حكايه أحمد الحلقة الأخيرة بقلم وفاء الدرع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
حكايه أحمد الحلقة الأخيرة بقلم وفاء الدرع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
وقفت الأم قدّام أحمد… كانت رجليها بترتعش، وصوتها يتهدّج من وجع سبع وعشرين سنة، وقالت وهي شبه منهارة:
"إنت اللي خطفت ابني؟! إنت اللي حرقت قلبي عليه؟! حسبنا الله ونعم الوكيل فيك!"
مسكته من هدومه… كانت إيديها بتترجف، وقلبها موجوع، وعينيها بتدور عليه…
وقالت بصوت يشقّ الحجر:
"فين ابني؟! قولي فين ابني! أنا حاسّة… والله العظيم حاسّة إنه عايش… ابني موجود… قلّي فين!"
ساعتها…
أحمد نفسه دمعت عينه، وحس قلبه بيوقع من مكانه…
وقال بصوت مبحوح:
"أنا… أنا ابنكم اللي ضاع منكم من ٢٧ سنة…"
سكت الزمن…
اتجمدت الأم…
عينيها اتسّعت وكأنها رجعت ٢٧ سنة لورا.
وبصّت في ملامحه زي اللي بيشوف حد راجع من الموت.
قربت بإيديها المرتعشة…
ولمست وشه…
ولما شافت الوحمة على كتفه الأيمن…
صرخت:
"ابني!… ده ابني… أنا قلبي ما بيكدبش… أنا قلت لأبوه… قلت له إن اللي دخلوا البيت النهارده دول ليهم علاقة بابني… بس محدش صدقني!"
وقعت الأم على الأرض من شدة الصدمة والفرحة…
ولما فاقت…
حضنته حضن ٢٧ سنة حرمان.
حضن أم فاقدة… أم قلبها مات واتولد من جديد.
جريت دموعها على خدوده…
وقالت وهي بتبكي:
"يا روحي… يا ضنايا… يا قطعة من قلبي… رجعتلي."
وساعتها…
شاف الأب الوحمة…
وقف لحظة…
اتنهد تنهيدة طويلة قوي…
وقال بصوت مش طالع من الحنجرة… طالع من القلب:
"ده ابني… ابني اللي قلبي اتحرق عليه…"
قرب…
وشاله بين إيديه زي طفل صغير…
وحضنه بقوة… بقوة سنين الحرمان…
وقعد يبوسه ويبكي…
وكان يقول له:
"وحشتني… وحشتني أوي يا أحمد… يا ريتك تعرف إحنا استنظرناك قد إيه… يا ريتك تعرف قلب أبوك كان عامل إزاي من غيرك…"
أحمد نفسه اتكسرت دموعه…
وبصوت محمل بالشوق قال:
"وأنا كمان كان نفسي أشوفكم… كان نفسي أسمع كلمة يا ابني…"
البيت كله بكى…
الفرحة كانت كبيرة لدرجة إن الجدران نفسها لو كانت بتتكلم كانت تعيط معاهم.
ووسط زحمة المشاعر…
قال أحمد:
"أعرفكم… دي منى زوجتي… ودول أولادي."
الأب اتسع صدره بالفرحة…
وقال وهو مبتسم والدموع في عينيه:
"يا ابني… ربنا كرمك… وربنا كرمنا بيك… ده أنا حتى اتجوزت بعدك وخلفت… وربنا جمعنا كلنا من تاني… يا رب لك الحمد."
سجد الأب على الأرض…
سجدة شكر… طويلة…
دموعه بتنزل على الأرض، وشفايفه بترتعش بالدعاء:
"يا رب… لك الحمد… رجّعت ضنايا… رجّعت روحي… رجّعت الضحكة لبيتي…"
الأم مسحت دموعها وقالت:
"من يوم ما خطفوك… وأنا روحي اتكسرت… لا أنجبت بعدها… ولا عرفت أعيش… لكن ربنا عوضني بيك… انت رجعت ومعاك خمسة… ربنا كريم أوي يا ابني."
الأب قال بصوت فيه وجع السنين:
"الناس كلها طمعت فينا… الكل أكل في لحمنا… لكن ربنا عادل… رجّع الحق… ورجع ابني… ورجع الشمل…"
ومن يومها…
عيشوا في حب… وطمأنينة… ودفا.
أحمد اشتغل في الشركة مع أبوه…
وتعلم كل حاجة بسرعة…
وبعد سنة واحدة بس…
مسك إدارة الشركة.
وكانت الشركة بتكبر يوم بعد يوم…
وأبوه حاسس بفخر ما بعده فخر.
أما الأم…
فكانت بتلعب مع أحفادها كل يوم…
تركض معاهم في الجنينة…
وتحضنهم وكأنهم تعويض عن عمر كامل اتحرمته.
وأحمد؟
كان كل يوم يبص في السما ويقول:
"يا رب… رضاك… يا رب احفظلي أهلي الاتنين… اللي خلفوني… وارحم اللي ربوني."
✨ بعد استلام أحمد لممتلكات والده ✨
من بعد ما أحمد مسك إدارة ممتلكات والده… الدنيا اتغيّرت بجد.
الشركة نفسها بقت واقفة على رجلين جديدة… عقلية شابة، وطموح كبير، ونَفَس ما بينتهيش.
بس… النجاح الكبير دا عمره ما يجي من غير غيرة… ولا من غير ناس بتكره الخير… خصوصًا لو النجاح دا جاي لشخص "راجع من الضياع".
ومن هنا… بدأت الحكاية تتقلب.
---
في أول أسبوع ليه، أحمد لاحظ حاجة غريبة…
في أوراق مش مظبوطة… حسابات داخلة خارجة من غير تفسير… وعقود متوقّعة من شهور ومحدّش يعرف مكانها.
قعد مع المحاسب الرئيسي وقال له بهدوء: "ممكن أفهم… ليه في مبالغ كبيرة طالعة من حساب الشركة ومش موجود لها سبب واضح؟"
المحاسب وشّه شحِب…
وبقى يمسح عرق على جبينه ويقول: "والله يا أستاذ أحمد… دي أوامر قديمة… من الإدارة اللي قبل حضرتك…"
أحمد بص له بنظرة شك…
لكن ساعتها كان عارف إن الموضوع أكبر بكتير من مجرد خطأ.
رجع البيت… وسأل أبوه: "بابا… أنت كنت مأمّن على الشركة كويس؟ في حد تاني ليه يد فيها؟"
الأب تنهد تنهدة طويلة…
وقال: "للأسف يا ابني… أنا لما كبرت… بقيت أعتمد على ناس… طلعت مش قد الأمان.
كان في واحد… قريب مننا… كنت فاكره ابن حلال… بس الظاهر إنه أكل من خير الشركة."
أحمد حس إن في نار بتولع جواه: "قريب؟ مين؟"
بس الأب مردش…
قال له: "لما نلاقي دليل… ساعتها هقولك."
---
عدّى أسبوع…
وفي يوم، أحمد كان بيقلب في ملفات قديمة في مكتب أبوه…
لقى عقد كبير… بملايين… ومختفي من أرشيف الشركة.
العقد كان باسم شركة تانية…
والصادم… إن صاحب الشركة دي واحد من قرايب الأب.
أحمد جاب كل الورق…
وقعد طول الليل مع منى زوجته يفحصوا المستندات.
منى قالت له: "واضح إنه كان بيستغل تعب أبوك… ويوقّع عقود باسمه… من وراه."
أحمد حس بدمه بيغلي: "يعني مش كفاية إن الدنيا ضيّعتني وأنا طفل… كمان الناس دي كانت بتاكل حق أبوي؟"
---
اليوم اللي بعده، دخل أحمد الشركة بدري…
وكان عنده اجتماع مهم…
اجتماع هيقلب مصير العيلة كلها.
دخل القاعة…
قرايب أبوه كلهم موجودين…
واللي ماسك رأس الطاولة كان "عمّ سالم"… الراجل اللي الكل بيحترمه، واللي أحمد كانت عينه عليه من يوم ما رجع.
أحمد وقف…
فتح الملف…
ورمى العقد على الطاولة:
"حد يشرح لي… العقد دا مين اللي وقّعه؟ ومين خد الفلوس؟"
سالم اتوتر…
وحاول يتماسك: "انت… انت فاهم غلط يا أحمد… دي شراكة قديمة…"
أحمد ضرب بإيده على الطاولة: "شراكة؟!
ولا سرقة؟!
ولا استغلال لراجل كان بيدوّر على ابنه ومش شايف غير دموع مراته؟!"
كل العيون اتصدمت…
وبدأت الهمسات تنتشر في القاعة.
سالم حاول يدافع: "أنا… أنا عملت دا لصالح الشركة!"
أحمد بصله بنظرة قاطعة: "لا يا عم سالم…
أنت عملت دا لمصلحتك…
ولما أبوي تعب… كنت أنت بتكبر.
ومراتك وولادك اتنقلوا من بيت صغير لفيلا…
وكل دا من خير أبوي!"
سالم بدأ يصرخ: "يا ولد! ما ترفعش صوتك عليّ!"
أحمد قرب منه…
وقال بصوت هادي… لكنه جارح: "أنا مش ولد… أنا وريث الشركة… والابن اللي رجع… والحق اللي هيترجع… غصب عن أي حد."
أحد أقارب سالم اتدخل: "إحنا كلنا عيلة… ما يصحش كده!"
أحمد رد بقوة: "العيلة اللي تاكل حق بعضها… ما تستاهلش اسم عيلة."
---
ساعتها…
دخل الأب بنفسه القاعة.
كان واقف… عينه فيها غضب السنين: "سالم…
أنا كنت ساكت عشان كنت فاكر إنك سند…
لكن واضح إنك كنت الحمل اللي بيشدني لورا."
الصمت قتل المكان.
الأب قال: "من النهارده… مفيش عقد يتجدّد…
ومفيش قرش يطلع…
ومفيش حد يرفع صوته على ابني."
سالم وقف…
وراح ناحيته وقال: "أنت كبرت يا سيد… ومش فاهم… دا ولدك الصغير…"
الأب رد بمنتهى القوة: "دا ابني… اللي رجع من الضياع…
ولو خسرت الدنيا كلها…
مش هسيبه!"
---
وبعدها…
بدأت حرب حقيقية بين أحمد وبعض أفراد العيلة.
سرقات تنكشف…
عقود مزوّرة تطلع…
ناس بتفضح ناس…
والشركة الكبيرة… بقت ساحة صراع.
لكن أحمد…
كان واقف.
شجاع.
وعارف إنه مش بس بيحارب عن الشركة…
ده بيحارب علشان حق سنين ضايعة.
وفي النهاية…
هييجي يوم…
وتبان الحقيقة كلها.
لكن… هل هييجي بسهولة؟
ولا في حد تاني… لسه مخبي ضربة أقوى؟
---
❓ سؤال مشوّق للجزء اللي بعده ❓
بعد ما أحمد واجه عمه سالم…
وفتح ملفات الشركة كلها…
هل تتوقعوا مين أكتر شخص في العيلة كان بيخونه؟
وليه كان مستعد يضيع الشركة كلها؟
وهل أحمد هيعرف الحقيقة قبل مايتأذى
ودي النهايه ويا رب تكون عجبتكم ولو عجبتكم صلوا على الحبيب المصطفى واكتبوا لي في التعليقات


تعليقات
إرسال تعليق