رواية جوهرة الكاسر بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول
رواية جوهرة الكاسر بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول
مكتب الأمن القومي – القاهرة.
الساعة كانت معدية تلاتة الفجر، والضلمة مالية الممرات، إلا من لمبة صفرا في السقف.
(خطوات تقيلة بتقرب، وصوت باب بيتفتح بقوة)
فهد: مين اللي فتح الباب؟! مش قولت محدش يدخل المكتب ده غير بإذني!
جاسمين (من غير ما تبصله، وهي واقفة قدام لوحة العمليات): اهدى على نفسك شويه… دا أنا اللي دخلت. والباب كان مفتوح اصلا، فدخلت..... وبعدين كل الدوشه دي ليه؟!
فهد (بنبرة جامدة): وإنتي مين بقى ان شاء الله؟ ومين سمحلك تدخلي مكتبي؟!
جاسمين (بتهدي أعصابها): انا المقدم جاسمين الرفاعي… اتنقلت لقسم العمليات المشتركة. وده مكتبي الجديد برده... فالاحسن ليك بدل مايجيلك السكر بدري انك تحاول تتقبل وجودي علشان هتشوفني كتير اوي.... واه وابقى اتعود على كلمه مكتبنا اصل مكتبي دي طالعه منك بيئه اوي يا...
فهد (يضحك بس ضحكة مستفزة): نعم مكتبك؟ لا يا شاطرة… ده مكتبي أنا. وإنتي ضيفة عندي.... وضيفة غير مرحب فيها كمان..
جاسمين (بتلفله، ونظرتها ثابتة): ومين قالك اني ضيفه يا.... انت مقولتليش اسمك فى الاخر بردو بس ما علينا.... أنا ما بحبش أكون ضيفة عند حد. وبعدين ده قرار من فوق… مش قرارك.... ف اقعد كدا واطلبلك ليمون يروق اعصابك.
فهد: اللهم طولك ياروح.... واضح إنك مش فاهمة… أنا هنا المسؤول. واللي يدخل فريقي لازم يعرف قوانيني.
جاسمين: متقلقش… أنا برده عندي قوانين. أولها إني ما بخافش من الصريخ..... وبجد بقى انا اللى عايزه قهوة علشان جبتلي صداع بصوتك العالي دا.
فهد (يتقدم خطوة، صوته واطي بس مرعب): أنا مش بصرخ ولا صوتي عالي. أنا بصدر أوامر.... واتفضلي قومي من مكانك واوقفي يلااااا.
جاسمين (ترفع حواجبها): وأنا ما بسمعش غير اللي يخص شغلي..... وقولتلك انا هنا فى شغل....
فهد (يتنرفز): شغلك ايه؟! واضح إنك لسه مش مدركة إن دي عمليات خاصة… مش قسم عادي.... واكيد القسم ومكتب الكاسر مش هيدخلوا حد زيك شكلك غلطي فى العنوان يا شاطرة.
جاسمين: وأنا اتربيت في القسم اللي ما فيهوش عادي أصلا... انت اللى واخد قلم فى نفسك كبير اوى وشكلك واخده كدا على الفاضي..
فهد (مش مصدق جرأتها): إنتي فاكرة نفسك مين؟ انا ممكن افعصك هنا..
جاسمين: كنت شريك ودلوقتي ندك يا سي كاسر لما اشوف هتفعصني ازاى؟!
فهد: لا… إنتي أقل من إنك تبقي ند لي.
جاسمين (تبتسم ابتسامة خفيفة): ماشي… هنشوف.
العميد وائل (يدخل المكتب): الله! إنتو باديين خناق من أول دقيقة؟ القسم كله سامع صوتكم في ايه؟
فهد: يا فندم أنا مش فاهم إزاي سيادتك توافق إنها تكون ضمن فريقي! دي ما تعرفش حاجة عن النظام هنا!
جاسمين: حوش حوش قال يعني أنت اللي فاهم كل حاجة؟
العميد وائل (يمكن بيستمتع بالمشهد):
فهد… جاسمين من أحسن الضباط في القسم الجنائي، وملفها نضيف.
فهد: نضيف… بس ده ما يكفيش. العمليات المشتركة مش للي بيشتغلوا بكيفهم.يافندم... في نظام واحترام وتعاون ودي معندهاش اى حاجه من دول..
جاسمين (تتقدم قدامه): ولو سمحت… كل واحد فينا يشيل لسانه من على كرامة التاني.... علشان انا فعلا لحد دلوقتي ساكته ومش عايزه اعمل رد فعل.
العميد وائل: خلاص… اهدوا. عندنا عملية بكرة الصبح… وعايزكم الاتنين مع بعض... ودى اوامر عليكم سامعين؟!
فهد وجاسمين سوا: إيه؟! مع بعض؟! عملية واحده؟!
العميد وائل: أيوه… ثنائي. مهمة مراقبة… هدف خطر. وإنتو الاتنين هتشتغلوا في عربية واحدة.
فهد (يحط إيده على جبينه): معقول؟ خربت والحمد لله
جاسمين (ترد وهي بتكتم ضحكة): ليه؟ بتخاف تقعد معايا؟
فهد (يبص لها بحدة): أنا بخاف؟! انتي اللي هتتمني تطلعي من العربية بعد أول عشر دقايق.
جاسمين: نجرب… يمكن أعجبك.
فهد (صوته يعلى شوية): مش عاجبني وجودك أصلا... ويارب اخلص منك بدري.
جاسمين (بثقة): وأنا ولا فارق معايا رأيك.
العميد وائل: خلاص! بكرة الساعة سبعة.
متتأخروش. و… حاولوا ما تقتلوش بعض قبل المهمة.
فهد (بصوت هادي بس فيه تهديد): اسمعي يا هانم…أنا ما بحبش اللي يتحداني.
جاسمين: اطمن… أنا ما بحبش اللي يحاول يسيطر عليا. القلوب عند بعضها..
فهد (يقرب منها أكتر): أنا بنصحك… خليكي بعيدة عني احسنلك.
جاسمين (بصوت ثابت): دا لو كنت أنا اللي اللى قربت عليك؟ يمكن ربنا باعتني هنا مخصوص… عشان أجيبك لأرض الواقع.
فهد (نظره يلمع): يبقى ربنا باعتلي مصيبة… مش واقع.
جاسمين: وأنا شاطرة في إزعاج الناس اللي فاكرين نفسهم جبال.
فهد: جبل؟ لا… أنا إعصار. وإنتي مش قدي.
جاسمين: ومين قالك إني خايفة؟
فهد: هتعرفي بكرة...
البارت 2
تاني يوم في ساحة العمليات – الساعة ٦:٤٥ الصبح
فهد واقف جنب العربية السودا المخصصة للمراقبة… واقف بإيده في جيبه، شكله متضايق من قبل ما يشوف حد.
جاسمين (جاية من بعيد، لابسة جاكيت أسود وشعرها مربوط): صباح الخير يا سيادة المقدم.
فهد (من غير ما يبصلها): اتأخرتي. هنبداها كدا؟
جاسمين: انا جايه بدري بخمس دقايق… مش متأخرة.... شوف ساعتك ياسياده المقدم.
فهد: اللي يتأخر ثانية… يبقى متأخر ساعة. احنا في عمليات مش في حضانة.
جاسمين (تتنرفز): تمام… إنت صح. مبسوط كدا؟
فهد (يبصلها بنظرة مستفزة): لما أبتدي أشوف الاتزام… هبقى مبسوط.
جاسمين: ده أول يوم ليا معاك… مش معناه إني شغالة عندك.... نخلي بالنا من اسلوب الكلام..
فهد: وده اللي هنشوفه... يمكن ارجعك لمعسكر التدريب من اول وجديد....
فهد (يركب ويسيب الباب مفتوح لها): إركبي… عشان نخلص.... كفايه متاخرة ومش هتاخرينا كلنا معاكي..
جاسمين (تركب وتغمز له بنظرة سخرية): واضح إنك متوتر..... ايه خايف ولا ايه يا كاسر الداخلية مش دا بردو لقبك هنا؟!
فهد: لا… بس مش طايق الخناق من بدري.... واخاف من ايه يا هانم انتي؟! يارب عدي العملية دي على خير.
جاسمين: لا لو على الخناق جاهز… أول ما تستفزني بس وهنبدا على طول.
فهد (يبص لها وهي بتجهز السماعة): طب اسكتي شوية… يمكن نعرف نشتغل.
جاسمين (تتنهد): ماشي يا سيادة الملك.
العميد وائل على السماعة: يا فهد… الهدف خرج من البيت.هيمشي بالعربية الزرقا، رقم ٣٩١.
فهد: تمام استلمت يا فندم.
جاسمين (بصوت هادي): هو رايح شرق القاهرة… الطريق ده مش ثابت.
فهد (مستغرب): وانتي عرفتي منين؟
جاسمين: ملفه قريته امبارح. أنت قريته؟ ولا اكتفيت بالشكليات؟ واصدار الاوامر؟!
فهد: أنا بقرأ اللي يفيدني… مش كل الهري.... انجزي قولي اللى عندك مفيش وقت.
جاسمين: الهري اللي بتقوله عليه… هو اللي بيجيب نتيجة.
فهد (يبص لها بحدة): إنتي بتحاولي تثبتي إيه؟
جاسمين: ولا حاجة… بس بوريك إني مش أقل منك.
فهد (يمسك الدركسيون جامد): إمسكي السماعات… والحقي التتبع.... وقوليلي على المستجدات اول باول...
جاسمين (تضغط زر بسرعة): الهدف زود سرعته… بيحاول يفلت.
فهد: ما تقلقيش… مش هيفلت.
جاسمين: ليه؟ عشان حضرتك السوبرمان؟
فهد (بابتسامة جانبية لأول مرة): لا عشان أنا شغلتي كده.
العربية الزرقا تدخل شارع جانبي ضيق جدا.
جاسمين: ده فخ… الشارع مقفول من آخره.
فهد: هادخل وراه.
جاسمين (تمسك إيده فجأة): لا!!! ما تدخلش دا فخ واضح كده.
فهد (يبصلها لثانية… صوته يتغير): شيلي إيدك.واوعي تدخلي فى شغلي تاني ولا تعطليه.
جاسمين (تبعد إيدها بسرعة): أنا… كنت بحذرك بس.
فهد (يفتح زر الأمان): سيبيني أقرر....
وهم واقفين قدام آخر الشارع…
العربية الزرقا تنفجر فجأة انفجار قوي يهز المنطقة.
جاسمين: يا نهار أسود!!!
فهد (بسرعة البرق): انزلي دلوقتي!! بسررررررعه.
جاسمين: ثواني بس—
فهد (يمسكها من دراعها ويشدها ناحية الأرض): قولت انزلي!!!
(زجاج العربية يتطاير فوق دماغهم)
جاسمين (على الأرض): انت عبيط.... إنت شديتني ليه كده؟!
فهد: عبيط؟! عشان لو كنتي اتاخرتي ثانية… كنتي دلوقتي فتافيت! ويارتني كنت سبتك بطوله لسانك دي.
جاسمين (تتنفس بسرعة): بس ده كان هدفنا؟ هنعمل ايه دلوقتي؟
فهد: شكله مكنش هدفنا لوحدنا.... واضح إن حد سبقنا. وأسوأ حاجة… إن التفجير معمول باحتراف.
جاسمين: تقصد ايه؟ يعني حد من جوا…؟
فهد (يبصلها لأول مرة بجدية): ما نستبعدش. بس واضح إننا دخلنا في لعبة أكبر بكتير.
جاسمين: وإحنا هنكمل اللعبة دي؟
فهد (يقف ويصحبها): إحنا اتخلقنا عشان نكمل...
جاسمين: حتى لو هنموت؟
فهد (بصوت منخفض): الموت… أسهل من الفشل.... احنا قسم العمليات الخاصه مفيش حساب فيها للموت ولا الحياة كله فدى المهمه وبس.
جاسمين تبصله وهو واقف وسط الدخان…
نظرة لأول مرة فيها احترام صغير… واندهاش أكبر.
وهو يبصلها بنظرة فيها تحذير… وجاذبية خفيفة مش عايز يعترف بيها.
⭐ الفصل الثالث.
بعد الانفجار، المكان مليان عربيات شرطة، صفارات، وناس بتجري.
فهد واقف بعيد، سايب الدكاترة يكشفوا على جاسمين…بس عينه مش بتفارقها.
الطبيب: إنتي بخير يا فندم… مجرد كدمات بسيطة.
جاسمين: عارفه... أنا كويسة.
الطبيب: بس يفضل تريحي—
فهد (داخل فجأة):مش هتريح. عندنا تحقيق.
الطبيب: بس يا فندم هي—
فهد (بحدة): لا هي كويسة واحنا عندنا مصيبه عايزين نشوفها.
جاسمين (تتحول عليه): هو إنت الدكتور؟ ولا هو؟ وبعدين انا عايزه راحه بقى..
فهد: لا أنا المسؤول عن الفريق... ولو عايزه راحه اتفضلي اتنقلي من القسم كله.
جاسمين: والمسؤول دا مش بيقرر عن صحة الناس.... وانت ملكش الحق تنقلني من القسم.
فهد (يقرب منها نص خطوة): وأنا مش عايزك تخرجي من الفريق دلوقتي…مفهوم؟
جاسمين (ترفع حاجبها): آه… يعني خايف عليا؟ قول كدا
فهد (يبص حواليه بسرعة): لا طبعا بتحلمي. بس مش وقته نكسل.
العميد وائل: إحنا محتاجين تقرير مفصل.
مين كان متوقع الهجوم؟
ليه العربية اتفجرت قبل ما نوصل؟
فهد: الهدف كان مرصود من حد تاني.
حد قريب… حد يعرف تحركاتنا.
جاسمين: وفي احتمال يكون حد سرب المعلومات. من داخل القسم.
العميد وائل: وإنتي شفتي إيه يا جاسمين؟
جاسمين: قبل ما العربية تدخل الشارع… كنت شايفة هدوء غريب.الشارع فاضي زيادة عن اللزوم يا فندم.
فهد (ساخر): يا سلام… ملاحظات عبقرية. مش عارف من غيرها كنا عملنا ايه؟
جاسمين: بس ملاحظاتك إنت ما جابتش نتيجة. صح؟ ومتنساش انك مقرتش ملف الهدف بتمعن والا مكنش ضاع مننا وقت وكنا عملنا خطه افضل.
فهد (نظرة شرارية): أنا اللي شديتك من الموت.ولا نسيتي...
جاسمين: مش معنى إنك أنقذتني… أبقى أقل.
أنا شغلي بعمله كويس. غصب عنك.
العميد وائل (مخنوق من الجو):
اهدوا يا جماعة! مش وقته خناق… في أرواح اتفجرت. ولازم نلاقي الجاني وفي اسرع وقت.
فهد (يبص لها ببرود): خلاص… خلصتي كلامك؟
جاسمين: لا لسه. أنت بتتعامل معايا كإني دخيلة. بس أنا هنا… وهكمل سواء عاجبك أو لأ.
جاسمين ماشية بسرعة… فهد يلحقها.
فهد : انتي يا هانم استني هنا.
جاسمين: نعم مش فاضيالك.
فهد (يمسك دراعها بس مش بقوة): ايه قلة الذوق دي قولت استني!
جاسمين (تبصله بحدة): لو سمحت… بلاش تمسكني تاني.
فهد (يقرب وشه منها شوية): أنا مش قادر أفهم… إنتي ليه كده؟
جاسمين: كده؟ يعني إيه كده؟
فهد: كدا... بتردي… بتعاندي… بتستفزي.
جاسمين: عشان حضرتك بتحاول تسيطر.
وأنا ما بحبش السيطرة.
فهد (نظرة غريبة، أول مرة تبان): ولو قولتلك… إن سيطرتي دي عشان…
جاسمين (تقاطعه بسرعة): عشان الشغل؟ أكيد. أنت ما تعرفش حاجة غير الشغل.بس حتى الشغل عايز تفاهم مش خناق وسيطرة.
فهد (بصوت منخفض جدا): لا كنت هقول… عشان أطمن. يا جاسمين.
جاسمين (تقف): ايه؟ تطمن عليا؟ وليه؟
فهد (يشيح بوشه بسرعة): ها... ولا حاجة.
انسي. يلا علشان الشغل.
ضابط اسمه “سيف” داخل القاعة… طويل، لابس تيشيرت أسود، واضح إنه من العمليات الخاصة.
سيف (بابتسامة): أنتي جاسمين الرفاعي؟
جاسمين: أيوه… مين حضرتك؟
سيف:. النقيب سيف… اشتغلنا مع بعض في قضية الاتجار بالبشر. فاكراني؟
جاسمين (تبتسم بسيط): أوه… أيوه. إنت كنت بطل العملية ساعتها.
سيف:. لا إنتي اللي كنتي بطلة…
محدش بينسى حد زيك.
فهد (من بعيد… وبيغلي): إيه ده؟ مش كفاية عمليات؟ ناقص كمان غزل؟ ممكن افهم في ايه وانت مين وايه اللى جابك هنا؟!
سيف (يبص له): أهلا يا مقدم فهد… سمعت عنك كتير... وواضح ان اللى سمعته كله مظبوط.
فهد (بجفاء): وأنا سمعت عنك أكتر.... اهلا ايه اللى جابك بردو.
سيف: العميد وائل قال إن من النهاردة…
هشتغل معاكم في نفس الفريق.
جاسمين (فرحانة): كويس… هيبقى فريق قوي... وهنحل القضية بسرعه وكفاءة عاليه.
فهد (يبص لها بحدة): وأنتي مالك فرحانة كده ليه؟ وبعدين القسم طول عمره بيحل القضايا بسرعه وكفاءة قبل ما تشرفو انتى والبيه.
جاسمين: هو في مشكلة؟ مش معقوله حتى سيف عندك مشكله معاه؟! انت مش طبيعي.
فهد: لأ معنديش مشاكل مع حد … بس مش أي حد يدخل عندي... وخلاص كدا.
سيف (يضحك): شكلها غيرانة عليك يا فهد ابسط يا عم مين قدك.
فهد (يحدق فيه): جاسمين…تعالي ورايا المكتب دلوقتي.وحالا
جاسمين: ليه؟
فهد (صوت خافت لكن غضبان): تعالي… قبل ما أفقد أعصابي هنا.
دخلوا المكتب وقفل الباب...
جاسمين: فيه إيه؟ إيه أسلوب الشد ده كله؟!
فهد: إيه اللي كنتي بتعمليه برا دا؟
جاسمين (تضحك ساخر): ايه بعمل ايه يعني بكلم زميل. فين المشكلة؟
فهد: والله زميل؟ ولا حاجة تانية؟
جاسمين (تقف قدامه): والله هي حصلت يا سيادة المقدم... وبعدين أنت مالك…؟
فهد (أول مرة الكلام يطلع منه بدون سيطرة): أنا…ما بحبش حد يقرب مني…
ولا من الفريق…وأقل حاجة… مش بحب حد يقرب منك بالشكل ده!
جاسمين (تتجمد لحظة): ايه دا... يعني… والله اللى يسمعك يفتكر أنك غيران؟
فهد (يتوتر): ايه غيران؟! لأ طبعا!
ده اسمه… متابعة للفريق. بس انتى هتعرفي حاجه زى دي ازاى...
جاسمين: والله؟ طب ما تابعتش غيري أنا؟ هو مفيش غيري فى الفريق بتاعك ولا انا بس اللى بطلع عصبيتك عليا...
فهد (يقرب منها): عشان…إنتي…
جاسمين (تهمس): إيه؟ بنت مش كدا ومش مكاني قسم العمليات الخاصه ولا الشرطه كلها صح؟
فهد (يبص في عينيها ثانيتين… وبعدين يرجع لورا بسرعة): ولا حاجة. اخرجي قبل ما أزعق اكتر من كدا وافقد عليكي اعصابي بجد.
جاسمين (تبتسم بخبث): تمام…
بس اعرف إن صدامك ده…هيولع أكتر.
فهد: ما يهمنيش اتفضلي اخرجي يلا..
جاسمين (تمشي للباب): هتشوف يا إعصار.ولا اقول يا كاسر؟!
وتقفل الباب…
وتسيبه في المكتب ماسك راسه، ومش فاهم ليه دقات قلبه اتغيرت.
الفصل الرابع
مر يوم كامل من غير عمليات… بس فهد مش هادي.
كل ما يشوف جاسمين وسيف بيتكلموا، الدم بيغلي في عروقه.
في مركز التدريب – الساعة ٩ الصبح
جاسمين واقفة بتضرب نار في الهدف.
سيف داخل، واقف وراها بشوية.
سيف: برافو عليكي.... لسه إيدك ثابتة زي زمان… ما شاء الله.
جاسمين (من غير ما تبص):الشغل ياما بيعلم… وانا مش بنسى بسرعة.
سيف: كويس… لأن عندي لكي مفاجأة.
جاسمين: خير؟
سيف: العميد وائل كلفني أكون شريكك في المهمة الجايه. مش فهد.
جاسمين (تتجمد لحظة): إيه؟ ليه؟
سيف: أيوه… قال إن الشغل بيننا كان متناسق قبل كده. وعايز يعيد التجربة دي... وانك انتى وفهد يعني مش بتتوافقوا والمهمه اللى جايه عايزه تركيز عالي ومش حمل خساير زى المهمه اللى فاتت.
جاسمين: بس… الفريق الأساسي مع فهد.... ومينفعش نشتغل من غيره جوا القسم بتاعه.... وبعدين المهمه اللى فاتت مكنش غلط فهد انا اللى استوهنت بالموقف ولولا فهد كان زماني ميته.
سيف: بس من النهاردة… إحنا فريق فرعي.
و—
صوت فهد فجأة، من وراهم: وإحنا واقفين نتكلم ليه؟ مش في تدريب؟! إيه المهزلة دي؟
جاسمين (ترفع حاجبها): ايه دا مالك؟ التدريب مش اجباري على فكره... وانا زميلي سيف بنتكلم فى الشغل مش مهزله يا سياده المقدم...(تحكي فى سرها: والله خساره الرفعه اللى رفعتهالك ودافعت عنك ادامه تستاهل.)
فهد: هنا أنا اللي أسأل… مش إنتي.
سيف… إنت هنا ليه؟
سيف: بدرب جاسمين على المهمة الجديدة.
فهد (بحقارة باردة): مهمة جديدة إيه؟
ما وصلنيش أي قرار.بيها..
سيف: العميد قال—
فهد (يقاطعه): العميد ما بيغيرش تكوين الفريق الأساسي غير لما أنا أعرف.
ولو هو قال حاجة… تبقى جاسمين هتتأكد. متتصرفش تاني من دماغك من غير ما ترجعلي مفهوم؟!
جاسمين (بحيرة): أنا معرفش حاجه … لسه سامعة منه دلوقتي.
فهد (يبص لها بثواني صامتة… نظرة كلها غضب ممزوج بغيرة واضحة): جميل.
يبقى هنروح دلوقتي سوا للعميد وائل… ونعرف مين كذاب.
سيف (بهدوء): إنت بتلمح لي؟ انت تقصد ايه؟! مسمحلكش على فكرة.
فهد: لا أنا ما بلمحش.معنديش وقت ولا فاضي أنا بقول على طول.
العميد وائل: هو في ايه يا جماعة ؟ صوتكم عالي كدا ليه؟
فهد: كويس ان حضرتك وصلت يا فندم..... حضرتك… سيف بيقول إنه شريك جاسمين الجديد.
العميد وائل (يبص لسيف): أنا قلت إنك هتساعد الفريق… مش هتبقى شريك ثابت يا سيف.وفي المهمة الجاية… الفريق الأساسي هيفضل زي ما هو.
فهد وجاسمين.
سيف: تمام يا فندم… يمكن حصل سوء فهم.
فهد (يحس بنصر صغير): بجد؟ سوء فهم… مفهوم.تمام يافندم... شكرا لتوضيح سوء الفهم.
جاسمين (تبص لسيف): يبقى مفيش تغيير. واتاكد من معلوماتك يا سيف كنت هتودينا فى داهية.
سيف (بابتسامة جانبية ليها): لا متقلقيش لسه في وقت.... المقدم فهد مش هيسبنا اصلا 😂.
وفهد شاف الابتسامة…وشاف رد جاسمين…وملحقش يمنع نفسه.
فهد (يوقف جاسمين فجأة في الممر): بقولك اسمعي… أنا مش ناقص لعب عيال.
جاسمين: تقصد إيه؟
فهد: سيف مش شغله يقرب.
ولا يلف حواليكي.ولو محطتيش حدود للموضوع دا متزعليش، من رد فعلي فاهمه؟!
جاسمين (تضحك بسخرية واضحة): لا والله هو إنت اللي تقرر يقرب ولا لأ؟
فهد (صوته يوطي… ونبرته خطيرة): أيوه.
أنا اللي أقرر. طالما شايف ان دا بياذي الشغل ويعطله.
جاسمين (تقرب منه خطوة): وعلى أساس إيه؟ فين الشغل اللى اتعطل ولا اللى اتاذى؟!
فهد (يتراجع… بس صوته ثابت): على أساس… إني رئيس الفريق. وإني…
جاسمين: إيه كمان ؟ كمل.انا سمعاك.
فهد (يضيع صبره): إني مش هسيب حد يلمس دايرة أنا واقف فيها. مفهوم؟
جاسمين (بابتسامة فيها تحدي): ده اسمه إيه؟ سيطرة؟ ولا… غيرة؟
عمران (يتوتر): تاني غيرة؟! ده آخر حاجة أفكر فيها! فوقي من احلامك.
جاسمين: والله امال ليه وشك قلب أحمر؟
فهد (يلمس وشه تلقائيا): احمر ايه؟ إيه الهبل ده…؟
جاسمين (تمشي وتسيبه): يلا يا مقدم كاسر… خليك ورايا في المهمة بقى.
يمكن تلحق عليا.
بالليل – الساعة ١٢
عربية المراقبة واقفة في شارع جانبي جنب مبنى مشتبه فيه بتهريب بيانات.
جاسمين قاعدة في الكرسي اللي جنب السواق…وفهد قاعد بيجهز السلاح وبيحاول ما يبصلهاش.
لكن هي كانت هادية بدرجة مستفزة.
فهد: انتي بتسجلي؟
جاسمين: ايوا
فهد: طب قوليلي لو أي حركة ظهرت.
جاسمين: تمام هقولك. بس…
فهد: بس إيه؟
جاسمين (بهدوء): سيف كان عنده حق.
فهد (يدور عليها بسرعة): نعم حق؟
في إيه بقى ان شاءالله؟
جاسمين: إني محتاجة شريك أهدى… وأعقل… وأقل عناد.
فهد (يبص لها بخطورة): وإنتي بتجربي تعصبيني دلوقتي ؟
جاسمين: لأ… أنا بقول رأيي.بس
فهد: طب اسمعي رأيي انا …أول ما المهمة تخلص…هتسمعي كلام… يمكن ما يعجبكيش.
جاسمين (تبتسم بدون خوف): وايه الجديد؟! تمام وأنا مستنية.
فجأة…
باب المبنى اللي قدامهم يتفتح.
شاب لابس اسود، وشه متغطي… ماسك شنطة كبيرة.
جاسمين: فهد… الهدف طالع!
فهد (يشد حزامه ويلبس السماعة): تمام…
انزلي معايا.وما تتأخريش.
جاسمين: تمام جاهزة.
فهد (يبص لها نظرة قصيرة… أول مرة فيها خوف حقيقي عليها): وخليكي ورايا… مش جنبي.
جاسمين (تهز راسها): ماشي.
ينزلوا…ويدخلوا في الزقاق الضلمة…والهدف يجري.
جاسمين: اجري يمين!
فهد: لا… شمال! وثقي فيا!
يجري الاتنين…لكن فجأة—الهدف يطلع سلاح.
فهد: اتخبي بسرررعه!!!
ويشدها بسرعة ويحط إيده على راسها…
وتضرب الرصاصة الحيطة جنبهم.
جاسمين (مصدومة): فههههد…!
فهد (صوته منخفض… وإيده لسه على راسها): انا مش قولتلك ورايا… مش جنبي.
لأول مرة…تبصله وتسكت تماما.
الفصل الخامس
الرصاصة لسه صداها بيرن في الزقاق…
إيد فهد على راس جاسمين، وجسمه كله واقف قدامها كدرع.
جاسمين (بصوت واطي… مصدومة):
فهد… اوعى سيبني… أنا كويسة. انت كويس حصلك حاجه؟!
فهد (مش بيبعد، وصوته متوتر لأول مرة):
اثبتي مكانك ومترفعيش راسك… لسه ممكن يضرب تاني....
جاسمين:طب شوفه هو فين! يمكن نلحقه! مينفعش يهرب مننا يافهد لازم نلحقه.
فهد (يقربها للحايط): وانا قولتلك ايه؟ ورايا… مش جنبي صح؟. فاهمه ولا محتاجة أشرح تاني؟ انا مش هفضل اخسر مهمات وشغلي واسمي وانقذ حضرتك من الموت...
جاسمين تسكت… بس قلبها بيخبط بطريقة هي نفسها مش فاهمة سببها.
فهد يطل من زاوية الحيطة…الهدف بيجري ناحية سور مهجور.
فهد: تعالي… بس بهدوء.... واتبعي التعليمات ومتشغليش دماغك ولا تخاطري مفهوم؟
جاسمين: خلاص فهمت مكنتش غلطه دي..... عرفت وراك… مش جنبك. صح؟ حاجه تاني؟
فهد (يبص لها نص ثانية… بنظرة مش مفهوم فيها غضب ولا قلق): بالضبط كدا… خليكي فاهمة كدا على طول.... وربنا يستر..
يجري الاتنين…الهدف يرمى الشنطة فوق السور… ويحاول يطلع.
فهد: قفشناه… اقفي مكانك أنا هطلعك بعدين.... لازم امن المكان الاول منقدرش نثق فيه..
جاسمين: ايه اللى بتقوله دا؟ هتطلع مين بعدين؟! أنا معاك.... مش هقف هنا انا وانت تنط وتعمل كل حاجه احنا فى المهمه دي شركا... يعنى رجلي على رجلك وانت لسه بتقول مينفعش نثق ومفيش امان يبقى ازاى تدخل لوحدك بقى..
وتجري…وتسبق فهد بخطوتين!
فهد: جاسمين!!!! ارجعي وراااااااياا! انتى يا مجنووووونه......
لكن خلاص…جاسمين تمسك رجل المشتبه وتوقعه قبل ما يهرب.
يقع على الأرض…وفهد يوصل بعدها بثانية ويركبه.
فهد (وهو بيكلبشه): حبيبتي انتي بتعملي إيه؟! مفكره نفسك مين انتي علشان تعملي كدا ها؟
جاسمين (واقفاله بظهرها… بتلهث): بعمل شغلي… في حاجة؟ ولا مكنتش متخيل انى هعرف اعمله؟!
فهد: آه… شوفت! انك بتروحي عمرك كل شوية! انتي فاهمة ان الموضوع لعبه؟! انت ليه مصرة تعصي اوامر مباشرة ليكي...
جاسمين: ولا لعبه ولا حاجة… لو كنت استنيتك، كان هرب. صح ولا لأ؟ خلاص اتعودت على عصبيتك دي كل حاجه عصبيه عصبيه بس انا عارفه اى اللى حارق دمك اكتر المره دي انى انا اللى مسكت المتهم مش انت....
فهد (يمسح على وشه بعصبية): يا رب… يا رب اصبر!هو انتي جاية تعرفعيلي الضغط ولا ايه؟! ايه جاب مين اللى مسك المتهم باعتراضك لامر مباشر وتعريض حياتك وللمهمه للخطر...
جاسمين (تبتسم رغم إنها بتتنفس بسرعة): شكلك متعصب… حرقت دمك صح؟ خلاص متقلقش مش هقول لحد انى انا اللى مسكته ارتاح....
فهد: يا بنت!…
قبل ما يكمل—
قوات الدعم توصل.
سيف: إيه دا… انتو مسكتوه؟!
برافو يا جاسمين… كالعادة. جوهرة الداخلية بصحيح...
فهد يلف ويبصلها بنظرة: "شايفة؟ شايفة المصايب اللي بتعمليها؟"
فهد: جاسمين… معايا دقيقة. وحالا ودلوقتي.....
يمسكها من دراعها… بس برفق المرة دي.
يبعدها عن العساكر.
جاسمين: إيه تاني؟ زعق؟ لوم؟
قول بسرعة..... علشان خلاص معنديش طاقه اسمعك اكتر....
فهد (صوته يطيب فجأة… غصب عنه): انتي كويسة؟ اتاذيتي؟!
جاسمين (تتجمد ثانية): اه كويسة… ليه السؤال؟ هيفرق معاك فى الزعيق بحاجه..
فهد: لا بس الرصاصة… كانت قريبة.
قريبة اوي منك.... انتى بجد كويسه صح؟ اطلب دكتور يشوفك؟!
جاسمين (بابتسامة هادية): هوأنا عارفة… إنك كنت قريب برده. وبفضلك انا عايشه للمره التانيه.... شكرا.
فهد يحاول يخبي ملامحه…بس عنيه اتفضحت.
فهد: اسمعي…أنا… مش عايز مشاكل في المهمة.ومش عايز…
جاسمين: مش عايز إيه تاني؟ مش عايزني معاك صح؟ عايز تطفشنى وتطلعني من القسم بس دا بعينك...
فهد: مش عايز أخسرك في نص شغل.
ااافهمي؟ انا اول مره اخاطر بالمهمه علشان خاطر حد ولا حتى نفسي....
جاسمين تبصله…نظرة فيها كلام ملخبط… طبقات من ردود مكنتش محضراها.
جاسمين: ليه يا فهد؟ ليه خسارتي تزعلك؟ وليه تخاطر بمهمه علشاني ليه؟
فهد يتوتر…يرجع خطوة ورا.
فهد: عشان مفيش حد في الفريق… بيعرف يشتغل معايا غيرك. خلاص؟ دي الإجابة اللي مستنياها.دى الاجابه اللى هترضي غرورك.
جاسمين (تبتسم بنص شفايف): آه… طبعا.
"شغل".زي ما دايما بيكون شغل..... على العموم شكرا ليك تاني على انقاذ حياتي...
فهد يشخط: جااااااسمين! استنى عندك.... انتى ايه خلصتي اللى عندك وماشيه كدا ولا همك حاجه....
جاسمين: حاضر… يا مقدم كاسر.اهو واقفت وبسمعلك اتفضل كمل زعيق ولوم وعصبيه عليا...
سيف يقرب: تمام يا جماعة… هنرجع القسم ولا ايه؟ ولا في تعقيب تاني من حضرتك يا فهد؟ كفايه لحد كدا العساكر كلها بتتفرج عليكم...
فهد (يبص له ببرود): لأ… مفيش.
الموضوع خلص. ومتدخلش ف اللى ميخصكش تاني سامع ولا تحب تفهم بطريقه تانيه؟
لكن واضح…إنه مخلصش.
الفصل السادس
ــ بعد ساعتين في القسم ــ
جاسمين داخلة تغير هدومها…
تفتح الباب… تلاقي فهد مستنيها بره.
جاسمين: إيه… متربصلي كمان هنا؟ خير تاتي يا سيده المقدم..
فهد: لا بس عايزك دقيقة.
جاسمين: مش فاضية. تعبانه ولسه راجعه من مهمه صعبه وعايزه ارتاح علشان ورانا لسه شغل كتير.
فهد (بصوت منخفض): هي دقيقة بس…
قبل ما تعملي بلوك تاني.... زي اللى انتي عاملاه بخلقتك وشكلك دا..
جاسمين (تتنفس): والله؟! طيب اتفضل… قول.بس ياريت يكون حاجه جديدة..
فهد (يقرب خطوة… ملامحه مش غضبانة المرة دي): لما قولتلك تبقي ورايا…كنت اقصد أحميكي.مش أتحكم.
تفهمي دا… أو متفهمهوش…دي مشكلتك.
بس الحقيقة هي دي.
جاسمين تسكت…عينها تهرب منه شوية.
فهد (بصوت أخف): وانا…مش متعود حد يعاندني.بس انتي…انتي موضوع تاني.
جاسمين: تاني… يعني إيه؟ وبعدين انت كمان بتستفزني يافهد...
فهد: خلاص ولا حاجة. روحي غيري هدومك. وارتاحي
وبيمشي…وسايبها واقفة… قلبها لسه بيدق من اللي سمعته.
ــ آخر الليل ــ
جاسمين داخلة مكتبها…تلاقي ورقة على مكتبها.تفتحها…
"برافو على شغلك…بس بلاش تلعبي بالنار.
النار ممكن تتحول لإعصار."
تتنهد…وتبص حواليها…وتعرف إنه هو.
جاسمين (تتمتم): إعصار…ولا كاسر…إنت مش طبيعي. ومش مفهوم وبجد رخم جدا.....
لكن الابتسامة على شفايفها…بتقول إنها بدأت تفهم حاجة كويسة…إن الحرب…بقت نارها أحلى.
الصبح… الساعة ٨القسم شبه فاضي…بس مكتب الفهد منور.
جاسمين داخلة… شايلة ملفات، وبتحاول تبان هادية.
فهد واقف… ماسك الورقة اللي كتبها امبارح.أول ما يسمع خطواتها… يخبيها بسرعة.
جاسمين: صباح الخير. يافندم.... جيت فى معادي؟!
فهد (بصوت ثابت): صباح… تعالي.الاول.
جاسمين ترفع حاجبها: هو مفيش يوم تبقى فيه طبيعي؟ طب على الاقل عدي فترة الصبح دي.....
فهد: أنا طبيعي… انتي اللي مش مركزة.
اتفضلي اقعدي. الصبح زى الضهر انا بنحمى ارواح مش هيستنو لما تشربي الايس كوفي بتاعتك يا استاذه...
تقعد…وفهد يفتح ملف جديد.
فهد: النهاردة عندنا تكليف جديد.
هدف اسمه "سالم شرف". بيهرب معلومات لجهة مجهولة.
جاسمين: العميد قاللي…بس قال إنها مهمة مراقبة بس.
فهد: هي كانت مراقبة…لحد ما لقينا معلومة جديدة.
جاسمين: إيه هي؟
فهد: إن سالم… اتواصل مع حد من جوه القسم.
جاسمين: ايه من جوه؟! يعني في خيانة؟
فهد: أه…وكل الدلائل بتشير إن الخاين “حد جديد”…حد لسه منضم.
جاسمين (تفهم فورا): انت تقصد سيف؟
فهد (نظرة خطيرة): احتمال. بس مش هنستعجل.ولا هنخليه يحس بحاجه علشان مايخدش احتياطاته
جاسمين: وانت شايف إني هصدق إن سيف خاين؟!ده اشتغل معايا قبل كده…والراجل محترم.
فهد (ببرود): انتي تعرفيه أكتر مني؟ ولا في حاجة… مخبياها؟
جاسمين: إنت بتسأل عن الشغل… ولا عني؟ وحياتي الشخصية؟!
فهد (يبص لها بحدة ويغير الموضوع بسرعة): احنا هنراقب سالم النهاردة.
و…هتكوني معايا.
جاسمين: زي كل مرة يعني.
فهد: لا.المرة دي…هتلزقي فيا.خطوة بخطوة.
جاسمين:ليه؟
فهد (بغير وعي): مش عايز سيف يقرب من العملية…ولا يقرب منك.
جاسمين: اهي رجعت تاني؟ دي غيرة؟ ولا سيطرة؟
فهد (يشد نفس عصبي): اسمها حماية.
مش غيرة.انتي فاهمة غلط.
جاسمين: ووشك اللي بيحمر…ده اسمه إيه؟ حماية بردو؟!
فهد (يلمسه بسرعة): انا… ما بيحمرش.
ده من السخونة في المكتب بس!
جاسمين تضحك…وفهد يدور وشه بعيد.
في ساحة التدريب – الساعة ١٠
جاسمين بتجهز السلاح…سيف داخل عليها بابتسامة.
سيف:جاهزة للنهارده؟ولا فهد شد أعصابك تاني؟
جاسمين:هو مش بيهدى أساسا.بس تمام… جاهزة.
سيف (يقرب منها):لو احتجتي أي حاجة…
أنا جنبك.
جاسمين: عارفه. وشكرا ليك يا سيف.
سيف: وبالمناسبة…الموضوع اللي حصل امبارح،أنا مكنش قصدي أعمل قلق بينك وبين فهد.
جاسمين: ولا يهمك.عادي.... اصلا متعوده عليه كدا بيك او من غيرك..
وفجأة…باب الساحة يتفتح بعنف.فهد داخل…وعينيه نار.
فهد: جاسمين…تعالي حالا.
سيف: يا راجل استنى عليها…لسه بت—
فهد: أنا كلمت جاسمين. مش حضرتك. كل واحد يلتزم مكانه ووضعه مفهوووم؟!
جاسمين (بنفس طويل): في إيه تاني؟! لسه بدري على الخناق والجدال يا فهد لسه التدريب مبداش اصلا.
فهد (يبص لسيف): أنا محتاجك دقيقة.... من غير جمهور.ولا شو زي ما بتعمل ولا تعيش دور الضحيه تمام؟!
تمشي وراه…وتقف قدامه.
جاسمين: في ايه مالك؟! وعايز سيف في ايه؟
فهد: انتي هتفضلي واقفة مع سيف كدا كتير؟ انا لسه قايلك يمكن هو اللى يطلع خاين وانتي بكل بساطه كدا بتدافعي عنه وكمان بتحكي معاه عن تفاصيل المهمه..
جاسمين: إحنا بنتكلم في شغل. وزي ما انت ما قولت مينفعش الفت نظره لحاجه علشان ميخدش اختياطاته وانا كنت بديلو معلومات عامه مش خاصه بمهمتنا..... انت اللى بقيت تشوف حاجه بعملها غلط وخصوصا مع سيف..
فهد: نعم شغل؟ ولا… حاجة تانية؟ بصي اللى اعرفه ان الاوامر واضحه مفيش كلام معاه يعني مفيش كلام معاه لا معلومات عامه ولا خاصه.... مفهوم؟! دا اخر تحذير ليكي يا جاسمين...
جاسمين: عايز تعرف؟ إسأل نفسك انت..... انت محتاج تقتنع اني مش بشتغل تحت ايدك ولا باخد اوامر منك ولا انت ولي امري علشان تقولي اكلم مين ومكلمش مين..... بجد انت بقيت عايش الدور زياده عن اللزوم اوي يافهد.
فهد يقرب…صوته ينزل واطي قوي: أنا.... مش هسمحلك تثقي في حد بسرعة. مش كل الناس زي ما انتي فاكرة. وانا…مش عايز أشوفك بتتعرضي للخيانة تاني.
جاسمين (تتجمد): خيانة…؟ انت عرفـــت؟ انت كنت بتحقق في ملفي انا كمان؟!
فهد (يبصلها لمدة ثانية وكأنه عارف كل حاجة): أنا بعرف أكتر مما انتي متخيلة. وأكتر من اللي انتي بتخبيه. ومش محتاج اي تحقيق علشان اعرف اللى جواكي يا جاسمين وليه انتي كدا شخصيتك وليه بتعفري علشان تثبتي نفسك فى الشرطه.
جاسمين تبص بعيد…واضح إن الكلام لمس وجع قديم.
فهد (بصوت أخف):وبعدين… مش هسيبك لحد.مش في شغلي…ومش بره.
جاسمين (ترجع تبص له… بنظرة فيها ارتباك): انت… قلت إيه؟ يعني ايه بقى ان شاء الله هتحبسني ولا هتحطني تحت الاقامة الجبريه؟!
فهد يرجع خطوتين بسرعة: قولت… مش هسيبك في الشغل بس. خلص الكلام. وانتي اكبر واوعى لتعرفي معني كلامي..
جاسمين: أيوه… طبعا. شغل. همك الشغل. واي حاجه فى مصلحه الشغل وخلاص...
فهد: هو انتي مصممة تخليني أفقد أعصابي؟ انتي ليه مش عايزه تفهمي؟!
جاسمين: انت اللي مصمم تكتم كل حاجة جواك. ومتكونش واضح ولا صريح وحابب اوي تعيش فى الدور الغامض برافو...
فهد (يحس إن كلامها كشفه): أنا؟!
انا بكتم ايه؟! وغامض ايه؟
جاسمين: أكيد مش هوا! وانت ادرى واكبر واوعى انك تعرف مخبي ايه
فهد يزفر…ويمسح على وشه: سيبينا نركز في المهمة بس. مش عايز حاجه تشغل فكرنا وتشتتنا...
البارت 7
الليل – الساعة ١١
عربية المراقبة في نفس المكان…الجو هادي بطريقة غريبة.
جاسمين قاعدة جنب فهد…
وهو بيحاول يشغل نفسه بأي حاجة عشان ما يبصلهاش كتير.
جاسمين: غريبه..... انت ساكت ليه؟
فهد: مش لازم أتكلم. لو اتكلمت بتضايقي وتتعصبي...... انتى عايزه ايه؟
جاسمين: استغفر الله العظيم..... دا انا صح؟ طب انا هسأل سؤال. وأتمنى ترد بصراحة.
فهد: هنبدا لماضه ولا ايه؟ اتفضلي اسألي.لما نشوف اخرتها...
جاسمين: هممم يعني لو…دا لو لقيت إن سيف مش خاين…هتفضل برده تتعامل معاه كأنه تهديد؟
فهد (بصوت بارد): اه.وهطلعه من القسم والشرطه كلها على ايدي ان شاء الله..
جاسمين: يا ساتر يارب.... دا ليه؟
فهد: عشان مش مرتاحله. ومش مرتاح لطريقته معاكي. ومن الاخر كدا مفيش دخان من غير نار وهيفضل دايما مشتبه يبقى ليه وجع الدماغ والقلق....
جاسمين (ترفع حاجبها): ااه يبقى انت هنا.... مش بتدور على خاين. انت… بتدور على منافس. على اى حاجه تطرد بيها سيف من القسم...
فهد يلف ويبصلها بحدة: جاسمين…بلاش طريقتك دي معايا.....انا مستحيل استغل شغلي لمصلحه شخصية...
جاسمين: ليه؟ علشان جبتلك الحقيقة في وشك صح ؟
فهد: ايه الحقيقة؟ الحقيقة إنك…لو عرفتي اللي جوا دماغي…مش هتعرفي تردي أساسا.فالاحسن ليكي تسكتي من دلوقتي...
جاسمين (تبتسم بخوف بسيط): لا قول وشوف. اذا كنت هعرف ارد. ولا لا...
فهد لسه هيتكلم…لكن جهاز اللاسلكي يفصل اللحظة.
"الهدف طالع."
جاسمين: يلا… ننزل.بسرعه ورانا مهمه وهدف ومش عايزينه ينفجر ولا يهرب منا تاني...
فهد يمسك دراعها…بس المرة دي مش غضب…لمسة حماية…واضحة.
فهد: خليكي قريبة…لو سمحتي..... وبلاش مخاطرتك وتعريضك للخطر...
جاسمين تسكت…وتومن.
عند باب العمارة سالم بيحاول يهرب…
وبيجري ناحية عربية سودا.
فهد: جاسمين… روحي ناحيه يمين!
اقفلي عليه الطريق وانا هحاصره من الناحيه التانيه..
جاسمين تجري…وتقف قدام العربية.
سالم يرفع سلاحه عليها—
فهد يصرخ: جاسميييييين!!!! ابعدي!!!
جاسمين: لا مش هابعد! سبني اتعامل وركز انت على المهمه مش لازم يهرب...
فهد يجري عليها…يشهق وهو شايف السلاح متوجه عليها.
يطير عليه…ويرميها على الأرض
والرصاصة تعدي فوق كتف فهد…
جاسمين (تصرخ): فــــهــــــد!!!!
فهد (مغطيها بجسمه… صوته غاضب ومرعوب في نفس الوقت): انا مش هسمح…مش هسمح لاي حد…يلمس شعرة منك.
جاسمين تبصله من تحت جسمه…قلبها بيقع.
القوات تمسك سالم. المهمة نجحت.
بس…الحاجة اللي نجحت أكتر…هي حاجة اسمها: إعتراف… من غير كلام.
الساعة ٢ بعد نص الليل…القسم هادي، مفيش حد غير فهد وجاسمين قاعدين في غرفة الاستجواب.
سالم مربوط… وبيتفرج عليهم بخبث.
جاسمين: إنت اللي بعت البيانات لمين؟
وليه فجرت العربية؟ ومين اللى بيساعدك من جوا؟!
سالم (يضحك): عشان حد كان لازم يموت.
وانتي… كنتي المرشحة المثالية.بس للاسف الكاسر اللى بقى كازانوفا كان دايما موجود....
فهد يقف فجأة…عينه نار.
فهد: كرر الكلمة دي تاني… وهخلي دماغك تلزق في الحيطة.... وهعرف اطلع المعلومات منك بطريقتي...
سالم: أهو الغيور حضر. يا عم روح اعترف لها وخلاص…ده انت شكلك بتحبها أكتر من روحك. والكل عرف انت سرك اتعرف يا كازنوفا...
جاسمين تتجمد. وفهد يضرب إيده في الترابيزة.
فهد: اقفل بوقك… قبل ما أنسى نفسي. واعمل حاجه هتندم عليها...
سالم: نسيان؟ ده انت ناسي من زمان…
تخيل؟ كنتوا هتموتوا… بس الراجل غير الخطة.
جاسمين: راجل مين؟! وخطه ايه؟!
سالم: الرأس الكبيرة…اللي لسه ماعرفتش مين الخاين اللي في القسم. اللي بيوصل له كل خطوة بتاخدوها.
فهد يقرب منه: وهو مين؟ انطق قبل ما اطلع بروحك واستجوبها مكانك...
سالم: لو قولت…هيموتني قبل ما أخرج من الباب. ف اقتلني كدا كدا ميت بس اموت على ايدك ارحم من اللى ممكن يعملوا فيا...
جاسمين: انت هتقول…لأنك مش هتلاقي حماية غير عندنا. واحنا هنعرف نحميك كويس ثق فينا....
سالم يبصلهم… وبعدين يبتسم ابتسامة خبيثة.
سالم: طب اسمعي يا أنسة جاسمين.... الخاين قريب منك…أكتر مما تتخيلي.
جاسمين تشهق: اييييه؟! سيف؟!
فهد: محدش يذكر اسمه لحد ما نتأكد…
وبيشاور للحرس: خدوه على الحبس الانفرادي.
يتسحب سالم برا…ويبقى فهد وجاسمين لوحدهم.
جاسمين: لو كان سيف…يبقى في حد لعب في دماغه.مستحيل سيف خاين....
فهد: ممكن…وممكن يكون هو من البداية مش نضيف.... وكان بيضحك علينا كلنا...
جاسمين: إنت ليه بتكرهه اوي كدا؟ حتى لو في احتمال انه يكون برئ او حصل حاجه مش هتسمح يكون وهتحمله كل الذنب...
فهد (بصوت منخفض): عشان بيقرب… منك أكتر من اللازم.... وطريقته غلط ومش مهنيه وانتى بدفعي عنه ليه ونفسك اوووي يطلع برئ كدا ليه؟
جاسمين تتنفس بصعوبة: ودي مش مشكلتك... كل واحد حر فى شخصيته انت بس مدير الفرع مش اكتر انت مش ولي امرنا ولا مسمحولك تتحكم فينا بالشكل دا...
فهد يقرب خطوة…يبص لها في العين مباشرة.
فهد: لا هي مشكلتي…غصب عنك. ومش عايزه اسمع اعتراض ولا تفتحى الموضوع دا تاني ولا تتكلمى فيه بالطريقه دي ولو مش عجبك انتى عارفه مكتب العميد فين روحي اطلبي ينقلك من هنا....
جاسمين: فهد…انت بتقول إيه؟ انت بجد مبقتش عايزني معاك فى القسم تاني؟!
فهد (يمسك دراعها بخفة): انا…مش قادر أتحمل فكرة إنه يقرب منك. ولا إنه يبص لك بالطريقة دي. ولا إنه يقول اسمك بالطريقة دي.ولا… إنه يكون في حياتك.
جاسمين (صوتها يتهز): ليه؟ ليه كل دا يافهد اتكلم وانطق ليه يافهد؟!
فهد: عشان…أنا…مابقتش شايف غيرك.
تتسع عيونها…وتحس رجليها مش شايلينها.
جاسمين: فهد… انت—
باب الغرفة يتفتح فجأة! سيف واقف…وشه متوتر.
سيف: ممكن أفهم إيه اللي بيحصل؟
وإنتو ليه طلعتوا سالم؟!
فهد (بنظرة قاتلة): انت بتعمل إيه هنا؟ ومن سمحلك تدخل وانت مالك بسالم القضيه دي برا عنك انت مش مسؤل عنها...
سيف: لا أنا في الفريق…وازاي تاخدوا أقواله من غيري؟!
جاسمين: سيف…اهدى بالله عليك. الموضوع بس معقد شويه...
سيف: انا هادي…بس واضح إن في حاجات بتحصل…وأنا مش داخل في الصورة. ومعرفش ليه؟!
فهد: لأن الصورة مش بتاعتك. ومش هتبقى. وانت ملكش الحق تعترض انا مدير الفرع والفريق دا كله وانا بامرك انك تكون برا القضيه دي مفهوم؟!
سيف (يبص لجاسمين): هو ليه بيتعامل كدا؟ ده شغلي زي ماهو شغلك! ومش علشان بحترمك يبقى تفتكر انك تقدر تتحكم فيا بالطريقه دي....
جاسمين: سيف…في معلومات جديدة.
بخصوص الخاين اللى جوا القسم...
سيف: ااه يعني شاكين فيا؟ دا بجد؟!
فهد: هو حد قال اسمك؟ أنت اللي اتسرعت واتهمت نفسك.... اصل اللى عامل مصيبه بيبقى عارف نفسه وانت بغبائك كشفت نفسك....
سيف يشهق…ويسكت لحظة. وبعدين يبص لجاسمين: انتي…بتصدقي إني أعمل كدا؟ احنا اشتغلنا مع بعض على الاقل يعنى تعرفيني اكتر منه....
جاسمين تتوتر: أنا…مش عارفة لسه.احنا لسه بنحقق والحقيقه اكيد هتبان....
سيف يتنفس بعمق…ويطلع جاري من القاعة.
جاسمين: لا يا سيف استنى—!
فهد يمسكها من إيدها: لا سيبيه. هيطلع غضبه ويرجع. دا لو كان برئ بجد
جاسمين تسحب إيدها فجأة: انت مالك؟!
فهد:. مش هسيبك تروحي وراه. مهما حصل..... قولتلك استنى هنا وهو هيرجع من الخطر انك تروحي وراه...
جاسمين: ليه؟ احنا لسه مش متاكدين انه هو الخاين علشان كلامك دا...
فهد (صوته واطي… لكنه بيعترف): عشان… أنا…مابقتش استحمل حد يكون بيني وبينك. مش بس سيف…أي بني آدم.
جاسمين تبصله بثواني…وبعدين تهمس: انت بتقول الكلام ده…كضابط؟ولا… راجل؟
فهد يقرب وشه منها…بمسافة نفس واحد.
فهد: كرجل. ولأول مرة…مش هكذب.
جاسمين تتنفس بارتباك واضح…تحس بخبطات قلبها في ودانها
البارت 8
لكن فجأة—
اللاسلكي يرن: بلاغ عاجل…هجوم على سيارة تابعة للقسم…واللي كان جواها — النقيب سيف.
فهد على طول: جاسمين معايا!! يلا بينا!!
جاسمين تفتح الباب بسرعة…وفهد يجري جنبها.
جاسمين: تفتكر معقول يكون سيف اتصاب؟!
فهد (بصوت فيه خوف واضح… بس بيحاول يخبيه): لو حصله حاجة…يبقى الخاين بجد قرب أوي…وقرب علينا إحنا كمان.
صفارات الإسعاف كانت بتقطع سكون الشارع…
الناس بتجري، والشرطة بتطوق المكان.
جاسمين نزلت من العربية وهي بتلهث.
عينها بتدور على سيف في كل اتجاه.
جاسمين: هو فين؟! حد يقولي سيف فين؟!
فهد شدها من كتفها: اهدى… استني هنا، أنا هسيطر على الموضوع.
جاسمين (بعصبية): فهد سبني! ده صاحبي! انا مكنش المفروض اصدقك واشك فيه...
فهد (يبص لها بحدة فيها خوف): هتدخلي وسط النار كدا؟! أنا مش هعرضك لخطر تاني… مهما حصل.
مافيش وقت للجدال.الإسعاف كانت بتسحب واحد مصاب…وشه مليان دم… بس واعي.
جاسمين (تشهق): سيف!! انت كويس؟!
تجري عليه… تقعد جنبه.
سيف (بابتسامة باهتة): شكلكوا اتأخرتوا عليا. بس معلش لسه عمر الشقي بقى...
فهد: حصل إيه؟ تقدر تقول مين اللى هجم عليك؟!
سيف: حد… كان مستنيني.
لما خرجت من القسم… العربية اتضربت بالنار.
جاسمين: شوفتوا مين؟
سيف:لا للاسف كان ملثم… بس… صوته كان مألوف. وحاسس انى كنت اعرفه قبل كدا..
فهد انحنى عليه: مألوف؟ يعني حد مننا؟ من القسم؟! تقدر تقول احتمالات اللى انت شاكك فيهم؟!
سيف: حد… قريب… أوي.
قبل ما يكمل…الإسعاف شالته.
ضابط من القسم جري عليهم وهو بيقول:
فهد يا باشا! جبنا تسجيل الكاميرات…
الخاين اللي ضرب العربية هو… الضابط علاء!
جاسمين اتجمدت: علاء؟! ده كان بيجيب ليا قهوة كل يوم!
فهد مسك طبقة صوته بالعافية: هو فين دلوقتي؟!
الضابط: هرب… واختفى.
فهد رفع عينه لجاسمين: يبقى احنا اللي هنجيبه.
بعد ساعة…مكالمة جات لفهد.
المجهول: لو تهمك سلامه جاسمين…تعالى لوحدك.
عيون فهد ولعت.بص لجاسمين… لقاها مرعوبة.
جاسمين: فهد… بلاش تروح لوحدك.
فهد: مستحيل أسيبك تقعي في إيد أي حد. ولا حتى لو روحي تمن.
جاسمين: انت بتقول كدا… عشان شغل؟ ولا…؟
فهد (بصوت واطي): عشان أنتي… الشخص الوحيد اللي مش هسمح يحصل له حاجة.
جاسمين سكتت…وبصت في الأرض…
ووشها سخن من الخجل والدهشة.
المكان مهجور…مخزن قديم على أطراف القاهرة. فهد دخل…صوته ثابت… خطواته هادية…بس عيناه نار.
فجأة…علاء ظهر…وماسك سلاح…
وجاسمين مربوطة بإيد واحدة في ماسورة.
علاء (يضحك): أهو نجم القسم جه بنفسه.
معلش ما يوقع الا الشاطر يا باشا...
فهد: سيبها تمشي… ونتحاسب أنا وانت بعيد عنها. خلينا نتعامل راجل لراجل طلعها من حسابتنا ياعلاء هى ملهاش دخل فى اى حاجه....
علاء: طب ليه؟ مش هي دي اللي سرقتها مني؟كنت فاكر نفسك هتاخد كل حاجة يا فهد؟حتى هي؟!
جاسمين مصدومة: علاء… انت مجنون! انت امتى كنت ليك علشان هو يسرقني.... انت مكنتش اكتر من زميل ليا..
علاء: لأ… أنا متغاظ! انتي كنتي بتسحبي السلاح مني…وتديه لفهد! حتى نظرتك ليه غير! وانا… قرفت!
فهد بصوت رخيم هادي لكنه قاتل: لو لمستها… مش هتلحق تتنفس بعدها. هخليك تتمنى اموتك وارحمك ومش هعمل كدا...
علاء رفع المسدس على جاسمين…لكن قبل ما يدوس على زناد…
فهد ضربه في كتفه.وقع السلاح…ووقع هو على ركبته.
جاسمين جريت لفهد.وفهد حضنها بدون ما يحس.
فهد: إنتي بخير؟! معملكيش حاجه صح؟ انتي كويسه يا جاسمين؟!
جاسمين (بتنهج): فهد… افتكرت مش هشوفك تاني..... انا كويسه بس طمنى عليك انت كمان كويس متأذتش صح؟
ضمها أكتر…اكتر من اللازم…
لدرجة إنها حست إنه كان هيطير عقله من الخوف.
بعد ما أخدوا علاء…وقفلوا المكان…
جاسمين كانت واقفة مع فهد لوحدهم عند العربية.
جاسمين: فهد… انت كنت هتضحي بنفسك عشاني ؟ ودي المرة الكام اللى عملتها من ساعه ما شفتني؟!
فهد: مش مرة… ألف. وانا مش ندمان. طول ما بتبقى بخير وبسلامه روحي فدى اللحظه دي يا جاسمين.. وعمري ما هتردد لحظه....
جاسمين: ليه؟ ليه أنا؟ انت عمرك ما كنت قريب من حد! ودايما بتحط حدود وتبعد الكل من حواليك....
فهد قرب…قرب أوي…لحد ما أنفاسه لامست خدها.
فهد: عشانك…أول ما شوفتك…
الدنيا وقفت.حسيت إن قلبي لقى حاجة… كان بيدور عليها.وانتي الوحيدة… اللي خلتيني أخاف. أخاف أخسرك.
جاسمين تعض شفايفها…العينين دمعت.
جاسمين: وأنا…مش عارفة حصل امتى…
بس…بقيت أتشد ليك…حتى وانا زعلانة منك.
فهد لمس خدها بإيده…بحنان عمره ما ظهر قبل كدا.
فهد: طب قوليها…مرة واحدة…وخليها الحقيقة اللي نبدأ بيها.
جاسمين (بصوت واطي يرجف): أنا…
بحبك يا فهد.
فهد ابتسم…الابتسامة اللي ولا حد شافها قبليها.وحضنها…حضن حقيقي…مش بتاع خوف…بتاع راجل لقى صاحبته.
فهد: وأنا…بحبك يا جاسمين…وواعدك…
أنا آخر راجل هيمسك إيدك في حياتك. وهنعيش مع بعض طول العمر وعمري ايدي ما هتسيب ايدك... ياللى روحي لاقت الامان فى وجودك...
النهاية✨💛
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🌹❤️🌺💙


تعليقات
إرسال تعليق