القائمة الرئيسية

الصفحات

مجنون ليلي كامله علي النجم المتوهج

اعلان اعلى المواضيع

 الفصل ١


كان يجلس بسيارته وهو بطريقه للمزرعه وهو سارح بالتى بنظره منها تشتعل النيران بجسده ويفقد سيطرته على نفسه ، هو الذى يسمى بين اصحابه و المحيطين به بالقطب الجنوبى من بروده وقسوته يكون امام هذه الطفله متوتر وخائف ومتملك لابعد الحدود


ظهرت بسمه على وجهه وهو يتذكر اول مره رائها بها


فلاش بــــــــــاك


كان يبلغ من العمر خمسه عشر عاما وكان يتجول بحصانه بين اراضيه الواسعه ليرى العمل فيهم. فهو قيس العامرى الابن الاكبر لعائله العامرى وسوف يكون المسئول عن كل شئ لذلك حرص جده راشد العامرى على تعليمه ميراثه منذ الصغر


اقترب من النهر ليرى طفله صغيره تقترب من ضفاف النهر ليصرخ بها


- انتى ايتها الغبيه سوف تسقطى هكذا


نظرت له الطفله ليتوقف عالمه عن الدوار فهى كانت خلابه بشعرها البنى الطويل ورموشها الكثيفه و عيونها الواسعه ذات اللون الاخضر الممتزج بالازرق والتى امتلئت بالدموع بسببه


نزل من على حصانه واقترب منها ولاحظ خوفها منه فقال بهدوء حتى لا تفزع


- ماذا تفعلين بجانب النهر بمفردك ؟ الا تعلمى ان هذا خطر


مسحت الطفله بظهر يدها دمعه فرت هاربه منها وقالت بصوت عذب برئ


- كنت اريد انقاذ القطه


نظر قيس للمكان الذى اشارت له فوجد قطه صغيره ساقطه باخر ضفه النهر لا يفصلها عن الماء سوى بضع انشات فهز راسه ونزل هو امسك القطه من رقبتها بصعوبه وصعد للفتاه ووضعها بين يدها


ابتسمت بسعاده ابتسامه انارت وجهها و ملكت قلبه الصغير وقالت


- شكرا لك لقد انقذت قطتى


- ما اسمك ايتها الصغيره


- انا ليلى


ابتسم على اسمها وقال فى نفسه ( قيس و ليلى يالها من مصادفه )


- من اى عائله انتى يا ليلى


وقبل ان ترد سمع صوت حاد يقول من خلفه


- ابتعد عن اختى يا ابن العامرى


نظر قيس خلفه ليجد هشام الشافعى الابن الاكبر لعائله الشافعى وعدوه اللدود ، نظر لليلى بحسره فهذه الملاك من عائله الشافعى اعداء عائله العامرى منذ سنين


اخفى قيس بسهوله ما يجول فى خاطره وتحول وجهه للجمود كما عوده جده من صغره وقال


- اختك انا انقذت حياتها لانها كانت ستسقط فى النهر ولم اقترب منها


نظر هشام بغضب لشقيقته وصرخ بها


- لماذا خرجتى من البيت بمفردك ؟ الم أنبهك ان لا تفعلى ذلك اقسم لاخبر ابى عنك يا مدلله ابيك


ارتجفت شفتى ليلى ونزلت دموعها وقالت بشهقات


- كنت ابحث عن بسبسه لقد هربت من المنزل


لا يعرف قيس لماذا شعر بالغضب الشديد من هشام لانه رفع صوته عليها ولانه سبب نزول دموعها فاخذ فرسه ومشى من هناك بسرعه قبل ان يفعل ما لا يحمد عقباه


عاد من ذاكرته وتنهد بحزن ، الى متى سيظل يحارب الدنيا اجمع ، متى سيحصل على السعاده التى يستحقها بعد العذاب الذى ذاقه بحياته


وصلت السياره للمزرعه والتى كانت مثل الثكنات العسكريه من كثره الحرس المحيطين بها ، وفتح له السائق الباب لينزل ونظر خلفه للسياره الاخرى والتى تحمل الحرس الخاصين به و قال ببرود


- لا يدخل احد للفيلا ويبقى الجميع حولها من كل اتجاه


وتركهم ودخل للداخل لتستقبله الخادمه


- مرحبا قيس باشا


- اين ليلى


- بغرفتها سيدى فهى لم تغادرها منذ اسبوع


زفر قيس بضيق وقال


- هل تناولت طعام الغذاء ؟


- رفضت تناول الطعام اليوم ولا حتى الافطار


فقال قيس بغضب شديد : لماذا لم تخبرينى بذلك ؟ الم أمركم بالعنايه بها


ارتعبت الخادمه من غضبه وقالت بخوف : ااانا .. انا حاولت الاتصال بك سيدى ولكن كان تليفونك مغلق


لعن قيس لانه نسى ان يفتح تليفونه بعد ان انتهى اجتماعه من تعبه ومرر يده بين شعره بغضب وقال : اعدى الطعام لى و لها واحضريه لغرفتها


- حسنا سيدى


رحلت الخادمه بسرعه من امامه وصعد هو للاعلى ليرى معذبته التى سرقت النوم من عيونه ، وقف امام غرفتها و فتح الباب ودخل ليراها تقف امام النافذه كعادتها سارحه بعالمها الخاص


كان يبدو الارهاق على وجهها وهناك بعض الهالات السوداء تحت عيونها ، ويبدو انها فقدت القليل من الوزن منذ رائها اخر مره منذ اسبوع


لعن قيس نفسه والظروف ، هو سبب ما هى فيه لكنه لن يتراجع ، ابدا لن يتراجع ، هى ملكه وستظل ملكه لاخر عمره وحتى عند موته سيأخذها معه


اما هى فكانت تقف امام النافذه تنظر للاراضى الخضراء التى تراها على مرمى البصر وتتسأل : هل سيأتى اليوم الذى ستصبح فيه حره ؟ بالطبع لا لن يأتى فهى اسيرة شيطان لا يعرف الرحمه ولن يتركها ابدا


هل تشتاق عائلتها لها ؟ هل يبحثون عنها ام فقدوا الامل ؟ هل و هل و هل ، اسئله كثيره ولن تجد الاجابه عليها ابدا


فجأه توقف قلبها للحظات عن النبض ليعود لينبض بسرعه من الخوف عندما شمت رائحه عطره ، ارتعش جسدها واغمضت عينها بسرعه وهى تدعو الله انه ليس هنا


استدارت ببطء لتشهق بخوف عندما لاحظت قربه منها وابتعدت بتلقائية للخلف ونظرت للارض حتى لا يرى الخوف بعيونها


احس قيس بالالم لخوفها هذا لكنه سيطر على نفسه وقال : لماذا لم تتناولى طعامك اليوم ؟


ارتعش جسدها من صوته وأرادت ان تتحدث لكن الكلمات أبت ان تخرج منها ، ووجدت يده ترفع ذقنها لتنظر فى عينه وخانتها عيونها لتنزل دموعها التى حاولت ان تمنعها


امسح بابهامه دموعها وقال بألم : لماذا تبكى ؟


- اشتقت لاهلى اريد الذهاب لهم


خرجت الكلمات من فمها قبل ان تستطيع ان تتحكم به واتسعت عيونها من الرعب عندما لاحظت الغضب بعيونه لتبتعد عنه سريعا بركن الغرفه وهى تضم ركبتيها لصدرها وتضع يدها امام وجهها وتهتز بعنف من الخوف


اغمض قيس عينه ليتحكم بغضبه الذى يهدد بان يحرق الاخضر و اليابس ، لماذا دائما كلما حاول ان يقترب منها تخرج الشيطان بداخله ، لكن عندما رأى ما فعلت ورعبها منه تحول غضبه لالم شديد لانها تخشاه لهذه الدرجه


هو ابدا لم يؤذيها ولن يفعلها فلماذا تتصرف معه هكذا ، اقترب منها ووضع يده على كتفها : ليلى


- انا اسفه ارجوك لا تغضب انا اسفه انا اسفه انا اسفه


جذبها له ليضمها لحضنه بقوه شديده كانه يريد ان يدخلها لصدره ولا يخرجها منه ابدا


لم تجرء ليلى على رفض حضنه فهى تكاد تموت رعبا منه ، بدء عقلها يتذكر موقف حدث منذ اسبوع عندما رأت غضبه


فلاش باك


منذ اسبوع كانت تجلس بالحديقه وهى تتذكر عائلتها ، لقد اشتاقت لهم حد الجنون ، سمعت صوت سيارته فدخلت سريعا للداخل حتى لا تحتك به لكنها وقفت متجمده عندما سمعت صريخه


- الم اخبركم ايها الاغبياء الا تدخلوا لداخل الفيلا ابدا ، فلماذا دخلتم و دخلتم الحديقه الخاصه


راته يمسك احد الرجال قال له شئ لم يسمعه واخذ بضربه بقوه افزعتها ، كانت دموعها تجرى كالنهر على خدودها وكان جسدها يرتعش ، بعد ان انتهى منه رفع عينه لينظر بعيونها


لم تتحمل ان تنظر له وعلى وجهه بعض من دماء الرجل لتسقط فاقده للوعى وعندما استيقظت كان هو قد رحل واخبرتها الخادمه انه سافر وسيعود بعد اسبوع ، اصبحت ترتعب منه ومن غضبه وعقلها يخبرها انه سيفعل بها ذلك اذا اغضبته


عوده للوقت الحالى


فتحت ليلى عيونها لتراه ينظر لها و العديد من المشاعر بعيونه خوف الم حزن وحب بل عشق ، مسح دموعها وقال بهدوء : هيا لنتناول طعامنا


لم يترك لها الفرصه للرد بل حملها بين يده كالدميه الصغيره وجلس على الكرسى ووضعها على رجله وامسك خصرها بيد واليد الاخرى يطعمها بها


حاولت ان تقوم لكنه منعها وقال : ستظلى هنا حتى اطعمك بيدى


ولم تعترض فهى ليست غبيه لتقف ضده او تعترض على كلامه ، اخذ يطعمها لقمه ويأكل هو لقمه حتى انتهى الطعام وتركها ليدخل للحمام ليغسل يده


كان قيس بقمه سعادته لانه اطعمها بيده ، بعد ان غسل يده وخرج من الحمام وجد ان الخادمه ازالت باقى الطعام وان ليلاه تجلس على الصوفيا والقلق واضح بعيونها


تنهد بتعب فهو طوال الاسبوع الماضى كان بانجلترا واخذ يعمل طوال الوقت ثم عاد الصباح لمصر ليحضر اجتماعات طوال الوقت حتى انتهى وجاء لهنا دون ان يرتاح


اتجه للدولاب واخرج له ملابس مريحه وتوجه للحمام ليغير ملابسه حتى لا يحرجها ، وبعد ان انتهى خرج من الحمام وتوجه للسرير وجلس عليه وقال بصوت جاد :


- ليلى تعالى لهنا


للحظ انسحاب اللون من وجهها والخوف بعيونها لكنها لم تعترض بل قامت بخطوات متعثره واقتربت منه فامسك يدها المرتعشه بيده وجعلها تصعد على السرير واخذها بحضنه ونام ثم همس لها : انا متعب واريد ان ارتاح قليلا لا تخافى يا شمسى انا ابدا لن افعل معكى شئ بدون رضاكى ولن اذيكى ، فقط اريد ان انام بحضنك الذى اشتقت له


ونام براحه لان عشقه بحضنه ويستطيع ان يستنشق رائحتها التى تسكره اما هى فظلت متجمده فى مكانها لفتره من خوفها وعندما تأكدت من نومه اغمضت عينها لتنام من الارهاق فالكوابيس لم تتركها طوال الاسبوع الماضى وسرقت النوم من عيونها


****************************************************


انا عارف ان فيه حاجات كتير مش واضحه بس ده هيبان مع الاحداث

البارت الثانى


كانت تجلس بالقصر وبجانبها ابيها يخبرها بأن عمها يطلب يدها للزواج من ابنه سامر وانه موافق


- اخبرينى يا ابنتى ما رأيك ، انتى تعلمى اننى ابدا لن اغصبك على شئ ولكنى لن اجد من يصونك مثل سامر


هى تعلم ان والدها ينفذ لها كل طلباتها وخصوصا لان والدتها توفت يوم ولادتها واخذت منه عهد بان يعتنى بها ويحقق لها احلامها فردت بخجل


- انا لا اعلم ابى ، ما تراه انت مناسب انا اوافق عليه


وفجاه تحول الموقف فأصبحت الان بحفله خطوبتها واهلها حولها الكل سعيد وفجأه حاوطهم العديد من الرجال بالاسلحه الثقيله واختبأت هى خلف والدها ترتعب من المنظر


يأتى احد الرجال وياخذ اخيها وابيها وسامر وعمها ويجعلوهم على الارض والسلاح فوق روؤسهم ليدخل هو بكل هيبته ووجه قاسى بارد ارعبها


كانت تحتمى بمربيتها عندما وقف امامها ونزل قليلا ليمسك يدها ويجبرها على الوقوف فسمع صريخ احمد الشافعى


- ابتعد عن ابنتى يا ابن العامرى اقسم لاقتلك ان اقتربت منها


نظر له ورجاله يمسكونه ليمنعوه من الاقتراب ، ثم نظر لها ببرود وقال


- الان حياتهم بين يدك تزوجينى او يقتلون امامك وسوف اخذك بالقوه ، القرار لك


كانت تبكى بشده وجسدها يرتعش بقوه وهى تنظر فى وجه ابيها ، الذى نظر لها بقهر وقال


- لا توافقى يا ليلى ، لا تخافى يا صغيرتى ولا توافقى


لتسمع صوت هشام اخيها يقول بغضب


- ولماذا لا توافق هل ستضحى بنا جميعا من اجلها ؟


اغمضت عينها بألم فهى تعلم ان اخيها يكرهها لانه مقتنع انها سبب موت والدتهم ، نظرت لمن يمسك يدها بقوه وهزت راسها بدون ان تنطق لتسمع صوت احمد


- لا يا ابنتى ، لا تفعليها الموت اهون على من ان تفعلى بنفسك ذلك


احضر احد الرجال المأذون الذى كان مرتعب واجلسه ثم نظر لابيها وقال


- هيا لتكون وكيلها


- ابدا ، انا لن اوافق على زواجك منها أبدا


رفع له حاجبه ثم نظر لهشام الذى قال


- انا سأكون وكيلها


- لو فعلتها يا هشام فسأتبراء منك ليوم الدين


قام هشام من مكانه وجلس بجانب المأذون وتم عقد القران ليمسكها بعدها ويذهب بها وسط استنجادها بابيها لتركب معه السياره واخر شئ تتذكره سقوط ابيها على الارض وهو يحاول اللحاق بها


- بااااااااابا


صرخت بقوه و جسدها يهتز ودموعها تبلل وجهها ، احست بيده التى تحاوطها


- هششش اهدئ انه كابوس ، مجرد كابوس ، انتى بخير


هى تعلم انه ليس كابوس ولكن ذكرى لما حدث لها ، لقد مر ثلاث اشهر منذ تزوجها بالقوه واحضرها لهنا ولكنها لم تنسى ابدا منظر ابيها وهو يسقط امامها ولا نظره هشام المليئه بالتشفى والكره


كان يضمها لصدره وهو يعلم بماذا كانت تحلم فهذا الحلم يتكرر دائما ، يشعر بالالم لانه سبب ما تمر به لكنه لم يكن يملك خيار اخر


اخذ يتذكر كيف كان يراقبها دائما منذ اليوم الذى شاهدها فيه بجانب النهر ، لم يهتم بانها من عائله الشافعى كل ما يهمه انها كانت مثل المغناطيس وهو كالمعدن ينجذب لها دون اراده منه


مرت الشهور و السنين وهو يراقبها دائما ويراها من مسافه ولم يقترب منها ابدا حتى يوم كانت تلعب فيه مع سامر بحديقه القصر وهو كان بسيارته يراقبها من بعيد ودمه يغلى من الغضب


فلاش بااااااك


كانت تبلغ من العمر عشر سنوات وكانت تلعب بحديقه القصر بالعزبه فهى لم تأتى لهنا منذ زمن بعيد ، كان يلعب معها سامر ابن عمها صادق وكان يكبرها بعامين وهم اصدقاء منذ الطفوله


خرجت الكره من السور عندما ذهب سامر ليحضر لها الحلوى كما طلبت منه فخرجت لتحضرها لتجد من يجذبها بقوه لخلف الشجره الكبيره الموجوده امام منزلهم


نظرت برعب لهذا الرجل الذى يتطاير الشرر من عينه وامتلئت عيونها بالدموع خوفا منه ، قال الرجل بقوه لها : اياك ثم اياك يا ليلى ان تلعبى مع اولاد مره اخرى او ان تقتربى منهم والا سأقتلهم جميعا هل فهمتى ؟


نزلت دموعها وهى لا تفهم شئ ، من هذا الرجل و ماذا يريد منها ، قال لها بقوه : هل فهمتى ما قلته لك لا تقتربى من اى ولد والا سأقتله ، واذا اخبرتى اى احد بذلك الحديث سوف اقتل من اخبرته هل فهمتى ؟


هزت ليلى راسها بخوف ودموعها مازالت منهمره حتى ضمها هذا الرجل له بقوه ثم قبل جبينها وابتعد بسرعه قبل ان يراه احد


لم يتحمل فكره ان يقترب منها حتى منذ ان كانت طفله ، وظل عشقها بقلبه يزيد وهو يراها تكبر امام عينه ، لم يحاول الاقتراب منها بعد هذا اليوم حتى لا يفزعها منه


اكتفى بمراقبتها عن بعد حتى يأتى الوقت المناسب ، لكنه صدم عندما عاد من انجلترا بعد سفر شهر ليكتشف ان غدا خطوبتها على سامر ابن عمها ، جن جنونه وقام بتدمير قصره من غضبه ثم احضر كتيبه من الرجال واقتحم الحفله وحصل عليها


نظر لها ليراها ذهبت فى النوم مره اخرى فوضع راسها على الوساده بهدوء ومسح بابهامه دموعها العالقه على رموشها وقبل جبينها بحب وهمس


- سامحينى يا شمسى وحياتى فانا لن اتنازل عنكى ابدا ، سوف يأتى يوم وتعلمى مدى عشقى لك وتقبلينى بحياتك وبقلبك


قام قيس من على السرير ودخل الحمام لياخذ حمام بماء بارد لعله يطفئ النار المشتعله بداخله من قربها ، بعد ان انتهى خرج من الحمام وارتدى ملابسه ونظر على الساعه فكانت التاسعه مساءا فنزل لمكتبه ليعمل قليلا واخبر الخادمه بتجهيز العشاء وايقاظ ليلاه


استيقظت ليلى من نومها عندما غادر الغرفه ، تنهدت بحزن وقامت بغسل وجهها لتفوق وغيرت ملابسها ونزلت لتجلس فى الحديقه قليلا ، فهذا هو المكان الوحيد الذى تشعر بالراحه فيه


جلست بمكانها المفضل بين الورود تتأملها وتفكر بحياتها القادمه ، لتشم رائحه عطره لتعلم انه خلفها ، جلس بجانبها ووضع بيدها تليفون لتنظر له بصدمه


نظر قيس بحب لها وقال : تستطيعى التحدث مع والدك والاطمئنان عليه ولكن بوجودى


لاحظ السعاده بعيونها فابتسم لانه سبب هذه السعاده ، امسك التليفون وقام بطلب الرقم وفتح مكبر الصوت ، جاءه صوت مرهق متعب


- السلام عليكم


لتنزل دموعها وهى تهمس


- بابا


- وردتى هذا انتى ، ليلى تكلمى حبيبتى هل هذا انتى ام اننى احلم


فقالت من بين دموعها : انا بابا ، اشتقت لك بابا


لتسمع صوت ابيها المكسور : سامحينى لانى خذلتك ولم احميكى يا ابنتى ، لم اصون أمانه كريمه التى تركتها فى عنقى ، لكنى سأجدك يا ابنتى اقسم اننى لن ارتاح حتى اجدك ، انا لم اتوقف عن البحث عنك حبيبتى ولن اتوقف ابدا


امتلئ المكان بصوت شهقاتها التى كانت تقتله ولكنه لم يتدخل ، قالت ليلى لابيها : انا بخير بابا اطمئن انا بخير


- كيف تكونى بخير وهذا الشيطان انتزعك من حضنى وحرمنى منك ، ماذا يفعل معك يا نور عينى هل يؤذيكى ؟


امسك قيس التليفون واغلق المكبر وقال ببرود


- سيد احمد انا جعلتها تتحدث معك حتى يطمئن قلبها انك بخير ، ليلى ملكى انا منذ طفولتها وعشقها يجرى بداخلى مجرى الدم ، انا ان اتنازل عنها ابدا وسوف احرق من يفكر ان يبعدها عنى ، اطمئن انا سأحميها بحياتى وعندما تهدء الامور سوف اجعلك تراها


ثم اغلق الخط ونظر لها ليتحول الجمود و القسوه الواضحه على وجهه لحب وهو ينظر لها


- انا لا اريد ان أرى الحزن بعيونك مره اخرى ، كل مره تستمعى فيها لى سأجعلك تتحدثى مع والدك والان هيا لنتناول العشاء


امسك يدها ودخل للداخل وهى تفكر بكلامه ( عشقها يجرى بداخلى مجرى الدم )


هل فعلا يحبها ؟ اذا كان يحبها لماذا فعل كل هذا ؟ هل ستقضى عمرها كله حبيسه هذا القصر


قررت انها لن تنتظر اكثر من ذلك بعد الطعام ستواجه وتحصل على الإجابات التى تؤرقها ولن تتنازل حتى تعلم الحقيقه كامله


اما احمد الشافعى فنزلت دموعه وهو ينظر لصوره صغيرته التى امامه على المكتب ، فتح الباب ودخل سامر


- عمى هل انت بخير ؟


- لقد تحدثت معها الان


فقال سامر بلهفه : حقا عمى وكيف هى ؟ واين هى ؟


حكى احمد لسامر المكالمه كلها ثم قال بكره وحقد


- اقسم لاجعل ابن العامرى يدفع الثمن غالى فقط احصل على ابنتى اولا


- ألن تسامح هشام بعد عمى ؟


- هشام مات يوم باع اخته بالرخيص ولم يدافع عنها او يحميها لمجرد اوهام بعقله ، انا لا اريد رؤيته مره اخرى حتى يعيد اخته


- وماذا اذا كان قيس العامرى حقا يحبها ولم يتنازل عنها ، انت كل ما يهمك سعادتها عمى اليس كذلك ؟ لماذا لا تعطيه الفرصه ونرى اذا كانت ستحبه ام لا


- انت لماذا تدافع عنه هكذا يا سامر ؟ ليلى كانت ستصبح زوجتك ألست غاضب لانه اخذها منك ؟


- يا عمى انت تعلم اننى تربيت مع ليلى وهى كأخت لى وعندما قرر ابى طلب يدها لى لم استطيع ان اعارضه لذلك وافقت لكنى لم احب ليلى كزوجه ولكن احبها كأخت ولا اريد الا سعادتها


- انا وصادق ارتكبنا خطأ اننا رتبنا كل شئ بدون النظر لمشاعركم ولكنى كنت اريد ان اطمئن عليها اذا حدث لى شئ ، والان قد فقدتها للابد


- سوف نراها عمى انا متأكد من ذلك ، و الواضح من كلامك ان قيس يعشقها لذلك هو فعل كل ذلك و اخذها بالقوه بل وخاصم عائلته كلها لانهم يعترضون على دخول ليلى لعائله العامرى


- سنرى ماذا سيحدث لكنى لن اتوقف عن البحث عنها ابدا


خرج سامر من مكتب عمه وركب سيارته واخرج تليفونه وتحدث مع شخص ما


- مازال حزين ومريض لبعد ليلى عنه ورغم انه تحدث معها اليوم الا انه لن يستسلم حتى يجدها


......: وماذا سيفعل اذا وجدها ؟


- لا اعلم ولكنى اعتقد ان قيس سيشعل الحرب على الجميع قبل ان يقترب احد من ليلى


.....: يجب ان نتحرك وبسرعه لننهى هذا العداء


- من الغد سأبدء بوضع خطه لانهاء كل هذه المشاكل


ثم اغلق الخط وتوجه لمنزله وهو يفكر بخطته القادمه وماذا سيفعل

البارت الثالث


استيقظت ليلى من نومها ونظرت بجانبها فلم تجده لتسمع صوت المياه بالحمام ، تنهدت ببطء وهى تتذكر ما حدث امس ، فبعد العشاء جاءه تليفون مهم ودخل للمكتب وهى ظلت بانتظاره حتى نامت


قامت من على سريرها وجهزت ملابس لها وما ان استدارت حتى شهقت بصدمه ووضعت يدها على عينها بسرعه ، فقد خرج من الحمام وهو شبه عارى لا يوجد عليه سوى منشفه صغيره على وسطه


ابتسم قيس بخبث على ملاكه البرئ ووجهها المحمر من الخجل ، اقترب منها حتى شم رائحتها التى تسكره وهمس بجانب اذنها بشقاوه


- ماذا حدث يا شمسى ، هل هذه اول مره ترى رجل بالمنشفه


لتهز راسها بعنف بنعم وهى مازالت تغطى عينها ، ليمسك هو يدها بحنيه ويطبع عليهم قبلات رقيقه ويقول


- لكنى زوجك يا شمسى و انتى فقط من يحق لها ان ترانى هكذا


ارتعش جسدها من قربه ومن ملمس شفتيه على يدها لتقول بارتباك


- اااا..... اااانااا .... اانا فقط .... انا


ضحك قيس بشده على ملاكه التى فقدت القدره على تكوين جمله واحده من الخجل ليطبع بقبله على خدها ويقول


- اذهبى للحمام واستعدى للافطار شمسى قبل ان تذوبى من خجلك


ففتحت عينها واختفت بسرعه غريبه فى الحمام وضحكاته تطاردها ، اللعنه عليه هو ماذا يفعل بها ليجعلها تفقد القدره على الكلام امامه


ارتدت ملابسها بعد ان اخذت حمام سريع ونزلت للاسفل لتجده بانتظارها على مائده الافطار ويبتسم لها بجرئه ، جلست بهدوء وتناولوا افطارهم وبعد ذلك قال لها


- انا اخذت اجازه من العمل اليوم لنقضى اليوم معا ، ماذا تريدى ان تفعلى ؟


نظرت له بصدمه واضحه ، هو يسألها عن رايها ، هذا لم يحدث من قبل ، فقالت بتوتر واضح


- هل..... هل من الممكن ... ان اتحدث معك


امسك يدها بحنيه وقبلها بحب وقال


- انتى اؤمرى مليكتى وانا سأنفذ


خجلت بشده من كلامه فامسك يدها واخذها للحديقه وجلس الاثنين وانتظر منها ان تتحدث ، رفعت طرف عينها عليه وعندما تأكدت انه هادئ قالت


- انا عندى اسئله


- قولى كل ما ببالك ولا تخافى يا ليلاى


- انا فقط اريد معرفه .... هل سأظل هنا للأبد


انتظرت ان ينفجر بها او ان يغضب لكن هذا لم يحدث فقد قال بهدوء


- لا يا ليلى لن تظلى هنا للابد فقد حتى تهدء الامور ويتأكد الجميع انكى اصبحتى ملكى ولن يستطيعوا اخذك منى


- لا افهم


امسك يدها بحب وقبلها وقال


- والدك مازال يبحث عنك ليأخذك منى واهلى غاضبين على و يعتقدون انهم يستطيعون تغير رأى ولذلك ان ابقيكى هنا بأمان بعيدا عن كل هذه الصراعات


- ولكنى زوجتك الان ، كيف سيأخذنى ابى منك ؟ وما سبب عداء عائلتك لا افهم


- والدك لم يستطيع ان يبلغ اننى تزوجتك بالقوه للحفاظ على هيبه العائله ولكنه يعتقد انه عندما يجدك وياخذك يستطيع اجبارى على طلاقك اما عائلتى فبسبب العداء القديم بين العائلتين رافضين دخول احد من عائله الشافعى لعائلتنا ، لكنى لا اهتم بهم جميعا انتى فقط المهمه لى


- اذا متى سأنتقل من هنا ؟


- قريبا ليلى ، فانا اجهز قصرى بالقاهره ليليق بك وبعدها سننتقل انا وانتى لهناك


- وهل ستسمح لى بالخروج ام سأظل حبيسه القصر ؟


- انتى هنا حبيسه لانكى حاولتى الهرب ليلى واكثر من مره ، عندما تقتنعى انكى ملكى حينها فقط فسوف اسمح لك بالخروج ولكن بالطبع سيكون الحراس معك


- انت لماذا اخذتنى من اهلى


- ماذا تقصدين ؟


- سمعت ..... سمعت خادمه تقول انك اخذتنى لتنتقم من عائلتى لاننى من عائله الشافعى


لاحظت هى انه ضم يده بقوه من غضبه لكنها ولسبب غير معلوم لم تفزع منه مثل كل مره ، رفع اصبعه وجهها ونظرت فى عيونه التى ولاول مره تلاحظ جمالهم


- استمعى لى جيدا ليلى لاننى لن اقرر كلامى هذا ، انا اخذتك لانى أحبك ولانكى ملكى ، احببتك منذ كنتى طفله صغيره تبلغ الخامسه وحبك كبر بداخلى حتى الان


انتى عشقى وجنونى وانا مستعد لان احرق العالم من اجلك انت ، انتى لى ليلى كما انا ملكك ، انا اخذتك لاننى لم اكن لاسمح لرجل اخربأن يضع دبلته فى يدك


نظرت له بصدمه ثم قالت بعدم فهم


- ماذا تعنى بانك تحبنى منذ ان كنت بالخامسه ؟


- هل تتذكرى عندما كنتى بالخامسه وتاهت قطتك وكانت لدى النهر


- اجل اتذكر وقتها ساعدنى شاب ما وجاء هشام وجعل ابى يعاقبنى لانى ذهبت الى النهر بمفردى واخذوا منى القطه عقابا لى


- هذا الشاب كان انا ومنذ ذلك اليوم وانتى بعقلى وقلبى


سكتت ليلى قليلا ثم قالت بتعلثم


- مااا .... مااذا لو لم ... اقع بحبك .... هل ستجبرنى ....


ثم سكتت ولم تستطيع ان تكمل ولكنه فهم ما تقصد فأمسك يدها الصغيره بين يده وقبلها بحنيه وقال


- انا ابدا لن اجبرك على شئ يا عسلى ، سأظل احبك و احبك واحبك حتى تقعى فى حبى ولو ربع عشقى لك انا راضى ، لن اخذ حقوقى الزوجيه الا برضاكى انتى وموافقتك


يدى هذه خلقت لاسعادك و حمايتك ولم تخلق لاذيتك ، انتى زوجتى وحبيبتى وكل ما لى وانا مجنونك الذى يعشقك لابعد الحدود


نظرت ليلى بعيونه لتجد فيهم الصدق و العشق ، فتسألت بينها و بين نفسها هل سيأتى اليوم الذى ستتقبل فيها انها زوجته وتكمل حياتها معه ام انها لن تستطيع تقبله فى حياتها


ويبقى السؤال الاهم هل سيسمح لها بالرحيل اذا لم تستطيع ان تتقبله

البارت الرابع و الخامس


حمل قيس ليلى بسرعه واسرع بها لغرفتهم وهو يهتف بصراخ


- منار اطلبى الطبيب حالا


وضعها على السرير و هو يحاول ان يجعلها تفيق


- ليلى هيا حبيبتى افتحى عينك ولا تفعلى بى ذلك


احضر بسرعه زجاجه عطر وقربها من انفها واحس انها بدءت تفيق ، بمجرد ان فتحت عينها ونظرت له ضمها له بقوه وهو يقول


- اياك ان ترعبينى عليكى هكذا فهمتى ، فالموت على اهون من شوكه تصل اليك


دخلت منار عليهم ونظرت لها ليلى بحزن شديد حتى سمعتها تقول


- اخى الطبيب بالطريق


نظرت بصدمه بينهم فلاحظت منار نظراتها اما قيس لم يلاحظ لانه كان يضمها ، علمت انها غارت عندما وجدت قيس يضمها وهى لا تعلم انها اخته فابتسمت بسعاده وقالت


- اهلا ليلى انا منار اخت هذا الغليظ ، ابتعد قليلا اخى حتى اتعرف عليها


- لا ابدا لن اتركها من حضنى حتى اطمئن عليها


- انا بخير فقط لم اتناول طعام منذ الامس لذلك فقدت الوعى


قالت ليلى بخجل ليأتيها صوت قيس الغاضب


- ما هذا ليلى كيف تهملى فى صحتك هكذا ، منار بسرعه اخبرى الخدم بتحضير الطعام واحضاره لهنا


- انا بخير حقا سنتناول الطعام جميعا بالاسفل


قالت منار بشقاوه وهى تعلم ان قيس سيقتلها


- ربما انتى حامل ليلى


تلون وجه ليلى باللون الاحمر واختبأت بصدر قيس الذى غضب من شقيقته ولكن عندما وجد ليلى تحتمى بصدره ذهب غضبه بثوانى فقربها منه اكثر وكأن ذلك ممكن


- منار لا تتحدثى هكذا ، وليلى ليست حامل والان اذهبى وافعلى كما اخبرتك ، اخبريهم ان يحضروا الطعام بالاسفل لنتناوله جميعا


- حسنا اخى كما تريد


- منار من فضلك اطلبى الطبيب و اخبريه لا داعى لقدومه انا بخير حقا


نظرت منار لاخيها الذى هز راسه موافقا فخرجت وقفلت الباب خلفها ، قبل قيس راسها وهمس


- لقد ارعبتنى عليك يا ليلاى


- اسفه لم اقصد


- لا يا عمرى لا تتأسفى ابدا ، المهم انكى بخير . منار ستظل معنا منذ اليوم يا عمرى فهل هذا يضايقك ؟


- لا ابدا فهذا بيتها


- لا يا عمرى هذا بيتك انتى وانتى المتحكمه به


رفعت ليلى نظرها لتنظر له وسرحت بجمال عيونه التى تلاحظهم لاول مره ، كان قيس ينظر لها بعيون مليئه بالحب والعشق ولم يتحكم بنفسه فأخفض راسه والتهم شفتيها بشفتيه


كانت قبله رقيقه ناعمه وكانت ليلى بحاله صدمه لتعرف ماذا يحدث ، تعمق قيس بقبلته وهو يرجعها للخلف ويصبح فوقها ، ويده الاخرى تمر على جسدها


ابتعد قيس عنها بصعوبه ليعطيها المجال لتتنفس ووضع جبينه على جبينها وانفاسه مضطربه متسارعه من عمق مشاعره . لو لم يتحكم بمشاعره الان فسوف يتم زواجه بها فى هذه اللحظه سواء وافقت ام لا وهو لن يفعل ذلك بها ابدا


- انا لن اعتذر عن هذا فانتى زوجتى وانا اعشقك بل اعشق التراب تحت قدميك ، انتى ملكى انا فقط ليلى ، قوليها يا ليلى قولى انكى ملكى انا فقط


كانت ليلى تتنفس بصعوبه من قبلته التى جعلتها تشعر بأشياء لم تشعر بها من قبل ، احست بالحراره تجتاح جسدها و إزدياد بدقات قلبها ، وعندما سمعت كلامه وجدت لسانها يتحدث قبل عقلها


- انا ملكك انت فقط


لم تعلم كيف خرجت الكلمات من فمها فعقلها كان مغيب بسبب قربه منها ، ضمها هو له بقوه ولم يخرجهم من لحظتهم السحريه هذه غير صوت منار


- اخى الطعام جاهز هيا لنأكل


ابتعد عنها قيس بصعوبه وحملها بين يده فشهقت ليلى بخجل


- انزلنى قيس انا استطيع السير


قبل قيس جبينها وهو مازال مستمر بالسير


- حتى تأكلى وتستردى عافيتك لن تنزلى من بين يدى ، سأحملك حتى لو قضيت عمرى كله احملك بين يدى


خجلت ليلى من كلامه وازداد خجلها عندما لاحظت الخادمات ينظرون لهم بحسد ، جلس قيس على كرسيه وهى على رجله


- قيس اتركنى اجلس على كرسى فهذا لا يجوز امام اختك


- بلا يجوز فهذا مكانك الطبيعى بين احضانى حتى اطعمك بيدى


- اخى اتركها تجلس على كرسيها فوجهها تحول للون الاحمر من الخجل


- انتى اسكتى وتناولى طعامك فهى لن تتحرك من هنا حتى اطعمها بنفسى


ابتسمت منار بسعاده لانها لاول مره ترى اخيها الجاد والبارد سعيد هكذا ، ودعت بسرها ان تديم سعادتهم


اخذ قيس يطعمها بيده ولم يكن يأكل هو فكل اهتمامه بها هى ، لاحظت ليلى ذلك ففعلت ما صدمها قبل ان يصدمهم هما ، امسكت بالطعام وقربته من فمه دون ان تتحدث من خجلها


على الرغم من صدمته بما فعلت فقد كان بقمه سعادته لانه سيأكل من يد عشقه ، فأمسك يدها بحنيه وتناول الطعام منها وقبل اصبعها قبل ان يتركها


خجلت ليلى كثيرا مما حدث لكنها لم تتوقف فكانت تطعمه هى لقمه وهو يطعمها الاخرى حتى شبعت فقالت بخجل


- انا شبعت حقا قيس لا اريد المزيد


- انا لم ولن اشبع ابدا طالما روح قيس هى من تطعمه


- قيس كفى منار جالسه


نظر الاثنين على منار فلم يجدوا احد فقد تركتهم بمفردهم وخرجت دون ان يشعر بها احد ، فاختبأت ليلى بصدره من خجلها وقالت


- ماذا ستقول عنا الان


ضحك قيس ضحكه أذابت قلبها وهو يقول


- ستقول عاشق يدلل معشوقته فما دخل الاخرين بهم


رفعت ليلى نظرها له ثم اخفضت بصرها وقالت


- شكرا قيس


- شكرا على ماذا يا قلب قيس


- شكرا لاهتمامك الدائم بى ، شكرا لصبرك على ، شكرا لانك جعلتنى اتحدث مع ابى واننى سأكمل تعليمى


رفع قيس وجهها وقال بحنيه


- لا تشكرينى يا عمرى فلو كان الامر بيدى لكنت احضرت لكى القمر والنجوم ، انا مستعد ان افعل اى شئ وكل شئ مقابل ان اجد البسمه على وجهك يا قلب قيس


اقتربت ليلى منه وطبعت قبله على خده وفرت هاربه قبل ان يستوعب ما حدث ، رفع قيس يده على خده واغمض عينه كانه بعالم اخر


- اخى هل انت بخير ؟


فتح عينه ليجد منار واقفه بجانبه فقال بحب


- بخير يا روح اخيكى ، الان فقط انا بخير


- هل اخبرك شئ يسعدك


- ما هو يا صغيرتى


- ليلى لم تفقد الوعى من قله الطعام فقط بل لانها رأتك وانت تحضنى وهى لا تعلم اننى شقيقتك


نظر لها بذهول وهو يقول


- ماااذا


- نعم اخى فانا لاحظت نظراتها لنا عندما كنت تضمنى لك ثم فقدت الوعى وعندما فاقت هى كانت بحضنك انت لم ترى تعابير وجهها عندما علمت انى شقيقتك ، هى غارت عليك اخى وبشده


قام قيس من مكانه وضم منار له بقوه ، فصغيرته تغار عليه والشخص لا يغار الا على من هم قريبين منه فقط ، فرحت منار لسعاده شقيقها الذى اسرع خلف زوجته وهى تقول لنفسها


اتمنى ان يكون حبكم اقوى من المؤامرات المحيطه بكم


مرت الايام بسعاده على الجميع ، فليلى اصبحت اقرب لقيس وكانوا دائما يتناولون طعام الافطار والعشاء سويا اما الغذاء فقيس يكون فى العمل وبالليل لا تنام الا بحضنه وقريبه من قلبه


اصبحت منار و ليلى اصدقاء ويتبادلون الاسرار كما بدءت ليلى دراستها وكان المدرسين يأتون لها بالفيلا ويشرحون لها كل ما تريد


بدءت امتحانات نصف العام وكانت ليلى تذهب للجامعه لأداء امتحاناتها وبالطبع معها الحرس فقيس لم يكن ليترك ليلاه بدون حراسه


اليوم كان اخر يوم بامتحانات ليلى وقد قام قيس بعمل ترتيبات ليتناولوا العشاء بالخارج ، كان يجلس بمكتبه ينظر للهديه التى احضرها لها ويتمنى ان تعجبها رغم انه يعلم ان ليلاه تفرح بأى شئ


فتح باب مكتبه بقوه لينظر بغضب لمن دخل بهذه الطريقه ليجد سليم مدير مكتبه ورئيس حرسه يقول بخوف شديد


- قيس ليلى خطفت اثناء عودتها من الجامعه


....................................................................


مستنيه تصويتكم وتعليقاتكم ، يا ترى مين اللى خطف ليلى ؟

.................................................................

البارت السادس


وقف قيس والشرير يتطاير من عيونه وبلمحه واحده كان مكتبه مقلوب على الارض وصوته يتردد بالمكان كالرعد


- اللعنه عليكم كيف حدث ذلك ؟


ليتراجع سليم بخوف فهو لاول مره يرى قيس هكذا كالحيوان المفترس المجروح والذى سيقضى على الجميع لكى يشفى ألمه


- لقد وجدنا سيارتها وسياره الحراسه بجانب الطريق جميع الحراس مخدرين وهى اختفت


خرج قيس بسرعه من مكانه وذهب بسرعه رهيبه لقصره كاد ان يقتل بسببها اكثر من مره لكنه لم يهتم ، وكان سليم خلفه هو وباقى الحرس


دخل مكتبه وفتح الخزنه واخرج منه جهاز قام بتشغيله ثم اخرج سلاحه الخاص ووضعه بظهره


خرج بسرعه ليجد سليم والحرس ينتظرون امام باب القصر فاعطاه الجهاز وقال بحده


- خذنى لهذا المكان حالا


ركب قيس سيارتها وركب سليم معه وجعل احد الحرس يقود السياره للمكان المحدد بالجهاز ، كان سليم يراقب قيس وهو يضغط بشده على يده ليتحكم باعصابه حتى ظهرت عروقه كلها من شده غضبه


كان قيس يغلى من داخله وهو يقسم على انه سيحرق الجميع احياء ان اصاب ليلاه مكروه ، لهذا لم يكن يسمح لها بالخروج او الذهاب للجامعه فهو كان يعلم انها ان ابتعدت عن ناظره فسوف ياخذوها منه


سيكون ملعون ان لم يسترجعها ويقتل كل من حاول ابعادها عنه مهما كان


لاحظ انهم خارج حدود المدينه وهم باتجاه منطقه معزوله ، ورأى على مرمى البصر ما يشبه مصنع مهجور فقال بصلابه


- ابطئ السرعه فاذا كانت هناك لا نريدهم ان يشعروا بقدومنا


ابطئ السائق السرعه و على بعد خمسمائه متر من المكان نزل قيس وسليم والحرس ، فقال قيس بحده لهم


- زوجتى بالداخل انا لا يهمنى ماذا سوف تفعلون ولكنى اقسم لكم ان اصابها مكروه لاخذ ارواحكم بنفسى


اقترب قيس و رجاله من المكان ليفاجئ بصوت من مكبر صوت يقول له


- مرحبا بك قيس باشا ، زوجتك أمنه حتى الان ، اذا كنت تريدها ان تبقى هكذا فسوف تدخل بمفردك


نظر قيس لسليم وقال له


- انتظر انت والرجال هنا ، اذا سمعت صوت اطلاق نار اريدك ان تدخل وتقتل الجميع


حاول سليم الاعتراض


- ولكن قيس ....


لكن قيس نظر له نظره يعرفها جيدا وأدرك انه لا سبيل للاعتراض


دخل قيس للمخزن المجهور فوجد ليلى على كرسى بوسط المكان و هى مربوطه به ودموعها منهمره ، حاول ان يسرع لها لكنه سمع صوت


- لا تقترب منها قيس وطالما تستمع للتعليمات هى ستكون بخير


اغلق قيس يده بقوه على بعضها حتى ابيضت من الغضب وصرخ بقوه


- اذا كنت رجل اخرج وواجهنى ولا تتحامى بالنساء


- قيس


سمع همستها فلتفت لها سريعا وقال بألم


- لا تخافى يا قلبى انا هنا ولن اسمح لمخلوق بان يؤذيكى


سمع قيس الصوت يقول له


- الان نحن امام اختيارين قيس و زوجتك هى التى سوف تختار ، واختيارها سيحدد مصيرك و مصيرها


- اى اختيار هذا ؟


- ليلى ستحدد من يعيش منكم ، اذا اختارت نفسها انت سوف تموت ، واذا اختارتك انت هى سوف تموت ، واحد منكم فقط سيخرج من هنا حي


بكت ليلى بشده وهى مرعوبه ونظرها لم يغادر قيس الذى نظر لها وقال


- اختارى حياتك ليلى هل فهمتى ، انتى أهم ، حياتى ثمن بسيط اقدمه فداء لكى ، لا تحزنى ابدا يا روحى واعلمى انى احبك


ازداد بكائها وقالت من بين شهقاتها


- انا اختار ان يعيش قيس وانا أموت فداء له


صرخ بها قيس : اللعنه ليلى لا تفعلى ، اتوسل اليك لا تفعلى حياتك اهم ، انا بدونك لا وجود لى اقسم سأقتل نفسى بعدك هل فهمتى


نظرت له ليلى نظره اول مره يراها بعيونها وقالت


- وانا ايضا احبك ولا حياه لى بدونك ، اقسمت عليك بحبى ان تعتنى بنفسك فاختك بحاجه لك


- لا لا لا لا ، لن اسمح بذلك انت تريد حياه فخذ حياتى انا وأتركها ترحل


- لقد اخذت ليلى القرار والان حان وقت التنفيذ


اسرع قيس لمكان ليلى وبسرعه قام بفك الحبال المربوطه بها وضمها له بقوه حتى ان جسدها الضئيل اختفى بداخل جسده


- لن يمسك سوء ، لن اسمح بأن يمسك سوء


اخذ قيس يردد هذه الكلمات حتى سمع من خلفه صوت جعله يتصنم بمكانه للحظات


- قيس


نظر خلفه ليرى جده و احمد الشافعى و سامر الشافعى نظر لهم بحقد واخرج سلاحه وجه لهم بيد و اليد الاخرى تضم ليلى بقوه لصدره


- اقسم لاخذ أرواحكم جميعا ان فكرتم ان تمسوها بسوء


ضحك جده وقال


- هل جننت يا ابن سامح العامرى ترفع السلاح بوجه جدك من اجل امرأه


- انا على استعداد بأن احرق الدنيا كلها من اجل هذه المراه ولن ياخذها منى احد فهمتم


قالها قيس بصراخ اخاف ليلى قليلا من شده غضبه ، ضحك الجد وقال


- اهدء يا حفيد العزيز فلن يأخذها احد منك هذا كان مجرد اختبار


- ماذا تعنى اللعنه


قالها قيس من بين اسنانه فهو يحاول ان يتحكم بغضبه الذى يهدد بأن ينفجر ويقتل الجميع ، فقال الجد بهدوء


- يعنى اننا أردنا ان نتأكد من مشاعركم ، اذا كانت ليلى اختارت حياتها فمعنى ذلك انها لا تحبك وكنت وقتها سأجعلها ترحل مع والدها ولم اكن لاسمح لك بجعلها معك غصب عنها


واذا كانت اختارت حياتك انت فمعناها انها احبتك وبذلك نكون اطمئنت عليها وعليك . انا اعلم حفيدى جيدا و كنت واثق انك تضع جهاز تتبع باشيائها وانك ستأتى لهنا


- اللعنه عليك سلطان العامرى ، هل حياتنا لعبه بين يدك ، تخطف زوجتى وترعبها هكذا من اجل ارضائك


- الم تختطفها انت من البدايه من بين اهلها ، فلماذا الان تعيب على والان ابتعد حتى أسلم على حفيدتى الغاليه التى جعلتك انسان وجعلت كتله الثلج التى بصدرك تنبض


ابعد قيس سلاحه ووضعه خلف ظهره لكنه لم يترك ليلى بل ضمها بيده الاثنين وقال بحده


- لا لن تقترب منها


- ابتعد يا ولد حتى لا اتصرف معك تصرف اخر


قالها الجد بحده لينظر له قيس بغضب لكنه يبتعد عنها مجبور فهو رغم جبروته و قوته الا انه يحترم جده كثيرا فهو من قام بتربيته بعد وفاه والديه بحادث سياره


اقترب الجد من ليلى الخائفه وقبل راسها بحنيه وقال


- اسف يا ابنتى لاننا سبب خوفك ، لكنى كنت اريد التأكد من انكى سعيده معه


ابتسمت ليلى ابتسامه صغيره وقامت بتقبيل يده دليل على الاحترام


- انا حفيدتك جدى ولا يجوز ان تعتذر منى ابدا


نظر قيس بفخر لحبيبته وحاول الاقتراب منها لكن نظره الجد اوقفته ليلعن من تحت انفاسه فهو يريدها بحضنه


نظرت ليلى لوالدها ونزلت دموعها مره اخرى وارتمت بحضنه


- اشتقت لك يا ابى ، اشتقت لك كثيرا


ضم احمد ابنته لحضنه ونزلت دموعه ، فهى صغيرته التى اعتنى بها بروحه منذ ولادتها


- انا ايضا اشتقت لكى يا دميتى الصغيره


ضحكت ليلى وقالت بحب لوالدها


- لست دميه ابى لقد كبرت


- مهما كبرتى يا صغيرتى ستظلى دميتى الصغيره


فاض الكيل بقيس ليسحبها لحضنه مره اخرى وهو يقول


- هى اشتاقت لك وانت اشتقت لها والان دعوها بحضنى


خجلت ليلى واختبات بحضنه ، ليضحك الجميع ، نظر قيس لاحمد وقال


- انا اسف لما فعلت ولكنى لست نادم عليه ، فعندما علمت ان ليلى خطبت طار عقلى و تحكم غضبى بى ، فليلى حبها يجرى بدمى منذ ان كانت بالخامسه


فهى الدعاء الذى ادعوه من الله ، وهى شفائى من كل الامراض ، وهى السبب ان قلبى هذا ينبض ولا اخجل من قولها فهى ملكى ولن اتنازل عنها ابدا


نظر احمد لقيس باحترام وقال


- انا بعد ما رايت منك اليوم اعلم انه لن يحب احد ابنتى او يعتنى بها مثلك لذلك سامحتك على ما فعلت


اخرج قيس نفس كان يمسكه ، فهو كان خائف ان يدخل بمعركه مع احمد الشافعى ، ليس خوفا من احمد ولكن خوفا من حزن ليلى اذا تعارك مع ابيها


امسك يد ليلى ليخرج من المكان لكنه فؤجى بجده ياخذها منه ويعطيها لابيها وهو يقول بصلابه


- بنات الناس تؤخذ من بيوتها بشرف وعزه يا ابن العامرى ، وليلى ستظل بمنزل ابيها حتى نأتى لاخذها امام الجميع و بعرس تتحاكى عنه المدينه كلها وليس كما فعلت انت اخذتها سرقه كاللصوص


نظر قيس لجده بصدمه وجاء ليعترض فقال الجد بخبث


- ام ان ليلى اقل من باقى البنات ولا تستحق عرس وفستان ابيض وان يسلمها والدها لزوجها


اخرست كلماته التى اختارها بدقه قيس ، فهو يعلم انها ستخرس حفيده العنيد ، نظر قيس ليلى و قال بحب


- لا و الف لا فليلاى تستحق العالم كله تحت ارجلها ، على الرغم من ان بعدها سيقتلنى ولكن ليلى ستظل ببيت ابيها ويوم الخميس سيكون عرسها


- ولكن الخميس بعد اربع ايام فكيف سنجهز للعرس


هكذا قال احمد ليقول قيس وعيونه مازالت على ليلى


- لن اكون قيس العامرى لو لم اجهز لملاكى عرس لا مثيل له وسوف ترون ، من اليوم ستبدء التجهيزات وفستان عرسها سيكون بمنزلها غدا


اقترب قيس منها وقبل جبينها قبله طويله وهمس


- فقط اربع ايام يا عمرى وستعودى لحضنى للابد


وتركها ورحل قبل ان يضعف وياخذها بالقوه ، ثم نظر لسامر بغيره شديده ونظر لجده و احمد وقال بحده


- ان اقترب منها اى رجل مهما كان فلا تلومون الا انفسكم


ثم نظر لسامر و قال بحده


- ابتعد عنها يا سامر اذا كنت تقدر حياتك


ليضحك سامر ويقول


- اطمئن قيس فقلبى ينتمى لاخرى وما وافقت على الخطوبه الا ارضاء لأبى و عمى وليلى طوال عمرها مثل شقيقتى الصغيره


نظر قيس ليلى وغمز لها وهو يقول


- تجهزى يا ليلاى فبعد اربع ايام سيأتى قيسك ليأخذك


لتخجل ليلى واختبأت بحضن ابيها وهى تنظر له من تحت رموشها


خرج قيس من المكان ليجد سليم يقف هناك مبتسما ، فقال له


- هل كنت تعلم انه مقلب


- لا علمت بعد ان دخلت انت فقد كنت استعد للدخول خلفك عندما كلمنى جدك وشرح لى الامر


- حسنا والان امامك ثلاث ايام لتجهيز عرس تتحاكى به المدينه كلها


- ماااااااااااذا


- كما سمعت فعرسى على ليلى يوم الخميس واريده عرس لا ينتسى مهما تكلف الامر


وركب قيس سيارته وساق مبتعدا وهو يحلم بمتى يأتى يوم الخميس لتعود ليلى لحضنه مره اخرى


................................................................................

البارت السابع


عادت ليلى مع والدها لقصرهم وبمجرد دخولها نزلت دموعها اشتياقا للمكان الذى شهد طفولتها ، نظرت حولها بكل مكان وعندما وقع نظرها على الحائط الذى يضم الصور العائليه التفت بسرعه لوالدها وقالت بخوف


- اين هشام ؟


تغيرت معالم وجه ابيها وقال


- لقد طردته من البيت منذ ما حدث ولا اريد رؤيته مره اخرى


اقتربت من والدها وضمته لها بقوه وقالت


- أعيده للبيت بابا من اجلى انا


نظر لها احمد بصدمه وقال


- بعد كل ما فعله بك تدافعين عنه . اى قلب تحملين انتى يا ابنتى


- على الرغم من كرهه لى الا انه يحبك كثيرا بابا وهو سندك بالحياه لذلك اريد ان اكون مطمئنه عليك بعد زواجى ، من اجلى أجعله يعود للبيت ، اين يسكن هو الان ؟


- لا اعلم . سامر هل تعلم انت اين هشام ؟


- نعم عمى هو يسكن بشقته القريبه من اهل زوجته تتذكرها


- نعم ، اتصل به واجعله يعود هو وزوجته


- لقد تركته زوجته يا عمى


- مااذا ؟ متى ولماذا ؟؟


قالتها ليلى بذهول وحزن فقال سامر


- بعد الذى فعله معك واكتشفت زوجته انها حامل اخبرته انه كان ندل مع شقيقته الوحيده ولم يحميها وباعها بالرخيص فكيف ستأمن على نفسها وعلى طفلها معه ، وتركته وذهبت لعائلتها منذ ذلك اليوم


هز احمد راسه بتعب وقال باجهاد


- اتصل به ليأتى وسوف اذهب معه لإرجاع جيهان زوجته لبيتها


- حسنا عمى سأفعل الان سأذهب له بدلا من الاتصال بالتليفون


رحل سامر وصعدت ليلى لتستريح بغرفتها وبمجرد جلوسها على السرير رن هاتفها فنظرت فاذا به قيس ففتحت الخط


- الو


- اشتقت لكى يا قلب قيس


خجلت ليلى من كلامه وقالت


- وانا ايضا


- وانتى ايضا ماذا ؟


- قيس


- يا قلب قيس ، اسمعينى اياها يا ليلى ورفقا بقلب قد ذاب عشقا بكى


- اشتقت لك


ضحك قيس بسعاده وهو يقول


- اكاد اجزم ان وجهك تحول لألوان الطيف كلها


- قيس


- عيون قيس


- لا تخجلنى


- حسنا يا عمرى لن اخجلك سأنتظر حتى تكونى بجانبى وبحضنى حتى اعلمك كل ما يخجلك


- قيسسسس


قالتها ليلى واغلقت الخط بوجهه فضحك قيس بشده ، لم يفعلها احد ابدا بأن يغلق الخط بوجهه لكن هذه الجنيه الصغيره تفعل ما تريد ولا يجرؤ احد على محاسبتها


بدءت الاستعدادت للعرس على قدم وساق لقله الوقت ، عاد هشام للبيت واستطاع احمد ان يقنع جيهان بأن تعود لان ليلى بحاجتها ، ولان جيهان دائما كانت تحب ليلى وتعاملها بحنيه فقد عادت للمنزل


لم تحتك ليلى بهشام منذ مجيئه ، فقد تجنبت رؤيته وكانت تقضى كل وقتها مع منار و جيهان


كانت منار بقمه سعادتها لان اخيها سيقيم عرس لليلى ولان الاحوال استقرت بين العائلتين ، وكانت تقضى معظم الوقت مع ليلى للتجهيز للعرس


ارسل قيس فستان العرس الذى احضره بالطائره من فرنسا لحبيبته وتمنى ان يعجبها كما احضر لها حذاء العرس مرصع بالالماس


جاء يوم العرس وكانت ليلى بالغرفه الخاصه بها بالفندق لتتجهز وكانت متوتره وعلى اعصابها وجيهان ومنار يضحكون عليها


- اللعنه ان لم تصمتوا الان فلن يكون هناك عرس


ضحكت منار وقالت


- نعم حتى يأتى اخى ويحملك على اكتافه ويرحل بك ، انتى لم ترى ماذا كان يفعل خلال اربعه ايام بعدك عنه كان لا ينام سوى ساعتين فقط فى اليوم وحول حياه المحيطين به لجحيم


ابتسمت ليلى بخجل فهى تذكرت عندما اخبرها انها منذ ان اخذها لم يستطيع النوم الا و هى بحضنه


دخل احمد ونظر لابنته ونزلت دموعه من جمالها


اقتربت ليلى منه ومسحت دموعه بيدها وقالت


- لا تبكى بابا ، من اجلى انا لا تبكى


- هذه دموع السعاده يا ابنتى لانى رايتك بفستان عرسك


ثم قبل راسها وامسك يدها ونزل للاسفل وخلفهم منار و جيهان


( فستان منار )


( فستان جيهان )


كان قيس يقف على نار بالاسفل بانتظار ليلاه ، فهو لم يراها منذ اربعه ايام وسوف يجن حقا ويتحكم باعصابه بصعوبه حتى لا يصعد ويحملها فوق كتفه ويرحل من هنا


بدءت الموسيقى ورفع نظره ليقع على الملاك التى امامه ، فهى كانت رائعه ، اقترب منهم وامسكها من والدها وقبل يدها بحب وهمس


- رائعه ، تخطفى الأبصار


دخل الاثنين للقاعه وسط تصفيق الجميع


جلس العروسين بمكانهم وقيس يكاد يأكلها بعيونه وتلون وجهها بالاحمر من نظراته


لاحظت ليلى قدوم فتاتين باتجاههم يرتدون فساتين تبرز من جسدهم اكثر مما تخفى وسلموا على قبس بابتسامه لم ترتاح لها ثم قالت احداهن وهى تنظر لها باستخفاف


- اذا انتى ليلى


قبل ان ترد ليلى رد قيس و بقوه


- نعم هى ليلى ملكه عائله العامرى و زوجه كبيرهم ، هى ليلى قلب و روح قيس الذى سيفعل اى شئ و كل شئ من اجل سعادتها


نظرت الفتاتين بخوف لقيس وابتعدوا بسرعه فقالت ليلى بهدوء


- من هم ؟


- بنات عمتى ناديا


- رائع


قالتها ليلى باستهزاء فهى تعلم ان لا احد من عائلته يتقبلها الا جده و اخته ، فأمسك قيس بيدها وقبلها وقام من مكانه ووقف بوسط القاعه وبيده المايكروفون وقال


- أرحب بالجميع لحضوركم عرسى على حبيبتى و زوجتى الغاليه ، والان اريد ان اقدم لها هديه لتعلم و يعلم الجميع مدى عشقى لها


( اغنيه ماهر زين for the rest of my life)


بعد ان انتهى قيس من الاغنيه صفق له الجميع واتجه هو لها وبطرف اصبعه مسح دموعها التى لم تشعر بها وقبل جبينها وضمها له بقوه


- كلمه احبك قليله على عمق عشقى لكى


- وانا ايضا أحبك قيسى


احضرت منار لهم هدايا قيس لليلى فقام بوضع خاتم الزفاف بيدها وبعده قدم لها شبكتها والتى كانت عباره عن اربعه اطقم غايه بالروعه حازوا على اعجاب الجميع


- انهم روعه قيس ولكن هذا كثير


- من اجلك يرخص كل شئ يا ليلاى


جاء العديد من الاشخاص للمباركه لهم بعضهم ارتاحت لهم ليلى والبعض الاخر لا و عندما لاحظ قيس ان ليلى أرهقت من كثره المحيطين قال بصوت عالى


- الفرح لكم فاستمتعوا به اما انا وزوجتى فطائرتنا بانتظارنا


وامسك يدها وهى تنظر له بذهول واحمد و سلطان يضحكون على قله صبره ، بعد ان خرجوا من المكان كانت السياره بانتظارهم ومعها سليم و الحراسه وبمجرد ان ركبوا


- قيس هل جننت كيف نترك عرسنا والضيوف هكذا


قبل قيس خدها وهمس


- انتى مرهقه و راحتك ما تهمنى


ابتسمت ليلى له و قبلت خده وقالت


- شكرا لك حبيبى


اغمض قيس عينه وهو يقول


- عديها ليلى


فاقتربت منه وهمست بجانب اذنه


- حبيبى ، قيسى روحى


ضمها قيس بقوه له ليتأكد انها هنا بحضنه ، ليلاه صغيرته هنا وهى تحبه . لو مات الان لكان أسعد انسان على وجه الارض


- لو مت الان سأموت سعيد لاننى استمعت لهذه الكلمه منك ، لل اريد انا اى شئ بعدها


بسرعه ابتعدت ليلى عنه و وضعت يدها على فمه وقالت


- اياك ان تذكر الموت امامى قيس ، انا لن استطيع ان اعيش بدون وجودك لجانبى ، لقد احببتنى واعطيتنى كل شئ دون ان تنتظر مقابل منى واستطعت ان تفوز بقلبى


قبل قيس يدها بحب وضمها له مره اخرى وسكنت بحضنه حتى وصلوا للقصرهم فقالت ليلى بحيره


- ألم تقول ان الطائره بانتظارنا


- السفر غدا يا عسلى ، الان سنرتاح وبالصباح سنسافر سويا


ساعدها قيس على النزول و عندما وصلوا للباب حملها بين يده فشهقت بخجل وقالت


- قيس ماذا تفعل ؟ انزلنى


- لا يا قلب قيس اليوم مميز ليكى ولذلك سأحملك حتى باب غرفتك


- ولكنى ثقيله عليك قيس


- انتى هكذا تهنين رجولتى يا قلب قيس ، فانا استطيع ان احملك عمرك كله بدون كلل او ملل


خجلت ليلى ووضعت راسها على صدره ، دخل بها قيس للداخل وصعد بها لغرفتهم وعندما دخلت ليلى شهقت من جمالها


- كيف استطعت تغيرها فى اربعه ايام فقط


ضحك قيس واقترب منها وقبل جبينها وهمس


- من اجلك انتى و من اجل سعادتك سأفعل المستحيل ، وهذه الغرفه اعددتها منذ علمت انكى لا تحبين اللون الاسود وكنت انتظر بعد امتحاناتك لتكون مفاجاه لك


- انها رائعه قيس شكرا لك


قالتها ليلى بصدق وطبعت قبله رقيقه على خده . اغمض قيس عيونه ليتحكم بمشاعره الجياشه ناحيتها ، هو يعلم انها تحبه الان لكنه يعلم انها غير مستعده لاتمام زواجهم وهو سينتظرها حتى تكون مستعده مهما طال الزمن


ابتعد عنها بصعوبه وقام بفتح سحاب فستانها وقال بحب


- سأتركك لتغيرى ملابسك براحتك وسوف اغير انا بالغرفه الاخرى


ثم خرج قبل ان يفقد اعصابها ويحملها للسرير الان . ذهب قيس للغرفه الاخرى واخذ حمام ماء بارد ليطفئ النار التى تشتعل بجسده بسببها ثم ارتدى ملابس النوم واتجه لغرفتهم


وقف قيس امام الباب ودق عليه بخفه وقال


- ليلى هل انتهيتى من تغير ملابسك ؟


سمع صوتها الخجول يقول


- نعم قيس


دخل قيسوللغرفه ليقف بمكانه كالصنم وهو ينظر لها بذهول وصدمه ، فقد كانت تردى قميص نوم لأول مره وتبدو رائعه الجمال


اغمض عينه بألم ليتحكم بنفسه وهمس


- ارحمينى ليلى ولا تعذبينى هكذا فأنا اتحكم بنفسى بصعوبه . غيرى هذه الملابس ليلاى فانا لا اريد ان افعل ما يؤذيكى وما سنندم عليه لاحقا


سمع قيس خطواتها وشعر بانفاسها بجانب أذنه وهى تهمس


- أريد ان يكتمل زواجنا يا قيسى

البارت الثامن


اغمض قيس عينه بقوه وفتحهم ليجدها تقف امامه ووجهها احمر من الخجل ، مرر يده المرتعشه على خدها وهو يقول بصعوبه


- انا لا اريدك ان تشعرى انكى مجبره على اى شئ ليلى ، انا سأنتظر حتى تكونى مستعده


رفعت عيونها له بخجل وهمست بصوت يكاد يكون مسموع


- ولكنى مستعده


عادت ليلى بذاكرتها لحديثها مع جيهان والتى شرحت لها حقوق زوجها عليها بما ان والدتها توفيت فتولت جيهان شرح كل شئ لها . اخبرتها انها يجب ان تأخذ الخطوه الاولى لان قيس سيخاف ان اخذها ان ترفض هى او ان تخاف منه


شرحت لها ان بين الزوج و الزوجه لا يوجد حياء وكل شئ مباح طالما لم يطلب منها ما حرم الله


نظرت ليلى لعيونه وأدركت انه خائف ان يترك العنان لنفسه لانه يعتقد انها ستندم بعد ذلك . فرفعت نفسها على اطراف اصابعها حتى تطوله ثم طبعت قُبله رقيقه على شفتيه


اقشعر جسد قيس من ملمس شفتيها على شفتاه وبسرعه احاط خصرها بيد واليد الاخرى امسك بها راسها من الخلف ليقربها اكثر له


ما بدء بقُبله رقيقه تحول بسرعه لقُبلات مليئه بالشغف و الحب . وزع قيس قُبلاته على وجهها ثم نزل على رقبتها و قام بأزاحه الروب الذى ترتديه فسقط منها على الارض


ابتعد عنها لثوانى لينظر لها برغبه جامحه وبثوانى كان يحملها بين يده وفمه يخضعها له بقبلات متتاليه على رقبتها وكتفيها


بهدوء وضعها على السرير واصبح هو فوقها ، نظر لشعرها الذى بعثره بيده وشفتيها الرقيقه المحمره من غزوه و وجهها الاحمر من الخجل وعيونها المغلقه


مرر يده بهدوء على خدها ونزل لرقبتها وصدرها وطوال الوقت يشعر بارتجاف جسدها من لمساته ، ازاح بهدوء حمالات قميصها وطبع قبلات عديده على كتفها


هو لا يريد التسرع ، بل يريد ان يأخذ وقته بالكامل حتى لا تخاف . فصغيرته بريئه ولا خبره لها بممارسه الحب لكن لا مشكله هو سيعلمها كل شي


رفع قميصها من فوق راسها لتصبح بملابسها الداخليه فقط ليقترب من اذنيها ويضعها بين اسنانه ليسمع تأوها تحته ليبتسم لنفسه ويهمس


- افتحى عينك يا نبض قلبى


فتحت ليلى عيونها بخجل لتجده ينظر لها بعيون مليئه بالعشق و الرغبه والإثارة ، فأمسك يدها و وضعها على صدره ويقول


- اكتشفينى حبيبتى ، فانا ملكا لك كما انتى ملكا لى


بيد مرتعشه بدء ليلى بتمرير يدها فوق قميصه ثم نزلت يدها ودخلت من تحت قميصه لتمس جسده . اغلق قيس عيونه عندما شعر بملس جلدها الناعم على جسده وتأوه وبسرعه قام بازاله قميصه لكى تتلمسه براحتها


مر الوقت بطئ عليهم وهم يكتشفوا اجساد بعضهم ، عرف هو نقط ضعفها و ما هى المناطق التى تثيرها كما عرفت هى ايضا ما الذى يسعده واصبح الاثنين روح واحده بجسدين وكان اتحادهم اتحاد جسد و روح وعقل


استيقظ قيس بالصباح لترتسم ابتسامه على شفتيه وهو يشعر بانفاسها على صدره ، فراسها كانت على صدره و يدها تحاوط خصره وهى نائمه كالملاك


بهدوء قام قيس بوضعها على السرير ثم قام بالذهاب للحمام واخذ حمام سريع وبعدها قام بملء المغطس بماء ساخن وارتدى ملابسه وخرج بهدوء من الغرفه ونزل للاسفل


استيقظت ليلى من نومها عندما شعرت بالفراغ بجانبها ، نظرت تبحث عن قيس لكنها لم تجده ولكنها وجدت على وسادته ورده حمراء ورساله ، امسكت الرساله لتجد فيها


( صباح الخير يا قلبى و روحى و زوجتى العزيزه . لقد ملئت المغطس لكى بالمياه الدافئه فلابد و ان تكونى متألمه من الامس . خذى حمامك وبعدها انزلى لاسفل


زوجك العاشق قيس )


ابتسمت ليلى بخجل عندما تذكرت ليلتهم بالامس . قامت بهدوء من على السرير لانها تتألم ودخلت للحمام و جلست بالمياه الدافئه التى اعدها قيس لها


بعد ان شعرت ليلى بالتحسن اغتسلت سريعا وارتدت ملابسها و جففت شعرها و نزلت للاسفل لتحضر الفطار لقيس


دخلت ليلى المطبخ لتجد قيس قد اعد الافطار لهم ، لتقترب منه من الخلف وتلف يدها حوله وتضع راسها على ظهره


- صباح الخير حبيبى


قام قيس بلفها لتصبح امامه ثم ضمها لحضنه بقوه وهو يقول


- صباح النور يا نبض قلبى


- لماذا اتعبت نفسك انا كنت سأعد الافطار


- لا مليكتى ترتاح والكل يخدمها ، انتى لن تفعلى شئ بنفسك ابدا انتى فقط تأمرى و انا انفذ


- الله لا يحرمنى منك ابدا


جلس الاثنين يتناولون الافطار وبعد ان انتهوا رفض قيس ان تتحرك ليلى من مكانها وترك كل شئ للخادمه لتنظفه عندما تأتى


بدء الاثنين بالتجهيز للسفر و توجهوا للمطار ، وبعد الإجراءات صعد الاثنين بطائره قيس الخاصه استعدادا للاقلاع


- قيس ارجوك اخبرنى الى اين سنذهب ؟


ضحك قيس على تعابير وجهها الطفوليه ، فهى تزن عليه منذ خروجهم من البيت لكى تعلم الى اين سيسافرون


- حسنا يا عسلى لا تغضبى سنذهب الى جزر المالديف


شعرت ليلى بسعاده بالغه لانها سمعت الكثير عن جمال هذه المنطقه و انها اخيرا ستشاهدها


بعد اقلاع الطائره واحضار المضيفه المشروبات لهم قالت ليلى فجأه


- لماذا عائلتك تكرهنى قيس ؟


نظر لها قيس بتعجب لسؤالها المفاجئ


- لا احد يكرهك يا قلب قيس


- لا احد من عائلتك يتقبلنى غير جدك و اختك فقط


- هذا عداء قديم يا ليلى منذ اكثر من مائه عام ولا دخل له بك


- وما هو سبب هذا العداء ؟


- الا تعلمى ؟


- لا . لا اعلم سبب العداء بين العائلتين


- ااعداء بدء منذ اكثر من مائه عام عندما قرر كبير عائله العامرى بتزويج ابنه البكر على ابنت كبير عائله الشافعى لتتوحد العائلتين و يكونوا قوه


ولكن يوم الزواج اكتشفوا ان محمد العامرى هرب الى خارج البلاد مع الفتاه التى يحبها ، وبالطبع هذه كانت فضيحه كبيره للعائلتين ، وما ذاد المأساه ان عائشه الشافعى انتحرت لان الناس تحدثوا عنها بالسوء وأطلقوا الاشاعات حول لماذا تركها عريسها يوم الزفاف


ومن هنا بدء العداء بين العائلتين ، وبعد الحادثه بشهرين جاءهم خبر وفاه محمد العامرى ، فقد قتل اثناء وجوده بلندن ، وعلى الرغم من ان الشرطه قالت ان القاتل حرامى كان يسرق المكان الا ان عائله العامرى كانت متأكده بأن فريد الشافعى هو من قتله لانه اختفى بعد انتحار شقيقته وعاد بعدها بسنه


قالت ليلى بصدمه مما سمعت


- وبسبب هذا قضت العائلتين مائه عام بعداء و كره


- نعم ، فالكره كان يزرع فى قلب كل جيل يولد للعائلتين ، ولكن ملاك برئ عندما وقع نظرى عليها اول مره و هى ازالت الكره من قلبى و زرعت العشق مكانه


خجلت ليلى من كلامه ووضعت راسها على صدره لتخبئ وجهها منه ، فضحك قيس وضمها له اكثر و هو يقبل راسها


مر شهر عسلهم بسعاده و هناء . فقد كان قيس كالعاشق الولهان ينفذ لها كل طلباتها . و كانت هى بقمه سعادتها وهى بحضنه و بجانبه


ولكن مثل كل شئ فى الزنيا الاوقات السعيده يجب ان تنتهى ويجب ان يعودوا لبلدهم


عاد الاثنين لبيتهم ليجدوا الجميع بانتظارهم ببيتهم الجد سلطان و احمد الشافعى و سامر و منار و جيهان و حتى هشام


سلم قيس على الجميع و كذلك فعلت ليلى و لكنها خافت ان تقترب من هشام فسلمت عليه من مسافه


- كيف حال العرسان ؟ هل سأسمع خبر سعيد قريبا


قال الجد سلطان ليضحك قيس وتنظر لهم ليلى بعدم فهم وتقول


- خبر ماذا جدى ؟


ضحك الجميع على برائتها فقالت جيهان بشقاوه


- خبر الوريث الجديد لعائله العامرى


تلون وجه ليلى بالاحمر واخفضت نظرها للارض ولم ترفعه ولكنها سمعت ضحك الجميع عليها ، فقربها قيس لها وحاوط كتفها بيده وهو يقول


- لا تخجلوا زوجتى


قضى الجميع وقت طيب و بعدها قرروا الرحيل وقام قيس و ليلى معهم لتوديعهم


كان الكل يقف امام باب القصر ليسمعوا صوت من خلفهم يقول


- ارى ان السعاده انتشرت بين العائلتين


التفت الجميع ليجد قيس ابن عمه فهد العامرى يقف هناك فقال بسعاده


- فهد حمد الله على سلامتك لماذا تقف بعيد اقترب


قال فهد باستهزاء


- وهل انت فعلا سعيد برؤيتى يا ابن العم


لاحظ قيس نظرات فهد الغير طبيعيه فقال


- هل انت بخير فهد ؟


اخرج فهد مسدس من خلف ظهره لتشهق النساء بخوف ويقول فهد بحقد و كره


- بسببك انت ابتعدت عن الفتاه الوحيده التى احببتها ، اخذتها منى ومنعتها ان ترانى و اختفت ولم اعثر عليها ، دمرت حياتى و لذلك سأجعلك تذوق من نفس الكأس ، سأحرمك من حب حياتك لكى تشعر ما شعرت انا به خلال الثلاث سنوات الماضيه


وفجأه دوى صوت اطلاق النار وسط صوت صريخ كبرياء فوق الجميع

البارت التاسع


صرخ الجميع مع صوت اطلاق النار لينظروا بصدمه لهشام وهو يسقط على الارض امام ليلى والدماء تنزف من صدره


اسرع حرس قيس بإخضاع فهد و التف الجميع حول هشام الذى كان يرقد على رجل شقيقته


- اااارجوك .... اارجوك هشاااام تمااااسك سوف تكوون بخير


قالت ليلى من بين دموعها فرفع هشام يده بضعف ومسح دموعها وهمس


- كنت أخ سئ للغايه ، كان واجبى ان احبك ..... ان احبك و ااااحميكى ...... لكن.... لكنى لم اااافعل ، سااا...محينى


كانت جيهان تبكى بحرقه على زوجها و كذلك منار و احمد نزلت دموعه على ابنه الوحيد


اتت الاسعاف بسرعه و حملت هشام للمسشفى والجميع معه بعد ان اعطى قيس تعليماته بوضع فهد بالمخزن تحت الحراسه حتى يعود له


كان الجميع ينتظر امام غرفه العمليات وهم يدعون لهشام بالنجاه ، كانت ليلى تختبىء بحضن قيس وهى تبكى بشده وتقول


- انا السبب ، كان يجب ان اكون انا بالداخل وليس هو انا السبب


- هششششش اهدئ يا روحى ولا تقولى هذا الكلام ، هشام سيكون بخير وفهد سيدفع ثمن غبائه ، ارجوكى يكفى بكاء سوف يحدث لك شئ هكذا


قبل ان تتحدث ليلى سمعوا صوت صريخ جيهان ليسرع لها الجميع بخوف و قلق


- جيهان هل انتى بخير


- اااااااه اعتقد انى ألد


صرخ قيس بسرعه


- اريد طبيب هنا حالا


ولان المستشفى ملكا له فأجتمع الاطباء حول جيهان بسرعه وتم نقلها لغرفه العمليات بعد معاينتها لان الطفل بوضع مقلوب ويجب ان تخضع لعمليه قيصريه


كان الجميع على نار ما بين قلقهم على هشام و خوفهم على جيهان . اتصل احمد بعائله جيهان واخبرهم بالوضوع وبسرعه اخبره والدها ان والدتها وشقيقتها سيأتون باسرع وقت وهو سيعود للقاهرة حالا


خرج طبيب هشام من غرفه العمليات فأسرع الجميع له


- كيف حال ابنى الان ؟


- أطمئن هو سيصبح بخير بأذن الله ، الرصاصه كانت بالصدره ولقد نزف بشده ولكننا استطاعنا استخراجها وتم نقل دماء له ، سيظل تحت الملاحظه لمده اربعه و عشرون ساعه واذا مروا على خير سينقل لغرفه عاديه


حمد الجميع الله على نعمته و قالت ليلى بأمل


- هل استطيع ان أراه الان؟


- للاسف غير مسموح بالزياره قبل مرور اربعه وعشرون ساعه


رحل الطبيب وضم قيس ليلى لحضنه وقبل راسها


- اطمئنى يا روحى الحمد لله هو اصبح بخير و....


قطع حديثه خروج الممرضه وهى تحمل طفله بيدها فأسرعت ليلى لها وقالت


- كيف حال جيهان و الطفل


اعطتها الممرضه الطفل بابتسامه وقالت


- الام بخير الحمد لله وسوف تنقل لغرفتها بعد قليل والطفله ايضا بخير تستطيعون ان تروها قبل نقلها للحضانه


نظرت ليلى للفتاه الصغيره بحب كبيره وطبعت قبله فوق راسها ، ثم اخذها احمد وقبلها ايضا بعد ان قام بالاذان بأذنها اليمنى و اليسرى ، ثم اخذت الممرضه الطفله مره اخرى


- انها جميله و صغيره جدا


قالت ليلى بحب لقيس الذى ابتسم بخبث وهمس بجانب اذنها


- لا تقلقى حبى اذا نظرنا لعدد المرات التى اخذتك بها فأعتقد انكى قريبا ستحضرين لى اميره صغيره مثلها


تلون وجه ليلى بالاحمر من الخجل وتركته وألتجأت لمنار وخبأت وجهها بها


- ماذا حدث ليلى ؟ لماذا تختبئين فى ؟ ماذا فعل شقيقى الان


نظرت لها ليلى بحده فضحكت منار من وجهها ، وقيس يراقبهم بابتسامه خبيثه من بعيد حتى سمع صوت احمد يقول


- قيس خذ الفتيات وارحل يا ولدى فلا داعى لجلوسكم و غدا بأذن الله تحضرهم


- لا يجوز يا عمى فجيهان ستكون بحاجتهم على الاقل حتى وصول عائلتها


- معك حق يا ولدى . ماذا سيحدث مع فهد يا قيس ؟


ظهرت العروق فى وجهه من شده غضبه عندما تذكر ابن عمه وما كاد يفعل ، فهو كاد ان يؤذى ليلاه و لو كان هذا حدث لكان احرقه حيا


- فهد سوف يدفع الثمن غالى يا عمى لا تخاف


- لا تتهور يا قيس و فكر فى ليلى . فقط سلمه للشرطه و لا تلوث يدك بالدماء . هو لماذا كان يريد ان يؤذيك هكذا ؟


مسح قيس وجهه بتعب وقال


- جاء لى بيوم واخبرنى انه وقع بالحب وهو يريد الزواج بها ، بالطبع جعلت سليم رئيس حرسى يحضر لى كل المعلومات عنها ويراقبها جيدا ففهد كان بمثابه أخ لى


اكتشفت من التحريات انها عاهره تلعب على الرجال وبكل مدينه بأسم مختلف ، توهم الضحيه انها تحبه وكيف ان اخيها يريد ان يزوجها من اجل المال وبالطبع يدفع هو حتى لا يمس حبيبته سوء وبعدها تختفى هى والمدعو اخيها وتنتقل الى مدينه اخرى بأسم جديد


عندما اكتشفت هذا وواجهته بما اكتشفت لم يصدقنى وتعارك معى وعندما اختفت هى اعتقد اننى السبب


- واين اختفت هذه الفتاه ؟


- احد الرجال الذين كانوا ضحايا لها انتحر لانه كان مريضا نفسيا و قت ان عرفته و عمه كان لواء كبير بالداخليه وكان يبحث عنها فى كل مكان و قد وجدها فى نفس وقت اكتشافى مكانها و قبض عليها وخصوصا انهم وجودا عشرون كيلو مخدرات ببيتها واعتقد انه من فعل ذلك ليضمن انها لن تخرج من السجن


- وكيف ان فهد لم يعرف ذلك ؟


- لانها كان لها بيتين واحد الذى كانت تقابل فهد به وهو كان ايجار والاخر مقرها الاصلى للنصب وهى قبض عليها هناك وكانت باسمها الحقيقى ولذلك هو لم يجدها


وعندما سافر هو لامريكا حاولت انا البحث عنها حتى لا تذهب له واكتشفت كل ذلك . وفهد لم يعود لمصر منذ سنتين ونصف و ابتعد عن العائله كلها لذلك لم يعلم الحقيقه


- اخبره الحقيقه واجعله يذهب للسجن ويراها حتى يتأكد بنفسه ولا تسلمه للشرطه فأنا متنازل عن ذلك


- كيف ذلك عمى ؟ لقد كان يريد ان يقتل ابنتك و ابنك الان هنا بسببه


- هذه المراه كانت تختار ضحياها من ضعفاء الشخصيه يا ولدى ، وهو ليس بحاجه للسجن هو بحاجه للعلاج ، لقد قضى كل السنين الماضيه وهو يعتقد انها حبيبتها وانك من اخذتها منه . اجعله يكتشف الحقيقه ثم اعرضه على طبيب نفسى حتى لا ينتحر مثل الرجل الاخر


ذهب احمد باتجاه سلطان و جلس معه وترك قيس يفكر ماذا يفعل ، هل فعلا فهد مريض يحتاج للعلاج ام انه مجرم يجب ان يسلمه للشرطه


شعر قيس بيدين حول خصره لينظر لملاكه البرئ التى لم يشعر باقترابها منه ، ضمها قيس له بقوه وهو يهمس


- انا لا اعرف ماذا افعل . لاول مره بحياتى اشعر بأننى لا استطيع ان اخذ قرار


- لقد استمعت لكلامك مع بابا وانا من رأيه ، فهد بحاجه للعلاج من هذه المراه ونحن واجبنا ان نقف بجانبه ونساعده


نظر لها بحب ثم قبل جبينها قبله طويله وهمس


- كنت سأموت لو كان حدث لك شئ ، فأنا قلبى هذا ينبض من اجلك انتى فقط و بدونك لا يوجد سبب لكى ينبض


وضعت ليلى راسها على صدره وقالت


- الله لا يحرمنى منك ابدا قيس


قطع لحظتهم صوت منار


- هذا ليس وقت ان تحبوا ببعض ، هيا ليلى نذهب للكافتيريا لنحضر قهوه وشاى للجميع


ابتعدت ليلى بخجل ونظر قيس بحده وغيظ لمنار وقال


- فلتذهبى بمفردك لماذا تريدى ليلى معك


- لا استطيع ان احمل كل شئ بمفردى يا شقيقى العزيز و ايضا جدى قال خذى ليلى معكى تساعدك


زفر قيس بغيض وهو يرى ابتعاد ليلى ومنار ثم شاور لاحد حرسه الذين ينتظرون على مسافه بان يتبعهم حتى يكون مطمئنا اكثر


جلس قيس بجانب سامر و احمد و جده وهو بانتظار ملاكه التى يشعر بالفراغ من الداخل بمجرد ابتعادها عنه . حتى قال سامر له


- اجازه ليلى التى اخذتها لها من الجامعه متى ستنتهى قيس ؟ يجب ان تنزل للجامعه فهى بعامها الاخير ولا اريد ان ترسب به


- لا تخاف لن ترسب ، وهى لا تذهب للجامعه من الاساس بل تدرس بالمنزل وتذهب فقط وقت الامتحانات


- ولماذا لا تذهب للجامعه ؟


نظر له قيس ببرود وقال


- لان أمراه قيس العامرى لا يجب ان تتعب نفسها ، ليلاى تجلس بقصرها معززه والدراسه تأتى لها


ابتسم سامر على التملك الواضح بصوت قيس ، هو يعلم انه لم يرسلها للجامعه حتى لا تتعامل مع زملاء رجال هناك ولكنه لم يتحدث او يزيد من تملكه


اما ليلى فقد كانت تحمل صنيه التى بها الشاى و القهوه بيد ومنار تحضر بعض الساندوتشات للجميع ، لاحظت هى حزن منار الشديد رغم انها تبتسم امام الجميع فوضعت الصنيه واقتربت منها وقالت


- ما بكى منار ؟ لماذا كل هذا الحزن بعيونك ؟


نزلت دموع منار وهى تقول


- لاننى احبه يا ليلى . احبه منذ كنت طفله والان فقدته للابد


- عن من تحكين انتى ؟


- عن فهد . احكى عن فهد الذى احببته منذ كنت طفله ، واحببته عندما كبرت ، واحببته عندما علمت بحبه لاخرى ، واحببته عندما رحل لامريكا ولم يعود ، واحببته وهو قاتل . احببته ولا اعتقد اننى استطيع ان احب غيره . هل رأيتى غباء اكثر من ذاك


ضمتها ليلى لها بحب وهى تقول بحنيه


- القلوب ليس بيدنا يا منار لكى نختار من نحب ، هى بين يد الله وحده . اذا كان فهد نصيبك فسيكون لك واذا لم يكن نصيبك فأعلمى انكى لن تحصلى عليه ابدا


ثم ابتعدت عنها ومسحت دموعها بيدها وقالت


- لا تفقدى الامل بعد ، فبعد ان يعلم فهد بحقيقه هذه المراه التى توهم حبها لديكى انتى فرصه لتقتربى منه


ضحكت منار بسخريه وقالت


- هل سأنتظر عشرون عاما حتى يخرج من السجن


- ومن قال انه سيدخل السجن ، ابى طلب من قيس ان لا يسلمه للشرطه و يعرضه على طبيب فهو بحاله نفسيه سيئه وبحاجه للعلاج وليس الحبس


ظهر الامل بعيون منار وهى تقول


- حقا ليلى ؟ قيس وافق على ذلك


- نعم سيوافق ، وانا سأكون بجانبك ولكن فقط انتظرى حتى يبدء علاجه ويكون بخير و بعدها حاربى من اجل حبك


ضمت منار ليلى لها وهو تقول بسعاده


- شكرا لكى ليلى شكرا شكرا شكرا


ضحكت ليلى على طفولتها ثم قالت منار


- هيا نذهب لهم قبل ان يبعث اخى فرقه بحث عنا


امسك ليلى صنيه المشروبات مره اخرى و منار الطعام وذهبوا لهم ، كان الاثنين بالممر الموجود به الباقين لتقف ليلى فى مكانها بصدمه و ذهول ثم تتحول صدمتها لشرر يتطاير من عيونها يهدد ان يحرق الاخضر واليابس

الفصل الاخير


كان قيس يجلس مع سامر و احمد و قد رحل جده سلطان بعد الحاح الجميع عليه ، كان تفكيره بجنيته التى احتلت كل ذره فى كيانه و لا يفكر الا بها


خرج من شروده على صوت اهل جيهان ، كانت والدتها و اختها ومعهم رجل ما سمع المراه تقول بقلق و خوف


- كيف حال هشام يا حاج احمد و كيف حال ابنتى


- اطمئنى يا ام محمود فهشام سيصبح بخير بأذن الله . جيهان انجبت فتاه و هى بالحضانه الان و جيهان ستنقل لغرفتها خلال دقائق


نظر الجميع على قيس ليقول احمد


- هذا قيس العامرى زوج ابنتى وقيس هذه والدته جيهان و هذا محمود اخيها و هبه اختها


- اهلا بكم وحمد الله على سلامه جيهان


- الله يسلمك قيس باشا


قطع حديثهم خروج الممرضه واخبارهم برقم غرفه جيهان فذهب الجميع ليطمئن عليها ولكن قيس قال


- انا سأنتظر حتى تعود ليلى و منار ثم سأذهب معهم


ذهب محمود و الام واحمد و اقتربت الفتاه منه وقالت بطريقه لم تعجبه


- اهلا بك سيد قيس لقد سمعت الكثير عنك ولكن ما سمعته لا يصف نصف حقيقه ما أراه


نظر لها قيس باشمئزاز وقال


- أذهبى لتطمئنى على اختك يا فتاه و لا تلعبى بالنار حتى لا تحرقك


فوضعت يدها على صدره و قالت بغنج


- من اجلك انت انا على استعداد ان اتحمل وجع الحرق


قبل ان يتصرف قيس وجدها تبتعد عنه بقوه و تسقط على الارض لينظر ليرى ليلى تقف امامه و الشرر يتطاير من عيونها


- اذا لم يستطيع اهلك تربيتك يا هبه فدعينى انا أربيكى ، لو ان جيهان لم تكناختك و بمكانه اخت لى ايضا لقد قطعت يدك التى وضعتيها على زوجى . قيس ملكا لى انا يا حثاله فلا تفكرى ان تقتربى منه مره اخرى


قامت هبه من على الارض و قالت بغضب


- لا يوجد حثاله هنا غيرك فالكل يعلم بأنه كان عشيقك قبل ان يخطفك يوم خطوبتك


لتسقط هبه مره اخرى على الارض ولكن هذه المره من قوه صفعه قيس لها و هو يقول بصوت حاد كالسيف يلقى الرعب فى القلوب


- اقسم لاجعل السماء تبكى عليكى اليوم اذا ذكرت اسم حبيبتى على لسانك القذر . ليلى اطهر واشرف منك يا عاهره و لولا الظروف التى نحن بها وان اختك تهمها لكنت افرغت مسدسى براسك ولا فديه عليك


الان و بهدوء تذهبى لاختك و بعد ان تريها تختفى من امامى قبل ان اعيد تربيتك من جديد


رحلت هبه مسرعه خوفا منه . التفت قيس لليلى ليلاحظ الدموع بعيونها ويشعر كان احدهم طعنه بقلبه من الحزن الواضح عليها


رفع يده ومسح دموعها برفق لتبعد هى يده عنها وتقول بغضب


- كيف تسمح لها انت ان تقف قريبه منك هكذا و تضع يدها على صدرك


ابتسم قيس من الغيره الواضحه بعيونها و قال بحب


- اقسم يا ليلاى اننى حتى لو كنت بين مئات النساء فعيونى لا ترى الا ليلى و قلبى لا يعشق الا ليلى و روحى ملك لليلى


اختفى الغضب منها قليلا و حل مكانه الحب لكنها لن تكون ابنت حواء ان سامحته بسهوله فقالت وهى تتظاهر بالحزن


- تخيل لو رايتنى انت ورجل ما يضع يده على ماذا كنت ستفعل ؟


ليتحول لكتله من النار من الغضب و الغيره وهو يقول بقوه


- لكنت قطعت يده التى لمستك واخرجت عينه التى رأتك من مكانها ثم بعدها ازلت عقله الذى سول له ان يلمس ما هو ملكى انا فقط . قولى على مجنون او سادى او تملك لا يهمنى اى شئ ما يهمنى انى عاشق و غيرتى حارقه فتجنبيها


ضحكت منار وهى ترى عيون اخيها تشتعل بسبب الغيره لكنها بسرعه اخفت ضحكتها عندما ارسل قيس لها احدى نظراته المميته ولكن نظراته تغيرت عندما نظر لحبيبته وهى تبتسم بحب له


بعد ان اطمئن قيس و ليلى على جيهان و هشام رحل الجميع ليرتاحوا قليلا ، و بعد ان اطمئن قيس بأن ليلى نامت غير ملابسه و ذهب سريعا للمخزن ليرى فهد


عندما وصل قيس لهناك وجد رجاله يحيطون بالمكان فدخل للداخل ليجد جده سلطان هناك و فهد بحضنه يبكى بشده وعلى الارض بجانبه الملف الذى يحتوى الاوراق و الصور الخاصين بلميس


رفع جده عينه ونظر له بحزن على حال حفيده وهو يلوم نفسه لانه لم يهتم به اكثر مما فعل


اقترب قيس منهم فرفع فهد عينه واحس قيس بالحزن من كميه الوجع و الالم الموجوده بعيون فهد


لم يتحدث اى منهم فقط جذبه قيس لحضنه فضمه فهد بشده له وهو يبكى بشده ، يبكى لعل الالم الذى يشعر به يذهب


تركه قيس يخرج كل ما فى صدره و بعدها قام وجعله يقوم معه واخرجه من المكان للسياره ثم اخذه للمستشفى الخاص به


كان بالمستشفى كادر من الاطباء بانتظارهم فتم ادخال فهد حتى يكون تحت الرعايه دائما وبعد ان استقر بغرفته دخل قيس عليه فوجده مستلقى على السرير ينظر للسقف


- انت بخير فهد فقد تحتاج لان تخرج كل ما بداخلك ، هنا الاطباء كلهم مهمتهم خدمتك والاعتناء بك وبعدها ستخرج لتكمل حياتك واحلامك


نظر فهد له بألم ونزلت دموعه ولم يتحدث ، و قيس لم يضغط عليه بسبب تعليماته طبيبه النفسى ، قام قيس وقبل راسه وخرج لانه لم يتحمل ان يرى ابن عمه و شقيقه بهذه الحاله


مر شهرين هادئين على الجميع ، هشام تحسنت حالته وطلب العفو من ليلى لانه لم يكن لها أخ جيد وبالطبع ليلى بنقاء قلبها ضمته لها وبكت ونست كل الماضى و اصبحت أقرب لاخيها ودائما يسأل عنها


جيهان والطفله بأحسن حال و قد اطلقوا عليها اسم ليلى كما طلب هشام


ليلى بدءت بمتابعه دراستها مره اخرى فالامتحانات على الابواب و هى لا تريد ان تخسر اخر سنه لها


منار كانت تذهب كل يوم لزياره فهد . لم يكن يتحدث معها و لكنها لم تهتم فكانت هى تتحدث معه وتخبره كل ما يحدث بالخارج وتطعمه الغذاء بيدها ثم ترحل


اما سامر فقد علم ما فعلته هبه مع قيس و ليلى مما احزنه بشده لانها كانت الفتاه التى احبها و كان يريد الزواج بها لذلك اخرج حبها من قلبه بعد ما حدث واغرق نفسه بالعمل


اما قيس فكان حبه لليلى يتزايد كل يوم ويعد الايام حتى تنتهى الدراسه لكى يأخذها و يسافر بعيدا ليقضوا شهر عسل اخر بدون مقاطعه من احد


بدءت امتحانات ليلى وقد لاحظ قيس عصبيتها الدائمه وبكائها لاتفه الاسباب و لا يعلم ماذا يفعل ليهدئها


مرت فتره الامتحانات على ليلى صعبه فهى كانت مريضه ولم تستطيع ان تخبر قيس حتى لا يقلق عليها ، كما انها خائفه من الامتحانات وتكاد تجزم انها سترسب هذه السنه


فى اخر يوم بامتحاناتها قررت ليلى ان تعد مفاجأه لقيس فعادت مسرعه للبيت و طلبت من الخادمه تحضير عشاء رومانسى بغرفه النوم وبعدها الجميع اجازه


بعد ذلك اخذت ليلى حمام منعش لكى تفيق ثم ارتدت قميص نوم مثير وفوقه روب طويل وبعد ان تأكدت من ان كل شئ بمكان اطفأت الانوار وانتظرته


كان قيس عائد للمنزل بسرعه بعد ان انهى عمله فحبيبته انهت دراستها و الان يستطيع ان يشبع منها فهو وبسبب انشغالها بالامتحانات لم يلمسها حتى لا يتعبها


لكن الان نفذ صبره وسوف يجن ان لم يحصل عليها . دخل للبيت فلاحظ عدم وجود اى من الخدم ، صعد بسرعه لغرفه نومهم وفتح الباب ليقف امامه لا يتحرك من صدمته


فحبيبته ليلاه كانت تقف امام طاوله الطعام وهى تبدو مثل فينوس او افرودايت ولكنها اجمل . اقترب منها ولاحظ احمرار خدودها


طبع قبله على جبينها ثم خدها الايمن ثم الايسر وهو يهمس


- اشتقت لكى ليلاى واحترق قلبى من اشتياقه


ثم بدء بتوزيع قبلات على رقبتها وطبع ختم ملكيته هناك ليسمع تأوهاتها وهى تقول بتعلثم وانفاس مضطربه


- لنتناول طعامنا اولا قيسى


- انا اتناول طعامى يا قلب قيس فأنا جائع لكى انتى


ثم تناول شفتيها بقبله جائعه تحمل مدى شوقه لها ليحملها بين يده ويضعها على السرير برفق و يغيب معها فى عالمهم الخاص ولم يتركها حتى تعبت ونامت من الاجهاد قبل الفجر


بعد مرور سبعه اشهر


استيقظ قيس من نومه على صوت تأوّهات ، نظر حوله فلم يجد ليلى فقام بسرعه باتجاه الحمام وجدها تستند على الحوض وهى تتألم


اسرع قيس لها وقال بخوف


- ليلاى هل انتى بخير هل تتألم


- اعتقد اننى ألد


- تلدى كيف هذا مبكر الطبيبه قالت ولادتك بعد اسبوعين


- اذا اتركنى لاجلس اتالم هنا بسبب كلام هذه الطبيبه الحمقاء انا ألد وانت تفكر بالطبيبه


بسرعه اسرع قيس باحضار ملابس لها وساعدها على ارتدائها وحملها لسيارته و قاد بسرعه لمستشفاه وبالطبع كان الجميع بانتظاره وهم مرعوبين منه ومن تهديداته بان يحرقهم احياء اذا حدث لامراته وطفله شئ


بسرعه تم ادخال ليلى لغرفه العمليات فالطبيبه كانت قد اخبرتهم انه بسبب صغر حجم جسدها وان الطفل حجمه كبير نسبيا فالقيصريه افضل وسيله للولاده


كان قيس يجلس امام غرفه العمليات على نار خائف على حبيبته الصغيره


تذكر هو يوم علم يحملها كان أسعد شخص على وجه الارض ، كان ذلك ثانى يوم انتهاء امتحاناتها عندما اتصلت به الخادمه واخبرته ان ليلى فقدت الوعى


يكاد يقسم ان قلبه كاد ان يتوقف هذا اليوم من خوفه عليها ، وعندما اسرع لها كان الطبيب قد وصل كما قال له وبعد الكشف عليها اخبرهم بالخبر السعيد


لقد ضمها قيس لها وبكى ، نعم بكى لان صغيرته وعشقه تحمل بداخلها ثمره حبهم و عشقهم


خرج من افكاره عندما وضعت منار يدها على كتفه فنظر ليجد ان الجميع هنا هشام و جيهان واحمد ومنار وبعدها بقليل حضر الجد سلطان مع فهد


لقد تعالج فهد فى المستشفى لمده خمس اشهر وبعدها خرج وقام قيس بتعينه نائب له حتى يشغل نفسه بالعمل ، وقد ذهب لهشام وطلب منه المسامحه وقد سامحه هشام لانه علم كل ما مر به من صعاب


كان الجميع فى الانتظار حتى خرجت لهم الممرضه وقالت ببسمه


- مبارك انجبت لكم صبى والام والطفل بخير


- متى استطيع ان أراهم


- مدام ليلى ستنقل لغرفتها بعد قليل والطفل فقط سيتم تجهيزه و الاطمئنان عليه وسنحضره لكم


تنفس الجميع بسعاده و تلقى قيس التهانى من الجميع وعندما تم نقل ليلى لغرفتها احاطها الجميع بانتظار ان تفيق من البنج


دخلت الممرضه عليهم وهى تحمل الصغير بين يدها ليسرع قيس وياخذه منها وينظر لثمره عشقه


نظر لطفله بحب شديد ثم طبع قبله على جبينه وقام بالاذان بأذنيه ثم اعطاه للجد سلطان الذى نزلت دموعه وهو يحمل ابن حفيده ومن سيحمل رايه عائله العامرى بالمستقبل


وبعدها بدء الجميع بحمل الصغير حتى استيقظت ليلى فأسرع قيس لها


- حمد الله على سلامتك يا قلب قيس


- الطفل


قالتها ليلى بضعف ليحضر لها هشام الطفل لانه كان بيده ويضعه بهدوء بين يدها و قيس يدعمها لانها مازالت ضعيفه


- صبى مثل البدر كوالدته


ابتسمت ليلى بضعف و قالت


- ماذا ستسميه ؟


- مهاب ، مهاب العامرى


ابتسمت له ليلى بحب فحمل قيس الطفل ووضعه بسريره الصغير بجوار سريرها وهمس


- ارتاحى يا قلبى وبعدها نتحدث


اغمضت ليلى عيونها من التعب ونامت فرحل الجميع حتى يعطوها الوقت لترتاح وبقى قيس معها يتأملها هى و طفله


مرت الايام وتحسنت صحه ليلى وقد احضر قيس لها ممرضه و مربيه لكى يساعدوها على الاعتناء بصحتها و بمهاب رغم اعتراضها الدائم من تدليله لها


اما فهد فقد طلب يد منار من قيس بعد ان تأكد من مشاعره ناحيتها ، فهى لم تتركه ابدا فى محنته كما انه لاحظ الحب بعيونها عندما تنظر له وقد اتفق قيس معه ان زواجهم سيكون بعد انتهاء العام الدراسى لها


اما سامر فقد ذهبت هبه له وترجته ان يسامحها على ما فعلت وانها تصرفت هكذا بسبب غيرتها من ليلى لانه كان سيتزوجها واعترفت له انها تحبه و منذ زمن ، فسامحها سامر وطلب يدها من والدها واتفقوا على زواجهم بعد ثلاث شهور


اما بطلينا قيس و ليلاه فحبهم كان يزيد مع مرور الايام ، لم تخلو حياتهم من المشاكل بسبب غيره قيس القاتله و تملكه الا محدود لليلى ، لكنها بذكاء كانت تستطيع ان تمتص غضبه و تجعله يعلم دائما ان ليلاه له وحده قلبا و جسدا و روحا


❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

لاتحرمونا من تعليقاتكم الجميله ومتابعه للمدونه

ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS