حب ابدي بقلم نورهان سيد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج
حب ابدي بقلم نورهان سيد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج
اقترب للشمس غروبها ، الطقس شديد البرودة .
وصلت إلى المبنى الذي أُقيم فيه، بعد مشوارٍ طويل ،
ما ان سمعت صوته خلفي ، تجمدت مكاني، التفتت إليه ، وقلبي كاد يقف من فرط خوفي .
عريض المنكبين ، طويل القامة ،
يرتدي جاكت اسود اللون .
ماجد : عرفاني ؟
لا أعرف لماذا شعرت كأنني هائمة ، وقت سماعي لكلامه ، والنظر في وجهه من تلك المسافة الصغيرة بيننا، وكأن العالم قد وقف فجأةً من حولي .
نور : اه انت ماجد جارنا صح ؟
ماجد : صح
ماجد : انا معجب بيكي من بدري ينفع نتكلم ؟
تصريحه لي بمشاعره موجه سعادة غمرتني، احمرت وجنتاي خجلا.
نور : لا ماينفعش
لا أعرف كيف قفزت تلك الجملة على لساني، شعرت بخجله الذي حاول اخفائه خلف تلك البسمة الحزينة ، و ولاني ظهره وسار بعيداً، لم أكُن أصعد السلم بل كنت أُحلق كالطيور التي تُحلق بالسماء بلا حدود .
لا اعلم سر تلك السعادة ؟! لكني أعلم أن رفضي للحديث نابع عن مبادئي وتعاليم ديني . ما إن صعدت السلم حتى ضغطت على جرس الباب فتحت لي والدتي ، احتضنتها وقبلت وجنتيها ، وبعد ذلك توجهت إلى غرفتي ،
التي تغمرني من ضجيج العالم .
إذ برؤيته يتغلغل بين افكاري ونبرة صوته في حديثه ، وحتى ثوبه الذي كان يرتديه
ذكراه لا تتلاشى من عقلي حتى غفوت .
الساعة السادسة والنصف صباحاً ، في غرفتي المرتبة النظيفة ، التي دائما احب الاعتناء بها ، كما احب الاعتناء بنفسي .
رددت دعاء الاستيقاظ ،
{ الحمدلله الذي أحيانا بعد ما اماتنا وإليه النشور الحمدلله الذي عفاني في جسدي ورد إلي روحي وأذن لي بذكره أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير }
وارتديت تنورتي الزرقاء ، وبلوزتي البيضاء ، وحجابي الازرق .
كنت في الصف الأول الثانوي ،
استعديت للذهاب إلى المدرسة .
عند نزولي على السلم رأيته يقف على بوابة المبنى الذي أُقيم فيه، وكأنه ينتظرني لكي يراني ،
شعرت وكأني زهرة جاء ربيعها فتفتحت و نضرت
مررت بجانبه ، وتوجهت إلى مدرستي ،
ثم وصلت إلى المدرسة ،
توجهت إلى الفصل لكي أبدأ يومي الدراسي ،
استمريت في فصلي حتى انتهى يومي الدراسي ، ثم خرجت من المدرسة لكي اعود إلى البيت .
وصلت إلى المبنى الذي أقيم فيه ، - بينما كنت أصعد السلم، شاهدته أمام شقته، ماسكًا السلسلة التي في عنقه ، ويُريها لي ، قائلاً
ماجد : عملت السلسلة دي مخصوص مطبوع عليها صورتك ومش بشيلها من رقبتي ابدا
دهشتُ جداً من تصرفه ، واستمريت في الصعود ، إلى الطابق العلوي ، الذي أقيم فيه .دون أن أنبس بكلمة .
صعدت السلم ، حتى وصلت إلى شقتي ، نقرت جرس الباب ، فتحت لي والدتي
نور : السلام عليكم عاملة ايه ياروح قلبي
والدتي : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته الحمدلله ياحبيبتي
نور : وحشتيني يا امي وصحبتي وحبيبتي
ابتسمت امي ابتسامة تغمرها السعادة .
والدتي : ربنا يخليكي ليا يابنتي ويسعد قلبك
نور : يلا بقى انا هدخل اخد شاور واصلي عشان اخلص اللي ورايا
عندما انتهيت من شوؤني ، سمعت جرس الباب ، عندما فتحت الباب ، وجدت فتاة تقول لي ، انا عزة ، شقيقة ماجد ،
رحبت بها قائلة .
نور : اهلا بيكي اتفضلي ادخلي
عزة : معلش بزعجك
نور : لا طبعا ماتقوليش كدا
دخلت ، ثم جلست على الاريكة ،
جلستُ معها ، وتحدثنا
عزة : ماجد بيكلمني عنك على طول ، وقالي أنه بيحبك اوي
نور : بجد
عزة : والله ، حتى كان من فترة عامل عملية ، وكان واخد بنج كلي ، كان بيخرف بإسمك وهو في البنج ، ماكانش بيقول غير نور نور ، ولما فاق كلنا استغربنا ، وسألناه عنك بعد ما بقى كويس ، وعرفنا منه بقى مين نور دي ، وليه كان بيخرف بإسمك .
ضحكت ضحكة متبوعة بلهفة
نور : انا كنت بحسب ان مشاعره من ناحيتي ، مجرد إعجاب لحد ما بصراحة من فترة ، جارتنا دخلت عندنا ، تقعد معانا شوية كالعادة ، لاقيتها بتحكيلي أني لما اتخطبت قبل كدا شافت في ماجد قاعد على السلم يوم خطوبتي ، بيعيط جامد ، سألته عن السبب ، قالها أنه بيحبني ، وزعلان عشان بتخطب لغيره .
عزة : فعلا هو زعل اوي لما اتخطبتي
وماكانش ينفع يطلع يتقدملك وهو لسه سنه ، ١٧ سنة لسه مالحقش يجهز نفسه ممكن اهلك يرفضوه .
نور : يعني نفس سني
عزة : هو مواليد شهر سبعة
دهشت عندما اكتشفت أنه وُلد في نفس الشهر الذي ولدتُ فيه
نور : كمان مولود معايا في نفس الشهر
عزة : سبحان الله
ثم خرجت والدتي لتسلم عليها ، وقطعنا حديثنا .
والدتي : اهلا بيكي يا حبيبتي ، نورتينا .
عزة : دا نورك ياطنط
والدتي : سلميلي على مامتك كتير
عزة : الله يسلمك
ثم تابعنا حديثنا ، وتعرفنا وقامت عزة لتمضي
عزة : همشي انا بقى
نور : هو انتي لحقتي تقعدي
عزة : اكيد هجيلك تاني بردو وهقعد معاكي وقت أطول
نور : حبيبتي هتنوريني
بعد إن اقتربت من الباب لتغادر سلمت عليا ، وعانقتني .
انتظرتُ حتى وصلت إلى أسفل السلم ، ثم أغلقت الباب .
توجهت إلى غرفتي، بعد نزولها
وجلست افكر في حديثها ،
و رؤيته تتدفق إلى مخيلتي ، وتسيطر على افكاري ،
فتحت نافذة غرفتي ، المطلة على الشارع ، وجدته واقفاً تحت النافذة ، امتلئ قلبي بالفرح حتى كاد أن يطير .
ظللت على هذه الحالة ، كل يوم افتح نافذة الغرفة لأراه .
بدأنا التحدث عبر الرسائل
لو لم اجازف للتأكد من حقيقة مشاعره لي ، لظللت بقية عمري نادمة ، على أن شيئا جميلا قد فاتني .
ماجد : انا سجدت لربنا حمد وشكر والله ، عشان اخيراً عرفت اكلمك .
نور : بتحبني بجد
ماجد : انا بحبك من واحنا في اعدادي ، انتي اول حب في حياتي .
فرحت كثيراً ، لأنني أُبادله نفس الشعور .
ماجد : انا هسيبلك حاجة على الباب ، وانزل على طول ، وانتي افتحي بعد ماانزل خديها .
نور : حاضر
فتحت الباب ، ووجدت علبة ، فأخذتها و دخلت ، ثم أغلقت الباب خلفي ، وتوجهت إلى غرفتي ، وفتحت العلبة لأجدها مليئة بالشوكولاتة .
شعرت بسعادة كبيرة ،
راسلته ببهجة .
نور : ليه تعبت نفسك كدا
ماجد : فين التعب دا بس ، انا اهم حاجة عندي اشوفك مبسوطة .
نور : كفايا انك في حياتي ودي اكتر حاجة بتسعدني .
ماجد : انا عمري ماهسيبك ابدا .
عندما قال لي ذلك ، شعرت بشعور امان عميق ، يعقبه اطمئنان بشكل غير مسبوق .
نور : ربنا يجعلك من نصيبي .
ماجد : دي اكتر حاجة بتمناها .
نور : انا هقفل بقى ، وانت نام عشان مدرستك .
ماجد : لولا اني لازم انام فعلا عشان اعرف اصحى بدري ، ماكنتش هقفل ، لانك هتوحشيني اوي .
بس انا عارف انك مش هترودي عليا ، ومش هتقوليلي حتى انت كمان ، عشان لسه مافيش حاجة بينا رسمية ، لكن أنا هصبر لحد ما اسمع منك كل الكلام الحلو اللي في الدنيا .
ابتسمت ابتسامة حنونة ، وخجولة .
نور : تصبح على خير
ماجد : وانتي من اهل الخير ،
نور : باي .
بعد عدة أيام ، من تبادلنا الحديث .
بينما كنت انزل على السلم ، ذاهبة إلى المدرسة ، كان واقفاً على باب شقته ، ينتظرني ، عندما رأني ، اعطاني ورقة ، فتحتها أثناء سيري ، فوجدت مكتوباً فيها أُحبك .
احسستُ برفرفة في نبضاتي ، كأنها طيوراً ، تطير بين اضلُعي ،
ثم تابعت سيري ، حتى وصلت إلى باب شقتي ، وبعد مرور ساعة على دخولي للبيت ، سمعت صوت جرس باب شقتنا ، والدتي قامت بفتح الباب ، ووجدت والدة ماجد واقفة أمامه .
والدتي : اهلا ياحبيبتي اتفضلي
اقتربت من الباب ، ثم دخلت وجلست على الأريكة .
والدتي : عاملة ايه ياحبيبتي
والدة ماجد : الحمدلله انتي عاملة ايه ، وعيالك عاملين ايه
والدتي : كلنا بخير الحمدلله
انقطع حديثهم لحظة خروجي من غرفتي ، لأُلقي عليها السلام ،
كانت هذه المرة الأولى التي تراني فيها والدة ماجد دون حجابي .
والدة ماجد : ماشاءالله زي القمر
نور : ازيك يا طنط عاملة ايه
والدة ماجد : الحمدلله ياحبيبتي ، انتي عاملة ايه
نور : الحمدلله ياطنط بخير
والدة ماجد : بقالي فترة مش بشوفكم ، ولا انتي ولا مامتك بتعدوا عليا تقعدوا معايا ، قولت اطلع انا بقى عشان اشوفكم ، وافهم مختفين ليه كدا .
نور : نورتينا ياطنط والله
والدة ماجد : الله يخليكي ياحبيبتي
والدتي : معلش بقى الحياة بتلهي انتي عارفة .
والدة ماجد : عزراكي ربنا يعينك انا عايزة اكلمك في موضوع ،
جلست والدتي ، وهي ترمقها بنظرات مركزة ، وقد استولى عليها الفضول ، لتعرف ما الذي ستتحدث معها عنه .
والدة ماجد : ماجد بيحب نور بنتك جدا ، من و هما في اعدادي .
وكل مابيعرف أن اتقدملها حد يتجنن .
شعرت بمزيج ، من الارتباك والخجل ، عندما سمعت حديثها.
والدتي : هو احنا هنلاقي احسن منه يعني ، دا لما بيشوفني بيسلم عليا ، و بيسألني لو عايزة حاجة .
والدة ماجد : واحنا مش هنلاقي زي نور
والدتي : ربنا يباركلك
والدة ماجد : هو خلاص هيدخل الجيش
والدتي : ربنا يحفظه ، ويباركلك فيه .
والدة ماجد : عايزين نحدد معاد ، نيجي فيه نتقدملها
عندما سمعت هذه الجملة ، شعرت برغبة عارمة في أن اطير من الفرحة ، ورغم ذلك جلست صامتة ، وكأنني غير مرئية.
والدتي : هكلم ابوها وأخوها الكبير وهرود عليكي واللي فيه الخير يقدمه ربنا
والدة ماجد : إن شاءالله خير ، يلا انا هستأذن انا بقى منكم ، عشان الحق انزل اعمل الغدا.
والدتي : يعني الواحد مش بيشوفك غير فين وفين وكمان نازلة على طول كدا
والدة ماجد : ماحنا هنتقابل تاني وإن شاءالله هتكتر بينا الجايات على حس نور وماجد
والدتي : إن شاءالله ربنا يديم بينا الود والمعروف.
بعد أن سلمت والدة ماجد ، علي وعلى والدتي ، فتحت الباب .
والدتي : في رعاية الله
والدة ماجد : ونعم بالله
انتظرنا ، حتى نزلت والدة ماجد من على السلم ، ثم أغلقنا الباب .
جلسنا انا و والدتي معاً ، و شرعنا في مناقشة الموضوع ،
وبعد انتهاء حديثنا .
والدتي : يلا قومي صلي استخارة قبل ماتنامي ، عشان ربنا يختارلك الخير
نور : حاضر ياماما انا هقوم استخير ربنا
والدتي : ربنا يقربلك كل خير
نهضت ، و توضأت ، ثم صليت صلاة الاستخارة
بعد انتهائي من الصلاة ، استلقيت على السرير، وغفوت وانا مستمرة في الدعاء لله في قلبي .
الساعة العاشرة صباحا ، تتعالى اصوات زقزقة العصافير ، من نافذة غرفتي ، يتدفق ضوء الشمس ، ليضيء الغرفة بنور رباني ، وصوت الراديو ، مُشغل على محطة القرأن الكريم ، لكي أستهل يومي ، وقلبي ممتلئ بالسكينة والاطمئنان ، استيقظت اليوم وأنا أشعر بالكثير من الراحة ، فيما يتعلق بماجد ، بعد أن استخرت الله فيه قبل نومي ،
كنت أشعر بالتعب الشديد في ذلك اليوم ، وعندما راسلني ماجد ليسأل عن حالي ، أخبرته بحالتي من التعب ، ماجد ما إن علم بتعبي حتى ظهرت في صوته مشاعر القلق ، والخوف علي .
ماجد : انا هحجزلك كشف
نور : لا ماتتعبش نفسك انا هبقى كويسة دا شكله كدا دور بردو مش اكتر
ماجد : لا طبعا انا لازم اطمن عليكي
أثلج صدري ، اهتمامه بشدة ، وشعرت بحبه وخوفه علي ، من إصراره على حجز موعد الكشف الطبي .
نور : انت احسن راجل في الدنيا
ماجد : انا بحبك اوي
صمتت ، وابتسمت ابتسامة الخجل .
ماجد : انا عارف انتي دلوقت بتضحكي الضحكة اللي من غير صوت ، بتضحكيها لما بتتكسفي ، و وشك احمر .
نور : حافظني انت
ماجد : اه طبعا
نور ابتسمت ابتسامة حب
ماجد : انا نزلت الشارع ، عشان رايح احجزلك كشف ، البسي طرحتك ، وبصيلي من الشباك عشان عايز اشوفك .
نور : حاضر
نهضت وارتديت حجابي ، ونظرت من نافذة غرفتي ، كان ضوء الشمس ينعكس على وجهي ، ولما رأني قال لي .
ماجد : شكلك شبه الملايكة وانتي واقفة والشمس منورة وشك
تبسمت ابتسامة يغمرها الخجل .
ماجد : يلا ادخلي بقى عشان انا همشي
انهيت المكالمة معه ، واغلقت نافذة غرفتي
و انتظرت حتى اتصل بي ، وأخبرني بموعد الطبيب ، ثم نزلت مع امي لإجراء الكشف ،
وعندما عدت إلى المنزل ، بعد الكشف ، اتصل بي ، وسألني عما حدث عند الطبيب ، فأخبرته أنه قال ، إنها مجرد نزلة برد ، ووصف لي دواء .
ماجد : سلامتك ياحبيبتي إن شاالله انا وانتي لا
نور : بعد الشر عليك ماتقولش كدا تاني
ماجد : انا نفسي بس اشوفك دايما بخير
نور : طول مانت في حياتي انا هبقى بخير
ماجد : حددتي مع أهلك المعاد اللي هنيجي نقرأ فاتحة فيه
نور : بابا لسه جاي من نص ساعة ، مالحقناش لسه نتكلم ، لاني كنت قايلة لاهلي ، أننا هنقعد نتفق على المعاد ، بعد مااصلي صلاة الاستخارة .
ماجد : طب ، وصليتيها ولا لسه
نور : صليتها
ماجد : وحاسة بإية
نور : حاسة اني مرتاحة جدا ومبسوطة ، ونفسي تبقى من نصيبي .
ماجد : انا اصلا مش هتجوز غيرك
أسعدتني كثيراً الكلمات التي قالها .
ماجد : انا هقفل معاكي اسيبك تقعدي مع أهلك ، تحددوا اليوم ، ومستني منكم رد .
نور : تمام ، باي
ماجد : باي
بعد أن أنهيت المكالمة ، مع ماجد ، أجتمعنا أنا و والدتي و والدي ، لتناول طعام الغداء ، والحديث سوياً .
نور : انا صليت استخارة يا بابا ومرتاحة
والدي : مرتاحة بردو ولا واقعة في الحب ؟!
أحسست بالحياء ، والخجل الشديد وضحكت .
ماما : انت اتكلمت مع كريم ، وحددتوا هتبقوا فاضيين امتى ، عشان الشغل ؟
والدي : اه اتكلمنا على أساس يوم الجمعة ، عشان هيبقى عندنا اجازة .
والدتي : طب كويس الجمعة ، انا هكلم مامت ماجد ، عشان قالتلي ، شوفي اليوم وقوليلي .
انتهينا من تناول الغداء .
اتصلت بماجد ، وأخبرته بالموعد المحدد ، الذي اتفقت مع أهلي على أن يأتي أهل ماجد لقرائة الفاتحة به .
صوت ماجد ، كان مفعماً بالفرح ، عندما أخبرته بذلك .
ماجد : كنت خايف انكم تحددوا معاد بعيد ، وانا مستعجل اني أخطبك ، مش عايزك تضيعي مني .
نور : ربنا يقرب بينا في الحلال .
ماجد : امين يارب
وانتهت مكالمتي معه .
هذا الصباح ، الشمس مشرقة برقة ، والجو معتدل ، والسكينة تملأ الأجواء .
اليوم الجمعة ، ينهض والدي في وقت مبكر ، ليؤدي صلاة الجمعة في المسجد ، ومن ثم يوقظنا لكي نفطر سوياً .
بعد إن انتهى والدي من صلاة الجمعة في المسجد ، وعادا إلى المنزل ، أقترب من غرفتي ، وسمعت صوته يصل إليّ في نومي .
والدي : نور اصحي يلا عشان نفطر
نور : حاضر يا بابا انا صحيت اهو
والدي : طب يلا قومي
جهزت والدتي الإفطار وجلسنا للإفطار سوياً
بعد أن انتهينا من الإفطار
والدتي : يلا يانور روقي عشان الناس جايين النهارده ، وأخواتك خلاص على وصول
نظمت الشقة ، ونظفتها ، حتى انتهيت من كل شئ .
عندما حلت الساعة السابعة ، رن جرس الباب ، ففتح اخي الاكبر الباب ، ورحب بالضيوف .
كريم : اتفضلوا ادخلوا
تقدموا ، ودخلوا ، ثم جلسوا
خرج بقية أفراد عائلتي ، للترحيب بهم ، والسلام عليهم ،
دخلت والدتي إليّ ، على عجل .
والدتي : تعالي عشان تسلمي على الناس
نور : طيب ، انا جايا
خرجت من غرفتي ، وأنا أشعر بإرتباك شديد ، وتوتر بالغ ، مصحوباً بخجل لا أستطيع مقاومته .
صافحت كل فرد منهم على حدة ،
بعد ذلك جلست على الكرسي ، وكنت أشعر بشعور غريب ، وكأنني الشخص الوحيد في المكان ، وكل الأنظار موجهة نحوي ،
وجدته أمامي جالساً على الأريكة ، وكان يرتدي قميصاً ذا لون أزرق ، فاتح يشبه لون السماء الصافية .
كان يحدق بي باستمرار ، ويشعر بالخجل الشديد لوجود اهلي وأهلهِ حوله ، ويحاول أن يصرف نظره عني ، ولم يستطع السيطرة على نفسه من التحديق بي .
والدي : اهلا وسهلا بيكم
والد ماجد : اهلا بيكم
خال ماجد : طبعا انتوا عارفين سبب وجودنا النهارده ، عيلتنا كلها على علم بأن ماجد بيحب نور ، وعايزين نخلص منهم بقى ومن زن ماجد كل شوية انا عايز اتقدملها
ضحك جميع الجالسين ، ضحكة مرحة
كريم : انا رأيي أننا نخلص منهم منهم بردو ،
بعد التوصل إلى اتفاق نهائي ، بشأن جميع الأمور المتعلقة بالزواج ، رد الحاضرون في إنسجام ، لنقرأ الفاتحة الأن .
ردت أسرتي قائلة : يلا نقرأ الفاتحة
ضممنا أيدينا ، وقرأنا الفاتحة ، وفي تلك اللحظة كانت اللهفة بادية للغاية على وجوهنا ، أنا وماجد . وبعد إتمام قرائة الفاتحة ، قدمنا لهما الضيافة على أحسن وجه . واتفقنا على أن نذهب بعد يومين لشراء الذهب .
ثم قالوا سنستأذن نحن الأن ، وأضفنا لقد تشرفنا بكم جدا ،
قالوا لنا الشرف لنا بكم .
عندما اقتربوا من باب المنزل ، اومأ لي ماجد بيده .
ماجد : باي يانور
فرددت عليه ، بإبتسامة خجولة تعكس سعادتي .
نور : باي
بعد أن نزلوا على السلم ، قمنا بإغلاق الباب .
والدي : ناس محترمة جدا و أبوه شكله راجل طيب
والدتي : ناس شبهنا وعارفينهم من سنين
كريم : وخلانه ناس عاقلة ودماغهم عمالية
انسحبت من بينهم ، لكي اتحدث مع ماجد ، تحدثت معه وانا أشعر بشوق كبير ، ممزوج بفرح غامر .
ماجد : الو يا عروستي
ابتسمت ، وسعادة غامرة تملأني .
نور : انا مبسوطة اوي
ماجد : انا مش مصدق أن خلاص بعد خمس سنين حب اتقرا فاتحتنا .
نور : ولا انا مصدقة
ماجد : انا مش عارف على كدا ، لو اتكتبتي على اسمي هطير من الفرحة .
نور : بتمنى يجي اليوم دا
ماجد : يارب ياحبيبتي ، عشان انا مش هعرف احب غيرك ابدا .
انهينا المكالمة الهاتفية ، وتابعنا التواصل عبر الرسائل النصية ،
استمر حديثنا حتى غلبنا النوم .
قبل ساعتين من غروب الشمس ، كانت البرودة تملأ الأجواء ، والشوارع تغمرها مياه الامطار .
بعد تجهيز أنفسنا ، توجهنا للنزول لشراء الذهب ، وعند نزولنا على السلم ، وجدنا أهل ماجد ، قد سبقونا في النزول ،
بعد نزولنا جميعنا من على السلم ، ألتحقنا بأهل ماجد بعد أن سبقونا ، وتبادلنا التحية ، ثم تابعنا المسير معاً ، بينما كنا أنا وماجد نسير في المقدمة معاً .
ماجد : ايه الجمال دا
تملكني الخجل ، فابتسمت إبتسامة خجولة ، وحدَت بصري إلى الأرض استحياء ،
نور : وانت شكلك حلو اوي
ماجد : انا حلو بيكي
إلى أن وصلنا لمحل المجوهرات ودخلناه ، واخترت الذهب الذي سيُهديني إياه ماجد ، لخطبتي
ثم دفع ماجد قيمة الذهب ، وغادرنا المحل معاً .
استكمل أهلي وأهل ماجد الطريق إلى المنزل ، بينما توجهت أنا وماجد وشقيقته إلى الكافتيريا ، لنشرب العصير ، ونتبادل الحديث ، واتخذ ماجد مكانه بجانبي على مقربة ، حيث لم تكن المسافة بيننا تتجاوز الشبرين ، بينما شقيقته تجلس ، على الجهة الأخرى بجانبي ،
في تلك اللحظة تملكني شعور بأنني أود لو أظل بجواره بلا انقطاع ، ولا يفارقني أبداً .
عزة : انتوا هتفضلوا انتوا الاتنين ساكتين كدا ومكسوفين طب حتى ياعم اتكلم انت
ماجد : انا مبسوط اوي إن خلاص جيبنا الدهب وهتلبسي دبلتي و دبلتك مش هتتشال من ايدي
نور : انا كمان مبسوطة جدا و دبلتك اكيد مش هقلعها من ايدي ابدا
دنوت منه وهمست في أذنه بصوت خفيض ، محافظة على مسافة بيننا حياءً .
نور : أنا بحبك
ماجد : ايه مش سامع
نور : لا انت سمعتني
ماجد عشان خاطري قرريها
نور : بحبك
بعد أعترافي له ، لاحظت من نظرات ماجد أنه أصيب بصدمة لطيفة ، وظهر عليه توتر ملحوظ ، واتسعت ابتسامته على وجهه ، وبرقت في عينيه لمعة حب .
ماجد : انا بعشقك يا اجمل بنت في الدنيا
تنفست بعمق واجبت بصوت يغمره الحب مع الحياء
نور : وانا كمان
لأول مرة أسمعها منه وهو أمامي ، حيث كان يرددها لي دوماً عبر الهاتف .
عزة : يلا بقى عشان نمشي
ماجد: طب يلا عشان نور ماتتأخرش ،واهلها من واحنا لسه في الاول كدا ياخدوا عني فكرة غلط
نهضنا لكي نغادر ، وكنا في أجواء من المرح والحديث ، انا وماجد وشقيقته ، ثم سارت شقيقته أمامنا بينما تابعناها أنا وماجد
ماجد : انا عمري ما هسيبك ابدا وهفضل احبك لحد ما اموت
نور : انت اجمل هدية ربنا بعتهالي
فجأة توقفت شقيقته ، وقاطعت سيرنا .
عزة : مدوا شوية
ماجد : مدي انتي بس ، واحنا وراكي ماتقلقيش
توقف ماجد ليشتري بعض الاشياء وانتظرناه خارجاً ، حتى خرج ، ثم أكملنا سيرنا ، حتى وصلنا إلى المبني الذي نقيم به ، وصعدنا معاً على السلم .
صعد ماجد معي ، حتى الطابق الذي أسكن فيه ، وتوقف عندما رأني سأضغط على جرس الباب ،
لكي يعطيني الحقيبة التي تحتوي على الأشياء ، التي اشتراها لي في طريقنا للمنزل ، ولاحظت ارتجافاً طفيفاً في يديه ، بينما كنت اخذ منه الحقيبة .
ثم نزل على السلم ، متجهاً إلى شقته ، وضغطت على جرس الباب ، فتحت لي والدتي .
نور : السلام عليكم
والدتي : وعليكم السلام
احتضنت والدتي وقبلتها ، من شدة الفرحة التي غمرتني ، وبعدها رن هاتفي ، وجدت أنه ماجد ، فتوجهت إلى غرفتي ، لأرد على اتصاله .
وفتحت الحقيبة التي أحضرها لي ، وهو ما يزال على الهاتف ، لأرى ما الذي بداخلها ، وجدتها تحتوي على أيس كريم وشوكولاتة .
نور : تسلم ايديك على الحاجة اللي جيبتهالي
ماجد : على ايه يا حبيبتي انا لو اطول اجيبلك نجمة من السما كنت جيبتهالك
نور : كفايا عليا انت بالدنيا كلها
ماجد : انا نفسي نتجوز ويبقى عندي بنت منك وتكون نسخة من شكلك وطريقتك وضحكتك واسميها نور على نفس اسمك
نور : يعني هبقى انا وهي نور ، لا ممكن نسميها اسم مختلف احسن .
ثم حزم على كلامه ، وقال بكل إصرار .
ماجد : لا انا ناوي لما إن شاءالله نتجوز ، ونخلف بنوتة ، هسميها على اسمك نور .
نور : بقولك صح ليه ايديك كانت فيها رعشة وانت بتديني الشنطة كأنك متوتر
ماجد : عشان بحبك لما بشوفك بتوتر وكمان دقات قلبي بتزيد
ملأ حديثه قلبي بالسرور ، وتبين لي أن حبه لي حقيقي .
تحدثنا ، حتى انهينا الحديث معاً ..
ظللت كلما سمعت صوته ، أتنفس بعمق ، نفساً يفيض بالشوق ، وفي كل لقاء لنا ، أشعر بأن الأرض لم تسعنى ، من فرط سعادتي .
اتمنى لو أن الزمن يتوقف ، عند لحظة لقائنا ، ولا يتحرك ، لأبقى بجواره ،
والله لو لم يكن الاحتضان محظوراً ، لأحتضنته إلى قلبي حتى تفنى بنا الأيام.
نحنُ
" أحببنا بعضنا حباً عظيما "
" قد تعجز عن وصفه الكلمات "


تعليقات
إرسال تعليق