القائمة الرئيسية

الصفحات

غرام_المغرووور لبارت_الرابع_عشر والخامس عشر

 


غرام_المغرووور

لبارت_الرابع_عشر والخامس عشر


..قناعة!!..

ركضت "إسراء" مبتعدة عن باب الغرفة تبحث عن مخرج آخر تحت أنظار "فارس" المندهشه من رد فعلها..

"أهدي يا بيبي دا أنتي مرات فارس الدمنهوري يعني متخفيش من أي حاجة ولا أي حد"..

أردف بها "فارس" وهو يسير نحو الباب التي لم تتوقف خطيبته "ديمه" بالطرق عليه، وهم بفتحه.. لتهرول إليه "إسراء" وتمسك كف يده الضخمة بيدها الصغيرة، وجذبته بعيداً عن الباب قبل أن يفتحه وتحدثت بصوت يكاد يكون مسموع..

"يا بيه محدش يعرف أني مراتك، وخطيبتك لو عرفت أكيد هتنقهر وأنا ميرضنيش أكون سبب في قهرة ست زيي، وكمان مش عايزة حد يبصلي بصه مش كويسه..فخليني أخرج من غير ما حد يشوفني وخصوصاً خطيبتك اللي مفحومة من العياط برة دي"..

لم تجد منه رد على حديثها.. فقد ينظر لها بابتسامة حالمة.. ضيقت عينيها ونظرت له بستغراب.. لتشعر بيده تحتضن يدها ويضغط عليها بقوة محببه.. انتبهت لحالها وأنها هي من تمسك بيده فأسرعت بسحب يدها منه ببعض العنف، وتابعت بنفاذ صبر..

" في زفت باب تاني أخرج منه؟!"..

"خليكي معايا..متخرجيش"..

همس بها "فارس" بنبرة راجية.. بل متوسله وهو يتمعن النظر لملامحها الرقيقه بهيام..

حركت "إسراء" رأسها بالنفي، وببوادر بكاد همست..

"بحلفك بالله سبني أخرج.. أنا مش هستحمل أكون سبب في كسر خاطر حد.. كسرة الخاطر بتجلب المخاطر"..

دموعها أجبرته على الخضوع لطلبها على مضض.. نفخ بضيق، وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب، وبلحظة كان حاوطها بذراعه السليمه، واضعها على كتفيها رغم اعتراضها، وسار بها نحو مرآه كبيرة معلقة على إحدي جدران الغرفة..ضغط على جزء منها فتحركت من مكانها، لتجحظ أعين" إسراء" حين ظهر باب سري يؤدي إلى حمام الغرفة التي خصصها لها..

رمقته بنظرة حارقة، وضربت الأرض بقدميها بغيظ وهي تخطو لداخل الحمام، وهمست من أسفل أسنانها..

"المرايه دي بتظهر اللي في الحمام من عندك مش كده؟!"..

ابتسم "فارس" بتساع وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب، وببراءه مصطنعه تحدث..

"بس اطمني يابيبي انا ماكنتش ببص علي حد غيرك أنتي بس"..

"أبو سفالتك يا أخي.. اقفل الزفت دا"..

أردفت بها "إسراء" بغيظ وغضب شديد وهي تمسك بيدها إحدي زجاجات سائل الاستحمام وتقذفه بها لكنه تفادها بمهاره،و القي لها قبلة بالهواء قبل أن تنغلق المرآه مرة أخرى ليظهر عندها هذا الباب على هيئة مرآه..

"كان بيبص عليا وأنا في الحمام الوقح اللي ماشفش تربيه دقيقة واحده"..

تمتمت بها لنفسها ببكاء، وهي تسير لخارج الحمام.. لتقفز بفزع حين شهقت والدتها بقوة مردفة بذهول..

"بسم الله الرحمن الرحيم.. بت يا إسراء أنتي طلعتي منين يابت؟!"..

لمحت على ثيابها أثار دماء فتابعت بخوف ولهفه..

" وأيه الدم اللي على هدومك دا يا بنتي"..

اقتربت منها "إسراء" وارتمت بحضنها وتحدثت بهدود قائله..

"متخفيش يا ماما..دا مش دمي.. دا دم فارس زفت بيه السافل"..

ضربت" إلهام" على صدرها بكف يدها، وببكاء قالت..

" يالهوي قتلتيه يا إسراء؟!.. ليه كده يا بنتي..عمل فيكي ايه علشان تقتليه.. ياخسارة شبابك يا ضنايا؟!"..

ربتت" إسراء" على يدها بحنان وتحدثت بصوت عالِ قليلاً قائله..

"ياااا مامااااا اقتل مين بس.. ما هو زي القرد في أوضته"..

بكت بصطناع وأكملت محدثه نفسها..

"رغم أنه يستاهل والله اخلص عليه اللي عمال يقولي يا بيَبي وطلع وقح وبيبص عليا وأنا بعمل بيِبي"..

ضمتها "إلهام" بحب وتحدثت بتساؤل قائله..

"طيب فهميني أيه اللي حصل، وشكلك معيطه ليه يا قلب أمك"..

تمسكت بها "إسراء" بكل قوتها، وبدأت تبكي بنحيب مردده من بين شهقاتها الحادة..

" بنتي و رامي واحشوني أوي يا ماما"..

بكت" إلهام" لبكائها، وبشتياق قالت..

" ومين سمعك.. البت بنتك واخده قلبي معاها يا إسراء.. ربنا يردها لحضنك يا ضنايا، ويبرد قلبك ويعوضك خير عن كل الوجع اللي شوفتيه في حياتك يا بنتي"..

"مافيش حاجة تعوضني عن رامي أبو بنتي وحب عمري يا ماما"..

همست بها وهي تعتدل جالسة ونظرت لوالدتها، وتابعت بتنهيده حزينه..

"انتي عارفة يا ماما برغم ان رامي كان علي اد حاله في كل حاجة بس كانت راحة البال والرضا والقناعة ملين حياتنا بركة"..

دارت بعينيها للغرفة الفاخمه التي تفوق منزلها اتساع وضحكت ساخرة..

" شوفي فارس بيه دا عايش في قصر عامل إزاي وعنده حرس اد أيه وجاي من شوية دمة سايح بعد ما ناس طلعوا عليه رنوه علقة معتبرة"..

" إلهام ".. " لا حول ولا قوة الا بالله .. ليه يعملوا فيه كده بس"..

اجابتها "إسراء" بأسف..

"بيقول عنده أعداء عايزه تقتله.. اهو اللي زي دا تلاقيه مبينمش، ولا عمره عرف يعني اية راحة البال رغم كل فلوسه ونفوذة دي كلها"..

نظرت لها" الهام" وابتسمت بعبث وتحدثت بجديه مصطنعة..

"هو صحيح جريئ شويتين تلاته بس تصدقي صعب عليا يا بت يا أم إسراء، وشكله كده هيصعب عليكي انتى كمان وقلبك هيمله"..

هبت" إسراء" واقفه ومسحت عبراتها وسارت نحو باب الغرفة وهي تقول بثقه..

"قلبي انا قفلته، وعمره ما هيميل لحد بعد رامي الله يرحمه"..

أنهت جملتها، وفتحت الباب وتابعت قبل أن تخطو للخارج..

" انا هروح أكمل شغلي في المطبخ وهطلعلك على أذان المغرب علشان أساعدك تتوضي.. ادعيلي من قلبك يا ماما بنتي ترجع لحضني"..

رفعت" إلهام" يدها للسماء وبدأت تدعو من صميم قلبها مردده..

" ربنا يلم شملك انتي وبنتك، ويريح قلبك ويسعدك ويرزقك الفرح والهنا مع اللي يستحقك يا إسراء يا بنتي"..

بينما تسير" إسراء" الباكية تنظر لفخامة القصر حولها وتتذكر شقتها الصغيرة وزوجها الخلوق..

رغم أنه لم يكن أفضل من غيره، ولكنه جعلها تملك قناعة قوية تجعلها ترفض مقارنتة بأحد..

بنظرها السعيد من راض نفسه على الواقع والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان..

فالقناعة خير من الغنى. في العالم كثيرون ممن يبحثون عن السعادة وهم متناسين فضيلة القناعة..

فإذا كان هذا ال "فارس" غني بأمواله.. فهي تري أنها اغني منه.. يكفي انها تملك ” غنى النفس ” تشعر أنها غنيه بنفسها وليس بما تملك.. تستمد قيمتها من نفسها..

فمن لا يرضى بالقليل لا يرضى أبداً..

اغمضت عينيها ببطء لتهبط دمعة حارقة على وجنتيها حين تردد بذهنها جملة كانت تقولها لزوجها دوماً..

"إذا طلبت العِزَّ فاطلبه بالطاعة، وإذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فمن أطاع الله عز وجل  نصره، ومن لزم القناعة زال فقره"..

وقفت أمام باب المطبخ وجففت عبراتها، ورسمت الصارمة والحزم على ملامحها الرقيقه، وخطت للداخل بخطوات ثابته..

تنقلت بنظرها بين الفتيات العاملات بملابسهن القصيره للغايه تصل بالكاد لمنتصف فخذهمن، وتحدثت بجديه، وهدوء بأن واحد قائله..

"الكل يسيب اللي في ايده بعد إذنكم خليني اخد مقاستكم للينيفورم الجديد"

اقتربت منها "صابرين" مديرة المطبخ، وهي ترمقها بنظرات ناريه حاقدة وتحدثت بتعالي وتكبر مردفة..

"وأنتي تبقي مين علشان تاخدي مقاسنا؟!"..

"أبقى اسألي اللي مشاغلك، وهاتيلي حاجه يا شابة اخد بيها مقاستكم"..

قالتها" إسراء" وهي تربت على كتفها بقليل من العنف..

" أنتي مش هتعملي اي حاجة قبل ما اسأل فارس باشا بنفسي يا بتاعه أنتي"..

قالتها "صابرين" وهي تسير لخارج المطبخ قاصدة جناح فارس الساحرة..

..........................


يجلس على إحدي المقاهي بعدما ظل يسير لأكثر من ساعتين يحاول الفرار من مراقبينه ولكن جميع محاولاته فشلت..

فقد تفاجئ بأكثر من سيارة تسير خلفه.. أخرج هاتفه وطلب إحدي الأرقام وأنتظر الرد وهو يحدث نفسه بأسف..

"كده مش هعرف اجيلك يا فارس باشا"..

"تامر.. أنت فين يا حبيبي؟!.. طمنيني عليك.. أنت كويس"..

أردفت بها "إيمان" بلهفه شديدة..

"تامر" بابتسامة.. "أنا كويس متخفيش.. طمنيني انتي و إسراء عاملين ايه؟! "..

"إيمان".. "إحنا بخير طول ما انت بخير.. شكل مشوارك منفعش"..

" تامر"بأسف.." لا منفعش وشكله مش هينفع الليله وبكلمك علشان تحضري الغدا.. انا جاي في الطريق.. شوفي لو عايزه حاجة اجبهالك وأنا جاي"..

"إيمان" بفرحة غامرة فقد عاد لها زوجها الحنون بطبعه الهين اللين.." عايزه سلامتك وبس يا حبيبي.. متتاخرش علينا"..

" تامر".. "ان شاء الله مسافة السكة.. مع السلامة "..

أغلق معها، وهب واقفاً ووضع يده بجيب سرواله وأخرج بعض النقود وضعهم على الطاولة، وسار نحو منزله وهو ممسك بهاتفه يكتب بها رسالة نصها..

"أنا معرفتش أخلع من اللي مراقبني.. هستني منك رسالة يا باشا تقولي هنعمل أيه"..

فور تأكده من وصولها قام بمسحها في الحال..

...............................

.. بجناح فارس..

بعدما قاموا الأطباء بمعالجة جروحه.. يقف أسفل الميه التي تنهمر عليه بغزاره ينعم بحمام بارد يساعده على الراحة قليلاً من الذكريات التي تداهمه قبل أكثر من عام مضي..

.. فلاش باااااااااااك..

يجلس بمكتب شركته ينظر لشاشة كبيرة تظهر جميع العاملين بالصوت والصورة..

يقف بجواره إحدي العاملين ويتحدث بأحترام شديد قائلاً..

"فارس باشا جالنا معلومات ان في موظف عايز يوصل لسيادتك بأي طريقة بيقول عنده معلومات خطيرة عايز يقولها لمعاليك"..

"وريني شكله ايه الموظف دا؟!"..

قالها "فارس" وهو يشير له على الشاشة أمامه..

أسرع العامل بالظغط على جهاز التحكم بالشاشة ليظهر "رامي" يقف بأحدي الجوانب ممسك هاتفه يتحدث به بوجه يظهر عليه التوتر، والقلق والخوف..

"هو دا يا فندم"..

" فارس".. بأمر.." عايز اسمع بيقول ايه، وخلي واحد من رجالتنا تراقبه زي ضله"..

"إحنا فعلاً مراقبينه وسيادتك تقدر تسمع هو بيقول ايه من على تليفوني.. واحد من رجالتنا يبقي أقرب أصحابه وبيسجله النفس اللي بيتنفسه"..

اخذ "فارس" الهاتف وبدأ يستمع بتركيز ل" رامي" الذي لم يكن  يحدث سوا زوجته،وكانت أول كلمة استمع لها هي إسمها الذي راقه كثيراً..

" إسراء.. أنتي رزقي الحلو في الحياة.. زي ما قال رسولنا الكريم الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة.. واحدة غيرك كانت شجعتني على الغلط وخلتني أقبل الرشوة واسكت عن الحق.. لكن أنتي أصيلة.. بترفضي ملايين هكسبها بالحرام، وراضية تعيشي معايا بملاليم بالحلال..اللي زيك قربوا ينقرضو يا أحلى إسراء.. ربنا ميحرمنيش منك"..

حديثه جعل الدهشه والذهول تعتلي ملامحه.. أيعقل مازال يوجد نساء من هذه النوعية؟!..شئ ما بداخله تمني ان يكون بمكان هذا الرجل الذي فاز بزوجة كهذه..دفعه فضوله لرؤيتها..

فنظر للعامل الواقف بجواره، وتحدث بأمر قائلاً..

" تجبلي كل المعلومات عنه هو وكل أسرته وأولهم مراته"..

.. نهايه الفلاش بااااك..

"من أول لحظة شوفتك فيها وأنتي سحرتيني واتمنيتك تكوني ليا يا ساحرة"..

تمتم بها "فارس" وهو يغلق صنبور المياه، وغادر حوض الاستحمام بعدما جذب منشفة كبيرة لفها حول خصرة، وأخرى يجفف بها خصلات شعره الحريريه، وسار لخارج الحمام متجه نحو غرفة الملابس..

لينصدم ب "ديمه" التي ألقت نفسها داخل حضنه وضمته بحميميه مردده..

" كنت سبتني أساعدك وانت بتاخذ الشور بتاعك يا حبيبي"..

بعدها عنه بضيق، وتحدث بغضب..

"ديمه فوقي لنفسك بقي أنتي مش صغيره ولا مراهقه على حركاتك دي، ويله اخرجي خليني البس هدومي عندي مشوار مهم"..

صكت على أسنانها، وتحدثت بهدوء رغم غيظها..

"مكنتش سنه دي اللي انا اكبر منك فيها يا فارس علشان تزلني بيها كل شويه"..

عقدت يديها أمام صدرها، وتحدثت بحاجب مرفوع..

" ومن أمتي وانت بتخرجني من اوضتك وانت بتغير هدومك؟! "..

أعطاها ظهره، وأمسك سيجاره الفاخر اشعله وتناوله، وزفره على مهل وهو يقول..

"من انهارده، وعايزك تفتكري ان اللي بنا مجرد بسنس علشان شكلك نسيتي، وكمان انتي عارفه اني مبعدش كلمتي مرتين"..

جملته الأخيرة كانت تحذير لها بأن تغادر جناحه على الفور.. لم تجد أمامها غير الانصياع لأوامره كعادتها،وسارت مسرعه نحو الخارج بخطوات غاضبه قبل أن يلقيها هو بالخارج..

نظر لاثارها بجمود، وارتدي ثيابه المكونه من قميص أبيض، وسروال من الجينز قاتم اللون، وخذاء رياضي بلون القميص .. صفف شعره بعنايه، ونثر عطره ذات الرائحه المثيرة بسخاء، وأمسك هاتفه تفحصه لبرهه مدمدماً..

"اممم كنت عارف أنهم مش هيبطلو يرقبوك يا تامر.. كده يبقي أنا اللي هروحلك.. مش هينفع اسيب البنت بعيده عن إسراء أكتر من كده"..

طرقات متتاليه على باب الجناح جعلته يتحدث بقلق قائلاً..

"ادخل"..

اندفعت "صابرين" نحو الداخل، واقتربت منه وقفت أمامه وتحدثت بغضب هادئ قائله..

"فارس باشا البنت الجديده اللي إسمها إسراء شايفه نفسها علينا كلنا، وعايزه تغير الينيفورم بتاعنا كمان علي مزاجها وبتقول ان سيادتك اللي قولتلها"..

سار "فارس" لخارج الغرفة وهو يقول بأمر.. "تعالي ورايا"..

ابتسمت" صابرين" بنتصار وهرولت خلفه ظناً منها انه سيقوم بتوبيخ "إسراء" كما يفعل مع كل من تشكو له منه..

" كل اللي في القصر يجمع عندي هنا حالاً "..

قالها" فارس" بصوت جوهري..جعل جميع العاملين يقفون أمامه صف واحد بأقل من لحظه..خافضين رؤوسهم باحترام..

تنقل بنظره بينهم حتي توقف بعينيه على ساحرته، وبدأ يسير ببطء حولهم، وهو يقول بصرامه..

"من انهارده في نظام جديد هتمشو عليه"..

وقف خلف" إسراء" مباشرة وابتسم بخبث، ورفع يده وسار بأصابعه على ظهرها صعوداً وهبوطاً.. اتسعت عينيها على أخرها، وتسارعت دقات قلبها بجنون ، وتحول وجهها لكتله حمراء من شدة خجلها..

ليتابع هو بصوته الحازم ويده لم تبتعد عن ظهرها.. بل تعمق أكثر وبدأ يفتح سحاب فستانها ببطء مريب..

"قوليلهم ايه هو النظام يا إسراء"..

أي "إسراء" فقد أصبحت بحاله يرثي لها.. أوشكت حقاً على الإغماء، وبعدم تصديق تحدث نفسها..

"لا انا بيتهيألي أكيد هو مش وقح لدرجاتي"..

استجمعت قوتها بعدما اوهمت نفسها ان ما يفعله ليس حقيقي، وتحدثت بهدوء عكس ما بداخلها من بركان غضب..

"ممنوع اللبس العريان، ممنوع العمل في وقت الصلاة.. أول ما الآذان يأذن كلو يسيب الشغل اللي في ايده ويصلي فرضه ويرجع يكمل شغل.. ممنوع اي نوع من الخمور تدخل القصر نهائي"..

أغلق سحاب فستانها، وهو يقول..

"اللي قالته إسراء دلوقتي، واي حاجه تقولها تتنفذ بالحرف بدون نقاش.. مفهوم"..

اجابه جميع العاملين بنفس واحد.." مفهوم يا فارس باشا "..

"كل واحد على شغله يله"..

قالها" فارس" بصوت عالِ نسبياً يظهر به لهم انه غاضب للغايه الآن .. بينما هو اكثر من سعيد.. هرول الجميع على أعمالهم.. انتظر هو حتي تأكد من عدم وجود أحد، وركض خلف ساحرته التي أوشكت على الوصول للمطبخ، وانتشلها داخل حضنه ظهرها مقابل صدره، ومال على وجنتيها قبلها بعمق مردداً بفتنان..

"ينفع تبقي حلوة وتجنني أوي كدة"..

لهنا ولم تحتمل أكثر وسقطت بين يديه فاقده الوعي..

انتهي البارت..

يُتبع ..

#غرام_المغرووور 


#البارت_الخامس_عشررر


أعلنت حربي عليكِ!!.. 

"خديجه".. 

كانت جالسه داخل غرفة المكتب تقرأ إحدي روايات نسمة مالك كاتبتها المفضلة..

 (ميرسيي يا ديجا☺️)..

 ليصل لسمعها صوت "فارس" وهو يأمر بجمع العاملين بالقصر.. عقدت حاجبيها بستغراب، وهبت واقفه تنظر من نافذة الغرفة.. تتابع ما يحدث بصمت.. 

لتجحظ عينيها حين رأت ما يفعله "فارس" بظهر "إسراء" وفستانها.. رفعت كف يدها تكتم شهقتها مردده بصدمة.. 

"يا فارس يا باد بوي".. 

حركت رأسها بيأس من تصرفاته، وبشفقه أكملت.. 

"هيموت البنت من عمايله دي والله".. 

شهقت بقوة حين سقطت إسراء فاقدة الوعي بين يديه، وهرولت راكضة نحوهما وهي تقول بغضب طفولي.. 

"شوفت عمايلك النوتي عملت أيه في البنت يا ولد".. 

حملها "فارس" بلهفه، وصعد بها الدرج على عجل مردفاً بقلق.. 

"ديجا هاتي الدكتوره وحصليني على جناحي بسرعة".. 

توجهت "خديجه" نحو الغرفة المخصصه للأطباء القصر، وتابع هو الصعود بخطوات حذرة حاملها بين ذراعيه غير عابئ لجرح يده.. رفعها قليلاً ،ومال على جبهتها يمطرها بسيل من القبلات مدمدماً.. 

"هتخلعي قلبي من مكانه يا إسراء".. 

دفع باب الجناح ، وخطي بها للداخل، واغلقه بقدمه، واقترب من الفراش وضعها عليه بحرص، وأسرع بفك حجابها وابعاده عنها.. 

لينتبه لفستانها وأثار دمائه التي ما زالت عليه..انبلجت ابتسامة على محياه الوسيمه مردداً.. 

"ماشيه بدمي على فستانك؟! ".. 

لم يفكر مرتين، وبجراءه بدأ يخلع فستانها الأسود حتي أصبحت بقميص من القطن من اللون البنفسج ذات حمالات رفيعه، وفتحة صدر واسعه تظهر جمال وفتنه بشرتها الحليبه.. 

تأملها بعينيه بهيام، وهو يتنهد بصوت عالِ، ومد يده لشعرها فك عقدته وأخذ يمسد عليه بنبهار وهو يقول.. 

"ساحرة.. مغلطتش أبداً في وصفك يا ساحرتي".. 

مال على يدها وبدأ يقبلها ويصعد بشفتيه على طول ذراعها ببطء حتي وصل لكتفها العاري.. لتأن هي بضعف متمتمه.. 

"اممم.. إسراء واحشتيني يابنتي".. 

"هجبهالك انهارده مش بكره يا إدمان فارس".. 

أردف بها داخل اذنها وهو يلثم عنقها بقبلات متفرقة،وأخرج هاتفه من جيب سرواله، وأسرع بأرسال رسالة صوتيه قائلاً.. 

"جهز إسراء الصغيرة هاجي أخدها انهارده بنفسي".. 

أنهى جملته، والقي الهاتف من يده بأهمال، وانهال عليها بقبلاته الساخنه مره أخرى.. 

طرقات على الباب جعلته يعود لصوابه.. ابتعد عنها على مضض،وسار نحو غرفة ملابسه، وهو يتحدث بصوت صارم قائلاً.. 

"ثواني محدش يدخل".. 

أحضر كنزه زرقاء اللون من ثيابه وهرول نحو ساحرته والبسها أيها.. 

انتفض قلبه،وجسده انتفاضة قوية حين شعر بملمس جسدها الناعم بين يديه.. 

دون أرادته ضمها لصدره، واستنشق عبيرها وقلبه يصرخ بكلمات عشق لم يخطر بباله ان يقولها لأنثي يوماً،ولكن"إسراء" لم تكن اي أنثى هي ساحرته.. 

دفن وجهه بخصلات شعرها، وبهمس قال.. 

دعني أتنفسك، فحبك يهيمن علي أحساسي ويصيب قلبي برعشة لا تنتهي. أحبك يا من أشعلتِ نيران عشقي وأشواقي، وجعلتُ لكِ وحدك وطناً في قلبي، ورسمتِ وجودك في نظري كفجر العيد.. 

احتضن وجهها بين كفيه واستند على جبهتها بجبهته، وأخذ نفس عميق يملئ رئتيه بأنفاسها مكملاً بتأوه.. 

اااه أحبك أيتها العنيدة.. بل أعشقُ فيكِ كل شيء عفويتك، غيرتك، قسوتك، رقّتك، بسمتك، دمعتك، صمتك؛ حتّى غضبك أعشقه، طريقة مشيتُكِ أعشقها، وكل ما أكرههُ هو مفارقتك، أعشقُ حروف اسمُكِ يا "إسراء"، وأغارُ عليكِ حتي من نفسي.. 

قبل وجنتيها قبلات صغيرة متتاله.. 

أغارُ على تلك الخدودِ الورديّة، التي لطالما غارت منها ورود الربيع، فقلبي بدونكِ عقيمٌ لا يُنجبُ حُبّاً لأحد، وأنا بدونكِ بلا حياة.. 

ختم كلماته العاشقه بقبله طويله على جانب شفتيها.. 

"فارس".. 

همست بها "إسراء" بصوت مرتجف.. تهللت اساريره،ورفع عينيه ينظر لها بفرحة غامرة.. لأول مرة تنطق اسمه دون ألقاب.. 

تأملت هي فرحته بأعين مملوءه بالعبرات، وببكاء همست.. 

"أنت عايز مني أيه؟!".. 

ابتسم لها ابتسامة حانيه، واجابها بنبرة عاشقه.. 

"قولي مش عايز مني أيه".. 

حاوطها بجسده حتي كادت ان تختفي داخل أضلاعه، وتابع بلهفه.. 

"عايز كل حاجة فيكي.. كل حاجة منك.. منك أنتي وبس يا ساحرة الفارس".. 


............................. 

"إيمان".. 

تلهو مع "إسراء" الصغيرة وتقبلها بحب متمتمه بتمني.. 

"يارب ترزقني من فضلك بطفله أو طفل واحد بس انا راضيه".. 

هبطت دموعها ببطء وهي تحتضن الصغيرة وبأسف تابعت.. 

"أكيد أمك هتجنن عليكي ونفسها تاخدك انهارده قبل بكره وتسبيني يا إسراء".. 

رفعت الصغيرة يدها وربتت على وجنتيها بحنان وكأنها تشعر بها وبقلبها الذي يحترق شوقاً لطفل تحمله بأحشائها.. 

ابتسمت" إيمان" لها وقبلت وجنتيها المملؤتان وهي تقول بتعقل.. 

"مش هينفع نحرمك من أمك أكتر من كده.. كفاية إنك اتحرمتي من أبوكي يابنتي، والحمد لله عمك رجع زي الأول وربنا حنن قلبه علينا.. أول ما يجي هقوله يوديكي لأمك مع إنك هتوحشيني أوي والله"..

"معاكي حق يا إيمان مش هينفع نحرمها من أمها".. 

قالها "تامر" الواقف خلفهما جعلها تشهق بصوت خفيض، وحملت الصغيرة وهبت واقفه.. اقتربت منه وضمته بقوة مردفه بتساؤل .. 

"جيت أمتي يا حبيبي".. 

نظر لها قليلاً بابتسامة عاشقة.. ليست على قدر عالي من الجمال،ولكن ملامحها بريئه للغاية..تمتلك قلب من جوهرة نادرة.. 

لاحظت نظرته لها فبسمت بستحياء ودفنت وجهها بصدره وهمست بخجل قائله.. 

"متعرفش نظرتك ليا دي واحشتيني اد أيه يا تامر؟!".. 

 قبل رأسها بعمق ومن ثم قبل الصغيرة، وضمهما لصدره وهو يقول بتنهيده.. 

"انتي اللي واحشاني أكتر يا إيمان".. 

"طيب احكيلي الأول ايه هو إتفاقك مع فارس باشا دا علشان الفضول قتلني، وبعد كده وريني أنا واحشاك اد أيه ".. 

ضحك" تامر" بصوت عالِ وحرك رأسه بالنفي مدمدماً.. 

"اممم.. احكيلك علشان تجري تحكي لصحبتك وقتي وتعكي الدنيا انتي وهي"..

"قصدك أني فتانه مثلاً".. 

قالتها" إيمان" بوجه عابس، وهي ترمقه بنظرات عاتبه.. 

سار بها لأقرب اريكة جلس عليها،وجذبها برفق اجلسها على قدميه هي والصغيرة، وتحدث بهدوء قائلاً.. 

"إيمان انا مكنش ينفع أقولك ان في إتفاق اصلاً ببني وبين فارس باشا.. بس مقدرتش أقسى عليكي أكتر من كده.. فبلاش تضغطي عليا وتخليني احكي حاجة المفروض انها سر علشان اقدر اجيب حق أخويا اللي مات في عز شبابه، واتأكدي إني هحكيلك كل حاجة بالتفصيل بس في الوقت المناسب".. 

صمت لبرهه، وظهر على وجهه القلق وتابع بتوتر.. 

" وفي حاجه كمان كده عايز اخد رأيك فيها".. 

تجمدت بين يديه، وانسحبت الدماء من عروقها وقد ظنت انه سيخبرها انه سيتزوج أرملة شقيقه.. ابتلعت غصه مريرة بحلقها، ونظرت له وتحدثت بلهفه قائله.. 

"خير يا تامر.. قول انا سمعاك".. 

أخذ نفس عميق، وانتقل بنظره للصغيرة وتحدث بأسف قائلاً.. 

"زي ما كنتي بتقولي ل إسراء مش هينفع نحرمها من أمها أكتر من كده..فارس باشا بعتلي رسالة انه هيجي انهارده ياخد البنت بنفسه يوديها لأمها".. 

امتلئت أعين "إيمان" بالعبرات، وتحدثت بتوسل بصوت متقطع قائله.. 

"طيب قوله يخليها معايا انهارده بس تنام في حضني، ويجي ياخدها بكرة علشان خاطري يا تامر".. 

أطبق جفنيه بعنف يكبح عبراته التي أوشكت على خيانته، ورسم ابتسامة زائفه على محياه وهو يقول.. 

"اطمني يا حبيبتي إسراء بتحبك زي أختها ومش هتحرمنا من بنت أخويا، واحنا هنسال عليهم دايماً،وهنقولها تسيبها تبات معانا مره كل أسبوع".. 

احتضن وجهها بين كفيه ومسح عبراتها بأصابعه مكملاً برجاء..

"بطلي عياط بقي خليني أقولك أنا بفكر في أيه".. 

"بتفكر في أيه؟"..

همست بها" إيمان" بصعوبه من بين شهقاتها الحادة.. استشعر"تامر" خوفها وقرأ ما يدور بخاطرها.. فأسرع بالحديث قائلاً.. 

"أنا سمعت عن جمعيه معموله لأحتضان الأطفال اليتامى.. أيه رأيك نكفل طفل أو طفله ونجبها تعيش معانا، ونربيها سوا وتبقي بنتنا؟!".. 

اتسعت عينيها على أخرها من حديثه الذي اثلج نيران قلبها.. تعلم أن فرصتها في الحمل تكاد تكون معدومة ولكنها لن تفقد الأمل بالله، وكثير من الأحيان تمنت ان تخبره برغبتها بكفالة طفل ولكنها خشت من رد فعله فلتزمت الصمت.. 

ليفاجئها هو ويطلب منها ما كانت دوماً تتمناه.. يا الله كم رأف الله بحالها.. 

نظرت له بذهول متمتمه بعدم تصديق.. 

"أنت بتتكلم جد يا تامر؟!"..

داعب أنفها بأنفه، وبابتسامة قال.. 

"وجد الجد يا عيون تامر.. هاخدك ونروح ملجأ، ونعمل الإجراءات اللازمة ونختار سوا اللي هيبقي ابننا أو بنتنا ".. 

بلحظة كانت ارتمت داخل حضنه تضمه بكل قوتها، وتبكي بصوت أشبه بالصراخ مردده.. 

"انا بحبك.. بحبك أوي أوي".. 

مسد على شعرها، وقبل كتفها مرات متتاليه مغمغماً.. 

" وانا بحبك"..

 انتهى البارت..

يُتبع

البارت السادس عشر والسابع عشر من هنا 👇👇👇👇


من هناااااا

تعليقات

التنقل السريع
    close