سكريبت كامل
- طب نكمل كلامنا بعدين عشان انا تحت البيت سلام
قفلت موبايلى و طلعت لشقتى بتعب ، رنيت الجرس ففتحتلى نور مراتى و على وشها ابتسامة رقيقة كدة زيها بالظبط
- حمدلله على السلامة يا معاذ
دخلت و انا ببصلها بانبهار ، كانت لابسة فستان ابيض بسيط و فاردة شعرها الاسود على ضهرها ، كانت شبه ال ... الملاك
- الله يسلمك .. الله يسلمك أوى
ضحكت برقة و بعدين قالت :
- انا استنيتك عشان نتغدى مع بعض ، و اخر مرة بقا تتأخر ف الشغل لحد الساعة 8 كدة فاهم
- معلش اعذرينى بس المدير الجديد رذل اوى ، هاخد شاور و اجيلك
خدت شاور سريع و غيرت هدومى و صليت و بعدين روحتلها ، لقيت السفرة جاهزة و هى قاعدة مستنيانى ، موبايلى كان جمبها فاخدته و حطيته على جمب و قعدت اودامها و بدأنا ناكل ، بعد ما خلصنا لقيتها قامت و شغلت مزيكا هادية و قالتلى :
- نرقص ؟
- نرقص
ضمتها ليا و بدأنا نتمايل مع المزيكا ، كل فترة بتحب تعمل كدا ، غدا او عشا رومانسى .. تلبس فستان جديد رقيق .. و نرقص مع بعض سلو ، كان حلم من احلامها قبل الجواز انها تعمل كدة مع شريك حياتها و أدينا حققناه سوا ، أنا و نور جوازنا كان تقليدى ، أو زى ما بيقولوا كدة صالونات ، مكنتش اعرفها و لا هى تعرفنى لكن فى فترة الخطوبة و بعد ما أخدنا وقت كافى نتعرف فيه على بعض ارتحتلها و انجذبت ليها ، و اتشديت ليها اكتر بعد كتب الكتاب ، روحها جميلة .. تحس و انت بتتكلم معاها براحة رهيبة و كأنك تعرفها من زماااان .. ملامحها عادية لكن هادية و رقيقة بطريقة تخليك متشبعش من النظر ليها ، بقالنا سنة و نص متجوزين .. مخلفناش لحد دلوقتى لأننا اتفقنا مع بعض اننا نأجل الموضوع ده شوية لحد ما نتأقلم و نتعود على بعض و كل واحد يفهم التانى اكتر ، رغم ان أهالينا ساعات كانوا بيتدخلوا و يعارضوا الفكرة لكن احنا مسمعناش لحد ده قرارنا و احنا مرتاحين ، نور بتشتغل دكتورة فى مستشفى ، رفضت تسيب شغلها بعد الجواز لانها بتحبه و انا احترمت ده .
كنت باصص ف عينيها و مبتسم و لا كأنى مراهق بيخطف نظرات من حبيبته اللى معاه ف المدرسة ، لكن لما ركزت فى عينيها و ملامحها اكتر استغربت .. اللمعة اللى بتزين عينيها مختفية .. ملامحها باهتة مش منورة زى كل يوم و زى كل مرة بنرقص فيها ، هو ممكن تكون عرفت حاجة ؟ اكيد لأ
فوقت من سرحانى لما لقيتها بعدت عنى فعرفت ان المزيكا خلصت
- عايزة اوريك حاجة
بصتلها باستفهام و لقيتها راحت ناحية السفرة و جابت حاجة من تحتها ، كانت علبة هدايا شكلها جميل
- انا عارفة انه مفيش مناسبة عشان اجبلك هدية بس دى حاجة كان نفسك فيها و لقيتها و انا مروحة م الشغل فقولت اجبهالك
ضحكت و قولتلها :
- ربنا يخليكى ليا
فتحت العلبة و لقيت جواها ساعة شيك جدا ، كان نفسى فيها بقالى فترة بس معرفتش اجيبها بسبب اقساط الاجهزة اللى كنا لسة بندفعها ، بصيتلها بحب و امتنان و انا مش عارف اقولها ايه ، هى متستهلش منى اللى بعمله صح ؟ حسيت انى فرحان و خايف ف نفس الوقت
- ربنا ميحرمنيش منك
- لسة فى هدية تانية جوة العلبة
بصيت جوة العلبة لقيت صور مقلوبة على وشها ، مسكتها و عدلتها .. و ياريتنى ما عملت كدة .. حصل اللى كنت خايف منه ، الصور كانت عبارة عن اسكرين شوت لشات بينى و بين واحدة زميلتى معايا ف الشغل ، شات كله كلام يتقال بين اتنين مرتبطين مش بين اتنين زمايل ف الشغل ، أميرة جت اشتغلت معايا فى الشركة من حوالى خمس شهور و لأنها كانت فى نفس القسم بتاعى فكانت دايما اودامى ، كلامنا ف الاول كان بيبقى عن الشغل و بس و بعدين ابتدى ياخد مجرى تانى ، بقينا نتكلم فى اى موضوع و شوية شوية بقينا صحاب و لقيت نفسى أعجبت بشخصيتها و طريقة تفكيرها ، بنتكلم دايما و بفكر فيها كتير حتى و انا فى البيت حتى و انا قاعد جنب نور ، بقينا نخرج مع بعض و الكلام بينا اتطور اكتر كأننا اتنين مرتبطين ، حبيت القعدة معاها و بنبسط لما بشوفها و المشكلة ان كل ده حصل فى وقت قصير مش عارف ازاى .
بصيت لنور لقيت دموعها مغرقة وشها و بتبصلى بابتسامة باهتة موجوعة خلت قلبى يتخلع من مكانه ، مالت براسها و قالت :
- عجبتك صح ؟
بلعت ريقى بصعوبة و قلت :
- نور أنا .. أنا
- انت مش قادر على بعدها لدرجة انك اخر مرة كلمتها فى الفون كانت قبل ما تدخل البيت صح ؟ طب ابقى امسح مكالمتكو من السجل طيب عشان معرفش .. انا اللى مستغرباه انى طول المدة دى ملاحظتش عليك اى حاجة مش عارفة بقا ده غباء منى و لا ايه بس فعلا انت عمرك ما بينت ، معاملتك ليا حتى متغيرتش فعشان كدة مقدرتش اشك فى حاجة ، لولا انك نسيت فونك امبارح بالصدفة مكنتش هعرف اى حاجة
فهمت انها شافت اخر مكالمة عشان كدة موبايلى كان جمبها على السفرة ، انا فعلا عمرى ما خلتها تحس بأى حاجة .. يمكن كنت ذكى شوية فى الحتة دى بس بردو كنت غبى لانى متوقعتش ابدا انها تمسك موبايلى و تدور فيه لانها معملتش الحركة دى قبل كدة خالص ، هى مش من النوع اللى بتفتش ورا جوزها و تراقبه و تعرف عنه كل كبيرة و صغيرة ، قبل ما نكتب الكتاب بكام يوم قالتلى انها عندها ازمة فى حتة الثقة دى .. مش سهل تثق فى حد .. اقرب الناس ليها خذلوها ، و من اسبوع قالتلى انها بتثق فيا و انها بتبقى مطمنة و انا موجود معاها .. يومها معرفتش انام .. حسيت انى بخون ثقتها فيا .. عرفت انى برتكب غلط كبير فى حقها .. كنت خايف لتعرف و مش عارف ردة فعلها ممكن تبقى ايه و مع ذلك كملت فى اللى بعمله بكل برود .. و لا كأنى كنت بعاتب نفسى و لا كأنى سمعت منها كلام زى ده اصلا ..
لقيتها بتمسح دموعها بكف ايدها و بتقولى بكل هدوء :
- بص يا معاذ .. هسألك سؤال واحد بس مش اكتر .. ممكن اعرف انا قصرت معاك فى ايه عشان تبص لغيرى .. عملت حاجة ضايقتك مثلا فمبقتش تطيقنى عايزة افهم .. انا قصرت معاك فى ايه ؟؟
سؤالها كان زى القلم اللى فوقنى .. هى قصرت معايا فى ايه عشان اعمل كدة فعلا .. انا مسألتش السؤال ده لنفسى قبل كدة ، كانت ساكتة و بتبصلى بترجى عايزانى اجاوب .. و انا بعصر دماغى عشان افتكر اى حاجة عملتها معايا ضايقتنى مش لاقى ، بل بالعكس ده هى دايما بتبذل مجهود عشان ترضينى ، بداية من صحيانها بدرى جدا عشان تطبخ لانها لسة مش بيرفكت فى الطبخ فبياخد وقت معاها لحد حقوقى الشرعية ، فعلا مش لاقى اجابة ..
- طب هل شغلى واخدنى منك ، بس لا مش معقول ده انا كل صحابى بيحسدونى على انى عارفة اوازن بين البيت و الشغل و نفسهم يبقوا زيى
معاها حق .. بتبذل مجهود رهيب فى الموضوع ده .. دايما كانت بتتحدى أهلها و بتتحدانى و بتحاول تثبت انها قادرة توازن بين شغلها وتحضيرها للماجيستير و تحمل مسؤولية بيتها .. رغم ان اوقات كانت بتتعب جامد لان جسمها ضعيف بس بردو كانت بتحاول
- طب بسبب موضوع الخلفة ؟ بس احنا متفقين و انت كنت مرحب بفكرة التأجيل جدا يبقى فى ايه ؟ فهمنى
- مش عارف
انا فعلا مش عارف و لا لاقى اى مبرر ، الراجل مننا بيحب الاختلاف .. بيحب اللى يشد انتباهه و تركيزه .. بيحب يكتشف حاجة جديدة ، أميرة بالنسبة لى شخصيتها مختلفة تماما عن نور .. يمكن عشان كدة شدتنى .. لانها حاجة مختلفة عن اللى متعود عليه .. حاجة حبيت اعرف عنها اكتر حبيت اكتشفها .. انا انبهرت بالاختلاف بس مش اكتر .
و من هنا عرفت سبب اللى عملته .. ان عينى فارغة .. مبتكتفيش بالحاجة اللى اودامها و لازم تبص لغيرها .. نور مكانتش تستاهل منى كدة ، قربت منها و بصتلها بندم و قلت :
- نور انا .. انا اسف .. انا عارف انى غلطت و الله .. و الله انا اسف مش هعمل كدة تانى
ضحكت بصوت عالى من بين دموعها و بصتلى بسخرية و قالت :
- هو انت خبطت على باب الجيران و طلعت تجرى .. انت خونتنى يا معاذ عارف يعنى ايه خنتنى
- صدقينى و الله محصلش بينا اى تجاوزات من اللى ف دماغك .. مفيش بينا غير الكلام و بس .. و لو مش مصدقانى اجبلك مصحف احلفلك عليه
- الخيانة مش شرط تكون بالجسم .. انت خونت ثقتى فيك .. خنتنى بمشاعرك اللى اتحركت لغيرى .. خنتنى لما سمحت بكل سعة صدر انها تحتل جزء من تفكيرك و يومك .. لما سمحتلها و سمحت لنفسك انك تتصل بيها و تطمن عليها و تخرجوا و تسهروا مع بعض و لا كأنها مراتك من ورايا لأ و كمان بتحاول بكل الطرق تخبى ده لانك عارف انه غلط
كنت باصص فى الارض و بسمعها مش قادر احط عينى فى عينها و اواجها .. كنت شبه الطفل الصغير اللى غلط غلطة كبيرة و واقف بيسمع توبيخ امه .. و لا قادر يدافع عن نفسه و لا قادر يشوف نظرة الخذلان فى عينيها
- إدينى فرصة اصلح اللى حصل .. انا هقطع علاقتى بيها نهائى و .. ونتى فعلا مقصرتيش معايا فى حاجة انا اللى طماع و بعترف بده .. اعتبريها غلطة او نزوة او اى حاجة بس عشان خاطرى سامحينى و انا هصلح كل حاجة و حياة اللى بينا
- و انت مراعتش اللى بينا ليه
جت تمشى فحاولت امسكها من كتفها لكن هى زقتنى و قالتلى بتحذير :
- متلمسنيش .. و لو سمحت سيبنى لوحدى تمام ؟
- نور عشان خاطرى
عيطت جامد و قالت :
- عشان خاطرى انا سيبنى انا اصلا مش عارفة انا جبت القوة دى منين عشان اقف اودامك و اواجهك كدة فلو سمحت كفاية مش قادرة
سابتنى و دخلت الاوضة ، كنت سامع صوت عياطها من برة ، هى أرق بكتير من انى اعمل فيها كدة ، اوقات كتير بتبان قوية لكنها فعلا هشة من جوة ، جواها طفلة صغيرة بتعيط لو حد علا صوته عليها ، هى متستاهلش كل ده لكن انا استاهل اللى هيحصل مش كدة ؟ جه الوقت اللى استحمل فيه نتيجة اللى عملته ..
يتبع .... ❤
لو عاوزين التكمله اتفاعلوا وشجعوني اكمل😢
{ الجزء التانى }
صحيت تانى يوم على صوت المنبه بعد ما نمت طول الليل على الكنبة فى الصالة ، لقيت نور واقفة اودام باب الشقة بلبس خروج و البالطو بتاعها متعلق فى شنطتها و بتلبس الكوتشى بتاعها ، بصتلى بجمود و قالتلى بنبرة خالية من اى مشاعر :
- الفطار على السفرة .. انا رايحة المستشفى
- طب ونتى فطرتى ؟
- اه
و مشيت بدون اى كلمة تانية ، قعدت على الكنبة بتوهان و انا بفتكر اللى حصل امبارح و بأنب نفسى ، اوقات كتير بنبقى نفسنا نرجع بالزمن لورا .. بنبقى نفسنا نغير حاجات كتير حصلت .. نتمنى ان لو فى حاجات معملنهاش و كلام مقولناهوش و وعود وفينا بيها ، لو حاجات حلوة مضيعنهاش من ايدينا أو ناس بتحبنا حافظنا عليهم ، احساس الندم وحش اوى و خاصة لو جه متأخر ، استغفرت ربنا و قومت جهزت نفسى و روحت الشغل من غير ما افطر حتى مليش نفس .
طبعا شوفت أميرة .. لكن كنت بهرب منها مش عايز اكلمها او عينى تيجى فى عينها حتى ، بقيت كل ما اسمع صوتها افتكر شكل نور و هى منهارة من العياط امبارح و تأنيب الضمير ينهش فيا اكتر ، خلصت شغل الحمدلله و روحت على البيت ، للاسف نور مستقبلتنيش زى كل مرة بابتسامتها اللى بتخطف قلبى دى ، الشقة كانت هادية .. خوفت لتكون مشيت و سابت البيت جريت على اوضة النوم و الحمدلله لقيتها نايمة فى السرير ، كانت زى الملاك .. حتى بملامحها الدبلانة و عينيها اللى انتفخت من العياط ، هى دايما جميلة رغم انها لا عينيها زرقا و لا شعرها اصفر و لا اى حاجة من الحاجات دى هى بنت عادية جداا .. جمالها بسيط .. قادرة دايما تخلينى اعجب بيها فى كل مرة كأنها اول مرة اشوفها ، غيرت هدومى و نمت جمبها بهدوء و انا باصص عليها و بتمنى لو الدنيا تقف على اللحظة دى ، نمت بتعب من التفكير و الارهاق و محستش بأى حاجة خالص ..
- معااااااااااذ
- ااااااه فى ايه
صحيت لقيت نفسى واقع على الارض ، كانت واقفة اودامى و حطة ايديها فى وسطها و قالت بكل برود :
- ايوة انا اللى زقيتك و وقعتك على الارض
- ليه كدة طيب
- حضرتك مش راضى تصحى .. بقولك .. ماما تعبانة و لازم اروح ابات معاها كام يوم
قربت منها و قلت بتوتر :
- هتقعدى أد ايه ؟
- معرفش
- و هتسيبينى ؟
- انت مش صغير .. اقولك .. ابقا روح اسهر مع ست أميرة شوية يمكن تسليك
كانت بتتكلم بثقة و برود تام استغربت منه ، هى امتى كانت قوية كدة ، اتقى شر الحليم اذا غضب صحيح ، كنت باصصلها بخجل و مش قادر اتكلم هقول ايه يعنى ما هى ليها حق تقول اكتر من كدة كمان .
- اطلع برة عشان عايزة اغير هدومى
اخدت نفس عميق و طلعت بسكات و شوية و هى خرجت و معاها شنطة صغيرة فيها هدوم ليها ، الحمدلله مش واخدة شنطة كبيرة ده معناه انها هترجع تانى صح ؟ اكيد اه ، روحت معاها عشان اوصلها و اطمنت على حماتى ، نور مكانتش مبينة ان فى حاجة مضايقاها و اتعاملت معايا بشكل طبيعى اودام مامتها و لا كأن فى اى حاجة.. بتبهرنى دايما ، بس مش عارف هتفضل كدة اودام مامتها لوقت طويل و لا هتضعف .
- نور متتأخريش عليا .. احنا لسة مكملناش كلامنا
- ربنا يسهل
عدا يومين و هى مش موجودة فى البيت و لا فى بينا أى مكالمات لانها ببساطة مش بترد ، رجعت من الشغل و دخلت الشقة و انا مخنوق ، أد ايه البيت كئيب و هى مش موجودة فيه ، هدوء رهيب و خنيق ، حطيت لنفسى الغدا و بدأت أكل ، يدوب معلقتين بالظبط و سيبت الاكل ، مليش نفس أكل و هى مش بتاكل معايا ، و هى قاعدة جمبى و باين عليها الارهاق من الشغل ، و هى بتحضر السفرة بكل حب .. و تدوقنى الكيكة اللى عاملاها و تعابير وشها الطفولية و هى مستنيانى اقول رأيى .. و أول ما اقولها انها جميلة و فعلا فى تقدم تقوم تتنطط و تسقف و تفضل تقول " انا اشطر كتكوووووت " و انا طبعا قاعد بضحك و بقول عليها مجنونة بس فى الحقيقة جنانها العفوى ده اللى كان محلى ايامى .
نزلت اتمشى شوية على الكورنيش ، لكن بردو ذكرياتنا مع بعض مسبيتنيش فى حالى ، افتكرت لما خرجنا مع بعض بعد كتب الكتاب بكام يوم و كنا بنتمشى مع بعض على الكورنيش ، يومها قابلنا واحد قريبى كان معاه عجلة جديدة لقيتها بتبصلها باعجاب و همستلى :
- بقالى كتيير مركبتش عجل
- انتى بتعرفى تسوقى عجل ؟
ضحكت و قالتلى لا ، قلتلها و لا يهمك و استأذنت من قريبى و اخدت العجلة منه و ركبتها ورايا و فضلنا نلف بيها شوية ، كانت ماسكة فيا بخوف لكن بعدين لقيتها بتضحك و هى مبسوطة و انا فضلت اضحك معاها ، حسيت انى رجعت طفل عنده عشر سنين ، رغم ان احنا وقعنا بالعجلة بعد كدة و منظرنا كان يكسف اودام الناس و اودام قريبى و دراعها اتعور الا انها فضلت تضحك بردو على الموقف و انا بقيت ببصلها باندهاش و غصب عنى بقيت بضحك معاها و كان اليوم ده من احلى ايامنا مع بعض ، أد ايه نفسى الايام دى ترجع تانى ، كانوا بيقولوا علينا ان احنا زوجين مثاليين ، مكانش فى بينا خناقات كتير زى ما بيحصل عادة فى اول سنة جواز ، كنا متفاهمين بدرجة كبيرة ، جوازنا اه كان صالونات بس الحب بينا كان بيزيد كل فترة و التانية بالمواقف الحلوة اللى بتحصل بينا ، بس للاسف مفيش حاجة فى الدنيا مثالية ، و انا كنت الحاجة اللى عكرت الحياة الصافية دى .
تفكيرى اتقطع لما لقيت أميرة بترن عليا ، مردتش عليها ، بتحاول تكلمنى فى الشغل و انا بتهرب منها ، مبردش على اى ماسدجات بتبعتها و لا على مكالمتها ، مبقيتش بطيقها ، اى شعور بالاعجاب ناحيتها اتبخر فجأة و بقيت بحس بخنقة رهيبة لو متواجدين مع بعض فى مكان واحد ، لكن بردو انا ضعيف و مش قادر اواجهها و بهرب .
عدا تلت أيام كمان ، قررت اروح لنور بعد ما كلمت حماتى و قالتلى انها بقت كويسة خلاص ، مش قادر على بعدها اكتر من كدة ، مكنتش اعرف ان كل حاجة باهتة من غيرها بالطريقة دى ، مامتها قالتلها انها خلاص بقت كويسة و مش محتاجاها لكن هى مكنتش راضية تسيبها أو بمعنى أصح مش عايزة ترجع معايا البيت ، بعد محاولات كتير من مامتها وافقت و قامت تجيب هدومها لكن دموعها اللى كانت فى عينيها ساعتها مفاتتش عليا ، هى للدرجة دى مبقتش عايزة تبقى معايا ؟
أول ما رجعنا البيت ضمتها ليا بكل ذرة حنين جوايا ليها
- وحشتينى
قلتها و انا مغمض عينى و ماسك فيها جامد كأنها هتهرب منى ، وحشنى الدفا اللى فى حضنها و صوتها ، كانت بتعيط بهدوء بس انا حسيت بيها
- انا اسف .. صدقينى كل حاجة ممكن تتصلح .. انا كنت تعبان اوى ونتى مش موجودة .. انا انانى و طماع و خاين و كل حاجة ممكن تتخيليها بس مقدرش اشوفك زعلانة منى بالطريقة دى
بعدت عنى و قعدت على الكنبة و انا قعدت اودامها على الارض
- ادينى بس فرصة تانية
- مش هقدر اثق فيك تانى
- هحاول بأى طريقة اكسب ثقتك من تانى بس انتى اسمحيلى .. انا .. انا بحبك و الله العظيم بحبك
- اللى بيحب ما بيخونش
- هتصدقينى لو قلتلك ان اللى حصل ده هو اللى خلانى اكتشف انى بحبك اوى كدة .. صدقينى انا خلاص قررت انى هتغير عشانك و اللى كسرته هصلحه
مسحت دموعها و قالت :
- و انا كمان قررت .. انا مش هقدر اكمل .. و عايزانا ننفصل
ردها كان صدمة بالنسبة لى ، رغم انى كنت حاطط احتمال انها ممكن تطلب كدة و كنت بكذب نفسى و ادعى ربنا انه ميحصلش بس لما سمعتها بتقول كدة اتفاجئت و كأنى مكنتش متوقع منها كدة ابدا
- انتى بتقولى ايه ؟ بتهزرى صح ؟
- و هى الحاجات دى فيها هزار ؟
- نور انا .. انا مش هسمحلك تبعدى عنى
- مش بمزاجك
- ادينى فرصة تانية عشان خاطرى
قامت و هى بتقول :
- قلتلك مش هقدر .. لو سمحت طلقنى
وقفت اودامها و قلت بعند :
- تمام اوى .. و انا بقا طلاق مبطلقش
بصيتلى بغيظ و دموعها رجعت تتجمع تانى و وشها احمر ، دخلت الاوضة و قفلت الباب وراها بعصبية ، قعدت على الكنبة و حطيت راسى بين ايديا و حقيقى عمرى ما حسيت انى مخنوق بالطريقة دى ، كل حاجة اتقلبت فى ثانية ، الواحد فعلا مش بيحس بقيمة الحاجة اللى فى ايديه الا لما يشوفها بتروح منه ..
{ الجزء التالت و الاخير }
تانى يوم قمت بدرى عن معادى و روحت الشغل قبل ما نور تصحى ، مكنتش قادر اواجها من تانى .. مش هقدر اسمعها بتقول الكلام اللى قالته امبارح مرة تانية .. اسمى بقا ضعيف اسمى بتهرب مش هتفرق معايا المهم انى مش هسمح باللى هى عايزاه .. مش هقدر انفصل عنها مهما حصل هى حد مهم فى حياتى حتى لو انا ادركت ده متأخر ، هو ازاى الانسان ممكن يتعلق بحد كدة من غير ما يحس ، و ازاى بردو يقدر يفرط فى حد بالسهولة دى ، مابقاش فاضل غير حبال دايبة بينا و انا لسة ماسك فيها بقوتى اللى فاضلة .. و هى واقفة اودامى بتهددنى انها هتسيب فى اى لحظة ، خايف اضعف اكتر من كدة و اسيب انا كمان و ساعتها هتبقى وقعتى انا و قومتها هى .. محدش هيخسر غيرى ..
سيبت اللاب توب و انا بفرك فى عينى بارهاق ، قمت من على المكتب و روحت للكافيتريا بتاعة الشركة ، جبت كوباية قهوة و وقفت فى ركن بعيد اشربها و انا ببص من الشباك ، و بفتكر يوم كنا واقفين فيه مع بعض فى البلكونة بالليل و بنشرب " آيس كوفى " ، بصتلى و سألتنى :
- تفتكر لو جبنا اطفال هنعرف نربيهم كويس و لا هنبقى أب و أم تافهين ؟
ضحكت و بصتلها و قلت :
- ببيجامة بطوط اللى احنا لابسينها دى فاحنا هنبقى اجمد اب و ام تافهين فى المجرة
ضحكت و بعدين قالت بنبرة هادية :
- لا بجد مش بهزر .. حسة ان فى حاجات كتير عايزة اعلمهالهم بس مش عارفة اذا كنت هقدر و لا لا ..
- زى ايه مثلا ؟
قالت بعد تفكير لثوانى :
- زى انهم يتحملوا مسؤولية قراراتهم .. يفهموا ان محدش مجبر على حاجة لكن زى ما ليك حرية الاختيار عليك كمان انك تبقى شجاع و تتحمل نتيجة افعالك و اختياراتك .. ان محدش هيخترلهم السكة و محدش هيعديها بكل حوادثها و عقباتها و مطباتها غيرهم
- مش شرط كل حاجة احنا اللى نعلمهالهم ، فى حاجات هما لازم يتعلموها لوحدهم .. الحياة بتعلم .. الوقت بيعلم .. الغلط بيعلم .. و الجرح بيعلم ، و كل قرار هيخدوه هيسيب جواهم حاجة تفكرهم دايما بالنتايج ، لو متعلمش من الاختيار ده هيتعلم من غيره و زى ما قلتى محدش مجبر على حاجة ..
ابتسمت و قالتلى :
- ده بطوط طلع بيقول حكم اهو
- بطوط زهق من البتاع اللى بنشربه ده
- انت مجنون .. فى حد مبيحبش الآيس كوفى ؟
- هو الشاى بلبن قصر معاكو ف حاجة ؟
- خش نام يا معاذ .. خش نااااام انت مش وش نعمة و هات الكوباية دى انا هشرب الاتنين
كان معاها حق .. هى دايما معاها حق ، كل واحد لازم يتحمل يتحمل نتيجة اختياراته و انا مكنتش مجبر على حاجة ، بس انا مش شجاع زى ما هى قالت .
- تصدق انك معندكش دم
بصيت على مصدر الصوت اللى جه من جمبى فلقيت أميرة واقفة اودامى
- ممكن افهم بقا فى ايه ؟
- أميرة انا .. انا مشغول دلوقتى و لازم اروح ع المكتب
- لا مش هتمشى المرة دى
وقفت باستسلام و قلت بخنقة :
- عايزة ايه ؟
قالت بهدوء :
- عايزة افهم مالك .. بتتهرب منى ليه ؟ و لا حتى بترد على مكالماتى .. انا ضايقتك فى حاجة ؟
فضلت ساكت مش عارف اقول ايه ، نفسى اختفى من مكانى دلوقتى
- معاذ رد عليا انا مبكلمش نفسى
قالتها و هى بتمد ايدها و تمسك دراعى بس انا زقيت ايديها و قلت بحدة خفيفة :
- أميرة لو سمحتى .. انا راجل متجوز و مينفعش الكلام بينا يتخطى حدوده .. خروجنا مع بعض و هزارنا و كلامنا و كل ده كان غلط و مينفعش نستمر فيه اكتر من كدة
و على عكس ما توقعت .. كانت واقفة اودامى و ملامحها هادية تماما .. او تقريبا كانت منفعلة لكن مش بتبين ، سندت بدراعها على الشباك و قالت :
- اممم .. و انت بقا لسة فاكر دلوقتى انك راجل متجوز ؟ و ان كل اللى بيحصل ده كان غلط ؟ مش شايف انك متأخر شوية ؟
كلامها كان زى الشوك .. معاها حق ، كلهم صح الا انا اللى غلطان دلوقتى
- انتى صح .. انا فعلا اتأخرت .. اوى
- مراتك اتخانقت معاك مش كدة ؟
- عرفتى ازاى ؟
- باين عليك ، انا حافظاك
- كفاية يا أميرة من فضلك ، ايوة انا بتهرب منك .. مش قادر احس بالذنب اكتر من كدة ، و بعدين مادام انتى عارفة ان اللى بعمله ده غلط و اكيد انتى فاهمة ان اى ست ممكن تنجرح من حاجة زى دى طاوعتينى فى الغلط ليه ؟
- اولا مترميش غلطك عليا انت لو بتحترم وجود مراتك فى حياتك كنت هتحس فعلا ان حاجة زى دى هتجرحها و مكنتش هتسمح لنفسك انك تتمادى فى تصرفاتك
نبرتها بقت هادية اكتر و قالت :
- ثانيا بقا انا مش عارفة انا ليه طاوعتك و موقفتكش عند حدك رغم انى عارفة انك متجوز ، يمكن .. يمكن انا كمان اعجبت بيك
ضحكت و قالت بسخرية :
- بقيت خطافة رجالة مش كدة ؟
قلت بحسرة :
- مراتى طالبة الطلاق .. نور صح و انتى صح .. مفيش حد زبالة غيرى هنا .. انا اللى غبى
- انت خنت ثقتها .. لو عايزنى اكلمهالك و اترجاها انا معنديش مانع .. انا مش وحشة للدرجة دى يا معاذ و مبخدش حاجة مش بتاعتى .. شوف انت عايز ايه و انا اقدر اعمله
- مش عايز حاجة .. مش عايز حاجة خالص ، انا مش حابب ان احنا نتكلم تانى يا اميرة او يكون فى بينا اى تعامل ، انا عارف انى غلطت فى حقك انتى كمان .. انا انانى .. انا اسف بس عايز اقطع علاقتى باى حاجة تخص الموضوع ده
بصيتلها لقيت عينيها مليانة دموع لكن مع ذلك كانت بصالى بكل هدوء و قوة
- و لا يهمك .. اللى انت عايزه هعمله ، و .. اسفة لو كنت سبب من الاسباب فى انى اخرب حياتك ، شكرا على اى وقت لطيف قضيناه مع بعض يا مستر معاذ
- انا اسف
ابتسمت و قالت : - مفيش مشكلة
مشت من اودامى و انا سندت راسى على الشباك و غمضت عينى بتعب ، عارف انى جرحتها بكلامى دلوقتى بس ده اللى كان لازم يحصل ، مش عارف بس كان لازم انهى كل حاجة بأى طريقة ، انا بكره نفسى اوى
رجعت البيت لقيت نور واقفة فى الصالة و ماسكة شنطة كبيرة ، واضح انها كانت هتسيب البيت و تمشى
- رايحة فين ؟
- عند ماما
- و ده من غير ما تقوليلى ان شاء الله ؟
- سيبتلك ماسدج على الواتس .. لو سمحت ورقة طلاقى توصلى
- اظن سمعتينى و انا بقول مش هطلق امبارح صح ؟
- معاذ لو سمحت انا مفيش حيل للجدال ، انت سقطت من نظرى فاهم يعنى ايه سقطت من نظرى
قربت منها و قلت بترجى :
- انتى ليه مش عايزة تفهمينى .. و الله انا بحبك و عرفت غلطى .. ادينى فرصة واحدة بس .. طب اقولك على حاجة .. السفرية اللى قلتلك عليها تبع الشغل اتحدد معادها النهاردة انا ممكن اسافر و ابعد خالص و اسيبك تقعدى تعيدى تفكيرك بكل هدوء مع نفسك
سابت الشنطة على الارض و قالت بعياط :
- لا .. انت اللى ليه مش عايز تفهمنى .. معاذ فاكر انا قلتلك ايه قبل كتاب الكتاب .. قلتلك مش بعرف اثق فى حد بسهولة .. مش بعرف ابقى مطمنة مع حد .. قلتلك انى بخاف و انت جيت على نقطة ضعفى ، انت الوحيد اللى اطمنت بوجوده بعد فترة طويلة رغم انى مكنتش اعرفك اصلا قبل الجواز ، مشكتش فيك و لا لحظة لانى وثقت فيك بجد و انت مقدرتش ده ، انا كمان حبيتك و لقيت فيك الانسان اللى كنت اتمناه و عشان كدة الموضوع واجعنى اكتر ، انت فاكر انك مش فارق معايا ؟ لا انت فارق معايا و فارق معايا كمان كل مواقفنا الحلوة مع بعض و تخطيطنا مع بعض هنربى عيالنا ازاى و هنسميهم ايه و كل لحظة حلوة و كل مرة قلبى دق فيها جامد ليك فارقة معايا ، يمكن لو مكنتش تفرق معايا مكنتش هبقى تعبانة كدة ، معاذ احنا مبقالناش غير سنة ونص متجوزين و بصيت لغيرى اومال بعد كدة ممكن تعمل ايه ، لما اخلف و انشغل بالعيال اكتر و شكلى و جسمى يتغير هتعمل ايه ، انا مصدقاك و عارفة انك ندمان و شايفة ده فى عينيك لكن مش هعرف احس معاك بالامان تانى ، مش هعرف اثق فيك تانى و لو حصل هنحتاج وقت و مجهود كبير اوى و انا صدقنى مفيش فيا طاقة خلاص ، مش عارفة هل فعلا المفروض اديك فرصة تانية و لا لا بس حقيقى انا تعبانة .. مجرد بس ما بفتكر الشات اللى بينكو بحس بنار جوايا اومال بقا لما بتبقوا مع بعض فى الشغل و الخروجات كنتو بتقولوا ايه ها .. مش هقدر بجد لو بتحبنى فعلا اعملى اللى انا عايزاه
سكتت و هى بتتنفس بحدة بعد ما قالت كل الكلام ده ورا بعض ، فضلنا ساكتين لدقايق ، ببص لملامحها بتركيز كأنى بحفظها ، أد ايه هى جميلة حتى و هى منهارة بالطريقة دى .. و أد ايه كل تفاصيلها هتوحشنى
- انتى طالق
نطقتها و انا حاسس انى مش انا اللى عملت كدة ، كأنى واقف بتفرج على المشهد من بعيد ، مش هقدر اجبرها تعيش معايا و هى مش متقبلانى بالطريقة دى ، هزت راسها كذا مرة ورا بعض و هى بتتنفس بحدة و مسحت دموعها و اخدت شنطتها و مشيت ، و انا فضلت واقف مكانى بتوهان ... حاسس انى مغيب .. أو لا انا تقريبا مش حاسس بحاجة خالص ، دخلت اوضة النوم و اترميت على السرير و نمت او بمعنى اصح هربت .. مجتش على المرة دى يعنى .. ما انا مبعملش حاجة فى حياتى غير انى بهرب ..
بعد كام يوم بعت لنور ورقة طلاقها و سافرت تبع الشغل لمحافظة الاقصر عشان كان فى عجز فى مهندسين البرمجة للفرع اللى هناك ، كنت ضاغط نفسى فى الشغل جامد عشان مفكرش فى اللى حصل ، بس للاسف كان بيجى الليل عليا و كل اللى كنت بهرب منه بيهاجمنى مرة واحدة ، ما بين صور لينا على الموبايل .. فيديوهات بتضحك فيها من قلبها و بتزيد من وجع قلبى انا .. فيديو فرحنا على اللاب توب .. شكلها اللى يخطف الانفاس بفستان الفرح .. صورتها اللى بتخيلها ساعات فى اى مكان بروحه .. و الاماكن الجميلة اللى كان نفسى تشاركنى فيها .. حضنها الدافى و لمسة ايديها و صراخها فى وشى لما تكون مكسوفة .. صحيانى الصبح و انا فاكر انى هلاقينى فى بيتنا عادى و لا كأن حصل حاجة ، كل الحاجات دى كانت بتنهش فيا ، ساكت اغلب الوقت .. مش عايز افضفض حتى مع اهلى او صحابى ، محاولتش اكلمها او اترجاها من تانى .. مفيش كلام تانى يتقال ، بعاقب نفسى بانى احرم نفسى منها ، انا مقدرتهاش يبقى ما استهلهاش ، بعد حوالى شهرين رجعت شركتى تانى ، مستحملتش اشوف اميرة اودامى ، لما عرفت من واحد زميلى ان انا و نور انفصلنا بصتلى باسف و مقالتش اى حاجة ، هى محاولتش تقرب منى تانى بصراحة و تعاملنا مع بعض بقا رسمى جدا بس انا مش قادر اتحمل فكرة انى اذيتها بانانيتى ، الضغط النفسى بيزيد عليا اكتر و اكتر ، عشان كدة قررت ابعد عن كل حاجة .. قدمت طلب نقل لفرع الاقصر رغم اعتراض اهلى و اتوافق عليه ، بس مكانش ينفع امشى من غير ما اشوفها .
كانت بتأدى رسالة الماجيستير .. رحت القاعة عشان اشوفها و قعدت فى مكان بعيد بحيث متشوفنيش .. مش عايز اوترها او اكسر فرحتها باليوم ده ، لما استلمت الشهادة وقفت اسقفلها بعيون مليانة دموع .. كنت فخور بيها اوى .. حبيبتى اشطر كتكوت .. كان نفسى تكون فى حضنى دلوقتى وهى بتقولى " عملتها يا معاذ .. اتحدتتكو كلكو و عملتها " مشيت و انا سايب قلبى معاها هناك ، مش هيلزمنى فى حاجة .. لا جه قبلها و لا هيجى بعدها فمش هحتاجه
_________________
عدا اربع سنين ..
الوقت بيعلم .. الغلط بيعلم .. و الجرح بيعلم ، و كل قرار بناخده بيسيب جوانا حاجة تفكرنا دايما بالنتايج ، احنا مش بس بنتعلم .. احنا كمان بنتغير ،
حاجات كتير بتتدفن جوانا و بيتخلق غيرها ، لدرجة ساعات مبنعرفش نفسنا ، و ساعات بتوحشنا نفسنا القديمة و مش بنلاقى اللى يرجعها لينا ، انا اتغيرت كتير عن الاول .. بقيت صلب اكتر و هادى و كتوم اكتر ، حياتى بقت عبارة عن شغل و بس ، دايرة معارفى بقت قليلة ، مقيم دلوقتى فى الاقصر و بنزل القاهرة كل كام شهر مرة عشان ازور اهلى و مش بطول فى القعاد معاهم هما يومين و برجع الاقصر تانى ، مش حابب اقعد فى مكان بيفكرنى بأى حاجة قديمة و انا ما صدقت تعافيت ، بس التعافى ده كان ليه تمن .. اخد من قلبى كتير .. استهلكنى .. دايما فى حاجة ناقصة مش عارف اسدها ، بعد ضغط كبير من اهلى عليا قررت ارجع اعيش تانى فى القاهرة ، و مدير الفرع اللى هناك قالى ان مكانى لسة موجود ، لما رجعت مكتبى عرفت من زمايلى ان اميرة اتنقلت قسم تانى وعرفت كمان انها اتجوزت من سنة و دلوقتى معاها بنوتة لسة مكملتش شهر ، فرحت انها اتخطت كل حاجة و كملت حياتها و اتمنيت انها تكون سعيدة مع جوزها ، الدنيا مبتقفش .. احنا اللى بنكمل من غير روح
كنت قاعد فى كافيه بالليل ، الايس كوفى اودامى و موبايلى فى ايدى لكن انا ف الحقيقة قاعد سرحان فى اللاشئ .. لحد ما دخلت هى .. ايوة هى انا مش بحلم .. نور ، قلبى كان بيدق بطريقة رهيبة و كأنه هيطلع من مكانه .. كانت واحشانى اوى .. اوى ، كنت فاكر نفسى اتعافيت بس اول ما شوفتها كل ذكرى دفنتها جوايا رجعت للحياة من تانى ، قعدت على ترابيزة بعيدة شوية بس انا كنت قادر اشوفها بوضوح .. ملامحها متغيرتش كتير .. نفس الهدوء و الدفا ساكن جواها ، طلبت حاجة من الجرسون و بعدين طلعت اللاب بتاعها و ابتدت تشتغل عليه ، قررت انى هقعد اراقبها بصمت .. مش هاروح اكلمها اخاف مترضاش تبص فى وشى و تسيبنى و تمشى و انا ما صدقت انى اشوفها ، فضلت اتأملها بنظرات كلها حنين ، كأنها لوحة نادرة بكل تفاصيلها .. لسة جميلة و هتفضل طول العمر جميلة فى نظرى .. مع كل حركة بتعملها قلبى بيدق بوجع من الفراق .. و صوت الست فى الخلفية مالى المكان ..
كان لك معايا اجمل حكاية فى العمر كله
سنين بحالها ما فات جمالها على حب قبله
سنين و مرت زى الثوانى فى حبك انت
سنين و مرت زى الثوانى اه فى حبك انت
و ان كنت اقدر احب تانى احبك انت
على أد ما الكلمات ليها قدسيتها بس ساعات الشعور بيفوق اى وصف و اى لحن .. و خاصة لو جه بعد وقت طويل من البعاد ، قمت من مكانى و دفعتلها الحساب و بعتلها رسالة فى ورقة صغيرة مع الجرسون مكتوب فيها " أمى بتسلم عليكى و بتقولك بطوط وقع ف حب الايس كوفى "
كنت براقبها من برة الكافيه و هى بصة للرسالة باندهاش و بتبص حواليها عشان تشوف مين اللى بعتها ، مشيت و انا بضحك على منظرها و انا مبسوط ، بقالى كتير مفرحتش .. ما هو ساعات الحكاية كلها بتقف على شخص واحد بس ..
_________________
عدا اسبوعين من غير ما اعرف عنها حاجة ، قلت اسيب كل حاجة للصدف ، لحد فعلا ما عرفت بالصدفة من واحدة قريبتى تبقى جارة نور انها اشترت عجلة جديدة من فترة و بتروح كل كام يوم تلف بيها فى نادى قريب من بيتها و اوقات بتنزل تلف بيها لوحدها فى الشارع ، كنت عارف انها مجنونة بس مش للدرجة دى .. الوقت بيغير فعلا ، يومها روحت النادى ده و فضلت مستنيها لحد ما جت فعلا بالعجلة و انا فضلت مراقبها من بعيد ، كانت بتسوقها بمهارة و لا كأنها متعودة تركبها من زمان ، اللى يشوفها كدة ميشوفهاش و هى بالبالطو و بتشتغل بحزم فى المستشفى ، و مع ذلك كنت مستمتع جدا و انا براقبها ، كأنى براقب بنتى و هى بتاخد كل خطوة جديدة فى حياتها ، بعد شوية طلعت من النادى و انا خرجت وراها ، كانت ماشية اودامى ماسكة العجلة و ماشية جمبها وانا ماشى وراها ما بينا مسافة مش كبيرة اوى ، شوية و لقيتها بطأت سرعتها و قالت بصوت عالى شوية من غير ما تبص وراها :
- لما تحب تراقب حد متمشيش وراه فى شارع فاضى .. هتتكشف بسهولة
ابتسمت و انا مش عارف هى اللى لماحة و لا انا اللى غبى ، قربت منها بهدوء و مشيت جمب العجلة و قلت :
- ما هو بردو مينفعش تمشى فى شارع فاضى لوحدك .. مش العجلة البمبى دى اللى هتحميكى
سكتت فقلت :
- مبروك على العجلة
- الله يبارك فيك
- و .. مبروك على الماجيستير
بصتلى باستغراب فقلت :
- انا كنت موجود .. مكنش ينفع افوت يوم زى ده
- اممم ..... و انا شوفتك
- بجد ؟
- اه بجد .. مش عارفة .. يمكن .. كنت بدور عليك
ابتسمت و قلت :
- زى ما كنتى بتدورى عليا يوم الكافيه ؟
بعدت نظرها عنى و متكلمتش ، فى الغالب اتكسفت
- شكرا على الحساب اللى دفعته مع ان محدش طلب منك تعمل كدة
هى بتتلاعب بالكلام دلوقتى و لا انا بيتهيألى ، طيب .. و ماله
همست :
- شكرا انك ظهرتى اودامى اليوم ده
ابتسمت و مردتش
- مستنى الدكتوراه
- مظنش انك هتكون موجود هنا عشان تحضرها
- بس انا مش راجع الاقصر تانى
بصتلى باستفهام فقولتلها و انا باصص ف عينيها :
- القاهرة وحشتنى .. مش هقدر على بعدها اكتر من كدة و مهما لفيت مليش غيرها
- اممم .. بس الاقصر جميلة بردو .. ما يمكن ف يوم تحنلها و تحب ترجعلها
- ما الحب الا للحبيب الاول
بصتلى باستغراب و ابتسمت و بعدت نظرها عنى ، و طبعا هى تبتسم من هنا و انا قلبى يرقص من هنا
- طب مش ناوية تبعتى سلام لام بطوط ؟
- سلملى عليها و قولها تقول لابنها هو الشاى بلبن قصر معاه ف حاجة
- عمره و الله عمره
ضحكة رقيقة طلعت منها نسيتنى عمرى اللى فات كله ، قالت برقتها اللى وحشتنى :
- ياريت ميكونش فى مراقبات تانى
- سيبى كل حاجة للصدف
رفعت حاجبها و قالت :
- لما نشوف
بصتلها بحب و انا مبتسم براحة نفسية احتلتنى من أول ما شوفتها فى النادى ، بعدت نظرها عنى بخجل و ركبت عجلتها و مشيت بيها ، سرعتها مكانتش عالية فقدرت افضل ماشى وراها ، الليل محاوطنا .. و البدر و النجوم مزينين السما ..
جايز لسة فى امل .. جايز لسة فى فرص تانية .. جايز الحكاية منتهتش .. الله اعلم .. بس طول ما احنا لسة عايشين يبقى لسة بايدينا نمسح حكايات و نكتب مكانها حكايات جديدة .. اكيد مش هتخلو من الوجع بس ساعات بتقف على شخص واحد .. شخص واحد قادر يغير كل حاجة جوانا للاحسن .. قادر يكمل الحاجة الناقصة .. قادر يحيى اللى اتدفن جوانا من جديد و نلاقى نفسنا القديمة معاه ..
الليل و سماه
و نجومه و قمره .. قمره و سهره
و انت و انا
يا حبيبى انا ... يا حياتى انا
كلنا كلنا .. فى الحب سوا
تمت .. ❤
_________________
تفاعل كبير عشان انزل قصة جديده 💙💙