expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية قطه متوحشه البارت الرابع



البارت الرابع
  قطه متوحشه....

كانت روبي تغط في نوم عميق... وفجأة ايقظها صوت مرتفع غريب... تحركت عبثاً على السرير لتستكشف مايجري حولها... واذا بها ترى ادم يفتح حقيبة كبيرة ويملئها بملابسها دون ترتيب.
انتفضت جالسة وتعابير الغضب تغمر محياها -انت بتعمل ايه عندك ؟
لم يصغي لكلامها... ازداد حنقها لتجاهلها ...خطت مسرعة نحوه وانتزعت الملابس من يديه وهي تقول بضيق -انت ازاى تسمح لنفسك تفتش فى هدومى ؟
اجابها بجفاف:معندناش وقت لازم نمشى قبل الليل
عادت لتعلق فستانها بعصبية في دولابها - ومين ان شاء الله فهمك وقالك انى هروح معاك فى داهيه تاخدك.
نظر بها بتحدي وكبرياء -انتِى مراتى وهتمشى معايا فداهيه الى هروحها
قهقهت بصوت ساخر - مراتك انت اظاهر صدقت اللعبه دى واستحلتها كمان ....
صمتت لبرهة ثم تابعت بحدة وهي تحدق بعيناه وتشير باصبعها نحوه بتعالي -انا مش مراتك ولا حتى فى احلامك يا بأف
فجأة انقضى على يدها وقال بقسوة...انا اظن حذرتك قبل كده بلاش حركه الصباع دى ..ولو مش عجبك تيجى معايا خليكى هنا لوحدك
تأوهت متألمة... بينما كانت تحاول ان تنتزع يدها منه ولكنه كان يشدد القبضة عليها.. فصرخت به -آه...اوعى ايدك وجعتنى
لم ينتبه انه كاد يكسر اصابعها للحظة... اطلق سراحها بينما هي اخذت تفرك يدها متذمرة -انت مجنون ايدى ...يخربيتك
نظر لها بنظرة فاحصة لبرهة... اللهم طولك ياروح ثم تناول سترته وخرج صافقاً الباب خلفه بقوة... اسرعت خلفه ... فتحت الباب وصرخت : غور فى ستين داهيه.. يا سافل
كان صوتها مرتفعاً جداً مما ايقظ والديها اللذان خرجا بملابس نومهما... قال والدها باستغراب - ايه الصوت العالى ده ...ايه الى بيحصل هنا؟
كان ادم قد ذهب للخارج... بينما اجابته ابنته بعصبية - المجنون ده كان عاوز يكسر صوابعى .......الحمد لله اتخلصت منه بسهوله
فتح والدها فاهه منذهلاً... وسارع يخاطب زوجته -شريفه الحقيه واوعى تسبيه يمشى
اذعنت شريفه لأوامر زوجها دون ترد
بينما اتسعت عينا روبي مستنكرة - بابى انت بتعمل ايه؟ده حاول يكسرلى صوابعى وانت عاوزه ترجعه هنا تانى
تنهد مهاب بعدم ارتياح :اكيد انتى عملتى حاجه غلط.. عشان كده اتجرأ عليكى .
روبي:_ده عاوز ياخدنى معاه غصب ...بابى انا مقدرش افارقكم ابدا
تراجع والدها خطوة للخلف متفاجئاً - هو الى قالك كده ؟انا فكرته هيعيش معانا هنا 
روبى بدموع -بسلامته بيتصرف زى مايحب ......بابى انت لازم توقفه عند حده ... انت مش هتسمح بالمزله دى تحصل
وفجأة قاطع حديثهما دخول شريف وادم الذي بدى في اوج غضبه وغطرسته...
قال مهاب موجهاً الحديث ل لادم ...انت فعلا عاوز تمشى من الفيلا ...انت مش قلت هتستنى هنا
اجابه بنبرة تهكميه
-ايوه قلت بس دى لليلة واحدة... وبعديها هرجع لبيتى انا ومراتى
صرخت به روبي --وانا مش هروح معاك لأي مكان
قاطعها والدها بحزم - من فضلك يابنتى اهدى....... الأمور متتحلش بالطريقه دى! ..
قال ادم بلهجة غير مبالية -وانا مش بضغط عليها ..براحتها عاوزه تفضل معاكم زى ماتحب
تهجمت ملامح وجه مهاب وقال - وده هينفع ولا حد يعقله يابنى ...انتم متجوزين دلوقتى ولازم تفضلوا مع بعض .
احتجت روبي بفظاظة -وانا مش همشى مع المتشرد ده
-صاح بها والدها موبخاً -اخرسى ...ازاى تتكلمى بالطريقه دى مع جوزك ... ... والتفت لادم :ابني ادم حقك تاخد مراتك زى ماتحب وانا مش هاعترض.
تلألات روبي عيناها بالدموع وقالت بحسرة : -لكن .. بابى انت بتتخلى عنى بالسهوله دى ! .
وضع يده على كتفها مواسياً -انتى دلوقتى مراته يا بنتى ومسئوله منه هو...ومينفعش ادخل بينكم ا.
- شعرت روبي وكان سكين غرزت بصميم قلبها... هكذا ببساطة تتخلى عنها عائلتها لهذا الوحش المتشرد.. ولكن رغم ذلك اذعنت لكلام والدها بألم وانكسار... قالت بأسى -عندك حق يا بابى انا مراته دلوقتى ومن واجبى اسمع الكلام واطيعه
قال ادم بنبرة جادة:مستنيكى فى العربيه .. عن اذنكم
- قالت شريفه بحسرة -مهاب . لا متوافقش دى بنتا الوحيده
مهاب-مينفعش ياشريفه هى دلوقتى على ذمته ... وجودها هنا لوحدها هيعرضنا لكلام الناس ووهيضر سمعه اهلى وانا اهم حاجه عندى سمعتى
مسحت دموعها وابتسمت روبي بمرارة - مامى متزعليش عشان خاطرى..انا هبقى كويسه ..بس هتوحشونى اووى ...احتضنت والدتها واجهشت باكية بينما اخذت شريفه تمسح على شعرها بحنان
-وانا كمان هتوحشينى يا روبى
نادى والدها فاطمه وطلب منها ان تجهز حقائبها وبدورها حزنت لفراقها فور سماعها خبر مغادرتها...
-
كان وداع عائلتها لأول مرة بمثابة بركان ينفجر في اعماقها ويستحيل اخماده... كان بأمكانها رؤية نظرات الحزن في عيونهم وبالذات اباها الذي بدى بارداً في تعامله معها... ولكنها كانت متأكدة انه يتألم بداخله لأجلها..
رؤيه نظرات الحزن في عيونهم وبالذات اباها الذي بدى بارداً في تعامله معها... ولكنها كانت متأكدة انه يتألم بداخله لأجلها... فور رؤيته لها شغل محرك سيارته... جلست في المقعد الامامي قربه... هذه السيارة لطالما كرهتها... انها الآن تجلس فيها لأول يوم لزواجها... وتعابير الأستياء تغمرها.
خيم الصمت عليهما... في بادئ الامر... تنهد بعدم ارتياح عندما التفت براسه لبرهة نحوها ليراها تستند براسها على حافة النافذة... قال بأسى: اسف للى حصل ... انتى دلوقتى عروسه والمفروض تكونى سعيده
استدارت نحوه حانقة -اسف! وتفتكر الكلمه دى هتأثر فيا .. الاحسن انك تسكت وياريت متسمعنيش صوتك خالص
ادم بغضب -انا بسأل بس انتى ورثتى اللسان الطويل من مين؟
وفجاة استدار بسيارته لطريق صحراوي...
سألته مستغربة -احنا فين دلوقتى ؟
اجابها دون يبعد نظره عن الطريق - ريحين لبيتك الجديد
-وهو هنا فى الصحرا فيه بيوت ؟
اجابها موضحاً -اصل ابويا اخد ارض من الدوله عشان كان بيقدم ليهم خدمات وانا قمت ببناها
-انت باباك ومامتك عايشين معاك ؟
ادم بخبث:لا عايش لوحدي... ولدى وولدتى رفضين العيشه هنا
عاد الصمت ليخيم عليهما من جديد... بينما اشتدت حرارة الشمس لتلسع بشرتها الناعمة انتفضت متذمرة -احنا بقلنا خمس ساعات ركبين المخروبه بتاعتك دى ... الشمس حرقتنى ... يلا شغلى التكييف..
.ادم:بس العربيه مفهاش تكييف
تنهدت بنفاذ صبر -طبعا لازم ميكونش فيها تكيف دى عباره عن خرده... هوووف اخذت تحرك يديها لتصدر بعض الهواء... ولكن الأمر ازداد سوءاً تصببت عرقاً وتشققت شفتاها...
قالت بعصبية -عاوزه اشرب...هموت من العطش
===============
ناولها جركن مليئ بالماء المثلج... تناولته بعضاً منه وكادت تغتسل بالباقي ولكنه استوقفها وهو ينتزع الجركن منها بقوة
-الميه دى للشرب وبس
اتسعت عيناها مصدومة من ردة فعله -نعم .. لكن انا حرانه اووى وعاوزه شويه ميه ابرد بيها جسمى
اجابها ببرود -اتنيلى اتحملي الحر ولانموت من العطش
سكتت كت لبرهة ثم اضاف وهو يناولها منشفة صغيرة -خدى امسحى وشك بدى زمجرت بعصبية وهي تاخذ المنشفة وتجفف وجهها -فين بيكون بيتك الملعون عاوزه اخد شور بارد
وفجأة توقفت السيارة وعجز ادم عن تشغيلها مجدداً...
هتفت روبي بانزعاج -فيه ايه؟هى مش بتمشى ليه ؟
ادم :استنى هنا هطلع اشوفها
مرت فترة طويلة وهي جالسة في السيارة... بينما ادم كان منهمك في ايجاد وتصليح الخلل الذي اصاب السيارة.
ترجلت من السيارة واغلقت الباب خلفها بعصبية... فصاح بها موبخاً -انتى يا متخلفه ... هتخلعى باب العربيه
تجهمت ملامحها فقامت بضرب السيارة بقدمها
====
روبى:كتك داهيه فيك وفى عربيتك ...دى خرده
مسح عرق جبينه بذراعه وقال بنبرة حازمة - الخرده الى مش عجباكى دى باب رزقى الوحيد ولو مشتغلتش هنضطر نبات هنا والمكان مليان عقارب وتعابين.
بلعت ريقها بصعوبة
تعابين -. عقارب ! يامامى احنا فين انا مش ممكن افضل هنا لدقيقه واحده ..
استدارت مبتعدة عنه كالبلهاء... فاستوقفها قائلاً -انتى يا مجنونه رايحه فين ؟
-ملكش دعوه..هروح زى ما انا عاوزه
هتف لها محذراً:بقالنا 8 ساعات ماشين بالعربيه...مابالك بقى وانتى هتقضيها مشى
توقفت حانقة ثم استدارت لتعود مكانها بانفعال -احنا فى وضع صعب وكله بسببك وبسبب بيتك ..الى مش عارفه هو فين ...انا بدأت اشك انك اصلا عندك بيت فى الحته المقطوعه دى .
- تنهد بارتياح عندما اعاد تشغيل السيارة -اخيراً... .اركبى خلينا نوصل قبل الليل .
قطه متوحشه
ينما كان ادم منهمك في قيادة السيارة... كانت روبي تغط في نوم عميق رغم الحر الشديد... تلألات بشرتها بقطرات من العرق... استدار براسه نحوها ليراها بهذا الحالة.. علت شفتاه ابتسامة ارتياح ثم تمتم قائلاً -ده انتى مزعجه .. 
امتدت يده بالمنشفة وهم بمسح قطرات العرق المتعلقة ببشرتها الناعمة... ثم قام بتبليل المنشفة بقليل من الماء البارد ووضعها على راسها. 
بعد ساعتان من نومها اوقف ادم سيارته امام بيت قديم ولكن رغم ذلك كان لايزال محافظ على قوته... قال بنبرة حازمة -يلا وصلنا تقدرى تصحى دلوقتى 
==================
حركت راسها بتثاقل.. ثم فتحت ذراعيها قليلاً وقالت بدون وعي وهي تفتح الباب 
-انا مش مصدقه اخير وصلنا 
اخذت تتفحص المكان حولها وتابعت باستغراب -فين بيتك ؟ 
اشار بيده قائلاً
قدامك ... عارف انه مش هيناسب مقامك ... ولكن ماباليد حيلة
هزت راسها قليلاً وكأنها تحاول استيعاب مايجري حولها - انت اكيد بتهزر
اغلق ابواب سيارته بأحكام... ثم تقدم نحو البيت ليفتح الباب ويقول بابتسامة عريضة -البيت مستنى تشرفيه بدخولك 
تغيرت ملامح وجهها لتهتف بعنف -انت بتسمي الزباله ده بيت ؟ 
-ممكن بطرقتك تحوليه جنه ..... ثم تابع سيره للداخل... بينما هي بقيت في الخارج تصرخ بصوت مرتفع -انت يا متخلف ..يا مجنون..انت ازاى تجبنى للبيت القذر المعفن ..انت يا وقح اخرج كلمنى هنا. 
بعد لحظات كان واقف عند عتبة الباب وقال بلهجة غير مبالية -بعد دقايق المكان هنا هيضلم ... هتفضلى واقفه بره كده كتير؟
اجابته ساخطة -الله يخربيتك انا مش ممكن ادخل للبيت القذر ده 
امسك بمقبض الباب وقال ببرود -خلاص خليكى واقفه بره ... عاوزه حاجه اجبهالك قبل ماقفل فى خلقتك الباب 
اخذت تقلب ببصرها فيما حولها بتوتر شديد ثم قالت بعصبية -سيب الباب مفتوح متقفلهوش
نظرلها بمكر شديد وقال -مش عاوزك تكونى السبب فى دخول الحشرات للبيت 
قفزت من مكانها وهرعت مسرعة لداخل البيت وهي تقول بنبرة مرتعبة -فين الحشرات..... ياربى المكان هنا يخوف 
طمنها قائلاً - متخافيش البيت من جوه متأمن .
تذمرت بشدة -وازى اصدق ده ؟
تجاهل تذمرها وجلس على الكرسي الخشبي وهم بخلع حذائه... ثم اخذ يفتح ازرار قميصه فبانت عضلات صدره وسمرة بشرته البرونزية... انتفضت روبي بعنف :ايه الى 
انت بتعمله ده؟ 
نهض ورمى بقميصه على الكرسي وسار اتجاهه قائلاً
انتى تقصدى ايه؟؟ وضعت يديها على وجهها وقالت بعصبية وتوتر... -انت ازاى تقلع قميصك قدامى وده ميصحش .....
وفجأة شعرت بقبضتيه تحيطان يديها وتبعدها عن وجهها - انتى نسيتى اننا متجوزين ويصح اووى ..اووى
كتمت انفاسها وهي تراه بهذا القرب الشديد منها فجاهدت لتقول -اياك تكون مفكر بلى حصل امبارح هيخليك تلمسنى ..تبقى بتحلم يا شاطر 
قال لها بلهجة استفزاز -انتى دلوقتى مراتى شرعاً وقانوناً اياً ان كانت الظروف الى اتجوزتك فيها ... ودلوقتى انجرى طلعيلى غيار انام فيه 
ضاقت عيناها لتحدق به بشراسة..اخدم نفسك بنفسك ممتوقعش اجبلك حاجه يا...... رمقها بنظرات مخيفة وقاسية مما اجبرها على الصمت...
دلف للحمام ولم يعلق على كلامها... كانت تتوق بشدة لأخذ حمام بارد ينعش جسدها المتعرق فور سماعها تدفق المياه... بعد ربع ساعة سمعت نبرة صوته الصارمة -انتى يابت فين هدومى؟ 
كانت روبي تجلس على الكرسي واضعة ساقيها فوق بعض وتحرك احدهما بملل... متجاهلة ماطلب منها... قال مجدداً بلهجة محذرة -مفيش مشكلة هخرج من الحمام ملط 
كانت شاردة البال... وفجأة انتبهت لما يعنيه فاسرعت لتقول بتوتر -لا... لااياك تخرج هجبلك هدومك ناو ادينى دقيقه هناولك هدومك دلوقتى
انتفضت مرتبكة... واسرعت تبحث عن مكان ملابسه فصرخت بانفعال -فين هدومه المتخلف ده ....ربنا يخده 
واخيراً وجدت دولاب صغير وهمت بفتحه واخرجت ماوقع امامها من ملابس بسرعة... واسرعت اليه قالت وهي بالكاد تلتقط انفاسها 
-خد الهدوم دى والبسها؟!
تناول الملابس من يدها وكادت تذهب ولكنه استوقفها بلهجة آمرة -استنى
التفتت نحوه بضيق: -عاوزه ايه تانى منا جبتلك الهدوم ... 
ادم:اومال فين البيجامه 
زفرت بضيق شديد واذعنت لهُ دون تردد.... بعد ان ناولته البيجامة... عادت لتجلس في نفس المكان... بعد لحظات كان واقف امامها يجفف شعره... كان يبدو نظيفاً ومثيراً بشعره الرطب...
قال ببرود -خلاص خلصت ...ادخلى لو محتاجه تاخدى شور
نهضت لتخطو من قربه بكبرياء... ثم دلفت للحمام... لقد نسيت تماماً امر ملابسها في السيارة... فهي كانت معتادة على تجهيز فاطمه لها كل شيء... انهمكت في سكب الكثير من الماء حتى سمعته يقول موبخاً
اقتصدى فى الميه الليله دى ... 
تجاهلت تحذيره واخذت تسكب الماء البارد على جسدها... متلذذة بالبرودة التي انعشت جسدها المرهق... كانت تغسل وجهها في الصابون عندما امتدت يدها لفتح صنبور المياه تفأجات بقطرات من الماء فقط... تعالت صوتها الغاضب -الميه .... اوف ...الميه خلصت ..انت فين . اانا مش شايفه حاجه
يبدو انه لم يسمعها لانها لم تتلقى اية اجابة منه.... نهضت بصعوبة ووجهه ملطخ بالصابون ووقفت خلف الباب قالت بصوت مرتفع مجددا ً -الميه خلصت ...انت فين انت... عاوزه ميه 
وفجأة سمعت صوته المستفز -مش انا قلتلك اقتصدى فى الميه...شوفى دماغك الخربانه وادى النتيجه ... 
صرخت به من خلف الباب -اللي يخربيتك انا مش شايفه حاجه ...
-وانا نبهتك 
قاطعته بنفاذ صبر 
-بطل كلام مش هيفيد دلوقتى .... وناولني شويه ميه 
-للأسف مفيش ميه 
-الصابون دخل فى عينى ....وبتحرقنى 
استنى هنا هجبلك شويه ميه من البير 
بعد فترة وجيزة ناولها قنينة كبيرة من المياه وقال بنبرة تفيض بالانتصار 
-المرة الى جايه تاخدى كلامي شويه جد
اغلقت الباب بوجهه بعصبية وتمتمت قائلة -معتوه
انتبهت روبي انها لم تحضر معها اية ملابس... والملابس التي ارتدتها قد تبللت... كرهت نفسها لانها اصبحت في وضع لايحسد عليه... هل عليها ان تطلب منه المساعدة مرة اخرى بالتأكيد لا... اما عليها ان تمكث في الحمام دون خروج... هتفت بعنف 
-الله يخربيتك يا ادم الكلب .. هخليك تندم على عملته فيا
اسنتدت بجسدها على الباب فترة طويلة... كان ادم منهمك في تصليح مسجل قديم... انتابه القلق لتأخرها قال بنبرة مرتفعة
سيده آلياس انتى لسه عايشه ؟ 
زمجرت بسخط شديد - وانت مفكرنى هنتحر بسببك مثلا 
علت شفتاه ابتسامة ساخرة وهو يسمع قولها ثم اجابها -اومال بتهببى ايه كل ده فى الحمام ؟ 
قالت من بين اسنانها : -ملكش دعوه انا بهبب ايه فى الحمام..
ادم بضحك: خلاص براحتك اعملى الى انتى عاوزاه ..بس منصحكيش تنامى فى الحمام عشان مليان رطوبه 
كانت كل كلمة يقولها وكانها بمثابة حمل ثقيل يقع على عاتقها... وتجد صعوبة في تقبل كلامه وحتى صوته... وفجأة اخذت نسمات باردة تسلل من نافذة صغيرة فاقشعر جسدها لها. جلست على الارض وجذبت ساقيها لبطنها محاولةً منها لبث بعض الدفئ... مرت ساعتان وهي لاتزال جالسة دون حراك واخذ الجوع ينهش جسدها. وفجأة سمعته يطرق الباب عليها بخفة 
-روبي... روبي... انتي بخير ؟
روبى بشفاه مرتجفة -امشى من وشى .. 
-على العموم انا عملتلك لقمه تطفحيها ..مش جعانه 
روبى -لا
كان يبدو صوتها ضعيفاً وواهناً...وقف لبرهة وتعابير القلق تغمره... ثم فتح عيناه على اتساعهما فاجبره ذلك ان يفتح الباب عليها بقوة!!
 قطه متوحشه 
فور دخوله الحمام تهجمت ملامح وجهه وهو يراها بهذا الحال فقال موبخاً 
-انتى يا مجنونه بتعملى ايه عاوزه تموتى نفسك ؟ 
اسرع للغرفة ثم اختطف غطاء السرير... لفها فيه جيداً وهم بحملها قالت بصوت واهن :انت ازاى تتجرأ وتدخل عليه الحمام كده ها؟!
صاح بها -اسكتى.
.أصمتت رغماً عنها... وضعها على السرير وبعد لحظات جاء بحقيبتها ووضعها على الارض واسرع بفتحها وقال بلهجة حازمة 
-لما تحسى انك ادفيتى ...البسى هدوم تقيله..
كانت روبي جالسة على السرير ملتفة بالغطاء... تمتمت بصوت خفيض فور خروجه -لطخ حقير...ازاى يتجرأ يدخل عليه ... يالهوى ده شافنى وانا عريانه ..
حاجبيها بحنق شديد... وهي تتذكر لحظة دخوله الحمام عليها... نهضت وارتدت بيجامة قطنية وتشيرت ....كان منهمك في تصليح المسجل عندما وقفت امامه كالتمثال والشرر يتطاير من عيناها. رفع راسه نحوها
- وقال ببرود -مالك واقفه متحنطه كده ليه ؟ايه ركبك عفريت وانتى فى الحمام؟
وضعت يديها حول خصرها وقالت بتعالٍ : - انت لازم تعتذر ليه وحالاً.
-علت شفتاه ابتسامة ساخرة - لا ده انتى اكيد اتجننتى ...روحى ادفى ...ارجعى لسريرك تانى.....
- تنهدت بعدم ارتياح : - بقولك ايه متحولش تقلل منى ..وانت عارف كويس انا ابقى مين..... 
وضع المسجل جانباً ونهض لمواجهتها.. تراجعت خطوة الخلف... كان الامر يبدو مشجعاً وهو يجلس اما الآن فتبدو ضئيلة الحجم وهو واقف.. تصنعت القوة واخذت تحدق بعيناه القاسيتين... قال بنبرة تهكم
اسمعيني كويس يا سيدة آلياس...انا خلاص ابتديت اتخنق منك ...اتحملت وقاحتك وعجرفتك وغرورك.. ...اه ولسانك الطويل واستحملتك عشان خاطر والدك انتى فاكره نفسك مين ابت؟
-
لأول مرة تراه بهذه الملامح القاسية ونبرة صوته تكاد تخترقها لشدة غضبه... اما عيناه فاشتدت قتامة وباتت قاسية بشكل مخيف... تلعثمت في اجابتها 
-انت... .انت فاكر نفسك مين ؟ازاى تتجرأ وتتجوزنى ..وانا بحب واحد تانى وهو كمان بيحبنى ...وبنعشق بعض وخرجنا مع بعض كتير ...
وفجأة شعرت بقبضته تلتف حول ذراعها بقسوة شديدة
-انتى دلوقتى مراتى .. ومش هسمحلك تنطقى بأسم راجل غيرى .. فهمتى الى بقوله ...لسانك ده مينطقش غير اسمى وبس فااااهمه 
تسارعت نبضات قلبها... ودب الرعب في اوصالها... لابد انها اخطأت وتفوهت بهذا الكلام... شعرت بانه سيضربها بأي لحظة.. بلعت ريقها بصعوبة وحاولت ان تنترع ذراعها منه
- اغروقت عيناها بالدموع -انت ياوحش ايدك بتوجعنى اوعى ... ارجوك سبنى بقى 
اطلق سراح ذراعها وقال محاولاً تمالك اعصابه 
-اياكى تكررى الكلام ده تانى ..ودلوقتى روحى للمطبخ حضرى الاكل
اتسعت عيناها لطلبه هذا:-.ايه؟!.
جلس على الكرسي وقال بنبرة صارمة :- انتى طرشه ؟دلوقتى معاد العشا ..روحى للمطبخ وجهزيه ... 
تذمرت : - انا بقالى اربعه وعشرين سنه عمرى ما دخلت للمطبخ ولا مره فى حياتى...ازاى تطلب منى احضرلك عشا..
-انتى دلوقتى مراتى ومن واجبك تنفيذ طلباتى ورغباتى كمان ...وان كنتى متعوده على الدلع والعز ده عندك اهلك هنا الموضوع مختلف
-ردت ساخطة : -بس انا مش خدامه عندك
اخذ نفساً عميقاً : - يابنت الناس متخلنيش افقد اعصابى ..واعملى الى بقولك عليه.
- احنت راسها بخيبة أمل -بس انا مبعرفش اطبخ
اجابها بلهجة غير مبالية : -اتعلمي 
-
روبى بأصرار-والله مش بعرف .
نفذ صبره : -قلت اتعلمي 
تراجعت خطوة نحو الخلف كالبلهاء... ثم اسرعت للمطبخ... وقفت في وسط المطبخ...
-وقالت بعصبية -يارب تموت ياوقح ياحقير 
اخذت تدور فيما حولها بحثاً عن شيء للطبخ... لم ترى سوى البيص والبصل والبطاطا والطماطم... اخذت تسرح بافكارها لعلها تتذكر كيف كانت تطهو فاطمه ... ولكن دون جدوى.لاتتذكر اي شيء ... وضعت المقلاة على النار... شعرت بالارتياح لتنفيذ هذه الخطوة... ثم امسكت بالبيض وحاولت كسرها بيدها ولكن لم ينجح الامر.. امسكت بالبيضة وكسرتها بحافة الموقد فاوقعت نصفها قالت بانزعاج -عاااا ...
-
ولكنها في الاخير تمكنت ان تكسر بيضتان في المقلاة... همت بتقطيع الطماطم... .ابتسمت لنفسها وهي ترى الانجاز الذي حققته
قال ادم متذمراً : - بقالك ساعتين وانتى فى المطبخ ...ايه الى بيحصل عندك ؟؟!
- خلاص خلصت 
جلس الاثنان حول طاولة صغيرة... قال ادم وهو يحاول تناول البيض.-هو ماله لازق كده ليه؟ شكله غريب ...
- زمت شفتيها باستياء... تناول اول لقمة ولم ينفك ان يمضغها... اسرع برميها مزمجراً -يع ده بيض ... انتى حطه فيه ايه
-
تجهمت ملامحها - محطتش غير البيض...انا قلتلك من الاول مبعرفش اطبخ 
رفع حاجبيه مستغرباً : - بس مش لدرجه انك مبتعرفيش تقلى بيضه ..ولاحتى تسلقيها .
بهتت ملامح وجهه وقال : -مش معقول... انا اظاهر ورطت نفسي... شكلك كده ملكيش منفعه ...عديمة النفع... 
اسند راسه على راحة يده المثنية بانزعاج... شرد لبرهة من الزمن... ثم نهض ممسكاً بذراعها فاستغربت تصرفه وهتفت: -فيه ايه ؟ 
ادم -تعالي معايا ... هعلمك الطبيخ على اصوله
-
.جذبها من ذراعها وهي الاخرى اذعنت لهُ دون تردد... 
فور دخوله المطبخ صعق من هول ماراه... قشور البيض مرمية على الارض وجميع اواني الطبخ قد اتلفت... وفجاة شعر بشيء لزج... لم يدرك هذا الامر الا متاخراً عندما انزلق بسبب زلال البيض... فكانت النتيجة وقعة شديدة على ظهره.
- وقفت روبي مذهولة مماحدث امامها... ثم اطلقت ضحكة عالية وهي تراه بهذا المنظر... تمسك بالارض محاولاً النهوض براحة يديه... قال ساخطاً
ادم-اوووه... نهار اسود .. .ايه الى حصل هنا؟
وفجاة انتبه لصوت ضحتكها الساخرة...
فحملق بها بقسوة شديد واردف -بطلى ضحك يا مستفزه ...وايه الى حصل للمطبخ نهار اسود .... وابتسم بمكر مش مهم هتنضفيه الى بوظ حاجه لازم يصلحها.. 
سرعان ماتهجمت ملامح وجهها بينما قالت - انت بتطلب منى انضف الزباله دى؟
نهض وقال بنبرة تهكم.:انتى الى كركبتيه ..وبالنسبه للعشا الليله دى انا هعمله بنفسى ياستى
-
عقدت ذراعيها حول خصرها وقالت بتحدي : -الاحسن انك تقوم بتنضيف البيت بنفسك ثم انزلت ذراعيها ودلفت للغرفة...
-
وفجأة سمعته يقول ببرود -خلاص يعنى هتنامى من غير عشا ... اما انا فحعمل احلى اكله .
اطلقت ضحكة ساخرة وهي تسمع كلامه... لأنها كانت متأكدة انه لايعرف الطبخ و مثلها تماماً... لم تعلق واكتفت التمدد على السرير... الذي بدى شديد الصلابة
روبى بضيق:سرير ده ولا صخر..ابو شكله هو وبيته المعفن
اخذت تتقلب في السرير... والجوع انهك جسدها... سرعان ماتسللت رائحة لذيذة قرب انفها.اخذت تتقلب في السرير... والجوع انهك جسدها... سرعان ماتسللت رائحة لذيذة قرب انفها.هزت راسها عبثاً وكانها تحاول طرد هذه الفكرة او الرائحة التي باتت حقيقة من شدة جوعها... رفعت حاجبيها ثم نهضت لتجلس على السرير محاولةٍ منها التاكد من مصدر الرائحة. ... الرائحة تبدو حقيقية وليس مجرد تخيل كما كانت تظن... اسرعت نحو عتبة الباب... فاشرقت ملامح وجهها وهي ترى الطاولة معدة بألذ الاطباق. ... كادت تسرع للجلوس ولكنها تراجعت وهي ترى ادم يضع امامه طبق ويجلس لتناوله... بللت شفتاها وهي ترى ذلك... سرعان ماوضعت يدها على معدتها التي اخذت بالتقلص من فرط جوعها.
فال بنبرة استفزاز وهو يمضغ طعامه -ياسلام الاكل لذيذ
بلعت ريقها بصعوبة... وتمنت ان يدعوها للأنضمام... كان يشعر بها ومايعتمل بداخلها ولكنه تجاهلها ببرودة اعصاب واستمر بتناوله الطعام ثم قال بثقة عالية - اظاهر يا اواد يا ادم انك طباخ ماهر زى امك بالظبط
استدار براسه نحو روبي الواقفة قرب الباب بشكل مائل و عينان زائغتان وقال بابتسامة عريضة.اتفضلى لو تحبى تتعشى معايا ؟
خطت نحوه بدون وعي وسرعان ماتراجعت بكبرياء -لامش عاوزه 
رفع احد حاجبيه بمكر متسائلًا - مش جعانه؟
عاد ليتناول عشاءه... بينما هي اخذت تنظر اليه واخذت توبخ نفسها لأعلانها لهُ انها لاتشعر بالجوع... لقد اضاعت فرصتها يالها من غبية.
قال باستمتاع : -خلاص الى يريحك
اغمضت عيناها بشدة واسرعت لتقول بسذاجة : -لكن ممكن اكل معاك لقمه صغننه
-
ادم بضحكه خبيثه -ولكن بشرط 
وقفت متسائلة -ايه هو؟
اشار بيده. للمطبخ وقال بنبرة آمرة : -تقومي تنضفى المطبخ 
ترددت في بادئ الامر... ولكن الجوع انهكها ولم يجعل للكبرياء والعناد مكان. 
-موافقة.
طول حياتها لم تتناول طعام طيب ولذيذ كهذا... ولكنها لم تعترف لهُ بذلك... كي لايشعر بالغرور ويسجل نقطة انتصار ضدها... انها تجد نفسها في ساحة حرب معه وعليها ان تبدو قوية وتقلل من شأنه كي لايتلذذ بضعفها.
سألها وهو يستند بجسده على الكرسي ويحملق بها بغرابة... كانت تتناول طعامها بشراهة : -ها عجبك الاكل ؟ 
عندما انتهت من مضغ الطعام اجابته ببرود:مش اووى
- شكلك متعوده على مالذ وطاب فى بيت اهلك ...لكن من دلوقتى اتعودتى حياتك الزوجيه وعلى الوضع الجديد 
مسحت فمها بالمنديل وقالت بسخرية..حياتى الزوجية! انت اظاهر بتهزر حياه ايه دى الى بتتكلم عنها...ده المكان هنا شبه السجن...انا عندى اموت ولا اكمل حياتى هنا
-
كان يسمع كلامها بارتياح... بل كان يجد متعة كبيرة وهو يرى سخطها وغضبها مما هي عليه...
تناولت كوب الماء واردفت متذمرة : -مفيش tvهنا ولا فون ولااى حاجه نتسلى فيها ولا احنا رجعنا لعصر اهل الكهف ...بجد الحياة هنا لا تطاق
نهض وجلب المسجل ليضعه امامها وهو يقول بنبرة.:التسجيل ده هيقوم بالغرض... شغليه هيضيع عندك الملل 
اخذت تقلب ببصرها بينه وبين المسجل : -دى خرده ... شيل الارف ده . 
ادم -ده انا صلحته عشانك .....
نهضت وبقوة دفعت بالمسجل واوقعته ارضاً -ارمي الخردة دى فى الزباله ...مش محتاجلها
.
حدق بها بعينان ضيقتان... سرعان مازادت زرقتهما قتامة... فانقضى ممسكاً بكلتا ذراعيها بقسوة شديد وهو يقول من بين اسنانه - انا بقالى 3 ساعات وانا بحاول اصلحه ..وانتى فى ثانيه ترميه ..انتى فعلا بنت غبيه وقليله الادب...وعاوزه تتربى من اول وجديد 
لم تقوى على الكلام... حملقت به بفزع وكاد قلبها يقع من هول غضبه وجبروته... كان مخيفاً لدرجة كبيرة... ثم اسرع بدفعها بعيداً عنه مزمجراً بعصبية - غورى نضفى المطبخ .
كانت منهمكة في تنظيف المطبخ... بينما كان ادم متمدد بجسده الطويل والضخم على الكنبة المهترئة وهو مغمض العينين...
ايقظه صوت صرختها بشكل مفزع.
ياترى روبى بتصوت ليه...؟
الحلقه الجايه مسخره هنشوف حلقات عنب
رايكم لاستمرار النشر
رايكم بشخصية ادم ؟ روبي المتوحشه رايكم بشخصيتها؟
تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close