لو سمحت ياسطا اطفي السيجاره دي.
القصه كامله
قولتها وانا كاتمه نفسي علشان متدخلش ريحة السيجاره لمناخيري لأن عندي حساسية من الدُخان، لكنه مسمعنيش بسبب صوت الاغاني العالي، وأنا بدأت احس بصداع وضيق في النفس، فاتكلمت بصوت عالي بعصبية.
_أنت يابهيم اطفي السيجاره.
وطيٰ صوت الاغاني وبصلي فالمرايا بزهول:
_أنتِ بتقوليلي أنا يابهيم! وعايزاني اطفي السيجاره؟!
_ايوه اطفيها.
رد ببرود وبالامبالاة وهو بيحطها في بوقه:
_لأ مش هطفيها، عاجبك ولا تنزلي؟
_هنزل.
وقف التاكسي، وبصلي فالمرايا بمعنيٰ يلا انزلي.
بصيت حواليا لاقتني في حتة مقطوعة مفيهاش ولا بيت ولا اي حاجه، فأدركت موقفي المنيل.
_يعني أنت عادي بنسبالك إني أنزل؟
_اه.
_عادي بنسبالك؟!!!
_إذا كُنتِ أنتِ كُلك بنسبالي عشرين جنية يا أنسه، يلا انزلي بقي مش ناقصه عطله.
رزعت الباب بغيظ وأنا نازله، وبصيت حواليا بضيق، انا مكنش قصدي اشتمه واللهِ بس هو اللى حيوان، قصدي مُتخلف يوه، مشيت خطوتين لقدام وأنا مستنيه اي عربيه تعدي علشان أكمل طريقي واروح الكورس بتاعي بس مفيش عربيات بتعدي كتير، وبتكون مُكتملة، فقولت اخدها مشي أحسن، وهي نُص ساعة ولا تلت ساعة مشي وأوصل مكان الكورس علشان متأخرش.
أثناء مأنا ماشية حسيت بصوت رجلين ماشية ورايا، ومبصتش ورايا وقولت امشي بُسرعه علشان أوصل، بس الصوت بيقرب أكتر مني، وأكيد دا حرامي ولا جاي يخطفني ماهي مقطوعة، فسرعت شويه فالمشي بخوف لحد ماشوفت ضل الشخص دا ورايا ماشى بسرعه وبيحاول يمسكني بإيده، جريت بخوف ماهو الجري نص الجدعنه برضو، بصيت لورا وأنا بجرى لقيته بيجرى ورايا، طب اصرخ طيب؟ دا مفيش غير الفراغ، يلهوي يلهوي هتخطف خلاص دا مسك ايدي، الله يرحمك يا أسماء كنتِ طيبه.
اتكلمت بعصبيه وانا بنهج_ انت ماسكنى كدا ليه؟
ساب أيدي وحط ايده الاتنين علي ركبه وهو بيهنج، بعدين بص عليا وأنا هموت من الخوف، بصيتله بمعني فيه ايه، وأنا برجع خطوه لورا، فـ مدّ لي أيده بتليفون، اخدته بقلق وقلبت وعدلت فيه دا شبه تليفوني!، دوست علي زرار الباور فاجاتلى نفس الخلفيه بتاعتي، بس الشاشه مكسوره ومش راضي يفتح، اتكلمت بخضه.
_اتكسر ازاي؟ دا تليفوني الجديد يلهوي عليا، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يسواق يامُتخلف، تلاقيه وقع مني لما خبطت التاكسى وأنا طالعه.
لاحظت وجود الاخ اللى قدامي وهو مربع أيده، فوجهت نظري ليه، واتكلمت بعصبيه.
_وانت لما قصدك تديني التليفون، منادتش ليه عليا أنت التاني هي ناقصاك؟
فحرك شفايفه بدون صوت وايديه وأنا مش فاهمه منه حاجة، فقولت لنفسي، يعني اخرس واطرش ياربي! بس للأسف إني قولتها بلساني، فلاقيته بصلي برفعة حاجبة اليمين.
_أنت مش بتتكلم؟
هزلي رأسه بمعني اه.
_ومش بتسمع؟
فبصلي بأستغراب، من غبائي ازاي سمع اسألتي واسأله مش بيسمع.
كملت_ معلش والله مش مركزه عمومًا شكراً لحضرتك.
وكنت همشي بس أيده وقفتني تاني.
_ايه تاني؟
فضل يحرك في شفايفه ويتكلم بلغة الإشارة وأنا مش فاهمة حاجه، وبحاول افهم ومش قادرة، فاتكلمت بضيق.
_يوه أنا مش فاهماك.
عيونه بصتلي بغضب، والعصبيه بانت علي ملامح وشه وايده، وهو بيحرك ايديه لفوق عند دماغه وبيعمل حركه شبه القرون ويشاور عليا، فحسيت إنه بيشتمني.
اتكلمت بضيق_ بُص امشي معايا شويه لقدام كمان، وهنطلع علي شارع كدا فيه مكتبات هجيبلك ورقه وقلم واكتبلي لو بتعرف.
هز دماغه بقلة حيلة، ومشينا في صمت قطعته أنا بعد ماهديت شويه:
_تعرف؟
بصلي بتركيز.
_ أنا رايحة ورشة لغه اشاره دلوقتي، علشان افهم لغة
اشاره، ولو الورشه عاجبتنى هكمل واخد كورس.
رجعنا تاني نبص للطريق لحد ما وصلنا للمكتبه، وروحت جبت ورقه وقلم واخدهم مني، وكتب:
_ أنا تايهه هنا، لأنِ مش من المحافظه دي، وتليفوني وفلوسي اتسرقوا مني، ومكتشفتش دا غير لما كنت فالعربيه والسواق لما لقي مش معايا فلوس نزلني في نص الطريق، ووانا ماشي لاقيت تليفون واقع وأنتِ قدام شويه، فعرفت إنه بتاعك.
بصتيله واتكلمت_عايز فلوس يعني؟
كتب_لأ، هو أنتِ الورشه اللى ريحاها، لواحد اسمه آسر؟
قولتله_ايوه.
كتب_طب تمام ممكن تقوليلى العنوان بظبط علشان انا رايح هناك، برضو.
_طب خلاص تمام تعالى نروح سوا هو اصلا الشارع الجاي.
روحنا مكان الورشه، دخلت كان المدرب بدأ، فمليت بياناتي، ودخلت المحاضره، وخلصت، وتاني يوم روحت الورشه، وكنت بملي البيانات كان هو واقف مع آسر، وبيحكو مع بعض بلغة الاشاره، بصيت قدامي بعدم إهتمام، ودخلت اخدت المحاضره وخلصت، تالت يوم خرجت من الكليه على الورشه علي طول قبل معادها بساعتين، دخلت القاعه قعدت علي الكرسي وغمضت عيوني بتعب من المشوار، فتحتها علي هزة أيد لكتفي، وكان نفس الشخص إللى مش بيتكلم بيبص لي بقلق، وهو بيعملي بإيده مالك؟
_مليش بس تعبانه شويه.
قعد جنبي وسكت، طلع تليفونه وفتح المذكره، كتب لي "الف سلامه عليكي"
_الله يسلمك.
مسح الجمله دي وكتب غيرها:
_اومال شايف كل اللى بيجو صُحاب، أنتِ جايه لوحدك!!
_عادي.
_علي الفكرة فيه مُتعه في إن الواحد يعمل الحاجه لوحده، زي انه يروح كورس لوحده، يخرج خروجه، يتمشى مع نفسه، وبرضو مع صحاب حلو بس برضو لوحده مش وحش.
بصيت له بتفهم _اكيد.
مش متخيلة إن عدت ساعتين وأحنا بنحكي، هو يكتب الكلام وأنا أقرأه وارد، قطع قعدتنا دخول باقي الطلبه، أنا مسألتوش على اسمه، وولا هو ايه اللى جايبه حتي، نسيت بس هسأله بكره، وليه أسأله انا مالي!
أخدنا المحاضره، وروحت تاني يوم قبلها، قعدت علي الكرسي، بس مجاش طلعت برا القاعه، عيوني بتدور عليه، لحد مالاقيته، واقف مع آسر وبيحكو، بص لي، فبعد كام دقيقه جه ناحيتي وهو بيعمل لي أشاره "عايزه حاجه؟" هزيت دماغي بـ لأ، ودخلت القاعه وبعد شويه دخل ورايا، وقعد جنبي، انا عايزه أعرف أسمه وهو هنا بصفته ايه، عيونه لونها بني فاتح ورموشه طوال، أول مره ابص في عيونه، حاسه إن العيون دي مش أول مره تتلاقي مع عيوني.
_انا عندي سؤال.
بص لي بتركيز وفتح وكتب في المذكره بتاعته.
_وانا كمان عندي سؤال.
_طيب تمام أكتب السؤال بتاعك وانا هقولك سؤالي.
هز لي دماغه وهو بيخلص كتابة سؤاله وبعدين بص لي.
_هو أحنا اتقابلنا قبل كدا؟
طب واللهِ كنت هسأله علي أسمه، بس لاقيت قلبي عايز يسأل دا.
غمزه نورت علي خده اليمين، بعد الابتسامة اللى ابتسمها بخفه، وحط ايده فشعره وهو بيوريني كتب أيه، وسؤاله كان نفس سؤالي.
بنقابل ناس بتكون لأول مره تشوفها عنينا، بس بنحس إن مش أول مره اشوف القلب دا، لأ قلبي بيحس إنه مَرّ عليه وكان غايب، ورجع، بتبقي حاسس إن الشخص دا كان ليك معاه ذكريات بس مش فاكرها، ودا اللى حسيته، فات الاسبوع بتاع الورشه بكلامي معاه اللى كان قليل، بس الكلمه منه بتملي قلبي، وخلصت الورشه مع جملة للمدرب أسر، إن الورشه دي فيها الاساسيات واللي حابب يكمل يتابع علي الجروب.
_وبس ياست ليلي، ومن وقتها عيني ملامحتهوش.
_طول الست شهور دول؟
_ايوه، ديمًا علي بالي، ولما بفتكره ببتسم زي العبيطه.
_طب ومعرفتيش ولا حاجه عنه؟
_ لا طبعًا عيب، أنا عارفه اسمه.
_يافرحة قلبي بيكِ وبالأسم.
_بصي أنا جيت هنا القاهره علشان اخد الكورس من شهر وطول الشهر دا مشوفتهوش ويأست، وأول امبارح عرفت ان الكوتش عمل حادثه والكورس مش هيقدر يكلمه معانا، وتقريبا كدا حد هيكمله معانا غيره تبع التيم، فأنا فقدت الأمل فإني اشوفه.
ايدي كانت بتدور علي الكومدينو علي الفون اللى بيرن، رديت بنوم:
_مين؟
_معايا الانسه أسماء.
_اه بيقولوا.
_طب كورس لغه الاشاره هيستمر بس مع الكوتش أحمد.
رديت وانا بحاول افوق لأن الصوت دا حاسه بحاجه غريبه ناحيته:
_تمام، هو حضرتك كلمتني قبل كدا؟
_لأ.
_مُتأكد؟
_ايوه، والكورس بُكره.
روحت الكورس وأنا بفكر فـ لو بس اشوفه تاني، قطع تفكيرى دخول المدرب الجديد.
_ازيكم ياشباب انا كوتش أحمد هكمل معاكم الكورس بدل الكوتش أسر نظرًا لظروف اللى حصلت له. فممكن تعرفوني بس بأسماكم الاول.
كانت عيونه بتلف القاعه وتركز عليا، وأنا مصدومه، هو بيتكلم ازاي؟ ودا نفس الصوت اللى كلمني فالفون، سأل علي أسماء كل الموجودين ماعدا أنا، كان طول المحاضره مركز معايا، خلصت المحاضرة وقومت امشي، بدون كلام من الصدمه.
_أسماء استني.
بصيت له بتعمق_أنت بتتكلم ازاي؟
_من بوقي.
_لا واللهِ؟
_اه واللهِ.
_هفهمك، بس تعالي نقعد في حته برا.
بص ليا وبعدين للبحر واتكلم:
_ انا كان عندي مشكله في الكلام بسبب صدمه بعد موت والدتي، واستمر معايا الموضوع دا لسنتين وكنت باخد جلسات طول الفتره دي وبتعالج، وانا اصلًا مدرب لغة اشاره.
_ومقولتليش ليه كدا؟
_وانتِ سألتيني اصلًا؟
_وانا ايش عرفني اصلًا!
الايام اللى كانت عاديه احلوت، الكورس اللى مكنتش مهتمه بيه بقي أول اهتماماتي، قُربه بقي لطيف، وابتسامته ليا لوحدي، فيها بتترسم حياه وردي من الخد للخد.
_ودلوقتي، كل اتنين هيعملو محادثه بالاشاره والمطلوب من كل واحد فيكم يترجم الكلام علي ورقة، وهبدأ أنا مع أسماء علشان تفهمو أكتر.
بصيت حواليا بعدم فهم_انا؟
_ايوه تعالي.
_روحت وقفت قدامه وبدأنا نتكلم، ورمي السؤال دا وسط اسألته.
"أنتِ حبيتي قبل كدا؟"
ضميت ايدي لجوه وحركتها لقدام وورا، بمعني ايوه.
"عايزه تحبي تاني؟'
حركت صباعي بـ لأ.
اخدنا البريك وطلعت برا اشم هوا شويه، سؤاله فكرني بأول واحد اعجب بيه لدرجه فكرته حُب، بس مكنش حُب لأن لو حب كان زمانه موجود.
_الواحد بيكون حالف انه خلاص مش هيفتح باب قلبه تاني ويقفله بالقفل، بس فجأءه سرسوب الحب بيدخل من عقب الباب، وبالهداوه يخليك تدور علي المفتاح، وتفتحه بنفسك، بعد ماكنت قايل لأ لاي شخص.
كان صوته هو اللى قرب مني ووقف جنبي يحكي، بص لي بعد ماخلص بابتسامه.
_البريك خلص، يلا نكمل.
بس أنا خايفه، خايفه من سرسوب الحب دا ليوجع قلبي الدافي، الايام بتنافس دقات قلبي لما بشوفه، والنهارده اخر محاضره، الكورس خلص، وأنا خلِصت معاه.
_هو أنتِ ليه متجوزتيش لحد دلوقتى؟
_علشان انا عايزه اشتغل واشوف مستقبلي و...
_تتجوزيني؟
_بس في نفس الوقت عايزه استقر وكدا فاهمني؟
ضحك علي كلامي وانا شاركته الضحكه بصدمه من اللى قولته، وقد ايه الواحد مدلوق يجدع!!
_مش هلاقي واحده احس ناحيتها باللي حسيت بيه ناحيتك، وإحساس اني عارفك من زمان، دا مراودني ديمًا، كل كلامنا اللي حكيناه، عايز اقولك إن مش أول مره نحكو كأن بنعيد حاجه احنا مش عارفنها وعارفينها، بصي عمومًا انا بحبك.
_...
_ها؟
_أنت قولتلى بحبك بلغة الإشارة بتتعمل ازاي؟❤️
"لم يَكُن أول لِقاء بل تلاقت أرواحنا من قبل"...النهايه
حاسه انها مش حلوه، وبجد الواحد كتبها بالعافيه من الخنقه اللى حاسسها، فـ بالله بلاش متابعه في صمت وقولوا رأيكم ❤️
تعليقات
إرسال تعليق