هاتتجوزي عامل نظافة
أسمه زبّال ماتزوّقيش الكلام
قعدت قدام بنات خالتي أسمع كلامهم بقالي ساعة تقريبًا
كلام كله تقييمات و لوم مالوش آخر
مسألة الارتباط و الجواز بالنسبة لعيلتي كلها زي النسبة و التناسب بالظبط
الشخص إللي هاكمل معاه حياتي لازم يكون أعلى من مستوايا أو في نفس المستوى عشان ماحسش بفرق و أنا معاه
رغم إن الشخص إللي أنا اخترته مايقلّش أبدًا عني في المستوى المادي ده يمكن هو أعلى
لكن الكل بص على مستواه الاجتماعي.. على منظره
ولو إني مش فاهمة ماله منظره؟
أنا ماشوفتش راجل في هيبته.. في وسامته.. في أخلاقه و نبله ..
يعني إيه أعمل skip لكل الصفات دي عشان شوية مسمّيات سخيفة مالهاش لازمة؟
و مهما يتقال لي أخرجي برا نفسك وشوفي هاتفكري في العلاقة دي إزاي مابسمعش
لأني مقتنعة إن ده أكتر قرار صح أخدته في حياتي
لأن حياتي كلها اتغيّرت من يوم ما شوفت "فارس" ..
حسيت كمان إنه فيه من أسمه.. وإنه فعلًا فارس. فارس الأحلام إللي كنت بستناه طول عمري
يومها كنت بجهز من الصبح عشان رايحة بالليل خطوبة صاحبتي وأنتيمتي
ماكنش في وقت لأني برجع من الشغل هلكانة وبحتاج أخد راحة ساعة على الأقل قبل ما أعمل أي حاجة
دقت الساعة 7 وصاحبتي بترن عليا!
-آلو!
-انتي فين يا هانم؟
مش قلت لك لازم تبقي في القاعة الساعة 6؟
-مش سامعة دوشة يعني ف معنى كده انتي كمان لسا ماروحتيش!
-بصراحة لسا!
وضحكت.. ف ضحكت معاها ..
-طيب إيه إللي مأخرك؟
-الأستاذ خطيبي لسا ماجاش ياستي.
-أفندم؟ والسيشن إللي معاده 4 العصر؟
-لأ خلاص بقى ناخده في القاعة مش مهم.
-طيب خلاص عمومًا أنا جهزت. هاطلب أوبر حالًا ونص ساعة وتلاقيني هناك قبلك.
قفلت معاها وبصيت تاني في المرايا
بظبط الروج الأحمر وبعدل فستاني
فستان أشتريته في نفس اليوم رغم إني حضرت حاجة تانية
لكن ده خطف عيني أول ما شوفته ورا الفاترينا
لونه أسود ومطرز بالكامل بورد أحمر
مالبستش هيلز وفضّلت أكون على راحتي أكتر
اخترت شوز دهبي بيلمع عامل ماتشنج مع الـHand bag الصغيرة إللي حطيت فيها متعلّقاتي الخفيفة
خمس دقايق و السواق وصل ف نزلت علطول
لاقيته راكن على أول الشارع وأنا ماشية متشيّكة و باين أوي إني رايحة مناسبة
كنت مُلفتة.. و كنت عارفة
رغم تعب اليوم بس شكلي كان حلو
ركبت ورا و أنا باصة في موبايلي بتفق مع بقية صحابنا على المكان إللي هانتقابل فيه هناك
مرّت دقيقة وأنا بتشات معاهم لحد ما بدات ألاحظ إن العربية مابتمشيش
رفعت راسي.. وهنا وقعت!
وقعت بالفعل.. في الحب. ومن أول نظرة
رغم إني ماشوفتش غير عيونه في إنعكاس المراية الأمامية
عيون عسلي فاتح محاطة برموش كثيفة و طويلة
عمري ما شوفت عيون راجل بالجمال ده.. عمري أصلًا ما بصيت. أو تنحت في أي راجل كده!
و كأني عرفت من أول لحظة إنه هو ده
هو ده نصي التاني.. هو ده الرزق المكتوب ليا
وجه لحد عندي!
المشاعر دي ماترجمتهاش في ساعتها
كنت مرتبكة جدًا لما لاقيته هو كمان متنح فيا
و لما شافني ببصله زي ما يكون اتحول في ثانية
و بقى أكتر ثبات و ثقة و هو بيتكلم أخيرًا بصوت قوي مايقلّش عن جاذبيته الفطرية:
-مساء الخير يا أنسة.. الوجهة كورنيش نيل المعادي. صح كده؟
هزيت راسي وأنا برد عليه بثبات مصطنع:
-أيوة تمام!
مازودش كلمة تاني
وأنا طول الطريق مضطربة وباصة من الشباك المقفول
مش عارفة مالي.. بجد مش عارفة
حاسة إني رجعت البنت المراهقة إللي أقل باصة تحمّر خدودها وتربكها شهر بحاله!
وبعد ربع ساعة كان وصّلني
دفعت له إنستا باي و نزلت
نزلت و أنا بحاول أفوق من الحالة الغريبة دي
وبقنع نفسي إني أفورت في مشاعري
إيه يعني؟ مجرد راجل وسيم و اتهيّأ لي إنه مهتم
عادي.. بتحصل!
دخلت القاعة إللي كانت مفتوحة وبتطّل على النيل.. المنظر بالليل كان ساحر جدًا
قضيت وقت ظريف جدًا وسط صاحباتي
رقصنا و ضحكنا و فرحنا
و بعدين روّحت!
المرة دي مش في أوبر
أخويا جه و أخدني بنفسه
أخيرًا انتهى اليوم بعد ما رجعت البيت واتعشيت مع ماما
اترميت في سريري و أنا خلاص عارفة إني هانام بمجرد ما أغمض عيني
بس الموبايل دق.. و قلبي كمان دق
لما بصيت و لاقيت رسالة من رقم واتساب مش متسجل
لكن لفتت نظري الصورة الشخصية
كانت صورته!
كان هو!!
اتنفضت وأنا بقوم أقعد مكاني وببص في رسالته:"على فكرة لما وصلتك فضلت واقف برا مستنيكي
كنت هارجّعك بس لاقيتك ركبتي مع حد. عمومًا حمدلله على السلامة و ده رقمي لو احتاجتي أي حاجة أنا تحت أمرك"..
فضلت باصّة في شاشة الموبايل لدقايق.. مش عارفة أرد.. و لو ردّيت هقول إيه؟
ده واحد ماعرفوش. يعني أصدّه؟ هابقى قِفل و رخمة وبطفّش الرجالة منّي زي ما أهلي و صحابي بيقولوا
أرد؟ ممكن يفكرني سهلة أو واقعة!
ماخدتش وقت أكتر من كده في التفكير و قررت أعمل إللي اتعودت عليه
إللي كرامتي تسمح بيه و بس.. قررت أصدّه
و لو هو داخل يلعب يبقى يستاهل.. أما لو عايز الجد يبقى هايحاول تاني و عاشر كمان ..
ردّيت في رسالة مقتضبة جدًا: "شكرًا على الاهتمام الغريب. بس الأكيد إني مش هاحتاج حاجة من حضرتك
وياريت تمسح الرقم ده و ماتحاولش تتواصل معايا تاني"..
كنت بقرقض ضوافري فعليًا و أنا ببص على الشات من برا وتوقعت إنه مش هايتجرّأ يتكلم تاني
بس قلبي دق بسرعة لما شفت التلت نقط و بعدها وصلت رسالته التانية
استنيت خمس ثواني وفتحتها:"أنا آسف لو بزعجك. ومعلش هو سؤال أخير و مش هضايقك تاني وعد. انتي مرتبطة؟"..
ضحكت غصب عني لما قريت أخر جملة و أنا بفتكر تريقة بنت أختي في أي حوار "كرينج" ..
ردّيت بنفس الطريقة: "و لو إني مش فاهمة ده يعنيك في إيه أصلًا. لكن لأ. مش مرتبطة" ..
-"أصلي شوفت راجل معاكي و انتي خارجة.."..
-"ده أخويا"..
بعد ثانية واحدة لاقيته بيرن
و ماصدقتش نفسي!
بس قررت أرد:
-انت جريئ أوي!
-لأ. أنا فارس.. أسمي فارس. وانتي ياسمين.
-عرفت أسمي إزاي؟؟
ضحك ضحكته المميزة إللي عمري ما أقدر أتخطّاها بسهولة و قال:
-أكيد مش مخاوي أو محقق. عرفت أسمك من أكونتك على الأبليكشن.
-طيب انت عاوز إيه يعني أنجز!!
-حاضر هانجز. إهدي بس. أنا مش بعاكس.. بصراحة بعاكس.
-والله!
-ماتفهمنيش غلط. قصدي إنك جميلة أوي و تشدّي أي حد
وأنا اتشديت لك غصب عني.. رغم إن ده عمره ما حصل طول حياتي.
-طيب بردو مش فاهمة عايز مني إيه؟!
-عايز أشوفك.. ممكن؟
-لأ مش ممكن طبعًا. ولآخر مرة بقولك ماتحاولش تتصل على الرقم ده تاني
وإلا المرة الجاية هاتزعل. هاتزعل أوي.
وقفلت السكة في وشه وأنا حاطّة إيدي على قلبي إللي بيدق بصخب!
أنا عملت إيه؟ طفّشت راجل تاني منّي.. و الراجل الوحيد إللي لفت نظري و شدّني
بس مش مهم.. أنا قِفل. أنا رخمة. أنا دبش. و مغرورة كمان
المهم إني مش بسمح لراجل يلعب بيا. الجد. إللي عايزني هايجي لحد عندي
أنا مش بتنازل.. أنا مابروحش لحد!!!
نمت الليلة دي نوم قلقان جدًا
مش مصدقة إني كنت هاموت و أنام طول اليوم
و لما الجو بقى هادي مقدرتش أغمض عيني
يدوب نمت 3 ساعات مش متواصلة كمان
وصحيت الساعة 8 عشان أنزل و أروح الشغل
جهزت نفسي و ماما كانت محضرة لي لانش بوكس بتاعي
أخدته و نزلت.. و كانت الصدمة!
هو..
لاقيته واقف لي قدام باب العمارة!
-انت!!!
-صباح الخير.
أنا عصبية جدًا بشهادة كل إللي يعرفني
بس دلوقتي اتعصبت أضعاف عصبيتي و أنا بعلي صوتي وبكلمه:
-لأ ده انت بجح أوي بقى
كمان جاي لحد بيتي وبتطارني؟
و الله لو ما مشيت حالًا هكون طالبة لك البوليس!
رد بمنتهى الهدوء:
-الشكوى مش هاتفيدك و لا هاتضرني يا أنسة
و عمومًا أنا مش بطاردك و لا حاجة.. أنا جاي أشوف شغلي.
رديت بسخرية: شغلك؟
رد بثقة: أيوة شغلي.. أنا مسؤول إداري في البلدية
تحديدًا مدير قسم النظافة. و على فكرة أنا طلعت السلم من أوله
كنت عامل.. ابن عامل.. ودلوقتي بقيت مدير بعد ما خلصت دراستي.
اتصدمت وأنا ببصله و مش مصدقة... أنا.. دكتورة "ياسمين".. معجبة بـ"عامل نظافة"!!!
يتبع ( الجزء التاني ) ...


تعليقات
إرسال تعليق