القائمة الرئيسية

الصفحات

متى تخضعين لقلبى الفصل السابع والتامن



 متى تخضعين لقلبى 

الفصل السابع والتامن

مضت الايام التالية على كلًا من حياة وفريد على نفس المنوال، تجنبت هى لقائه وتعمد هو الخروج باكرًا والعودة بعد منتصف الليل، وبالتالي كانت تتناول وجباتها الثلاث يوميًا بمفردها، وتقضي ما تبقى من يومها بين البحث عن فرصة سفر مناسبة لأخيها لإخراجه من البلاد وما بين اكتشاف شيء جديد في المنزل...
وفي إحدى الأيام عندما لاحظت عفاف حالة الملل التى أصابتها نصحتها بالتوجه إلى مكتب السيد فريد إذا كانت من محبى القراءة فغرفة مكتبه تحتوي على كم هائل من الكتب، وبالفعل أبدت ترحاب شديد بتلك الفكرة وقررت اكتشافها على الفور...
دلفت داخل الغرفة بتوجس فمجرد تفكيرها أنها ملكية خاصة له ولا يستخدمها أحد غيره اربكها كثيرًا، ولكن عفاف شجعتها على التقدم وأنه أبدًا لن يعارض على استخدامها هي بالذات لها، ورغم ذلك قررت الدخول فقط للبحث عن شيء ما تقرأه، ثم الخروج فورًا دون تلكأ...

كانت رائحة عطره المميز تملئ المكان، هذا أول انطباع خطر ببالها مجرد دخولها، قبل أن تقع عيناها على محتويات الغرفة، فتحت عينيها بانبهار فالغرفة تجسيد حي للكمال والدفء بخشبها باهظ الثمن مع مكتب عصري، ومقعد جلدي مريح ووثير، مع الكثير من التحف العتيقة والأكسسورات الثمينة...
أما ا ما جعل حياة تشهق بأعجاب هي تلك المكتبة التي كانت تحتل أركان الغرفة، وتحاوط المكتب بنافذته، بل وتمتد حتى السقف حاوية مئات، بل آلالاف من الكتب المنظمة على حسب حقبتها الزمنية ونوعها وتراثها...
تقدمت أول شيء نحو رف الأدب العالمي، مبتغاها الأول دائمًا ،فوجدته يحوي الكثير من الكتب الفرنسية!، زمت شفتيها معًا للأمام بتفكير وهي تلتقط أحدى الكتب بتغليفها الجلدي العتيق بين يديها وتتأمله...
إذًا لقد أتقن الفرنسية فعلًا في النهاية!، لقد كانت تتذكر كم تذمر من كرهه لتلك اللغة وعدم قدرته على استيعابها، وكم من خلافات نشبت بينه وبين والده بسبب ذلك الأمر، ولكن غريب كان دائمًا يجبره على تلقى الدروس بحجة أن جميع تعاملاتهم مع شركات فرنسية وعلى ولي عهده أن يتقنها تمامًا كالعربية، حتى يستطيع التعامل معهم في المستقبل عند توليه إدارة الشركات...
هل يعلم إنها كرهت اللغة والبلد بأكملها من أجله!! ساذجة!...
فكم ألمها أن يكون صديقها المفضل مجبرًا في حياته، وبناءًا عليه رفضت هي الأخرى تلك اللغة، رغم اضطرارها آسفة تعملها بحكم دراستها، ورغم ذلك لم تستغيثها أبدًا فى طفولتها تضامنًا معه...
تنهدت بعمق من أثر تلك الذكرى وأعادت الكتاب القيم إلى موضعه الأصلي فوق الرف، قبل أن يرن هاتفها داخل جيب ردائها، فالتقطته تنظر به أولًا قبل أن تبتسم فرحة، فيبدو أن مساعيها خلال الأيام الفائتة قد أتى بثماره أخيرًا...
أجابت بحماس على الطرف الأخر، ثم استمعت له قليلًا قبل أن تجيبه بسعاده قائلة :
-أيوه يا فندم تمام.. بالظبط زي ما بعت لحضرتك كده.. وإن شاء الله الورق هيكون جاهز في أقرب وقت..

صمتت قليلًا ثم أجابته بحرص :
-طبعًا طبعًا.. إن شاء هينهي الأوراق ويسافر لحضرتك قريب..

متى تخضعين لقلبى - الفصل ٨

مرت الايام التاليه على فريد كالجحيم فترتيبات عمله من جهه وكلمات حياة التى كانت تطن داخل أذنه دون توقف من جهه اخرى ، اما أسوئهم فهو اضطراره إلى التعامل مع نوبات غضب حياة المتواصله ، التى لم تدخر جهد لأثاره غضبه بكل الطرق الممكنه الامر الذى تطلب منه اقصى درجات ضبط النفس حتى لا يصب جام غضبه عليها ، فهى كانت تتعمد استفزازه ومعاندته فى ابسط المواقف والامور ، لذلك قرر ان افضل حل هو تجاهلها وعدم الاحتكاك بها حتى يتخلص من اعباء عمله وعقوده التى تتطلب التجديد قبل ان يتفرغ لها ، فهو عاقد النيه وبقوه على اكتشاف ما اشارت إليه من كلمات خلال حديثهم الاخير ، اما غضبه ويأسه المتزايد فكان يتخلص منه من خلال موظفيه المساكين او داخل صالته الرياضيه او الاسوء من خلال ذلك المشروب الذى اصبح يلازمه بكثره خلال لياليه .

استيقظ فى صباح اليوم السابق لحفله التجديد بأرهاق ، فرك وجهه بقوه فلديه يوم عمل مملؤ وشاق ، اتجه اولاً نحو المرحاض ليأخذ دشاً سريعاً يعيد إليه نشاطه ثم هبط فوراً إلى غرفه مكتبه مقرراً على غير العاده ترتيب اوراق اجتماعه والذهاب إلى مقر الشركه قبل موعد الاجتماع مباشرة

اما عن حياة فقد ندمت على ما تفوهت به تلك الليله فهى تعلم فريد وتعلم انه لن يمر ما تفوهت به مرور الكرام لذلك آثرت الهرب ، اما عن طريق المكوث داخل غرفتها والخروج بعد التأكد من خروجه للعمل او بمهاجمته و اثاره حنقه اذا حدث بالخطأ وصادفته

بعد منتصف الظهيرة انتهى فريد من تدقيق اوراق اليوم ثم تمطى بأرهاق قبل ان يقرر جمع اوراقه والتحرك ، فى تلك الأثناء نظرت حياة فى ساعه يدها فوجدتها تجاوزت الثانيه عشر ظهراً والهدوء يعم المكان وعلى ذلك تستطيع التحرك بحريه فى غيابه ، ارتدت لباس رياضى ثم توجهت مباشرةً نحو الدرج ، صادفت فريد عند مدخل الخروج الذى تسمرت نظرته ما ان رأها ، فقد كانت ترتدى لباس رياضى رائع مزيج من اللونين الابيض والاسود يحتضن خصرها ويتناسب تماماً مع انحناءات جسدها وترفع شعرها الناعم لاعلى على هيئه ذيل حصان ثم تتركه ينساب بنعومه فوق كتفيها ، شعر بحراره جسده تزداد من ذلك المظهر العفوى والمثير للغايه ، توقفت هى فى منتصف الدرج بأرتباك لا تعلم ما الذى يجب عليها فعله فلقد رأها وقضى الامر وليس هناك اى سبيل للهروب او الركض لاعلى مره اخرى لذلك قررت استئناف طريقها كأنها لا تراه ، رفعت رأسها بكبرياء وهى تمر من جواره دون حديث ، زفر مطولاً عده مرات للتخلص من كم المشاعر الذى اجتاحته دفعه واحده فهو مزيج غريب ما بين الغضب والإرهاق والاثارة ، اوقفها صوته يسألها بنبره منخفضة قائلاً بجديه بعدما تجاوزته الخامس والسادس 👇👇👇👇


تعليقات

التنقل السريع
    close