لأجلك فقط
الفصل الاول والثانى
فى قرى الصعيد دائما ماتكون الكلمه العليا للرجل وتكون المرأه هى التابع له والتى تستمد القوه والحمايه منه ولكن حينما تكون هذه المرأه ضعيفه ولا تجد من يحميها من ظلم اقرب الناس اليها ماذا تفعل ؟؟
وكيف تحمى صغيرتها . من تكرار ماعانته هى .
هل الصباح واشرق بانواره .. فا ستيقظت " نعيمه " المرأه التى اهلكتها الهموم وسرقت من شبابها لتبدوا لمن يراها اكبر من عمرها . . هى دائما ماتبدوا حزينه وذلك لما عاشته ورأته فى حياتها . نعيمه تملك من الملامح ما يجعلها جميله ولكن زواج زوجها بامرأه اخرى متسلطه ومتجبره وانحياز زوجها للاخرى اطفأها من الداخل وافقدها ثقتها بنفسها خصوصا مع هذا الفرق الجسدى الهائل بينها وبين المدعوه" صفا " الزوجه الثانيه فالمذكوره تمتلك جسدا ضخما بالمقارنه مع "نعيمه" والتى دائما ماكان زوجها يعايرها بقصر القامه والنحافه الشديده . مما جعله كمن وجد ضالته حينما تزوج" بصفا " والتى ازاقت " نعيمه " الامرين من ذو بداية الزواج .. والتى وافقت عليه " نعيمه " مجبره بعد ان تيسر حال زوجها و هددها بالموافقه بزوجه ثانيه . او الطلاق .. فحاولت الرجوع لاهلها لايقافه ولكن كان الرد من اهلها اصعب عليها حينما طلبوا منها الطلاق وترك ابنتها الوحيده له و التى لم تبلغ الخامسه حتى تتزوج رجلا اخر غيره .. او ان توافق بزواجه وترضى على نفسها الاهانه
فكانت كالتى خيروها بين نارين نار الضره المر او نار الفراق لابنتها الوحيده وتركها لزوجة اب تذيفها العذاب ففضلت "نعيمه "نار الضره على ان تترك ابنتها عسى ان يعدل زوجها بينهم كما وعد .
ولكن هذا كان وعد . فالزوج والذى كان اسمه "سليمان" لم يعرف للعدل طريقاً فقد حاول فى البدايه ان يعطيها يومين فى الاسبوع ثم يوم واحد ثم تركها نهائيا وهى التى تسكن معه فى نفس البيت ولكنها فى الطابق الارضى و " صفا " الطابق الثانى فيمر عليها ذهابا واياباً وكأنها ليست لها مشاعر ولا حقوق زوجيه لها عنده وهى عزيزة النفس لم تحاول الطلب لحقها منه وتركته للاخرى لتريها من ذل الايام وكيد النساء ما يسحق روحها وكرامتها .حتى تطلب الطلاق وتذهب . ولكن" نعيمه " تحملت من اجل ابنتها " زينب " وكلما جاء الليل اخذتها داخل احضانها وهى تصبر نفسها وتقول بدموع الوجع بداخلها .. عشانك انتى وبس ياحبيبتى .. اتحمل .. انتى وبس .وهكذا مرت السنين والايام حتى كبرت الفتاه وهاهى الان فى الصف الثانوى الاخير وهذا يوم نتيجتها .
نعيمه وهى تهزهز فى ابنتها بيديها
- زينب .جومى يازينب ..
زينب وهى تشد الغطاء عليها اكثر وبصوت ناعس
- سيبنى شويه ياما . الوجت لسه بدرى
نعيمه : يابت جومى عشان تشوفى نتيجتك
زينب : برضوا بدرى لسه
نعيمه بصرامه : جومى يابت .. هافضل اصحى فيكى اليوم كله
زينب وهى تعتدل فى فراشها وتحاول الجلوس والايقاظ
- انا جومت اها ياما ..
تنهض " نعيمه " من جوارها وهى تحدثها
- ماشى يالا استعجلى .. عبال مااحضرلك الفطور .
لكن بمجرد الذهاب تهم زينب لدخول ثانية فى الفراش لاستكمال النوم ولكن مع نداء والدتها
- خلصى يابت جومى
تنهض مذعوره وهى تكشف الغطاء : حاضر ياما .. انا جايمه اها
بعد ان اكملت " زينب " زينتها امام المرأه خرجت من الغرفه وهى تحدث " نعيمه"
- طب انا ماشيه خلاص ياما .. ادعيلى
نعيمه : داعيالك يانور عينى .. ربنا يجبر بخاطرك وتجيبى مجموع عالى يدخلك كليه زينه
زينب : الله ياما .. دعوتك حلوه جوى .. ربنا يسمع منك .. امشى انا بجى
نعيمه وهى ترافقها فى الخروج الى الباب
- خلى بالك من نفسك وانتى ماشيه .. وحاولى ماتتأخريش فى الرجعه
زينب وهى خارجه من باب الشقه : ان شاء الله ياما .. ان شاء الله اجى بدرى
صفا وهى تنزل الدرج مع اولادها الصغار
- على فين رايحه بدرى كده
زينب نظرت اليها ولم تجاوب اما " نعيمه" فنظرت الى المئزر الحريرى الاحمر التى تلبسه فوق ملابس النوم واثار الزينه على وجهها
صفا : يعنى مابتردوش .. ايه خرستوا
زينب بادلتها بنظره ازدراء قبل ان تخرج من دون رد
صفا بحنق : واعيه يا" نعيمه " بتك وجلة ادبها
نعيمه : مالك انتى ومال بتى .. هى لازم تجولك كمان على خط سيرها
صفا بميوعه وهى ترفع فى المئزر حتى تظهر ماتحته من ملابس النوم : الحج عليا .. عايز اطمن عليها مش زى عيالى برضوا ولا ايه
نعيمه وقد فهمت مقصدها و حركتها المكشوفه
- بجولك ايه .. انا ورايا طبيخ وغسيل . . عن اذنك
قالتها ودخلت على الفور وهى تشعر بالقهر من هذه المرأه المتسلطه والتى دائما ما تبرع فى قهرها من الداخل
قامت " نعيمه " بكل وظائف البيت وهى فى انتظارها على احر من الجمر
وحينما قارب النهار على الانتصاف .. دخلت زينب تهلل وهى تحمل فى جعبتها مايدخل السرور والسعاده فى قلب " نعيمه " المرأه الحزينه والتى وجدت ضالتها فى تقدم ابنتها ونجاحها
- انا نجحت ياما .. وجبت مجموع كبير .. يدخلنى كليه زينه
..... يتبع
الفصل التانى
دخل سليمان منزله وهو محمل بأكياس الفاكهه والخضروات وهو يهم لصعود الدرج اوقفته " نعيمه"
- مساء الخير ياابو "زينب "
اللتفت لها بوجه عابس : اسمى ابو" ناصر " .. ابو " زينب " دى كانت زمان جبل مااخلف الولد
نعيمه : دا لناس اللى بره .. لكن انا اندهك باسم بتك اللى نجحت النهارده وجابت مجموع عالى
زينب بفرحه : صح يابوى انا نجحت النهارده وجبت مجموع كبير
سليمان بعدم اهتمام : مبروك .. يعنى على كده انتى خلصتى ... امم .. هابجى ابعتلك مع اخوكى" ناصر" حلاوة نجاحك .. عايزين حاجه تانيه
حينما لم يجد منهم ردا غير السكوت اللتفت ثانية اللى الدرج ليصعد الى زوجته " صفا" واولاده
زينب وهى تنظر الى والدتها التى ظهر الحزن جلياً على قسمات وجهها : هو ابويا مش فرحان ليا ياما ؟
نعيمه وهى تدخل المنزل : بتجولى كده ليه ؟
زينب : ياما دا بيجولى مبروك .. من غير نفس .
نعيمه : عنه مافرح كفايه انا فرحانلك .. المهم بكره تكلميه عشان يدخلك كلية زينه بمجموعك الكبير
زينب : حاضر ياما انا بكره لو هو مدخلش عندينا هاطلعلوا انا عند " صفا "
*******************
فى اليوم التالى همت " زينب" باالصعود الى والدها ولكن فوجئت بطرق لباب الشقه وعندما فتحت وجدت" صفا" ومعها امرأتان
صفا بموده غير معهوده : امك موجوده يا" زوزو"
زينب باستغراب : زوزو !!! .. امى جاعده جوا
صفا : طب سلمى انتى على خالتك "عايده" وخالتك" سعاد" ودخليهم
زينب وترحب بالسيدات التى تفحصها من رأسها لأخمص قدمها : اهلا ياخاله اتفضلى
المرأه وهى تقبلها فى وجنتيها عنوه : اهلا ياحبيبتى .. ماشاء الله عليكى
ثم فعلت الاخرى نفس الفعل وهى تدخل ورأها .. "صفا " وهى تدخل الاخيره .. اقتربت من " زينب " وبصوت خفيض : ادخلى غيرى هدمتك دى واندهى امك
وبالصدفه خرجت " نعيمه " لتفاجأ بهذه الزياره لهاتان السيدتان التى تبادلن معها بااحاديث وديه وكانهن يعرفنها منذ فتره ولكن انكشف اللغز حينما اتى زوجها ليلاً اليها فى زياره غير معتاده منه فى هذا الوقت يخبرها ان ابنتها . تقدم لزواجها ابن صديقه والنساء التى اتت صباحاً كانت لرؤيتها
هبت منتفضه : يعنى انت باعت مرتك بجوز الحريم دول يشوفوا بتى ويفحصوها عشان يعرفوها تستاهل ولدهم ولا لاه
سليمان : امال هايجوزها لولدهم عميانى
نعيمه : ومين جالك انى هاجوزها .. انا بتى جابت مجموع كبير وهاتدخل كليه زينه .
تكلمت " زينب " : ايوه يابوى انا كنت طالعالك حالاً عشان اجولك انى عايزاك تجدملى فى التنسيق
سليمان : واعلمك ليه مدام . اخرك الجواز .. وربنا بعتلك نصيبك خلاص
نعيمه : ومين جال انه نصيبها . هو شافها ولا هى شافته
سليمان : بكره هاياجى يشوفها
نعيمه بصدمه : دا انتى مجهز وعامل حسابك
سليمان : وماعملش ليه حسابى مش بتى وعايز استرها
نعيمه : لكن انا عايزه اعلمها ومش عايزه اجوزها
سليمان بقسوه : عنك ماعوزتى .. دى بتى واللى اجوله هايمشى وبكره هاتشوف الود وان شالله يوافج عليها
نعيمه : لكن انا مهت.....
قاطعها " سليمان" : احلف بيمن لاروحك بيت ابوكى ومخلكيش تحضرى فرحها
نعيمه وبقوه غير معهوده : لو فيها موتى لازم تتعلم وان شاء الله حتى ما اتجوزت .
سليمان : يبجى تموتى وتريحينى عشان البت هاجوزها بخاطرك او غصب عنك . ورينى بجى شطارتك
صاح بالاخيره ثم لكزها بقوه وهو خارج
زينب : خلاص ياما .. بلاش نعارض ابويا
نعيمه : اخرسى خالص .. انتى لازم تكملى تعليمك فاهمه
صمتت " زينب " خوفاً من والدتها
فى اليوم التالى ارسل " سليمان " لابنته ابنه الصغير " ناصر " والذى دائماً مايتفاخر به
ناصر : ابويا بيجولك اطلعى عندينا دلوك وانتى لابسه لبس زين
نعيمه : تطلع عنديكم ليه ؟
ناصر : عشان عندينا ضيوف وعايزين يشوفوها
نعيمه وهى تجز على اسنانها : يعنى ابوكى عملها وجاب العريس يشوفك ..
زينب : خلاص ياما بلاش نزعله احنا مناجصينش .
نعيمه وهى تنظر ل" ناصر " . روح جول ابوك اختى نايمه ولا مش موجوده
ناصر : ماليش دعوه .. انا مش هاكدب
زينب برجاء : خلاص ياما .. انا هاروح اشوفه ..عشان حتى مانكسفهوش قدام الناس الغريبه
نعيمه : يابتى انتى ماتعرفيش لو طلعتى يبجى خلاص وافجتى .. روح ياولدى اعمل اللى جولتلك عليه
ذهب " ناصر " وهو ساخط منها ليخبر والده بما اخبرته لتندلع النيران فى صدره فنزل اليها وهو يتوعد بأقصى عقاب لها
.
.... يتبع
انا عارفه انها مختلفه بس انا عايزه رأيكم فى قصه جميله عن فضل الام فى حياتنا للى والدته عايشه ويرحم اللى والدته ميته .. يالا بقى لو عجبتكم اعملوا مشاركه او منشنوا لاصحابكم عشان يتابعوا
امل_نصر

تعليقات
إرسال تعليق