رواية ملاذ السحاب الفـصـل السـادس والسابع والثامن والأخير حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية ملاذ السحاب الفـصـل السـادس والسابع والثامن والأخير حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
- حاول " عاصم " الفِرار منه مِراراً و تكراراً حتي نجح فـ الامر اخيراً و قال له بـ ملامح مُنزعجه :-
- فـ اي يـ عز هو حد داسلك علي طرف يـ عم .
- نظر له بـ ملامح جامده وقال :-
اتلم يـ عاصم انت مبقاش فيك مكان سليم اضربك فيه .
- اجابه بـ استفزاز :- لا وعلي ايه طريقك سالك ..
- فـ هتف ' عز ' بـ برود :- عُقبال مـ تسلك انتَ كمـان .
- ابتسم صديقه بـ شده و ترك الساحه فارغه لهم بينما هما كانت النظرات بينهم كفيله لـ التحدث ..
-----
- يعني ايـه اختك تسـافر تتفـسح و انـا هنا قاعده بـربي عيال بس ..
- قالت تلك الجمله و هي تجلس بـ جانبه بـ حرقه و ضيق شديد ، فـ رد " يـاسر " عليها قائلاً :-
- يـ هند حرام عليكِ هو كُل يوم خناق كده ، حاولي تخرجي جُود من دماغك شويه .
- ردت عليه رافعه حاجبيها بـ استغراب كاذب :-
- و انـا هفـكر فـ اختك ليه ، انت حُر خليك كده سـايبها دايـره عـلي حَلّْ شعرها .
- نهض من مكانه بـ حده قائلاً :- لا بقـا ، دي مبقتش عيشـه .
- و كالعاده تركها و دخل الغُرفه صافعاً الباب خلفـه ، فـ هي دائماً هـكذا تصطاد الاوقات التي يكون بها هادئ مُسـالم ، يستمتع بـ وقته الفارغ ، و تأتي هي تُعكر جميـع صفوفه الرائقه ، بينما هي حسمت امرها علي معرفه ذلك الشاب صاحب السـياره السوداء .
-----
بعد مرور عدة ساعات .
- أدارت كلارا الزجاجة البلاستيكية بشكل دائري لعدة ثوان ، توقفت رأس الزجاجة تشير إلي عز فإبتسمت كلارا بخبث بينما نظرت لهما جود بإستهزاء ، هتفت كلارا برقة :-
- عز .. it's your turn ! قولي بقي .. حبيت قبل كده ؟
- مط عز شفتيه ببرود وغمز بعيناه إلي كلارا مراقبا ملامح جود المتعكره بتلذذ ، إبتسم قائلا :-
- اممم ... لأ .. بس ناوي قريب !
- علي صوت ضحكات كلارا التي تمثل ضحكات فتاة ليل فنظر الجميع لهم بتعجب ، وقفت جود وتنهدت بتذمر ثم قالت بحنق :-
- انا هتمشي شوية .. عن اذنكم ...
- نظر عز في طيفها بضيق ثم عاد ينظر إلي كلارا التي كانت تنظر له بإبتسامة لعوب وابتسم لها ببرود ، التهي الجميع في إداء دورهم في اللعبة ولكن لم يشاركهم عز مرة اخري وكذلك كلارا التي كانت ترمقه بنظرات غير بريئه علي الإطلاق ، مر نصف ساعة علي جلوسهما هكذا دون فعل شئ يذكر .. تحجج عز بإرادته للخلود إلي النوم وسار في الاتجاة التي ذهبت منه جود حتي وجدها تقف بين الشجيرات الصغيرة تتأمل السماء بمزاج معكر ويرتسم علي ملامحها تعبيرات الحنق والضيق ، لمس بيده علي كتفها برقة وهو ينظر إلي ذات المكان التي كانت شارده هي في جماله .. هدر بصوت منخفض أثر الهدوء الذي حولهما :-
- قومتي ليه ؟
- لم تشيح نظرها عن السماء فقط اجابت بكلمات مقتضبه :-
- زهقت ..!
- اومأ لها عز بتريث ثم ادارها لتنظر إليه ، لم يستطيع تحديد تعبيراتها التي خانتها في الغالب ، اومأ لها برقه ووضع يده علي وجنتيها ثم قال :-
- جود ... انتي كويسة ؟
- اومأت له بهدوء وقالت بلطف :-
- اها .. كويسة .!
- نفي قولها وهز رأسه بلا وقال :-
- لأ مش باين ..!
- ادارت له ظهرها وضمت يديها إلي بعضهما وهتفت بتذمر :-
- لأ مافيش بس اتخنقت من كلارا مش اكتر ..
- اردف ملطفا للجو دون محاولة منه لإستفزازها :-
- ماتاخديش علي كلامها هي اكيد متقصدش ..!
- اومأت له بـ الموافقه علي حديثه و اسئذنت منه لـ تدخل مُخيمها فـ هي تشعر بـ دوار نوعا ما شديد عليها ، فـ سمح لها بـ الدخول و ظل هو يـستنشق الهواء بـ تفكير بها و بـ أمرها ..
-------
- بعد عده دقائق ..
- صدرت عنها صرخة رقيقة وهي تري خنفساء امام خيمتها ذات اللوني الرملي ، دفعتها بقدماها إلي خارج الخيمة ثم اغلقت السوسته بسرعة وعادت تجهز نفسها لرحلتها حول الصحراء ، ارتدت جراب قماشي اسود شفاف وفوقه بنطال قصير واسع او ما يسمي." Hot Short " ذو اللون الاسود ايضا وارتدت كنزه ضيقة تصل إلي نصف بطنها ذات اللون الاسود به خطوط بيضاء متفرقة دون اكمام ، ارتدت فوقهما قميص بني فاتح يصل إلي نهاية البنطال القصير ذو اكمام طويلة وقامت هي بثنيهما قليلا ، بينما احتوت قدميها حذاء رياضي ابيض اللون ، عقصت شعرها كعكة كبيرة واسقطت منه خصلتان خفيفتان ثم سارت بخطوات متعرجة خارج الخيمة تنتقل للجلوس مع باقيه رفاقهما ..
- وجدت' أسما 'وصديقاتها يقومون بتوزيع الطعام الخفيف علي باقيه رجال الرحلة الذين كانوا يتحدثون في امور عديده .. ابتسمت' أسما ' عندما رأت' جود ' قادمة نحوهما فإقتربت من مائدة الطعام وامسكت بشطيرة مغلفه واقتربت من جود تمد يداها بها إليها .. ارتسمت إبتسامه راقية علي وجه جود عندما هتفت اسما بتلك الكلمات البسيطة في أذنها :-
- ساندويتش جبنة باللحم والتوست محمص زي مابتحبيها .
- قامت جود بإزالة جزء من المغلف وقضمت قطعة بفمها ثم شكرت أسما بلطف واخذا يتبادلان الاحاديث اللطيفة ..
- إلتفت عز ينظر إلي جود بتأمل يتفحص ملابسها القصيره بحنق .. قام من مجلسه واقترب منهما بهدوء مع هتافه برقة :-
- مِسـا .
- رفعت جود نظرها عن الشطيرة ورمقته بنظرات متسائلة ولم يتوقف فمها عن مضغ الطعام .. اومأت له برقة ثم قربت الشطيرة من فمها مرة اخري وقضمت قطعة مع هتافها بصوت يكاد ان يظهر :-
- اهلاً يـ كابتن .
- قامت اسما بدفع جود برقة حتي تلتفت وتتابع الحديث بتركيز ، غمز عز لأسما بتولي للأمر لتنسحب اسما بهدوء وتترك لهما الساحة .. وضع يده علي كتفها يربت برقه مع هتافه بتلكيك :-
- طب مش تقوليلي كل معايا حتي ..!
- نفت برأسها وهتفت اثناء مضغ الطعام :- لأ ..!
- انتشل الشطيرة من بين يداها ثم وقضم قطعة مناسبة ووضع الباقي بين يداها .. هتف بتعجب اثناء مضغه للشطيرة :-
- دي مش نفس اللي كلناها !
- اومأت له برقه وهتفت بلطف :- اها أسما عملتهالي .
- هدر بإستميال وهو يداعب انفها بإصابعه :- طب ماتيجي نتمشي شوية كده ..!
- القت بالغلاف في القمامه وامسكت زجاجة المياة ترتشف منها ثم اومأت له وهي تهدر بهدوء :-
- اوكي .
- سارا معا بخطوات ثقيله اثر الرمل .. كان عز الدين اول من يقطع ذلك الجو الهادئ ليهتف بهدوء :-
- بالمُناسبة ... مرات اخوكِ كانت بتبص عليكِ ليه .؟
- قهقهت بإستهزاء وقالت :-
- ابدا .. ده هي بس معندهاش حما فقالت تطلعه عليا.
- اومأ متفهما ثم صمت لعدة دقائق اخري يفكر كيف يفاتحها او يلمح لها دون ان يحرج نفسه ، تنهد بإستعداد ثم اطلق زفيرا وهتف بإسمها حتي يلفت انتباهها :-
- جود..
- نظرت له بعدم إرتياح وشعرت بداخلها انه سيضع حد إلي علاقتهما ، توقفت عن السير وثبتت نظرها علي يداها وتنفست الصعداء لتستمع إلي باقي حديثه فـ رد و هو يحك مؤخره عُنقه :-
- بـصراحة كده ، انا معجب بيكي ..!
-------
- يُتبـع ..
الفـصـل السـابـع .
--------
- نظرت له بتوتر وإبتسمت بإحراج ثم هتفت بتساؤل :-
قصدك مُعجب بـ طريقه شُغلي ولا ..
- مط شفتيه بتفكير ثم رفع يده وتحسس جبينها بلطف واخذ يهتف بمشاعر جياشة :-
- لا بيكِ انتِ
- ابتسمت له بـ امتنان و قالت :-
تسـلم ربنا يخليك يـارب
- اختفي نصف ابتسامه فـ يبدو انها غبيه فعلاً لا تدعي الغباء فـ قال لها :-
- لا يـ ماما انا مش بكلم امي .. هو ايه اللي ربنا يخليك ، انا بحبك يا غبيه .
- اتسعت عينيها بـشده من حديثه المُفاجئ لها ، فـ قد ظنت انه صريح لـ درجه ان يُعبر بـ اعجابه بها بـ طريقه صريحه و ليس حُب ، كيف و متي حدث ذلك ..!!!
- لم تكن مُهيئه لـ الحديث فـ قالت له بـ توتر :-
- عز ... انا .... انا عايزة اروح ..!
- لن ينكر ان الصدمة الجمت لسانه ليقف عدة دقائق لا يستطيع التحدث بها ... ولكن قرر ان يتفهم وضعها ويعطيها وقتها في التفكير دون ان يضغط عليها ، فرك يديه ببعضهما و قال لها :-
- اسـف ، بس طريقتك اللي اجربتني ابقي صريح لـ الدرجه دي .
- اومأت له بـ تفهم و قالت بـ ابتسامه له :-
- لو سمحت ممكن نتكلم بعدين .. حالياً انا عايزه اروح البيت فضلاً يـ ' عز ' .
- اومأ لها بالموافقه و اتجهت هي إلي مُخيمها لـ تلملم اشيائها بينما هو اخبر باقي الفريق بـ حلول معاد العوده إلي منازلهم فـ وافقه الجميع و بدأو بـ تجهيز حالهم .
------
- ارادت الرجوع مع باقيه الفريق فـ الاوتوبيس لكنه رفض بـ شده ، و أصر علي رجوعها معه فـ السياره ، فـ وافقت علي مضض شديد ..
- بعد قليل استعد الجميع لـ الرحيل و بدأوا بالتحرك ، فـ اخذ هو يختلس النظارات إليها فـ السـياره وقال لها :-
- هو انا ليه حاسس انك اتغيرتي بعد اخر كلام بينا ..!!
- نفت حديثه قائله :- لا يـ عز متغيرتش ، انا بس مش مستوعبه فـ محتاجه وقت ممكن ..!!
- اومأ لها بـ الموافقه فـ يكفيه عدم رفضها ، فـ حاولت هي تغير مجري الحديث قائله مازحه بـ استخفاف :-
- الرحـله كانت جميله جداً ، تسـلم يـ كابتن
- هتف بتلقائية وهو يبتسم لسعادتها ، بداخله يتمني ان تظل طوال الرحلة مسالمه وهادئه كما هي حتي الآن و حاول تلطيف الجو و مُعاكستها قليلاً :-
- مش هتبقي أحلي من الهاني مون بتاعنا !
- اختفت إبتسامتها سريعا وحل محلها علامات الدهشة فهدرت بصدمة :-
- ايه ..!
- ايه ..!
- كرر عز كلمتها بتعجب من نفسه وحاول ان يغير الحوار حتي لا يوضع في مأزق و قال بـ مِزاح :-
- فيـلرت يـ باشا مـتاخدش فـ بالك .
- ضحكت بـ خفه و رجعت رأسها لـ الخلف و اغمضت عينيها بـ استرخاء شديد ، بينما هو اخذ يسرق النظرات عليها طـوال الطـريق .
-------
- كعادته الاخيره ، جاء إلـي منزله مُتأخراً ، فـ دخل إلي المنزل يُدندن بـ هدوء :-
- و يـاه ، الحـياه هتحـلي و انا معاه ..
- ظل يُردد كلمات تلك الاغنيه حتي فتح باب المنزل بـ هدوء و مِزاج رائق نوعاً ما ، فـ يبدو انها تقبلت فكره وجوده بـ حياتها فـ هي تخطت صدمتها بـ السياره نوعاً ما ، فـ رجع من امام منزلها و ظل يدور بـ سيارته فـ انحاء المدينه لـ يستنشق الهواء النقي و يُعيد حساباته من جديد ..
- وجد " ابنه شقيقته " اتت من الداخل و قالت له بـ تلذذ :-
- الله الله علي المزاج الرايق ، عمرو دياب يـ عز ، عدينا اوي يـ عريس
- رد عليها بـ استخفـاف :-
- هي لحقت تقولك في النص ساعه اللي سيبتها فيها دي ..!!
- غلق الباب و جلس علي اقرب أريكه ، لـ تجلس هي جواره قائله بـ تعالي :-
- طبعاً يـ بني ، مبتقدرش تاخد اي قرار فـ حياتها من غيري .
- يـ بنتي فوقي ده انتِ لسه عارفاها مكملتيش شهرين ..
- قال تلك الجُمله و هو يرتشف من كوب المياه الموضوع امامه فـ ردت هي عليه :-
- والله اكلمها اخليها ترفض ، و اقولها انك مش بتاع جواز اصلاً .
- ما هي الا ثواني و شعرت بـ قطرات المياه خارجه من فمه علي وجهها فـ قالت له بـ اشمئزاز :-
- جرا ايه يـ عز في ايه ، مش كده يـ جدع .
- هي موافقه ..!!
- تجاهل حديثها المُشمئز وقال لها تلك الجُمله ، فـ ردت عليه بـ نفي قائله :-
- لا بس مش رافـضه يعني محتاجه وقـت تفكـر .
- اومأ لها بـ هدوء ، لـيتركها و يدخل غُرفه والدته لـ يُفاتحها بـ الموضوع ..
---
- طرق الباب عده طرقات خفيفه و سمع صوتها تُتيح له الدخول ، فـ امثتل لـ طلبها و دخل إليـها ، فقـالت هي بـ ابتسامه و هي تترك كتاب الله ' القُرآن الكَـريـم ' الذي كانت تقرأ بـه ، فـ ابتسمت له بـ حُب قائله :-
- تعـالي يـ عز .
- دخـل إليها و جلـس بـ جوارها عـلي الفِراش قائلاً بـ ابتسامه مرحه :-
- انـا عايز اتجوز يـ نودي .
- تهللت أسـاريـرها و قالـت لـه بـ فـرحه شديـده :-
- بـجد يـ ' عز ' ، اخيراً ناويت تريح قلبي يـ بني .
- اومأ لها بالموافقه فـ قال لها :-
- مش هتسـألي مين العـروسه ، ولا بسـمله قالتلك ..!!
- نفت حديثه قائله بـ مرح :-
لا بسمله مقالتش حاجه ، بس انـا عارفه انها جود
- نظر لها بـ صدمه ، لـ تلك الدرجه كان امره مفضوح فـ قال لها :-
- لـ الدرجاتي ..!!
- اومأت له ضاحكه :- عيب عليك يـ واد هو انا لسه صغيره ..!!
- ضحك قليلاً بـ جانبيه حتي رد عليها قائلاً :-
- عموماً انا هكلمها بُكرا و اعرف ردها ايه .. و حالياً هقوم انـام .
- و كالعاده نهض وسط دُعاء والدته له الكثير ، و تمنيها له السعاده الدائمه و ان تكون هي من نصيبه نظراً لـ أخلاقها التي يشهد بها كُل من يراها ..
------
- - ذهب ظلام الليل و حل محله اشعه الشمس الساطعه .
- ظلت تسير فـ ممر الطائره لـ تطمئن علي سلامه الرُكاب ، حتي دخلت إلي مطبخ الطائره وجدته يقف يبدو انه يـأخذ قهوته و يترك صديقه فـ سألته بـ تفهم قائله :-
- كـابتن عز .
- التفت إليـها و علي وجهه ابـتسـامه رائـعه مُجيباً عليها قائلاً :-
- نـعـم ..!!
- فـ تسألت قائله :- لا ابداً بس استغربت انك سايب القياده فـ الوقت ده يعني خلاص الرحله قربت تنتهي ..!!
- اومأ لها بـ هدوء قائلاً :-
عـارف بـس عـاصم موجـود .
- اجابت عليه قائله :-
- تمـام .
- كادت ان تخرج لكنها شعرت بـ كف يده يمسكها لـ يقول لها :-
- مسمـعتش رأيـك ..!!
- ابتسمت نصف ابتسامه بـ توتر و قالت له :-
- لو كان ليـا فـ الارتبـاط يـ " عز " كـان زمـاني مُرتـبطه مِـن زمـان .
- نظر لها بـ استغراب ضامماً حاجبيه :-
- مين قال ارتبـاط ، هو انـا عيل مُراهـق ، انـا هتقدملك ، بـس الأول لازم اخد موافقتك ولا ايـه ..!!
مازحته قائله :- ولا ايـه .
- علم انه توافقه لكن خجلها يمنعها من البوح إليـه ، فـ قال لها قـبـل ان يرحل من المكان :-
- خُديلي مَعـاد من اخوكِ ، متنسيش ..
- ترك جُملته لها و لم يهتم بـ أثرها عليها فـ خرج من المكان تاركاً الساحه فارغه لها ، دقائق و ذهبت هي لـ تستكمل عملها فـ الرحله علي وشك الانتهاء .
الفـصل الثـامن و الأخـيـر .
-----
- بعد مرور ثلاثه أيـام ..
- شُوفت عشان تصدقـني لما اقـولك فـِ بينهم حـاجه ، ده البت مفيش فـ عينيها حصوه ملح ، جايه تقولك بـ نفسها عليه ، الله يرحم ايـام ما كُنا بنشوف العريس يوم الفرح .
- قالت ' هند ' تلك الجُمله و هي تُريد تسخينه من ناحيه شقيقته ، بحجه انها ليست اعلي خُلق حميد و يجب مُعاقبتها فـ كيف تعيش قصه حُب من خلف ظهره ..!!
- فـ اجـابها قائلاً بـ حنق :- ممكن تخليكِ فـ نفسك ، هي مغلطتش ولا عملت حاجه غلط ، قالتله ادخل البيت من بـابه و الـولد عمل كده ، و كلمني ياخد معاد ..
- مصمصت شفتيها بـ سُخريه و قالت :-
انت بـيخيل عليك الكلام ده ، هتفضل طول عُمرك طيب كده لـ حد امتي يـ يـاسر .
- نهض من مكانه قبل ان يردف قائلاً :-
لحد مـ اطلقـك يـ هِند ، صـدقينـي صبري نفذ عليكِ .
- نهض كالعاده تاركاً ساحه الشجار لها وحدها ، فـ قد سئم من شجاراتهم المُتتاليه و ذلك فقط بسبب شقيقته ، بينما الأُخري لن تهدأ الا اذا فشلت تلك الزيـجه .
------
- عدت الايام سريعاً ، بينما هي كانت تشعر بـحنق فـ لقد مرت الايام سريعاً و جاء اليوم الذي يتقدم لها به ، فـ قد حدث أخيها و اخذ منه معاداً لـ يأتي هو واهله .
-بعد قليل سمعت صوت طرقات علي الباب عده مرات فـ ذهبت لـ تستكمل زينتها ... بينما هو يتنفس الصعداء ، رتبت بسمله بيداها علي كتفه وهتفت بمرح مهدئه للجو :-
- متخافش جود هبله وهتوافق !
- انتشل باقة الزهور من يداها وهو يهندم قميصه فـ قد حاولت معه " بسمله " فـ اقناعه ان يرتدي بدله لكنه رفض بـ شده ، فتح الباب علي مصراعيه بواسطه ياسر ، ابتسم لهم مُرحبا بهم وقال :-
- إتفضلوا
- ابتسم له عز بلطف وسبق عائلته في الدخول ، مد يده مصافحا ياسر ثم هدر برفق :-
مساء الخير.
- بادله ياسر المصافحة واجابه :-
مساء النور.. اتفضلوا
- قام ياسر بالترحيب بعائلة عز بتهذيب ولطف ثم انتقلا جميعهم الي غرفة المعيشه واخذوا يتبادلون اطراف الاحاديث اللطيفة حتي بدأ عز في الحديث بجديه ، تحمحم بتوتر ثم القي بكلماته دفعة واحدة دون مقدمات :-
- انا جاي اطلب ايد جود .. ليا طبعاً
- دفعته بسمله بكتفها برقه تعنفه عن سرعته في الحديث وتلهفه للموافقه ، نظر لها عز بتحذير ليستمع إلي همسها في اذنه دون لفت الانتباة :-
- ايه اسلوب الشقط ده ..!
- نفي عز بتوتر :- بطلب إيديها ..!!
- كررت بسمله قولها بإستهزاء :- بتشقطها ..!
- دقائق و خرجت زوجته و بيدها صنيه عليها كُل ما لذ و طاب وذلك حتي لا يُوبخها ' يـاسر ' ، فـ قالت لهم :-
- اهلاً و سهلاً بيكوا يـ جماعه ..
- صافحت ' والدته و ابنه شقيقته ' ، فـ اخته لم تتمكن من المجيئ بسبب مؤتمراتها المُفاحئه تلك .. فقالت الصغيره بـ براءه :-
- مامـي ، هو ده عريس عمتو القـمر ..!!
- وزعت ابتسامات مُتوتره عليهم ، حتماً تلك الفتاه لا تصمت إلا بـ موتها حتي لا تُحرجها أكثر من ذلـك .
- - قاطع تفكيرها مع حالها صوت حذاء 'جود ' العالي نسبيا يطرق الارض معلنا عن وصول العروس المنتظرة التي حتما خطفت قلوبهم قبل انظارهم ، كانت ترتدي فستان يصل الي فوق ركبتها بقليل ذو اللون السكري بأكمام ساقطة قليلا علي كتفيها وبه فتحه مثلثيه عند الرقبه ..
- فـ سألها اخيها بـ عينيه عن ردها فـ اومأت له بـ خفيه لكنه رأها و بوضوح شديد و ذلك نظراً لعينيه التي لم تُفارقها منذ ان ظهرت إليهم ، فـ رد عليهم ' يـاسر ' بـ ابتسامه هادئه :-
- واضح ان العروسه موافـقه ..
- فـقالت والدته بـ هدوء :-
انـا من رأيي نقرأ الفاتحه ، و احنا تحت امركوا فـ أي طلبات ..
- أيدها الجميع بـ تلك الفكره بينما ' بسمله ' غمزت بـ طرف عينيها لها فـ الأُخري ضحكت ..
- بدأ الجميع بـ قراءه الفـاتحه ، و بعد قليل اطلقت ' بسمله ' اصوات زغاريط عاليه دليل علي الفرحه بينما زوجه اخيها ظلت حانقه من تلك الاصوات و تمنت لو طردت الجميع .
-------
- بعد قراءه الفـاتحه اتفقوا علي عقد القران بـ أسرع وقت و كان بعد اسبوعاً واحداً ، عدت الايام سريعاً لم يحدث بها اي جديد سوي كثره الاحاديث بينهم و تعرفها عليه أكثر و عندما علم اصدقائهم فرحوا بهم جداً ، وتمنوا السعـاده الدائـمه لهم .
- جاء يوم عقد القران بـ سلام ، و سحب المأذون المنديل بـ قوله :-
- بـارك الله لـكما و بـارك عليـكما و جمـع بيـنكمـا فـ خيـر .
- حتماً اصبحت زوجته فعلياً ، نهض من مكانه لـ يحضتن والدته بـ حُب شديد بينما هي دموعها لم تتركها وحدها بـ هذه الليله فـ صاحبتها دموع الفرحه بـ وحيدها الذي مُنذ ولادته تمنت ان يمنحها الله بعضاً من العُمر لـ تراه عريساً امامها هكذا ، بينما العروس خرجت بـ فُستان من اللون القرمزي يُعطيها مظهر جذاب ، صافحت الجميع و ذهبت إلي حماتها لـ تُقبل يديها بـ هدوء فـ تلك المرأه زرع الله حُبها بـ قلبها من قبل ان تُصبح اُم زوجـها ، بعد قليل ضمها أخيها بـ فرحه فـ لقد اصبحت ابنته التي رباها علي يده عروس الليله .
- بعد قليل طلب منهم الجلوس معها وحدها ، فـ جلست بعيده عنه بـ عده امتار فـ قال لها بـ حنق :-
- علمياً ، انا جوزك .
- ردت عليه بـ صرامه :- عملياً ، احترم نفسك يالا .
- رفع حاجبيه إليها بـ استغراب قائلاً :-
- احترم نفسي ، جرا ايه يـ بت انتِ فـ اي
- اجابتها قائله :- ايوه اظهر علي حقيقتك اظهر ..
- نهض من موضعه لـ تقف هي تلقائياً ، فـ اقترب منها قليلاً حتي وصل إليها و همس قائلاً :-
- بلاش اظهر دلوقتي .. لـ مصلحتك علي فكرا .
- ترك جُملته بعد ان لفحت انفاسه وجهها بـ حرقه فـ نظرت هي إلي موضعه بعد خروجه قائله لـ حالها بـ انزعاج :-
- تستاهلي ، عشان تبقي توافقي علي حاجه قبل مـ تاخدب الضمان بتاعها .
- يبدو انه سمعها فـ قال لها :-
لا يـ ماما فوقي ، مش تلاجه هي هتاخدي الضمان بتاعها ، انا عـارف بحبك علي إيـه .
- التفتت تنظر إليه بـ صدمه بينمـا هو خرج مُسرعاً و صوت ضحكاته العاليه صدت بـ المكان فـ جعلت النيران تشتعل بـ قلب زوجه اخيها .
------
- لا بس ايـه الجمدان ده يـ مان مكنتش مُتخيل ان ده كله يطلع منك انت يـ عز ، ده انت اخرك فـ الارتباط يومين وصلت لـ جواز مره واحده ، انا امبارح طول الليل كُنت مستغرب يـ جدع ..مكنتش مُتخيل انـ....
- قاطعه ' عز ' بـ حنق من ثرثرته المُزعجه تلك قائلاً :-
- عـاصم مش كِده خُد نفسك شويه يـ راجل .
- ابتسم بـ خُبث وقال له :-
- مش غريبه يعني يـ عريس لسه كاتب كتابك امبارح و نازل الشغل انهارده .
- رد عليه و هو مُنشغل بـ القياده قائلاً :-
- مش عارف مين مفهمك انك بيزنس مان ، يـ بني فوق شغلنا مالوش وقت والله .
- اومأ له عاصم بـ غمزات خبيثه جعلته ينزعج منها وقال :-
- بقولك اي ، تعالي خد القياده مكاني ، عشان انا داخل الحمام .
- اومأ له بـ خُبث قائلاً :- فـ حمام السيدات بقا هـا .
- سخيـف .
- قال له تلك الجُمله ، و تركه يـتولي القِيـاده مكانه ، بينما هو فعل كما قال صديقه و ذهب مِرحاض السيدات ، و لحسن حظه انه وجدها كما تمني ، كانت تُعيد زينه وجهها ، فـ قال لها و هو مائلاً علي باب المِرحاض :-
- ممكن لو مفيهاش اساءه ادب تخففي الروج الاحمر ده ، عشان شكلك عامل زي اللي عاضه كلب .
- ردت عليه بـ ضيق قائله :-
مـ انت سليم اهو يـ عز مفكش حاجه .
- اقترب منها بـ شده فـ لقد نفذت جميع رصيدها معه ، اقترب اكثر حتي كادت ان تسقط من الرُعب من نظراته لها ، فـ حاولت الخروج لكنه مسك ذراعيها بـ برود قائلاً :-
- انتِ ليه بتتعمدي تنرفزيني ..!!
- ردت عليه بـ هدوء حانق :- كلارا بتعمل ايه فـ الرحله رغم ان عـاصم موجود .
- رفع حاجبيه بـ مكر قائلاً :- هو الحوار فيه كلارا ، طـب مـ تقولي كِده من الأول .
- ضمت حاجبيها بـ ضيق قائله :-
- اتلـم يـ عز
- نفي ، و مال قليلاً حتي شعر بـ توتر نظراتها و رمشت بـ عينيها عده مرات فـ حاولت إبعاده لكنه رفض بـ شده وقال :-
فـ حاجه كده ، جه وقتها انك تقوليها ..
- فهمت علي الفور انه يُريدها ان تعترف بحُبها له ، فـ نفيت بينما هو أصر عليها و قال :-
- ما هو اكيد مش متجوزاني تخليـص حق ..!!
- ردت عليه بـ براءه هادئه :-
لا ، أكيـد بـحـبك يـعني ...!!!!
- ابتسم بـ اتساع فـ ها هو حقق هدفه و جعلها تتحدث بـ مكر رجولي بينما هو أكد لها مره ثالثه علي حُبه لها ، فـ انحنب اكثر لـ يُقبل ثغرها بـ هدوء و لطافه ، حاولت الفِرار لكنه احكم قبضته عليها لـ تنتهي مقوماتها ، ابتعد بـعد ثواني و قال لها بـ تهدئه :-
- محتاجه ضمان اكتر ..!!!
- ضحكت بـ خفه خجله ، بينما هو انحني لـ يُقبل جبينها بـ هدوء قائلاً :-
- هتفضلي ملاذ سـحابـي ديماً .
- لـ تنتهي لحظتهم بـ ابتسامتها الخفيفه علي ثغرها وسط نظراته العاشقه و نظراتها الخجله منه ، تمنت كثيراً ان يرزقها الله بـ شخص يتقيه بها ، لـ تُزيح الهم عن اخيها قليلاً فـقد عاش لها طوال حياته و صبرت هي علي زوجته الحربائه تلك نظراً لـ خاطره هو فقط .
تمت .
سـلمي عيـسوي ، هـاجر يـونـس .
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇


تعليقات
إرسال تعليق