القائمة الرئيسية

الصفحات

معشوقة الليث الفصل الثالث والرابع



معشوقة الليث

الفصل الثالث والرابع

///بـالـمـساء

///فـي إحـدي الڤـلـل الـفـخـمـة

كانت حفلة عيد ميلاد سارة مقامه بمنزلها و قد حضر كل أصدقائها لكن مع وجود أقنعة تصل للأنف أو أقل علي عيونهم لرغبتها هي بوضعهم أياها حتي يواكب حفل مولدها الموضة !

وقف إياد بجانب أصدقائه و هو يضع يده في بنطال حلته السوداء القاتمة ، يتطلع للموجودات بخبث و مكر لا يظهران بسبب ذلك القناع الأسود الذي يرتديه !

تشدق قائلاً بملل :
- مفيش أي واحدة ملفته للنظر للأسف يا سو !

لوت سارة شُدقها و هي تقول بتهكم :
- طب ركز مع صحبتك الأول ياخويا..دا حتي النهاردة عيد ميلادي !

أشاح بيده قائلاً :
- بقا أنا يا شيخة سايب الساحل و مزز الساحل عشان آجي هنا..أسكتي متحسرنيش علي نفسي !

جال بأنظاره مرة أخري فى المكان لكنها توقفت عند الباب عندما وجد تلك السندريلا تدلف ، نعم سندريلا بفستانها الأزرق المائل للأبيضاض و الذي به أشياء تجعل قماشه يلمع كما تلمع النجوم في السماء ، و ربطة شعرها البسيطة و كذلك قناعها الأزرق المائل للأبيضاض بماسات مرصعة به !

دق قلبه بعنف عندما وجدها تقترب منه و هي تبتسم ، أبتسم هو الأخر ببلاهه لكن خبت إبتسامته عندما وجدها تعانق سارة و تقدم لها هدية قيمة !

ظلت تتحدث معها قليلاً إلي أن أبتعدت و وقفت مع فتاة أخري تبدو أنها صديقتها المقربة !

ظل يتابعها بعينيه طوال نصف ساعة دون أن يكل أو يمل ، أمسكت سارة بمكبر الصوت لتقول بحماس :
- قبل ما نقطع الكيك كنت عايزة نلعب لعبة كدا..النور دلوقت هيطفي و كل واحد يلحقله بنوته عشان يرقص معاها حاجة عاملة زي ال Musical chairs بس دي للكبار !

ثم ضحكت بعدها بصخب ، أقترب إياد من تلك الفتاة أكثر و عندما أنطفئت الأنوار جذبها سريعاً من خصرها لتصتدم بصدره الصلب ، شعور لذيذ داهمه عندما لمس تلك السندريلا و كأن كهرباء تسري بجسده كله !

حاولت الفكاك منه لكنه كان قد أحكم ذراعيه عليها ، همست بعدم أرتياح :
- لو سمحت أبعد أنا مش عايزة أرقص !

مال علي أذنها قائلاً بهمس جذاب :
- مش هينفع يا سندريلا خلاص..أنا مسكتك و هترقصي معايا..دي أصول لعب يا حبيبتي !

رفعت عيناها العسلية له ليتوه هو بهما غير واعياً بجسده الذي يراقصها أو بأي شئ ، تمتم بينه و بين نفسه :
- ما بها تلك السندريلا تجذب من يقترب منها كالمغناطيس..و للأسف قد دخلت لمجاله !

زمت شفتيها بعدم رضا ليهمس إياد بإبتسامة صغيرة :
- أنا إياد

= ماشي !

- لأ ما أنا عايزة أعرف أسمك !

= مظنش أنه هينفعك في حاجة !

- أمممم أنتي بتتبعي منهج سندريلا فعلاً بقااا..؟!

ناظرته بحدة ليضحك و هو يقول :
- خلاص خلاص..خلي خلقك أسترتش معايا كدا يا ضنايا !

تشدقت بحنق :
- هو أنا أعرفك يا أستاذ أنت  ؟ !

= لا بس هتعرفيني بعدين..أنا إياد يا حبيبتي إياد !

أنتهت الأغنية لتسرع هي بالفكاك منه و الركض للخارج ، وقف مكانه مصدوماً منه لكنه أدرك نفسه سريعاً و ركض خلفها ، وقف أمام الباب يطالع تلك السيارة السوداء الصغيرة من ماركة " الهيونداي " تنطلق بسرعة خارج الساحة الكبيرة..!

حك شعره و هو يتمتم بمكر :
- شكلنا هنتقابل كتير أوي يا سندريلا !

ثم دلف بخطوات بطيئة للحفلة مرة أخري و هو يطلق صفير مستمتع..

            **************

فتحت رُسل عينيها ببطئ و هي تأن لتجد أمامها سقف خشبي !

أنتفضت بفزع عندما تدفق لدماغها ما حدث فى غرفتها بالفندق ، نظرت حولها بزعر لكنه سريعاً ما تحول لدهشة و ذهول عندما وجدت نفسها بمنزل صغير يشبه الكوخ !

نهضت ببطئ حذر و هي تحرك بؤبؤيها بالمكان علها تستشف أين هي بالضبط ، زفرت بتمهل و من ثم تابعت السير إلي أن سمعت صوت جلبة بالخارج أثارت حفيظتها كـصحفية !

تقدمت من الباب و من ثم فتحته لتكن الصدمة  من نصيبها عندما وجدت ذلك الرجل ذا الجسم الضخم المكدس بالعضلات أمامها ؛ عاري الجذع العلوي و يمسك بـبلطة يضربها بشجرة كبيرة !

رمشت عدة مرات بذهول ليستدير لها في تلك اللحظة مطالعاً إياها بأعين حادة ، شهقت بصدمة و هي تراه ، فتي أحلامها الممثل الشهير چان يامان !

ركضت نحوه و هي تصرخ بحماس بينما الأخر تابعها بملل ، وقفت أمامه و قالت بحماس كبير :
- هو..هو و الله !

حكت شعرها قائلة بغباء :
- طب أقوله إية دلوقت..أكلمه إنجليزي و خلاص !

- أنتي غبية ؟ !

صاح بها ذلك الشاب لتتوسع عيناها بذهول و صدمة فهو يبدو أنه مصري الجنسية !

رفرفت برموشها عدة مرات و تشدقت بغباء :
- هه !

شد شعره للخلف و هو يتمتم بحنق :
- شكلها عندها بطئ فى الفهم !

أبتسمت ببلاهه و هي تقول :
- هو أنت مصري..إيچيبشن زينا كدا  ؟ !

رفع حاجبه و هو يحدجها بإمتعاض و من ثم قام بإستئناف ما كان يفعله لكن مع شجرة أخري بالقرب من الجدول المائي !

ركضت خلفه تحاول مواكبة خطواته الواسعة هي تهتف بصخب :
- يا كابتن..بس بس..طب رد طاااه !

أستدار لها بحدة لتتوقف قائلة بإبتسامة بلهاء :
- دا برنامج رامز صح ؛ بيعمل فيا مقلب أنا عارفة !

رمقها ببرود قبل أن يضرب البلطه فى الشجرة بقوة ، وقفت بجانبه و قالت :
- رد عليا طيب عشان بتضايق !

أستدار بكامل جسده و قال بغموض و هو يتقدم منها :
- عايزة أرد عليك أقولك إيه ؟ !

هتف ببساطة و هي تتراجع :
- إسمك !

و قبل أن يتثني له الإجابه كانت تصرخ و هي تحاول التوازن حتي لا تقع فى الجدول الذي هي علي حدوده ، سارع بإحكام ذراعه علي خصرها لتتمسك رُسل بمنكبيه العاريين سريعاً و هي تتنفس بإضطراب ، بعدما هدأت قليلاً نظرت له بغرابة قائلة :
- طب أية  ؟ !

رفع حاجبه هاتفاً بعدم فهم :
- أية اللي أية  ؟ !

- أصل بصراحة فى وضعنا دا المفروض ترزعني بوسة تجبلي إرتجاج فى المخ !

قالتها ببساطتها و تلقائيتها المعتادة ليفغر الأخر فمه بذهول و صدمة من تلك الخرقاء التي وقعت بطريقه..!

أسترسلت بحماس :
- أصل الصراحة بشوفها كتير فى الروايات و أنا بصراحة بموت فيهم ؛ تعرف فى رواية حلوة أوي البطل فيها..

قاطعها بنفاذ صبر :
- بــس..أنتي أية بالعه كلب مفيش حتي ثانية تاخدي فيها نفسك  ؟ !

رمشت عدة مرات و هي تزم شفتيها ليزفر هو بحنق ، أعتلت شفتيها إبتسامة عابثة و هي تقول :
- بس مقولتليش أسمك أية برضو ؟ !

نظر لها بنصف عين لتقول سريعاً بجدية زائفة :
- أصل بصراحه أنا و أنت فى غابة و لوحدنا فـ لازم أعرف أسمك..أحنا برضو فى غربة و ولاد بلد واحدة ؛ كمان...

صرخ بها بغضب :
- ليث..إسمي ليث أكتمي بقااا !

إبتسامة بلهاء أحتلت وجهها و هي تقول :
- الله..تصدق برضو فيه بطل فى رواية كان أسمه ليث كنت بحبه أوي و الله لدرجه أني كنت بكراش عليه !

أغمض عيناه بقوة فهو لن يتحمل كثيراً ثرثرتها الغبية تلك !

ما لبس حتي فتح عينيه علي وسعهما عندما صاحت بخبث :
- شوفت لغاية دلوقت مش راضي تسيبني إزاي..أنت اللي نيتك وحشة أهه !

طالعها بغموض و تشدق بـ :
- هو من ناحية نيتي وحشة فـ هي كدا بجد !

و من ثم ترك خصرها لتشهق بعنف قبل أن تقع فى جدول المياة !

           **************

أوقفت سيارة شقيقتها علي جانب الطريق و هي تتنفس بإضطراب ، أزالت القناع من علي وجهها لتظهر ملامحها هي..مرام كاملة !

أرجعت رأسها للخلف تسندها علي المقعد ، تنهدت ببطئ فذلك الـ إيـاد جعل قلبها يطرق بعنف من طريقته تلك التي تعاكس طريقه الأخر ، خطيبها السابق صهيب !

مسحت وجهها بكفيها بإنهاك و من ثم قامت بالأنطلاق بالسيارة نحو منزلها..

أما علي الجهه الأخري فكان يجلس بمنزله و هو يفكر بتلك السندريلا مجهولة الهوية ، هو لم يسبق له أن تشغل فتاة ما تفكيره بذلك الحد ، نعم يعرف تلك و تلك لكن جميعهم كانوا للتسلية فقط !

أمسك بتلك الورقة التي أمامه و من ثم لمس عدة لمسات علي شاشة هاتفه !

ثواني و هتف بمرح :
- زوز..واحشني و الله يا جدع !

صمت قليلاً قبل أن يقهقه و هو يقول :
- يا عم و الله أنا مدهور..عايز أقولك أني باخد أجازات بالعافية من الشغل !

= أنت هتستهبل أومال لو مكنتش الشركة شركة أبوك !

- ما هو عشان أخويا حبيبي هو اللي مسكها بعد وفاة أبويا باخد أجازات بالعافية..أنا أهه كمان كام شهر و هتم ال 27 و لسة بيمشي كلمته عليا زي العيل الصغير مع أن الفرق 3 سنين بس !

= ههههههههه..ربنا يكون في عونا جميعا !

- المهم يا زوز..عايزك تجبلي معلومات عن واحدة كدا !

= لا يا عم يفتح الله..أنا عندي أخوات بنات !

- متخافش..هي شكلها مش منهم أصلاً بس واحدة أثارت فضولي و حبيت أعرفها !

= هحاول أصدقك..أسمها أية !

- معرفش

= طب عنوانها أية !

- معرفش

= طب جامعتها أو شغلها !

- معرفش !

= هو اللي عليك أسمه معرفش ؟ !

- بص يا باشا أنا مش معايا غير نمرة العربية اللي كانت ركباها !

- اللهم صلي علي النبي..كمان ممكن أصلاً متكونش بتاعتها !

= أعرفلي بس صاحبة العربية و عنوانها و أنا بعد كدا هتصرف !

- خلاص تمام..

= أشطا..سلام يا زوز

أغلق معه الخط و هو يمط شفتيه للجانب ، فـ لو كانت الغبية المسماه سارة أخبرته بأسمها فكانت سهلت عليه مهمته كثيراً ، لكنها لم تبوح له عن هويتها متعلله بأنها غير الكل و أنها ليست مِن مَن يعرفهم !

زفر بحرارة و هو يقول بأعين ضيقه :
- هتروحي مني فين يا سندريلا..؟ !

(( الـفـصـل الـرابـع ))

- أووووف و الله حرام عليك..ينفع ترمي بنت ركيكة و كيوته زيّ كدا في النهر دا ؟ !

قالتها رُسل و هي تضع يده في خصرها و قد أبتلت كلياً ، نظر لها ليث ببرود و من ثم قال :
- أولاً دا جدول مش نهر..ثانياً بقا و دا الأهم أنك مش رقيقة و لا كيوت !

أتسعت عيناها و هب تشهق ليسترسل و هو يشير لها بلامبالاه :
- أنا قولت أعرفك عشان متاخديش ملطش كبير في نفسك !

قبضت علي يديها و صرخت بحنق :
- أنا مش واخدة ملطش في نفسي يا أستاذ..أنا مش عشان عاملتك كويس في الأول تعمل معايا كدا..لأ مش أنا يا بابا مش أنا يا حبيبي اللي تتقبل أهانه من حد حتي لو كان شبه چااااان يااامان !

= بجد..طب ضيفي بقاا للأهانه أنك وقحه !

جحظت عيناها بصدمة ليتابع ليث ببرودته المعتادة :
- اه وقحه..و وريني بقا هتعملي أية يا عكس رُسل !

أنتفخت أوداجها و هي تقول :
- ماشي..!

ثم صرخت بأعلي صوت لديها :
- يا لهووووووووي ألحقوووووني خااااااطفني...هييييييلب يا ناااااس !

رفع حاجبه و هو يطالعها بذهول و دهشة ، نهض من علي جذع الشجرة متجههاً إليها ، تابعت هي صراخها قائلة :
- عااااااااااااا..ألحقووووني !

و فجأة وجدته ملتصق بها من الخلف يحيطها بذراع و باليد الأخري يكمم فمها ، همس بجانب أذنها بصوت يشبه الفحيح :
- لما تيجي تطلبي المساعدة يا آنسة في بلد أجنبي أصرخي بالأنجليزي..و لو عايزة تعيشي أصلاً متصرخيش ؛ ما أخبيش عليكي أنا واحد سفاح و بموت في القتل الصراحة !

صدرت شهقه مكتومه منها ليبتسم هو بمكر و ظفر و من ثم يبتعد عنها ، أستدارت مطالعه إياه بصدمة قبل أن تهتف ببلاهه و أستنكار :
- يعني أنت مش ظابط مخابرات و جاي تنقذني زي ما بشوف في الروايات ؟ !

= لأ..و ياريت تطلعي من عالم الروايات اللي لا بيقدم و لا بيأخر دا !

- لا معلش أحنا متفقناش علي كدا !

= نعم ؟ !

- أية أنت هتصدم و لا أية..قولت مش لاعبه أنا كنت عامله حسابي علي ظابط مخابرات مش تقولي سفاح ؛ طب أفرض مثلاً يعني حبيتك و دا وارد الصراحة الناس تقول عليا أية اللي حبت السفاح راحت اللي حبت السفاح جت ؟ !

طالعها بشدوهه لتكمل قائلة بحنق :
- خلاص مش أنت سفاح يا أخي قولي جايبني هنا لية و مقتلتنيش علي طول لية !

= لية عايزة تموتي بسرعة ؟ !

- لو علي أيدك أنت أشطا مش عندي مانع !

قالتها ببلاهه ليطالعها الأخر بغموض ، صاحت قائلة :
- متبصش أوي كدا يا عم..أنا مش عنصرية و الله أصل مش عشان أنت قتال قتلة أتضطهدك..لالالالا دي مش أنا خالص ؛ شبهك من جان يامان بيشفعلك عندي برضو !

= مين الزفت دا اللي أنتي دوشاني بيه من الصبح !

قالها بضيق واضح لتشهق رُسل و تضرب علي نحرها قائلة بأعين متسعة :
- زفت..چان يامان يتقالوا زفت ؟ !

زمت شفتيها بغيظ و تنفست بقوة ثم توجهت نحو الكوخ مغلقه الباب خلفها بقوة ، نظر لطيفها ببرود و من ثم قام بإرتداء كنزته ثم بدأ بتجميع حطب لإشعال النار ، فقد قاربت الشمس علي المغيب ، زفر بتروي و هو يقول :
- شكلها هتتعبني معاها..!

بعدما أشعل النار وجدها تخرج من الكوخ و هي عابسة و قد بدلت ملابسها المبتلة بأخري و للعجب أنها خاصته !

مكونه من قميص أسود يصل لمنتصف فخذها واسع جداً عليها و تشمر أكمامه ، و بنطال قطني تمسكه من عند الخصر بيديها !

فغر فاهه فتلك وقحه قولاً و فعلاً ، هتف بذهول :
- أنتي إزاي تاخدي هدومي !

جلست علي قطعة خشب و هي تقول بإمتعاض :
- أنت علي فكرة كنت عايزيني أخد برد و أعيا..هتفرح أنت ساعتها !

= لية و أنتي تهميني في حاجة عشان أزعل و لا أفرح !

تشدقت بهدوء :
- هو أنت..لما كنت في بطن مامتك كانت بتتوحم علي أية بالظبط ؟ !

طالعها ببرود لتصرخ قائلة بحنق :
- هو أنا مقولكش كلمة إلا لما تحدف خرسانه قدامهاااا ؟ !

زفرت بحنق ثم صاحت :
- قولي أنت مين بالظبط..و أنا بعمل هنا أية ؟ !

أردف بهدوء مائل للبرود :
- أنتي لعبتي مع ناس أنتي مش قدها..و هما بعتوني عشان أخلص عليكي ؟ !

= و مقتلتنيش علي طول لية ؟ !

قالتها بترقب و قد طرق قلبها بعنف ، أجاب بلامبالاه :
- في الوقت المناسب هنفذ !

أسترسل بشراسه و هو يناظرها بنظرات سوداء :
- بس لغاية ما يحصل مش عايز هبلك دا عشان أنا خلقي ضيق !

= أممممممممم..حيث كدا بقاا يبقي هاتلي أكل حالاً عشان أنا جعانه !

قالتها بإبتسامه سمجة و هي تضع ساق فوق الأخري ، أكملت بنفس الإبتسامه :
- مش أنت عبد المأمور..يبقي أتني و أتفرد عليك بقااا !

طالعها بدهشة لكنه ما لبس حتي وضع قدمه علي جذع الشجرة الصغير التي تجلس عليه و دفعه لتقع هي سريعاً علي ظهرها ، نهض هو الأخر واضعاً يده بجيب بنطاله و هو يطالعها ببرود ، نظر لتلك التي تتأوهه و هي تمسك بظهرها و من ثم قال بإبتسامه صفراء :
- حاسبي علي كلامك بعد كدا يا عكس رُسل !

///بـولـاية كـالـفـورنـيـا

///بـإحدي الـمـنازل

- عـمـاااااااااار

صرخت بها السيدة ذات الملامح الغربية بشعرها الأشقر و بشرتها البيضاء المتوردة و عينياها الخضراء الواسعة ، آتي شاب في سن السادسة عشر يحمل كثيراً منها في الشبه و هو يناظرها بنظرات متسعة ، فوالدته هادئة دوماً لا تنفجر هكذا إلا في المصائب الكبري !

حمحم و هو يقول :
- أيوة يا ماما ؟ !

طالعته ناريمان بنظرات حانقة فذلك الشاب صيصيبها بجلطة قريباً هو و أخيه الآخر ، لوحت بتلك الورقة التي بيدها قائلة بحنق :
- أية الدرجة الزفت دي..جايب في 14 من 20 في الـ Arabic !

أتسعت عيناه بصدمه مصطنعه و قال و هو يشير لنفسه :
- أنا..أجيب الدرجة دي of course not !

= أمممممم..يعني المستر بتاعك ظلمك يعني !

- أيوة و أنا بحتج !

= ماشي هحاول أصدقك بس الأول قولي مفرد دلائل !

- دلدول !

قالها بثقة عجيبة لتقول ناريمان مجارية إياه :
- تمام..طب في سؤال النشيد من قائل النص !

= ااااا..الشاعر !

وجد فجأة نعل والدته المنزلي يلتصق بوجهه لتصرخ بعدها قائلة :
- دلدول..مفرد دلائل دلدول يا عماااااار !

ركض للحديقه الخلفية سريعاً و والدته خلفه و هي تصرخ عليه ، وقف فجأة و قال و هو يشهر أصبعيه بطريقة مضحكة :
- أثبت مكانك لا تولع !

زمجرت ناريمان بغضب و هي تقول :
- يا حيوااااان !

= يا نارو أنتي مضايقه لية بس يا روحي..أنا قولتلك أني عايز أدخل مدارس هنا عادي لكن أنتي و بابا أصريتوا أني أدرس المنهج المصري و أمتحنه في السفارة هنا..أنا منفعتش فيه و لا يكلف الله نفساً إلا وسعها أعمل أية يعني !

= و متنفعش فيه لية يا فاااشل !

- شوفتي يا نارو أنتي اللي بتغلطي إزاي و بعدين تعالي هنا في واحدة من طبقة أرستقراطية زيك كدا تقول الألفاظ دي ؟ !

ثم أكمل بعدم رضا مزيف :
- ضيعتي أملي فيكي !

= مدام أنت مهبب الأمتحان كدا بتيجي بتضحك و مبسوط لية ؟ !

- أنا غلطان أني مش عايز أحسسكوا بأحزاني..و بعدين لو مش عاجبكوا مستوايا الدراسي أنا ممكن أسيب التعليم عادي جداً !

قالها بأستنكار واضح ليأتي صوت أحدهم في تلك اللحظة و هو يقول :
- يا بجاحتك يا اللي حاسدني و كمان جاي تقلدني !

ألتفتت ناريمان لتجد إياد إبنها الأوسط يقف أمامها بحلته الرسمية !

صاح عمار مجارياً إياه :
- عشان أنا بحمد ربي دايماً ربي مزودني !

حرك إياد يده بحركات معينة مسماه بـ " التشكيل " ليقترب منه عمار و يبدءا بالرقص سوياً و هما يرددان الأغنية تحت أنظار ناريمان المصدومة !

صرخت بغضب :
- أنت يا إياد اللي مبوظه و الله !

ألتفت لها إياد قائلاً بإبتسامه بلهاء :
- نبع الحنان..يا هلا يا غلا !

= ماشي يجي بس أخوكوا الكبير هو اللي هيعدلكوا !

نظرا لبعضهما بخوف و هما يزدردان ريقهما ببطئ ، نظرت لهما ناريمان بإبتسامه ظافرة لتكمل بعدها بغره :
- هه..شوفتوا قلبتوا إزاي..ما هو فعلاً اللي بيعدلك..أصل أنا و عزت دلعناكم أوي !

أقترب إياد منها قائلًا بمرح :
- طب دا إستقبال برضو دا أنا لسة جاي من المطار حالًا يا نارو !

لوحت بيدها مرددة بحنق :
- أبعد عني دلوقت يا إياد ، مش فايقالك !

ثم تركته لـ تدلف لـ المنزل...

*************

- ماذا يعني أنها أختفت ؟ !

صاح بها ريتشارد بغضب جلي ، خلل أصابعه في شعره و هو يفكر ، فتلك المسماه بـ رُسل تمتلك معلومات يمكن تأخذ بهم إلي ما وراء الشمس !

زفر بضيق و من ثم صاح بجمود :
- أقلبوا الولاية رأساً علي عقب حتي تجدونها..هيااا !

ذهب الجميع ليتهاوي جسد ريتشارد علي المقعد و هو يتمتم بحيرة :
- أين هي يا تُري ؟ !

_ يُـتـبـع _

تعليقات

التنقل السريع
    close