القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية خيوط مظلمه الفصل الرابع والخامس والسادس والسابع بقلم مينو حصريه وجديده

 رواية خيوط مظلمه الفصل الرابع والخامس والسادس والسابع بقلم مينو حصريه وجديده 


ومن هنا طلبه الدكتور لحد البيت براءه كانت ماسكه ايد امها وهي متغفله وقالت بدموع وهي بتشحتف:

_ امي كويسه يا دكتور بالله عليك اعمل اى حاجه مسبهاش تروح مني ..

الدكتور وهو بيشيل السماعة من ودنه، اتنهد وقال بضيق:

_ أنا قولت قبل كدا إن الحالة محتاجة تدخل جرا. ...حي فورًا، والعلاج لازم يبدأ، غير كدا أنا مش في إيدي أعمل حاجة… لو فضلتوا كدا، ربنا يستر.

براءه بصتله برجاء وعينيها بتترجاه، بس عفاف قطعت الكلام ببرود:

_ خلاص يا دكتور، تمام. إحنا هنحاول على قد ما نقدر نجهز الفلوس. اتفضل حضرتك.

الدكتور مشي، براءه لسه قاعدة علي السرير، ماسكة إيد أمها المرتعشة، وبتعيط بحرقة عياط الاطفال.

رفعت راسها للسماء وقالت بصوت مبحوح:

_ يا رب… إنت الأمل الوحيد.


بعد شوية كلمت أدم وحكتله كل حاجة. أدم اتخض من كلامها، صوته اتكــ..سر في التليفون:

_ نفسي أقطع تذكرة حالًا وأنزل، بس الشغل ماسكني من كل ناحية، لو سبت الدنيا هتخرب. هبعتلك اللي حيلتي… مبلغ صغير… حتى مش نص تمن العملية. والله يا براءه ده اللي أقدر عليه وبعدين عيط في التليفون .

براءه حاولت تواسي اخوها لحد لما قفلت الخط ودموعها نازلة، قلبها بيتقبض أكتر وأكتر.

فجأة عفاف نادتها بصوت تقيل



_ بت يا  براءه… تعالي هنا.

براءه مسحت دموعها بسرعة، ووشها باين عليه التعب، وقربت منها. عفاف بصت لها لحظة كأنها بتحس بذنب، بس رجعت تخفي ده بابتسامة ملتوية وقالت:

_ بصي يا ستي… أنا ممكن أساعدك.

براءه فرحت وكانت علي وشك الدموع وقالت :

_ بجد يا ستي ربنا يخليكي لينا يا ست الكل ..

عفاف بسخريه وابتسامه جانبيه: 

براءه قلبها دق بسرعة، عينيها لمعت دموع أمل:

_ بجد يا ستي؟ ربنا يخليكي لينا…

عفاف رفعت حواجبها بسخرية، وقالت بنبرة جانبية فيها خبث:

_ اومال  هلعب معاكي؟ أديكي فلوسي وفلوس أخوكي… ونكمل المبلغ. كده تقدري تعالجي أمك… بس طبعًا كله بتمنه

براءه ابتلعت ريقها، عينيها مليانة خوف، وقالت بصوت متردد:

_ بتمنه ازاي يعني ايه؟

عفاف بخبث : 

زي ما قولتلك تشتغلي خدامه وتجبيلي فلوسي اومال انتي فكره ايه اساعد ببلاش انا ست كبيره وبصرف علاجات علي نفسي ومحتاجة اكتر من امك أنا مش بحبطك عليها بس كله بيقول نفسي يا بنتي  ..

براءه نزلت عينيها للأرض، دموعها نزلت غصب عنها، وصوتها اتكـــ..سر وهي بتقول:

_ اللي تشوفيه يا ستي… أنا مستعدة… بس أمي تعمل العملية.

عفاف رفعت إيدها بحركة انتصار كأنها كسبت معركة:

وانا معاكي يا بنتي هو أنا أقدر اسيبك ده انتي حفيدتي بنت ابني اللي حسه موجود بس بيكي ..

عدت ايام قليله، براءه جمعت فلوس العمليه من ستها واخوها، وراحوا المستشفي وامها دخلت العمليات و

براءه قاعدة على الكرسي قدام باب العمليات، إيديها متشابكة وعنيها معلقة في الباب، قلبها بيخبط كأنه عايز يخرج من صد...رها. كل ثانية بتمر كانت بتزيد خوفها، ودموعها نازلة من غير ما تحس.

عفاف قاعدة جمبها، ملامحها جامدة بس في عينيها قلق مخفي.

بعد وقت طويل كأنه دهر… باب العمليات اتفتح، والدكتور خرج.

براءه قامت واقفة بسرعة كأنها هتجري عليه، وصوتها بيرتعش وهي بتقول بلهفة:

_ طمني يا دكتور… أمي كويسة؟


الدكتور مسح عرقه، وصوته كان فيه جدية:

_ الحمد لله… قدرنا نتخطى المرحلة الأصعب في العملية، بس لسه المشوار طويل. الحالة محتاجة علاج مكثف، وهي هتقعد في المستشفى فترة لحد ما نشوف وضعها.


براءه حطت إيدها على صدرها ووقعت على الكرسي ودموعها بتنزل بارتياح:

_ الحمد لله… الحمد لله يا رب.


عفاف تنهدت وقالت ببرود واضح:

_ يعني لسه هتفضل هنا شوية؟


الدكتور أومأ وهو بيرتب أوراقه:

_ أيوه… لحد ما نطمن إنها مستقرة. وماتنسوش… العلاج مش رخيص، والمصاريف لسه مكملة.


براءه بصت للأرض وهي بتعض على شفا...يفها من القهر. قلبها موجوع بس في نفس الوقت ماسكة في الأمل اللي رجع لها من جديد… أمل إن أمها لسه عايشة. بس مضطرة تشتغل عشان تصرف علي المصاريف اللي جايه ..

براءة سمعت كلام ستها واشتغلت في بيت ناس أغنياء. من أول يوم التزمت في شغلها، وكانت بتعمل كل حاجة بضمير.


في يوم وهي بتقدم الأكل، جوز الست داقه وابتسم بإعجاب:

_ الله الله! انتي اللي عاملة الأكل ده؟


براءة هزت راسها بخجل.

_ برافو… شاطرة، وأتمنى تكملي شغلك هنا. ولو احتجتي حاجة، أنا موجود.


ابتسمت ابتسامة بسيطة وقالت بهدوء:

_ شكرًا يا بيه صحه وعافيه، عن إذنك أرجع أكمل شغلي.


هز دماغه بالموافقه وبراءه رجعت المطبخ وبعدين 

خلصت شغلها وكانت ماشية، لقت زياد مستنيها في الصالة:

_ تعالي يا براءة… انتي ماشيه ليه؟


بصت له باستغراب:

_ عشان خلصت شغلي يا بيه، حضرتك محتاج حاجة قبل ما أمشي؟ 

عيونه كانت غريبة، صوته هادي لكنه تقيل:

_ بس انا عايزك تقعدي هنا… وانا قولتلك متقلقيش على المرتب.


براءة ارتبكت وقالت بسرعة:

_ مينفعش يا بيه… أنا اللي مسؤولة عن البيت وعلي الجماعه 


قرب منها أكتر وهو بيبتسم ابتسامة فيها خبث:

_ انتي لسه صغيرة، وتشيلـي بيت كامل فعلا الزمن مسبش ولا الكبير ولا الصغير في حاله طب تعالي عيشي هنا، وأنا أتكفل بكل حاجة يا ستي… علاج، مصاريف، اللي انتي عايزاه.


براءة حسّت قلبها بيدق بسرعة. سكتت لحظة، وبعدين ردت بصوت مكسوف:

_ متشكرة يا بيه… بس أنا بشتغل عشان أكل عيش مش أكتر. لازم أمشي، اتأخرت.


وهي بتستعد تمشي، قام فجأة ومد إيده ومسكها، صوته اتغير:

_ براءة… لو حد غيرك عرضت عليه كان وافق والصراحة أنا مش قادر أشيل عيني عنك من أول يوم جيتي. أنا عايزك قريبة…و مش عايزك تمشي.


براءة وشها شحب، إيدها بترتعش وهي بتسحب نفسها:

_ ياابيه ايه اللي انت بتقوله ده ميصحش..


قرب أكتر وهي رجعت من الخوف، وحاصرها بايده الاتنين بحيث متفلتش منه و صوته واطي لكنه مليان رغبة :

_ "أنا حتى مستعد اسيب مراتي عشانك… وعايزك انتي وبس يا براءه مش قادر استحمل اشوفك بعيده عني .


براءة عيطت وهي بتحاول تبعده:

_ حرام… بالله عليك سيبني اروح لبيتي ابعد عني.

كان زياد مغيب في لهفته وقال:

_ ازاي انتي عندك ستاشر سنه ومظهرك مش باين عليه السن انتي حلوه يا براءه وانا عايزاك ترفضيني ازاي وانا راجل غني وشاب كمان..

كان مكمل كلامه معاها..

وفجأة… الباب اتفتح. و مراته شافتهم، شهقت بصوت عالي:

_ زياااااد! انت بتــخونني مع الخدامة والله عال؟!


زياد اتلخبط ووقف بسرعة، لكن هي ما سكتتش:

_ انت راجل قليل الذوق ! دي طفلة حتي فين رجولتك وقيمتك!؟؟؟.


زياد بغضب: 

مااالك .. حاسبي علي كلامك أنا راجل غصب عنك انتي فاهمه واللي شوفتيه كان سوء تفاهم ومحصلش حاجه ما بينا ..

براءة انهارت من العياط وهي بتحاول تستر علي نفسها، وجريت من البيت وسابتهم وهي بتسمع صوت زعقيهم وأثناء وهي ماشيه من غير ما تبص وراها. وهي بتجري في الشارع عينيها مليانة دموع، عدّت الطريق بالعافية، عربية كانت هتخــ...بطها.


صوت راجل جه من الشباك:

_ ايه يا حجه انتييي ما تبصي قدامك؟!"


براءة بصت بخضة وقالت بسرعة:

_ آسفة…


ولسه مكملة جري، من غير ما تاخد بالها إن الراجل اللي في العربية هو نفسه غسان اللي شافها قبل كده في الصيدليه، ولسه متلخبط من وجودها في حياته فجأة وسأل نفسه ومحتار ، ومعقوله انتي ليه بتطلعلي زي الاشباــح كدا وازاي سايبن عيله في الشارع في نص الليل غسان كمل طريقه وهو مستغرب من بيشوفه .

براءه ..رجعت البيت وهي منهارة، قفلت على نفسها الأوضة وانهارت في حــضن نفسها بقهره لحد ما النوم غلبها .

صحيت على صوت ستها وهي بتزعق:

_ قومي يا براءة… في حد جاي عشانك. قومي والبسي حاجة حلوة.


براءة استغربت وقالت بتعب:

_ مين؟


ستها ببرود:

_ هتعرفي دلوقتي.

 براءة جهزت نفسها ونزلت وهي قلبها بيدق، ولما شافت الراجل اللي قاعد ظهره ليها، وقفت مكانها. أول ما لف وبان وشه، شهقت:

_ إنت؟! انتتت إيه اللي جابك هنا؟


 وقف بهيبته، وهو بيقفل زرار الجاكيت بابتسامة جانبية:

_ جاي عشان أتجوزك يا عروسة. وكبار البيت موافقين… و الليله كمان النهاردة اظن مفيش اعتراض يا عروسه

براءة شهقت وصوتها اتكـسر وهي بتقول بارتباك:

_ إيه؟! اتجوزك إزاي وأنا حتى مش…

وقبل ما تكمل، ستها تقاـــ طعها وقالت بحدة:

_ خلاص يا بت، وافقي، ده رزق جالك لحد عندك!

براءة اتصدمت، بصت لستها بعيون كلها لعنة وصدمة ...ووووو 

الخامس 


زياد اتكلم بشك وصوته فيه نبرة تحدي:

_ كمّلي جملتك… خوفتي ليه !!!


براءة بلعت ريقها وهي بصّة على ستها بعيون مضطربة وقالت بضيق:

_ حضرتك انت متجوز… وأنا مقبلش حد عايز يتجوز من ورا مراته.


زياد ابتسم ببرود وسخرية واضحة:

_ دي حاجه متخصكيش، الشرع محلل أربعة… وبعدين أنا جيت أنقذك من شغل الخدامين. هو في حد يطول يتجوز زياد السيوفي مرّة واحدة؟ فوقي بقا.


براءة قالت بقر*ف وهي عينيها محمرة من الغضب:

_ هو فعلا مش عايزه أطول… عشان مش عايزاك أصلا.


زياد اتعصب وصوته علا وهو بيخبط إيده في الترابيزة:

_ اسمعي يا بت انتي ! ستّك موافقة، غير كده الباقي ميهمنيش. فاهمة؟!! النهارده تحضري نفسك… وبعد ساعتين تكوني جاهزة. وإلا أقسم بالله هتشوفي مني الوش التاني!


مشي زياد وهو متنرفز، وعفاف قربت من براءة بخبث وقالت بصوت كله تحريض:

_ يا عبـــ...يطة! هو حد يطول جوازة زي دي؟ ده إنتي هتوصلي لحاجة تانية، هتبقي غنية وهتصرفي على أمك… وهتعيشي حياتك بدل المرمطة دي.


براءة دموعها نزلت وهي بتقول بحرقة:

_ بس أنا مش ب*نت… لو عرف هتبقى فضي*حة.


ستها شددت كلامها بحزم وخبث في عينيها:

_ بس يا بت! اكتمي على الموضوع ده، متقوليش لحد حاجة لحد ما تتجوزي… وبعدين نتصرف.


براءة بصوت مخنوق من العياط وضيق:

_ أنا مش مرتاحة… ومش عايزة أتجوز. أنا عايزة أشتغل وأصرف على أمي التعبانة.


عفاف عضّ"ت على سنانها وقالت بغيظ:

_ طب بصي يا حلوة… من هنا ورايح هتسمعي كلامي. عارفة ليه؟ عشان إنتي عايشة على كتافي! فلوسي كلها رايحة عليكي إنتي وأمك. وهتتجوزي النهارده يعني هتتجوزي. يلا من وشي… يلااا.


براءة دخلت الأوضة وهي دموعها مغرقاها وقلبها بيتق"طع. قعدت تعيط بحر*قة لحد ما اختنقت من كتر العياط، وساعة كاملة عدّت وهي مش قادرة تتحرك ولا حتى تلبس. لحد ما ستها دخلت عليها وأجبر*تها بالعافية تلبس الفستان.


براءة لبسته بالعا"فية وهي منهارة، وعيونها مليانة دموع. ستها وقفت قدامها بتحذير قاسي:

_ خلي بالك… متفتحيش موضوع الختا"""*ن ده خالص! تسكتي لحد ما تتجوزي… وأوعي تنطقي بحرف. سامعة؟


براءة كانت بتترعش، دموعها مغرقاها ووشها شاحب. وفجأة الباب اتفتح وزياد دخل ومعاه المأذون. ستها مسكت إيد براءة وسحبتها غص*ب لبرّة.


زياد أول ما شافها اتسمر مكانه، عيناه مسحوا ملامحها بنهم، جمالها شدّه رغم دموعها، بلع ريقه بشوق وقال بسرعة:

_ يلا يا مولانا… اكتب. خلينا نلم الليلة دي.


المأذون بص له باستغراب وهو بيقلب في الورق:

_ استنى يا أستاذ زياد… البنت دي صغيرة أوي. واضح إنها لسه ما كملتش ستاشر سنة. وأنا مقدرش أوثق عقدها رسمي.


زياد ضحك بسخرية وهو بيرفع حواجبه:

_ يا مولانا، ما تعقدهاش. إحنا مش أول ناس نكتب كتاب بالطريقة دي. الورق كله تمام… وولي أمرها موجود.


المأذون بصّ لبراءة، لاحظ دموعها اللي نازلة بصمت وخوفها اللي مالي وشها.

_ طيب يا بنتي… إنتِ موافقة على الجواز ده؟


براءة حاولت تفتح بقها عشان تقول حاجة، بس عفاف ضر"بتها في ضهرها بخفة وقالت مبتسمة:

_ أكيد موافقة يا مولانا… هي بس مكسوفة.


براءة دموعها نزلت أكتر، صوتها مخنوق وهي بتحاول تنطق:

_ أنا… أنا…


زياد مسك إيدها بعصبية وضغط عليها وقال بحدة:

_ قولي موافقة… وبطّلي عياط.


المأذون اتنحنح وضغط على كلماته:

_ أنا مش هكتب إلا لما أسمع موافقتها بصوتها.


عفاف قربت من ودنها وهمست بنبرة تهديد:

_ لو فتحت بقك بكلمة غلط… هاطر*دك إنتي وأمك في الشارع. فاهمة؟


براءة بلعت ريقها وهي بترتعش، وبصوت مخنوق من العياط قالت:

_ م… موافقة.


المأذون كتب العقد بتردد، قلبه مش مطمئن. زياد ابتسم ابتسامة باردة كلها شهو*ة وانتصار، عيونه مثبتة على براءة:

_ مبروك يا عروسة… من النهاردة بقيتي مراتي.

براءة حست نفسها متحاصرة بين تهد""يد ستها وضغط زياد، قلبها وجعها على نفسها وعلى عمرها اللي بيتسر*ق. زياد مد إيده وخد إيديها وهو بياخد نفس تقيل:

_ يلا بقا… أنا هاخد العروسة معايا يا حجة.


عفاف فرحت وكأنها كسبت صفقة العمر، وقالت بضحك عالي:

_ أكيد طبعًا، دي مراتك يا بني… ألف مبروك.


براءة مشيت ورا زياد وهي بتعيط في صمت، دموعها نازلة غصب عنها وصوت شهقتها مكتوم. زياد لاحظ عليها وضاق صد"ره وقال بنبرة متعصبة:

_ براااءه… أنا صدعت. إنتي كبرتي على العياط ده، اتهدي بقى.


وصلوا البيت، وزياد ماسكها كأنه بيجرها جَر. دخلوا الشقة بسرعة، طلعوا على الأوضة، قفل الباب بقوة ورمى الجاكيت على الأرض وبدأ يفك زرا"ير قميصه. قرب منها ور"ماها على السرير، عينيه مليانة ر"غبة.


براءة شهقت جامد، صوتها كان طفولي وهي بتعيط بخوف:

_ أنا خايفة… إنت بتعمل إيه! متقربش… بالله عليك.


زياد قرب أكتر وصوته فيه غِل وشهو""*ة:

_ متخافيش… مش هخليكي تحسي بيا. ومش عايز تشنج… اثبتي وبطلي عياط.


هي فضلت تعيط زي الأطفال، صر*خت وهي بتستغيث بأمها وكأنها بتدور على حضن يحميها. زياد اتعصب صوته خرج غليظ:

_ بسس… اصبري.


قعد شوية يحاول يسيطر على الوضع، لكن فجأة وشه اتبدل للصدمة، بعد عنها بسرعة وقال بانفعال:

_ هو إنتي مش بـ....نت؟؟ بنو*ت؟؟


براءة كانت منهارة، عينيها بتتقفل من التعب، جسمها كله بيرتعش لحد ما أغمى عليها.


زياد مسك رأسه بعصبية ونرفزة، ضرب كف بكف وقال بصوت عالي:

_ يعني إيه أنا اضحك عليا أنا!! إزاي؟ معقولة البت دي حد لمسها قبلي؟ دي كانت مرعوبة ومتعرفش حاجة… هتج*نن، لا لا… أنا مش هسيب الحوار ده.


عدى الليل، والصبح لما صحيت براءة لقت نفسها مش لابسة هدومها، اتكمشت في نفسها وسحبت الغطا لحد دقنها. بصت ناحية زياد لقت ضهره ليها. كانت عايزة تقوم، بس لقيت إيده فجأة ماسكة إيدها يشدها ليه. عينيه كلها استحقا*ر وقرب منها وقال بصوت واطي بس كله غضب:

_ قوليلي بقى… اللي أنا شوفته ده صح؟ ومين عمل فيكي كدا؟ تردي من غير نقاش… هممم؟


براءة حاولت تبعد عنه وهي بتعيط، دموعها نازلة بحر*قة. هو اتنرفز وقفل عينه بقوة وقال بضيق:

_ أنا مش عايز عياط… من امبارح وانتي مش سايبة العياط. نفسي أفهم… بتعيطي على إيه؟؟؟


براءة بصوت متق"طع ودموعها مغرقاها:

_ أنا تعبانة… مش قادرة.


زياد مسك وشه بإيده، ضيق باين في ملامحه، وقال ببرود جار"ح:

_ معلش… هتخفي. وبعدين إنتي هتعملي عليا الخضرة الشر"يفة؟ قولي مين عمل معاكي كدا… انطقي.


براءة اتشهقت من العياط وقالت ببراءة وهي بترتعش:

_ إنت أول واحد… محدش قرب مني والله.


زياد حاول يسيطر على غضبه، نظرته محتارة فيها، صوته هدي شوية:

_ ماشي يا ستي… أنا أول واحد. بس أنا مشوفتش حاجة تثبت… حتى  انك بن"ت تحبي نجرب تاني يمكن أنا غلطان؟


براءة شهقت بخوف، جسمها كله بيرتعش:

_ لا لا… بالله عليك مش عايزة كدا.


زياد قام من على السرير، عقله بيغلي، مش قادر يصدق، داخل الحمام وخرج وهو لسه متضايق. لقاها قاعدة بتعيط بنفس الطفولية.


قال ببرود:

_ قومي اعملي فطار. وبعد الفطار تجهزي… هتروحي الشقة تخدمي البيت، ولا كأن في حاجة حصلت بينا. هنا مراتي… هناك خدامة. فاهمة؟


براءة هزت راسها بالدموع وقامت بالعافية، عملت الفطار وهي بتح"بس وجعها، وزياد فطر. بعدين خدها في العربية وقرب من البيت، صوته كان كله تحذير:

_ انزلي… روحي البيت، وأنا عندي شغل. هرجع أخدك نرجع البيت.


براءة اتلخبطت وقالت بخوف:

_ بس… الست هانم مش هتدخلني البيت بعد اللي حصل.


زياد رد بجمود:

_ لا… أنا كلمتها. لو عملت معاكي حاجة… قوليلي. يلا انزلي.


براءة نزلت وهي بتترعش، قربت من البيت وخبطت. ملك فتحت لها بسخرية:

_ خشي بسرعة… واعملي الأكل. عندي أهلي جايين ومش عايزة تأخير ولا غلطة… ماشي؟؟


براءة هزت راسها بخوف، دخلت المطبخ وجهزت الأكل بالعافية. أهل ملك جم وقعدوا، وهي واقفة في المطبخ وبتعيط من وجع بطنها. فجأة سمعت ملك بتناديها تجيب طبق شربة.


وهي خارجة من المطبخ اتخبطت في حد، الشربة وقعت على جس"مها. صر"خت بدموع من الحر*ق، وبصت للي قدامها… كانت صدمة لما شافته للمرة التانية.


غسان بصوت هادي وهو بيحاول يطمنها:

_ اهدي… متقلقيش .

جاب لها مية بسرعة، بلل قماشة وبدأ يخفف الوجع من عليها. براءة مش قادرة تستحمل الحر"قة، دموعها نازلة:

_ إنت عايز مني إيه؟ عرفت مكاني إزاي؟

غسان وهو بيضغط القماشة على إيديها، صوته فيه ضيق:

_ يعني هو أنا هجري وراكي؟ أنا أخو ملك… ومعرفش إنك بتخدمي هنا.

فجأة دخل زياد المطبخ، عيونه مو"لعة غضب، صوته انفجر:

_ إنت بتعمل إيه يا غساااان مع الخدامة؟ بتقلب عيشك معاها؟؟؟

براءة شهقت بخضة، عينيها اتسعت وهي شايفة نظرات زياد الحمرا… واضح إنه مش ناوي يعديها على خير.ووووو

السادس 


غسان بعد عنها ولف ضهره وقال بجمود، صوته مليان حدّة واضحة:

_ هو إيه اللي بقلب عيشي معاها؟ ما تحترم نفسك يا زياد! ومالك متضايق كدا ليه؟ هي تخصك في حاجة؟!


زياد عض على شفايفه، بيحاول يسيطر على الغليان اللي جواه، واتكلم بتردد يخبي وراه نار:

_ لا.. بس وقفتك معاها مش لايقة بقيمتك يا حضرة الظابط، يعني لو عاوز حاجة هي هتجبها لحد عندك..


غسان رفع حواجبه ببرود، وهو بيرمي كلامه كالسيف:

_ شي ميخصكش.. أنا بساعدها عشان البنت اتلسعت في جسمها، ودي غلطتي من الأول.


غسان بص لبراءة بعطف، وصوته رقّ:

_ بقيتي أحسن؟


براءة هزت راسها بخفة، عينيها بترتعش،  من القلق، وهي باصة ناحية زياد اللي كان واقف عينه مو*لعة وغيرته واكله فيه.


وفجأة دخلت ملك، نبرة صوتها متوترة ومليانة استفهام:

_ في إيه؟ مالكم واقفين كدا ليه؟ هي البت دي عملت حاجة غلط ولا إيه؟ … وإيه ده اللي على الأرض؟ وقعتي الأكل؟


ملامحها اتحولت لغضب، وبدات تبعد براءه بايديها وصوتها عالي:

_ كدا بهدلتي الأرض! ده انتي مبتعرفيش تنيلي حاجة..


براءة اختل توازنها وكانت هتقـ"ع على الأرض، بس لحقت تمسك في قميص غسان. غسان جذّ"بها بقوة ناحيته وخدها في حض"نه، بس قبل ما يلتقط أنفاسه، صوت زياد دوّى في المكان كله بغضب:

_ ماالك كفاية بقا! من إمتى بنعامل الناس بالشكل ده؟ دي طفلة! تعملي عقلك بعقلها عشان غلطت في حاجة مكنش قصدها فيها؟!


براءة كانت بتعيط في صمت، دموعها بتنزل على خدها وهي خايفه ومستخبية في غسان اللي كان قلبه وجعه من أسلوب أخته.


ملك رفعت عينيها باستحقار وقالت ببرود:

_ عشان هي غلطت.. وتستحق المعاملة دي، عشان مش عارفة شغلها كويس.


زياد جز علي سنانه وهو شايف براءة في حضـ"ن غسان، نبرة صوته مليانة ضيق وغيرة:

_ اتفضلوا سيبوها تكمل شغلها، وانتي روحي شوفي أهلك برا.. وانت يا غسان، سيبها تشوف شغلها. لما صدقت يعني تنتهز الفرصة..


غسان زفر بخنقة، وطلع من المكان. ملك قبل ما تخرج بصتلها باستنكار:

_ امسحي اللي عملتيه ده واعملي قهوة للبشاوات اللي برا.. فاهمة؟


خرجت ملك، وزياد عـ"ض على شفا"يفه بغضب مكتوم وقال بصوت واطي بضيق:

_ كلامنا في البيت..


براءة فضلت بدموع جامدة، وتبص على نفسها وايديها اللي حمره من الشوربة، قلبها وجعها وهي بتترعش. وبعد شوية، طلعت بالقهوة ووزعتها على الضيوف، وعيونها محمرة من العياط.


وهي بتقدم لزياد، شاف عينيها المورمة من العياط، وشفا"يفها المنتفخة.. حاجة جواه اتحركت، إحساس غريب بشوق حاول يقاومها بالعافية.


وفجأة، كوباية ملك اتفلتت من ايديها على الأرض، صوتها عالي وقالت بضيق:

_ انتي يا بنت! تعالي شيلي الكوباية اللي وقـ"عت دي!


براءة هزت راسها بتوتر وقالت بخوف:

_ حاضر يا ست هانم.


قربت تسيب الصينية، لكن رجل ملك كانت ممدودة، براءة اتشنكلت ولقت نفسها علي الارض ، والصينية كلها اتهدت على الأرض.


ملك شهقت بتمثيل، صوتها مزيف لكن غاضب:

_ لا بقاا! انتي غلطاتك كترت المراتي! وبقيتي تستهـ"بلي؟


قامت بسرعة، مسكت براءه وهزتها بغضب، وحركتها من مكانها، وزياد اللي شاف مراته بتتذل من ملك مراته الأولى.


ملك بزعيق:

_ سامحتك كذا مرة وانتي مفيش فايدة فيكي! خدامة ملهاش لازمه! منتيش شغاله عندي تاني يلا اتفضلي اطلعي برا!


الكل كان مضايق من أسلوب ملك الو"حشي. زياد اتخنق، وغسان عينه ما سابتش براءة وهو شايف مذلوله قدام الكل.


زياد اتنفس بصعوبة وقال بغضب:

_ ملك! اسكتي خالص لحد هنا وكفاية. وانتي يا براءة.. خدي بعضك وروحي بيتك. كدا الموضوع بقا بايخ. اتفضلي.


دموع براءة نزلت بغزارة، جرت بسرعة وفتحت الباب وخرجت.


زياد، صوته مليان ضيق:

_ ينفع يا عمي؟ اللي بتعمله بنتك مع الناس؟ من إمتى بقا أسلوبنا كدا؟


أبو ملك بص لابنته بعتاب:

_ عيب يا ملك.. مش ده طبعك يا بنتي. حتى لو غلطت، تتعلم. منهبش فيها كدا! دي طفلة، باين عليها.


ملك ردت ببرود وجمود:

_ دي خدامة يا بابا.. عايز أسلوبي يبقا ازاي؟ لو سبتها، هتخيب في شغلها أكتر. أنا فاهمة دماغهم. معرفش يا زياد.. انت مخنوق عليها كدا ليه؟ دي حتة خدامة ولا راحت ولا جت.


زياد، عصبيته انفجـ"رت:

_ انتي راكبك الغلط من ساسك لراسِك، وجاية تتكلمي! أنا قر*فت من أسلوبك ده. متجيش تقوليلي هاتلي خدامة تاني.. مادام ده أسلوبك مع الناس.


زياد خرج بسرعة، قلبه متخنق، دماغه بتشيط وهو بيدور على براءة. فضل يرن عليها وهي مش بترد.


براءة راحت عند ستها، فتحتلها الست وهي مستغربة منظر دموعها:

_ انتي جيتي ليه؟ فين جوزك؟


براءة غرقانة دموع، صوتها متقطع:

_ أنا مش حابة العيشة دي.. أنا عاوزة أطلّـ". ق.


عفاف شهقت:

_ نعم يا أختي؟ تطلّقي إيه من زياد السيوفي؟ شكلك اتهـ"بّلتي؟! روحي لجوزك!


براءة انهارت أكتر:

_ بالله عليكي يا ستي، مسبنيش معاه.. أنا مش قادرة أستحمل الوجع ده. نفسيتي تعبت! حسي بيا لو مرة واحدة.. حني عليا! المرة دي، عامِليني على إني حفيدتك اللي متقدريش تستغني عنها.


عفاف ردت بحزم:

_ كل اللي بعمله عشان مصلحتك.. عايزة أشوفك أحسن من البنات التانية. رزقك جه من عند ربنا، واحد غني وسمعته معروفة. روحي لجوزك وحلي مشاكلك معاه.


براءة بزعيق و بدموع:

_ مش عايزةااا! مش عااايزه!


وفجأة الباب خبط جامد، الصوت مر"عب. براءة اتجمدت، قلبها نزل في رجلها.


صوت زياد جاي من ورا الباب، غاضب ومتوتر:

_ افتحي يا حجة.. افتحي بدل ما أكـ"سر الباب ده.


براءة جريت على أوضتها، . وعفاف فتحت والارتباك مالي وشها. زياد دخل، عينه بتدور على براءة زي الو"حش اللي بيدور على فريسته.


صرخ فيها:

_ هي فين براءة؟!


عفاف اتلخبطت:

_ براءة؟ معرفش فينها..


زياد عينه بقت مخيفه، صوته نازل كالرعد:

_ أنا عارف إنها هنا. براءة! أظهري حالا بدل ما أسو"د عليكي عيشتك!


براءة كانت بتكتم نفسها من التوتر. زياد طلع ناحيتها، خبط الباب برجله وكسـ"ره بجسمه الضخم.


دخل الأوضة، صوته رجولي مخيف:

_ يعني أفضل أدور عليكي في البيت.. وفي الآخر ألاقيكي هنا؟ ومش عايزة تيجي كمان؟! طيب يا براءة.. هتيجي معايا وغص  ب عـ"نك وعن أهلك.


براءة جريت، هو جري وراها، صوته غاضب يهز المكان:

_ يعني عايزة تلعبي؟ طب والله ما هسيبك!


ومسكها قبل ما تهرب، وشالها علي ايديه وهي بتزعق وبتبكي زي الأطفال وقال بغضب مكتوم:

_ اسكتي خالص! وربنا يا براءة.. هخليكي تستغيثي/ مني في البيت. بس استني عليا.


خرج بيها، عفاف عضـ"ت على صوابعها من الخوف.


زياد دخل العربية، براءة بتحاول تبعده وتنزل:

_ سبني بقااا! أنا بكر"هك! والله هقول لمراتك إنك متجوز عليها!


زياد، عينه مو"لعة وصوته زئير:

_ بتهـ"دّديّني يا بت؟! طب وريني! وربنا ما هسيب فيكِ حـ"تة يا براءة.. وعليكي وعليها كمان أنا مبخفش من حد!


وصل البيت، دخلها الاوضه ، بعدها على السرير. صوته كان كله وعيد:

_ استني بس عليا.. استحملي شيا*طيني.


براءة فضلت تبكي بحر"قه وقهر:

_ ابعد عنيي يا مامااااا..


زياد، رغم صرخها ، كان مكمل، لكن فجأة وقف لما حس إنها بتنهار.


بعد عنها وهو بينهج، جاب علبة سيجا"ر، وشرب وخلا الد"خان مالي الأوضة. صوته بارد وقاسي:

_ مسمعش... صوتك.. عشان بعد كده متفكريش تهـ"دّديّني تاني. مش كفاية قبلت واحدة زيك؟ وكمان مش... بنـ  ت، لا وكمان إيه اللي بيغظني أكتر واقفة مع غسان؟ غسان يا براءة بتدلعي عليه وأنا واقف! إيه عجبك الوضع؟ وحنيته، فا قولتي تكملي معاه لا وفي حضوري كمان وشايف مراتي مع أخو مراتي التانيه؟ ماشي يا براءة، ماشي..


براءة بصوت تعبان، عينيها بتتقفل:

_ أنا تعباااانة.. مش حاسة بنفسي.


زياد وهو بيشفط من السيجا"رة، والأوضة بقت د"خان، مبصش عليها وقال باستهزاء:

_ تستاهلي اللي اتعمل فيكي اللي يجي معايا سكة غلط بندمه..


براءة بتعب أكتر وصوتها بيروح:

_ مش قادرة الحقني يا زياد..


زياد بص لها بالغلط، اتجمد مكانه. شافها بتنزــ/..ف من أنفها، جس/مها كله مرهق وفي علامات من ايده. اتخض، جري عليها وجاب مناديل وكتم الد&.م وقال:

_ براءة! اهدي استني! هتبقي كويسة.. متخافيش خدي نفس واهدي، مفيش حاجة!


بس هي كانت بتنهج بقوة وبتقفل عنيها وتفتحها.. لحد لما قفلت عينيها، وفقدت الوعي بين إيديه.


زياد اتوتر، قلبه دق بسرعة وهو مصدوم جوا نفسه من اللي عامله. وفي اللحظة دي تليفونه كان بيرن كتير. زياد مسك تليفونه وفتح على ملك وهي بتعيط:

_ عايزه إيه يا زياد؟ أنا مش ناقص متزفّت في الشغل.

ملك بدموع جامد:

_ الحقني يا زياد، أنا بسقـ،،/"ط


زياد اتسمر في مكانه أكتر…ووو


السابع 


زياد بلع ريقه لما سمع إن ملك بتسقط، قفل معاها بسرعة، وبص على براءة اللي أنفها بينز../ف. كان محتار ومتلخبط… هيضحي بمين؟ بالخدامة ولا مراته اللي بنت ناس أكابر!

بس خد قراره النهائي… ساب براءة نايمة على السرير، غطاها وهو بيبص عليها بوجع داخلي، ولبس هدومه بسرعة وجرى على ملك.


لما دخل البيت اتفاجئ باللي شافه… الشموع منورة في كل مكان، قلب مرسوم على الأرض، وملك واقفة قدامه بابتسامة لطيفة. قالت بصوت رقيق:

_ أنا آسفة إني كذبت عليك، بس مكنش في طريقة تانية تخليك ترجع ونتصالح.


زياد بضيق جامد، صوته مليان عصبية:

_ "هو انتي فاكرة اللي عملتيه ده يفرحني؟ تجيبيني على ملا وشي وأنا قلقان عليكي؟! ملك… انتي مريضة بجد ولازم تتعالجي.


ملك بحزن، عينيها غرقانة دموع:

_ "آسفة والله يا حبيبي… حقك عليا. أنا مقدرش أعدي يوم واحنا زعلانين من بعض. هي السبب… منها الله.


زياد بعصبية:

_ ملك… أنا مش عايز أسمع الكلام ده تاني! انتي عارفة مين الغلطان، وعشان كده متجيبيش سيرتها قدامي.


ملك رفعت صوتها بضيق وعيونها فيها غيرة وشك:

_ مالك مهتم بيها أوي كده ليه؟! إيه حكايتك معاها؟ حتى النهارده دافعت عنها ووقفت ضدي عشانها! أنا بقيت أشك فيك يا زياد.


زياد بنفاد صبر، صوته اتغير وهو بيصرخ:

_ اللي انتي شايفاه يا ملك! أيوة… بخو/نك معاها! وبنام معاها كل يوم! كده مبسوطة؟!"


ملك شهقت وصوتها اتكسر:

_ "زياد! انت بتهزر… صح؟ معلش، والله لو ضايقتك، خلاص مش هشك فيك تاني."


زياد بتأكيد وهو عينه مليانة غضب وقهر:

_ "اللي سمعتيه صح. أنا بخو.../نك معاها… عشان مبقتش طايق العيشة معاكي. كل يوم نكد وخناق ومشاكل! أنا مبقتش قادر أستحمل، ومتلومينيش… لومي نفسك!

لف ظهره وقال ببرود قاتل:

_ أنا ماشي يا ملك.


ملك جريت عليه وهي منهارة، دموعها مغرقاها:

_ "زيااااد بالله عليك متسبنيش! حقك عليا… والله هعمل اللي انت عايزه كله… بس متسبنيش لوحدي، أنا بحبك."


زياد حاول يفلت دراعه بعصبية:

_ سيبي إيدي يا ملك… ابعدي!


لكن ملك كانت متشبثة فيه، مش عايزة تسيبه. فجأة زياد زقها بعيد عنه، وترمت على الأرض، والشموع مسكت في هدومها.


ملك صرخت من الخضة:

_ "زيــــــــاد!"


زياد اتخض، جرى عليها بسرعة، وقل..ع الجاكيت وهو بيطفي النا..ر بجنو/ن:

_ ملك! ملك استني… متخافيش هنقذك


ملك كانت بتصرخ من الألم، وبعد ما النا..ر اتطفت فقدت الوعي من الصدمة. زياد حض../نها وهو بيشهق، وشالها بسرعة على إيده.


في نفس الوقت… براءة صحيت فجأة، ملقتش زياد جنبها. بصت على جس/..مها لقت الكد../مات مطبوعة من إيده… عيطت بوجع وقهر.

قامت بالعافية، لبست هدومها وهي بترتعش، وخرجت من الشقة.


الدنيا كانت ضلمة، الشارع فاضي، خطواتها بطيئة وخايفة. كانت تايهة ومش عارفة تروح فين… لحد ما قعدت منهارة على جنب في مكان مقطو..ع عن العالم، ونامت من التعب والوجع.


الصبح، زياد كان نايم وجنبه ملك على ص.د.ر.ه. لما بعد عنها بشويش، كل تفكيره راح لبراءة اللي سابها لوحدها. لبس بسرعة، ورجع البيت التاني.


فتح الباب… ملقهاش! اتصربع وهو بيدور في كل مكان:

_ برااااءة! سبتيني ومشيتي؟! طب وربنا ما هتعرفي تفلتي مني! هجيبك من تاني… ماشي!"


فضل ي.ك.س.ر في البيت من عصبيته، ونزل يدور عليها بجنو./ن.


براءة في الناحية التانية، كانت بتدور على شغل ومكان تنام فيه. دخلت مطعم كبير، وطلبت تشتغل. الراجل وافق وقال:

_ من النهاردة هتشتغلي ولو عاوزه ليكي يومية مية جنيه."


براءة ابتسمت لأول مرة وقالت برجاء:

_ طب… مفيش هنا حتة أنام فيها؟


الراجل فكر وقال:

_ في أوضة صغيرة ممكن أحجزها ليكي، ولما تخلصي شغل تريحي فيها.


براءة فرحت وقالت:

_ متشكرة أوي والله.


وبدأت الشغل وهي مبسوطة إنها لقت مكان أمان.

بعد يومين كان زياد لسه بيدور على براءة بجنو../ن، وفي نفس الوقت براءة كانت شغالة في المطعم.


قدمت مشروب لزبون، فجأة مسك إيدها بقوة وقال بتوهان:

_ فين الحتة بتاعتي...


براءة شهقت بخوف:

_ حتة إيه يا أستاذ؟ سيب إيدي!


الزبون طلع السلا../ح ورفعه عليها بعصبية:

_ فين البضاعه؟! أنا دافع مبلغ كبير وجيت أستلم.


براءة بدموع:

_ أنا لسه جديدة… معرفش حاجة والله.


صاحب المكان حاول يقرب، لكن الشاب حط ال.س.لا.ح على راسها:

_ لو مخدتش الحاجة دلوقتي… مش هخليها تعيش!


الناس جريت من المكان وهي بتصوت. صاحب المطعم قال بخوف:

_ هديك اللي إنت عاوزه، بس سيبها… الشغالين ملهمش ذنب.


الشاب صرخ:

_ مش هسيبهااا غير لما تديني اللي عاوزه… إديني وانا هسيبها.


الراجل أشار:

_ مازن… هات بسرعة.


مازن جاب كيس صغير، الشاب أخده وشمّه بابتسامة غريبة.


براءة بصوت برجاء:

_ سبني… الله يخليك. مش إنت خدت اللي عاوزه؟ سبني بقى.


الشاب ضحك:

_ ما أنا عايز أتمزج بردو… إنتي هتيجي معايا البيت يا حلوة.


شدها معاه ورفع السلا.../ح على الناس:

_ لو حد قرّب… أنا هفرّ..&تــك دماغه!


براءة بدموع:

_ مسبنيش يا عمو جمال… خليه يسبني يا عمووو… أنا مليش دعوة بحاجة.


الشاب بعصبية:

_ شششش! مش عايز كلام كتير!


وفجأة… الباب اتفتح جامد، عساكر دخلوا، والشاب استخدم براءة كدرع. في لحظة غسان ظهر من وراه، عينه كلها غضب… ولف دراعه حوالين رقبة الشاب بقوة.

 وهو بيشد السلا.../ح بعيد عن راس براءة.

الشاب اتخض وصوت براءة كان بيرتعش وهي بتصرخ:

_ الحــقونييي…


غسان بصوت هادر:

_ سيب البنت دلوقتي يا و..اطي!


الشاب بدأ يتخبط وساب براءه وهو حاول يفلت.

العساكر حاولوا يقربوا، بس غسان كان ماسك فيه بغل، وصوته مليان عصبية:

_ لو لمستها تاني… ساعتها قول علي نفسك يا رحمن يا رحيم !


الشاب اتنفس بسرعة وهو بيشد منه السلا..$ح:

_ أبعد عني يعم… أنا مش همشي من غير البضاعة!


غسان شد إيده بقوة عشان يبعد السلا$ح… وفجأة الطل$قه خرجت بالغلط.

الصوت دوّى في المكان…


براءة شهقت بصوت عالي، إيدها راحت تلقائي على جنبها وال..د...م بدأ ينزل، رجليها ترنحت وهي واقفة، وعينيها مليانة خوف.

_ آهــ… يااااااااه…


غسان اتجمد لحظة، وبعدين وشه قلب بجد، واتكلم بصوت كله غضب:

_ برااااااءة!

هجم على الشاب بكل قوته، وقع الس.لا...ح من إيده، غسان نزل عليه ضر$..بات متتالية وهو بيقول:

_ دفعتك تعمل كدا فيها؟… هاااا؟!! لو حصلها حاجه أنا همو...تك فيها يا حقي**ير


العساكر جريوا بسرعة وقيدوا الشاب اللي كان واقع على الأرض ب.ي.ن.ز.ف من ضرب غسان.


غسان جري على براءة، لحقها قبل ما تق/ع على الأرض، خدها في ح.ض.نه وهو بحزم وخوف:

_ برااااءة… ركزي معايا، ما تقفليش عنيك، هتكوني كويسه متقلقيش 


براءة ابتسمت وقالت بصوت ضعيف متقطع:

_ انت...عرفت اسمي ... منين .

غسان بلع ريقه وقال:

_ من ملك اختي المهم انتي افتحي عينك وخليكي قويه انتي قدها وهتستحملي .

براءه بدموع ووجع:

_ أنا عايزه اشوف ماما مشفتهاش هي في المستشفي نفسي اشوفها تاني ..

غسان استغرب شويه ومشي علي كلامها وقال:

_ هتشوفيها حاضر بس استحملي ..هااااتو الاسعااااف بسرعه.

بعد شويه الإسعاف جت وخدت براءه وغسان ركب عربيته ووراه العساكر لحد لما قرب من المستشفي وخرج من العربيه وجري علي براءه وحط أيده علي جنبها الم.جر.و.ح ودخل المستشفي معاهم لحد غرفه العمليات والممرضه قالت : 

_ خليك هنا لو سمحت ..

غسان وهو لسه واقف قدام باب العمليات، عينه ما بتفارقش الباب، إيده لسه فيها د./.م براءة، قلبه مقبوض بشكل مش طبيعي. طلع تليفونه بسرعة واتصل بباسل.


غسان بصوت متوتر ومشدود:

_ باسل… اسمعني كويس، أنا مسكت واحد ممسوك ببضاعه مخد*ر*ات ووقع في إيدي دلوقتي… بس أنا في مشكله أكبر.

باسل بدهشة:

_ إيه اللي حصل يا غسان؟ صوتك مرعوب كدا ليه؟


غسان وهو بيتنفس بسرعة:

_ في بنت… اتصا/بت قدامي، الطل$قه جات فيها بالغلط وهي ملهاش ذنب. أنا مش قادر أسيبها… هي جوه في العمليات دلوقتي.


باسل بجدية:

_ طب و المتهم؟


غسان شد صوته:

_ العساكر معاااه، مسكوه وربطوه، إنت خليك مسؤول دلوقتي وشيّل الشغل مكان ما أنا واقف، لحد ما أخلص من هنا.


باسل:

_ حاضر حاضر… متقلقش. بس إنت ركز في البنت دي، واضح إن الموضوع مأثر فيك قوي.


غسان بصوت واطي وكأنه بيكلم نفسه:

_ مش عارف ليه… بس وجودها خلاني أحس إني لازم أحميها… حتى لو على حساب نفسي.


قطع المكالمة وهو قاعد على الكرسي، ماسك راسه بين إيديه، كل ما يفتكر عينيها وهي بتقول “عايزه أشوف ماما” قلبه يتقبض أكتر.


بعد شوية، دكتور طلع من باب العمليات، غسان قام بسرعة وقرب منه وقال بلهفة:

_ هااا يا دكتور… هي كويسه؟


الدكتور نفض العرق من على جبينه وقال بهدوء:

_ الطلقة عدّت من الجنب وما لمستش الأع*ضا*ء الداخلية، الحمد لله حالتها مستقرة، بس محتاجة تفضل تحت الملاحظة كام يوم.


غسان تنهد براحة، وابتسامة صغيرة ارتسمت على وشه لأول مرة من ساعات:

_ الحمد لله…

بعد خمس أيام، غسان دخل يزورها وهي نايمة على السرير. وقف قريب منها وسرح فيها، عينه مليانة حيرة. قدامه بنت متعذ"بة، مش عارف عنها غير اسمها وصورتها هي وأهلها، ولا خوفها لما شافته وهو متصاب. كل مرة يشوفها يلاقيها في موقف كله ذل وتعب وإهانة وك..سر نفس. جواه رغبة يعرف: مين البنت دي؟ فين أهلها؟


وفجأة براءة بدأت تتحرك في نومها، ملامحها متألمة، دموعها نازلة وهي بتخرف بصوت موجوع:

_ أبيه… سبني يا أبيه… زياااد حرام عليك… سبني… أنا مش عايزاك… سيبني أروح لماما...


غسان اتصدم من اللي سمعه، وأول اسم جه في باله: زياد جوز أخته. عينيه اتجمدت، إيده اتكورت بعصبية، أسنانه ضغطت على بعض بغيظ وهو بيقول بصوت مخنوق:

_ زيااااد… واديني ما هرحمك.


براءة شهقت فجأة وصحيت، نفسها متقطع، عينيها متسعة من الخوف وهي تبص حواليها:

_ أبيه… أنا بعمل إيه هنا؟


غسان أخد نفس عميق عشان يمسك أعصابه ورد بهدوء مصطنع:

_ متقلقيش… إنتي في المستشفى. حصلتلك إصابة بسيطة في جنبك.


براءة كانت بترتعش، قامت بسرعة من السرير من كتر خوفها من وجوده. غسان قرب منها وقال بنبرة هادية بس عينه قلقانة:

_ براءة… اهدي، ارجعي مكانك دلوقتي… إنتي تعبانة.


براءة صوتها كان بيرتعش:

_ أنا عايزة أروح… بالله عليك يا أبيه، خليني أمشي.


غسان بعصبية مكبوتة:

_ تمشي فين؟ اقعدي مكانك!


براءة اتنفضت مكانها، دموعها نازلة، قامت تتحرك. غسان مسك دراعها بغضب:

_ إنتي مبتسمعيش الكلام ليه؟ عايزة تتعبي تاني؟


براءة بصت في عيونه اللي كانت مليانة غضب وارتباك، ورجعت لورا. هو قال بجمود وضيق:

_ إنتي هتروحي معايا… متسأليش ليه. مااااشي؟


براءة بدموع ووجع:

_ أنا مقدرش أمشي معاك… مفيش ملكش حكم عليا. سبني أمشي بعد إذنك.


غسان قرب منها بخطوات تقيلة، صوته واطي لكن غاضب:

_ هتيجي معايا… ذوق أو غ.ص.ب… عشان عندي مواضيع لازم أفتحها معاكي… ومش عايز نقاش كتير.


براءة كتمت نفسها من الخوف، لكن غسان لمح نز../(يف) على جنبها. مد إيده بسرعة يكتم الجر../ح. براءة شهقت من لمسته، وبعدته بكل قوتها وهي بتصرخ بوجع وغضب:

_ إنت إنسان مش كويس! قليل الأدب! بتلمسني ليه؟ بتاع إيه إنت؟ إيه صفتك عشان تفرض نفسك عليا؟!


غسان ضم حواجبه، صوته كان حاد:

_ إنتي قد الكلام ده والز/قة دي؟ طب يلا… امشي قدامي قبل ما أفرّغ غضبي عليكي. يلااا!


براءة كانت ماسكة جنبها من الألم وقالت بدموع:

_ بس أنا تعبانة… ومينفعش أخرج من المستشفى من غير ما أدفع الفلوس.


غسان رد بعصبية:

_ أنا دفعت فلوس المستشفى! متشليش هم… ومسموح تخرجي دلوقتي.


براءة بدموع وضعف:

_  أنا حالتي مش مستقرة… والمريض ما يخرجش غير لما يبقى كويس.


غسان رفع حواجبه بسخرية:

_ إنتي هتعمليهم عليا؟ أنا مش أي حد يا براءة… أنا ظابط. الوش البريء ده مش هيدخل في دماغي.


قرب منها بقسوة، مسكها من إيدها وفتح الباب عشان يخرج بيها. فجأة شاف زياد بيدور بجنو../ن عليها، بيسأل الممرضين. غسان عينه اتحولت نا*ر، قلبه بيغلي. بسرعة خبّاها في ركن ضيق، كتم بوقها بإيده وهو بيراقب زياد.


غسان بص لها بغل وقال بصوت مخنوق:

_ آه يا ولاد الـ… بقا مقضيينها مع بعض من ورا أختي؟ من ساعة ما شوفتك وقلبي مش مرتاحلك… لا إنتي ولا الحق".ير زياد.


براءة حاولت تطلع صوت، دموعها مغرقه وشها، مدّت إيديها تحاول تبعد إيده عنها. فجأة لمس الج.ر.ح من غير ما ياخد باله. الد../م ن.ز..ف إيده. براءة شالت إيده بصعوبة، شافت إيديها مليانة د؟؟م.


غسان بص باستغراب على إيده، وبعدين على فستانها اللي بقى كله د١٢٣م. قلبه وقع، شافها بتنهار، تنفسها بطيء، عينيها بتتقفل. سابت جســــ/مها عليه وهي فقدت وعيها.


غسان بسرعة سند دماغها على صدĵه، عينه اتغرقت غضب وقلق في نفس الوقت، وصوته طلع واطي وهو بيحاول يهديها:

_ بس… شششش… خلاص… هنروح البيت دلوقتي.

 "غسان كان وهو شايلها، عينيه مولعة غضب من زياد، بس جواه حاجة تانية بتكوي قلبه... خوف غريب عليها، وإحساس أول مرة يحسه إنه مش قادر يستحمل يشوفها م.س.ك.ورة كدا.ووووو يتبع


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات



❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙



تعليقات

التنقل السريع
    close