كَرهتهم و أحببتُك بقلم همس كاتبه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول لمدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
كَرهتهم و أحببتُك بقلم همس كاتبه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول لمدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
طفولة سوداء
كنت سامعة صوتهم و هما نايمين مع بعض ، بنت عندها 9 سنين بتسمع الاصوات دي ! كل شوية الصوت يعلا اكتر من غير حياء خالص و انا نايمة باوضتي مش قادرة استحمل الصوت ، حطيت ايديا على وداني عشان ما اسمعش بس برضو مش قادرة انام .
بعد شوية خرجت مرات ابويا من اوضتهم ، و جات تطمن على عيالها الي هما اخواتي ، مقدرش اوصف هيا كانت لابسة ايه ، كل جسمها باين بطريقة مقرفة
بصتلي و قالت و هي متعصبة : انتي لسا ما نمتيش ، اتخمدي يلا
غطت اولادها و انا رفعت البطانية على وشي
بعدها راحت للمطبخ تعمل عشا لبابا
بابا و ماما انفصلو من 4 سنين ، سبب الطلاق كان ان بابا عايز يخلف و ماما بعد ما خلفتني مكانتش عايزة تخلف تاني ، فقالتله يتجوز بس ما استحملتش ان بقى ليها ضرة فطلبت الطلاق و اتجوزت واحد تاني ، انا فضلت مع بابا و بروحلها مرة وحدة بالاسبوع كل يوم جمعة
تاني يوم الصبح صحيت عشان اروح المدرسة
لبست و جهزت و استنيت بابا يفوق عشان يوصلني
لما اتأخر رحت خبطت على باب اوضتهم
مرات بابا طلعتلي و هي لابسة لانجري شفاف غير عن الي لبسته امبارح و حطت ايدها ع الحيطة بدلع
مكنتش فاهمة ان مرات ابويا بتعمل التصرفات دي عن قصد ، مفهمتش ده الا لما كبرت شوية ، مهو من بجاحة و فجر بعض الستات بيستغلو براءة عيلة صغيرة عشان يكيدو بعض ، هيا بتعمل كدة عشان لما اروح لامي احكيلها و تتغاظ منها
قالت : عايزة ايه يا ليل؟
ليل : عايزة بابا يودني المدرسة
ردت عليا و هيا بتضحك : باباكي مش هيقدر يقوم ، اصله فيص مني امبارح ، روحي استني زغلول برا هوا هيوصلك بالمكروباص
ليل : طب عايزة مصروفي ، انتي ما عملتليش ساندوتش
خرجت من اوضتها على المطبخ و عملتلي ساندوتش طعمية بايتة من امبارح على السريع و لفتهولي بكيس نايلون
ليل : بس انا مش بحب الطعمية يا طنط
مسكتني من كتفي و قالت بعصبيه : ايه يختي ؟!! ما بتحبيش الطعمية ؟! عايزاني اعملك ايه ديك رومي ؟ هوا ده الموجود ، احمدي ربنا اني بأكلك اصلا ، يلا على مدرستك بلا هم
مسكت الكيس و طلعت
ركبت المكروباص و استغربت انه مفيش حد خالص فيه غير السواق و هو اتحرك بسرعة ، كنت حاسة ان الطريق غلط ده مش طريق المدرسة بتاعتي
وقف المكروباص في حتة مقطوعة و لف ليا و بصلي بصة غريبة جدا ، انا خوفت اوي
فجأة حط ايده على رجلي
فتحت باب المكروباص بسرعة و نزلت جري و سبت شنطتي هناك ، هو نزل بيجري ورايا
فضلت اجري لغاية ما وصلت مكان فيه ناس و هو اختفى ، رحت لوحدة ست باين عليها طالبة بالجامعة
ليل : طنط طنط ، انا تايهة و مش عارفة اروح ممكن توديني لماما ؟
بصتلي و هي مستغربة
البنت : طنط ! ، طب عارفة نمرة تيلفون مامتك ؟
انا هنا بدأت اعيط
ليل : لأ
البنت : طب متعرفيش انتو ساكنين فين ؟
ليل : لا عارفة ، جنب الجامع
البنت : انهي جامع يا حببتي ؟ ما البلد كلها جوامع
ليل : مش عارفة
البنت ابتسمت بطيبة : طيب يا حببتي ما تعيطيش ، انتي اسمك ايه ؟
ليل : اسمي ليل …. النجار
البنت : طب تعالي هسأل عليه و اشوف
اخدتني و بدأت تلف على المحلات الي حوالينا و تسألهم ، كانو الناس لسا بيفتحو محلاتهم
لما فقدت الامل راحت مسكتني من ايدي و اخدتني لسواق المكروباص الي بيوصل للجامعة و قالتله اني تايهة ، انا باللحظة دي اترعبت ، خوفت اوي لتسيبني معاه و يعمل زي ما عمل زغلول
بس هيا معملتش كدة ، هي سألته لو يعرف بابا و هو كان زوق جدا و محترم
بصلي و قال : ايوة اعرفه ده الي بيشتغل ترزي مش كدة يا شاطرة
ليل : ايوة
وصفلها طريق بيتنا بالزبط
البنت شكرته و اخدتني بتاكسي عشان توديني البيت
وصلنا و هي بصت على لافتة محل بابا
البنت : اهو ده المحل بتاعكم ، هنا بيتكم مش كدة؟
ليل : ايوة متشكرة يا طنط
البنت : خودي بالك من نفسك و ما تخرجيش الا مع حد كبير
نزلت و هيا راحت
اول ما نزلت لقيت المكروباص بتاع زغلول مركون تحت بيتنا خوفت اوي و طلعت لشقتنا
يا دوبك فتحت الباب هدخل ، مسكني بابا من شعري ، زغلول و مرات بابا كانو واقفين بيبصولي و هما متعصبين
بابا بعصبية : عايزة تمشي على حل شعرك يا تربية الشوارع ، هتطلعي لمين غير لامك
بدأ يضر.بني بالحزام و انا بصرخ باعلى صوت ، و بيسبني بافظع الشتا.يم ، كلمات معرفتش معناها الا بعد ما كبرت ، جلدي اتهرى من كتر الضر.ب ، و دي اول مرة بحياتي بابا بيضر.بني كدة
نزلت عمتي شروق جري من بيت جدي الي هوا فوق بيتنا ، و بدأت تسحبني من تحت ايده ، عمتي دي اكتر شخص حنون عليا بعيلتي كلها
شروق بصراخ : سيب البنت هتمو.ت بايدك ، دي لسا عيلة ايش فهمها بالكلام الي بتقوله
بابا : ابعدي عني و الله لاد.بحها بايديا دول
بدأ بابا و عمتي يتخانقو لحد ما بابا زقني و وقعني على الارض
بدأت اصرخ من وجع ايدي لاني وقعت عليها
شروق : يخربيتك حرام عليك دي عيلة صغيرة ، و الله لانزل اعمل فيك محضر
قرب بابا عليها و كان هيضر.بها بس زغلول مسكه و بعده عنها و بدأ يهديه ، طبعا مش عشاني عمل كدة، ده عشان هو بيحب عمتي شروق من زمان بس هيا اتجوزت واحد تاني و دلوقتي ارملة عندها بنت من سني و ولد اكبر مني بسنة
و طبعا وسط خناقهم ده ما حدش ابدا اخد باله ان ايدي بتوجعني و مزرقة
بس بالليل لما ما عرفوش ينامو من صوت عياطي افتكرو ياخدوني للدكتور
رحت لماما بعدها بفترة و قولتها على الي حصل من باب انها هتجيبلي حقي يعني
بس لما هي كلمت تيتة اتخانقت معاها و تيتة فسرت تصرف ماما غيرة و انها بتدور على المشاكل
و لما روحت البيت بابا مسكني و ضر.بتي تاني لاني قولتلها
و ده كان اول موقف يخليني اكره الرجالة بجد ، سواء من تصرف بابا او من زغلول سواق المكروباص
*****************
لما بقى عندي 11 سنة ، بدأ شكلي يتغير ، ابتديت الاحظ جسمي اتغير ازاي و حتى صوتي بقى انعم ، بقيت انطوائية اكتر ، مش بلعب مع اخواتي ولا اولاد الجيران ، بقيت احب المذاكرة اكتر من اي حاجة ، و كل ما ازهق اروح لوعد بنت عمتي شروق و نفضل نتكلم على اساس اننا كبرنا و كدة
يوم الجمعة رحت لماما بعد الصلاة على طول ، و اكيد عمتي هي الي بتوصلني
اول ما دخلت ماما ابتدت تحقق معايا ، مفكرتش حتى تحضني او تطمن عليا ، كان كل الي يهمها بابا عمل ايه و مراته عملت ايه و لو في مشاكل بينهم او اي حاجة تانية
ماما : بقولك اية لما تروحي هتقولي انك اتبسطي جدا عندنا ، و ان ماما و جوزها مبسوطين اوي مع بعض ، و هو على طول بيدللها و بجيبلها كل حاجة ، ها حفظتي ؟
ليل : ايوة يماما ، بس مش عيب نكدب ؟
خبطتني على كتفي و قالت : دي كدبة بيضا يا عبيطة ، اوعك تقوليلهم حاجة وحشة ، عايزاكي تفهميهم اني مبسوطة جدا مع جوزي
ليل : ماشي يماما ، بس انا كنت عايزة اسألك سؤال
ماما : اسألي يبت ؟
ليل : هو انا ينفع اتحجب ؟
بصتلي ماما بصدمة و قالت : نعم يختي ؟! تتحجبي ؟! مين الي قالك كدة ؟! باباكي مش كدة ؟! دلوقتي دبت فيه الرجولة و النخوة ؟! ما يبص لمراته الاول
ليل : لا بابا ما قاليش حاجة ، بس انا اعرف ان البنت لما تكبر لازم تتحجب ، و المس قالتلي كدة في الفصل و انا كبرت اهو
ماما : لا يحببتي انتي لسا صغيرة على الحجاب ، لما تكبري كمان شوية اتحجبي براحتك ده قرارك ، بس دلوقتي لا ، انتي الي بسنك بتكون تتباهى بشعرها و بجمالها ، و بعدين سيبك من البناطيل دي البسي فساتين احلى
ليل : بابا مش بيرضى يشتريلي فساتين ، و عمتو شروق بتقولي لبسي لازم يكون محتشم
ماما : ده كلام فارغ انتي لسا صغيرة ، بقولك ايه تعالي انا جبتلك فساتين جديدة ، تعالي اوريكي
قمنا للاوضة بتاعتها و بدأت توريني الفساتين بصراحة فرحت و ابتديت امسك الحاجات و اتفرج عليها
ماما : بس بقولك ايه ، لما تروحي ابقى توريهم لمرات بابكي العقربة و تقوليلها دول من ماما و جوزها ما بيبخلوش عليا بحاجة
بصيت لماما بيأس ، بعدين هي قامت و اخدت منشفة و روب الحمام
ماما : انا هروح اخد شاور و البس عشان صباحية عماد ابن جوزي ، اصل امبارح كان فرحه
ليل : و انا يماما ؟ هبقى لوحدي ؟
ماما : انتي هتروحي دلوقتي تطلعي البتنجان من التلاجة و تقليهم ، بس بقولك ايه قلبي كويس مش عايزاهم يتحرقو
طبعا قمت و انا بنفخ مهو اتبسطت اوي عندهم بصراحة
دخلت المطبخ و بدأت احمر البتنجان و انا سرحانة
فجأة حسيت في ايد بتحسس على ضهري ، لفيت بسرعة لقيت جوز امي ببصلي و زنقني عند البوتجاز
قلبي وقع من الخضة و زقيته بس هو ما اتحركش
جوز ماما : و الله كبرتي يا ليل و بقيتي عروسة ، ده انتي غلبتي مامتك بالحلاوة دي
هنا انا فهمت هو عايز ايه و ان ده بيسموه تح..رش و كنت مرعوبة جدا على نفسي
قرب مني اكتر و مسك ايدي
ليل : لو ما بعدتش هنده لماما
جوز امي : عادي ، هعملها معاكم مع بعض
مسكت المعلقة السخنة الي بقلب بيها و حطيتها على ايده
صرخ بصوت عالي و انا هربت بسرعة لاوضة ماما
خرجت ماما مخضوضة و هي لابسة روب الحمام
ماما : في ايييه ؟!
دخل جوزها و قال بابتسامة : مفيش يا حببتي بس ليل عورتني من غير ما تاخد بالها ، اصلي خضيتها لما دخلت
ماما بشهقة : يا انهارك اسود مش تاخدي بالك يا بت ، حصلك حاجة يا حبيبي ؟
كنت ببصله و انا خايفة ، كنت هقول الحقيقة بس ما قدرتش ، خوفت يطلقها و اكون انا السبب
ليل : ماما كلمي عمتو ، عايزة اروح
ماما : خلصتي شغلك ؟
ليل : ايوة
ماما : طيب لمي حاجتك و انا هكلمها
و هنا انضم جوز امي لقايمة الرجالة الي كرهتم بحياتي ، مش عارفة لو كل البنات بيحصلها كدة و لا بس انا ، كنت بسأل نفسي ، ليه ؟ هو انا فيا حاجة غريبة مثلا ؟! ايه الي يخلي الرجالة تبص لبنت صغيرة بالطريقة دي ؟!
********************
تاني يوم الصبح ، نزلت اجيب كيس ملح لمرات ابويا من الدكانة الصغيرة الي جنب محل بابا
دخلت و كان فيها راجل كبير بالسن معدي ال 60 سنة
رحت للقسم الي فيه الملح و مسكت الكيس و لسا يا دوبك هروح احاسب لقيته بيبصلي بنفس نظرات جوز امي و زغلول و بيقرب مني
هنا انا خلاص بقى عندي سرعة بديهة و عارفة هتصرف ازاي
جريت ناحية الباب و هو مسكني ، انا ما سكتش ضربته تحت الحزام ضربة قوية و زعقت بيه جامد
ليل : حتى انت يا راجل يا مكحكح ، ده انت رجلك و القبر ، ما تفوقو بقا !
اخدت كيس الملح و حطيت ثمنه على الطرابيزة و خرجت و انا بجري
و ده بقى الموقف الي اثبتلي ان كل الرجالة واحد ، عبيد لشهواتهم ، ما بيرحموش لا صغير و لا كبير ، و كلهم صنف خط.ير لازم ابعد عنه
حطيت موضوع الحجاب في دماغي ، بدأت اوسع لبسي اكتر و رميت كل الفساتين الي ماما جابتهالي ، لبست الطرحة و انا عندي 11 سنة عشان احمي نفسي .
*************************
بقا عندي 18 سنة ، خلصت الثانوية بمجموع كويس ، و طبعا قعدت بالبيت اخدم مرات ابويا و عيالها
بابا لاحظ اني كبرت ، بقى عايز يخلص من همي باي شكل ، ما بيتنا كله اوضتين و صالة و مطبخ ، و بابا عنده من مراته 7 عيال كلهم اولاد و اهي برضو حامل بولد دلوقتي ، مش هيعرف يخلص منهم بسهولة بس هيعرف يخلص مني
عشان كدة اداني لاول حد بيخبط باب بيتنا ، كان واحد معرفة لاهل ابويا ، مفيش لا شوفة شرعية و لا فترة خطوبة و لا حاجة
ليل : ازاي عايز يجوزني لواحد ما اعرفهوش ، يا عمتو انا اصلا مش عايزة اتجوز
شروق بحنان : معلش يا حببتي ، و الله انا صوتي اتنبح و انا بقنعه بس هوا منشف دماغه
ليل : يعني ايه ؟! خلاص هتجوزوني غصب عني ؟!
شروق : مش يمكن لما تعرفيه تحبيه ؟ ممكن يكون احسن من عيشتك مع مرات ابوكي ، فكري شوية ، انا كنت مكانك من زمان ، و اهلي اجبروني اتجوز واحد غير الي بحبه ، بس لما اتجوزته حبيته اوي و عرفت انه احسن من زغلول بمليون مرة
ليل : هففف محدش فاهمني ابدا ، يا عمتو انا مشكلتي بالحياة اني ما بطيقش جنس الرجالة ، مش بطيقهم افهموني بقا
شروق : سلمي امرك لله يا حبيتي محدش قادر يلين دماغ ابوكي خالص
*********************
بابا سلمني للعريس قرديحي ، من غير لا مهر و لا شبكة و لا قايمة و لا عفش و لا حتى فرح ، و لا اي حاجة ! كأني هم و عايز يخلص منه
اهل العريس حاولو يقنعو بابا ان لازم يعملو فرح بس الرفض كان اكتر من العريس نفسه مش عايز فرح هوا كمان
كتبنا الكتاب و لبست فستان ابيض بسيط جدا ، عمتي شروق ربنا يكرمها جابتهولي و ادتني مصحف هدية جوازي
شروق : خودي المصحف ده يا حببتي ، كل ما تحسي انك مخنوقة اقري فيه و ادعي ، ربنا كبير وهيستجيب ليكي يضنايا
ليل : انا مش عارفة اشكرك ازاي ، انتي اكتر حد وقف معايا و حسيت انك احن عليا من امي ، انا بحبك اوي يا عمتو
شروق بدموع و ابتسامة : ما تقوليش كدة يا حببتي ، كان نفسي اعملك فرح كبير و اشوفك مع عريسك بالكوشة ، بس النصيب ليه رأي تاني
ابتسمت و حضنتها و انا بعيط ، عمتي دي مفيش زيها ، كسرت قاعدة العمة الحرباية و اللئيمة ، كانت اقرب و احن حد عليا ربنا يديها الصحة و طولة العمر
رحت مع الي بيسموه جوزي و انا مرعوبة و خايفة ، ما ودعتش حد من اهلي غير عمتي و بنتها وعد ، هما بس الي هيوحشوني
اول ما وصلت الشقة و دخلت ، قفل جوزي الباب و بصلي
جوزي : ممكن نتكلم ؟
انا كنت مرعوبة من جوايا بس اتكلمت بهدوء
ليل : ايوة اتفضل
قعد في الصالة و شاورلي اني اقعد ، و انا قعدت عادي
قالي بكل هدوء : اسمعي يا بنت الناس ، انا اتجوزتك بس عشان ابويا كان عايز كدة، فمتتوقعيش مني اقربلك او اعتبرك مراتي ، انا مليش بالجو ده ………………..…….يتبع
" كنتُ أظن أن الطفولة جنة الجميع، حتى اكتشفت أن جنتي احترقت قبل أن أولد "
-القصة حقيقية بكل تفاصيلها لصديقة مقربة
كَرهتهم و أحببتُك
بارت 2
( زواج شكلي )
قالي بكل هدوء : اسمعي يا بنت الناس ، انا اتجوزتك بس عشان ابويا كان عايز كدة ، فما تتوقعيش مني اقربلك او اعتبرك مراتي ، انا مليش بالجو ده ، ممكن تعتبري نفسك ضيفة هنا لغاية ما نطلق
ما انكرش اني اتصدمت ، بس بنفس الوقت ارتحت
ليل : طب ليه وافقت على الجوازة دي من الاساس ؟!
تغيرت نبرة صوته و بقى متعصب
جوزي : كدة ، مزاجي ! ، بقولك ايه احنا هنفضل عايشين اخوات مع بعض لغاية ما بابا يكتبلي الشقة باسمي و بعدها نطلق ، و خلال الفترة دي هنكون قدامهم اسعد زوجين بالدنيا ، فاهمة ؟
هنا حسيت انه عايز يستغلني ، فهمت انه ممكن يكون بيحب وحدة تانية او عنده مشكلة و بدأت ارسم سيناريوهات بدماغي اشكال و الوان ، قررت اني انا كمان هستغله زي ما هو عمل
كتفت ايديا و بصيتله بقوة
ليل : و انا هستفيد ايه غير اني ابقى مطلقة بالسن ده ؟! لو عايزني اساعدك يبقى انت لازم كمان تساعدني
ظهرت علامات استغراب على وشه
جوزي: ايه ؟! هو انا طلبت منك مساعدة ؟!
ليل : اه ، انت عايزني اكدب على الناس كلها و اظهرلهم اننا زوجين سعيدين جدا ، فأنا عايزة مقابل لسكوتي
بصلي بنظرة غريبة و قالي : ايه الي عايزاه ؟!
ليل : عايزة ادرس بالجامعة ، بابا مش عاوز يسجلني ، فانت الي لازم تعمل كدة ، و انا اوعدك وقتها هساعدك و اقنع عمي يكتبلك الشقة
سرح شوية حسيت انه بيفكر بالعرض ده
جوزي : بس انا معيش فلوس تكفي دراستك ، انا بصرف على نفسي بالعافية
ليل : اتصرف ، كلم عمي يساعدك ، انت لا قدمتلي لا مهر و لا شبكة ، اعتبر دراستي مكان شبكتي
جوزي : ماشي ، هشوف الموضوع ده بعدين ، بس من هنا لغاية ما نطلق هتقعدي انتي باوضة و انا باوضة تانية ، و مش هنتكلم مع بعض خالص و لا تحاولي تقربي مني ابدا ، هنكون زي الاخوات بالزبط
كنت مستغربة خوفه ، هو بيتكلم كدا ليه ؟ ده انا الي مش طايقاه !
ليل : و هو ده المطلوب تماما ، انا في حالي و انت في حالك
شوفت علامات الراحة على وشه ، انا كنت قلقانة اوي من فكرة ان بقا في راجل في حياتي ، هشوفه كل يوم و هينام جنبي و يقرب مني ، كل ما افتكر اني ممكن اقلع قدامه بتخض ، ده كان عاملي رعب حقيقي ، بس كلامه ده ريحني شوية ، لاول مرة احس ان في راجل مش طمعان فيا و بجسمي
رحنا كل واحد لاوضته ، اول ما دخلت قفلت الباب بالمفتاح
مسكت شنطتي و بدأت اطلع الدريسات بتاعتي و ارتبها بالدولاب ، بدلت هدومي و لبست اسدال الصلاة و مسكت المصحف الي ادتهولي عمتي و بدأت اقرأ سورة البقرة
لحد ما بقيت مش شايفة من كتر النعس فقومت انام
اول ما تمددت على السرير بدأت افكر لا اراديا هو ليه مش زي بقية الرجالة ؟! ايه الي يخليه يتجوز جواز شكلي ؟!
معقولة عشان بيحب وحدة تانية ؟
يمكن عنده مشكلة جسدية و مكسوف ؟!
ممكن يكون زيي عنده عقدة من الستات زي ما انا عندي عقدة من الرجالة ؟!
فضلت افكر لغاية ما تعبت و نمت
*****************
مر كام يوم على جوازنا بهدوء تام ، ما شفتوش خلال الفترة دي ابدا ، يا دوبك بس بسمع صوت قفل الباب لما يخرج من البيت و لما يرجع و بتعمد اني اختفي بالوقت ده
في يوم من الايام سمعته بيخبط على باب اوضتي ، اتخضيت بس قمت و فتحت الباب
ليل : ايوة ؟!
جوزي : عايز منك خدمة لو سمحتي
ليل باستغراب : ايه هيا ؟!
جوزي : صاحبي عندي و قاعدين بالبلكونة ، لو ممكن تقومي بواجب الضيافة عشان قاعدين بنشتغل و مش هفضى اقوم
ليل بهدوء : حاضر
كان هيروح بس بصلي و قال : اه ، جهزي اوراقك عشان بكرا تنزلي تسجلي بالجامعة ، هسيبلك الفلوس على الطربيزة
ابتسمت و قولتله : شكرا
جوزي : ده الاتفاق ، و انتي بصراحة مقصرتيش معايا و اهلي مبسوطين منك جدا
مشي ناحية البلكونة و انا بصيت لاثره و انا ببتسم ، بدأت احس براحة تجاهه ، اول مرة بحياتي ما اخافش من راجل
رحت للمطبخ و بدأت احضر بالضيافة و انا بوزع ابتسامات ، فكرة اني هروح الجامعة فرحتني اوي ، اخيرا هعمل حاجة و انا مبسوطة ، بدأت افكر بالمجال الي هدرسه ، اخترت اسجل بكلية الحقوق ، عشان نفسي انا الي اقف و ادافع عن الناس خصوصا اني مريت بتجارب صعبة و كنت محتاجة حد يوقف معايا و ما لقيتش
بعتله على الواتساب رسالة و هو جيه على المطبخ على طول
ليل : اتفضل جهزت كل حاجة
بصلي بابتسامة و قال : شكرا ، تقدري ترجعي لاوضتك ، تعبتك معايا
ليل : و لا يهمك ، عن اذنك
رحت للاوضة و انا مبسوطة ، بجد دي اول مرة اكون مرتاحة و انا بتكلم مع راجل ، هو محترم جدا و ما شفتش بعنيه نظرات طمع ابدا ، بدأت احس انه بيسيب البيت مخصوص عشان يسيبني على راحتي
*************************
معرفش ازاي مر ست شهور على جوازنا و احنا بنتعامل مع بعض زي الاخوات ، ما بنشوفش بعض الا ثواني بسيطة ، بس علاقتنا كانت زي الصحاب
و خلال الفترة دي انا كنت خلاص سجلت بالجامعة و بنزل كل يوم الصبح بدري و برجع قبله عشان ما نتقابلش ، الغريب ان طول المدة دي و صاحبه شبه يومي عندنا ، ساعات بيقعدو على البلكونة و ساعات باوضته و احيانا بالصالة
ما انكرش اني استريحتله جدا ، بدأت اغير فكرتي عن الرجالة ، حسيت انه ممكن يكون الحل لعقدتي
في يوم كانت مامته عندي
مامته : ايه يا حببتي مش هتفرحونا باولادكم ؟! بقالكم مدة كويسة متجوزين ، ليه ما تروحي تكشفي
انا اتوترت ، دخلت على مرحلة جديدة و هي الزن عشان الخلفة
ليل : و الله يا طنط انا و جوزي متفقين مش عايزين نخلف قبل ما يمر سنة على جوازنا ، انتي عارفة احنا اتجوزنا من غير ما نعرف بعض ، فلازم نتعرف كويس اوي قبل ما نفكر بالخلفة
مامته : عندك حق يا حببتي ، بس و الله ما مصدقة امته هشيل عياله زي ما شيلت عيال اخوه
ليل : ربنا كريم يا طنط
نزلت مامته لشقتها و انا لبست لاني متأخرة اوي على المحاضرة
اول ما خرجت من الشقة و قفلت الباب ، اتفزعت بحد قرصني من خصري و زعقت
لفيت وشي و اتصدمت بانه سلفي اخو جوزي هو الي عمل كدة
ليل بخضة : انت قليل الادب ، ازاي تعمل كدة ؟!
سلفي : مالك يا ليل ، انتي مرات اخويا زي اختي
ليل بغضب : لا مش اختك ، انا مرات اخوك و في حدود بينا ، لو مديت ايدك تاني هقطعهالك
نزلت و انا بجري ، مرعوبة ، ازاي عنده الجرأة يعمل كدة ؟!!!!! ما يحترم اخوه ؟ طب ليه ما يعمل حساب لاهله دول ناس محترمين
فضلت طول السكة و انا بترعش من الخضة ، قلبي كان هيوقع برجليا ، تمالكت اعصابي و رحت المحاضرة
اول ما روحت كانت الدنيا المغرب ، اتقابلت مع جوزي على السلم هو ابتسملي و طلعنا مع بعض ، بصراحة رجعلي الخوف من الرجالة تاني ، خلاص بقيت مش مطمنه من الحواليا ، بس هوا مكنتش خايفة منه خالص
طلعنا لشقتنا سوا ، و اول ما دخلت اداني الكيس الي كان بايده
مسكت الكيس و قولت : ايه ده ؟!
جوزي بابتسامة : دي هدية بسيطة عشان خدمتك ليا لما صاحبي يجيلي
ليل بابتسامة : بس انا معملتش حاجة
جوزي : ارجوكي اقبليها
ليل : قبلتها ، شكرا
رحت لاوضتي و انا مبسوطة ، فتحت الكيس كانت الهدية موبايل جديد
بصراحة فرحت جدا ، بالوقت ده وعد بنت عمتي كلمتني
ليل : الو يا وعد ، ازيك و ازاي عمتو
وعد بهدوء : الحمدلله احنا كويسين ، طمنيني عليكي
ليل : اهو عايشة يا حببتي ، انتي مال صوتك حاساكي زعلانة
وعد : تيتة يا ليل ، تيتة تعبت اوي امبارح و ودينها المستشفى، الدكتور قال عندها ازمة قلبية و وضعها صعب
انا اتصدمت و بدأت اعيط
ليل : طب هيا بأنهي مستشفى ، عايزة اروحلها
لبست و خرجت من الاوضة و انا متخلبطة و بعيط زي المجنونة ، خرج جوزي بسرعة
جوزي بخضة : مالك يا ليل ؟ في ايه ليه بتعيطي ؟
قولت و انا بعيط : تيتة تعبانة اوي ، لازم اروحلها المستشفى
جوزي : ايه ؟ تعالي انا هوديكي
رحت المستشفى و اطمنت عليها و شوفت بابا هناك و سلمت عليه من بعيد ، حضنت عمتي شروق الي كانت تعبانة خالص
فضلت انا و جوزي معاهم لغاية ما قالولنا ان وضعها استقر بعدها عمتي قالتلي اروح و ما اشحططش جوزي معايا كدة
في العربية
ليل بابتسامة : شكرا ، انت وقفت جنبي وقفة عمري ما هنسهالك
جوزي : انا معملتش حاجة ، انتي زي اختي ، و بصراحة انتي ساعديني كتير اوي و بفضلك بابا قرر يسجل الشقة باسمي بعد كام يوم
بصيت قدامي و انا سرحانة ، هو اي نعم غيرلي فكرتي عن الرجالة ، بس حاسة بحاجة غريبة ، ليه النفور ده ؟! بدأت اشك بصراحة و نفسي اعرف سر رفضه ليا
******************
اخر فترة تصرفاته بقيت غريبة شوية ، على طول ماسك الموبايل و مهموم و فوق كدة صاحبه ما بقاش يجيلنا خالص ، فتوقعت ان في مشكلة بينهم
بيوم كان قاعد على البلكونة
لبست الاسدال و عملت شاي و خرجت عنده
ليل : ليه بس مزعل نفسك كدة ؟! مفيش حاجة تستاهل زعلك
جوزي بسرحان : انا تعبان اوي ، حاسس اني مش طايق نفسي
ابتسمت و قولت ببراءة : هيا زعلتك بحاجة ؟!
جوزي باستغراب : هي مين ؟!
ليل : حبيبتك
جوزي بابتسامة : معنديش حبيبة ، عندي نص حبيبة
ابتسمت زي الهبلة ، و فكرته بيتكلم عليا
ليل : طب ايه الي مزعلك ؟!
وصلته رسالة من رقم متسجل " حبي " ، انمحت الابتسامة عن وشي ، فهمت انه بيتكلم عن وحدة غيري ، بصراحة اتخنقت ، حتى لو مش بنحب بعض انا مراته ، مش لازم يخون ، يمكن انانية مني ، بس كان عندي فضول رهيب اعرف هيا مين ، خصوصا اني عايزة اتلكك باي حاجة عشان نطلق لاني تعبت اوي من زن مامته ع الخلفة و حياتي مش مريحة خالص ، على طول لابسة الاسدال و الدنيا حر هموت
في يوم من الايام ، كان بياخد دوا
ليل : ايه الدوا ده ؟!
جوزي بتعب : منوم قوي جدا ، عايز انام بقالي كتير ما نمتش
مر شوية وقت و انا ببصله لحد ما راح بالنوم خالص على الكنبه
انا هنا جاتلي فرصتي ، استغليت اللحظة و اخدت موبايله ، مسكت صباعه و حطيته ع البصمة لحد ما فتح
بدأت ادور فيه و انا قلبي بيدق جامد جدا ، ليه ما اعرفش
كنت شاكة انه بيخوني ، قولت خلاص دي هتكون التلكيكة الي هطلب الطلاق بسببها
فتحت الشات الي باسم حبي ، و يالهوي من الي شوفته ، ما صدقتش عنيا ، فضلت ابص على الكلام و انا مصدومة
كَرهتهم و أحببتُك
بارت 3
( خيانة من نوع آخر )
فضلت ابص على الكلام و انا مصدومة ، مصدقتش الا لما شوفت الصور و مقاطع الفيديو الي في الشات
بيخوني اه ، بس ثنائي الميول !!!
رجليا ما قدرتش تشيلني من الصدمة ، بصيت ليه و هو نايم و انا فاتحة بوقي ، و ببص على الشات و الصور الي فيها ، حاجة تقرف ، معدتي اتقلبت و حسيت باشمئزاز رهيب ساعتها
في اللحظة دي تمنيت لو كان فعلا بيحب وحدة و عايز يطلقني عشانها ، و هنا فسرت سبب زيارات صاحبه الكتيرة لينا
مع انه ظاهريا استحالة حد يشك فيه ، هو محترم و بيتعامل مع الكل بطريقة حلوة اوي ، بس اتصدمت فيه و قرفت منه بجد
بعد ما حاولت امتص الصدمة ، رحت لاوضتي و لميت كل حاجتي و حطيتها بشنطتي و حطيت الموبايل الي جابهولي في اوضته ، و بقيت على استعداد اني اطلب الطلاق ، خلاص منا لقيت سبب قوي يخليني اطلق منه
بصيت للمراية و بدأت اكلم نفسي
هو انا هعمل ايه ؟ هفضحه ؟! و لا بس هواجهه ؟!
يعني يوما حسيت ان اخيرا جيه الي هيغيرلي فكرتي عن الرجالة راح صدمني اكتر
فضلت محتارة بس لازم افكر بسرعة
بعد ما مر الليل و جيه الصبح كنت اخدت القرار المناسب بالنسبالي ، ربطت الواتس بتاعه على موبايلي ، و حولت كل حاجة عنده ليا
لما صحي لقيني قاعدة مستنياه
جوزي باستغراب : في ايه ؟! ليه بتبصيلي كدة ؟
ليل : امته هنطلق ؟! فات وقت مناسب ، انا تعبت بالحياة دي و مش مرتاحة هنا
جوزي : بس بابا يكتبلي الشقة باسمي
قام و لبس الساعة بتاعته و اخد علبة السجاير و مفتاح العربية و كان هيخرج
ليل : انا اوك اتفقت معاك اني هستنا لغاية ما ده يحصل ، بس انا تعبت اوي ، مش هقدر اكمل كدة ، خلينا نطلق باسرع وقت
هو اتعصب و قالي : بقولك ايه مش بعد ما ضمنتي انك اتسجلتي بالجامعة خلاص هتخلفي بالوعد ، ده اتفاق و انا نفذتلك الي طلبتيه يبقى انتى كمان تنفذي الي طلبته
ليل : و انت هتستحمل تفضل تدفع مصاريف الجامعة ؟!
جوزي : هحاول لغاية ما بابا يسجلي الشقة باسمي
ليل : و انا مش هضيع عمري و انا استنا باباك يحن عليك ، انا عايزة استقر و اعيش حياتي ، كفاية بقالي 6 شهور مخنوقة ، مامتك ما بطلتش زن على دماغي عشان الخلفة ، خلينا نطلق بسرعة لو سمحت ، و الموضوع يتم بالاتفاق احسن
بصلي بلؤم و قال : طلاق دلوقتي مش هطلق ، انتي مجبورة تستحملي ، بس لو عايزة تخلفي الوعد و تطلقي روحي لابوكي و هنشوف رأيه ايه
ليل : بتعايرني يعني ؟!
جوزي و بصوته نبرة تهد.يد : ايوة بعايرك ، ابوكي لو عرف انك هتطلقي مش هيسكت و هيطربق الدنيا على دماغك عشان كدة كني و اهدي و احمدي ربنا على العيشة دي
ليل : اممم ، اوك انت الي بدأت ، بس ما تزعلش بقا من الي هعمله ، انت هتطلقني غصب عنك و الا هزعلك و افضحك قدام الخلق كلهم
جوزي بابتسامة : لا يشيخة ؟! هتقوليلهم ايه ؟!
ليل : هقولهم الي عرفته ، لو مش عايز تطلق انت كدة بتفضح نفسك ، انا دلوقتي بس فهمت ليه اتجوزتني ، عايزني ستار لعمايلك الزبالة
كان بيبصلي باستغراب و فهم اني كشفته اتعصب و بدأ الدم يغلي بعروقه ، و قرب مني هيضربني و مسكني من الطرحة
جوزي : انتي فتشتي بموبايلي ؟
ليل : ايوة و دلوقتي هتطلقني ، و الا هفضحك
حط ايده على رقبتي و كان هيخنقني ، بس انا كنت مستعدة كويس و بلغت باباه قبل ما هو يفوق اصلا
كنت بتنفس بصعوبة و هو خلاص هيمو..تني بايده لغاية ما باباه و اخواته كسرو الباب و خلصوني منه
و نزلو بيه ضر..ب لغاية ما اتفرم ، خد علقة مو.ت ، قررت انفذ بجلدي و استغل اللحضة دي
ليل : دلوقتي حالا هتطلقني ، عمي قوله يرمي عليا اليمين
جوزي فلت نفسه من ايد اخواته و مسكني مرة تانية من الطرحة و زقني عند الباب و قال و هو هيتجنن : انتي طالق ، مش عايز اشوف وشك هنا ، انا الغلطان الي لميتك
ابتسمت بنصر و اخيرا ، اخيرا خلصت منه و من قرفه ، كل ما افتكر الي شوفته بالشات اشمئز منه ، خلاص اتحررت منه
حملت شنطتي و كنت هخرج خلاص
بس وقفني باباه
باباه : ابوس ايدك يا بنتي لمي الموضوع و ما تفضحيناش ، خليكي هنا و هو هيردك على طول
ليل : انا و ابنك عشنا اخوات يعمي ما ينفعش يردني و انا اصلا مش عايزاه ، و ما تقلقش مش هقول لحد عن الي عرفته ، انا برضو بقدر العيش و الملح الي كان بينا
باباه : ربنا يكرمك و يستر عليكي زي ما سترتينا ، انا هكلم باباكي و هحكيله ان انتي و ابني ما اتفقتوش
ليل بهدوء : ماشي ، عن اذنك
باباه : استني هخلي سلفك يوصلك
اتخضيت و قولت برعب : لا ، انا اعرف اروح لوحدي ، يا ريت ورقة طلاقي توصلني
******************
وصلت بيت بابا و انا حاسة بشوية ندم ، اصلي يعني خونت الاتفاق الي بينا و الشقة فعلا ما اتسجلتش باسمه بس انا درست ترم كامل بالجامعة و هو بصراحة ما اذانيش بالعكس انا الي استغليت سر من اسراره عشان مصلحتي ، بس بعدين فكرت انا خسرت كل حاجة و اتجوزته من غير ما يقدملي اي حاجة ، كنت انا الخسرانة الوحيدة بالحكاية دي فلازم اكسب حاجة على الاقل
الي كان حمايا كلم بابا و شرحله ان انا و ابنه مش متفقين و مش قادرين نكمل و قاله ان ابنه عنده مشكلة بالخلفة و مش عايز يظلم بنت الناس معاه
بابا صدق الحكاية بس حط اللوم كله عليا و رجعت اعيش تحت رحمة مرات ابويا
الوضع بقى اسوأ من زمان بكتير ، بقت مراته كل ما تشوفني تقولي كلام يسم البدن
بعد طلاقي باسبوع بس ، وصلني كمية كلام طالع عليا رهيييب ، اهل جوزي مش سايبين ذنب الا و اتهموني بيه
الي قال ما بتخلفش ، و الي قال بتكلم رجاله و هو كشفها ، و في الي قال اصلها معقدة ، و منهم قال اهلها باعوها من غير تمن و احنا سترنا عليها ….. يعني ما سابوش سيرة الا و اتهموني بيها ، انا اتحرق دمي بس حلفت اني هتعامل باصلي و مش هفضحه خصوصا ان طليقي كان كويس معايا بغض النظر عن الذنب الي ارتكبه
فضلت ادعي و اتحسبن عليهم لحد ما في يوم جيه بابا و مسكني من شعري ، بدأ يضر.ب فيا لدرجة انه شوهلي وشي
في اليوم ده عمتي شروق كانت عند بيت جدو و نزلت هيا و وعد خلصوني من تحت ايده
شروق : في ايه ده بدل ما تجيبلها حقها من اهل جوزها
بابا بجنون : دي وحدة فا…جرة ، كل البلد في سيرتها ، اهي اطلقت زي امها الزبالة ، تعالي هنا و قوليلي مين الي ضحك عليكي يا بت ، و عهد الله هموتكو انتو الاتنين
ليل :و الله العظيم كدابين ، و حياة ربنا جوزي نفسه عمره ما لمسني ، و رب الكعبة انا طاهرة و عفيفة
بابا هدي و كان بيبصلي باستغراب و هو بتنفس بسرعة و كلهم بيبصولي بصدمة
شروق : ايه الكلام ده يا ليل ؟! يعني ايه ما لمسكيش ؟! اومال فضلتي معاه ليه ؟!
كنت بعيط و انا بتكلم و مع كل كلمة شهقة
ليل : يا عمتي ده عنده مشكلة ، ما قربليش خالص من ساعة ما اتجوزنا وحياة ربنا
بابا كان بيبص قدامه بصدمة
بص لعمتي و قال : شروق جهزي البنت ، هاخدها تكشف عند الدكتور
ليل بصدمة : ايه ؟!
بابا : ايه ؟ خوفتي ؟! مش عايزة نصدقك ؟ لازم تكشفي و اتاكد انك لسا بنت
سمعت صوت قلبي و هو بيتكسر ، اتوجعت و اتقهرت ، انتكست تاني و رجعتلي العقدة
فعلا اخدوني للدكتورة و كشفت عليا و انا بعيط
كل الي كنت بفكر فيه باللحظة دي هو المو..ت
قررت اني انهي حياتي ، قولت كفاية لغاية هنا
وجع و اهانة و خوف من كل مكان ، طالما مش هعيش بامان ليه اعيش ؟!
بس تراجعت ، افتكرت عذاب ربنا و اني هرتكب ذنب كبير بحق نفسي ، ليه اتعذب دنيا و اخره ؟ ، على الاقل صبري ده هلاقي ثوابه عند ربنا بالاخرة
الدكتورة : هيا لسا بنت
بابا استرخى و كانه ارتاح من قلقه
الدكتورة : واضح ان الكشف ده سببلها احراج و صدمة نفسيه ، يا ريت تاخدو بالكم منها و تعرضوها على طبيب نفسي
شروق : طب ممكن تكتبيلها على حاجة تهديها او منوم ، البت منهارة عياط
الدكتورة : طبعا
اول ما روحت البيت رحت جري على سريري استخبيت من الدنيا كلها تحت البطانية ، كانو اخواتي بالاوضة بيتنططو فوق دماغي
زعقت و حاولت افش كل قهري فيهم
شروق : كفاية يا اخويا ، البنت هتمو.ت لو فضلت كدة و مراتك مش هتستحملها ، انا هاخدها عندي
بابا : لا البنت اطلقت ، الناس هتمسك سيرتها و مش هترحمها
شروق : يعني انتو الي رحمتوها ؟! يا اخويا انا عندي هتكون مرتاحة و بامان ، انت عارف جوزي ميت و ابني مسافر من زمان ، مفيش غير انا و وعد ، و عد اقرب صاحبة ليها ، سيب البنت ترتاح شوية و انت هتخلص من مشاكل مراتك
بابا اقتنع و قال : ماشي خوديها عندك ، بس ايه خودي بالك منها و عينك عليها ، لا تروح كدة و لا كدة
*********************
مر شهر و اطلقت رسمي ، رحت مع عمتي و سكنت في بيتها ، كانت وعد اكتر حد ساعدني اتحسن و اخرج من الصدمة الي مريت بيها
بيوم كنت بعيط في نص الليل براجع شريط حياتي كله و انا على السرير ، حسيت بضيقة بقلبي ربنا وحده عالم بيها
سمعت صوت المطر بينزل ابتسمت و حسيت ان ربنا بيطبطب على قلبي
افتكرت الغسيل الي نشرته امبارح على البلكونة ، قمت بسرعة و ما لحقتش البس الطرحة بس قولت الدنيا ضلمة محدش هيشوفني
خرجت للبلكونة و لميت الهدوم بسرعة ، كانت الساعة 2 و نص بالليل
رحت تاني لسريري و مسكت الموبايل و بدأت اقلب بيه
وصلتني رسالة واتساب من رقم مش متسجل عندي محتواها
" شعرك حلو اوي ، بس بالطرحة احسن حتى لو بالضلمة ، و بالنقاب احسن و احسن "
كَرهتهم و أحببتُك
بارت 4
( مواساة مجهولة )
وصلتني رسالة واتساب من رقم مش متسجل عندي محتواها
" شعرك حلو اوي ، بس بالطرحة احسن حتى لو بالضلمة ، و بالنقاب احسن و احسن "
حسيت جسمي قشعر ، بعتله رسالة " مين ؟ "
و لبست الاسدال و خرجت للبلكونة ابص حواليا لو في حد ، بس ما فيش ، السكون كان رهيب مفيش غير صوت المطر
فتحت الموبايل لقيته بعتلي رساله
" مش مهم انا مين ، اعتبريني نور القنديل الخفيف الي بيواسي ضلمتك ، و ادخلي جوة لحسن تاخدي برد "
ابتسمت ، حسيت فعلا اني محتاجة حد يواسيني ، محتاجة حد ينصحني من غير ما يجبرني على حاجة انا مش عايزاها
تاني يوم نزلت بدري انا و و عد عشان نروح الجامعة
وعد : ليل عايزة اقولك على حاجة ، بس خايفة تزعلي
ليل : قولي يا بنتي مش هزعل ، هو في حاجة تزعل و ما حصلتش معايا
وعد : ما المرادي اعتقد هتتدايقي اكتر
ليل : في ايه يا وعد اتكلمي
وعد : في واحد متقدملك ، سمعت ماما و خالي بيتكلمو
وقفت في نص الطريق متجمدة و بصتلها و انا مرعوبة
ليل : ايييه ؟! ازاي ، بابا موافق ؟!
وعد : ما هنا الكارثة ، باباكي ادى كلمة للراجل ده معدي ال 60 سنة و متجوز ثلاثة
ليل : يا انهار اسود ، مستحيل ، مش هتجوزه مستحيل اوافق
وعد : ماما برضو قالت كدة و وقفتله و قالت مش هتسمحله يغصبك المرادي ، و انتي خليكي قوية و اثبتي على رأيك ، الزمن اتطور و دلوقتي لو رحتي لاي حد هيساعدك
********************
بعد ما الدنيا ضلمت و بقت الساعة 2 الصبح ، خرجت للبلكونة و انا كل هموم الدنيا متراكمة على قلبي
قعدت و ضميت رجليا لصدري و خبيت وشي
بدأت اعيط ، معرفش قد ايه عيطت ، فكرت بحياتي كلها ، ليه شخصيتي ضعيفة كدة ؟ لازم اقف بوش بابا و مش هقبل اتجوز غصب عني تاني ، بدأت افكر اني لازم اروح لدكتورة نفسية ، انا ليه على طول خايفة و مرعوبة من الي حواليا ، لازم افك عقدتي و اخلص من صدمات الطفولة الي دمرتني
قاطع تفكيري صوت رسالة واتساب من نفس الشخص المجهول محتواها
" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"
قريتها و انا عنيا مليانة دموع ، صرت اعيط اكتر ، حسيت ان ربنا بيطبطب على جرحي ، كأن الرسالة دي وصلتني من سابع سما ، رفعت ايديا و بدأت ادعي ربنا يخفف عني و يطمن قلبي
وصلتني رسالة تانية
" اقري سورة مريم ، هتخفف عليكي حزنك "
ابتسمت لا اراديا ، حسيت صدري انشرح ، و قمت جبت المصحف و بدأت اقرأ بتجويد و كل ما اقرأ دموعي تنزل اكتر
وصلت للآية 23
"فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا"
جسمي اترعش ، ما قدرتش امسك نفسي اكتر و بقيت اعيط بصوت عالي جدا ، الاية دي لامست قلبي بطريقة عظيمة
فجأة سمعت صوت قرآن من الجامع الي جنبنا بيقرأ من الاية 24 من سورة مريم " فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا " و كمل لاخر السورة
استغربت جدا و بدأت ابص حواليا ، هو مين الي بيراقبني ؟ مين ده الي شايفني و انا مش شايفاه ؟! و ازاي قدر يوصل لسماعات الجامع ؟!
معقولة اكون بتخيل ؟!
بعتت رسالة للرقم " انت مين ؟ "
رد عليا بسرعة " قولتلك انا نور القنديل الي بيواسي ضلمتك "
ابتسمت و كتبت " انا بتكلم بجد ، انت مين ؟ و ليه بتراقبني ؟ "
رد " مش براقبك ، انتي الي بتطلعيلي صدفة ، و انا مش مستحمل اشوف دموعك و ما اعملش حاجة "
لاول مرة احس ان في حد مهتم جدا لأمري ، في حد شايف ان دموعي غالية و مش لازم تنزل ، و الحد ده غريب لا هو امي و لا ابويا ، احساس صعب ، انا وحيدة و حاسة باليتم ، مع ان بابا و ماما عايشين ، بس حياتهم مش مستحملة وجودي
اتخنقت من صوت افكاري بعتله " مخنوقة اوي"
رد عليا بالاية " وَاصبِر فَإِنَّ اللَّـهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ"
و بعت رسالة بعدها بيقول " سلمي امرك لله يا ليل ، و ادعي ربنا وحده جبار الخواطر "
رديت " و نعم بالله ، بس انت عرفت اسمي منين ؟ "
رد " مش مهم ، الوقت اتأخر و الجو سقعة ، ادخلي صلي الفجر و نامي "
مش عارفة ليه ابتسمت و قمت ، دخلت و فردت سجادة الصلاة و بدأت اصلي و ادعي ربنا يهديني و يخفف عني
******************
صحيت الصبح و انا عندي طاقة غريبة ، كمية راحة عمري ما حسيتها
فتحت الدولاب و طلعت النقاب و العباية ، لبسته و بصيت لنفسي بالمراية ، قد ايه الشعور جميل ، حسيت نفسي انسانة تانية ، تخيلت نفسي حورية من حوريات الجنة
دخلت عمتي شروق و شهقت
شروق : ايه ده يا بت ؟! انتي هتلبسي النقاب ؟
ليل : ايوة ، ايه رأيك ؟
شروق : تجنني يا حببتي ، و الله قمر ، ايوة كدة اسعي عشان ترضي ربنا ، و الله لايق عليكي يا حببتي
فرحت اوي و حضنتها ، اول مرة احس بالسعادة دي ، كنت مبسوطة و حاسة اني خفيفة اوي
نزلت و رحت للجامعة ، حسيت بكمية امان رهيبة ، محدش بيبصلي بنظرات غريبة بالعكس كل النظرات فيها احترام ، كل البنات صحابي بيباركولي و بيمدحو بشكلي
اول ما دخلت المحاضرة وصلتني رسالة
" مش قولتلك النقاب احسن ، شكلك حلو اوي"
ضحكت من قلبي و كتبتله " شكرا ، انت الي شجعتني البسه "
بعتلي رسالة " طب على كدة في درس تفسير للقرآن في الجامع الي جنب بيتكم ، كل يوم الساعة 5 ، لو عندك وقت روحي احضريه هتستفيدي "
قرأت الرسالة و اتحمست جدا ، انا فعلا محتاجة اتقرب من ربنا اكتر ، احساس الراحة الي حسيته بعد ما لبست النقاب عمري ما حسيته قبل كدة ، خصوصا اني اتحجبت و انا صغيرة و كان الهدف اني احمي نفسي مش عشان اتقرب من ربنا ، بس النقاب كان عن قناعة تامة ان ده هيرضي رب العالمين
رديت " اكيد هحضر ، و بشكرك مرة تانية "
************************
رحت الدرس و قعدت باول صف و بدأت اسمع للشرح بتركيز و انا مستمتعة جدا و متحمسة افهم اكتر ، استغربت ان الحلقة كانت عن الحجاب و اللبس الشرعي ، كأنهم عارفين اني لابسة النقاب جديد
لما خرجت بدأت افكر بكلام الاستاذة عن الحجاب ، احنا صحيح بنلبسه عشان هو فرض من عند ربنا ، بس بنفس الوقت ربنا لما فرضه كان لحمايتنا ، هيا قالت ان الحجاب مش بس غطا ، هو رمز للحياء و الطهارة و الالتزام
ربنا سبحانه و تعالى امرنا بالستر عشان اللي في قلوبهم مرض ما يطمعوش في زينة النساء، وده كله لسلامتنا ولراحة قلوبنا
كلامها اثر فيا جدا ، ربطت الي حصل معايا زمان بكلامها ، انا لبست الطرحة و انا عندي 11 سنة عشان خوفت من نظرات الناس ليا ، تجربتي خلتني اكون مقتنعة مية بالمية ان الستر ده اتفرض عشان يحمي الست من شهوات الرجالة
*************************
مرت الايام و خلصت الترم التاني ، كنت ملتزمة بالدروس الدينية و بحضر كل يوم
اتقربت من ربنا اكتر و اكتر و بقيت ملتزمة بمعنى الكلمة ، احساس الراحة و الامان بالفترة دي عمري كله ما حسيت بيه ، حفظت سورة البقرة كاملة و بقيت بصوم كل اتنين و خميس و التزمت بالصلاة و قيام الليل ، بقيت انسانة تانية تماما
بيوم دخلت عمتي شروق الاوضة
شروق : ليل حبيبتي ، جاية اتكلم معاكي بموضوع
ليل : اتكلمي يا طنط
شروق : انتي عارفة اني تخانقت مع باباكي عشان العريس الي اتقدملك من فترة و هو اضطر يرفض بسببي ، و انا و هو قاطعنا بعض من ساعتها ، بس النهاردة اتقابلنا في بيت جدك و اتصالحنا
بلعت ريقي و توترت
ليل : قصدك اني لازم ارجع لبابا ؟
شروق : لا يحببتي مش ده الي عايزة اقوله
ليل : اومال ايه ؟
شروق : بصراحة ، في عريس متقدملك ، بس المرادي طلبك مني مش من باباكي
ليل : بس انا مش عايزة اتجوز يا عمتو
شروق : اسمعيني للاخر يحببتي ، العريس ده شب محترم جدا و متدين ، مش زي ما انتي فاكرة ، انا عارفة مشكلتك يا حببتي ، انتي كنتي فاكرة ان كل الرجالة واحد و كلهم مؤذيين ، بس الحقيقة غير كدة خالص ، انتي دلوقتي اتغيرتي و بقيتي فاهمة بالدين اكتر و اكيد عرفتي ان الراجل الي يعرف ربنا كويس مستحيل يأذيكي
ليل : يا عمتو ، انا فعلا اتغيرت و فهمت الدنيا ماشية ازاي ، بس انا مش مستعدة ارتبط دلوقتي ، مش جاهزة لتجربة جديدة عليا ، انا دلوقتي مرتاحة و مبسوطة بحياتي ، مش عايزة اتوجع زي زمان
شروق : صدقيني العريس ده مش هتلاقي زيه ، ده متعلم و متدين و محترم جدا ، طلبك مني مخصوص عشان عارف باباكي كويس ممكن يجبرك على الجوازة ، هو قالي انا عايزة رأيها هيا بقناعتها التامة و بدون ضغط من حد ، ده خايف عليكي من اهلك يا بت
استغربت جدا من كلام عمتي ، ايه ده ؟ هو يعرفني منين عشان يقول كدة ؟! معقولة يكون القنديل ؟ ايوة انا كدة مسمياه عندي ، معقول هو ؟
ليل : مين العريس ؟
شروق : مفاجأة ، انتي وافقي تقابليه و هتعرفي مين ؟
احترت و بقى عندي فضول رهيب عايزة اعرف مين هو
ليل : ماشي هقابله
************************
باليل جيه العريس و اهله ، استقبلتهم عمتي في بيتها و انا جهزت مستنياها تديني اشارة ادخل
وعد : يا بنتي دي شوفة شرعية يعني لازم يشوف وشك
ليل : لا ، مش هدخل غير بالنقاب
وعد : اممم ، بس واضح انه يعرفك ، قوليلي بقى يعرفك منين ؟
ليل : و انا ايش عرفني ، انا معرفوش اصلا
وعد : طيب انا هساعدك و هقولك معلومة عنه
ليل : قولي ايه ؟
وعد : هو بيدي دروس تفسير للولاد في الجامع الي هنا و عنده 25 سنة
قلبي بدأ يدق بقوة ، جسمي قشعر من الخضة ، على الاغلب هوا ، ايوة هو الي قالي عن دروس التفسير ، يبقى هو اه ، بس ازاي هتأكد ؟ لا هتكسف اسأله ، طب هعمل ايه ؟
بالوقت ده نادتني عمتي و روحتلها
مسكت الصنية و انا بترعش ، دخلت و عنيا بالارض ، قدمت الشربات للموجودين ، كنت هخرج بس عمتي قالتلي اقعد ، قعدت و انا مكسوفة ارفع وشي عن الارض ، معنديش جرأة ابص لحد حتى
بعد شوية كلهم خرجو و انا فضلت ابص في الارض و دمي اتجمع بوشي و حسيت بحرارة قوية
قاطع الصمت و قال : شكلك حلو اوي بالنقاب ……..
كَرهتهم و أحببتُك
بارت 5
( في النهاية عوضتني )
قاطع الصمت و قال : شكلك حلو اوي بالنقاب
رفعت نظري ليه و قولت بدون تفكير : انت القنديل ؟
ضحك بصوت عالي و قال : اه
انا اتكسفت اوي و بصيت للارض و انا محرجة جدا ، حاسة بحاجة غريبة جوايا مقدرتش انطق حتى ، بس الي شغل تفكيري ان انا عمري ما شوفته قبل كدة هو ازاي يعرفني ؟!
بصلي كأنه قرأ افكاري و قال : انا عبد العزيز ، ساكن بالشقة الي قصاد شقتكم ، كنت بشوفك كل يوم بالليل و انتي على البلكونة ، انا عمري ما فكرت ابص لبنت مش حلالي بس بنفس الوقت كنت مقهور عليكي ، و مع الوقت لقيت نفسي بفكر فيكي كتير و معرفتش امنع نفسي ، فقولت لو عايز افكر فيكي لازم يكون بالحلال
اتكسفت اكتر و الكلمات ما اسعفتنيش ، قلبي كان بيدق جامد
عبد العزيز : انا عارف انك مكسوفة ، بس دي شوفة شرعية ، يعني من حقك تقولي الي انتي عايزاه ، و تسألي عن اي حاجة
ليل بتوتر : شكرا ليك ، حضرتك الي شجعتني التزم
عبد العزيز : انا معملتش حاجة غير اني قدمتلك النصيحة
سكت شوية مستنيني اتكلم بس مقدرتش انطق
عبد العزيز : واضح انك مكسوفة اوي فأسمحيلي اعرفك عن نفسي اكتر الاول و لو عايزة تسألي عن اي حاجة بعدها انا جاهز
هزيت راسي و انا مكسوفة جدا
عبد العزيز : انا خريج جامعة الازهر كلية الشريعة و القانون يعني محامي ، ملتزم الحمدلله و بدي دروس تفسير في الجامع الي هنا للاولاد ، و سني 25 سنة ، وضعي المادي كويس و عندي شقة قريبة من هنا ، لو حصل نصيب اوعدك هكون امانك و سندك ، و هتكون سعادتك رقم واحد بحياتي
ابتسمت و اتكسفت اكتر ، معرفش ليه كنت مبسوطة ، بس بنفس الوقت كنت قلقانة من حاجات كتير
ليل : تشرفت بيك ، بس انا عايزة اقولك على حاجة الاول ، انا مطلقة
عبد العزيز : انا عارف كل حاجة عنك يا ليل ، اصل انا المحامي الي وكله طليقك للطلاق ، بس ده طبعا قبل ما اعرفك و ابعتلك على الواتساب
اتصدمت و بصيتله و في دماغي الف علامة استفهام
عبد العزيز : انتي مش محتاجة تعرفيني على نفسك عشان انا عارف كل حاجة من عمتك شروق هيا صاحبة ماما من زمان ، لو حابة تعرفي اي حاجة عني اسأليني و لو عندك اي شروط انا جاهز
ليل بهدوء : لو حصل نصيب عايزة اكمل تعليم
عبد العزيز : ده شيء مفروغ منه ، استحالة اقف بوش مستقبلك ، بالعكس هقف جنبك و ادعمك
بالوقت ده دخلت عمتي الاوضة و معاها مامته و اخته و باباه
شروق : ها نقول على بركة الله ؟
انا بصيت لعمتي و انا مصدومة ، كسفتني اكتر ما انا مكسوفة ، قمت و انا رجليا بتخبط في بعض من التوتر
خرجت برا الاوضة بس وقفت ورا الباب عشان اعرف هيقولو ايه
عبد العزيز : ان شاء الله يطنط ، بس اكيد العروسة محتاجة وقت تفكر
شروق : طبعا يا ابني ، ربنا يقدم الي فيه الخير ، انا هكلمها و اشوف رأيها ، و بعدها تبقى تطلبها من ابوها رسمي
******************
وعد : ها نقول مبروك ؟
ليل : بس يا وعد ، عيب
شروق : ها طمنيني يا بنتي ، ايه رأيك ؟
ليل : مش عارفة هصلي استخارة
شروق : اممم ، واضح على وشك علامات القبول
ليل : بس يا عمتو ابوس ايدك
شروق : يا بت الراجل هيموت عليكي ، و مستعد يعملك الي تطلبيه ، ده غير بقا انه جاهز من مجاميعه ، بصراحة عريس ما يترفضش
ليل : منا قولتلك يا عمتو هصلي استخارة و اشوف ، بس لو حصل نصيب انا عايزة فترة خطوبة
شروق : ان شاء الله يا بنتي
******************
صليت صلاة الاستخارة و نمت ، تعمدت ما اخرجش للبلكونة عشان ما يشوفنيش تاني و اتكسف اكتر و افضل افكر بيه
صحيت تاني يوم و انا مرتاحة جدا ، كأن قلبي بطلع فراشات من كتر الراحة ، حلمت بالليل بالقنديل ، الي هوا حاليا بحكم خطيبي ، كان بيقولي انا امانك الوحيد ، انا مش زيهم
بصيت للمراية و انا ببتسم ، هو في ايه ؟ ليه انا مبسوطة كدة ؟ احساس غريب جوايا ، عمري ما حسيت بيه قبل كدة ، هو انا لحقت اعرفه عشان احبه ؟ يمكن عشان كان هو الايد الي اتمدتلي و ساعدني اغير من نفسي ، هو يستحق اني اعجب بيه ، لاول مرة احس الاحساس ده تجاه راجل
الغريب ، اني مش خايفة ، مش خايفة بعد كل التجارب دي ، بعد كل الرجالة الي اتصدمت فيهم بحياتي سواء قريب او غريب
كلمت عمتي و قولتلها اني موافقة ، و هي كلمته و قالتله
****************
بعد يومين
قرينا الفاتحة ، و اتفق مع بابا ان كتب الكتاب بعد اسبوع بالزبط و دخلة على طول ، طبعا ده رأي بابا
معرفش ليه حسيت ان الاسبوع ده سنة ، هو انا مستعجلة كدة ايه ؟ ده لو طلب مني كتب الكتاب يكون حالا مكنتش هعترض ، هو في ايه ؟
بعد قراية الفاتحة قعدنا مع بعض و كانت عمتي شروق معانا
عبد العزيز : باباكي مصر ان كتب الكتاب كمان اسبوع ، بس لو عايزة وقت اكتر انا ممكن اقنعه و نعمل فترة خطوبة عشان تتعرفي عليا اكتر
اتكلمت بتسرع : الي عايزة بابا انا موافقة عليه
شروق : يا انهارك اسود ، باباكي مش عايز فرح يا بت ، ايه هتتجوزي قرديحي المرادي كمان
بصيتلها و انا عنيا بتبرق ، مش عايزة اسمع حاجة عن جوازي الاول خصوصا قدامه
شروق : انا اسفة يا ابني مش قصدي
عبد العزيز : محصلش حاجة يا طنط ، الموضوع ده ما فيهوش حاجة تكسف ، بس انا مستحيل اعدي جوازنا كدة ، اكيد هعملها فرح
شروق : ازاي و باباها مش موافق ؟
عبد العزيز : هو مش عايز يعمل فرح براحته ، انا بعد ما اخدها هعملها احلى فرح
كنت بقول لنفسي يخربيت حلاوته ، هو ازاي كدة ؟ معقولة اكون بحلم ؟ ما طبيعي احبه
ايه ده قولت بحبه ؟ …. ايوة ايوة بحبه مهو يتحب بصراحة
***************
عدى الاسبوع و اخيرا ، و كتبنا الكتاب ، دي كانت اسعد لحظة بحياتي وقتها
لبست فستان ابيض منفوش مع نقاب ابيض برضو و خرجت
اول ما شافني قرب مني و هو بيبتسم ابتسامة سحرت قلبي ، مدلي ايده ، و انا حطيت ايدي بايده و انا بترعش من الكسوف ، اول مرة ايدي تلمس ايد راجل ، كنت مخضوضة بس مبسوطة اوي
وصلت القاعة و اتصدمت ان ماما موجودة ، جات و عينيها مليانة دموع و حضنتني جامد ، حسيت انها امي بجد و حضنتها بقوة ، كنت محتاجة لوجودها من زمان ، محتاجة احس انها امي
بعد ليلة طويلة من السعادة ، فرحة شاركني بيها كل الناس الي بيحبوني بجد ، وصلت الشقة
اول ما قفل الباب بصلي بابتسامة و قال : اخيرا ربحت قلبك
ابتسمت ابتسامة واسعة ، سعادة لا توصف ، على قد ما كنت متوترة من اللحظة دي على قد ما كنت مبسوطة
قرب مني بهدوء و رفع النقاب عن وشي ، كنت ببص للارض و متوترة
عبد العزيز : سبحان الي خلق الجمال ده ، بما انك حلالي اسمحيلي اقولك اني بحبك
ابتسامتي لوحدها كانت كافية انها تعبرله عن حبي ليه ، انا حبيته من غير ما اعرفه ، حبيته من ساعة ما قالي انا القنديل الي هيونس ضلمتك ، ده هو الي نور حياتي و الله
سلمته قلبي و عقلي و حياتي كلها ، سلمته نفسي من غير ما اخاف ، باللحظة دي فهمت ان البنت فعلا جوهرة ثمينة ، حافظت على نفسي عشان اسلمها للي يستحقها من غير خوف و لا عقد ، هو فعلا يستحقني
********
دلوقتي بقالنا تلات سنين متجوزين ، عشت معاه احلى شعور بالدنيا ، حبيته اكتر من نفسي ، دعمني و وقف جنبي في كل حاجة بدراستي و بديني و بمشاعري و بكل تفاصيل حياتي
هو الوحيد الي يستحق كلمة راجل بمعنى الكلمة ، راجل حقيقي فاهم معنى القوامة صح ، فاهم يعني ايه ست اتخلقت من ضلعه ، محتاجة احتواء و اهتمام و حماية ، بيقدر كل حاجة بعملها و بيهمه رأيي بأي موضوع ، بيدور على كل حاجة ممكن تسعدني و بيعملها من غير تردد
خلفنا محمد و ملك ، محمد عندو سنتين و ملك دلوقتي تمت 3 شهور ، وعدت نفسي اني هبذل كل جهدي على تربيتهم ، عمري ما هسمح يحصلهم الي حصلي ، اتعلمت من كل حاجة مريت بيها و مستحيل اسمح لحد من اولادي يعيش الي عشته ، هكون سند ليهم على طول و هعمل كل حاجة لمصلحتهم
عبد العزيز كان هو الراجل الي غيرلي حياتي ، كان هو السند و العوض ، بيخاف عليا اكتر مني ، كل موقف او لمسة او حتى نظرة منه كانت بتثبت حبه ليا
*********************
قفلت البوم الصور الي كانت بتقلب بيه و مسحت دمعتها عن خدها
ليل : و بس كدة ، هيا دي حكايتي يا همس ، ايه رأيك ؟
همس : مش انا الي اقول رأيي ، الي قرأ قصتك هو الي هيقولنا رأيه ، قولولها بقا ايه رأيكم ؟
تمت


تعليقات
إرسال تعليق