقا ، فطلبك لم يجد قبولا لدي ..)

الفصل الثامن


منذ مده.. وأنا تائه في الدنيا غريب.. منذ مده.. لم أرى فيها عينيكِ لم أسمع نغمات صوتك منذ مده.. والشوق في صدري لهيب.. أين أنتي مني! لِم أبتعدتي عني! هل نسيتي الحب... أم تناسيتي الحبيب !!


خرج من البيت والغضب يعتليه لايصدق بأن والده قد رفض طلبه فذلك ما كان يتمناه من قبل فلم يرفض الأن هل يفضل ذلك الشاب عليه ام تلك هي رغبتها  ، صعد إلي سيارته وجلس علي مقعد السائق وأشغل محركها ليتحرك من المكان بأقصي سرعه مخلفا من وراءه غبار الطريق ..


ما أن راته خارجا من البيت بتلك الهيئه شعرت بالقلق والخوف عليه لا تعرف لما ولكنها المرة الأولي التي تراه غاضبا بذلك الشكل وقفت مكانها تتابع زوجه عمها وهي ذاهبه بإتجاه عمها لتعرف ما به زين ، ظلت واقفه مكانها تفكر ما الذي حدث بينهم ليخرج هكذا ذهبت لتسأل عمها ما به زين ولما ذهب ..


 فوقفت أمام غرفته لتستأذن للدخول ولكن قبل أن تطرق علي الباب سمعت زوجة عمها تقول (إذا كان يريدها وأتي ليخبرك بالامر فلم ترفض وتعارض الان ألم يتوجب عليك أن توافق وتعطيه مباركتك ...)


تحدث عبدالرحمن قائلا( لا لن أوافق فلما الأن بالتحديد يريد الإرتباط عليه أن يفهم بأننا ليس تحت أوامره وعلينا بإطاعته وقتما يريد يجدنا نلبي له ما يريده ..) 

تحدثت زوجته بصوت يغمره الحزن علي قلب ولدها الذي أنفطر من رفض والده لمطلبه ( لما أنت معترض هو يريد الإرتباط بتلك الفتاه اليس ذلك الخبر يسعدك ، أرجوك هو حقا يحبها لقد أخبرني وأعترف لي بحبها فلا تفطر قلبه )

نظر لها زوجه ليري بانها صادقه فيما قالته فتحدث قائلا (حسنا عندما يعود سأتحدث معه ..)


لم تستطيع أن تقف وتستمع لأكثر من ذلك فهو يحب فتاه أخري ويريد الارتباط بها  ، فذهبت مسرعه إلي غرفتها لتنهار بداخلها ففتحت بابها ودخلت ثم أغلقته ووقفت مستنده علي باب الغرفه تضع يدها علي صدرها موضع قلبها لتهدي من ضرباته ودموع عيناها تتساقط بغزارة علي وجنتاها وأخذت تهمس لنفسها بصوت مرتفع بعض الشئ وكأنها تتحدث مع أحدا أخر تنتظر إجابته هل ما سمعته صحيحا أيريد الارتباط حقا أم أنني قد خلط علي الأمر ولم أسمع جيدا...


ظلت واقفة علي حالها مستنده علي الباب وكأنها تستمد منه القوة  ، وجدت رنين هاتفها يتصاعد تحركت بتثاقل من مكانها لتجيب عليه فوجدتها صديقتها نورا التي لا تحدثها إلا في أسوء أوقاتها فأمسكت بالهاتف وضغطت زر الإيجاب ..


لتبادرها نورا كالعاده وتحدثت قائله (لما لم تقولي بأنه قد عاد فمبارك لكي يافتاه لم يقدر علي العيش بعيدا عنكي . )  


أبعدت الهاتف عن أذنها وهي تتأفأف مما تلمح إليه فتحدثت مغيره لمجري الحديث قائلا ( ألم تلقي السلام أولا )


اجابتها نورا قائله(أسفه يا فتاة لا تؤاخذيني فأنا متحمسة لما هو قادم )

غضبت وتعصبت منها فتحدثت من بين أسنانها قائله (لا عليكي ولكن لنغلق الحديث في ذلك الأمر  فأنا لا اريد التحدث بشأنه ، فكيف حالك أنتي  ) ظلت تتحدثت مع صديقتها إلي أن أنتهت وأغلقت الهاتف ، فذهبت بإتجاه مكتبها وجلست عليه وأمسكت بدفترها لتسطر عليه بعض الكلمات المدميه التي خرجت من أعماق قلبها ..


((لا تغضب مني ألست فتاكِ أهواكِ يا قَدري ولا أَهواكِ لا تحسَب أني عشِقتك طائعاً قَدرٌ لعَمرُكِ زارني ونسيكِ قد كنتُ أحيا خالياً مُتَحفِّظاً واليومَ شُغلي في الحياةِ رضاكِ ماذا صَنعتِ بهامَةٍ لم تنحني فحَنيتها وكَسَرتها بِحلاكِ حتى إذا ما صِرتُ خَلفكِ حالماً أيقظتني من غَفلتي بقساكِ وتركتني خلفَ الرَّجاء مُذبذَباً أتحَيَّنُ الالفاظَ عِندَ لِقاكِ فإذا نطقتُ، نطقتُ قولاً فادحاً وإذا صَمتُّ فبئسَ صَمتُ الباكي لا تغضَب هذا الحَنينُ بداخلي أضحى يُسَمِّمُ راحَتي بجفاكِ لوكنتُ أملكُ يا حبيب راحَتي لرفَضتُ حُبَّكِ ، وادَّعيتُ قضَاكِ لكنني والله يشهدُ أنَّني أحيا بنَبضكِ أو أموتُ وراكِ فتَرفَّقي يا مَنْ علِمتِ بأنني سأظلُّ أحيا قِبلتي عيناكِ))


ما أن أنتهت من تسطير تلك الكلمات رفعت يدها لتمحي دموعها التي تساقطت مع كل حرف تكتبه وتمنت له السعادة مع من يهواها قلبه ، خبأت دفترها جيدا ثم وقفت تزعم بأن شيئا لم يحدث وأنها علي مايرام لتذهب وتري زوجه عمها لتساعدها في أعمال المنزل ..


في المساء كان الوقت قد تأخر وزين لم يعد للأن ولا يجيب علي هاتفه مما جعلهم يقلقون جميعا عليه فليس من عادته التأخر وعدم الرد علي والده ..


كل دقيقة تمر يزداد قلقها علي زين اكثر تشعر بأن هناك ما أصابه لما لم يوافق عمها علي مايريده لو وافق لكان بينهما الان ولم يكن ليقلقوا عليه بذلك الشكل كانت ستكون حزينه مجروحه وقلبها يتألم كل لحظه تراه مع غيرها ولكن يكفيها ان يكون بخير وأن تكون مطمئنه عليه ..


دقيقة إثنان ووجدوا الهاتف يرن فأجاب والده ليبادر  بتوبيخه ولكنه لم يكمل حديثه عندما اوقفه صوت فتاة  تقول بأن صاحب الهاتف في المشفي قد تعرض لحادث فأسرع ليجلس علي اقرب مقعد له ويتحدث قائلا ((اللهم نجيه ولا تريني فيه بأسا يبكيني ولا تختبرني في فقده فلا أستطيع العيش بدونه ))


لم تتمالك زوجته نفسها فور سماعها لتلك الكلمات لتصرخ قائله (ما به ابني)


وقفت غزل تستمع لزوجه عمها وتري إنهيارها فلم تستطيع أن تتحدث أو تسأل عن ما به فقلبها قد أخبرها ، أيعقل ان تكون تلك هي النهايه ، أيعقل أن تحرم منه بتلك الطريقه ..


كانوا في طريقهم للمشفي وحالة من الذعر تملأ وجوههم ..

وصلوا إلي المشفي ودخل عمها ليسأل عن زين في قسم الإستقبال ليخبره عن رقم الغرفة المتواجد بها فيسرع والده بإتجاهها بينما كانت هي لا تستطيع أن تتحرك خطوة واحده خائفه من الحاله التي قد تراه عليها وجدت الشاب الذي يعمل في قسم الإستقبال يمد كفيه نحوها ليعطيها شئ وجدتها متعلقات زين الشخصيه يسلمها إليها ..


تحركت تجر قدميها لا تشعر بها تتوقع بأنها ستسقط في أي لحظه ، وجدت عمها واقفا يتحدث مع الطبيب فوقفت بجوارهم تائهة لا تستطيع أن تحدد ما تشعر به في تلك اللحظة ولكنه قد طمأنهم الطبيب علي حالته وسمح لهم برؤيته ..


فأسرعوا بالدخول للغرفه المتواجد بها فتقدمت والدته بجانب فراشه والدمع يترقرع في عينيها وتحدثت قائله (حمدا لله علي سلامتك يابني.. )


بينما كان والده يقف علي الجانب الأخر من الفراش ممسكا بيده ويطمئن عليه كان هو نظره معلقا أمامه ينظر إليها ويري دموع عيناها تتدفق بغزاره من بين عينيها المنغلقه بقوه فمنذ أن دخلت للغرفه ورأته وهي تقف علي تلك الهيئه واضعه كف يدها علي قلبها وكفها الأخر تحمل به متعلقاته ظل ينظر إليها كثيرا ليجدها تجاهد لتأخذ أنفاسها .


فتحدث قائلا (غزل أقتربي أنا بخير  ، أفتحي عيناكي وأنظري إلي )


 هزت رأسها بالنفي لا تستطيع عقلها يهيئ لها سيناريوهات كثيره منهم أنها لا تصدق بأنه من يتحدث إليها فتحدث متألما ليس من ألالم الجسدي ولكنه ألم من رؤية صغيرته علي تلك الهيئه خائفه مذعوره من أجله تجاهد لتأخذ أنفاسها نادي أسمها أكثر من مره لتفتح عيناها ببطء تنظر له بينما كان عمها وزوجه عمها يتابعون ما يحدث دون التدخل في شئ فوالده يؤنب نفسه ويتحمل ذنب ما حصل له يعلم بأن كل شيء مقدر ومكتوب ولكنه لو لم يرفض أرتباطه بغزل لم يكن ليخرج من البيت علي تلك الهيئه مما يجعله يفقد تحكمه في سيارته ويرتكب حادثا دع الله كثيرا علي نجاته من ذلك الحادث ، بينما والدته أنسحبت من جانبه وذهبت لتجلس علي مقعدا بزاوية الغرفه ....


ظل بالمشفي عده أيام كل يوم تأتي غزل منذ الصباح ولا تغادر إلا بالليل مع زوجه عمها ووالده يصر أن يبقي ويبيت معه ويتكرر ذلك الوضع كل يوم ليتجدد اللقاء بينهما فما أجمل لقاء يجمعك بمن تحب وها هما عاشقان يجمعهما مكان واحد لتشتعل بينهما حرب من نوع أخر ..


صمت يعم الغرفه لا أحد يتحدث تكفي النظرات لتعبر عن مشاعرهم  ، فكلما نظرت إليه وجدته ينظر إليها فترجع وتنظر إلي الارض..حتي تلاقت عيونهما في إحدي المرات ليتوقف الزمن عند تلك اللحظة يشعر كل منهم بأن تلك النظره قد أحيت بل أشعلت لهيب الحب بينهما ولكنهما فضلا الكتمان عن البوح بما في قلبهم ...

الفصل التاسع


عيناك أرض لاتخون .. عيناك نهر بين الجفون ..

عيناك سماء مضيئة تملأها النجوم .. فالنظره منها كفيله لتضئ سواد ليلة مظلمه .. عيناك بيت يؤويني من الطوفان فتكون منقذي وملجئ .. عيناك كعيني حبيب ساحر فأحبك وقلبي هائم .. فعيناك أرضي التي لا تخون..


بعد مرور أسبوعان 


كان بأفضل حال فقد تحسن كثيرا في تلك المده ولكن ألم ظهره لا يحتمل فأراد ان يخرج ويذهب للطبيب فتوجه ليخبر والده بذلك ..


وجد والده جالسا يقرأ كتابا فجلس بجواره قائلا (أبي أريد الخروج قليلا فلدي متابعه مع الطبيب )

تحدث والده بقلق قائلا(حسنا سأذهب معك )


إجاب والده قائلا (أبي أنا بخير أردت أن اذهب فقط لان والدتي من تصر علي للذهاب فلا داعي لان تاني معي فلتبقي مرتاحا سأذهب بمفردي  ، أريد فقط أن أستعير سيارتك . )


وافق والده علي رغبته في عدم الذهاب معه ولكنه لا ينكر قلقه عليه..


وجد زوجته وغزل واقفون يستمعون لهم فتحدثت زوجته قائله (أانت خارج يا زين إذا كنت كذلك فخد معك غزل فأنا أريدها أن تجلب بعض الأشياء )


نظر لوالدته وتحدث قائلا (قولي ما تريدينه وسأجلبه لكي وأتركي غزل تبقي في البيت ) 


اجابته والدته متحدثة بإصرار (لا لن تستطيع ان تجلب لي ما اريده ، فلتاخذها معك هيا ياغزل أذهبي وبدلي ملابسك سريعا لا تتاخري )


بعد قليل كان يقود السياره في صمت شاردا يفكر فيما  يتوجب عليه فعله في الايام القادمه فقطعت عليه شروده  وتحدثت بحزن قائله ( مبارك لك يازين فقد سمعت بأنك تريد الارتباط هنيئا لها من ستحظي بحبك )


شعر زين بأن سيفا مسموما قد أطلق من كبد قوسه ليستقر في قلبه فينتشر سمه في جميع أنحاء جسده ..

فأخذ يدعو الله أن يجمع بين قلوبهما علي الطاعه والا يعصي ربه  ..


فأستجمع قوته ينظر إليها لتتلاقي العيون ببعضهما البعض فيشعر بان الزمن قد توقف في تلك اللحظة ، لم يتمكن من الإطاله في النظر إليها فأشاح بنظره يتابع الطريق ..


وصل للمشفي فاوقف محرك سيارته ورفض أن تتبعه غزل لتذهب معه فطلب منها ان تنتظره في السيارة لحين عودته..


ظلت تنتظره بداخل السيارة ما يقارب من النصف ساعه إلي ان قلقت عليه فشجعت نفسها بان تخرج وتذهب لتبحث عنه ما أن أمسكت بالباب لتفتحه وجدت يأتي مقبلا عليها ..


تابعته وهو يخرج من المشفي وصعد بداخل السيارة فجلس في مقعده يستند براسه علي كرس السياره فبادرت تساله (ماذا قال الطبيب ولما لم تتركني أدخل وأذهب معك فلقد تاخرت وجعلتني اقلق عليك قولي الحقيقة يازين فأنا اعلم بأنك مازلت مريضا وتجاهد لتخفي ذلك عن والديك ولكنك لن تستطيع أن تخفيه عني )


تفأجا من رد فعلها فقد شعر بانها والدته التي تخاف عليه حبيبته التي تتألم لألمه فأطلق تنهيده يصحبها مشاعر وعواصف تنبع من قلبه لو طرق لها العنان لأذابت تلك القلوب التي سكنت وجدانه ..


فتحدث قائلا (أنا بخير لا تقلقي فلقد اخبرني بأنها أثار ذلك الحادث فقط ولا يوجد ما يدعو للقلق ووصف لي الدواء المناسب وبإذن الله مع مرور الوقت سينتهي ذلك الالم.. )

فاشغل محرك السيارة وتحرك ليذهب ويأتي بما طلبته والدته من غزل ثم يعود للبيت ..


علي مائده الطعام كان يمزح معها ويوجه حديثه إليها يسألها إذا ما كان هناك ما يمكنه فعله من أجلها أو أن يساعدها في شرح دروسها ولكنها كانت تجيبه بتحريك رأسها بالرفض فقط وكأنها قد فقدت صوتها لا تعرف ما يحدث لها عندما تستمع لصوته تنسي كيف تستطيع التحدث فأنتهت من الطعام سريعا وذهبت لتؤدي فرضها وقفت تصلي وتدعو الله في سجودها قائله (اللهم أجعله صالحا مصلحا لي وأجعلني له كذلك  ، اللهم إني أربط علي قلبي لأجلك فأرني جودك وكرمك يا الله..)بعدما أنتهت من الصلاة والدعاء ذهبت لتجلس معهم بالخارج ..


وجدتهم أنتهوا من تناول الطعام وجلسوا جميعا يتحدثون ويشاهدون التلفاز ، فجلست بجوار زوجة عمها وهي تتحاشي النظر إليه فوجدت رنين هاتفه يتصاعد وقد شعرت بالقلق والضيق  ..


رن هاتفه فستأذن منهم ليجيب عليه وجده زميله في العمل فضغط علي زر الإيجاب وتحدث زين قائلا(السلام عليكم )


أجابه زميله (عليكم السلام والرحمه ، كيف حالك )


تحدث زين قائلا ( بخير حال ) 


تحدث زميله قائلا (زين عليك بالعوده في أسرع وقت ، فأجازتك قد أنتهت منذ يومين والمدير غاضبا بشده ولا ينفك عن السؤال عنك ...)


تغيرت ملامح وجهه وقد ملأ الحزن قلبه فعليه أن يغادر ويتركها ليعود لعمله ضحك علي نفسه ضحكة مستهزه أليس هو من أختار البعد من البدايه أليس هو من قرر ذلك لما الأن يريد أن يعود به الزمن للخلف ويفكر ألف مرة قبل الإقدام علي ذلك الأمر  ..


فتحدث قائلا (حسنا أبلغه بأنني سأعود في أقرب وقت ممكن .)


أنتهي زين من محادثه زميله في العمل وقد أغلق الهاتف والحزن يملأ قلبه كان يريد أن يبقي هنا ولكنه لم يستطيع فقد أبلغوه بأن عليه العودة للعمل فقد أنتهت اجازته منذ اليومين ،  كيف لم يلاحظ بأن أجازته قد أنتهت ألهذه الدرجه ينسي نفسه بجوارها ...


نظر بإتجاهها وجدها تنظر له وتسأله بعيناها عن تلك المكالمه وأن ينكر ما فهمته وتوصلت إليه ..


بينما كانت هي تنظر إليه تنتظر أن يتحدث ويقول ما مغزي تلك المكاله كانت تفكر أيضا وقلبها ينبض بعنف هل سيرحل مجددا هل سيتركني ويبتعد فليبقي يكفيني أن أنظر إليه فقط وأراه أمام عيني  ، خانتها دمعه واحده سقطت من طرف عيناها فمحتها سريعا قبل أن يراها أحد ولكنه قد رأها بل شعر بها وبما يحدث معها فهو ليس بحال أفضل منها ...


قطع حرب النظرات تلك والده يتحدث إليه ويسأله قائلا(هل أبلغوك بأن عليك العوده للعمل )


اومأ لوالده وهو يجيبه ويحاول أن يتحكم في نبرة صوته لتخرج طبيعيه ( نعم عليا العوده ولكن قبل أن أسافر علي أن اتحدث معك اولا ، فعلي ان أنهي ما أتيت من أجله لأكون مطمئنا في سفري  ..)


كانت كل كلمه تخرج من بين شفتيه وكأنها خناجر تقطع نياط قلبها تتذكر حديث زوجة عمها الذي سمعته عن طريق الخطأ فبالطبع لم تكن تقصد أن تتسمع عليهم وياليتها لم تسمع ما سمعت ..


وقفت لتستأذن وتتعلل بالنوم فتحدثت ولم يخفي عليهم نبره الحزن والكسره في حديثها فقالت ( سأذهب للنوم فتصبحوا علي خير ) 


تحركت لتذهب فلم تستطيع أن تقاوم أكثر من ذلك تريد أن تصرخ وتخرج كل ما في قلبها تريد أن تمنعه ، وأن ترمي بنفسها في داخل أحضانه لعله يشعر بإنتمائها له لعله يشعر بضربات قلبها التي تضرب بإسمه فقط  ، ولكن اوقفها عمها مناديا إسمها فأدارت بصرها بإتجاه ليتحدث قائلا ( غزل أجلسي فأنا أريد التحدث معكي في أمر هام..)   


عادت لمقعدها من جديد فجلست تنظر للارض وتشبك كفيها في بعضهم البعض وكانها تستمد منهم قوتها لم تستطيع أن ترفع بصرها ويري الحزن والكسرة تتشكل في عيناها ...


ولكنها شعرت بأنظارهم جميعا مؤجهه إليها ألهذه الدرجه هي مثيرة للشفقه عند نطقها لتلك الكلمه لم تستطيع أن تبقي علي وضعها لا تريد شفقه من أحد فرفعت رأسها بكبرياء تنظر لهم بإبتسامه مصطنعه هادئه ترسمها علي محياها ..


تنهد عمها وأخذ نفسا قويا ليخرجه مره واحده ينظر إليها  ليتحدث قائلا (غزل حبيبتي لقد كبرتي وصرتي عروسا ويأتيكي عروض زواج  فهناك من طلبك مني مجددا )


(عمي أرجوك لقد سبق وأخبرتك برأي في ذلك الأمر ) كان ذلك هو ردها علي حديثه ..


فتحدث عمها قائلا (حسنا كما تريدين يا أبنتي فانا لن أغصبك علي شئ )

انهي حديثه معها وأدار رأسه في أتجاه زين قائلا ( ارايت بأنني لست معترضا بل هي من لا تريدك )


صدمه وخوف وترقب كل تلك التعابير ارتسمت علي وجهها   صدمه شلت لسانها فلا تستطيع ان تتحدث وتساله عن مقصده وخوف من ان تسال وتجد نفسها قد فهمت خطأ ولم يقصد ما وصل إليها من معني وفي نفس اللحظه تترقب أن يؤكد علي ما قاله  فهمست لنفسها من التي لا تريد هل يقصد بان من تقدم لطلب يدي هو نفسه زين..   


بينما كانت تغوص في حربها لتستوعب ما يحدث وما قاله عمها ، كان هو هادئا ينظر اليها فقط لم ينطق بحرف واحد طرقها لتخرج من صدمتها فهو يشعر بما تشعر به ويعرف تلك المشاعر حق المعرفه فلقد فؤجا أيضا بموافقه والده والتحدث معها أمامه فلم يترفأ بها وقال ما قاله  ..


وقف عن مقعده وذهب بإتجاه الطاوله ليسحب كوب الماء الموضوع عليها فمسكه بين كفيه وأتجه إليها ليعطيه لها نظرت لكوب الماء بين كفه تم رفعت بصرها تنظر له فوجدته يشير إليها براسه أن تأخذه احمرت وجنتاها وأستدارت بوجهها عنه فشعر بإحراجه منه فوضع الكوب امامها وعاد ليجلس من جديد ..


فتحدثت زوجه عمها قائله (غزل ما رايك يا بنتي في زين هو شاب صالح وانتي تعرفين ذلك وسيكون لكي نعم الزوج ) 


صمتت تنتظر رأيها ، فما ان سمعت زوجة عمها تتحدث بكل وضوح هكذا فرفرف قلبها لكلماتها فنظرت إليه وجدته ينظر إليها ونظراته تشملها بنظرات لا تخلو من الحب والإعجاب..  


فوجدت عمها يقف ويستعد للمغادره فاوقفته قائله بتحرج وتوتر  (عمي أنا موافقه ولكن طبعا الرأي الاول والأخير لك ..) 


جلس عمها علي مقعده من جديد واشار إليها لتقف وتأتي لتجلس بجواره ففعلت ما يريده وضع يده علي كتفيها وتحدث قائلا (حسنا كما تريدين حبيبتي )ومال علي وجنتها يقبلها ، يشكر الله علي أن إبنه أخيه ستظل معه وامام عينه ولن تغادره ..


تحدث زين غاضبا (أبي ) ضحك والده علي غيرة إبنه علي حبيبته وابنه عمه فهو يعلم منذ فتره بأنه يتجاهلها ويعاملها بجفاء ليخفي شيئا أخر  وما قد يكون غير مشاعر الحب فهو يحميها من نفسه بتلك المعامله ...


تحدث والده موجها حديثه لزين (حسنا أنا موافق علي إرتباطك بإبنتي ولكن لدي شرط )


نظر لوالده متحيرا يفكر ما هو ذلك الشرط فتحدث قائلا (تفضل قل ما لديك فأنا أسمعك ولكن هي إبنتك وأنا لا )


إبتسم والده وتحدث قائلا (لن أجيبك لانك تعرف إجابه سؤالك ولكن لأخبرك بشرطي أولا ، شرطي هو أن تسافر لعملك ولا تتحدث مع غزل لمده عام قادم ولن يكون هناك أي شئ رسمي بينكما إلا بعد مرور ذلك العام فتكون إبنتي قد وصلت للسن القانوني ..)


تحدث زين غاضبا ( أبي ولكن ....)

قطع عليه حديثه قائلا ( لايوجد ولكن ذلك هو شرطي إذا وافقت سأكون سعيدا وبعد مرور العام سأزوجها لك بنفسي إذا أطال الله في عمري لأطمأن عليها..)


تحدث زين وهو يحاول أن يضغط علي والده ليعلن خطبتهم قائلا( أطال الله في عمرك يا أبي  ، ولكن لتكن خطبه علي الاقل وأسمح لي بأن احدثها من وقت لأخر لأطمأن عليها ..)


أجابه والده بهدوء وهو يقف ليذهب ( لا اوافق سأطمأنك عليها انا فذلك هو أمتحاني لك لتعرف قيمتها فانت من أخترت البعد منذ البدايه ..)


ما أن ذهب والده حتي نظر إليها فوجدها تنظر للارض مسلمه أمرها كليا لعمها وولي أمرها ، فنظر لوالدته التي لم تشاركه الحديث ولم تقف في صفه كما قالت له من قبل لم يسمع رأيها في شرط والده نعم والدته ستعترض فهي لن تقدر علي بعده لمده عام  ..


فتحدث قائلا (أمي لقد سمعت ما قاله والدي فما هو رأيك )


تحدثت والدته قائله (والدك علي حق فأنا لن أزوج إبنتي وهي قاصر ) سأذهب لاري والدك لعله يوافق أن يقرأ معاك الفاتحة ، ذهبت وتركتهم بمفردهم ما ان وجدت زوجة عمها قد ذهبت وقفت عن مقعدها لتتحرك وتذهب لغرفتها أيضا فهي تشعر بانها تحلم وستستيقظ الان وجدثه يقف يسد طريقها قائلا ( غزل سأسافر غدا عليكي بإنتظاري لحين عودتي مهما تأخرت فساعود من اجلك .. ) ثم أستدار وذهب لغرفته وهي تراقبه فدخل  وأغلق بابه ..

الفصل العاشر


نالتني الالام وذابت الشموع وزاد الإشتياق وتجلى في سطوع وخانني قلب كان قد ملء بالصدوع وتعبتُ الانتظار  وكثرت الدموع آثار يديك تغرقني للأعماق وفي عينيك تهديني الأشتياق عد لازال ما فيّ يحترق في هواك أنت الماضي والآتي وقلبي يدور في مداك صوتك عاش في ذاتي

وروحي كلها فداك وحياتي بدونك عمر فاني عمر فان لا لن يطول وسينسى السرور وسيبقى القلب في ذبول كذبول الزهور .....


مرت قرابة ستة أشهر عليه يكتفي بالإتصال من وقت لأخر للإطمئنان علي والديه فيسأل والده عنها ليطمأنه بأنها بخير  فكم يزداد شوقه إليها  ، فكانت تمر الايام بالنسبه له وكأنها سنوات..


كان يستند بظهره علي فراشه يفكر فيها نعم يفكر فيها  وكيف ينساها وهي مراده ، فطالما أخذت من تفكيره ما أخذت فهمس لنفسه قائلا تري يا الله كيف حالها أهي تفكر في كما أفعل أم تناست الحبيب وتعيش حياتها وكأني لم أكن موجودا في حياتها يوما ...


أخرجه من شروده رنين هاتفه فوجد صديق عمره هو من يتصل به فأبتسم لصديقه الذي لا ينفك عن محادثته والإطمئنان عليه فهو نعم الصديق ، ضغط علي زر الإيجاب ورد ملقيا السلام قائلا( السلام عليكم )


فأجابه صديقه قائلا( وعليكم السلام والرحمه ، زين أين أنت ولما لا تجيب دائما علي مكالماتي ، ولا أفهم لما ترفض ان تأخذ أجازه وتاتي ولو ليوم واحد لنراك ونطمأن عليك ، فلتسمعني جيدا عليك بالعوده سريعا فزفافي قريبا وأنا لن أقبل أيه أعذار )


تفأجأ زين مما قاله إسلام شرد قليلا يفكر هل سيتزوج بتلك السرعه فهو قد خطب من شهور قليله ، ولكنه فرح لأجله فتحدث قائلا (بالطبع سأكون موجودا فمبارك لك يا صديقي ..) 


أكمل زين حديثه مع صديقه إسلام وأخبره بأنه سيكون حاضرا في وقت زفافه ،  فعليه أن يحدث والده ويخبره بعودته حتي لا يغضب منه ويخيل إليه بأنه يعصي اوامره ولم يوافق علي أكمال شرطه ..


ضغط علي رقم والده وأنتظر ليأتيه الرد ، بعد ثواني سمع صوت والده يتحدث فتحدث معه و أطمئن عليه ثم أخبره بما يريده ، فستأذن من والده ليعود من أجل أن يكون بجوار صديقه في ليله مثل هذه ، فوافق والده وأخبره بأنه يشتاق إليه ووالدته كذلك تشتاق لرؤيته وأنه ينتظر قدومه فشوقه إليه يقتله ..


أنهي حديثه مع والده وأستلقي علي فراشه سعيدا أنه أخيرا سيعود ويلقاها ظل يفكر فيها كثيرا لا يعرف لكم من الوقت وعقله يرسمها أمام ناظريه ..


كان واقفا يطرق الباب بعنف فلا يستطيع الإنتظار لدقيقه واحده حتي يراها فقلبه يضرب بعنف وكأنه يريد الخروخ من بين أضلعه 

وجدها هي من فتحت الباب تقف أمامه في كامل حسنها وجمالها تنظر له بحب وأشتياق فسحبها من معصمها لترتطم بصدره ولف ذراعيه حولها يعتصرها بداخل صدره يريد أن تبقي هكذا بداخل أحضانه لأخر لحظه في حياته ..

فنحني وقبل وجنتيها بقبله رقيقه هادئه فتحرجت منه وقد أحمرت وجنتيها وشعرت بأنها ستفقد وعيها بأيه لحظه فرفعت ذراعيها لتتعلق برقبته ودموعها تتساقط لا تعرف إذا ما كانت دموع من خجلها منه أم دموع إشتياقها له أم دموع تترجاه بألا يبتعد مجددا  ..


شعر بدموعها التي بللت قميصه فتحدث وهو مازال علي وضعه محتضنا إياها (أحبك يا غزل بل أعشقك فعشقي يجعلني مجنونا بك فأغار عليكي من كل من يراكي بل أغار عليكي من نفسي ، أعلمي بأنك قد بلغتي مكانة عاليه في قلبي وهذا يغضبني لأنني أشعر بأنني أغضب ربي مني لذلك قررت البعد فلا تغضبي مني ولا تلؤميني فأنا أحبك وأدعو الله في كل صلاة أن يجمع بيننا فانا أدعو لكي كثيرا أكثر مما أدعو لنفسي ، فكيف أدعو لغيرك وأنتي عندي نفسي ...)


رفعت بصرها تنظر إليه وأثار دموعها ظاهره علي وجنتيها ومازال هناك دمع عالق في عينيها وجدته ينظر إليها فتحرجت من نظراته ومن نفسها كيف سمحت له بأن يقترب إليها بتلك الطريقه فأخفضت رأسها تنظر للاسفل ، فوضع كفه أسفل ذقنها ليرفع رأسها من جديد نظرت إليه بترقب وجدته يميل عليها ويقترب من شفتيها ليطبع قبله رقيقه عليهما ،أستيقظ من نومه مفزوعه ومرعوبا مما حلم به فظل يستغفر ربه كثيرا ويدعو الله قائلا( أستغفرك ربي وأتوب إليك  ، اللهم ارحم ضعفي وفرج همي واجبر كسري وآمن خوفي وأمطرني برزق من عندك لاحد له، وفرج من عندك لامد له، وخير من عندك لا عدد له.. )


ما أن أنتهي من دعاءه حتي غاص في النوم من جديد فأستيقظ في الصباح وغير ملابسه ليذهب لعمله ويخبر مديره بأمر أجازته وأن عليه العوده للمنزل لأمر هام ، فكانت السعاده تغمر قلبه ، لما لا فقد استجاب الله لدعائه ليحنن قلب والده عليه ويسمح بعودته ، فما أن دخل للشركه حتي لاحظ كل من يعمل معه السعادة الباديه علي وجهه فتحرك ليذهب لمكتب مديره ويطلب أجازه فمنذ شهور وهو يتمني العودة يفكر في ذلك اللقاء كيف سيكون فكل يوم يمر عليه يفكر فيها وفي اليوم الذي سيعود فيه ويراها واقفة أمامه تسترق النظرات إليه وإذا بادلها تلك النظرات يزداد أحمرار وجنتيها بالطبع لن يتمادي لأكثر من ذلك فذلك التمادي لا يظهر إلا بأحلامه فقط فيستيقظ و يستغفر من ربه فتلك الاحلام لا تمت للواقع بصله فهي مجرد تخيلات وهواجس في عقله الباطل ..


وصل لغرفة مديره وطرق علي الباب لياذن له بالدخول سمع صوته يأذن له بالدخول ، دخل زين الغرفه ووقف أمامه ملقيا السلام ثم تحدث قائلا ( سيدي أريد أن أخذ أجازه لبعضه أيام فمنذ شهور لم أخذ يوما واحدا ) 


أجابه مديره بإبتسامه مستفزه قائلا(حسنا يا زين لك ما تريد ولكنك من كنت ترفض الاجازات وكأنك تتهرب من شيء ما ..)


لم يجيبه زين علي فضوله بمعرفه سبب رفضه لأجازته ، بل أكتفي بشكره واستدار ليذهب ويحضر نفسه للسفر فمنذ أن أستأذن من والده ليعود ويحضر زفاف صديقه إسلام وهو يشعر بأنه محلقا في السماء الواسعه من كثره الفرح والسعاده فلقاءه بها لقريب ..


كانت غزل بغرفتها تجلس علي مكتبها شارده تتذكر جملته لها التي قالها قبل أن يسافر بيوم فهي تتذكر جيدا ما قاله وتحفظه عن ظهر قلب لقد بقيت طوال الليل مستيقظه تستعيد ما قاله واخذت تردد كلماته غزل سأسافر غدا عليكي بإنتظاري لحين عودتي مهما تأخرت فساعود من اجلك زفرت بغضب قائله لما لا يقولها صريحه غزل أنا احبك مثلما قلتها من قبل أيستكتر علي أن أسمع تلك الكلمه التي لطلما تمنيت ان اسمعها منه بخيل أنت في التعبير عن حبك يازين    

وقفت لتخرج من غرفتها وتذهب بإتجاه المطبخ لتحضر الطعام فوجدت عمها وزوجه عمها يجلسان ويتحدثون معا ويبدو علي وجههم السعاده فذهبت بإتجاههم ووقفت أمامهم لتسأل زوجه عمها عن سبب تلك السعادة الطاغية عليها فتحدثت قائله ( مابكي هل حدث شئ لم أعرفه فأنتي تبدين سعيده فعيناك تلمعان من كثره السعاده فهلا أخبرتني ما السبب لعلي أسعد ولو قليلا ... )  


فتحدثت زوجه عمها فلا تستطيع التحكم في مشاعرها وسعادتها المفرطه في عودة إبنها الغائب لشهور طويله قائله (سيعود ولدي سيعود وحيدي للبيت بعد طول غياب )


نظرت لزوجه عمها غير مصدقه ما نطقت به هل حقا قالت بأن زين سيعود زين سيعود يا اللهي ترفأ بحالي وأعيني علي ماهو قادم فلقد أضناني الشوق وبعثرني الحنين فكم من الصعب مقابلته بعد تلك الشهور ، هل أستطيع أن أظل متحكمه في مشاعري عند رؤيته فياللهي ترفأ بحالي أشعر بأنني سأفقد حياتي من فرط شوقي إليه..


في المساء كانوا قد أجتمعوا علي طاوله الطعام وبدوا بتناول الطعام في هدوء ..

بينما غزل كانت شارده تتلاعب بالملعقه في طبقها تريد أن تسأل زوجه عمها عن موعد قدومه ولكنها محرجه منها فلا تريد أن تسألها عن أي شئ بخصوص زين فحيائها يمنعها من ذلك .. 


وجدت زوجه عمها تسحب مقعدها لتقف فنظرت إليه متسائله ثم تحدثت قائله ( إلي أين هل تريدي شيئا قولي ماهو وأجلسي سأحضره إليكي )

تحدثت زوجه عمها بحنان وهي تربط علي كف يدها الموضوعه علي الطاوله قائله ( لا يا أبنتي أكملي طعامك هناك من يطرق علي الباب سأري من الذي يطرق وأتي )


وقف هي سريعا عن مقعدها ووضعت يدها علي كتف زوجه عمها لتجلسها من جديد علي مقعدها قائله (أجلسي أنتي فأنا قد شبعت وسأري من ذلك)


لم تنتظر أن تجيبها زوجه عمها وتحركت لتذهب وتفتح باب المنزل وتري من ذلك أمسكت بمقبض الباب لتفتحه وما أن فتح حتي شهقت بصوت مرتفع ، فرفعت يدها لتضعها علي فمها تكتم شهقاتها ودهشتها وفزعها فلم تكن تتخيل بأنه هو بل لم تكن تتوقع بأنه قد  أتي بتلك السرعه فلقد أخبرتها زوجه عمها منذ ساعات بأنه سيعود ولكنها لم تقول متي سيعود ..


كان واقفا أمامها ينظر إليها بنظرات عاشقه  ، فكم هو مشتاق إليها  تذكر ذلك الحلم فكم يتمني أن يصير واقعه معها ،  فإبتسم إبتسامه هادئه ونفض تلك المخيلاتك عن رأسه وجدها علي واضعها مجمده في مكانها وكأنها تمثال فتحدث قائلا ( غزل كيف حالك ..)


ولكنها لم تجيبه فأكمل حديثه ( هل سأبقي واقفا علي الباب كثيرا ، هيا تحركي كي أستطيع المرور ...)


فلم يلقي منها أي جواب قد يدل علي أنها سمعته فضحك ضحكة رجوليه هادئه وتقدم بخطوات بطيئه للأمام لعلها تتحرك ما أن تراه يتقدم منها ولكنها لم تتزحزح فبدأ يقلق عليها فرفع ذراعه وأمسك بكفها بين كفيه فنظرت لكفها الصغير الذي يحتضنه بين كفيه ورفعت بصرها لتنظر إليه ثم أطلقت صرخه عاليه تجمع علي أسرها عمها وزوجه عمها ..

صدم من رد فعلها فلم يكن يتوقع تلك المقابله منها فهمس قائلا تلك المجنونه ما الذي يحدث لها ألم تفعلها من قبل وبادرت بمسك كفي ...


وجد والديه واقفان ينظران إليه بغضب وكأنه أرتكب جرم ما فرفع كفيه الاثنين بمحاذاه كتفه قائلا (صدقوني لم أفعل لها شيئا ..) وأكمل حديثه وهو يقترب من والده ليسلم عليه ويطبع قبله علي كفه قائلا ( لقد سحبت طلبي فإبنت أخيك تبدو مجنونه منذ أن رأتني وهي علي تلك الحاله...)


سلمت عليه والدته ثم ذهبت بإتجاه غزل وأحتضنتها لتستكين غزل قليلا بداخل أحضانها فكم حسد والدته علي تلك الهيئه فقد كان يتمني أن يكون هو مكان والدته وغزل ترتمي بداخل احضانه ...

رفعت رأسها من حضن زوجه عمها وأدارت ببصرها لتبحث عنه في المكان هل كان ذلك هاجس أم واقع وهو هنا حقا كانت تبحث عنه إلي أن تقابلت نظراتهم معا كان واقفا شامخا بهيبه وجسد رياضي ، يشبك يديه الإثنين خلف ظهره رافعا حاجبا واحد ينتظر أن تفسر له ما حدث منذ قليل فتحرجت منه واخفت وجهها بين كفيها واجهشت في البكاء ..


لم أخطئ حين نعتها بالمجنونه هذا ما همس به ثم تحدث بصوت مرتفع قائلا ( لم أكن أعرف بأن مجئ سيضايقك بتلك الطريقة يا أنسه غزل ..)

نظر إليها والده وقد فهم الوضع وعرف بأن غزل كانت في حاله صدمه وأنها الأن بخير ووجوده يزيد من إحراجها وخجلها فقرر الإنسحاب وتركهم بمفردهم قليلا ..


بعدما تركهم والده وذهب فلحقت به زوجته فتحدث هو متصنعا الحزن قائلا( شكرا علي مقابلتك تلك فلقد عرفت كم أنا ثقيلا علي قلبك وكم كنتي مرتاحه في فترة غيابي.. )


واستدار ليذهب فرفعت ذراعها ووضعت كفها علي كتفه لتوقفه فنظر إليها تاره وإلي كفها الذي مازال موضوعا علي كتفه تاره أخري فانزلت كفها بحرج من نظراته وتحدثت بتوتر وخجل تتهته في الحديث قائله (زين أنا لم أقصد ما حدث منذ قليل ، لا اعرف ما أصابني فلقد أصابتني الدهشه عند رؤيتك فلم أتوقع مجيئك اليوم ، ولا أعرف ما حدث فكنت أظن بأنني أتخيلك وأنك لست موجودا وما يحدث كان مجرد هلاوس وهواجس من صنعي فأردت ان تطول تلك اللحظة لأستمتع بنظراتك التي كنت ترمقني بها لأكثر وقت ممكن ....


أقترب منها حتي أختلطت انفاسهم وتحدث بتلكأ قائلا ( وما هي تلك النظرات التي كنت ارمقك بها ..)


لم تتحدث ولم يستمع إلا لصوت أنفاسها المرتفعه فترفأ بها وأكمل حديثه قائلا (غزل أنا لن أقول لكي إلا شئ واحد قد يحسن من حالتك تلك وأعرف بانني قد تأخرت في قولها ، غزل أنا أحبك وإذا أراد الله فسيكون لنا في الحلال لقاء...)  


بنات هي الروايه مش عجباكم ليه مش بتعملوا تصويت وتقولوا رايكم في الكومنتات 😔


الفصل الحادي عشر 


كلما تلاقت أعيننا في نظره واحده تناسيت أحزاني وألامي فما أجمل عيناكي تشع نورا وحياة ... فعيناكي تفصح عن شيئا  في قلبك تخفأ ... فعيناكي أعتلت جمال النجوم فأي جمال بعد عينيكي يذكر  .. فلا يوجد قمرا كالذي بعينايكي ... 


لم تتحدث ولم يستمع إلا لصوت أنفاسها المرتفعه فترفأ بها وأكمل حديثه قائلا (غزل أنا لن أقول لكي إلا شئ واحد قد يحسن من حالتك تلك وأعرف بانني قد تأخرت في قولها ، غزل أنا أحبك وإذا أراد الله فسيكون لنا في الحلال لقاء...)  


وقعت تلك الكلمات علي قلب غزل  ليجعله يتراقص علي نغمات صوته العذب تسقط دمعات من عينيها من فرط سعادتها فأخيرا نطق بما تريد سماعه ، أخيرا جمع الله بين قلوبهم ..

فتحدثت قائله( زين أوعدني بأنك لن تبتعد عني )

نظر إليها ثم تحدث بنره صوت يكسوها الحزن ( لا أستطيع أن أعدك بذلك فعلي بالعوده بعد إنتهاء زفاف صديقي ولكني سأعدك بأنني سأعود ولن أذهب مجددا فأنتي روحي التي لا أستطيع العيش بدونها .. )


أحمرت وجنتها فزاد جمالها وقد صمتت قليلا ثم تحدثت لتداري إحراجها مما تفوه به وتلك الغيره التي تملكتها عندما  تحدث عن ذهابه لزفاف صديقه وهي تتخيل نظرات الاعجاب إليه من الفتيات فقالت ( أريد الذهاب معك لزفاف صديقك فأنا في حكم خطيبتك واريد الذهاب معك بتلك الصفة..)


ابتسم زين إبتسامه تحمل معني الحب ثم تحدث قائلا ( أتعترفين بأنك خطيبتي قبل أن يسمح عمك بذلك ، حسنا سأخبره في الصباح لأري ما هو رأيه..)


نظرت إليه بفزع وتحدثت قائله (زين لاتمزح في ذلك الأمر فأنا أخجل من عمي فلا تحرجني أمامه أرجوك)


تحدث وهو علي حاله ينظر إليها بتلك الإبتسامه وما تحمله من معني قائلا ( لقد أخطأتي عندما قولتي خطيبتي و عليكي بتحمل ثمن أخطاءك )


نظرت إليه بخوف وشك في ذات اللحظه فما الذي أخطأت في قوله ألم يعطيه أبيه كلمته بأنه موافق علي أرتباطه بها فما الخطا الذي أرتكبته الأن ...


أنتشلها من تلك الحرب قائلا( أنتي لست خطيبتي فقط وإنما أنتي إبنه عمي والحبيبه ومالكه قلبي وفؤادي )


نظرت إليه بحدقتين متسعتين وتحدثت قائله (زين يكفي ذلك أرجوك فكل ما أردته منك كلمه واحده ترضيني وليس كل ذلك الكم من الحديث عن حبك ومشاعرك تجاهي ترفأ بقلبي يابن العم فلقد كنت أترجي منك النظره والان أراك  واقفا تعترف بحبك .. )   


لم يتحدث أو يرمقها بنظرة بل وقف يبحث عن شيئا  بداخل جايبه فأخرج علبه قطيفيه صغيره ومد كفه إليها لتأخذها ، أخذتها وفتحتها وقد صدمت فقد وجدت بداخلها محبس جميل يخطف الأنظار  فتحدثت تتهته في الحديث من فرط أرتباكها وسعادتها (أهو لي أنه غايه في الجمال ، هل من الممكن أن ارتديه الأن )


أجابها سريعا (بالطبع أنه لكي ويمكنك أرتدائه منذ اللحظه فبوضعه حول إصبعك قد صرتي خطيبتي رسميا )


نظرت لزين بنظرات تحمل كما هائلا من مشاعر الحب التي تكنها له ثم نظرت لما بين كفيها فأمسكت بذلك المحبس ووضعته حول إصبعها ووقفت تتأمله لكثير من الوقت بينما كان واقفا يتأملها ويشاهد فرحتها فتحدث قائلا ( حسنا لقد تأخر الوقت يكفي ذلك فلتذهبي للنوم ..) ذلك ما نطق به زين بعدما أعطاها تلك الهديه التي ما أن رأتها حتي سلبت عقلها ..


أومأت له فلم تستطيع أن تتحدث فليس هناك حديث قد يعبر عما بداخلها ، تركته وذهبت بإتجاه غرفتها فذهبت لتتوضي ووقفت بين يدي الله عز وجل لتدعوه وتتضرع إليه فهو الملجأ والملاذ فكم دعت الله ليعوضها عن فقدانها لوالديها وقد عوضها بعائلة تحبها وتعاملها بأحسن معامله فظلت تدعو الله قائله (ر بي إني أسألك أن تريح قلبي وفكري وأن تصرف عني شتات العقل والتفكير .. ربي إن في قلبي أمورا لا يعرفها سواك فحققها لي يا رحيم .. ربي كن معي في أصعب الظروف وأريني عجائب قدرتك في أصعب الأيام .)


ظلت علي تلك الحاله طوال الليل فقد جفاها النوم فبقيت 

تدعو الله وتشكره علي لطفه وكرمه ..


في الصباح وقفت تعد طعام الافطار مع زوجه عمها فلفت أنتباه زوجه عمها ذلك المحبس الذي تضعه حوله إصبعها فتحدثت تشاكسها  قائله (أري بان هناك من قدم إليك هديه)

أجابتها وقد أحمرت وجنتها حرجا ( نعم زين قد جلبه من أجلي )

وقفت تنظر إليها زوجه عمها مستمتعه بإحراجها فتحدثت قائله (وهل أعجبك ذوقه )

تحدثت بسهتانه وهي لا تعي لما حولها قائله (بالطبع أي شئ من زين يعجبني )فأقت علي ما قالته وقد أخذت بالها من أبتسامه زوجه عمها المتسعه علي ما تفوهت به فتنحنحت قائله(  أقصد نعم أعجبني)  

حضنتها زوجه عمها وهي تتمني لها السعادة ، فرحه من أجلها ومن أجل زين فلقد وجد كلا منهم ما كان يبحث عنه، تدعو الله بان إبنها قد فاق قبل فوات الاوان  ...


تجمعوا حول طاوله الطعام أنتظرته ولكنه قد تأخر فلم يخرج من غرفته بعد ، ظلت تفكر لما تأخر قطع شرودها صوته يلقي بالتحيه أجابه الجميع وجلس مقابلا لها ليتناول طعامه فتحدث قائلا (أبي أريد أن أستأذن منك ، لأصطحب غزل لتحضر حفل زفاف صديقي بصفتها خطيبتي )  

نظر إليها عمها وراها مرحبه وتريد الذهاب معه فوافق علي مضض ثم أدار بصره ونظر لزين قائلا(حسنا ولكن لا تتأخر وأيضا نسيت أن أهنئك علي خطبتك لغزل دون علمي )  انهي حديثه ينظر إليه ينتظر رده فتحدث زين قائلا (هذه مجرد هديه بسيطه فلا يوجد شئ قد تغير فأنت الخير والبركه يا ابي وعندما تأذن ويحين وقت أرتباطي بغزل ساحضر لها ماتريده وتؤشر عليه )

أكتفي والده بما قاله زين فذلك ما كان يريد سماعه منه فأكملوا تناول طعامهم في هدوء ولكنه لا يخلو من تبادل النظرات المسترقه بينهما ...

 

بعد تناول الطعام ذهب ليتحدث مع والده ويخبره بانه لا يستطيع الانتظار اكثر وانه يريد أن يعرف الجميع بأن غزل تكون خطيبته وان كل شيء سيبقي كما هو فسيسافر بعد حضوره زفاف صديقه وسيرجع كل شيء كما كان طوال السته اشهر الماضيه يكفيه الان إعلان خطبتهم ، وافق والده علي إعلان خطوبتهم للأهل والجيران ولكنه عليه بالسفر سريعا فألسنه الناس لا ترحم فمن قبل كانوا ينظرون لغزل علي أنه أخته ولكن الان الوضع قد تغير  ....


ذهبت معه إلي فرح صديقه بصفتها خطيبته فاخيرا قد وافق والده علي أرتباطه بها رسميا فقد أتعبه فقد ظل يترجاه حتي وافق قبل أتمام شرطه فالان قد خاض نصف الطريق سيسافر تلك المره وهي خطيبته وعلي أسمه امال بنظره لينظر لكفها ويري محبسه يزين إصبعها وأستدار يتابع طريقه إلي أن وصل إلي تلك القاعة المقام بها حفل الزفاف ..


نزلت من السيارة ووقفت بجواره ثم تحركت لتدخل معه فأجلسها علي الطاوله وذهب بإتجاه صديقه ليسلم عليه  ويبارك له ، بينما كانت تنظر إليه وتتأمل كل حركه تصدر عنه سمعت سيده تتحدث عنه وتخبر الأخري بكم هو شاب وسيم وعلي خلق وأنها لو كانت لديها إبنه لزوجتها له وأن جميع من في الحفل ينظر إليه ، أدارت ببصرها في المكان من حولها لتجد جميع الفتيات في الحفل ينظرون إليه ولكنه لا يعيرهم أي إنتباه فلم يرمقهم بنظره واحده ، جلست لبعض الوقت في مكانها فلم تتحرك منه إلي أن وجدته يترك صديقه ويتجه إليها وصل أمامها ووقف ليخبرها بأن عليهم الذهاب ، وقفت علي مضض فما زال الوقت مبكرا ولكن حقا ذلك المكان لا يصلح لان يبقوا فيه لدقيقه واحده فلا يليق بها ولا بزين...


في السياره بعدما غادر زفاف صديقه كانت تجلس بجواره في صمت والغيره تنهش قلبها مما حدث في ذلك الزفاف فلما كانت القاعه مختلطه لقد كانت نظرات الفتيات لزين نظرات مستفزه فأين حياء تلك الفتيات تذكرت حديث تلك السيده التي سمعتها تتحدث مع صديقتها قائله لو عندي فتاه لكنت زوجتها إليه فجميع الفتيات تتمني شاب كزين ..


نظرت إليه وجدته جالسا يتابع الطريق في هدوء فتحدثت قائله ( زين هل من الممكن أن توقف السيارة لأتحدث معك قليلا )


نظر إليها بطرف عينه مستغربا ما الذي تريد الحديث فيه الان ثم أوقف السيارة علي جانب الطريق وأنتظر إلي أن تحدثت قائله ( زين ماهو رأيك عن التعدد)


ضحك بملا صوته فلم يكن يتوقع بأن ذلك هو ما تريد التحدث معه بشأنه حاول ان يتحكم في ضحكته فتحدث قائلا ( اذا كنت قلقه بأن أتزوج الثانيه فذلك الأمر بيدك وليس بيدي )

كتم ضحكته علي ماظهر علي وجه غزل عقب إنتهائه مما قاله...

فتحدثت قائله (أنا أعلم بان ذلك أمر الله عز وجل أجازه لكم ومؤمنه بذلك ولكني أريد أعرف رايك ..)


تحدث إليها قائلا(أنصتي ياغزل تلك غريزه التغير الله سبحانه وضعها في الراجل فيوجد راجل ملتزم لو حس بأنه بحاجه للأمر ، يفكر في الحلال ويتزوج علي سنه الله ورسوله ، وفي راجل أخر  إلا ما رحم ربي بيذهب في طريق الغلط وقد يقع في المعصيه وفي كلتا الحالتين الزوجه بيدها التغلب علي ذلك بإهتمامها ببيتها وزوجها والتغير من نفسها وذاتها للأحسن وألا تقصر في معاملتها مع زوجها وربها ..)


تحدثت قائله( هل من الممكن أن تتزوج في يوم للمره الثانيه..  )


شعر زين بحدة الموقف فأسرع في تلطيف الأجواء قائلا( هل سيكون معي ملكة وأنظر للجواري )


لم تشعر بتلك الكلمات العذبه التي خرجت من صميم قلبه فغيرتها كانت اقوي من أن تشعر بأنها من ملكته بكل جوارحه وأنه يؤكد لها بأن ليس هناك قبلها ولا بعدها إن شاء المولي ...


أشغل محرك سيارته ليكمل طريقه ويذهب الي المنزل فعليه ان يجهز حقيبته فسيسافر غدا في الصباح الباكر يدعو الله ان تمر تلك السته أشهر علي خير   ، استرق النظرات إليها فوجدها تنظر من نافذه السيارة شارده تتابع الطريق في صمت ، فلا يعلم ما حدث لكل ذلك ولما تسأل تلك الأسئله فهو لم يفعل شيئا قد يشعرها بأنه من هؤلاء هواة التعدد ..

وصل امام المنزل فما ان اوقف السيارة حتي ترجلت منها مسرعه لتدخل إلي المنزل فأسرع ليلحق بها ، ونادي بإسمها فلم تجيبه وأكملت طريقها فوضعت مفتاحها بالباب لتفتحه وتدخل ، وجدته يمسكها من معصمها يضغط عليه بعنف  ليديرها بإتجاهه وتحدث بغضب قائلا(هل من الممكن أن أعرف فيما أخطأت معك ، ولما أنت غاضبه وما كل تلك الأسئله اجيبيني ياغزل فسأسافر غدا ولن تراني لمده ستة أشهر فلا أريد أن أذهب وهناك ما يغضبك مني.. )


أمتلئت عيناها بالدموع وتحدثت بحشرجه تجاهد ليخرج صوتها قائله( لا عليك صدقني لست غاضبه منك يبدو وأنني حساسة جدا تلك الايام ، أرجوك أنسي ما قلته ولا تغضب مني ..)


تحدث بهدوء وقد أختفي غضبه قائلا (لست غاضبا منكي ولكني غاضبا من نفسي إذا كنت قد  أغضبتك ولم انتبه لذلك ..)  


نظرت إليه ولم تتحدث ثم استدارت لتفتح الباب ودخلت لغرفتها مباشره..


تنهد بصوت مرتفع ودخل إلي المنزل واغلق الباب خلفه وذهب لغرفته ليجهز حقيبته ويسافر في الصباح فسيكون عليه أن ينتظر لسته أشهر ليراها ويجتمع معها من جديد 

كان كلا منهم بغرفته يجافيه النوم فهناك من يفكر في كيف ستمر تلك السته أشهر من البعد والجفا ، وهناك من يفكر في المستقبل وحياتها معه وما سيحدث لها إذا فكر في الزواج لمرة ثانية ستجن إذا فعلها ، سمعت صوت أذان الفجر فذهبت لتتوضي وتتضرع إلي الله وتخرج تلك الافكار من عقلها  ..


في الصباح الباكر ودع والديه وسافر فلم يراها كم تمني أن تخرج وتودعه وتتمني له أن يعود إليها سالما ليجتمعوا سويا 

ولكنها فضلت المكوث بغرفتها علي أن تراه وتودعه ذلك ما فكر به هو ولكنها كانت بغرفتها تصلي وتدعو الله أن يعود إليها سالما وأن يجمع بينهم علي خير ..

الفصل الثاني عشر والأخير ..


هي زوجتي.. عنوانها عنواني وحبيبتي.. بستانها بستاني

ورفيقة العمر الذي أيامُه .. في بيتها أزكي من الريحان

هي أم أبنائي و روضة وهجتي وشريكتي في الفرح و الأحزان

هي من إذا ملّ الفؤاد .. رأيتُها زهراً جديداُ يانعَ الالوان

و إذا اشتكيت من الصعاب ..وجدتها سهلاً مريحاً لين الأركان

و إذا أتيت من الظهيرة ُتعباً.. كانت كأنفاس النسيم الحاني

في وجهها أمل و ملئُ عيونها .. هي نعمةُ الرحمن يا أخواني

نمشي علي درب السلام و في يدي يدها ..فتشعرني بكل أمان


مرت عليه تلك الفتره من أصعب ما يكون لا ينفك عن التفكير فيها ولا عن سبب غضبها وعدم رؤيتها له قبل سفره ، فتمر عليه الأيام لا جديد فيها يجهد نفسه في عمله حتي يكف عن تذكرها ولكنها تأبي أن تتركه للحظه أو تخرج من تفكيره سيجن من كثرة التفكير كيف هي ، ماذا تفعل ، ما بها ، كل تلك الأسئله تخطر علي باله ولم يجد إجابه لها ، لما لم يصادف ولو لمره واحده أن تجيب علي الهاتف ليسمع صوتها ويطمئن عليها تنهد بصوت مرتفع وأخذ نفس قويا يملأ به صدره لعله يسكن ألامه  ...


كانت بغرفتها ممسكة بهاتفها بين كفيها تتذكر حديثه معها ومحاولته لإرضاءها دون أن يفعل شيئا يغضبها ، تريد أن تهاتفه وتتحدث معه فتعتذر منه ولكن خجلها وحيائها يمنعها فهو الرجل لم يفعلها تخشي من رد فعله إذا فعلتها وهاتفته أن يغضب ويثور عليها  ..


فظلت تفكر كثير وقد قررت أنها ستهاتفه فهي من كانت مخطئة وأغضبته منها فلقد سلمت نفسها لشيطانها وسمحت له بالدخول بينهما ...


ضغطت علي زر الإتصال وأنتظرت ليجيبها سمعت صوته يتحدث ملقيا بالتحيه فأنقطعت أنفاسها ما أن أستمعت لصوته فعم الهدوء ولكنه لم يخلو من صوت أنفاسهما ظلوا يستمعون لصوت انفاسهم المرتفعه إلي أن تحدثت قائله (زين أنا أسفه ،أنا حقا أسفه لم أقصد ما حدث لا أعرف كيف فعلت ذلك وأغضبتك أرجوك سامحني ..)

لم يجيبها ولو بحرف واحد لو لم تستمع لصوت أنفاسه لظنت بأنه أنهي المكالمه ...

تخلي عن صمته ليتحدث قائلا( أعلمي بأنني أحبك ولن أحبك سؤاكي)


وضعت يدها على صدرها موضع قلبها فلم تتوقع تلك الكلمات لقد فأجأها بما قاله تخيلت بأنه غاضبا منها وأنه سيحدثها بجفاء كانت تنتظر توبيخه لها لأنها بادرت بمهاتفته  ولكنها قد أخطأت فكم هي غبيه لتشك في رجل مثل زين فهو أسم علي مسمي ، فأجابته بإحراج منكسه رأسها وكأنه واقفا أمامها ويراها قائله (وأنا أيضا أحبك ، زين كيف حالك هل أنت بخير )


تحدث زين بحب قائلا(أنا بخير ، فلا ينقصني غير رؤيتك فأدعو الله أن تمر تلك الشهور علي خير لأجتمع بمالكة قلبي وحوريتي ..)


أجابته بإرتباك قائله (ستمر علي خير بإذن الله فلم يتبقي الكثير ..)

ظلوا يتحدثون لبعض من الوقت ثم أنهي المكالمه وجلس يدعو الله أن يقرب البعيد وأن يجمع بينهما عاجلا 


فدعي الله قائلا( اللهم إني أسألك بخوفي من أن أقع بالحرام، وبحفظي لجوارحي، وأسألك يا رب بصالح أعمالي أن ترزقني زوجة صالحة تعينني في أمور ديني ودنياي، فإنك على كل شيء قدير، اللهم اغفر ذنبي وحصني وطهر قلبي. )


مرت الأيام والشهور عليهم بطيئه وكأنها سنوات فتتجدد تلك المكالمات بينهما من وقت لأخر للإطمئنان علي بعضهما البعض ، فها هو قد اقترب موعد اللقاء ، فلقد أنتظروا تلك اللحظة بفارغ الصبر فشوقهما قد زاد أضعاف مضاعفه وحنين لا حدود له...


أنهي عمله فأخذ أجازه وقد طلب أن يتم نقله مجددا فوافق مديره علي ذلك فجهز حقيبته وجمع أشيائه ليعود فقد أنتهت رحلته وأنتهي شرط والده فعليه بالعوده والبدء من جديد ..

  

وصل للمنزل فما أن وقعت عينيه عليها فتلألأت عيناه بالدموع ترقبا لوجودها الذي يملأ حياته بالفرح والسعادة فما أصعب الفراق يزيدنا حزنا وألما ...


بينما كانت هي أسوء من حاله تقف تهمس بإسمه وخفقات قلبها تزداد فترسم بسمة علي شفاهها تعطي للحياة ألوانها وبهائها فتتساقط دمعات الفرح فما أجمل لقاء الأحبه ..

سلم علي والديه وقبلهما وعيناه عليها لا تفارقها  ، فظل يتبادل معها تلك النظرات التي تحمل من الحب والشوق الكثير والكثير إلي أن أنتهي اليوم بذهاب كلا منهم لغرفته ليحظوا بقسط من الراحه بعد ذلك الكم من المشاعر والسعادة المفرطه   ...


في الصباح جلس زين مع والديه يتحدث معهم ويحدد موعد زفافه بمن ملكت قلبه وكيانه ،  فدخلت غزل فنظر إليها ليراها بفستانها الفضفاض وحجابها الذي يزيدها جمالا ونورا جلست علي مقعدها تستمع إليهم فوجدته يتحدث مع والده ويحددوا الزفاف مما جعل قلبها يتراقص من فرط سعادتها فأخيرا سيتحقق حلمها وتكون زوجه لحب طفولتها وصباها ..


كانت شارده تتخيل حياتها مع زين وهي زوجته وتحمل أسمه وكيف سيكون شعورها في ذلك الوقت وجدت عمها ينادي عليها وينتظر منها شئ فتحدثت قائله (أسفه ياعمي ولكني لم أسمع ماتريده ) فتحدث عمها يسألها مجددا عن رأيها إذا كانت موافقه علي عقد القران أخر ذلك الشهر أي بعد أسبوعين فقط  ..


أخفضت رأسها وأشبكت كفيها تحاول أن تداري إحراجها منه  فتحدثت بصوت منخفض جاهدت لإخراجه قائله(الرأي رأيك يا عمي والقرار قرارك ..)


فتحدث عمها فلم يريد إحراجها أكثر من ذلك قائلا (علي بركة الله ،مبارك لكما )


سعد زين بموافقه والده ونظر إليها ليهمس لنفسها قائلا( أقترب موعد اللقاء فقد زاد الإشتياق وحن القلب للوعه اللقاء ، وحن الربيع إلي زهر مبسم الحياه فأقترب اللقاء .. )


بعد أسبوعين كان زين بغرفته يرتدي حليته التي تزيده جمالا ولحيته السوداء المهندمه تزيده جاذبيه ووقارا ، خرج من غرفته ليقابل والده فهمس قائلا( ماشاء الله فليحميك الله يا بني  .. )


تؤجه زين إليه وقبل كف يده ثم أحتضنه وذهب ليخرج من البيت هو ووالده ليحضر حبيبته ويذهب إلي قاعة الزفاف ليتم الإشهار وتكتب حبيبته علي أسمه طوال العمر ....


وقفت السياره أمام القاعه ليمسك بيدي حوريته بعدما فتح لها باب السياره متجها بها إلي الداخل فكانت في أبهي صورتها بفستانها الأبيض وحجابها الذي ينير وجهها وزينتها الهادئه ، يظهر علي ملامحها الإرتباك والخوف ،  فأوصلها زين إلي قاعة النساء ثم توجه هو إلي قاعة الرجال  ...


تابع زين الترحيب بالحضور وتلقي المباركات من الأهل والأصدقاء يتمنون له حياة سعيدة... 


تم عقد القران وقد تم الإشهار وأعلن زين عن فرحته الكبيرة  يحتضنه والده متمنيا له السعاده ..

لحظات حتي أخذ والده بيده إلي قاعة النساء  ليأخذ حوريته وزوجته إلي جنتهم ، نعم جنتهم التي أعدها لمن ملكت فؤاده وكيانه ، دخل إلي قاعة النساء وكانت عينه لاتري غيرها فشعر بأن الزمن توقف عند تلك اللحظة وصل إليها فأمسك بكفيها وطرق العنان لنظرات عينيه لتخبرها عن شعوره وأحساسه في تلك اللحظه ، شعرت غزل ببروده تسري في جسدها فظلوا يتبادلون النظرات وقد نسيوا بأن عيون الحاضرين تلاحقهما متمنيه لهما سعادة أبدية ..


وضع زين قبله علي كفيها مما جعل حيائها وخجلها يظهر علي وجنتيها ليزيدهما إحمرارا ..


كان مازال ممسكا بكفها ينظر إليها ويتأملها بكل ما فيها فهي حلاله وزوجته فأنشد قائلا..

هي زوجتي و حبيبتي ... هي المسكن والملجأ فعنوانها عنواني ...فهي زوجتي ورفيقة العمر .. وقدري الجميل الذي أنتظرته طويلا فاللهم إني أحببتها فلا تحرمني رفقتها طوال العمر ..

وقعت تلك الكلمات علي قلب غزل لتجعله يتراقص مع كل حرف يخرج من شفتيه ودموع عيناها تتساقط من فرط سعادتها وخجلها في ذات الوقت فتشكر الله أنه جمع بينهم علي خير ...


وصلا سويا إلي جنتهم التي لطالما تمنوها ، فوقفت غزل تنظر إليه وتحدثت قائلا ( أعدك بأنني سأكون الزوجة التي تتمني ..)


أقترب منها حتي أختلطت أنفاسهما وقبل أعلي رأسها وتحدث قائلا ( وأنا أعدك أن أكون لكي السند والرفيق والحبيب بل أعدك بأن أكون لكي وطنا ومأوي لأنفاسك فأشاركك أحلامك وأحقق أمالك وأخفف آلامك ..)


أذابت تلك الكلمات قلب غزل فتحدثت قائله ( أعدني بأنك لن تبتعد عني )

تحدث زين وهو يضع قبله علي جبينها جعلت غزل تسبح في عالم اخر ( أعدك ، فلا أحد يستطيع العيش بدون روحه)


مر ما يقارب العام ونصف علي زواجهما فقد رزقهما الله بطفل جميل يحمل ملامح زين فسماه علي أسم عمه الراحل  ليظل أسمه موجودا ويذكر بينهما ، فتمر الأيام والسعادة تملئ قلوبهما وحبهما يتجدد كل يوم ..

  

                         * تمت بحمد الله*



تعليقات

التنقل السريع
    close