سكريبت كامل
- ايوا بس دا أصغر مني!
- وهو اللي أكبر منك كان جه وقولنا لأ؟ ما هو خلع!
نفَسي اتكتم من الصدمة! هي أمي بتعايرني؟!
هزيت راسي ببطئ وأنا ببص لبعيد وقولت بصوت ميت..
- صح.. الأكبر مني اتسلى بيا وباعني، أنا موافقة على آدم.
بصتلي بانتصار للحظة وعشان ضميرها ميأنبهاش قالت بلطف..
- متأكدة يا حبيبتي؟ مش عايزاكي ترجعي تقولي أنا مش عايزاه ولا اتغصب عليا!
ابتسمت بتريقة وشاورت لأ براسي..
- مش هرجع أقول لأ يا ماما متقلقيش.
طبطت على رجلي بفرحة وقامت..
- متسمعيش كلامها يا حوَّاا.. متعمليش حاجة انتي مش راضية عنها!
هزيت كتفي وقولت بقلة حيلة..
- ماليش حق ارضى أو لأ يا حنان.
- ودا ليه بقى إن شاء الله؟ عشان حبيتي مرة وفشلتي؟ ايه يعني! ما بنات كتير بتعمل كدا عادي!
مسكت إيديها وملست عليها بحنية وعيني سارحة في بعيد..
- مافيش حاجة بتتعمل في الخفا عادية يا حنان.. حتى لو الكل عملها!
- ايوا بس هو جالك واتقدم، هو بس المشاكل اللي حصلت و..
ضحكت بسخرية..
- العلاقة بتبان في الأول يا حبيبتي.. ماكنش ينفع أكمل من الأول، من قبل حتى ما ييجي ويتقدم، من قبل حتى ما ماما تعرف وتقلب الدنيا!
- ليه دا انتي بتحبيه!
- دي المشكلة!.. ساعات عشان بتحبي حاجة بتستحملي أذاها، زي الجزمة الحمرا بتاعتك دي كدا، كل مرة بتلبسيها رجلك بتوجعك وبتجيبي علاج ومراهم.. رغم كدا بتحبيها ومش قادرة تستغني عنها!
بصتلي بخوف..
- هو شريف أذاكي!
- شريف ماكنش بيإذيني لأ.. أنا اللي كنت بأذي نفسي مع شريف، كنت عارفة إن دا مش مكاني وإن دي مش حياتي، كنت بدبل كل يوم عن اليوم اللي قبله وكنت بصبّر نفسي إني هغيّره.. قولت هو بيحبني وهيتغير علشاني، ماكنتش أعرف إن فـ أي علاقة الشخص اللي بيحب أكتر هو اللي بيتنازل أكتر وهو اللي بيكون أضعف وهو وهو اللي بيطلع خسران نفسه واللي بيحبه وحياته بتتهز.. |شاورت على نفسي| زيي كدا!
دموعها نزلت واكتشفت إن دموعي أنا كمان نزلت لما مدت ايديها مسحتها!
جات حضنتني جامد، مسكت فيها وعيطت.. مامسحتش دموعي ولا كتمت جوايا ولا سكتت، عيطت فـ حضن حنان كأني معيطتش في حياتي!
يمكن ربنا محننش قلب أمي عليا بس خلق من رحمها حنان!
أصغر مني بسنتين لكنها أحن خلق الله عليا.. سنداني دايماً حتى في أغلط غلطاتي، وحضنها كبير بيساع كل همومي.
- خد يا ابني الشبكة لبسها لعروستك.. ولو إنها خسارة فيها!
قالت آخر جملة دي بهمس وهيا بتتصعب ببوقها على حال ابنها.. وعشان كانت ناحيتي سمعتها!
الأمر الطبيعي في المشهد دا إني أفركش أو حتى أزعل، بس لأ.. أنا ابتسمت، افتكرت أم شريف واللي كانت بتقوله ليا وكنت بسكت حبًا في شريف، فمجتش على أم آدم بقى!
بس اللي استغربته بصة آدم لأمه كأنه عارف هيا قالت ايه والأغرب بقى إن أمه بصتلي بغيظ وسكتت!
لبسني الشبكة وأنا ساكتة حتى مارفعتش عيني أشوفه من ساعة ما دخل ولا عيني جات على حد من المعازيم، واللي أكيد واقفين دلوقتي بيتريقوا على العريس اللي جاي يخطب واحدة اكبر منه بسنتين والعروسة اللي وافقت عليه كأنها بايرة!
صوت الزغاريط عليت وتوالت الاحضان اللي معظمها نفاق والمباركات اللي نصها كدابة!
لحد ما جه دور أمه .. حضنتني وطولت في حضنها وقالت بصوت عالي..
- مبروك الخطوبة يا عروسة ابني |وهمست فـ ودني..| لو ابني شايف إنك أنسب واحدة له فأنا شايفة إنه لسه عيل وشبطان فيكي، لعبة يعني وشوية وهيزهق زي اللي قبله.. فـ الأحسن ليكي وللكل تبعدي انتي عنه بالرضا لاحسن ابعدك أنا عنه بالغصب!
بصتلي بابتسامة شر كدا وحضنت ابنها.. كانت الصدمة باينة على وشي وعيني جات في عينه، كان بيحضن أمه وعينه عليا، ضامم حواجبه باستفهام وشاورلي براسه كأنه بيقولي قالتلك ايه!
بصيت على حنان لقيتها جاية عليا وبتسألني مالي! بصيت على أمي لقيتها بتبصلي بفرحة ورجعت كملت كلام مع واحدة.. هيا ماخدتش بالها مني زيهم ليه! دا الغريب عني حس إني فيا حاجة!
"حقك عليا لو أمي قالت حاجة زعلتك انهارده"
باعتهالي بعد ما مشي.. بقالي ربع ساعة بقرأ فيها مش عارفة إحساسي ايه، مش حاسة حاجة ناحيته هو ووالدته!
مش زعلانة ولا عايزة أفركش ولا حتى كرامتي واجعاني.
بس أنا مش هعمل فـ نفسي زي المرة الأولى.. لو أنا اتنازلت قبل كدا فـ عشان كنت بحب شريف وعرفت أنا قد ايه كنت غلطانة، لكن دلوقتي مافيش مبرر أتنازل عن كرامتي وحد يقلل مني!
والحقيقة دا ماكنش كلامي لأني مش بالشجاعة دي، دا كلام حنان.
"والدتك مش عايزاك تكون معايا، وأنا مرضاش تعصيها وترجع تندم في الآخر.. وعلى رأيها انت لسه صغير ومش عارف مصلحتك، تقدر تيجي فـ أي وقت عشان تاخد شبكتك"
بعت الرسالة وفـ نفس اللحظة نورت أزرق.. هو كان قاعد في الشات الوقت دا كله!
استنيته يكتب، بس ٣ دقايق عدوا من غير ما ياخد أي رد فعل!
دخلت الشات أشوفه قفل ولا لسه، ظهرلي إنه فاتح وفجأة لقيته بيكتب.. خرجت من الشات بسرعة وأنا قلبي هيقف من الخضة!
هو يقعد في الشات ربع ساعة ماشي لكن أنا أقعد في الشات ليه هو أنا مدلوقة؟! وصلتلي رسالته فـ كنت هتقل شوية، بس الرسالة كانت قوية لدرجة إني دخلت أشوفها وأنا متنحة!
"والدتي تعوز أو متعوزش دي حاجة تخصها هيا مش تخصنا احنا وأنا عمري ما أقدر أعصيها لإنها جاية معايا بإرادتها بعد ما شافتني مصمم عليكي انتي دونًا عن بنات الخلق، وحكاية إني أندم أو ماندمش دي تقوليها لنفسك مش ليا لأني عارف أنا عايز ايه كويس، وأنا فعلاً جاي بكره بس مش عشان اخد الشبكة ولا الهبل دا.. أنا جاي أقعد مع خطيبتي شوية."
قرأتها مرتين مش عارفة أرد أقول ايه؟ هو فاجئني بـ رده!
فجأة لقيته بعت رسالة كمان و..
"أما حوار إني لسه صغير ومش عارف مصلحتي دي خليكي فاكراها كويس عشان هخليكي تعتذري عليها كل ليلة قبل ما تتخمدي.. فـ حُضني"
شهقت بصدمة قبل ما يبعت كمان رسالة خلتني أرفع حواجبي وأحط أيدي على بوقي أكتم كمان شهقة..
"طبعًا بعد ما نتجوز يعني عشان متقوليش عليا قليل الأدب.. أصل أنا مؤدب جدًا.. تصبحي على خير يا خطيبتي، وعقبال ما تصبحي على حضني يارب"
بعت الرسالة وقفل كإنه عارف إني مش هرد عليه!
فضلت أعيد في الرسايل أكتر من مرة مش مصدقة!
فجأة ضحكت على كلامه!
هو هيطلع دمه خفيف ويضحكني ولا ايه!
تاني يوم جه، وتاني أسبوع وتالت أسبوع وبقى بينطلنا كل شوية لحد ما اتعودت على وجوده، وكالعادة كان عندنا طبعًا ماكنتش مدياله وش خالص.. فضل يتكلم مع أهلي وأنا كيس قشر لب قاعد مالوش بربع جنيه لازمة عادي.. وانقلب السحر على الساحر وأصبح هو اللي ليه كل الاهتمام وأنا في الكازوزا!
قومت من مكاني وخرجت البلكونة، رفعت راسي للسما لقيت نجمين قريبين من بعض أوي، بيلمعوا أكتر من اخواتهم.. شكلهم كان..
- حلوين اوي.
كنت سامعة خطواته ورايا، صوته كان هادي فـ ما اتخضتش..
- فعلًا..
وقف جنبي، سند على سور البلكونة وعينه على النجمتين..
- تفتكري ناقصنا ايه عشان نكون بالقرب دا؟
- مش ناقصنا حاجة، احنا قريبين اهوه!
اتلفتلي وفضل كام لحظة عينه فـ عيني فـ اتوترت وبصيت للأرض..
شوفت رجله بتتقدم ناحيتي فـ كشيت مكاني تلقائي!
- ارفعي عينك وبصيلي يا حوَّاا لو سمحتي.
ينهار اسوح يا ولاه ايه نبرة الصوت دي؟ بتطلع من أحباله الصوتية مُصاحبة لتيارات كهربية بتدخلي مباشرة وتعملي قشعريرة كدا!.. هادية، واثقة، فيها قوة غريبة!.. قوة ايه دا عيل صغير يا بت فوقي!
- ارفعي عينك يا حوَّاا.
رفعت عيني تلقائي.. بصيتله فـ ابتسم ابتسامة هادية زي باقي ردود فعله!! ركزت مع ملامحه.. مش جميل لدرجة الروعة، بس ملامحه حلوة، هادية وجذابة ومن الملامح اللي تحب تبصلها كتير وتدخل القلب..
- ماشي يا ستي عرفنا إن ابتسامتك حلوة ها ايه تاني!
استغربت كلامه وعيني جات على المراية اللي فـ باب البلكونة لقيتني ببتسم؟!
- طبعًا لو حلفتلك إني معرفش ابتسمت ليه مش هتصدقني.
ضحك بخفة وقرب خطوة..
- دا انتي كنتي سرحانة فيا بقى!
- بصراحة اه.
- ألاه دا البنات بقت جريئة أوي على كدا!
ضحكت فـ ابتسامته زادت..
- قولتيلي إننا قريبين صح؟
هزيت راسي ببطئ فـ عمل زيي واتكلم..
- بس أنا عايز أقرب منك أكتر، عايزك تفكري فيا وتتكلمي معايا برَاحة وتسمعيني بحب.. عايز أكونلك زي ما انتي ليا.
ماكنش بيتكلم باستعطاف أو بضعف.. كان بينطق كل كلمة ويضغط عليها كإنه فرمان ماليش حق عصيانه!
- أنا مـ..
- انتي هتحبيني.
- ألف سلامة؟!!
اتجاهل استغرابي وقرب كمان خطوة..
- هتحبيني لإني واثق من دا، مع مرور الوقت ومع وجودي جنبك وكونك ليا أنا متأكد إني هعرف أحببك فيا.. بس فيه حاجة أنا محتاجها منك مش هصبر على تكوينها بينا لسه..
- ايه هيا؟
- عايزك تثقي فيا يا حوَّاا..
- مش فاهمة!
- أنا هطلب من والدك دلوقتي إننا نكتب الكتاب.
- أفندم؟!
لف راسه واتنهد تنهيدة بينت إن فيه حاجة!
بصلي بهَمّ وهز راسه كأنه اخد قرار ومرة واحدة ومسك دراعي شدني، قعدني على كرسي وقعد قصادي.. مال لقدامي ساند على رجله..
- أنا مش هخبي عليكي يا حوَّاا، وأتمنى تكوني قد ثقتي فتفكيرك وعقلك الكبير..
مش عارفة فرحت ليه إنه حطني في الخانة دي! بس يمكن لإن عمر ما حد قالي أنه واثق في تفكيري! أو يمكن لإن عمر ما حد وثق فيا أصلًا خصوصًا بعد ما عرفوا إني كنت بكلم شريف قبل ما يخطبني؟!
هزيت راسي بسرعة وتأكيد وأنا ببتسمله بلطف..
ابتسامتي اتنقلتله تلقائي فـ ابتسم كمان، خد نفس واتكلم..
- أمي كل يوم بتتكلم معايا عشان تبعدني عن فكرة جوازي منك، فاكرة إني هكتفي بالخطوبة وإني فرحت شوية وخلاص كفاية كدا!
ابتسامتي بهتت واتهزيت في قعدتي واتوترت، وهو لاحظ تقريبًا عشان اتحرك بالكرسي بتاعه وجه جنبي..
- حوَّاء حوَّاء.. بصيلي وركزي معايا!
بصيتله وأنا بحاول أداري اهتزازي قدامه..
- انت ممكن تسمع كلامها على فكرة و..
- طب اخرسي واسمعيني لو سمحتي عشان متغاباش عليكي!
- انت بتزعقلي!
غمض عينه وخد نفس، اتكلم بهدوء وابتسامة خفيفة..
- ماقدرش.
- لا بتزعقلي وبتتعصب عليا!
- ماقدرش والله أنا آسف.
- طيب.
- ممكن تسمعيني بعقل بقى!
هزيت راسي وسكتت فاتكلم هو..
- أنا ممكن أفسخ الخطوبة بس على شرط!
برقت بصدمة وشاورتله بدماغي "ايه هو؟"
قرب مني وقال بصوت واطي وقوي..
- نتجوز.
برقت أكتر وفتحت بوقي أتكلم، حط إيده على بوقي وبص فـ عيني بقوة خلتني اتوترت توتر لذيذ..
- بس بقى واسمعيني.. أولًا أنا اتقدمت وانتي وافقتي بكامل إرادتك، فـ مالكيش أي حق بعد الموافقة دي إنك تبرري أي سبب تأجيل أو رفض جواز أو فسخ خطوبة!.. ثانيًا أنا عارف برضو إن أمي مش متقبلة الجوازة دي، بس مش مهم! المهم إن احنا متقبلين، أو عشان نكون صرحا أنا متقبل وعايز اتجوزك امبارح قبل دلوقتي ومش مهم رأيك برضو على فكرة!.. ثالثًا بقى ودا الأهم، أنا عارف إنك أكبر مني بسنتين، بس على فكرة بقى أنا أول ماشوفتك ماخدتش بالي وقعدت فترة كبيرة أراقبك من غير ما أعرف، ومتأكد إنك أول ما شوفتيني واتكلمتي معايا ماخدتيش بالك برضو، ودا لإني مش صغير ولا انتي كبيرة يا حوَّاا، انتي آنسة زي القمر وأنا راجل مخلص تعليمه وجيشه وشغال شغل كويس وبصرف على بيتي وأهله وقادر أكوّن أسرة تكون ربتها إنسانة جميلة وخاطفاني زيك، أيًا كان سنها أو تعليمها أو شكلها، المهم إن كل دا عاجبني أنا، المهم إني أكون مرتاح معاها وشايفها دونًا عن كل ستات الكون هيا بس اللي عايزها تكون الست بتاعتي.
شال إيده وبصلي مستني ردي.. خدت نفس وشرقت، اكتشفت إني نفسي كان مكتوم كل دا!
فضلت أكح فجابلي كوباية ماية.. خدت نفس أهدى وشربت بوق أبلّع الصدمة اللي خدتها من شوية.. ماقالش كلمة ملزقة ولا كلام حب زي بتوع الأفلام بس كلامه عجبني وأثر فـ قلبي من جماله، وأنا اللي كنت بفرح بكلام شريف المايع؟ دا الواحد كان بيحب ضفدع يا جدع!
- قولتي ايه يا هانم خليني أقوم أكلم أبوكي قبل ما ينام!
- بابا مابينامش دلوقتي متقلقش.
فجأة ابتسم وسنانه بانت..
- أفهم من كدا إنك موافقة نتجوز؟!
ولأول مرة أتكسف منه بجد وبكامل إرادتي..
- انت قولت كتب كتاب بس!
- المهم إن الهانم تبقى حرمنا المصون.
رفعت عيني بابتسامة خفيفة مكسوفة لقيته على نفس ابتسامته العريضة..
هو في سنان نضيفة وحلوة كدا؟!
- هتيجي انهارده؟
- ليه؟
- عشان تتغدى معانا يا آدم!
- مين اللي عامل الأكل؟
- أنا والله!
- هصدقك من غير ما تحلفي يا حبيبي!
من ساعة ما اتكتب كتابنا وهو استبدل اسمي بكلمة حبيبي وحاجة آخر بجاحة خالص!
- طب يلا عشان الأكل هيبرد!
- عقبال ما تغديني في شقتنا واحنا مع بعض لوحدنا كدا يارب
قفلت في وشه.. عشان يتعلم بعد كدا يكون مؤدب مع مراته.
- متوترة ليه؟
- هاه! لا مافيش.
بص بطرف عينه مكان ما كنت ببص بخوف..
- المكان مش عاجبك!
- اه.. يلا نروح مكان غيره.
بصلي بتركيز وسكت شوية عينه ثابتة عليا فـ اتوترت أكتر..
- لا مش هنمشي المكان هادي وحلو..
كنت لسه هتكلم اتفاجئت بيه بيبص جنبه، بصيت على نفس النقطة والدم هرب من عروقي!
"مساء الخير، ازيك يا حوَّاا"
ماردتش بس آدم بصله بهدوء ونظرة غريبة..
- مساء النور، الأستاذة حوَّاء بخير.. شكرًا لزوقك.
"ومين حضرتك بقى"
آدم بصلي لحظة وقام وقف فـ وقفت أنا كمان بخوف وماخدتش بالي إني قولت اسم آدم غير لما شاورلي إني أقعد وطمني بعينه..
مد إيده لشريف اللي كان بينقل عينه بينا باستغراب..
- أحب أعرفك يا أستاذ شريف.. أنا آدم جوز المدام حوَّاء.
بصلي بدهشة وبعدين بص لآدم..
- وكمان عارفني!
- طبعًا.. مش كنت مرحلة ما في حياة مراتي، وأنا عارف مراتي وحياتها فـ طبيعي أعرفك.
الشهادة لله أنا كبهير انبهرت! ثقته وهدوئه وإنه عارف شريف اللي مافيش حد قاله عنه حاجة غير اني كنت مخطوبة قبل كدا وبس.. خلوني قاعدة مطمنة!
معرفش شريف مشي امتى ولا قالوا لبعض ايه بس اتفاجئت بآدم قاعد قدامي كإن مافيش حاجة حصلت من شوية!.. معنى إنه عرف شريف من غير ما أقوله فـ هو كان عارف كل حاجة من الأول!
سألته يومها واحنا ماشيين..
- كنت عارف!
ماحاولش يلف ويدور زي عادته..
- اه كنت عارف.
- وماقولتليش ولا سألتني!
- وأقولك ولا أسألك ليه؟
أنا ماليش الحق دا.. أنا أسألك عن حياتك من ساعة ما دخلتها وبقت حياتنا غير كدا لأ..
مسك إيدي وباسها.. وبألطف ابتسامة شوفتها في حياتي قال..
- انتي مراتي يا حوَّاا وأنا واثق فيكي و فـ اختياري ليكي، فـ سيبي الماضي للماضي يا حبيبي وخلينا هنا مع بعض.
وفي اليوم دا عرفت إني في المكان الصح.
- ممكن أفهم انت مطنشني وقالب بوزك ليه دلوقتي!!
أتكلم من غير ما يبصلي..
- عشان لو اتكلمت هتسمعي كلام يزعلك يا حوَّاء.
- والله؟ دا كله عشان فستان وشوية ميكب؟!
وقف العربية على جنب واتلفتلي بعصبية، فرجعت ولزقت في الباب اللي ورايا..
- فستان وشوية ايه؟! انتي مسمية المسخرة اللي انتي عملاها دي فستان وشوية ميكب!
- مسخرة!
خبط على باب العربية بعصبية فكشيت مكاني أكتر.. مسخرة مسخرة يا بيبي ماتدايقش نفسك!
- ايوا مسخرة.. قولتلك كام مرة مافيش لبس مجسّم ولا في ميكب بالطريقة المقرفة دي!
- يا آدم دا فرح صاحبتي!
- والله لو فرح حماتي حتى.. قولت أنا ولا مقولتش!
بصيت في الأرض وقولت بصوت واطي..
- قولت
مسك دراعي وقربني منه، وقال بلهجة خطيرة..
- ومسمعتيش كلامي ليه؟!
- حنان قالتلي إنه عادي فرح وانت مش هتزعل.
استنيت رد فعله بس هو سكت وكنت أنا بتهرب من عينه..
- يعني حنان هيا اللي قالتلك؟
هزيت راسي بحذر فاتكلم..
- وهو المفروض تسمعي كلام مين فينا؟
- حنان أختي يا آدم.
- وأنا ايه؟
- خطـ..
قطعت الكلمة لما لقيته بيبرق وبيبصلي بتحذير..
- لو مستغنية عن نفسك كملي الكلمة يا حوَّاا!
سكتت فـ سألني تاني بهدوء خطير..
- أنا مين يا حوَّاا؟
الواحد عمره ما شاف إنسان بيخوف وهو هادي يجدعان أُمال دا لو اتعصب هيعمل ايه!
ابتسمت ابتسامة لطيفة فيها حتة مياعة كدا لعلَّ وعسى نخلص من أم المحاكمة دي بقى..
- جوزي وقرة عيني..
كان هيبتسم لسه بس كتمها ورجع زغرلي تاني، مش بيتثبت بسهوله ومش هنخلص انهارده أنا عارفة..
- والمفروض إنك تسمعي كلام أختك ولا جوزك!
مبدهاش بقى..
- جوزي.
- وانتي خالفتيني.
- أنا آسفة.
هز راسه ببطئ..
- تمام وأنا متقبلتش اعتذارك.
وفجأة اتعدل وشغل العربية من تاني، روحني ومشي من غير ما يقولي كلمتين حلوين زي كل يوم!!
دخلت البيت بضيق وزعل من نفسي، لقيت فجأة كائن غبي منه لله في وشي!
- ها عمل ايه قوليلي!!
لهفتها على إنها تعرف اللي حصل عصبوني فـ مسكتها من شعرها..
- كانت شورة مهببة بمية هباب عليكي وعلى دماغك يا بومة!
- ليه ايه اللي حصل؟ معجبهوش؟
- معجبهوش؟ دا لما دخل الفرح وشافني كان هاين عليه يجيبني مربوطة في العربية جرجرة وراه!
- طب ما عادي يستي كنتي صالحيه واعتذري وخلاص!
- حاولت بس هو متقبلش اعتذاري!
- طب وانتي زعلانة كدا ليه يبنتي عادي بكره يتصالح مع نفسه!
- لا مش عادي يا حنان! آدم جوزي مهما كان ومينفعش أعصي كلامه، خصوصًا إنه معاه حق أنا زودتها في منظري شوية!
- لأ مزودتيهاش ولا حاجة.. انتي كنتي على طول بتلبسي كدا وبتحطي ميكب كدا، هو بس من ساعة ما آدم دخل حياتك وانتي اتغيرتي!
روحت بصيت في المراية لقيتني مش متقبلة شكلي، كشرت وقولت وأنا عيني على الفستان..
- أنا ازاي كنت بخرج كدا؟ والله ليه حق آدم يجيبني من الفرح على نقالة مش عربية!
ضحكت فـ عصبتني أكتر..
- انتي فرحانة فيا!
ضحكتها اتحولت لابتسامة فجأة وجات حضنتني!
- لا فرحانة ليكي يا حوَّاا، أخيرًا ربنا عوضك!
استغربت كلامها..
- مش فاهمة!
شدتني من إيدي وقعدتني على كرسي في الجنينة وقعدت قدامي..
- انتي شكلك حبيتي آدم!
- حبيت آدم؟ طب ما أنا بحبه فعلًا مش جوزي!
- وشريف؟
قومت من مكاني وفردت دراعاتي وضحكت..
- أنا معرفش حد اسمه شريف.
- وفرق السن بينكوا؟
اديتها ضهري واتكلمت وأنا رافعة راسي للسما وشايفة النجمين إيّاهم بنفس القرب ونفس اللمعة..
- اكتشفت إني عيلة قدام طِباعه وتفكيره!.. اكتشفت إن تفكيري أنا اللي كان غلط، مواصفات شريك حياتي وأحلامي معاه كانت غلط، لما كنت بلبس وأحط ميكب زي النهارده كدا وشريف يشوفني كان يقعد يقول كلام حلو وقد ايه أنا حلوة! وأنا زي الجردل أندلق عليه أكتر.. أما آدم راجل بجد.. بيخاف عليا وبحسه عايز يحطني فـ عينه ويقفل عليا! لما والدة شريف كانت تسمم بدني بكلام يوجع قدامه ماكنش بيعيرني اهتمام ولا حتى يراضيني بكلمة كان شاطر بس يقول "دي أمي وماقدرش أخالفها"، أما آدم!! فـ دايمًا حافظ كرامتي مع حفظه لكرامة والدته، دايمًا بيراضيني من غير ما يعرف الكلام اللي اتقال بس عارف إني زعلت، بيحاول دايمًا يصلح العلاقة بيني وبين والدته لحد ما نوعًا بقينا كويسين، دايمًا بيشجعني وبيديني الثقة اللي مافيش غيره ادهالي! أنا اكتشفت إن ماينفعش يكونلي راجل غير آدم يا حنان!
"طب أشيلك دلوقتي وأطلع بيكي على شقتنا ولا أعمل فـ حلاوتك دي ايه طيب!"
شهقت بخضة واتلفت بجسمي بسرعة، رجلي لفت حوالين بعض فـ وقعت زي الطوبة!
جري عليا وهو بيضحك بصوت عالي، ميل عليا بجسمه وشدني من دراعي بالراحة، وقفني قدامه وهو لسه بيضحك.. كان أول مرة يضحك بالطريقة دي، واضح إن وقعتي مش هيا بس السبب، عينه كانت فرحانة وملامحه كانت مبسوطة، حتى إيده اللي كانت سانداني كانت بتطبطب على ضهري برقة!.. بصيت ناحية حنان ملقتهاش فبصيتله تاني..
ابتسامته الجميلة انتقلت ليا تلقائي..
- يا أخي ايه الحلاوة والطعامة دي؟
حط إيده على وشه وضحكته زادت..
- وكمان بتتكسف والله هذا الجمال ما لم نراه من قبل!
- يعني صدقت الرؤيا!
- رؤية ايه؟
- إني هخليكي تحبيني!
- اه تخيل! جيبتني على ملىٰ وشي كدا ينفع؟!
- اه عادي ما أنا جيت على ملىٰ قلبي وماشتكتش!
- طب مش هتشيلني ولا ايه؟
بص على رجلي بقلق..
- أشيلك ليه انتي رجلك بتوجعك ولا ايه!
- لا مش بتوجعني.. بس أصلك قولت من شوية جملة كدا عششت جوا مخي!
ضم حواجبه بعدم فهم وواحدة واحدة افتكر وابتسم بنظرة خبيثة غير مهذبة وقمر زيه..
- بت انتي مش سالكة!
كشرت وقربت منه مسكت الجاكيتة بتاعته وابتسمت بنفس النظرة الخبيثة..
- سلكان؟ ايه الكلمة الغريبة دي! علمهالي؟
مسك أيدي وأيده التانية على ضهري قربتني منه أكتر..
- طب ما أعلمك الأدب والأخلاق الحميدة أحسن.. أصل أنا مؤدب جدًا!
ضحكت وبصيتله بفخر مزيف..
- هتخليني أعتذر كل ليلة ليك على تفكيري؟!
هز راسه بتأكيد..
- كل ليلة.
- فـ حُضنك؟!
- فـ حُضني.
- عشان ايه؟
- عشان أنا مؤدب جدًا. ♥️✨
وفي الخلفية ظهر صوت أم كلثوم بيقول:
"ياللي قُربك صحَّا عمر وصحَّا قلب.. ياللي حُبك خلَّى كل الدنيا حُب".♥️✨
جئت جبرًا لـ قَلبي فـ فَلِّيَطْمَئِنَّ عَقلك وَ عَقلي ♥️♥️✨

تعليقات
إرسال تعليق