رواية شمس الحرام البارت الرابع 4 بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية شمس الحرام البارت الرابع 4 بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
كريم كان صاحي قبل الأذان، واقف في البلكونة بعمته على إيده، عيونه سهرانة وراصدة كل صوت.
خضرة طلعت له وقالت: يا باشا… شكلك ما نمتش واصل؟
رد وهو يربط جلابيته: اللي هينام دلوق يبقى بيحفر قبره بيده.
سألته بقلق: عملت حساب البت؟
رد من غير ما يبص لها: جهزي خلجاتها… وشنطتين بس. إحنا خارجين بعد ساعة.
خضرة شهقت: واه خارجين؟ على فين؟ والناس اللى مستنياكم برا دي؟!
قال وهو بينزل السلم: ولا كلمة تتقال لحد… لا من دارنا ولا من دارهم. الليلة دي آخر ليل في الكفر.
سلمى تصحى على صوت طرق عنيف
خضرة دخلت أوضتها وقالت بحزم: قومي يا بنتي… الباشا رايدك تلبسي حالا.
سلمى قالت بتعب: واه... البس ايه؟ إحنا رايحين فين؟
ردت خضرة بصوت منخفض: لبعيد… بعيد عن ضربة العمدة ولسانه...
سلمى وقفت وهي مش مستوعبة: أنا مش حمل مشاكل تانية. ولا وجع واشيل ذنب حد انا همشي لحالى...
خضرة شدت عليها بالطرحة: الباشا شايلها عنك… متراجعيش ولا تسألي.واسمعى الكلام يابنتى...
قدام الباب الخلفي، عربية سودة واقفة، والسواق عبد الباقي مستني.
كريم واقف جنب العربية، قال لما شاف سلمى جاية: اركبي ورا… ما تبصيش وراكي ولا تطلعي حس مهما حوصول...
سلمى وقفت مكانها: طب أنا أخد خلجاتى على الاقل؟
رد بحدة هادية: اللي فات مات… وخلجاتك مكانها التراب اللي سبتيه... مش وقته دلوك...
ركبت وهي مش فاهمة إذا هو منقذها ولا سجان جديد.
عبد الباقي سأل كريم: نطلع من الطريق العمومي ولا الغيطان يا باشا؟
كريم قال: لاه من الغيطان… العمدة له ودن في كل حارة.
سلمى كانت بصة من الشباك، وبتهمس:
أنا مش رايداك تدخل حرب عشاني.
رد وهو ماسك التليفون: الحرب كانت قايمة قبل ما تعرفي أنا مين.
في بيت العمدة الراجل اللي بيراقب دار كريم جري على نعمة وهو لابس جلابيته بالمقلوب: الحقي يا هانم! العربية خرجت من الجنب الغربي ومعاهم البت!
نعمة صرخت: وهو فين جوزي عمدة الغبره نايم على ودانه ؟!
دخل العمدة عليهم وهو لابس نص هدومه: لاه مش نايم يا نعمه بس كريم هربها؟!
الراجل قال بخضة: من ورا الدوار… من غير ما حد يشوف!
نعمة قالت بنار: يبقى نروح وراها ونجيبها من شعرها حتى لو راحت مصر نفسها.
بعد ساعتين سواقة، عبد الباقي قال: يا باشا… هندخل القاهرة من محور المنيب؟
كريم قال: لاه… هنطلع على بيت العيلة في الجيزة الأول.
سلمى سألت: هتوديني فين؟
قال ببرود واضح: عند ناس تعرف تحمي… مش عند ناس تستبيح عرض الخلق...
وصلوا عمارة قديمة متشيكة في حواري بين الهرم والجيزة.
فتح لهم بواب عجوز أول ما شاف كريم وقال: معالي الباشا جه؟
سلمى وقفت مترددة على باب المدخل، سألت بخفوت: هو أنا هقعد اهنيه؟
كريم رد وهو بيشير لخضرة: لحد ما أشيل اسمك من بوق العمدة… وبعدها نشوف مصير اللي آذاكي.
سلمى قالت بغصة: أنا ماطلبتش منك حرب.ولا رايداك تتاذى بسببي...
رد عليها بنظرة ثبتت قلبها: وانا ما بستأذنش حد قبل ما أوقف الظلم عند حده.
في شقة الجيزة، سلمى نايمة على سرير غريب، كريم كان في البلكونة، بيتصل بتلات رجالة في القاهرة: اللي يجي ناحيتها من البلد أو من غيرها… يتحفر له قبر في الصحرا قبل ما يوصلها.
فى الصبح سلمى صحيت على صوت أذان الفجر
خضرة دخلت عليها بصينية شاي ولقمتين:
قومي يا بنتي… كريم باشا طالع بعد ساعة ومش رايد حد يبقى تعبان. علشان ذهنه يبقى صافي اكديه...
سلمى قالت وهي تبص للحيطة: أنا هافضل اهنيه لحد إمتى؟
خضرة ردت بحزم: لحد ما دمك يبرد… والحق يرجع لصاحبه.
سلمى قالت بهدوء مجروح: أنا ماليش حق عند حد… اللي كان من حقي مات.
خضرة قالت: يمكن ربنا بعتلك العوض في صورة باشا… مش جوز.
العمدة كان قاعد في أوضته، ونعمة قاعدة قدامه مسنودة على الكرسي.
قال لها: كريم أخدها مصر؟ يبقى اختار مطرح غلط.
نعمة ردت بخبث: يا ريتك ما تسيبش حد هناك يختفي منه زي ما اختفى اهنيه.
العمدة شاور لتلات رجالة دخلوا: تطلعوا القاهرة… تدورو على اسمه مش على اسمها.
كريم قعد في مكتب صغير في المهندسين مع 2 من رجالته.
على الترابيزة قدامه بطايق، وتليفونات، وأظرف فلوس.
عبد الباقي قال له: يا باشا… نأمن المكان ديه؟
كريم رد: اللي يخش عليا اهنيه يبقى هو اللي رايد يموت بإيده.
صادق دخل عليه بسرعة: في حد كان بيراقب تحت… قال كلام مش مريح.
كريم رفع عينه وقال: لو من طرف العمدة… يبقى الطريق جاي لنا.
سلمى طلعت للبلكونة الصغيرة في الشقة، لمحت شاب غريب واقف بعيد ويبص لفوق.
رجعت بسرعة وقالت لخضرة: الحقي يا خالتى في حد بيراقبنا.
خضرة بصت من شيش الباب وقالت: ما تخافيش… دول رجالة كريم باشا.
سلمى قالت بشك: متاكده؟ ولا رجالة العمدة؟
خضرة قفلت الشيش وقالت: طالما كريم باشا عايش… محدش هيقدر يقرب منك.
بعد الضهر، عربية سودة وقفت آخر الشارع.
نزل منها راجلين من الكفر، لابسين جلاليب نظيفة وهدوم سفر.
واحد فيهم قال للتاني: الست نعمة وصت… البت دي ما تباتش تالت ليلة في حضن غير جوزها العمدة.
بدأوا يسألوا البواب: يا عم… في حد ساكن اهنيه من الصعيد؟
البواب هز راسه: وانتى ليه بتسال عاد... اللي يسأل كتير يتفهم غلط.ياولد العم..
لكن واحد من رجال كريم لمحهم من فوق، واتصل فورا.
كريم دخل الشقة من غير ما يدق الباب.
سلمى واقفة في الصالة، مبهورة بدخوله الصامت.
قال بصوته التقيل: في أي حد شافك من البلد؟
قالت بخوف: انا لمحت ناس غريبة تحت… وأنا شفت واحد كان بيراقب من الصبح.
كريم بص لضهر الباب وقال لعبد الباقي: قبل المغرب تكونوا ناقلينها في مكان ما يشموش فيه أثرها.
سلمى قالت بصوت مكسور: ليه مش سايبني أواجه اللى ظلم ونخلص من الحكايه داى؟
رد عليها وهو يقف قصادها: علشان اللي هيدخل قصادك في المواجهة… مش هيخرج منها غير وانتى تحت طوعه..
يتبع


تعليقات
إرسال تعليق