القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية مغامرات عائليه الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم همس كاتبه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية مغامرات عائليه الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم همس كاتبه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 



رواية مغامرات عائليه الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم همس كاتبه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


حبيبة : بابا انا عايزة افسخ الخطوبة 

انتفض حسين من مكانه و قال بصدمة : نعم ؟! ليه ان شاء الله ؟ 

حبيبة  : انا اتخنقت منه … مخطوبة لواحد ما اعرفهوش كويس … ده انا اخر مرة قعدت معاه  زي البني ادمين من 6 سنين …  و  يا دوبك  اتكلمت معاه شوية من سنتين  يوم كتب الكتاب … انا زهقت من الوضع ده 


حسين : قوليلي يا بنتي .. هو زعلك بحاجة ؟ 

حبيبة : ايوة … كلمني و هزقني عشان نزلت صورتي على الانتستقرام … هو ما يعرفش حاجة عني و لا بيسأل عليا …. ملهوش حق يتدخل بحياتي 

حسين : ازاي ملهوش حق يا بنتي ده كاتب كتابه عليكي … يعني جوزك و من حقه يغير .. و بعدين صورتك الي نزلتيها مع ابن خالتك فعلا عيب و انا كنت هكلمك بالموضوع ده … حتى لو كنتو زي الاخوات بس ده كان عينه منك و كان هيتقدملك  بس أوس سبقه 

حبيبة : بس انا يحقلي اتطلق طالما مش مرتاحة … انا خلاص جبت اخري معاه … بقولك مش بيسأل عليا و لا مهتم بيا اصلا .. كل الي بيعمله انه بيديني اوامر زي العساكر

حسين : ما تنسيش ان انتي الي وافقتي عليه بكامل ارادتك و ما حدش غصبك عليه .. و ده قريبي مش هنعمل مشاكل مع اهلي عشان لعب العيال ده 


حبيبة : ايوة انا وافقت عليه عشان جدو الله يرحمه حس انه مناسب ليا … و لو كان جدو عايش كان هيوقف المهزلة دي … مستحيل يقبل بكدة خالص 


دلفت حلا اختها التي تكبرها بعام واحد فقط  باندفاع 

حلا : بابا حبيبة عندها حق … اوس مش مهتم بيها خالص … هي مش مضطرة تقضي عمرها و هي تستناه 

امسكها والدها من اذنها و قال : و انتي مالك ها ؟ ليه بتحشري نفسك بيني و بينها ؟ اكيد انتي الي فضلتي تزني على دماغها تفسخ الخطوبة مش كدة ؟ 

حلا :و  الله ما ليا دعوة يا بابا … بس ده قالها كلام زي الزفت عشان حتة صورة .. و الصورة مفيهاش حاجة غلط دي مزة

حسين : اطلعي برا بدل ما افش كل غلي فيكي 

حلا بضحكة  : لا و على ايه الطيب احسن 

وخرجت بسرعة 

حسين : حبيبة يا بنتي اعقلي .. جدك عبد الله هيزعل اوي … لو عايزة تفسخي الخطوبة هنتناقش بالموضوع ده بعد فرح فريدة و تميم 


حبيبة بغضب : ماشي يا بابا هستحمل عشانك بس 


( حبيبة فتاة تبلغ من العمر 20 عام ،  تمتاز بانوثتها الطاغية و رقتها و جمالها الطبيعي ، عيناها السوداء الواسعة و رموشها الكثيفة تتناسق مع شعرها الاسود الطويل و جسدها الذي يشع بالانوثة ، تعيش حياتها على السوشال ميديا ما بين منشور و ستوري تستعرض بها تفاصيل يومها بالكامل )


دلفت الى اوضتها و هي غاضبة 

حلا : ها وافق ؟ 

حبيبة : قالي هنتناقش بالموضوع ده بعدين 

حلا : و الله انتي وحدة هبلة … انا لو مكانك كنت  بهدلت الدنيا … ده بني ادم بارد مش سائل فيكي … ازاي بتحبيه انا مش فاهمة 

امسكت حبيبة وسادة و وضعتها في حضنها و بدأت تبكي 

حبيبة : كان يوم اسود يوما قبلت بيه … دلوقتي هيقولو عايزة تعمل مشاكل في العيلة 

حلا بغضب : يتفلقو .. المهم سعادتك … ما تخليش راجل يتحكم بحياتك .. عمل  كل ده قبل الجواز ما بالك بعدين 


دلفت دينا و هي ابنة عمتهم و صديقة حبيبة المقربة 

دينا بغضب : ايه الكلام الاهبل الي سمعته من خالو  ده ؟ انتي اتهبلتي يا بت عايزة تفسخي خطوبتك من اوس ؟! 

حبيبة : ايوة … انا تعبت منه .. مش مهتم بيا خالص .. مش هقضي عمري مع واحد مش بيسأل بيا 

حلا : جدعة يا بت ايوة كدة … اوعك تخلي حد يستقل بيكي 

دينا : ما ترديش عليها يا حبيبة .. دي فيمنيست بتشوف كل الرجالة زبالة .. حبيبة انتي و اوس بتحبو بعض من زمان .. هتخسري حب عمرك بالعبط ده 

حبيبة : حب عمري ؟ ليه هو انا فارقة معاه اصلا ؟ ده مش بيكلمني يا دينا … و بعدين الي كان بينا ده حب مراهقين 

دينا بشك : ايوااااا ده مش كلامك .. ده كلام مقصوفة الرقبة دي 

وحدفت حلا بمخدة 

حلا : جرا ايه يختي … انا عايزة مصلحتها 

دينا : مصلحتها ؟ و ما فكرتيش بمصلحتك انتي ؟؟ بالنسبة لسي فارس الي حضرتك بتكلميه ده ايه ان شاء الله ؟ 

نظرت حبيبة الى حلا بصدمة 

حلا بتوتر : انتي عرفتي منين ؟ 

دينا : كل بنات العيلة بيعرفو … و هو بيقول هيتقدملك .. يعني بدل ما تخربي على اختك فكري بحياتك … و بعدين يا حبيبة كلنا عارفين ان اوس مركز بشغله عشان ينجح و يرجعلك و انتي عارفة كويس قد ايه بيحبك .. ما ترديش على الغبية دي 

حبيبة : استني يا دينا … حلا انتي ازاي ما تقوليليش على حاجة زي دي ؟ احنا طول عمرنا مش بنخبي على بعض … انا كنت بحكيلك ادق تفاصيل حياتي .. ازاي تخبي عني موضوع زي ده  ؟ 

حلا : و الله كنت عايزة اقولك بس فارس كان مصمم علاقتنا تفضل بالسكرتة لحد ما يتثبت بالشغل و يتقدم رسمي 

حبيبة بغضب : اه و انا المفروض اعرف يوم الخطوبة مش كدة ؟ مش على اساس كلهم زبالة ؟ … امشي يا دينا على البلكونة .. انا فعلا غبية اني بسمع لوحدة زيها 


ذهبن الى البلكونة سويا 

دينا : حبيبة ما ترديش على حلا … دي مش فاهمة انتي و اوس قد ايه بتحبو بعض … انتي عارفة كويس انه بيعشقك .. و جدو نفسه الى عرض موضوع الجواز عليكو قبل ما يموت عشان تتلمو و ما تفضحوناش … نسيتي قد ايه كنتي تتحايلي علينا نروح سوهاج عشان تشوفو بعض  ؟؟ و هو كام مرة جيه هنا بس عشانك ؟ نستي لما كان بيزنقك في بير السلم و انا الي كنت بغطي عليكو  … صحيح الموضوع قديم بس هو لسا بيحبك و بيشتغل عشان يثبت نفسه و يرجعلك 


حبيبة ببكاء : المشكلة انو مش بيهتم بيا … انا عنده على الهامش … ما بيفكرش يتصل يتطمن عليا … انا حاسة اني ما بقيتش احبه زي زمان .. و اقتنعت ان ده كان حب مراهقة 

دينا : يا حبيبة اعقلي … كل البنات بتغير منك عشان انتي خطيبته .. بنات العيلة هناك هيفرقعو منك و مش بيطيقو سيرتك بس عشان هو اختارك انتي … حتى صحابنا هنا بيحسدوكي عليه … ده بقى رجل اعمال قد الدنيا بظرف كام سنة و معروف جدا .. مش بتشوفي الاكونت بتاعه على الانستا ؟ كله البنات بيتغزلو بيه … بس هو مش بيعبر حد عشان لسا مخلص بحبه ليكي 


حبيبة : انا عارفة و ده شيء مستفز جدا  بالنسبالي … هو اتغير عليا من ساعة ما كتبتا الكتاب .. كأنه ضمن اني ليه عشان كدة مش بيعبرني خالص 

دينا : وحياة ربنا انتي بنت عبيطة .. تصدقي لو اتطلقتي منه هروح انا شخصيا اتقدمله و اتجوزه .. هو انا اطول اوس يبصلي حتى .. بجد انتي بنت غبية 

حبيبة بغيرة : دينا  اخرسي .. انتي عارفاني مش بحب الاسلوب ده  .. قومي اعملي حاجة نشربنها عايزة ابعت ستريك

دينا : هو ده الي انتي فالحة بيه 


*****************


في انجلترا 

كان يتابع عمله على اللابتوب و هو يشرب فنحان القهوة  

وقع نظره على برواز موضوع على مكتبه يحتوي على  صورته معها منذ 7 سنوات 

امسك به و ابتسم و هو يملس على صورتها يعبر عن كم اشتياقه لصغيرته التي علمته الحب 

قاطع لحظته دخول ابن عمه زياد 


زياد : اوس امته هنسافر  ؟ جدو كلمني عشان فرح تميم اخوك و قالي انه بعد شهر … و انت عارف العادات بتاعتنا 

اوس بهدوء : حضر انت اجراءات السفر عشان ننزل بعد بكرا 

ابتسم زياد و قال : هيا واحشاك اوي كدة ؟ كل ما بدخل بلاقيك ماسك صورتها 

نظر اوس للصورة بحب 

اوس : عمري ما تخيلت اني هحب وحدة بالشكل ده … دي حبيبتي من و احنا عيال يا زياد 

زياد : اممم عشان كدة مستعجل ترجع .. اصلها هتحضر الفرح .. و انت عوايدك بتنزل مصر يومين بالكتير … انا مش فاهم ليه بتتعب نفسك كدة ؟ ليه مش بتروح تشوفها ؟ 

اوس : عشان انا وعدتها اني مش هرجع الا لما اكون جاهز تماما و مأمن مستقبلها معايا 

زياد : انت هتستعبط ما انت مأمن نفسك من زمان 

اوس : انت مش فاهم حاجة على فكرة .. بقولك ايه تعالا نتغدى انا زهقت من الشغل 

زياد : طيب يلا 


( اوس شاب وسيم جدا يبلغ من العمر 26 عام ، يمتاز بجاذبيته و حضوره القوي ، يمتلك عيون بنية  و بشرة حنطية صافية ، اناقته ملفتة للانتباه ، حياته عبارة عن مكتبه في الشركة ، يقضي اغلب يومه بالعمل ،   سافر الى انجلترا منذ 6 سنوات و لا يعود الا في المناسبات )


**********************


في المساء 

دلفت سعاد والدة حبيبة 

سعاد : حبيبة … اجهزي انتي و اختك عشان هنروح سوهاج بكرا 

حبيبة بضيق : ماما انا كلمت بابا و هفسخ الخطوبة 

سعاد بهدوء : طيب هو قالك هنتكلم بالموضوع ده بعدين … دلوقتي ركزي بفرح فريدة انتي عارفة انها هتزعل اوي لو ما روحتيش 

حبيبة  : مش عايزة اشوفه يماما .. اكيد هيحضر  الفرح  

سعاد : مش يمكن لما تتكلمو تغيري رأيك ؟ 

حبيبة : مش هغير رأيي يماما انا مش عيلة … خلاص انا من حقي اشوف مستقبلي مش هفضل مستياه و هو مش معبرني … ماما لو كان بيحبني كان جيه يزورني مرة واحدة على الاقل 

سعاد : انا فاهمة احساسك .. و معاكي بموضوع الانفصال .. بس يا بنتي الجواز و الطلاق مش بسهولة زي ما انتي فاكرة .. لازم تكوني مقتنعة من جواكي ان ده انسبلك .. و الي انا شايفاه انك عايزة تعاقبيه مش اكتر .. انتي لسا بتحبيه فما تستعجليش عشان ما تندميش بعدين 


**************************


في اليوم التالي 

في سوهاج 

وصلت اسرة حسين الى بيت عمه عبد الله 


وقفت حبيبة تنظر لهذا البيت القديم و الكبير جدا  … كم جمعتها ذكريات جميلة فيه مع جدها عبد الرحمن  الذي كان يعتبرها اكثر من ابنته و يفضلها على كل افراد العائلة  فهي اصغر حفيداته … تبادرت الى ذهنها ذكرياتها مع اوس حب طفولتها .. تجمعت الدموع في عينيها فهي بعد وفاة جدها و سفر اوس قد كرهت هذا البيت و لم تزوره منذ سنوات  


دلفت الى الداخل مع اسرتها الصغيرة و هي ترتدي فستان اسود طويل باكمام  و مزموم الى الركبة و ينتهي بثنيات الدانتيل الواسعة من بعد الركبة …  يبرز جمال جسدها الذي يتناغم مع شعرها المفرود 


مجرد ان دخلت استقبلهم عبد الله و هو عم والدها و في مقام جدها … و ابناءه عدنان  و ايهاب  

كانت تتابع افراد العائلة و هم يسلمو على بعضهم بحرارة … تقف بعيدا عنهم و على وجهها ملامح النفور و الضيق 


اتجه عدنان لها و سحبها لحضنه … رفع كفه و ملس على شعرها بحنية 

عدنان : ازيك يا بنتي و ازاي دراستك 

حبيبة بهدوء : الحمدلله يا اونكل 

عدنان : انا عارف انك زعلانة من اوس بس ان متأكد انه بكرا هيصالحك .. اصله راجع هو و زياد بكرا الصبح 

ابتسمت بهدوء و هي تخفي خلف هذه الابتسامة كم كبير من الضيق 

عبد الله : تعالي يا حبيبة .. وحشتيني اوي يا بنتي 

مجرد ان رأته ارتمت بحضنه فهو يذكرها بجدها عبد الرحمن و ذلك بسبب الشبه الكبير بينهما 


دخلو جميعهم الى ساحة البيت 

بعد كثير من التسليم و المصافحة جلس الجميع سويا في مجلس العائلة الكبير 


لارا بهمس : اهي جات البكمي 

كارما : بجد مغرورة اوي 

غادة : بس يا بنات عيب دي ضيفة 

كارما : مش قادرة اتقبل انها هتبقى وحدة مننا 


دلفت فريدة و قالت بسعادة : حبيبة .. ازيك وحشتيني اوي 

احتضنتها حبيبة بابتسامة واسعة فهي الوحيدة التي تحبها من هذه العائلة 

حبيبة : و الله و انتي كمان واحشاني اكتر 

فريدة : كل ده مش بتكلميني يا واطية طب على الاقل قدري اني سلفتك الكبيرة 

حبيبة بعبوس : بس يا فريدة هزعل 

فريدة : لا كله الا زعلك يقمراية .. ازيك يا حلا 

حلا بضحك : مش طايقة اشوفك يا عروسة 

فريدة بهزار : طول عمرك بتغيري مني يا منفسنة

كانت نظرات سحر والدة اوس تفترس حبيبة من اعلى لاسفل باعجاب شديد فهي لم تراها منذ سنوات 


سحر لسعاد : انتي يا ولية بتأكلي بناتك ايه ؟ ما شاء الله حبيبة بقت زي فلقة القمر .. مش مصدقة ان دي هتكون مرات ابني ما تفرقش حاجة عن الصور الي بشوفها و البنات كانو بيقولولي كل ده مضروب و فلتر 

سعاد بضحك : و الله مش بركز معاهم بس هيا كدة على طول 

سحر : ما شاء الله بجد خايفة احسدها من كتر ما هي حلوة  


كان مصطفى يتابع حديثهم و ينظر الى حبيبة و هو اخ اوس الاصغر و يبلغ من العمر 15 عام 

مصطفى : بقولك ايه يا حبيبة ما تكنسلي حكاية اوس ده و تتجوزيني انا  

حبيبة بضيق : شكلي هعمل كدة فعلا يا مصطفى 

سحر : بس يا واد عيب دي مرات اخوك 

 ايهاب : احكيلي يا حبيبة اوس بيكلمك ؟ 

حبيبة : يعني شوية يا اونكل لما بيكون فاضي 


لارا بهمس : شايفة اول ما قعدت كل الكلام بقا عليها .. مستفزة حدا 

كارما : اممم مش شايفة لبسها ؟ ده لبس بنت محترمة ؟ طبيعي تخطف الاضواء اصلا دي عاملة كدة عن قصد 

غادة : على فكرة البنت فعلا حلوة اوي انتو ليه مصرومين منها ؟ 

كارما : عشان دلوعة اوي و بكمي … دايما بتحاول تبين جمالها في كل بوستاتها … عيب اوي كدة 


اتجهت حلا و جلست بالقرب منهم 

حلا : بتتكلمو بايه ؟ 

غادة : صحيح انتي و فارس اخويا هتتخطبو ؟ 

حلا بكسوف : ايوة بس لسا ما اتكلمش مع عمو ايهاب بالموضوع ده 

لارا : حلا .. هي اختك ليه ضاربة بوز كدة ؟ هو احنا ما بيتقعدش معانا و لا ايه ؟ 

حلا باستغراب : ليه بتقولي كدة ؟ دي لسا واصلة ملحقتش ترتاح يعني 

غادة : يمكن عشان اوس مش هنا اكيد واحشها 

حلا : لا يحببتي اصل حبيبة هتفسخ الخطوبة 

لارا و كارما بصوت واحد : اييييه ؟؟؟ 

حلا : اه .. هي مش مرتاحة معاه و جاية هنا مخصوص عشان تتكلم مع جدو عبد الله بالموضوع ده 


سحبت لارا يد كارما و قامت بسعادة 


لارا : بتقولك هيفسخو الخطوبة … يعني هيفضالنا الجو يا بت


بارت 2 


لارا : بتقولك هيفسخو الخطوبة … يعني هيفضالنا الجو يا بت 

كارما : انا مش قادرة اصدقها .. يمكن حلا بتشتغلنا 

لارا : مستحيل ما سمعتيش حبيبة و هي بتقول لمصطفى شكلها هتكنسل الجوازة … يعني خلاص هنخلص منها و الساحة تبقى فاضية لينا 

كارما : انتي عبيطة يا بنتي ؟ اوس مستحيل يستغني عنها ده بيعشقها من زمان … و افرضي حصل و فسخو الخطوبة تفتكري هيبص لوحدة فينا ؟ 

لارا : مش مهم … بعد ما ينفصلو نبقى نفكر هنعمل ايه 

كارما : انا بجد مش فاهماكي .. ازاي عايزاني اساعدك و انتي عارفة اني معجبة بيه ؟ ايه عايزانا ننزل ضراير على بعض ؟ 

لارا : لا يختي بعد لما يسيبها هو يختار وحدة فينا  و ورينا شطارتك بقى … يا انا يا انتي وقتها 


كانت غادة تقف وراء الباب و تستمع لحديثهن و تحاول كتم ضحكتها … تتعجب من سذاجة تفكيرهما 


اتجهت للاسفل و جلست مع فريدة و حبيبة 

غادة : حبيبة .. انتي و اوس متخانقين ؟ 

حبيبة ببرود : لا 

غادة : طب ايه الكلام الي سمعته من حلا ده ؟ بجد عايزة تفسخي الخطوبة ؟ 

فريدة بصدمة :  نعم يا روح امك ؟ ده بجد ؟ 

حبيبة باستغراب : حلا قالتلك كدة ؟ 

غادة : ايوة 

فريدة بغضب : و الكلام ده صحيح يا ست حبيبة ؟ 

حبيبة ببرود : لا … دي حياتي و محدش ليه دعوة هعمل ايه

قامت و اتجهت للبلكونة المطلة على الحديقة الخلفية للبيت و تبعتها غادة 


غادة : حبيبة … انا فاهمة انك زعلانة منه .. بس اوس بجد بيحبك اوي  … و على طول بيسأل على اخبارك و يتطمن عليكي من جدو 

حبيبة : بس مش بيكلمني يا غادة 

غادة : انا عارفة .. بس انتي برضو عارفة كويس انه عمل كدة عشانك .. هو قالك مليون مرة مش هيرجع الا لما يأسس حياته صح و يعيشك بالمستوى الي انتي عايزاه 

حبيبة بغصة : كنت عيلة و هبلة لما قولت الكلام ده … ما تخيلتش انه هياخد الموضوع بشكل جدي 

غادة : حبيبة اسمعي الكلام الي هقولهولك ده و افهميه كويس … انا اتحطيت مكانك من 4 سنين و اتسرعت و فسخت خطوبتي من زياد و سافرت مصر … صدقيني اتقهرت و اتوجعت جدا لما اتجوز وحدة تانية … ضيعت من ايدي حب عمري و هو راح لغيري … احساس الغيرة دبحني يا حبيبة … كل ما كنت افكر انه بحضن وحدة غيري كنت بموت من القهر … و انتي لسا بتحبي اوس و مش هتستحملي لو فكر يرتبط بغيرك 

حبيبة : عندك حق … انا مش قادرة اتعود على بعده ما بالك لو سبنا بعض … بس انتي يا غادة بتحبي زياد .. و هو دلوقتي طلق مراته .. يعني تقدرو ترجعو لبعض 

غادة بحدة : لا … ما اقدرش ارجعله بعد ما لمس غيري .. مش هنسى الي عمله معايا … ده ما صدق اني فسخت الخطوبة و راح خطب غيري و اتجوز 

حبيبة : غادة ما تأفوريش … كلنا عارفين انه عمل كدة عشان يغيظك و طلق مراته بعد تلاث شهور من الجواز … عشان لسا بيحبك .. و على فكرة هو لغاية الان متمسك بيكي  

غادة بضيق : ممكن ما نتكلمش بالموضوع ده ؟ انا مش طايقة اسمع حاجة عنه 

حبيبة : انا اسفة 

دلفت فريدة و قالت : حبيبة دينا وصلت و سألت عليكي 

حبيبة : هنزل اشوفها 

و ذهبت بسرعة 

فريدة : بجد هتفسخ الخطوبة ؟ 

غادة : ما اعتقدش دي لسا بتحبه .. يمكن عايزة تعاقبه بس

فريدة : طب مش تراعي على الاقل ان فرحي قرب .. عايزة تعمل مشكلة و تنكد عليا ؟ 

غادة : لا من الواضح انها مش جاية عشان كدة بس حلا لسانها طويل و هي الي قالت قدام البنات .. دول طايرين من الفرح و بيخططو هينزلو ضراير على بعض 

فريدة بضحكة : يا انهار اسود … و حياة ربنا لما يجي زياد هقوله على كارما خليه يفرمها 

غادة بضيق : دول عيال مراهقين انتي ركزي بفرحك … بكرا هنروح مع بعض عشان جلسة اليزر دي اخر جلسة 

فريدة : اوك هخلي تميم يوصلنا 

غادة : ماشي هروح اشوف ماما   


دلف فارس و تميم تزامنا مع نزول حبيبة 

اطلق فارس تصفيرة اعجاب شديد 

فارس : يا انهار اسود مين المزة دي 

تميم بحدة : فارس احترم نفسك … دي حبيبة خطيبة اوس 

فارس بضحك : هو فين اوس ده .. مش يراعي انها حلوة و ممكن تتخطف منه 

تميم : اقسم بالله لو ما اتلميت انا الي هلمك .. احترم نفسك شوية الي بتتكلم عليها دي قريبتنا و خطيبة ابن عمك 

فارس بخبث : اممم و ان شاء الله هتكون اخت مراتي 

تميم : دي هتكون حمارة الي تبصلك


اتت حلا و قالت : ما تغلطش بيا و بخطيبي يا دكتور الحمير انت 

تميم بغيظ : هو لحق يبقى خطيبك ده عيل زبالة و انتي ازبل منه و الله  

حلا : طب اتلم بدل ما اعورك .. انت عريس ياض 

مسكها من تلابيبها و قال : نعم يختي ؟ تعوريني ؟ ده انا هشرحك دلوقتي 

اتت حبيبة و قالت بهدوء  : ازيك يا تميم 

تميم بابتسامة : الحمدلله و انتي اخبارك ايه ؟ 

حبيبة : انا كويسة … عملت ايه بالبحث الي قولتك عليه من كام يوم ؟ 

تميم : جاهز بس نسيته بالمستشفى .. هجيبه بكرا .. الا هيا صاحبتك عايزاه ليه ؟ 

حبيبة : طلبه منها دكتور الانتومي و هي مش فاضية تعمله عشان عندها بطولة تنس 

فارس : بس ايه الحلاوة دي يا بت ده انا اخر مرة شوفتك قبل سفر اوس 

حبيبة بضيق : عن اذنك يا تميم 

ذهبت من امامهم و حلا وكزت فارس 

حلا : احترم انها اختي على الاقل 

فارس : الله ما هيا حلوة اوي اعمل ايه ؟ 

تميم : انت بجد رذل اوي .. انتي ازاي هتتجوزي الاهطل ده 

حلا : اعمل ايه القلب و ما يريد 

فارس : اه يقلبي دي طلعت بتقول كلام حلو 

ذهب تميم و هو ينفخ بنفاذ صبر و اتجه ليسلم على الضيوف 


دينا : حبيبة اوعك تتكلمي بموضوعك مع اوس قدام حد .. دلوقتي في فرح عايزين نتبسط ما تخربيهاش عليهم 

حبيبة : ما حلا قالت قدامهم و فضحتني 

دينا بغضب : اختك دي لسانها عايز قص .. انا مش فاهمة هيا ليه بتعمل كدة .. شوفي ازاي بتهزر مع فارس و لا تقولي هيا الي سخنتك على اوس 

حبيبة : بس حلا عندها حق .. و اهلي برضو مقنتعين ان ده الصح 

دينا : طيب لما يبقى اوس يرجع تبقو تتفقو .. ده مش قرارك لوحدك 

حبيبة : دينا امشي نقعد برا عشان انا اتخنقت من الجو ده 

دينا باستغراب : ليه حد دايقك ؟ 

حبيبة باندفاع  : ايوة … كل شوية حد بيعاكسني و البنات بيبصولي و بيتكلمو عليا .. قولتلك انا مش بحب العيلة دي .. نفسي ارجع مصر من دلوقتي 

دينا بابتسامة : حقهم بصراحة .. دول غيرانين منك يا عبيطة .. انتي مش شايفة نظرات حماتك .. دي ما شالتش عينها عنك … من  اول ما وصلنا البيت ده و هي بتحكيلنا عن حلاوتك 

حبيبة : ايه الاوفر ده … انا مفياش حاجة غريبة عشان يتكلمو عليا كدة .. بنت طبيعية و لابسة فستان فين الملفت بده ؟! 

دينا : مهو دي اجمل حاجة فيكي يا بت … ده اوس هيضرب نفسه بالجزمة لو سبتيه 

حبيبة بضيق : دينا ما تتكلميش كدة ارجوكي .. تعالي نتصور هنزل ستوري و اعملك منشن 

دينا : يلا 


****************************


بعد وقت 

سحر : العشا جاهز اتفضلو 

عبد الله : يلا يا جماعة اتفضلو البيت بيتكم يا حسين مش عايز حد يتكسف 

فارس : و الله يا جدو ما حد مكسوف غير حبيبة مالك يا بنتي فكي شوية 

عبد الله : فارس يكون احسن لو تسكت 

حلا : ليه بتحب تجيب الكلام لنفسك 

فارس : ايه يا مزتي عايزها تفك شوية 


على مائدة الطعام كان الجميع يأكل بصمت 

عبد الله : ان شاء الله بعد فرح تميم و فريدة هنتفق على موعد فرح اوس و حبيبة يا حسين 

حسين : معلش يعمي خلينا نأجل موضوعهم شوية .. لسا اوس ما رجعش و هو و حبيبة محتاجين فترة تعارف جديدة 

عدنان :  بس هما يعرفو بعض من زمان يا حسين … و  الخطوبة طولت اوي 

ايهاب : اعتقد ان اوس كمان مستعجل على الجواز حسب ما زياد قالي 

حسين : انا شايف ان حبيبة محتاجة وقت ترتاح شوية و تتكلم معاه 

عبد الله : تمام على كدة هنديهم فترة يتفقو و بعدها نحدد موعد الفرح 

كانت حبيبة تستمع الى كلامهم بضيق شديد و تشعر بنظرات الجميع لها 

قامت بهدوء و قالت : عن اذنكم 

و اتجهت الى الاوضة التي كانت تنام بها قبل وفاة جدها 


دينا : مالك يا حبيبة انتي زعلتي من كلامهم ؟ 

حبيبة بدموع : خلاص يا دينا انا هتكلم مع جدو عبد الله بكرا بموضوع الانفصال .. دول فاكريني هموت و اتجوزه 

دينا : ما دي الحقيقة … انتي بتحبيه … حبيبة انتي كدة هتزعلي فريدة … هتعتبر انك جاية تخربي عليها فرحها .. مش هفضل افهم فيكي انتي مش صغيرة 

حبيبة : الي يحصل يحصل انا تعبت .. كفاية بقا 


سحبت البطانية و تغطت بها و هي تحاول النوم 

اتجهت دينا للسرير المقابل و تمددت 

امسكت موبايلها 

دينا : ايه ده اوس شاف صورتنا في الستوري و عملي لايك  .. ده اكيد عشانك فيها 

حبيبة بغيظ : دينا اخرسي كفاية 

و قلبت نفسها للاتجاه الاخر 


******************* 


في صباح اليوم التالي 


غادة : حبيبة .. دينا .. حلا .. يلا قومو افطرو 

استيقظت حبيبة و رفعت نفسها بهدوء 

حبيبة بصوت ناعس : صباح الخير 

غادة بابتسامة : صباح النور .. مش معقول حتى و انتي نايمة قمر … زي بطلات المسلسلات التركية 

حبيبة بابتسامة : بس بقا بتكسف 

استيقظت حلا و قالت : عاملين ايه ع الفطار ؟ 

غادة : اه يا طفسة قولي صباح الخير الاول  .. صحو الغيبوبة دي .. انا هروح مع فريدة للدكتورة

حبيبة : انا هاجي معاكم 

غادة : لا يا حبيبة .. اوس هيرجع النهاردة و انتي لازم تجهزي عشان تستقبليه 

حلا : تستقبل مين هوا راجع من العمرة ؟ ده مطنشها يا بت 

غادة : حلا يا ريت تنقطينا بسكاتك .. حبيبة احنا قولنا ايه ؟ حالو اتكلمو و لو حسيتي انك لسا مصممة على الانفصال اتفقو مع بعض 

استيقظت دينا و قالت بغضب : انتووو اييييه .. بترغو ع الصبح فوق دماغي مش عارفة انام 

غادة ببرود : طب كويس انزلي افطري انتي كمان 


*********************


كارما : ايه الشياكة دي يا بت 

لارا : قوليلي شكلي مضبوط كدة ؟ 

كارما : ايوة بس ليه مأفورة بالميكاب كدة 

لارا : عشان يشوفني و يتهبل بجمالي .. عايزة اغطي عليها 

كارما : على فكرة اكتر حاجة بيحبوها فيها هو جمالها الطبيعي .. دي يا دوبك بتحط لب جلوس و شوية تنت على خدودها .. اتعلمي منها .. شكلك زي عروسة المولد 

لارا : اخرسي يا كارما انا اصلا احلى منها … ده انا شقرا و عنيا زرقا  هتيجي ايه جنبي المسهوكة دي 

دلفت فريدة اوضتهم و قالت بضحك : ايه الهبل الي عاملاه بنفسك ده يا لارا ؟؟ 

لارا : هبل ايه ؟ انا حاطة شوية ميكاب ! 

فريدة : يخرب بيتك منظرك يقرف … الروج الاحمر راحت موضته من زمان 

لارا بضيق : و الله لامسحه كله دلوقتي و هه 

امسكت منديل و بدأت تمسح الميكاب عن وجهها بعد ان قضت ساعات بعمله 


كارما و هي بتقلب بالموبايل : شوفتو ستوري حبيبة ؟ 

فريدة : لا وريني 


امسكت الهاتف و شاهدت صورة يظهر بها منتصف وجه حبيبة و شعرها مفرود كتبت بجانبها " ما أصعب أن تكون في مكان لا تشعر فيه بالانتماء " 

كارما : واضح انها مش طايقة حد هنا الغندورة 

فريدة بغضب : ما انتو لو بتعرفو ازاي تحترمو الضيف ما كانتش نزلت كدة .. ده انتو بتتكلمو عليها من ساعة ما وصلت 

لارا : و انتي ليه محموقة عليها كدة ؟ ده حتى حماتك فضلتها عليكي 

فريدة  : عشان بحبها اوي و انا عقلي مش صغير زيكم  عشان اغير منها … مليش بلعب المراهقين ده 

تركتهم و خرجت 


************************


اتجهت حبيبة لاوضة جدها عبد الله و طرقت الباب حتى اذن لها بالدخول 


حبيبة : جدو ممكن اتكلم معاك بموضوع ؟ 

عبد الله : طبعا يا حببتي .. تعالي يا بنتي اقعدي 

جلست بجانبه على الكنبة 

عبد الله بهدوء : قوليلي يا حبيبة مالك … من ساعة ما جيتي و انتي مش على بعضك و منطوية عن الكل .. ده حتى ما شوفتكيش سهرانة مع الاولاد امبارح و نمتي على طول 


حبيبة : جدو انا مش مرتاحة هنا … و مش قادرة اتقبل حد فيهم .. و لا قادرة اسامح اوس على غيابه عني … هو مش بيكلمني و لا حتى فكر يزورني كل ما بيرجع مصر … انا فاهمة ان الكل ايّد موضوع الخطوبة عشان يفضل مربوط بمصر .. بس انا مش هقبل اني اكون مجرد اداة ليه و لأهله … عشان كدة عايزة انفصل عنه بشكل رسمي 


عبد الله : اسمعيني يا حبيبة … انا فاهم احساسك كويس جدا .. و مش هجبرك على حاجة … بس برضو عايز انبهك لحاجة انتي يمكن مش واخدة بالك منها … حبيبة انتي كنتي اقرب حفيدة لعبد الرحمن اخويا الله يرحمه .. كان دايما فين ما يروح ياخدك معاه .. كان يقول حبيبة دي حتة مني و انا الي سميتها بالاسم ده من كتر ما بحبها … انتي و حلا و دينا الحفيدات  الي فضلتو من نسل اخويا … عمتك و امك ما قدروش يخلفو ولاد … و هو لما اتكلم معايا بموضوعك انتي و اوس كان من باب انك تفضلي وسط العيلة لانه حس ان في قبول بينك و بين اوس … و حتى طلب مني اسعى  بجوازة حلا و دينا لاحفادي  … و انا وعدته اني هعمل المستحيل عشان احافظ عليكي وسطنا … جدك كان رايدك لاوس و ملهوف على ما يفرح بيكم عشان كدة استعجل بكتب الكتاب … و اعتقد انتي فهمتي الي عايز اوصله ليكي 


حبيبة بدموع : فهمت .. بس برضو اوس سابني لفترة طويلة .. و انا تعبت من الوضع ده 


عبد الله : انا فاهمك يا بنتي … انتي بالنسبالي اغلى من احفادي ما اقبلش ان حد يجرحك … انتي الي بتفكريني باخويا و صاحبي و عشرة عمري مستحيل اسمح لاي مخلوق يأذيكي حتى لو كان حفيدي … انا مش هقف بطريقك يا حبيبتي .. بس لازم تتكلمي مع اوس و تفهمي عذره .. لازم تتأكدي انك عايزة تنفصلي عنه بكامل ارادتك .. عشان ما تندميش زي غادة 


مسحت حبيبة دموعها بعنف و قالت : حاضر يا جدو .. اما اشوفه هنتكلم و نتفق على الطلاق 


قامت و اتجهت للباب بينما عبد الله ينظر لاثرها بسرحان 


***************************


بعد عدة ساعات 


لارا بصراخ : اوس وصل .. اوس وصل 

سحر باندفاع : حبيب قلبي وحشني اوي 

دلف اوس و زياد سويا الى البيت و  تجمع كل من في البيت لاستقبالهم 


احتضنت سحر ابنها و دموعها الغزيرة تهطل 

سحر : وحشتني يا قلب امك .. كل ده غياب 

اوس : و انتي وحشتيني اوي يا ست الكل 

احتضن جميع افراد عائلته باشتياق واضح و كذلك زياد الذي تشبث باحضان اخواته فريدة و كارما 


جلسو جميعا في مجلس العائلة و بدأت خديجة و سعاد بتوزيع القهوة على الحضور 

اما عن اوس فكانت عيناه تتجول بكل المكان بحثا عنها و لكنه لم يراها 

اوس بصوت منخفض : دينا .. فين حبيبة ؟ 

دينا بتوتر : فوق .. بس بصراحة يعني مش عايزة تشوفك 

اوس بهدوء : هيا لسا زعلانة من حكاية  البوست ؟ 

دينا : لا يا اوس .. هيا زعلانة عشان انت مش بتسأل عليها 

اوس : طب هيا فين دلوقتي ؟ 

دينا : في البلكونة الي فوق 

ابتسم بهدوء فهذه البلكونة كانت المكان الذي يلتقيان به و هم اطفال قبل اكتر من 8 سنوات 

قام ليذهب لها 

سحر : على فين يا ابني ؟ 

اوس : هطلع اوضتي ارتاح شوية 


اتجه نحو الطابق العلوي 

دينا بهمس : زياد .. ده هيروح يكلم حبيبة .. تعالا نلحقهم اكيد هيتاخنقو 

زياد بفزع : يا انهار اسود .. امشي 

امسك يدها و اتجهو للطابق العلوي بسرعة .. تحت نظرات غادة المقهورة من اعماق قلبها .. تبعهم لارا و كارما بهدوء حتى يحاولن التحدث مع اوس 


فريدة : مالك يا غادة ؟ 

غادة : هما دول هيرتبطو كمان ؟ 

فريدة : انتي اتهبلتي يا بت ؟ دي دينا يا غادة طول عمرها اختنا 

غادة بضيق : اممم 


**********************


توقفت كارما مع لارا خلف النافذة المطلة على البلكونة 

بينما زياد و دينا وقفو على الباب بتخفي خلف الستائر و هم يشاهدون كيف يتقدم اوس من حبيبة التي تعطيه ظهرها 


وضع يداه على خصرها بهدوء 

اغمضت عيناها بقوة و استنشقت الهواء بصعوبة و هي تستشعر لمساته .. فهي تحفظها عن ظهر قلب 

استدارت له بسرعة و وضعت كفيها على صدره 

تقابلت اعينهم بعد غياب طويل مليء بالشوق و العتاب 

احتضنها بقوة لدرجه انه رفعها عن الارض و هي تمسكت به 


بعض وقت قصير 

رفع كفيه ليحتضن وجهها و مسح الدموع عنه بهدوء 

لم يكن هناك صوت غير صوت انفاسهما التي اختلطت بسبب قرب المسافة بينهم 


طبع قبلة رقيقة على شفتيها الوردية متناسيا تماما وقوفهما في مكان مكشوف و الانظار متركزة عليهم من كل مكان 


شهقت دينا بخجل شديد و هربت الى الاسفل بينما زياد يقف و يبتسم على هذا المشهد الجريء من صديقه المقرب 


لارا بغضب : يخرب بيتهم ما يتكسفو شوية دول على البلكونة 

كارما : ده شكل اتنين هيسيبو بعض ؟! دول باين عليهم بيعشقو بعض .. احنا لو سبناهم شوية هيخلفو على البلكونة 

لارا : كارما اخرسي دي بت قليلة الادب ازاي تسمحله يبوسها 

كارما : مهو جوزها يا عبيطة … انا شايفة اننا لازم نسى حكاية اوس دي .. مش شايفة بيبصو لبعض ازاي 

لارا بغضب : مش هرتاح الا لما اخربها عليهم 


كانت تنظر له و عيونها محمرة .. تتنفس بصعوبة فاختلطت المشاعر بداخلها ما بين حب و اشتياق … نسيت كل غضبها منه فلم تكن تحتاج سوى قربه منها


اعاد احتضنها مرة اخرى ليروي اشتياقه لها … كانت تبكي بصمت بين يديه … و هو يملس على شعرها و يستنشق عطرها الانثوي باستمتاع شديد 


مرت دقائق و هم على هذه الحالة … حتى هدأت حبيبة تماما و ابتعدت عنه و هي تنظر لعيناه بجمود واضح فهو يعرف نظراتها جيدا 


حبيبة بصوت مهزوز : طلقني 


بارت 3 

حبيبة بصوت مهزوز : طلقني


تركته و هو ينظر امامه باستغراب …. اتجهت الى الداخل بسرعة و هي تبكي و تحاول كتم شهقاتها 


كور يده بغضب و تبعها 


كانت تركض بالممر حتى اصطدمت بفارس 

فارس بذعر : حبيبة مالك ؟ ليه بتعيطي ؟ 

لم ترد عليه و اتجهت الى اوضتها

اغلقت الباب و جلست على سريرها و اخذت تبكي بهستيريا 


التقى فارس باوس الذي يمشي بخطوات سريعة 

فارس : مالها حبيبة يا اوس انت زعلتها ؟ 

اوس : راحت فين ؟ 

فارس : دخلت اوضتها .. هو حصل ايه 

اوس بغضب : و انت مالك 

دفعه و اتجه الى اوضتها 

فتح الباب بعن.ف و دخل .. اغلقه بغضب و توجه لها 

امسكها من معصمها بقوة حتى وقفت … لكنها دفعته عنها و ابتعدت الى الاتجاه الاخر  و هي تمسح دموعها 


اقترب منها و احاطت يداه خصرها 

بحركة سريعه منه رفعها و اجلسها على التسريحة … حاولت دفعه و لكنه تحكم بها جيدا 

قرب وجهه منها و قال : هسامحك المرادي و اعتبرها زلة لسان بس عشان زعلتك … لو فكرتي تنطقي الكلمة دي مرة تانية هتشوفي الوش التاني و انتي عارفاه كويس 

حبيبة بصوت مخنوق : كفاية .. انا مش عايزاك 

اوس : مش عليا يا حبيبة … عنيكي بتقول انك عايزاني و لسا بتحبيني 

صمتت و هي تتنفس بصعوبة 

قرب منها اكثر حتى تلامست شفتاهما … اغمضت حبيبة عيناها بارتخاء 

تحدث بفحيح و هو لازال على وضعه : انتي مراتي و هتفضلي مراتي .. هتعيشي و هتمو.تي و انتي على ذمتي .. مش هسمحلك تبعدي عني .. خلي الكلام ده ببالك يا حبيبة 


دفعته عنها بعنف و نزلت 

حبيبة  بغضب : احنا ما فيش بينا حاجة اصلا .. و انا كلمت جدو عبد الله و طلبت الطلاق 


جز على اسنانه بغضب …. قرب منها اكتر و شدها من خصرها باحكام  

انقض على شفتيها يقبلها بعن.ف شديد و يشد على خصرها حتى اصبح جسدهما كالجسد الواحد 

فتحت عيناها بصدمة شديدة ….حاولت دفعه و لكنها كانت ضعيفة جدا و هو يقيدها جيدا 


مرت ثواني …. استسلمت لمشاعرها و لفت يداها حول رقبته و بادلته القبلة بكل عشق و شوق 


*****************************


فارس : هما مالهم ؟ 

زياد : مش عارف دول من شوية كانو زي عصافير الحب .. انا مش فاهم حاجة 

فارس : هو اتكلم معاها ؟ 

زياد : لا ملحقوش يتكلمو اصلا .. بس هيا سابته و جريت 

اتت حلا 

حلا : في ايه مالكم ؟ 

فارس :  حبيبة بتعيط و اوس عندها بالاوضة 

حلا بغضب : و ليه عين يكلمها .. انا هروح اطربقها على دماغه 

كانت ستذهب لولا زياد الذي تصدر لها

زياد بحدة : يا ريت ما تدخليش بينهم .. دي خطيبته و هما حرين .. ما تحشريش نفسك بحياتهم 

حلا بغضب : و انت مال اهلك ؟ البيه سايبها من زمان متعلقة و لا سائل بيها .. ملهوش حق يكلمها حتى 

زياد بتحذير  : لاخر مرة هقولك ما تتدخليش بينهم .. انتي عارفة هو ليه سابها و سافر فما تعمليش فيها رئيسة حقوق المرأة دلوقتي 

فارس بغضب  : زياد احترم نفسك و انت بتكلمها 

اتت سعاد من خلفهم و قالت : مالكم متجمعين كدة ليه ؟! 

حلا باندفاع : اوس زعل حبيبة يماما 

زياد : هو ما زعلهاش يا طنط و اساسا ما اتكلموش مع بعض بس هيا لما شافته عيطت و  حلا هانم الفت حكاية من عندها عشان تعمل مشكلة 

حلا بغضب : انا معملتش كدة .. ما تخلينيش اهزقك قدامهم يا زياد 

سعاد بصدمة : حلا .. اخرسي  .. انتي ضيفة في بيتهم ازاي تكلميه كدا ؟ و بعدين اختك عارفة مصلحتها ما تحشريش نفسك بحياتها 

حلا بعدم رضا : بس يماما.. 

سعاد : قولتلك اخرسي .. انزلي تحت عند البنات .. سيبيهم يتفاهمو و يقررو لو هيفضلو مع بعض و لا لا 

حلا اتجهت لتذهب 

سعاد بتحذير : عارفة يا حلا لو لعبتي بدماغ اختك لاكون مطينة عيشتك .. خليكي بنفسك احسنلك 

ذهبت حلا و هي تتمتم 

سعاد : و انت يا فارس ما تشجعهاش على عنادها … دي لسا صغيرة مش فاهمة حاجة 

فارس بهدوء : بس يا طنط حلا مقهورة على اختها و انا شايف ان عندها حق 

سعاد : اختها عارفة مصلحتها و انا موجودة يا فارس و واخدة بالي من بنتي كويس … انا هروح اشوفهم و افهم مالهم 


اتجهت الى اوضة حبيبة … طرقت الباب بهدوء 


افلت اوس خصر حبيبة و هو يركز نظره بعينيها المحمرة 

 هي ابتعدت عنه و قالت بصوت هادي : ادخل 


دلفت سعاد و هي تنظر لهم 

سعاد : في ايه ؟ قالولي انك بتعيطي 

حبيبة بهدوء : مفيش يماما 

اوس : معلش يا طنط حبيبة كانت زعلانة مني شوية و انا صالحتها 

نظرت له حبيبة باستنكار 

سعاد بهدوء : حاولو تتكلمو بهدوء و فكرو بحياتكم مع بعض .. مفيش حد هيضغط عليكي يا حبيبة .. و انت يا اوس فكر على مهلك .. و اي قرار هتاخدوه هنقف جنبكم .. بس ما حدش يتسرع .. مش عايزين مشاكل في البيت خصوصا ان في فرح قريب   


اوس : ما تقلقيش يا طنط .. انا لا يمكن اسيب حبيبة و هعوضها عن الايام الي فاتت .. حبيبة دي اهم حاجة بحياتي و مش هسمح انها تكون زعلانة 


سعاد بابتسامة : ربنا يهدي بالكم يا ابني … حبيبة حاولي ترتاحي شوية و تديه فرصة يشرحلك موقفه .. يمكن تغيري رأيك 


ذهبت حبيبة من امامهم و هي غاضبة و استمرت بالمشي بخطوات سريعة نحو الطابق السفلي 


سعاد : اوس يا ابني انا فاهمة احساسك و عارفة قد ايه بتحبها .. بس مفيش حاجة بتيجي بالعناد و الخناق .. انت عارفها كويس ما بتجيش الا بالحنية و التفاهم … استحمل زعلها عشان ده حقها 

اوس : حاضر يا طنط عن اذنك هروح اشوفها 


***********************


مر اوس من امام الجميع و اتجه الى الساحة الخلفية للبيت فهو يحفظ حبيبته جيدا و يعلم كل الاماكن التي تهرب اليها عندما تكون غاضبة او حزينة 


كارما : اهو معبرش و لا وحدة فينا و بيجري وراها يراضيها 

لارا بغيظ  : ااااه يا ناري … هتفقعلي مرارتي المسهوكة دي … عايشة دور البنت الكيوتة .. نفسي اديها علقة موت 

كارما بضحك : اهدي ليطقلك عرق يا بت .. اوس مش هيسكت الا لما يصالحها .. انسيه و فضيها سيرة بقا 

لارا بغضب : انا مش فاهمة بيحبها على ايه البنت دي 

غادة من وراهم : عشان بريئة و حلوة … مش زيك حقودة و غيورة .. كفاية يا لارا شكلك بقا  زبالة و انتي بتتكلمي عليها كل شوية و بتلفي على اوس .. و الله لو ما اتعدلتي هقول لبابا يربيكي 


لارا : و انتي ايه الي حشرك ها ؟ ما تخليكي بنفسك و لا هو عشان سي زياد رجع هتقلبي فيها ملاك الرحمة عشان يحنلك 


غادة بغضب : طيب و حياة ربنا لاقول الكلام ده لبابا 

ذهبت و هي غاضبة 


كارما : لارا انتي زودتيها اوي بصراحة .. مفيش حد في البيت بيستحملك من لسانك الطويل ده .. لزومه ايه تجرحي اختك كدة ؟ هيا ما قالتش حاجة غلط على فكرة انتي فعلا منفسنة من حبيبة بزيادة .. هي اي نعم مستفزة بس مش لدرجة انك ع الطالعة و النازلة تتكلمي عليها 


اتت دينا و جلست معهم 

دينا : بتتكلمو على مين المرادي  ؟ 

لارا : و انتي مالك 

دينا : انتي مش هتتكسفي على دمك ؟ مفيش حد بيطيقك في البيت ده من بجاحتك و كارما بقت زيك من صحوبيتكم الهباب دي  .. كل الحركات دي فوش يا بت … اوس مش هيعبرك عشان هو بيعشق حبيبة و هيا بتموت فيه .. ما تفرحيش كتير من كلام حلا عشان هما عمرهم ما هيسيبو بعض يا لارا 

لارا بغضب : انتي وحدة قليلة الادب .. ده بيتنا احنا مش بيتك احترمي نفسك بلاش اطردك 

دينا بسخرية : يلهوي همو..ت من الخوف .. اجري يا كارما اطلبي الاسعاف هيغمى عليا 

قامت لارا و قالت : و حياة ربنا لو ما اتلميتي   هولع فيكي و امسح بكرامتك الارض 

دينا بتحدي  : طب غوري من هنا بلاش اقوملك و وريني بقا هتعملي ايه ؟ 

كارما : كفاية بقا .. انتو هتتخانقو زي العيال ؟ 

دينا بضحك : و انتو ايه بقا ؟ ما انتو عيال الوحدة فيكم ما عدتش ال 17 سنة و بتخططو لحاجات اكبر منكم .. فعلا مراهقين و عقلكو قد السمسمة 

قامت دينا و ذهبت و هي تضحك 

اتجهت للبلكونة المطلة على الساحة الخلفية 


************************


اوس : حبيبة 

حبيبة بحدة : مش عايزة اتكلم دلوقتي .. لو سمحت سيبني بحالي 

اوس : مش هسيبك يا حبيبة .. و مش هرتاح الا لما تكوني راضية .. قوليلي ايه الي يرضيكي و هعمله .. بس كفاية زعل 

حبيبة بغضب : الي يرضيني هو انك تبعد عني .. مش عايزة اشوفك .. مش عايزة حاجة بالدنيا تربطني بيك 

اوس بابتسامة : اسف الطلب ده بالذات ما ينفعش انفذه 


كانت ستذهب و لكنه امسك ذراعها باحكام 

اوس : لا محنا مش هنقضيها جري في البيت ده .. حبيبة اعقلي و ما تعصبينيش 

حبيبة بغضب : انت اييييه يا اخي ؟ جايب البرود ده منين ؟ بتتكلم و لا كأنك سايبني 6 سنين و مفكرتش حتى تسأل عليا … و بكل بجاحة عايزني ارضى بسهولة و ارجعلك ؟ 

اوس بنظرات حادة :  انتي عارفة كويس ليه سبتك كل المدة دي … انتي اكتر وحدة فاهمة اني عملت كدة عشان ارضيكي 


حبيبة بغضب : لا ما عملتش كدة عشاني .. انت واخدني شماعة تعلق عليها غيابك .. كام مرة نزلت مصر و ما فكرتش تشوفني ؟ … كنت قادر انك تكلمني باي طريقة و تعرف ان كنت عايشة و لا ميتة .. كان عندك وقت تحضر كل مناسبات العيلة بس ما عندكش وقت تطمن عليا او  تكلمني … انت يوما ضمنت اني مراتك خلاص بعدت و سبتني … الي يحب ما بيعملش كدة و ده اكبر دليل انك ما بتحبنيش 


اوس بغضب : و الله ؟ يعني مش انتي السبب في البعد ده ؟ مش انتي الي طلبتي تعيشي بمستوى الاغنياء ؟ مش انتي الي قولتي حلمك بالحياة دي انك تخرجي من البيت ده و تعيشي بفيلا ؟ انتي الي قولتي ان اكتر حاجة بتكرهيها الفقر الي عشتيه مع اهلك .. انتي الي قولتي بلسانك عايزة تتجوزي واحد غني عشان تحققي الي نفسك فيه … انتي طول عمرك بتحلمي و انا الي بحقق .. سافرت و انا لسا سنة تانية جامعة عشان اشتغل من بدري و احققلك احلامك .. و يوما خفت انك تروحي لغيري قبل ما اجهز كلمت جدي عشان اخطبك و اكتب عليكي .. عشان مش بعد كل التعب ده اخسرك كمان .. عملت المستحيل عشان ارضي غرورك .. بقيت بشتغل ليل و نهار عشان خايف تحلمي بحاجة و ما اقدرش احققها .. بعد كل ده جاية تلوميني ليه بعدت ؟ 


كانت تستمع له و تتنفس بسرعة و عيناها محمرة 

حبيبة : انتي حاسبتني كل السنين دي على كلام قولته و انا طفلة … بتحاسب عيلة عندها 13 سنة على شوية كلام اهبل قالته ؟ دفعتني تمن الكلام ده 6 سنين يا اوس  


اوس بغضب شديد : ايوة بحاسبك .. لاني ما اتعودتش ارفضلك طلب يا حبيبة من و احنا عيال .. كنت بشوف نفسي مش راجل لو حبيبتي طلبت حاجة و انا ما قدرتش انفذها .. و لما سافرت وعدت نفسي مش هشوفك الا لما اكون وصلت للمستوى الي انتي طلبتيه .. بنفس الوقت كنت متابع اخبارك و عارف كل حاجة بتعمليها … و لما كنت احس انك محتاجاني كنت بتدخل باي شكل من غير ما اقابلك .. مفيش مرة نزلت مصر الا و شفتك من بعيد بس ما قدرتش اقرب قبل ما انفذ الوعد الي قطعته على نفسي 


حبيبة ببكاء : بس انا مش عايزة فلوس يا اوس .. مش عايزة اعيش العيشة دي .. العيشة الي بعدت عني حب عمري مش عايزاها … كنت كل يوم بصبر نفسي و بقول هيرجع بكرا يا بت لغاية ما تعبت .. تعبت من كتر ما وحشتني .. تعبت من اهمالك ليا … تعبت من الكلام الي سمعته من الي حواليا .. ازاي عايزني انسى كل ده و اكون طبيعية ؟ 


اوس : بس انتي لسا بتحبيني و انا تعديت مراحل الحب من زمان … مفيش يوم نسيتك فيه .. كل يوم كنت بتكلم مع صورك و ملهوف على ما ارجعلك … و النهاردة لما تاكدت اني وصلت لهدفي رجعت .. رجعت عشانك .. انا ما يفرقش عندي حد هنا غيرك … كان كل هدفي رضاكي .. كل طموحي بالدنيا انك تكوني مبسوطة و انتي معايا


ازداد بكائها و شهقاتها العالية .. لم تستطع مقاومة مشاعرها اكتر من ذلك 

ارتمت بحضنه و هي تبكي و تتشبث به .. اما هو فاعتصرها بين ضلوعه يعبر عن كم اشتياقه لعشق طفولته 


كانت تتابعهم من بعيد بابتسامة سعادة و لكنها انمحت حينما رأت جدها يسير باتجاههم 

دينا بشهقة : يا انهار اسود … ده هيشوفهم و يطين عشيتهم  .. لازم اتصرف


نزلت جري على السلم الجانبي الذي يصل بين البلكونة و الحديقة الخلفية 


دينا بصراخ : جدو .. جدو .. الحق 

خرجت حبيبة من حضن اوس و التفتت الى مصدر الصوت باستغراب و كذلك اوس 


عبد الله باستغراب : مالك يا بنتي في ايه خضيتني الله يهديكي 


دينا بتوتر : غادة و زياد اتخانقو … بقالهم ساعتين بيشتمو ببعض 

عبد الله بصدمة : ايييه ؟! وسعي كدة 

و ذهب باتجاه الداخل 


اوس بابتسامة : دي دينا انذار الطوارئ .. فاكرة ؟ 

ابتسمت حبيبة بخجل و قالت : هروح اساعدها اكيد عملت مصيبة 


و اتجهت بسرعة لدينا 

دينا بتوتر : الله يحرقك انتي و سي اوس بتاعك وقعتوني بمصيبة عشان اتنيل اغطي عليكو 

حبيبة : طيب اهدي و قوليلي عملتي ايه ؟ 

دينا : قولت لجدو  ان غادة و زياد اتخانقو 

حبيبة بضحك : يا انهارك اسود .. طب امشي نتفق معاهم قبل ما يكلمهم 


اتجهن بسرعة الى الداخل 

ذهبت حبيبة للتحدث مع غادة بينما دينا لتقنع زياد 


بعد دقائق 

لارا : غادة جدو عايزك 

حبيبة بهمس : يلا وريني قدراتك بالتمثيل 

غادة بغضب : لا مش تمثيل ده انا ما صدقت اواجهه و ديني لأهزقه  

قامت و نزلت تحت و التقت بزياد الذي يقف بجانب دينا و كل العائلة تنظر لهم بنظرات غريبة 

عبد الله : غادة و زياد ورايا ع المكتب .. و مش عايز اسمع حس لحد تاني .. و بالذات انت يا فارس لو لقيتك ورا الباب هفرمك

فارس بضحك : و انا مالي بيهم اصلا يا جدوووو 


دينا : يا انهار اسود شكلي عكيت الدنيا 

حبيبة بهدوء : تستاهلي 

دينا بشهقة : ده جزاتي الي بستر عليكي انتي و النحنوح بتاعك 

حبيبة بغيظ : دلوقتي لسانك طول وبقيتي تتكلمي عليه ؟ مش ده الي كنتي بتقنعيني افضل معاه 

دينا بابتسامة : اممم و اضح ان قلبك مال للواد يا بت و رضيتي عنه 

حبيبة بتحدي : لا لسا .. مش هعديهاله بالساهل .. و حياة ربنا الا اوريه الي عمره ما شافه 

دينا : مش مهم .. طالما هتفضلو مع بعض اتجنني براحتك .. على فكرة البنات هيموتو من الغيظ خصوصا  لارا الصفرا 

حبيبة بغرور : يتفلقو 


عبد الله : ايه الي حصل بينكم ؟ 

نظر زياد و غادة لبعض يحاولو الاتفاق على حكاية واحدة 

غادة : اتفضل اشرح يا ابن عمي 

 زياد : لا قولي انتي الاول 

غادة : مش هقول الا لما انت تقول الي عندك 

عبد الله  : اممم .. انتو هتتعازمو ؟ انطقو خلصوني ايه الي حصل ؟ 

غادة : هو الي وجهلي الكلام يا جدو الاول يبقى هو الي يتكلم 

زياد : ايوة بس انتي الي شتمتي 

غادة : و الله لولا قلة ادبك ما كنتش هشتمك 

زياد بحدة : غادة احترمي نفسك 

غادة : و انت ما تدخلش بيا وقتها هسكت 

عبد الله : ليه هو عمل ايه يا غادة ؟ 

زياد باندفاع : كانت لابسة فستان قصير و هتنزل بيه قدام الشباب في البيت 

نظرت له غادة بصدمة 

عبد الله بخبث : طيب ؟ و انت ليه تتدخل بيها ؟ 

زياد : عشان بنت عمي و بغير عليها 

عبد الله بابتسامة : يا سلام ؟ و هيا معندهاش اهل ؟ ما كنت تقول لاخوها و هو يتكلم معاها .. نسيت انك كنت خطيبها و ما ينفعش دلوقتي تتكلم معاها و لا تتدخل بيها 

زياد بصدمة : بقولك يا جدي كانت لابسة فستان قصير و انا اتحرق دمي لما شفتها .. و ده ملهوش علاقة بخطوبتنا دي مهما كان بنت عمي  

عبدالله : حتى لو بنت عمك ليها اب و ام و اخوات تقدر تكلمهم لو لاحظت عليها اي تصرف غلط .. بس انك تجبرها على حاجة كدة ملكش حق لانها لا هيا اختك و لا خطيبتك و لا مراتك 

زياد بضيق : طيب .. انا اسف اني تدخلت .. بس هيا شتمت 

كانت تنظر له غادة و هي مصدومة كيف الف حكاية من خياله و مصمم على انها مذنبة 

عبد الله : معلش يا ابني هيا دلوقتي هتعتذرلك كمان .. اعتذري يا غادة 

غادة بحنق : انا اسفة .. ممكن اخرج يا جدو 

عبد الله : اه بس على الله يتكرر التصرف ده .. انتو كبار مش عيال عشان نقعد نحل مشاكلم 

غادة : عن اذنك 

خرجت و تبعها زياد و دلف مصطفى 


عبدالله بخبث : ها يا واد ايه الي حصل 

مصطفى بصوت منخفض : ده لا في خناقة و لا حاجة .. دينا عملت كدة عشان حضرتك ما تشوفش اوس و حبيبة و هما حاضنين بعض برا .. و واضح انهم اتصالحو .. و دينا اتفقت مع غادة و زياد يعملو التمثيلية دي عشان تغطي على حبيبة و اوس 

عبدالله بابتسامة : و الله قلبي كان حاسس .. ممتاز .. خليك مراقبهم يالا .. مش عايز حاجة تحصل في البيت من ورايا 

مصطفى : انت تؤمر يا سيد الكل .. بس العملية دي محتاجة حسابات تانية 

عبدالله باستغراب : اشمعنا ؟ 

مصطفى : عشان لو كشفوني هيعملو مني بطاطس محمرة يا جدو .. فانا عايز ايباد جديد تمن مراقبتهم 

عبدالله : ماشي .. بس خليك ورا زياد و غادة اكتر مش عايز يغيبو عن نظرك 

مصطفى : من عنيا يا احلى جدو 


********************


فريدة : ها قولولي في فرق ببشرتي ؟ 

حبيبة : اه و الله منورة اوي و صافية 

حلا  بضحك : تقرف مش عارفة هتتجوزي ازاي بوشك ده 

فريدة : محدش طلب رأيك يا غيورة 

دينا : بقولوكو ايه انا جبت ماسكات جديدة  ما تيجو نحط ماسك و نهدي اعصابنا

حبيبة بابتسامة : و الله فكرة اهو نروق شوية 

فريدة بخبث : حبيبة في ايييه ؟ مالك يعني فكيتي و نورتي ؟ هو انتي راضية عليه و لا اييه ؟ 

حبيبة بخجل : لا .. ما حصلش حاجة على فكرة 

دينا بصوت منخفض  : لا حصل .. ده باسها يا بت على البلكونة و فضل يجري وراها في البيت و يتحايل عليها عشان يصالحها  لغاية ما عصرها بحضنه .. و كانو هيفضحونا 


شهقت فريدة و اطلقت ضحكة قوية 

احمرت خدود حبيبة و توترت

نظرت حلا الى حبيبة و قالت : مهزقة 

حبيبة بخجل لدينا : و الله انتي وحدة بجحة .. عيب كدة 

فريدة بضحك : هو انتي لحقتي تشوفيه يا بت خلاص ريلتي .. مش على اساس هتفسخي الخطوبة 

غادة بهمس : لا و فوق كل ده دبستني قدام جدو مع زياد و طلعت انا الغلطانة من غير ما اعمل حاجة

فريدة : يا انهار اسود .. ده انتي طلعتي مش سهلة و لازم اخاف منك يا سلفتي 


دينا : طب امشو نحط ماسكات و نعمل نسكافيه و نتبسط بقا 

حبيبة : اوك يلا عشان ابعت ستريك 

غادة بسخرية : روحي اتصوري مع حبيب القلب و ابعتيها ستريك 

دينا بخبث : و الله عندها حق .. روحي نزلي صورة ليكم مع بعض خلي البنات تفرقع منك 

حبيبة بغيظ : اخرسو بقا ما حدش يجيب سيرته  

فريدة : ايه هو من دلوقتي هتغيري عليه ؟ طب اصبري يومين تلاتة و بعدين ادلقي نفسك مش كدة 

حلا : لا اختي مهزقة و كلنا عارفين .. انا لو منك اسففه التراب و اعلق مشنقته ده بني ادم بارد 

حبيبة بحدة : حلا اخرسي ……. يتبع 


*******************


بارت 4 

سحر : هما فين البنات ؟ مش سامعة حسهم 

كارما : فوق يا طنط باوضتهم حاطين ماسكات على وشهم 

فارس : ايه ده مزتي معاهم ؟ 

كارما بغيظ : ايوة 

فارس بضحك : يا انهار اسود اول مرة احس انها بنت 

سحر : طب ما تتلم و تخطبها بدل ما انت مهزق نفسك كدة قدام الكل 

فارس : ما انا عايز اتقدم بعد الفرح يطنط 

سحر : جيل اخر زمن .. اوس فين يا مصطفى ؟ 

مصطفى : باوضته يمكن نام …  ده يحرام تعب اوي من كتر ما جري ورا حبيبة عشان يصالحها 

سحر : اتلم يلا .. ده انا لو مكانها هفرمه ابن الهبلة 

زياد بضحك : بتشتمي نفسك يا طنط 

سحر : ما انا الي معرفتش اربي .. دي بنت تتساب كل ده ؟ 

فارس : بصراحة اوس حمار .. ازاي سايبها كدة ده الكل عايز يشقطها من حلاوتها بنت الايه 

دلف تميم و رمى وسادة على وجه فارس 

تميم بحدة : اقسم بالله يا فارس لو ما اتلميت همسح فيك بلاط البيت ده 

فارس بضحك : يعم النضيف .. سيب التعقيم للمستشفى ما تقرفناش هنا يعريس 

زياد بقرف : دمك يلطش ياض .. هيا ازاي حلا بتحبك مش عارف 

سحر : دي هبلة الي تبصله 


**********************


كانت حلا و حبيبة و فريدة و دينا و غادة يجلسن بارتخاء سويا و كل واحدة تضع ماسك مختلف على وجهها 

كانت فريدة تضغط على كورة صغيرة بايدها

فريدة  : ياااه كمية الراحة النفسية فظيعة نفسي انام 

حبيبة بهدوء : نامي على مخدة حرير عشان بشرتك تفضل نضيفة 

فريدة : ما بتفكريش تفتحي مشروع يا حبيبة ؟ لايق عليكي اوي تشتغلي بمنتجات السكينكير 

حبيبة : لا مش بحب الشغل بصراحة .. ده انا بروح الكلية بالعافية 

دينا : غادة 

غادة : ايوة 

دينا : مش بتفكري ترجعي لزياد ؟ 

غادة : لا 

حلا : هتكوني غبية لو رجعتيله ده عيل زبالة 

دينا : اخرسي انتي يا حقنة .. ملكيش دعوة بيها

فريدة : بجد يا حلا انتي معندكيش دم  .. ده اخويا يا واطية 

حلا : و مالو .. انا ما قولتش غير الحق 

دينا : انا مش فاهمة ليه بتعملي نفسك ناصحة و انتي مرتبطة بفارس الاهبل 

غادة : اخرسي يا دينا ده اخويا 

حبيبة بضحك : انتو هتطبو ببعض .. احنا قاعدين عشان نسترخي مش عشان نتخانق 

فريدة : الا قوليلي يا حبيبة .. ليه زعلانة كدة من اوس و انتي عارفة انه سافر علشانك  

حبيبة : لانه بيحاسبني على كلام قولته و انا عيلة .. عاقبني كل المدة دي عشان كلام قولته و انا صغيرة … مفيش حاجة تبرر بعده عني .. لو كان عايز يشتغل و يبني نفسه كان يقدر يعمل كدة و هو جنبي 

غادة : اقسم بالله انتي و الحيطة واحد .. يا بت ده بيعشق الارض الي بتمشي عليها .. و عمل كل حاجة عشانك .. انا عمري ما شوفت راجل بيسعى انه يرضي ست بالشكل ده 

حبيبة بابتسامة : انا عارفة انه بيحبني بجد .. بس لازم يتعاقب على غيابه 

فريدة بخبث : اممممم يعني قرصة ودن ع الناعم .. مش هتسيبه 

دينا : تسيب مين دي بتموت فيه .. انا كل ما افتكر البوسه جسمي بيقشعر … يا انهار اسود انا لازم اتجوز بسرعة كفاية بقا 

حلا : اقسم بالله انتي سافلة يا بت و انا هقول لطنط خولة تفرمك .. و انتي ازاي تسمحيله يبوسك يا زبالة 

حبيبة : و الله احنا كاتبين الكتاب يا حلا هانم .. ما تدخليش بين راجل و مراته 

غادة بتصفير : البت قلبها قوي يا بنات  

دينا : اوعدنا يا رب احنا غلابة 

فريدة بخبث : قوليلي يا حبيبة .. حسيتي بايه لما باسك ؟ 

حبيبة بخجل : بس يا فريدة بلاش قلة ادب 

فريدة : فيها ايه ما ده الطبيعي يعني اي اتنين مخطوبين بيبوسو بعض  .. تصدقي اول مرة باسني تميم كان يوم كتب الكتاب و انا من الصدمة ضربته بالقلم على وشه .. نسيت انه بقا جوزي 

دينا بضحك : يخرببيتك فصلتيني 

غادة بسرحان : انا اول مرة باسني زياد بعد ما اتخطبنا بشهرين .. باسني على خدي لاول مرة .. حسيت يومها اني بعالم تاني .. فضلت مصدومة و جريت على اوضتي و معرفتش انام وقتها … لغاية الان اثر البوسة دي محفور بقلبي 


دينا بخبث : انتي حنيتيله يا بت و لا ايه ؟ 

انتبهت غادة لنفسها و قالت بصدمة و توتر : لا لا .. بس يعني دي ..  دي ذكريات مش سهل تتنسي 

حلا : تصدقو و تأمنو بالله .. انتو اسفل ناس قعدت معاهم بحياتي بعد فارس 


***************************


لارا : بتعملي ايه يا كارما 

كارما : لارا انا بجد مش طايقة اشوفك .. روحي من هنا 

لارا باستغراب : ليه هو انا جيت جنبك ؟! 

كارما : انتي بجد لا تطاقي .. شايفة كل البنات مع بعض ازاي و مبسوطين .. مفيش غير انا و انتي لوحدنا و محدش بيرضى يكلمنا .. حتى زياد اخويا مش طايق يبص بوشي و كل ده بسببك 

لارا بغضب : و الله ؟ دلوقتي هتتحالفي  معاهم  عليا ؟ دلوقتي حبيتهم ؟ 

كارما : ايوة .. عشان مش هقبل اني اكون منبوذة بسبب غيرتك .. كل ده عشان حبيبة فرستك و رجعت لاوس .. انا زياد قالي ابعد عنك و ده الي هيحصل لو ما اتعدلتيش .. شيلي حبيبة من دماغك بقا انا قرفت 

لارا بحدة : طبعا لازم تسبيليلها عشان تتقربي من اوس على حسابها مش كدة 

كارما : يخربيت وساخة تفكيرك ..  انا عمري ما فكرت كدة .. اي نعم انا معجبة باوس جدا بس ده مش معناه اني هخرب علاقتهم

لارا بغيظ : كل ده عشان اجتمعو مع بعض و مطنشينك ؟ انا عارفاكي هتفضلي تتدحلبي لغاية ما تبقى وحدة منهم 

كارما : ايوة ده الي هيحصل .. عشان انا بحب قعداتهم و هما عمرهم ما اتكلمو على وحدة من وراها .. بس انتي فتنية و نمامة و انا مش بحب كدة 


*************************


في المساء 

اجتمعت العائلة بأكملها في حديقة البيت لشرب الشاي فهذه عادة قديمة في هذا البيت وضعها عبد الله و اخيه عبد الرحمن للمحافظة على جو العائلة


عبد الله : امته هتاخد اجازة يا تميم ؟ 

تميم : قبل الفرح باسبوع 

عبدالله : ليه ما تاخدها من دلوقتي و تحضر للفرح على مهلك 

تميم : ما ينفعش اخدها عشان هاخد اجازة طويلة شوية بعد الفرح 

عدنان : سمعت يا اوس انك هتفتح فرع لشركتك هنا 

اوس : صحيح … لسا بندرس بالموضوع ده 

حسين : يعني نويت تستقر هنا ؟ 

اوس : اه طبعا 

عبدالله : كويس عشان تبقى تتجوز  الفترة دي 


نظر اوس الى حبيبة التي حاولت الا تظهر اهتمامها و انشغلت بالحديث مع دينا و فريدة 


ابتسم بخفة فهو يعرفها جيدا و يعرف تعابير وجهها التي تدل على فشلها في محاولة تجاهله 


سحر بهمس : سعاد انتي اتكلمتي مع حبيبة بموضوعها مع اوس ؟ 

سعاد : لسا انا سايباها على راحتها مش عايزة اضغط عليها .. عايزاها تاخد وقتها 

خديجة : بس البنت واضح عليها قد ايه بتحبه يا سعاد .. حرام يتطلقو بعد كل الحب ده و هو على فكرة باين عليه بيحبها و مهتم بيها 

سحر : بجد يا سعاد اوس بيحبها اوي و ان كان سابها فترة فده عشان شغله 

سعاد : و الله عارفة بس القرار بالاخر بايد البنت لو هيا مش مرتاحة معاه اكيد كلنا هنقف بصفها 


خديجة : بقولك ايه كلمي حسين بموضوع حلا و فارس كمان .. الحمدلله فارس اتثبت بالشغل و جده  و ابوه وافقو نخطبهاله بعد ما نخلص من فرح فريدة و تميم .. فانتي لمحي لجوزك

 

سعاد : و الله انا اتكلمت معاه من فترة بس قالي الاول لازم يطمن على حبيبة و يتاكد انها هتفضل مع اوس و بعدين يبقى يفكر بحكاية حلا …… خصوصا ان التنتين هيفضلو جوة العيلة فالموضوع محتاج تفكير على مهل 


خولة : بس حلا اكبر من حبيبة يا سعاد .. حرام كدة بتظلموها 


سعاد باستغراب : بس حبيبة اتخطبت قبلها و فترة الخطوبة طولت يا خولة لازم تتجوز بقا و تستقر عشان نفكر باختها 


خولة : يا سعاد انا بحس ان في مقارنة بين حلا و حبيبة .. حلا دايما مظلومة و كل الدلع لحبيبة .. من زمان و الكل بيدلع حبيبة اكتر من حلا .. حتى في الجواز حبيبة اتخطبت قبل .. حرام ما تكسريش خاطر البنت 

سعاد بصدمة : ايه الكلام ده يا خولة ؟ انتي عارفة ان حلا و حبيبة نفس الشيء بالنسبالنا … و موضوع الجواز ده قسمة و نصيب .. و بعدين انا بتكلم من باب ان الوضع المادي عندنا مش هيستحمل نجهز بنتين بنفس الفترة .. انا ما صدقت اخلص من جهاز حبيبة .. و دلوقتي هبدا احوش عشان اجهز حلا … فلازم ناخد وقتنا بالتفكير .. انا عمري ما ظلمت بناتي يا خولة 


خولة : ما تزعليش مني يحببتي بس انا بجد بزعل على حلا … كل حاجة بتروح لحبيبة قبلها .. خودي بالك انا خايفة حلا تغير من اختها 

سعاد بضحكة : لا اطمني يا حببتي .. انا بناتي عارفين مصلحتهم و حلا بتعتبر مصلحة اختها هيا مصلحتها .. انا ربيت بناتي زي بعض و عمري ما ميزت بينهم 


*********************

مر الوقت و اصبحت الساعة 11 مساء 

ذهب الكبار جميعا للنوم و بقي الشباب يسهرون سويا 


فارس تمدد على المرجيحة و زياد احضر الشيشة و تميم و اوس بيتكلمو سويا 

مصطفى بيتكلم مع بنت على الماسنجر 

حبيبة و فريدة بيتصورو عشان ينزلو ستوري 

دينا بتشيش مع زياد و بتعمل دوائر بالدخان 

و حلا و غادة بيلعبو كوتشينة .. لارا و كارما تركوهم و ذهبو للنوم 


مصطفى : يا جماعة بكلم وحدة سورية بتقولي تؤبورني شو مهضوم .. اقولها ايه ؟ 

غادة  : قولها تشكلي اسي ريتك ما تبلي 

حلا بضحك : لا قولها تطلعي على قبري بكعب عالي .. كدة هتموت عليك 

زياد : ايه جو باب الحارة ده .. على فكرة اهل سوريا مش بيتكلمو كدة ..  ايه الهبل ده 

غادة بحدة : و انت مالك .. ما شاء الله خبرة اوي 

زياد : انا ما اتكلمتش معاكي  يبقى تسكتي 

فارس : ايه هنتخانق هنا كمان ؟ جدو قال ما تتكلموش مع بعض

تميم بحدة : مصطفى سيب الزفت الي بايدك و الا هقوم اكسره على دماغك .. قوم ذاكر يلا

بدأت دينا تكح بخنقة من الشيشة 

دينا بكحة : يا انهار اسود هموووت 

اتجهت لها حبيبة بلهفة و  خبطتها بنعومة على ظهرها 

دينا بخنقة : يخربيبتك اخبطي جامد همووووت 

حبيبة : كام مرة قولتلك الشيشة غلط عليكي  .. انتي بنت يغبية ممكن تاثر على صحتك اكتر 

دينا بكحة اكثر : اخبطي كويس خلصيني 

خبطها زياد بقوة على ظهرها  لدرجة انها اندفعت للامام و وقعت فوق الشيشة 

دينا : يخربيتك هتموتني 


اطلقت حبيبة ضحكة عالية على شكلها فجعلت اوس يسرح بها و يبتسم و كأن قلبه يضحك من اعماقه  

تميم : كل ده عشان ضحكت ؟ 

اوس بانتباه : ايه ؟ 

تميم بخبث : يا ابني عيب حركات المراهقين دي .. كل الي قاعدين واخدين بالهم من نظراتك ليها .. ده انت هتموت على ما تعبرك 

اوس بغيظ : تميم لو تسكت يكون احسن 

تميم : ايه زعلت من الحق ؟ ما انت عمال تجري وراها زي العيال .. يا ابني انتو كبرتو اعقل شوية 

اوس بحدة : و ربنا لو ما سكت هبعترك قدام الكل 

تميم : خلاص يا عم سكت اهو … بس بجد يا اوس خليك وراها .. كان باين عليها الزعل من ساعة ما وصلت .. و لما انت جيت فكت شوية بس برضو واضح انها لسا مش راضية 

اوس : انا عارف هراضيها ازاي .. خليك بحالك 

تميم : و الله انت بني ادم زبالة و ما تستاهل  النصيحة حتى 


فارس : ايه الزهق ده ما تيجو نلعب 

حلا : تلعبو كوتشينة ؟ 

فارس : لا قديمة اوي 

فريدة : ايه ده فكرتوني .. انا وصلتني لعبة جديدة .. هقوم اجيبها 

غادة : لعبة ايه دي يا فريدة 

فريدة : لعبة اسمها مغامرات عائلية .. فيها 50 بطاقة و كلها اسئلة .. كل واحد بيسحب بطاقة و بيقرا السؤال قدامنا و بيجاوب عليه و لو مش عايز يجاوب يقدر يتجاوز عنه 


دينا بحماس : الله حلو اوي هاتيها نلعب 

غادة : طيب خلينا نلعب بنات بس 

فارس : وحياة امك يا بت .. ما احنا كمان زهقانين .. جبيبي اللعبة يا فريدة هنلعب كلنا 

فريدة : يلا هقوم اجيبها 


احضرت اللعبة و جلسو جميعا على الارض على شكل دائرة 

فريدة : هنبتدي من عندك يا دينا .. اسحبي ورقة و اقري السؤال 

سحبت دينا البطاقة و قالت : يا انهار اسود … السؤال بيقول ما هي اكبر كذبة كذبتها بحياتك ؟ 

فارس بضحك : شكلها قعدة فضايح من اولها 

فريدة : جاوبي يا دينا 

دينا بابتسامة : اكبر كدبة كدبتها كانت على خالو حسين .. يومها قولتله ان جارنا الي بالدور الرابع بيصرخ من الوجع و شكله تعبان .. هو راح جري عشان يلحقه قامت الكدبة بقت حقيقة و لما خالو كسر الباب لاقاه مغمى عليه و اسعفه  .. بس نقدر نقول كانت كدبة بيضا كأن ربنا سخر لساني عشان ينقذ الراجل ده 


غادة بتأثر : يااه .. طب و ليه كدبتي عليه ؟ 

توترت حبيبة و ابتسم اوس بخبث 

دينا بغيظ : كنت بغطي على اتنين كانو هيفضحونا في بير السلم 

تميم بضحك : خلاص يا دينا وصلت الفكرة 

فارس باستغراب : هما مين دول يا دينا 

دينا بضحك : الي ساتره ربك ما نفضحهوش يا فارس

فريدة : خلاص يا فارس .. اسحب يا زياد 

سحب زياد بطاقة و قال : لو استطعت العودة بالزمن ما الخطأ الذي لن تكرره أبدا ؟ 

دينا : اوبا .. جاوب يا عم 

زياد و هو ينظر لعيون غادة : لو رجع بيا الزمن مكنتش هسمح لحد يتدخل بحياتي .. و لا هقول مشاكلي لحد .. و هحط حدود للكل .. عشان كتر التدخلات دي خلتني اخسر ناس 

 كنت بحبهم و كانو الحياة بالنسبالي 

تميم : تصدق عندك حق .. احيانا الناس الي بيكونو قراب مننا لما بيدخلو في مشاكلنا بيزودها اكتر و بيعقدو كل حاجة 

فريدة : فعلا بيكونو فاكرين انهم بيصلحو بينهم بس هما بالفعل بيكونو اذوهم اكتر 

فارس : طب يلا اسحب يا دكتور

سحب تميم بطاقة 

ابتسم و قال : من أول شخص تلجأ إليه عندما تضيق بك الدنيا؟ و لماذا هو بالتحديد ؟ 

نظر لفريدة و قال بحب : الشخص الوحيد الي بيفهمني بالدنيا دي و بروحله هو حبيبتي فريدة .. مفيش مرة احتجتلها الا و لقيتها بضهري و سانداني .. كانت دايما شايفاني صح لو كل الناس شافت اني غلط ..  دايما واقفة جنبي وقفة رجالة من و احنا عيال 

ابتسمت فريدة بخجل 

دينا : ايه يعم .. ما تراعو السناجل الي في القعدة .. سيبو المحن ده لبعدين ده انتو شوية و هيتقفل عليكو باب واحد 

حلا بخبث : ما تسيبيهم يا بت خلينا نتعلم شوية 

غادة : و بتقولي عليها سافلة ده انتي اسفل منها 

حبيبة : كفاية بقا .. خلينا نكمل  

 اتت كارما  

كارما : ممكن العب معاكو ؟ 

دينا بسخرية : لا دي لعبة للكبار بس … انتي روحي نامي عندك مدرسة الصبح 

زياد : دينا اتلمي .. اه يا حببتي اقعدي يلا 

جلست كارما 

فريدة : اسحب يا اوس يلا 

سحب اوس البطاقة و قال : ما أكثر شيء تخاف أن تخسره ؟ 

فارس بضحك : اكيد حبيبة 

نظرت له حبيبة بحدة  و حلا ضربته في بطنه 

اوس بابتسامة و هو ينظر لحبيبة : صحيح 

ازاحت نظرها الى غادة و حاولت اخفاء خجلها 

فريدة : بس يجماعة البت اتكسفت .. اتنيل اسحب يا فارس 

سحب فارس بطاقة و قال : كيف تصف نفسك في ثلاث كلمات ؟ 

زياد بضحك : فاشل و حمار و صايع 

فارس : تسلم الله يخليك 

مصطفى : ده بقا قلقاسة القعدة .. مش لازم نعبره اصلا 

حلا بغيظ : ما تتلمو بقا و ما تتريقوش .. جاوب يا فارس 

فارس بضحك : لا ما خلاص انا اتقمصت … تجاوز يجماعة 

سحبت حلا بطاقة و قالت : لو طلب منك وصف عائلتك بكلمة واحدة ماذا ستكون؟ 

نظرت لهم و قالت : عيلة زبالة و حياة ربنا 

غادة بضحك : صح و الله .. هسحب انا 

سحبت بطاقة و قالت : ما الشيء الذي لا يمكن شراؤه بالمال في حياتك ؟ 

دينا : امم اتفضلي احكيلنا 

غادة : السعادة و الاخلاص .. صعب نلاقيهم الايام دي و صعب نشتريهم .. اصلا نادرا ما نلاقي حد يسعدنا و يكون مخلص مية بالمية 

فارس : ده انتي يا بت فيلسوفة زمانك .. ايه النكد ده 

فريدة : اسحبي يا حبيبة يلا 

سحبت حبيبة بطاقة و قالت : هل ترى نفسك شخص عاطفي ام عقلاني ؟ 

دينا : عاطفية و بجدارة

حبيبة : ايوة عاطفية اكتر 

زياد : طب طالما عاطفية ايه سر هدوئك ده يا حبيبة ؟

حبيبة باستغراب : ازاي يعني ؟ 

زياد : يعني بحس انك هادية زيادة عن اللزوم و منطوية على نفسك مش انفعالية 

حبيبة : عادي يعني دي طبيعتي 

كراما بغيظ : ايوة بس دلوعة بزيادة مش روشة زي حلا .. ده انتي حتى اوفر اوي بستورياتك جيرلي جدا 

دينا باندفاع : صحيح عشان دي بنت و فاهمة انوثتها صح .. مش قالبة فيها دكر 

كارما : و الله الانوثة مش بالسهوكة و الدلع 

حبيبة بنرفزة  : و انتي مالك ؟؟؟ انا حرة بحياتي اتدلع براحتي .. شيلي الفولو لو مش عاجبك محتوايا 

نظر اوس الى زياد بحدة يشير له باسكات كارما 

زياد : كفاية بقا يا كارما .. هيا جاوبت على السؤال مش عايزين ندخل بتفاصيل كتير

قامت حبيبة و هي غاضبة : تصبحو على خير 

فريدة : استني انا و مصطفى و كارما لسا ما سحبناش 

حبيبة : معلش يا فريدة انا نعست .. المرة الجاية نكمل 

و ذهبت من امامهم 

دينا بغضب  : كل ده من قلة ادبك يا كارما 

حلا : بجد كنا مبسوطين لولا رخامتك دي 

كارما : و الله ؟  دي بتدلع و اهي اتقمصت بسرعة 

اوس بحدة : و انتي مالك بيها ؟ هيا حرة لو مش عاجبك ما تقعديش معانا 

ابتلعت ريقها بتوتر و قالت : انا معملتش حاجة عشان كلكو تهزقوني كدة 

حلا : لا عملتي .. انتي دايقتيها و لولا كلامك السخيف ده كنا هنكمل لعب 

زياد : كفاية خلاص .. كارما ما تزعليش يحببتي بس انتي غلطتي بحقها .. اما تقابليها اعتذريلها 

كراما بضيق : حاضرر


قام اوس و اتجه الى الداخل 

فارس بخبث : هيزنقها 

تميم بحدة : فارس اخرس 

زياد بضحك : مهو عنده حق .. اجري يا دينا غطي عليهم 

دينا بضحك : لا انا فرهدت كفاية بقا خليه يصالحها و يتلمو

فريدة : بس باين عليهم بيحبو بعض جدا .. حتى بعد كل السنين دي تحسو انهم ما اتغيروش …  على طول حبيبة بتتقمص و اوس بيجري يراضيها 

حلا : ده عيل زبالة و اختي هبلة الي قبلت بيه 

تميم بغضب : انتي مبتعرفيش تتلمي يا بت ؟ الي بتتكلمي عليه ده اخويا و جوز اختك يعني احترمي نفسك 

حلا بسخرية : اوه ماي جاد .. تصدق هموت من الخوف

فارس : بس بقا كل شوية حد يطب بالتاني .. كفاية .. انا هطلع انام 

زياد : و انا كمان 

و كلهم قامو و اتجهو لاوضهم  


********************


على البلكونة المطلة على الساحة الخلفية 

وضع يداه على خصرها بهدوء مباغت …. استدارت له و كانت نظراتها تدل على شوقها له


وضع كفه على وجهها بهدوء 

اوس :


بارت 5 

وضع يداه على خصرها بهدوء مباغت …. استدارت له و كانت نظراتها تدل على شوقها له


وضع كفه على وجهها بهدوء 

اوس : بحبك 

اخففضت رأسها بخجل تحاول كتم ابتسامتها  …. سحبها الى حضنه و اعتصرها بداخله 


اوس : مش بحب اشوفك زعلانة … حبيبة اطلبي الي انتي عايزاه بس ما تبعديش عني .. انتي ما تعرفيش انا بحبك ازاي 

حبيبة بهمس : بس انت الي بعدت 

اوس : و انتي عارفة ليه بعدت …  انا بحبك و هفضل احبك لاخر ثانية بعمري … كنت بصبر نفسي طول السنين الي فاتت عشان ارجعلك و انا محقق هدفي .. انا حبيتك لدرجة انك لو طلبتي مني امو..ت عشانك همو..ت يا حبيبة 

حبيبة بسرعة : بعد الشر عليك 

ابتسم و ملس على على شعرها بحب و هي لازالت في حضنه تغمض عينيها و مستمتعة بقربه منها 


: احم احم 

خرجت حبيبة من حضن اوس بسرعة و انتبهت الى مصدر الصوت بصدمة 

حبيبة بخضة : اونكل عدنان ! 

عدنان بابتسامة : ليه صاحين لغاية دلوقتي؟ 

حبيبة بخجل : انا هروح انام .. تصبحو على خير 

عدنان : و انتي من اهله يا بنتي 

ذهبت بسرعة الى اوضتها و وجهها محمر من شدة الخجل 

عدنان بخبث : ايه ؟ بقطع عليك ؟ 

اوس بابتسامة : بس يا بابا 

عدنان بضحك : يا ابني دي مراتك و حقك تعمل الي عايزه بس مش على البلكونة قدام الناس … اتكسف شوية ده انت بقيت رجل اعمال …. و لا هو السفر بيبوظ  ؟ احنا صعايدة ما تنساش اصلك ياض 

اوس : اديك قولت مراتي يعني انا حر  

عدنان بنفاذ صبر : الله المستعان.. ربنا يهديك يا ابني .. ما تروح تنام انت ما ارتحتش من ساعة ما وصلت 

اوس : رايح اهو .. تصبح على خير 

عدنان : و انت من اهله يا حنين 


*******************


دلفت حبيبة اوضتها و هي تحاول اخفاء خجلها


دينا بفزع : مالك يا بت وشك احمر كدة ليه ؟ 

حبيبة بغيظ : انتي كنتي فين يا واطية .. اونكل عدنان شافني و انا بحضن اوس .. هففف اتكسفت اوي .. شكلي بقى زبالة قدامه 

دينا بضحك : ليه يا هبلة ما اوس جوزك يا غبية .. كويس انها جات ع الحضن .. ده لو شاف البوسة كان هيطين عيشتكم 

حبيبة : حتى لو جوزي … لازم نحترم الي حوالينا  .. بس اعمل ايه مهو الي قليل الادب 

دينا بخبث : اممم و انتي ما بتصدقي يقل ادبه عشان تدوبي فيه 

حبيبة بخجل : اخرسي يا واطية .. انا و الله بنسى نفسي و انا معاه .. مش بفكر بحاجة غيره 

دينا : يا ساتر ع المحن .. بقولك ايه ما تقرفينيش معاكي .. عايزة اخلص قراية الرواية قبل ما انام

حبيبة بغيظ : اتلمي و اطلعي اقريها برا عايزة اطفي النور 

دينا بنفخ : امري لله .. عيشة تقصر العمر 


خرجت دينا و استلقت حبيبة على سريرها لتنام … و لكنها تذكرت احداث اليوم و ابتسمت بخجل 

امسكت هاتفها و صورت شاشة سوداء و كتبت عليها عبارة "  الحياة تزدهر حين يمتلئ القلب بالحب والسلام " …. و ارسلتها ستريك 


*******************


خرجت دينا الى حديقة البيت و جلست تقرا باستمتاع 


بعد دقائق …. اتت حلا و جلست معها 

دينا : كنتي فين يا حلا ؟ قولتي هتنامي و ما شوفتكيش بالاوضة

حلا بضيق : مخنوقة .. روحت اتمشى شوية

دينا باستغراب : ليه في ايه ؟ ما انتي كنتي مبسوطة من شوية و احنا قاعدين 

حلا : انا اتخنقت من البيت ده .. و بدأت احس ان كل الي فيه توكسيك .. حتى فارس .. مش مهتم بيا زي عوايده 

دينا : ليه حصل حاجة بينكم ؟ 

حلا : لا .. بس مدايقة من كارما و لارا … كارما دايقت حبيبة النهاردة .. و لارا بتخطط تلف على اوس .. و اصلا كل الي في البيت عارفين ان اوس و حبيبة متخانقين … لما اتكلمت مع فارس عشان لارا ادايق و قالي ان انا مزودة الموضوع قال دول عيال و لازم اكبر دماغي 


دينا : على فكرة فارس عنده بعد نظر … يمكن حس انك عايزة تقلبيه على اخته .. مهما كان مفيش راجل بيحب ان مراته تشتكيله من اهله .. و انتي هتبقي مراته يعني هو بيفكر بالمستقبل 

حلا : لا كدة تو ماتش .. مهي فعلا لارا دايقتني كتير  .. انا الغبية الي قولتلها على على حكاية فسخ الخطوبة … دي طارت من الفرح لما سمعت كدة و بدأت تتصرف بطريقة مستفزة  قدام اوس .. و الكل واخد باله انها عايزة تلفت نظره

دينا : حلا .. انتي غلطتي  انك اتكلمتي بموضوع يخص حبيبة .. انا فاهمة انها اختك و مصلحتها بتهمك .. بس انتي سخنتيها كتير على اوس .. و زعلها ده من الاساس بسبب زنك .. هتبقي مبسوطة لو اتطلقت منه ؟ 

حلا : لا طبعا انتي بتقولي ايه 

دينا : ما ده الي هيحصل لو ركبت دماغها … الناس مش هتقول اختها و خايفة عليها .. لا دول هيقولو غيرانة منها 

حلا بابتسامة سخرية : هه .. يتفلقو .. انا الي يهمني ان حبيبة تحافظ على كرامتها .. خايفة لما يتجوزو يستعبدها .. هتنزل بنظره لو سامحته بسهولة على كل السنين الي فاتت دي  .. مش هستحمل اشوفها مكسورة .. و انتي عارفة حبيبة عاطفية بتزعل بسرعة و بترضى بكلمتين 

دينا بابتسامة : و الله انا فاهماكي يا حببتي .. انتي بنت فاهمة حقوقك صح و حاطة حدود للكل و اولهم فارس … بس حاولي ما تتدخليش بعلاقة اوس و حبيبة عشان اوس بيعشقها و بيتمنالها الرضى ترضى …. ده من ساعة ما وصل لا فكر يرتاح و لا ينام بالعكس فضل وراها لغاية ما تصالحو … ما تخافيش عليها معاه … طب اقولك على سر ؟ 

حلا باستغراب : قولي 

دينا بخبث : اوس كان كل يوم بيكلمني على الواتساب و بيطمن عليها و بيسألني على كل حاجة بتعملها .. حتى اني كنت بصورها فيديو من غير ما تاخد بالها و ابعتله 

حلا بشهقة : يا انهارك اسود 

دينا بضحك : و الله العظيم .. كان دايما بيوصيني عليها و اي مشكلة بتحصل على طول بيبعت تميم يساعدنا  

حلا بصدمة  : ازااااي .. انتي يطلع منك كل ده ؟ ده احنا ما حسيناش عليكي يا بت 

دينا بغرور : طبعا ده شغل مخابرات انتي ايش فهمك

حلا : اممم طالما كدة هسامحه و مش هتدخل تاني .. ترجعله بقا .. بس على الله يزعلها كدة و لا كدة و الله همسح بكرامته الارض هو و الي يتشددله 

دينا : طيب خليكي بفارس انتي .. علاقتكم ماشية ازاي ؟ 

حلا بابتسامة : علاقتنا حلوة .. احنا متفاهمين و بنحب بعض .. اكتر حاجة مريحاني ناحيته انه بيفهم تفكيري و بياخدني على قد عقلي … بس بصراحة بدايق اوي لما يهزرو على حسابه و هو يضحك … يعني مهما كان بحس انه لازم يحط حدود ليهم 

دينا : بس دي طبيعته يا حلا … هو متنمر نمبر ون .. ده ان ملقيش حد يتنمر عليه بيتنمر على نفسه … و انتي عارفة ان دي اكتر صفة بارزة بشخصيته 

حلا بابتسامة حب : انا بحب كل حاجة فيه … حتى لما يتريق على نفسه بيضحكني … بس مش بحب حد يقل منه قدامي .. بيكون نفسي اقوم افرمهم 

دينا : فارس بيحبك بجد يا حلا .. هو اصلا اتغير علشانك .. ده كان فاشل و حمار .. بس من ساعة ما ارتبطو بدا يشتغل بجد عشان تتجوزو … ما تخليش مشاكل بسيطة تاثر على علاقتكم عشان انتو لايقين على بعض 

حلا : ياااه اول مرة تبلي ريقي بكلمتين حلوين يا بت .. ما تجيبي بوسة 

دينا بضحك : موااااه 


************************


في اليوم التالي 

على مائدة الفطور 


عبد الله باستغراب : فين الباقي يا ولاد ؟ 

غادة : حلا و دينا و حبيبة لسا نايمين .. و فريدة و تميم خرجو من بدري 

فارس :  و اوس و زياد بيشتغلو على اللابتوب في اوضتهم 

سحر : اطلعي يا غادة صحي البنات و نادي على الشباب يفطرو .. بعدين يبقو يكملو شغل 

غادة : حاضر يطنط 

و صعدت للاعلى لايقاظهم 

ايهاب : طلبية الدرة جاهزة يابا بكرا الصبح هنشحنها كاملة 

عبد الله : ممتاز .. عشان لازم ندي العمال اجازة و احنا نتفرغ لتجهيزات الفرح .. عايزه فرح قد المقام .. ده اول حفيد ليا 

عدنان : ما تقلقش يابا انا ههتم بالموضوع ده بنفسي 


وصلت غادة اوضة الشباب و طرقت الباب 

فتح زياد الباب

زياد باستغراب : في ايه ؟ 

غادة بتوتر : جدو بيقولكو انزلو افطرو .. و بعدين تكملو شغل 

زياد بهدوء : ماشي نازلين وراكي


بعد وقت قصير اجتمع كل الافراد على مائدة الفطور و قد عادت فريدة من الخارج 


حبيبة بهدوء : كنتي فين يا فريدة ؟ 

فريدة : رحت اجيب فستان الفرح 

حبيبة : تاكدتي انه على مقاسك ؟ 

فريدة بهمس : هطلع اقيسه بعد الفطار …. المهم انتي حصل ايه بينك و بين اوس امبارح ؟ صالحتيه ؟ 

حبيبة : يعني تقدري تقولي كدة 

فريدة بخبث : اممم .. شوفت الستريك بتاعك واضح انك صفيتيله 

حبيبة بحب : عمره قلبي ما شال منه .. بس برضو مش هسامحه بسهولة 

فريدة : شكلك هتحصليني قريب يا بت 

حبيبة بخجل : بس بقا 


بعد وقت صعدت فريدة مع حبيبة و دينا لتقوم بقياس فستانها 


حبيبة بتعب : هفف .. مش راضي يقفل .. روحي للست الي فصلته خليها توسعه شوية 

فريدة بدموع : لا انا الي تخنت .. ده كان على مقاسي الاسبوع الي فات لما قسته … اعمل ايه بس … لازم اخس بسرعة 

دينا : استني ..  اطلعي على الميزان و نشوف .. لسا فاضل وقت للفرح تقدري توسعي الفستان و هتلحقي تخسي لو عايزة


وقفت فريدة على الميزان بتوتر 

فريدة : 66 اهو زايدة 2 كيلو .. يا انهار اسود .. اعمل ايه يا ربيييي 

حبيبة : عادي هتقدري تنزليهم باسبوع واحد .. لو عايزة احنا ممكن نعملك نظام غذائي و كلنا نلتزم معاكي هتنزلي بسرعة … بس مش لازم تتوتري قبل الفرح بشرتك هتتعب و هيبان عليكي 

فريدة بقلق : خلاص احنا نعمل دايت مع بعض عشان تشجعوني و لو ما نزلتش هروح للست و اخليها توسعه شوية  .. بس مش عايزة ابان تخينة بالفرح 

دينا : تمام كدة .. هعمل جدول مكثف و كلنا هنمشي عليه 

دلفت حلا و قالت : مالكم في ايه ؟ .. الله الفستان تحفة يا فريدة 

فريدة : بس مش راضي يقفل عليا 

دينا : هنعمل دايت كلنا مع بعض عشان تخس بسرعة .. ايه رايك يا حلا 

حلا : يا انهار اسود .. انا لو خسيت هختفي انتي مش شايفة شكلي 

دينا بهمس : ابقي اطفحي اي حاجة من وراها بس قدامها لازم كلنا نساعدها 

حلا : اه ان كان كدة ماشي 


***************************


مصطفى : و بس كدة … كل واحد كان بيتغزل بالحتة بتاعته من تحت لتحت .. حتى زياد كان كل كلامه موجه لغادة … بس هيا ايه .. مطنشاه خالص 

عبد الله : يعني هيا مش عايزاه ؟ 

مصطفى : بالعكس دي باين عليها بتموت فيه بس مقهورة منه 

عبد الله : طيب ما دام لسا عايزاه كويس .. هنعرف نرجعهم لبعض .. المهم حبيبة و اوس اتصالحو و لا اتخانقو تاني ؟ 

مصطفى بخبث : ايه .. دول اتمسكو متلبسين و هما حاضنين بعض على البلكونة .. بابا شافهم .. و حبيبة واضح انها حنت لاوس  .. دي اتقلبت 180 درجة من ساعة ما رجع 

عبد الله بسعادة : الحمدلله .. كدة كل حاجة ماشية صح … خد يا حبيبي .. ده الايباد الي طلبته 

امسك مصطفى الايباد و قال بفرح : ربنا يخليك ليا يا احلى جدو بالدنيا 


**************


في المساء كانت الساعة قد تعدت الثانية عشر …. و كالعادة بعد اجتماع العائلة ذهب الكبار للنوم و بقي الشباب جميعهم 


جلست كارما بجانب حبيبة مما اثار استغراب الجميع .. كان جميعهم مشغولين على هواتفهم 


حلا باستغراب : هو ايه حكاية المنطقة الي ورا الغيط بتاع جدو ؟ بنت الجيران قالتلي انها منطقة محظورة … هو ده بجد ؟ 

نظر اوس و تميم لبعض 

تميم : ايوة .. انتي ما سمعتيش عنها قبل كدة ؟ 

حلا : و هسمع منين منا طول عمري عايشة بمصر 

فارس : الا صحيح يا تميم ايه حكايتها ؟ انا برضو من ساعة ما جيت و انا بسمع عن المكان ده 

تميم : دي حتة مهجورة من زمان .. حصل فيها مشكلة قديمة و اتقفلت من حوالي 10 سنين 

دينا باهتمام : ايه المشكلة الي حصلت  ؟ 

تميم : تار بين عيلتين كانو عايشين هناك … في عيلة هجمت على بيت هناك و اشتغل ضر..ب النار فيها .. و ما..ت حوالي 5 اشخاص .. و طبعا العمدة حكم عليهم انهم يعزلو من المنطقة .. و كدة اتقفلت لغاية النهاردة 

حبيبة بخوف : يا انهار اسود … 5 اشخاص ؟

لارا :  هو ليه انا بحس ان الق..تل بالارياف ده حاجة عادية .. زي شرب الشاي كدة 

دينا : عشان هبلة .. اكيد مش حاجة عادية .. مهو بقولك اتحكم عليهم يعزلو من الحتة كلها 

حلا : يعني دلوقتي بقت حتة مهجورة ؟! 

تميم : اه طبعا .. محدش بيروح هناك خالص .. و حتى كنا بنسمع اصوات من هناك .. في ناس بيقولو انها اصوات ارواح الم… يتن 

حبيبة برعب : تميم لو سمحت اقفل ع الباقي .. يا انهار اسود .. انا ازاي هنام الليلة 

لارا بهمس : بكمي 

دينا : اجمدي يا بت … بقولوكو ايه 

تميم : ايه 

دينا بحماس  : ما تيجو نروح هناك 

زياد : تروحي فين يا هبلة .. بيقولك منطقة محظورة .. و جدي محرج علينا ما نروحش هناك من زمان 

فارس : يا ابني سيبك من جدي دلوقتي .. تعالو نغامر شوية .. الجدع فيكو الي يروح 

فريدة : انت اهبل يا ابني .. عايزنا نكسر كلام جدو 

فارس : مش هيحصل حاجة لو رحنا استكشفنا المكان .. بيقولك ما حدش راح هناك من عشر سنين

حلا : و الله فكرة حلوة .. اهو نتسلى شوية 

حبيبة : انتي اتجننتي .. المكان مرعب و لو بابا عرف اننا خرجنا من غير اذنه هيزعل 

كارما : ما تجمدو شوية .. فيها ايه لو رحنا كلنا مع بعض .. اكيد مش هيحصل حاجة 

زياد : طب نعمل تصويت الي عايز يروح يرفع ايده 

رفع الجميع يده عدا حبيبة و فريدة 

دينا : اه يا جبانة انتي و هيا … ما تنشفو شوية 

زياد : خلاص انتو مش هتروحو .. خليكم هنا و لو جدو حس على غيابنا كلمونا .. هنرجع بسرعة 

نظرت حبيبة لاوس الذي يرفع يده و يبتسم لها .. و نظرت الى لارا و كارما السعيدات جدا بعدم ذهابها…. فشعرت بالغيرة 


حبيبة : لا انا عايزة اروح معاكم 


بارت 6 

حبيبة : لا انا عايزة اروح معاكو

 دينا بحماس : جدعة يا بت .. ايوة كدة 

فريدة : و الله هتروحو كلكو و تسيبوني لوحدي ؟!

تميم بخبث : تعالي معانا مش هيحصل حاجة 

فريدة : تميم جدو هيزعل منك انت بالذات .. ده انت المفروض العاقل الي فينا و اكبر واحد

تميم : مش هيعرف حاجة .. هنروح و نرجع بسرعة 

فارس : ايوة عايزين نستكشف المكان .. و اهو من مرة تلاقو محتوى تصوروه 

فريدة : طيب خلاص هاجي .. بس لو جدو عرف انا هعترف عليكو واحد واحد 

زياد بحماس : طب يلا قومو 

حبيبة : استنو اشوية .. هروح البس كوتشي بدل الهيلز .. الطريق كلها تراب 

كارما : و انا كمان .. امشي يا حبيبة يلا .. استنونا ما تغدروش بينا 

فريدة : و انا هجيب حاجة ننور بيها الطريق 


ذهبن من امامهم و كانت دينا و حلا ينظرن لبعض باستغراب شديد من محاولة كارما التقرب من حبيبة و قد لاحظ الجميع تغير اسلوبها معها 


بعد دقائق 

كارما : احنا جاهزين 

غادة بصدمة : ايه ده حبيبة لابسة بويفريند .. اول مرة اشوفك من غير فستان 

حبيبة بغيظ : ازاي هلبس فستان ع المكان الي احنا رايحنه ده 

تميم : بقولوكو ايه هنروح بسرعة و نرجع قبل ما حد يحس علينا .. مش ناقصني مشاكل مع جدو 

مصطفى : ده لو عرف هيهزقنا كلنا نفر نفر 

زياد : طيب يلا بينا بسرعة 

اقتربت حبيبة من اوس و امسكت يده و هي تنظر الى لارا و كارما بغرور … نظر الى يداهم المتشابكة و ابتسم بسعادة 

بينما دينا و فارس اطلقو تصفيرة مشاكسة 


بدأو بالسير باتجاه الغيط التابع لجدهم عبد الله .. كانت المسافة كبيرة و الاراضي واسعة جدا مليئة بالاشجار و الزرع من كل مكان 


حبيبة : الجو سقعة اوي هنا 

لارا بغيظ : ع اساس احنا في كندا مش كدة ؟ 

حبيبة : محدش وجهلك كلام .. خليكي بحالك

دينا : الهوا هنا اقوى من البيت 

فريدة : ما المكان مليان شجر و الهوا بيعدي من كل ناحية …اكيد هيكون سقعة 

غادة : انا تعبت من المشي ده .. هنوصل امته ؟ 

تميم : لسا المسافة طويلة شوية .. ايه رايكو نجري ؟ 

حلا : انت اهبل يا ابني .. الغفر هيفتكرونا حرامية 

كان فارس و زياد يمشون في المقدمة و يحملون مصابيح بايديهم 

فارس : اهو قربنا نوصل 

حبيبة : يا انهار اسود لو جدو صحي و ما لقيناش 

فريدة : طب ما تيجو نروح 

تميم : بس يا بت منك ليها .. ايه الجبن ده … ما احنا وصلنا اهو خلينا نبص على المكان شوية و نروح بسرعة 


وصلو عند الحد الفاصل بين الغيط و المنطقة و كان عبارة عن سور حجري منخفض و عليه اسلاك شائكة متقطعة 

زياد : ايه الهبل ده .. هو احنا وصلنا سور اسرائيل و لا ايه ؟

تميم : بس يا ظريف … يلا يا فارس امسك الاسلاك عشان نعدي 


امسك فارس الاسلاك جيدا و فتح مجال لعبورهم 

قفز زياد اول واحد و صعدت بعده الفتايات واحدة تلو الاخرى 

حبيبة برعب : يا جماعة المكان مرعب بجد .. خلينا نروح و الله المكان مخيف 

دينا : نطي يا بنت و خلصينا ما اوس معاكي اهو 

لارا بهمس لكارما : هتفقعلي مرارتي المسهوكة دي اه ياني 

كارما : بس بقا خليكي بحالك 

امسك اوس يد حبيبة و قال : يلا يا حببتي ما تخافيش انا معاكي 

ساعدها على النزول و اتجهو جميعا الى داخل المنطقة 

تشبثت فريدة بقميص تميم و قالت : يا انهار اسود .. المنطقة ضلمة ع الاخر 

تميم : اجمدي يا عروسة .. ما تخافيش .. اهو نعمل حاجة نحكيها لعيالنا بالمستقبل 


استمرو بالمشي البطيء و هم يتوغلون في اعماق المنطقة يحيط بهم الهواء الرطب و صمت مرعب 


توقف جميعهم فجأة عندما سمعو صوت نباح مجموعة من الكلاب حولهم 

حتى رفع فارس المصباح و شاهدو اكثر من خمسة عشر كلبا يقفو امامهم و ينبحون بصوت مخيف 


اطلق الجميع صرخة عالية جدا … رمى فارس المصباح و هربو جميعهم الى الجهة اليسار من المنطقة 


كانت حبيبة ستتبعهم و لكن اوس امسك بها و سحبها للاتجاه المختلف و بدأو بالركض بعيدا عنهم 

بقي فقط فريدة و تميم 

فريدة برعب : يا اولاد الجبانة … اندااااال .. انا عروسة مش عايزة اموت مأكولة 

تميم بضحك : خونة .. امشي يا حببتي نرجع .. ما تخافيش مش هياكلونا دول كلاب حراسة 


سحبها باتجاه الغيط للعودة 


***********************

 

كانت تركض معه و تلهث من شدة التعب و الرعب 

حبيبة : انت واخدني لفين .. كلهم دخلو المنطقة .. انا خايفة عليهم .. دينا و حلا معاهم 

اوس : هشششش .. امشي يلا ما تخافيش عليهم مش هيجرالهم حاجة


تشبثت في ذراعه جيدا تحاول السيطرة على خوفها ..  حتى وصلو بيت قديم تعرفه جيدا


اخرج اوس مفتاح من جيبه و فتح الباب بهدوء … دلفو سويا الى البيت 


تجولت عيناها في المكان بانبهار .. فهذا المكان محفور في ذاكرتها و لا تستطيع نسيانه ابدا 

احاطت يداه خصرها من الخلف و وضع رأسه على كتفها 

اوس : فاكراه ؟ 

حبيبة بهمس : مستحيل انسى 

طبع قبلة رقيقة على رقبتها .. اغمضت عينيها بارتخاء 

اوس بهيام : المكان ده عشنا فيه احلى ذكريات .. فاكرة قد ايه كنا نهرب و نيجي لهنا عشان نقعد مع بعض من غير ما حد يشوفنا ؟ 

حبيبة بابتسامة : امممم ..لغاية النهاردة محدش عارف اني كنت باجي  معاك هنا حتى دينا ما تعرفش

اوس : حابب اعيش معاكي كل حاجة حلوة بالدنيا .. عايز افتكر كل لحظة عشتها معاكي زمان  

حبيبة بخجل : بس ازاي المكان ده بقى مهجور كدة ؟ انا اخر مرة جيت معاك و انا عندي عشر سنين .. صحيح كلام تميم عليه ؟ 

اوس بابتسامة : لا طبعا ايه الهبل ده … احنا اتفقنا نكدب عليهم عشان كل واحد يستفرد بحبيبته 

حبيبة بشهقة : ايييه ؟! … يعني خوفتونا ع الفاضي ؟!

اوس : اممم .. محنا عارفين طبعهم بيحبو يواجهو الحاجة الي بيخافو منها .. فحبينا نعمل شوية اكشن 

استدارت له حبيبة و قالت : بس انا خوفت برضو 

قرب منها اكثر و وضع كفيه على وجهها بهدوء ساحر .. التهم شفتيها بقبلة مختلفة .. مليئة بالشغف و العشق … و يتفنن في قبلته لكي تبقى محفورة في ذاكرتهم 


بعد دقائق .. تراجعت للخلف بخجل و توتر … جلست على عتبة مرتفعة قليلا و اخذت تتامل المكان بابتسامة 

جلس بجانبها و لف يده حول ظهرها و هي تلقائيا وضعت رأسها على كتفه كعادتها 

اوس بابتسامة : فاكرة لما كنا نقعد هنا و نتكلم على مستقبلنا مع بعض 

حبيبة بخجل : اممم .. قولتلي لما اكبر هتتجوزني 

اوس : و اديكي كبرتي و انا نفذت نص الوعد .. و بعد شهرين هنفذه كله 

حبيبة باستغراب : بعد شهرين ؟ 

اوس : اممم .. موعد فرحنا 

حبيبة بصدمة : ايه ؟ مين قال كدة ؟ 

اوس : انا …  اتفقت مع جدي و هو قالي هيكلم باباكي .. و جدي طبعا موافق و مبسوط و كان عايزه يكون اقرب من كدة 

حبيبة : بس قريب جدا بعد شهرين .. انا لسا مش جاهزة 

اوس باستغراب : مش جاهزة من اي ناحية ؟ ايه الي ناقصك ؟ 

حبيبة : في حاجات كتير …انا لسا في الكلية و ما خلصتش .. ده غير بقا ان تجهيزات الفرح بحد ذاتها محتاجة ست شهور بالراحة 

اوس : لا منا مش هستنا اكتر من كدة .. كفاية كل السنين دي محروم منك .. تجهيزات الفرح هنعملها مع بعض بوقت قصير .. و بالنسبة للمذاكرة مش هتتأثري عشان هنسكن هناك و تقدري تروحي الجامعة وقت ما انتي عايزة

حبيبة بابتسامة : هتعيش في مصر ؟ 

اوس بحب : مطرح ما حبيبتي هتكون انا هكون 

ابتسمت بخجل و نظرت له مطولا 

حبيبة بهمس : بحبك 

اوس بسعادة : و انا بعشقك اكتر من اي حاجة بالدنيا دي 

امسك يدها  و رفعها الى مستواه و قبلها بكل حب 

اوس : الا صحيح ما قولتليش رايك بالحاجات الي كنت ببعتهالك 

حبيبة باستغراب : حاجات انت بتبعهالي ؟ حاجات ايه دي ؟ 

اوس بصدمة : يا انهار اسود .. هيا دينا ما كانتش بتوصلك الطرود الي ببعتها ؟! 

حبيبة بشهقة : هيا منك ؟!!!!!!! 

اوس : ايوة .. اومال انتي فاكرة من مين ؟ 

حبيبة بغضب : يا بنت الحرامية و الله لاوريها دينا الكلبة .. دي كانت بتقولي انها واخدة كوبونات خصم كتيرة .. و كانت بتلم كل حاجة حلوة و بتاخدها ليها و بتديني الباقي … ده حتى مرة تعبت و انا اتحايل عليها تديني اللب جلوس بتاع هدى بيوتي و ما رضيتش 

اوس بضحك : يخربيتها دي خسرتني جامد .. على كدة ليا بذمتها مبالغ 

حبيبة بابتسامة : انت كنت بتبعت الحاجات دي عشاني ؟ 

اوس : اومال عشان مين ؟ عارفك بتحبي الميكاب و الفساتين من واحنا صغيرين

حبيبة بغيظ : انا هقوم اطلع بزمارة رقبتها الواطية .. دي سرقتهم و كانت بتشوف نفسها عليا و تكيدني بيهم 

اوس : تعالي هنا رايحة فين انا ما صدقت بيقنا لوحدنا … خلاص هعوضك و اجيبلك احلى منهم .. برضو دينا تستاهل .. ليها جمايل كتير علينا و لا نسيتي 

سحبها له و اخذها بحضنه و هي ابتسمت و تمسكت به 


************************


في الغيط .. كانت فريدة تمسك بيد تميم و تمشي بصعوبة وسط الاتربة 

فريدة بضيق : انا ايه الي مشاني وراكو .. ناقصني رعب يعني 

باغتها تميم و وضع يداه على خصرها و حاصرها على ساق شجرة طويلة 

تميم بخبث :  ما تجيبي بوسة 

فريدة بفزع : بس يا تميم .. ايه الجنان ده 

تميم : مش هسيبك الا لما تديني بوسة 

فريدة بقلق : تميم دلوقتي حد يشوفنا و نتفضح 

تميم : محدش هيشوفنا .. هاتي بوسة بقا 

فريدة : تمييييم كفاية بقا .. عيب 

تميم : ده انا وديتهم هناك مخصوص عشان يخلالي الجو معاكي .. من ساعة ما جم و انا مش عارف اتلم عليكي 

فريدة : بس بقا .. امشي نروح قبل ما حد يشوفنا 

قرب منها اكثر و بدأ يوزع قبلاته على وجهها 

فريدة : تميييم عيب كدة 

لم يكترث لثرثرتها و شدد على خصرها و استمر بتقبيلها 

ابتسمت بخجل شديد و عضت على شفتيها 

فريدة بدلع : تميم لحد يشوفنا 

تميم : بس يا بت .. بكرا هنتجوز و نفتكر الايام دي 

فريدة : قصدك ايه يعني هتزهق مني بعد الجواز 

قرب من شفتيها و قال : يا انهار اسود انا ازهق من الحلاوة دي ؟

كان سيقبلها على شفتيها و لكن قطعهم صوت من بعيد 

الغفير : مين في  هناك ؟! 

فريدة بشهقة : يا انهار اسوووووود 

وضع يده على فمها و قال : امشي نهرب بسرعة … ده لو شافنا هيفضحنا 

امسك يدها و بدأو بالجري باتجاه البيت 


*****************************


كان جميعهم يمشون سويا و علامات الخوف على وجوههم .. كان مصطفى يمسك هاتفه و يصور فيديو بينما الباقي يضيئون الطريق بهواتفهم 


دينا : المكان تحفة .. يا رب يطلع مسكون 

غادة بفزع : يخربيتك اخرسي هو احنا ناقصنا 

زياد بسخرية : ايه خوفتي يا بيضا 

غادة : اتلم احسنلك يا رخم 

مصطفى بخبث : تخيلو جدو يصحى من النوم و ما يلاقيناش في البيت … اكيد هيعمل من فخادنا كفتة 

فارس : اتلم يالا 

كارما : زياد .. خلينا نروح .. المكان مرعب بجد .. مفيهوش جنس البشر 

لارا بضيق : و انا بقول كدة برضو .. هما راحو فين الباقي 

حلا بخبث : اوس  اكيد خد حبيبة و هربو لحتة تانية 

لارا بغيظ : نينينينيني 

فارس  : اه طبعا و تميم اكيد خد فريدة و روحو 

دينا : بس بقا خلينا نستكشف المكان 

حلا : المكان ضلمة و مفيش حركة .. مفيش غير المخازن دي .. هما كانو ساكنين فين العيلتين الي اتخانقو 

فارس : مش عارف .. ده ولا مشرحة حلوان … لما رحتها حسيت نفس الاحساس في المكان ده بالزبط 

دينا : اه يزبالة رحتها من غيري 

فارس : المرة الجاية هاخدك معايا بس ايه بعد الساعة اتنين باليل بتبقى مرعبة اكتر 

كارما : انتو اكيد سايكو … منين جايبين قوة القلب دي 

دينا : من الروايات .. انا ما بقراش الا فانتازيا و ر..عب حاجة تجنن 

فارس : و انا من افلام الر..عب .. نفسي اعيش فيلم زيها بالزبط 

حلا : اتلم يالا .. انا اعلى ليڤل وصلتله بافلام الر..عب كان كامب .. ما تخلينيش اعيد النظر بجوازنا 

كارما : و انا كمان ده عملي تروما من و انا صغيرة 

زياد : على فكرة المكان مش مر..عب اوي يعني .. انتو مكبرين الحكاية 

غادة بقلق : طب فين حبيبة و اوس .. ما تيجو نروح ندور عليهم 

لارا بسرعة : ايوة يلا بينا 

فارس بخبث : و نروح ليه اكيد استفرد بيها في المكان الرهيب ده 

دينا : مش وقت رومانسية خالص .. امشو نروح  للحتة الي هناك باين عليها مسكونة بالج..ن 

كارما بفزع : اخرسي يا دينا مش ناقصنا ر.عب 

زياد : طب امشو نشوفها بس .. و لو اتلبسنا نروح لشيخ 

ذهب جميعهم باتجاه منطقة مظلمة و كل ما مر الوقت كانو يتوغلون بالمكان اكثر 


تشبثت كارما بذراع زياد اخيها اما هو فلاحظ خوف غادة … فاقترب منها محاولا تخفيف قلقها 


دينا و هي ترفع هاتفها و تسلط الضوء على سور  منخفض : ايه الهبل ده .. المكان خلص 

غادة : خلص ازاي يعني ؟ 

زياد : مهو قدامك اهو في سور و ده الي هناك  غيط العزايزة 

غادة : طب كويس امشو نروح 

فارس بعبوس : مشوارنا طلع ع الفاضي يا دينا 

دينا بضيق : كان نفسي اشوف مصا..ص الد..ماء .. امالي اتحطمت 

حلا : انتو اكيد شاربين حاجة .. ايه جو الافلام ده ؟؟ ما تكبرو شوية 

فارس : ما انتي كنتي جريئة من شوية معانا ايه الي قلبك يا مزتي 


هم  الجميع للذهاب و لكن قاطعم صوت من خلفهم 

: انتو بتعملو ايه هما 

استدارو جميعا مرة واحدة و فتحو افواههم بصدمة ………….. يتبع 


أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع
    close