expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية قطه متوحشه البارت الرابع عشر


البارت ١٤
#قطه_متوحشه
ما قبل الاخيره
لوهلة كادت تعترف مايختجل بداخلها من مشاعر اتجاهه... ولكن برودهُ ونظرته الغير مباليه بعثرت كل ماارادت اخباره به.... رغم القسوة التي شعرت بها في صوته الا انها تمكنت ان تستجمع شجاعتها وتبادله البرود نفسهُ
- اظاهر انك نسيت انه بيتي زي ماهو بيتك مش كدة ولا اية يا كابتن؟!
ادهشهُ جوابها ولكنه تمكن ان يضبط انفعاله وهو يخطو نحوها
- الله يرحم مش ده برضة الكوخ الي مكنش عاجب سيادتك اية الي اتغير دلوقت؟
تملكها شعور ان تصفعه ان تصرخ بوجهه...الا يمكنه ان يرى الحب يملئ عيونها الا يمكنه ان يشعر بما يعتمل بداخلها... رغم ذلك تمالكت اعصابها واجابته بحدة
- مفيش حاجة اتغيرت عن اذنك بقا لاني تعبانة ومحتاجة ارتاح شوية
كادت تدلف لداخل الكوخ عندما استوقفها قائلاً
- انا عايز افهم انتــــــــــ......
قاطعته روبي دون أن تستدير إليه ببرود
- مفيش حاجة عشان تفهمها
تنفست الصعداء فور دخولها الكوخ... لاحظت العديد من التغيرات الجميلة... اصبحت هناك طاوله جديدة مستديرة محاطة باربعة كراسي من خشب الصنوبر... وايضاً لم يفوتها مشاهدة تلفاز صغير.... تنهدت بارتياح وهي ترى ذلك.... ثم دلفت للغرفة وتفاجأت بسرير مختلف واكبر .
وضعت الحقيبة جانباً وارتمت على السرير ... وهمت بوضع يدها على بطنها والبهجة والسرور غمرتها... قالت بصوت خفيض
- انت دلوقت في بيت باباك
دون ان تدرك اغمضت عيناها مستسلمة للنوم... .بعد ساعات افاقت واذا بالليل قد حل... تفاجأت بهدوء المكان وعتمتهِ...نهضت تبحث عن آدم تساءلت في ريبة
- ياتري يكون فين؟
لم تجد له أثر في المطبخ ولا في اي مكان...قطبت حاجبيها باستياء
- معقول يكون سابني لوحدي مجنون ويعملها؟!
فتحت الباب بعنف وتفاجأت بالسيارة أمامها ...أدركت انه لايزال موجود وصوت غريب منبعث من مكان ما أكد لها ذلك....وقفت مذهولة قرب الباب الضخم ودلفت للداخل دون أن يشعر بوجودها...كان منهمك في نحت الخشب...قالت بهدوء
-واووو جميل هو انت بتشتغل كمان نجار؟
استدار متفاجئ من رؤيتها فأسرع ليقول بعصبية- بتعملي اية هنا ؟
علت شفتاها ابتسامة بريئة
- بصراحة الي بتعمله اكتر من رائع لية مقولتليش ع المكان هنا ؟
- لية جيتي...بتخططي لايـة تاني؟فهميني وحالا عايزة اية؟
هتفت بعنف وهي تنتزع نفسها من ذراعه القوية والدموع تملئ عيناها
-انت الي انا عايزه مش بتفهم ليه يا غبي! محستش بكدة من اول ما جيت
فتح عيناه مذهولاً مما سمعه للتو ..تراجع مبتعداً عنها قليلاً ثم قال بانزعاج محاولاً استعادة رباطة جأشهُ
- مش حسمحلك تفضلي هنا..بكرة هرجعك لاهلك المكان هنا مش مناسب ليكي!
تجهمت ملامح وجهها
-مش انت الي تقرر ايه هو الي يناسبني
لم تستطع أن تمنع نفسها من البكاء وهي ترى رفضه إليها...أسرعت للخروج ...وقف آدم مشدوهاً لوهلة ثم أطلق العنان لمشاعره المتأججه
ادم صاح بها-روبي...استني رايحة فين يا منخوليا؟
لم تنتبه لدرج السلم الصغير...اصطدمت مقدمة ساقها لتسقط متألمة
-آه
شحب وجهه فور رؤيته لها بهذه الحالة واقترب
- انتي كويسـة؟
تجاهلت سؤاله واضعة يدها حول بطنها بألم...ثم نهضت
أمسك ذراعها وادراها نحوه
-روبي انا.....
صرخت بوجهه
-انت اية هه انتي بتكرهني مش كدة مش ده الي انت عايز تقوله خلاص وصلت يا كابتن
ادم-لا....انا حتي مفكرتش اكرهك لاني بحبك والله انا متيم بيكي بس انتي تستاهلي راجل احسن مني! انا حتي مقدرتش احميكي انا فاشل في كل حاجة
وضعت يدها على فمه معارضه
-لا انت اروع راجل في حياتي..والي مقدرش اعيش من غيره
- بس انا مملكش غير قلبي وأقدمه ليكي مملكش عربيات ولا قصور ولا حتي جزء قليل من حياة البذخ الي كنتي عيشاها
اجابته بسعادة بالغة
-وقلبك يكفيني.. الأمور دي كلها مش هتغنيني عنك لازم تفهم كدة وكويس قوي..آدم انا بسببك اتغيرت بقيت ست ناضجة وواعية..انت صحتني من حياة مكنش ليها اي قيمة
ـ بس انتي هربتِي... هروبك مني وضح لي انك مش بتحبي الحياة معايا ومش بتكني ليا ولا لآهلي شوية مشاعر
اخفضت اهدابها باستياء
- لازم تعرف انا مخططتش للهروب..هند هي الي حرضتني اعمل كدة فهمتني انك قتلت صاحبتها وهي في الأصل اختها ... فجأة زرعت الشك في قلبي... ارجوك انك تسامحني لأني شكيت فيك
ضاقت عيناه قليلاً ثم قال باستسلام
- هند مقلتش غير الحقيقة للآسف نور انا الي قتلتها
اقتربت منه واجابته مؤكده
- لايا آدم انت مقتلتهاش... هي دي الحقيقة مارينا قالتلي كل حاجة
رفع حاجبيه مندهشاً من حديثها
- مش فاهم قالت لك اية وضحي؟
اخذت نفساً عميقاً
-هند هي الي زقت اختها في البحيرة.. مارينا شافت ده بعنيها
تنهد أدم ساخطاً بصوت مرتفع
-ياالله ولية مارينا معرفتنيش كدة خلتني طول السنين دي اتعذب والوم نفسي لجريمه انا معملتهاش
وضعت يدها كتفه مهدئة
-ارجوك اهدي يا آدم مارينا لزمت الصمت عشان تحميك لان هند هددتها لو فضحت امرها هتقتلك بسحرها الاسود ع عينها
- اييية المجرمـة فعلا ملعونة كنت بتغاض عن عميلها عشان اختها نور
- تعرف اية الي بيحصل دلوقت قلبي بينبض بحبك انا بحبك آدم ومقدرش آعيش من غيرك
انتزع ذراعه منها وقال بصرامه
-احنا مش مناسبين لبعض...فيه بنا فرق شاسع و لايمكن نتجاوزه... هفضل الوم نفسي لو سمحت لك تفضلي معايا هنا.
استدار على عقبيه مبتعداً عنها فصاحت به
-آدم... بلاش تسبني وتمشي
وفجأة انتبها للغبار الذي تطاير من بعيد... استدار الاثنان واذا به حصان يمتطيه شخصان.... استغرب الاثنان ذلك ونسيا ماحدث قبل لحظات..
صوت انفاسها المقطوعه وهي تقول اربكهما
-آدم...آدم آخويا ... الحمدالله انك بخير
ادم مشدوهآ-مارينا؟!
كانت تركض باتجاهه اخاها وهي لاتزال تردد اسمه بقلق
-آدم الحمد لله انك كويس وبخير
وفجأة انتبهت لوجود روبي فتابعت لاهثه
-روبي انتي هنا
نفذ صبر آدم ولم يعد يتحمل ماتخفي اخته
-مارينا مالك بتعملي ايه هنا؟
ـ هند...
-مالها اية الي حصل لهند؟
كانت روبي تصغي لهما دون ان تتفوه بشيء... بينما اجابته مارينا بسخط شديد
-هند الشر خلآص اتمكن منها ولازم نوقفها بتحاول تقتل طفل لسا متولدتش سمعتها تردد شعوزتها الملعونة والي مفهمتوش برضة اسمك الي بتردده باستمرار
رفع آدم حاجبيه مستغرباً
ـطفل مين... انا مش فاهم حاجة ولية تعمل كدة؟!
- معرفش...معرفش
وقفت روبي مذهوله وشاحبه بنفس الوقت وهي تضع يدها على بطنها ثم قالت دون وعي
-طفلي!
استدار نحوها الاثنان بصدمه فاسرعت مارينا لتقول
- طفلك ِ!روبي انتي حامل؟
اجابت دون وعي منها
-انا حامل
اشرقت ملامح مارينا وهمت باحتضانها بسعادة بالغه وهي تردد بصوت مرتفع
-واخيراً هبقي عمه مش مصدقة
لتفتت نحو اخاها و وبخته بلطف
- كدة يا آدم تخبي عني الخبر الجميل ده ؟
وقف مشدوهاً وغير مصدق مايسمعه ولكن رغم ذلك اجابها بصعوبة
- انا اصلآ لسه عارف حالا... روبي انتي فعلآحامل؟
ضيقت من فستانها لتبرز بطنها الصغير
-عمره دلوقت 3 شهور..انا خايفة هي بتحاول تقتل ابننا!آدم اعمل حاجة ارجوك!!!
اقترب زوج مارينا وقال بهدوء
- روبي فعلآ عندها حق لازم تعمل حاجة بخصوص الملعونة دي لازم نوقفها عند حدها ضرت ناس كتير بافعلها دي
اجابه آدم وهو يحاول تفسير مايعتمل بداخله من مشاعر اتجاه هذه الاخبار المفاجئه
- اية معني كل ده انا هبقا آب وهند بتحاول تقتله
اخذ يخطو باتجاه روبي ووقف قبالتها ثم قال بلطف
- ممكن تسبونا لوحدنا شويـة
بعد لحظات اصبحا لوحدهما فقال آدم موبخاً روبي
-حامل من 3 شهور وانا معرفش غير دلوقت ممكن اعرف ليه؟
انفجرت باكيه
- كنت هقولك ازاي وانت مكلفتش نفسك تيجي تشوفني انت اصلآ شكلك نستني خالص انا بقي الي المفروض اسالك لية اتخليت عني؟!!!!
-اظن فهمتك الف مرة ان الحياة هنا مش تناسبك
روبي بدموع-بس انا أتغيرت يا آدم انا حبيت المكان هنا وهيحبه ابننا ان شاء الله
برقت عيناه بسعادة ثم احتضن كتفيها بحنان وقال بنعومة
- تعرفي ده آجمل خبر سمعته في حياتي... ربنا هيرزقني بطفل ومنك
تسارعت نبضاتها وتفجرت براكين الاشتياق نحوه وهي تشعر بيده تحط على بطنها.. اخفضت بصرها نحو يده ثم رفعته قائله بلهفة
- عارف مدي سعادتي دلوقت وانا حامل منك
نسيا لوهلة وجود مارينا وزوجها وكاد ينحني ليقبلها ولكن سرعان ماقاطعت مارينا حديثهما الساخن وهي تقول بلهجة موبخه
- آدم يلا مفيش وقت روح وقف الي بتعملة بنت المؤذية هند لازم تقف عند حدها
وافقها زوجها سيد
-مارينا عندها حق يلا بينا
قال آدم موجهاً حديثه لاخته
- يلا !مارينا خليكي هنا قريبة من روبي لحد مارجع
طمأنتها مارينا
- روح وكون مطمن روبي هتكون في آمان معايا
تذمرت روبي
-لا بلاش تعملوني وكأني طفله مش بفرق بين البطاطا والبطاطس
اقترب آدم محتضنا كتفيها بحنان
-اسفه لو قلت كدة بس انا فعلا شيفاكي طفلة تحتاج دايما لرعاية وحماية
اخذت الفتاتان تنظران لزوجيهما وهما يبتعدان... بينما هتفت مارينا قائله
- يارب يرجعوا بالسلامـة
-مارينا انا خايفة من الي هيحصل
طمأنتها مارينا
- لامتقلقيش اخويا آدم قوي ويعرف ازاي يتصرف الجو برد قوي تعالي ندخل جوه
سألتها روبي. بينما يهمان بالدخول
- بنتك منه عاملة ايه وحشتني قوي قوي
-اضطررت اسيبها عند امي دي كبرت وبقت شقية جدا
....قطه متوحشه....
كانت هند تجلس قرب البحيرة وتحيطها الشموع والملح بشكل دائري... صاح بها آدم بأنفعال شديد
- هند
استدارت نحوه والشرر يتطاير من عيناها وصوتها يملؤه السم
-آدم... انت بتعمل اية هنا؟!
اخذ يخطو باتجاهها بينما هي زجرته بكف يدها
- اياك تقرب اكتر ..والا...
تجاهل تحذيرها وهو يقول بحدة
-والا اية... انتي مفكراني هخاف من شعوذتك
ضاقت عيناها وازدادت حلكة وعداء
-آدم خلي بالك من كلامك معايا...
تسارعت انفاسه واشتد غضبه عليها
-وقفي الي بتهببيه دلوقت ياهند
هند بأصرار-لااا...مش هوقف حاجة ابدآآآ!هقتلها وهقتل العيل انا الي تستحق انها تحمل منك مش هي!
سرعان ماشلت حركته فصاح بها
-هند انا عارف دلوقت انك انتي الي قتلتي آختك نور ولو عرفت القبيلة الي بتعمليه دلوقت هيصلبوكي ع شجرة لعميالك وووقفي سحرك حالا
ازداد صوتها خشونه وجهها بشاعه
-انت الي طلع عليك وقفي وحالاً... اية بتحبها... بتحب روبي بتخاطر بحياتك عشانها ؟
قال بكل ثقه
- ايوة بحبها ومش هسمحلك انك تمسيها بشرك
لم تكن اجابته الا وقع العاصفة عليها... سرعان ماامسكت بلعبة من القماش ورمتها في النار... بينما وقف آدم كالمشلول ليسقط فاقداً للوعي.... بنفس اللحظة تدخل زوج مارينا ليرمي هند بالمياه
ويسرع لنجدة آدم المرمي على الارض دون حراك.
- ياملعونة عملتي فيه اية؟
لم تكن سوى لحظات واختفت هند عن الانظار.... كانت روبي واقفة قرب النافذة منتظرة عودة آدم الذي تاخر في العودة
افاقت مارينا من نومها وقالت متسائله
-الساعه دلوقت عدت 5 الفجر ولسا مرجعش
اجابتها روبي باستياء
-هنعمل ايه لو جرلهم حاجة انا خايفة حاسة اني بتخنق
-وانا كمان تفتكري بيحصل اية دلوقت؟
وفجأة قاطع حديثهما صوت نباح مارثا.. اخذتا تنظران لبعض في ريبه حتى قالت روبي بقلق
-اية الي بيجري؟!
اجابتها مارينا بعجله
- خليكي هنا... وهطلع انا اشوف اية الي بيحصل برة
اخذت روبي تذرع الغرفة ذهاباً واياباً منتظرة عودة مارينا الذي طال غيابها... تسأئلت روبي بصوت مسموع
- ياتري اتاخرت كدة ليه؟
لم تتمكن روبي ان تمكث في مكانها اكثر من ذلك... كادت تفتح الباب ولكنها تفاجأت باغلاقه المحكم..
تذمرت بعصبية
- ماله ده اتفتح يخربيتك؟
حاولت مجدداً دون نتيجه... استدارت نحوه النافذه واذا بها مغلقة هي الاخرى باحكام... رائحة غريبة استوقفتها في مكانها.. سرعان امتلئ المكان بالدخان... وهنا تأكدت ممايجري وهو احتراق المنزل من الخارج.
وفجأة ظهرت خلف النافذه المدعوة هند والشرر يتطاير من عيناها... اتسعت عينا روبي رعباً وهلعاً كاد صوتها يختنق وهي تردد بأسى
-هند ...هند ... ارجوكي افتح لي الباب...هند متمشيش
ضاقت انفاسها من اثر الدخان... اما هند تعالى صوتها وهي تكرر بين ضحكاتها الكريهة
-موتي... موتي... يا ملعونة آدم ليا انا لوحدي
اخذت صورة هند تختفي تدريجياً امام ناظريها... .ثم سقطت على الارض دون ان تتحرك...
تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close