متى تخضعين لقلبى
الفصل الحادي عشر والثاني عشر
قضت حياة اليوم التالى لها ما بين الصحوه والغفوه مع الاستمرار الدائم لهلاوساتها وأحلامها الغريبه والتى كان العامل المشترك بينهم جميعاً هو شخص واحد .. فريد .
اما عنه هو فكان ملازماً لها خلال الليل والنهار لا يتحرك من جوارها الا لمتابعه اخر التطورات لمعرفه مرتكب تلك الجريمه بحقه وحقها ، ثم يعود إليها مره اخرى راكضاً ينصت بإستمتاع إلى هلاوسها بقلب أب حنون قبل ان يكون قلب عاشق وما أشد سعادته عندما كان يستمع إلى اسمه يخرج من بين شفتيها عالماً انه محور تلك الهلاوس ، فهى مازالت تلجأ إليه مثلما كانت تفعل فى صغرها ،وها هو الان يجلس بجوارها يستمع إليها ويلبى طلباتها مثلما كان يفعل أيضاً وهو صغير ، تذكر بسعاده ان اول خطوه لها تحركت نحوه هو ، واول ركضه لها كانت لتصل إليه ، واول شكوى منها كانت إليه ، كان تفسير والدته ووالدتها على ذلك التعلق الشديد هو افتقار كلاً منهما لوجود اخ او اخت من نفس فئتهم العمريه ، وكم سمع من شفتيهما كلمه "حياه اختك " ولكنه ابداً لم يستسيغ تلك الكلمه ويبدو ان قلبه أيضاً لم يفعل فهى ببساطه لم تكن اخته .
فى اليوم الذى يليه بدءت حرارتها تعود طبيعيه وعليها كانت استفاقتها قريبه لذلك قام فريد بنقلها إلى غرفتها وأكد على كل من بالمنزل واولهم السيده عفاف التى كانت ترعاها فى اوقات انشغاله بعدم التطرق لتلك الحادثه والاهم عدم التحدث عن اى تفاصيل تخص ميعاد عودته او وجودها داخل غرفته .
فى منتصف النهار فتحت حياة عينيها بتثاقل ووهن ، قطبت جبينها وعقدت حاجبيها معاً محاوله تذكر ما حدث ، استغرق الامر قليلاً لمعرفه ما يدور حولها وسبب تيبس عضلاتها قبل ان تنتفض من نومتها بفزع وتنظر حولها بقلق ، حركت رأسها عده مرات محاوله طرد تلك المخاوف من رأسها ، طمأنت نفسها بقوه كانت مجرد احلام والدليل انها هنا غافيه داخل غرفتها ، اذا ليس هناك داع للقلق ، هكذا حدثت نفسها داخلياً ، مجرد احلام عابره ليست الا ، طل هناك سؤال واخد يفرض نفسه داخل عقلها بقوه ، هل عاد إلى المنزل ام لا ؟!!..
قررت بعد قليل التحرك من ذلك الفراش واكتشاف ذلك بنفسها فهى أيضاً لا تعلم كم مضى على مرضها ومن اسعفها فاخر ما تتذكره هو محاولتها للخروج من غرفتها لطلب المساعده ووصول شخص ما ، تحركت من الفراش وقررت التوجهه إلى المرحاض والاغتسال جيداً بالماء الساخن لانبساط عضلاتها واستعاده نشاطها قليلاً وبالفعل بعد حوالى ساعه كانت تقف امام المرآه تنظر برضى بعدما قامت بتجفيف شعرها وتركه منسدلاً بحريه فوق كتفيها ثم قامت بوضع لمسات بسيطه من الكحل واحمر الشفاه لاعاده بعض اللون إلى وجهها ، هزت كتفيها بعدم اهتمام وهى تتسائل لماذا ارادت فعل ذلك ولكن يبدو ان مزاجها كان مرحاً دون اى اسباب او هذا ما حاولت إقناع نفسها بِه قبل التحرك
اما عنه هو فكان ملازماً لها خلال الليل والنهار لا يتحرك من جوارها الا لمتابعه اخر التطورات لمعرفه مرتكب تلك الجريمه بحقه وحقها ، ثم يعود إليها مره اخرى راكضاً ينصت بإستمتاع إلى هلاوسها بقلب أب حنون قبل ان يكون قلب عاشق وما أشد سعادته عندما كان يستمع إلى اسمه يخرج من بين شفتيها عالماً انه محور تلك الهلاوس ، فهى مازالت تلجأ إليه مثلما كانت تفعل فى صغرها ،وها هو الان يجلس بجوارها يستمع إليها ويلبى طلباتها مثلما كان يفعل أيضاً وهو صغير ، تذكر بسعاده ان اول خطوه لها تحركت نحوه هو ، واول ركضه لها كانت لتصل إليه ، واول شكوى منها كانت إليه ، كان تفسير والدته ووالدتها على ذلك التعلق الشديد هو افتقار كلاً منهما لوجود اخ او اخت من نفس فئتهم العمريه ، وكم سمع من شفتيهما كلمه "حياه اختك " ولكنه ابداً لم يستسيغ تلك الكلمه ويبدو ان قلبه أيضاً لم يفعل فهى ببساطه لم تكن اخته .
فى اليوم الذى يليه بدءت حرارتها تعود طبيعيه وعليها كانت استفاقتها قريبه لذلك قام فريد بنقلها إلى غرفتها وأكد على كل من بالمنزل واولهم السيده عفاف التى كانت ترعاها فى اوقات انشغاله بعدم التطرق لتلك الحادثه والاهم عدم التحدث عن اى تفاصيل تخص ميعاد عودته او وجودها داخل غرفته .
فى منتصف النهار فتحت حياة عينيها بتثاقل ووهن ، قطبت جبينها وعقدت حاجبيها معاً محاوله تذكر ما حدث ، استغرق الامر قليلاً لمعرفه ما يدور حولها وسبب تيبس عضلاتها قبل ان تنتفض من نومتها بفزع وتنظر حولها بقلق ، حركت رأسها عده مرات محاوله طرد تلك المخاوف من رأسها ، طمأنت نفسها بقوه كانت مجرد احلام والدليل انها هنا غافيه داخل غرفتها ، اذا ليس هناك داع للقلق ، هكذا حدثت نفسها داخلياً ، مجرد احلام عابره ليست الا ، طل هناك سؤال واخد يفرض نفسه داخل عقلها بقوه ، هل عاد إلى المنزل ام لا ؟!!..
قررت بعد قليل التحرك من ذلك الفراش واكتشاف ذلك بنفسها فهى أيضاً لا تعلم كم مضى على مرضها ومن اسعفها فاخر ما تتذكره هو محاولتها للخروج من غرفتها لطلب المساعده ووصول شخص ما ، تحركت من الفراش وقررت التوجهه إلى المرحاض والاغتسال جيداً بالماء الساخن لانبساط عضلاتها واستعاده نشاطها قليلاً وبالفعل بعد حوالى ساعه كانت تقف امام المرآه تنظر برضى بعدما قامت بتجفيف شعرها وتركه منسدلاً بحريه فوق كتفيها ثم قامت بوضع لمسات بسيطه من الكحل واحمر الشفاه لاعاده بعض اللون إلى وجهها ، هزت كتفيها بعدم اهتمام وهى تتسائل لماذا ارادت فعل ذلك ولكن يبدو ان مزاجها كان مرحاً دون اى اسباب او هذا ما حاولت إقناع نفسها بِه قبل التحرك
متى تخضعين لقلبى - الفصل ١٢
حسنا انها تفعل ذلك فقط من اجل اثاره حنقه كعادتها ليس الا ، هذا ما فكر به فريد بيأس رافضاً عقله تصديق الكلمات التى خرجت من فمها للتو ، انها فقط تلعب به ، طمأن نفسه بتلك الجمله ، ولكن اللعنه !!! لماذ تبدو ملامحها شاحبه كالأموات !!! سألها وهو على حافه الانفجار لعل الخلل صادراً من اذنه التى هيأت له تلك الكلمات بينما هى لم تنطق بها من الاساس :
-انتى قلتى ايه ؟!!..
رفعت نظرها مره اخرى إليه وهى تبتسم بشراسه ثم اجابته بتهكم مرير قائله :
-اكيد عبد السلام بيه نسى يقولك التفصيله الصغيره دى قبل كتب الكتاب لحسن ترفض البضاعه ..
شعر فريد بأن صاعقه قد اصابت عقله قبل جسده فأصابته بالشلل ، إذاً اذنه لم تصاب بالعطب بعد ، متزوجه !! ومن رجل اخر !!! ، حرك جسده يميناً ويساراً بتشنج ، اللعنه ان ذلك يتخطى قدرته على احتمال ، رفع ذراعيه بتوتر ومسح بكفه فوق قسمات وجهه بعصبيه قبل ان تستقر قبضته فوق فمه ، ازدادت حده تنفسه وأخذ صدره يعلو ويهبط بقوه ، يبدو انه قد بدء يفقد السيطره على رئتيه ، لا انه بدء يفقد السيطره على جسده بأكمله واولهم قلبه الذى كان يخفق كالطبول من شده الغيره ، اين يذهب ؟!، تجول بنظره داخل الغرفه كأنه يبحث عن شيئاً ما ، انه يبحث عن هدوئه الداخلى ، مازالت الكلمه تطن داخل رأسه بقوه ، متزوجه !!! ، اين يهرب من تلك الصوره التى بدءت تتشكل امامه عينه بوضوح عن لمس رجل اخر لها ، سيجن ، اقسم لنفسه انه سيجن ، انه يجاهد نفسه الان حتى لا يحرق الدنيا بمن فيها، الا يقوم بهدم ذلك المكتب بكل محتوياته ، ماذا عليه ان يفعل ؟!، انه يشعر بأنه يقف الان بداخل مرجل محاطه به النار من جميع جوانبه فماذا يفعل ؟! هل يجلس ام يظل واقفاً ام يتركها ويركض للخارج ، ماذا يفعل لتهدء روحه ، ايصرخ حتى ينقطع صوته ؟!، ام يبكى حتى تنفد دموعه ؟!، او يرتمى داخل أحضانها لعله يجد السكينه بداخله ؟!، فى كل الاحوال اصابته النار وانتهى الامر .
انتهى به الامر بالجلوس فوق المقعد المقابل لها ومال بجذعه للأمام وهو يستند بمرفقيه على فخذاه ويشبك كفيه معاً للأمام زفر مطولاً ثم قال بنبره متقطعه كمن يلفظ انفاسه الاخيره :
-ادينى تفاصيل ..
ادرات رأسها جانباً تنظر إليه نظره زجاجية ليس بها حياة ثم رفعت كفيها ومسحت وجهها وشعرها عده مرات بتوتر وهى تهز رجلها اليمنى بعصبيه وقد بدءت تتذكر ذلك الصيف المقيت بعدما انتهت من اختباراتها المدرسيه لنهايه العام ، دخل والدها المنزل فى عجاله وطلب منهم جميعاً آمراً كعادته الاستعداد للذهاب لبلدته حيث مسقط رأسه ومسكن إخوته لقضاء اجازه الصيف معهم ، بالطبع لم تكن والدتها لتعارضه رغم عدم تقبلها لتلك الفكره او بالأدق توجسها منها ، وبالفعل فى اليوم التالى كانوا فى طريقهم نحو احدى قرى الصعيد ولم تكن تعلم حياة انها تُساق كالبهيمه لتُعرض فى السوق والفائز هو من يدفع اكثر ، وكانت القسمه من نصيب رجل يتجاوز عمره الثمانين عام ، اى حوالى ٦ اضعاف عمرها ، رجل ماجن مدمن شراب هوايته الاولى هو تزوج القاصرات
، تم الزواج وبالطبع كان عرفياً ودون تسجيل بسبب صغر سنها ، تذكرت كم انتحبت تحت أقدام والدها الا يفعل بها ذلك ،وكان رده الوحيد ان ذلك طبيعى لجميع فتيات بلدتهم ، وكم توسلت إلى والدتها ان تأخذها وتهرب من تلك البلده وتُنقذها من ذلك المصير ولكن الخذلان كان ولا يزال رد فعل والدتها الوحيد
-انتى قلتى ايه ؟!!..
رفعت نظرها مره اخرى إليه وهى تبتسم بشراسه ثم اجابته بتهكم مرير قائله :
-اكيد عبد السلام بيه نسى يقولك التفصيله الصغيره دى قبل كتب الكتاب لحسن ترفض البضاعه ..
شعر فريد بأن صاعقه قد اصابت عقله قبل جسده فأصابته بالشلل ، إذاً اذنه لم تصاب بالعطب بعد ، متزوجه !! ومن رجل اخر !!! ، حرك جسده يميناً ويساراً بتشنج ، اللعنه ان ذلك يتخطى قدرته على احتمال ، رفع ذراعيه بتوتر ومسح بكفه فوق قسمات وجهه بعصبيه قبل ان تستقر قبضته فوق فمه ، ازدادت حده تنفسه وأخذ صدره يعلو ويهبط بقوه ، يبدو انه قد بدء يفقد السيطره على رئتيه ، لا انه بدء يفقد السيطره على جسده بأكمله واولهم قلبه الذى كان يخفق كالطبول من شده الغيره ، اين يذهب ؟!، تجول بنظره داخل الغرفه كأنه يبحث عن شيئاً ما ، انه يبحث عن هدوئه الداخلى ، مازالت الكلمه تطن داخل رأسه بقوه ، متزوجه !!! ، اين يهرب من تلك الصوره التى بدءت تتشكل امامه عينه بوضوح عن لمس رجل اخر لها ، سيجن ، اقسم لنفسه انه سيجن ، انه يجاهد نفسه الان حتى لا يحرق الدنيا بمن فيها، الا يقوم بهدم ذلك المكتب بكل محتوياته ، ماذا عليه ان يفعل ؟!، انه يشعر بأنه يقف الان بداخل مرجل محاطه به النار من جميع جوانبه فماذا يفعل ؟! هل يجلس ام يظل واقفاً ام يتركها ويركض للخارج ، ماذا يفعل لتهدء روحه ، ايصرخ حتى ينقطع صوته ؟!، ام يبكى حتى تنفد دموعه ؟!، او يرتمى داخل أحضانها لعله يجد السكينه بداخله ؟!، فى كل الاحوال اصابته النار وانتهى الامر .
انتهى به الامر بالجلوس فوق المقعد المقابل لها ومال بجذعه للأمام وهو يستند بمرفقيه على فخذاه ويشبك كفيه معاً للأمام زفر مطولاً ثم قال بنبره متقطعه كمن يلفظ انفاسه الاخيره :
-ادينى تفاصيل ..
ادرات رأسها جانباً تنظر إليه نظره زجاجية ليس بها حياة ثم رفعت كفيها ومسحت وجهها وشعرها عده مرات بتوتر وهى تهز رجلها اليمنى بعصبيه وقد بدءت تتذكر ذلك الصيف المقيت بعدما انتهت من اختباراتها المدرسيه لنهايه العام ، دخل والدها المنزل فى عجاله وطلب منهم جميعاً آمراً كعادته الاستعداد للذهاب لبلدته حيث مسقط رأسه ومسكن إخوته لقضاء اجازه الصيف معهم ، بالطبع لم تكن والدتها لتعارضه رغم عدم تقبلها لتلك الفكره او بالأدق توجسها منها ، وبالفعل فى اليوم التالى كانوا فى طريقهم نحو احدى قرى الصعيد ولم تكن تعلم حياة انها تُساق كالبهيمه لتُعرض فى السوق والفائز هو من يدفع اكثر ، وكانت القسمه من نصيب رجل يتجاوز عمره الثمانين عام ، اى حوالى ٦ اضعاف عمرها ، رجل ماجن مدمن شراب هوايته الاولى هو تزوج القاصرات
، تم الزواج وبالطبع كان عرفياً ودون تسجيل بسبب صغر سنها ، تذكرت كم انتحبت تحت أقدام والدها الا يفعل بها ذلك ،وكان رده الوحيد ان ذلك طبيعى لجميع فتيات بلدتهم ، وكم توسلت إلى والدتها ان تأخذها وتهرب من تلك البلده وتُنقذها من ذلك المصير ولكن الخذلان كان ولا يزال رد فعل والدتها الوحيد
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق