القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه زينب محروس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه زينب محروس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه زينب محروس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


كانت واقفة على جانب الطريق، لما قرب منها إيهاب و قال بضيق: 

_ انجزي هاتي المحفظة. 


ضحكت مروة  بسخرية و قالت: 

_ تثبيت كدا عيني عينك في عز الضهر! دا أنت حرامي بجح!!


زعق لها بغضب وقال: 

_ احترمي نفسك، و بعدين لو في هنا حرامي يبقى أنتي يا أستاذة مش أنا. 


شهقت مروة و سألته بتعجب: 

_ دا على أساس إني سرقت منك محفظتك يعني؟ 


اتنهد بضيق و قال بهمس: 

_ أنا عارف إنه يوم مهبب من أوله. 


حركت دماغها بزهق، و اتحركت خطوتين بعيد عنه، لكن إيهاب قرب منها وقال بنبرة هادية: 

_ اخلصي هاتي المحفظة، عايز امشي. 


ردت عليه مروة باستخفاف: 

_ طب ما تمشي! أنا أصلا مش عايزة وقفتك دي. 


نقل نظره بعيد عنها و كأنه بيحاول يهدأ أعصابه، و بعدين اتكلم و هو بيحط أيده في جيوبه: 

_ أنا لو مشيت من هنا دلوقت، انتي هتباتي في السجن. 


مروة بسخرية: 

_ بتهمة إيه إن شاء الله؟ رفض التعرض للسرقة!!!  دا أنت شكلك عبيط بقى!!! 


إيهاب بتكشيرة: 

_ و الله محدش عبيط غيرك، هو دا منظر حرامي؟؟ 


بصت له بنظرة تقيمية، كان لابس جاكت جلد على بنطالون جينز، و نضارته الشمسية مشبوكة في طوق قميصه القطني الأسود، واضح على اللبس أنه غالي، و باين من ملامح وشه إنه صاحب كاريزما شديدة، سواء كانت من عيونه الواسعة، رموشه شبه منعدمة، حواجب كثيفة، و بشرة بيضا، دقن حادة في نصها دقة الحسن، و شعره الأسود اللامع. 


بالرغم من إن شكله ميدلش على أنه حرامي، إلا إن مروة مهتمتش و قالت بإصرار: 

_ ما انت لازم تتشيك كدا، عشان تعرف تسرق في نص النهار. 


ابتسم إيهاب بعته عشان يداري غضبه و قال: 

_ تصدقي بالله، لولا إني واعد «سما» مش هتخانق معاكي، كنت فتحت دماغك نصين دلوقت. 


سألته مروة بانتباه: 

_ قولت ايه؟ 


_ كنت هفتح دماغك.


حركت دماغها برفض، وقالت: 

_ أقصد «سما» هو أنت تبع «سما عبد الجواد»؟


إيهاب تكلف في ابتسامته و قال بأريحية: 

_ ايوه كدا شطورة، هاتي بقى المحفظة.


_ أولًا أنا مش معايا محفظة سما، أنا معايا البوك بتاعها. 


إيهاب بزهق: 

_ هو يعني في فرق بينهم؟ الاتنين نفس الشيء! 


مروة بضيق: 

_ لاء طبعًا مش نفسه، دا غير إن أنا مسرقتش حاجة، بالعكس أنا بقدم المساعدة لواحدة نسيت البوك بتاعها في مطعمنا. 


إيهاب باختصار: 

_ طيب يا ستي شكرًا، هاتيه بقي، لو مفيش مانع عندك حضرتك. 


_ لاء في مانع، أتأكد إزاي إنك تقرب لها مش واحد عايز يسرقها. 


كان بيستغفر في سره، و بعدين طلع لها كارنيه الشغل بتاعه، و نطق و هو بيضغط على مخارج الحروف: 

_ أهو.... إيهاب عبد الجواد، ظابط يا أستاذة. 


_ ظابط على نفسك، أمسك. 


أنهت مروة كلامها و هي بتعطيه البوك، فهو قال بضيق: 

_ اتكلمي كويس. 


_ مش معنى إنك ظابط يبقى تمشي تزعق للناس، أيًا كانت رتبتك دا ينفعك في شغلك بس، كونك ظابط دا مش معناه إن اللي يلاقي حاجة يبقى حرامي، كونك ظابط دا مش معناه إنك مش إنسان عادي زينا، و ملكش سلطة عليا طالما أنا مش متهمة أو بخالف القانون. 


سابته و مشيت، و هو متكلمش و لا علق على كلامها، عشان عارف إنها على حق، بس مع الأسف الإنسان وهو متعصب بيفرغ غضبه على أول حد يقابله و دا كان أول نصيب ل «مروة» من غضبه. 


                         ★★★★★★


أول ما دخل من بابا الشقة، جريت عليه سما و هي بتسأله بلهفة: 

_ ها يا إيهاب، جبت البوك؟ 


ابتسم لها ب لين وقال: 

_ أيوه يا ستي جبته. 


أخدت منه البوك و بعد ما تفقدت محتواياته قالت: 

_ الحمدلله كل حاجة زي ما هي، و الله البنت دي كويسة و أمينة و بنت حلال. 


إيهاب بسخرية: 

_ و مش بس كدا، دي كمان كريمة و بتعطي دروس ببلاش. 


قربت سما و قعدت جنبه و سألته بفضول: 

_ أنت كنت بتجيب المحفظة و لا بتتعرف على أخلاقها! 


ضحك إيهاب و قال: 

_ مبدأيًا دا اسمه بوك يا «سما»، ثانيًا بقى اخدت منها كلمتين في جنبي. 


سما هزت دماغها و قالت بضحك:

_ أنت بتتريق، يبقى اكيد قولت لها كلامك الدبش. 


بصلها بقرف مصطنع و هو بيحرك دماغه بيأس وقال: 

_ جهزي الغدا عشان عندي شغل. 


_ حاضر بس بكرا و أنت جاي من شغلك عايزاك تعدي على المعرض بتاع الأنتيك تجيبلي  التابلو من هناك. 


                           ★★★★★★


كانت مروة واقفة في المعرض لما سمعت صوته الجهوري ، و هو بيلقى السلام و بعدين سأل البنت اللي بتتكلم مع مروة وقال: 

_ في هنا اوردر باسم سما عبد الجواد، جاهز؟ 


البنت ابتسمت و قالت: 

_ ايوه يا فندم ثانية واحدة هجيبه لحضرتك. 


إيهاب مأخدش باله من مروة اللي بصتله بطرف عينها و همست لنفسها بسخرية: 

_ طب ما هو بيعرف يقول السلام و يطلب الحاجة بذوق! 


نطقت بجملتها الأخيرة و سابت شنطة مقتنياتها و اتحركت تتفرج على باقي سلع المعرض، و كانت حريصة إن إيهاب ميشوفهاش، لكن لسوء حظها عيون إيهاب وقعت على دفتر أبيض محطوط على  كونتر الدفع، فأخده و هو بيتفقده بإعجاب و لما البنت رجعت تسلمه أوردر سما، هو قال: 

_ عايز اشتري دا كمان. 


_ مفيش مشكلة يا فندم، تحبه يتغلف ب ورق هدايا؟ 


_ لاء كدا حلو. 


في اللحظة دي اضطرت مروة تخرج عن صمتها لما قالت بضيق: 

_ لا حلو و لا وحش أنت مش هتاخده أصلًا! 


إيهاب ابتسم بسخرية و قال: 

_ انتي تاني!!! 


مروة تغاضت عن وجوده، و قربت منهم و هي بتعاتب البنت: 

_ هو أنا مش قولت هاخده، ازاي تسبيه يشتريه؟ 


البنت بتبرير: 

_ بحسب حضرتك هتاخدي لون تاني. 


مروة بتوضيح: 

_ أنا قولت هاخد كمان دفتر تاني، مقولتش مش هاخد ده!........بعد إذنك هاته، الألوان كتير تقدر تاخد غيره.


إيهاب برفض: 

_ بس أنا بحب الأبيض و دا عجبني، و هاخده، اختاري انتي غيره.


حاولت مروة تشد الدفتر من ايده، لكنها فشلت بسبب رجوع إيهاب لورا كل ما تقرب منه،  ف مروة قالت بزهق: 

_ ما تجيب يا إيهاب!


إيهاب حب يعاند معاها اكتر، و حط الدفتر ورا ضهره، و بصلها بتحدي و قال: 

_  اسمي حضرة الظابط إيهاب.


_ كانت معرفتك هباب. 

خرج الرد من مروة ببسمة مستفزة، و بنفس نبرته التأكيدية، و من غير حرف زيادة شدت الاوردر بتاعها و خرجت من المحل و هي بتشتم بضيق. 


                            ★★★★★★


كان إيهاب نايم، لما دخلت سما الأوضة و هي بتنده عليه بضيق، ف رد عليها من غير ما يفتح عيونه: 

_ عايزة ايه؟ 


_ ما تفتح عيونك وأنت تعرف أنا عايزة ايه؟ 


إيهاب زعق و هو بيقوم يقعد و يقول: 

_ مش عارف أنا هتخمد زي الناس امتى! عايزة ايه؟؟؟ 


حطت قدامه التابلو و قالت بعصبية: 

_ ايه ده! دا مش التابلو بتاعي، هو أنت مينفعش تعمل حاجة صح للآخر؟ 


إيهاب اتعصب من أسلوبها اللي مش بيتغير، و قال بغضب : 

_ وطي صوتك و انتي بتتكلمي معايا، أنا مش خدام عندك ، أنا جوزك..........


الثاني 


كانت في قسم الشرطة واقفة بين الاتنين اللي بيتخانقوا و بتحاول تهديهم، لكنهم سكتوا فعلاً لما سمعوا صوت صارم بيأمرهم يسكتوا، و مكنش الشخص ده غير إيهاب عبد الجواد، أول ما مروة شافته خبطت على جبينها بضيق و قالت: 

_ اهو كدا تبقى كملت و مفهاش مرواح النهاردة! 


مكنش في المكتب غيره هو و مروة، فهو بصلها و هو بيفتكر ازاي اتخانق مع سما مراته بسبب التابلو اللي عليه صورة مروة، و في اللحظة دي وجه نظره للكيس اللي في الزاوية و هو بيفكر يرجع لها التابلو و لا لاء، و هنا هي قطعت شروده لما قالت بضيق: 


_ هو أنا هبات عندكم و لا ايه؟ 


رد عليها إيهاب بمشاكسة: 

_ على حسب.


مروة باستنكار: 

_ هو ايه اللي على حسب! إذا كانوا أصحاب القضية اتصالحوا و مشيوا، أنا بقى قاعدة ليه لسه؟؟ 


إيهاب بعناد: 

_ و الله لو مش حابة القاعدة تقدري تقفي. 


مروة زعقت بعصبية: 

_ أنت هتهزر معايا؟ الساعة اتنين، أنجز عايزة امشي.


إيهاب بزعيق مماثل: 

_ ما تحترمي نفسك، و اعرفي أنتي بتتكلمي مع مين. 


مروة باستخفاف: 

_ هيكون مين يعني! 


إيهاب بهدوء: 

_ أعرفك بنفسي تاني، أنا حضرة الظابط إيهاب......


مروة بتكشيرة: 

_ كانت خناقة هباب. 


إيهاب زفر بغضب مكتوم و سألها بجدية: 

_ ايه اللي جابك؟ 


مروة بسخرية: 

_ لاقيت نفسي فاضية قولت اجي أزعج نفسي بشوفتك. 


إيهاب خبط على المكتب بإيده و قال: 

_ أنا مبلعبش معاكي، انجزي ردي علي السؤال بدل ما اعكنن عليكي بجد.


كانت نبرته حادة عن كل مرة، و هي خافت فعلاً لكنها تظاهرت بالشجاعة و اللامبالاة و قالت: 

_ الاتنين اللي مشيوا دول كانوا عندنا في المطعم و حصل خناقة بينهم  و لما ضربوا بعض أنا اتصلت بالشرطة، فالظابط اللي جه صمم ياخدني معاهم. 


سألها إيهاب بهدوء: 

_ بس كدا؟؟ 


_ ايوه بس.


_ تقدري تمشي.


نفخت بضيق و قامت علشان تمشي، لكن قبل ما تخرج سمعته بيقول: 

_ أنا مش بستغل كوني ظابط علشان أزعج الناس زي ما أنتي مفكرة، على فكرة أسلوبك معايا من شوية مكنش كويس و من حقي اتخذ إجراء ضدك، بس انا مش هعمل كدا عشان عارف إن أسلوبك دا معايا أنا بس عشان أول لقاء بينا. 


سابته و خرجت تشوف والدها اللي مستنيها من لما عرف باللي حصل.  


                            ★★★★★★

إنما إيهاب، اتحرك و اخد التابلو و هو بيتأمل ملامحها المرسومة، و بعدين ابتسم و همس بسخرية: 

_ مش عارف الاقيها منك و لا من سما! و لا من أمي!!! 


مكنش دا وقت شغله لكنه اتعود ينام في المكتب في كل مرة يتخانق فيها مع مراته، و بالرغم من وجود والديه على قيد الحياة، بس كمان بيكره الوقت اللي بيجمعه بيهم لأنهم دايمًا يجبروه على اللي هما عايزينه مش اللي هو عايزه، و سما كانت واحدة من القرارات اللي اتفرضت عليه. 


اتنهد بضيق و قرب يقفل الشباك عشان البرودة، لكنها جذبت انتباهه، كانت واقفة مع والدها صاحب العكاز، تلقائيًا  أخد مفاتيح العربية و خرج. 


كانت مروة بتحاول تطلب اوبر، لكنها مش لاقية، و في اللحظة دي وقفت عربية بيضا قدامهم و نزل منها إيهاب، و قرب من والدها و هو بيقول: 

_ اتفضل يا عمي خليني أوصلكم. 


قبل ما والدها يرد، ردت مروة بضيق وقالت: 

_ لاء، شكرًا يا حضرة الظابط.


إيهاب تغاضي عن ردها، و بص لوالدها و قال: 

_ الوقت متأخر يا عمي، و البرد شديد النهاردة، و كمان معاك آنسة يعني مش لوحدك و صعب تلاقي مواصلات دلوقت، خليني أوصلكم، انا كدا كدا راجع البيت أنا كمان. 


مقدرتش تعترض لما والدها وافق، و طول الطريق مكنتش طايقة نفسها، في حين إن إيهاب مبطلش كلام و هزار مع والدها و كأنه بيستفزها. 


لما وصلوا قدام البيت، والدها شكر إيهاب كتير، إنما هي اكتفت بنظرة ضيق فهو ودعها بإشارة من إيده و كان فعلاً قاصد يشاكسها. 

                           ★★★★★★


الساعة تمانية الصبح كان إيهاب ساند على عربيته اللي قدام المطعم، و هو بيلعب في محفظة بينك و كل شوية يبص في الساعة، و أخيرًا شافها بتقرب من باب المطعم، فابتسم بخبث. 


أما هي منتبهتش لوجوده، لكنها التفتت لما سمعته بيقول: 

_ أنتي يا كتكوته. 


أول ما شافته اتنهدت بضيق و مردتش عليه، فهو اتحرك لعندها و هو بيقول بعتاب مصطنع: 

_ يعني ينفع مترديش عليا! بزمتك مش عيب؟ 


ردت عليه بضيق و هي بتفتح باب المطعم: 

_ أنا مش كتكوتة، أنا ليا إسم! 


_ يعني الحق عليا جيت ارجعلك البوك بتاعك، تقومي تكلميني بالاسلوب الناشف ده! 


مروة شدت المحفظة من ايده و قالت: 

_ دي محفظة مش بوك، و عمومًا شكرًا. 


_ شكرًا كدا حاف؟ 


مروة بسخرية: 

_ مفيش عندنا جبنة.


رد عليها إيهاب بمشاكسة وترقب: 

_ بس طبعًا عندكم قهوة! 


دخلت من باب المطعم و هي بتقول: 

_ اتفضل  اشرب قهوة. 


بالفعل عملت له فنجان قهوة و قدمته مع معجنات الخاصة بوجبة فطارها، أما هو فكان بيتفقد ديكور المطعم بعيونه، و نظرًا للخناقة اللي حصلت فكان المكان فوضوي نوعًا ما.

بدأت مروة ترتب المكان، و جابت عدة التصليح و قربت تصلح كرسي مكسور، و في اللحظة دي قرر إيهاب إنه يقدم المساعدة. 


_ خليني أصلحه. 


سألته مروة بشك: 

_ هتعرف؟ 


إيهاب بثقة: 

_ عيب عليكي دا أنا ظابط، مفيش حاجة تقف قدامي. 


هي مكنتش عارفة تصلحه، و عشان كدا سابته يتولى الأمر، لكن اللي حصل كان أسوأ من توقعها، لأن إيهاب بدل ما يصلح الكرسي فسخه تمامًا، فبصلها بإحراج و قال: 

_ شكله عايز نجار يصلحه. 


مروة ابتسمت بغيظ و سألته: 

_ قولتلي اسمك ايه؟ 


_ إيهاب. 


_ كانت مساعدتك هباب، قوم أفطر. 


بالفعل رجع يكمل قهوته و هي قعدت تفطر و مش بتتكلم، لحد ما إيهاب سألها بفضول: 

_ هو أنتي واخدة مني موقف ليه؟ 


بصتله بطرف عينها و قالت بضيق: 

_ لو كنت شوفت أسلوبك اللي اتكلمت معايا به اول مرة اتقابلنا، كنت أنت نفسك أخدت موقف من نفسك. 


ضيق حواجبه و قال: 

_ للدرجة دي كنت قاسي معاكي! 


_ مكنتش قاسي، كنت قليل ذوق. 


إيهاب بجدية: 

_ على فكرة أنا عمري ما كنت قليل ذوق مع حد، كل الموضوع إن يومها كان مزاجي وحش مش أكتر. 


سابت القطعة اللي في أيدها و سألته باهتمام: 

_ تعتقد دا مبرر إنك تتهمني بالسرقة؟ 


حرك دماغه باستسلام و قال: 

_ لاء مش مبرر. 


_ شوفت بقي، و كمان تاني مرة أخدت مني الدفتر اللي كنت عايزاه. 


_ على فكرة كنت بشاكسك مش أكتر، لو كنتي استنيتي دقيقة كنتي هتاخديه، كان هزار يعني. 


_ تعتقد في حد ميعرفش حد لما يتخانق معاه مرة، يبقى عادي يهزر معاه بعدها في المرة التانية! و أصلا الهزار و المشاكسة بتكون بس بين المعارف و القرايب مش الأغراب! 


اكتفى إيهاب بهزة من دماغه، و كمل قهوته في صمت، و لما قام عشان يمشي ابتسم لها و قال: 

_ على فكرة يا كتكوتة، دا أجمل فنجان قهوة أشربه في حياتي. 


ابتسمت مروة و قالت: 

_ بألف هنا على قلبك. 

                         ★★★★★★


طول الطريق و إيهاب بيفكر في كلام مروة، هي فعلاً معاها حق طريقته كانت غلط، ازاي حد يحب يهزر مع حد غريب! بس كان عنده سؤال اهم من دا بكتير ليه مرجعش التابلو بتاع الصورة!! مكنش عارفة أي إجابة بس النهاردة و لأول مرة كان مبسوط لولا الهيبة اللي خايف تضيع كان هيبتسم كل ما يبصلها، حس نفسه منجذب للبنت دي بطريقة غريبة. 


لما وصل البيت كانت سما مستنياه عشان تبدأ الخناقة اليومية، اول ما شافته قالت بغضب: 

_ مش بترد عليا ليه يا إيهاب؟ 


رد عليها بزهق: 

_ الفون صامت. 


سما ب لوم: 

_ ما أنت لو مهتم بالكلبة اللي عايشة معاك في البيت مكنتش تعمله صامت! 


زعق لها إيهاب و قال:

_ ما تحترمي نفسك و تحترميني، قولتلك قبل كدا أنا جوزك، لما إحنا لسا مكملناش شهرين و بتتعاملي معايا كدا ، هيبقى الوضع ايه بعدين!؟ 


سما بتهديد: 

_ تحب نكلم والدتك و نسألها الوضع هيبقى عامل ازاي؟؟ 


في اللحظة دي جرس الباب رن، و دي كانت والدته، اللي أول ما دخلت مباشرة سألته بغضب: 

_ مين البنت اللي كنت معاها دي يا إيهاب؟ 


بصلها بصدمة، معقول وصل الوضع للمراقبة، فسألها بحزن: 

_ هو أنا متراقب؟؟ 


صرخت في وشه بصرامة: 

_ لما أسألك ترد عليا يا إيهاب، مش ترد السؤال بسؤال!! 


الثالث 


والدته فتحت صورة على فونها، و سألته بعصبية: 

_ مين اللي قاعد بتشرب معاها قهوة دي؟ و انت اصلا عمرك ما شربت قهوة و لا بتحبها؟؟ 


إيهاب غمض عيونه بضعف، عشان لو اتكلم هيغلط و يزعق و هو بالنسبة له مينفعش يتكلم مع والدته بأسلوب مش كويس حتى لو كانت بتظلمه و تزعله بتصرفاتها. 


انسحب بهدوء من غير ما يقول حاجة، و رجع تاني ركب عربيته و هو مش عارف هيروح فين! بس اي كان المكان اهو أفضل من تواجده في البيت وسط الضغط النفسي و العصبي اللي بيعيشه. 


                            ★★★★★★


كان مشغول في بعض القضايا لما دخل هاني زميله في الشغل، و هو بيقول: 

_ أنا خارج اتغدى يا إيهاب، ما تيجي معايا. 


_ اقعد خمس دقايق هخلص و اجي معاك. 


المطعم اللي اختاره هاني، كان هو نفسه مطعم مروة، و كأن القدر قاصد يوديه لعندها، ابتسم أول ما نزل من العربية، ف هاني سأله باستغراب: 

_ بتضحك على ايه؟ 


_ على المطعم. 


هاني بحماس: 

_ دا أحسن مطعم في المنطقة دي، الأكل هنا تحفة، مع إن الأسعار غالية شوية. 


إيهاب بسعادة: 

_ ميضرش. 


من لما دخلوا المطعم و الابتسامة اللى على وشه مش بتروح، و دا خلى هاني يسأله باستغراب: 

_ أنت كويس يا إيهاب؟ بقالك اسبوع مش بترجع البيت و دايمًا مكشر و مش طايق حد، و دلوقت من لما دخلت المطعم و أنت الابتسامة اللي على وشك مش بتروح! 


إيهاب اتنهد بحيرة وقال: 

_ مش عارف! بس أنا مبسوط هنا. 


هاني بمشاكسة: 

_ خلاص تعال عيش هنا. 


إيهاب بتمنى: 

_ ياريت و الله. 


هاني بفضول: 

_ دا كدا في حاجة بقى، احكيلي. 


_ شوفت البنت اللي كانت واقفة مع الكاشير و احنا داخلين؟ 


_ ايوه، مالها؟ 


_ هي دي البنت اللي حكتلك عنها، بتاع الخناقة في أول مرة، و المشاكسة تاني مرة، و الإعجاب تالت مرة. 


هاني بانتباه: 

_ لاء أنا وقفت عند المشاكسة تاني مرة، عايز اعرف بقى موضوع الإعجاب ده. 


إيهاب بيأس: 

_ مش مهم تالت مرة، زي ما أنت وقفت عند تاني مرة هي كمان أكيد وقفت عند تاني مرة، و أنا مضطرة أقف عن تاني مرة. 


_ مش فاهم! 


رد عليه إيهاب بتوضيح: 

_ يعني أنا راجل متجوز مينفعش أبص لحد غير مراتي. 


هاني باعتراض:

_ فين المشكلة لما تعيش حياتك على كيفك يا إيهاب! أنا و أنت عارفين كويس الطريقة اللي اتجوزت بها من سما بنت عمك، و أعتقد أنك مش مبسوط معاها، و إلا مكنتش تقضي كل وقتك في المكتب حتى في أيام الإجازة!!! 


_ أنا فعلاً مش مبسوط يا هاني، بس مجبور اتكيف على الوضع الجديد. 


_ لاء طبعًا مش مجبور، و للمرة المليون يا إيهاب، دي حياتك انت مش حياة والدتك عشان تتحكم فيك كدا! 


اتنهد إيهاب بضيق و قال: 

_ اقفل على الموضوع يا هاني، الكلام لا هيقدم و لا هيأخر. 


خرج هاني من المطعم عشان يتكلم في التليفون، فاستغلت مروة الفرصة و قدمت ل إيهاب فنجان قهوة و هي بتقول بود: 

_ فنجان قهوة مخصوص علشان حضرة الظابط إيهاب. 


بصلها بجمود و كأنه مش مستوعب إنها بتكلمه، فهي كملت و قالت: 

_ عملتلك القهوة عشان عجبتك المرة اللي فاتت، و كمان عشان اعتذر عن أسلوبي معاك لأن أنا كمان كنت قليلة ذوق مع حضرة الظابط، و على فكرة حساب الغدا مدفوع. 


إيهاب باعتراض: 

_ لاء طبعًا الغدا ملهوش دعوة، كفاية القهوة. 


مروة بهزار: 

_ يا سيدي تبقى تدفع المرة الجاية، أو اعتبرها رشوة عشان تجيب باقي زمايلك يتغدوا عندنا. 


مسمحتش بفرصة للاعتراض أو إنه يرد عليها، و رجعت تكمل شغلها و هو تابعها بعيونه و رجعت الابتسامة على وشه تاني. 


رجع هاني قعد مكانه و مد ايده عشان ياخد القهوة و هو بيقول: 

_ و الله بتفهم يا إيهاب، أنا كنت هطلب قهوة فعلاً. 


اتكلم إيهاب و هو بيشد الفنجان لنفسه: 

_ لاء مش بفهم، الفنجان دا بتاعي. 


هاني بتعجب: 

_ و أنت من امتى بتشرب قهوة! 


إيهاب بسعادة: 

_ عملتها مروة عشاني.


_ مروة! متأكد مش هتحب حد عشان مراتك؟؟؟! 


إيهاب نقل نظره بين صاحبه و بين الفنجان و كأنه بيدور على الإجابة. 

                           ★★★★★★


مروة اتجهت للمعرض عشان ترجع الاوردر الغلط اللي خدته، و هناك عرفت من البنت إن الأوردر اللي معاها كان المفروض ياخده إيهاب، و بذلك عرفت إن شنطهم اتبدلت. 


كانت في المطبخ بتشرف على الطهاة، لما جت لها بنت بتقول: 

_ الحقي يا مروة، في زباين كتير برا. 


مروة باستغراب: 

_ ايه المشكلة، ما الحمدلله مطعمنا شغال! 


البنت بتوضيح: 

_ أقصد ناس كتير جايين مع بعض، تعالي شوفي هنقعدهم ازاي! 


مروة خرجت معاها، لكنها متوقعتش إن يكون إيهاب فعلاً جاي مع كل زمايله اللي في الشغل، اتحرك لعندها و قال بمرح: 

_ أنا نفذت طلبك و جبتهم فعلاً اهو....


مروة ضحكت بخفة، و قالت: 

_ لما دول كلهم معاك هنا، مين موجود في مركز الشرطة!! 


إيهاب بمشاكسة: 

_ لاء ما انا قسمتهم على مرتين، اهو حتي يكون في فرص نتقابل. 


_ و مالو يا حضرت الظابط، اتصرف بقى و قعدهم.


كان إيهاب آخر واحد خرج من المطعم، عشان كان هو اللي بيحاسب، و قبل ما يركب عربيته، وقفته مروة اللي ندهت عليه، و اول ما وقفت قصاده قالت: 

_ الحمدلله لحقتك، كنت عايزة ارجعلك حاجة.


رد عليها إيهاب بهزار: 

_ اوعي تكوني هترجعي الحساب، كدا مطعمكم هيفلس! 


ضحكت على كلامه، و قالت بمشاكسة: 

_ دا احنا نقفل المطعم أحسن!!!! 


كانت جملة بسيطة لكنها ضحكته بشدة، قبل ما مروة تكمل كلامها و قالت: 

_ التابلو بتاعي اتبدل مع بتاعك في المعرض بتاع الأنتيك، فأنا جبتلك بتاعك و أنت هات بتاعي. 


رد عليها تلقائيًا: 

_ بس هو مش معايا، اللي معايا فعلاً التابلو اللي سما طلبته. 


مروة بحيرة: 

_ أنت متأكد إنك أخدت بتاع أختك؟ 


إيهاب باستغراب: 

_ أختي مين؟ 


_ اختك سما، هي مش أختك بردو؟؟ 


إيهاب بتأكيد: 

_ اختي ايوه، سما أختي، التابلو اللي عندنا بتاعها اللي هي اختارته. 


_ غريبة!! دا أنا يومها كنت متأكدة إنه بتاعي و كان عليه صورتي!!! 


خاف تنكشف كذبته، فقرر ينسحب: 

_ طيب أنا همشي دلوقت عشان عندي شغل. 


كان والده مستنيه في مكتبه، إيهاب كان فرحان جدًا لما شافه، و رحب بوجوده، و قال: 

_ وحشتني جدًا يا بابا و الله، اخبارك ايه؟ 


_ أنا الحمدلله يا حبيبي، صحتى تمام و كل حاجة تمام، بس أنت مش تمام و لا أنا غلطان. 


إيهاب بحزن: 

_ أنا فعلاً مش تمام يا بابا، و أنت عارف السبب. 


_ حاول تتأقلم يا إيهاب، دا نصيبك و دا واقع حياتك. 


_ دا الواقع اللي اتفرض عليا يا بابا مش اللي أنا اخترته! 


_ أنا عارف كل حاجة يا حبيبي، بس مفيش قدامنا حل تاني. 


إيهاب بضيق مكتوم: 

_ احنا الرجالة يا بابا، احنا اللي المفروض نختار و كلامنا يكون مسموع، أنا طول عمري اسمع إن البنت هي اللي بتتغصب على الحاجة اللي مش حباها، مش الرجالة يا بابا. 


حاول والده يقنعه بوجهة نظره: 

_ والدتك دماغها ناشفة يا إيهاب، و أنا لما كنت بحاول افرض رأي كانت بتهددني بالطلاق، و أنا محبتش إنك تعيش بين زوجين منفصلين عشان أنا جربت ده و صدقني الوضع مش حلو نهائي. 


إيهاب باعتراض: 

_ بس مش لدرجة نلغي شخصيتنا يا بابا! و لو أنت تأقلمت على الوضع، فأنا مش عارف و مش مبسوط في حياتي. 


_ استهدى بالله يا إيهاب و ارجع البيت عشان مراتك، سما ملهاش ذنب. 


ضحك نفس الضحكة الواسعة اللي كانت مع مروة، لكن المرة دي كانت المشاعر مختلفة، خليط من الحزن و الحسرة و الضعف و السخرية!!!


                        ★★★★★★★


على الطرف التاني كانت والدته قاعدة مع سما اللي بتعيط، ف والدته حضنتها و قالت: 

_ متخافيش يا حبيبتي، عمك راح يتكلم مع إيهاب و أكيد هيرجع البيت. 


سما بعدت عنها وقالت: 

_ انا مش عارفة هو بيعمل معايا كدا ليه يا طنط! 


والدة إيهاب بتخمين: 

_ أكيد البنت اللي أنا شوفتها معاه دي هي اللي قلبته عليكي كدا. 


_ معتقدش يا طنط، لأن إيهاب من قبل ما يعرفها و هو كدا معايا. 


_ بس انا متأكدة إن البنت دي هي السبب و عشان كدا أنا هروح للبنت دي واعلمها درس محترم، احنا مش هنستنا لحد ما تاخد منك جوزك يا سما! أنا رايحة أشوفها دلوقت، و هعلمها درس محترم. 


الرابع 


_ أنا هروح لها مكان شغلها و هفضحها، مش هسمح لها تبوظ حياة ابني. 


نطقت بكلمتها الأخيرة، و اتحركت بسرعة، لكنها أول ما فتحت الباب قابلت إيهاب راجع مع والده اللي سألها: 


_ رايحة فين يا شهيرة؟ 


شهيرة بعصبية: 

_ رايحة للبنت بتاع المطعم، هحذرها عشان تبعد عن إيهاب. 


هنا بقى إيهاب صبره نفذ، رد على والدته بضيق: 

_ هو أنتي لسه الموضوع في دماغك يا ماما! أنا مش فاهم البنت دي علاقتها ايه باللي احنا فيه!؟؟ 


شهيرة بسخرية: 

_ و الله مش عارف علاقتها ايه! لتكون مستني لما تاخدك من مراتك! مستنيها تهد على دماغك بيتك و حياتك!! 


رد عليها إيهاب بحزن شديد: 

_ هو يعني البيت مش مهدود على دماغي! أنتي شايفة اني مرتاح في البيت اللي أنا فيه ده؟ شايفة إن مرتاح في حياتي اللي مليش رأي فيها؟؟؟ 


شهيرة بتأنيب: 

_ ايه الاسلوب اللي بتتكلم بيه دا يا إيهاب؟ أنت ناسي إنك بتكلم أمك؟!! 


اتنهد بحزن وقال: 

_ مع الأسف مش ناسي يا ماما، مش ناسي، و عشان أنتي أمي أنا ساكت و سايبك تدمري حياتي. 


شهيرة بصدمة: 

_ انا يا إيهاب؟ أنا بدمر حياتك يا إيهاب! دا أنا بتمنى اشوفك احسن واحد في الدنيا!!! تقوم تقولي كدا!!! 


كل الكبت و الزعل اللي جواه، قرر يخرج حالًا خلاص مش هيسكت اكتر من كدا، رد عليها بكل الحزن اللي جواه: 

_ ايوه انتي يا ماما، أنتي بتتمني و أنا بحقق يا ماما، بس اللي أنا بتمناه مين هيحققه؟ لما أعيش عمري كله البس اللي على ذوقك و ادخل المدرسة اللي تختاريها، و دخلتيني كلية الشرطة غصب عني عشان اكون زي وليد ابن بنت عمتك و آخر الأمور اجبرتيني اتجوز سما بالرغم من علمك برفضي!!! دا حتى الشقة اللي هعيش فيها مع مراتي مكنش ليا الحق اختار حاجة فيها!! انتي شايفة إن دي حياة؟....... لسه حضرتك شايفة إني أحسن واحد في الدنيا؟؟؟ 


مستناش يسمع ردها، و دخل البيت و قفل الأوضة على نفسه. 

كانت والدته مذهولة من الاسلوب اللي لاول مرة تشوفه من إيهاب، اللي كان كل كلامه معاها حاضر و نعم و بس، عمره ما اعترض على حاجة! 


شهيرة نقلت نظرها بين جوزها و بين سما و قالت بتوعد: 

_ طب و الله لهروح أعلمها درس متنسهوش. 


مهتمتش بكلام جوزها اللي حاول يمنعها و خرجت بسرعة من العمارة بعد ما حذرت جوزها إنه يلحقها. 


                           ★★★★★★★


بدل هدومه و قعد على طرف السرير، و لما قفل تليفونه و حطه على الكوميد انتبه لصورة فرحه هو سما، اخد الصورة و هو بيتأمل نفسه و بيشوف قد ايه كان حزين وقتها لكن محدش قدر يشوف زعله بسبب الابتسامة التكلفية اللي كان بيظهرها طول الوقت. 


حط الصورة مكانها، و نام على ضهره و هو بيهمس لنفسه بلوم: 

_ خرجت عن صمتي في وقت متأخر جدًا، المركب غرقت و مشي الحال! 


في الوقت ده اتردد على سمعه صوت شهيرة و هي بتقول إنها رايحة المطعم عند مروة، فهب من مكانه عشان يمنعها تروح.

                           ★★★★★★


نزلت شهيرة من التاكسي قدام المطعم في نفس الوقت اللي كانت مروة فيه بتودع صحابها. 

اول ما شافتها ندهت عليها بعصبية: 

_ مروة! 


مروة التفتت وراها، و قبل ما تسألها أي حاجة، شهيرة فقدت وعيها، فمكنش قدامها حل غير إسعافها.


بعد ما الدكتور كشف عليها، سألته مروة بقلق عن حالتها فكان الرد منه: 

_ متقلقيش هي كويسة، انا هعطيها علاج عشان يظبط ضغطها لأنه عالي و دا اللي سبب فقدان الوعي. 


مروة فضلت قاعدة جنبها لحد ما بدأت شهيرة تفوق، و أول حاجة شافتها هي مروة اللي بتبصلها بابتسامة ودودة، و ماسكة أيدها، و قالت بحنية: 

_ حمدالله على السلامه يا طنط، كدا اول ما تشوفيني تفقدي الوعي! 


كانت شهيرة بتبصلها و بتستوعب هي فين و ايه اللي حصل، و بسرعة شدت ايدها و سألت مروة: 

_ مين جابني هنا؟


_ أنا يا طنط، حضرتك تقريبًا ندهتي عليا و قبل ما ارد حضرتك فقدتي الوعي، بس الحمدلله أنتي دلوقت أحسن، أنا هجيب الدكتور عشان نطمن عليكي. 


بالفعل خرجت عشان تنده للدكتور، و لما رجعت كان إيهاب موجود مع والدته، سابت الدكتور يفحصها، و سألت إيهاب بفضول: 

_ بتعمل ايه هنا يا حضرة الظابط؟ 


شاور تجاه والدته وقال: 

_ لما وصلت عندك المطعم، عرفت إنك نقلتي ماما للمستشفى. 


ردت عليه مروة بجملة مرحة: 

_ عد الجمايل بقى، مش عارفة من غيري كنت عملت ايه. 


ضحك على كلامها و قال: 

_ و لا أنا و الله، ربنا يديم جمايلك علينا. 


شاورت له مروة و قالت: 

_ قرب كدا هقولك حاجة. 


قرب منها إيهاب بترقب، فهي همست جنب ودنه وقالت: 

_ البيچامة الستان هتاكل منك حتة! 


هوب هوب هوب، صدمة ثلاثية الأبعاد، لسه حالًا لحتى أدرك إنه خرج بلبس البيت، و بالرغم من إحراجه إلا إن عقله انشغل بالسبب الحقيقي اللي خلاه ينسى نفسه، و السبب دا مش حد غير مروة اللي خاف على مشاعرها من كلام أمه. 


كان بيبصلها بشرود و على وشه ابتسامة إعجاب، و دا كله تحت نظر شهيرة اللي حست و كأنها نسيت الكلام اللي راحت ل مروة عشان تقوله. 


                          ★★★★★★★


وصل والدته للبيت و أكد عليها ترتاح كويس، و طلب من والده يهتم بها، لكن قبل ما يمشي شهيرة ندهت له، فرجع و قعد جنبها على السرير فهي مدت أيدها تمسح على راسه و لأول مرة تشوف نظرة الحزن اللي في عيونه، و دا خلاها تتوجع و تزعل عشان ابنها اللي بدون قصد ظلمته. 

بدأت كلامها و قالت: 

_ أنا طول الطريق كنت بفكر فيك و في كلامك يا إيهاب.


إيهاب بندم: 

_ أنا آسف يا ماما، متزعليش...... 


منعته شهيرة يكمل كلامه، و قالت: 

_ لاء يا حبيبي، أنا مش زعلانة منك، و مش عايزك تعتذر بالعكس أنا اللي المفروض اعتذر منك يا حبيبي، أنا بدون قصد دمرت حياتك، أنت معاك حق ، انا كنت أنانية فعلًا بس انا كنت أنانية كأم يا إيهاب..... أنا تمنيت و أنت اللي حققت الأمنيات، بس متنساش إن الامنيات اللي أنت حققتها انا مش مستفيدة منها حاجة، أنا كنت بتمنالك يا إيهاب و دايمًا هتمني اشوفك أحسن واحد، بس يمكن طريقتي كانت غلط و عشان كدا أنا مش هتدخل بينك و بين مراتك تاني، و بما إن أنا اللي غصبتك على الجوازة فأنا بردو اللي بقولك حاول للمرة الأخيرة و لو معرفتش تعيش مبسوط مع سما، فأنا مش هعترض على اي قرار، أهم حاجة تكون مبسوط يا إيهاب. 


ابتسم لها بخفة، و باس دماغها و قال: 

_ اهتمي دلوقت بصحتك يا ماما، و ربنا يقدم اللي فيه الخير. 


                          ★★★★★★


لما رجع البيت كانت سما نامت، وقف قدام المرايا و هو بيتفقد شكله، لأول مرة ميهتمش بمظهره و هو خارج، ابتسم بهيام لما افتكر شكل مروة و هي بتضحك. 


لكن ضحكته اختفت بعد ثواني لما افتكر سما و جوازه اللي هيقف عائق بينه و بين مروة، ايوه صح كانت جوازة إجباري لكن عمره ما هيكون خاين أو يتخلى عن مراته عشان حبه لواحدة تانية، و عشان كدا قرر يبعد عن مروة. 


تاني يوم الصبح اول حاجة عملها لما دخل مكتبه، اخد التابلو الخاص ب مروة، و اتحرك عشان يرجعه. 

لما دخل المطعم مكنتش موجودة، ف ساب لها التابلو مع والدها اللي قال إنها خلاص مش هتنزل المطعم تاني. 


رجع لشغله و هو حاسس بيأس و حزن أكتر من الأول، مكنش عارف يركز في شغله، و عشان كدا قرر يسافر فترة مع مراته كمحاولة للتقرب منها و نسيان إعجابه الوليد ب مروة.


الخامس 


_ أنا مش جاية معاك يا إيهاب، سافر لوحدك. 


شد على ايده كمحاولة للصبر و قال: 

_ ليه يا سما؟ مش طول عمرك نفسك تزوري المنصورة؟ اهي الفرصة جت لحد عندك اهو، فين المانع؟؟ 


ردت عليه سما بتهكم: 

_ المانع هو شخصيتي يا إيهاب، أنا مش حيوانة تجرها وراك مطرح ماتروح! انا عندي شخصية و ليا رأي و كان المفروض تاخد رأي في موضوع نقلك ده. 


حاول إيهاب يقنعها و قال: 

_ سما أنا اليومين دول حالتي النفسية مش احسن حاجة، و عشان كدا عايز ابعد عن هنا فترة، و عايزك تيجي معايا. 


ردت عليه سما بزعيق: 

_ حالتك النفسية هي اللي تعبانة يا إيهاب، مش أنا! يبقى أنت اللي تسافر مش أنا! و أنا لما أحب اشوفك هكلمك تيجي، و لو مش عايز تيجي لحد ما تبقى افضل براحتك، لكن سفر المنصورة أنا مش هسافر . 


                           ★★★★★★

كان ردها الجاف بمثابة تدمير للفرصة الأخيرة اللي حاول إيهاب يمنحها لعلاقتهم، كالعادة خرج من البيت بس المرة دي و هو معاه كل حاجة تخصه، توجه مباشرة لمكتب هاني. 


_ ايوه يعني أنت دلوقت عايز تفضل هنا و لا تتنقل المنصورة؟ 


كان دا سؤال هاني، و رد عليه إيهاب بجدية: 

_ هفضل في شغلي زي ما أنا، أنا كدا كدا لسه مقدمتش طلب النقل، بس أنا خلاص هعيش حياتي زي ما أنا عايز. 


ضحك هاني بخفة، و سأله بحماس: 

_ هتعمل ايه؟ قول، قول. 


إيهاب استخرج مفتاح من جيبه و قال: 

_ هعيش في شقة لوحدي بعيد عن سما و عن أهلي، و دا مفتاح الشقة. 


سأل هاني بتفاجؤ: 

_ اشتريتها امتي دي؟ و بعدين دا انت لحد امبارح كنت رايح المنصورة! 


اتنهد إيهاب وقال: 

_ كنت عارف إن سما مش هتوافق، عشان كدا عملت خطة بديلة، يعني أنا قولت هحاول معاها عشان نمنح علاقتنا فرصة بس هي محبتش تيجي معايا، عشان كدا قررت افضل هنا على الأقل اكون وسط ناس أعرفهم. 


ابتسم هاني بخبث و سأل بترقب: 

_ يعني كدا هترجع تشوف مروة تاني؟؟ 


حرك دماغه بنفي و قال: 

_ بردو لاء، أنا هعيش مع نفسي اشوف أنا عايز ايه الأول، ما يمكن إعجابي ب مروة دا مجرد وهم مش أكتر، و كمان سما جزء من حياتي و لازم افكر كويس عشان هي متتظلمش. 


رد عليه هاني بضيق: 

_ يا جدع أقسم بالله بنت عمك اتجوزتك عشان مكانتك الاجتماعية مش أكتر، أنا مش فاهم هتفضل حامل همها كدا لحد امتى! امال لو كنت بتحبها! 


حاول إيهاب إنه يبرر أفعاله: 

_ الحب ملهوش علاقة بإنك تحترم الشخص اللي معاك يا هاني، و كمان دي بنت عمي، ايوه صح اتجوزتها إجباري بس دا مش معناه إني مهتمش بيها! 


هاني قام من مكانه و قعد قصاد إيهاب و قال: 

_ دا لما هي تكون بتحترمك يا إيهاب، إنما الطريقة اللي بتتعامل معاك بها كفيلة عشان تلغيها من حياتك خالص. 


إيهاب بانسحاب: 

_ بقولك اي فكك من سما، ايه رأيك تيجي معايا تشوف الشقة الجديدة و بالمرة نتعشى سوا. 


                        ★★★★★★


كانت شقة في حي جديد نوعًا ما، و هما خارجين من العمارة انتبه هاني للكافيه المواجه للعمارة، فقال بحماس: 

_ تعال بقى اعزمك أنا على حاجة حلوة في الكافيه ده، شكله شيك كدا.


أول ما دفعوا الباب الزجاجي للكافيه صدر صوت مسجل بكلمة Welcome، كان الدهان الأبيض و الأثاث البني الفاتح مريح جدًا للنظر، كان المكان مكتمل و أغلبية الزباين كانوا بنات، و مكنش موجود غير كراسي مستديرة طويلة تجاه كونتر الطلبات. 


قعد هاني و شاور لإيهاب اللي كان مشغول في الفون، و في الوقت ده كانت البنت اللي شغالة في المحل بتحضر قهوة و ضهرها للزباين، كانت لامة شعرها بمشبك و لابسة طوق قماش. 


نده عليها هاني بنبرة هادية: 

_ لو سمحتي يا آنسة، هتاخد ايه يا ابني؟


كان سؤاله الأخير موجه لإيهاب، اللي رفع عيونه في نفس اللحظة اللي التفتت فيها البنت، و هنا أدرك هاني إن القدر عنده تدابير مختلفة تمامًا عن إيهاب و اختياراته. 


تلفظ إيهاب بإسمها بصدمة: 

_ مروة! مروة!!! 


ظهرت ابتسامتها اللطيفة و قالت بهزار: 

_ عندك شك إني مش مروة!  


حرك دماغه بنفي و سألها بفضول:

_ بتعملي ايه هنا؟؟


ضحكت مروة بخفة: 

_ أنت شايفني بعمل ايه؟ 


_ قهوة. 


_ خلاص يبقى أنا شغالة هنا. 


_ ليه؟ 


ردت عليه وهي بتشيل الصنية: 

_ هعطي الطلب للزبونة، و ارجعلك عشان شكل أسألتك كتير.  


اتحركت مروة من قدامهم، و بعدها مال هاني على إيهاب و اتكلم و هو بيخبط على كتفه بحركة طريفة: 

_ همشي أنا بقى، و أنت وريني بقى هتهرب منها تروح فين!


ضحك بحماس و غمز له بمشاكسة و سابه و مشي. 


لما رجعت مروة سألته عن هاني و سألته باهتمام: 

_ تحب تشرب قهوة و لا عايز حاجة تانية؟؟ 


سألها إيهاب بشرود: 

_ انا اللي اختار؟ 


ابتسمت بخفة و قالت: 

_ أنت اللي هتشرب يبقى أنت اللي تختار! 


_ يبقى اعملي قهوة. 


  عملت له قهوة و قعدت قصاده و هي بتقول: 

_ لو كنت أعرف إنك جاي كنت جبتلك التابلو بتاع أختك.


الابتسامة اللي على وشه اختفت لما افتكر إنه كذب عليها وقال: 

_ عادي جبيه في أي وقت، كدا كدا هنتقابل كل يوم؟؟ 


مروة بمرح: 

_ ليه هتبقى زبون دايم و لا ايه؟ 


ابتسم بسعادة و قال: 

_ بحكم إني ساكن في العمارة اللي قصادك فأكيد هنتقابل كتير. 


ضيقت عيونها و قربت منه و كأنها بتدور على إجابة لسؤالها: 

_ كذبت عليا ليه؟ 


اتوتر من قربها و من سؤالها، فقام من مكانه و هو بيتفقد في أدوات شغلها و قال باستغراب مصطنع: 

_ كذبت عليكي في ايه؟ 


مروة بتوضيح: 

_ قولت إن التابلو مش معاك و طلع معاك! 


اتنفس براحة، لأنه فكرها تقصد القرابة اللي بينه و بين سما، و بينما هو بيدور على كذبة كملت مروة بجدية: 

_ قول الحقيقة، متقولش مبرر و خلاص. 


رجع قعد قصادها و قال بصدق: 

_ طالما عايزة تسمعي الحقيقة، فأنا مكنتش عايز ارجعه عشان تخصك. 


بصت له بعدم فهم فهو وضح كلامه: 

_ كنت حابب أشوف صورتك كل يوم، بس الحقيقة إن القلب مش محتاج صور عشان يشوف اللي بيحبه. 


إنها تستوعب كلامه دا شيء سهل، لكن الصعب في الموضوع إنها تصدق اللي فهمته من كلامه، فسألته بترقب: 

_ تقصد ايه؟؟؟ 


في اللحظة دي نسيوا تمامًا الزباين الموجودين في المحل، رد عليها إيهاب بتلقائية: 

_ أنا معجب بيكي يا مروة. 


في نفس الوقت اللي كان فيه إيهاب مستني رد مروة، كانت سما في الصيدلية و بتشتري اختبار حمل. 


السادس 


_ معجب بيا ازاي يعني؟ 


كان دا رد مروة على إيهاب اللي حس بخيبة أمل فقال بيأس: 

_ شكل مخك تخين، و أنا مش ناقص، أنا ماشي. 


لامس شعرها بخفة قبل ما يمشي، كان حاسس من نظراتها إنها تفاجأت بكلامه و استشف من جمودها إنها أكيد هترفض، و عشان كدا قلب الموضوع مشاكسة عشان ينهي الموضوع بطريقة لطيفة.


إنما مروة مكنتش فاهمة فعلاً، لأن الإعجاب انواع، ما يمكن معجب بشخصيتها مثلاً، معجب باستقلالها بشغلها، الإعجاب بالنسبة لها، له معاني كتير غير إعجاب الحب، و أكيد اكيد يعني إيهاب ملحقش يحبها في الكام أسبوع دول و هما أصلا متقبلوش فيهم كتير!! 

رددت مروة بغباء: 

_ هو إيهاب كان بيمدحني و لا بيشتم! 


                           ★★★★★★

بمرور الأيام يادوب فتحت المحل، و دخل إيهاب اللي طلب منها قهوة، و هي استغلت عدم وجود زباين، عشان تسأله عن قصده، فكان الرد منه: 


_ انتي بجد مفهمتيش قصدي و لا عملتي نفسك مش فاهمة؟


ردت مروة بصدق: 

_ و الله مفهمتش فعلاً، دا أنا من يومها بفكر في قصدك! 


اتكلم إيهاب بمشاكسة: 

_ هو أنا للدرجة دي شاغل بالك؟؟ 


حركت أيدها بنفي و قالت: 

_ تؤ تؤ، الموضوع مش كدا، بس انا مش بحب يتقال حاجة مش مفهومة. 


بصلها إيهاب بحيرة و هو بيفكر، فسألته مروة: 

_ بتفكر في ايه؟ 


_ بفكر في إجابة سؤالك، مش أنتي عايزة تعرفي معجب بيكي ازاي؟ 


هزت دماغها بتأييد: 

_ ايوه.


اتنهد إيهاب و قال بحيرة: 

_ أنا مش عارف، أنا يومها كنت أقصد إعجاب اللي هو بداية الحب. 


سألته مروة بترقب: 

_ طب و دلوقت؟ 


_ مش عارف يا مروة، أنا حاسس بانجذاب ليكي، و عندي مشاعر تجاهك، بس مش عارف احدد لو دا حب و لا مجرد اعجاب عابر! 


_ اعتقد إن دا إعجاب عابر، لأن الحب دا بياخد وقت طويل و عايز معلومات كتير عن الطرف التاني، و احنا يادوب نعرف بعض من شهر! 


ابتسم لها إيهاب بهدوء: 

_ ايوه معاكي حق. 


                        ★★★★★★★


دي رابع مرة تعمل اختبار الحمل عشان تتأكد، و أخيرًا رمت الاختبار اللي معاها في سلة المهملات، و قررت تطلب المساعدة من شهيرة. 


اول ما والد إيهاب فتح لها، دخلت من غير ما تسلم عليه، و اتجهت مباشرة عند شهيرة و اتكلمت و هي بترمي شنطتها بإهمال: 

_ عاجبك الوضع كدا يا طنط؟ 


شهيرة استغربت هيئتها و الغضب اللي بيشع من ملامحها، فسألتها باستغراب: 

_ ايه اللي حصل يا سما؟ انتي متعصبة كدا ليه؟ 


ردت سما بلوم: 

_ اللي يعرف ابنك لازم يتعصب يا طنط، ابنك.......


شهيرة ردت عليها بحدة: 

_ احترمي نفسك و أنتي بتتكلمي عن جوزك يا سما! و صوتك ميعلاش عليا. 


سما بلعت ريقها و بررت كلامها: 

_ ما الوضع دا مش نافع يا طنط، إيهاب سايب البيت زيادة عن أسبوعين ، اتنقل منه خالص. 


اتنهدت شهيرة و قالت بعتاب: 

_ دا مش غلط إيهاب يا سما، الغلط غلطك، ياما قولتلك تغيري اسلوبك معاه و تحاولي تقربيه منك لكنك مهتمتيش، و فضلتي تتعاملي معاه و كأنه شغال عندك مش جوزك! 


سما بدهشة:

_ بقى انتي اللي بتقولي كدا يا طنط!! ما حضرتك طول عمرك تقولي بتمشي كلامك عليهم، ليه أنا لاء. 


شهيرة بصت لها بصدمة، و حاولت توضح موقفها: 

_ أنا مكنتش بتعامل معاهم زيك يا سما! أنا بفرض رأي في الحاجة اللي تخصني بس، و اللي تخص ابني، لكن عمك عندك اهو عمري ما أجبرته على حاجة، و طول عمري بحترمه و بقوم بشغل بيتي و اهتم ب عمك و إيهاب. 


_ طب ما دا اللي أنا بعمله يا طنط، و بعدين شغل البيت ده إيهاب عارف من الأول ان أنا مليش في الكلام ده، و بعدين أنا مش خدامة عنده! 


شهيرة بقلة حيلة: 

_ الكلام دا ملهوش لازمة يا سما، استني الطلاق من إيهاب في أي وقت. 


صرخت سما بفزع: 

_ نعم؟ طلاق ايه يا طنط!! هو إيهاب قال كدا؟ 


شهيرة بهدوء: 

_ هو مقالش، بس دا متوقع. 


سما باعتراض: 

_ لاء طبعًا، مستحيل..... أنا حامل يا طنط.


                             ★★★★★


في الأيام الأخيرة زادت زيارة إيهاب لمحل مروة، و تطورت العلاقة بينهم و مبقتش مجرد معرفة عابرة، و مشاعر إيهاب كانت بتزيد، و اتعلق بمروة اكتر و أكتر، و مش بيتكلم مع سما و لا فاكرها أصلًا. 


كان قاعد في شغله و بيحقق مع مجرمين، و في الوقت ده وصلته رسالة من سما محتواها:

"هستناك في مطعم **** لازم تيجي عشان في حاجة ضروري تعرفها"


اختصر الرد على ب لايك على الرسالة، و رجع تاني يكمل شغله. 


في اليوم ده كانت مروة عندها مشكلة في الكافيه بتاعها و عشان كدا قفلته و راحت تساعد والدها في المطعم بتاعه، و هي بتتنقل في المكان و تباشر الشغل، انتبهت لوجود سما اللي قاعدة بتعيط. 


اتحركت مروة لعندها و سألتها بقلق: 

_ أنتي كويسة؟


سما بصت لها و مسحت دموعها، و حركت دماغها بخفة، ف مروة قالت بود: 

_ لو أقدر أساعدك في حاجة اكيد مش هتأخر، اهم حاجة تكوني كويسة. 


ابتسمت سما بتكلف: 

_ أنا كويسة متقلقيش. 


كانت هترجع لشغلها، لكنها حاولت تقدم المساعدة فقالت : 

_ تحبي اتصل على اخوكي يجيلك؟ 


عقدت سما حواجبها و قالت: 

_ انتي تعرفي مروان اخويا؟


نفت مروة بهزة من دماغها و أوضحت: 

_ لاء أنا أقصد حضرة الظابط........ إيهاب. 


سألتها سما بترقب: 

_ أنتي على تواصل مع إيهاب من يوم البوك؟؟ 


ابتسمت مروة وقالت: 

_ ايوه و مش ايوه. 


كانت نظرات سما بتنم عن عدم فهمها، فكملت مروة: 

_ أقصد إننا في الأول اتقابلنا كام مرة صدفة، لكن في الفترة الأخيرة بقينا على تواصل بحكم الجيرة. 


ملامح الحزن اللي على وش سما اتحولت للغضب: 

_ أنتي تعرفي إيهاب دا يبقى مين؟ عارفة هو يقرب ليا ايه؟ 


استغربت مروة من رد فعلها، و ردت بحاجب مرفوع: 

_ ايوه طبعًا عارفة إنه اخوكي، ايه الغريب في كدا!! 


ضحكت سما بسخرية و قالت: 

_ شكلك يا اما عبيطة أو بتستعبطي! 


خرج كلام مروة بضيق مكتوم: 

_ ما تحترمي نفسك، دا مش أسلوب محترم.


سما قامت وقفت و زعقت بصوت لفت انتباه الموجودين: 

_ الأسلوب المحترم نتكلم بيه مع الناس المحترمة، مش مع أمثالك، ماما شهيرة كان معاها حق، مكنش ينفع نخليكي تقربي من إيهاب. 


ردت عليها مروة بتهكم: 

_ مقربش منه ليه! 


_ علشان عقربة. 


صرخت مروة في وشها: 

_ طب لمي لسانك، بدل ما العقربة تسمك.


سما رفعت صوتها اكتر و قالت بتهكم: 

_ العقربة هتسمني عشان عايزاها تبعد عن جوزي! 


مروة بحيرة: 

_ هو انا يا بنتي أعرف جوزك أصلًا! 


سما بتوضيح: 

_ يعني متعرفيش إن إيهاب عبد الجواد يبقى جوزي؟ 


الصدمة نزلت عليها شلت لسانها، لدرجة إنها منتبهتش لابوها اللي تدخل في الموضوع و بيسأل عن سبب الخلاف، ردت سما باستخفاف: 

_ ايه القط أكل لسانك! 


مروة عيونها دمعت، فسألتها بشك و خرج صوتها مخنوق: 

_ أنتي بتكذبي! إيهاب مش جوزك، صح؟ 


في اللحظة دي الكل كان ساكت و بيتابع الموقف، و اتقطعت لحظة الصمت بوصول إيهاب اللي استغرب اللمة اللي في المكان، فابتسمت سما وقالت بمكر: 

_ و الله إيهاب بنفسه موجود، تقدري تسأليه. 


السابع 


_ إيهاب بنفسه وصل، تقدري تسأليه أنا مراته و لا أخته.


مروة التفتت وراها، و بعدين سحبت نفس طويل، و ابتسمت بخفة و اتكلمت بصوت عالي نسبيًا: 

_ أنا بعتذر على الإزعاج يا جماعة، تقدروا تكملوا اكلكم في هدوء. 


ردت عليها «سما» باستهزاء و سخرية: 

_ ايه خايفة الزباين يعرفوا إنك خطافة رجالة! 


والد «مروة» تدخل بعصبية: 

_ احترمي نفسك يا مدام، و اتفضلي امشي من هنا. 


«مروة» مسكت والدها من دراعه و قالت بهدوء:

_ بابا بعد إذنك خلي الشباب يرجعوا على شغلهم، و حضرتك كمان، الموضوع اتفض. 


كانت «سما» مصممة على إثارة المشاكل لما قالت: 

_ لاء الموضوع متفضش، لازم تعرفي حدودك عشان بعد كدا مش هسكتلك. 


هنا بقى «إيهاب» خرج عن صمته، و زجر سما بغضب: 

_ احترمي نفسك يا سما، لو حد هنا محتاج يعرف حدوده يبقى انتي، مش مروة! 


نطقت «سما» بازدراء: 

_ مش دي مروة اللي غفلتني و بتلف معاها بقالك اكتر من أسبوعين، و معرفني إنك في المنصورة! 


كدا بقى مروة فاض بها، و كان لازم تعبر عن كسرة قلبها و إحراجها قدام الناس، و عشان كدا نهت الحوار بينها و بين سما ب كف قتل الكلمات على لسان «سما» اللي كانت هترد الضربة ل«مروة»، و لكن «إيهاب» شدها بغضب و مشيوا تمامًا من المطعم. 

                            ★★★★★★


رجع بيها للبيت و اول دخلوا زقها جامد و قال بعصبية: 

_ انتي ايه اللي هببتيه ده؟ بتتصلي بيا و تعطليني عن شغلي عشان تعملي العرض البايخ بتاعك ده؟! 


ردت عليه سما بتهكم: 

_ أنت شايف إن اللي أنا عملته كان غلط! و الخيانة مش غلط يا حضرة الظابط المحترم؟؟!! 


عقد ما بين حواجبه و ردد بنفور: 

_ خيانة ايه اللي بتتكلمي عنها؟ برمجتك للأمور على مزاجك هتخليكي تتجنني. 


صرخت في وشه: 

_ أنا فعلاً هتجنن بسببك و بسبب أفعالك. 


إيهاب شاور على نفسه بصدمة و همس بصوت مسموع: 

_ أنا؟ افعالي أنا؟ 


أكدت سما على كلامه: 

_ ايوه انت! عامل فيها بريء و مقموص مني و انت اصلا اللي بتأذيني. 


ربّع دراعته قدام صدره و استفسر عن قصدها: 

_ عملت ايه انا؟ ايه اللي صدر مني يعكنن مزاج حضرتك؟


  مكنش عندها اي رد على إجابته، بس اهي بتزعق و خلاص عشان تسكته، فقالت: 

_ كل أفعالك، كل افعالك مش بتعجبني. 


زفر بضيق قبل ما يتكلم بفتور: 

_ في فرق بين أفعال متعجبكيش و أفعال مقصودة عشان تضايقك، خليني اقولك الأفعال اللي بعملها و مش بتعجبك......... لما أهلي قرروا جوازنا أنا اتكلمت معاكي و قولتلك إني مش بحبك بس مش قادر ازعل والدتي و طلبت منك ترفضي لكن حضرتك تجاهلتي رأي و قبلتي على نفسك تعيشي مع راجل مش حابك كزوجة!......و رغم ذلك يا سما أنا أكرمتك و طول فترة الخطوبة و شهرين الجواز أنا عمري ما زعلتك بالرغم من انك لا بتهتمي بيا و بالبيت و شئونه، و غير كدا فارضة عليّ اخرجك كل أسبوع في المكان اللي حضرتك تختاريه، بترفعي صوتك عليا و كأني طفل عايزة تأدبيه و مش عاملة اي احترام لأني زوجك، أهم حاجة عندك هي نفسك، أنا مش مهم عندك نهائي، ابسط حاجة موضوع نقلي المنصورة، حضرتك رفضتي الموضوع عشان بس...جيت قولتلك بعد ما اخدت قراري! و كل اللي شغلك وقتها فرض سيطرتك عليّ و مظهرش منك و لا ذرة اهتمام صغيرة بالضغط النفسي اللي انا حاسس بيه.......دايمًا تستغلي حبي لوالدتي وحبها هي ليكي وتهدديني اني لو معملتش كذا هتروحي تشتكي لماما.......هي دي أفعالي اللي مش بتعجبك! 


نطق جملته الأخيرة بسخرية، فهي قالت باستخفاف: 

_ كل اللي أنت بتقوله دا عبط!


غمض عيونه بقلة حيلة، قبل ما يتكلم بنفاذ صبر و يقول: _ لو كل اللي قولته دا عبط بالنسبالك، فأنا هكون أكبر عبيط فعلاً لو كملت معاكي بعد طريقة كلامك دي. 


_ تقصد ايه؟؟ 


ابتسم لها بتكلف و قال: 

_ انتي طالق يا سما.


عيونها وسعت من الصدمة، و نسيت طريقة الكلام، بل اتخشبت في مكانها و عقلها بيحاول يستوعب اللي حصل حالًا، المفروض إنها كانت هتقابله عشان تقوله على حملها و يتصالحوا، بس اللي حصل عكس كدا تمامًا......انفصلوا!!!!! 


                            ★★★★★

في الوقت ده، مروة اتحججت بالعطل اللي في الكافية و إنها هتروح عشان تقابل عمال التصليح، و في الحقيقة هي كانت عايزة تقعد مع نفسها، عشان تسمح لنفسها تعيط بعيدًا عن عيون والدها، اللي أكيد هيستفسر منها عن اللي حصل، و اللي كان هيجننها أكتر هو سكوت إيهاب.


لما إيهاب وصل عندها الكافيه كانت علقت لوحة الإغلاق، لكنه كان متأكد من وجودها، لما دخل مكنتش ظاهرة، بس كانت شهقاتها مسموعة، لما تتبع الصوت وجدها قاعدة على الأرض في جزء التحضير. 


قرب و قعد جنبها، وقال بندم: 

_ أنا آسف.


خرجت كلماتها بحسرة شديدة: 

_ مش سهلة، مش سهل حياتك تتأسس على شخص ما، و في لحظة تلاقي وجوده بقى طيف! 


حاول يدافع عن نفسه: 

_ أنا عارف اني غلطان، بس صدقيني عملت كدا عشان حبيتك، انتي أول حاجة اختارها في حياتي، و مكنتش عايزك تضيعي مني. 


سألته مروة من غير ما تبصله: 

_ أنت ايه اللي جابك؟ 


عيونه دمعت لما شاف حزنها اللي بسببه، و رد عليها بندم: 

_ جيت عشانك.


مسحت دموعها و قالت ببرود: 

_ و أنا مش عايزاك، امشي من هنا، مش عايزة اشوفك تاني........تلاقي مراتك قلقانة عليك! 


شددت على حروف جملتها الأخيرة، و قامت من جنبه تفتح له الباب و هي بتودعه ببرود عكس البركان اللي جواها: 

_ نورت يا حضرت الظابط، متنساش تشرفنا مع المدام. 


اتحرك إيهاب بخطوات بطيئة و هو بيتأمل ملامحها و بيدور على سبب مقنع يقوله لعل و عسى تغفر له غلطه، لكن النتيجة و لا نطق بأي حاجة.


                           ★★★★★★


بالنسبة ل مروة الحزن و البكا كان كفاية ياخد ليلة واحدة من وقتها، و من تاني يوم رجعت تاني لوضعها الطبيعي و لشغلها و لا كأن حصل حاجة، و بالرغم من تردد إيهاب على الكافيه و محاولاته عشان يتكلم معاها، إلا إنها كانت بتصده و تتعامل معاه زي أي زبون عابر. 


حتى لما حاول يكسب رضاها عن طريق الدفتر اللي كانت عايزاه، رفضت تاخده و كان ردها عليه ببرود لطيف و ابتسامة خفيفة: 

_ بعتذر من حضرتك بس مش بقبل الهدايا من الزباين. 


رد عليها إيهاب بحزن: 

_ بس انا مش مجرد زبون يا مروة! 


نبهته بحدة مكتومة: 

_ بعد إذنك ترجع مكانك عشان اشوف شغلي يا حضرت الظابط. 


حرك دماغه بتفهم، و اتحرك تجاه مكانه، لكنه التفت لما ندهت عليه، و هنا بقى كانت بتلفت انتباهه للدفتر اللي رفعته ببطء و رمته في سلة المهملات، و كأنها بتقوله إن أي حاجة تخصه مكانها مع الدفتر. 


كان عارف و متأكد إنها مش هتسمع كلامه، و أكيد مش هتروق بسهولة، بس كان عنده أمل إنها تاخد الدفتر، و عشان كدا كتب لها فيه اعتذاره و مبرره و كل حاجة كتمها جواه لسنين.....


و كأن السعادة الغامرة اللي عاشها في الأسابيع اللي فاتت، كانت تمهيد لحزن و تعقيد نفسي أشد من الأول، بقي يختصر حياته على شغله و على عزلته في شقته، و مبقاش يزور الكافيه بتاعها. 


أما مروة فكان غياب إيهاب مأثر عليها، ملل غريب في يومها! مفتقدة وجوده و حاسة بالوقت مش بيفوت، و كأن الحزن بيبطأ حركة الزمن. 

بعد ما خلصت شغلها في الكافيه و كان المفروض هتمشي، وقفت قدام الكافيه و بتتفقد العمارة اللي قصادها، كانت بتدور عليه، عايزة تشوفه و أخيرًا اتنهدت و غمضت عيونها بيأس، لكنها فتحت عيونها بوسع لما افتكرت إنها لسه مأخدتش الدفتر للبيت. 


دخلت الكافية تاني و استخرجت الدفتر من درج الكونتر و هي بتفتكر ازاي احتفظت بالدفتر بعد ما إيهاب خرج من عندها. 


الثامن 


أول صفحة من الدفتر كان مكتوب فيها "أنا آسف، سامحيني" و بدأ يحكى لها عن حياته في الصفحة التانية، و ازاي هو بيشوف إنها مصدر سعادته، و إنه لما قرب منها كان عشان هو عايزها فعلاً في حياته مش مجرد صديقة و لا مجرد بيقضي وقت مع بنت معجب بيها و السلام، مروة بالنسبة له فعلاً أول كل حاجة يختارها و كمان نفس الشخصية اللي هو كان بيتخيل فيها شريكة حياته.


بالنسبة لإيهاب مروة مكنتش سبب عشان يبعد عن مراته لأن هو بالفعل بعيد عن مراته، و مش مرتاح معاها و لو والدته مكنتش هتزعل منه كان طلق سما من تاني أسبوع جواز، بل مكنش هيتجوزها أصلا، بس اللي حصل إن إيهاب كان غلطان لما دمج بين رضا أهله و بين شخصيته، كان غلطان لما فهم إن حبه لنفسه ممكن يقلل من حبه لأهله، كان غلطان لما محاولش يختار بنفسه، و غلط أكتر لما فهم إن احترام الست اللي معاه يخليه يركن شخصيته على جنب و يبرز شخصيتها أكتر......وهو بيحاول يبقى شخص مثالي، خسر نفسه! 


هو عارف إنه كذب عليها، و دا ذنب كبير بالنسبة له، بس هو فعلاً كان ناوي يطلق سما من قبل ما يعترف بمشاعره ل مروة، و اللي بردو مروة رفضتها و قالت إن مشاعره مجرد إعجاب عابر، ف ليه هي دلوقت زعلانة و هما فعلاً العلاقة الرسمية اللي بينهم مكنتش تتعدى حدود الصداقة ! 

فين بقى المانع إنها تسامحه على كذبته و تمنحه فرصة تانية؟؟ 


بعد ما نطقت مروة بسؤاله الأخير، همست بالإجابة من بين دموعها: 

_ المانع إني مش خطافة رجالة! 


                           ★★★★★★★


كان إيهاب شارد الذهن لما هاني حدفه بالقلم، ف إيهاب انتبه و قال بغيظ: 

_ ايه يا عم هتشيل عيني! 


ظهرت ابتسامة سخرية على شفايف هاني، و قال بنبرة مماثلة: 

_ طيب ما تركز معايا بدل ما هنتشال خالص من الكراسي بتاعتنا لو القضية متحلتش! 


إيهاب بتكشيرة: 

_ طب ما أنا مركز! 


سأله هاني باهتمام: 

_ مركز في ايه بالظبط؟ معايا و لا مع مروة؟ 


_ مع مروة؟ 


اتكلم هاني بجدية و هو بيحاول يخفف حزنه: 

_ اللي حصل دا طبيعي يا إيهاب، و موقفها و زعلها من كذبتك دا دليل إنها بنت كويسة، مش سهلة يعني لما مرة واحدة تلاقي نفسها بقت خطافة رجالة بسبب ثقتها فيك.


_ بس هي مش كدا، أنا أصلا كنت هطلق مراتي عشان مش مرتاح في العيشة معاها، يبقى فين المشكلة بقى؟ 


_ المشكلة إنك كذبت عليها مثلًا! 


زفر إيهاب بضيق، و استغفر اكتر من مرة و كأنه بيهدي أعصابه، و قال بنرفزة شديدة: 

_ عارف إني اتهببت و كذبت عليها، بس احنا كدا كدا مكنش بينا ارتباط حتى عشان تزعل و تاخد الموقف ده!!! 


اتكلم هاني بلوم:

_ بردو يا إيهاب أنت غلطان، لما تعترف لواحدة بمشاعرك و أنت متجوز دا غلط. 


_ طب ما هي اصلا يومها رفضت مشاعري و ساعتها أنا كنت انفصلت في السكن مع سما. 


_ بردو مش مبرر، كونك أصلا تعطي ريق حلو ل بنت و أنت متجوز دا غلط كبير، بلاش حتى متجوز، كونك تتعامل كدا مع بنت مفيش بينكم علاقة رسمية دا في حد ذاته غلط. 


إيهاب خبط على المكتب و وقف و هو بيقول بعصبية: 

_ مش أنت اللي قولت لي بلاش اضيعها من ايدي؟ 


وقف هاني هو كمان و رد باستغراب: 

_ أنا فعلاً قولتلك كدا ، بس مقولتش تخبي انك متجوز، و بعدين اقعد إحنا بنتكلم عشان نشوف حل مش عشان نتخانق!!! 


                        ★★★★★★★


على الطرف التاني كانت مروة قاعدة مع صاحبتها ملك في البيت، و بتحكيلها على اللي حصل، ف كان الرد من ملك: 

_ أنا بصراحة شايفة إنك تعطيه فرصة تانية يا مروة. 


مروة بنفور: 

_ لاء طبعًا! لسه واقفة معاه بعد اللي قولتلك عليه ده! 


ردت ملك بتوضيح: 

_ أيوه يا مروة، أنا شايفة إنك تسامحيه طالما بيحبك و عايزك فعلاً. 


حركت مروة دماغها بيأس و قالت:  

_ أنا لو عملت كدا يبقى بقوله أنا خطافة رجالة، أو في حل تاني و هو قبولي بمنصب الزوجة التانية. 


نهت جملتها الأخيرة بسخرية واضحة، فقالت ملك بجدية: 

_ مروة يا حبيبتي الراجل بيحبك، و إنتي بتقولي إنه اتنقل و عاش في بيت تاني بعيد عن مراته قبل ما يعترف بحبه ليكي! يعني انتي مش السبب في الطلاق. 


هبت مروة بفزع: 

_ هما كمان هيطلقوا؟ 


عقدت ملك حواجبها و قالت: 

_ دا طبيعي يحصل، و بعدين أنتي عايزة ايه بقى مش فاهمة! 


عيونها دمعت و قالت: 

_ عايزة امسح الشهرين اللي عرفته فيهم من حياتي. 


تزامنت آخر كلمة مع نزول دموعها، فحضنتها ملك و هي بتحاول تخفف عنها، لكن الحقيقة إن كل كلام المواساة مش بيخفف الحزن في لحظة انفجار الوجع، بل بيزود من شعور الحزن على النفس أكتر. 


                           ★★★★★★★

من الواضح إن أشعة الشمس لما وصلت الصبح بيوم جديد نسيت تجيب معاها حياة جديدة ل «إيهاب»، اللي كان واقف في مطبخ شقته بيحضر لنفسه قهوة، و قسمات وشه بتبين الكم الهائل من شعوره باليأس و الإحباط. 

الحقيقة إنه كل يوم الصبح بيبدأ يومه بفنجان القهوة عشان يدور فيه على الشعور الحلو اللي كان عايشه لما بيشرب القهوة عند «مروة» في الكافيه، لكن الحقيقة إنه كل يوم بيشرب فنجان قهوة اوحش من اليوم اللي قبله، مبقاش حاسس بحاجة غير مرارة القهوة بس! 


تخللت ملامحه الحزينة ابتسامة ضعيفة لما افتكر اول مرة شاف فيها مروة، صراحةً.....هو مكنش اول مرة يشوفها يوم البوك بتاع «سما»، و إنما شافها قبل كدا لما راح يتغدى في مطعمهم مع والده، لكن «مروة» في اليوم ده مأخدتش بالها منه.


إنما هو اخد باله منها و ازاي كانت بتتكلم مع والدها بأسلوب محترم، في الوقت اللي كان رايح فيه إيهاب المرحاض المجاور لمطبخ المطعم، كانت هي بتتناقش مع والدها بخصوص بعض الأمور العائلية، فقالت مروة بانتقاد: 

_ يا بابا لازم مريم تحترم جوزها شوية، مش معني إنه ساكت يبقى هي تتعدى حدودها! 


اتنهد والدها و قال بحيرة: 

_ أنا مش عارف اعمل معاها ايه يا مروة، المشكلة إن ياسر بيسكت لها و أنا زهقت أقوله ياخد موقف، مفيش فايدة. 


_ يا بابا ياسر حد طيب جدًا و محترم، يبقى هي لازم تحترمه و متنساش إنه جوزها وأبو عيالها وهو كمان له الحق يختار أولاده يدخلوا مدرسة ايه و خصوصًا إن هو اللي هيدفع المصاريف، مريم مش لازم تحمل جوزها فوق طاقته، اتكلم معاها يا بابا عشان أنا لما حاولت أقنعها زعلت مني. 


يبان الموقف بسيط بالنسبة للبعض، لكن بالنسبة لإيهاب كانت حالة من سيطرة الزوجة اللي بتحاول سما تعيشها معاه، اللي لفت قلبه في الموضوع وقتها هو تفكير مروة و وجهة نظرها في منح زوج اختها فرصة للقرار، و مع إن موقف مروة دا طبيعي جدًا و دا الشائع أصلا، لكنها ظهرت قدام إيهاب في الوقت اللي هو مفتقد فيه التقدير و الحرية المطلقة لاتخاذ القرارات من زوجته و والدته. 


انتهي الفلاش باك......و هنا ابتسم إيهاب و قال بسخرية: 

_ المفروض كنت اتقابل مع ياسر و نعيط سوا على اللبن المسكوب! 


و هو بيشرب قهوته و بيقلب في الفون، رن جرس الباب، و كانت مفاجأة بالنسبة له زيارة «سما» الغير متوقعة، لما شافته قالت من غير مقدمات: 

_ محتاجين نتكلم. 


رد عليها ببرود: 

_ معنديش طاقة للكلام معاكي، امشي دلوقت. 


كالعادة مهتمتش بكلامه، و دخلت للشقة بدون إذنه.


                         ★★★★★★★

في الوقت ده كانت مروة في الكافيه بتاعها، و بتشجع نفسها عشان تروح لإيهاب، و أخيرًا حسمت قرارها و اتجهت للعمارة اللي ساكن فيها. 


يتبع. 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🌹❤️🌺💙




تعليقات

التنقل السريع
    close