القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عروس بلا ثمن الفصل التالت والرابع والخامس

اعلان اعلى المواضيع



🌺🌷رواية عروس بلا ثمن🌷🌺

 الفصل التالت والرابع والخامس

🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺

ماان سمعت صوته القوى يهز المكان من حولها حتى نهضت واقفة فوق قدميها بسرعة ناسية تماما شكلها المشعث بانفها المحمر وعينيها المتورمة من اثر بكاءها تتحدث بتلعثم وارتباك

= ابدا... يا رائف بيه ... انا.... اصل ....جالى شوية صداع قلت اخرج اشم هوا 

اقترب منها رائف اكثر حتى اصبح لايفصله عنها سوى انشا واحدا تجول عينيه فوق وجهها ببطء وتركيز تصاعد معه ارتباكها من نظراته المتفحصة هذه فاخفضت راسها سريعا تنظر الى الارض يسود الصمت الشديد عدة لحظات كانت دقات قلبها المتسارعة هى المسموعة فيه لتتعالى اكثر حتى كادت ان تصم اذانها حين تحدث ببرود قائلا 

= تعالى ورايا على مكتبى حالا

رفعت راسها اليه متسعة العينين بصدمة وخوف ناظرة اليه تحاول فهم وسؤاله لماذا لكنه كان قد غادر المكان بخطوات سريعة واثقة بينما وقفت هى تراقبه بتوجس دون ان تتحرك من مكانها خطوة واحدة ليلتفت اليها هاتفا بقوة وحدة 

= واقفة عندك ليه قلت ورايا على المكتب

افاقت على نفسها من صدمتها الشديدة تتبعه بخطوات متعثرة حتى دخلا البهو الخاص بالشركة فاتجهت انظار جميع الواقفين اليهم باهتمام وفضول حتى توقفا امام المصعد المخصص لكبار المسئولين يدلف اليه رائف بسلاسة بينما وقفت زينة بارتباك تتنقل بصرها بينه وبين المصعد الاخر الخاص بالعاملين لا تعلم كيفية التصرف حتى تقدم هو الى الخارج مرة اخرى يجذبها من يدها بقوة يدخل بها الى المصعد مرة اخرى متجاهلا تماما شهقتها المصدومة وبعض الشهقات الاخرى الصادرة من الجمع المتفرج 

تمت رحلة الصعود بصمت وقف هو خلالها ينظر اليها نظرات ثاقبة يتمهل بها فوق وجهها والذى اخذ بالاحمرار بشدة فاخفضته تهرب من تفحصه لها تتمنى الخروج الى مكان فسيح فوقفهم متقارين هكذا تكاد ان تلتصق بها جعلت من ضربات قلبها تتعالى بعنف وسرعة تدعو فى سرها ان تنهى محنتها هذا 

لتأتى الاستجابة سريعة حين توقف المصعد بهم فاخذ يدها مرة اخرى يجرها خلفه باتجاه مكتبه تحت انظار شاهى المصدومة وهو يهتف بها 

= أجلى اى حاجة دلوقت ومدخليش حد علينا نهائى

ثم فتح باب مكتبه يدلف الى الداخل وهو مازال يجذبها من يدها خلفه حتى توقف بها فى منتصف مكتبه يلتفت ناظرا لها عدة لحظات وهى تقف امامه تحاول التقاط انفاسها بصعوبة لياتى سؤاله لها رقيقا دون ان يقصده بهذه الطريقة

= كنتى بتعيطى ليه بقى فهمينى

تلعثمت زينة تشعر بلسانها ثقيل وعقلها فارغا من كل الافكار الممكن اخباره اياها دون ان تضطر ان تعلمه السبب الحقيقى لبكاءها

=انا منتكش بعيط....اااا....انا اتخنقت من جو...ااااالمكتب فقلت ..يعنى ..اخرج اشم هو.. 

هدر صوته عاليا ينادي باسمها محذرالتجفل برعب من صراخه عليها 

= زييينة انا سالتك سؤال وعاوز اجابة عليه وانا مابحبش اكرر كلامى تانى واظن انك عارفة ده كويس

حاولت زينة ابتلاع لعابها لكنها شعرت به جاف 

لاتستطيع الحديث فكيف لها ان تخبره بكل مادار . كيف تخبره ما تفوهت به تلك العقربتين فى حقها طوال عملها معهم اليس من الممكن ان يكون هذا رائه هو الاخر بها فتأكده له ان اخبرته بما حدث ورائ الاخرين بها

افاقت من دوامة افكار ها وهى تراه يترك مكانه متجها الى مكتبه جالسا فوق مقعده براحة يستند الى ظهره يراقبها باهتمام قبل ان يتحدث قائلا ببرود ولا مبالاة 

= خلاص براحتك يا زينة اتفضلى على شغلك وانا بقى هعرف بطريقتى

وقفت مكانها مترددة لا تعلم كيفية التصرف لتهمس بتردد

= صدقنى يا رائف بيه مفيش حاجة حصلت

انا كنت بس ...

صممت ما ان راته يمسك بسامعة الهاتف وهو مازال ينظر اليها بنظراته الثاقبة يتحدث بحزم الى الجهة المقابلة

= كل اللى شغال فى قسم الارشيف يكونوا ادامى حالا

اسرعت زينة تهتف برعب فور سماعها لحديثه 

= لااااا .لااا ارجوك كفاية اللى بتقال عليا..

وضعت زينة يديها فوق فمها بصدمة بعد ادراكها ما تفوهت به تهز راسها تنفى ماقيل فى محاولة بائسة منها للاصلاح لكنه لم يعيرها ادنى اهتمام وهو يضع سماعة الهاتف مرة اخرى بعد الغاء امره السابق ينهض مرة اخرى من مقعده متجها اليها عينيه لا تفارقها حتى توقف امامها عدة ثوانى تتابع عينيه ردة فعلها المرتعبة وملامحها الشاحبة ليمسك بكفها بين يديه يسير بها فى اتجاه اريكة موضوعة فى الجانب يجلسها فوقها بينما جلس هو فى مقعد مقابل لها ينحنى الى الامام يستند بمرفقيه فوق ركبته سائلا لها بهدوء 

= كلام ايه يا زينة اللى بتقال عنك ومين اللى بيقوله ولاخر مرة هسالك بعدها متلوميش غير نفسك لما اجيب القسم كله هنا ويتعمل تحقيق رسمى فى الوضوع

رفعت اليها وجهها ببطء تنظر اليه برعب بعد ان كانت تجلس منحية الراس تستمع الى حديثه حتى لاحظت نبرة التحذير و التهديد فى جملته الاخيرة تهمس بتلعثم ورعب

= ارجوك حضرتك انا هقولك كل حاجة بس بلاش موضوع التحقيق ده 

تراجع رائف الى خلف فى مقعده قائلا بحزم هادئ

= موافق يا زينةاتكلمى 

⭐⭐⭐⭐⭐

بداخل ڤيلا فريد شكرى

جلس كعادته كل صباح امام مائدة الطعام يطالع احدى الجرائد باهتمام الا انه اليوم اخذ من بين الحين والاخر ينظر من خلف تلك الجريدة باهتمام الى زوجته الجالسة فى الجهة المقابلة له ببرود وعدم اكتراث به تتناول افطارها بهدوء يجدها فرصة له اليوم يهدم بها تلك الواجهة دائمة الظهور امامه يتمنى رؤيته لبرودها هذا متحطما امامه حتى ولو كان الثمن ذكره لذلك البغيض

اخفض جريدته ينظر باتجاهها قائلا بهدوء 

= عرفتى ان رائف رجع من لندن من كام يوم

اهتزت ملامح سهيلة بالمشاعر لعدة لحظات تصدعت خلفها واجهة برودها لكنها اسرعت فورا برفعها مرة اخرى فوق وجهها قائلة ببطء 

= وانا هعرف منين ولا يهمنى فى ايه خبر زاى ده

ادرك فريد محاولتها الفاشلة لمحاولة رسم لا مبالاتها تلك ولكن قضت عليها ارتعاشة يدها الممسكة بكوب العصير تريق بضع قطرات منه فوق فمها فتسرع بامساك فوطة المائدة تمسح بها تلك الفوضى وتزيل معها الباقى من تلك المشاعر ولكن حين تابع فريد بلهجة لم يستطع فيها اخفاء تشفيه فيها قائلا 

= طيب متعرفيش برضه انه سليمان الحديدى تكتبله كل ثروته قبل ما يموت

هذه المرة لم تسطيع سهيلة الاستمرار فى رسم البرود تتسع عينيها بصدمة وذهول ينسحب سريعا كل الدماء من وجهها لتتركه شاحبا ولشدة فترتفع ضحكة فريد عالية تدوى فى انحاء الغرفة بتشفى وسرورحين رأى حالتها هذه يهتف بعدها بانتصار 

= كنت متأكد ان ده الخبر الوحيد اللى هيأثر فيكى طبعا ماهو صعب برضه بعد كل السنين دى تكتشفى ان كل حاجة ضحيتى بيها كانت فى هوا 

نهض من مقعده متجها اليها يقف خلفها هامسافى اذنيها بفحيح وتشفى

= وانك لما اتخليتى عنه فى عز ماكان محتاجلك كان اكبر غلطة عملتيها وهو لفت السنين وقدر يثبت لينا كلنا انه عمره ما يكون خسرانابدا

التفت سهيلة بوجهها اليه لاتفصل بينهم اى مسافة تهمس بفحيح وغل هى الاخرى انفاسها تتضربه فوق وجه بقوة كالصفعة تماما قاسية بقسوة كلماتها له 

= ان كنت انا اتخليت عنه فانا يدوب كنت حبيبة معرفهاش غير كام سنة مش صاحب عمره وطفولته واللى كان معتبره اخ ليا 

بس ياخسارة اول ما ترماله حتة عضمة رمى كل حاجة تحت رجليه وجرى عليها زاى الكلب

ما ان انهت حديثها صرخت بألم من اثر قبضة فريد القابضة فوق شعرها بعنف يجرها منه يلقى بها ارضا هو يصرخ بجنون

= الكلب ده اللى جريتى اوام واتجوزتيه بعد ما حبيب القلب فلس والسجن كان بيناديه ولا نسيتى يا سهيلة هانم

احنت راسها بندم لا تقوى على نفى كلماته وقد كانت حقيقة مريرة لا يمكنها انكارها ليسألها فريد بسخرية 

= ايه ندمانة وبتفكرى وتقولى لنفسك لو كنت اعرف ان دى هتبقى النهاية يا رتنى كنت استنيته بدل اللى عملته فى نفسى ده بس احب اقولك مفيش حاجة اتغيرت وزاى ما رفضك قبل كده هيرفضك تانى وتالت واستحالة يفكر فيكى ولو ثانية

رفعت سهيلة وجهها اليه بصدمة ليكمل فريد بسخرية مريرة

= ايه كنتى فاكرة انى مش هعرف انك روحتى ليه بعد ما قدر يقف على رجله تانى وعرضتى عليه ترجعوا لبعض وده طبعا بعد ما تتخلصى من فريد الوحش والخاين مش كده يا سهيلة هانم

تراجع فريد يجلس فوق المقعد بتعثر يهمس بحقد

= بس هو رفض يتصرف بندالة حتى مع اللى خانه وباعه ومرضاش ياخد حاجة مش ليه وادانى قلم عمرى مااتخيلت انه هيكون بالوجع ده

صرخت سهيلة بغضب وغل

= عارف ليه علشان هو احسن منك عنيه شبعانة مش محتاج يخون علشان يوصل للعوزه

نهض فريد من مقعده يشدها مرة اخرى من خصلاتها يصرخ بغضب 

وانتى بقى اللى عوزه طيب قاعدة معايا ليه لحد دلوقت لما انتى واثقة منه اووى كده

صممت سهيلة تغمض عينيها بألم ليكمل هو بحقد

= اقولك انا ليه علشان انتى مش واثقة منه مش ضامنة لو سبتينى هيرجعلك ولا لا 

مش قادرة تتطلقى منى علشان متقدريش تستغنى عن كل اللى معيشك فيه من غير ما يكون فى ايدك صيدك اكبر واهم واثقة منه مش كده يا هانم يا بنت الاكابر 

ترك راسها دافعا لها بعنف لتصرخ بألم من قسوته وعنفه معها بينما وقف هو يراقبها بعينين تغشيها كل مشاعر الحقد والغل والغضب بداخله دقائق طوال ثم يتحرك مغادرا الغرفة بخطوات سريعة غاضبة بينما ظلت هى منحنية الراس تتساقط دموعها والتى ابت ان تترك لها العنان امامه تغرق وجهها وهى تقسم بداخلها ان ترد له الصاع صاعين بأن يكون رائف الحديدى فى يوم ما لها وليس لواحدة اخرى غيرها

🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥

ظل رائف طوال حديثها يستمع بصمت بوجه خالى من التعبير حتى انتهت تماما وفى عينيها نظرة رجاء تهمس 

= صدقنى يا رائف بيه انا مش كده انا لحد دلوقت مش عارفة ازاى قدروا يفكروا فيا بشكل ده

لم ينطق رائف بكلمة يضيق ما بين حاجبيه بتفكير وشرود للحظات مرت عليها كالدهر حتى تحدث اخيرا يسألها باقتضاب 

=هو ده بقى السبب اللى خلاكى تجرى تعيطى بالشكل ده

اومأت براسها بذنب تهمس

= غصب عنى.بس اوعدك حضرتك دى هتكون اخر امر هعمل كده

نهض رائف من مقعده قائلا بهدوء 

=من ناحية هتكون اخر مرة فدى فعلا هتكون اخر مرة 

اتسعت عينيها برعب تسرع بالنهوض خلفه تلحق به تمسك بذراع بذلته توقفه قبل يتوجهه الى مكتبه هاتفة برعب وخوف

= ارجوك يا رائف بيه صدقنى دى اخر مرة هتحصل ولو سمعت ايه بعد كده من اى كان مش هتحرك من مكانى بس ارجوك انت متعرفش انا محتاحة شغلى ده اد ايه 

انا ممكن كده اطرد من بيتى

ضاقت عينيه يسألها باهتمام 

= تطردى من بيتك ليه ؟

اخفضت زينة راسها تهمس وهى مازالت ممسكة بذراعه كما لو كانت تستمد منها قوتها قائلة بحزن 

= قبل مابابا وماما يموتوا اتكسر عليهم ايجار كذا شهر وانا المفروض اللى ادفعهم والا صاحب البيت هيخرجنى برة الشقة 

ساد صمت قاتل بعد حديثها هذا قاومت خلاله دموعها من السقوط امامه فيكفيها ذل ما حدث حتى الان فلن تزيده بجعله يرى دموعها ايضا

سمعت صوته الهادىء ينادى باسمها فرفعت اليه وجهها بتساؤل ليحدثها برقة كما لو كان يحدث طفلة امامه

= سيبى دراعى يا زينة 

نظرت اليه بتساؤل عدة ثوانى لاتدرى عن ماذا يتحدث حتى اشار هو بحاجبيه ناحية يدها المتشبثة بقوة بذراعه لتشهق تبعد يدها عن ذراعه سريعا كما لو كانت نار لسعتها ليبتسم هو بضعف حين راى خوفها هذا يتجه ناحية مكتبه مرة اخرى يجلس فوق مقعده ومازالت على شفتيه تلك الابتسامة تراه يتناول الهاتف مرة اخرى يتحدث الى الجهة المقابلة مستعيدا جديته سريعا قائلا بجمود

= شاهى ابعتيلى رئيس قسم الارشيف وشئون العاملين حالا

فور نطقه لكلماته تلك شعرت بعالمها ينهار من تحت قدميها فمن المؤكد يريدهم الان حتى ينهى عملها هنا فما حاجته لجالبة للمشاكل مثلها داخل شركته

شعرت بدموعها تتكاثر بداخل عينيها فلم تستطيع هذه المرة مقاومتها لتتركها تتساقط باستسلام على وجنتيها سريعا فهمست بتلعثم وصوت متحشرج تتجه ناحية الباب تبغى الخروج فورا

= عن اذن ...حضرتك...ان...انا...

اوقفها صوته هاتفا فيها بقوة 

= استنى عندك من اذنلك بالخروج تعالى هنا حالا

تسمرت زينة مكانها بخوف تلتفت اليه ببطء تراه جالسا براحة فوق مقعده يشير اليها بالتقدم اليه فتقدمت منه ببطء كما لو كانت مغيبة تقف امام مكتبه لعدة لحظات صامتة قبل ان يتحدث هو بصوت عملى قوى شديد الجدية 

= تانى مرة متتحركيش من مكانك الا بأذنى فاااهمة 

نطق كلمته الاخير بحدة وصوت عالى الى حد ما للتهب فزعا واسرعت تهز رأسها بالموافقة ليكمل هو بجدية وهدوء نسبى 

=من بكرة تيجى هنا تستلمى شغلك مع شاهى هتكونى مساعدة ليها واظن بكده مبقاش فيه مشكلة ويااريت مسمعش عن اى مشاكل تانية والا زينة ساعتها انا هضطر ....

ترك باقى حملته معلقة تاركا لها هى اكمالها لكنها ظلت واقفة امامه تتسع عينيها بذهول وصدمة فاغرة لفمها بقوة ليهتف بها 

= زينة سمعتى كلامى ولا .....

افاقت من ذهولها هامسة 

= تقصد انى هشتغل هنا فى مكتبك حضرتك

رائف بهدوء وقد ادرك ما تمر به 

= ايوه يا زينة من بكرة هتستلمى شغلك هنا واظن كده ابقى اديتك اكتر من فرصة ودى اول مرة اعملها مع اى حد ويااريت متخلنيش اندم على ده

زينة بسعادة جعلت دموعها تتساقط مرة اخرى ولكن هذة المرة من سعادتها 

= لااا اوعد حضرتك انى هكون عند حسن ظنك وبجد انا مش عارفة اشكرك ازااى 

ابتسم رائف ببطء قائلا

= تشكرينى بانى مندمش على قرارى ده ويلا امسحى دموعك دى وتقدرى تروحى النهاردة بدرى 

اتبع حديثه بمد يده لها بمنديل ورقى فاسرعت باخذه تمسح به وجهها هامسة بشكر له ما ان انتهت حتى استئذنت منه للخروج فاذن لهاباشارة من يده كموافقة فتحركت بأتجاه الباب لكنها توقفت مكانها مرة اخرى تلتفت اليه تهمس بتردد

= رائف بيه بخصوص زمايلى فى المكتب واللى حصل ممكن حضرتك يعنى متعملش...

قاطع رائف حديثها بحزم قائلا 

= اتفضلى يا زينة وملكيش دخل بالموضوع ده 

ابتلعت زينة لعابها بصعوبة تهز راسها بالموافقة تغادر مسرعة تغلق الباب خلفها تاركة رائف ينظر امامه بشرود وذهنا غائبا 

🌹💔🌹💔🌹💔🌹💔🌹

داخل فيلا رائف الحديدى مساءا

جلس رائف يجاور صديقه ياسر امام احدى الشاشات العملاقة يلعبون احدى الالعاب الالكترونية بحماس شديد لبعض من الوقت كانت تتعالى فيه صرخات حماسهم فقط حتى انتهت اللعبة بفوز رائف ليهتف ياسر باحباط 

= انا مش عارف انا ايه يخلنى العب معاك وانا عارف اخرتها كل مرة 

ضحك رائف بصخب هاتفا بمرح 

= علشان كل مرة بتفكر انك هتقدر عليا ومش قادر تقتنع ان استحالة حد يغلب رائف الحديدى

زفر ياسر بخنق قائلا بغضب زائف 

= مااشى ياعم الخطير اتعلمنا الدرس

ليكمل بجدية هو يتراجع فى كرسيه براحة

= ما قلتليش عملت ليه كده فى كل اللى فى قسم الارشيف كل ما اسألك تغير الموضوع

ابتسم رائف ببطء قائلا ببرود

= مش مهم عملت كده ليه المهم عندى اللى يغلط لازم يتعاقب

زفر ياسر بحنق قائلا بقلة صبر 

= مانا عارف انهم اكيد غلطوا انا بقى عاوز اعرف هما غلطوا فى ايه ومتقوليش مش مهم تعرف هاااا عملوا ايه

قص عليه رائف ماحدث صباحا بلا اهتمام وما ان انتهى حتى هتف ياسر بقوة 

= انت اتجننت يا رائف تخصم من كل القسم شهر علشان كلمتين اتقالوا من بنت متعرفش ان كانت بتقول الحقيقة ولا لا

اغمض رائف عينيه قائلا براحة

= وتعتقد برضه انى هتصرف كده قبل ما اعمل تحقيق واعرف ان كان الكلام مظبوط ولا لا 

اقترب منه ياسر ينكز كتفه بكتف رائف قائلا بعدم تصديق

راااائف .وانت من امتى بتهتم بالحاجات دى ولا من امتى بتهتم بموظفة شوفتها بتعيط ولا بتولع حتى ..لااا مبقاش ياسر ان ماكان الموضوع ده فيه ان 

ابتسم رائف بسخرية وتهكم وهو مازال مغمض العينين ليراه ياسر ليهمس مرة اخرى لنفسه وهو يهز راسه بتأكيد

= عيب زاى ما قلت الموضوع فيه إن وإن كبيرة كمان

🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥

الفصل 4

فصل كمان اهو يا بنات ويااارب الرواية تكون عجبكم واحب اعرف رايكم فيها ❤❤❤

دخلت زينة من باب الشركة تبتسم بضعف لحارس الامن المنتظر امام الباب بثبات ليبادلها اياها ببشاشة فتسعت ابتسامتها فرحة تلقى عليه بتحية الصباح بصوت سعيد تدلف الى الداخل بخطوات سريعة تلقى نظرةحول البهو خالى تماما من النشاط الصباحى المعتاد لكنها كانت مدركة لهذا فهى تعمدت الحضور مبكرا حتى تستطيع الحديث مع مها قبل دوام العمل فأمسا لم تتمكن من الحديث معها لرحيلها مبكرا وانشغال مها فلم يستطيعا الحديث

تقدمت فى اتجاه مكتب الاستقبال تجد مها واقفة تستعد يوم عمل طويل هاتفة باسمها بخفوت 

رفعت مها راسها تبتسم لها ببشاشة قائلة 

= زينة ايه يا بنتى اللى جابك بدرى كده مستعجلة اووى على الشقى 

استندت زينة بذراعيها على طاولة الاستقبال تهمس بنفس متقطع من حماسها تلشديد

= كنت عاوزة اقعد معاكى شوية قبل زحمة الشغل

اشارت اليها مها حتى تستدير اليها خلف الطاولة تلف اليها تجلس معها فوق كرسين متقابلين لتسألها مها 

= عاملة ايه فى شغلك مع العقربتين 

اخفضت زينة راسها بأرتباك لتسألها مها باستهجان

= حصل ايه تانى منهم ؟ انا مش عارفة انتى ما بترديش عليهم ليه ده لو انا كنت جبتهم كده و....

قاطعت زينة حديثها وهى تراها فعلا تحاول النهوض لهم لتهتف بها زينة تحاول تهدئتها واجلاسها مرة اخرى 

= اقعدى رايحة فين مانتى عارفة ان لسه محدش جه وبعدين مش ده اللى عوزاكى فيه

جلست مها مرة اخرى تسألها بفضول

= ايه! هو حصل حاجة تانية غير موضوع العقربتين

هز زينة راسها بالايجاب لتهتف بها مها بلهفة 

= طب ما تحكى مبقاش وقت وهتلاقى المكان اتملى هاا حصل ايه

ابتلعت زينة لعابها بصعوبة تقص عليها كل ماحدث امس هى تراقب وجه مها اثناء حديثها والتى اخذت تتعاقب عليه المشاعر كلما قصت مشهد بدءا بالغضب والغيظ انتهاءا بفم فاغر بشدة وعينين متسعة بذهول لتناديها زينة بعد انتهاءها من روايتها ولكن قابلها الصمت الشديد فتناديها مرة اخرى ولكن تلك المرة بقوة وهى تهزها بعنف

= مها ! ردى انتى عملتى كده ليه مهاااااا

هزت مها راسها عقب ندائها العالى كمن تفيق من غيبوبة تسألها بخفوت مذهول

= تانى كده اصل مسمعتش كويس

همت زينة ان تقص عليها ما حدث مرة اخرى لتهتف مها توقفها 

= لااا خلاص انا سمعت بس برضه حبيت اتاكد 

لتكمل ولكن بفرحة هذه المرة

= انتى عاوزة تفهمينى انك بقيتى سكرتيرة خاصة لرائف بيه 

هزت زينة راسها تنفى تحاول التصحيح لها

= مش بالظبط انا هكون مساعدة لسكرتيرته اللى اسمها ايه دى

هتفت مها بسعادة ناهضة من مكانها تصفق بيدها

= مش مهم المهم انك اترقيتى وانتى لسه مكملتيش شهر وبقيتى سكرتيرة فى مكتب رئيس وصاحب مجموعات الحديدى 

زينة وهى تنهض هى الاخرى قائلة بحزن 

= اترقيت ايه يامها هنضحك على بعض مانا لسه حكيلك اللى حصل انا خايفة يرجعوا تانى لكلامهم عليا والمرة دى... 

قاطعتها مها تسرع بالامساك بيدها تهتف بها 

= مش مهم حصلت ازاى المهم تثبتى نفسك فيها وتثبتى للكل انك جاية هنا للشغل وبس واظن بعد ما رائف بيه ادخل شخصيا استحالة حد هيجيب سرتك تانى صدقينى

تصاعد الامل بداخلها تسألها برجاء 

= بجد يا مها تفتكرى ده اللى هيحصل 

مها بحنان تربت على خدها قائلة 

= اكيد صدقينى يا زينة انتى انسانة طيبة وتستاهلى كل خير 

انحنت عليها زينة تقبلها من خدها بامتنان وعينيها ممتلئة بالدموع تهمس 

= انا ربنا عوضنى بيكى انا لو كان ليه اخت مش هتحبنى زيك كده

ابتسمت لها مها بحب وهمت بالرد عليها ليقاطعها صوت عالى حاد 

= الله الله ما نقلبها نادى للصداقة وبلاش شغل بقى

التفتت اليها زينة للرد عليها ردا لاذعا لكن اسرعت مها بالضغط على كفها توقفها باشارة منها لتسكتها قائلة هى بادب مزيف

= صباح الخير انسة شاهى ياترى فى حاجة اقدر اعملهالك زاى مانت شايفة لسه مواعيد العمل الرسمية ما بداتش لسه بس مش مشكلة انا فاضية دلوقت واقدر...

التفتت شاهى مغادرةسريعا تاركة المكان بخطوات سريعة غاضبة دون انتظار اكمال مها حديثها لتضحك مها بخفوت تتابعها بعينيها لثوانى قبل ان تلتفت الى زينة قائلة بلهفة وسرعة 

= بسرعة اطلعى وراها مدام الحيزبونة دى جات يبقى رائف بيه فى السكة لازم يجى يلاقيكى موجودة 

هزت زينة راسها بالموافقة تلتف من حول الطاولة لتغادر ما ان خطت خطوتين حتى توقفت تلتفت الى مها تلقى لها بقبلة فى الهواء ثم تسرع فى المغادرة بخطوات سريعة متعثرة حتى وصلت الى المكتب فى وقت قياسى ترى شاهى تجلس فوق مقعدها براحة ناظرة اليها بتعالى بينما وقفت هى تتنقل بقلق من قدم الى اخرى فى انتظار تعليمات تلك الحيزبونة لها والتى ما ان همت بالحديث حتى تغيرت تعبيرات وجهها فجأة تعتدل فى مقعدها باحترام ثم تنهض سريعا هاتفة 

= صباح الخير رائف بيه 

التفتت زينة خلفها بارتباك لتراه يقف خلفها تماما يرتدى بدلة رمادية غامقة وقميص مماثلا لا يضع ربطة عنق تاركا زرين من قميصه دون ان يغلقهم تملئ رائحة عطره ارجاء المكان واقفا بصمت عينيه الحادتين تتابعها بدقة

لتفيق على نفسها وهى تتأمله باهتمام فتسرع بالقاء تحيىة الصباح هى الاخرى عليه لكنه لم يجيبها متقدما الى داخل المكتب يوجه حديثه الى شاهى 

= صباح الخير يا شاهى عاوز ملف صفقة المعمورة يكون قدامى وابعتيلى القهوة بتاعتى فورا

ثم يدخل الى مكتبه يغلق خلفه بابه بهدوء بينما وقفت زينة تتابع ماحدث بعينين مرتبكة لاتدرى كيفية التصرف لتخرجها شاهى من حيرتها تهتف بحدة 

= واقفة عند بتعملى ايه مش سمعتى كلام رائف بيه ثوانى وقهوته تكون جاهزة 

زينة بحيرة 

= مش فاهمة يعنى المفروض اعمل ايه 

شاهى بحدة وتحكم 

= عندك البوفيه على ايدك اليمين اعملى القهوة وهاتيها حالا 

زينة باستغراب 

= مش المفروض اللى يعملها عامل البوفية 

ضحكت شاهى بسخرية قائلة بتهكم 

= عامل بوفيه ايه يا شاطرة كل طلبات رائف بيه بتتعمل هنا ومن هنا ورايح دى هتكون شغلتك فى المكتب ثم نهضت تعبث بداخل خزينة ضخمة خلفها تخرج منها احد الملفات تتجه الى باب مكتبه وقبل ان تفتحه التفتت الى زينة الواقفة بتسمر مكانها قائلة بتشفى 

= رائف بيه بيحبها سادة بن دوبل هتلاقى كل حاجة عندك هناك 

واشارت بيدها الى غرفة جانبية ثم دلفت الى المكتب دون ان تترك لزينة فرصة للحديث والتى اخذت تهمهم بعد دخولها 

= ماشاء الله من الارشيف للبوفية يا قلبى لا تحزن هى دى الترقية يا زينة يا بت عم حسين

تقدمت بخطوات مترددة حتى وصلت الى تلك الغرفة تمرر عينيها بداخلها ذاهلة فهى تبدو كمطبخ صغير مزود باحدث الاجهزة المخصصة للمشروبات غريبة الشكل عليها ضوء الشمس ساطع به بضوءها الباهر فاخذت تتلمس بيدها تلك الاجهزة باعجاب تتعرف على محتويات الخزينة العملاقة لعدة دقائق قبل ان تشرع فى اعداد تلك القهوة فلم تمر سوى دقائق قليلة حتى كانت تمسك فى يدها صنية مذهبة موضوع فوقها كوب ماء وفنجان من القهوة تتصاعد رائحته بجمال تتقدم خارجة من ذلك المكان الرائع المسمى بالبوفيه وهى تتقدم بحرص حتى المكتب الخارجى لكنها لم تجد تلك الشمطاء جالسة فى مكانها فظنت انها مازالت بداخل فتقدمت بحرص حتى باب مكتبه تدقه بهدوء لتأتيها اجابته بالدخول بصوته القوى الاجش 

تفتح الباب تتقدم الى الداخل فوجدته يقف امام مكتبه مستندا عليه بجسده وبيده عدة اوراق يقوم بقرأتها لكنه رفعه راسه اليها يتابعها بعينيه بدقة وهى تقف امامه تقدم اليه القهوة لكنه لم يتناولها منها بل استدار متجها الى مكتبه يجلس خلفه دون ان يوجه اليها كلمة واحدة يشير لها بعينه ان تضع ما بيدها فوق المكتب فوضعته بارتباك كادت ان تريق معه محتوياته

لكن مر الامر بخير واضعة اياه بحرص تعتدل واقفة تهمس بخشية 

= اى اوامر تانية حضرتك 

اشارة اليها بحركته المعتادة يصرفها يمد يده يحمل قهوته يرتشف منها ببطء لتلتفت بحدة وهى تبرطم بعدة كلمات هامسة بحنق ولكن ما ان خطت عدة خطوات حتى سمرها مكانها بتخشب صوته الامر 

= استنى عندك وتعالى هنا حالا

تمتمت زينة برعب قبل ان تلتفت له بخوف 

= نهار مش فايت شكل القهوة معجبتهوش

التفتت اليه ببطء دون حديث ليصدق حدثها وهى تراه يضع الفنجان من يده بهدوء ولكن جاءت كلماته القادمة لتخلف توقعها تماما حين قال بجدية 

= ممكن افهم ايه اللى حصل الصبح ده وازاى تسمحى لنفسك بتصرف زاى ده 

فتحت زينة فمها تحاول الحديث للرد عليه لكنها اغلقت مرة اخرى بحيرة لا تدرى عما يتحدث لتسأله بتردد وحيرة

= انا مش فاهمة حضرتك تقصد ايه

نهض رائف مرة اخرى من خلف مكتبه تراه يتقدم باتجاهها بخطوات واثقة حتى وقف امامها تماما لتشعر بضربات قلبها تتعالى بجنون من شعورها بة قربه منها ورائحته التى غلفتها من كل اتجاه ترى عينيه تمر فوق ملامحها ببطءحتى توقفت فوق شفتيها يهمس بصوت اجش 

= البوسة اللى فى هوا واللى كل واحدكان موجود اتمنى ساعتها انها تكون ليه

اتسعت عينيها تضع يدها فوق شفتيها بذعر تهز راسها كثير بالنفى تهمس من خلف كفها

= محدش كان موجود غير مها وانا كنت بقصدها هى 

تسمرت مكانها حين مد يده يزيح كفها عن فمها ينحنى مقتربا منها يهمس 

= بس انا كنت موجود 

شهقت بصدمة تبتعد عنه عدة خطوات بتعثر تنظر اليه بتوتر وخشية 

لكنه لم يظهر عليه اى تاثر من صدمتها تلك تعود ملامحه الى الجدية مرة اخرى قائلا بصوت حازم و هادئ

= اللى حصل ده ميتكررش تانى

حد موجود او مش موجود متكررش مفهوم 

نطق كلمته الاخير بأمر قاطع فاسرعت تهز راسها له بتأكيد ليرجع الى مكتبه مرة اخرى جالسا براحة مشيرا لها بحركته المعتادة بالانصراف فتحركت ببطء هذه المرة تشعر بالارتعاش يسيطر على قدميها ليستوقفها صوته هذه المرة حين قال بصوت هادىء 

= ومن هنا ورايح محدش يعملى قهوتى غيرك

لتزداد ارتعاشة قدميها بشدة لكنها تدبرت ان تهز راسها بالايجاب دون ان تلتفت اليه تفتح الباب خارجة منه سريعا تغلقه خلفها بهدوء شديد تلتفت ناحية مكتب شاهى تجده فارغا منها لتحمد الله على عدم وجودها حتى تستعيد سيطرتها وانفاسها الهاربة منها

❤🖤❤🖤❤🖤❤🖤❤ 

جلست زينة فوق مكتبها تضع يدها فوق خدها باستسلام وملل فهى منذ الصباح لم تفعل شيئا يمت بعمل السكرترية بصلة سوى اعداد القهوة ان اعتبر هذا الامر من مهام عملها تجلس منذ الصباح تراقب تلك الشاهى تسير فى ارجاء المكنب بهمة ونشاط متجاهلة اياها تماما لكما لو كانت قطعة ديكور اضيفت حديثا الى مكتبها

زفرت زينة بحنق تكتف ذراعيها فوق صدرها بحنق فلتفتت اليها شاهى تسألها بخبث وتشفى

= لو كنتى زهقانة تقدرى تقومى تعمليلى فنجان قهوة انا بحبها مظبوط

ثم رجعت بانتباهها الى الاوراق التى امامها مرة اخرى تاركة زينة تغلى من الغضب يكاد الدخان يتصاعد من اذنيها 

نعم هى ومنذ الصباح لم تفعل شيئ سوى اعداد القهوة ولكن لرائف بيه فقط حتى اثناء زيارة بعض العملاء المكتب طلب بنفسه البوفية الخاص بالشركة لاعداد القهوة لهم وليس منها هى لتأتى تلك الشمطاء الان وتطلب منها هذا الطلب 

وقفت زينة بهدوء قائلة برقة وابتسامة صغيرة 

= اعتقد ان البوفية مش بعيد عليكى ولو مش عارفة مكانه هو هناك اهو 

اتبعت كلمتها تشير فعلا الى المكان المقصود بلطف 

اخذ وجه شاهى بالاحمرار بشدة فعلمت زينة ان وقت انفجارها اصبح قريب 

لكن تأتى النجدة عن طريقه صوته الأتى من جهاز الاستدعاء الموضوع فوق مكتب شاهى فتجاهلته شاهى اول الامر تنظر الى زينة بغيظ وحنق حتى تعالى ندائه ولكن تلك المرة بقوة و حدة جعلتها تنتفض فى مكانها تجيبه بتلعثم 

= اافندم ...رائف بيه

اتى صوت رائف وهو مازال على حدته 

= ابعتيلى الملفات اللى طلبت تجهزيها مع زينة حالا

اجابت شاهى سريعا تنهض من مقعدها وهى تجيب

= ثوانى وهجيب لحضرتك الملفات حالا

هتفت رائف بصوت عالى نافذ الصبر وصل الى مسامع زينة التى توترت فور سماعها نطقه لاسمها

= قلت الملفات تيجيلى مع زينة يا شاهى

رفعت شاهى عينين مشتعلة بالغيظ الى زينة قائلة بصوت حمل مشاعرها تضعظ على كل حرف 

= تمام يا فندم ثوانى وهيكونوا ادامك

امسكت شاهى بعدة ملفات امامها تمدها الى زينة تهتف بها حين وقفت زينة بتخشب لا تتحرك من مكانها

= خدى مش كنتى زهقانة اهو اخيرا بقى ليكى فايدة فى المكتب

اخذت منها زينة الملفات تحتضنها اليها بقوة متجاهلة كلماتها تتجه الى باب مكتبه تتطرقه برقة لتأتيها الاجابة فورا 

فدخلت ببطء وخطوات متعثرة تنظر فى اتجاهه لكنها تلك المرة وجدته جالسا خلف مكتبه دون سترته يشمر ذراعى قميصه حتى منتصف ساعديه منهمك بكمومة من الاوارق امامه فوقفت مكانها فى انتظار اوامره ليمد لها يده دون ان يرفع راسه عن اوراقه فتقدمت منه بسرعة تعطيها له تلتفت للمغادرة فور ان امسك بها ليوقفها صوته يناديها بهدوء 

= زينة تعاليلى هنا ثوانى 

ادركت زينة ماذا يعنى بكلمة هنا فقد كان يقصد بها الى جواره خلف المكتب حين اشارة لها بقلمه بلا اهتمام الى المكان المقصود

فحاولت ابتلاع لعابها بصعوبة وهى تتقدم اليه ببطء حتى وقفت الى جواره تبتعد عنه مسافة الى حد ما مقبولةبالنسبة لها

لكنها ولاسف لم تكن كذلك بالنسبة له اذ رفع راسه عن اوراقه متنقلا بعينيه ما بين الفراغ بينهم وبين وجهها عدة مرات قبل ان يترك القلم من يده يتراجع فى مقعده بصمت عدة لحظات قبل ان يتحدث قائلا بتهكم 

= والمفروض بقى هتساعدينى ازاى واحنا بينا شارع بالشكل ده

ليكمل حد بلهجة امرة 

= قربى يا زينة خلينى اعرفك هتعملى ايه 

اقتربت منه باستسلام تتسارع دقات قلبها بصوت عالى تخشى سماعه بقربه الشديد هذا فاخدت تحاول تهدئة قلبها بمحاولة التنفس بعمق دون ان يلاحظ هو

اخذ رائف يشرح عدة امور يريد منها ان تقوم بها لتغفل هى عن كل مايقوله تمرر عينيها فوق راسه المنحنى بشعره شديد السواد بلمعته الرائعة تصل بنظراتها تلك الى وجهه بملامحه الرائعة تراه مندمجا فى شرحه غافلا تمام عن شرودها به فاخدت تتابع حركة شفتيه اثناء حديثه دون ان تدرك حرفا واحدا مما يقال حتى فاقت على صوته يهتف بها 

= زينة !انتى وافقة سرحانة فى ايه انا عمال اكلمك وانتى ولا هنا

انتفضت مكانها وجنتيها مشتعلة بشدة من حرجها قائلة بتلعثم 

= اسفة ...جدا ...اتفضل حضرتك ..انا سمعاك

ظل رائف ينظر اليها بتركيز واهتمام عدة لحظات كانت هى خلالها تشعر باشتعال وجهها اكثر واكثر وارتجاف قدميها لاتحتمل ثقلها اثناء تفحصه ذلك لها لكنها حاولت ان تتظاهر بتماسكها حتى تحدث اخيرا يرجع باهتمامه للاوراق امامه مستأنفا شرحه لها لتتابعه محاولة التركيز معه حتى انتهى يسألها بهدوء 

= فهمتى يا زينة انا عاوز منك ايه ؟

اسرعت تؤكد بهزة تأكيد من رأسها ليبتسم رائف برقة قائلا 

= طيب يلا على مكتبك وساعة والورق يكون جاهز 

ابتسمت هى الاخرى تسرع فى لملمة الاوراق من امامه فتسقط خصلات شعرها مع انحناء راسها كستار بينهم فلم تشعر باطراف انامله وهى تمر برقة فوقهم الاحين سألها بصوت متأمل 

= لون شعرك ده طبيعى صح يا زبنة ؟

التفتت اليه بوجهها سريعا مصدومة من سؤاله لتلتف خصلة من شعرها بين انامله نتيجة حركتها السريعة تلك لكنه لم يتحركها تنساب من بينهم بل امسك بها يتأملها يهمس بتحشرج كما لو كان لنفسه 

= اكيد طبيعى استحالة لون بالجمال ده يكون مش طبيعى

ارتبكت بشدة لدى سماعها همسه هذا تبتعد عنه سريعا لكن خصلتها المتشبث بها نزعت بعنف من بين انامله لتصرخ متألمة بضعف تمسك راسها لينهض هو سريعا مقتربا منها يحاول استطلاع ما حدث لها بمد يده لامساك براسها لكنها هذا المرة ابتعدت سريعا مسافة امنة تهتف بحزم 

= محصلش حاجة انا كويسة وبعد اذنك ياريت اللى حصل ده متكررش تانى انا مبحبش حد يلمس شعرى

التوت شفتيى رائف بتسلية يعاود الجلوس مرة اخرى فوق مقعده قائلا بادب شعرت هى به كانه استخفاف و سخرية منها

= اسف يا انسة زينة اوعدك مش هتتكرر تانى

بس اعذورينى مش كل يوم بشوف شعر باللون ده على الطبيعة

رفعت زينة ذقنها بكبرياء قائلا باقصى قدرة لديها على الجمود 

= حصل خير مدام مش هتتكرر تانى بعد اذنك

ثم التفتت تنوى المغادرة تلتف حول المكتب تسير بكبرياء تحت انظاره التى تتابعها بأهتمام حتى وصلت الى باب الخروج ما ان خطت خارجه حتى صدعت فى ارجاء الغرفة ضحتكه العالية بمرح فلم تشعرت الا وهى تصفق الباب خلفها بعنف غير مبالية بشيئ حتى ولو كان غضبه 

💖💖💖💖💖💖

الفصل 5

مرت الايام بزينة فى عملها هادئة سلسلة لكن لا تخلو من بعض مضايقات شاهى لها ولكنها استطاعت التعامل معها وايقافها عند حدها تتجنب اثارة المشاكل معها ولكن ما اثار قلقها وجعلها دائمة التوتر ليست شاعى ومضايقتها تلك بل تعاملها معه هو شخصيا فاوقات يكون تعامله معها رائع باروع صورة ممكنة بين رئيس ومساعدته لايمر يوم دون ان يقوم باسناد عمل لها وشرح كل ما قد يتوقف امامها من عقبات بهدوء وصبر شديد لكنه ايضا يشعرها بالتوتر عدم الراحة حين يطيل النظر لها بتأمل اثناء حديثهم معا او تعمده ان تتلامس اناملهم دائما فتسرى قشعريرة كالكهرباء فى جسدها اثر تلامسهم هذا تتركها منقطعة الانفاس تدرك بعلمه بما يفعله هذابها بابتسامته الصغيرة التى ترتسم فوق شفتيه فى كل مرة يقوم بفعلها تظهر على ملامحه التسلية من رؤيته لارتباكها هذا فتزاد ارتباكا وخجلا اكثر واكثر لاتدرى كيفة التصرف حينها   

تجهم وجهها وهى جالسة داخل المكتب الخالى من وجوده هو و شاهى والتى اعتذرت اليوم عن الحضور بدعوى اصابتها

بنزلة برد شديد جعلتها غير قادرة على الحضور هذا الصباح لكن لما تشعر زينة بانها ماهى الا محاولة منها لتوريطها واظهارها بمظهر الجاهلة التى لا تستطيع تحمل يوم عمل لوحدها 

وضعت يدها اسفل خدها زافرة بارتياح فاليوم ولحسن حظها يعتبر يوما هادئ نسبة للايام الماضية والتى كانت فيهم وتيرة العمل متسارعة محمومة لاتستطيع التخيل ان تمر بيوم مماثلا لهم وهى وحدها هنا دون وجود شاهى حتى ولو كانت لا تطيقها الا ان وجودها يبعث الاطمئنان بداخلها 

افاقت من شرودها على صوت ياسر الحازم يسألها 

= زينة حضرتى كل حاجة علشان اجتماع الساعة ٣ 

نهضت زينة بتخبط من فوق مقعدها تصرخ برعب 

= اجتماع ... اجتماع ايه انا معرفش حاجة عنه

اتسعت عينى ياسر يسألها بصدمة 

= نعم يا انسة متعرفيش حاجة عنه ازاى اومال مين اللى يعرف 

تلعثمت بكلماتها لاتدرى ماذا تقول حتى اتى صوته كالنجدة لها قائلا بحزم لا يقبل النقاش 

= انتهينا يا ياسر خلاص عرفت واكيد هتقدر تظبط الامور قبل ميعاد الاجتماع

التفت اليه اربعة من الاعين المصدومة وصمت حاد ساد لعدة لحظات التفت خلاها ياسر يهتف به بذهول وسخط

= انت بتقول ايه يا رائف امور ايه اللى هتظبطها وبعدين لما هى مش قد تمسك المكتب لوحدها كنت بتوافق لشاهى ليه على الاجازة وتسيب...

التمعت عينى رائف بنظرة يدركها ياسر جيدا ليتوقف عن باقى حديثه بغتة صامتا ثم يزفر بحدة يلتفت مغادرا قائلا بهمس 

= انا فى مكتبى لحد وقت الاجتماع

فور مغادرته اسرعت زينة قائلة بلهفة الى رائف الملتف مراقبا لرحيل ياسر 

= صدقنى يا رائف بيه انا اول مرة اعرف بس احب اطمنك كل حاجة هتكون جاهزة وقت الاجتماع 

التفت اليها رائف مبتسما قائلا برقة اذابتها 

= وانا واثق من ده يا زينة ولو تحبى حد يساعدك انا هجيبلك..

قاطعته زينة قائلة بتأكيد وثقة 

= لااا لاا ابدا انا قدر اجهز كل حاجة اطمن حضرتك

ازدات ابتسامته اتساعا قائلا باعجاب 

= وده اللى متوقعه منك 

ثم رجعت ملامحه للجدية قائلا 

= انا هكون فى مكتب ياسر لو جد امور هتلاقينى هناك 

هزت زينة راسها بالموافقة تتابعه بعينها وهو يغادرا باعحاب متنهدة ببطء تشعر بالرفرفات فى قلبها كرقصات فراشة سعيدة

            ❤❤❤❤❤❤

تقدر تقول مالك كده ايه حكايتك مع البت دى

هتف ياسر بتلك الكلمات الى رائف المسترخى فوق مقعده ينظر اليه بهدوء جعل ياسر يصرخ بغضب 

= رائف انت عارف انى ما بحبش الشغل العوج ولا ... 

نهض رائف سريعا فوق قدميه يصرخ به هو الاخر 

= يااااسر حاسب على كلامك واعرف انت بتقول ايه انت عارف كويس انى مليش فى الكلام ده 

زفر ياسر محاولا تهدئة غضبه سائلا له باستهجان 

= اومال نسمى حالك المقلوب معاها ده بايه انا عمرى ما شوفتك بالحال ده مع واحدة قبل كده غير مع .... 

صرخ رايف بوحشية مقاطعا حديثه 

= ياااسر خلصنا من الموضوع ده ما تفتحش سيرته تانى وان كان على زينة بكرة هتعرف كل حاجة فى وقتها

ياسر بتوجس وخشية 

= رائف اوع يكون اللى فى دماغى صح

ابتسم رائف ابتسامة بطيئة لم تظهر فى عينيه 

= ايوه صح يا ياسر اللى بتفكر فيه واظن ده مش عيب ولا حرام 

ياسر بتلعثم وارتباك

= انا مقلتش كده بس ده قرار لازم تفكر فيه كويس قبل اى خطوة فيه

جلس رائف مرة اخرى فوق مقعده بارتياح يضع ساقا فوق اخرى قائلا بهدوء 

= وانا فكرت كويس وعارف انا عاوز ايه 

وقف ياسر ينظر اليه يزداد بداخله شعور ان هذا ليس كل مافى الامر مازال هناك لهذا الحديث بقية 

🖤🖤🖤🖤🖤            

استغرقت زينة مع الوقت تعد الامور وتحضر لذلك الاجتماع بكل همة ونشاط تهتف بغيظ بدعاء اصبح يخرج منه فمها بتلقائية كلما وقفت عقبة امامهااو شيئ لا تستطيع التعامل معه

= اللهى اشوفك بتلفى زاى الفرخة المشوية على سيخ فى نار جهنم يا شاهى يابنت ام شاهى ياارب

صدعت ضحكة رجولية عالية فى ارجاء الغرفة عقب كلماتها تلك علمت صاحبها دون ان تنظر خلفها من دقات قلبها المتسارعة فور سماعها تلك الضحكة الرجولية الجذابةلتسرع زينة فى النهوض واقفة بتخبط بعد ان كانت جالسة على عقبيها اسفل خزينة الملفات تبحث بداخلها عن ملف الصفقةالخاصة بالاجتماع لترتطم راسها بقوة باحدى ادارجها والتى نسيته مفتوح اثر استعجلالها صارخة بالم وهى تتراجع الى الخلف فيرتطم باطن ساقها باحدى حواف طاولة منخفضةخلفها فاخدت تصرخ بالم تقفز على قدم واحدة ليتقدم منها رائف يسألها بقلق 

= زينة انتى كويس ؟ حصلك حاجة

اخذت تقفز على قدمها حتى وصلت الى مقعدها تجلس عليه تمسد مكان الارتطام تأن بألم فلم تنتبه لرائف وتقدمه منه حتى وجدته وقد جلس على عقبيه امامها يحاول الامساك بقدمها حتى يستطيع تفحص مكان اصابتها الا انها اسرعت بابعاد قدميها عن مرمى يده قائلا بارتباك 

= مفيش داعى يا رائف بيه انا كويسة دى حاجة بسيطة 

رفع رائف راسه اليها ناظرا اليها بحدة قائلا 

= زينة بلاش شغل عيال وسبينى اشوف ايه اللى حصل لرجلك

زينة بهدوء ولكن نبرتها حديثها تحمل التصميم من بين كلماتها

= وانا قلت لحضرتك انا كويسة ومفيش حاجة تستدعى كل القلق ده 

ظل رائف ناظرا لها بصمت عينيه تتلون بانفعالات جمة لكنه لم ينطق بكلمة واحدة بل نهض من مكانه بصمت يقف يراقبها عدة لحظات حتى تحدث بهدوء وبوجه خالى من التعبير قائلا   

= خلصى كل ترتباتك بخصوص الاجتماع وهاتيها وتعاليلى المكتب

ثم التفت مغادر فى اتجاه مكتبه دون حرف زائد منه تاركا لها تنهض من مقعدها ناظرة فى اثره بتوجس وخشية تهمس لنفسها 

= هو شكله يوم مش فايت من اوله هى كانت ناقصة زعله هو كمان علشان تكمل

اسرعت تكمل رافعة أنفها بانفة وحمية 

=ما يزعل ولا هو حر قال يشوف رجلى قال احنا فين هنا

ثم التفتت تكمل عملها غير راغبة فى التفكير فى عواقب اغضابها له حتى لا يزداد توترها ولتترك كل شيئ فى حينه لمعالجته 

🖤🖤🖤❤❤❤❤🖤🖤🖤    

بينما زينة جالسة تدون سريعا ما يدور فى الاجتماع تتحاشى النظر نهائيا الى رائف الجالس باسترخاء فوق مقعده يدير بين انامله قلمه يعطى له اهتمامه ويجلس على يمينه ياسر والذى اخذ يتابع باهتمام بينما مندوب الشركة الاخرى يناقش بحماس مميزات وبنود العقد بينهم حتى اعتدل رائف مقاطعا اياه تاركا القلم من بين اصابعه وهو يسأله بهدوء شديد 

= كل ده كويس اوووى بس بخصوص البند رقم عشرة اللى مصممين انما نضيف للعقد مع ان ده مكنش اتفقنا فى اول اجتماع لينا تقدر تفسرهولى

اخذ وجه الرجل والذى اصبح فجاءة شديد الاحمرار غارقا بعرقه ينظر الى الرجل الاخر معه بارتباك كما لو كان ينشد من العون ليهب الرجل الاخر فورا لمساعدته قائلا بثقة وهدوء 

= ده بند للأمان يا رائف بيه واظن ده من حقنا 

نهض رائف واقفا من مقعده قائلا بهدوء صارم  

= حقكم طبعا زاى ماهو من حقى انى ارفض اى تعامل مع شركتكم الاجتماع انتهى يا سادة 

نهض الرجلين بلهفة يتحدثان فى وقت واحد فى محاولة لاثناء رائف عن قراره لكنه التفت الى ياسر العابس بشدة قائلا بصوت حاسم لايقبل المناقشة

= ياسر وصل الاساتذة  

ظهر ملامح البهوت والخسارة على وجه الرجلين مستسلمين لقرار رائف الحازم والذى اخذ يتابع رحيلهم بعينين شديد البرودة عدة لحظات ثم يلتفت الى زينة والتى وقفت هى الاخرى بارتباك لاتدرى كيفية التصرف بعد ما حدث و ماالذى قلب الطاولة فجاءة بتلك الطريقة تسمعه يحدثها بحزم وشدة

= كل حاجة تخص الاجتماع ده تتطبع وتتحفظ واياك اسال عليها فى اى وقت ملقهاش مفهوم

هزت زينة راسها ببطء تهمس بصوت متحشرج بالموافقة ليدخل ياسر بعدها فورا الغرفة يهتف بعصبية

= ايه اللى عملته ده يا رائف مش ده اللى اتفقنا عليه انت عارف احنا خسرنا اد ايه برفضنا الصفقة دى 

صرخ رائف يجيبه وقد كان من الواضح انهما الاثنين نسى وجودها معهم قائلا بعضب

= ولو كانت الخسارة ملايين مش هغير رائى ياياسر ولو انت مش عارف ليه يبقى فوق يا ياسر بيه وفكر تانى كويس

شحبت ملامح ياسر بشدة يسأله بتوجس 

= تقصد انهم تبع ....

ضحك رائف بشراسة يهتف بعدها يدير ظهره لهم  

= صحى النوم يا بيه طبعا تبعه اومال تقدر تفهمنى كان يقصدوا ايه بالبند اللى اتحط فى اخر لحظة ده ومعناه ايه

تلعثم ياسر قائلا 

= انا...افتكرت انه فعلا للأمان مش اكتر 

التفت اليه رائف بغتة بعينين شديدة الاحمرار ووجه تكاد تنفجر شرياينه من شدة غضبه حتى خشيت عليه زينة الواقفة تتابع ما يحدث بصمت وعينين متسعة بذهول ان يصيبه شيئ من جراء غضبه هذا وهى تسمعه يهتف بشراسة 

= امان لمين! بند عاوزين بيه يكون ليهم الحق يختاروا طرف تالت كشريك يكمل معانا الصفقة يبقى ده معناه يا ايه لو كلامى مش صح

ياسر فى محاولة لاقناعه  

= وليه متقولش انهم خايفين يخسروا شركة زينا وعاوزين يوفوا الالتزم معانا مهما كانت الطريقة  

هدر صوت رائف بغضب هاتفا باسم ياسر ليوقفه عن الكلام قائلا 

= خلصنا خلاص انا قلت اللى عندى وانا عارف بعمل ايه وبكرة تعرف كلام مين فينا اللى صح

زفر ياسر قائلا بهدوء وهو يقترب منه فى محاولة لتهدئته 

اهدى يا رائف خلاص الموضوع انتهى وانا حالا هروح اجيب اصل الليلة دى كلها بس حاول تهدى وبلاش انفعال بالشكل ده 

زفر رائف فى محاولة لتهدئه النار المستعير بداخله لكنه فشل ليفح من بين اسنانه 

= عارف لو اتاكد انه هو اللى وراهم ورحمة امى مانا سيبه المرة دى وهعرفه مين هو رائف الحديدى اللى عاوز يلعب معاه من جديد 

هز ياسر راسه بفقدان امل يعلم ان اى محاولة لتهدئته الان سوف تبوء بالفشل لذا فضل الصمت فى تلك اللحظة يلتفت الى الجهة المقابلة فيلمح زينة الواقفة بذهول يدرك باستماعها لكل ما حدث فكاد ان يأنبها بشدة لوقفها بتلك الطريقة لكنه سيطر على نفسه يعلمها بانه ليس لها ذنب فهى لم يقم احد منهم بصرفها فحدثها بصوت حاول جعله هادىء 

= زينة يا لو سمحتى روحى اعملى فنجان قهوة لرائف بيه 

اسرعت تهز راسها بالموافقة تلتفت باتجاه رائف فتجد جالسا فوق مقعده مغلق العينين لكنه تنفسه عالى سريع الوتيرة ووجه شديد الاحمرار فاسرعت تترك ما بيدها مغادرة لتنفيذ ما طلب منها تاركة خلفها اجواء شديدة السخونة

          🔥🔥🔥🔥🔥🔥

دلفت الى داخل الغرفة بعد دقة خفيفة منها على بابها تحمل بين يديها كوب يحتوى على عصير متجهه ناحية الى المكتب ولكنها توقفت بغتة وهى ترى المقعد خلفه خاليا من صاحبه فاخذت تنظر فى انحاء الغرفة الواسعة فيستقر بصرها على الاريكة تراه مستلقى فوقها فاخذت بالاقتراب بخطوات هادئة حذرة تضع ما بيدها فوق طاولة مجاورة ثم تقف عدة لحظات مراقبة له تراه وقد خلع جاكيت بذلته وفتح اكثر من زر فى قميصه مغمض العينين ذراعه تتدلى جواره فعلمت باستغراق فى النوم لتتحرك بهدوء تحاول المغادرة لكنها تسمرت فى مكانها حين تحدث بصوت هامس 

= جبتى القهوة 

زينة باكبر قدر من الهدوء استطاعت استدعاءه 

= انا جبت لحضرتك عصير افضل من القهوة ف...

قطعت حديثها حين راته ينهض سريعا جالسا ينظر لها بغضب 

= ومين قالك تتصرفى بمزاجك عيل صغير انا علشان تشربينى على مزاجك

شحب وجهها بشدة يظهر الارتباك فى كلماتها والتى اخذت تخرج من فمها بصعوبة

= انا اسفة ....انا مقصدش كده ....ثوانى هغيرها

وانحنت تمسك بالكوب مرة اخرى ولكن توقفت يدها فى منتصف الطريق حين قبض بيده عليها بشدة ضاغطا فوقها بقوة جعلتها تصرخ من الالم لكنه لم يهتز لثانية بل زاد من ضغط حتى شعرت ان اصابعها تكاد تنخلع فى قبضته تتقافز الدموع فى عينيها من شدة الالم فاخذت تحاول جذب يدها من بين اصابعه القابضة بقوة تنظر اليه برعب فوجدته ينظر اليها بعينين لا ترى امامها من شدة عضبها لكنها شعرت بانه ليس موجها اليها هى بل هذه وسيلته لتفريغ ذلك الغضب من داخله 

لذلك حاولت التحدث بصوت حاولت جعله ثابت برغم المها والدموع بعينيها قائلة بتحشرج

= سيب ايدى يا رائف بيه 

وحين لم يتحرك فى وجهه شيئ يدل عل سماعه لها كررت ندائها مرة اخرى ولكن بصوت لم تستطع السيطرةهذه المرة على بكاءها والمها فيه فترك يدها ببطء ينظر اليها بشرود كمن كان بداخل دوامة يهز راسه بشدة هامسا بخشونة 

= اخرجى بره حالا ومدخليش حد عليا لحد ما اقولك

اسرعت زينة بالتحرك يأتى اليها امره كطوق نجاة تسرع فى الهروب باتجاه الباب تخرج منه سريعا تغلقه خلفها بقوة تشعر به بينهم كحاجز امان حتى ولو كان واهن الا انه يشعرها بالحماية 

ظلت جالسة فى مقعدها تزاول عملها الية وشرود تقفز فزعا كلما تعالى صوت الهاتف ظنا منها انه هو مين يقوم باستدعائها اليه حتى مر اليوم دون ان يطلبها مرة واحدة ولكنها حمد الله على ذلك ولمرور اليوم على خير غير راغبة باى احتكاك اخر به فى الوقت الحاضر حتى اتى موعد انصرافها فاخذت ترتب مكتبها من حولها ببطء تؤجل لحظة دخولها اليه لاعلامه بانصرافها فظلت على هذا الحال لعدة دقائق ثم تنهدت بيأس حين لم تجد شيئ تفعله فتنفست ببطء تحاول تهدئة ضربات قلبها المتسارعة بقوة تتقدم الى بابه بقدم وتأخر الاخرى 

دقت على الباب دقة ضعيفة تتمنى الا يسمعها حينها ستفر هاربة غير مبالية بشيئ وقد فعلت ما عليها لكن تأتى اجابته القوية محطمة تلك الامال لتفتح الباب تدلف الى الداخل متقدمة بخطوات بطيئة تجده جالسا هذه المرة فوق مقعده خلف مكتبه مسترخيا براحة يتابع تقدمها بعينين ضيقة وحاجبين معقودين بحدة حتى وقفت امامه تهمس بارتعاش 

= اسفة على ازعاج حضرتك بس دهميعاد خروجى وجيت استاااااااا...

اخذت تمط فى حروف كلماتها بتوجس وهى تتابعه بعينيها بخشية ينهض من مكانه ملتفتا فى اتجاهها يقف امامها مباشرا ولكن وما صدمها وجعل عينيها تكاد تخرج من محجريهما من الرعب حين مد يده باتجاهها لتقفز مبتعدة تشهق بخوف لكنه اوقف تراجعها ممسكا بيدها يجذبها برقة بأتجاهه تطاوعه قدميها دون ارادة منها ولصدمتها احنى راسه يمسك بيدها التى سبق له بالضغط عليها لحظة غضبه يضعهابين كفه يتفحصها باهتمام وقد اصبح بلونها ازرق باهت تطبع فوقها اثار اصابعه بوضوح فارتعشت بقوة وهى تشعر بانامل يده الاخرى تمر فوقها برقة تتحسسها بحنان لعدة لحظات مرت عليها كدهر وهى تشعر بتلك الانامل تمر بنعومة فوق بشرة يدها فاخذت ترتجف بقوة تحاول الحديث اكثر من مرة حتى توقفه عن ذلك لكن لم تطاوعها شفتيها بالتحرك تشعر بها ثقيلة .

سمعته يهمس بشيئ كما لو كان سباب موجه له يحنى راسه فجاءة رافعا اناملها الى شفتيه يقبلها برقة شديدة جعلتها تتسمر مكانها تراقب راسه ذو الشعر الاسود منحينا امامها بتلك الطريقة 

مرت تلك اللحظة كانها الدهر حتى رفع وجهه اليها ببطء ينظر فى عينيها هامسا هذه المرة لها بكلمة واحدة لم تتخيلهاان ينطق بها فى اقصى احلامها جنونا لتجعلها متسعة العينين بذهول وصدمة فور خروجها من بين شفتيه ناطقا بها

 زينة تتجوزينى 

⭐⭐⭐⭐⭐

ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS