القائمة الرئيسية

الصفحات

الفصل الثالث والأخير من نوڤيلا مُباح بين طيات الغرام

 


الفصل الثالث والأخير من نوڤيلا مُباح بين طيات الغرام

دقات القلب تعزف مقطوعة ألم مطولة علىٰ هجران الحبيب إليه....

أهانة أنوثتها تلك الكلمة،فأغمضت عيناها تتنفس بِعدم إنتظام، ثُم فتحتها مرة أخرى قائلة:ليه

ألتفت بِالجهة الأخرى ثُم أجابها قائلًا:ماينفعش أسيب جميلة كده

ممكن يجرالها حاجة

"طب وأنا"

قالتها حينما جلست أرضاً وهى تبكى

جلس بجانبها قائلاً بهدوء: أنا آسف

رفعت عيناها بشراسة وهى تقول:آسف!!!

آسف على أيه بالظبط

آسف إنك كدبت عليا...

ولا إني عرفت إنك متجوز يوم فرحي

ولا إنك هتخلينى أبات في شقة مراتك عشان خايف عليها

ولا عشان عايز تسيبنى وتروحلها

قولى آسف على أنهي فيهم....؟ اتكلم

وضع يده على رأسه وهو يقول: آسف على كل حاجة يا أميرة أنا تعبان

أجابته بغضب:أنت آناني

بتبصلي كده ليه مستغرب

أنت كان حقك إنك تتجوز، بس مش حقك إنك تضحك عليا

أنا بقولك الكلام ده وأنا عارفة أجابتك

هتقولى أنا خيرتك وأنتِ وفقتى

بس ماسألتش نفسك أنا وافقت ليه

أنا وافقت عشان حبيتك يا أدهم

وأنت جاى دلوقتى تقولى عايز أروح لِجميلة

أنت أعترفت بحبك ليها قدامي

أنت متخيل إن حبيبى يجي يقولي أنو بيحب واحدة تانية، وأنا المفروض أسكت وأحط أعذار

أنا تعبت تعبت من الحياة الظالمة ديه

أدهم: ماكونتش عايز كل ده يحصل، أنا معترف إنى غشيتك،بس أنا فعلاً زى ماقولتى آنانى

كان في غشاوة على عيني

كنت ماشى وأنا مافيش حاجة فارقة معايا

أنا عمرى ماكنت بفكر اتجوز تانى

كان عندى إقتناع تام إن عندى قلب واحد هيكون لوحدة بس، ومش هسمح لموازين الحياة تغيرة

أميرة:الحياة الحياة الحياة

كلكوا بتجيبوا التهمة علىٰ الحياة

ولما أنت عندك قلب واحد ليه علقت قلبي بيك

ليه خليتني دخلتك جوة قلبى

أزاي أخرجك دلوقتى من غير ماقلبى ينزف دم

رد عليا وقولي أزاى؟

مستنياة الأجابة اللي تريحنى

أنا امنتلك وأنت خدعتنى...طلعت مكار

جلس أمامها على المقعد قائلاً:لو الطلاق هيريحك أنا

قاطعته قائلة:أنت حيوان

اقتربت منه قائلة:أيوة مستغرب ليه؟

أنا مش هسمحلك تسيبنى

مش هقدر أساساً...يمكن الكلام ده كان من الأول لكن دلوقتي لا

ثم أكملت ببكاء:أوعى تسيبنى يا أدهم

أنا من غيرك هموت

ثم أحتضنته قائلة:خليك معايا ماتسيبنيش وتحسسني أد أيه أنت مش بتحبنى

صدقنى أنت كده بتموتني بالبطئ

مسد على خصلات شعرها قائلاً :حاضر يا أميرة هخليني معاكِ

أمسكت بيديه مغمضة عينها ،وكأنها تخشى أن يخرج من الغرفة، ونامت من كثرة البكاء

أما هو فَأغمض عيناه يصارع أن ينام لعله يحصل على الهدوء وإنتهاء ذلك الضجيج الروحي...

ولكن الاثنان غفلوا عن بكاء امرأة تعلم أن زوجها مع امرأة أخرى لآنها وبكل وضوح غير صالحة إليه

ربما استهلاك طاقتها فى البكاء ساعدها أن تذهب فى سُبات عميق مع خفقات القلب المهلكة


¥¥¥¥¥¥¥¥¥


تسللت خيوط الشمس على قلوب يعمها الظلام وفتحت عيناها، ولكنها فزعت حينما لم تجده بالغرفة وأيقنت أنه قد تركها متجهاً إلى غرفة جميلة

وبالفعل كان يجلس بجانبها شارداً في ملامحها وهى نائمة إلى أن فتحت عيناها ولكنها عقدت حاجبيها حينما رأته جالس أمامها

أقترب منها بإبتسامة وهو يقول: صباح النور

جميلة:أنت هنا من أمتى؟

أدهم:من ساعتين

أؤمات إليه بالإيجاب ولم تجيبه،فأمسك بيديها قائلاً:عارف أيه اللى أنتِ بتفكرى فيه دلوقتى،بس أنا إمبارح أتأكدت إن كل اللي أنا عملته ده غلط

وغلط كبير أوي كمان ،مش هقدر أسامح نفسى على مجرد تفكيري فيه

جميلة:أنت ماغلطش يا أدهم

أنا مش صالحة إني أكون زوجة

أدهم: أنتِ أحسن زوجة فى الدنيا، ولو الزمن رجع بيا ماكونتش أبداً عملت كده

أنا حتى دلوقتى مابقتش عارف أعمل ايه

خايف أظلمها هى كمان...ويبقى عقابى عند ربنا كبير أوى

أنا تايه يا جميلة،مش عارف أمشي في أنهي طريق حاسس إن الطريق مليان بالشوك

قاطعهم عدة طرقات على الباب؛ فقام بِفتحه وجدها أميرة ناظرة إليه بِلوم

أغمض عيناه ثُم فتحها من جديد وأردف :كنت بطمن على جميلة

دلفت إلى الغرفة بِغضب عارم وهى تقول:جميلة جميلة أنا تعبت خلاص

ثُم أقتربت من جميلة وظلت تسدد إليها اللكمات وهى تصرخ؛ فأمسكها أدهم بغضب قائلاً:أبعدى أيدك عنها فاهمة.... قسماً بالله لو أتكررت تانى ماهتكونى مراتي ولا لحظة

وقفت بغضب وهى تقول:ليه حبيتها هى وأنا لا

ليه بالرغم كل المصاعب ديه.... إلا إن حبك ليها موجود

أدهم:أنا تعبت من الأسئلة

لآني ببساطة ماعرفش إجابتها أيه؟ ماعرفش أي حاجة يا اميرة.... غير إنى ظالم

أنا ظلمتك معايا، وده مخلينى مستحقر نفسي أوي.

لم يُكمل كلماته فَعينه وقعت علىٰ الفراش وجدها فاقدة لِلوعي؛فركض إليها بِذعر وهو يردد اسمها

وشحوب وجهها مختلف عن المرات السابقة؛ فقام بِحملها راكضاً إلى سيارته لِيتجه بها إلى المشفى

ظلت أميرة واقفة لِبرهة ولكنها ركضت وراءه هى الأخرى.....

وصلوا إلى المشفى وهو بأيدى مرتعشة بعد أن تركها ِليقوموا بِالكشف عليها

ظل يقرأ ما آتى بِذهنه من كلمات القرآن راجياً ربه أن تعود إليه زوجته من جديد

خرج إليه الطبيب ويبدو تلك المرة أن الأمور في أكثر تدهورها فأردف بجدية:المدام لازم تدخل العمليات حالاً....وإلا ممكن نفقدها

أومأ إليه بِالإيجاب وهو يقول بصوت مرتعش:موافق أعمل اللي أنت عايزه بس أرجوك خليها تعيش

أرجوك أنا مش هقدر اعيش من غيرها

الطبيب:خلي يقينك بِربنا كبير

وتم تجهيز غرفة العمليات والوقت يمر بِثقل وقلبه غير قادر علىٰ تحمل المزيد...

أما عن أميرة فهي جالسة بِصمت بعدما رأت ما يسمى بِالحب الحقيقى...

يقولون دقات قلوب العشاق متربطة

وهى الآن رأت ذلك الترابط بِإرتعاش نبضات قلبه

فوقفت متجهة إليه، ومقلتيها تذرف الدموع قائلة:ساعات بنتمنى إن لحظات السعادة تقف

بنتمنى مانوصلش للحظة الألم

أجابها باكياً: أنا السبب في كل ده

تعرفِ كل ماكنت اشوف أمى كانت تجبلى عروسة شكل

كنت رافض مجرد الفكرة

ثم زفر مكملًا:لكن هو ده الإنسان....مابيحسش بقيمة النعمة اللي في أيده غير لما بتضيع منه

ساعتها بيموت عليها

بيتمنى الزمن يرجع بيه عشان يصلح غلطه

ربنا بيعقبنى عشان علقتك بيا

بيعاقبني باللى قلبى متعلق بيها

عقاب يموت قلبي وروحي

مرت الساعات وخرج الطبيب من الغرفة الطبية فَهرول إليه أدهم سريعاً سألاً إياه: جميلة عملت أيه؟

ابتسم إليه الطبيب قائلاً:ماتقلقش البوادر مبشرة

بس إحنا هنستنى لحد ماتفوق....وساعتها هنحسم الأمر

أدهم:طيب أنا عايز أشوفها خمس دقايق بس أرجوك

الطبيب:تمام..... بس ياريت بسرعة

تجهز للدلوف إليها بعيون باكية علىٰ ما فعله بِحبيبته

جلس أمامها قائلاً:مش عارف أقولك أيه يا جميلة

طيب هو أنا لو قولتلك سامحيني هتسامحينى فعلاً

تعرفِ...أنا ماستحقيكش أنا فعلاً آنانى،يمكن يكون عندى مبررات

بس الحب مالوش دعوة بالأدلة ديه

لحظة غشاوة وضياع

ضيعتك من أيدى ... ياريت أنا اللي كنت مكانك

ياريت كل الوجع اللى فيكِ أنا اللي أحس بيه

أنا حتى مش عارف أتصرف

يعنى المفروض أعمل ايه معاها ؟

لو سيبتها هبقى بموتها لآنها اتعلقت بيا

ولو ماسيبتهاش هبقى بموتك أنتِ

أعمل أيه ياربى دلني

دل عبدك اللى مشى ورا هواه، وداس على النعمة اللى كان طول عمره بيتمنى مايشيلش عينه من عليها.... يارب دلنى

سامحني أنا غلط، أنا علقت قلب برئ بيا،أتصرفت بتفكير مراهق مش واحد ناضج

ثُمَّ قبل يديها متجهاً إلى الخارج فوجد أميرة مازالت جالسة ولكنها كانت مُمسكة بِكتاب الله تقرأ آيات الذكر الحكيم....

أغلقت المصحف ثُمَّ نظرت إليه قائلة: هي بقيت كويسة

وضع رأسه علىٰ المقعد وهو يقول:يارب تبقى كويسة

ثُمَّ أغلق عيناه ونام من وهن روحه

وقفت بعدما علمت أنه ذهب في النوم وقامت بِمسك ورقة وقلم، ودونت بِه بعض الملحوظات ووضعتها بِجانبه،ثُمَّ ألقت إليه النظرة الأخيرة ورحلت

ظل على وضعه ساعتين من الزمن ثم فتح عيناه مُتعجباً أنه نام في موضعه، ألتفت بِعنقه في المكان ولم يجدها ثُم عقد حاجبيه وهو ينظر إلى تلك الورقة التى كانت قد كُتيب بها:كنت فاكرة إن اللي بشوفه في عيونك ليا ده اسمه حب...

بس عرفت أد أيه أنا مراهقة، وماعرفش أيه هو الحب

كنت فاكرة الحب بيتلخص في كلمة حلوة ووردة وراقصة على موسيقى رومانسيه..

يااا على السطحية اللي أنا فيها

ماكونتش أعرف إن الحب بيتلخص في نظرة لهفة

نظرة بتجمع بين حاجات كتير أوي

الحب ممكن يبان وقت الوجع ويبقى ساعتها واضح وعميق في نفس الوقت

أنا حسيت بالصراع اللي جواك وحبيت إنى أنهى أمر الصراع ده

هنهي كل حاجة بأقل الخسائر

هنهيهها في كلمة واحدة"طلقنى"

الكلمة دى هتحل مشاكل كتير لآن القلب بيحب واحدة بس عمره ماهيستحمل اتنين

يمكن هتسيب جرح جوايا، لكن الأيام هتدواى لآن جرحي لسه سطحى

وضع تلك الورقة على المقعد ثانياً ،ثُم اتجه إلى الطبيب لِيعلم أمر زوجته التي استفاقت الآن وأجابه الطبيب متطمئنه :أطمن يا أستاذ المدام بقت كويسة

أرتسمت علىٰ وجهه الإبتسامة ،وقام بِالدلوف إلىٰ الغرفة التى تفاجأ بوجود والدة جميلة تجلس بجانبها وبِمجرد أن رأته عبست في وجهه

فأقترب بِابتسامة وهو يقول:أزيك يا مرات عمى

نظرت إليه بغضب وهى تقول:أيه البجاحة اللي أنت فيها ديه

قاطعتها جميلة:ماما بعد إذنك... أنا مش قادرة أسمع خناقات ،ومش قادرة استحمل حاجة تانى

أقترب منها مردفاً: حمدالله علىٰ سلامتك يا جميلة

حاسس إن روحي ردتلى

ثم عقد حاجبيه قائلاً:مابترديش ليه يا جميلة أنتِ بقيتى كويسة والدكتور لسه مطمني عليكِ

و بِالرغم من تأثير تلك العملية مازال يؤلمها إلا أنها تماسكت وهى تقول:طلقنى يا أدهم

أتسعت حدقة عيناه وهو يقول:أنا أتكلمت معاكِ فى الموضوع ده يا جميلة،وقولتلك إنى متمسك بيكِ

وبعدين أنا هطلق أميرة هي اتفقت معايا علىٰ كده

والله يا جميلة غلطة عمري ماهكررها تاني

جميلة:آسفة يا أدهم مش هقدر أحس معاك بِالأمان

أدهم:وهتقدرى تبعدى عني عادى؟

جميلة:مانا قولتلك ضعفى في قربي منك، وأنا مش عايزة أبقى ضعيفة تاني

أنا سكت عشان كنت بموت لكن ربنا أراد يطول في عمري شوية، وأنا مش هكمل حياتى معاك...آسفة

أدهم:لا يا جميلة...لا مهو مش كل حاجه هتضيع مني

مش هستحمل أغلى حاجة تضيع مني بالشكل ده

جميلة: وأنا مش هكمل حياتى معاك

أنت أثبتلى إنى ماليش الحق إني أبقى كافية ليك

مع إنى قولتلك من البداية إنك لو عايز تتجوز تعرفنى لآنى ساعتها ماكونتش هكمل معاك

بس أنت كذبت عليا،واللي فهمتوا إنك ضحكت على البنت اللي اتجوزتها

وجودي معاك مالوش مكان، لآنك لعبت بِمشاعر بنت مالهاش أى ذنب غير إنها أتأثرت بيك


¥¥¥¥¥¥لا إله إلا الله¥¥¥¥¥¥


ظلت أنفاسه تعلو وتهبط بإضطرابها الذى صار دوماً مستمر، والبُكاء المُقتحم ثنايا الروح جاعل منها هلاك بِقلب خالٍ من الحياة...مُتحولة من سعادة إلى تعاسة دائما....والشوق يسكن الروح والجفاء يضاهى الجسد مورق لأغصانه ومحتم في ذبوله

إنتهى من حديثه إلى طبيبه النفسى وأخيراً وبعد عامين كاملين أستطاع أن يقص عليه ما حدث وماتسبب في تلك التعاسة التى جعلته يختار بمحض إرادته المكوس في تلك المصحة...بعد أن فقد قدرة العيش تارة أخرى....

أجابه المعالج النفسي بترقب :طيب وأميرة

أنت فعلاً طلقتها

أومأ إليها بالأيجاب واللحية الكثيفة تتبعر في وجهه مردفاً:طلقتها عشان تكمل حياتها صح وطلبت منها تسامحني علىٰ كل اللى أنا عملته فيها

الطبيب:طيب وجميلة طلقتها؟؟

أزدرد ريقه بصعوبه وأردف: ماقدرتش

بس هي رفعت قضية طلاق وكسبتها

ومن يومها وأنا فقدت الأمل إني أعيش، وجيت هنا

من غير ماحد يعرف طريقى، قولتلهم إني سافرت

قال كلماته وأتجه إلى فراشه متجاهلاً حديث الطبيب


____________________________________________


أطمئنت عليها كَعادتها ثُم وقفت مُستعدية لِلرحيل وهى تقول:سلام يا جميلة أصل أحمد خطيبي عمال يتصل بيا عشان هنروح ننقى العفش

أجابتها وقد لاحت ابتسامة رقيقة على محياها:ربنا يتمملك على خير يا أميرة، أنتِ إنسانة كويسة كفاية إنك ماسبتنيش من يوم موت ماما الله يرحمها،وأنا مابقاليش غيرك

ضيقت عيناها قائلة:يعني مافيش حد غيري

ابتسمت الأخرى بحزن وهى تقول:أدهم من ساعة طلقنا سافر،ومن يومها ماشوفتوش

كأنه ماصدق يخلص مني

رتبت على ذراعيها بحنو قائلة: أنتِ اللي أصريتِ يا جميلة

أدهم كان فعلاً بيحبك

يلا بقى أنا همشى وهجيلك تانى

أومأت إليها بِالإيجاب وبِمجرد رحيل أميرة

ركضت جميلة وهي تمسك صورهما قائلة:كل سنين الحب دي راحت فين...

أنا عارفة إن أنا اللي أصريت على الطلاق

بس أنا كنت مجروحة أوي، كنت حاسة بِوجع مالوش حدود، أو كنت فاكرة إن ده الوجع اللي مالوش حدود

بس البُعد عرفنى أيه هو الوجع بجد...

وفي ظل كل ذلك استمعت إلىٰ طرقات علىٰ الباب فَقامت مُتجهة فاتحة إياه ثُم عقدت حاجبيها عندما رأت شاب في أوائل الثلاثينات من عمره يقول إليها بإبتسامة بسيطة:ده بيت مدام جميلة

اومأت إليه بِالإيجاب وهى تشعر بِالقلق

فَأجابها قائلاً: أنا محتاج أتكلم مع حضرتك

عقدت حاجبيها قائلة بِصرامة:وده بِخصوص أيه

ابتسم بهدوء مصوباً نظراته إليها وهو يقول : بِخصوص أدهم....

بِمجرد سماعها لِاسمه...أغمضت عينها وهى خاشية من حدوث شىء إليه وظلت ترتعش

فَأبتسم بعدما استطاع دراسة شعورها ثُم أكمل:ياريت حضرتك تيجي معايا نتكلم في كافية لآن الموضوع مهم

أومأت إليه بِالإيجاب، وأتجهت معه والكثير من الأسئلة تقتحم فكرها.... حتىٰ جلست علىٰ المقعد وأردفت سريعاً:مالو أدهم أرجوك قول بسرعة

ابتسم وأجابها بهدوء:أدهم في مصحة نفسية وأنا المُعالج النفسي بتاعه

أتسعت حدقة عيناها وقامت واقفة وهي تقول:أيه اللى أنت بتقوله ده؟

يعنى أدهم أيه اللي جراله...؟ أتكلم...

أجابها بِذات الهدوء:ماجرالوش حاجة ،أقعدِ بس وأنا

هفهمك

جلست مرة أخرى بتوتر قائلة :تفهمنى أيه بس

أجابها بجدية:أدهم كويس...بس هو مش متقبل فكرة أنو فى يوم من الأيام اتجوز واحدة غيرك

ومش متقبل إنك سيبتيه

جميلة:ماكنش ينفع أعمل غير كده

أجابها :بس إحنا اسمنا بشر مش معصومين من الخطأ،بِالعكس الإنسان بيغلط

ومع العلم هو غلطتوا من ناحيتك ماكنتش كبيرة

بالنسبالي لآن كان لي مبرر أكيد كان نفسه يخلف ويبقى أب، غلطو الأكبر كان مع أميرة

بس مش ده موضوعي... أنا موضوعي دلوقتى عنكوا أنتو الاتنين ،أنا حسمت أمر علاجه بيكِ؛ لآنك سبب وجوده في المصحة سنتين متواصلين،ورفضه أنو يخرج منها ورفضه حتىٰ أنو يتكلم مع حد..

الورقة ديه فيها عنوان المصحة قاعد فيها واحد ندمان عن غلطة غلطها في حقك

ندمان علىٰ بُعدك عنه، والقرار في أيدك، ياترى هتخليه يخرج ويعيش حياته تاني ،ولا هتقسي قلبك وتسيبيه يعيش طول عمره في المصحة

ثُم وقف قائلاً:أنا كده قولتلك كل حاجة، وعلىٰ فكرة هو مايعرفش إنى جتلك هو ولسه حاكيلى من يومين ومن ساعتها وأنا شوفت صورة ليكِ فى أيده علطول ماسكها، وكمان من اسمك عرفت أوصلك

عن إذنك...

قال كلماته ورحل تاركاً إياها في بحور تفكيرها

ثُم أمسكت تلك الورقة بِأبدى مُرتعشة،وقامت بِالذهاب إلىٰ ذلك المكان

ظلت تخطو خطواتها بِتوتر غالب، وحنين ثائر إلىٰ من هواه القلب، وتجرع من نيران حبه حتىٰ أرتوى والآن يطلب المزيد

وقفت تائهة وسألت أحد الموظفين قائلة:لو سمحت كُنت عايزة أزور واحد اسمه أدهم السويفي

أؤمأ إليها بالإيجاب،وصار معها متجهاً إلى الغرفة التي يمكس بها دوماً

أغمضت عينها وفتحتها سريعاً، ودقات قلبها تزداد مع خطواتها حتىٰ وقفت خلفه ورأته وهو واقف شارد في تلك النافذة

أغمض عيناه وهو شاعر بِطيفها آتِ إليه ونسمات عبقاتها متخللة أنفه؛ فأغمض عيونه أكثر مُكذباً وجدانه

أقتربت أكثر حتىٰ صارت أنفاسها مُقتربة منه والاثنان عيونهم مُغمضة

زفر بوهن ثُم فتح عيناه وقام بالألتفات

وأخيراً تحقق من ظنونه، ووجدها واقفة مُغمضة الأعين ...

جسدها نَحلَّ بعض الشىء

ملابسها سمراء ليس بها ألوانها المُبهجة

فوضع يده علىٰ وجنتيها يتحسسها بإشتياق عارم يتخلله نُدبة الحرمان متأججة في قلب بات مسكيناً أثر ذلك الفراق....

تلك الكلمة التى بمثابة سكين ثلم يُقطع القلب إلى أشلاء....وأخيراً فتحت عيناها الخضراوتين

وفصل الخريف صار ربيع بِتلك العينين الذين يذرفون عَبرات حينما رأت ماحل بِحبيبها...

وأخيراً استطاع نطق الأحرف التى كانت عالقة بِحلقه قائلاً: سامحيني....

زادت من بكائها وهى تومئ إليه ثُم أردفت :مش أنت بس اللي اتعذبت يا أدهم، أنا اتعذبت زيك بالظبط

أدهم:الفراق كسرني

جميلة:وموتني أنا يا أدهم

أدهم:يعنى خلاص سامحتيني

جميلة:مافيش حل غير ده؛ لآنى مش هستحمل إني أموت تانى....كفاية عذاب لحد كده

ربنا بيسامح، وخصوصًا إنك عرفت غلطتك

ابتسم وهو يزيل دموعها برقة قائلاً:وعد مني غرامي مش هيبقى مُباح غير ليكِ بس...

هحافظ على الحب ده ،ومش هسمح أن بيتنا يتهد

البيت مايستحملش غير زوجة واحدة بس

والحب هو عمود البيت غير كده البيت يقع

وأنا هبنى بيت اصوله قوية ماتتهدش.....

فَالحب نبشات في قلب عاشق، ناقشة حروف معشوقته.....وشفرات ورموز لا يعرفها سواهما

وما الحب إلا....إخلاص دائم


أنتهت النوڤيلا

أتمنى تكون عجبتكم وتتذكروني في دعائكم

وتقولوا أرآكم كانت أول تجربة في كتابة نوفيلا صغيرة 💖وياريت متابعة للصفحة 😍

بقلمي شيماء عثمان

تعليقات

التنقل السريع
    close