القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية رحم بديل الفصل الأول حتى الفصل التاسع بقلم الكاتبه زينب سعيد حصريه وجديده

رواية رحم بديل الفصل الأول حتى الفصل التاسع بقلم الكاتبه زينب سعيد حصريه وجديده 



رواية رحم بديل الفصل الأول حتى الفصل التاسع بقلم الكاتبه زينب سعيد حصريه وجديده 


في فيلا يظهر عليها الثراء والرفاهية، ذات آثاث راقٍ يدل على رقيِّ ورفاهية وسعادة صاحبه، لكن في الواقع غير ذلك؛ ففي ظل كل هذا كان يرتفع صراخ أحدهم بعصبية شديدة ونفور: 

ـ إنتي بتقولي إيه يا مجنونة؟ إنتي عايزاني أجيب واحدة من الشارع عشان تخلف ابني؟! 

نطق بها شاب في العقد الثالث من عمره يظهر عليه معالم الصدمة من هول ما استمع إليه. 


لتردف الأخرى بنفاذ صبر:

- يا حبيبي مفيش قدامنا غير كده، إنت عارف ظروف مرضي كويس وعندي مشكلة في المبايض؛ شايلة مبيض والمبيض التاني نسبة التبويض بتاعته ١٠%، يعني يكاد يكون مستحيل إني أخلف، وبعدين مش أحسن ما تتجوز عليا؟


الشاب بصدمة واستغراب:

- أنا مش فاهم حاجة! أنا إمتى قلت ليكي إني عايز أتجوز عليكي؟ وبعدين إزاي عايزاني أخلف من واحدة تانية غيرك؟


هي ببرود:

- مسيرك هتتجوز يا آدم، إنت يعتبر الوريث الوحيد لوالدك إنت وأختك، كل الحكاية إننا هنجيب واحدة محتاجة وظروفها صعبة ونقدر ناخد منها البويضات بحيث إن الطفل اللي هيجي يبقى ابني أنا وإنت، وساعتها هعمل عملية ربط للجنين عشان رحمي ميجهضش الجنين.


هو بصدمة:

- إنتي اتجننتي؟ عايزة ابني يبقى ابن حرام؟ 


هي بنفاذ صبر:

- يا حبيبي هو إنت جيت جنبها؟


هو بسخرية:

- والله؟ طيب هتاخدي منها البويضات إزاي؟


هي ببساطة:

- أهو إنت قلت، هناخد منها البويضات بس.


هو بسخرية:

- يبقى إزاي مش ابن حرام؟ انسي، أنا استحالة أغضب ربنا مهما يحصل.


هي بعصبية:

- وإنت عايز جدك يجوِّزك عليا ولا يطردني؟ مسمعتش قالك إيه من يومين؟ مستني إيه؟ مستني يطردني أنا وإنت؟ ومش هتاخد حاجة منه لو مشُفتش حل لموضوع الخلفة. 


هو بحنان:

- مش عايز حاجة غيرك، إنتي وبس يا حبيبتي، إنتي مراتي وبنتي وكل حياتي.


هي بسخرية:

- لا والله؟ ولما أعيش أنا وإنت في الشارع إيه بقى اللي هينفعنا ساعتها؟


هو بترجي:

- اتطمني يا حبيبتي، هدور على شغل عند حد من معارفي والدنيا هتبقى تمام.


هي بسخرية:

- تشتغل عند واحد من معارفك؟ لا والله؟ بعد ما كنت آدم العمري رئيس مجلس شركات العمري جروب تبقى مجرد موظف عادي!


آدم بثبات:

ـ أحسن من اللي بتطلبيه مني يا ضحى.


ضحى ببرود:

- لأ يا آدم مش هيحصل غير اللي قُلنا عليه، يا حبيبي صدقني ده أنسب حل.


آدم بتحدي:

ـ يعني ده آخر كلام عندك؟


ضحى بإصرار:

ـ أيوة.


آدم ببرود:

ـ يبقى قبل ما العملية تتم هكتب كتابي على البنت دي وهي اللي هتحمل في الطفل ده مش إنتي.


ضحى: ... 

 

             *** 


في إحدى المناطق العشوائية. 


تسير فتاة صغيرة بجسد ضئيل وقصيرة القامة، ذات وجه أبيض وخدود وردية ممتلئة بعض الشيء، وعيون خضراء تحيطها أهداب ثقيلة باللون البني، تمشي بثقل حتى تصل لأحد محلات البقالة وتقف وهي تنهج بشدة.


لتتحدث صاحبة المحل بغيظ:

- إيه يا ست فرح؟ بقالك ساعة بتجيبي البضاعة؟


فرح بتعب:

- معلش يا خالتي سعاد، الحاجة تقيلة أوي. 


سعاد بغيظ:

- طيب يا أختي هاتي.

لتأخذ منها الحقائب بحدة وتبدأ في تفحُصها.


لتتململ فرح بتعب وتتحدث:

- ممكن فلوسي يا خالة عشان أمشي؟ 


لتنظر لها سعاد بازدراء وتضع يدها في صدر عبائتها وتخرج ورقة بفئة العشرة جنيهات. 


لتأخذها فرح وتغادر براحة وهي تقبل العشرة جنيهات وتضعها في جيبها وتذهب سريعًا لإحدى الصيدليات الشعبية في منطقتهم، فدخلت وتحدثت بلهفة وهي تخرج اسم الدواء من جيبها:

- ممكن تجيب ليا العلاج ده يا دكتور؟


لينهض الدكتور بتثاقل ويأخذ منها الورقة ويجلب الدواء ويضعه أمامها ويتحدث ببرود:

- معاكي حقه ولا لأ يا ست فرح؟


فرح بلهفة:

- معايا.. لتخرج عدة أوراق من فئة العشرة جنيهات وتعطيهم للطبيب.


ليبدأ الطبيب في عدهم ثم يتحدث بسخرية:

- دول سبعين جنيه يا فرح والعلاج بمية جنية.


فرح بترجي:

- معلش يا دكتور، والله لأجبهم ليك أمي تعبانة وعلاجها خلصان بقاله يومين.


الدكتور بغيظ:

- ماشي يا فرح.. ثم أكمل بتحذير: الباقي يجي بكرة. 


فرحة بلهفة:

- حاضر.

ثم أخذت العلاج وغادرت بفرحة لمنزلهم.


****


ضحى بصدمة:

- إنت بتقول إيه يا آدم؟ إنت اتجننت؟ 


آدم ببرود:

- ده اللي عندي، قُلتي إيه؟


ضحى بتفكير:

- تمام، بس بعد العملية تطلقها.


آدم ببرود:

- لما تولد.


ضحى بعصبية:

- آدم متجننيش، تولد إزاي وأنا اللي هبقى حامل؟


آدم ببرود:

- ده اللي عندي، هي اللي هتعمل العملية.


ضحى بغيظ:

- تمام يا آدم.


آدم بسخرية:

- تمام، سلام يا قلبي أنا رايح شغلي.


ضحى بغيظ:

- مع السلامة.


لتجلس ضحى تحدث حالها بشرود:

- ماشي يا آدم، اعمل اللي إنت عايزه المهم عندي العيل ده يجي بأي شكل من الأشكال، ساعتها كل حاجة هتبقى تحت إيدي.


لتفيق من شرودها على صوت خادمتها المقربة "عبير".


ضحى بانتباه:

- بتقولي إيه يا عبير؟


عبير بمكر:

- إيه يا هانم؟ هنعمل إيه؟


ضحى بهدوء:

- إنتي ضامنة إن البنت دي توافق؟ كده الخطة كلها هتتغير. 


عبير بسخرية:

- هتوافق يا هانم، هي لاقية تاكل! وظروفها صعبة أوي وملهاش غير أمها بس، وبعيد عنك عندها كانسر وفي الأواخر، والبت بتشتغل جرسونة وخدامة، وأي حاجة تخطر على بالك.


ضحى بتفكير:

- هي اسمها إيه؟ وعندها قد إيه؟


عبير بلهفة:

- اسمها فرح، وعندها يجي ١٨سنة.


ضحى بصدمة:

- إنتي بتقولي إيه؟ دي عيلة! 


عبير بمكر:

- هو فيه أحسن من كده؟ نضمن سكوتها ونعرف نحطها في جيبنا.


ضحى بتفكير: 

- أمها هنعمل معاها إيه؟


عبير بحنكة:

- يا ست هانم دي رجليها والقبر اتطمني، والبت صغيرة مش هيبان عليها الحمل غير على السادس، ساعتها نتصرف.


ضحى بتفكير:

- تمام يا عبير، هاتيها لي. 


عبير بلهفة:

- أمرك يا ست هانم.


****


في شركة العمري جروب. 


يجلس آدم في مكتبه بشرود يتذكر حديث زوجته، لينهض ويقف ينظر من الزجاج المطل على الخارج؛ ينظر إلى السماء ويحدث حاله بحزن:

- كان نفسي ترفضي يا ضحى، أنا عايزك إنتي وبس مش فارق معايا غيرك.

ليغمض عينيه بألم؛ فهو منذ أن خلق وهو يحبها، فهي ابنة خالته الغالية وهو من رباها منذ الصغر على يده وتزوجها وعاشوا أسعد أيام عمرهما رغم إصرار عائلته على موضوع الإنجاب، لكن هذا لم يفرق معه بتاتًا، هو يريدها هي فقط، حتى أن والده أصرّ عليه أكثر من مرة كي يتزوج لينجب، لكنه كل مرة يرفض من أجل زوجته وحبه لها، لتأتي زوجته الغبية وتطلب منه أن ينجب طفلًا من امرأة أخرى غيرها، ليتنهد بقلة حيلة ويتجه لمكتبه ليباشر عمله.

*****


في أحد المنازل المتهالكة.


تصعد فرح الدرج بحذر خوفًا من أن تقع من الدرج المكسور، لتصل أخيرًا لشقتهم بالدور الثاني وتفتح الباب بلهفة وتتجه لغرفة والدتها.


في غرفة متهالكة بأثاث قديم متهالك ترقد سيدة بضعف شديد وتغطي جسدها بغطاء ممزق ليقيها من البرد.


لتدخل فرح بلهفة:

ـ أنا جيت يا ماما.


لتفتح الأم عينيها بثقل وتتحدث بضعف:

- اتاخرتي ليه يا بنتي؟


فرح بلهفة وهي تجلس بجوارها بحنان:

- كنت بجيب الدوا، قومي اقعدي يلا عشان تاخدي الدوا.

الأم بعتاب:

- برضه يا بنتي؟ حرام عليكي تتعبي نفسك عشاني، أنا خلاص يا بنتي راحت عليا والعلاج مش جايب همه، وفريه ليكي ولدراستك ينفعوكي بعد ما أموت.


فرح بدموع ولهفة:

- لأ متقوليش كده، بعد الشر عنك يا أمي، إن شاء الله تعملي العملية وتخفي وتقفي على رجلك تاني.


الأم بحسرة:

- ياه يا بنتي، قولي أفضل راقدة على سريري بس واخدة بحسك، السرطان دا يا بنتي لما بيدخل الجسم مبيخرجش منه مهما نعمل، ثم أكملت بلهفة: رُحتي كليتك؟


فرح برفض:

- هروح بكرة يا أمي.


الأم بحزن:

ـ ماشي يا بنتي.


ليطرق الباب.

لتتحدث فرح بهدوء:

- هقوم أشوف مين.


الأم بوهن:

- ماشي يا بنتي.


****

في الخارج.


تفتح الباب وتتحدث بترحاب:

- اتفضلي يا خالتي.


لتدخل عبير وهي تتحدث بخبث:

- إزيك يا فرح؟ وإزي أمك دلوقتي؟


فرح بحزن وهي تجلس على الكنبة المتهالكة:

- تعبانة يا خالة وحالتها متأخرة أوي، لازم العملية بس مش عارفة أعمل إيه؟


عبير بخبث:

- طيب واللي يخليكي تعملي لأمك العملية؟ 


فرحة بلهفة:

- إزاي؟


عبير بمكر:

- هقولك.

لتجلس بجوارها بحنان مزيف وتتحدث:

- بصي يا بنتي، إنتي عارفة الناس الكبار اللي أنا شغالة عندهم، صح؟ 


فرح بعدم فهم:

- أيوة، هيعملوا ليها العملية يعني؟


عبير بمكر:

- أيوة، وهيخلوكي تكملي تعليمك كمان.


فرح بفرحة:

- بجد؟


عبير بمكر:

- أيوة، بس محتاجين خدمة واحدة منك.

فرح بقلق:

- خدمة إيه؟

عبير بحزن مصطنع:

- متجوزين بقالهم سنين ومخلفوش.


فرح بعدم فهم:

- طيب وأنا هعملهم إيه؟


عبير بحزن:

- بصي يا بنتي، إنتي اللي هتجيبي ليهم الطفل ده. 


فرح بصدمة:

- إنتي بتقولي إيه؟


عبير بمكر:

- مش زي ما إنتي فاهمة، ده هيعملوا عملية حقن مجهري ليكي وساعتها طاقة القدر هتتفتح ليكي، أمك هتعمل العملية وإنتي هتخلصي دراستك، ثم تنظر بازدراء: وهتعيشي في حتة حلوة بدل البيت اللي هيقع بيكم ده، ها قولتي إيه؟


فرح: ...


الفصل الثاني


فرح بصدمة:

- إنتي بتقولي إيه يا خالتي؟ لأ طبعًا مش هيحصل، ده حرام! 


عبير بمكر: 

- إيه بس اللي حرام يا بنتي؟ ده إنتي هتاخدي ثواب.


فرح بسخرية:

ـ واللهِ؟ ثواب إني أخلف طفل في الحرام؟ وهقابل ربنا إزاي؟ وأمي والناس هقول ليهم إيه؟


عبير بمكر:

- ومين قالك إن أمك ولّا الناس هتعرف؟ 


فرح بصدمة:

- يعني إيه؟


عبير بخبث:

- يعني إنتي هتخلفي الولد وخلاص، وبعدها ولا تعرفي حاجة عن الولد وتنسيه خالص، وبعدين دي مجرد عملية يعني الباشا مش هيجي جنبك أصلًا، اتطمني. 


فرح بصدمة:

- أتطمن؟ ويعني إيه هياخدوا ابني مني؟!


عبير بغيظ:

- ما ياخدوه، ما إنتي هتاخدي المقابل اللي يعيشك إنتي وأمك ملكة، عايزة إيه تاني؟ 


فرح برفض قاطع:

- لأ يعني لأ.


عبير بغيظ:

- ماشي براحتك، إنتي الخسرانة، ابقي سلميلي على أمك.

لتغادر عبير وهي تبرطم.


لتنظر فرح في أثرها بصدمة:

- مش معقولة! للدرجادي فكراني رخيصة؟

لتفيق من شرودها على صوت والدتها لتذهب إليها بلهفة.


في فيلا آدم العمري.


يعود من عمله مصطنعًا البرود، يتمنى من قلبه أن تنسى زوجته هذه الفكرة الحمقاء، ليجدها تجلس تشاهد التلفاز بتركيز تام ليجلس بجوارها بغيظ دون أن يتحدث.


لتتحدث بلهفة:

- أخيرًا جيت يا حبيبي، أنا مستنياك من بدري.


آدم بفرحة:

- إيه؟ غيرتي رأيك خلاص؟ إن شاء الله ربنا يكرمنا يا حبيبتي، سيبيها على ربنا.


ضحى بنفي:

- لأ طبعًا، أنا كنت هبلغلك إني لقيت البنت.


آدم بصدمة:

- لقيتي البنت! إنتي لحقتي؟

ضحى بفرحة:

- عشان نخلص بسرعة.


آدم بسخرية:

- واللهِ؟ وهتيجي إمتى بقى نشوفها؟ ويا ترى وافقت إنها تسيب ابنها؟


ضحى بإصرار:

- أكيد هتوافق، اتطمن.


آدم بسخرية:

- هتطمن، بعد إذنك.


ضحى باستغراب:

- مش هتأكل؟


آدم بغيظ:

- مليش نِفس.


***


في مكان آخر بل والأدق بمحافظة أخرى، وبالتحديد محافظة الدقهلية مدينة المنصورة، في قصر يمتاز بالفخامة والرقي، يجلس رجل كهل غزا الشيب شعره، ويظهر علي وجهه الصرامة يستند بيده على عكازه بوهن ويتحدث:

- عملت إيه مع ابنك يا صالح؟ بلغته رسالتي؟


صالح بقلة حيلة:

- والله تعبت معاه، رافض يتجوز على مراته، ربنا يكرمه هو ومراته.


والده بعصبية:

- وهيفضل قاعد جنب مراته لإمتى؟ ابنك بقى عنده ٣٠ سنة، اللي متجوز بعده بقى عنده بدل العيل اتنين، نفسي أفرح بعوضه.


صالح بحزن:

- حاضر يا حج، هحاول معاه تاني.


والده بإصرار:

- مش تحاول، لازم يوافق غصب عنه.


صالح بقلة حيلة:

- حاضر.

****


في شقة فرح.


تدخل فرح بسرعة وترد على والدتها بلهفة:

- نعم يا ماما؟ 


أمها وهي تسعل بضعف:

- مين اللي كان برة؟


فرح بامتعاض:

- خالتي عبير.


أمها بوهن:

- طيب مدخلتش ليه؟


فرح بسخرية:

- مستعجلة يا ماما عشان شغلها.


أمها بوهن:

- ماشي يا حبيبتي، روحي ارتاحي شوية، إنتي صاحية من صباحية ربنا بتلفي في الشوارع.


فرح بحنان:

- حاضر، هجيبلك حاجة تاكليها قبل الدوا ونامي.

لتذهب سريعًا حتى لا ترفض والدتها.


لتنظر والدتها بحزن وهي تدعي لها بحنان:

- ربنا يراضيكي يا بنتي ويفرحني بيكي.. لتغمض عينيها بألم: ويجمعني بأبوكي في الجنة. 


****


في فيلا آدم.


يتحرك آدم في غرفته ذهابًا وإيابًا كالأسد الجريح، ويحدث حاله بسخرية:

- كنت فاكر ضحى هتغير رأيها؟ أنا هتجنن! يعني أنا عملت كل ده عشانها وفي الآخر تعمل كده؟ صبرك عليا يا ضحى، إن ما خليتك إنتي اللي تغيري كلامك مبقاش أنا آدم، هندمك على اليوم اللي فكرتي فيه بكده يا ضحى هانم.


في الأسفل.


تجلس ضحى وتهز قدمها بعنف وتقف أمامها عبير وتنظر أرضًا بخزي.


لتقول ضحى ببرود:

- كل اللي قولتيه ده ميفرقش معايا، قدامك لبكرة وتكوني أقنعتي البنت، فاهمة ولا لأ؟


عبير بقلة حيلة:

- حاضر يا هانم، هحاول.


ضحى بتوعد:

- تجيبيها مش تحاولي، لا إلا هيكون آخر يوم ليكي هنا، فاهمة ولا لأ؟


عبير بخوف:

- حاضر يا هانم، بعد إذنك.

لتغادر عبير سريعًا إلى منزلها وهي تفكر فيما ستفعله.

لتنظر ضحى لآثارها بضيق وتخرج إلى الحديقة وتتصل بوالدتها:

- آلو، أيوة يا أمي خلاص اتطمني؛ آدم وافق بس عايز يتجوز البنت دي، لأ وكمان هي اللي تحمل في الطفل ده، أمري لله.. الأسبوع ده بإذن الله هتكون البنت جت وعملت العملية كمان، لتكمل بتمني: ياه يا ماما الولد ده لما يجي هيخليني أكوش على كل حاجة، ما هو لما نعرف إن البنت حامل ساعتها أنا هعلن حملي أنا كمان.. قصدك إيه؟ إنهم ممكن يصروا أقعد معاهم؟ لا أكيد آدم مش هيسيب شغله وساعتها هنشوف نعمل إيه.. ماشي يا ماما مع السلامة.

لتغلق الهاتف وتنظر أمامها بشرود:

- فلوس العامري لازم تبقى ليا مهما هيكلفني الأمر.

لتتنهد براحة وتصعد لغرفتها.


****


في إحدى الشقق الشعبية.


تجلس عبير تتناول طعامها بشرود لتجلس ابنتها معها باستغراب من حالها! 


سحر:

- مالك يا ماما؟


عبير بانتباه:

- نعم يا سحر؟ 


سحر باستغراب:

- مالك سرحانة كده ليه من ساعة ما جيتي ومش على بعضك؟


عبير بشرود:

- حوار كده شاغل بالي.


سحر بفضول:

- خير يا ماما يمكن أساعدك؟


عبير بتفكير:

- ممكن! هقولك.

لتبدأ في سرد الموضوع لها.


لتشهق سحر بغل:

- نعم يا ماما؟ واشمعنا المقشفة دي؟ ما أنا موجودة!

عبير بلهفة:

- بعد الشر عنك يا قلب أمك، إنتي هتساوي نفسك بيها، لتكمل بمكر: إحنا هناخد حقنا من بعيد لبعيد.


سحر بفرحة:

- تمام، ثم تكمل بمكر: واللي يحلها ليكي؟ 


عبير بلهفة:

- قولي ده أنا في عرضك، ده الهانم عايزاها بكرة. 


سحر بمكر:

- هقولك. 


عبير باستغراب:

- بس تفتكري هيوافق؟


سحر بسخرية:

- ده يبيع أمه عشان الفلوس.


عبير بتفكير:

- نجرب! 


سحر بلهفة:

- تجربي إيه! قومي يلا مش هي عايزاها بكرة؟ 


عبير بتأييد:

- أيوة عندك حق، هقوم أنزل.


سحر بلهفة:

ـ ماشي يا حبيبي.


تراقب سحر مغادرة والدتها وتتجه إلى  غرفتها بلهفة وتخرج هاتفها الصغير وتتصل بشخص ما:

- آلو.. مش وقته، بقولك إيه ماما نازلة ليك دلوقتي هتطلب منك حاجة، وافق وتطلب خمس آلاف جنيه، اسمع الكلام ومتتنازلش عن الفلوس، هتوافق متقلقش، مع السلامة.

لتغلق الهاتف بفرحة:

ـ آه يا ست فرح، أهو الواحد هيخلص منك.

ففرح عدوتها اللدودة فكلاهما نفس السن لكن فرح طالما تأسر قلوب من حولها ببراءتها وجمالها، كما أنها كانت متفوقة دراسيًّا عنها، حتى أنها استطاعت أن تدخل كلية الحقوق بسبب حصولها على مجموعٍ، إنما عبير لم تدخل لرسوبها بالثانوية العامة، فقررت والدتها ألا تكمل تعليمها، لتكمل بغل:

- صبرك عليا يا فرح، هو إنتي شوفتي حاجة؟ 


***


في الصيدلية. 


يقف الطبيب الشاب يمارس عمله لتدخل عبير الصيدلية وتتحدث ببشاشة:

- إزيك يا دكتور؟ 


الدكتور بترحاب:

- إزيك يا ست عبير؟ عاملة إيه؟


عبير بمكر:

- أهلًا بيك، كنت قصداك في خدمة يا دكتور.


الدكتور بمكر:

- أؤمريني؟ 


عبير: ... 

الدكتور بصدمة:

ـ نعم؟ بس دي فيها سين وجيم؟


عبير بمكر:

- ملكش إنت دعوة بحاجة، وليك حلاوتك.


الدكتور بمكر:

- خمس بواكي.


لتشهق عبير بصدمة:

- نعم يا أخويا؟ ليه إن شاء الله؟


الدكتور ببرود:

- زي ما سمعتي كده.


عبير بغيظ:

- ماشي، بكرة الصبح تنفذ.


الدكتور بغيظ:

ـ والفلوس إمتى؟


عبير بغيظ:

- بكرة هيكونوا عندك.


الدكتور بلهفة:

ـ تمام.


***


في شقة فرح.


تجلس فرح على الأرضية وتضع بجوارها الكثير من الكتب -فهي في السنة الأولى من عامها الأول بكلية الحقوق-، تذاكر بتركيز شديد حتى ارتفع أذان الفجر، لتغلق كتابها وتنهض بتثاقل لتصلي الفجر -فهي لا تذهب للجامعة إلا مرة واحدة كل أسبوعين فقط، فكليتها نظرية وتستطيع المذاكرة بمفردها-. 


بعد ساعة.

تنتهي فرح من صلاتها وتجهز الفطور لوالدتها وتنزل سريعًا من أجل أن تعمل قليلًا لكي تجلب الأموال لعلاج والدتها. 


****

في السوق.


تسير فرح وهي تحمل العديد من الحقائب الممتلئة بالخضروات وتوصلها للمنازل، لتنتهي أخيرًا بتعب وتعود لمنزلها.


ـ فرح، يا فرح؟ 


فرح بانتباه:

ـ صباح الخير يا دكتور، اتفضل كنت جيالك.

قالتها وهي تمد يدها بثلاثين جنيهًا.


الدكتور بابتسامة:

ـ طيب حطيهم جوة على المكتب وهتلاقي ٦علب دوا خديهم؛ دي كانت جيالي عرض مجاني من شركة وقلت إنتي أولى بيها، عقبال ما أجيب طلب وآجي.


فرح بلهفة:

- حاضر يا دكتور هاخدهم، ربنا يوفقك يا رب ويصلح حالك.

لتدخل فرح وتضع الثلاثين جنيهًا على المكتب، وبعدها تحمل الأدوية التي وجدتها في حقيبة سمراء وتتجه لوالدتها سريعًا! 


***


في شقة فرح.


تصل فرح بلهفة وتذهب لتقوم بإفطار أمها وهي تخبرها ما حدث بفرحة.


لينقبض قلب والدتها بقلق:

- بس الدوا غالي يا بنتي! إزاي جايله عرض؟ 


فرح بقلق:

- مش عارفة! لتكمل بفرحة المهم بقى عندنا دوا لحضرتك عشان لما تتعبي.


لترتفع طرقات عالية على باب الشقة.


لتنظر فرح لأمها بفزع وتتجه سريعًا وتفتح باب الشقة لتتفاجأ بـ…

يتبع.... لايك وعلق بتم التفاعل دا يزعل💔


الفصل الثالث


لتركض فرح تجاه الباب وتتفاجأ بقوات الشرطة! 


لتتحدث بفزع:

- هو فيه إيه؟


الضابط بخشونة:

- إنتي فرح سالم؟


فرح بتوجس:

- أيوة أنا.


الضابط بأمر:

ـ هاتوها.

لتتجه العساكر نحوها.


لتصرخ بخوف وهي تبتعد:

- أنا عملت إيه؟ والله معملتش حاجة؟


الضابط بسخرية:

- والأدوية اللي سرقتيها؟

ثم نظر للعساكر وتحدث بأمر: فتشوا الشقة.


ليبدأ العساكر في اقتحام الشقة وسط عويل فرح وصراخ والدتها باسمها.


ليخرج العسكري وهو يحمل الحقيبة الممتلئة بالأدوية. 


ليأخذها الضابط ويقوم بتفحصها وينظر لها بسخرية:

- هو ده الدوا اللي إنتي سرقتيه، هاتها يلا.


فرح بدفاع:

- والله ما حصل، هو اللي قالي إن العلاج ده جايله عرض فخديه عشان هو عارف ظروفي، لتكمل بترجي: أقسم بالله ده اللي حصل يا باشا، أنا أمي عندها كانسر وبتموت يا باشا، ملهاش حد غيري حتى اسأله.


الضابط بسخرية:

- أسأل مين يا شاطرة؟ ده الدكتور اللي مقدم البلاغ ضدك وفرغنا الكاميرات؛ هو قالك حطي الفلوس على المكتب جنب شنطة الأدوية مش اسرقيها.


فرح بدموع:

- والله قالي خديها.


الضابط ببرود:

- مليش فيه، هاتوها.


فرح بترجي:

- طيب أتطمن على أمي بس.


لينظر لها الضابط قليلًا ويتحدث بهدوء:

- روحي. 


لتركض سريعًا لغرفة والدتها.


في غرفة والدة فرح.


 تنام والدتها على سريرها بضعف وهي تحاول أن تنهض لتطمئن على ابنتها.


لتدخل فرح بلهفة وتحتضنها:

- إهدي يا أمي، أنا بخير.


أمها بدموع:

- فيه إيه يا بنتي؟ والبوليس بيعمل إيه هنا؟


فرح بكذب:

- مشكلة صغيرة هحلها وأجيلك يا أمي، مش هتأخر عليكي.


أمها بفزع:

- لأ مش هتروحي معاهم يا فرح غير لما أفهم إيه اللي حصل؟ 


فرح بقلة حيلة:

- حاضر.

لتبدأ بسرد ما حصل باختصار.


أمها بصدمة:

- لا حول ولا قوة إلا بالله، منه لله قُلتلك يا بنتي.


فرح بحزن:

- أهو اللي حصل يا أمي.


أمها بدموع:

- طيب هتعملي إيه؟


فرح بحزن:

- هروح معاهم يا أمي، وإن شاء الله ربنا يظهر براءتي، هنادي خالتي عبير تيجي تقعد معاكي.


أمها بدموع:

- ربنا يرجعك ليا بالسلامة يا رب.


فرح بحزن:

- بإذن الله يا أمي، لا إله إلا الله.


أمها بدموع:

- سيدنا محمد رسول الله.


في الخارج.


تخرج فرح بتثاقل وتُحدث الضابط بكسرة:

- أنا جاهزة، بس لو سمحت هعدي على جارتنا تقعد معاها.


الضابط بإشفاق:

- تمام.


لتنزل فرح لشقة جارتها عبير وتخبر ابنتها أن تصعد لوالدتها وتغادر وسط نظراتها المتشفية ونظرات أهل الحارة المشفقة.

****


في شركة آدم.


يجلس آدم في مكتبه مع صديقه المقرب "أمير" يسرد له حديث زوجته معه بشأن الإنجاب.


أمير بصدمة:

ـ إنت بتتكلم جد؟ إنت إزاي هتعمل كده يا آدم؟ ده حرام! 


آدم بقلة حيلة:

- أعمل إيه بس؟ مفيش فايدة وإنت شايف إني مضغوط من كل اتجاه؛ جدي وأبويا ودلوقتي هي.


أمير بغيظ:

- بس بصراحة أنا لغاية دلوقتي مش مصدق إن مراتك تخطط لده كله.

آدم بسخرية:

- لأ صدق يا أخويا، شوف الهنا اللي أنا فيه.


أمير بفضول:

- طيب مين البنت دي؟


آدم بلامبالاة:

- ولا أعرفها ولا شُفتها حتى.


أمير بصدمة:

- يعني إيه؟


آدم ببرود:

- يعني هكتب عليها وبعدها تعمل العملية، وبعدها بقى ضحى تتصرف معاها لغاية ما تولد وناخد الطفل.


أمير بعدم فهم:

- إنتم هتاخدوه منها ساعة ما يتولد.


آدم بإيجاب:

- أيوة.


أمير بعصبية:

- أيوة إيه؟ كده حرام عليكم.


آدم ببرود:

- هي أكيد موافقة على كده.


أمير بشرود:

- إيه اللي يخلي واحدة تبيع ضناها؟ ليكمل باستفسار: هي ظروفها إيه؟ مطلقة ولا أرملة؟


آدم بتفكير:

- مش عارف، بس أكيد هتلاقيها مطلقة ولا حاجة، محتاجة فلوس تصرف على أولادها.


أمير بتأييد:

- ممكن.

***


في فيلا آدم.


تجلس ضحى في الريسيبشن وتضع قدم فوق الأخرى وتهزها بعصبية، وتجلس عبير أرضًا بتوجس.

ضحى بعصبية:

- يعني إيه؟ مش قُلتيلي البنت موافقة؟


عبير بتوتر:

- مش راضية يا هانم، بس بإذن الله خطتي تنجح وتوافق.


ضحى بتوعد: قدامك لبكرة الصبح لو مجبتيهاش مش هرحمك، أنا ما صدقت آدم وافق.


عبير بإصرار:

- هتوافق يا هانم بإذن الله.


ضحى بسخرية:

ـ لما نشوف.


ليرن هاتف عبير لترد بلهفة:

ـ أرد يا هانم؟ 


ضحى ببرود:

ـ ردي.


لترد بلهفة على ابنتها ثم تغلق معها بلهفة وهي تنظر لضحى بمكر:

- حصل يا هانم والبت في قسم الشرطة.


ضحى ببرود:

- لما نشوف.


عبير بمكر:

- بس محتاجة مبلغ صغير كده الدكتور ياخده. 


ضحى ببرود:

ـ كام؟ 


عبير بمكر:

- عشر آلاف.


ضحى ببرود:

ـ تمام.. لتكمل بتهديد: بكرة الصبح تكون عندي. 


عبير بفرحة:

ـ بإذن الله يا هانم. 


في قسم الشرطة. 


يجلس الضابط على مكتبه ويجلس أمامه الصيدلي، أما فرح فهي تقف أمام الضابط وتبكي بشدة. 


ليتحدث الدكتور ببرود:

ـ زي ما قلت لحضرتك، قلتلها حطي الفلوس على المكتب جنب الشنطة عقبال ما أرجع، رجعت يا باشا لاقيتها سرقت الشنطة. 


فرح بدفاع وانهيار:

- لأ والله يا باشا ما حصل، ده قالي جايله عرض على الدوا يا باشا بالمجان، وقالي آخده. 


الدكتور برفض:

ـ إنتي مجنونة يا بت؟ هتكدبي الكدبة وتصدقيها؟ ده علاج تمنه فوق الـ٥٠٠ جنيه. 


الضابط باستفسار:

- وإزاي تدخلها الصيدلية يا دكتور أحمد وإنت مش موجود؟


الدكتور أحمد بتوتر:

ـ أصلها كانت مستعجلة. 


الضابط بغموض:

ـ طيب ما كنت تاخد الفلوس أسهل من ده كله؟


الدكتور بتوتر:

ـ يا باشا أديك شايف منظرها، وأنا كنت بجيب أكل، ليكمل باشمئزاز: وأديك شايف منظرها لازم الفلوس تتعقم. 


ليطرق الباب ويدخل العسكري. 


الضابط بتساؤل:

ـ خير يا عسكري؟


العسكري بأدب:

ـ في واحدة برة بتقول إنها جارة المتهمة. 


الضابط بهدوء:

- دخلها. 


العسكري بهدوء:

ـ أوامرك يا باشا.

ليغادر العسكري ويفتح الباب وتدخل من بالخارج. 


لتدخل عبير وتحتضن فرح بحنان مزيف:

- مالك يا بنتي؟ إيه اللي حصل؟


فرح بدموع:

ـ الحقيني يا خالتي. 


عبير بثبات مزيف:

ـ خير يا حضرة الظابط؟ 


ليسرد لها الضابط ما حدث باختصار. 


عبير بتوتر:

ـ طيب وإيه اللي هيحصلها؟ 


الضابط بهدوء:

ـ لو الدكتور متنازلش عن المحضر هتتحول للنيابة.. ليكمل بأسف: لأن الكاميرات مصورة اللي حصل. 


عبير بصدمة مصطنعة وهي تخبط على صدرها:

- يا مصيبتي؟ طيب معلش يا بيه تسيبنا سوا وإن شاء الله خير. 


الضابط بإيجاب:

- تمام، ربع ساعة وراجع ليكم. 


عبير بلهفة:

ـ تمام يا باشا. 


ليغادر الضابط لتتحدث عبير بحزن مزيف وهي تحتضن فرح:

ـ معلش يا دكتور دي بت غلبانة. 


فرح بدموع:

ـ والله ما حصل يا خالتي. 


عبير بتذمر:

ـ اسكتي إنتي، أوامرك يا دكتور؟


الدكتور ببرود:

ـ خمس بواكي. 

فرح بصدمة:

ـ كام؟ إنت بتقول إيه؟ أنا مش معايا المبلغ ده! 


عبير ببرود:

ـ تمام يا دكتور.. لتبتعد عن فرح وتذهب له وتخرج الأموال من حقيبتها. 


فرح بصدمة:

- إنتي بتعملي إيه؟


عبير بخبث:

- اصبري.. لتنظر للدكتور الذي يعد النقود بلهفة: الظابط يجي تتنازل. 


الدكتور بلهفة:

ـ حاضر. 


ليفتح الباب ليخبئ الدكتور الأموال بجيبه ويدخل الضابط ويجلس أمامه بتساؤل:

- خير؟ قررتوا إيه؟


الدكتور بتوتر:

ـ خلاص يا باشا، دي بت غلبانة وأهو العلاج رجع. 


الضابط ببرود:

ـ تمام، تقدر تتفضل إنت. 


ليغادر الدكتور سريعًا لتتحدث عبير بتوتر:

ـ نمشي إحنا كمان يا باشا؟ 


الضابط ببرود:

ـ اتفضلي واستني إنتي يا آنسة. 


فرح بقلق:

ـ ليه؟


الضابط باطمئنان:

ـ اتطمني. 


لتخرج عبير وتترك فرح تقف بتوتر.


ليتحدث الضابط بأسف:

ـ عارف إنك مظلومة، بس كل حاجة كانت ضدك. 


فرح بحزن:

ـ خلاص، حصل خير يا باشا. 


الضابط بهدوء وهو يمد يده بالكارت الخاص به:

ـ اتفضلي، ده الكارت بتاعي لو احتجتي حاجة كلميني. 


فرح بشكر:

- شكرًا لحضرتك.

أخذت فرح الكارت وغادرت سريعًا. 


****


في شقة فرح. 


تعود فرح إلى منزلها بحزن وتتجه سريعًا لوالدتها لتطمئن عليها. 


في غرفة والدة فرح. 


تنام فرح في أحضان والدتها بسلام فبعد عودتها وإخبار والدتها أنه تنازل عن المحضر وأنه مجرد سوء فهم اتجهت لأحضان والدتها لتهرب من واقعها الأليم؛ فهي الملجأ الوحيد لها الآن. 


في الصباح. 


تنهض فرح بحزن وتقبل جبين والدتها وتذهب للمطبخ وتحضر الطعام لها، وبعدها تغادر سريعًا للأسفل لشقة عبير لترى ماذا سينتظرها؟ 

***

في فيلا آدم. 


تصل عبير وفرح للفيلا وسط خوف فرح من المجهول ليصلا إلى الحديقة. 


عبير ببرود:

ـ خليكي هنا، هبلغ الهانم وأرجع. 

فرح بحزن:

- حاضر.

لتغادر عبير وتجلس فرح أرضًا وتضم قدميها لصدرها وتبكي بشدة. 


ـ إنتي مين؟!


الفصل الرابع


فرح بتوتر:

ـ أنا فرح.


آدم باستغراب وهو ينظر لها بعدم فهم:

ـ فرح مين؟ وبتعملي إيه هنا يا فرح؟


فرح بتوتر:

ـ أنا جاي…


ضحى بمقاطعة وهي تهرول تجاههما:

ـ آدم حبيبي تعالى عايزاك.


لينظر لها آدم باستغراب:

ـ خير يا حبيبتي؟ ومين دي؟ -قالها وهو يشير على فرح-. 


لتنظر لها ضحى باشمئزاز وتمسك يده وتجذبه للداخل:

ـ هقولك يا حبيبي، تعالى.


ليتحرك معها آدم متجهين للداخل. 

أما عبير، فركضت سريعًا تجاه فرح بعدما كانت تقف تشاهد ما يحدث من بعيد وتتحدث بغل.


عبير بغل:

ـ عملتي إيه يا زفتة إنتي؟


فرح بخوف:

ـ والله ما عملت حاجة.


عبير باستدراك:

ـ اوعي تكوني قُلتي حاجة للباشا؟ 


فرح بنفي:

ـ لأ والله ما نطقت.. ثم أكملت بخوف: هما دول؟ 

عبير ببرود:

ـ أيوة هما، ويلا قومي عشان ندخل المطبخ عقبال ما الهانم تبعت لينا.


لتنهض فرح وتتحرك معها بآلية للداخل.


***

في غرفة المكتب.


يصيح آدم بعصبية، بينما تقف ضحى بجواره وتحاول تهدئته دون فائدة.


آدم بعصبية:

ـ إنتي اتجننتي صح؟ جايبالي طفلة؟


ضحى بمهاودة:

ـ يا حبيبي مش طفلة، دي عندها ١٨سنة.


آدم بسخرية:

ـ يا سلام؟ لا والله فرحتيني، يعني طفلة أصغر مني بـ١٢ سنة، يا فرحتي بيكي والله.


ضحى ببرود:

ـ أهو اللي حصل يا آدم، هنعمل إيه يعني؟ لتكمل بغيرة: وبعدين فارق معاك في إيه؟ هو إنت فاكرها مراتك بحق وحقيقي ولا إيه؟

آدم بإستفزاز:

ـ آه، هتكون مراتي بحق وحقيقي على سُنة الله ورسوله.


ضحى بتحذير:

ـ آدم بلاش تستفزني.


آدم ببرود:

ـ ده اللي عندي. ليكمل بتحذير: أنا مش هتمم أي حاجة قبل ما أجيب البنت هنا وأسألها عن رأيها بنفسي.


ضحى بغيظ:

ـ ماشي يا آدم، هروح أجيبها.


آدم ببرود:

ـ براحتك.


لتغادر ضحى وهي تنظر لآدم بتوعد.


***


في المطبخ .


تجلس فرح أرضًا في أحد الجوانب، بينما عبير تقوم بتحضير الطعام مع باقي الخدم.


لتدخل ضحى المطبخ بغرور وتنظر حولها لتثبت نظرها على فرح.


لترتعد فرح بقلق وتحتضن قدميها لصدرها بشدة.


لتتحدث ضحى موجهة حديثها لعبير:

ـ هاتيها وحصليني.


عبير بطاعة:

ـ أوامرك.


لتغادر ضحى وتتجه عبير لفرح وتنهرها بشدة:

ـ قومي يا أختي، مستنية إيه؟


لتنهض فرح بذل ومهانة وتخرج معها.


في الريسبشن.


تجلس ضحى وهي تضع ساقًا فوق ساقٍ وتنظر لفرح الواقفة أمامها الناظرة أرضًا باشمئزاز.


لتتحدث ببرود:

ـ عبير فهمتك؟ 


فرح بدموع وصوت منخفض:

ـ أيوة.


ضحى ببرود:

ـ كويس، دلوقتي هنروح عند الباشا وهيسألك عن رأيك. لتكمل بتحذير: اللي هو موافقتك طبعًا. 


فرح بحسرة:

ـ حاضر.


لتنهض ضحى بانتصار وتنظر لعبير ببرود:

ـ روحي شغلك يا عبير.


عبير بغيظ:

ـ أوامرك يا هانم.


***


في مكتب آدم.


يجلس آدم بشرود وهو يفكر في هذه الصغيرة -فهي طفلة بالنسبة له- كيف له أن يفكر في انتهاك براءتها بهذه الطريقة الدنيئة؟! يقسم أنه لو رفضت سيدفع لها الأموال التي تريدها دون فعل شيء! 


ليفيق من شروده على فتح الباب ودخول زوجته والصغيرة.


لتجلس زوجته ببرود بينما تظل الصغيرة تقف بانكسار.


ليتحدث آدم بهدوء:

ـ اقعدي واقفة ليه؟


لتنظر فرح بخوف لضحى لتجدها تنظر لها بتحذير لتتحدث بخوف:

ـ مش عايزة أقعد.


آدم بأمر:

ـ وأنا قلت اقعدي، اخلصي.


لتجلس فرح بخوف. 


ليتنهد آدم بهدوء ويتحدث:

ـ إنتي اسمك إيه؟ 


فرح بخوف:

ـ فرح. 


آدم بهدوء:

ـ أهلك فين يا فرح؟ وإنتي بتدرسي ولا لأ؟


فرح بتوتر:

ـ والدي متوفي ووالدتي مريضة. لتكمل بأسى: بسرطان، وأنا بدرس في أولى كلية حقوق.


آدم بهدوء:

ـ إنتي عارفة إيه اللي مطلوب منك؟ وعارفة كمان إن بمجرد ما الطفل يتولد هتنسيه للأبد؟


فرح بحزن:

ـ عارفة.


آدم باستدراك:

ـ طيب رأيك إيه؟

لتنظر فرح لضحى لتجدها تنظر لها بشر لتتحدث بخوف:

ـ موافقة.


آدم بإصرار:

ـ متأكدة.


فرح بقلة حيلة:

ـ أيوة.


آدم بخيبة أمل:

ـ تمام، هتعملي الفحوصات الأول نتأكد إنك تقدري تخلفي وبعدها هنكتب الكتاب.


فرح بصدمة:

ـ كتب كتاب إيه؟


آدم بضيق:

ـ أومال عايزة الطفل يبقى ابن زنا؟! ده مجرد كتب كتاب وبعدها تعملي العملية.

فرح بتوتر:

ـ بس.


آدم باشمئزاز:

ـ ده اللي عندي، مش عاجبك مع السلامة.


ضحى بلهفة:

ـ إهدى يا آدم هي موافقة، صح يا فرح؟

قالتها وهي تنظر لها بتحذير.


لتردف فرح بخوف:

ـ حاضر.


ليبتسم آدم ببرود:

ـ كده تمام، بعد إذنكم هروح شغلي.

نهض آدم وتركهما.


لتنهض ضحى بغل وتمسك فرح من طرحتها بعنف لتصرخ الأخرى بوجع:

ـ شعري سيبيني.


ضحى بشر:

ـ بقولك إيه يا بت إنتي، عارفة لو متعدلتيش هعمل فيكي إيه؟


فرح بدموع:

ـ حاضر حاضر، بس سيبيني.


لتتركها ضحى بعنف، فتسقط أرضًا وتتحدث بأمر:

ـ قومي اخلصي خلينا نروح المستشفى، قومي.


لتنهض فرح بخوف وتتجه معها هي وعبير لأكبر مستشفيات العقم وتأخر الإنجاب، وتقوم بعمل كافة التحاليل التي يحتاجون إليها والتي ستظهر نتيجتها بعد عدة أيام، لتغادر بعدها فرح لمنزلها بحزن وتتجه سريعًا لغرفتها وترتمي على فراشها وتبكي بصمت خوفًا من أن تستمع والدتها لصوت بكائها.

***


في شقة عبير.


تجلس سحر في غرفتها وهي تنام على سريرها وتتحدث على الهاتف بدلع:

ـ شُفت يا بيبي؟ أديك طلعت بكام ألف عشان تبقوا تسمع كلامي. لتكمل بدلع: هتيجي تخطبني إمتى؟ لتنمحي ابتسامتها وتتحدث بعصبية: نعم يا أخويا؟ هي مين دي اللي تتجوزك عرفي؟ لا اركز كده ولم الدور بدل ما أقلب عليك أنا مش بتاعة عرفي، عايزني تيجي تطلبني من أمي. لتكمل بتوعد: قدامك شهرين لو مجتش تخطبني هخلي سنتك سودة، في داهية يا أخويا.

لتغلق الهاتف وتقذفه بجوارها بملل وتتحدث بسخرية:

ـ قال عرفي قال، فاكرني عيلة توتو.


***


في مكان آخر. 


تخرج فتاة جميلة بوجه مستدير يميل إلى اللون القمحي وعيون باللون العسل الصافي، ويزين رأسها حجاب بسيط، من بوابة الجامعة برفقة صديقتها المقربة.


ليتوقفا أمام الباب لتردف صديقتها برجاء:

ـ يا بنتي ما تيجي تتغدي معايا أنا ومحمد أخويا بدل ما تروحي وتتغدي لوحدك يا أسيل.


لتردف أسيل بنفي:

ـ لأ يا منى، ده أخوكي وحابب يتغدى معاكي ويتطمن عليكي. لتكمل بامتنان: كفاية أصلًا إن أهلك وافقوا إنك تقعدي معايا في شقتي ومتقعديش مع أخوكي وإنتم مع بعض في نفس المحافظة.


منى بحب:

ـ عشان هما عارفين إن أنا وإنتي صحاب وأكتر من الأخوات، وكمان محمد عنده شغل وبيطلع مأموريات، فمكنش هيبقى فاضي ليا أصلًا.


أسيل بانتباه وهي تنظر للسيارة التي وقفت أمامهما:

ـ أخوكي جه، يلا روحيله.


منى بإصرار:

ـ يا بنتي تعالي بقى، بطلي رخامة.


أسيل برفض:

ـ لأ، ويلا بقى روحي لأخوكي.


لتنظر لها منى بقلة حيلة:

ـ زي ما تحبي.

لتتحرك منى تجاه سيارة شقيقها تحت نظرات أسيل التي تنهدت بألم واتجهت تجاه سيارتها وهي تردف بحسرة:

ـ يا ريتك يا آدم كنت زي أخوها، لكن حتى التليفون مش بتسأل عني. 


في سيارة منى وشقيقها.


يردف محمد بتساؤل:

ـ هي دي أسيل؟


منى بضحك:

ـ آه أسيل، اشمعنا؟


ليردف بعدم تصديق:

ـ شكلها اتغير أوي عن زمان.


منى بضحك:

ـ طبيعي إن شكلها يتغير، يعني إنت ناسي آخر مرة شُفتها إمتى؟ من وقت ما كنت في الثانوية قبل ما تدخل كلية الشرطة وتشتغل هنا.


محمد بتذكر:

ـ فاكر، فعلًا كانت وقتها لسه بضفيرتين، صحيح آدم أخوها أخباره إيه؟ خلِّف؟


منى بنفي:

ـ لأ، ربنا يرزقه يا رب. لتكمل بخبث: ويرزقك إنت كمان ببنت الحلال.


ليبتسم محمد:

ـ يا رب يا حبيبتي، بس تبقى حلوة كده زيك.


منى بغرور مصطنع:

ـ يبقى كده هتعنس يا حبيبي؛ لأن أنا مفيش في حلاوتي أصلًا.


محمد بضحك:

ـ إنتي هتقوليلي على حلاوتك؟!

 

***


بعد مرور عدة أيام.


ظهرت نتيجة التحاليل والتي أثبتت صحة فرح وقدرتها على الإنجاب، ليحددوا موعد كتب الكتاب في صباح اليوم التالي.


في صباح اليوم التالي.


يجلس آدم والمأذون وصديقه أمير وشخصان آخران، ليكون أحدهما وكيل فرح؛ لأنها ما زالت قاصرًا وبكرًا لا تستطيع تزويج نفسها دون وكيل لها.


ليتم كتب الكتاب بروتينية شديدة؛ فقد تم إعطاء إجازة لكافة العاملين بالفيلا حتى لا يعلم أحد بما سيحدث. 


لينتهي المأذون من كتب الكتاب وبعدها يغادر هو ومن معه ليتبقى آدم وصديقه وضحى وعبير وفرح.


ليردف آدم ببرود:

ـ تقدري تروّحي، معاد العملية الساعة عشرة بالليل، الساعة تمانية تكوني قدامي هنا.


فرح بحزن:

ـ حاضر. 

***


في المساء. 


في شقة فرح تجلس بجوار والدتها تضمها بحنان وهي تنظر لها بانكسار؛ فهي لا تدري ماذا سيحدث إذا علمت والدتها بما ستفعله هي، لتفيق من شرودها على صوت والدتها. 


لتتحدث والدتها بقلق:

ـ مالك يا فرح؟ شكلك مش عاجبني. 


فرح بابتسامة مصطنعة:

ـ أنا بخير يا ست الكل، بس قلقانة شوية من الامتحانات اللي قربت.


والدتها بدعاء:

ـ ربنا ينجحك يا بنتي يا رب.


فرح بحزن:

ـ يا رب يا أمي.


أحضرت الطعام لوالدتها وتركتها بحجة المذاكرة وتتجه لغرفتها سريعًا وتغير ملابسها، وتنتظر بعض الوقت وبعدها تخرج من غرفتها بحذر وتتجه لغرفة والدتها وتفتح الباب بحذر لتجد والدتها تنام بعمق لتتنهد براحة وتغلق الباب بحذر متجهة مسرعةً للأسفل.


***


في فيلا آدم.

تصل فرح وعبير ليجدا آدم وضحى في انتظارهما للذهاب إلى المستشفى. 


ليتحدث آدم بهدوء:

ـ جاهزة يا فرح؟


فرح بخوف:

ـ أيوة


آدم بتنهيدة:

ـ تمام، يلا بينا.

في المستشفى.


تدخل فرح غرفة العمليات -فقد تم أخذ عينة مسبقًا من آدم- لتنتهي العملية في ظرف ساعة وتخرج فرح إلى غرفة عادية.


في غرفة فرح.


تتمدد فرح على الفراش بوهن، بينما تجلس ضحى ببرود على الكرسي المجاور لها ويقف آدم بجوارهما.


آدم بقلق:

- إنتي كويسة يا فرح؟


ضحى بغيظ:

- ما هي زي القردة أهي يا سي آدم، هيكون مالها يعني؟ 


آدم بتحذير:

ـ ضحى. لينظر لفرح بتساؤل: كويسة؟ 

فرح بوهن:

- أيوة.


ليطرق الباب ويدخل الطبيب ويقوم بفحص فرح والاطمئنان عليها، ليردف آدم بتساؤل:

- نقدر نخرج يا دكتور؟


الدكتور: ...


الفصل الخامس


الدكتور بأسف:

- لأ، الأفضل تفضل هنا في المستشفى شوية.


فرح بسرعة:

- لأ طبعًا مش هينفع، لازم أمشي.


الدكتور بعملية:

- والله أنا قلت اللي عندي، جسمك ضعيف جدًّا، بالإضافة إن لو حصل حمل من المفترض هتفضلي نايمة على ضهرك طول فترة الحمل.


فرح بدموع:

- لأ طبعًا، اللي بتقوله ده مش هينفع يا دكتور، لازم أمشي حالًا.


ضحى بعصبية:

- مش قالك مش هينفع؟ إيه مبتفهميش؟ 


آدم بتحذير:

- خلاص يا ضحى أنا هتصرف، اتفضل معايا برة يا دكتور.


الدكتور بهدوء:

- اتفضل يا باشا.


*****


في منزل فرح.


تستيقظ والدة فرح من نومها بفزع وهي تضع يدها على قلبها وتستعيذ بالله:

- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

لتتنهد بتعب وتمسح حبيبات العرق التي تكوّنت على جبينها بوهن، لتنظر في الساعة لتجدها الثانية صباحًا لتكمل بتوتر:

- فرح أكيد نايمة وبخير، بلاش أصحيها وأقلقها، ده مجرد حلم.

لتحاول إقناع نفسها وتحاول النوم من جديد.


****


في المستشفى، في غرفة الطبيب.


يجلس الطبيب على مكتبه بينما آدم يجلس أمامه بغرور ويضع ساقًا فوق ساقٍ:

- هي لازم تخرج يا دكتور، لو على الراحة بسيطة دي.


الدكتور بهدوء:

- يا آدم باشا صدقني صعب، إحنا لازم نبقى حذرين عشان لو الحمل حصل يثبت، ثم أكمل بإحراج: المدام سنها صغير جدًّا بالإضافة لإن جسمها ضعيف.


آدم بتفكير:

- طيب تخرج من هنا وبعدها تفضل نايمة على السرير.


الدكتور بقلة حيلة:

- زي ما تحب يا آدم باشا، أنا قلت اللي عندي وكنت برجح تفضل هنا للصبح.


آدم بهدوء:

- تمام بعد إذنك.


الدكتور بهدوء:

- اتفضل.

****


في غرفة فرح.


تتحدث ضحى بعصبية:

- إيه يا بت إنتي؟ إنتي نسيتي نفسك ولا إيه؟


فرح بخوف:

- والله غصب عني، أمي مقدرش أسيبها لوحدها، دي تروح فيها.


ضحى بغل:

- ما تغور في ستين داهية. ثم أكملت بتوعد: الحمل ده لو مكملش ساعتها مش هرحمك، إنتي فاهمة؟


فرح بخوف: 

- حاضر فاهمة.


ليفتح الباب ويدخل آدم لتصمت الاثنتان، لينقل آدم بصره بينهما بهدوء ثم ينظر لفرح ويتحدث:

- هتخرجي دلوقتي. ليكمل بتحذير: بس هتفضلي نايمة على السرير.


فرح بتوتر:

- طيب شغلي وأمي؟


آدم بسخرية:

- أظن بعد النص مليون اللي هتاخديه مش هتحتاجي لفلوس! 


فرح بمهانة وذل:

- طيب وأمي؟ أنا اللي بخدمها ولازم أفضل جنبها على طول.


آدم ببرود:

- قولي لها إنك تعبانة. ثم أكمل بجدية: وأنا هخلي عبير تاخد إجازة وتخلي بالها منكم.


ضحى بصدمة:

- إنت بتقول إيه؟ هتخلي خدامتي تخدمها؟


آدم ببرود:

- خدامتك بتخدم ابنك اللي جاي.


ضحى بغيظ:

- تمام.


ليطرق الباب ويدخل الطبيب والممرضة ويكتب لها الأدوية المناسبة، وبعدها يترك الممرضة معها لإعطائها دوائها. 


بعد ساعة.


تقف سيارة آدم على الشارع الرئيسي لمنزل فرح لينظر آدم لفرح الجالسة بوهن بجواره.


ليتحدث آدم بهدوء:

- هتقدري تمشي مع عبير ولا أوصلكم لغاية البيت؟


فرح بترجي:

- لأ أنا بخير وهقدر.


آدم بهدوء:

- تمام. ليخرج محفظته ويخرج منها عدة أوراق مالية من فئة المئتي جنيه ويعطيهم لها: اتفضلي.


لتنظر فرح ليده الممدودة بإحراج:

- إيه دول؟


آدم ببرود:

- متخافيش، دول مش من الفلوس اللي هتاخديها، اتطمني. ثم أكمل بسخرية: إنتي دلوقتي مراتي، يعني ملزومة مني، ولا إيه يا مدام؟


فرح بانكسار وهي تأخذ الأموال بيد ترتعش:

- شكرًا، وتفتح الباب وتترجل من السيارة لعبير التي تنتظرها بالخارج.


لينظر آدم لأثرها بندم وينتظر حتى يصلا إلى عمارتهما المتهالكة وبعدها يأمر السائق بالقيادة.


****


في فيلا آدم.


تسير ضحى في غرفتها ذهابًا وإيابًا بعصبية وتحدث حالها بغيظ:

- بقي كده يا آدم؟ تُنصر بنت الكلب دي عليا؟ ثم أكملت بتوعد: صبرك عليا يا فرح الكلب، ابني بس يجي وساعتها مش هرحمك.


ليفتح الباب ويدخل آدم ببرود.


لتتجه له ضحى بعصبية:

- بقى كده يا آدم؟ تخليني أروح لوحدي وتروح توصل الجربوعة دي؟


آدم ببرود وهو يخلع جاكيت بذلته ويضعه على السرير بإهمال، ثم يقف قبالتها وهو يربع يده على صدره وينظر لها باستفزاز:

- وفيها إيه؟ ثم أكمل باستخفاف: مش عشان أبقى متطمن على ابنك.


ضحى بغيظ:

- طيب ليه مخدتنيش معاكم؟


آدم بسخرية وهو يقلب عينيه بملل:

- بقى ضحى هانم بنت الحسب والنسب هتروح حارة شعبية؟ بصراحة أنا مش متخيلها.


ضحى بغرور:

- عندك حق. ثم أكملت بلهفة: طيب إحنا هنقول لأهلك في البلد إمتى؟


آدم بسخرية:

- مش لما الحمل يبقى أكيد الأول! 


ضحى بتذكر:

- عندك حق.


آدم بنفاذ صبر:

- خلصتي عشان عاوز أنام؟


ضحى بدلع وهي تلعب بلياقة قميصه:

- ما نسهر شوية يا بيبي؟ إنت واحشني أوي.


آدم ببرود وهو يزيل يدها عنه بهدوء:

- لأ، أنا تعبان وعاوز أنام، بعد إذنك.


ليتركها وسط غيظها ويتجه للمرحاض.


لتقف هي تنظر في أثره بصدمة:

- بقى كده يا آدم؟ ماشي.

لتغادر الغرفة وتصفع الباب بعنف.


بينما في المرحاض.


يقف آدم ويستند بظهره على الباب ويغمض عينه بألم، ليستمع لصوت إغلاق الباب ليتنهد بحزن:

- إنتي اللي وصلتينا لكده يا ضحى. 

لينفض رأسه بألم وبعدها يتجه لتغيير ملابسه وأخذ حمامه.

****


في شقة فرح.


تصعد فرح السلم بحذر بمساعدة عبير حتي تصل لشقتها.


لتتحدث عبير بهمس:

- أنا هنزل شقتي بقى، خدي بالك لأمك تصحى، عايزة حاجة؟


فرح بهمس:

- لأ، شكرًا يا خالتي.


عبير بهمس:

- تمام، مع السلامة.

لتتركها وتغادر سريعًا.


لتنظر فرح لأثرها بحزن، وبعدها تفتح الباب بحذر وتتجه لغرفتها مباشرة وتغلق الباب خلفها وتجلس على فراشها وتطلق العنان لدموعها الحبيسة على ما أوصلت نفسها إليه. 


*****


في المنصورة، في قصر العامري.


يجلس الحاج صفوت العامري جد آدم مع ابنه الوحيد والد أدم وابن أخيه الذي تكلف بتربيته منذ الصغر بعد وفاة والديه.


صفوت بهدوء:

- كلم آدم خليه يجي يا صالح، ده واحشني أوي.


"عليا" أم آدم بلهفة:

- يا ريت يا عمي، ده واحشني أوي ونفسي يجي يقعد معانا كام يوم.


صالح بهدوء:

- حاضر يا حاج هكلمه.


ليتحدث ابن عمه صابر بأسى:

- إنتي طموحة أوي يا أم آدم، المحروس ابنك من ساعة ما اتجوز بنت أختك بيجي ويمشي صد رد كأنه نسى أهله.


زوجته سهير بتأكيد:

- عندك حق، محسساني إنها من جاردن سيتي، بلا نيلة.


عليا بحزن:

- أعمله إيه بس! 

 

سهير بحسرة:

- والله ما عارفة إيه اللي عاجبه فيها، متآخذنيش هي بنت أختك آه، بس ده ابنك الوحيد من حقك يبقى عنده حتة عيل، مبنقولش يطلقها بس يتجوز اللي تجيبله حتة العيل حتى.


عليا بحزن:

- ربنا يديهم بإذن الله.


آسر ابن صابر بهدوء:

- سيبوها على ربنا، وإن شاء الله تفرحوا بعياله عن قريب.


عليا بتمني:

- يسمع من بوقك ربنا يا ابني. 

****


في منزل عبير.


تصيح سحر بعصبية:

- إنتي بتقولي إيه يا ماما؟ تخدمي مين؟ إنتي جرالك إيه؟


عبير بقلة حيلة:

- أوامر آدم باشا.


سحر بغيظ:

- انسي يا ماما، مش هيحصل غير على جثتي.


عبير بمهاودة:

- يا بنتي بس إذا كان الباشا مديني إجازة عشان أفضل جنبها.


سحر بتفكير:

- أنا هتصرف. ثم أكملت بمكر: وإنتي تقعدي هنا مرتاحة ومرتبك شغال يا ست الكل. 


عبير بفرحة:

- بتتكلمي جد يا بت؟

سحر بفخر:

- أكيد يا ست الكل. ثم أكملت بتوعد: هطلع أنا فوق وأرجعلك.


عبير بقلق:

- ناوية على إيه؟


سحر بتوعد:

- كل خير.


****

في شقة فرح.


تنهض فرح من على سريرها بتثاقل؛ فهي لم تنم من الأساس، لتتجه نحو المرحاض وتقوم بالاستحمام وبعدها تخرج وترتدي إسدالها وتصلي صلاة الصبح -فهي لم تتمكن من صلاة الفجر-.


بعد فترة تنهي فرح صلاة فرضها وتتجه للمطبخ لتحضير الإفطار لوالدتها. 


في غرفة والدة فرح.

تستيقظ والدة فرح من نومها وتجلس على سريرها شاردة في شيء ما حتى أنها لم تنتبه لفرح التي دخلت الغرفة وهي تحمل صينية الإفطار وجلست بجوارها.


فرح بحذر وهي تهز والدتها:

- ماما، إنتي كويسة؟


الأم بانتباه:

- أيوة يا حبيبتي، صباح الخير.


فرح باستغراب:

- صباح النور، مالك سرحانة في إيه؟


الأم بنفي:

- مفيش يا حبيبتي… 

ليقطع حديثهما طرق على الباب لتستأذن فرح من والدتها وتذهب لتفتح الباب.


في الخارج.


تفتح فرح الباب لتجد سحر أمامها.


لتتحدث فرح بابتسامة:

- سحر! أهلًا يا حبيبتي اتفضلي.


سحر بحزن مصطنع: …



اللهم أرحم أبي و أسكنه فسيح جناته.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه.


                      الفصل السادس


سحر بحزن مصطنع:معلشي يا فروحة ماما تعبانة أوي مش هتقدر تيجي ليكي ثم تكمل بمكر وبعدين أنتي محتاجة ماما ليه هو في حاجة ؟


فرح بإرتباك:لا يا حبيبتي دي كانت هتيجي تقعد مع ماما شوية أصلها وحشها.


سحر بإبتسامة مصطنعة:أه يا حبيبتي معلشي لما تقوم بالسلامة تبقي تيجي تقعد معاكي يلا أنا هنزل عايزة حاجة ؟


فرح بهدوء:سلامتك يا حبيبتي.


لتغادر الإبنة وتغلق فرح الباب خلفها و تتنهد بحزن وتتجه بعدها لوالدتها من أجل تناول الإفطار سويا.


&&&&&&&&&& بقلم زينب سعيد &&&&&&&&&&&&


في شركة العمري.


يجلس أدم مع صديقة أمير.


أمير بتساؤل:مالك يا أدم أنت مش عاجبني ؟


أدم بهم:تعبان أوي لغاية دلوقتي مش متخيل إلي حصل .


أمير بفهم:الله يعينيك ثم يكمل بتساؤل طيب مصير البنت أيه هي عارفة أنكم هتخدوا الطفل.


أدم بسخرية:أيوة .


أمير بهدوء:أدم دي طفلة ممكن متكنش مدركة حاجة.


أدم بأسف:عارف أنا كان نفسي ترفض أقسم بالله كنت وقفت جنبها وساعدتها وأدتها الفلوس إلي هتخدها .


أمير بهدوء:خلاص يا أدم إلي حصل حصل يلا هسيبك عايز حاجة ثم يكمل بتساؤل طيب ليه عملت كده دلوقتي ما أهلك كانوا بيصروا دائما إنك تتجوز وأنت رافض ؟


أدم بهدوء:تقدر تقول عشان أكسر ضحي زي ما كسرتني ثم يكمل بسخرية كل إلي فارق معاها تجيب عيل عشان الورث تعرف لما قولتلها أتجوز البنت أن جه في دماغي أنها كده خلاص هترفض وتدافع عن حبها ليا ليغمض عينه بأسي كسرتني أوي لما وفقت ليكمل بسخرية وجيبالي عيلة صغيرة عشان تضمن أن مخليش جوازي حقيقي منها . 


أمير بأسي:متزعلشي يا صاحبي متعرفش الخير فين لينهض بتثاقل يلا أسيبك أنا عايز حاجة ؟


أدم بشرود:سلامتك ليغادر صديقه ليشرد أدم في فرح ويحدث حاله لما نشوف أخرتها معاكي يا ست فرح.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


بعد مرور شهر.


في شقة عبير تصيح سحر بفزع:أنتي بتقولي أيه يا ماما هتاخد نصف مليون ليه إن شاء الله ؟


عبير بغيظ:أهو بقي حظها كده أنا قولت هيديها كام باكوا وخلاص لغاية ما سمعت من البيه نفسه بيقول المبلغ.


سحر بغل :علي جثتي أن ده يحصل.


عبير بقلق:ناوية علي أيه يا بنت بطني ؟


سحر بخبث:لما نتأكد الحمل هيحصل ولا لا دي طلعان عينها في خدمة أمها .


عبير بسخرية:ما هو هيعملوا ليها تاني سهلة يا أختي .


سحر بشر :لما نشوف ثم تكمل بتساؤل هما هيعملوا التحاليل إمتي  ؟


عبير بتذكر:بكره .


عبير بتفكير :لما نشوف إلي هيحصل.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في فيلا أدم.


يجلس أدم يتناول الغداء هو وضحي بصمت تام.


أدم بهدوء:هنسافر المنصورة آخر الأسبوع .


ضحي بإمتعاض:ليه ؟


أدم بإستغراب:هو أيه إلي ليه بابا كلمني عشان جدي وماما عايزين يشفونا ليكمل بتساؤل أيه خالتو موحشتكيش ولا أيه ؟


ضحي بتوتر:لا وحشتني بس هي هتبقي تيجي تزورني أنت عارف أني مبحبش أسافر هناك وسط الفلاحين دول.


أدم بسخرية:الفلاحين دول أنتي واحدة منهم يا هانم ؟


ضحي بعصبية:حاضر يا أدم خلاص أرتحت كده.


أدم بإستفزاز:جدا.


ضحي بغيظ:أعمل حسابك ميعاد الدكتور بكره.


أدم بهدوء:تمام ثم يكمل بتساؤل بتكلميها كل يوم وبتطمني عليها ولا لا !


ضحي بكذب:أيوة يا حبيبي أطمئن.


أدم بهدوء:تمام.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في شقة فرح.


تجلس فرح علي سريرها بشرود تام وضع يدها علي بطنها وتحدث حالها يا تري ممكن أكون حامل فعلا ويكون في طفل هنا لتكمل بأسف أتمني ميكونش حصل حمل لتكمل بدموع وحسرة مش هقدر أسيب أبني مهما يحصل لتكور جسدها في وضع الجنين داعية الله أن لا يكون بأحشائها طفل فهي لن تستطيع تخيل تركها قطعة منها.


في الصباح.


تستيقظ فرح مبكرا كعادتها وتعد الإفطار لوالدتها ككل يوم  فهذه عادتها وهذا ما كانت تفعله طوال الفترة الماضية تحضر لها الإفطار وبعدها تخبرها أنها ستذهب لتعمل أو لجامعتها وبعدها تعود سريعا لغرفتها وتغلقها جيدا عليها وتنام فهي تعلم أن والدتها لا تخرج من غرفتها إلا من أجل دخول المرحاض حمدت الله أن المرحاض بجوار غرفة والدتها وأنه بعيد عن غرفتها حتي لا تفكر والدتها أن تفتح باب الغرفة .


ليأتي المساء وتفتح باب غرفتها بحذر وبعدها تفتح باب الشقه وتغلقه بعنف تظاهرات بأنها عادت وبعدها تحضر العشاء ليتناولوه سويا لتفيق من شرودها علي صوت والدتها تدعوها للطعام لتجلس بجوارها ويأكلوا سويا بصمت حتي ينتهوا وتودع والدتها وتحمل الصينية للمطبخ لتفيق من شرودها وتعد الإفطار وتتجه لوالدتها ليتناولوا الإفطار وبعدها تغادر للأسفل بعد أن تطمئن علي والدتها.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في شقة عبير.


تجلس عبير مع سحر يتناولون الإفطار ليطرق الباب .


لتتحدث عبير بلهفة:دي البت فرح أوعي تبيني حاجة.


سحر بغيظ:حاضر لتنهض وتفتح الباب وهي تنظر لفرح بإزدراء.


فرح بتعجب من حالتها : صباح الخير.


سحر ببرود: صباح النور.


فرح بتساؤل:خالتي عبير فين ؟


أنا هنا أهو قالتها عبير التي جاءت من الداخل.


فرح بهدوء:مش يلا يا خالتي.


عبير بتفهم:يلا بينا ثم تنظر لإبنتها سلام دلوقتي يا حبيبتي عايزة حاجة ؟


سحر بتذمر:سلامتك يا أما .


لتغادر عبير مع فرح متجهين للأسفل لتمسك عبير يد فرح بلهفة:أوعي تقولي لآدم باشا أني مكنتش معاكي ثم تكمل بتصنع التعب غصب عني يا بنتي كنت تعبانة.


فرح بتفهم:متقلقيش يا خالتي.


تنظر سحر في آثرهم بغل ثم تتجه سريعاً لغرفة والدتها وتفتح أحد الإدراج وتبحث عن شيء ما  حتي تجده لتخرج مفتاح صغير وتنظر له بمكر: لما نطلع نطمئن عليكي يا أم فرح وأعرفك  على حقيقة الهانم بنتك.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في الأسفل .


تقف سيارة علي ناصية الشارع لتقترب عبير وفرح منها ويركبوا سويا.


لتتحدث عبير بتساؤل للسائق:هو الباشا فين يا عم أحمد ؟


عم أحمد بهدوء وهو ينظر للطريق بتركيز:هيقابلنا هو والهانم هناك.


عبير بتفهم :تمام.


أمام المستشفى .


يصل السائق ويقف أمام المستشفى لتنزل عبير وفرح من السيارة بحذر ليجدوا ضحي تقف في إنتظارهم أمام المستشفي.


ضحي بعصبية:أتاخرتوا كده ليه ؟


عبير بتوتر:والله يا هانم الطريق كان زحمة.


ضحي بعصبية :طيب يلا نطلع.


فرح بتوتر:هو أدم بيه فين ؟


لتقف ضحي وتلتف لها بغل: وأنتي مالك ومال أدم يا بتاعة أنتي نسيتي نفسك ولا أيه ؟


فرح بدموع:والله ما أقصد.


ضحي بعصبية:أخرسي ويلا عشان نطلع.


في الأعلي في غرفة الطبيب.


تتمدد فرح علي سرير الكشف وبجوارها عبير وإحدي الممرضات في إنتظار الطبيب وهي تحمل بيدها نتيجة التحاليل الخاصة بفرح.


بينما علي المكتب يجلس الطبيب مكانه وتجلس ضحي بغرور.


الطبيب بعملية:هو أدم باشا هيتاخر ؟,


ضحي ببرود:لا هو زمانه علي وصول.


ليطرق الباب ويدخل أدم لينهض الطبيب باحترام ويرحب به.


الطبيب بتساؤل :أبدا في الفحص ؟ 


أدم بهدوء وهو يجلس :أتفضل.


ليتجه الطبيب لغرفة الكشف.


ويبدأ في أسئلة فرح بعض الأسئلة ويقرأ نتيجة التحاليل الطبية الخاصة بها والتي كانت إيجابية بالفعل ليبدأ بفحصها بجهاز السونار وسط خجلها ودموعها التي تنساب علي وجنتيها 


لتشقق عليها الممرضة وتمسك يدها بحنان وتمسد عليها .


لتنظر لها فرح بإمتنان بين دموعها .


ليبتسم الطبيب برضا وينظر للمرضة ويتحدث بأمر أندهي الباشا والهانم.


الممرضة بهدوء:حاضر لتترك يدها وتتجه للخارج لتعود سريعاً ومعها أدم وضحي.


لتنظر فرح لأدم براحة عند رؤيته لا تعلم لما تشعر بالأمان تجاهه.


أدم بلهفة:خير يا دكتور ؟


الدكتور بإبتسامة وهو يشير للشاشة:مبروك يا باشا ولي العهد في الطريق.


لينتهد أدم براحة:الحمد لله ثم ينظر لفرح بتساؤل:طيب وأخبار فرح ؟


ضحي بغل: المهم البيبي.


الطبيب بعملية:أطمني يا هانم الجنين بخير والأم بخير بس يفضل الراحة ثم الراحة وانا هكتب ليها حقن تثبيت تمشي عليها.


فرح بفزع:حقن لا مش عايزة حقن بخاف منها.


ضحي بعصبية:ما تخرسي يا بت أنتي بقي أنتي تنفذي وبس ؟


أدم بتحذير:ضحي بس ثم ينظر لفرح بهدوء أهدي شوية ثم ينظر للدكتور بتساؤل مافيش بديل ؟


الطبيب بعملية: فيه طبعاً بس الحقن هي الأفضل في الفاعلية.


أدم بهدوء:خلاص خليها في البديل وهي هتفضل نايمة طول فترة الحمل.


ضحي بعصبية:أدم أنت بتقول أيه ؟


أدم ببرود:سمعتني يا دكتور.


الدكتور بهدوء:أوامرك.


لتنظر فرح لأدم بإمتنان ليبادلها أدم النظرة بإشمئزاز ويغادر لتستعجب هي من نظرته….


بعد فترة .


يجلس أدم وضحي أمام الطبيب بينما فرح تقف بجوار عبير ليبدأ الطبيب في كتابة الروشتة لها ثم يغادروا إلي الأسفل ويأخذ أدم ضحي ويغادروا بعد شراء الدواء وإعطائه لعبير دون النظر لفرح.


لتستغرب هي من فعلته فهو لم يوجه لها حديث نهائيا ثم تركب مع عبير السيارة متجهين للمنزل.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في شقة فرح.


تفتح فرح الباب وتدخل بحذر حتي لا تستمع والدتها للصوت لكن تتفاجئ بوالدتها تجلس علي كرسيها المتحرك.


فرح بتوتر وخضة:ماما أيه إلي خرجك من أوضتك و قاعدة كده ليه ؟


لتنظر لها أمها نظرة لم تستطيع تفسيرها وتتحدث بحسرة:ضيعتي شرفك يا بنتي وحطيتي رأسنا في الأرض ؟


فرح…

ملحوظة والدتها مش مشلولة والدتها مريضة كانسر ومن كتر العلاج والمسكنات  إلي بتخدها مش بتقدر تتحرك كتير عشان كده بتفضل راقدة في سريرها كتير.


اللهم أرحم أبي وأسكنه فسيح جناته.

اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنه.


                          الفصل السابع


فرح بدموع ونفي :لا والله يا ماما أنتي فاهمة غلط.


الأم بحسرة: فاهمة غلط يعني الكلام ده حصل حقيقي,؟


فرح بإنكسار وهي تركض تجاهها وتلجس بجوار قدميها وتتحدث بدموع:هحكليلك كل حاجة لتبدأ فرح بسرد كل شيء حدث معها.


لتنظر أمها لها بحسرة ودموعها تتساقط بصمت:ملعون أبو الفلوس إلي تخليكي تبيعي نفسك يا بنتي كنتي أتسجنتب بكرامتك وشرفك وربنا كان قادر يظهر حقك وبراءتك.


فرح بدموع:غصب عني مكنتش عارفه أعمل أيه وأنتي كنت هسيبك لوحدك أزاي يا أمي ثم تكمل بألم دلوقتي بقي معايا فلوس علاجك ومبقناش شيلين همها زي الأول.


لتنتفض أمها بعنف وتبعدها عنها: كان أكرملي أموت يا فرح من إلي عملتيه فيا  أنتي دبحتيني عارفة يعني أيه سنين عمري ضيعتيها علي الفاضي ؟


لتقف فرح وهي تنظر أرضا ودموعها تتساقط بصمت وهي تستمع لحديث أمها لتصمت أمها فجأة وتغمض عيونها .


لترفع فرح رأسها بعد صمت والدتها المفاجئ لتتفاجئ بمنظر والدتها .


لتصرخ يفزع وتركض تجاهها.


تنظر فرح لأمها بصدمة وتركض تجاهها وتحاول هزها لتحقيق لتتفاجئ بالدماء التي تنزل من أنفها لتصرخ بفزع وتركض تجاه باب الشقة متجهة لأسفل.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في سيارة أدم.


تجلس ضحي بجوار أدم وتمسك يده وتتحدث بفرحة شديدة:مش مصدقه خلاص يا أدم أن هيبقي عندنا بيبي تفتكر نسميه أيه لتصمت ضحي بإستغراب من شرود أدم لتنظر له لتجده ينظر للخارج بشرود تام .


لتضغط علي يده لينتبه لها.


أدم بإنتباه :نعم يا ضحي ؟


ضحي بفضول:مالك سرحان في أيه ؟


أدم باللامبالاة :ولا حاجة كنتي عايزة أيه؟


ضحي بفرحة:كنت بقولك فرحانة أوي أوي بالبيبي هنسميه أيه ؟


أدم ببرود:لما يجي بالسلامة نبقي نفكر في إسم.


ضحي بتفكير:طيب هنقول لأهلنا إمتي ؟


أدم ببرود:لما نسافر.


ضحي بتوتر:طيب ما نقولهم دلوقتي ومنسافرش هناك بحجة الحمل.


لينظر لها أدم بهدوء ويتحدث بإبتسامة باردة:سواء عرفوا بالحمل أو معرفوش هسافر أنا وأنتي معايا.


ضحي بغيظ :تمام.


لتصل السيارة للفيلا ليتحدث أدم بأمر:أنزلي أنتي أنا خارج شوية.


ضحي ببرود:تمام .


لتترجل ضحي ويأمر أدم السائق بالتحرك.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في شقة عبير.


يا مصيبتي قالتها عبير بصريخ وهي تخبط علي صدرها بعد أن أخبرتها إبنتها ما فعلته.


سحر ببرود:إهدي وكبري دماغك.


عبير بعويل:أنتي عارفة لو البت دي حصلها حاجة هي ولا أمها هنروح وراء الشمس ده أدم العمري يا بنت بطني.


سحر ببرود:وأيه يعني أدم العمري كبري دماغك بقي أنا راحة أنام.


لتنظر أمها لها بصدمة وهي تتحدث بذعر:يارب أسترها معانا ده أحنا غلابة.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في شركة العمري جروب.


يجلس أدم مع صديقه أمير يتناولون القهوة بصمت تام.


ليقطع أمير هذا الصمت بمزاح:وحدوه مالك يا دومي ؟


لينظر له أدم بتحذير:أيه دومي دي يا يا سي زفت ؟


أمير بمزاح: خلاص بهزر يا رمضان مالك بقي ؟


لينتهد أدم بملل ويحرك كرسيه ويردف بأسي:حامل.


أمير بصدمة:حامل أيه أنت حامل أزاي ؟


لينتفض أدم من مقعده ويقذفه بالأوراق التي أمامه ويتحدث بغل:قوم يلا أطلع بره.


أمير بضحك وهو يلملم الورق:خلاص يا عم بهزر فرح حامل طيب دي حاجة تزعل مبروك يا صاحبي لينهض ليحتضنه.


ليرفع أدم يده ويشير له بالجلوس.


ليجلس أمير مرة آخري بإستغراب:في أيه يا أدم أنت زعلان بجد ولا أيه ؟


أدم بتأكيد:أيوة.


أميرة بصدمة:أيوة أيه مش ده الطفل إلي بتتمناه ؟


أدم بألم:كان نفسي الحمل ميحصلش.


أمير بإستغراب:ليه ؟


أدم بوهن:لو الحمل ما كنش حصل مكنتش هخليها تعمل العملية تاني وكنت هديها الفلوس وتبعد عننا خالص دي طفلة أكيد طمعت في الفلوس ومش فاهمه حاجة تقدر تقولي دي هتتجوز أزاي وهتكمل حياتها أزاي وهتقول للي هتجوزه أيه بعت نفسي عشان الفلوس.


أمير باحراج:أكيد هي عارفة ده كله .


أدم بسخرية:بس ده ماكنش كلامك أنها مجرد طفلة.


أمير بهدوء:لأن الآول كنت تقدر تتراجع لكن دلوقتي خلاص بقي في جنين أمر واقع .


أدم بقلة حيلة وهو يضع رأسه بين يديه:تعبت أوي يا أمير.


أمير بهدوء: خلاص يا أدم أرضي بالأمر الواقع إلي حصل حصل يا صاحبي بس بعد ما تولد متتخلاش عنها خليك جنبها من بعيد لبعيد.


أدم بتعب:حاضر.


لينهض أمير بهدوء:طيب يلا بينا نروح أنت تعبان.


أدم بوهن:لا هقعد شوية محتاج أقعد مع نفسي.


أمير بقلة حيلة:زي ما تحب سلام دلوقتي أنا.


أدم بهدوء:أتفضل.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في فيلا أدم.


تدور ضحي في غرفتها بفرحة وهي تحادث والدتها:أيوة يا ماما زي ما بقولك البنت حامل خلاص لتقف فجأة وتتحدث بتوتر لا يا ماما بعد الشر أن شاء الله الحمل يكمل أدم لا مش عارفة ماله حساه مش مبسوط لتكمل بشر مش مهم المهم أن الخلاص الطفل إلي أستنيته هيجي تمام يا حبيبتي سلام دلوقتي لتغلق الهاتف مع والدتها وتنظر أمامها بشرود وتتحدث بغل بكره فلوس عائلة العمري كلها تبقي تحت إيدي.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


عند فرح.


تطرق باب شقة عبير بشدة لتفتح عبير الباب بقلق وما كادت عبير أن تنطق حتي صاحت فرح بدموع:أمي بتموت ألحقني يا خالتي.


لتفزع عبير ويركضوا سويا لأعلى.


بينما سحر تقف في الداخل تنظر لها بتشفي لوالدتها سوف تموت والجنين سوف يجهض من المجهود وتصبح فرح في الشارع من جديد بلا أدني مجهود منها.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في منزل أمير.


يعود أمير لمنزله ويفتح الباب ليتفاجئ بصغيرته تركض تجاهه بفرحة:بابي جه.


ليحملها أمير بحنان ويقبلها:قلب بابي أنت يا لين.


لتقهقه الصغيرة بفرح.


ليتحدث أمير بتساؤل:مامي فين ؟


لين بطفولة:بتنيم أدم الصغير.


أمير بحنان وهو يقبلها وجنتيها:طيب يا قطتي يلا نروح ليهم.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


في غرفة النوم .


تقف شابة علي مشارف العقد الثالث من عمرها وهي تحمل رضيعها وتداعبه .


ليفتح باب الغرفة ويدخل أمير وهو يحمل لين.


لتنظر له الشابة وتشير له ألا يتحدث لتضع الصغير في مهده وتشير له بالخروج.


ليخرج أمير وهو يحمل الصغيرة ويتجه إلي الخارج.


بعد فترة….


يجلس أمير وهو يحمل صغيرته أمام التلفاز حتي تخرج زوجته من الغرفة.


حمد لله على السلامة


أميرة بحنان:الله يسلمك يا حنين.


لتجلس حنين بجواره وتحمل الصغيرة لين وتتحدث بتساؤل:مالك يا حبيبي في أيه واتاخرت كده ليه ؟


أمير بهدوء:عديت علي أدم وقعدت معاه.


حنين بإستغراب :طيب مضايق ليه أتخنقتوا سوا ولا أيه ؟


أمير بنفي:لا يا حبيبتي مفيش حاجة بس البنت إلي حكتلك عنها حامل .


حنين بحزن:ياربي الله يعينها هتلاقي أدم ومراته فرحنين أوي.


أمير بنفي:بالعكس أدم زعلان جدا ضحي إلي فرحانة.


حنين بسخرية:أكيد مش هتكوش كده علي الورث بالواد ده أن مش صعبان عليا في الموضوع كله غير البنت دي.


أمير بهدوء:صعبان عليا أوي بس نصيبها كده.


حنين بحزن:ربنا يسترها معاها هقوم أحضر الأكل .


أمير بهدوء:ماشي يا حبيبتي.


&&&&&&&&&&&&&&&&


بعد ساعة.


في أحد المستشفيات الحكومية.


تصل سيارة الإسعاف إلي المستشفي وتدخل والدة فرح إلي الطوارئ.


بينما تقف عبير بجوار فرح وتحاول تهدأتها دون فائدة.


عبير بقلق:إهدي يا فرح عشان إلي في بطنك.


لتنظر لها فرح بحسرة وتبدأ في ضرب بطنها بعنف:هو السبب في ده كله لازم يموت.


لتصرخ عبير بفزع وتحاول إيقافها……


الفصل الثامن

في فيلا آدم.


يصل آدم إلى الفيلا ويصعد إلى غرفته سريعًا حتى لا يقابل ضحى، فآخر ما يريده هو رؤيتها في الوقت الحالي.


ليصعد للغرفة بتعب ويفتح الباب بهدوء لتجحظ عين آدم مما يراه؛ فوجد الغرفة مزينة بالبلالين والشموع وطاولة طعام مزينة، وضحى تجلس بجوارها ترتدي فستان سهرة من اللون الأسود عاري الكتفين ويصل إلى منتصف فخذها وتطلق لشعرها العنان.


لتقف بلهفة عندما تجد آدم وتركض تجاهه وتضمه بلهفة ليظل آدم على صدمته. 


ضحى بفرحة:

- كويس يا بيبي إنك رجعت بدري، إيه رأيك في المفاجأة دي، أنا قلت نحتفل بالبيبي. 


ليبعدها آدم بهدوء ويتحدث بابتسامة مصطنعة:

- حلوة يا حبيبتي، بس أنا تعبان ومحتاج أنام. 


ضحى بدموع مصطنعة:

- عشان خاطري يا بيبي متكسرش فرحتي. 


لينظر آدم لها قليلًا ثم يتنهد بقلة حيلة:

- حاضر يا ستي. 


لتصيح ضحى بفرحة وترتمي بأحضانه. 


ليتنهد آدم بقلة حيلة ويبتسم لها باصطناع، لا يدري لمَ يشعر أن هناك شيئًا سيئًا سيحدث! 

****


في المستشفى. 


تصرخ عبير بفزع عندما تجد الدماء تسيل من فرح:

- يا نهار أسود!

لتتركها بفزع وهي تنادي على الطبيب لإغاثتهم. 


بينما فرح ترفع يدها وتنظر للدماء التي تسيل منها بحسرة وتستند على الحائط وتجلس أرضًا وهي تتحدث بشرود:

- كان لازم تموت. 


بعد قليل نُقلت فرح لغرفة العمليات، بينما بقيت عبير في الخارج تبكي على حظها العاثر لتفكر في شيء ما وتحدث حالها:

- كده الباشا لازم يعرف، ما هو أنا اللي هروح في الرجلين، منك لله يا سحر هتوديني في داهية.

لتخرج هاتفها المتهالك وتبحث عن رقم آدم وتتصل به. 


****


في شقة عبير. 


تجلس سحر في غرفتها بسعادة وهي تتحدث في الهاتف:

- آلو.. أيوة يا حبيبي بتعمل إيه؟ لأ يا سيدي ده حصل حاجة كده مفرحاني فقلت أكلمك... لتصمت فجأة وتتحدث بشر: صوت مين ده يا زفت؟ لتضحك بسخرية: واحدة بتشتري علاج بالسهوكة دي؟ طيب اخلص ومشيها بدل ما أنزل أكسر الصيدلية فوق دماغكم يا دكتور الغبرة، سلام سديت نفسي.

لتغلق الهاتف وترميه جانبًا وتنهض وتقف أمام مرآتها وتحدث حالها بغنج وهي تلعب بخصلات شعرها:

- آه منك يا أمي، مش كان زماني أنا وإنتي بنتنغنغ في العز! بس أقول إيه فيكي؟ ثم تكمل بشماتة: بس خلاص خلصت، وفرح هترجع لشغلها تاني زي الشحاتين. ثم تكمل بتوعد: صبرك عليا يا فرح الكلب، هخلي الحارة كلها تعرف عملتك القذرة يا فرح يا بنت ناهد. 


****


في المنصورة، في منزل متوسط الحال. 


تجلس والدة ضحى وشقيقتها ضَي أمام التلفاز، ووالدة ضحى تخبر شقيقتها بحمل ضحى. 


رقية والدة ضحى بفرحة:

- خلاص هانت والعيل يجي.. ثم تكمل بغيظ: عشان بنتي تكيد العقارب اللي هناك. 


ضي بسخرية:

- متفرحيش أوي يا ماما، ما يمكن الحمل ميكملش. 


رقية بغل وهي تضربها في ذراعها:

- بعد الشر، أنا مش فاهمة إنتي بتكرهي أختك ليه؟ ثم تكمل بسخرية: ده كله عشان معرفتيش توقعي المحروس آسر ابن عم آدم وسبتيه لواحدة ولا تسوى؟ 


لتردف ضي بحزن:

- أنا كنت بحب آسر يا أمي مش بحب فلوسه زي ما بنتك بتحب فلوس آدم. 


رقية بكبرياء:

- مش مهم بتحب إيه، المهم دلوقتي إن آدم وفلوسه بقوا في جيب أختك دلوقتي، وخلاص هنقب على وش الدنيا. 


ضي بسخرية وهي تنهض:

- تبقي بتحلمي، شوفي بنتك متجوزة بقالها قد إيه؟ عمرها جت تشوفك؟ عمرها فكرت تسألك محتاجة حاجة ولا لأ؟ دي بقت ضحى هانم يا ماما، دي بتستعر مننا! خلاص سلام يا ماما، هروح أنام.. تصبحي على خير. 


لتنظر لها رقية باشمئزاز وتتحدث بغيظ:

- غوري، سديتي نفسي يا بعيدة. لتكمل بخبث:

- لما أكلم أختي حبيبتي أفرحها.

لتمسك الهاتف وتتصل بلهفة. 


****


في قصر العامري. 


يجلس الجميع يتناولون العشاء ليرن جرس الهاتف لتنهض سهير بهدوء:

- هقوم أرد.

لتذهب للهاتف وترفع السماعة وترد سرعان ما يظهر الامتعاض على وجهها:

- أهلًا يا رقية، إزيك يا حبيبتي؟ بخير.. حاضر هناديها.

لتنزل السماعة وتضعها جانبًا وتعود للسفرة وتحدث أم آدم. 


سهير بغيظ:

- رقية على التليفون يا عليا. 


عليا باستغراب:

- رقية بتتصل دلوقتي ليه؟


سهير ببرود:

- معرفش.


لتنهض عليا وترد على الهاتف بقلق وسرعان ما تترك السماعة وتسقط مغشيًّا عليها! 


لينهض الجميع بلهفة ويحملها زوجها إلى غرفتهما ويصيح في ابن عمه أن يتصل بالطبيب. 


لترفع سهير سماعة الهاتف المفتوحة وتتحدث بغيظ:

- قُلتي لها إيه يا ست إنتي؟ خليتي البت تقع من طولها. لتجحظ عيناها بشدة وتتحدث بصدمة: حامل! 


في غرفة صالح. 


بعد فترة تفيق عليا وتجد الجميع حولها لتتحدث بلهفة:

- هو أنا كنت بحلم، صح؟


لترد ريماس زوجة آسر بابتسامة:

- لأ يا طنط، ضحى حامل. 

لتنزل دموعها بصمت وهي تحمد الله على تحقيق دعوتها، ليجلس زوجها بجوارها بحنان ويحتضنها:

- مبروك يا أم آدم، هتبقي تيتا. 


عليا بدموع:

- الحمد لله.


ليبارك الجميع لهما على هذا الخبر السعيد ويقرروا السفر في الغد لآدم من أجل أن يباركوا له على هذا الخبر السعيد.


بينما على الطرف الآخر في شقة رقية تضحك بشماتة وهي تتذكر ما حدث لشقيقتها عندما علمت بحمل ضحى، وتتحدث بمكر:

- ولسه الواد ده هو اللي هيجيبكوا الأرض. 


*****


في فيلا آدم. 


في غرفة النوم. 


تنام ضحى بعمق داخل أحضان آدم بينما هو ينظر للسقف بشرود تام يفكر فيما حدث معه في الفترة الأخيرة، ليقطع شروده رنين هاتفه وتململ ضحى في أحضانه من صوت الهاتف، ليجلب الهاتف من جواره ليجده رقم عبير فقد أخذه منها ليطمئن على فرح لينهض بهدوء من جانب ضحى حتى لا تستيقظ واتجه سريعًا للبلكونة وتحدث ببرود:

- آلو يا عبير.. ليصمت قليلًا ثم تحدث بثبات: مستشفى إيه؟ تمام.

ليغلق الهاتف وينظر لضحى النائمة بسخرية ويتحدث في سره: شكل فرحتك مش هتكمل يا ضحى.

ليذهب سريعًا ليغير ملابسه ويتجه إلى المستشفى. 


****


في المستشفى الحكومية. 


بعد نصف ساعة يصل آدم بسيارته ويتصل بعبير ليستفسر عن مكانهما ويصعد إليهما وهو ينظر للمستشفى بتقزز واشمئزاز من الإهمال ومناظر المرضى حتى يصل أمام غرفة العمليات ويجد عبير تجلس أرضًا. 

لتنهض بلهفة عندما تجده يتحرك تجاهها. 


ليردف آدم بحدة:

- إيه اللي حصل؟


عبير بتوتر:

- روحنا يا باشا لقينا أمها مغمى عليها ونقلناها هنا، بس يعنى من الخضة عليها وقعت على السلم وجالها نزيف. 


آدم بعدم تصديق:

- وقعت على السلم إزاي طالما دخلتوا الشقة؟


لتردف بارتباك:

- قصدي يعني وهي راحة تنده لسحر بنتي تساعدها من شقتي الي تحت.


ليردف بريبة: تمام ليتجه لأحد المقاعد ويجلس عليها وهو يتأمل المكان من حوله.


بينما عبير تتنفس الصعداء وتتجه إلى الحائط وتسنتد عليه ليفتح باب غرفة العمليات ويخرج الطبيب. 


لتركض عبير تجاهه وتردف بلهفة:

- خير يا دكتور؟


الدكتور بعملية:

- الحمد لله، قدرنا نوقف النزيف والجنين بخير. 


عبير براحة:

- الحمد لله. 


لينظر الطبيب لآدم بتساؤل:

- هو حضرتك تقرب ليها؟


آدم بثبات:

- أيوة، جوزها.


الطبيب بتفهم:

- طيب ممكن حضرتك تتفضل معايا في المكتب شوية؟ 


آدم بتفهم:

- اتفضل.

ليتحرك الطبيب ويتبعه آدم. 


بعد ساعة. 


في غرفة عادية. 


ترقد فرح بسلام على الفراش والمحاليل معلقة بيدها وبجوارها عبير. 


ليفتح الباب ويدخل آدم ليقف قليلًا يتأمل وجهها الشاحب ليتنهد بأسى ثم ينظر لعبير بتساؤل:

- أخبار أمها إيه؟


عبير بتذكر:

- نسيت والله من اللي حصل، هروح أسأل على حالتها. 


آدم بهدوء:

- تمام.

لتغادر عبير ويجلس آدم بجوار فرح بشرود: يا ترى هتودينا لفين تاني يا ست فرح؟ 

*****


في قصر العامري. 


في جناح صابر وسهير. 


تسير سهير في الغرفة ذهابًا وإيابًا بعصبية شديدة بينما يجلس زوجها يتابع التلفاز بملل وضجر من تحركها أمامه هكذا.


لتتحدث سهير بعصبية:

- طبعًا قاعد تتفرج ولا هامك حاجة وأنا يتحرق دمي. 


صابر ببرود:

- وإيه اللي يحرق دمك؟


سهير بعصبية وهي تجلس بجواره:

- دلوقتي ضحى حامل، عارف يعني إيه يعني؟ يعني أول مسمار في نعشنا هيندق. 


صابر بعدم فهم:

- ليه يعني؟


سهير بعصبية:

- لأن بمجرد ما آدم يخلف يبقى خلاص ست ضحى هتتمكن وتبقى ست البيت كمان، وجوزها هيكوش على كل حاجة.

 

صابر بتريث:

- ما ياخدوا مش حقهم؟ مش معنى إني عايش هنا يبقى ليا حق، متنسيش إن الحج مش أبويا؛ ده عمي اللي رباني وحقي من أبويا أخدته، إنما اللي بتتكلمي عنه ده حق صالح وابنه آدم، يعني ريحي نفسك. 


سهير بغل:

- بس برضه ابن ضحى لأ، دي مش بعيد تخليه يطردنا برة. 


صابر بهدوء:

- اتطمني يا سهير، آدم عاقل ومش هيبيع أهله عشان خاطر مراته، يلا هقوم أنام تصبحي على خير. 


سهير بشرود:

- تبقى بتحلم دي ضحى بنت رقية. 


*****

في المستشفى، في غرفة فرح.

ما زال آدم ينظر لها بشرود سارحًا في مدى براءة وجهها الملائكي، ليفيق من شروده على صوت تململها لينهض من مكانه ويقف بجواره بجمود في انتظار أن تفتح عيونها. 


لتفتح فرح عينها بضعف وهي تئن وتضع يدها على بطنها:

- آه.


آدم بهدوء:

- الحمد لله على السلامة. 


فرح بخوف:

- أنا والله مكنتش في وعيي، أنا آسفة. 


آدم بهدوء:

- متتأسفيش وأكيد مش هتكوني تقصدي توقعي نفسك، واتتطمني البيبي بخير.


فرح بحيرة:

- وقعت إيه؟ أنا مش فاهمة حاجة؟

آدم باستغراب: …. 

- آدم باشا.

قالتها عبير التي دخلت للتو وتنظر لهما بتوجس. 


آدم بانتباه:

- تعالي يا عبير، عملتي إيه؟


عبير بأسف: ...


الفصل التاسع


لتبدل بصرها بين آدم وفرح بريبة وتردف بتوتر:

- الدكتور قال إنها دخلت في غيبوبة.


فرح برعب وهي تحاول أن تنهض:

- ماما.


لينظر لها بتحذير وهو يعيدها للفراش مرة أخرى:

- إهدي يا فرح. ثم يلتفت لعبير ويتحدث بأمر: خليكي معاها ومتتحركيش، شوية وراجع.


عبير بإيجاب:

- أوامرك يا باشا.


ليغادر آدم ويغلق الباب خلفه لتنتفض عبير بلهفة تجاه فرح وتتحدث بخوف:

- قُلتيله إيه؟


فرح بدموع:

- مقولتش حاجة، طمنيني على ماما؟

عبير براحة:

- الحمد لله، ركزي معايا أنا قلتله إنك وقعتي. ثم تكمل بتحذير: وإنتي هتقوليله كده، ده آدم العمري بإشارة منه يدفنك تحت الأرض لو عرف إنك كنتي هتموتي ابنه.


فرح بدموع:

- مش هتكلم، المهم أمي تبقى بخير.


عبير بامتعاض وهي تجلس:

- اتطمني، غيبوبة وشوية وهتفوق.


****


في مكتب مدير المستشفى.


يجلس آدم بغرور وهو يضع قدمًا فوق قدم ويتناول سيجارته ببرود ويملي على المدير تعليماته.


المدير باحترام:

- أوامرك يا باشا، هجهز عربية إسعاف وتنقلها مستشفى العمري.


آدم ببرود:

- حالتها إيه يا دكتور؟


الدكتور بأسف:

- عندها جلطة في القلب، بالإضافة إن عندها ورم في المخ في مرحلة متأخرة.


آدم بتفهم:

- تمام جهز كل حاجة، المهم عندي سلامتها.


الدكتور بطاعة:

- أوامرك يا باشا.


****


في الصباح تحركت عائلة آدم الي القاهرة من أجل أن يباركوا له على حمل زوجته! 


في سيارة آسر.


يقود آسر سيارته وبجواره زوجته ريماس وهي تحمل صغيرها أنس ذا الثلاث سنوات.

ريماس بهدوء:

- مكانش لازم نروح يا آسر.


آسر بتفهم:

- معلش يا حبيبتي، عارف إن إنتي وضحى مش على وفاق، بس إحنا رايحين لآدم مش لضحى، إنتي عارفة آدم بالنسبالي إيه.


ريماس على مضض:

- أمري لله، بس نبارك ونرجع.


آسر بضحك:

- حاضر يا حبيبتي.


في سيارة صالح. 


يقود السائق السيارة ويركب في الخلف عليا والجد بالخلف، وصالح بالأمام بجوار السائق. 


لتردف عليا بفرحة:

- مش مصدقة إن خلاص هبقى جدة.


صالح بهدوء:

- ولا أنا، بس اللي مستغربه آدم ليه مكلمناش زي ما مراته كلمت أمها؟ 


عليا بحزن:

- والله أنا زعلت منه أوي على الحركة دي، بس لما أروحله.


صالح  بهدوء:

- بلاش، يمكن يكون عنده شغل، بلاش واشتري خاطره.


صفوت بتأكيد:

- جوزك عنده حق يا بنتي، بلاش تنكدي على فرحة ابنك.


عليا بتفهم:

- حاضر يا عمي.


في سيارة صابر.


يقود صابر سيارته وبجواره سهير.

سهير يغيظ:

- أنا عايزة أعرف ليه أصريت إني آجي معاكم؟


صابر بهدوء:

- إنتي عايزة رقية لما تعرف إن كله راح ما عدا إنتي هتقول إيه؟ دي زعلت إن مرات آدم حامل، واخدة بالك مرات آدم مش ضحى بنت رقية.


سهير بتفكير:

- عندك حق، ربنا يعدي المشوار ده على خير.


صابر بهدوء:

- إن شاء الله خير.


****


في المستشفى.


في غرفة فرح.


يفتح آدم الباب ويدخل يجد فرح تبكي وبجوارها عبير تستند برأسها على التخت وتنام بعمق بجوارها.

ليقترب منها آدم ويردف برفق:

- اتطمني، مامتك بخير.


لتنظر فرح بلهفة:

- إنت بتتكلم جد؟


آدم بإيجاب:

- أيوة، بس هي دخلت في غيبوبة وأنا نقلتها المستشفى بتاعتي.


فرح بامتنان:

- أنا مش عارفة أشكرك إزاي؟ 


آدم بهدوء:

- ولا تشكريني ولا حاجة، أنا همشي دلوقتي عشان عندي شغل وإنتي هتخرجي بالليل. ثم أكمل بحزم: وهتيجي معايا الفيلا هتفضلي هناك لغاية ما والدتك تقوم بالسلامة.


فرح بتوتر:

- لأ أنا هرجع بيتي.


آدم بأمر:

- كلامي يتنفذ. ثم أكمل بتهكم: هيبقى أفضل ليكي أحسن ما تقعي تاني ولا حاجة.


فرح بتوتر:

- طيب ومدام ضحى؟ 


آدم ببرود:

- كلامك معايا أنا، يلا سلام عليكم.


فرح بشرود:

- وعليكم السلام.

لتنظر فرح لعبير، فوجدتها تنام بعمق لتتنهد بتعب: إنتي السبب في ده كله يا خالتي عبير، الله يسامحك.


****


في سيارة آدم.


يقود السائق السيارة بينما آدم يجلس في الخلف بشرود تام في حديث الطبيب وأيضًا في رد فعل ضحى عندما تعلم أنه سيجلب فرح للمكوث معهم حتى تلد.

فلاش باك. 


يجلس آدم أمام الطبيب ويردف بتساؤل:

- خير يا دكتور؟ ممكن أعرف حضرتك طالب تقابلني ليه؟


ليردف الطبيب بعملية:

- إنت جوزها فعلًا؟


ليردف آدم بعدم فهم:

- أيوة جوزها، مش فاهم قصدك من السؤال؟


ليردد الطبيب بريبة:

- بصراحة سن المدام صغير أوي، وحالة انهيارها دي خلتني أشك إنها مش متجوزة من الأساس، وإنها لا سمح الله تكون غلطت مع حد، بس لما شفت حضرتك استغربت أكتر؛ يعني ما شاء الله واضح من مظهرك إن حضرتك مركز وهي واضح إنها بنت غلبانة وكمان فرق السن بينكم ده كله غريب.


ليردف آدم بحدة:

- والدة المدام تعبت وجت هنا، وطبيعي تكون منهارة على حالة والدتها، أما مظهرها وفرق السن ميخصش حضرتك في حاجة.


ليردف الطبيب بتراجع:

- إهدى بس يا باشا، أنا مش قصدي، أنا أقصد يعني إن الهانم محتاجة رعاية؛ لأن الحمل ضعيف جدًّا وهي سنها صغير، وممكن لقدر الله ينزل في أي وقت.


لينهض آدم ويردف ببرود:

- شكرًا يا دكتور، وأنا قادر آخد بالي كويس أوي على مراتي وابني.

ليغادر آدم المكتب بغرور. 


عودة 


يتنهد آدم ويمسح على وجهه بأسى:

- يا ترى هتيجي يا ابني على الدنيا ولا القدر ليه رأي تاني؟! 


****


في فيلا آدم.


في غرفة ضحى.


تستيقظ ضحى على طرق على باب الغرفة لتنهض بتململ وتنظر حولها ولا تجد آدم، لتنهض باستغراب وترتدي روبها الخاص وتغلقه جيدًا وتذهب لتفتح الباب لتجد إحدى الخادمات.


لتتحدث ضحى بتكبر:

- فيه إيه؟ جاية تصحيني بدري كده ليه؟


الخادمة بتوتر:

- أصل أهل آدم باشا تحت.


ضحى بصدمة:

- أهل آدم! هي الساعة كام؟ وآدم فين؟


الخادمة بهدوء:

- الساعة سبعة الصبح، والباشا خرج من بالليل ولسه مرجعش.


ضحى بشرود:

- تمام، انزلي وأنا شوية ونازلة.


الخادمة بإيجاب:

- أوامرك يا هانم.


لتغلق ضحى الباب وتحدث حالها بشرود:

- يا ترى سايبني ورحت فين وأنا نايمة؟

لتتنهد بضيق وتتجه لخزانة الملابس وتختار أفضل ما لديها وتتجه للحمام من أجل استقبال الضيوف.


في الأسفل. 


تجلس العائلة في البهو في انتظار حضور آدم وضحى.


سهير بامتعاض:

- بقالنا ساعة قاعدين والهانم منزلتش تسلم علينا.


ريماس بتهدئة:

- معلش يا طنط، إحنا جايين بدري برضه.


عليا بإحراج:

- شوية وهتيجي.


الجد باستغراب:

- وآدم خرج بدري كده ليه؟ ما تكلمه كده يا آسر تطمنا عليه.


آسر بإيجاب:

- حاضر يا جدو.

ليخرج آسر هاتفه ويحدث آدم ليجد الهاتف مغلقًا ليتحدث بأسف: مغلق يا جدو.


الجد بهدوء:

- ماشي يا ابني.


ليصمت الجميع وهم يستمعون لخطوات أقدام تأتي من أعلى لينظروا باتجاه السلالم ليجدوا ضحى تنزل وهي ترتدي (بنطال أسود وشميز ستان أحمر وتربونة حمراء) وتسير بغنج بحذائها العالي حتى تصل لديهم وتجلس على أحد المقاعد الخالية وتضع ساقًا فوق ساق وتردف بغرور:

- صباح الخير.


لينظر لها الجميع بامتعاض وتتحدث عليا بحنان:

- إزيك يا ضحى؟ مبروك الحمل يا بنتي.


ضحى بغرور:

- الله يبارك فيكم. ثم أكملت بتساؤل ماكر: إنتم عرفتوا منين؟ إحنا لسه مقولناش لحد غير مامي.


سهير بغيظ:

- ومامي هي اللي قالت لينا يا حبيبتي.


ضحى بحزن مصطنع:

- كده برضه يا مامي! ده أنا منبهة عليها متقولش لحد عشان الحسد.


ليصمت الجميع بصدمة على حديث ضحى. 


لتتحدث سهير بسخرية:

- وهتتحسدي على إيه يا حسرة؟ ده إنتي اللي زيك معاهم بدل العيل اتنين وتلاتة.


ضحى بعصبية:

- قصدك إيه يا ست إنتي؟

سهير بعصبية:

- قصدي تقفي عوج وتتكلمي عدل، اللي بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب.


- بس إنتم الاتنين.

قالها الجد وهو يهبط بعصاه أرضًا:

- فيه إيه؟ مش عاملين اعتبار ليا؟


ضحى بعصبية:

- والله تقول للبتاعة دي اللي جاية تهزأني في بيتي.


لينهض الجميع بصدمة وتتحدث سهير بصدمة:

- أنا بتاعة؟ وبيتك؟ فوقي يا بنت رقية الله يرحم، ده إنتم مكنتوش لاقيين تاكلوا.


صالح بعصبية:

- إيه الكلام ده يا ضحى؟ اعتذري فورًا ليها.


ضحى ببرود:

- مش هعتذر لحد، البيت ده بيتي، واللي يدخل بيتي يدخله ويحترمني، مش كفاية جايين من غير استئذان! فاللي حابب يقعد يا يقعد باحترامه يا يتفضل من غير مطرود.


- إنتي اتجننتي؟! 


*****


في شقة عبير.


تجلس سحر تشاهد التلفاز بملل فنور الصباح قد أشرق ولم تعد والدتها حتى الآن لتشرد في شيء ما ثم تتحدث بفرح:

- يمكن فرح والمخفية أمها ماتوا وأكون خلصت منهم للأبد! ياه…

ليقطع فرحتها صوت جرس الباب، لتنهض بتذمر: يا فرحة ما تمت.

لتفتح الباب غير عابئة بما ترتديه من بادي كات وبنطال برمودة، لتفتح الباب وسرعان ما تشهق بصدمة!



الفصل العاشر والحادى عشر من هنا



❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺






تعليقات

التنقل السريع
    close