رواية عيناك ملاذي
مقدمه
كانت تتطلع إليه بحيره وخوف شديدين ..
مالذي دهاه ليصبح هكذا ..؟!
" ايه ..؟!"
سألته بنبرة مرتجفة بينما عيناها ترمشان بتوتر .. كانت نظراته مخيفة بشكل لم تستوعبه ..
" ازاي ..؟!"
سألها بصوت متحفز ليرتعش جسدها كليا بينما هو يقترب منها ويقبض على ذراعها بكفه مكملا بنبرة عالية :
"ازاي مش بنت ..؟! ازاي ..؟!"
جحظت عيناها بعدم تصديق وقد استوعبت لتوها ما حدث ..
هي ليست عذراء فلا يوجد شيء يدل على عذريتها ..
ولكن كيف ..؟! كيف ولم يمسسها رجل قط ..؟!
هطلت الدموع من عينيها لا اراديا وهي تهتف بصوت باكي متلعثم :
" معرفش .. والله معرفش .."
" يعني ايه متعرفيش ..؟!"
صرخ بها بصوت قاسي اهتز جسدها رعبا منه لتكمل بنبرة متوسلة :
" والله يا امير معرفش .. والله .."
اخذ يدور داخل اركان الغرفة عدة مرات بينما عقله يفكر بهذه الحقيقة المرة ..
اما هي ما زالت تبكي على السرير فيبدو ان سعادتها انتهت قبل ان تبدأ ...
توقف اخيرا في مكانه واخذ نفسا عميقا قبل أن يقرر أخيرا سماعها فهتف بها بصوت جامد انتبهت هي له على الفور :
" احكيلي كل حاجة .. من غير كدب .."
" والله معرفش اي حاجة ، والله ماعرف .."
كانت ترجوه ان يصدقها .. ألا يظلمها ..
أشاح بوجهه بعيدا عنها محاولا ألا يتأثر ببكائها ونبرة التوسل الخالصه في صوتها ...
عاد بعد لحظات ببصره ناحيتها فهتف بقوة :
" انا هاخدك عند الدكتوره ، هي تكشف عليكِ وتحدد اذا كنتي بنت اولا .."
اومأت برأسها دون رد وهي تدعو الله أن ينصرها .. هي لم تفعل اي شيء ولا تدرك اي شيء ... كيف حدث هذا ..؟! كيف ..؟!
لا تعرف كيف مر الوقت عليها وهي تغير ملابسها وترتدي ملابس الخروج ... تجمع شعرها الطويل بتسريحة مبعثرة وتخرج خلفه متجهة معه الى مكان الطبيبة ... في الطريق الى هناك التزم كلاهما الصمت ...
ظلا صامتين دون أي كلمة تقال ... وصلا اخيرا الى عيادة احدى الطبيبات فهبطت تالا من السيارة تتبع أمير.. اتجها سويا الى الطبيبة ليدلفا إليها بعد حوالي ثلاث ارباع ساعة من الانتظار ...
استقبلتهما الطبيبة بإبتسامة مرحبة سرعان ما اختفت وهي تلاحظ منظر تالا الباكي المثير للشفقة وملامح وجه أمير المتجهمة ...
" اتفضلوا .."
قالتها الطبيبة بنبرة مترفقة وهي تطلب منهما الجلوس على الكرسيين المقابلين لها ...
نظرت الى تالا الباكية بملامح هادئة قبل ان تعاود النظر الى امير وتهتف بجدية :
" اتفضل ، سامعاك.."
أشار أمير الى تالا الباكية وقال :
" تالا تبقى مراتي واحنا جايبنلك عشان تكشفي عليها .."
" ليه ..؟! هي مالها ..؟!"
نظر أمير الى تالا بتردد قبل أن يعاود النظر الى الطبيبة وإخبارها بكل ما حدث بالتفصيل ...
نظرت الطبيبة الى تالا بعدما انتهى امير من حديثه وقالت :
" طب اتفضلي يا مدام تالا على سرير الكشف .."
نهضت تالا بجسد مرتجف متجهة حيثما أشارت الطبيبة ... رفعت جسدها الرشيق وجلست على السرير خلف الستارة بينما اتجهت الطبيبة نحوها وطلبت منها أن تنام على السرير برفق كي تبدأ بفحصها ...
كان أمير يجلس على الكرسي وهو يهز قدمه من شده التوتر ...
ينتظر خروج الطبيبه بلهفة من عندها علها تخبره بشيء يريح قلبه ولو إنه يشك في هذا ...
خرجت الطبيبة بعد لحظات وملامح الضيق مرسومه عليها ...
فهم امير على الفور أن ظنونه كانت في محلها بينما قالت الطبيب بجدية :
" مش بنت .."
تشدق فم أمير بإبتسامة ساخرة بينما اكملت الطبيبة بلين:
" اتمنى انك تتفهم الكلام ده و .."
قاطعها أمير فجأة وقد تولد الأمد لديه للحظات :
" هو ممكن يكون اغتصاب ..؟!"
هزت الطبيبة رأسها نفيا وقالت بهدوء :
" لا مش اغتصاب ..."
خرجت تالا في نفس اللحظة بعدما انتهت من هندمة ملابسها لتهتف بصوت عالي باكي :
" كدب ، الكلام ده كدب .. انا معملتش حاجة والله .."
نظر أمير إليها ببرود ثم ......
تعليقات
إرسال تعليق