الفصل الرابع من رواية ماذنب الحب الجزء الثاني لرواية ضحايا الماضي بقلم الكاتبه شهد الشوري حصريه وجديده وكامله على مدونة النجم المتوهج
![]() |
الفصل الرابع من رواية ماذنب الحب الجزء الثاني لرواية ضحايا الماضي بقلم الكاتبه شهد الشوري حصريه وجديده وكامله على مدونة النجم المتوهج
ملخص احداث الجزء الأول
ليلى الجارحي ويوسف العمري كانوا متجوزين وبيحبوا بعض جدًا وعندهم خمس أولاد آدم أوس ريان أمير وحياة لكن يوسف اضطر يتجوز بنت صاحب أبوه عشان شرط أساسي لاستلام الورث البنت دي لعبت لعبة كبيرة بينهم وأوهمته إن ليلى بتخونه مع راجل غريب في أوضة نومهم وخلته يشوفهم بعينه يوسف صدق الكذبة وكره ليلى وعياله الخمسة ورفض يسمع لحياة اللي كانت شاهدة على كل حاجة وهي متكتفة شايفة اللي بيحصل لأمها
السنين عدت والعيال عاشوا مع أهل أمهم ولما كبروا بدؤوا يكشفوا الحقيقة ويثبتوا براءة أمهم ليلى
حياة كانت بتحب ابن عمها إلياس بس كانت خايفة منه لأنه شبه أبوها في طباعه في نفس الوقت كانت بتحس بالأمان مع بدر ابن عم والدتها رغم إنها اختارت إلياس في الأول إلا إنه اتهمها بالخيانة زي ما أبوها اتهم أمها لما شافها مع الدكتور النفسي عمر اللي كانت بتتعالج عنده بعد الاتهام ده بعدت عنه وسافرت مع بدر وعيلتها عشان تكمل تعليمها بره وقدر بدر يكسب قلبها ويخليها تحبه
آدم اتجوز بنت خاله زينة
أوس اتجوز مهرة بنت أخت الست اللي ربتهم
أمير اتجوز فرح بنت الست اللي ربتهم
ريان اتجوز ندى بنت عمه وأخت إلياس
سارة بنت زوجة أبوهم اللي دمرت حياتهم قدرت تزرع كاميرات في غرفة نوم أوس وصورته مع مراته وهددته إنها هتفضحه لو ما اتجوزهاش خوفًا على مراته وافق ودي كانت صدمة للكل إنه اتجوز بنت الست اللي قتلت أمه ومع الوقت العيلة اكتشفت حقيقة سارة وحصل لها حادث قلب حياتها بدأت تفكر بطريقة مختلفة وطلبت السماح من الجميع
سارة بعد الحادث قابلت الدكتور النفسي عمر اللي كانت حياة بتتعالج عنده وكان هو نفسه ضحية ليها زمان لما كانوا في الجامعة سارة كانت عملت رهان مع صحابها على عمر وخلته يحبها وبعدين سابته لما تقابلوا تاني عمر ساعدها بس رفض يسامحها رغم إنه كان لسه بيحبها عمر كان متجوز بنت خالته بس هي توفت يوم ولادة بنتهم في النهاية سامح سارة بعد ما شاف إنها فعلاً اتغيرت
أما أدهم الجارحي ابن خال الأخوة الخمسة وأخو زينة كان بيحب هنا قريبتهم من بعيد وكان ناوي يتقدم لها بس في نفس اليوم شافها نايمة في سرير صاحبه فبعد عنها ما كانش يعرف إن دي لعبة من سكرتيرته وخطيبته سمر اللي ارتبط بيها عشان ينسى هنا
الجد أجبر أدهم وهنا على الجواز لكن بعد كام يوم من الفرح أدهم اعتدى على هنا وهو سكران فكرهته بعد كده اتواجهوا بالحقيقة اللي كان مخبيها في قلبه في النهاية قدر يثبت براءتها لكنها رفضت تسامحه واتطلقوا بعد ما ولدت ابنهم سليم بعد خمس سنين من الانفصال قدرت هنا تسامحه ورجعوا لبعض
في النهاية مات يوسف العمري بمرض خبيث وكان الندم بينهش في قلبه على كل اللي عمله في أولاده ومراته اللي كانت الحب الوحيد في حياته يوسف حس بالذنب إنه رمى أولاده في الشارع في وقت كانوا محتاجينه فيه وإنه صدق الكذبة اللي دمرت حياته وحياة أولاده وفي نفس الوقت كان عايش مع سارة بنت الست اللي دمرت عيلته كلها
الياس ونسرين
نسرين شخصية طرف ثالث في علاقة بدر وحياة، وبيحصل بينهم علاقة وينتج عنها حمل
سمر ورجل الأعمال
بعد ما أدهم يكتشف حقيقتها، ختدخل السجن
بعد خروجها، تتجوز رجل أعمال مش كويس
هتكتشف بعد الجواز إنه مريض وبيعذبها
للرجل ده ليه بنت اسمها بسمة لكنها فاقدة النطق وعنده ولد اسمه نوح
لكن الراجل اتوفى في ظروف غامضة في الجزء الأول هنعرف تفاصيلها في الجزء التاني
➖➖➖➖➖➖
الأبناء في الجزء الثاني معظمهم شخصيات ثانوية ⬇️
عائلة حياة وبدر :
يوسف/مروان/عشق وعاصم "توأم"
عائلة آدم وزينة :
ياسين/صافي
عائلة أوس ومهرة :
مالك/حمزة/ليلى
عائلة ريان وندا :
ليلة/شريف
عائلة أمير وفرح :
ثائر/جوان وجوري "توأم"
عائلة أدهم وهنا :
سليم/قمر
ابناء إلياس ونسرين :
سيدرا/يونس "تؤام"
عائلة عمر وسارة :
جومانا من زواجه الأول
ريماس/كارما وليان "توأم"
معظم الابناء دورهم ثانوي ❤️
في شخصيات جديدة هتظهر قدام وهتتعرفوا عليها
مفيش لخبطة ان شاء الله هبسطها ليكم
المخلص هنشره ليكم اول كل بارت جديد
............
الفصل الرابع
اسرع بدر وأولادها لإسعافها، واتصلوا بالطبيب الذي طمأنهم أن ما حدث بسبب التوتر وحالتها النفسية، في الوقت نفسه لاحظ مروان والده وهو يخفي الملف قبل أن يراه أحد !!
ظلوا جميعًا حتى اطمأنوا عليها ثم خرجوا، ولم يبقى في الغرفة سوى بدر وهي، تبادلوا نظرات صامتة تحمل الخيبة والوجع، وصمت طويل أثقل المكان دون كلمة واحدة !!!
بعد وقتٍ غير معلوم.......
كانت حياة جالسة على حافة السرير، جسدها متصلب كأن الأرض سُحبت من تحتها، وبين يديها أوراق، كانت ترتجف في صمت، عيناها تائهتان، تحاول أن تستوعب ما قرأته، لكن الدهشة صارت أثقل من قدرتها على التصديق، بينما أمامها جلس بدر على الكرسي، منكس الرأس، كفه يطبق على وجهه، والهم منقوش على ملامحه !!!
رفعت حياة بصرها إليه، وانحدرت دموعها بصمت موجع، ثم انفجرت قائلة بقهر ينهش قلبها بلا رحمة :
ازاي ابننا بقى كده يا بدر، ازاي وصل لكده؟ ازاي مشي في الطريق اللي هو فيه ده، ابننا اللي ربيناه وكبرناه، جاب القسوة دي كلها منين، اتعلم إيه مننا عشان يعمل كده، أنا اتخيلت منه أي حاجة إلا إنه يضيع نفسه كده، ابني ماشي في طريق آخرته موت وبس يا بدر
ظل بدر صامتًا، رأسه مثقل بين يديه، لا يجد ما يقوله، فاسترسلت هي، والدموع تسابق أنفاسها :
الماضي بيتعاد تاني يا بدر، مكتوب عليا أتوجع من كل يوسف في حياتي، لما بشوف ابني يوسف دلوقتي كأني شايفة بابا، بابا في ظلمته وشكه، بابا اللي خسر كل حاجة بتسرعه، واللي ظلم أمي زمان، زي ما ابني دلوقتي بيظلمنا وبيظلم ليلى معانا، قصة يوسف وليلى بتتعاد من جديد بنفس الظلم والقسوة، بس المرة دي الوجع جامد أوي، مش قادرة أستحمله، وجعي من أبويا ما نسيتوش غير بعد عمر ولسه محفور جوايا، لكن ابني؟!
صمتت للحظات ثم تابعت بوجع :
هنسى وجع ابني ازاي، ابني اللي كبر عشان يهد كل اللي تعبنا سنين عشان نبنيه
خيم صمت ثقيل بينهما، حتى رفع بدر رأسه أخيرًا، عيناه غارقتان في حزنٍ لا يوصف، نظراته مكسورة كأنها تبحث عن نجاة، أكملت حياة بقهر أشد، وصوتها يتشقق من الألم :
أنا خايفة عليه من الندم يا بدر، مش عاوزاه يفوق متأخر بعد ما يخسر كل حاجة، مش عاوزة ابني يضيع من إيدي أكتر من كده، مبقاش ينفع نسكت، حتى لو مش طايقنا، حتى لو مش عاوز يسمعنا
نهضت فجأة ثم هوَت بجسدها عند قدميه، جلست على الأرض، رفعت عينيها إليه مبللتين بالدموع وصوتها ينزف وجعًا :
روحله يا بدر، وخليه يسمعك حتى لو بالغصب، قوله الحقيقة، قوله البنت اللي حبيتها، واللي بتعمل كل ده عشانها، عمرها ما حبتك عمرها ما شافتك غير كوبري عشان توصل لأبوك !!!
ارتجفت الكلمات في حلقها، وهي تقول بألم، ودموعها تنساب على وجنتيها بغزارة :
قوله انها عمرها ما حبتك، لأنها كانت بتحب ابوك !!!!!!
تنهد بدر بعمق، وجذبها إلى حضنه كمن يلتقط آخر فتيل من قوته، يحاول استمداد ثباته منها، الملفات التي وصلت إليه كانت تخص ابنه يوسف.....
ابنه الذي ذهب في طريقٍ لا عودة منه، لقد تلطخت يدا ابنه بدماء الابرياء، صار تاجر سلاح ومخدرات، وعضوًا في عصابة لا تعرف الرحمة
كل ذلك بسبب لعنة اسمها "أروى" ملامحها وصوتها وبرائتها كلها خدع، كانت شيطانًا في هيئة أنثى، دخلت بينهم ففرقتهم، وحتى بعد موتها، لم يزحَ عنهم ظلها، لعنتها بقيت تلاحقهم وتشد خيط المصائب في حياتهم !!!!!!
............
في إحدى الدول الأوروبية بالأخص في لندن كان "يوسف بدر الجارحي" واقفًا خلف نافذة زجاجية طويلة تطل على المدينة بأكملها كانت الأنوار تتلألأ في المساء ولكن قلبه كان مظلمًا شارد الذهن غارقًا في ذكريات الماضي
اغمض عينيه واسترجع صورة حبيبته الأولى والأخيرة "أروى" وكيف أن حياته وسعادته تدمرت في لحظة واحدة بين يوم وليلة شعور الفقد كان كالسيف الذي يجرح روحه، وعذاب الندم يثقل صدره
استحضر في عقله صورة عائلته، والديه أو ما كان يعتقد أنهم عائلته وكيف كانوا سببًا في الألم الذي يشعر به
كانت مشاعر الرفض والقسوة تكمن في كل زاوية من حياته كأنها أقدار سيئة حتمت عليه وحدته، يعيش في فقاعة من الحزن محاطًا بأشباح ذكرياته المؤلمة يتذكر كيف كانوا يتجاهلون ما يريد ويرسمون له مستقبلًا مظلمًا لا يريده
في تلك الأثناء دخل عليه صديقه "ماجد" الذي كان دائمًا إلى جانبه وقد ظهر على وجهه القلق قائلاً بحدة متألمًا لرؤية صديقه في هذا الحال :
كفاية قرف لحد كده يا يوسف، أنا استحملت كتير ومشيت معاك في الطريق ده قولت بكرة يعقل بس مفيش فايدة الطريق ده آخرته واحدة أنا خايف عليك، أنا ماليش غيرك انت صاحب عمري والوحيد اللي طلعت بيه من الدنيا بعد موت أهلي بلاش تخليني اتقهر على خسارتك انت كمان، ارجع من اللي انت فيه، عشان خاطري
رد عليه يوسف ببرود وهو يشرب من كأس في يده لكن عينيه كانتا مليئتين بالأسى :
مش قبل ما أوصل للي عاوزه
لم يستطع ماجد كبح مشاعره فصرخ عليه بحدة :
ايه اللي انت عاوزه، عاوز تدمر أهلك، تدمر أبوك وعيلتك عشان إيه وليه وعشان خاطر مين
انفجر يوسف في غضبٍ مكبوت وضغط بيده على الكأس حتى تحطم مما أدى إلى جروح في يده، وسالت منها الدماء لكن الألم الجسدي لم يكن شيئًا مقارنةً بالألم النفسي الذي يشعر به :
بتتكلم كأنك مش عارف اللي حصلي، واللي عيشته، اشمعنا هي تدفع تمن أنانيتهم، وأنهم كانوا عاوزيني دايمًا تحت طوعهم، ازاي انسى انهم قتلوها بدم بارد
كان ماجد على وشك الرد لكن سكرتيرة يوسف دخلت قائلة بعملية :
Mr. Youssef, everyone is waiting for you in the meeting room
مستر يوسف، الجميع بانتظارك في غرفة الاجتماعات
خرج يوسف بعدها، متوجهًا إلى غرفة الاجتماعات، وملامح وجهه جليدية، لكن وقفته تجمدت للحظة عند كلمات ماجد الحادة :
أهلك، وليلى ماقتلوش أروى يا يوسف يارب تفهم ده وتقتنع بيه كفاية اللي ضاع من عمرك في أوهام
خرج من الغرفة، بل من الشركة بأكملها متجاهلاً الاجتمان
كان يسير، وكأنه في غيبوبة، قلبه ينزف من الوجع وهو يستحضر في ذاكرته صورة أروى تلك الملاك التي أحبها بصدقٍ لم يعرفه من قبل سحرت روحه بنقاء قلبها، وجمال روحها وملامحها البريئة التي كانت تشبه البهجة في أبسط صورها
لم تكن أروى مجرد امرأة في حياته كانت عالمه، أمله، نافذته على السعادة التي بحث عنها طويلًا لكن في تلك الليلة المشؤومة حين تمسك بها متحديًا رغبات عائلته وأصر على الزواج منها رغم رفض الجميع حدث ما لم يكن في حسبانه قبل ساعات من كتب كتابهما، دخل إلى منزلها ليعثر عليها غارقة في دمائها.......
تلك الدماء الحمراء التي أحالت كل شيء من حوله إلى جحيم من الرعب والألم تلك اللحظة التي توقفت فيها الحياة عنده، وتجمد فيها كل شيء
كان ما استطاعت أن تنطق حينها قبل ان تلفظ انفاسها الأخيرة هو اسم والده وبعدها اكتشف الحقيقة رويدًا رويدًا من شقيقتها
عقلُه رفض أن يستوعب تلك الفاجعة لم يكن ليتخيل يومًا أن والده الشخص الذي كان يجب أن يكون حاميًا لراحته، هو من سيحيل سعادته إلى كابوس دائم !!!
بينما ماجد الذي ظل واقفًا مكانه ردد بحزن :
كان عندي حق لما عملت اللي عملته يا صاحبي، محدش هيلحقك غيرهم !!!!
...........
تفاجأ ماجد في اليوم التالي بأن يوسف نزل مصر بدون سابق إنذار، لكن نبرته كانت محملة بشيء من الجدية والحدة !!
لكن فور وصوله إلى المطار، استقبلته فتاة فاتنة الجمال، ابتسم يوسف بمجرد رؤيتها، فركضت نحوه بنبرة مليئة بالحماس والمودة :
يوسف، ازيك واحشني اوي
رد عليها يوسف بهدوء، وصوته محمل بالجدية :
ازيك يا ريما
تنهدت ريما بحزن عميق، والكلمات تخرج من قلبها المثقل بالألم :
مش كويسة خالص يا يوسف، انت ناسي إن النهارده ذكرى وفاة أروى الثالثة، وحشتني أوي، دي مكانتش بس أختي الكبيرة، دي كانت أمي وكل حاجة ليا، بابا حالته في النازل خالص من يوم وفاتها، منهم لله اللي كانوا السبب
قالت الأخيرة بنبرة ذات مغزى، فهمها يوسف على الفور، فرد عليها بحدة لا تخلو من العزم :
كل اللي غلط هيتحاسب، أختك دفعت حياتها تمن حبها ليا، وانا مستحيل أضيع حقها أبدًا
انسابت الدموع على وجنتي ريما، وقالت بحزن :
مش قادرة أنسى اليوم ده يا يوسف، كل حاجة حصلت قدام عيوني ومقدرتش أعمل حاجة، قتلوها قدامي بدم بارد، اترجيت فيهم كتير، لكن محدش سمعني، قتلوا أختي، اهلك قتلوا أختي، وانا مقدرتش أتصرف، اتفقوا قدامي على كل حاجة، ومقدرتش أعمل حاجة
ثم تابعت بغضب مكبوت، وغل:
بنت خالك مسكت السكينة وفضلت تطعن فيها ببرود، وأبوك وأمك اتفرجوا عليها، وازاي ضربوني يومها فكروني مت، لكن ربنا أراد أني أفضل عايشة عشان أفضح جريمتهم، بس اي اللي حصل طلعوا نفسهم منها زي الشعرة من العجين
تنهد يوسف بعمق، ثم غادر ولحقت به ريما، لتوصله للفندق الذي سيقيم فيه، طوال الطريق مهما تحدثت معه يلتزم الصمت، عيناه مليئة بالحزن الشديد لما حدث، ولما وصلت إليه الأمور بين عائلته، وكيف فقد حبيبته
............
جلس مروان في حديقة الفيلا متكئًا على المقعد الخشبي وقد شردت أفكاره في أمور عديدة، تتشابك كخيوط معقدة
كانت والدته تتحدث إلى غنوة وسمع للمرة الأولى عن المعاناة التي عاشتها مع والدها جده الراحل يوسف، ورغم أن مروان لم يعرف جده إلا أن ذكراه لم تكن تحمل أي ظلال قسوة، بل كان الجميع يتحدثون عنه بكل خير، حتى أن والدته أسمت أخاه الأكبر باسمه تكريمًا له، لكنه الآن يتساءل عن حقيقة ما كانت تخفيه تلك الذكريات؟!!
وأيضًا، لم يفارق ذهنه ما حدث بالأمس، وأثره على والدته ووالده والملف الذي أخفاه والدهم عن أعينهم، حتى اللحظة كان يشعر بأن الملف يخص أخاه يوسف
في خضم تفكيره، لفت انتباهه حركة سريعة نحو بوابة الفيلا رأى غنوة تخرج بخطوات متسارعة، وفي المقابل كانت فتاة أخرى تدخل ما إن التقت عيناهما حتى اندفعتا إلى حضن بعضهما بشدة وكأن الفراق بينهما امتد لسنوات كانت غنوة تمسك بيد الفتاة كأنها طفلة ضائعة وجدت ملاذها
دخلتا معًا إلى الفيلا، وفي طريقهما، اعترضتهما حياة التي كانت تتابع المشهد من بعيد توقفت غنوة مرتبكة وقالت بتوتر :
بعد إذنك يا هانم دي حبيبة بنت خالتي جت تطمن عليا خمس دقايق وهتمشي، وهشوف شغلي علطول مش هطول
شعرت حياة بتأثر عميق تجاه غنوة، كأنها ترى انعكاسًا لهشاشتها وضعفها في تلك الفتاة الصغيرة، بادرها الحنان الذي كان يخرج منها دون وعي كلما رأتها فقالت بلطف :
عيب لما ضيفة تدخل البيت من غير ما تاخد واجبها خليكي معاها براحتك يا بنتي
ابتسمت غنوة امتنانًا وسحبت حبيبة معها نحو المطبخ حيث عرفتها على باقي الخادمات اللاتي كن يتابعن بصمت ثم أسرعتا إلى الغرفة وأغلقتا الباب خلفهما بمجرد أن أصبحتا بمفردهما انطلقت غنوة بحماس يشبه براءة الأطفال قائلة :
آه يا حبيبة، لو تشوفي الفيلا ولا الجنية اللي برا دي، المنظر بس يرد الروح والناس هنا، خصوصًا الست حياة طيبين اوي اوووي
ابتسمت حبيبة بسعادة لمجرد رؤية سعادة ابنة خالتها وقالت :
باين عليها يا بنتي، ربنا بس يبعد عنك أبوكي ومراته وبناتها العقارب، يلا الحمد لله، ركزي انتي في حياتك مالكيش دعوة بحد والفلوس اللي تطلعلك حوشي منها حاجة للزمن محدش عارف بكرة في ايه، زي ما انتي شايفة محدش بيلاقي شغل بالساهل، ده لولا الست عبير كان زمانك متشحططة
ابتسمت غنوة ابتسامة باهتة يكسوها القهر، تُخفي خلفها جبالًا من الوجع، لو أن والدها أدى دوره كما ينبغي، لكانت الآن معززة مكرمة في بيتها، تستعد لدخول الجامعة، حيث كان أكبر أحلامها أن تكمل تعليمها
لكنه حرمها من كل شيء، حرمها حتى من حنانه....
كم من رجال أنجبوا، لكن ليس كل من أنجب استحق أن يُدعى أبًا
كانت غارقة في شرودها، حتى قالت حبيبة بصوت عالي قليلاً :
فينك يا بت؟ سرحانة في إيه؟
ردت عليها غنوة بهدوء ظاهري :
مفيش
لم تُخدع حبيبة، فقد فهمت بما تفكر، فقالت بصوت مشبع بحنان أخوي :
والله يا غنوة، ولا يسوى عشان تزعلي نفسك كده، ركزي انتي في حياتك الجديدة، اشتغلي وادرسي زي ما كنتي عاوزة، وأنا متابعة كل حاجة، وأول ما التقديم يتفتح هقدملك زي ما طلبتي مني، كملي تعليمك، واعملي اللي نفسك فيه، ابسطي نفسك بنفسك وما تفكريش فيهم، هو رمى كل حاجة ورا ضهره ومشي، وانتي كمان اعملي كده، مفيش حاجة مستاهلة، انتي زعلانة عليه وهو مبسوط وعايش حياته ولا مفكر فيكي، ما تضيعش عمرك في الزعل، ربنا هيعوضك خير على قسوته معاكي
أومأت غنوة في صمت، كأن قلبها يُصغي أكثر مما يُجيب، ظل الحديث بينهما ممتدًا لبرهة، قبل أن تُخرج حبيبة من حقيبتها حقيبة بلاستيكية تضم العديد من نوع الحلوى الذي تحبه غنوة "المشبك"، وقدمتها لها بابتسامة، فرحت غنوة بها كأنها نالت كنزًا، وأمطرت صديقتها بالشكر
ودعتها غنوة بالدموع، وردت حبيبة بدعوات صادقة تمس القلب تتمنى لها التوفيق، والسعادة
تركتها ورحلت، وبقيت غنوة تُكمل عملها بحماس، وفي داخلها عهد صامت عليها ان تكف عن الحزن والدموع التي لن تُجدي نفعًا فما حدث قد حدث وهذا قدرها !!!!
...........
استفاقت صافي مع أول خيوط الصباح، وعلى شفتيها ابتسامة صغيرة لا تفهم سرها، كانت صورٌ متقطّعة من ليلة الأمس تلوح في مخيلتها، كلما لامستها عادت خفقات قلبها تتسارع، كأن روحها ترقص على أنغام ذكرى لم تعهد مثلها من قبل !!!
دخلت عليها والدتها زينة، وهي تحدق فيها بنظرة يختلط فيها الفضول بالريبة :
امبارح نمتي بدري، مش من عوايدك يعني ايه الحكاية
ارتبكت صافي، وأخذت تمسح على وجهها بخجل، ذكرتها كذبتها الصغيرة مع جوان وكيف خدعت الجميع لتذهب إلى الحفلة، حاولت أن تخفي اضطرابها وردت متلعثمة :
مفيش، كنت حاسة بصداع بسيط فقولت أنام بدري
لكن عيني زينة كانتا كفيلتين بفضحها، فقالت بنبرة مشككة :
سبحان الله، انتي وجوان الاتنين عندكم صداع في نفس الوقت، ونمتوا كمان عشان نفس السبب
تضايقت صافي، وسارعت لتغيير الموضوع :
هو بابا فين، صحي؟
تنهدت زينة ببطء، وبان في ملامحها قلق غامض لم تخفه كلماتها :
في الشركة، هيكون فين يعني، قومي يلا حضري نفسك وروحي ليه، هو مستنيكي
اتسعت عينا صافي باستفهام :
اروح الشركة ليه يعني
ردت عليها زينة بهدوء :
روحي وانتي تعرفي بنفسك
قامت صافي، ولازالت تتذكر ليلة الأمس، رغم ان ما كان سيحدث كارثيًا لكنها تشعر بشعور غريب يجتاح قلبها، مقلق لكنه جميل !!
........
على الجهة الأخرى، كان إياد ينهض من فراشه بعد ليلة لم يذق فيها طعم النوم، ظل ذهنه مشغولًا بتلك الفتاة التي رقص معها، لا يزال وجهها ضبابيًا في ذاكرته، لكن عينيها كانتا كالنار والندى معًا، قسوة طفيفة تخفي براءة نقية، مزيج غريب أربك قلبه من أول نظرة
بعد قت قصير، وقف أمام خزانته، يختار ثيابه الكاجول التي يفضلها، وبعد ان ارتداها، وقف أمام المرآة يتأمل هيئته بثقة شيئًا ما بداخله يخبره انه على وشك لقاء مميز !!!!!!!
بعد قليل، جلس بجوار والده في السيارة، غارقًا في صمته حتى قال والده جلال بجدية :
فيه اجتماع مهم مع آدم العمري في شركته هو واخواته، السواق هيوصلني وبعدين ياخدك ع الشركة
لمعت عينا إياد بوميض لم يستطع إخفاءه، وسرعان ما ابتسم بخبث صامت، اسم آدم العمري أشعل داخله احتمالاً.....
احتمال أن يراها مجددًا، مجرد ذكرها كان كافيًا ليدق قلبه بعنف
فقال لوالده متصنعًا الاهتمام.:
طب أنا هاجي معاك، عاوز أشوف الشغل ماشي إزاي وأكون موجود في الاجتماع
غمرت الفرحة ملامح والده، وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يربت على كتف ابنه :
ما تعرفش أنا مبسوط قد ايه، وفخور بيك يا إياد، أخيرًا هشوفك جنبي في الشغل، انت ضهري اللي هسند عليه
ابتسم إياد ابتسامة هادئة، لكنها كانت مزيجًا من مشاعر متناقضة، جزء منه يود أن يبادله الفخر ذاته، وجزء آخر يعتصره ألم دفين، رغبة مكبوتة في العتاب على جراح قديمة لم تندمل، فاختار الصمت، فالألم الذي يحمله أكبر من أن يُقال
بعد وقت.....
كانت صافي تجلس بجوار والدها في غرفة الاجتماعات، مبتسمة بإتقان على شفتيها، لكنها داخليًا غارقة في شعور بالملل من الحديث الذي يدور حولها، يتحدثون عن العمل بكثرة، كل شيء يبدو ثقيلاً عليها، كانت بعيدة تمامًا عن كل ما يقال، غارقة في عالمها الخاص، عالمٍ لا يفهمه أحد سواها
ما كان يشغل بالها حقًا، تلك النظرات التي يوجهها إليها ذاك المدعو اياد، كانت نظراته غريبة، مزيجًا من المكر والهيام في آن واحد، يتفحصها بشدة، ومع كل تقاطع بين عينيهما، كان يبتسم بزاوية شفتيه ابتسامة جذابة، فكانت ترد عليه بابتسامة حادة بعض الشيء، محاولةً أن تخفي ارتباكها الداخلي
أما هو، فقد كان من الصعب عليه أن يزيح نظره عنها تلك الفتاة تحمل في حضورها شيئًا غريبًا، شيئًا لم يتوقعه قط، لم يتصور يومًا أن تكون هناك من تستطيع أن تسرق نظره، وأن تشغل تفكيره بهذا الشكل، كان يقف عاجزًا أمام ما يحدث له يتساءل في نفسه ما الذي يحدث معه؟
كل حركة منها، كل رمشة عين، كل ابتسامة، ترسم في ذهنه ألف احتمال، لكنه كان يدرك في أعماقه أن الأمر يتجاوز الفضول أو الانجذاب العابِر، كان هناك شيء أعمق، شيء يطرق روحه بلا استئذان، ويتركه عاجزًا عن فهمه، لكنه يعلم أن قلبه لن يستقر إلا بعد أن يقترب أكثر، وأن عينيه لن تفارقها مهما حاول !!!!!
ارتفع صوت والده جلال لينتزعها من دوامة أفكارها، حيث قال بنبرة مفعمة بالثقة، تعلوها لمحة من الغرور المحبب :
اياد هو اللي هيمسك المشروع الجديد، وإن شاء الله هاخده منكم يا ولاد العمري
تعالت الضحكات بين الحاضرين، وامتد جو من المزاح المتحدي بينهم، لكن إياد بدا بعيدًا عن كل ذلك، كأن ضجيج القاعة لم يكن موجودًا، وكأن المكان كله قد تلاشى، ولم يبقى سوى عينيه الموجهتين نحو صافي، كان يراقبها بعينين تحاولان فك طلاسمها، تغوص في تفاصيلها
شعرت صافي بنظراته الحادة تخترق قشرتها الخارجية، تتسلل إلى أعماقها، وتجرفها نحو تيار جارف من المشاعر الغامضة، شيء ما في حضوره يربكها، يغمرها بارتباك غريب، حاولت أن تدير وجهها، أن تتجنب نظرته، لكنها وجدت عينيها تنجذبان إليه رغمًا عنها، كأنها محاصرة داخل دائرة مغناطيسية لا تستطيع الفكاك منها
استأذنت صافي من الجميع بصوت هادئ للخروج، ثم غادرت الغرفة بخطوات سريعة، محاولة التخفيف من توترها الذي تصاعد كلما التقت بنظرات إياد، وما إن غابت عن أنظارهم، حتى وقف هو هو الآخر، متعللًا بمكالمة مهمة ليخرج من الغرفة، لكن داخله كانت تعصف مشاعر أشبه بالجنون
تلفت حوله، عيناه تبحثان عنها بتوتر لم يستطع السيطرة عليه، كمن يبحث عن ضالته، كانت نظراته مضطربة، كأنه يخشى أن تكون قد ابتعدت بالفعل، وفجأة، لمحها وهي تتجه نحو المصعد، هاتفها في يدها، تخطو بسرعة كأنها تهرب من شيء يطاردها
توجه نحو المصعد باندفاع غير محسوب، وفي اللحظة الأخيرة وضع قدمه بين الأبواب قبل أن تُغلق
رفعت صافي عينيها عندما شعرت بوجود شخص ما، وعندما رفعت رأسها لترى من تفاجأت بوجود ذلك الوقح !!!!!
صُدِمت، وحدت نظرتها نحوه كانت على وشك أن تتكلم، لكنه اوقف المصعد، وما إن حاولت الصراخ حتى وضع يده على فمها وأجبرها على الصمت، اقترب منها، ونظر في عينيها، فاستكانت صافي للحظة، وارتجف قلبها برقة بعدما لمست دفء عينيه، نفس النظرة، ونفس العطر المألوف تتساءل بداخلها بارتباك، ودقات قلبها تتعالى بصخب هل هو نفسه من سرق عقلها بالأمس هل نفسه من كانت ستقع معه في المحظور دون وعيٍ منها
أخرج إياد من جيب سترته قناعه الأسود الذي ارتداه ليلة الأمس، وارتداه امام عينيها، فصُدمت صافي ووضعت يدها على فمها، ورددت بصوتٍ خافت :
انت !!
............
بعد يومين، صباح يوم الجمعة، كان قصر آدم واخوته اليوم يعج بالحضور، كبيرهم وصغيرهم، الرجال والنساء، الجميع التفوا حول بعضهم رغم الحزن الذي يسكن قلوبهم، ومع ذلك، كانت البهجة الخفية في اجتماعهم تُخفف شيئًا من ثِقل الأيام، إذ لم تكن لهم فرصة كهذه إلا مرة واحدة في الأسبوع
جلست سيدرا ابنة إلياس في ركن بعيد، تنظر في هاتفها بهدوء بعيدًا عن الضجيج حولها، لكن جلستها لم تكتمل، فقد اخترقها صوتٌ تعرفه جيدًا، صوت أكثر من يثير غيظها في الحياة، شريف ابن عمتها ندا وعمها ريان، اقترب منها قائلاً بسخرية وهو يتعمد استفزازها :
ازيك يا واد يا سيد، عامل ايه؟!!!
رفعت سيدرا نظرها نحوه بغيظٍ واضح، لكنها آثرت الصمت، جلس شريف على الكرسي المقابل لها، وأعاد كلمته وهو يزيد من استفزازه لها :
مش بكلمك يا واد يا سيد، ما ترد عليا
هنا طفح الكيل، وقفت سيدرا بسرعة، ثم رفعت إصبعها في وجهه قائلة بحدة :
انت يا بني ادم مستفز وكمان مش بتشوف انا بنت اسمي سيدرا مش سيد، اياك تاني مرة تناديلي بالاسم المستفز ده وإلا.....
قاطعها شريف، وقد نهض هو الآخر واقترب منها، قائلاً بصوت رجولي ماكر :
هتعمل إيه يعني، يا.....يا واد يا سيد؟
اشتعلت عيناها غضبًا، ثم التفتت محاولة الابتعاد عنه، لكن خطواتها تعثرت بحجر بالارض لم تنتبه له، لم تكد تقع حتى أسرع شريف وأمسكها بذراعيه، التقت العيون، نظرة طويلة ثابتة، كأن الزمن توقف بينهما، ومن دون وعي، خرج من شفتيه كلامٌ لم يتوقع هو نفسه أن يقوله :
يتقطع لسان اللي يقول عليكي واد،
ده انتي ست البنات كلها ♡
دفعت سيدرا يده بعصبية وخجل، ثم ذهبت جلست بجوار والدها، الذي كان منشغلًا بالحديث مع عمها آدم، لكن بين الحين والآخر، كانت نظراتها تتلاقى مع نظرات شريف
نظرات تحمل خليطًا عجيبًا من التناقض، شريف دائم الاستفزاز، يعرف كيف يُشعل الغضب بداخلها، وفي الوقت ذاته يُربكها بكلماته الغامضة التي لا تدري أهي صدقٌ أم عبث تراه أحيانًا كالأخ، وأحيانًا أخرى تلمح في عينيه حبًّا أعمق، حب رجل لامرأة، لكنها سرعان ما كانت تنهر نفسها كيف لها أن تفكر في ذلك، هما لا يلتقيان إلا في شجار، كقطٍ وفأر فكيف يمكن أن تولد مشاعر في قلبها تجاهه....؟!!!
في تلك اللحظة، كان القصر يضج بالأحاديث، ضحكات هنا وهمسات هناك، حتى توقف كل شيء فجأة.....ساد الصمت
التفت الجميع نحو الباب، وارتجف المكان كأن زلزاله حل به الغائب قد عاد بعد سنوات طويلة !!!!
كان بدر أول من شعر أن الأرض تسحب من تحت قدميه، لولا أن أسرع ابنه ليُمسكه، قلبه يريد أن ينطلق ليحتضنه، لكن وجع السنين أوقفه، أما الأم فخطت خطوة، ثم تجمدت، فالحب يشدها نحوه، لكن الغصة تعتصر قلبها، فلم تستطع سوى الوقوف مكانها والدموع تحاصر عينيها
أما ليلى، فكانت كالتمثال في مكانها، أمامها يقف ماضيها بكل ثقله، حب حياتها الذي خان ثقتها وكسرها، هو الوحيد الذي أعطته قلبها فحطمه بيده، الآن يقف قبالتها بعد غياب طويل التقت نظراتهما، طويلة مثقلة بالذكريات
عينيه كانتا مزيجًا من مكرٍ وغضب، وكأنهما تحملان استنكارًا واستنفارًا في آنٍ واحد، أما هي، فللعجب، لم تُبدي ضعفها بالعكس، تماسكت أمامه، أخفت دموعها، وواجهته بتحدي صامت، وبينهما دارت نظرات لا تُقال بالكلمات، تحدي مرير، وعتاب دفين، ووجع لا يُشفى !!
تبادلا الاثنان النظرات العنيفة، نظرات تتحدث بلا كلام، تحمل تحديًا وغضبًا مكتومًا، كل منهما يوصل رسالة للآخر انه لن يترك حقه !!!!
كان الهواء من حولهما مثقلاً بالعداوة، والخطر يلوح خلف كل كلمة، كل حركة، وكل نفس
صاح أوس بغضب محتدم :
جاي برجلك لحد هنا، يا يوسف، يا بجاحتك
تقدم أوس يخطو بخطوات سريعة، عينيه تتقدان غضبًا، يتهيأ للاشتباك، لكن آدم تدخل بحزم، وخرج صوته صارم يملأ المكان :
جاي ليه يا يوسف
نظر يوسف إلى خاله آدم بعينين هادئتين، لكنه صوته يحمل احترامًا ممزوجًا بالتحدي :
طلع نفسك بره الموضوع ده يا خالي، لو سمحت، الموضوع ده بيني وبين ليلى......وأمي وأبويا
قال الاخيرة وهو ينظر بسخرية لأبويه، صمتٌ ثقيل ساد المكان، كأن الزمن توقف لبرهة، وفجأة وبدون سابق انذار هوت على وجنته صفعة قاسية، قوية، جعلته يرتد للخلف عدة خطوات، لقد صفعه خاله ادم !!!
ابتسمت مهرة ابتسامة تشفي، أما أوس فظل صامتًا، غير مصدق ما يحدث، وما وصل إليه الحال بهم
رفع آدم صوته، قائلاً بحزم وغضب :
القلم ده يمكن يفوقك، ويعرفك إنت بتعمل إيه في نفسك وفي امك وابوك، وبنت خالك، القلم اللي ضربه ليك زمان بدر مكنش كفاية عشان يربيك
امسكه من مقدمة ثيابه، قائلاً بصوت جهوري غاضب :
من سنتين ولعت الدنيا بينا ومشيت غورت في داهية، كسرت قلب ابوك وامك، وبنت خالك وعملت لينا فضيحة كبيرة عشان اوهام وكلام فاضي في دماغك، وعديتها قولت خلاص اهو غار في داهية، بكره لما يرجع هيكون عقل، لكن الظاهر ان مفيش فايدة فيك، عيل وهتفضل طول عمرك عيل، مش قادر تفرق بين الصح والغلط، العيلة دي احنا شقينا عشان نكبرها، ومش شوية عيال هيجوا على اخر الزمن يهدوا اللي بنيناه، قسمًا بالله يا يوسف، لو ما اتعدلت وبقيت راجل، لا هيهمني امك ولا ابوك اللي مهما حصل مش هيعرفوا يقسوا عليك، لكن انا عندي استعداد اكسر عضمك واربيك من اول وجديد، اعملك ازاي تبقى راجل تحمي بنات خالك مش تفضحهم يا عيل، انا اقدر اعمل كتير، عقلك في راسك تعرف خلاصك
ثم لفظه للخلف بقوة، اقترب ريان، قائلاً بصوته الهادئ يحاول تهدئة الموقف :
خلاص يا آدم، سيبه، مفيش منه فايدة الكلام
شعر يوسف بالاهانة الشديدة، لكنه اكتفى بالصمت، بينما نظرة خاله امير له كانت مليئة بالعتاب والألم، وهو يقول له :
أمك وأبوك عمرهم ما كانوا يستاهلوا منك كده، بغباوتك هتخسر كل حاجة، فوق يا يوسف قبل ما تقع من نظرنا أكتر من كده
صاح أوس بغضب :
اطلع بره، وإياك أشوفك قريب من بنتي خطوة واحدة، فاهم؟
ابتسم يوسف ابتسامة مشحونة بالغضب والتهديد وقال :
ابلع ريقك يا خالي، ابعد إزاي عن مراتي!!!!!!!
تصاعدت الصدمة في المكان، وصرخت مهرة بغضب وتهكم :
مراة مين يا حيوان، انت مش طلقت بنتي يومها
اقترب يوسف بثقة، وعيناه تمتلئان بالمكر والتحدي، وهو يقول بثقة :
اثبتوا !!!!!
اقتربت ليلى منه وسألته بتهكم :
ايه لعبتك الجديدة المرة دي يا يوسف
أمسك أوس ياقة قميصه بغضب وصرخ عليه :
مراتك إزاي، رد عليا
رد عليه يوسف ببرود متعمد، وصوته بارد كالثلج :
طلقتها شفوي، بس هل معاك ورقة تثبت إن طلقتها رسمي يا خالي
تقدم خطوة، نظراته كلها تحدي ومكر، صوته صار أشد تهديدًا:
أنا جاي عاوز مراتي، ومش هخرج من هنا إلا بيها
ثم أضاف بتهديد صريح للكل :
مراتي هتخرج معايا بالذوق، أو هاخدها بقلة الذوق، والشرطة موجودة بره.....وانا بقول نمشيها ذوق أحسن
ثم نظر إلى ليلى، التي كانت تحدقه باحتقار وقرف، بينما بدر وحياة شعروا لدبخيبة أمل من ابنهم، كأن الحزن غلبهم، عاجزين عن التحرك، عاجزين عن الكلام، والدموع تكاد تختنق في أعينهم
ساد صمت اثقل المكان، حتى خرج صوت ليلى، مفعم بالتحدي والحزم :
مراتك جاهزة تيجي معاك يا بن عمتي؟
ثم اقتربت منهم وهمست بتهديد، وكلماتها كالسيف :
بس وحياة خرجتي من هنا بالطريقة دي، لهتدفع التمن غالي يا يوسف، وافتكر، إنك انت اللي ابتديت
............
البارت خلص ❤️
مستنية رأيكم يا حلووووين يا أحلى متابعين 😚
اعذروني ع التأخير بس النت قطع عندي فجأة مكنتش عارفة اجدد الباقة الخاصة بيا
توقعاتكم ايه بعد البارت ده، ايه اللي حصل بين الاتنين، يوسف غلط في ايه وليلى هل فعلاً قتلت...؟!
دمتم سالمين يا قمرااااتي ❤️
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹


تعليقات
إرسال تعليق