رواية هي لي اقتباس والفصل الأول بقلم الكاتبه مروه حمدي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
رواية هي لي اقتباس والفصل الأول بقلم الكاتبه مروه حمدي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
كان يصعد الدرج بسرعه، يعيد الهاتف إلى جيب بنطاله بعدما أنهى الاتصال مع أحد عملائه، لم ينتبه لتلك الهابطة، إلا عندما اصطدم صدره برأسها وصدرت عنها شهقة صغيرة.
_ااه.
ارتد قليلا للخلف، ينظر لها بإحراج: انا اسف يا انسه.
لاحظ خفضها لراسها وازاحتها بيدها لشئ على وجهها.
وبشك تساءل: معقول تكون الخبطه وجعتها اوى كده؟
أجلى صوته: انا حقيقى مكنتش اقصد.
رفعت رأسها له، لتصطدم النظرات و تلك المرة هو من تأوه بوجع داخله من سهام بندقيتها اللامعه من أثر الدموع ومع احمرار أنفها وقف كتمثال يتأملها بصمت، وشعور داخلى قوى يخبره بأنه يعرف تلك الفتاة وانها مألوفه وما جعل دقة تفلت منه عنوة، ابتسامتها الصغيرة وهى تجيبه بهدوء وبنبرة رقيقه تفضح بكاءها: حصل خير يا استاذ سيف.
نظر لها بدهشه يشير على نفسه: حضرتك تعرفينى؟
اتسعت ابتسامتها ودون ان يعلم نقلت له لترتسم على وجهه وعيناه على خاصتها لا تحيد وهى تجيبه بما صدق حدسه بأن تلك البندقية اصطدم بها سابقا: انا ملك اخت كرم.
اتسع بؤبؤ عيناه بزهول يشير بيده فى الهواء: معقول؟ ملك! ملك الصغيرة!
هزت رأسها بإيجاب فأكمل هو بإعجاب واضح: معقول السنين عدت كده؟ والبنت الصغيرة ال ياما شدتها من ضفيرتها، تكبر وتبقى ورده جميلة اوى كده.
شعرت بالخجل من حديثه ونظراته، تضع يدها على شعرها فوق الحجاب بتلقائية، تتمتم بتذمر طفولى راقه كثيرا: على فكرة كانت بتوجع اوى.
ضحك عليها بملئ فاهه: ميبقاش قلبك اسود بقا.
تابع بابتسامه: كرم موجود؟
ملك وهى تشير لأعلى: اه ومستنى حضرتك من بدرى، عن اذنك.
تركته واقفا مكانه وهبطت درجتين وقبل ان تكمل الثالثة اوقفها بسؤاله: انتى رايحه فين؟
نظرت له بعدم فهم تشير حيث الباب المقابل للدرج: شقتى.
سيف بتمنى
: مش هتطلعى معايا فوق؟
نظرت له بإستغراب وهو لا يلومها بالأساس هولا يعلم لما أوقفها، فقط رغبة داخليه تطالبه بإطاله الحديث معها والان عليه تبرير حديثه.
***
ونظراتها مشتته بين الاثنين: هو هنا يا فاطمه هو هنا.
نظرت فاطمه حيث تنظر هى: هو مين ده بس؟
فاطمه بنواح: هووو يا فاطمه هووو
فاطمه: مفيش حد هنا يا حبيبتى ده بس بيتهيألك.
ملك بنواح: لا اهو اهوواقف وبيضحك اهو.
فاطمه مبتلعه ريقها بخوف: لو تقولى بس مين ده ال مخوفك كده، وايه حصل معاكى.
على صوت ضحكاته،.صمت اذنها وبسرعه وضعت يدها عليها تصرخ: واقف وبيضحك يا فاطمه.
فاطمه برعب:أهدى يا ملك أهدى مافيش غير انا وانتى وبس هنا.
احمد الصغير متمسك بوالدته بخوف: هى عمتو قصدها مين يا ماما؟
"ههههههههه حلو اوى يا ملوك، اكديلهم كمان وكمان انك مجنونه، بيتهيالك حاجات غريبة"
بسرعه البرق اقترب وجه من خاصتها، والمسافة بينهما أصبحت لا تتعدى أنشأ واحد ورائحة الكبريت تتغلغل إلى صدرها، تخنقها..
متابع بأعين حال بياضها لسواد جعلتها تطلق صرخات عالية من رعبها عندما قال بهوس : انهارى كمان وكمان اتعذبى اكتر واكتر ده بيريحنى، مر يده على يدها المحترقة، متعرفيش ده بيريحنى ازاى! انتى لازم تتعاقبى يا ملك على كل لحظه قال فيها بحبك ويا حبيبتى"
بابتسامه من الجحيم مر يدها على وجنتها: هيخلوكى تنامى عشان تهدئ واول ما تغمضى عنيكى هتلاقينى مستنيكى يا ملوووك"
هى لى
بقلم مروة حمدى
الفصل الأول
**
من الحب ما قتل، جملة رددتها الألسن كتعليق على حال عاشق لم ينل من الدنيا هواه، فتقاذفته بين دروبها، يهيم بها على وجهه بعدما فقد الرغبة بالحياة؛ باكياً على أطلال أمس غير عائد ومستقبل غير مرغوب به وقد توقفت ساعه الزمن خاصته عند تلك اللحظه وقد افترق بها قلبه عن منأه.
ولكن الحال يختلف عند تلك الجالسة بفراشها تضم قدميها إلى صدرها، تحيطهم بيدها كمن يتلمس صحبه وسط الظلام ووجها المتخفى خلفها ولا يظهر منه سوى عيناها وهى تدور بالأرجاء من حولها برعب وقد حال بياضها إلى حمار من قلة النوم، فقد أصبح أمنية بعيده فى الأونه الأخيرة.
ببطء ثقل جفناها عنوة، لتستكين بجبهتها على ركبتيها، تستدعي راحه لقلبها وعقلها وبالأخير جسدها وقد تملك منه الوهن.
ثوانى قليله وبدأت معالم وجها بالانكماش وانعقد حاجبيها تحرك رأسها يمينا ويسارا ببطء سُرع تدريجيا مع همهمات غير مفهومه خرجت من فاهها لتصبح اكثر وضوح وهى تصرخ بخوف، استيقظت على أثره.
"أسااااااااااااااااااااااامه"
أخذ صدرها يعلو ويهبط برعب، نظرت حولها، أعادت يدها الممدوة فى الفراغ إلى جانبها ودموعها عرفت طريقها على وجنتيها بعدما أيقنت انه هو ذات الحلم او بمعنى أصح، ذات الكابوس، السارق لراحتها المقلل لنومها، المؤنب لعقلها والجالد لقلبها، لا يتغير ولكن مع مرور الأيام تزداد تفاصيله وضوحا.
بهمس مسموع وقلب ملتاع تساءلت: عملت فينا كده ليه يا أسامه؟
دفعه من الهواء البارد لفحتها بمجلسها، أقشعر لها جسدها، وصوت فحيح تعرف صاحبه جيدا نفث لها بأذنها ما جعلها تنتفض من مرقدها، تنظر حولها بفزع وقد تبدد شعورها بالوحده.
حدثت نفسها تطمئنها: دى اكيد تهيؤات من قلة النوم مش أكتر، اه تهيؤات.
اكدتها لنفسها مرارا وتكرارا ولكن قشعريرة سرت بجسدها على طول عمودها الفقري وكأن أصابع شخصا ما ترسم طريقها عليه جعلتها تثب من مكانها لأخر أتت لها كإجابة وشعورها بأنها ما عادت وحيدة بمنزلها يقوى يوما عن الاخر، شيئا ما يشاركها إياه، شيئا ما يحيط بها، شيئا لا تراه ولكنه موجود.
دارت عيناها بالأرجاء، تبتلع ريقها برعب مع تسارع دقاتها، وقع نظرها على الهاتف الموضوع على الكومود بجانب الفراش، بسرعه التقطته، وبأيد مرتشعه نقرت على شاشته، تجرى اتصالا، وضعته على اذنها وعيناها تبحث فى الفراغ حولها كفريسة تستكشف موقع صائدها.
ومن الجهة الأخرى او بمعنى أدق من الطابق العلوى حيث يسكن شقيقها الوحيد مع أسرته الصغيرة، كانت زوجته تستعد للنوم بعدما اندثت إلى جانبه حين صدح صوت نغمه هاتفه.
عقدت حاجبيها تنظر لزوجها المستغرق بالنوم وإلى الهاتف الموضوع على الكومود بجانبه متسائلة: ياترى مين ال بيرن عليه دلوقت؟
رفعت جسدها لأعلى ومدت يدها تلتقطه، نظرت إلى الاسم المتوسط للشاشة" ملك أختى"
أمسكت ذقنها بيدها وبداخلها: وياترى ست ملك عايزه ايه الساعه دى؟
توقف الهاتف عن الرنين، علقت ب" أحسن"
أوشكت على إعادته لموضعه حتى عاد للرنين من جديد.
بسرعه أنسلت خارج الفراش، بعدما تململ زوجها بنومه، انسحبت للخارج تجيب بحده مقصودة.
_ايوه يا ملك، ده وقت حد يتصل بحد.
ملك وقد صعقها حديث زوجه اخاها الجاف، ليس لأنها لم تعتد عليه منها قبلا ولكنه الوصف.
_حد! أنا كنت برن على أخويا؟!
_ويا ترى بقا ايه الكارثة ال حصلت تخليكي ترنى على أخوكي...قالتها وهى تتكئ على حروفها متابعه...فى وقت زى دا؟
طريقة حديثها الجمت لسانها عن الحديث لبرهه والأخرى نافذة الصبر فقالت: هتفضلى ساكته كتير، أنا عايزة انام، هتتكلمى ولا أقفل؟
"خايفة"
هكذا نطقت بها بدون تفكير، فرعبها بتلك اللحظه بلغ منتهاه سواء من المجهول او من تنفيذها لتهديدها وقد وجدت بصحبه صوتها أمان مؤقت.
بينما الأخرى رددت باستنكار: نعم! بتقولى ايه؟
بقهر أعادت حديثها: خايفة يا فاطمه ومحتاجه كرم ينزلى.
فاطمه بإستهزاء: وياترى بقا البرنسيسة خايفة من ايه؟
ملك بصدق: مش عارفة، بس حاسة انى مش لوحدى.
فاطمه بانتباه: قصدك فى حرامى؟
ملك: لا، بس...
فاطمه بإستفسار: بس ايه؟
ملك: حلمت حلم مش حلو وحاسة ان فى حاجه مش شيفاها معايا.
فاطمه بشفاه مرفوعه وقد ضاقت ذرعا بتلك المدللة من وجهة نظرها: يعنى عايزانى اصحى اخوكى ال وراه شغل من الصبح بدرى من نومه عشان السنيورة شافت كابوس وخايفة تنام؟!
ملك بنفى: ها، لا انا انا...صمت ثانيه تابعت بعدها برجاء وطلب خرج منها لأول مرة...انا خايفة اقعد هنا لوحدى يا فاطمه، ممكن اطلع عندكم؟
فاطمه بعصبية وصوت منخفض: بنت انتى، محدش فاضى لدلعك ده، هو ايه ال جد؟ مانتي ليكى تلات سنين لوحدك! ولا مش مكفاياكى الشقة الطويلة العريضة ال عايشه فيها قولتى اما اقرف مرات اخويا...
ملك نافية بسرعه: لالا انا بس خايفة ومحتاجه كرم.
فاطمه بحقد: وكرم هيعملك ايه انشالله؟! يقعد جانبك يحرسك لحد ما تروحى فى النوم مثلا! ده معملهاش مع ابنه! ومع ذلك أنا هطول بالى عليكى للأخر، خايفة يا ماما يبقى تشغلى قرآن وتستعيذى مش تقلقى الناس فى نومتها، تصبحي على خير.
قالتها مغلقة الهاتف بوجهها دون إعطاءها فرصة للحديث، أمسكت بعدها الهاتف وقامت بضبطه على الوضع الصامت متمتمه وهى تعود للغرفه: قال خايفة قال وعايزة كرم ينزل او هى تطلع، أدى ال ناقص نشتغلها بيبى ستر.
وعلى الجهة الاخرى نظرت للهاتف بصدمه، هوت على الفراش ودموعها تتسابق على وجنتها وقد تغلب قهرها على خوفها و من بين شهقاتها رددت بحسرة: انتى فين يا أمى؟ مشيتى انتى وبابا وسبتونى لوحدى فى الدنيا دى.
" بس انتى مش لوحدك"
جملة هُمس بها بأذنها، جعلتها تصرخ منتفضه للخلف حتى اصطدم ظهرها بالفراش خلفها وعيناها تدور بكل إتجاه وعقلها يسترجع تلك النبرة وبدون وعى نطق لسانها باسم صاحبها: "اسامه"
قابلها السكون من حولها ووجيب قلبها صم أذنها.
اخذت تردد كل ما جال بخاطرها من أذكار، تستعيذ بسرها والصمت يحيطها وبرعب وبطئ أمسكت بغطاء الفراش، تنسل أسفله، تكورت على نفسها متخذة وضع الجنين ولا يظهر منها انش ولا يخرج عنها سوا أنفاس مرتعبه يرتفع وينخفض على أثرها الغطاء، تنتظر بفارغ الصبر قدوم الصباح.
بدد السكون حولها ارتفاع صوت هاتفها ينبؤها باتصال قادم، فرح قلبها، ظنا منها انه اخاه، وبدفعه من الأمل تغلبت على مخاوفها تزيح عنها غطاءها كمن يزيح ثقل يجسم فوقه، تلتقط الهاتف بلهفه وما إن وقع نظرها على الأسم تملكت منها خيبة الأمل والحسرة من جديد ومع ذلك لم تنكر تلك السعادة المتسربه لقلبها عند ابصارها لاسمه يتوسط الشاشة، هى بحاجه إليه الان اكثر من أى وقت مضى وكأنه استمع لاستغاثتها الغير منطوقه به وقد خطر بعقلها اولا قبل أخاها تطلب مساعدته ولكنه الإحراج وكذلك تأخر الوقت.
همست بإسمه بابتسامه صغيرة" سيف"
ومع اخر حرف فُتح باب الشرفة بقوة أجفلتها وبثت الزعر بداخلها من جديد.
ومع رجوع هاتفها للرنين تحركت بنظرها عن الشرفة للهاتف توشك على الإجابه بسرعه وقد بلغ منها الخوف مبلغه، لتتجمد اصابعها على الشاشة وتلك النبرة الجليدية القريبة من وجهها تلك المرة تخبرها بأمرانتفضت له سائر خلايا جسدها" ما ترديش"
ببطء رفعت نظرها عن الشاشة للأمام، اصطدمت نظراتها بما جعل الدم يتجمد بعروقها، فهى الان بمواجهة أسوء مخاوفها ويعتبر الوحيدة بالآونه الأخيرة" عينان جاحظتان تناظرها ولا تحيد عنها"
والأسوء انها تعلم صاحبها جيدا وما جعل الشيب يخطو برأسها، علمها بمكانه الان وما جعل قلبها يوشك على التوقف هو الغضب النافث منها، عالمه بأنه موجه لها لا غير.
بأحرف متقطعه متلجلجه بعدما الجمتها الصدمه عن الحركه غير مصدقة.
"أوأو سااا سا مه"
"وحشتينى"
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق