القائمة الرئيسية

الصفحات

 


الحلقة الأولى 

نغم الهروب


كنت لسه راجعة من المحكمة وانا يدوب بادئه أحس إني فكيت الحبل اللي كان ملفوف حوالين رقبتي، ومجرد ما وصلت أوضتي في البانسيون اللي انا نازلة فيه لقيت تليفوني رن برقم غريب، اترددت أرد ولا لا، كنت خايفة يكون خالد اللي بقا خلاص طليقي رسمي أو بمعنى أصح بقى جوزي المخلوع،، بس جا في بالي إنه ممكن يكون حد تبع المحامي بتاعي أو أي حاجه خاصة باستلام منطوق الحكم بتاع قضية الخلع اللي لسه خلصانه لصالحي مافيش من ساعة

في الاخر قررت أرد وقلت..

_ألو، مين معايا؟

_لو سمحتي ماتقفليش الخط

أول ما لقيته صوت خالد انفعلت ورديت

_انت مابتزهقش، مابتملش، عارف انا لو خيروني بين الموت وبين الرجوع لذمتك تاني،  هختار اني اموت مية مرة ومارجعلكش، وصدقني لو كل يوم هتعرف رقمي الجديد هغير كل يوم رقم، أقلك، انا هبطل أشيل تليفونات خالص عشان خاطرك

_نغم،، إسمعيني لو سمحتي، انا كنت فاهم الدنيا غلط، مالحقتش اتعلم معنى الجواز والحياة المشتركة،، كنت فاكرها منافسة عاللي يفرض سيطرته ورأيه، وبعدين دا احنا يدوب كملنا سنة بالعافية مع بعض، نغم، أنا اتعلمت الدرس خلاص، واتعلمته غالي أوي، أقسم بالله لو رجعتي هتشوفي انسان تاني خالص

_ بص، أنا طول وقت القضية كنت بتكلم عن عصبيتك واهاناتك ومد أيدك طوال سنة عشتها معاك،،  كنت بتكلم بصورة عامة من غير تخصيص لأي واقعة بعينها ودا عشان نصيحة المحامي ليا، لكن بما اني خلاص خلصت منك،، فانا حابه أقلك حاجه أخيرة ومش عشانك لا،، دا عشان أبرّد ناري، انت يا خالد بيه مش شرط تكون اتجوزت قبل كدة عشان تعرف تتعامل كبني آدم، وانت حقيقي ماتعرفش أي حاجه عن الآدمية، طول السنة اللي عاشرتك فيها كانت عادي، كان ممكن أفوّت اللي جرى فيها، وكان ممكن استحمل، لكن إني أكون راجعالك من فترة عزا أبويا مكسورة، وحاسه إني بقيت من غير أهل، وعاوزة أحس بالأمان..وفي نفس الوقت عاوزاك تعوضني عن ضهري اللي انكسر، عاوزاك تقولي أنا هفضل جنبك وهحافظ عليكي،، والاقيك ماتفوتش يومين تلاته وترجع تضرب وتهين،، واكتر من أي مرة قبل كدة، كإنك بتقولي خلاص مابقالكيش أهل ومش هتعرفي تروحي عند حد تاني، بقيتي تحت رحمتي انا بس، وقتها انا حسيت إن علاقتي بيك هي أكبر سجن وعبودية ممكن أعيش فيها، حسيت إني لو بقيت في الشارع هبقا في أمان عن اني اكون معاك في بيت واحد، حسيت إنك أكبر عدو ممكن اقابله في حياتي، حسيت بنفور وقرف وكره وخوف ومن يومها نويت ماتشوفنيش الا في المحكمة وقد كان، ومش هتشوفني تاني، انت كل اللي كاسرك إني خلعتك، نفسك ترجّعني عشان حاسس إن كرامتك اتخدشت، مش هامك كل اللي بقوله ده، مش هامك تراجع نفسك وتعرف أخطائك وتتعلم زي ما بتقول.. 

_طب بصي بقا يا بنت الناس، انتي خدتيني على خوانه، وحلوانه في سلوانه لقيتك اختفيتي وقضية خلع ومحضر عدم تعرض ومحامي عقر وحوارات كتير، زي ما تكوني خدتيني في دوكة وضربتيني على دماغي وطلعتي تجري، لكن هي كلمة أخيرة هقولهالك، لو مارجعتيش من نفسك خليكي عارفة ان انا هجيبك تبوسي رجلي وتقوليلي ارحمني وايوة انتي مالكيش حد ومافيش حد هيحوشك عني ف ...

ماستنتش يخلّص كلامه، قفلت الخط في وشه وعملت بلوك لرقمه بعدها قفلت التليفون كله وروحت قعدت على طرف سريري 

بنهج وجسمي بيتنفض من الانفعال 

مبرقة في الحيطة قدامي ودمعة سخنه فرت من طرف عيني اليمين، وراها بعض دمعه من كل عين....

زي ما يكون كلامه هزني، مش عارفة هو مجرد كلام بيفضّي بيه غل جواه مني بعد ما خلعته ولا بيهدد بجد 

انا مش مقطوعة من شجرة زي ما بيقول لكن للأسف ماحدش وقف معايا من بعد موت أبويا 

او هو تقريبا ماعدش حد بيقف مع حد ، لا عم ولا خال ولا حتى أخ 

انا لوحدي...

أصعب إحساس في الدنيا هو إحساس الوحدة 

دفنت وشي في ايديا واستسلمت لفيضان الدموع لغاية ما هديت وحسيت إني ارتحت، بعدها حاولت أفكر في الجانب الإيجابي، إني خلاص اتحررت، وكلها شوية وقت وهقدر أخد معاش ابويا بعد ما انفصلت زي ما قال المحامي...

تسعمية بقا ولا ألف كل شهر،  أهو هيسندوني وهعيش لغاية ما أبدأ أشوف حياتي واشتغل 

قمت غسلت وشي وروحت وقفت قصاد التسريحة القديمة اللي جنب شباك الأوضة قصاد سريري

ملامحي لسه زي ماهي

عينين خضارهم زاهي، شعر بني ناعم وتقيل، وش أبيض ودقّة حُسن، ومناخير فضلت اتحسد على رسمتها 

لكن ياريتني أخدت نص جمالي ده وخدت بالنص التاني حظ.. 

المهم ان عدى اليوم دا  على خير ومن اليوم اللي بعده بدأت أجري في أوراقي، من المحكمة للسجل المدني للتأمينات الأجتماعية، فضلت من هنا لهنا لمدة تلات أيام لغاية ما خلصت كل الأوراق المطلوبة وبدأت أنتظر يصرفولي المعاش الشهري، لكن في اليوم الرابع وعلى غير العادة، صحيت من نومي على صوت خبط جامد على باب أوضتي...

حسيت ان جسمي اتنفض ورعشه بارده زحفت على جلدي 

معقول قدر يوصل لمكاني

معقول يكون راقبني الأيام اللي فاتت لغاية ما عرف المكان هنا... 

بصوت مهزوز رديت 

_مين؟

جالي صوت واحده من ورا الباب بتقول 

=جمعية النور و الآمال الخيرية، ممكن تفتحي.. 

لقطت نفسي وقمت ناحية الباب فتحته ، لقيت اكتر من واحده واقفين قدام ابواب غرف البانسيون، كلهم ماسكين تابات وبيتكلموا مع النزلا وبيسجلوا بياناتهم، وواحدة منهم واقفه قصاد بابي مبتسمة وبتقول 

_ماتقلقيش يا جميل، احنا بنسجل بيانات الناس الاكثر احتياجا، بنعدي على البانسيونات ودور الرعاية وبردو بنمر على العشوائيات، والقرى الفقيرة، نشاطنا ممتد لكل انحاء الجمهورية، وجمعيتنا من اكبر الجمعيات في مصر ونشاطها رسمي ومسجل....

ابتسمت لها ب ود وعلى الرغم من إن الفلوس اللي معايا ممكن ماتقضينيش لغاية ما أقبض معاش أبويا إلا إني رديت وقلت.. 

=شكرا لحضرتك انا الحمد لله مش محتاجه وأكيد في ناس تانيه تستاهل المساعدة اكتر مني 

ابتسمت وكانت هتمشي لكن انا لحقتها وقلت 

=ممكن أسأل حضرتك على مساعدة من نوع تاني 

_أه اتفضلي تحت أمرك 

=ممكن تشوفيلي شغل معاكم؟

ابتسمت 

_انتي خريجة ايه؟

=آداب علم نفس 

بصت جوا الأوضة ورجعت سألت

_انتي وحيدة؟

استغربت من سؤالها لكن رديت 

=اه انا مطلقة وماعنديش اولاد،، ممكن تقولي ماليش حد 

_يعني مالكيش أي عائل بيساعدك، لا خال ولا عم ولا حد خالص 

=هو حضرتك دا ليه علاقة بالشغل

_أيوة طبعا، احنا بردو بنشغل البنات الاكثر احتياجا، وطبعا اللي مالهمش أي عائل هم الأولى بالشغل 

ابتسمت لها

=خلاص اعتبريني لوحدي خالص، انا حتى رقمي دا مايعرفوش الا المحامي بتاعي

_طيب خلاص انا هخد رقمك وهتواصل معاكي..

اخدت رقمي وخدت رقمها  وبعدها سابتني ومشيت، 

عدى بعدها كام يوم وماكلمتنيش، وانا كمان ماحاولتش أكلمها، لغاية ما قلت خلاص نسيتني لكن بعد أسبوع تقريبا لقيت حد بيخبط على بابي بعد المغرب بقيمة ساعة..

رديت بارتياب 

_مين؟ 

لقيت صوت واحدة بترد وبتقول 

=افتحي يا جميل 

ماكنتش عارفه هو صوتها ولا مش صوتها، لكن استبعدت تكون هي لانها ماتكلمتش في التليفون لكن قلت يمكن حد من جيراني في البانسيون اللي بقيت عارفاهم شكلا وبنصبح ونمسي على بعض..

روحت فتحت الباب لكن مالحقتش أشوف ملامح اللي واقفه قدامه،  لاني مجرد مافتحت لقيتها فاردة كف ايدها قدام وشها، ومجرد ما شافتني نفخت في ايدها فطارت مادة بيضة زي ما تكون غبار أبيض، جات على وشي ودخلت مناخيري وعيني، 

اتدورت وانا بكح وبدعك في عينيا فسمعت صوتها بيقول 

_نار ونور ونوى اتنبت، روح ونفس وجسد، صفر الأصفار واللامنتهى، شعاع ورتق اتفتق 

ماكنتش شايفه قدامي لكن حسست لغاية ما مسكت الباب ورزعته، بعدها فضلت اتحسس لغاية ما مسكت ازازة المياة اللي جنب سريري وبدأت أغسل وشي

كانت عيني بتحرقني،، مناخيري وزوري فيهم نار، وشي كله بيصهد حرارة، 

مش شايفة ومرعوبة وبرتعش، خايفه البودرة دي تكون حاجة زي مياة النار، عشان كده بدأت أفتح عينيا غصب عني وروحت ناحية التسريحة

اول ما فتحت عينيا قدام المراية صرّخت 

مش صرخة واحدة لا صريخ متواصل هز الدنيا حواليا

كان جلد وشي بيسيح 

شعر رموشي وحواجبي راحوا 

شفايفي دايبه 

مناخيري متشوهة 

وخدودي مسلوخه واللحم تحتها باين 

وقعت قاعدة عالارض وانا عماله أصرخ لغاية ما البانسيون كله اتلم عليا في الأوضة 

أول واحدة وصلت كانت مديرة البانسيون 

جات قعدت جنبي وحضنتني وفضلت تهدي فيا وتقول 

_مالك يا بنتي، مالك، مالك بتصرخي ليه؟

كنت عاوزة اصرخ فيها واقولها انتي ازاي بتسألي، انتي مش شايفة وشي، لكن فضلت أصرخ من غير وعي لغاية ما أغمى عليا 

لما صحيت لقيتني عالسرير ولقيتها جنبي هي وبنتها ميار، فتحت عيني وبدأت أبكي واقولهم خدوني مستشفى بسرعة  لكن لقيتها بردو بتحاول تهدي فيا وتسألني مالي 

المرة دي صرخت فيها وقلتلها انتي مش شايفة وشي حصله ايه ؟

عقدت حواجبها وردت 

_ماله وشك، لسه زي القمر أهوه؟

سكت فجأه وبرقتلها 

يمكن كل حاجه سكتت في نفس اللحظة 

صوت العربيات في الشارع قصادنا 

حركة الناس في طرقة البانسيون 

كل حاجه سكنت لغاية ما نطيت من السرير وروحت بصيت على وشي في مراية التسريحة 

الغريب إني لقيت وشي طبيعي ومافيهوش أي تشوهات 

قلبي كان هيقف من الفرحة 

قعدت عالارض وانا ببكي وبمسك وشي وبقول 

الحمد لله الحمد لله الحمد لله 

جات هي وبنتها وبدأوا يهدوني لغاية ما هديت وبدأت أحكيلهم عن الست اللي جات رمت البودرة في وشي 

الغريب انها قالتلي ان مافيش حد غريب دخل البانسيون أو خرج منه 

فضلوا قاعدين معايا شوية لغاية ما هديت خالص وبعدها سابوني ونزلوا 

اتصلت بالمحامي وحكيتله اللي جرا وإني شاكة إن خالد هو اللي بعت حد يعمل كده وقلتله إني عاوزه أروح اعمل محضر فيه عشان اللي حصل دا مايتكررش تاني، لكن لقيته هو كمان بيهديني وبيقولي اصبري بس لما نتقابل بكرة في مكتبي 

فضلت تقريبا طول الليل صاحية، زي ما أكون خايفة أنام، بس الغريب إني بدأت أتوتر مع أي صوت، لو خطوات في الطرقة، أي  ريح يهز الشباك أو أي حركة حواليا

كمان بدأت أحس إن الخوف جوايا عمال يزيد 

وبيزيد من غير أي داعي 

نبضات قلبي مابتهداش

عقلي متشتت 

صدري مقبوض

لكن فضلت أقاوم لغاية الصبح ولما الساعة جات تسعة  رنيت تاني عالمحامي، 

قال لي ان وراه قضايا ومش هيعرف يقابلني دلوقتي خالص، من بعدها فضل طول اليوم كل ما اكلمه يقولي ساعه وهخلص لغاية ما بقينا بعد العشا بساعة تقريبا،

ساعتها قالي اروحله على مكتبه 

وعلى الرغم من خنقتي منه الا اني لبست ونزلت عشان اروحله، 

في الطريق كنت حاسه إني مامشيتش في الشارع من زمان حاسه ان الناس بتبصلي ومركزة معايا 

كل شوية بلتفت ورايا وانا متخيلة إن حد مراقبني أو حد عاوز يخطفني يوديني لخالد، او حتى حد غريب عاوز يخطفني ويغتصبني 

خوفي مختلف عن أي خوف قبل كدة 

خوف زايد 

كأن أي هاجس كان بيعدي على دماغي قبل كدة وبيمر من غير ما أفكر فيه،  بقا بيمثل بالنسبة لي واقع منطقي ممكن يتحقق، 

فضلت أحاول أسيطر على نفسي لغاية ما وصلت المكتب 

لقيت باب الشقة مفتوح والسكرتيرة مش موجودة، ماكانش في عملا ولا اي حد خالص

خبطت عالباب الخارجي فلقيت صوته جاي من أوضة مكتبه 

_اتفضل...

دخلت عند اوضة مكتبه وانا متوترة من ان الدنيا فاضيه كده 

واللي وترني اكتر اني لما دخلت مالقيتوش قاعد على مكتبه، كان قاعد على كنبه جلد مسنودة للحيطة اللي ع اليمين وماسك ورق في ايده، 

لما شافني ابتسم وهو بيشاور براسه على الكنبة جنبه وقال

_تعالي يا استاذه نغم اتفضلي..

من اول القضية وانا حاساه مش مظبوط شوية، بيحاول يشوف ردود أفعالي أو مدى تجاوبي معاه لو حب يستدرجني للكلام في الحب والنيلة، مع إنه متجوز وبكرش واصلع وعنده ييجي اربعين سنة 

لكن دايما كنت جد أوي في كلامي، كنت برسم دايما حدودى من غير توتر أو خوف وكان بيرتجع

بس المرة دي حسيت بخوف غريب منه، أو يمكن انا اللي بقيت خايفة بزيادة من كل حاجه حواليا، 

روحت سحبت كرسي من الكرسيين اللي قصاد مكتبه وقعدت قصاده وبدأت أحكيله بجدية عن اللي حصل 

كان بيسمع باهتمام لكن دا مامنعش إني حسيته مركز أوي في عينيا وبين وقت والتاني لقيته بينزل بعينه يبص على جسمي ، ويمكن بيتعمد إني أشوفه وهو بيبص 

لكن كنت مضطرة اكمل لغاية ما خلصت كلامي 

لقيته ابتسم في الاخر وبيقول 

_اخر واحد ممكن يفكر يأذيكي هو خالد ده، عارفه هو لو شافك بتضربي في الشارع هيكون اول واحد يجري يحوش عنك، خالد دا هو المتهم الاول في حالة إن يصيبك أي مكروة، بس حكاية البودرة دي انا مش عارف هنروح نشتكيه بيها نقول ايه، مافيش أي ضرر حصل، مافيش أي حاجه تثبت أي أذى أصابك كمان ماحدش عارف مين الست دي وهل في علاقة بينها وبين خالد ولا لا 

_أمال هيكون مين غيره؟

=ماعرفش، انا مابثقش في جو البانسيونات دي، وبسمع كلام بردو مش ولابد عنها وانتي شابه وجميله وعودك ج...

انفعلت

_ماله عودي يا استاذ فهيم، هو حضرتك مش مقدر خالص للموقف اللي انا فيه، هو حضرتك في ايه ولا في ايه؟

=انا اسف والله بس انا قاصد أشير لإني بسمع كلام إن الستات اللي زيك ممكن يكونوا مستهدفين عشان يغووهم لأعمال منافية زي ما انتي فاهمة،، ولا أفسر أكتر ...

دار في دماغي إن فعلا أم ميار دي من يوم ما روحت عندها البانسيون وهي بتحاول تتوددلي أو تفتح معايا كلام، كمان جابتلي أكل أكتر من مرة لكن ماكنتش باكله وبرميه، الغريب إني بردو لما حاولت أفكر في حد غير خالد نط في دماغي صورة البنت بتاعت الجمعية الخيرية،، نظراتها كانت مريبة وأسألتها غريبة، لكن حاولت ماشتتش نفسي، أكيد هو خالد، هو اللي ممكن يعمل أي حاجه عشان ينتقم مني، بس السؤال اللي نط في دماغي هو إيه البودرة دي وإيه الغرض منها فسألت الأستاذ فهيم وقلت 

_طب إيه حكاية البودرة دي وليه شفت وشي محروق مع إنه ماكانش محروق

=انا اول مرة أسمع عن حكاية البودرة دي، لكن ممكن تكون مادة مخدرة مثلا، بيسه مثلا او كوكا أو غيره وتكون سببتلك هلوسه وتهيؤات فشفتي وشك محروق، أو ممكن بقا تكون حاجه من حاجات الأعمال والشعوزة، سحر يعني، زي السحر المأكول والمشروب والمرشوش، في كل الأحوال وأيا كان مين اللي عمل كدة فانا مش عاوزك ترجعي المكان ده ولا تروحي اماكن شبهو 

حسيت برعشه مشيت في جسمي من كلامه عن السحر والشعوذة، خصوصا إني حاسه إني متغيرة من ساعة الموقف اللي حصل، حاسه إني مش على بعضي لكن انتبهت ورديت

_امال هروح فين يعني؟

اتنحنح كده وحاول يبين الطيبه في عينيه  

=انا عندي شقة صغيرة مفروشة، هنا في نفس العمارة دي، كنت بسيبها لأي حاجه طارئه، ممكن تقعدي فيها كام يوم لغاية ما نشوفلك شقة ايجار ولا حاجه 

قمت ساعتها بنرفزة ورديت

_شكرا يا أستاذ، لو حصل جديد هبلغك 

نزلت من عنده وانا متأكدة إن في حاجه جوايا متغيرة، الخوف جوايا عمال بيزيد، حاسه إني خلاص بيني وبين جنون الارتياب شعرة صغيرة، شاكة في كل حاجه حواليا، عاوزة أجري استخبي في أي مكان يكون بعيد عن عين أي حد، وفي نفس الوقت حاسه ان مافيش أي مكان أمان، حاسه إني جسمي نفسه مرهق وتعبان حاسه إني مريضة، لكن الأصعب من كل ده هو إحساس المطاردة، خوفي هو اللي بيطاردني، انا بهرب من روحي وعقلي اللي ملازمني 

زي ما أكون بلف في دايرة مقفولة 

رجعت على أوضتي وقفلت على نفسي، كنت حاسه إني مش عاوزة أخرج أبدا، حاسه اني خايفه افتح الباب او حتى الشباك..

سيبت النور منور ومددت على سريري في وضع الجنين وغطيت جسمي كله 

كنت بتمنى أفضل كده على طول لغاية ما أموت لكن الغريب إن بعد كام ساعة حسيت بصوت خبط عالباب 

فضلت نايمه وماتحركتش من مكاني 

لكن الغريب إني لقيت الباب اتفتح

صوت خطوات بتتسحب في الأوضه 

صوت أنفاس عالية كإن حد بينهج من الانفعال 

بيقرب عليا بهدوء

لغاية ما وقف جنب سريري وبدأ يهز جسمي

لسه مش راضية اتحرك كإني ميته 

حتى النفس بقيت قاطعاه 

لكن رجفة جسمي مش قادرة أسيطر عليها  

وقتها بدأ يشيل الغطا من على جسمي ببطء لغاية ما شاله كله واربت رموشي بالراحة كإني مش عاوزه أبين إني بحاول أشوف، فلقيت خالد واقف قدام سريري ومبتسم وبيقول 

_انا عارف إنك شايفاني كويس، بوسي رجلي وانا ارحمك  

انتفضت وصرخت، لكن الغريب إني لقيتني لسه تحت البطانيه وفي صوت حد بيخبط عالباب بره

رفعت الغطا لقيتنا بقينا الصبح 

روحت ناحية الباب وسألت مين 

لقيتها أم ميار بتطمن عليا 

مافتحتلهاش وقلتلها سيبيني في حالي لو سمحتي 

عدى اليوم دا واللي بعده وانا مابخرجش نهائي، يمكن مابقمش من السرير، حتى الأكل تقريبا ماكنتش باكل، كوابيس بتطاردني وانا صاحية ووانا نايمة، يمكن اتجننت رسمي وفاضل بس إن الناس تقابلني عشان اتفضح 

اروح مصحة 

أو أهيم في الشوارع

لكن في وسط كل دا  حاولت انتفض وافوق، حاولت أهرب من هروبي، وماجاش في بالي ساعتها غير إني أحاول اتصل بالبنت بتاعت الجمعية، فكرت اني ممكن أحس بالأمان وسطهم، ممكن يبقالي حد يسأل عليا ويحاول يساعدني 

عشان كده ماترددتش في الاتصال ورنيت عليها 

لكن زي ما تكون كل الأبواب متقفلة والبنت ماردتش 

عدى يوم كمان على نفس الحال 

لكن في اللي بعده لقيت رقمها بيرن عليا

رديت بلهفة 

_الو، ممكن تساعديني لو سمحتي،انا خلاص لو فضلت لوحدي اكتر من كدة هموت، انا عاوزة اهرب من المكان ده، عاوز أعرف ناس بعيد عن هنا، نفسي أحس بالأمان 

=طب اهدي بس اهدي، انا اسفه والله اني إتأخرت عليكي، لكن والله غصب عني، ماكانش في أي مكان ليكي،وأول ما ظهرت فرصة للشغل اتصلت بيكي أهوه، 

_طب أجيلك فين 

=بصي هو ظهر فرصة للشغل لكن مش معانا

_امال فين 


يتبع 

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

عدنا من جديد 

عاوزين تفاعل حلو بقا يا جماعة عشان نتحمس كدة ونعرف نواصل 


القصة هتكون على حلقات 

وهتنزل  باذن الله

تعليقات

التنقل السريع
    close